You are on page 1of 78

‫<<‬

‫<<‬

‫]‪< <íè…]ý]<íéÛßj×Ö<íée†ÃÖ]<íÛ¿ß¹‬‬
‫‪< <íée†ÃÖ]<Ùæ‚Ö]<íÃÚ^q‬‬
‫<<‬

‫<<‬

‫ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ‬


‫)إرﺷﺎدات ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﻳن اﻟﻣﺑﺗدﺋﻳن(‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ﻓﺗﺣﻲ إﺑراﻫﻳم ﻣﺣﻣد أﺣﻣد‬


‫أﺳﺗﺎذ اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﻳﻣﻲ واﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﻳﺔ‬
‫ﻛﻠﻳﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺳﻳوط‬
‫ﺟﻣﻬورﻳﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫إصدار خاص عن )المجلة العربية لإلدارة(‪ ‬‬


‫دورﻳﺔ إﻗﻠﻳﻣﻳﺔ ﻧﺻف ﺳﻧوﻳﺔ ُﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﻳﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﻳﺔ اﻹدارﻳﺔ ‪ -‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‬

‫‪2014‬‬
<< <<

<l]…çßÚ
< <íè…]ý]<íé
í éÛßj×Ö<íée††ÃÖ]<íÛ¿ß¹¹]
< <íée††ÃÖ]<Ùæ‚Ö]<íÃÃÚ^q
2014
<<
<<
<<
< <íè…]ý]<ííéÛßj×Ö<íée†ÃÃÖ]<íÛ¿ß¹]
< <ì‚‚è‚¢]<†’Ú<– í膣]<‚è†ee<2692 VhJ” ”
< <íée†ÃÖ]<††’Ú<íè…çã¶<–<ì†â^ÏÖ]
< <D202E22580077 Vêê×éÛŠÒ^Ê<D20 02E22580 0006<VÌi^â
ara ado@ara do.org.eg g<VêÞæÓÖý]<‚‚èÖ]
Website:
W www.ara ado.org.e eg
<<
<<

Jíè…]ý]<íéÛßj×Ö <íée†ÃÖ]]<íÛ¿ß¹]<l^ãqçi àÂ<ì…憖Ö^e<ÃÃi<÷<…]‚‘ý]<]„ãee<ì…]çÖ]<ð]…û] 


J…‚’¹]<±c<ìì…^ý]<°Ãjè<…]‚‚‘ý]<]„â<àÚ<Œ^^fjÎ]<ë_<‚ß 
¾ç˦<†ßÖ]æ<ÄÄfŞÖ]<ÑçÏu 
< <Jíè……]ý]<íéÛßj×Ö<íéee†ÃÖ]<íÛ¿ßÛ×Ö í¾
‫بسم ﷲ الرحمن الرحيم‬

‫" لِ ُك ٍل َج َعل َنا مِن ُكم شِ رعة َومِن َھاجا ً "‬


‫) المائدة ‪ :‬اآلية ‪(48 -‬‬
‫إھـداء‬

‫إلي زوجتي وأوالدي‬


‫سھـاد وطـارق وزيـاد‬
‫الذين تحملوا الكثير من أجلي‬
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫يلزمنا دائمًا – كطالب معرفة ومعايش ي نھض ة علمي ة مزدھ رة – أن‬
‫ن نھج أس لوب التفك ـير المنھج ي‪ ،‬والبح ث العلـ ـمي‪ ،‬فيم ا نكت ب أو نعم ل‪.‬‬
‫ونرى كثيرً ا م ن الق راء ي أملون ف ي أن يتمكن وا م ن الكتاب ة‪ ،‬ويتوق ون إل ي‬
‫التعبير عن آرائھم في القضايا المطروحة‪ ،‬أو مناقشة بعـــض مسائل العل م‬
‫مناقشة منھجية تصل بھم إلي نتائج مقبولة‪.‬‬
‫ويتمن ي ھ ؤالء أن ي روا كلم ـاتھم منش ورة ف ي كت اب‪ ،‬أو ص حيفة‪ ،‬أو‬
‫مجــــلة‪ .‬وإلي ھؤالء أعددت لھم ھذه السطور في قسمين أساس ين‪ .‬يتن اول‬
‫األول منھم ا "ماھي ة التفكي ر المنھج ي للبح ث العلم ي"‪ ،‬ويخ تص الث اني‬
‫بـ"األبعاد األساسية لمنھجية البحث العلمي"‪ ،‬وذل ك لتك ون من ارً ا لھ م عل ى‬
‫كيفية الكتابة والبحث عند تناولھم لموضوعاتھم‪.‬‬

‫‪5‬‬
JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ 

6
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫المحتويات‬
‫إھداء‪3 ...............................................................................................................................................................................:‬‬
‫تقـديم‪5 ............................................................................................................................................................................ :‬‬
‫القسم األول – ماھية التفكير المنھجي للبحث العلمي‪9 ................................................. :‬‬
‫مفھوم البحث العلمي ‪11 ................................................................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫أھمية البحث العلمي ‪11 .................................................................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫خطوات المنھج العلمي ‪12 ..........................................................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشروط العامة للتفكير والبحث العلمي ‪14 .................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراحل إنجاز البحث العلمي ‪16 ............................................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫متطلبات مدى صالحية الذات البحثية‪19 ....................................................................‬‬ ‫‪-‬‬
‫القسم الثاني – األبعاد األساسية لمنھجية البحث العلمي‪21 ........................................ :‬‬
‫أوالً – طبيعة وتصنيف منھج البحث ‪23 ..............................................................................................‬‬
‫ثان ًيا – جمع البيانات والمعلومات البحثية ‪28 ..................................................................................‬‬
‫ثال ًثا – العينات وأداة الدراسة والتحليل اإلحصائي‪36 ...........................................................‬‬
‫راب ًعا – صدق االختبار‪46 .................................................................................................................................‬‬
‫سا – مراحل إعداد البحث العلمي ‪59 ..........................................................................................‬‬
‫خام ً‬
‫سا – العناصر األساسية لكتابة البحث‪67 ................................................................................‬‬
‫ساد ً‬
‫ساب ًعا – األسلوب العلمي لكتابة البحث ‪75 ........................................................................................‬‬
‫مراجع مختارة ‪87 .......................................................................................................................................................‬‬

‫‪7‬‬
JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ 

8
‫القسم األول‬
‫ماھية التفكير المنھجي‬
‫للبحث العلمي‬
  êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú<VÙæù]<ÜŠÏÖ]

10
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫]‪< <Ùæù]<ÜŠÏÖ‬‬
‫‪êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú‬‬
‫مفھوم البحث العلمي‪:‬‬
‫بداية‪ ،‬ماذا نعني بمنھج البحث العلمي؟‪ .‬لقد أضحت مقولة "منھج البحث‬
‫العلمي"مص طلحً ا ف ي ق اموس حض ارة الق رن العش رين‪ُ ،‬ي راد ب ه ذلــــــ ـك‬
‫األسلوب العلمي المنظم في تناول الموضوعات‪ ،‬ودراسة المشكالت‪ .‬ويتمث ل‬
‫ھذا األسلوب في عدد من الخطوات المنسقة والمتتابعة منطق ًيا‪ .‬وتبدأ بتعريف‬
‫المشكلة أو الظاھرة قيد البحث‪ ،‬وعرض جوانبھا المتعددة‪ ،‬ثم اتخاذ ع دد م ن‬
‫اإلجراءات‪ -‬التي ق د تختل ف م ن ظ اھرة ألخ رى كم ا س يأتي بھ دف التوص ل‬
‫إلى النتائج‪ ،‬ثم تعميم ھذه النتائج‪.‬‬
‫أھمية البحث العلمي‪:‬‬
‫يح ق لن ا أن نس أل س ـؤاالً ال ب د من ه ف ي ھ ـذا الم ـقام‪ ،‬وھ ـو لم اذا ن ـتبع‬
‫مـنھ ـج البح ث العلم ي؟‪ .‬وبع ـبارة أكث ر تحدي ًدا‪ :‬م ا ال ـفائدة الت ي تع ـود عل ى‬
‫الـباحث‪ ،‬نتيجة إتباع منھج البحث العلمي؟‪.‬‬
‫إن أس لوب الم نھج العلم ي ف ي التفكي ر والدراس ة يس اعدنا‪ -‬ف ي بداي ة‬
‫األم ر‪ -‬عل ى اختي ار موض وع مح دد‪ ،‬نحص ر في ه ك ل تفكيرن ا‪ ،‬و ُنعم ل ف ي‬
‫نطاقه أدوات تحليلنا‪.‬ثم يمد لنا المنھج العلم ي ي د الع ون لتمح يص موض وعنا‬
‫بحثا‪ ،‬واستقص اء ع دد م ن اإلج راءات ف ي تسلس ل فك ري‬ ‫المدروس وإشباعه ً‬
‫وترابط منھجي؛ مستخدمين في ذلك عد ًدا من مناھج البحث التي تندرج تحت‬
‫الم نھج العلم ي‪ ،‬ك المنھج الوص في‪ ،‬والم نھج التحليل ي‪ ،‬أو التركيب ي‪ .‬وھ ذه‬
‫الخط ة المس بقة للبح ث تص ل بن ا ف ي نھاي ة المط اف‪ ،‬إل ى مجموع ة م ن‬
‫االستنتاجات الموضوعية الناجمة عن البحث األصلي‪ .‬ويمكن ب ذلك أن ننتق ل‬
‫إل ى خط وة أخي رة‪ ،‬حي ث نعم م ھ ذه النت ائج عل ى الح االت المش ابھة لمبحثن ا‬
‫األصلي‪ ،‬أو نصدر عد ًدا م ن التوص يات العلمي ة‪ ،‬أو نض ع نظا ًم ا ج ـدي ًدا‪ ،‬أو‬
‫نقـدم اقتراحـات علـمـية مسـتقـبل ـية‪ ،‬أو نتوص ـل إل ى ع ـدد م ـن الق وانين‪ ،‬أو‬
‫النظريات والقواعد العامــــــة‪.‬‬
‫خطوات المنھج العلمي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلحس اس بالمش كلة‪ :‬إن أول ى خط وات الم نھج العلم ي ھ ي اإلحس اس‬
‫بالمشكلة أو الموضوع الذي يطرأ على ذھن اإلنسان‪ ،‬والذي يشكل حاجة‬

‫‪11‬‬
‫]‪  êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú<VÙæù]<ÜŠÏÖ‬‬

‫ماسة أو س ؤاالً يبح ث ع ن إجاب ة‪ .‬وھ ذه الخط وة م ن األھمي ة بمك ان ف ي‬


‫م نھج البح ث العلم ي‪ ،‬فھ ي تھي ئ الباح ث لك ي يتفاع ل م ع المش كلة أو‬
‫ً‬
‫حثيثا التخاذ خط وات أكث ر إيجابي ة‪،‬‬ ‫الموضوع الذي يتعرض له‪ ،‬وتدفعه‬
‫في سبيل التوصل لحل لھذه المشكلة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد المشكلة‪ :‬ھنا يبذل الباحث كل قوته لكي يح دد المش كلة بعناص رھا‬
‫الرئيس ة وخطوطھ ا العريض ة‪ ،‬كم ا ھ ي مش اھدة عل ى أرض الواق ع‪.‬‬
‫فيتك ون لدي ه فك رة عام ة ع ن المش كلة‪ ،‬وإدراك ت ام لمالبس اتھا المھم ة‪،‬‬
‫وھذا إعداد له لكي يتخذ الخطوة التالية‪.‬‬
‫‪ -3‬ف رض الف روض أو الحل ول المتخيل ة‪ :‬يلج أ الباح ث إل ى تخي ل ع دد م ن‬
‫العالقات‪ ،‬تربط بين مجموعة من الظواھر‪ ،‬على نحو يؤدي إلى تفسيرھا‬
‫أو تفس ير بعض ھا‪ .‬ف الفرض العلم ي‪ -‬بھ ذا المعن ي‪ -‬ھ و مرحل ة متوس طة‬
‫بين إدراك المشكلة‪ ،‬والتوص ل إل ى حلھ ا وھن اك عوام ل ت ؤثر ف ي نج اح‬
‫الفروض العلمية‪ ،‬ومنھا‪:‬‬
‫‪ -‬المعرفة السابقة‪ ،‬والخبرة المتقدمة الت ي يس تفيد منھ ا العق ل ف ي تخي ل‬
‫رابطة بين مخزونه العلمي‪ ،‬وبين ما يراه‪ ،‬أو يالحظه في أثناء بحثه‪.‬‬
‫‪ -‬الق درة عل ى االبتك ار‪ ،‬وتتمث ل ف ي إدراك الثغ رات المعرفي ة‪ ،‬وكش ف‬
‫االخ تالل ف ي المعلوم ات‪ ،‬وع دم االتس اق بينھ ا‪ ،‬وتحدي د العناص ر‬
‫المفقودة‪.‬‬
‫ومن شروط الفرض العلمي‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن يعتمد الفرض العلمي على المالحظة والتجرب ة‪ ،‬فالخي ال‬
‫وحده ال يكف ي لف رض الف روض العـل ـمية ال ـناجحة‪ ،‬وإنم ا يج ـب‬
‫ض ـد بالمالحظ ة الخارجي ة‪ ،‬ويُس تمد م ن التجرب ة العلمي ة‬ ‫أن يُعـ َ‬
‫التي يتم إجراؤھا‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يك ون الف رض العلم ي خال ًي ا م ن التن اقض بذات ه‪ ،‬كم ا ال‬
‫يتناقض مع أية من الحق ائق العلمي ة أو الف روض الت ي ت م التحق ق‬
‫منھا عمل ًيا‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يكون الفرض العلمي قابالً للتحقيق‪ ،‬أو يمكن التثب ت م ن‬
‫صحته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬
‫‪ ‬يج ب أن ي تم ف رض ع دد غي ر كبي ر م ن الف روض الت ي تفس ر‬

‫‪12‬‬
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫الظاھرة‪ ،‬حتى ال يتشتت مجھود الباحث في اختيار أحدھا‪.‬‬


‫‪ -4‬التحق ق م ن ص حة الف روض )الحل ول(‪ :‬يتطل ب ذل ك اس تنباط النت ائج‬
‫المترتبة عل ى ك ل ف رض‪ ،‬ومقابلتھ ا بالمش كلة األص لية‪ .‬ف إن توافقت ا ك ان‬
‫الفرض قابالً للص حة‪ ،‬وإن اختلفت ا اس تبعد ھ ذا الف رض )الح ل(‪ .‬ث م يتب ع‬
‫ذل ك تحقي ق ھ ذه الف روض الص حيحة عمل ًي ا إن أمك ن‪ ،‬ع ن طري ق‬
‫المالحظة سواء كانت )مباشرة أو غير مباشرة( أو التجربة‪.‬‬
‫‪ -5‬النتائج‪ :‬إذا ما تأكد الباحث من صحة افتراضاته‪ ،‬أصبحت ھذه الف روض‬
‫الصحيحة قواني ًنا علمية‪ ،‬ونظريات قابلة للتطبيق في المجاالت المش ابھة‪،‬‬
‫وھذا ھو مبدأ التعميم‪.‬‬
‫الشروط العامة للتفكير والبحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -1‬البحث العلمي ھو نشاط ھادف‪ ،‬بمعن ى أن ه ل يس نش ً‬
‫اطا تلقائ ًي ا أو عفو ًي ا‪.‬‬
‫بل يھدف الباحث من ورائه إلى دراسة ظ واھر معين ة بغ رض تفس يرھا‪،‬‬
‫أو التوصل إلى القوانين العامة التي تحكمھا‪.‬‬
‫نشاطا مرتجالً أو جزاف ًيا‪ .‬بل ھو نشاط منھجي منظم‪ ،‬يسير وف ًقا‬ ‫ً‬ ‫‪ -2‬أنه ليس‬
‫لخط وات متتابع ة ومتكامل ة‪ ،‬وال تتب دل مھم ا اختلف ت طبيع ة الموض وع‬
‫المبحوث‪ .‬ولكون موضوعات البحث تختلف في طبيعتھ ا‪ ،‬فك ذلك تختل ف‬
‫طبيعة المن اھج لتتف ق معھ ا‪ .‬فھن اك الم نھج االس تقرائي )التجريب ي( ال ذي‬
‫ي درس الواقـ ـع المـوض ـوعي‪ ،‬وھ ـناك المـنھ ـج االسـت ـنباطي ال ـذي‬
‫يـتـعـلق بموضوعات عقلية مجردة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ه يتص ف بالدق ة‪ ،‬والض بط م ًع ا‪ .‬وتتب دى تل ك الدق ة ف ي العب ارات الت ي‬
‫يُص اغ بھ ا البح ث‪ ،‬حي ث ُتس تخدم التعبي رات الكمي ة غال ًب ا دون الكيفي ة‪،‬‬
‫فالتعبيرات الكمية أدق‪ ،‬كما يمكن قياسھا بعكس الكيفية‪.‬‬
‫‪ -4‬البحث المنھجي والتفكير العلمي‪ ،‬يقوم على التعميم‪ .‬بمعن ى أن النت ائج أو‬
‫األحك ام العام ة الت ي ينتھ ي إليھ ا البح ث‪ ،‬ال تقتص ر عل ى تفس ير حال ة‬
‫جزئي ة واح دة‪ ،‬ب ل تنص رف إل ى جمي ع الح االت والجزئي ات المماثل ة‪،‬‬
‫والمشابھة لھا أي ً‬
‫ض ا‪ .‬ولك ن يراع ى ف ي التعم يم الت أني والت روي‪ ،‬وتماث ل‬
‫الجزئيات‪ ،‬وتشابه الظروف‪.‬‬
‫‪ -5‬يتص ف البح ث المنھج ي والتفكي ر العلم ي‪ ،‬بإمك ان التثبي ت م ن ص دق‬
‫نتائجه‪ ،‬وتعميماته‪ .‬ويختلف ھذا التعميم باختالف العلوم‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫]‪  êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú<VÙæù]<ÜŠÏÖ‬‬

‫‪ -‬التثبيت في العـلوم التجريبية‪ ،‬يعني الرجــوع إلى الواقــع الخـارجي‪.‬‬


‫‪ -‬أما التثبيت في العلم الرياضي‪ ،‬فيكون باتساق النتائج وعدم تناقضھا‪.‬‬
‫ض ا بالمرون ة‪ ،‬وبعي د ع ن‬‫‪ -6‬يتص ف البح ث المنھج ي والتفكي ر العلم ي أي ً‬
‫الجمود‪ ،‬والعصبية الضيقة‪ ،‬والتقليد األعمى‪ .‬وليس شئ من العلم مقد ًس ا‪،‬‬
‫فكل قوانينه عرضة للمراجعة وإعادة النظر‪ ،‬وكل نظرياته قابلة للمداول ة‬
‫بغرض التحري للحقائق المجردة‪.‬‬
‫‪ -7‬يھدف البحث المنھجي والتفكير العلمي إلى تقديم وصف لما ھ و موج ود‪،‬‬
‫أو تفس ير الظ واھر الت ي تن تج عم ا ھ و موج ود‪ ،‬وإن ل م يك ن ھ و نفس ه‬
‫موضو ًعا للخبرة‪ ،‬أو التجربة المباشرة‪.‬‬
‫‪ -8‬يوص ف البح ث المنھج ي والتفكي ر العلم ي بالموض وعية‪ ،‬وين أى ع ن‬
‫الذاتية‪ .‬والموضوعية‪ ،‬ھي نزاھة الباحث‪ ،‬وتج رده م ن األفك ار المس بقة‪،‬‬
‫واإليحاءات النفسية الت ي تمل ي علي ه مناص رة رأي مع ين‪ ،‬أو ب ذل الجھ د‬
‫إلثبات فرض دون النظر إلى صحة ذلك‪ ،‬أو خطئه‪.‬‬
‫‪ -9‬يق وم البح ث المنھج ي والتفكي ر العلم ي عل ى التحلي ل‪ ،‬وبم ا أن أغل ب‬
‫الموض وعات‪ ،‬أو الظ واھر مركب ة‪ ،‬فإن ه م ن الض روري أن يھ تم العل م‬
‫بتحليلھا‪ ،‬بغرض التعرف على أبس ط العناص ر الت ي تتك ون منھ ا‪ ،‬وعل ى‬
‫العالقات التي ت ربط ب ين ھ ذه العناص ر‪ ،‬وعل ى نس بتھا لبعض ھا ال بعض‪.‬‬
‫فتحليـل أية ظاھـرة ينبغي أن يك ون ك امالً بق ـدر اإلمك ان‪ ،‬ف ال نغـف ـل أي أ‬
‫من العناصر التي ق د يك ون لھ ا ت أثير ف ي تفس يرنا إياھ ا‪ .‬فتفس ير الس لوك‬
‫اإلنس اني ب رده عل ى س بيل المث ال إل ى عوام ل الوراث ة وح دھا‪ ،‬أو إل ى‬
‫عوامل البيئة وحدھا يكون قاصرً ا‪ .‬فھذا الس لوك ھ و نت اج تفاع ل الوراث ة‬
‫والبيئة معا ً‪.‬‬
‫‪ -10‬يقوم البح ث المنھج ي أو التفكي ر العلم ي ك ذلك عل ى التركي ب‪ ،‬فالباح ث‬
‫يس تطيع بالتحلي ل‪ ،‬أن يتع رف عل ى العناص ر الت ي تتك ون منھ ا الظ اھرة‬
‫المبحوث ة‪ ،‬وعل ي العالق ات القائم ة بينھ ا‪ .‬ولكن ه يس تطيع ك ذلك‪ ،‬أن يعي د‬
‫تركيب ھذه العناصر البسيطة مرة أخرى بنفس العالقات‪ ،‬والنسب بينھ ا‪،‬‬
‫وذلك بغرض مراجعة تحليله السابق‪ ،‬والتثبت من صحته من جھته‪ .‬ومن‬
‫جھة أخرى يستفيد من التركيب في تصور مركبات بحثية جديدة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫مراحل إنجاز البحث العلمي‪:‬‬


‫ھن اك ع دد م ن المراح ل المتتابع ة الت ي يج ب عل ى الباح ث النظ ري أن‬
‫يأخـذ بھا في سبيل إنجاز بحثه‪ ،‬وھذه المراحل‪ ،‬ھي‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار الموضوع‪ :‬ومف اد ھ ذه الخط وة أن يق ف الباح ث أم ام الموض وع‬
‫بعين ه‪ ،‬وھ و غال ًب ا م ا يك ون مفرو ً‬
‫ض ا علي ه‪ ،‬بمعن ى أن يك ون اس تجابة‬
‫لحاج ة ملح ة تف رض نفس ھا عل ى الباح ث‪ .‬وم ن ھن ا‪ ،‬يك ون اختي ار‬
‫الموض وع أول ى الخط وات نح و البح ث المنھج ي‪ ،‬وعل ي الباح ث أن‬
‫يراع ي أولوي ة تن اول الموض وعات‪ ،‬فيق دم الموض وعات الحيوي ة الت ي‬
‫يمك ن بقدرات ه‪ ،‬وم ن خ الل م ا يتيس ر ل ه م ن مراج ع أن يبحثھ ا‪ .‬وق د‬
‫يس تعين الباح ث ف ي اختي ار موض وعه بع دد م ن المع اجم‪ ،‬والموس وعات‬
‫العل ـمية‪ ،‬أو الفلسـف ـية‪ ،‬أو الثـقـاف ـية‪ .‬إذ يتـص ـفحھا‪ ،‬ويخت ـار موض و ًعا‬
‫معي ًنا‪ ،‬يكون قديرً ا بھذا االختيار الشخصي‪.‬‬
‫‪ -2‬تك وين فك رة عام ة مبدئي ة‪ :‬بع د أن يح دد الباح ث موض وعه‪ ،‬يب دأ ف ي‬
‫تك وين فك رة عام ة‪ ،‬تك ون بداي ة االنط الق نح و الغ وص ف ي عناص ر‬
‫الموضوع‪ .‬وأن ھذه الفكرة المبدئية بمكان من األھمية‪ ،‬فھي تم د الباح ث‬
‫بأھم ما في الموضوع‪ ،‬كما تمد ذھنه بالمادة الخام التي يمكن له أن ُيع ول‬
‫عليھا في تحديد إطار بحثه‪ ،‬ووضع الخطوط العريضة له‪.‬‬
‫‪ -3‬التع رف عل ى عناص ر الموض وع‪:‬يس تعين الباح ث بم ا أص بح لدي ه م ن‬
‫فكرة عامة ع ن الموض وع‪ ،‬وبتص وره وخيال ه الخص ب المش بع بخبرات ه‬
‫المتص لة بفك رة الموض وع‪ ،‬ف ي وض ع الخط وات العريض ة والعناص ر‬
‫الرئيسة لموضوعه‪ .‬وغال ًبا م ا تتص ف ھ ذه العناص ر بالس داد واإلص ابة‪،‬‬
‫وإن ل م تتص ف غال ًب ا بالكم ال‪ ،‬بمعن ى أنھ ا ف ي األع م والغال ب عرض ة‬
‫للزي ادة والتوس ع كلم ا ق رأ الباح ث ودق ق ف ي مراج ع بحث ه‪ ،‬وق د يغي ر‬
‫الباحث كثيرً ا أو قليال من ھذه العناصر التي وصفھا بداية‪.‬‬
‫‪ -4‬مص ادر المع ارف المتاح ة‪ :‬الخط وة التالي ة للباح ث‪ ،‬ھ ي أن يح دد‬
‫المصادر التي سيستقي منھا المعلومات والحقائق الالزمة إلمداده بتصور‬
‫كامل عن الموضوع الذي يرغب في بحثه‪ .‬وھذه المصادر‪ ،‬قد تتمثل ف ي‬
‫ع دد م ن المراج ع المكتبي ة التراثي ة‪ ،‬أو المحدث ة‪ ،‬أو منھم ا م ًع ا‪ .‬كم ا ق د‬
‫تش تمل عل ى عناص ر أخ رى‪ ،‬كبن وك المعلوم ات‪ ،‬والش بكة الدولي ة‬
‫للمعلومات‪ ،‬وغيرھا‪.‬ويحتاج حصر ھذه المصادر إلى مھارة ودقة وفطنة‬

‫‪15‬‬
‫]‪  êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú<VÙæù]<ÜŠÏÖ‬‬

‫الباحث‪ .‬واألفضل أن يستعين الباحث بالمتخصصين‪ ،‬أو بفھارس الكت ب‪.‬‬


‫والب د للباح ث أن يجم ع ع د ًدا م ن المص ادر‪ ،‬والمراج ع المتخصص ة‪،‬‬
‫والتي تمده بإطار وتصور عام للموضوع‪ ،‬وكذلك اإلحاطة بجزئياته‪.‬‬
‫‪ -5‬جمع المعلومات وتنظيمھا‪ :‬يبدأ الباحث في ق راءة المص ادر‪ ،‬والمراج ع‬
‫المتعلق ة بالموض وع‪ ،‬ق راءة مترابط ة ومتداخل ة وف ـ ًقا لقواع د المنط ق‬
‫العلمي ة‪ ،‬وق د يط ول الوق ت أو يقص ر تب ًع ا لماھي ة الموض وع وأھميت ه‪،‬‬
‫ومقدار المشكالت التي يثيرھا‪ .‬ولنأخذ مثاالً على ذلك‪ ،‬فدراسة ابن تيمي ة‬
‫تتطلب منا‪:‬‬
‫‪ -‬دراس ة الظ روف السياس ية واالقتص ادية واالجتماع ـية لح ـقبة م ن‬
‫الزمن تمثل البيئة التي نشأ بھا ھذا العالم وانعـكاساتھا عليه‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة أعمال‪ ،‬وإنجازات ابن تيمية‪.‬‬
‫‪ -‬دراس ة الكت ب الت ي تناول ت ھ ذا الع الم الف ذ‪ ،‬والمص لح ال ديني‬
‫االجتماعي بالمدح والقدح م ًعا‪.‬‬
‫وھذا األسلوب نفسه يتبع إزاء أية مسألة‪ ،‬أو موض وع آخ ر ي تم بحث ه‪ .‬إن‬
‫استخدام ھذا األسلوب‪ ،‬من شأنه أن يؤسس ل دينا فك رة موض وعية ش املة‬
‫عن الموضوع الذي نتناوله بالفھم‪ ،‬والدراسة والتمحيص‪.‬‬
‫‪ -6‬كتابة البحث‪ :‬بعد أن يق وم الباح ث بجم ع الم ادة الخ ام الت ي سيش كل من ا‬
‫بحثه‪ ،‬وتبويبھا منطق ًيا‪ ،‬يعمد إل ى كتاب ة بحث ه‪ .‬وھن اك ع دد م ن العناص ر‬
‫المنھجي ة الت ي يتع ين عل ى الباح ث إجراؤھ ا‪ ،‬فيض ع أوال مقدم ة‬
‫للموضوع‪ ،‬توض ح ماھيت ه وأھميت ه‪ ،‬والمش كالت النظري ة والعلمي ة الت ي‬
‫يثيرھ ا‪ ،‬كم ا يح دد منش أ الموض وع )المش كلة(‪ ،‬وم نھج العم ل العلم ي‬
‫)تحليلي‪ ،‬تركيب ي‪ ،‬وص في( الخ اص ب ه‪ ،‬ويض ع خط ة البح ث ث م يتن اول‬
‫بعد ذلك الموضوع برمته‪ ،‬من حيث تسلس له الفك ري وترابط ه المنھج ي‪.‬‬
‫وتأتي الخاتمة ببيان أھم االس تنتاجات الناجم ة ع ن الموض وع خ الل ھ ذه‬
‫المرحلة‪ ،‬واالقتراحات التي يوصي باألخذ بھ ا‪ ،‬وتق ديم فك رة مبتك رة‪ ،‬أو‬
‫نظام علمي جديد‪.‬‬
‫وعند قراءة المصادر والمراجع البحثية‪ ،‬يراعى أھمي ة األخ ذ بالعناص ر‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قراءة الكتاب أو المقالة قراءة متأنية‪ ،‬واستيعاب األفكار أو النظري ات‬

