Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﻤ
ﭑﭒﭓ
ﻨﺎﻫ
ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ
ﺞﻭ
ﯩﯪﯫ ﯬﯭﯮ ﯯﭼ
ﻁﺭﺍ
ﺌﻕ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺩ ﺯﻴ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
النظريات املعرفية
مناذجها – اسرتاتيجياتها
ﻨﻲ
ﺍﻟﻤ
النظريات املعرفية
ﻨﺎﻫ
مناذجها – اسرتاتيجياتها
ﺞﻭ
ﻁﺭﺍ
املدرس املساعد
ﺌﻕ االستاذ الدكتور
ﺍﻟﺘ
فاطمة هوان عبد العزيز حيدر
ﺩﺭﻴ
ﺱ
الطبعة األوىل
-
E-mail: info@almanhajiah.com
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
الفهرس
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
الباب األول
مفهوم النظرية
ﺞﻭ
تعريف النظرية 11 ..........................................................
ﻁ
قواعد النظرية 13 ...........................................................
ﺭﺍﺌ
فوائد النظرية 14 ............................................................
ﻕ
مفهوم النظرية يف العلوم الطبيعية ومفهوم النظرية يف علم النفس 15 ..........
الباب الثاني
-
النظريات المعرفية
نظرية النمو املعريف (برونر) 23 ..............................................
ﺯﻴﺩ
5
الفهرس
ﺍﻟﻤ
رأي النظرية املعرفية يف التفكري 82 ...........................................
ﻨﺎﻫ
الباب الثالث
ﺞﻭ
النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريات المعرفية
انموذج خريطة الشكل 85 .........................................................V
ﻁ
انموذج التعليمي -املعريف 95 ...............................................
ﺭﺍﺌ
انموذج بوسنر 96 ...........................................................
ﻕ
انموذج التعليمي -التعلمي 97 .............................................
انموذج الواقعي املطور 98 ..................................................
ﺍﻟﺘ
اسرتاتيجيات التدريس القائمة عىل النظرية البنائية 99 ........................
ﺩﺭﻴ
6
الفهرس
ﺍﻟﻤ
ثاني ًا :اسرتاتيجية دورة التعلم املعدله (145 ......................... )4E'S
ﻨﺎﻫ
ثالث ًا :اسرتاتيجية دورة التعلم اخلامسية (147 ........................ )5E'S
رابع ًا :اسرتتيجية اخلطوات السبع (154 .......................... (Seven E'S
ﺞﻭ
اسرتاتيجية 161 ................................................................. Snips
ﻁ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
7
ﻨﻲ
ﻴﻜﺎ
ﺍﻟﺨ
ﺯﻴﺩ
-
ﺱ
8
ﺩﺭﻴ
ﺍﻟﺘ
ﻕﺭﺍﺌ
ﻁ
الفهرس
ﺞﻭ
ﻨﺎﻫ
ﺍﻟﻤ
ﻨﻲ
ﻴﻜﺎ
ﺍﻟﺨ
ﺯﻴﺩ
-
ﺱ
ﺩﺭﻴ
ﺍﻟﺘ
الباب االول
ﻕ
مفهوم النظرية
ﺭﺍﺌ
ﻁﺞﻭ
ﻨﺎﻫ
ﺍﻟﻤ
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
10
الباب االول :مفهوم النظرية
الباب األول
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
مفهوم النظرية
ﺞﻭ
يمكن النظر اىل النظرية باملفهوم العام عىل أهنا جمموعة من القواعد والقوانني
التي ترتبط بظاهرة ما ،بحيث ينتج عن هذه القوانني جمموعة من املفاهيم
ﻁ
واالفرتاضات والعمليات التي يتصل بعضها ببعض لتؤلف نظرة منظمة ومتكاملة
ﺭﺍﺌ
حول هذه الظاهرة ويمكن إن تستخدم يف تفسريها والتنبؤ هبا يف املواقف املختلفة ،
فهي تشكل جمموعة من االفرتاضات التي تتألف من البناءات املحددة لتوضيح
ﻕ
العالقات املتداخلة بني العديد من املتغريات ذات العالقة بظاهرة معينة سعي ًا وراء
تفسريها .ان معظم النظريات تبدو خمتلفة فيام بينها ،فاالرتباطية واالشرتاط األجرائي
ﺍﻟﺘ
والتعلم باالشارة والنامذج الرياضية والوظيفية ،كلها ال تعدو كوهنا جمرد عينة عىل
ﺩﺭﻴ
تعدد طرق دراسة التعلم ،غريإن النظريات هلا قاسم مشرتك واحد عىل االقل من
الناحية التارخيية ،فهذه النظريات حتاول كلها وبطريقة خاصة االعالن عن سلسلة من
ﺱ
املبادئ التي يتعلم هبا اإلنسان بشكل عام ،وهلذا أنصب التأكيد عىل اجلوانب املشرتكة
للسلوك اإلنساين.