‫‪16‬‬
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫المطروحة‪ .‬ونريد أن نقرر ھنا‪ ،‬أن ق راءة م ادة أو كت اب جي د ث الث‬


‫مرات‪ ،‬أفضل من قراءة ثالث كتب على التوالي‪.‬‬
‫‪ -‬مالحظ ة األفك ار الرئيس ة‪ ،‬واألفك ار الثانوي ة فيم ا يع د م ن أمھ ات‬
‫األفكار‪ ،‬يمثل األساس الفكري‪ ،‬أما األفكار الـثانوية‪ ،‬فقد تك ون غي ر‬
‫مترابطة‪ ،‬أو غير صحيحة‪ ،‬وبالتالي يسھل استبعادھا‪.‬‬
‫‪ -‬توظيف الذھن بنطاق واسع‪ ،‬والتفاع ل م ع الموض وع تف اعالً مثم رً ا‪،‬‬
‫وإدراك الفجوة في المقارنة بين األفكار المطروحة بعض ھا ال بعض‪،‬‬
‫والمقارن ة ب ين ھ ذه األفك ار‪ ،‬واألفك ار الت ي تمث ل خب رة الباح ث م ن‬
‫جانب آخر‪ .‬والبد للباحث أن يسلك منھجً ا أول ًيا‪ ،‬وإطارً ا عا ًما‪ ،‬يكون‬
‫بمثاب ة بوص لة تحرك ه ف ي تعامل ه م ع النظري ات‪ ،‬والق وانين الت ي‬
‫تطرح أمامه‪ ،‬وھن ا تح دث عملي ة تمثي ل ذھن ي‪ ،‬وھض م وامتص اص‬
‫عقليين‪ .‬وھذا ما يميز الباحث القدير المتمكن الذي ال تتقاذفه األفك ار‬
‫المتضاربة‪ ،‬وال اآلراء المتناقضة‪ ،‬وال النظريات المـفككة‪.‬‬
‫‪ -7‬اإلشارة إلى المراجع‪ :‬ھي خطوة أخيرة تلزم الباحث النزيه‪ ،‬عل ى نس بة‬
‫كل قول إلى قائله‪ ،‬وكل نص إلى موضعه‪ .‬وھ ذا م ن األمان ة الت ي ينبغ ي‬
‫على كل باحث أن يلزمھ ا‪ ،‬ف ال ينس ب ق ول قائ ل إل ى نفس ه‪ ،‬أو ينق ل ع ن‬
‫غي ره دون اإلش ارة ل ذلك‪ ،‬أو اإليھ ام بأن ه م ن قول ه ونتاج ه‪ .‬وتحدي د‬
‫المراجع في البحث العلمي تفيد الباحث عند مراجعة بحثه‪ ،‬أو تحقيق شئ‬
‫فيه‪ .‬كما تفيد قارئه في التعرف على مصادر الموض وع‪ ،‬واإلحاط ة بع دد‬
‫من المراجع التي قد تفيده في مراجعة ش ئ م ا ف ي البح ث‪ ،‬أو اس تخدامھا‬
‫في بحث مماثل أو قريب منه‪.‬‬
‫متطلبات مدى صالحية الذات البحثية‪:‬‬
‫ھنا ق د أتس اءل م ع نفس ي كي ف أع رف إن كن ت أص لح ألن أك ون ً‬
‫باحث ا‬
‫صا فيما يتعلق بالبحث ع ن حق ائق ال‬ ‫علم ًيا؟ ليس ألحد أن يتنبأ بذلك‪ ،‬وخصو ً‬
‫تزال مطـلوبة‪ .‬ويمكن لنا أن نحول ھذا السؤال‪ ،‬فنقـول ھـل أنا ذك ي بم ا في ه‬
‫الكفاية لك ي أك ون ً‬
‫باحث ا ؟‪ .‬ل يس ذل ك حت ًم ا‪ ،‬ف ال يج ب أن نب الغ ف ي مھ ارات‬
‫الذكاء التي يتطلبھا البحث العلمي‪ ،‬وال يج ب أي ً‬
‫ض ا أن نقل ل م ن ش أنھا‪ ،‬وم ع‬
‫ض ا مھ ارات مختلف ة‪ .‬والب احثون ال‬‫ذلك فإن مجاالت العلم المختلفة تتطل ب أي ً‬
‫يعتبرون أنفسھم عجينة خاص ة‪ ،‬أو أنھ م ح ادو ال ذكاء‪ ،‬ب ل إن الكثي رين م نھم‬
‫ذوو ذكاء عادي‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫]‪  êÛ×ÃÖ]<ovf×Ö<êrãß¹]<ÓËjÖ]<íéâ^Ú<VÙæù]<ÜŠÏÖ‬‬

‫وبفرض كوني صالحً ا كباحث‪ ،‬ھ ل تتطل ب كتاب ة البح ث العلم ي مھ ارة‬
‫خاصة؟ فكتابة البحث ھ ي أثق ل مھم ة يتع رض لھ ا الباح ث المبت دئ‪ ،‬لكونھ ا‬
‫تختلف عن كتابة أي موض وع آخ ر‪ .‬فھ و يحت اج إل ى جھ د‪ ،‬ووق ت‪ ،‬وص بر‪،‬‬
‫وت دريب‪ ،‬وممارس ة‪ .‬وم ن يري د أن يكت ب ً‬
‫بحث ا علم ًي ا علي ه أن يق رأ بح وث‬
‫غيره‪ ،‬وأن يختار النماذج الطيبة‪ ،‬ويحاول أن يرقي في كتاباته إلى مس تواھا‪.‬‬
‫ضا أن يستعين بمن‬ ‫ولكن ذلك لن يتحقق‪ ،‬إال بعد تدريبات قد تطول‪ ،‬وعليه أي ً‬
‫س بقوه ف ي ھ ذا المض مار‪ ،‬وأن يبتع د ع ن الجم ل المطول ة‪ ،‬والعب ارات‬
‫المطاط ة‪ ،‬والكلم ات المجازي ة‪ ،‬ويجتن ب التع الي والحذلق ة‪ ،‬وم ا ش ابه ذل ك‪.‬‬
‫والبد أن تكون كتاباته طبيعية كلما أمكن‪ ،‬وأن يعرض فكرته بك الم مختص ر‬
‫وواضح‪ ،‬فق د يك ون البح ث متض م ًنا لنت ائج طيب ة‪ ،‬ول ن يعيب ه س وء اإلخ راج‬
‫الفني واإلسھاب‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫القسم الثاني‬
‫األبعاد األساسية‬
‫لمنهجية البحث العلمي‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫‪22‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫القسم الثاني‬
‫األبعاد األساسية لمنهجية البحث العلمي‬
‫أولا‪ -‬طبيعة وتصنيف منهج البحث‪:‬‬
‫طبيعة مشكلة البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬طرق تحديد مشكلة البحث‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد المجال المطلوب دراسته‪.‬‬
‫‪ -‬استشارة المتخصصين في المجال العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬الخبرة العلمية للباحث‪.‬‬
‫‪ -‬حداثة الموضوع وتسارع األحداث‪.‬‬
‫‪ -‬العمل مع فريق عمل من الباحثين‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة بحث سبق إجراؤه‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مشكلة البحث ومؤشرات الحكم على االختيار الجيد‪.‬‬
‫‪ -‬توصيات الدراسات السابقة والمؤتمرات‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2‬أخطاء تحديد مشكلة البحث‪:‬‬
‫‪ -‬اختيار مشكلة واسعة النطاق‪ ،‬وتحتاج إلى فريق عمل متخصص‪.‬‬
‫‪ -‬الركون إلى اختيار أول مشكلة تخطر على بال الباحث‪ ،‬دون التفكيرر‬
‫في مشكالت أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬سررعى الباحررث إلررى نرروع مررن المثاليررة المتمثلررة فرري تفكيررره المسررتمر‬
‫والزائرد عررن الحررد المعقررول‪ ،‬وذلر لبحرث مشرركلة لررم يسرربقه أحررد إلررى‬
‫بحثها‪.‬‬
‫‪ -‬الركاكة وعدم الوضوح في أسرلوب كتابرة مشركلة البحرث‪ ،‬ممرا يجعرل‬
‫بدايته سيئة‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع البحوث العلمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬البحوووث العلميووة األساسووية‪ :‬تنقسررم البحرروث العلميررة األساسررية إلررى‬
‫بحوث علمية أساسية حرة تنبع فكرتهرا مرن الفررد بردون اتجراه معرين‪،‬‬
‫وهرري أعمررال فرديررة فرري أ لررب األحرروال‪ .‬وبحرروث عـل رـمية أساس رـية‬
‫موجهررة تتركررز الجه رـود ف رـيها علررى اكتشررا حقررائق جديرردة مرتبطررة‬

‫‪23‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫بظرراهرة محررددة‪ ،‬أو بحرروث تهررد إلررى جمررع معلومررات وبيانررات فرري‬
‫مجال محدد تكون أكثر دقة وتفصيالا من المعلومات المتاحرة فري هرذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫ب‪ -‬بحوث علمية تطبيقية‪ :‬تعر البحوث العلمية التطبيقيرة بننهرا نشراط‬
‫بحثرري موجرره نحررو زيررادة المعرفررة العلميررة‪ ،‬أو اكتشررا حقررول علميررة‬
‫جديدة متقدمة بهد تطبيق مباشر‪ .‬وتهد إلى التعر علرى أسرباب‬
‫صالحية أو فشل طريقة أو وسيلة معينة تستخدم في مجاالت التطبيق‬
‫سررواف فرري اإلنترراج الزراعرري أو الصررناعي أو الخرردمات‪ ،‬أو تحسررين‬
‫الطرررق والوسررائل المسررتخدمة ورفررع كفررافة أدائهررا‪ ،‬كمررا أنهررا تعررال‬
‫موضروعات محررددة وتتنراول مشرركالت تواجره المسررئولين فري مختلر‬
‫المجاالت‪ ،‬وهذه البحوث عادة ما تبدأ بحل مشكالت قائمة‪.‬‬
‫ج‪ -‬بحوث تطوير وتنميوة‪ :‬تعرر بحروث التطروير والتنميرة بننهرا نشراط‬
‫خالق منسق يجرر لزيرادة المعرفرة العلميرة والتكنولوجيرة‪ ،‬للوصرول‬
‫إلى تطبيق جديد‪ .‬ويهد هذا النوع إلرى التطروير والتجديرد أكثرر مرن‬
‫اكتسرراب المعلومررات والمعررار الجديرردة‪ ،‬فهررو تطبيررق مررنظم لنتررائ‬
‫البحرروث التطبيقيررة والخبرررة التجريبيررة فرري إنترراج أو تحسررين األجهررزة‬
‫واألدوات أو المواد المستخدمة في اإلنتاج‪.‬‬
‫د‪ -‬بحوووث الخوودماع العلميووة العامووة‪ :‬تعررر بحرروث الخرردمات العلميررة‬
‫العامررة بررالبحوث واألنشررطة الترري تعنرري بجمررع المعلومررات والبيانررات‬
‫العلميررة‪ ،‬وحفظهررا ووصررفها فررري صررورة صررالحة لالسررتخدام‪ .‬وهررري‬
‫تشررررـمل إجررررـراف األرصررررـاد الجررررـوية‪ ،‬وعمليررررات المسرررر ‪ ،‬وإجررررراف‬
‫االختبارات والتحاليل‪ ،‬واإلمدادات بالعينات من جميع األصرنا حيرة‬
‫كانت أو جامدة‪ ،‬وذل حسب ما تتطلبه األنشطة العلمية األخرى‪.‬‬
‫تصنيف منهج البحث‪:‬‬
‫تشتق كلمة "منه " من نه ‪ -‬أ سل طري اقا معي انا‪ ،‬وبالترالي فر ن كلمرة‬
‫"المنه " تعني الطريق‪ ،‬ولذل كثيرا ا ما يقال أن طرق البحث مرادفة لمناه‬
‫البحث‪ .‬إن ترجمة كلمة "منه " باللغرة اإلنجليزيرة ترجرع إلرى أصرل يونراني‪،‬‬
‫وتعني البحث أو النظر أو المعرفة‪ ،‬والمعنى االشتقاقي لها يدل على الطريرق‬
‫أو المنه الذ يؤد إلى الغرض المطلوب‪ .‬ويعر العلماف "المنه "‪ ،‬بننره‬
‫فن التنظريم الصرحي لسلسرلة مرن األفكرار العديردة‪ ،‬إمرا مرن أجرل الكشر عرن‬
‫حقيقة مجهولة لدينا‪ ،‬أو من أجل البرهنة عن حقيقة ال يعرفها اآلخرون‪ .‬ومن‬

‫‪24‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫هررذا المنطلررق‪ ،‬يكررون هنررا اتجاهرران للمنرراه مررن حيررث اخررتال الهررد ‪،‬‬
‫إحررداهما يكش ر عررن الحقيقررة ويسررمى مررنه التحليررل أو االختررراع‪ ،‬والثرراني‬
‫يسمى منه التصني ‪.‬‬
‫والواقررع أن تصررني المنرراه يعتمررد عررادة علررى معيررار مررا‪ ،‬حتررى يتفررادى‬
‫الخلررط والتشرروي ‪ ،‬وتختل ر التقسرريمات بررين المصررنفين أل موضرروع‪ ،‬كمررا‬
‫تتنوع التصنيفات للموضوع الواحرد‪ ،‬وينطبرق ذلر علرى منراه البحرث‪ .‬وإذا‬
‫نظرنا إلى مناه البحث من حيث نوع العمليات العقلية التي توجهها أو تسير‬
‫على أساسها‪ ،‬نجد أن هنا ثالثة أنواع من المناه ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬المنهج السوتدللي أو السوتنباطي‪ :‬وفيره يرربط العقرل برين المقردمات‬
‫والنتائ ‪ ،‬ويبين األشياف وعللها على أسرا المنطرق والتنمرل الرذهني‪،‬‬
‫فهو يبدأ بالكليات ليصل منها إلى الجزئيات‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الستقرائي‪ :‬وهو يمثل عكر المرنه االسرتداللي‪ ،‬حيرث يبردأ‬
‫بالجزئيررات ليصررل منهررا إلررى قرروانين عامررة‪ ،‬وهررو يعتمررد علررى التحقررق‬
‫بالمالحظرررة المنظمرررة الخاضرررعة للتجريرررب والرررتحكم فررري المتغيررررات‬
‫المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬المنهج الستردادي‪ :‬يعتمد هذا المرنه علرى عمليرة اسرترداد مرا كران‬
‫في الماضي ليتحقق من مجرى األحداث‪ ،‬ولتحليل القوى والمشركالت‬
‫التي صا ت الحاضر‪.‬‬
‫وفرري حالررة تصررني منرراه البحررث اسررتنا ادا إلررى أسررلوب اإلجررراف‪ ،‬وأهررم‬
‫الوسائل التي يستخدمها الباحث‪ ،‬نجد أن هنا أربعة أنواع من المناه ‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المنهج الوصفي‪ :‬يعرر المرنه الوصرفي برالمنه الرذ يررتبط بظراهرة‬
‫معاصرة بقصد وصفها وتفسيرها‪ ،‬وينقسم إلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬البحررث الوصررفي المسررحي‪ ،‬ويص ر الظرراهرة فقررط‪ .‬ومررن أمثلترره‪ ،‬مررا‬
‫المشكالت اإلدارية في إحدى المؤسسات؟‪.‬‬
‫ب‪ -‬البحث الوصفي االرتباطي‪ ،‬ويوض العالقة ومقدارها‪ .‬ومن أمثلته‪،‬‬
‫ما عالقة ارتفاع المعدل الدراسي بالمشاركة في المحاضرة؟‪.‬‬
‫ج‪ -‬البحث الوصفي السببي المقارن‪ ،‬ويهد الكتشرا األسرباب الكامنرة‬
‫وراف سلو معين مرن معطيرات سرابقة‪ .‬ومرن أمثلتره‪ :‬مرا العالقرة برين‬
‫الحصول على رخصة القيادة وكثررة الحروادث المروريرة؟‪ .‬وفري هرذا‬
‫المثررال‪ ،‬نقررارن نسرربة الحرروادث بررين الررذين يحملررون رخصررة القيررادة‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫والذين ال يحملونها‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهج التاريخي‪ :‬يعر المنه التاريخي بما يمكن به إجابة سرؤال عرن‬
‫الماضررري بواسرررطة مجهرررود علمررري كبيرررر يبذلررره الباحرررث‪ ،‬ومتمرررـثالا فررري‬
‫محاوالته السـتنتاج العـالقة بين األحـداث والربـط بينها‪ .‬ومن أمثلتره‪ ،‬مرا‬
‫مد العالقة واالرتباط بين حدثين تاريخيين؟‪.‬‬
‫‪ -3‬الموونهج التجريبووي‪ :‬يعررر المررنه التجريبرري بننرره البحررث الررذ يسررتطيع‬
‫الباحث بواسطته‪ ،‬أن يعر أثر السربب" المتغيرر المسرتقل" علرى النتيجرة‬
‫"المتغيرررر الترررابع"‪ .‬ومرررن أمثلتررره‪ ،‬دراسرررة أثرررر تطبيـرررـق طريـقرررـة التعلررريم‬
‫المـبرم على التحصيل الــدراسي لد طلبة السنة األولى في مادة إدارة‬
‫األعمال‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -‬نختررار خمسررين طال اب را مررن الص ر األول لهررم نف ر الجررن ‪ ،‬والعمررر‪،‬‬
‫والتحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬نختبر العينرة فري مرادة إدارة األعمرال اختبرارا ا قبليارا‪ ،‬لتحديرد مسرتواهم‬
‫قبل التجربة‪.‬‬
‫‪ -‬نقسم العينة عشوائ ايا إلى مجموعتين (أ و ب)‪ ،‬وكرل مجموعرة خمسرة‬
‫وعشرون طال ابا‪.‬‬
‫‪ -‬نخترررار أحرررد المجمررروعتين لتصرررب تجريبيرررة "يطبرررق عليهرررا التعلررريم‬
‫المبرم "‪ ،‬واألخرى ضابطة "تبقى كما هي"‪.‬‬
‫‪ -‬نختبررر عينررة البحررث اختبررارا ا بعررد ايا‪ ،‬لقيررا الفرررق قبررل وبعررد التعلرريم‬
‫المبرم ومقارنته‪.‬‬
‫‪ -4‬موونهج دراسووة الحالووة‪ :‬وهررذا المررنه ينصررب علررى دراسررة وحرردة معينررة‪،‬‬
‫ضا كان أو وحدة اجتماعية‪ ،‬ويرتبط باختبارات ومقايي خاصة‪.‬‬ ‫فر ا‬
‫وال ينبغي أن يغيب عن الذهن‪ ،‬أنه مع تنوع منراه البحرث ف نهرا جميعارا‬
‫تخضررع بصررورة عامررة لاسررلوب العلمرري مررن حيررث الخطرروات المشررار إليهررا‬
‫ساب اقا‪.‬‬
‫ثان ايا‪-‬جمع البياناع والمعلوماع البحثية‪:‬‬
‫بعد أن قام الباحث بتحديد مشركلة بحثره ومنهجره تحدير ادا واضرحا ا ودقي اقرا‪،‬‬
‫تررنتي مرحلررة جمررع المعلومررات والبيانررات المتاحررة عررن هررذه المشرركلة البحثيررة‪.‬‬
‫وتحتاج عملية جمع البيانرات مرن مصرادر البحرث إلرى اهتمرام وعنايرة خاصرة‬
‫من الباحث‪ ،‬لكونها األسا الذ سريقوم عليره البنراف العرام للبحرث‪ ،‬أ حجرر‬
‫‪26‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫الزاوية في العمل البحثي‪ ،‬فهي من أهم المراحرل األساسرية فري إعرداد البحرث‬
‫العلمي‪ .‬حيث أن البحث يسرعي بصرفة أساسرية لبجابرة علرى التسراؤالت التري‬
‫يطرحهرررا الباحرررث‪ ،‬أو الفرررروض المحرررددة سرررل افا والمتعلقرررة بمختلررر جوانرررب‬
‫البحرث‪ .‬فرذل ال يررتم أو يتيسرر إال عرن طريرق جمرع معلومررات معينرة‪ ،‬بهررد‬
‫التعر على الحقائق المرتبطة بموضوع البحث‪ ،‬ثم معالجة هرذه المعلومرات‬
‫والحقررائق بنسررلوب علمرري‪ ،‬للخررروج بالنتررائ المنطقيررة الترري يسررعى الباحررث‬
‫للوصرول إليهرا‪ .‬وقرد يواجره الباحرث فري هرذه المرحلرة العديرد مرن الصرعوبات‬
‫والمشكالت‪ ،‬والتي من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬كي سيحصل على هذه البيانات؟‪.‬‬
‫‪ -‬ما مصادر هذه البيانات؟‪.‬‬
‫‪ -‬أين سيجد هذه البيانات؟‪.‬‬
‫وقد يستطيع الباحث بالتخطيط الجيد‪ ،‬أن يتغلب على هذه المشكالت مرن‬
‫خالل اعتماده على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ثقافته العامة وخبراته الشخصية والتخصصية‪.‬‬
‫‪ -2‬سؤال أهل االختصاص والعلم‪.‬‬
‫‪ -3‬جميع المطبوعات من كتب ودوريات ورسائل علمية‪.‬‬
‫‪ -4‬مركز المعلومات والمكتبات‪.‬‬
‫‪ -5‬شبكة المعلومات وقواعد البيانات‪.‬‬
‫علرررى ماهيرررة‬ ‫وقبرررل التطررررق إلرررى مصرررادر البيانرررات‪ ،‬يجرررب أن نتعرررر‬
‫البيانات والمعلومات‪ ،‬وأهميتها‪.‬‬
‫تعريف البياناع والمعلوماع‪:‬‬
‫هنا خلط واض برين مردلول البيانرات‪ ،‬ومردلول المعلومرات‪ ،‬لردى عردد‬
‫مررن المهتمررين بدراسررة البحررث العلمرري‪ ،‬إذ يسررتخدم بعضررهم مصررطل البيانررات‬
‫وهو يقصد به مصطل المعلومات‪ ،‬والعكر صرحي ‪ .‬ولكرن هنرا فررق برين‬
‫مدلولي البيانات والمعلومات‪ ،‬ويتض هذا الفرق من خالل التعري التالي‪:‬‬
‫البياناع تعنري مجموعرة المشراهدات‪ ،‬والمالحظرات‪ ،‬واألرقرام‪ ،‬واآلراف‪،‬‬
‫المتعلقة بظاهرة أو مشكلة معينة‪ .‬فهي المادة الخام التي يسرتخدمها العقرل فري‬
‫التفكير‪ ،‬وعن طريق الربط بين أجزائهرا‪ ،‬أو مقارنتهرا‪ ،‬أو تقييمهرا‪ ،‬قرد ترقرى‬
‫معلوماتهررا إلررى مسررتو النظريررة‪ .‬أمررا المعلوموواع‪ ،‬فتعنرري‪ :‬بيانررات جرراهزة‬

‫‪27‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫تتص بالوضوح‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتوثيق المالئم‪ ،‬وسهولة الرجوع إليها مباشرة‬


‫فررري المكتبرررات‪ ،‬ومصرررادر المعلومرررات التقليديرررة والحديثرررة‪( .‬وباختصرررار فررر ن‬
‫البيانات هي مادة يجمعها الباحث كما هي أو على طبيعتها‪ ،‬بينمرا المعلومرات‬
‫هي نتاج عملية جمع البيانات وتحليلها وتنظيمها)‪.‬‬
‫أهمية البياناع والمعلوماع‪:‬‬
‫تبررررز أهميرررة البيانرررات والمعلومرررات مرررن أهميرررة البحرررث العلمررري عامرررة‬
‫واإلدار خاصة‪ ،‬وتتمثل هذه األهمية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أنها المصردر األسرا الختيرار المشركالت والظرواهر البحثيرة‪ ،‬والتري‬
‫تشكل نقطة االنطالق الحيوية في أ بحوث وجهود علمية‬
‫‪ -2‬أنها وسريلة البحروث العلميرة وهردفها فري حن واحرد‪ ،‬حيرث أن البيانرات‬
‫والمعلومات هري المرادة األساسرية أل بحرث علمري‪ ،‬والتري بردونها ال‬
‫يمكرن دراسرة وتحليرل المشرركالت والظرواهر‪ ،‬والتعرر علرى أبعادهررا‬
‫وأسبابها وسبل معالجتها‪.‬‬
‫‪ -3‬أنهررررا البررررذور الحيويررررة فرررري بنرررراف المعرفررررة اإلنسررررانية‪ ،‬وتطويرهررررا‪،‬‬
‫واسترجاعها‪ ،‬واستعمالها بالصور المناسبة‪ ،‬وفي الوقت المالئم‪.‬‬
‫‪ -4‬أنهررا عناصررر هامررة فرري اتخرراذ القرررارات الالزمررة‪ ،‬والمتعلقررة بالبحررث‬
‫العلمي في مختل المجاالت الخدمية واإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -5‬إن نظرررم البيانرررات والمعلومرررات‪ ،‬هررري أسرررا العلرررم‪ ،‬وزيرررادة الررروعي‬
‫الثقرررافي‪ ،‬والتخصصررري‪ ،‬وتنهيرررل الكفرررافات البشررررية‪ ،‬فررري مختلررر‬
‫مجاالت البحث العلمي‪.‬‬
‫مصادر جمع البياناع والمعلوماع‪:‬‬
‫يمكن تقسيم مصادر البيانات والمعلومات بصورة عامة إلي‪:‬‬
‫‪ -1‬المصادر المكتوبة‪ ،‬والمصادر غير المكتوبة‪ :‬تتضمن المصرادر المكتوبرة‪،‬‬
‫كافررة المطبوعررات والمخطوطررات‪ ،‬وكررذل الرسرروم والرمرروز واإلشررارات‬
‫المكتوبررة‪ ،‬والترري تحمررل فرري طياتهررا معرراني معينررة ذات عالقررة بالمشررروع‬
‫البحثررري المعنررري‪ .‬فالسرررجالت‪،‬الحكومية‪ ،‬والوثرررائق الحكوميرررة‪ ،‬والرسرررائل‪،‬‬
‫والملحوظرررات الشخصرررية‪ ،‬كلهرررا تعتبرررر مصرررادر معلومرررات مكتوبرررة‪ .‬أمرررا‬
‫المصرررادر يرررر المكتوبرررة‪ ،‬فتتضرررمن كافرررة مصرررادر المعلومرررات اللفظيرررة‪،‬‬
‫والمرئية‪ ،‬بالنسبة للمشروع البحثي المعني‪ .‬فالبيانرات والمعلومرات المقدمرة‬
‫شفه ايا من قبل مسئول في جهته التي يعمل فيها‪ ،‬قد تكون المادة التي يسعي‬

‫‪28‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫الباحث للوصول إليها‪.‬‬