-
تعريف النظرية:
ﺯﻴﺩ
والتنبؤ هبا.
ﻨﻲ
11
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
( (Conventionsأوجدها صاحب النظرية وتعرف النظرية بأهنا جمموعة
ﻨﺎﻫ
من القضايا والتقارير ،بعضها بدهييات وبعضها افرتاضات.
-تعريف سبنس ( )Spense,1956بأهنا نظام من املفاهيم املجردة تستخدم
ﺞﻭ
لتنظيم جمموعةمن املبادئ والقوانني التي مل يكن بينها أي أرتباط من قبل.
-تعريف ردنر ( ) Rudnerبأهنا جمموعة من العبارات املرتابطة بشكل منظم
ﻁ
والتي تشتمل عىل بعض التعميامت التي تشبة القوانني القابلة لالختبار
ﺭﺍﺌ
االمربيقي ( التجريبي).
-تعريف فيجل ( )Feiglأهنا جمموعة من االفرتاضات التي يمكن من خالهلا
ﻕ
أشتقاق عدد من املبادئ والقوانني االمربيقية (التجريبية) وفق إجراءات
منطقية رياضية.
ﺍﻟﺘ
خصائص النظرية الجيدة :
ﺩﺭﻴ
هناك أتفاق عام عىل أن النظرية هي بمثابة جمموعة من البناءات املرتابطة التي
ﺱ
تتصل بسلسلة من األحداث والظواهر ،تعمل عىل إجياد نوع من التنظيم ملجموعة من
املبادئ والقواعد متتاز بالتجريد والشمول ،وأعتامد ًا عىل ذلك فإن هناك عدد ًا من
اخلصائص التي متتاز هبا النظرية هي:
-
-1تعد النظرية وسيلة وغاية بالوقت نفسة ،فهي وسيلة للتفسري والتنبؤ
ﺯﻴﺩ
بالظواهر واألحداث ،كام أهنا غاية يسعى الفرد من خالهلا للسيطرة عىل
العامل املحيط بالفرد.
ﺍﻟﺨ
-2تقدم النظرية تفسري ًا متسق ًا مالئ ًام للحقائق املالحظة املتصلة بظاهرة معينة،
فهي بعبارة أخرى جيب إن حتدد العالقة بني املتغريات وتقرت العالقة
ﻴﻜﺎ
12
الباب االول :مفهوم النظرية
ﺍﻟﻤ
القوانني واملبادئ العلمية الثابتة والقابلة للتطبيق العميل.
ﻨﺎﻫ
-4تدفع النظرية اىل اكتشافات جديدة ،وتقرت ميادين جديدة للبحث ،كام
ينبغي أن تنبة الباحثني اىل حقول غنية يمكن أن تولد عنها فرضيات جديدة
ﺞﻭ
يمكن اختبارها ،فتقدم العلوم يرتبط وبدرجة كبرية بتكون النظريات
اجليدة.
ﻁ
-5يقدم البناء النظري وسائل للتحقق من صحتها ،أي أن النظرية جيب أن
ﺭﺍﺌ
تفسح املجال لالستنتاج بأختبارها جتريبي ًا .ويمكن أختبار صحة النظرية من
خالل التحقق من فرضيتها أو قضاياها املشتقة منها ،فإذا إثبتت البيانات
ﻕ
التجريبية صحة الفرضية املشتقةمن النظرية عند اختبارها عدة مرات ،وهذا
يقدم دليل عىل صدق النظرية.