‫المصادر المادية‪ ،‬والمصادر غير المادية‪ :‬تتجسم المصادر المادية بمواد‬ ‫‪-2‬‬
‫حقيقيررة ذات عالقررة بمشررروع بحثرري معررين‪ ،‬ومثررل هررذه المصررادر تعتبررر‬
‫شررائعة بالنسرربة للمشرراريع البحثيررة فرري العلرروم الطبيعيررة‪ ،‬مقارنررة بررالعلوم‬
‫اإلنسرررانية‪ .‬أمرررا المصرررادر يرررر الماديرررة‪ ،‬تتضرررمن المصرررادر المسرررموعة‬
‫والمرئية والمعلومات المتوافرة في ذاكرة الباحث وثقافته‪ ،‬وهي المصادر‬
‫التي تكون أكثر شيو اعا في العلوم االجتماعية واإلنسانية‪.‬‬
‫المصادر السابقة‪ ،‬والمصادر الحاضرة‪ ،‬والمصادر المسوتقبلية‪ :‬مصرادر‬ ‫‪-3‬‬
‫المعلومات السابقة‪ ،‬هي تل المصادر المرتبطة بالمشروع البحثي ولكنها‬
‫تخص فترة زمنية سابقة‪ ،‬مثل السجالت الخاصة بالواردات والصرادرات‬
‫في فترة السنوات العشرة السرابقة‪ .‬أمرا مصرادر المعلومرات الحاليرة‪ ،‬فهري‬
‫تلر المصررادر الترري تعكر الوضررع والظرررو الحاليررة بالنسرربة لمشررروع‬
‫بحثي حالي‪ ،‬مثل نظم االتصاالت الحاليرة‪ .‬وبالنسربة لمصرادر المعلومرات‬
‫المستقبلية‪ ،‬فهي تتجسم في دراسات التنبؤ والتصور المسرتقبلي‪ ،‬وبرالطبع‬
‫ف ر ن بنرراف واسررتنباط توقعررات مسررتقبلية اعتمررا ادا علررى معلومررات حاضرررة‪،‬‬
‫يعتبر في حد ذاته مصدرا ا مستقبل ايا مه اما للمعلومات‪.‬‬
‫المصووادر الرسوومية‪ ،‬والمصووادر الشخصووية‪ :‬تتضررمن المصررادر الرسررمية‬ ‫‪-4‬‬
‫الوثررررائق الحكوميررررة‪ ،‬والسررررجالت الرسررررمية‪ ،‬والمخططررررات‪ ،‬والخرررررائط‬
‫المرسررومة‪ ،‬والنشرررات‪ ،‬و يرهررا مررن الرسررميات‪ ،‬وهرري تقرردم معلومررات‬
‫عامررة يمكررن للباحررث أن يقسررمها إلررى طبقررات حسررب بحثرره‪ .‬أمررا المصررادر‬
‫الشخصررية فهرري تتضررمن الرسررائل الشخصررية‪ ،‬والملحوظررات الشخصررية‪،‬‬
‫وترراريا الحيرراة الشخصررية‪ .‬وللمصررادر الشخصررية سررمات معينررة قررد تررؤثر‬
‫على نتائ البحروث المعتمردة عليهرا‪ ،‬فهري عرضرة للترنثيرات االنحيازيرة‪،‬‬
‫واألهواف الشخصية‪ .‬وهذا قد يحر البحروث بعير ادا عرن الدقرة المطلوبرة‪،‬‬
‫ولكن جمع مثل هذه المصادر تكون أقرل صرعوبة‪ ،‬وتكلفرة‪ ،‬مرن المصرادر‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫المصووادر األوليووة‪ ،‬والمصووادر الثانويووة‪ :‬وهرري أكثررر التصررنيفات شرريو اعا‪،‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وفيما يلي بيانها‪:‬‬
‫تتضمن المصادر األولية‪ ،‬البحوث التي نشرت ألول مررة‪ ،‬مثرل الرسرائل‬
‫والمجالت العلمية‪ ،‬باإلضافة إلى المقابالت‪ ،‬وقوائم االستبيان‪ .‬وهي تقود‬
‫الباحررث عررادة إلررى معلومررات أوليررة عررن موضرروع البحررث‪ ،‬بمعنررى أيررة‬
‫معلومات مباشرة عن الموضوع‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫ويقصد بالبيانات األولية‪ ،‬تل البيانات التي يقوم الباحرث بجمعهرا مباشررة‬
‫ألول مرة لا راض المباشرة للبحث الرذ يقروم بره‪ .‬ويلجرن الباحرث لهرذا‬
‫ا‬
‫وارتباطا‬ ‫ا‬
‫وتركيزا‬ ‫ال ابا بننها أكثر تحدي ادا‬ ‫النوع من البيانات التي تتص‬
‫بمشرررركلة البحررررث‪ ،‬إذ ال تفرررري البيانررررات الثانويررررة فرررري معظررررم الحرررراالت‪،‬‬
‫باالحتياجررات الترري يتطلبهررا بحررث معررين عررن مشرركلة محررددة‪ .‬ويررتم جمررع‬
‫البيانات األولية إما مكتب ايا‪ ،‬أو ميردان ايا‪ ،‬أو تجريبيارا‪ ،‬وباسرتخدام طريقرة أو‬
‫أكثرررر‪ ،‬مثرررل تحليرررل المضرررمون‪ ،‬واالستقصررراف‪ ،‬والمقابلرررة‪ ،‬والمالحظرررة‪،‬‬
‫والتجربة‪...‬إلا‪.‬‬
‫أما المصادر الثانوية‪ ،‬فتتضمن المصادر التري نشررت ملخصرات لبحروث‬
‫جمعرررت مرررن المصرررادر األوليرررة‪ ،‬ومرررن أمثلتهرررا دوريرررات المختصررررات‪،‬‬
‫والمراجعرررات‪ ،‬والكترررب اإلرشرررادية‪ ،‬والموسررروعات‪ ،‬والمرررواد المترجمرررة‪،‬‬
‫والمقرراالت‪ .‬وهررذه المصررادر تررزود الباحررث بمعلومررات يررر مباشرررة عررن‬
‫موضوع البحث‪.‬‬
‫ويقصررد بالبيانررات الثانويررة‪ ،‬تل ر البيانررات المنشررورة‪ ،‬أو الترري تررم جمعهررا‬
‫وتسررجيلها والمتعلقررة بظرراهرة معينررة أو موضرروع مررن الموضرروعات يقرروم‬
‫الباحث بدراستها‪ .‬وتتوافر هذه البيانات في الكتب والردوريات والمجرالت‬
‫العلمية أو لدى بعض الجهات صراحبة البيانرات‪ ،‬أو الجهرات المتخصصرة‬
‫فرري جمررع البيانررات والمعلوم رات وتسررجيلها‪ ،‬كرروزارة التخطرريط‪ ،‬والجهرراز‬
‫المركز للتعبئة العامة واإلحصاف‪ ،‬ومركرز صرنع القررار الترابع لمجلر‬
‫الوزراف‪ ،‬وبعض المراكرز والمؤسسرات األخررى التري تهرتم بقضرية جمرع‬
‫البيانات والمعلومات اهتما اما كبيرا ا‪.‬‬
‫ومن الضرور أن يميز الباحث بين البيانات المتصلة بموضوع البحث‪،‬‬
‫وتل التي ال صلة لها بهذا الموضوع علرى اإلطرالق‪ ،‬حترى ال ينفرق وق اترا‬
‫أو جه ادا فيما ال عائد منه‪ .‬ويقسم الخبراف البيانات الثانوية إلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بيانررات ثانويررة داخليررة‪ :‬مثررل أعررداد العرراملين فرري إحرردى المؤسسررات‪،‬‬
‫وترروزيعهم حسررب السررن‪ ،‬والنرروع‪ ،‬والرردخل‪ ،‬ودرجررة التعلرريم‪ ،‬والفئررات‬
‫الوظيفيررة‪ ،‬ومنرراطق العمررل‪ ،‬ورأ مررال المؤسسررة‪ ،‬وأرقررام إنتاجهررا‪،‬‬
‫ومبيعاتها‪ ،‬في الرداخل والخرارج‪ .‬ويردخل فري نطراق البيانرات الثانويرة‬
‫ضا أعداد طالب الجامعات والمعاهد العليا‪ ،‬وتوزيعهم على الكليات‬ ‫أي ا‬
‫والمعاهرررد‪ ،‬وتصرررنيفهم مرررن حيرررث الجرررن (ذكرررر وأنثررري)‪ ،‬وسرررنوات‬
‫الدراسررة‪ ،‬ومحررل اإلقامررة‪ ،‬والتخصررص الدراسرري‪.....‬إلا‪ .‬ومثررل هررذه‬

‫‪30‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫البيانات ال تعطي للباحثين إال بموافقة مسبقة وتصري خراص‪ ،‬نظررا ا‬


‫لعرردم تررداولها‪ ،‬ولكونهررا تمثررل أنشررطة خاصررة للجهررات الحكوميررة‪ ،‬أو‬
‫األهلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬بيانررات ثانويررة خارجيررة‪ :‬مثررل تل ر الترري تتضررمنها الكتررب والرردوريات‬
‫والنشرررات واإلحصررافات الرسررمية المنشررورة‪ ،‬كتل ر الترري يصرردرها‬
‫الجهاز المركز للتعبئة العامة واإلحصاف في مصر كل فتررة زمنيرة‬
‫معينة‪ ،‬وتتضمن أعداد السكان‪ ،‬وتوزيعهم على المحافظات والمراكز‬
‫والقرررى‪ ،‬وتصررنيفهم مررن حيررث النرروع‪ ،‬والمراحررل العمريررة‪ ،‬ومحررل‬
‫اإلقامة‪ ،‬والدخل‪ ،‬والحالة االجتماعية‪..‬إلا‪ .‬ويدخل في نطاق البيانرات‬
‫ضا‪ ،‬اإلحصافات الخاصة باإلنتاج‪ ،‬واالستهال ‪،‬‬ ‫الثانوية الخارجية أي ا‬
‫واألسررررعار‪ ،‬واالدخررررار‪ ،‬وأعررررداد الشررررركات وأنواعهررررا‪ ،‬والجهررررات‬
‫الحكوميرررة‪ ،‬وتقسررريماتها المختلفرررة‪ ،‬والقررروانين‪ ،‬والقررررارات الوزاريرررة‬
‫المنشورة في الجريدة الرسمية‪ ،‬و يرها من البيانات التري يمكرن أل‬
‫باحرررث الحصرررول عليهرررا دون موافقرررة مسررربقة أو إذن خررراص‪ .‬إذ هررري‬
‫متاحة ومنشورة‪ ،‬وينتقي منها الباحث ما يناسب نوع المشكلة البحثيرة‬
‫التي يتصد لدراستها‪.‬‬
‫مزايا البياناع الثانوية‪ :‬تتميز البيانات الثانوية بعدة مزايا‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تمثل نتاج خبرات سابقة‪ ،‬ال يستطيع أ باحث أن يتجاهلها‪.‬‬
‫‪ -‬توفر للباحث الوقت والجهرد والنفقرات‪ ،‬إذ هرو لرم يبرذل أ جهرد يرذكر‬
‫في إعدادها‪ ،‬بل تتاح له دون عناف‪ .‬ولي أدل على ذلر مرن اسرتعانة‬
‫الباحث بمئات األرقرام التري ينشررها الجهراز المركرز للتعبئرة العامرة‬
‫لبحصرراف‪ ،‬أو نتررائ وتوصرريات الرسررائل الجامعيررة الترري أجيررزت فرري‬
‫مختل التخصصات‪ ،‬وما تتيحه من أفكار مسرتحدثة يمكرن االسرتعانة‬
‫بها لالنطالق إلى مجال بحثي جديد‪.‬‬
‫ضا بننها دورية‪ ،‬وتيسر الكش عن التسلسل‬ ‫‪ -‬تتميز البيانات الثانوية أي ا‬
‫والتغير في الظواهر الطبيعية واالجتماعيرة التري يتعرذر علرى الباحرث‬
‫الحصول عليها بمفرده‪ ،‬لما تتطلبه من جهود مالية وبشرية ضخمة‪.‬‬
‫عيوب البياناع الثانوية‪ :‬وجه بعرض الخبرراف عردة انتقرادات للبيانرات الثانويرة‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -‬عدم التيقن من وضوح مفاهيمها‪ ،‬أو دقة أدواتها‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫‪ -‬قد تحمل أخطاف في النقل‪ ،‬والنشر‪.‬‬


‫‪ -‬احتمرراالت أخطرراف التصررميم‪ ،‬والتحليررل‪ ،‬والتبويررب‪ ،‬واالسررتنتاج‪ ،‬لعرردم‬
‫كفافة بعض العاملين بهذا العمل‪ ،‬أو لنقص خبراتهم‪ ،‬مما يسرتلزم مرن‬
‫الباحث ضرورة التنكد من سالمة الطريقة التي اتبعرت فري جمرع هرذه‬
‫البيانات‪ ،‬والكيفية التي تم بها التوصل إلى نتائجها النهائية‪.‬‬
‫‪ -‬عرردم اتفاقهررا أحيا انرا مررع احتياجررات الباحررث‪ ،‬نظرررا ا الخررتال األهرردا‬
‫التي جمعت من أجلها البيانات في المرة األولي عرن تلر التري يسرعى‬
‫إليهررا الباحررث‪ ،‬أو السررتخدام وحرردات قيررا مغررايرة‪ ،‬أو للتركيررز علررى‬
‫النواحي الكمية دون الكيفية‪...‬إلا‪.‬‬
‫‪ -‬احتمرراالت تقررادم البيانررات إلررى الدرجررة الترري يصررعب فيهررا اسررتخدامها‬
‫لبشارة إلى ظواهر حالية‪ ،‬بحيث ال يمكن االستفادة من هذه البيانرات‬
‫إال فرري حالررة دراسررة التطررور الترراريخي‪ .‬أمرا فرري حالررة دراسررة ظرراهرة‬
‫اجتماعية أو إعالمية‪ ،‬ف ن التطور السريع في مفاهيم وعادات وتقاليرد‬
‫البشر وما يشهده القرن الجديد مرن وسرائل وأسراليب اتصرالية لرم تكرن‬
‫معروفة من قبل‪ ،‬تجعل االستفادة مرن البيانرات الثانويرة القديمرة‪ ،‬قليلرة‬
‫الفائدة والجدوى‪.‬‬
‫طرق جمع المعلوماع (المادة العلمية)‪:‬‬
‫يعتبررر جمررع المعلومررات مررن الخطرروات الرئيسررة أليررة دراسررة منهجيرررة‬
‫منظمة‪ ،‬ولكي يتحقرق الهرد مرن وراف جمرع هرذه المعلومرات‪ ،‬ينبغري أن ترتم‬
‫بصورة دقيقة ومنظمة‪ .‬وفي هذه المرحلة يقوم الباحث بجمع الحقائق والمرادة‬
‫العلميررة الترري تتعلررق بموضرروع البحررث‪ ،‬وال شر أن المررادة العلميرة الترري يقرروم‬
‫الباحث بتجميعها تختل من علم آلخر‪ .‬ففي العلروم العمليرة – مثرل الهندسرة‪،‬‬
‫والطب‪ ،‬والطب الشرعي‪ -‬يقوم الباحث بتطبيقات مباشرة لنتائ البحرث‪ ،‬مرن‬
‫أجررل إنجرراز أهرردا تكنيكيررة‪ .‬ويعتمررد اختيررار المررادة العلميررة‪ ،‬علررى النتررائ‬
‫االفتراضررية الترري يضررعها الباحررث فرري ذهنرره منررذ البدايررة‪ .‬وفرري علرروم الفيزيقررا‬
‫والبيولوجيررا وفلسررفة اللغررات ‪ Philology‬المقررارن‪ ،‬يتوقرر مسررتوى اختيررار‬
‫المادة العلمية على احتماالت التقدم المستمر للمعرفة التجريدية للموضروعات‬
‫والحقررائق المختررارة‪ ،‬وجعلهررا علررى مسررتوى امبيريقرري وعالقرراتي‪ .‬وفرري علررم‬
‫االجتمرراع يقرروم اختيررار المررادة العلميررة علررى الجوانررب السياسررية واألخالقيررة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى الجانرب العلمري‪ .‬وبفضرل تلر الحقرائق والمعلومرات التري ترنتي‬
‫إلى الباحث من الخارج‪ ،‬يقوم باختبار الفروض والتنكد من صحتها‪ ،‬ومن ثرم‬

‫‪32‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫تبرز تل التعميمات االمبيريقية التي نسميها بالقوانين والنظريرات‪ .‬وفري هرذا‬


‫المقام على الباحث مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫دراسة البحوث التي تناولت هذا الموضوع من قريب أو بعيد‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تحليررل المررادة يررر المنشررورة‪ ،‬أو مشررروعات األبحرراث الترري ترردور حررول‬ ‫‪-2‬‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫تحليررل المشرركلة مررع الررزمالف واألسرراتذة‪ ،‬خاصررة فيمررا يتعلررق بدراسررة هررذا‬ ‫‪-3‬‬
‫الموضوع من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫إدرا خطوات البحث‪ ،‬حيث يستلزم جمرع المرادة العلميرة أن يعرد الباحرث‬ ‫‪-4‬‬
‫األوراق التي ستلزمه‪ ،‬ليسجل بها ما يجمعه من مادة في قرافاته الشراملة‬
‫للموضوع‪ ،‬وفي تجاربه ومالحظاته‪ .‬وهنا عدة طرق يمكرن اسرتخدامها‬
‫لجمع المعلومات‪ ،‬ولكرل طريقرة ميزاتهرا وعيوبهرا‪ .‬وليسرت هنرا طريقرة‬
‫واحدة يمكن االقتصار عليهرا دون يرهرا‪ .‬ومرن هرذه الطررق علرى سربيل‬
‫المثال طريقة الردفتر أو الكراسرة‪ ،‬وطريقرة البطاقرات‪ ،‬وطريقرة الكالسرير‬
‫المفتوح أو الدوسيه المقسم‪.‬‬
‫ثال اثا – العيناع وأداة الدراسة والتحليل اإلحصائي‪:‬‬
‫‪ -1‬العيناع‪:‬‬
‫‪ -‬أنواع العيناع‪:‬‬
‫‪ ‬عينات ير احتمالية ( ير عشوائية)‪.‬‬
‫‪ ‬عينررات احتماليررة (عشرروائية)‪ .‬وللعينررة العشرروائية أنررواع ولكنهررا بصرفة‬
‫عامة‪ ،‬هري العينرة االحتماليرة‪ ،‬وباإلضرافة إلرى كرون العينرة العشروائية‬
‫تمكررن مررن تعمرريم النتررائ علررى مجتمررع الدراسررة‪ ،‬فهرري شرررط أسررا‬
‫الستخدام الكثيرر مرن األسراليب اإلحصرائية‪ ،‬مثرل‪( :‬كرا سركوير‪ ،‬تري‬
‫تسررت‪ ،‬تحليررل التبرراين)‪ .‬ومررن المفرراهيم الخاطئررة للعينررة العشرروائية أنهررا‬
‫متنوعة‪ ،‬أو أن االختيار ير ذاتي‪ ،‬كمن يقر علرى الطريرق ويخترار‬
‫أحد المارة ويتر الثاني‪ ،‬وهكذا فهذا لي عشوائ ايا‪.‬‬
‫‪ -‬شروط العينة العشوائية‪:‬‬
‫يجب أن تتضمن العينة العشوائية‪:‬‬
‫‪ ‬تسررراو الفررررص‪ ،‬أ تسررراو فررررص جميرررع األشرررخاص برررنن يرررتم‬
‫اختيارهم بشكل متساو‪ ،‬فلرو قلنرا فرضارا أن عردد الطرالب فري الصر‬

‫‪33‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫خمسون طال ابا‪ ،‬فيجب أن تكون فرصة كل واحرد مرنهم لالختيرار‪ ،‬هرو‬
‫‪ .50/1‬وهذا يتطلب أخذ جميع أعداد مستوى الدراسة بداية‪ ،‬ومرن ثرم‬
‫تسرررحب العينرررة بطريقرررة عشررروائية بواسرررطة الجرررداول العشررروائية‪ ،‬أو‬
‫باستخدام الحاسب اآللي‪.‬‬
‫‪ ‬اسررتقاللية االختيررار‪ ،‬أ أن اختيررار أ فرررد فرري العينررة ال يررؤثر علررى‬
‫اختيار الفرد اآلخر بمعنرى أنره لرو ترم اختيرار الطرالب أرقرام ‪،5،3،1‬‬
‫فسو يتحدد هنا أن الطالب رقم ‪ 7‬هو التالي‪ ،‬أو أنه في حالة اختيار‬
‫الطالب األول‪ ،‬والثاني‪ ،‬والثالث‪ ،‬فالطالرب الرابرع هرو المتوقرع‪ ،‬ومرن‬
‫ثم يجب أال يتنثر اختيار شخص على اختيار الشخص التالي‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد عامة لحجم العينة‪:‬‬
‫لي هنا عدد نموذجي لحجم العينة‪ ،‬ولكن توجد قواعد عامة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ ‬أن تمثل العينة ‪ 10/1‬من حجم مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال تقل العينة عن ‪ 35‬مفردة كحجم عينة بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬أن ال يقل عدد أفراد الخلية عن خمسة‪.‬‬
‫وعينررة الدراسررة محكومررة بظرررو الدراسررة بمعنررى أنرره أحيا ان را ال يجررد‬
‫الباحث إال حالة واحدة فقط تخضع للدراسة‪ ،‬وهنرا البرد مرن التعامرل مرع هرذه‬
‫الحالة كعينة للدراسة‪.‬‬
‫‪ -2‬أداة الدراسة‪:‬‬
‫تعتبر أداة الدراسة وسيلة متعددة لجمع البيانرات‪ ،‬وقرد تكرون اسرتبانة‪ ،‬أو‬
‫مقابلررررة‪ ،‬أو مالحظررررة‪...‬إلا‪ .‬ويعتمررررد اختيررررار األداة علررررى المررررنه البحثرررري‬
‫المسررتخدم‪ ،‬فرري الدراسررة ومرردى مالئمترره لتلر األداة‪ ،‬كمررا يعتمررد علررى معرفررة‬
‫الباحررث وفهمرره وخبرترره فرري اسررتخدام أداة معينررة‪ .‬وهرري تختل ر عررن المررنه‬
‫البحثي وإن كانت قد تتشابه معه في جزئيرة معينرة‪ .‬فراألداة هري الوسريلة التري‬
‫تخرج البيانات من مجتمع الدراسة‪ ،‬وال يفضل اسرتخدام أكثرر مرن أداة إال إذا‬
‫كانت الدراسة منهجية‪ ،‬أ متخصصة في المنه العلمي‪.‬‬
‫وبصفة عامة فاألداة المناسبة للبحوث المختلفة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -‬البحث الميداني‪ :‬المالحظة (المشاركة أو المنفصلة)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ -‬البحث التجريبي‪ :‬المالحظة‪ ،‬أو االستبانة‪.‬‬


‫‪ -‬المس االجتماعي‪ :‬االستبانة‪ ،‬أو المقابلة‪.‬‬
‫والمصادر المتوافرة‪ ،‬هي االستبانة‪ ،‬أو المقابلة‪.‬‬
‫‪ -‬صدق وثباع أداة الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الصوودق ‪ :Validity‬مررن المهررم اإلشررارة إلررى أ مرردى هررذه األداة الترري‬
‫اسررتخدمت صررادقة‪ ،‬أ بمعنررى هررل قاسررت فعررال مررا وضررعت لقياسرره؟‪.‬‬
‫وللتنكررد مررن صرردق األداة هنررا أسرراليب أبسررطها‪ ،‬هررو صرردق المحكمررين‬
‫على أسا أن المحكم شخص مختص في هذا المجرال‪ ،‬ويمكرن أن يفتري‬
‫عما إذا كانت األسئلة الموضروعة فري االسرتبانة تقري فعرال مرا وضرعت‬
‫لقياسه‪ .‬وبالتالي يمكن أن يشرير الباحرث فري دراسرته إلرى أنره قرد اسرتخدم‬
‫صرردق المحكمررين‪ ،‬كطريقررة فرري تقرردير صرردق أداة الدراسررة‪ .‬وهنررا يجررب‬
‫اإلشارة إلى أنه ال يقي صدق األداة أو ثباتها‪ ،‬وإنما يقدر ذل تقديرا ا‪.‬‬
‫‪ ‬الثباع (الموثوقيوة ‪ :)Reliability‬يردل الثبرات علرى اتسراق النترائ ‪،‬‬
‫بمعنى أنه إذا تكرر القيا وتم الحصول على نف النتائ ‪ ،‬فهرذا هرو‬
‫الثبات‪ .‬والثبات في أ لب حاالته‪ ،‬هو معامل ارتباط‪ .‬وهنا عدد من‬
‫الطرررق لقياسرره‪ ،‬ومررن أكثرهررا شرريو اعا والترري يمكررن مررن خاللهررا قيررا‬
‫الصرردق والثبررات‪ ،‬هرري طريقررة ( كرنبررا ألفررا ) والترري تعتمررد علررى‬
‫االتسررراق الرررداخلي‪ ،‬وتعطررري فكررررة عرررن اتسررراق األسرررئلة مرررع بعضرررها‬
‫الرربعض‪ ،‬ومررع كررل األسررئلة بصررفة عامررة‪ .‬ومررن مقررايي الثبررات أي ا‬
‫ض را‬
‫طرق إعادة االختبار‪ ،‬وطريقة الصورة البديلة‪ ،‬وأخيرا ا طريقة تجزئة‬
‫االختبررار إلررى نصررفين‪ .‬إذن فررالمهم فرري األداة‪ ،‬هررو الصرردق والثبررات‪.‬‬
‫ومن المهم ج ادا أن تقي األسئلة ما وضعت لقياسره‪ ،‬فر ذا كران المرراد‬
‫قياسرره هررو الرروالف التنظيمرري‪ ،‬فيجررب تحويررل المفهرروم إلررى قيررا ‪ .‬وقررد‬
‫يكررون هررذا المفهرروم واحرر ادا أو متعررد ادا‪ ،‬وسررواف تعرردد المفهرروم (بنرراف‬
‫مفاهيم) أو ال‪ ،‬فيجب أن تقي األسئــلة هذا المفـهـوم‪ .‬فرـلو قلنرا علرى‬
‫سبرررـيل المثرررال أن المرررـراد قياسررره هرررو مررردى الرضرررا الررروظيفي‪ ،‬فهرررذا‬
‫المفهوم لي واح ادا وإنما متعدد‪ ،‬ففي جزئية منه الرضا عن الراترب‪،‬‬
‫والرضررررا عررررن الررررزمالف‪...‬إلا‪ .‬إذن فاألسررررئلة يجررررب أن تقرررري هررررذه‬
‫المفاهيم‪ .‬وهذا هو األسا في وضع األسئلة‪ ،‬أما كون تكردي أسرئلة‬
‫فقط في االستبانة‪ ،‬ودون أن يكون هنا رابط بينهرا أو أنهرا ال تهرد‬
‫لقيررا مررا وضررعت لرره فهررذا خطررن‪ .‬ولمزيررد مررن اإليضرراح سنشررير فرري‬

‫‪35‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫الجزئية التالية لتصميم االستبيان‪ ،‬إلى كيفية كون الصدق والثبات من‬
‫الشروط المنهجية في تصميم أداة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم الستبيان‪:‬‬
‫خررالل إجرررراف المسرر اإلحصرررائي‪ ،‬مررن الواضررر أن الترردريب والخبررررة‬
‫الخاصررررة مطلوبرررران السررررتخراج العينررررة‪ ،‬أو إلنشرررراف أ برررررام ضرررررورية‬
‫للكمبيوتر‪ .‬ولكن ماذا عن كتابة األسئلة الستبيان المس اإلحصائي؟‪ ،‬فلطالما‬
‫طرحنررا األسررئلة وتلقينررا األجوبررة مررن هررؤالف المحيطررين بنررا طرروال حياتنررا‪ .‬إن‬
‫مكررران البررردف بتصرررميم االسرررتبيان هرررو فررري أهررردا جمعررر للبيانرررات‪ ،‬أ مرررا‬
‫المعلومرررات التررري تحتررراج إليهرررا وممرررن؟‪ .‬ومرررا أن يرررتم تحديرررد هرررذه األهررردا‬
‫بوضرروح‪ ،‬تكررون الخطرروة األولررى هرري اتخرراذ القرررار حررول ماهيررة المعلومررات‬
‫المحررددة والمطلوبررة لتلبيررة هررذه األهرردا ‪ .‬والعديررد مررن مصررممي االسررتبيانات‬
‫ذو الخبرررة الواسررعة يقومررون فع رالا بوضررع خطررة بررالتقرير النهررائي‪ ،‬توض ر‬
‫كي سيعالجون المشكالت األساسية فري تحليرل البيانرات‪ ،‬ممرا يحردد بالضربط‬
‫أية معلومات ستكون مطلوبة وتؤد إلى بناف "خطة تحليل البيانرات"‪ ،‬والتري‬
‫تربط كل هد لجمع البيانات بكل من األسئلة المحددة وكي يجب طرحها‪.‬‬
‫‪ -‬إطار األسئلة‪:‬‬
‫بينما يدنو فريق المس اإلحصائي مرن مرحلرة بنراف أسرئلة محرددة‪ ،‬عليره‬
‫اتخاذ القرار حول ما إذا كان سيجر االستبيان ذات ايا‪ ،‬أو عرن طريرق مجررى‬
‫للمقابالت‪ .‬وعلي الفريق أيضارا أن يتخرذ قررارا ا حرول كيفيرة تسرليم االسرتبيان‪،‬‬
‫أ بالبريررد العرراد أو البريررد اإللكترونرري أو الفرراك أو الهررات أو شخص ر ايا‪.‬‬
‫وبمررا أن وسرريلة جمررع البيانررات تحرردد كيفيررة بنرراف األسررئلة وخيررارات األجوبررة‪،‬‬
‫فيجب اتخاذ هذا القرار في المرحلة الباكرة من عملية التصميم‪ .‬وفري حراالت‬
‫كثيرررة‪ ،‬ستخضررع وسرريلة جمررع البيانررات للقيررود الماليررة أو يرهررا مررن قيررود‬
‫الموارد‪ .‬وبالر م من ذل ‪ ،‬يجب معاينة بعض االعتبارات مثل إجمالي طول‬
‫االسررتبيان‪ ،‬ودرجررة تعقيررد األسررئلة‪ ،‬وحساسررية األسررئلة لتحديررد وسرريلة جمررع‬
‫البيانات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد ال يصرل اسرتخدام االسرتبيانات الطويلرة جير ادا‬
‫على الهات ‪ ،‬وقد تتطلب األسئلة المعقدة من مجرى المقابلة للتنكد من فهمها‪،‬‬
‫وقد يكون من األفضل أن تطررح األسرئلة الحساسرة لترتم اإلجابرة عليهرا ذاتيارا‪.‬‬
‫وباختصار‪ ،‬يجب بناف األسئلة واختيارات اإلجابة بحيرث يتوصرل المجيبرون‪،‬‬
‫إلى إعطاف األجوبة التي تلبي االحتياجات التحليلية لالستقصاف‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ -‬البنية الجيدة لألسئلة‪:‬‬