ﺍﻟﺘ
-6تصاغ النظرية بعبارة بسيطة وواضحة موجزة قدر االمكان ،وهذا ما يسمى
ﺩﺭﻴ
-1إنظر اىل الظاهرة الواضحة املألوفة العادية ،وتعترب هذه الظواهر أحسن
ﺯﻴﺩ
يقترص عىل حالة ما اذا كانت الفروض تضيف بصورة مبسطة جمموعة كبرية
من احلقائق.
ﻴﻜﺎ
13
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
وانام تشري اىل مرتبة واحدة فقط وأذا ما انتهت من اختيار كلامتك فأستخدم
ﺍﻟﻤ
دائ ًام نفس الكلامت كلام أرشت اىل نفس الشئ.
ﻨﺎﻫ
-4أختزل اىل اقىص درجة ممكنة عدد األشياء التي تتحدث عنها ،فالقاعدة التي
حتكم عدد مراتب احلقيقة جيب اخذها بعني االعتبار وهي " قليل كلام
ﺞﻭ
أمكن كثري كلام وجب".
-5إذا بدأت الكالم فال تتوقف حتى تنتهي ،أي إرش برتتيب العالقة بني
ﻁ
احلقائق التي تتناوهلا.
ﺭﺍﺌ
-6اعلم ان حتليلك ينبغي ان يكون جمرد ًا ألنه يتناول عنارص قليلة من املوقف
املحسوس اعرتف بخطر التجريد ال سيام يف املوقف الذي يتطلب إجراء
ﻕ لكن ال ختف من التجريد.
فوائد النظرية:
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
تكمن امهية النظرية يف اهنا تضطلع بعدد من الوظائف حيال املعرفة اإلنسانية
تتمثل بام ييل:
ﺱ
-1تعمل النظرية عىل جتميع احلقائق واملفاهيم واملبادئ وترتيبها يف بناء منظم
منسق مما جيعل منها ذات معنى وقيمة.
-2تقدم توضيح ًا وتفسري ًا لعدد من الظواهر واالحداث الطبيعية واإلنسانية
-
والكونية.
ﺯﻴﺩ
14
الباب االول :مفهوم النظرية
ﺍﻟﻤ
النظرية يف العلوم الطبيعية أو احليوية هي إطار يشمل الوقائع والقوانني
ﻨﺎﻫ
التجريبية التي جتمع هذه الوقائع والقوانني بقصد حتديد العالقات املتداخلة بني هذه
القوانني بعضها ببعض ،وينتهي هبا االمر اىل وضع تصور عام ،يعتمد عىل القوانني
ﺞﻭ
التجريبية بالنسبة ملوضوع الدراسة يف هذه النظرية .ومثال عىل ذلك نظرية التطور
أوالنشوء واالرتقاء ل( دارون) يف العلوم احليوية ،فهي إطار عام جيمع كل أفراد
ﻁ
الكائنات ،احليوان واالنسان ،يف تسلسل تطوري معني ،وحيدد نوع العالقات املتداخلة
ﺭﺍﺌ
بني مدارج التطور املختلفة من الكائن وحيد اخللية ،حتى اإلنسان وهو يف قمة
الكائنات احلية ،أما يف العلوم السلوكية ،فإن النظرية يف علم النفس فيقصد هبا املسلامت
ﻕ
األولية التي يفرتض التسليم بصحتها دون برهان.
ﺍﻟﺘ
ويتضمن ذلك جمموعة من املفاهيم ذات احلد االقىص من التجريد التي تسمى
ﺩﺭﻴ
عادة تكوينات فرضية ،تقرر لتحديد بعض أنامط العالقات الوظيفية بني متغريات
املثريات من ناحية (املتغريات املستقلة) ومتغريات االستجابات والسلوك (املتغريات
ﺱ
تعد النظرية احد مصادر التعلم ،ولنظرية التعلم قيمة من حيث تزودنا بمعرفة
وتفسري املبادئ املنظمة لالحداث البيئية التي حتدث من حولنا ،تزودنا بالعالقة املفامهية
ﺯﻴﺩ
التي تربط فيها عنارص االحداث املتعددة واملنفصلة يف منظومة أو نظام عالمات .هتتم
نظريات التعلم بسلوك املتعلم وما يطرأ علية من تغريات دائمة نسبي ًا كدالله من
ﺍﻟﺨ
دالالت التعلم ،وهيدف التعلم اىل حتسني هذا السلوك وتطويرة وفق ما تظهره
االبحاث العلمية يف املختربات والدراسات التجريبية ،وتتعلق نظريات التعلم من
ﻴﻜﺎ
ناحية أخرى بأجياد افضل الطرائق التعليمية التي من شأهنا أن حتقق االهداف التعليمية
ﻨﻲ
15
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
مفهوم التعلم:
ﺍﻟﻤ
توجد عدة مفاهيم تفرس عملية التعلم ،خيتلف كل منها عن اآلخر ،كام أن لكل
ﻨﺎﻫ
مفهوم تطبيقات ختتلف عن التطبيقات التي ترتبط باملفاهيم اآلخرى ،سواء يف جمال
التدريس أو إعداد املناهج .ورغم أن بعض هذه املفاهيم قد أثبتت األبحاث والتجارب
ﺞﻭ
العملية خطئها ،إال أن آثار هذه املفاهيم ما زالت متفشية يف مدارسنا وتسبب لنا كثري
من املشكالت يف جمال التعلم املدريس ،وفيام ييل يتناول املؤلفون ثالث مفاهيم أساسية
ﻁ
للتعلم هي:
ﺭﺍﺌ
اوالً :التعلم عملية تذكر
ﻕ
يرتبط هذا املفهوم بنظرية هربارت التي تنص عىل أن الطفل يولد وعقلة مثل
الصفحة البيضاء التي تتزود باملعرفة عن طريق اخلربة والتعلم ....وعىل أساس هذه
ﺍﻟﺘ
النظرية قد تم تفسري التعلم عىل أنه عملية ختزين للمعلومات عن طريق احلفظ ،لكي
ﺩﺭﻴ
تسرتجع عند احلاجة عن طريق التذكر .وقد تفشى أثر هذه املفهوم اخلاطئ يف جمال
املامرسات التعليمية بمدارسنا لفرتات طويلة ،وما زال سائد ًا يف بعض النظم التعليمية
ﺱ
حتى اليوم ،حيث قسمت املعارف اىل عدد من املواد الدراسية ،وحدد حمتوى كل مادة
ورتب املحتوى ترتيب ًا منطقي ًا يف كتاب مدريس مقرر لكي يقوم الطالب بحفظ مادته،
-
حيث يتم تقييم تعلم الطالب عىل أساس مدى قدرته عىل اسرتجاع املعلومات
املحفوظة عن طريق التذكر .رغم أن بعض مدارسنا اليوم تأخذ هبذا املفهوم للتعلم،
ﺯﻴﺩ
فإن ذلك ال يرجع اىل وجود هذا املفهوم بقدر ما يرجع اىل سهولة املامرسات التي
ترتتب عليه ،والتي ال تتعدى التحفيظ ثم التسميع أو الرتديد.
ﺍﻟﺨ
لوك ( )Lockالتي ترى أن العقل مقسم اىل عدد من امللكات (كملكة التفكري ،وملكة
ﻨﻲ
16
الباب االول :مفهوم النظرية
التذكر ،وملكة التخيل )....وأن التعلم يتم عن طريق تدريب هذه امللكات .وتعطي
ﺍﻟﻤ
هذه النظريات أمهية خاصة لبعض املواد الدراسية (كالرياضيات واللغات) بإعتبارها
ﻨﺎﻫ
أقدر من غريها من املواد عىل تدريب هذه امللكات ،فاملؤيدون هلذه النظرية يرون أن
تدريب الطالب عىل التفكري يف املسائل الرياضية يساعده عىل أستخدام تفكرية يف
ﺞﻭ
جماالت آخرى ،وأن تدريبة عىل تذكر اللغات يقوي لديه ملكة التذكر يف جمال آخر،
وقد نتج عن األخذ هبذا املفهوم أن أصبح بعض املربون يعطون امهية خاصة لبعض
ﻁ
املواد مثل (الرياضيات واللغات) ويعتربوهنا مواد أساسية ختصص هلا درجات أعىل
ﺭﺍﺌ
من املواد اآلخرى (كالرسم واملوسيقى والعلوم االنسانية) بأعتبارها مواد ثانوية وهذا
األجتاه غري صحيح لتحقيق النمو املتكامل للمتعلمني ،باالضافة اىل هذا فقد أثبتت
ﻕ الدراسات التجريبية خطأ هذه النظرية.