‫لتصميم سؤال جيد‪ ،‬من المهم ج ادا أن تكون كافة المفاهيم واضرحة ومعبرر‬
‫عنهررا بسررهولة‪ ،‬وعلررى المصررمم أن يفكررر فرري كيفيررة معالجررة الجررواب وإعررداده‬
‫للتحليل‪ .‬وفي حالة وجود مصرطلحات ذات معراني معينرة أو فنيرة علرى الجميرع‬
‫اسررتعمالها‪ ،‬فيجررب شررمل هررذه التعريرر فرري االسررتبيان‪ ،‬وإصرردار التوجيهررات‬
‫المتعلقة بها للمجيبين‪ .‬ومن األسا تزويد المجيبين باألدوات الالزمرة لترجمرة‬
‫تجاربهم المتنوعة بدقة‪ ،‬إلى مجموعة مشتركة ومعنية من خيارات اإلجابة‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير عن الدقة المطلوبة‪:‬‬
‫ص را ذل ر الررذ يتطلررب معلومررات عررن‬ ‫عنرردما يررتم إعررداد سررؤال‪ ،‬وخصو ا‬
‫درجة تكرار تصرر مرا‪ ،‬مرن المهرم أن يتفرق البراحثون مسرب اقا علرى مسرتوى‬
‫الدقررة المطلوبررة مررن المجيررب‪ .‬وإذا طلررب مررن المجيبررين تقرردير درجررة تكرررار‬
‫تصرفهم‬
‫فقد تستهل األسئلة بعبارات مثل "كم مرة تقريبارا؟"‪" ،‬حروالي كرم مررة؟"‪.‬‬
‫وقد يكون من الضررور الطلرب مرن المجيبرين تعرداد درجرة التكررار الدقيقرة‬
‫لتكرار األحداث ضرمن مردة محرددة مرن الرزمن‪ ،‬وإال سريطلب مرنهم أن يكرون‬
‫بندق درجة ممكنرة‪ .‬وقرـد تطرـلب مرنهم االسرـتعانة برـسجالتهم (افتراضارا بننهرا‬
‫في متناول اليد‪ ،‬وال تؤخر عملية جمع البيانات تنخيرا ا زائ ادا‪ ،‬أو تثير إمكانيرة‬
‫توقي المقابلة قبل إتمامها)‪ .‬وفري حالرة عردم التعبيرر بوضروح عرن متطلبرات‬
‫الدقة لجميع المجيبين‪ ،‬قد يختار شخص التقردير ضرمن مجراالت واسرعة جر ادا‪،‬‬
‫وقد يبذل حخر جه ادا للتعداد الدقيق للمراحل أو التصرفات‪ .‬وقد تكرون النتيجرة‬
‫إجابة هؤالف المجيبين على أسئلة مختلفة‪ ،‬وعدم إمكانية المقارنة بين بياناتهم‪.‬‬
‫وتذكر أن المجيبين ال يقرأون األفكار‪ ،‬أ ال يمكن التوقع مرنهم أن يتحرزروا‬
‫بمررا ير برره الباحررث أو مصررمم االسررتبيان‪ .‬وهنررا أمررور كثيرررة قررد تجعررل مررن‬
‫سؤال صعب اإلجابة ويجب تجنبها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪ ‬األسئلة التي ترهق ذاكرة المجيب‪،‬‬
‫‪ ‬واألسئلة التي تتطلب تفاصيالا ربما لم تحفظ أب ادا في الذاكرة‪.‬‬
‫وسرعان ما سيكش االختبار التمهيد لهذه األسئلة عرن هرذه المشركلة‪،‬‬
‫ضا فاألسئلة التي تتطلرب معلومرات حساسرة أو توقرع صراحبها فري ورطرة‬ ‫وأي ا‬
‫(مثل التعاطي ير المشروع للمخدرات)‪ ،‬هي تل التي قد ال يريد المجيبرون‬
‫اإلجابة عليها‪ .‬وبالنسبة ألكثر أنرواع المعلومرات حساسرية‪ ،‬فقرد تردعو الحاجرة‬

‫‪37‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫إلى إجراف االستبيانات ذات ايا مع الضمان الترام إلبقراف هويرة المجيرب مجهولرة‪.‬‬
‫كمررا يجررب ترروخي الحررذر عنررد إعررداد األسررئلة الجديرردة‪ ،‬إذ يتطلررب ذل ر جه ر ادا‬
‫تمهيد ايا طائالا‪ .‬ويخصص مصممو االستبيانات‪ ،‬مدة طائلة من الزمن لذل ‪.‬‬
‫‪ -‬الستبياناع إجمالا‪:‬‬
‫مرررن المررررج أن يتعررراون المجيبرررون أكثرررر‪ ،‬إذا كانرررت األسرررئلة بسررريطة‬
‫وواضحة وسـهلة اإلجـابة وتعـنيهم شخصـ ايا‪ .‬وعندما تعـتقد أن انتهرـيت مرن‬
‫األسـئلة الفردية‪ ،‬استرح وانظر إلى االسرتبيان إجمراالا‪ .‬وترذكر أن االسرتبيان‪،‬‬
‫هو مجموعة متكاملة ويحتاج إلى‪:‬‬
‫‪ ‬مقدمة قوية تنقل للمجيب موضوع المس اإلحصائي‪.‬‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى سبب طرح األسئلة‪.‬‬
‫‪ ‬بناف أسئلة مثيرة لالهتمام وسهلة اإلجابرة فري البدايرة‪ ،‬الكتسراب انتبراه‬
‫المجيب وإقامة الرابطة‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون الختام محتر اما وود ايا‪ ،‬ويعبر عن الشكر على وقرت المجيرب‬
‫وجهده‪.‬‬
‫كما يجب أن تكون األسئلة متسلسلة جي ادا من الواحرد إلرى اآلخرر‪ ،‬وعلري‬
‫المصررممين أن يكونرروا علررى إدرا بررنن األسررئلة األولررى تعطرري المعلومررات‬
‫واإلطرار للمجيبرين السرتعمالها فري أجوبرة الحقرة‪ .‬فغالبارا مرا قرد يرؤثر الجرواب‬
‫على سؤال معين‪ ،‬على جواب على سؤال الحق‪ .‬فبفرض أنه قرد طررح علرى‬
‫المجيبين أوالا "ما شعور حول وظيفت ؟"‪ ،‬والح اقا "ما شعور حول الحيراة‬
‫بشكل عام؟"‪ .‬فقد تتنثر اإلجابرة علرى السرؤال الثراني بالسرؤال األول‪ .‬وبمرا أن‬
‫المجيبين قد سبق أن عبرروا عرن مشراعرهم حرول وظيفرتهم‪ ،‬فقرد يكرون شرمل‬
‫هررذه المشرراعر فرري الجررواب الثرراني مكررررا ا‪ .‬ومررن ناحيررة أخرررى‪ ،‬إذا كانررت‬
‫وظيفتهم هامة ج ادا بالنسبة لهم (أو بارزة لسربب حخرر)‪ ،‬فقرد يسرتعمل الجرواب‬
‫على السؤال األول عند إعداد السؤال الثاني‪ ،‬ويصعب توقع ما يدعى بـ "حثار‬
‫الترتيررب"‪ .‬و ال اب را مررا ال تصررب بررارزة إال عررن طريررق االختبررارات الميدانيررة‬
‫لالستبيان‪ ،‬حيث تتم مقارنة الترتيبات المختلفة لاسئلة‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ ‪( KISS‬حافظ على البساطة‪ ،‬أيها اإلحصائي)‪:‬‬
‫إن األمور الثالثة األهم التي على أ مصمم لالسرتبيان أن يترذكرها هري‬
‫البسرراطة‪ ،‬والبسرراطة‪ ،‬والبسرراطة‪ .‬فاألفكررار يجررب نقلهررا بوضرروح‪ ،‬ويجررب أن‬
‫تكون األسئلة سهلة الفهم‪ .‬كما يجب أال يوجد أ تحذير عنردما يريرد المجيرب‬

‫‪38‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫فهم مرا المـعـلومرـات المـطرـلوبة بالضربط؟‪ .‬وكرذل يجرـب أال تـتعرـلق أكثريرة‬
‫االستبيانات بقضرايا تافهرة‪ ،‬فالتحرد األكبرر الرذ يواجهره مصرمم االسرتبيان‪،‬‬
‫هررو تنرراول مواضرريع هامررة وترجمتهررا إلررى مفرراهيم‪ ،‬وسررلوكيات‪ ،‬وعبررارات‬
‫بسررريطة‪ .‬ويجرررب أال يعرقرررل أسرررلوب االسرررتبيان سررربيل المجيبرررين فررري تقرررديم‬
‫معلوماتهم ؛ وإال فقد تكون النتيجرة بيانرات يرر كاملرة أو مضرللة‪ ،‬أو حراالت‬
‫رفررض للبنررود‪ ،‬أو أثررر إرهرراق المجيررب‪ ،‬أو حتررى رفررض المجيررب اسررتكمال‬
‫االستبيان‪ .‬ومن المستحسن تجربة األسئلة على مختل األشخاص‪ ،‬حتى عند‬
‫تطررور األسررئلة‪ .‬ففرري خررالل المراحررل المختلفررة مررن تطرروير االسررتبيان‪ ،‬يجررب‬
‫اختبار كامل االستبيان للتعر على مواضع الضع والصعوبات المحتملرة‪.‬‬
‫وأخيرا ا فكر أ نوع من المجيبين قد يواجه أكثر المشكالت في اإلجابرة علرى‬
‫األسئلة‪ ،‬وتعمد في البحث عن هؤالف المجيبين إلجراف االختبارات التمهيدية‪.‬‬
‫والوسيلة الجيدة األخررى للتعرر علرى الصرعوبات‪ ،‬هري أن يترولى مصرممو‬
‫االستبيان دور المجيبين‪ ،‬ويجيبون على األسئلة بننفسهم‪ .‬والمثير للدهشة‪ ،‬هو‬
‫المعلومات التي قد يتم اكتسابها من قلب األدوار بهذه الطريقة‪ .‬وعلى مصرمم‬
‫االستبيان‪ ،‬فهم الحاجة الضرورية إلى المزيد من االختبار التمهيد ‪.‬‬
‫‪ -3‬التحليل اإلحصائي لفهم المتغيراع‪:‬‬
‫أود أن أشررير هنررا إلررى أن عمليررة التحليررل اإلحصررائي‪ ،‬هرري عمليررة ليسررت‬
‫مرتبطررة ببرنررام معررين‪ ،‬مثررل ‪ SPSS‬حتررى أسررتطيع أن أنجررز مهمررة التحليررل‬
‫اإلحصررررائي الخاصررررة برررري‪ .‬فهنالرررر برررررام أخرررررى مثررررل ‪،Minitab ،SAS‬‬
‫‪ .Statistica‬وهذه برام خاصة بالتحليل اإلحصائي والمعالجرات اإلحصرائية‪،‬‬
‫عل اما بنن برنام ‪ SPSS‬متخصص نو اعا ما في إحصافات العلوم االجتماعيرة‪.‬‬
‫ضا إجراف التحليل اإلحصائي مرن خرالل اسرتخدام برنرام الرـ ‪Excel‬‬ ‫ويمكن أي ا‬
‫وهررو أحررد ملحقررات برنررام مايكروسرروفت أوفرري ‪ ،‬وكررذل باسررتخدام بعررض‬
‫اآلالت الحاسبة التي يستخدمها طالب الجامعات‪ ،‬حيث يمكن من خاللها إيجراد‬
‫كثير من الدوال اإلحصائية‪ ،‬ومعادلة االنحدار‪ ،‬ومعامالت االرتباط و يرها‪.‬‬
‫وال تعني بالضررورة معرفتري ببرنرام ‪ ،SPSS‬أنري أسرتطيع أن أحلرل‬
‫إحصائ ايا ‪ .‬فاإلدرا الحقيقري للمفراهيم اإلحصرائية والردوال اإلحصرائية‪ ،‬هري‬
‫السررربب األول واألخيرررر فررري إكسرررابي المقررردرة علرررى التعامرررل مرررع البيانرررات‬
‫اإلحصررائية بشرركل سررليم‪ .‬إن علررم اإلحصرراف قررائم علررى فررروض ونظريررات‬
‫رياضررية متشررعبة‪ ،‬وأن الخرروض فرري مثررل هررذه الفررروض والنظريررات‪ ،‬هررو‬
‫تخصررص الدارسرري ن لعلررم اإلحصرراف الرياضرري‪ ،‬أو االحتمرراالت‪ ،‬أو أسرراتذة‬

‫‪39‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫الرياضيات‪ .‬وأن مرا يهمنرا نحرن هرو مجرال اإلحصراف التطبيقري‪ ،‬أ بمعنرى‬
‫فهم دالالت الدوال اإلحصائية ومعانيها‪ ،‬بما يخدم مجال عملنرا أو دراسرتنا‪.‬‬
‫وقبررل البرردف بنيررة عمليررة إحصررائية أو أيررة دراسررة بشرركل عررام‪ ،‬يجررب علررى‬
‫الباحث أن يدر ما المتغيرات في دراسته‪ ،‬وأن يفصل تل المتغيررات مرن‬
‫حيث كونها متغيرات مستقلة أو تابعة‪ ،‬حيث أن نسبة كبيرة من الباحثين قرد‬
‫تصرررل إلرررى ‪ ،%70‬ال يررردر بشررركل سرررليم مرررا المتغيررررات المشرررمولة فررري‬
‫الدراسررررة‪ ،‬ومررررا عالقررررة تلرررر المتغيرررررات ببعضررررها‪ .‬إن اإلدرا الحقيقرررري‬
‫لمتغيرات الدراسة ينع ك بشكل واض على العنوان الرذ يختراره الباحرث‬
‫في الدراسرة‪ ،‬حيرث أن عنراوين كثيررة مرن الدراسرات ال تروحي بشركل سرليم‬
‫إلى اإلجرافات التي قامت عليها هذه الدراسات بمجاليها النظر والعملري‪،‬‬
‫وحتررى صرريا ة الفرضرريات‪ ،‬أو كتابررة االسررتبيان‪ .‬فعلررى سرربيل المثررال‪ :‬فرري‬
‫دراسة بعنوان‪" :‬العال قرة برين العدالرة التنظيميرة والروالف التنظيمري ألعضراف‬
‫هيئة التدري في جامعة أسيوط " على الباحث قبل أن يبدأ دراسته أن يحدد‬
‫متغيرررات هررذه الدراسررة‪ .‬ومتغيرررات الدراسررة ال تكررون بشرركل اعتبرراطي‪ ،‬أو‬
‫عشوائي‪ ،‬وإنما تعتمد على خبرة الباحث في الموضوع‪.‬‬
‫وأما عن المتغيرات التي يشير إليها العنوان‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ -‬العدالة التنظيمية‪) X ( .‬‬
‫‪ -‬الوالف التنظيمي‪) Y ( .‬‬
‫إذن فرررالمطلوب هرررو دراسرررة "العالقرررة برررين العدالرررة التنظيميرررة والررروالف‬
‫التنظيمرري"‪ ،‬وبالتررالي يسررتنت الباحررث بشرركل مباشررر أن المعالجررة اإلحصررائية‬
‫لتل المتغيرات‪ ،‬هري إيجراد معرامالت االرتبراط برين المتغيرر الترابع والمتغيرر‬
‫المستقل‪ ،‬ويصب التساؤل هو‪ :‬كي نحدد كالا من المتغيرين المذكورين؟‪ .‬إن‬
‫تحديررد المتغيرررر الترررابع والمسرررتقل أليرررة دراسرررة‪ ،‬يرررتم عرررن طريرررق فهرررم داللرررة‬
‫المتغيررررات لهرررا‪ ،‬وكرررذل عرررن طريرررق فهرررم صررراحب الدراسرررة لموضررروعه‪.‬‬
‫ولتوضي ذل نطرح المثال التالي‪:‬‬
‫أيهما مستقل عن اآلخر نفقات الهات النقال‪ ،‬أم مستوى الدخل؟‪ .‬وبشكل‬
‫قطعي يعد مستوى الردخل هنرا متغيرر مسرتقل‪ ،‬أمرا نفقرات الهرات النقرال فهري‬
‫متغير تابع‪ ،‬أو متنثر بمستوى الدخل بشكل عام‪ .‬ولذل يمكننا اعتبار مستوى‬
‫الرردخل هررو متغيررر مسررتقل ويرمررز لرره عررادة بررالرمز ( ‪ ،) X‬أمررا عررن نفقررات‬
‫الهررات النقررال فهرري متغيررر تررابع أو متررنثر ويرمررز لرره بررالرمز( ‪ ،) Y‬أ يتبررع‬

‫‪40‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫النقررال‪ ،‬تعتمررد وتتبررع‬ ‫المتغيررر المسررتقل‪ .‬بمعنررى أن قيمررة اإلنفرراق علررى الهررات‬
‫مستوى الدخل‪.‬‬
‫راب اعا – صدق الختبار ‪:Validity‬‬
‫قبررل أن يقرروم الباحررث بطباعررة قائمررة االستقصرراف فرري صررورتها النهائيررة‪،‬‬
‫ينبغي عليه أن يقوم باختبارها لتحديد نقاط الضع فيها‪ ،‬ويتم االختبرار علرى‬
‫عينررة مررن األفررراد مختررارة عشرروائ ايا‪ ،‬ومتشررابهة فرري خصائصررها مررع مجتمررع‬
‫البحث‪ .‬هذا‪ ،‬وال يغني االختبار الميداني للقائمة عرن عرضرها علرى المشرر‬
‫على البحث‪ ،‬وبعض الخبراف والباحثين األكفاف فري هرذا الشرنن للتعرر علرى‬
‫وجهرات نظررهم‪ .‬ومرن المهرم كرذل أن يقروم الباحرث بقيرا الصردق والثبرات‬
‫للتنكد من جودة قائمة االستقصاف‪.‬‬
‫‪ -1‬الشروط المنهجية في تصميم المقابلة والستبيان ( الصدق والثباع)‪:‬‬
‫الصدق‪ :‬أبسط تعري للصدق‪ ،‬هو أن يقري االختبرار فعرالا مرا يفتررض‬
‫أن يقيسه‪ .‬ومرن المفراهيم الخاطئرة والشرائعة‪ ،‬هرو اختبرار مرا يكرون صراد اقا أو‬
‫ير صادق‪ .‬فاالختبار لي صاد اقا بذاته‪ ،‬بل أنه صادق بالنسبة لهد خاص‬
‫أو مجموعة خاصة‪ .‬ويشير الصدق إلى دقرة القيرا ‪ ،‬فيكرون المقيرا صراد اقا‬
‫عنردما يقرري مررا يفتررض أن يقررـيسه‪ ،‬ويررؤد الوظرائ الترري يرردعي أو يررزعم‬
‫أدائهــا‪.‬‬
‫الثبوواع‪ :‬إذا أجررر اختبررار مررا علررى مجموعررة مرن المترردربين‪ ،‬ورصرردت‬
‫درجات كل متدرب في هذا االختبار‪ ،‬ثم أعيد إجراف نف االختبار على نف‬
‫ضا درجات كرل متردرب‪ ،‬ودلرت النترائ علرى أن‬ ‫هذه المجموعة‪ ،‬ورصدت أي ا‬
‫الدرجات التري حصرل عليهرا المتردربون فري المررة األولرى لتطبيرق االختبرار‪،‬‬
‫هرري نفر الرردرجات الترري حصررل عليهررا هررؤالف المترردربون فرري المرررة الثانيررة‪،‬‬
‫استنتجنا من ذل أن نتائ االختبرار ثابترة تمامارا‪ .‬وبصرفة عامرة‪ ،‬يمكرن القرول‬
‫بنن االختبار الثابت يقي نف درجرة الفررق برين المرؤد الجيرد والضرعي ‪.‬‬
‫ويهتم هنا باحتمال التحيز الذ يرجع إلى عملية صيا ة السرؤال‪ ،‬ومشركالت‬
‫الصدق والثبات الناشئة عن االستبيان ذاته‪ ،‬وهري مشركالت جوهريرة وسرائدة‬
‫في البحث العلمي‪ .‬ويالحظ أن درجة الثبات تضع حدو ادا أمام درجرة الصردق‬
‫الممكنة‪ ،‬إذ ال يمكن أن تزيد درجة الصدق إلى درجة معينة إذا كان المقيرا‬
‫ير متس اقا بدرجة ما‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫ولكن‪ ،‬إذا كان لدينا مقيا اسا قد حقق مستوىا عاليارا مرن الصردق‪ ،‬فيتوقرع أن‬
‫ضا‪ .‬ويمكرن التحقرق مرن ثبرات االسرتبيان مرن خرالل‬ ‫يكون نف المقيا ثاب اتا أي ا‬
‫تكرار تطبيقه‪ ،‬والتوصل إلرى نترائ متماثلرة‪ ،‬أمرا التحقرق مرن صردق االسرتبيان‬
‫فيعتمد على تروفر معيرار خرارجي‪ ،‬أو مقيرا مسرتقل يتنراول نفر المتغيررات‪،‬‬
‫والررذ يمكررن مقارنررة نتررائ اسررتبياننا برره‪ .‬ونجررد أن التحقررق مررن ثبررات وصرردق‬
‫األسئلة التي تدور حول االتجاهات‪ ،‬تكون أكثر صعوبة عرن التحقرق مرن ثبرات‬
‫(كم مرة زرت السينما في األسربوعين األخيررين؟ فمرثالا لرو أجراب ‪ 5‬مررات –‬
‫نسنل في مرحلة متنخرة مرن االسرتبيان عرن أ األمراكن التاليرة التري زرتهرا ‪5‬‬
‫مرات في األسبوعين األخيرين؟) وصدق األسئلة التي تدور حول الحقائق‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقة بين صدق الختبار وثباته‪:‬‬
‫تعبر العالقة بين صدق االختبار وثباته فكالهما وجهان لشر واحرد عرن‬
‫مدى صالحية ذل االختبار في أن يقي ما وضع لقياسه‪ ،‬وفي إعطائه نتائ‬
‫متماثلة‪ ،‬إذ يفترض في االختبرار أن يكرون صراد اقا وثاب اترا‪ ،‬وأن تكرون العالقرة‬
‫بين كل منهما عالقة ارتباطية عالية‪ .‬وهنا مجموعة مرن العوامرل ترؤثر فري‬
‫صدق االختبار وثباته‪ ،‬منها تلر العوامرل المتعلقرة باالختبرار نفسره مرن حيرث‬
‫لغته‪ ،‬وإجرافات تطبيقه‪ ،‬وتصحيحه‪ ،‬وصيا ة فقراته‪ ،‬وسهولة تل الفقررات‬
‫أو صرررعوبتها‪ ،‬وطرررول االختبرررار أو قصرررره‪ .‬ومنهرررا أي ا‬
‫ضرررا العوامرررل المتعلقرررة‬
‫بالمفحوص نفسه‪ ،‬وظروفه الصحية‪ ،‬وكذل العوامل البيئية المتعلقرة بشرروط‬
‫عملية تطبيق االختبرار‪ ،‬مثرل العوامرل الفيزيائيرة كاإلضرافة والتهويرة ودرجرة‬
‫الحرارة والضوضاف‪.‬‬
‫ونحن ال ابا ما ننظر للصدق والثبات على أنها أفكار منفصلة‪ ،‬ولكن في‬
‫الحقيقة هما مرت بطان ببعضهم البعض‪ .‬ف ذا فكررت فري السريناريو الترالي برنن‬
‫مركز الهد ‪ ،‬يمثل المفهوم الذ تحاول قياسره‪ .‬فتخيرل أنره لكرل فررد تقيسره‪،‬‬
‫تنخذ تصوي ابا للهد ‪ .‬وإذ أن قست المفهوم بشكل جيد للفرد ن فننت تصروب‬
‫على مركز الهد ‪ ،‬وإذ لم تفعل‪ ،‬ف ن تفقد المركز‪.‬‬
‫فالشكل يوض أربعة مواق مختلفة‪ ،‬ففري األول‪ ،‬أنرت تصروب الهرـد‬
‫بثبررات‪ ،‬ولكررن تفررـقد مركررز الهررد ‪ .‬وهـررـذا ي رـعني أنـررـ تقرري بثبررات قيمررة‬
‫خاطئة لكل ا لمستجوبين‪ .‬فهذا المقيا ثابت‪ ،‬ولكن لي صاد اق ا (أ ثابرت‬
‫ولكررن خطررن)‪ .‬والحالررة الثانيررة‪ ،‬توضرر تصرروي اب ا عشرروائ اي ا منتشرررا ا خررالل‬
‫الهد ‪ .‬فنادرا ا ما تصب مركز الهد ‪ ،‬ولكرن فري المتوسرط‪ ،‬تحصرل علرى‬

‫‪42‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫إجابررة صررح يحة للمجموعررة (ولرري لكررل األفررراد )‪ .‬وفرري تلر الحالررة‪ ،‬أنررت‬
‫تحصررل علررى تقرردير صررادق للمجموعررة‪ ،‬ولكررن لرري ثاب اتر ا‪ .‬وهنررا‪ ،‬تسررتطيع‬
‫بوضرروح رؤيررة أن الثبررات يرررتبط مباشرررة بصرردق مررا تقيسرره‪ .‬والسرريناريو‬
‫الثالث يظهر حالة أن تصويبات منتشرة خرالل الهرد ‪ ،‬وأنرت بثبرات تفقرد‬
‫المركز‪ ،‬ومقياسـ في تل الحالة لي ثاب اتا وال صاد اق ا ‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬نرى‬
‫السيناريو الرابع يوض حالة أن تصويبات تصيب مركرز الهرد بثبرات‪،‬‬
‫ومقياس هنا ثابت وصادق‪ ،‬فالثقة شرط لصدق المقيرا ‪Reliability ( .‬‬
‫‪.)is Prerequisite for Measurement Validity‬‬
‫‪ -3‬خصائص الصدق‪:‬‬
‫يتوقر الصرردق علررى عرراملين همررا الغرررض مررن االختبررار أو الوظيفررة‬ ‫‪-‬‬
‫التي ينبغي أن يقوم بها‪ ،‬وكذل الفئة أو الجماعرة التري سريطبق عليهرا‬
‫االختبار‪.‬‬
‫الصدق صفة نوعية‪ ،‬أ خاصة باستعمال معين (برالغرض الرذ مرن‬ ‫‪-‬‬
‫اجلرره وضررع االختبررار) وعليرره يكررون اختب رار التحصرريل فرري مررادة مررا‬
‫صاد اقا‪ ،‬إذا ما كان يقي تحصيل الطالب في تل المادة‪.‬‬
‫الصدق صفة نسبية أو متدرجة وليست مطلقة‪ ،‬فال يوجد اختبار عديم‬ ‫‪-‬‬
‫الصدق أو تام الصدق‪.‬‬
‫الصرردق صررفة تتعلررق بنتررائ االختبررار ولرري باالختبررار نفسرره‪ ،‬ولكننررا‬ ‫‪-‬‬
‫نربطها باالختبار من قبيل االختصار أو التسهيل‪.‬‬
‫يتوق ر صرردق االختبررار علررى ثباترره‪ ،‬أ علررى إعطرراف النتررائ نفسررها‬ ‫‪-‬‬
‫تقري ابا في كل مرة يطبق فيها على ص بعينه‪.‬‬
‫ونجرد أنرره ال يجررب أن ينمررل كررل فرررد بررنن مجموعررة األسررئلة مهمررا كانررت‬
‫طريقة تكوينها‪ ،‬ستعطي نفر النتيجرة مرع كرل األفرراد‪ ،‬فالصردق يختلر مرن‬
‫شخص آلخر‪.Validity Will Vary From One Person to Another .‬‬
‫‪ -4‬أنواع الصدق‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬الصدق الظاهري‪ :‬يعتبر من أقل األنواع أهمية واسرتخدا اما‪ ،‬ويعتمرد علرى‬
‫منطقية محتويات االختبار ومدى ارتباطها بالظاهرة المقاسرة‪ .‬وهرو يمثرل‬
‫الشرررركل العررررام لالختبررررار أو مظهررررره الخررررارجي مررررن حيررررث مفرداترررره‪،‬‬

‫‪43‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫وموضوعيته ووضوح تعليماتره‪ .‬وقرد يطلرق عليره اسرم (صردق السرط )‪،‬‬
‫لكونه يدل على المظهر العام لالختبار‪.‬وهذا النوع يتطلب‪:‬‬
‫‪ -‬البحث عما يبدو أن االختبار يقيسه‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص المبدئي لمحتويات االختبار‪.‬‬
‫‪ -‬النظر إلى فقرات االختبار ومعرفة مراذا يبردو أنهرا تقري ‪ ،‬ثرم مطابقرة‬
‫ذلرر بالوظررائ المررراد قياسررها‪ ،‬فرر ذا اقترررب االثنرران كرران االختبررار‬
‫صاد اقا سطح ايا‪.‬‬
‫وحسرراب هررذا النرروع يتطلررب التحليررل المبرردئي لفقرررات االختبررار‪ ،‬وذل ر‬
‫لمعرفررة مررا إذا كانررت تتعلررق بالجانررب المقررا ‪ ،‬وهررذا أمررر يرجررع إلررى ذاتيررة‬
‫الباحث وتقديره‪ ،‬وهنا تكمن المحاذير‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬الصوووودق الموووورتبط بالمحووووج (الصوووودق التجريبووووي) ‪Related Criterion‬‬
‫‪:Validity‬‬
‫المح هو معيار نحكم به على اختبار أو نقومه‪ ،‬وقد يكن مجموعرة مرن‬
‫الدرجات أو التقديرات أو المقايي التي صمم االختبار للتنبؤ بها أو االرتباط‬
‫معهرررا كمقيرررا لصررردقها‪ .‬والمحررر هرررو مقيرررا موضررروعي ترررم التحقرررق مرررن‬
‫صدقه‪،‬لذل نقارن بينه وبرين المقيرا الجديرد للتحقرق مرن درجرة صردق ذلر‬
‫المقيا عن طريق معامل االرتباط بينهما‪.‬‬
‫والصرردق التجريبرري يعتمررد علررى إيجرراد معامررل االرتبرراط بررين االختبررار‬
‫الجديررد‪ ،‬واختبررار حخررر سرربق إثبررات صرردقه أو محكرره‪ .‬ويعتبررر هررذا النرروع مررن‬
‫الصرردق مررن أفضررل األنررواع وأكثرهررا شرريو اعا‪ ،‬ويصررن وف اق را للغرررض مررن‬
‫اسررتخدامه إلررى نرروعين‪ ،‬همررا الصرردق التنبررؤ والصرردق التالزمرري‪ .‬ويمكررن‬
‫التمييز بين هرذين النروعين فري ضروف الفتررة الزمنيرة برين االختبرار والمحر ‪،‬‬
‫والهد من االختبار ما إذا كان هو تحديد الحالرة الراهنرة (صردق تالزمري)‪،‬‬
‫أو التنبؤ بنتيجة معينة في المستقبل (صدق تنبؤ )‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق التنبؤي ‪:Predictive Validity‬‬
‫يدل هذا النوع من الصدق علرى مردى الصرحة التري يمكرن أن نتوقرع بهرا‬
‫خاصية أو قدرة معينة لدى األفراد‪ ،‬من خالل اختبرار يفتررض أن يقري هرذه‬
‫الخاصية‪ .‬ويعتبر هذا النوع من الصدق مؤشررا ا لنتيجرة معينرة فري المسرتقبل‪،‬‬
‫حيررث يقرروم علررى أسررا المقارنررة بررين درجررات األفررراد فرري االختبررار وبررين‬
‫درجاتهم على مح يدل على أدائهم في المستقبل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫ويعتبرررر االتفررراق (معامرررل االرتبررراط) برررين درجرررات االختبرررار ودرجرررات‬


‫المح ‪ ،‬هو معامل صدق االختبار‪ .‬وعليه‪ ،‬فهو عبارة عن عمليات يمكن من‬
‫خاللها حساب االرتباط بين درجرات االختبرار‪ ،‬وبرين درجرات محر خرارجي‬
‫مستقل‪ .‬فمثالا‪ ،‬معامل االرتباط العالي بين اختبار القدرات للطالب المتقردمين‬
‫لكلية التربية الرياضية‪ ،‬والقدرة على االسرتمرار بالدراسرة هرو مؤشرر صردق‬
‫تنبؤ ‪ .‬ولرو أمكننرا إعرداد اختبرار قردرات للطرالب الرذين انتهروا مرن دراسرتهم‬
‫بالمرحلة الثانوية‪ ،‬بهد تحديد مدى النجاح الذ سيحققه هؤالف الطالب فري‬
‫دراسرررتهم الجامعيرررة‪ ،‬وجرررافت درجرررة االرتبررراط عاليرررة برررين تحصررريل هرررؤالف‬
‫الطالب في الجامعة وبين درجاتهم في اختبار القردرات‪ ،‬ف ننرا نسرتطيع القرول‬
‫أن هذا االختبار له قدرة تنبؤية كبيرة‪ .‬ويراعى في هذا النوع من الصدق‪:‬‬
‫‪ ‬حساب القيمة التنبؤية لالختبار‪.‬‬
‫‪ ‬االعتماد على فكرة أن السرلو لره صرفة الثبرات النسربي فري المواقر‬
‫المستقبلية‪.‬‬
‫‪ ‬تنبؤ يحتاج إلى فترة بين تطبيق االختبار‪ ،‬وجمع البيانات عرن المحر‬
‫في فترة تالية لالختبار‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق التالزمي ‪:Concurrent Validity‬‬
‫يمثل الصدق التالزمي العالقرة برين االختبرار‪ ،‬ومحر موضروعي تجمرع‬
‫البيانات عليه‪ .‬وقت أو قبرل إجرراف االختبرار‪ .‬أ التعرر علرى مردى ارتبراط‬
‫الدرجرررة علرررى االختبرررار‪ ،‬بمحكرررات األداف الراهنرررة أو مركرررز الفررررد حال ايرررا‪.‬‬
‫ويستخدم عندما يتالزم تطبيق االختبار وتطبيق المحر معارا‪ ،‬ويصرب الهرد‬
‫هو معرفة عما إذا كان كل من االختبارين يقيسان خصائص قائمة بالفعل في‬
‫وقررت واحررد‪ ،‬وذل ر بهررد تقرردير الحالررة الراهنررة‪ .‬وهررو مررن أنسررب األسرراليب‬
‫مالئمة لالختبارات التشخيصرية‪ ،‬ففري حالرة إعرداد اختبرار لقيرا السررعة لرو‬
‫ارتررربط بدرجرررة أو تقررردير المررردرب أو المررردر ألفرررراد العينرررة‪ ،‬فررر ن معامرررل‬
‫االرتبرراط العررالي مؤشررر صرردق تالزمرري‪ .‬وهررو يعبررر عررن مرردى االرتبرراط بررين‬
‫النتررائ الترري يررتم الحصررول عليهررا بواسررطة أداة القيررا الترري أعرردها الباحررث؛‬
‫وبين النتائ التي يتم الحصول عليهرا بواسرطة أداة أخررى ذات درجرة صردق‬
‫عالية‪ ،‬وتحديد درجة الصدق التالزمي ألداة معينرة يتطلرب تطبيرق تلر األداة‬
‫على المفحوصين‪ ،‬وتطبيرق األداة األخررى علرى نفر المفحوصرين فري نفر‬
‫الوقت‪ ،‬ثم إيجاد درجة االرتباط بين النتائ التي تم الحصرول عليهرا بواسرطة‬
‫األداتررين‪ .‬ويعبررر معامررل االرتبرراط الررذ نحصررل عليرره فرري تل ر الحالررة عررن‬
‫‪45‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫الصدق التالزمي لاداة التي أعدها الباحث‪ .‬ومن شروط المح الجيد‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون متعل اقا بالوظيفة التي وضع االختبار لقياسها‪.‬‬
‫‪ ‬أن المقيررا كمحر يجررب أن يهير لكررل شررخص نفر الفرصررة ألخررذ‬
‫درجة عادلة ( البعد عن التحيز )‪.‬‬
‫‪ ‬أن يتوافر في المح خاصية الثبات‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون المح موضوع ايا‪.‬‬
‫ومن عيوب الصدق المرتبط بالمح ‪:‬‬
‫‪ ‬أنه يعتمد علرى صردق الميرزان أو االختبرار المرجعري‪ ،‬فر ذا كران هرذا‬
‫االختبار ير صادق أو مشكو في صدقه يؤثر بذل علرى االختبرار‬
‫المراد معرفة صدقه‪.‬‬
‫‪ ‬صعوبة ضبط الميزان بالنسبة إليجاد الصدق‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬صدق المحتوى (المضمون ‪:)Content Validity‬‬
‫يقصررد بصرردق المحترروى درجررة تمثيررل بنررود األداة لمكونررات المقرررر‪ ،‬أو‬
‫خطررة الدراسررة‪ ،‬أو مررادة الدراسررة‪ .‬فاالختبررار التحصرريلي الصررادق‪ ،‬هررو ذل ر‬
‫االختبار الذ تغطي بنوده (أسئلته) ما تم تدريسه للطالب‪.‬‬
‫‌د‪ -‬صدق المفهوم (البناء ‪:)Construct Validity‬‬
‫يقصررد بصرردق المفهرروم مرردى نجرراح االختبررار فرري قيررا مفهرروم فرضرري‬
‫معين‪ .‬فنحن ال نرى الذكاف‪ ،‬وإنما يمكننا مالحظرة ترنثيره‪ .‬فرالقلق علرى سربيل‬
‫المثال يمكن أن يكون متغيرا ا مستقالا‪ ،‬أو متغيرا ا تابعارا‪ .‬فقرد تسرتهد الدراسرة‬
‫تحديررد إن كرران الطررالب مرتفعرري القلررق يررؤدون المهررام الصررعبة‪ ،‬أفضررل مررن‬
‫الطررالب منخفضرري القلررق‪ .‬فاختبررار القلررق يسررتلزم تطبيقرره علررى الطررالب فرري‬
‫الدراسة‪ ،‬حتى يمكن تصنيفهم إلى مرتفعي القلق أو منخفضي القلق‪.‬‬
‫‌ه‪ -‬معايير الثقة في األبحاث الكيفية والكمية‪:‬‬
‫يشررير الصرردق الررداخلي فرري البحرروث الكميررة إلررى مرردى وص ر النتررائ‬
‫للحقيقة‪ ،‬أما الصردق الخرارجي فيشرير إلرى إمكانيرة تعمريم النترائ فري مواقر‬
‫مختلفة وسياقات أخرى‪ ،‬ويجب أن يعتني الباحثون بكل مرن الصردق الرداخلي‬
‫والخارجي‪ .‬ويشير الصدق الخارجي إلى المدى الذ يمكن عنده تعميم ونقرل‬
‫نتائ الدراسة‪ ،‬بينما يشير الصدق الداخلي إلى‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ ‬الصرامة التي يتم بها إجراف الدراسة‪.‬‬


‫البرديل أليرة‬ ‫‪ ‬المدى الذ ينخذه مصممو الدراسة في اعتبرارهم للنقرا‬
‫عالقات سببية يكتشفوها‪.‬‬
‫ويعبر الصدق الداخلي عن األسباب الحقيقيرة للنترائ التري ترم مالحظتهرا‬
‫فرري الدراسررة‪ ،‬بينمررا يعبررر الصرردق الخررارجي عررن مرردى القرردرة علررى تعمرريم‬
‫الدراسة على أشخاص حخرين وحخرين )‪.)Other People and Other‬‬
‫والبحرث الكيفرري بشركل عررام‪ ،‬هرو محاولررة الحصرول علررى الفهرم المتعمررق‬
‫للمعاني والتعريفات التي يقدمها الباحثون لموق ما عند سرؤالهم حولره‪ ،‬بردالا‬
‫عن القيا الكمي لمميزات سلوكياتهم تجاه ذل الموق ‪ .‬ولقرد تباينرت اآلراف‬
‫حول تطبيق مفهوم الصدق في مجال البحث الكيفي‪ ،‬حيث ارتبط هذا المفهوم‬
‫تقليد ايا بالبحث الكمي‪ .‬ولكرن الكثيرر مرن البراحثين الكيفيرين يررون أن اسرتخدام‬
‫مفهوم الصدق في البحث الكيفي‪ ،‬يشرير عرادة إلرى أن البحرث يتمترع بالواقعيرة‬
‫والمنطقية والثقة‪.‬‬
‫وهنررا ثالثررة أنررواع مررن الصرردق تعررد األهررم ف ري مجررال البحررث الكيفرري‪،‬‬
‫وهررري‪ :‬الصررردق الوصرررفي ‪ Descriptive Validity‬والصررردق الترررنويلي أو‬
‫‪Theoretical‬‬ ‫التفسرررير ‪ ،Interpretive Validity‬والصررردق النظرررر‬
‫‪ .Validity‬هررذا باإلضررافة إلررى النرروعين التقليررديين اآلخرررين‪ ،‬وهمررا‪ :‬الصرردق‬
‫الررررداخلي "أ المقرررردرة علررررى اسررررتجالف العالقررررة بررررين المتغيرررررات المسررررتقلة‬
‫والمتغيرررات التابعررة"‪ ،‬والصرردق الخررارجي "أ المقرردرة علررى التعمرريم خررارج‬
‫نطاق مجاالت البحث المحددة"‪.‬‬
‫ويشير الصدق الوصفي إلى درجة الدقة الوقائية التي تتحلى بهرا تقرارير‬
‫البرراحثين (أ مررا تررم عرضرره مررن وقررائع تحرردث هنررا بالفعررل عررن مجتمررع‬
‫الدراسة‪ ،‬وأن الباحث يعررض مرا سرمع وشراهد وال شر يرره)‪ .‬أمرا الصردق‬
‫التنويلي‪ ،‬فيعني الدقة فري تمثيرل المعراني للظرواهر المدروسرة كمرا يتصرورها‬
‫البرراحثون أنفسررهم‪( .‬ومررن أهررم أسرراليب تحقيررق الصرردق التفسررير فرري البحررث‬
‫الكيفرري‪ ،‬هررو أسررلوب المشرراركة االسررترجاعية ‪،Participant Feedback :‬‬
‫ويتضمن رجــوع الباحث لمفردات مجتمع الدراسة للتحقق من موافقتهم على‬
‫ما توصل إليه من تفسيرات)‪ .‬وأخيرا ا فالصدق النظر ‪ ،‬يعني تناسب التفسير‬
‫النظر مع الواقع الميداني‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫‌و‪ -‬معوقاع الصدق والعوامل المؤثرة فيه‪:‬‬


‫‪ -‬معوقاع (مهدداع) الصدق الداخلي‪:‬‬
‫التووواري ‪ :History‬وقررروع األحرررداث أثنررراف الدراسرررة أو برررين تكررررار‬ ‫‪‬‬
‫القياسات للمتغير التابع‪ ،‬قد يحدث تنثيرا ا على النتائ ‪ ،‬مما يسبب عدم‬
‫دقة في االختبار في حد ذاته‪.‬‬
‫النضوج ‪ :Maturation‬التغير الراجع إلى التطور (التنمية) إما بين‬ ‫‪‬‬
‫أو داخل المجموعات‪.‬‬
‫أداة (آلة) القياس ‪ :Instrumentation‬ثبات األداة ربمرا يتغيرر فري‬ ‫‪‬‬
‫التحديد (عند استخدام جهاز قيا )‪ ،‬أو من التغير في القدرة اإلنسانية‬
‫لقيا االختالفات (بسبب اإلرهاق‪ ،‬والخبرة‪..،‬إلا)‪.‬‬
‫الختبووار ‪ :Testing‬تجربررة (خبرررة) أخررذ أو عمررل اختبررار لهررا تررنثير‬ ‫‪‬‬
‫علرررى النترررائ ‪ ،‬فالتجربرررة (الخبررررة ‪ ) Experience‬تشرررير إمرررا إلرررى‬
‫التغيرات العقلية أو الطبيعيرة فري موقر المشرار تجراه موضروع قرد‬
‫يتغيررر بسرربب المس ر ‪ survey ،‬الررذ يمكررن أن يررؤثر فرري النتررائ ‪ ،‬أو‬
‫لتغير فسيولوجي في رد المشار على االختبار مع تكرار القياسات‪.‬‬
‫الرتداد اإلحصوائي ‪ :Statistical Regression‬الميرل للرجروع إلرى‬ ‫‪‬‬
‫المتوسرررط ‪ ،Mean‬يجعرررل النترررائ عاليرررة أو منخفضرررة‪ .‬فررر ذا لرررم يكرررن‬
‫القيررا ثاب ات را (موثرروق فيرره ج ر ادا ‪ ،)Extremely Reliable ,‬سرريجعل‬
‫هنا بعض التغير أو االختال ‪ Variation‬بين القياسات المتكرررة‪.‬‬
‫وستكون االحتماالت أن القياسات سو تتحر تجراه المتوسرط‪ ،‬بردالا‬
‫من تحركها تجاه التطر (األطرا ‪.)Extremes‬‬
‫الختيووار ‪ :Selection‬المشرراركون فرري المجموعررات ق رد يكونرروا علررى‬ ‫‪‬‬
‫خررال بطريقررة مررا‪ ،‬ولررذا فهررم سيسررتجيبون بطرررق مختلفررة للمتغيررر‬
‫المسررتقل‪ .‬وهررذا فرري الغالررب‪ ،‬خطررر علررى التصررميمات (النمرراذج) شرربه‬
‫التجريبية في أية مهمة ير عشوائية مستخدمة‪.‬‬
‫الوفيوووواع (الفنوووواء ‪ :)Mortality‬هبرررروط (انسررررحاب) المشرررراركين فرررري‬ ‫‪‬‬
‫االختبررار‪ ،‬يجعررل المجموعررات يررر متكافئررة‪ ،‬عررالوة علررى مررن ينسررحب‬
‫ولماذا؟‪.‬‬
‫التفاعوووول ‪ :Interaction‬اثنرررران أو أكثررررر مررررن المعوقررررات يمكررررن أن‬ ‫‪‬‬
‫تتفاعرررل‪ ،‬فعلرررى سررربيل المثرررال تفاعرررل االختبرررار مرررع النضررروج‪ ،‬حيرررث‬

‫‪48‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫االختال برين أعمرار المجموعرات قرد يسربب تغيرر المجموعرات عنرد‬


‫نسب مختلفة‪ .‬ومجموعة من الشباب قد يظهرون تحسر انا فري االختبرار‬
‫أكثر من مجموعة النا األكبر س انا‪ ،‬ولكن يمكن أن يكون هذا راج اعا‬
‫لكون عقولهم تنمو (تتطور) أسرع بالنسبة ألعمارهم‪.‬‬
‫تحيز المجرب ‪ :Experimenter Bias‬توقعات نتيجة ما ربما ترؤثر‬ ‫‪‬‬
‫بشررركل يرررر مقصرررود علرررى المشرررار ‪ ،‬أو تجعرررل المجررررب يعررررض‬
‫البيانات بشكل مختل ‪.‬‬
‫تأثير العالج المموه ‪ :Placebo Effect‬التحسين الراجع للتوقع بردالا‬ ‫‪‬‬
‫من المعالجة في حد ذاتها‪ ،‬يمكرن أن يحردث عنردما يتلقرى المشراركون‬
‫عالجا رررا (معاملرررة‪ ،‬معالجرررة ‪ ،)Treatment‬ومرررن المحتمرررل أن يكرررون‬
‫مفي ادا‪.‬‬
‫توووأثير الهووواوثورن ‪ :Hawthorne Effect‬عنررردما يغيرررر أعضررراف‬ ‫‪‬‬
‫مجموعررة المعالجررة فرري شررروط المتغيررر التررابع لكررون اشررتراكهم فرري‬
‫الدراسة يشرعرهم ب حسرا خراص‪ ،‬فر نهم يتصررفون بشركل مختلر ‪،‬‬
‫بغض النظر عن المعالجة‪.‬‬
‫التلووووث ‪ :Contamination‬عنررردما يرررتم الترررنثير بطريقرررة مرررا علرررى‬ ‫‪‬‬
‫مجموعة المقارنرة‪ ،‬أو ترؤثر عليهرا مجموعرة المعالجرة‪ ،‬تحردث زيرادة‬
‫فرري الجهررود‪ .‬وهررذه المعوقررات ( المهررددات )‪ ،‬يمكررن تعويضررها عررن‬
‫طريق استعمال تصميم تجريبي حقيقي ( صحي )‬
‫‪ -‬معوقاع (مهدداع) الصدق الخارجي‪:‬‬
‫تعبررر هررذه المعوقررات عررن العوامررل الترري يمكررن أن تررؤثر فرري جررودة أن‬
‫تتوافق النتائ مع المجتمع المستهد ‪ .‬بمعنى هل يمكننا التعميم بثقة بنن هرذا‬
‫صحي للمجتمع المستهد ؟ ‪ -‬وهذه المعوقات‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬تحيز الختيار ‪ :Selection Bias‬العينة ليسرت ممثلرة سركان ايا لمجتمرع‬
‫البحث‪.‬‬
‫‪ ‬التوأثيراع التفاعليوة للترتيبواع التجريبيوة‪Reactive Effects of ( :‬‬
‫‪)exPerimental Arrangements‬‬
‫فالنتائ قد تكون بسربب الوضرع التجريبري‪ ،‬وليسرت المعالجرة‪ .‬لرذل قرد ال‬
‫تكررون النتررائ صررحيحة (حقيقيررة) للمجتمررع المسررتهد ‪ .‬وفرري بعررض األحيرران‬
‫يوضع في االعتبار عند التحكم في تفنيد المتغيررات أن هنرا دائمرا مبادلرة برين‬

‫‪49‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫الرررتحكم ‪ Control‬والصررردق الخرررارجي‪ .‬وعنررردما يرررتم تصرررميم التجربرررة‪ ،‬يجرررب‬


‫التفكير دائ اما وبشكل واضر فيمرا هرو األكثرر أهميرة‪ ،‬وهرذا تفراوت مرن تصرميم‬
‫آلخر‪.‬‬
‫‪Pretest‬‬ ‫‪ ‬التووووأثيراع التفاعليووووة لالختبووووارا اختبوووور الحساسووووية‪( :‬‬
‫‪)Reactive Effects of Testing/ Sensitization‬‬
‫بينما العينة تصب اختبارا ا قبل ايا ‪ Pre –test‬إلنشاف خرط أسرا (مقيرا )‬
‫للسلو ‪ ،‬ف ن المجتمع المستهد ال يصب اختبارا ا قبل ايا‪ ،‬ولذل ربما يستجيب‬
‫بشكل مختل للمعالجة‪.‬‬
‫‪ ‬تدخل المعالجة المتعددة ‪:Multiple Treatment Interference‬‬
‫إن إعطرراف المعالجررة المركررز (المقررام) األول‪ ،‬يعنرري أن المعالجررات الثانيررة‬
‫ستغير المشتر ‪ .‬وإذا كانت المعالجة الثانية فعالة‪ ،‬فهذا ربما يكون فقرط بسربب‬
‫التفاعل في المعالجة األولى‪.‬و يمكن أن يفسر هذا باستعمال المربـــع الالتينري‪،‬‬
‫حيث كل المجموعات تحصل على كل معالجة‪ ،‬ولكن في طلبات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل التي تؤثر في صدق الختبار‪:‬‬
‫‪ ‬طول االختبار‪ ،‬فكلما زاد عدد مفردات االختبار‪ ،‬زاد معامل صدقه‪.‬‬
‫‪ ‬ثبات االختبار‪.‬‬
‫‪ ‬صدق المقيا المح ‪.‬‬
‫‪ ‬مدى تمثيل االختبار (باعتباره عينة من المثيرات) للسرلو المطلروب‬
‫قياسه‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة حساب معامل الصدق‪.‬‬
‫‪ ‬عردد وخصررائص وطبيعررة عينررة التقنررين (العرردد – الجررن – السررن –‬
‫المؤهل)‪.‬‬
‫‪ ‬درجة تجان عينة التقنين‪.‬‬
‫‌ز‪ -‬طرق حساب صدق الختبار‪:‬‬
‫يقصرد بصرردق االختبررار قدرتره علررى قيررا مررا يردعى قياسرره مررن جوانررب‬
‫سلو األفراد‪ ،‬أو هو درجة قيا االختبار لما وضرع لقياسره‪ .‬ويشرير معامرل‬
‫صدق االختبرار إلرى معامرل االرتبراط برين درجرات مجموعرة مرن األفرراد فري‬
‫االختبررار‪ ،‬ودرجرراتهم فرري الجوانررب السررلوكية الترري يقيسررها االختبررار‪ .‬ويمكررن‬
‫تحديد درجات األفرراد فري هرذه الجوانرب السرلوكية‪ ،‬عرن طريرق مقيرا حخرر‬

‫‪50‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫يررر هررذا االختبررار يقرري نف ر الجوانررب السررلوكية الترري يقيسررها‪ ،‬أو تتحرردد‬
‫درجات األفراد في هذه الجوانب السلوكية عن طريرق مسرتوى أدائهرم الفعلري‬
‫في هذه الجوانب من السلو ‪.‬‬
‫طرق حساب معامل صدق الختبار‪:‬‬
‫‪ -‬الصدق الظاهري‪ :‬يمكن حساب الصدق الظراهر لالختبرار‪ ،‬عرن طريرق‬
‫التحليل المبدئي لفقراته بواسطة عدد كبير من المحكمين وذل لتحديرد مرا‬
‫إذا كانت هذه الفقرات تتعلق بالجانب الذ تقيسه‪ .‬ثرم يقروم الباحرث بعمرل‬
‫تكرارات الستجابات هذه المجموعة من المحكمين‪ ،‬ويختار الفقرات التي‬
‫اتفق عليها أكبر عدد من المحكمين‪ .‬ويشرير الصردق الظراهر إلرى – مرا‬
‫الرررذ يظهرررر أن االختبرررار يقيسررره؟‪ ،‬ولررري مرررا يقيسررره االختبرررار بالفعرررل‪.‬‬
‫وبالر م من أن هذه الطريقة ليست كافية للتنكد من صدق االختبار‪ ،‬لكنها‬
‫تفيد في طمننة الباحث مبدئ ايا على دقة االختبار الذ يستخدمه في مقيا‬
‫ما وضع لقياسه‪.‬‬
‫‪ -‬صدق المحتوى‪ :‬يشير صدق المحتروى لالختبرار‪ ،‬إلرى بيران مرا إذا كانرت‬
‫مفردات االختبار تمثل المجال الذ وضع االختبار لقياسره‪ .‬وفري حسراب‬
‫صدق المحتوى‪ ،‬يجب أن نضع في اعتبارنا درجة مناسبة نوع المفردات‬
‫لقيا ما وضعت لقياسه‪ ،‬ودرجة شمول عينة المفردات‪ ،‬والطريقرة التري‬
‫تقا بها محتويات مجال االختبرار‪ .‬والسرتخدام طريقرة صردق المحتروى‪،‬‬
‫ينبغي اإلجابة على التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هل يحتو االختبار على معلومات كافية لتغطية ما يفترض قياسه؟‬
‫‪ ‬هل أسئلة االختبار مناسبة‪ ،‬وتقي المجال المراد قياسه؟‬
‫‪ ‬ما مستوى اإلتقان الذ يقا به محتوى االختبار؟‬
‫وإذا كانت اإلجابة على تل التسراؤالت إجابرات مرضرية‪ ،‬فر ن ذلر يعبرر‬
‫عن أن محـتوى االخـتبار جـيد‪ .‬وال يـنبغي الخـلط بين صـدق المحتروى‪،‬‬
‫والصدق الظاهر ‪ .‬وأحيا انا يستخدم االتساق الرداخلي للمفرردات علرى أنره‬
‫صدق المحتوى (حساب معامالت االرتباط برين درجرات األفرراد فري كرل‬
‫سؤال‪ ،‬ودرجاتهم في االختبار ككرل‪ .‬وهرذا يؤكرد صردق المفرردات ولري‬
‫صدق المحتوى)‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق التطابقي‪ :‬يرتم حسراب الصردق التطرابقي لالختبرار‪ ،‬بحسراب مردى‬

‫‪51‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫اتفرراق درجررات األفررراد علررى االختبررار الجديررد (المررراد حسرراب صرردقه)‪،‬‬


‫ودرجرراتهم علررى اختبررار حخررر سرربق حسرراب صرردقه وثباترره‪ ،‬ويقرري نف ر‬
‫جوانب السلو التي يقيسها االختبار الجديد‪.‬‬
‫ويعاب على تل الطريقة أن معامل الصدق النات ‪ ،‬يعني ارتباط درجرات‬
‫االختبار الجديد باختبار حخرر قرديم يقري نفر مرا يقيسره االختبرار الجديرد‬
‫من جوانب سلوكية‪ .‬وهذا يعني أن الباحث لم يواجه مشكلة فري قيرا مرا‬
‫يريد قياسه من جوانب سلوكية‪ ،‬بحيث يقوم بتصميم اختبار جديد‪ ،‬خاصة‬
‫وأن تصميم االختبارات وتقنينها من األمور الشاقة للغايـــة‪.‬‬
‫‪ -‬الصووودق التالزموووي‪ :‬يمكرررن حسررراب الصررردق التالزمررري لالختبرررار بمعامرررل‬
‫االرتباط بين درجات األفراد علرى االختبرار ودرجراتهم فري األداف الفعلري‬
‫في جوانب السلو التري يقيسرها االختبرار‪ ،‬بشررط أن تكرون درجرات أداف‬
‫األفراد الفعلية قد تم جمعها وقت إجراف االختبار أو قبلها‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق التنبؤي‪ :‬يمكن حساب الصدق التنبؤ لالختبار بمعامل االرتباط‬
‫بين الدرجات علرى االختبرار ودرجرات األداف الفعلري لافرراد‪ ،‬كمرا يقرا‬
‫بطريقررة أخرررى بعررد إجررراف االختبررار‪ .‬ويقرروم حسرراب المعامررل هنررا‪ ،‬علررى‬
‫حسررراب القيمرررة التنبؤيرررة لالختبرررار والتررري تسرررـتخدم فررري حسررراب صررردق‬
‫اخـتبارات االستعدادات الخاصة‪ ،‬مثل االستعداد الدراسري‪ ،‬أو الرياضري‪،‬‬
‫أو الموسيقي‪.‬‬
‫‪ -‬صدق التكوين‪ :‬يمكن حساب صدق التكوين لالختبار‪ ،‬بتحديرد التررابط برين‬
‫درجررات األفررراد علررى جوانررب االختبررار‪ ،‬وبررين مفهرروم هررذه الجوانررب كمررا‬
‫تحددها النظرية التي تبناها الباحث في أثناف بنائه لهذا االختبار‪ .‬أ أنه في‬
‫نهاية األمر‪ ،‬ترجع الفروق بين درجات األفراد إلى اختال مستوياتهم في‬
‫جوانب السلو التي تعالجها النظرية‪ ،‬ويقيسها االختبار‪.‬‬
‫‪ -‬الصدق العاملي‪ :‬تعتمد هذه الطريقرة فري حسراب معامرل صردق االختبرار‪،‬‬
‫على طريقة التحليل اإلحصائي المسماة بالتحليل العاملي الذ يهد إلرى‬
‫تحديد مدى قيا مجموعة االختبارات لبعض العوامل المشتركة‪ .‬ويعاب‬
‫على هذه الطريقة بكثرة عدد معامالت الصدق العاملي لالختبار الواحرـد‪،‬‬
‫وذل عندما يتشبع هرذا االختبرار بعوامرل مخرـتلفة‪ .‬وبهرذا يكرون االختبرار‬
‫ير صاد اقا‪ ،‬لكونه يتشبع بعوامل أخرى‪ ،‬وال يقي جوانب السرلو التري‬

‫‪52‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫ينبغي أن يقيسها االختبار‪.‬‬