ﺍﻟﺘ
ثالثاً :التعلم عملية تعديل في السلوك:
ﺩﺭﻴ
توصلت التجارب النفسية احلديثة اىل أن التعلم ليس عملية تغري وتعديل يف
السلوك ،هذا التغري يتم من خالل تفاعل الفرد مع بيئتة يف أثناء جهوده للتوافق معها،
ﺱ
بام يتفق مع ميولة وحيقق أهدافة .فمن خالل هذا التفاعل والتوافق يتغري الفرد جسمي ًا
وانفعالي ًا وعقلي ًا ،ويكتسب أنامط سلوكية جديدة ،وتسمى عملية التفاعل هذه باخلربة
ومن اخلربة يكتسب الفرد املعارف واإلجتاهات واملهارات .وملا كان نوع اخلربة هو
-
الذي حيدد نتائجها ،فإن مهمة املدرسة تصبح توفري نوع معني من اخلربات للتالميذ
ﺯﻴﺩ
تساعد عىل أكتساهبم املهارات واإلجتاهات والقيم ،بمعنى أن املعلم يمكنة ان يوجه
التعلم بتحديد نوعية اخلربات التي يمر هبا التالميذ .فليست مجيع اخلربات متساوية،
األ أن اخلربات التي جيب أن يوفرها املعلمون لتالميذهم ال يمكن أن حتدد دون اعتبار
ﺍﻟﺨ
التلميذ والنتائج النهائية ،أي طبيعة التلميذ نفسه واألهداف الرتبوية املرغوبة .ولكن
ﻴﻜﺎ
حتك منا الوحيد يف النتائج ال يمكن ان يتم إال من خالل اخلربة؛ فاملعلم ال يمكنة أن
يفرض النتائج مبارشة ،إذ أن التلميذ وليس املعلم هو العامل الفعال ،أما التحكم
ﻨﻲ
17
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
األسايس الذي يملكة املعلم فهو أن يتأكد من أن التلميذ تتوافر له خربات معينة ويبعد
ﺍﻟﻤ
عن خربات آخرى .مما سبق يمكن القول بأن التعلم عملية تنتج من نشاط الفرد وينتج
ﻨﺎﻫ
عنها تغريات يف سلوكة.
خصائص التعلم:
ﺞﻭ
يمكن تلخيص خصائص التعلم بايت:
-التعلم عملية تنطوي عىل تغري شبه دائم يف السلوك واخلربة ،ويأخذ اشكال
ﻁ
ثالثة هي :اكتساب السلوك أو خربة جديدة ،التخيل عن السلوك أو خربة
ﺭﺍﺌ
ما ،التعديل يف السلوك أو خربة ما.
ﻕ
-التعلم عملية حتدث نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة بشقيها ،املادي واإلجتامعي.
-التعلم عملية مستمرة ال ترتبط بزمان وال مكان حمدد ،فهي تبدأ منذ املراحل
ﺍﻟﺘ
العمرية املبكرة ( منذ الوالدة) وتستمر طيلة حياة اإلنسان.
ﺩﺭﻴ
-التعلم عملية تراكمية تدرجيية ،حيث أن خربات الفرد تزداد وترتاكم عىل
بعضها البعض بسبب تفاعل الفرد املستمر مع املثريات واملواقف املتعددة.
ﺱ
-التعلم عملية ربام تكون مقصودة وموجهه نحو هدف معني ،أذ يبذل الفرد
جهد ًا ذاتي ًا متميز ًا بقصد اكتساب خربات معينة متثل اهداف ًا بحد ذاهتا.
-
-التعلم عملية تشمل مجيع التغريات الثابتة نسبي ًا بفعل عوامل اخلربة واملامرسة
والتدريب فقط.