‫سا – مراحل إعداد البحث العلمي‪:‬‬
‫خام ا‬
‫اختيار المشكلة البحثية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرافات االستطالعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صيا ة الفرضيات البحثية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصميم خطة البحث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جمع المعلومات وتحليلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كتابة البحث في شكل مسودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختيار المشكلة البحثية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريوووف مشوووكلة البحوووث‪ :‬تشرررير مشررركلة البحرررث إلرررى بعرررض التسررراؤالت‬
‫الغامضررة الترري قررد ترردور فرري ذهررن الباحررث حررول موضرروع الدراسررة الترري‬
‫اختارهررا‪ .‬وهرري تسرراؤالت تحترراج إلررى تفسررير يسررعى الباحررث إلررى إيجرراد‬
‫إجابات شافية ووافية لها‪ .‬فمثالا‪ ،‬مرا العالقرة برين اسرتخدام الحاسرب اآللري‬
‫وتقررديم أفضررل الخرردمات للمسررتفيدين فرري المكتبررات ومراكررز المعلومررات؟‪.‬‬
‫رامض يحتراج إلرى تفسرير‬ ‫وقد تكون المشكلة البحثية‪ ،‬عبارة عن موقر‬
‫وإيضاح‪ ،‬كاختفاف سلعة معينة من السوق ر م وفرة إنتاجها واستيرادها‪.‬‬
‫‪ -2‬مصادر الحصول على المشكلة‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬محيط العمل والخبرة العلمية‪ :‬بعض المشكالت البحثية تبرز للباحرث‬
‫مررن خررالل خبرترره العلميررة اليوميررة‪ ،‬فررالخبرات والتجررارب تثيررر لرردى‬
‫الباحث تساؤالت عن بعض األمور التي ال يجد لهرا تفسريرا ا‪ ،‬أو التري‬
‫تعكررر مشررركالت للبحرررث والدراسرررة‪ .‬فمرررثالا‪ ،‬موظررر فررري اإلذاعرررة‬
‫والتليفزيون‪ ،‬يستطيع أن يبحث في مشكلة األخطاف اللغوية أو الفنيرة‪،‬‬
‫وأثرها على جمهور المستمعين والمشاهدين‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬القوووراءاع الواسوووعة الناقووودة‪ :‬بعرررض القررررافات لمرررا تحويررره الكترررب‬
‫والدوريات والصح من حراف وأفكار‪ ،‬قرد تثيرر لردى الفررد مجموعرة‬
‫من التساؤالت التي يستطيع أن يدرسها‪ ،‬ويبحث فيها عندما تسرن لره‬
‫الفرصة‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬البحوث السابقة‪ :‬عادة ما يقدم البراحثون فري نهايرة أبحراثهم توصريات‬

‫‪53‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫محددة‪ ،‬لمعالجة مشركلة مرا أو مجموعرة مرن المشركالت التري ظهررت‬


‫لهم أثناف إجراف األبحاث‪ .‬األمر الذ يدفع زمالئهم من الباحثين‪ ،‬إلى‬
‫التفكير فيها ومحاولة دراستها‪.‬‬
‫‌د‪ -‬تكليف من جهوة موا‪ :‬أحيا انرا يكرون مصردر المشركالت البحثيرة تكلير‬
‫من جهرة رسرمية أو يرر رسرمية‪ ،‬لمعالجتهرا وإيجراد الحلرول لهرا بعرد‬
‫التشرررخيص الررردقيق والعلمررري ألسررربابها‪ .‬وكرررذل قرررد تكلررر الجامعرررة‬
‫والمؤسسررات العلميررة الطررالب فرري الدراسررات العليررا‪ ،‬ب ر جراف بحرروث‬
‫ورسائل جامعية عن موضوع تحدد له مشكلته البحثية‪.‬‬
‫‪ -3‬معيار اختيار المشكلة‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬استحواذ المشكلة البحثية على اهتمام الباحرث‪ ،‬يعتبرر عرامالا هامارا فري‬
‫نجاح عمله وإنجاز بحثه بشكل أفضل‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬تناسررب إمكانرات الباحررث ومؤهالترره مررع معالجررة المشرركلة‪ ،‬خاصررة إذا‬
‫كانت المشكلة معقدة الجوانب وصعبة المعالجة والدراسة‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬توافر المعلومات والبيانات الالزمة لدراسة المشكلة البحثية‪.‬‬
‫‌د‪ -‬توافر المساعدات اإلدارية المتمثلة في التسرهيالت التري يحتاجهرا الباحرث‬
‫فرري الحصررول علررى المعلومررات خاصررة فرري الجوانررب الميدانيررة‪ .‬فمررثالا‪،‬‬
‫إتاحة المجال أمام الباحث لمقابلة الموظفين والعاملين فري مجرال البحرث‪،‬‬
‫وحصرروله علررى اإلجابررات المناسرربة لالسررتبيانات‪ ،‬ومررا شررابه ذلرر مررن‬
‫التسهيالت‪.‬‬
‫‌ه‪ -‬القيمرررة العلميرررة للمشررركلة البحثيرررة‪ ،‬بمعرررـنى أن ترررـكون المرررـشكلة ذات‬
‫الرررـداللة تررردور حرررول موضررروع مهرررم‪ ،‬وأن تكرررون لهرررا فائررردة علميرررة‬
‫واجتماعية إذا تمت دراستها‪.‬‬
‫‌و‪ -‬أن تررـكون مـشررـكلة الـبحررـث جررـديدة‪ ،‬وتضررـي إلررى المـعـرفررـة فرري‬
‫مج رـال التخصررص‪ ،‬كدراسررة مشرركلة جديرردة لررم تبحررث مررن قبررل ( يررر‬
‫مكررة) بقدر اإلمكان‪ ،‬أو مشركلة تمثرل موضرو اعا يكمرل موضروعات‬
‫أخررررى سررربق بحثهرررا وتوجرررد إمكانرررات لصررريا تها بفرضررريات قابلرررة‬
‫لالختبررار العلمرري‪ ،‬أو أن تكررون هنررا إمكانررات لتعمرريم النتررائ الترري‬
‫سيحصل عليها الباحث من معالجته لمشكلة على مشكلة أخرى‪.‬‬
‫القراءاع الستطالعية ومراجعة البحوث السابقة‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫إن القرافات األولية االستطالعية‪ ،‬يمكن أن تساعد الباحث فري النرواحي‬


‫التالية‪:‬‬
‫توسيع قاعدة معرفتره عرن الموضروع الرذ يبحرث فيره‪ ،‬وتقرديم خلفيرة‬ ‫‪-‬‬
‫عامررة دقيقررة عنرره‪ ،‬وعررن كيفيررة تناولرره (وضررع إطررار عررام لموضرروع‬
‫البحث)‪.‬‬
‫التنكد من أهمية موضوعه بين الموضوعات األخرى‪ ،‬وتميزه عنها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بلورة مشكلة البحث ووضعها في إطارهرا الصرحي ‪ ،‬وتحديرد أبعادهرا‬ ‫‪-‬‬
‫بشكل أكثر وضوحا ا‪ .‬فالقرافة االستطالعية تقرود الباحرث إلرى اختيرار‬
‫سليم للمشكلة‪ ،‬والتنكد من عدم تناولها من باحثين حخرين‪.‬‬
‫إتمررام مشرركلة البحررث‪ ،‬حيررث يرروفر اإلطررالع علررى الدراسررات السررابقة‬ ‫‪-‬‬
‫الفرصررة للرجرروع إلررى األطررر النظريررة‪ ،‬والفررروض الترري اعتمرردتها‬
‫والمسلمات التي تبنتها‪ ،‬مما يجعل الباحث أكثر جردارة فري التقردم فري‬
‫بحثه‪.‬‬
‫تجنرررب الثغررررات واألخطررراف والصرررعوبات التررري وقرررع فيهرررا البررراحثون‬ ‫‪-‬‬
‫اآلخرون‪ ،‬وتعريفه بالوسائل التي اتبعت في معالجتها‪.‬‬
‫تزويد الباحث بكثير مرن المراجرع والمصرادر الهامرة التري لرم يسرتطع‬ ‫‪-‬‬
‫الوصول إليها بنفسه‪.‬‬
‫استكمال الجوانب التي وقفت عندها الدراسـات السابقة‪ ،‬األمر‬ ‫‪-‬‬
‫الذ يؤد إلى تكامل الدراسات واألبحاث العلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديرد وبلررورة عنرروان البحررث‪ ،‬بعررد التنكررد مررن شررمولية العنرروان لكافررة‬ ‫‪-‬‬
‫الجوانب الموضوعية والجغرافية والزمنية للبحث‪.‬‬
‫صياغة الفرضياع البحثية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريووف الفرضووية‪ :‬الفرضررية‪ ،‬هرري تخمررين أو اسررتنتاج يصررو ه ويتبنرراه‬
‫الباحررث مؤق ات را فرري بدايررة الدراسررة‪ ،‬أو يمكررن تعريفهررا بننهررا تفسررير مؤقررت‬
‫يوض مشكلة أو ظاهرة ما‪ .‬أو هي عبارة عرن مبردأ لحرل مشركلة يحراول‬
‫أن يتحقق منها الباحث‪ ،‬باستخدام المادة المتوفرة لديه‪.‬‬
‫‪ -2‬مكوناع الفرضية‪ :‬الفرضية عرادة مرا تتكرون مرن متغيررين‪ ،‬األول متغيرر‬
‫مستقل‪ ،‬والثاني متغير تابع‪ .‬وقد يكون المتغير المستقل لفرضية في بحث‬
‫معين‪ ،‬متغيرا ا تاب اعا في بحث حخر‪ ،‬وذل حسرب طبيعرة البحرث والغررض‬
‫‪55‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫منه‪ .‬فمرثالا‪ ،‬التحصريل الدراسري فري المردار الثانويرة يترنثر بشركل كبيرر‬
‫بالتدري الخصوصي خارج المدار ‪ .‬فالمتغير المستقل‪ ،‬هو التدريس‬
‫الخصوصررررري‪ ،‬والترررررابع هرررررو التحصررررريل الدراسررررري المترررررنثر بالتررررردري‬
‫الخصوصي‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع الفرضياع‪ :‬الفرضية المباشررة هري التري تحردد عالقرة إيجابيرة برين‬
‫متغيرين‪ .‬فمثالا‪ ،‬توجد عالقة قوية برين التحصريل الدراسري فري المردار‬
‫الثانوية‪ ،‬والتدري الخصوصي خارج المدار ‪ .‬أما الفرضية الصفرية‪،‬‬
‫فهرري الترري تعنرري العالقررة السررلبية بررين المتغيررر المسررتقل والمتغيررر التررابع‪.‬‬
‫فمثالا‪ ،‬ال توجد عالقة بين التدري الخصوصي والتحصيل الدراسي‪.‬‬
‫‪ -4‬شروط صياغة الفرضية‪:‬‬
‫معقوليررة الفرضررية وانسررجامها مررع الحقررائق العلميررة المعروفررة‪ ،‬أ ال‬ ‫‪-‬‬
‫تكون خيالية أو متناقضة معها‪.‬‬
‫صيا ة الفرضرية بشركل دقيرق ومحردد‪ ،‬وقابرل لالختبرار والتحقرق مرن‬ ‫‪-‬‬
‫صحتها‪.‬‬
‫قدرة الفرضية على تفسير الظاهرة‪ ،‬وتقديم حل للمـشكلة البحثية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تتسم الفرضية باإليجراز والوضروح فري الصريا ة والبسراطة‪ ،‬واالبتعراد‬ ‫‪-‬‬
‫عن العمومية أو التعقيدات‪ ،‬واستخدام األلفاظ السهلة حتى يسهل فهمها‪.‬‬
‫أن تكون الفرضية بعيدة عن احتماالت التحيز الشخصــي للباحث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قد تكون هنا فرضية رئيسة للبحث‪ ،‬أو قد يعتمرد الباحرث علرى مبردأ‬ ‫‪-‬‬
‫الفرضيات المتعددة ( عدد محدود )‪ ،‬على أن تكون ير متناقضرة أو‬
‫مكملة لبعضها‪.‬‬
‫تصميم خطة البحث‪:‬‬
‫في بداية اإلعداد للبحث العلمي‪ ،‬يجب على الباحث تقرديم خطرة واضرحة‬
‫ومكتوبة لبحثه‪ ،‬وتشتمل على مل يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عنوان البحث‪ :‬على الباحث التنكد من اختيرار العبرارات المناسربة لعنروان‬
‫بحثه فضالا عن شموليته وارتباطه بالموضوع بشكل جيرد‪ ،‬بحيرث يتنراول‬
‫العنوان الموضروع الخراص بالبحرث والمكران والفتررة الزمنيرة والمؤسسرة‬
‫المعنيررة بررالتطبيق‪ .‬فمررثالا‪ ،‬عالقررة التليفزيررون بقرررافة الكتررب والمطبوعررات‬

‫‪56‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫المطلوبررة عنررد طلبررة الجامعررة فرري مدينررة أسرريوط للعررام الدراسرري ‪/ 2012‬‬
‫‪ 2013‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬مشكلة البحث‪ :‬يجب أن تحتو خطة البحث علرى تحديرد واضر لمشركلة‬
‫البحث‪ ،‬وكيفية صيا تها كما سبق ذكره‪ .‬فمثالا‪ ،‬ما تنثير برام التلفزيون‬
‫على قررافة الكترب والمطبوعرات المطلوبرة عنرد طلبرة الجامعرة فري مدينرة‬
‫أسيوط للعام الدراسي ‪ 2013 / 2012‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬الفرضياع‪ :‬على الباحث أن يحدد فري الخطرة فرضريات بحثره‪ ،‬وهرل هري‬
‫فرضررية واحرردة شرراملة لكررل الموضرروع‪ ،‬أم أكثررر مررن فرضررية كمررا سرربق‬
‫وأوضحنا‪ .‬فمثالا‪ ،‬للتليفزيرون أثرر سرلبي وكبيرر علرى إقردام طلبرة الجامعرة‬
‫لقرافة الكتب المطلوبة منهم‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية وأهداف البحث‪ :‬يجب علرى الباحرث أن يوضر فري خطتره‪ ،‬أهميرة‬
‫موضوع البحث مقارنة بالموضوعات األخرى والهد من دراسته‪.‬‬
‫‪ -5‬مونهج البحوث‪ :‬يجرب أن تشررتمل خطرة البحرث أي ا‬
‫ضرا علرى المرنه البحثرري‬
‫الذ وقع اختيرار الباحرث عليره‪ ،‬واألدوات التري قررر الباحرث اسرتخدامها‬
‫في جمع المعلومات والبيانات كما سبق وأوضحنا‪.‬‬
‫‪ -6‬اختيار العينة‪ :‬على الباحث أن يحدد في خطته نروع العينرة التري اختارهرا‬
‫لبحثه‪ ،‬وحجمها ومميزاتها وعيوبها واإلمكانات المتوفرة له عنها‪.‬‬
‫‪ -7‬حدود البحث‪ :‬من المهم تحديد الباحث للحدود الموضروعية‪ ،‬والجغرافيرة‪،‬‬
‫والزمنية‪ ،‬لمشكلة البحث‪ .‬إذ يجب أن تحتو خطة البحث‪ ،‬على البحروث‬
‫والدراسات العلمية السابقة التي اطلع عليها الباحث فري مجرال موضروعه‬
‫أو الموضوعات المشابهة‪ ،‬فعلى الباحرث أن يقردم حصررا ا ألكبرر كرم منهرا‬
‫في خطة البحث‪.‬‬
‫‪ -8‬قائمووة المصووادر‪ :‬فرري نهايررة خطررة البحررث‪ ،‬يقرردم الباحررث قائمررة بالمصررادر‬
‫التي ينو االعتماد عليها في كتابة البحث‪.‬‬
‫جمع المعلوماع وتحليلها‪:‬‬
‫تعتمد عملية جمع المعلومات على جانبين أساسين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -1‬جمع المعلوماع وتنظيمها وتسجيلها‪ :‬تسرير عمليرة جمرع المعلومرات فري‬
‫اتجاهين‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫‌أ‪ -‬جمع المعلومات المتعلقة بالجانرب النظرر للبحرث إذا كانرت الدراسرة‬
‫ميدانية‪ ،‬وتحتاج إلى فصل نظر يكون دليالا لعمل الباحث‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬جمررع المعلومررات المتعلقررة بالجانررب الميررداني أو الترردريبي فرري حالررة‬
‫اعتماد الباحث على مناه البحوث الميدانية والتجريبية‪ ،‬فيكون جمرع‬
‫المعلومات فيها معتم ادا على االستبيان أو المقابلة أو المالحظة‪.‬‬
‫وفيمرررا يتعلرررق بعمليرررة جمرررع المعلومرررات‪ ،‬تجررردر اإلشرررارة إلرررى نقطترررين‬
‫رئيسررتين‪ ،‬همررا‪ :‬يرررتبط جمررع المعلومررات مررن المصررادر الوثائقيررة المختلفررة‬
‫بضرورة معرفة كيفية استخدام المكتبات ومراكرز المعلومرات‪ ،‬وكرذل أنرواع‬
‫مصررادر المعلومررات الترري يحتاجهررا الباحررث وطريقررة اسررتخدامها‪ .‬و ال اب را مررا‬
‫يتوق خطوات جمع المعلومرات علرى مرنه البحرث المسرتخدم فري الدراسرة‪،‬‬
‫فاستخدام المنه التاريخي في دراسة موضوع ما على سبيل المثرال‪ ،‬يتطلرب‬
‫التركيررز علررى المصررادر األوليررة لجمررع المعلومررات‪ ،‬مثررل الكتررب‪ ،‬والرردوريات‬
‫والنشرات‪ ....‬و ير ذل ‪ .‬أما استخدام المنه المسحي في الدراسرة‪ ،‬فيتطلرب‬
‫التركيز على المصرادر األوليرة المرذكورة أعراله باإلضرافة إلرى أدوات أخررى‬
‫كاالستبيان أو المقابلة‪.‬‬
‫‪ -2‬تحليل المعلوماع واستنباط النتائج‪ :‬تعد عمليرة تحليرل المعلومرات خطروة‬
‫مهمرة‪ ،‬فالبحررث العلمري يختلر عرن الكتابررة العاديرة‪ ،‬إذ يقرروم علرى تفسررير‬
‫وتحليررل دقيررق للمعلومررات المجمعررة لرردى الباحررث‪ ،‬ويكررون التحليررل عررادة‬
‫ب حدى الطرق التالية‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬التحليل النقد ‪ ،‬ويتمثل في ردود الباحث برأ مستنبط من المصرادر‬
‫المجمعة لديه‪ ،‬ومدعو اما باألدلة والشواهد‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬التحليل اإلحصائي الرقمي عن طريق النسب المئويرة‪ ،‬وتسرتخدم هرذه‬
‫الطريقة مع المعلومرات المجمعرة مرن األشرخاص المعنيرين باالسرتبيان‬
‫ونسبة ردودهم وما شابه ذل ‪.‬‬
‫كتابة البحث‪:‬‬
‫كرل‬ ‫يحتاج الباحث في النه ايرة إلرى كتابرة وتنظريم بحثره فري شركل يعكر‬
‫جوانبه وأقسامه‪ ،‬وهذه الكتابة تشتمل على جانبين رئيسين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬مسودة البحث‪:‬‬
‫ولمسودة البحث أهمية ‪ -‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ -‬إعطاف صورة تقريبية للبحث في شكله النهائي‪.‬‬


‫‪ -‬إدرا الباحرث لمررا يجررب أن يسررتفيض فيرره‪ ،‬ومررا يجررب عليرره إيجررازه‪،‬‬
‫وذل إلعادة التوازن إلى البحث‪.‬‬
‫‪ -‬إدرا الباحررث لمررا يمكررن اقتباسرره مررن نصرروص ومررواد مررنخوذة مررن‬
‫مصادر أخرى‪ ،‬وما يجب أن يصفه بنسلوبه‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬تحديد الترتيب أو التقسيم األولي للبحث‪:‬‬
‫يعد هذا التقسيم بمثابة مرحة بحثية مبدئية لما يجب أن يكرون عليره إعرداد‬
‫البحث‪ ،‬وهذا التقسيم المبدئي قابل للتعديل والتحسين طوال فترة إعداد وكتابة‬
‫البحث‪ ،‬وذل في ضوف ما يطرأ من نقاط بحثية هامة تستلزم إيضاحها‪.‬‬
‫سا – العناصر األساسية لكتابة البحث‪:‬‬
‫ساد ا‬
‫هنا عناصر أساسرية لكتابرة البحرث‪ ،‬ومرن المفيرد أن نتعرر علرى هرذه‬
‫العناصررر وطريقررة كتابتهررا‪ .‬وهررذه العناصررر ال عالقررة لهررا بلغررة البحررث‪ ،‬فهرري‬
‫تستخدم باللغات المختلفة‪ .‬وفي بعض الجامعات‪ ،‬تكون هنا عناصرر محرددة‬
‫يلتزم بها في كتابة البحث‪ .‬إذن‪ ،‬ما هي هذه العناصر ؟‪.‬‬
‫‪ -1‬الغـالف ‪:Cover‬‬
‫وظيفرررة الغرررال األساسرررية‪ ،‬هررري حمايرررة البحرررث مرررن التلررر ‪ ،‬أو اتسرررا‬
‫األوراق أو انحنررراف أطررررا األوراق‪ .‬وفررري حالرررة البحررروث العلميرررة‪ ،‬مثرررل‬
‫الماجستير والدكتوراه يستخدم ال سمي – مثرل الرذ يسرتخدم فري الكترب‬
‫– للحفاظ على البحث‪ .‬أمرا بالنسربة إلعرداد البحروث الجامعيرة أثنراف الدراسرة‪،‬‬
‫ف ن اسرتخدام رال بالسرتيكي شرفا قرد يكرون مناسر ابا‪ .‬والبرد أن يكرون مرن‬
‫الممكن التعر على بيانات البحث األساسية من الغال ‪ ،‬بدون الحاجة لفرت‬
‫البحرث‪ .‬بمعنررى أنر يمكنر معرفررة عنروان البحررث‪ ،‬واسرم الشررخص أو الجهررة‬
‫التي أعدتره‪ ،‬وتراريا إصرداره أو إعرداده‪ .‬وفري حالرة اسرتخدام رال سرمي ‪،‬‬
‫فسرريكون لزاماررا أن تكترررب هررذه البيانرررات علررى الغررال الخرررارجي‪ ،‬أمررا عنرررد‬
‫استخدام ال بالستي شفا ‪ ،‬فسيكون من الممكن رؤية صفحة العنوان –‬
‫التي تلي الغال – وبالتالي ال يكون هنا سبب للكتابة على الغال ‪.‬‬
‫‪ -2‬صفحة العنوان ‪:Title Page‬‬
‫تمثل صرفحة العنروان أول صرفحة مرن صرفحات البحرث‪ ،‬وهرذه الصرفحة‬
‫تمكننررا مررن معرفررة معلومررات أساسررية عررن البحررث بسرررعة‪ .‬لررذل فر ن صررفحة‬

‫‪59‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫العنوان‪ ،‬البد وأن تحتو على‪:‬‬


‫‌أ‪ -‬اسم البحث – اختر اس اما واضحا ا ومعبرا ا عن محتوى البحث‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬اسم معد البحث‪.‬‬
‫‌ج‪ -‬وظيفة معد البحث‪ ،‬مثرل طالرب فري السرنة األولرى‪ ،‬وتوضرع الوظرـيفة‬
‫أسفل اسم معد الباحث‪.‬‬
‫‌د‪ -‬اسم المؤسسة أو الجامعة التي صدر منها هذا البحرث‪ ،‬أو التري ينتمري‬
‫إليها معد البحث‪ .‬وقد يكون اسم المؤسسة مكو انا مرن جرزئين‪ ،‬أو عردة‬
‫أجزاف‪ ،‬مثل جامعة‪ ،...‬كلية‪ ،...‬قسم‪....‬‬
‫‌ه‪ -‬اسررم الجهررة أو األسررتاذ الررذ سرريقدم لرره البحررث‪ ،‬وتسررتخدم كثيرررا ا فرري‬
‫البحوث الدراسية‪.‬‬
‫‌و‪ -‬تاريا إصدار البحث‪ ،‬إذ قد يضا فري البحروث العلميرة اسرم الدرجرة‬
‫العلميررة الترري يعتبررر البحررث جررز افا مررن متطلباتهررا‪ .‬وفرري األبحرراث قررد‬
‫يوضع الملخص في صفحة العنوان‪ ،‬أو في صفحة مستقلة‪.‬‬
‫‪ -3‬الملخص‪Abstract or Summary or Executive Summary :‬‬
‫الملخص كما هو واض من االسم‪ ،‬هو ملخص لما يحتويره البحرث‪ .‬ولره‬
‫وظيفتان‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‌أ‪ -‬أن يعلم القارئ إن كران يحتراج أن يقررأ هرذا الملخرص أم ال‪ ،‬فقرد يجرد‬
‫القرارئ – الرذ يبحرث عرن أبحراث فري مجرال مرا باسرتخدام التجررارب‬
‫المعملية‪ -‬أن البحث استخدم التحليل النظر ‪ ،‬وبالتالي يعر أن هرذا‬
‫البحث لي من األبحاث التي يريد االطالع عليها‪.‬‬
‫‌ب‪ -‬أن يعر القارئ المعلومات األساسية في البحث‪ ،‬مثل طبيعة الدراسرة‬
‫الترري أجريررت والنتررائ واالسررتنتاجات والتوصرريات‪ ،‬وبالترالي قررد يكتفرري‬
‫بالملخص عن قررافة براقي أجرزاف البحرث‪ ،‬أو يقررر قررافة جرزف محردد‬
‫منرره‪ .‬لررذل فررالملخص‪ ،‬هررو وسرريلة مسرراعدة لقررارئ البحررث لكونرره يرروفر‬
‫وق اتا كثيرا ا‪ .‬ويتناسب طول الملخص مع طرول البحرث‪ ،‬فمرثالا قرد يكرون‬
‫الملخص‪.‬‬
‫أقل مـن عشرة أسطر للبحث المكون من بضع صفحات‪ ،‬وقد يصل إلرى‬
‫صررفحة (أو أقرررل مرررن صرررفحتين) فررري حالررة األبحررراث المكونرررة مرررن عشررررات‬

‫‪60‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫الصفحات أو مئات الصفحات‪ .‬ويسبق الملخص عنوان‪ ،‬وهو كلمة "ملخص"‬


‫بالعربية أو "‪" Abstract‬باإلنجليزية‪ ،‬وذل مع مراعاة أنه في األوساط ير‬
‫األكاديميررة (مثررل تقررارير العمررل المختلفررة)‪ ،‬يسررتخدم مصررطل ‪(Executive‬‬
‫)‪ Summary or Summary‬وأحيا انرررا قرررد ال تكرررون كلمرررة ملخرررص تنفيرررذ‬
‫باإلنجليزيرة (‪ )Executive summary‬متداولرة داخررل جهرة العمرل‪ ،‬فيكررون‬
‫اسررتخدام كلمررة ملخررص باإلنجليزيررة (‪ )summary‬أفضررل‪ .‬كمررا قررد يوضررع‬
‫الملخررص فرري صررفحة العنرروان إذا كرران قصرريرا ا‪ .‬وهررذا يسرراعد القررارئ علررى‬
‫االطالع عليه سري اعا‪.‬‬
‫أمررا فرري حالررة األبحرراث الطويلررة‪ .‬الترري يكررون فيهررا الملخررص فرري صررفحة‬
‫منفصررلة‪ ،‬فررالبعض يفضررل وضررع الملخررص بعررد صررفحة العنرروان‪ ،‬والرربعض‬
‫اآلخررر يفضررل وضرررعه بعررد جررداول المحتويرررات وقرروائم الجررداول واألشررركال‬
‫والرموز‪ ،‬أ وضعه قبل المقدمة‪ .‬وفي حالة عدم وجرود تفضريل لردى الجهرة‬
‫التي يقردم لهرا البحرث‪ ،‬فاألفضرل وضرعه بعرد صرفحة العنروان مباشررة‪ ،‬فلري‬
‫هنررا سرربب ألن يقرروم القررارئ بتقليررب صررفحات جررداول المحتويررات وقرروائم‬
‫األشكال لكي يصل إلى الملخص‪ ،‬والذ قد يعرر منره أنره ال يحتراج لقررافة‬
‫البحررث‪ .‬وهنررا نوعرران مررن الملخصررات‪ :‬الملخررص المعلومرراتي‪ ،‬والملخررص‬
‫الوصفي‪ ،‬واألول هو الذ تحدثنا عنه‪ ،‬أما الثراني فيعطري فكررة سرريعة عمرا‬
‫يحتويرره البحررث ولكنرره ال يلخررص البحررث نفسرره وال يوضر النتررائ ‪ .‬ويسررتخدم‬
‫الملخررص المعلومرراتي أكثررر مررن الملخررص الوصررفي‪ ،‬ولكررن قررد تجررد بعررض‬
‫المجالت العلمية التي تستخدم الملخص الوصفي‪.‬‬
‫‪ -4‬جدول المحتوياع ‪:Table of Contents‬‬
‫يوض جدول المحتويات رقم الصفحة التي يبدأ بهرا كرل قسرم مرن أقسرام‬
‫البحررث‪ ،‬بحيررث يكررون مررن السررهل الوصررول إلررى أقسررام معينررة مباشرررة‪ .‬كمررا‬
‫يوض للقـارئ األقسام المختلفة للبحث‪ .‬ويحتو جـدول المحتـويـات على‬
‫أسماف أقسام أو فصول البحث كما هري مكتوبرة داخلره‪ .‬كمرا ينبغري إتبراع‬
‫أسررلوب ثابررت فرري عرررض األقسررام الفرعيررة أو العنرراوين الفرعيررة فرري جرردول‬
‫المحتويات‪ .‬وفي األبحاث القصيرة التي تتكون من بضع صفحات ال يستخدم‬
‫جدول المحتويات عادة‪ ،‬ألنه في هذه الحالة يكون تصف البحرث أمررا ا سرهالا‪،‬‬
‫ويكون النظر في جدول المحتويات تضيي اعا للوقت‪.‬‬
‫‪ -5‬قائمة األشكال ‪:List of Figures‬‬

‫‪61‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫عندما يحتو البحث على عدد كبير من األشكال التوضيحية (خمسرة أو‬
‫أكثر)‪ ،‬يكون من المفضل وضع قائمة خاصة لاشكال‪ .‬وهذه القائمرة مشرابهة‬
‫لجدول المحتويات‪ ،‬ير أنها توض رقم الصفحة الموجود بها كل شكل‪.‬‬
‫‪ -6‬قائمة الجداول ‪:List of Tables‬‬
‫تتشررابه قائمررة الجررداول تما ام را مررع قائمررة األشرركال‪ ،‬ولكنهررا توض ر رقررم‬
‫الصررفحة الموجررود بهررا كررل جرردول‪ .‬وأحيا انررا يررتم وضررع القررائمتين فرري نفرر‬
‫الصررفحة تحررت مسررمى قائمررة األشرركال والجررداول ‪List of Figures and‬‬
‫‪ Tables‬مررع كتابررة األشرركال فرري النصرر العلررو للصررفحة‪ ،‬والجررداول فرري‬
‫النص السفلي‪ .‬وتساعد قائمة الجداول واألشركال علرى الوصرول إلرى جردول‬
‫مرا أو شرركل مررا بسرررعة‪ ،‬برردالا مررن تصرف البحررث أو جررزف منرره للوصررول إلررى‬
‫شرركل مررا أو جرردول مررا‪ ،‬وتكررون قائمررة األشرركال مطلوبررة ال اب را فرري األبحرراث‬
‫األكاديمية الطويلة‪.‬‬
‫‪List of Symbols or‬‬ ‫‪ -7‬قائموووة الرمووووز أو قائموووة المصوووطلحاع‬
‫‪:Glossary‬‬
‫تستخدم قائمتي الرموز أو المصطلحات في األبحراث التري تحترو علرى‬
‫الكثير من الرموز أو المصطلحات‪ ،‬و ال ابا ما تستخدم هاتين القائمتين في‬
‫األبحاث األكاديمية الخاصرة برالعلوم والهندسرة‪ ،‬كمرا يقرل اسرتخدامها فري‬
‫مجرراالت اإلدارة واآلداب و يرهررا‪ .‬ولكررن مررا فائرردة هرراتين القررائمتين؟‪ ،.‬إن ر‬
‫عنرردما تكتررب ا‬
‫بحث را‪ ،‬وتسررتخدم رمر ارزا أو مصررطلحا ا للتعبيررر عررن كلمررة‪ ،‬ف ن ر‬
‫توض ر ذل ر عنررد أول اسررتخدام لهررذا الرمررز أو المصررطل ‪ .‬ثررم فرري المرررات‬
‫التالية‪ ،‬تكتفي باستخدام الرمز أو المصطل بدون شرح لمعناه‪ .‬فرال يمكرن أن‬
‫تقوم بشررح معنرى الرمرز أو المصرطل كرل مررة ألنر برذل تكرون قرد كتبرت‬
‫الكلمررة كررل مرررة‪ ،‬وهررو مررا كنررت تررود أن تسررتغني عنرره باسررتخدام الرمررز أو‬
‫المصطل ‪.‬‬
‫‪ -8‬المقدمة ‪:Introduction‬‬
‫يجرب أن توضر المقدمررة ثالثررة أشررياف‪ ،‬هرري‪ :‬موضرروع البحررث وخلفيترره‪،‬‬
‫والهد من البحرث‪ ،‬وحردود البحرث‪ .‬ويمكرن أن تشرتمل المقدمرة أيضارا‪ ،‬علرى‬
‫شرح موجز لمنه البحث‪ ،‬فالمقدمة تجيب عن التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما موضوع البحث‪ ،‬وما أهميته ؟‬

‫‪62‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ -‬ما هد البحرث تحدير ادا ؟‪ ،‬ولمراذا ترم عمرل البحرث (مثرل أن األبحراث‬
‫السابقة لم تبحث هذه النقطة) ؟‪.‬‬
‫‪ -‬مررا أسررلوب البحررث (دراسررة نظريررة‪ ،‬دراسررة عمليررة‪ ،‬دراسررة باسررتخدام‬
‫الحاسب‪)....‬؟‪.‬‬
‫وهررذا هررو مررا تحترراج أن تفعلرره فرري مقدمررة البحررث‪ ،‬فننررت تريررد أن تهي ر‬
‫القارئ لقرافة البحث‪ ،‬وهو متفهم ألهميته وأسرلوبه وحردوده وتنظريم أجزائره‪.‬‬
‫وفي حالة األبحاث العلمية‪ ،‬فالمفترض هو توضي هرذه األمرور بالمقدمرة فري‬
‫كل األحوال‪.‬‬
‫‪ -9‬جسم البحث ‪:Main Body‬‬
‫يمثل جسم البحث أكبر عناصر البحث‪ ،‬وهو يتكون عادة من عدة أجزاف‬
‫أو أقســــام‪ .‬ويالحـظ أنه ال يوضع عنوان باسرـم "جسرم البحـرـث" وإنرـما هرو‬
‫مصررطل مسررتخدم هنررا لتسررمية األجررزاف الوسررطى فرري البحررث‪ .‬ويشرررح هررذا‬
‫المصطل المشكلة أو الموضوع بش من التفصريل‪ ،‬كمرا يوضر مرا ترم فعلره‬
‫لحل المشكلة أو دراسرة الموضروع‪ ،‬وكرذل النترائ وتحليلهرا‪ .‬وتختلر أقسرام‬
‫جسم البحث حسب طبيعة البحث‪ .‬ففي حالرة األبحراث العلميرة‪ ،‬تتمثرل األقسرام‬
‫المعتادة لجسم البحث في الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الخلفية النظرية واألبحاث السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة البحث أو الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬النتائ وتحليلها أو مناقشتها‪.‬‬
‫‪-11‬الستنتاجاع أو التوصياع ‪:Conclusions Or Recommendations‬‬
‫تشير االستنتاجات إلى المعلومات التي استنبطناها من نتائ الدراسة‪ ،‬أو‬
‫توصررلنا إليهررا مررن بيانررات البحررث‪ .‬وهررذه االسررتنتاجات البررد وأن تجيررب علررى‬
‫السؤال األسا للبحث‪ ،‬وأن تكون هذه اإلجابرة نابعرة مرن خطروات الدراسرة‪.‬‬
‫فمثالا‪ ،‬قد يثبت البحث العلمي أمرا ا ما‪ ،‬أو يثبت عالقة بين متغيرات‪ .‬وينبغري‬
‫أال تحتو االستنتاجات على بيانات لم يتم ذكرهرا فري البحرث‪ ،‬أو اسرتنتاجات‬
‫ليست نابعة من نتائ البحث‪ .‬أما التوصيات‪ ،‬فتعني األشياف التي نوصي برنن‬
‫يتم إجراؤها بنا اف على استنتاجات البحث‪.‬‬
‫فمثالا‪ ،‬البحث الذ يقترح حالا لمشكلة ما‪ ،‬يجب أن ينتهي بتوصية لتنفيذ‬
‫أحد الحلول‪ .‬وقد يوصي البحث العلمي ببحث نقطرة مرا‪ ،‬أو إجرراف مزيرد مرن‬

‫‪63‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫البحرروث فرري مجررال مررا‪ .‬لررذل يجررب أن يوجررد باألبحرراث العلميررة اسررتنتاجات‪،‬‬
‫ولكرررن قرررد ال تكرررون هنرررا توصررريات أحيا انرررا‪ .‬وفررري حالرررة وجرررود اسرررتنتاجات‬
‫وتوصرريات‪ ،‬فقررد يوضررعان فرري قسررم واحررد‪ ،‬أو يوضررع كررل منهمررا فرري قسررم‬
‫منفصل‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تنتي االستنتاجات أوالا ثم التوصيات‪.‬‬
‫أمررا فرري حالررة وجررود توصرريات أو اسررتنتاجات أو كالهمررا‪ ،‬ف نرره ينبغرري‬
‫كتابتهما بعناية‪ ،‬مثل التي تعطى للملخرص‪ .‬فهرذه األجرزاف‪ ،‬هري التري يقرؤهرا‬
‫أ ل رـب القراف‪،‬لكونه را تحتررو علررى نتيج رـة البحررث والتوصررية الترري سرريتم (أو‬
‫يجب) تطبيقها‪.‬‬
‫‪ -11‬المراجع ‪:References‬‬
‫في األبحاث العلمية الرسمية يجب كتابة المراجع التري ترم االسرتعانة بهرا‬
‫إلجراف الدراسة‪ ،‬مثل أبحاث سابقة أو كتب أو مقاالت علمية‪ .‬وتسراعد كتابرة‬
‫المراجع البحثية القارئ‪ ،‬على معرفة المصادر التي اعتمدت عليهرا الدراسرة‪،‬‬
‫وبالتالي يمكنه الرجوع إليها أو التنكد من أن الباحث قرد اعتمرد علرى مصرادر‬
‫جيدة‪ .‬وفي البحث العلمي‪ ،‬يستفيد الباحثون كثيرا ا من كتابة المصادر‪ ،‬لكونهرا‬
‫تمكنهم من الوصول إلى األبحاث السابقة والتي تساعدهم في أبحاثهم الحالية‪.‬‬
‫ولكتابة المصادر بع ادا حخر ال يقل أهمية عما سبق‪ ،‬وهو األمانرة العلميرة‬
‫في كتابة البحث‪ .‬فمن األمانة أن توض مصردر المعلومرات‪ ،‬وأن توفيره حقره‬
‫بذكره في البحث‪ .‬وبالتالي فعنرد االسرتعانة برن مصردر‪ ،‬ينبغري أن تكتبره فري‬
‫قائمة المراجرع (أو أسرفل الصرفحة)‪ ،‬ومرع مراعراة أن أ كرالم منقرول حرفيارا‬
‫يجررب وضررعه بررين عالمررات تنصرريص "‪ ،"..‬وب رالطبع يررذكر المصرردر‪ .‬وهررذا‬
‫يقودنا إلرى نقطرة هامرة‪ ،‬وهري أنره ال يصر أن يكرون البحرث عبرارة عرن نقرل‬
‫حرفي ألبحاث اآلخرين‪ .‬فالمفترض أن البحرث الرذ تضرع عليره اسرم ‪ ،‬هرو‬
‫من إعداد وبكلمات أنت‪.‬‬
‫وال مانع من االستعانة بمراجع اآلخرين‪ ،‬ولكن االستعانة تعني اسرتخدام‬
‫المعلومات الواردة في أبحاثهم‪ ،‬ولي نقلها بالكامل نقالا حرف ايا‪ ،‬ويستثنى مرن‬
‫ذل حاجت لنقل تعري أو فقرة صرغيرة‪ ،‬ففري هرذه الحالرة يوضرع التعرير‬
‫أو الفقرة بين عالمات تنصريص كمرا سربق وأوضرحنا‪ .‬وعنرد كتابرة المصرادر‬
‫البحثية‪ ،‬يجب توضي البيانات التالية لكل مصدر‪:‬‬
‫‪ -‬الكتووب‪ :‬اسررم المؤل ر ‪ ،‬وعنرروان الكترراب‪ ،‬ورقررم الطبعررة أو اإلصرردار‪،‬‬
‫واسم الناشر‪ ،‬وبلد الناشر‪ ،‬وسنة النشر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫‪ -‬األبحوواث العلميووة والمقووالع‪ :‬اسررم المؤلرر ‪ ،‬وعنرروان المقالررة أو البحررث‪،‬‬


‫واسم المجلة العلميرة التري نشررت بهرا المقالـرـة أو البحـــرـث‪ ،‬ورقرم المجلرد‬
‫للمجلررة العلميررة‪ ،‬ورقررم الصررفحات‪ ،‬وسررنة نشررر المقالررة أو البحررث‪ ،‬وأرقررام‬
‫الصفحات‪.‬‬
‫ويجررب أن تتبررع كتابررة المراجررع فرري األبحرراث العلميررة‪ ،‬التنسرريق الخرراص‬
‫بالجامعة أو دار النشر‪ ،‬والذ يختل من حيث ترتيب كتابة بيانرات المرجرع‬
‫وشكل الكتابة‪.‬‬
‫‪ -12‬المرفقاع ‪:Appendix (Appendices) or Attachments‬‬
‫تمثررل المرفقررات المعلومررات الترري يررتم إرفاقهررا (إلحاقهررا) بالبحررث‪ ،‬فهررذه‬
‫المعلومات ليست أساسية لكي توضع في البحث ذاته‪ ،‬ولكنها في نف الوقرت‬
‫قد تكون مهمة لبعض القراف‪ ،‬أو أننا ال ندر إن كان قارئ البحث سيهتم بها‬
‫أم ال‪ .‬وتساعد المرفقات على تقليرل حجرم البحرث األصرلي‪ ،‬كمرا تتري للقرارئ‬
‫المهررتم بجزئيررة مررا‪ ،‬أن يطلررع عليهررا فرري المرفقررات‪ .‬وتحتررو المرفقررات علررى‬
‫بيانات تفصيلية أو بيانات هامشية‪ ،‬مثل‪ :‬المعلومات التفصيلية عن الدراسرات‬
‫السررابقة‪ ،‬أو الصررور‪ ،‬أو البيانررات التاريخيررة‪ .‬وقررد ال يحتررو البحررث علررى أ‬
‫مرفقررات‪ ،‬أو يحتررو علررى مرفررق واحررد أو أكثررر‪ .‬وكررل مرفررق يحتررو علررى‬
‫مجموعة من البيانات‪ ،‬بمعنى أنه ال يتم وضع كل البيانات التفصيلية المختلفة‬
‫في مرفق واحد‪ .‬وال توجد قاعدة صريحة لمرا يرتم إرفاقره‪ ،‬سروى أنهرا بيانرات‬
‫قد يهتم بها القارئ أو بعض القراف‪.‬‬
‫ساب اعا – األسلوب العلمي في كتابة البحث‪:‬‬
‫‪ -‬األسلوب العلمي وخطواته المنهجية‪:‬‬
‫يتخطررى الهررد الررررئي أل بحررث علمرري مجررررد وصرر المشررركلة أو‬
‫الظاهرة موضوع البحث لفهمها وتفسيرها‪ ،‬وذلر برالتعر علرى مكانهرا مرن‬
‫اإلطار الكلي للعالقات المنظمة التري تنتمري إليهرا‪ ،‬وصريا ة التعميمرات التري‬
‫تفسر الظواهر المختلفة‪ .‬وهذه‪ ،‬من أهم أهدا العلم‪ ،‬وخاصة تل التي تصل‬
‫إلى درجة من الشمول ترفعها إلى مرتبة القوانين العلمية والنظريات‪ .‬وتزداد‬
‫القيمة العلمية لتفسير الظواهر المختلفة إذا ساعدت اإلنسران علرى التنبرؤ‪ ،‬وال‬
‫يقصد بالتنبؤ هنا التخمين الغيبي أو معرفة المسرتقبل‪ ،‬ولكرن يقصرد بره القردرة‬
‫على توقع ما قد يحدث إذا سرارت األمرور سريرا ا معي انرا‪ ،‬وهنرا يتضرمن التوقرع‬

‫‪65‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫معنى االحتمال القو ‪.‬‬


‫كما أن أقصى أهدا العلم والبحث العلمي‪ ،‬هو إمكانية "الضبط"‪ ،‬وهذا‬
‫لي ممك انرا فري جميرع الحراالت‪ .‬فمرثالا‪ ،‬فري دراسرة ظراهرة الخسرو يتطلرب‬
‫األمر وصر الظراهرة‪ ،‬ومعرفرة العوامرل المؤديرة إليهرا وتفسريرها‪ ،‬إذ يمكرن‬
‫هذا التنبؤ باحتمال وقوع الخسو إذا ما توصلنا إلى معرفة علمية دقيقرة لره‪،‬‬
‫ولكررن ال يمكررن ضرربطه أو الررتحكم فيرره‪ .‬فعمليررة الضرربط فرري مثررل هررذا المجررال‬
‫تتطلب التحكم في المدارات الفلكيرة‪ ،‬وهرذا يخررج عرن نطراق قردرة أ عرالم‪،‬‬
‫مهمررا بلر مررن العلررم والمعرفررة أو الدقررة فرري البحررث‪ .‬ولكررن فرري المقابررل هنررا‬
‫بعض الظواهر التي يمكن ضبطها والتحكم فيها بدرجرة معقولرة‪ ،‬ومثرال ذلر‬
‫القرردرة علررى محاربررة بعررض الظررواهر االجتماعيررة‪ ،‬مثررل جنرروح األحررداث أو‬
‫السررررقة أو التغلرررب علرررى االضرررطرابات االجتماعيرررة التررري تضرررع البنررراف‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫وتعتمررد جميررع العلرروم فرري تحقيررق األهرردا الثالثررة المشررار إليهررا سرراب اقا‬
‫(التفسررير‪ ،‬والتنبررؤ‪ ،‬والضرربط) علررى األسررلوب العلمرري‪ ،‬وذل ر لتميررزه بالدقررة‬
‫والموضوعية‪ ،‬واختبار الحقائق اختبارا ا يزيل عنها كل ش مقبول‪ ،‬مرع العلرم‬
‫بررنن الحقررائق العلميررة ليسررت ثابتررة‪ ،‬بررل هرري حقررائق بلغررت درجررة عاليررة مررن‬
‫الصدق‪.‬‬
‫وفي هذا المجال‪ ،‬ال بد أن تشير إلى قضية منهجية يختلر فيهرا الباحرث‬
‫في الجوانب النظرية عن الباحث التطبيقري ( التجريبري )‪ ،‬حيرث أن األول ال‬
‫يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل ش مقبول‪ ،‬وتصل درجة احتمرال الصردق‬
‫فيها إلى أقصى درجة‪ .‬أما الثاني فيكتفري بنقصرى درجرات االحتمرال‪ ،‬فر ذا مرا‬
‫وازن بين نتائجه ينخذ أكثرهرا احتمراالا للصردق‪ ،‬بمعنرى أنره إذا بحرث االثنران‬
‫في ظاهرة معينة‪ ،‬وكانت درجة احتمال الخطن فيها واحرد مرن عشررة (‪،)0‚1‬‬
‫قبلها الباحث التطبيقي‪ ،‬في حين أن الباحث النظر ال يقبلها إال إذا انخفضت‬
‫درجة احتمال الخطن إلرى واحرد فري المائرة (‪ .)%1‬وال يغيرب عرن الرذهن‪ ،‬أن‬
‫األسلوب العلمي يعتمد باألسا على االسرتقراف الرذ يختلر عرن االسرتنباط‬
‫والقيا المنطقي‪ ،‬ولي ذل يعنري أن األسرلوب العلمري يغفرل أهميرة القيرا‬
‫المنطقي‪ ،‬ولكنه حين يصل إلى قوانين عامة يسرتعمل االسرتنباط والقيرا فري‬
‫تطبيقها على الجزئيات للتثبت مرن صرحتها (بمعنرى أن الباحرث النظرر يبردأ‬
‫بالجزئيات ليستمد منهرا القروانين فري حرين أن الباحرث التطبيقري‪ ،‬يبردأ بقضرايا‬
‫عامة ليتوصل منها إلى الحقائق الجزئية)‪ ،‬أ يستعمل التفسير التطبيقي الذ‬

‫‪66‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫يتمثل في تحقيق (أ تفسير) ظاهرة خاصرة مرن نظريرة أو قرانون أو ظراهرة‬


‫عامة‪ ،‬كما يستخدم الطريقة االستنتاجية التري تتمثرل فري اسرتخالص قرانون أو‬
‫نظرية أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة‪.‬‬
‫ومهمررا يكررن‪ ،‬فر ن األسررلوب العلمرري يتضررمن عمليتررين مترررابطتين‪ ،‬همررا‪:‬‬
‫المالحظة‪ ،‬والوص ‪ .‬ف ذا كان العلم يرمي إلى التعبير عرن العالقرات القائمرة‬
‫بررين الظررواهر المختلفررة‪ ،‬فهررذا التعبيررر فرري أساسرره وصررفي‪ ،‬أمررا إذا كرران هررذا‬
‫التعبيررر يمثررل الوقررائع المرتبطررة بالظرراهرة‪ ،‬فالبررد أن يعتمررد علررى المالحظررة‪.‬‬
‫ويختل الوص العلمي عن الوص العاد ‪ ،‬في أنه ال يعتمد علرى البال رة‬
‫اللغوية‪ ،‬وإنما هو في األسرا وصر كمري‪ ،‬فالباحرث عنردما يقري النرواحي‬
‫المختلفة في ظاهرة أو أكثر‪ ،‬ف ن هذا القيا لي إال وص افا كم ايا‪ ،‬يقروم علرى‬
‫الوسرررائل اإلحصرررائية فررري اخترررزال مجموعرررة كبيررررة مرررن البيانــــرررـات إلرررى‬
‫مجموعـــة بسيطة من األرقام والمصطلحات اإلحصائيـة‪.‬‬
‫أما المالحظة العلمية‪ ،‬فهي المالحظة التري تسرتعين بالمقرايي المختلفرة‪،‬‬
‫وتقرروم علررى أسررا ترتيررب الظرررو ترتي اب را مقصررو ادا ومعي ان را‪ ،‬بحيررث يمكررن‬
‫مالحظتها بطريقة موضروعية‪ .‬وتتميرز المالحظرة برالتكرار‪ ،‬وللتكررار أهميرة‬
‫كبيرة من حيث الدقة العلمية‪ ،‬فهو يساعد على تحديرد العناصرر األساسرية فري‬
‫الموق المطلوب دراسته‪ ،‬وتحري العناصر التي تكون وليردة الصردفة‪ ،‬كمرا‬
‫أن التكررار يظرل ضرررور ايا للتنكرد مررن صرحة المالحظرة‪ ،‬فقررد يخطر الباحررث‬
‫نتيجرررة الصررردفة أو لتررردخل العوامرررل الذاتيرررة‪ ،‬مثرررل األخطررراف التررري ترررنجم عرررن‬
‫االخرررتال فررري دقرررة الحررروا والصرررفات الذاتيرررة للباحرررث‪ ،‬كالمثرررابرة وقررروة‬
‫المالحظة‪.‬‬
‫‪ -‬التمييز بين مصطلحي األسلوب العلمي‪ ،‬ومنهج البحث‪:‬‬
‫يشررير مصررطل األسررلوب العلمرري إلررى ذلر اإلطررار الفكررر الررذ يعمررل‬
‫بداخلرره عقررل الباحررث‪ ،‬فرري حررين أن كلمررة "مررنه البحررث" تعنرري الخطرروات‬
‫التطبيقيرررة لرررذل اإلطرررار الفكرررر ‪ .‬وال يعنررري هرررذا االخرررتال لماهيرررة هرررذين‬
‫االصطالحين‪ ،‬أ تعارض بينهما‪ ،‬فمن الناحية اللغويرة يتقرارب كثيررا ا معنرى‬
‫كل من أسلوب ومنه ‪ ،‬ولكن يقصد بهذا التمييز التوضي والتفسير‪ ،‬ففي أيرة‬
‫دراسة علمية تنخذ العمليات العقلية في ذهن الباحرث ترتيبارا وتنظيمارا متكرامالا‬
‫يوجرره خطواترره التطبيقيررة‪ ،‬ولررذل يفضررل أن يسررتقل كررل مصررطل بجانررب مررن‬
‫الجانبين‪ ،‬بحيث تستعمل كلمة "أسلوب" لتشير إلى الجانب التطبيقي لخطوات‬

‫‪67‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫البحث‪.‬‬
‫ولتوضرري ذل ر أكثررر‪ ،‬يعتمررد التمثيررل فرري أن نتصررور وجررود مشرركلة مررا‬
‫تواجه شخصين‪ ،‬األول يتخبط ويحاول ويخط حتى يصل إلرى حرل مرا لهرذه‬
‫المشرركلة قررد يكررون صرروا ابا أو خطررن‪ ،‬ولكنرره فرري تلر الحررالتين ال يعتبررر محق اقرا‬
‫علم ايا‪ ،‬فهو لم يسر في حلها طب اقا لتنظيم ذهني يمكنه من التحقرق مرن نتائجره‪.‬‬
‫أما الثاني‪ ،‬فيعال المشكلة بنسلوب علمري‪ ،‬أ أنره صرار فري حلهرا بخطروات‬
‫فكرية معينة يطلق عليها العلماف "خطوات التفكيرر العلمـرـي"‪ ،‬وهرذا مرا يميرز‬
‫الباحــث العلمي عن الشخــص العــاد ‪.‬‬
‫فنسررلوب التفكيررر العلمرري‪ ،‬هررو الررذ يميررز الباحررث األصرريل ويمكنرره مررن‬
‫تمحيص نتائ بحثه والتحقق من صرحتها‪ .‬أمرا بخصروص خطروات األسرلوب‬
‫العلمرري فرري التفكيررر‪ ،‬فهرري تكرراد تكررون نفسررها خطرروات أ مررنه بحثرري‪ ،‬مررع‬
‫وجود بعض التفاصيل التي تختل باختال منراه البحرث‪ ،‬إال أن األسرلوب‬
‫الفكر هو الذ ينظم أ منه بحثي‪.‬‬
‫‪ -‬خطواع األسلوب العلمي في التفكير‪:‬‬
‫تتمثررل خطرروات األسررلوب العلمرري فرري الشررعور بمشرركلة أو تسرراؤل يحيررر‬
‫الباحث‪ ،‬فيضع لها حلوالا محتملة أو إجابات محتملة تتمثل في "الفروض" ثرم‬
‫تنتي بعد ذل الخطروة الثالثرة‪ ،‬وهري اختبرار صرحة الفرروض والوصرول إلرى‬
‫نتيجة معينة‪ .‬ومرن الطبيعري أن يتخلرل هرذه الخطروات الرئيسرة عردة خطروات‬
‫تنفيذية‪ ،‬مثل تحديد المشكلة المراد دراستها‪ ،‬وجمرع البيانرات التري تسراعد فري‬
‫اختيررار الفررروض المناسرربة‪ ،‬وكررذل البيانررات الترري تسررتخدم فرري اختبررار هررذه‬
‫الفروض‪ ،‬والوصول إلى تعميمات‪ ،‬واستخدام هذه التعميمات في التطبيق‪.‬‬
‫وبررذل يسررير المررنه العلمرري علررى شرركل خطرروات (مراحررل) لكرري تررزداد‬
‫عملياته وضوحا ا‪ ،‬إال أن هذه الخطوات ال تسير دائ اما بنف التترابع‪ ،‬كمرا أنهرا‬
‫ليست بالضرورة مراحل فكرية منفصلة‪ .‬فقد يحدث كثير مرن الترداخل بينهرا‪،‬‬
‫وقد يتردد الباحث بين هذه الخطوات‪ ،‬وكذل قد تتطلب بعض المراحل جه ادا‬
‫ضئيالا‪ ،‬بينما يستغرق البعض اآلخر وق اتا أطرول‪ ،‬وهكرذا يكرون اسرتخدام هرذه‬
‫الخطوات على أسا من المرونة الوظيفية‪.‬‬
‫وال يغيررب عررن البررال‪ ،‬أن منرراه البحررث تختلر مررن حيررث طريقتهررا فرري‬
‫اختبار صحة الفروض‪ ،‬ويعتمرد ذلر علرى طبيعرة وميردان المشركلة موضروع‬
‫البحث‪ ،‬فقد يصل (مثالا) المنه التجريبي فري دراسرة مشركلة ال يصرل فيهرا‬

‫‪68‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫المنه التاريخي أو دراسة الحالة وهكذا‪ .‬وفي حاالت كثيررة‪ ،‬تفررض مشركلة‬
‫البحررث المررنه الررذ يسررتخدمه الباحررث‪ ،‬فرراختال المررنه ال يرجررع فقررط إلررى‬
‫ضا إلى إمـكانات البحرـث المتاحرة‪ ،‬فقرد يصرل‬ ‫طبيعة ومـيدان المشـكلة‪ ،‬بل أي ا‬
‫أكثر من منه في دراسة بحثية معينة‪ ،‬ومع ذل تحدد الظرو المتاحة نوع‬
‫المنه الذ يختاره الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬أوجه النشاط البحثي‪:‬‬
‫ا‬
‫أبحاثا‪ ،‬فيه الكثير‬ ‫ال ش أن التعبير القائل بنن جميع نشاط الفكر اإلنساني‬
‫مررن التجرراوز‪ ،‬باعتبررار أن هنررا اختالفررات جوهريررة بررين النشرراطات الفكريررة‬
‫لبنسرران‪ ،‬فمنهررا البحرروث الكاملررة الترري يصررل فيهررا الباحررث إلررى معرفررة جديرردة‪،‬‬
‫ومنها المقاالت العلمية والتقارير والملخصات و يرها‪ .‬وفي كثير من الحاالت‬
‫قررد يتخيررل الرردار المبترردئ أنرره عنرردما يسررجل حراف عرردد كبيررر مررن البرراحثين أو‬
‫العلماف فيما يتعلق بموضوع ما‪ ،‬ف نه قد أجرى ا‬
‫بحثا علم ايا متكامالا‪.‬‬
‫والحقيقة أن معرفة حراف اآلخرين قد تكرون مفيردة‪ ،‬لكنهرا ال تحرل مشركلة‬
‫أو تررؤد إلررى معرفررة جديرردة‪ ،‬وبالتررالي ف نهررا ال تعررد ا‬
‫بحثررا متكررامالا‪ ،‬وحتررى‬
‫الوصرول إلررى معرفررة جديرردة ال يكفرري فرري حررد ذاترره أن يكررون ا‬
‫بحثرا‪ ،‬بررل يجررب‬
‫البرهنة عليها والتنكد من صحتها‪.‬‬
‫وال يغيب عرن الرذهن أن المقراالت العلميرة‪ ،‬ال تعرد ا‬
‫بحثرا برالمعنى الردقيق‬
‫لهذه المفردة‪ ،‬وذل ألنها تظل مجرد دراسة أو تلخريص لموضروع أو مشركلة‬
‫قررام ببحثهررا باحررث معررين‪ ،‬كمررا أن المقررال التحليلرري بهررذا المعنررى ال يضرري‬
‫بالضرورة جدي ادا للمعرفة اإلنسانية‪ ،‬فهو ال يزيد في العادة عن تقديم ملخرص‬
‫لمعلومات سبق اكتشافها أو بحث قام به حخرون‪ ،‬ولهذا السربب ال يتقيرد كاترب‬
‫المقال بنف القواعد التي يلتزم بها الباحث لدى كتابة بحثه‪ ،‬كما ال يتوقع من‬
‫كاتررب المقررال توثيررق جميررع بياناترره فرري حررين يلتررزم الباحررث لرردى كتابررة بحثرره‬
‫باإلشارة إلى مصرادر معلوماتره بدقرة ووضروح‪ ،‬حترى يتسرنى للقرارئ أو أل‬
‫دار حخر الرجوع إليها والتنكرد مرن صرحتها‪ .‬وفري الوقرت الرذ ينتظرر فيره‬
‫من الباحث تقديم ش جديد وعدم االكتفاف بمجررد التعبيرر عرن حراف اآلخررين‬
‫مهما كانت قيمتها العلمية‪ ،‬وأن يوض كي أن مشكلة علمية قد درست‪ ،‬وتم‬
‫إيجرراد الحلررول ل رـها وأن حـق رـائق ج رـديدة ق رـد اكـتـشـف رـت‪ ،‬ف ر ن كاتررب المـق رـال‬
‫يكـتـفي بعرض‬
‫حراف‪ ،‬ولكن ذلــــ كله ال يعتبر‬ ‫مالحظاته وخبراته‪ ،‬وقد يحلل ويضي‬