ﺯﻴﺩ
18
الباب االول :مفهوم النظرية
ﺍﻟﻤ
متتاز عملية التعلم بأهنا معقدة من حيث تعدد مواضيعها ومتغرياهتا والعوامل
ﻨﺎﻫ
املؤثرة فيها ومن العوامل املؤثرة ما ييل:
ﺞﻭ
اوالً :النضج :يشري مفهوم النضج اىل مجيع التغريات التي تطرا عىل املظاهر
اجلسمية للفرد ،يتمكن الفرد من اكتساب أنامط متعددة من السلوك ،لكن يؤثر النضج
عىل التعلم حينام يعتذر عىل الفرد اكتساهبا دون اكتامل نضج األجهزة احلسية اخلاصة
ﻁ
هبا ،وأيض ًا النضج يساعد الفرد عىل التفاعل مع البيئة ،وبالتايل يتمكن من اكتساب
ﺭﺍﺌ
خربات متعددة.
ﻕ
ثاني ًا :االستعداد :يشري االستعداد اىل احلالة التي يكون فيها الفرد قادر ًا عىل تعلم
مهمة أو خربة ما ،ويرتبط االستعداد يف كثري من احلاالت بعامل النضج ،حيث يزود
ﺍﻟﺘ
عامل النضج الفرد باالمكانيات والقابليات التي تثري استعداده لتعلم واكتساب مهارة
ﺩﺭﻴ
ما .كام انه يف كثري من االحيان قد ال حيدث التعلم لدى األفراد بسبب غياب أو عدم
توفر االستعداد الكايف لدى الفرد للتعلم ،والتعلم يتوقف عىل مقدار استثارة املتعلم
ﺱ
وتدريبة عىل القيام بمهمة ما ،وهبذا فإن االستعداد يشري اىل حالة ترتبط بالنضج
الداخيل للفرد وعمليات التدريب واخلربة.
-
ثالث ًا :الدافعية :تعرف الدافعية عىل اهنا حالة داخلية تستثري سلوك ًا ما لدى الفرد
ﺯﻴﺩ
وتوجه هذا السلوك وحتافظ عىل استمراريتة ،ومتثل الدافعية حالة نقص او توتر داخيل
بحاجة اىل خفض أو اشباع قد ينشأ بسبب عوامل داخلية كاجلوع أو عوامل خارجية
كاحلاجة اىل التقدير ،وتلعب الدافعية دور ًا يف حدوث التعلم يف كوهنا تقوم بثالث
ﺍﻟﺨ
19
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
رابع ًا :التدريب واملامرسة أو اخلربة :يعد هذا العامل من أهم العوامل أثر ًا يف
ﻨﺎﻫ
عملية التعلم ،ويقصد باخلربة أو املامرسة فرص التفاعل التي تتم بني الفرد واملثريات
املادية واإلجتامعية التي يصادفها يف البيئة .فالبيئات الغنية باملثريات نوع ًا وك ًام تسهم يف
ﺞﻭ
تزويد الفرد بحصيلة خربات وانامط سلوكية أكثر من البيئات الفقرية ،وهنا يتم التأكيد
عىل ثراء البيئة التعليمية وذلك من اجل أتاحة الفرصة للمتعلم بأكرب فرص من التفاعل
ﻁ
واكتساب اخلربات املتعددة.
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
20
ﻨﻲ
ﻴﻜﺎ
ﺍﻟﺨ
ﺯﻴﺩ
-
ﺱ
ﺩﺭﻴ
ﺍﻟﺘ
الباب الثاني
ﻕ
النظريات المعرفية
ﺭﺍﺌ
ﻁﺞﻭ
ﻨﺎﻫ
ﺍﻟﻤ
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
22
الباب الثاني :النظريات المعرفية
الباب الثاني
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
النظريات املعرفية
ﺞﻭ
نظرية برونر في النمو المعرفي:
Bruner ولد (جريوم برونر)
ﻁ
Geromeيف عام ) (1915خترج من جامعة
ﺭﺍﺌ
هارفرد و َأسس فيها مركز ًا للدراسات
املعرفية ،يعد (برونر) احد علامء املدرسة
ﻕ
االدراكية املعرفية الذين درسوا الرشوط
ﺍﻟﺘ
املصاحبة لعملية تعلم املفاهيم واكتساهبا
وكذلك حل املشكالت وحماولة حتسني وضع املناهج الدراسية من خالل تطبيق املنهج
ﺩﺭﻴ
( )1963من قبل مجعية علم النفس االمريكية بجائزة التفوق العلمي ويف عام ()1965
انتخب رئيس ًا لتلك الرابطة ،ويف عام ( )1972ترك العمل يف جامعة هارفرد واجته اىل
-
العمل يف جامعة اكسفورد يف بريطانيا .يعد (برونر) من علامء النفس الذين دعموا
ﺯﻴﺩ
نظريات التعلم املعرفية ،ومع انه يتفق مع (اوزبل) إالّ أنه خيتلف عنه يف تأكيده عىل دور
التغريات النامئية يف التعلم وتطبيقاهتا يف عملية التدريس .يرى (برونر) َأن عملية
التعليم جيب َأن تبدأ باالفكار البسيطة ،كذلك نادى برضورة وجود نظرية َأو جمموعة
ﺍﻟﺨ
نظريات يف جمال التعليم كي تتكامل مع نظريات التعلم يف رفع كفاءة العملية التعليمية
ك ًام وكيف ًا من خالل تتبع االسس واخلطوات الالزمة لتقديم املادة التعليمية للتالميذ يف
ﻴﻜﺎ
صورة مناسبة.