‫‪69‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫إضافة علمية جديدة‪ .‬وعالوة على ذل ‪ ،‬ف ن المقاالت العلمية قد تكتب لمجرد‬
‫التيسير علرى الدارسرين عنرد الر برة فري معرفرة نترائ بحرث مرا أو معلومرات‬
‫معينة‪ ،‬ولهذا ف نها تتص عادة ب ثارة التشويق لدى القارئ‪ ،‬وبتقرديم الحقرائق‬
‫بطريقة مباشرة وموضروعية ومختصررة‪ ،‬ولكرن األمرر لري كرذل فري كتابرة‬
‫البحوث‪ ،‬حيث أن كثيرا ا من المقاالت تتسم بالذاتية وتتضمن استنتاجات ال ابا‬
‫مررا تكررون مبنيررة علررى المالحظررة يررر المضرربوطة‪ ،‬كمررا أنهررا تكررون أحيا انررا‬
‫مدعومة بحقائق متميزة لجانب واحد من الموضوع‪.‬‬
‫ومررع أن المقررال يررؤد خدمررة كبيرررة فرري نشررر األفكررار واآلراف‪ ،‬إال أن‬
‫عرضه يختل اختال افا كبيرا ا عن كتابة البحث‪ ،‬ناهي عن اختالفه مرن حيرث‬
‫القيمررة العلميررة ودرجررة الدقررة واالبتعرراد عررن العنصررر الشخصرري الررذ تتطلبرره‬
‫الدقة العلمية في كتابة البحوث‪ .‬ويجدر الترذكير هنرا‪ ،‬إلرى أن أ بحرث علمري‬
‫يجب أن يتضمن ثالثة جوانرب رئيسرة تؤخرذ فري االعتبرار عنرد تقرويم أهميتره‬
‫العلميرة‪ ،‬وهري‪ :‬اكتشررا حقيقرة جديرردة‪ -‬والتمحريص النقررد للبرراهين واألدلررة‬
‫المؤدية إلى النتائ التي توصل إليها الباحث – وكيفية االستفادة مرن الحقرائق‬
‫الجديدة في استخدامها تطبيق ايا في الحياة العملية‪.‬‬
‫نشاطا علم ايا أرقرى درجرة مرن‬ ‫ا‬ ‫والش أن الكش عن حقيقة معينة تعتبر‬
‫مجرد كتابة مقال أو تلخيص جهد علمي معين‪ ،‬ومن األمثلة على ذلر النروع‬
‫مرررن النشررراط العلمررري‪ ،‬اكتشرررا فاعليرررة عقرررار جديرررد فررري تررردمير نررروع مرررن‬
‫الفيروسررات‪ ،‬أو تجميررع معلومررات وبيانررات م رن وثررائق مختلفررة توض ر حقيقررة‬
‫تاريخية معينة‪ ،‬كالكش عن مدينة أثرية (مثالا) حيرث تعتبرر أ لبيرة عمليرات‬
‫التوثيررق لو ان را مررن هررذا النرروع مررن النشرراط البحثرري‪ ،‬وكثيرررا ا مررا تتعرردى مرحلررة‬
‫الكش عن الحقائق إلى مرحلة التعميمات المستنبطة من هذه الحقائق‪.‬‬
‫‪ -‬التحليل والتفسير النقدي‪:‬‬
‫يلجن الكاتب إلرى أسرلوب التحليرل والتفسرير النقرد لمرا يتوصرل إليره مرن‬
‫بيانات مختلفة يسعى إلى حمل عملية الكش عن الحقيقة خطوة أبعد‪ ،‬كما قرد‬
‫يتعامل الباحث فري بعرض المجراالت‪ ،‬مثرل الفلسرفة واألدب‪ ،‬مرع أفكرار وحراف‬
‫أكثررر ممررا يتعامررل مررع حقررائق علميررة‪ ،‬ممررا يجعررل البحررث يتررنل مررن التفسررير‬
‫النقد لهذه اآلراف‪ ،‬ولمعرفة حراف وأفكار الكاتب األصلي الذ عبر عنها في‬
‫أعمالره الفكريررة والتري ال تظهررر بشرركل محردد‪ ،‬ف نرره ال بررد مرن اسررتنباطها عررن‬
‫طريق التفسير النقد بما يحتويه من براهين وحج ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫إن الوسائل األساسية المستخدمة في هذا النروع مرن البحرث هري التجربرة‬
‫والمنطق‪ ،‬وكذل مسرتوى رفيرع مرن اإلمكانرات العقليرة التري يتطلبهرا التفسرير‬
‫النقررد لكونرره ينطررو بالضرررورة علررى حكررم شخصرري مبنرري علررى األسررباب‬
‫المنطقيرة ومسررتند إلرى التعليررل المقبرول والمعقررول‪ ،‬والتفسرير النقررد لره قيمترره‬
‫التي ال يمكن إنكارها والتي بردونها يصرعب الوصرول إلرى اسرتنتاجات علميرة‬
‫في مسائل يندر إيجاد حقائق محددة عنها‪ ،‬ومرع أن الكشر عرن الحقيقرة يقردم‬
‫لنا الكثير من الحقائق عن اإلنسان وعالمه‪ ،‬ف نه يوجد جزف كبير من التجربة‬
‫اإلنسانية واإلنتاج الفنري والفكرر ال يمكرن بلو ره بالطريقرة الواقعيرة أو بنيرة‬
‫طريقة أخرى إال عن طريق التفسير النقد ‪ ،‬ويتصر بهرذه الخاصرية الجرزف‬
‫األكبر من البحوث ذات الطابع األكاديمي للعلوم السلوكية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص التفسير النقدي‪:‬‬
‫يتميز التفسير النقد بثالث خصائص أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن يقوم الجدل على حقائق ومبادئ معروفة في المجال الرذ أجريرت‬
‫فيه الدراسة‪ ،‬أو على األقل يتفق معها‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكررون الحجر المقدمررة فرري التفسررير النقررد واضررحة ومعقولررة‪ ،‬أ‬
‫أنهررررا يجررررب أن تنطلررررق مررررن المنطررررق‪ ،‬بحيررررث تكررررون التعميمررررات‬
‫واالستنتاجات التي تم التوصل إليها في هذا النوع من النشاط البحثري‬
‫مسررتنبطة منطق ايرا مررن الحقررائق المعروفررة‪ ،‬ومررن المبررادئ الترري يطبقهررا‬
‫الباحث عند معالجته لمادته‪ ،‬وعالوة علرى ذلر ‪ ،‬فر ن الخطروات التري‬
‫قادت الباحث إلى استنتاجاته يجب أن تكرون سرهلة البرهران فري أثنراف‬
‫عملية االستنتاج مرن الوقرائع أو المقردمات‪ ،‬ذلر أن اإلجرراف األسرا‬
‫في التفسير النقرد هرو االسرتنتاج مرن الوقرائع أو المقردمات‪ .‬والشررط‬
‫هنا أن يكون هذا االستنتاج صاد اقا‪ ،‬حتى يستطيع القارئ تتبع الحجر‬
‫دون أيررة معوقررات تجعلرره مضررطرا ا إلررى القبررول برررأ الباحررث دون‬
‫اقتناع‪.‬‬
‫‪ ‬أن التفسير النقد ‪ ،‬يتوقع منه أن يتمخض عن بعض التعميمرات التري‬
‫ترتبررت علررى عمليررة االسررتنتاج مررن الوقررائع أو المقرردمات‪ ،‬ولهررذا فمررن‬
‫الضرررور أن يكررون الرررأ االسررتنتاجي للباحررث مبن ايرا علررى الحقررائق‬
‫والبيانات المقبولة في مجال البحث ومدعومة بالمنطق والبرهان‪.‬‬
‫وال يغيررب عررن الررذهن‪ ،‬أنرره يجررب أثنرراف التفسررير النقررد ‪ ،‬تالفرري وضررع‬
‫اسررتنتاج يعتمررد علررى الحررد ‪ ،‬أو التخمررين‪ ،‬أو علررى مجرررد انطباعررات عامررة‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫أكثر مما يعتمد علرى التعليرل والمناقشرة المنطقيرة‪ .‬أمرا البحرث المتكامرل‪ ،‬ف نره‬
‫يتضمن الكش عن الحقيقة والتفسير النقرد ‪ ،‬ويزيرد عرن ذلر الوصرول إلرى‬
‫نظرية أو مبدأ أو معرفة جديدة‪ ،‬ويظهر إمكانيرة تطبيقهرا فري مجراالت الحيراة‬
‫المتصلة بموضوع البحث‪.‬‬
‫وال يخفررري فررري هرررذا المجرررال‪ ،‬أن الكشررر عرررن الحقيقرررة فقرررط ال يحرررل‬
‫بالضرورة أية مشكلة‪ ،‬كما أن التفسير النقد مرع أنره يهرد فري الغالرب إلرى‬
‫حل مشكلة ويقوم على أسا االسرتنتاج المنطقري مرن الوقرائع والمقردمات‪ ،‬ال‬
‫يمكن دائ اما أن يبني قضيته على البرهان الرواقعي حيرث يعتمرد إلرى حرد كبيرر‬
‫على الحكم الشخصري‪ ،‬وعليره‪ ،‬ف نره بعرد أن يرتم تحديرد مشركلة البحـرـث‪ ،‬فر ن‬
‫الخطوة األولـى تتضمن اإلجابــة علــى السرؤال الترالي‪ ":‬مرا الحقرائق الكامنرة‬
‫في هذه المشكلة ؟"‪ .‬وباإلضافة إلى تجميع البيانات حولهرا‪ ،‬قرد يسرنل الباحرث‬
‫ضا "ماذا يقول الخبراف أو الباحثون في هذه المشكلة ؟"‪.‬‬ ‫أي ا‬
‫وبعد أن يفرغ الباحث من جمع الحقائق‪ ،‬قد يتسافل أيضارا‪" :‬مراذا تروحي‬
‫هررذه الحقررائق مررن أجررل حررل المشرركلة؟"‪ ،‬ثررم بعررد أن يقرررر رأيرره فرري الحررل‬
‫الصحي ‪ ،‬يبدأ الباحث في اختباره بكافة الوسائل والطرق المختلفة حتى تتنكد‬
‫لرره صررحته‪ ،‬ومررع ضرررورة أن يراعرري الباحررث مرردى اتسرراق الحررل مررع جميررع‬
‫الحقرررائق المعروفرررة‪ ،‬ومررردى وضررروح هرررذه الحقرررائق وكفايتهرررا لررردعم وتنييرررد‬
‫االستنتاج النهائي‪.‬‬
‫ويجدر الترذكير فري هرذا المقرام‪ ،‬أن البحروث المتكاملرة تختلر مرن حيرث‬
‫الهررم العررام‪ ،‬فهنررا البحرروث النظريررة‪ ،‬والبحروث التطبيقيررة‪ ،‬كمررا تختلر مررن‬
‫حيث البحوث األساسية والبحوث العلمية‪ .‬واالختال بين البحروث مرن حيرث‬
‫ضا‪ ،‬ف ذا تصرورنا اسرتمرارية‬ ‫ضا أو تناق ا‬
‫كونها نظرية أو تطبيقية ال يعد تعار ا‬
‫ذات اتجاهين للبحث العلمي‪ ،‬ف ن أحدها يمثل البحوث النظريرة واآلخرر يمثرل‬
‫البحوث التطبيقية‪.‬‬
‫والمعلرروم أن البحرروث النظريررة تهررد إلررى الوصررول للمعرفررة مررن أجررل‬
‫المعرفة فقط‪ ،‬وبهذا ال يكون هنا رض تطبيقي معررو بعرد االنتهراف مرن‬
‫البحث‪ .‬وفي الطر اآلخر ف ن البحوث التطبيقية ترمي أسا اسا إلى الوصرول‬
‫لحل مشكلة معينة ولو لم يصل الباحث أثناف بحثه إلى حقائق جديدة‪ .‬ويضا‬
‫ا‬
‫بحوث را رئيس رة تهررد إلررى دراسررة‬ ‫إلررى ذل ر ‪ ،‬أن البحرروث المتكاملررة قررد تكررون‬
‫ا‬
‫بحوثرا عمليرة‬ ‫مشكلة عامة مع إجراف الدراسرة علرى محريط معرين‪ ،‬وقرد تكرون‬

‫‪72‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫تهد إلى دراسة مشكلة محلية في وضع خاص‪ .‬ويختل هذان النوعان مرن‬
‫البحوث من حيث سير البحث في عدة نقاط ويلتقيران فري نقراط أخررى‪ ،‬فمرثالا‬
‫من حيث مجال اختيار موضوع البحث (المشركلة) يكرون البحرث الررئي فري‬
‫ميدان معرفة معين‪ ،‬كالمجال التاريخي أو التربو (مثالا)‪.‬‬
‫أمررا فرري البحررث العلمرري فيكررون هنررا مشرركلة خاصررة فرري مك ران وزمرران‬
‫محدد‪ ،‬كما يختل هرد أو ررض البحرث برين النروعين‪ .‬ففري األول‪ ،‬يكرون‬
‫الهد من الدراسة هو الوصــول إلرى معرفــرـة معينرة فري الميرـدان العلمـرـي‬
‫الررذ تنتمرري إليرره مشكلـررـة البحررث‪ ،‬أمررا فرري الثرراني‪ ،‬فيتركررز الهررد علررى حررل‬
‫المشكلة محل ايا‪ ،‬والواض أن الغرض التطبيقي عند التعميم واسرتخدام النترائ‬
‫يختل في البحث الرئي ‪ ،‬في أن نتائجه تستخدم على نطراق واسرع‪ ،‬أمرا فري‬
‫البحث العلمي‪ ،‬فينحصر استخدام النتائ على مجتمع البحث فقرط‪ .‬والمالحرظ‬
‫في هذا المجال أن الباحث في الدراسة الرئيسة‪ ،‬له حرية خلق الظرو التي‬
‫يريد إجراف الدراسة فيها‪ ،‬أما في الثاني (البحث العلمي) ف نه يلتزم بالظرو‬
‫القائمة فعالا‪ ،‬ويتفق النوعان فري بقيرة خطروات الدراسرة‪ ،‬كرالفروض وطريقرة‬
‫الدراسة‪ ،‬وجمع البيانرات‪ ،‬والوسرائل المسرتخدمة‪ ،‬كمرا يتفقران فري الصرعوبات‬
‫التي تواجه الباحث‪.‬‬
‫‪ -‬البحوث األكاديمية‪:‬‬
‫لقد جرت العادة في معظم الجامعرات‪ ،‬أن يكلر طرالب الدراسرات العليرا‬
‫(الماجستير والدكتوراه) ب عداد دراسات مسرتقلة قائمرة برذاتها للحصرول علرى‬
‫درجة علمية عليرا يجريهرا الطالرب علرى النحرو الالئرق‪ ،‬ومدعمرة بتقريرر عرن‬
‫اإلجرافات والنتائ يكون مكتو ابا في صرورة رسرالة أو بحرث‪ .‬والغررض مرن‬
‫هذا المطلب‪ ،‬هو أن يتحدد أسا اسا ما إذا كان الباحث قادرا ا على إضافة معرفة‬
‫أصيلة إلى حقل تخصصه‪ ،‬وهل يستطيع أن يبحرث بنجراح موضرو اعا رئيسارا‪،‬‬
‫فرررالكثير مرررن البررراحثين يجهلرررون طبيعرررة وهرررد رسرررالة الررردكتوراه أو بحرررث‬
‫الماجسررتير‪ ،‬وهررم يتوقعررون أن تقرروم هيئررة الترردري بالكليررة باإلشرررا الرردقيق‬
‫على كل مرحلة من مراحل البحث‪.‬‬
‫لكن الحال ليست كذل فري معظرم الجامعرات ومعاهرد البحروث‪ ،‬فالباحرث‬
‫يدفع به قص ادا إلى االعتماد على وسائله الذاتية‪ ،‬وعليه أن يبرهن على قدراته‬
‫في تحديد مشكلة مناسبة‪ ،‬واستنباط طريقة فعالة لحلها‪ ،‬وعليه أن يحدد ويقريم‬
‫بشكل صحي معنى قيمة جميع البراهين الوثيقة الصلة بموضوع البحرث‪ ،‬ثرم‬

‫‪73‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬األبعاد األساسية ملنهجية البحث العلمي‬

‫يصل إلى خاتمة منطقية يسهل الدفاع عنها‪.‬‬


‫وفرري العررادة تبرردأ أطروحررة الرردكتوراه أو بحررث الماجسررتير عنرردما يتقرردم‬
‫الطالب بطلب إلى قسم الدراســات العليا‪ ،‬وهذا يكون ال ابا عن طريــق أستاذ‬
‫مررن الجامعررة مررن أجرررل السررماح لرره بتقصرري أبعررراد مشرركلة معينررة فرري حقرررل‬
‫تخصصه‪ ،‬وقد يبين الطالب الخطوات التي اتخرذها ليؤكرد أن المشركلة المرراد‬
‫معالجتها جديدة بالفعل‪ ،‬وأنه شخص ايا لديه المقدرة والكفافة إليجاد حل لها‪.‬‬
‫وفرري بعررض األحيرران‪ ،‬تطلررب الجامعررات مررن الباحررث أن يقرردم بالتفصرريل‬
‫مخططا تمهيد ايا (اإلطار النظر ) مكتوبارا القتراحره‪ ،‬ومتضرم انا عرضارا دقي اقرا‬ ‫ا‬
‫للمشررركلة وحررردودها‪ ،‬ووصررر افا لبجررررافات التررري ينرررو إتباعهرررا وافتراضررراته‬
‫العلميررة‪ ،‬وتفسررير األسررباب الترري دعترره للقيررام بهررذا البحررث‪ ،‬والفائرردة المحتملررة‬
‫لنتائجه‪ ،‬وتعريفات بالمصطلحات الخاصة التي ينو اسرتخدامها فري التقريرر‬
‫ا‬
‫أبحاثرا (مشررابهة) عررن‬ ‫النهررائي‪ ،‬وعرررض للمراجررع المتداولررة‪ .‬بمعنررى أن يقرردم‬
‫الموضوع‪ ،‬وبيا انا مختصرا ا عن كفافات الباحث الصالحة لهذا المشروع‪ ،‬فري‬
‫حررين أن بعررض الجامعررات األخرررى قررد تكتفرري أن تعررر فقررط طبيعررة مشرركلة‬
‫البحث‪.‬‬
‫إن الش األسا في كلترا الحرالتين الرذ علرى الطالرب أن يدركره جير ادا‪،‬‬
‫هو أنه مهما كانت األمور التي قد تتطلبها أقسام الدراسات العليا بالجامعة من‬
‫أجل الحصول على المعلومات التمهيدية‪ ،‬ف نها تنتظر منه (الطالرب) أن ينخرذ‬
‫علرررى عاتقررره عررربف البرهررران علرررى قدراتررره وخططررره‪ ،‬وأن يتخرررذ الخطررروة‬
‫االستهاللية الكاملة في دفع عجلة الدراسة إلى األمام‪ .‬ومهما يكن األمر‪ ،‬ف نره‬
‫بمجرد حصول الطالب على الموافقة الرسمية للبدف في الدراسة‪ ،‬ينبغي له أن‬
‫ال يتوقع مرن األسرتاذ المشرر عليره‪ ،‬أو مرن أسرتاذه أن يخبرره بالتفصريل بمرا‬
‫يجررب عليرره أن يفعلرره فرري هررذا المجررال‪ .‬وعليرره أن يعمررل أسا اسرا بشرركل مسررتقل‬
‫باستثناف بعض اللقافات التي تتم من حن آلخر‪.‬ولكن بعض األساتذة المشرفين‬
‫يكون لديهم الر بة في العمل عن كثب ولفترات طويلة مع الطالب‪ ،‬كما أنهرم‬
‫يودون أن يكونوا على اتصال دائم ومباشرر بجميرع الخطروات التري تتخرذ فري‬
‫الدراسة‪ ،‬في حين أن البعض اآلخر من هرؤالف األسراتذة ال يبرذل أيرة محاولرة‬
‫لتقصي ما أحرزه الطالب من تقدم‪ ،‬وال يتطوع بتقديم أيرة نصريحة‪ ،‬وإن كران‬
‫علررى اسررتعداد دائررم لمناقشررة أ متاعررب قررد يواجههررا الطالررب فرري استقصررائه‪،‬‬
‫وتقديم النصيحة العلمية عند استشارتهم‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫منهج البحث يف إدارة األعمال‪...‬‬

‫وبصورة عامة‪ ،‬يجب أن ينظر الباحث أو الطالب إلى األسرتاذ المشرر‬


‫علررى أنرره "مررالذ يلجررن إليرره"‪ ،‬ويقرردم المسرراعدة فقررط عنرردما يصررب السررير فرري‬
‫العمليررة البحثيررة عسرريرا ا‪ ،‬ولكررن لرري كشررخص يضررع تعليمررات مفصررلة لمسررار‬
‫الدراسررة‪ ،‬ألن رسررالة الرردكتوراه أو بحررث الماجسررتير‪ ،‬سررو يفقررد الكثيررر مررن‬
‫قيمته بالنسبة بالطالرب‪ ،‬ولرن يكرون اختبرارا ا حقيقيارا لقدراتره لرو أن الكثيرر مرن‬
‫القرارات األساسية اضطر األستاذ المشر إلرى اتخاذهرا نيابرة عرن الطالرب‪.‬‬
‫وفرري هررذا المقررام‪ ،‬ال نسررتطيع إال أن نتوجرره إلررى البرراحثين المبترردئين ولطررالب‬
‫الدراسررات العليررا بنصرريحة عمليررة‪ ،‬وهرري أن مررن أهررم شررروط البحررث العلمرري‬
‫المثمر‪:‬‬
‫أوالا‪ -‬أال يبدأ الباحث خطوة تالية دون أن يكون قد تمكن من الخطوة السابقة‪،‬‬
‫حتى ال يكون مجرد أداة لتسجيل الوقائع‪ ،‬بل عليه محاولة النفاذ إلى سر‬
‫حثا باستمرار عن القوانين التي تتحكم فيها‪.‬‬ ‫حدوث هذه الوقائع‪ ،‬وبا ا‬
‫ثان ايا‪ -‬أن يكون الباحث متواض اعا‪ ،‬ألن الغطرسة والغررور تجعلره عنير ادا حرين‬
‫تلزمه الموافقة واالنحناف‪ ،‬كما تمنعه من قبرول المسراعدة‪ ،‬وتفقرده الرروح‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫ثالثن‪ -‬الشغ بالعمل‪ ،‬فالعلم يتطلب من اإلنسان طول حياتره أن يكرون شرغو افا‬
‫بعمله وبحثه‪.‬‬
‫إن التصررد لمشرركلة مررا مررن مشرركالت البحررث العلمرري‪ ،‬هررو فررن ومهررارة‪،‬‬
‫يحقق فيها الباحرث ذاتره عرن طريرق أسرلوب تفكيرره ورؤيتره للواقرع‪ ،‬وتفسرير‬
‫البيانات‪ ،‬وما يعتمد عليه من وسائل المعالجة‪ ،‬وطريقة العرض‪ ،‬اسرتنا ادا إلرى‬
‫القواعررد العامررة للمررنه العلمرري فرري البحررث‪ .‬وهنررا نقطررة منهجيررة‪ ،‬وهرري أن‬
‫تحديررد مشرركلة البحررث واالهتمررام بصرريا ته صرريا ة واعيررة ومنظمررة‪ ،‬يعررادل‬
‫نص البحث‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪JJJÙ^ÛÂù]<ì…]c<»<ovfÖ]<sãßÚ ‬‬

‫المراجـــع‬
‫أوالً – المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أب و جمع ة‪ ،‬نع يم‪ .(2009) .‬أساس يات وط رق البح ث العلم ي ف ي اإلدارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاھرة‪ :‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪.‬‬
‫العالوت ه‪ ،‬عل ي س ليم‪ .(1996) .‬أس اليب البح ث العلم ي ف ي العل وم اإلداري ة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط‪ .1‬عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫المغربي‪ ،‬كامل محم د‪ .(2002).‬أس اليب البح ث العلم ي ف ي العل وم اإلنس انية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية‪ .‬ط‪ .1‬عمان‪ :‬الدارالعلمية للنشر‪.‬‬
‫القحط اني‪ ،‬س الم ب ن س عيد وآخ رون‪ .(2004) .‬م نھج البح ث ف ي العل وم‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكية مع تطبيقات على ‪ .Spss‬ط‪ .2‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪1425 .‬ھـ‪.‬‬
‫الكاللدة‪ ،‬ظاھر؛ ومحفوظ جودة‪ .(1997) .‬أس اليب البح ث العلم ي ف ي مي دان‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم اإلدارية‪ .‬عمان‪ :‬دار زھران للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫المش وقي‪ ،‬حم د س ليمان‪ .(2002) .‬تقني ات ومن اھج البح ث العلم ي‪ .‬الق اھرة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار الفكر العربي‪.‬‬
‫بدر‪ ،‬أحمد‪ .(1996) .‬أصول البحث العلمي ومناھج ه‪ .‬ط ‪ .9‬الق اھرة‪ :‬المكتب ة‬ ‫‪-‬‬
‫األكاديمية‬
‫بدوي‪ ،‬عب د ال رحمن‪ .(1997) .‬من اھج البح ث العلم ي‪ .‬ط ‪ .3‬الكوي ت‪ :‬وكال ة‬ ‫‪-‬‬
‫المطبوعات‪.‬‬
‫جمعة‪ ،‬أحمد حلمي وآخرون‪ .(1999) .‬أساسيات البح ث العلم ي‪ .‬عم ان‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حسن‪ ،‬علي إبراھيم‪ .(2011) .‬اس تخدام المص ادر وط رق البح ث ف ي التربي ة‬ ‫‪-‬‬
‫وعلم النفس‪ .‬عمان‪ :‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫حم ود‪ ،‬خض ر ك اظم؛ وموس ى س المة الل وزي‪ .(2008) .‬منھجي ة البح ث‬ ‫‪-‬‬
‫العلمي في إدارة األعمال‪ .‬عمان‪ :‬إثراء للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫سند‪ ،‬رزق وسناء سالم‪ .(2010) .‬مناھج البحث في علم ال نفس‪ .‬ج دة‪ :‬مكتب ة‬ ‫‪-‬‬
‫الشقري‪1431 .‬ھـ‪.‬‬
‫صالح‪ ،‬أبو القاسم عبد القادر وآخ رون‪ .(2001) .‬المرش د ف ي إع داد البح وث‬ ‫‪-‬‬
‫والدراسات العلمية‪ .‬جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا‪ ،‬مركز البحث العلمي‬
‫والعالقات الخارجية‪.‬‬
‫عبي دات‪ ،‬ذوق ان وآخ رون‪ .(1998) .‬البح ث العلم ي‪ :‬مفھوم ه وأدوات ه‬ ‫‪-‬‬
‫وأساليبه‪ .‬ط ‪ .6‬عمان‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر‪.‬‬

‫‪93‬‬
  Ä{{{{{q]†¹]

‫ مؤسس ة ش باب‬:‫ األس كندرية‬.‫ من اھج البح ث‬.(2000) .‫ غ ازي حس ين‬،‫ عناي ة‬-
.‫الجامعة‬
.‫ من اھج البح ث العلم ي ف ي التربي ة وعل م ال نفس‬.(2000) .‫ س امي‬،‫ ملح م‬-
.‫ دار المسيرة للنشر والتوزيع‬:‫عمان‬
:‫ثان ًيا– المراجع باللغة األجنبية‬
- David, Mungor and Others. (1999). Researching Online. 2nd ed.
N.Y.: Longman Publishing.
- John, Best. (1981). Research in Education. 4th ed. New Delhi:
Prentice Hall of India.
- Kenneth, D. Bailey. (1978). Methods of Social Research. N.Y.:
Makmillan Publishing Company. Inc.
- Kerlinger, F. (1973). Foundations of Behavioural Research.
2nd ed. N.Y.: Holt.
- Louise, Kidder. (1981). Research Methods in Social Relations.
4th ed. U.S.A.: Rinehart and Winston. Inc.
- Mansfield, E. (1983). Statistics for Business: Methods and
Application. 2nd ed. N.Y.: Norton and Company. Inc.
- Stover, R. and W. Stone. (1974). Hand Delivery of Self-
Administered Questionnaires. Public Opinion Quarterly. Vol.:
38. Summer.
- Tull, D. S. and D. I. Hawkins. (1990). Marketing Research
Management and Methods. 5th ed. N.Y.: Macmillan Publishing
Company.
- Tyebjee, T. (1979). Telephone Survey Method: The State of the
Art. Journal of Marketing. Vol. 43. Summer.

94

You might also like