ﻨﻲ
23
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ذكر برونر (َ ) Bruner, 1966أن هناك جمموعة من اإلجراءات التي جيب َأن
ﺍﻟﻤ
تتضمنها نظرية التعليم وهي:
ﻨﺎﻫ
أ -اخلربة يف جمال التعليم.
ب -طريقة تنظيم املادة التعليمية بام يتناسب وقدرات املتعلمني.
ﺞﻭ
ت -طريقة تعليم املادة التعليمية بشكل منظم.
ث -طريقة استعامل العقاب والتعزيز َأثناء عملية التعليم بشكل فعال بحيث
ﻁ
حيفز املتعلم اىل التعلم بدافع من نفسه ) )Intrinsic Motivationبدالً من
ﺭﺍﺌ
التطلع اىل احلوافز اخلارجية ( .) Extrinsic Motivation
ﻕ
االفتراضات األساسية للنمو المعرفي عند برونر:
لقد قدم (برونر) عدد ًا من االفرتاضات التي تسهم يف تفسري تطور التفكري لدى
ﺍﻟﺘ
األطفال ومن هذه األفرتاضات:
ﺩﺭﻴ
-1يتم تطوير التفكري عن طريق متثل الطفل للخربات اجلديدة ،وادماجها مع
خرباته السابقة من َأجل اخلروج منها ببنية معرفية يستخدمها يف تطوير
ﺱ
معارفة.
-2العقل هو اآللة التي يتم عن طريقها متثل اخلربات املعرفية اجلديدة.
-
-3الذكاء ليس فطري ًا ،وانام هو القدرة عىل الربط بني االبنية املعرفية يف البيئة
الثقافية التي يعيش فيها الطفل.
ﺯﻴﺩ
-4يتم تطوير التفكري لدى الطفل من خالل عمليات هيَ :أكتساب املعرفة
واألحتفاظ هبا ،ومتثلها وتذويتها ومن خالل استعامهلا يف مواقف جديدة،
ﺍﻟﺨ
كلام ابتعد الطفل عن املرحلة احلسية يزداد َأستعاملة ل ّلغة والرموز يف
التفكري.
ﻴﻜﺎ
-5ليس للتعلم اآليل دور يف تطوير وزيادة بنى األطفال ومتثيالهتم املعرفية.
ﻨﻲ
24
الباب الثاني :النظريات المعرفية
َ -6أ ّن تطوير التفكري لدى الطفل هدف يساعدة يف الوصول اىل حالة االتزان
ﺍﻟﻤ
املعريف.
ﻨﺎﻫ
-7يتمركز تفكري الطفل حول ذاته ،ويستغرق ذلك وقت ًا ليس قصري ًا ،حيث
يرى األشياء بمنظار مدركاته.
ﺞﻭ
-8التصور والتخيل عمليات معرفية هلا دور يف نمو التفكري لدى األطفال.
-9يتطور تفكري الطفل عن طريق األتصال والتعامل املبارش مع املوضوعات
ﻁ
املختلفة.
ﺭﺍﺌ
-11كلام َأزداد استقالل استجابات الطفل عن مثرياهتا .يزداد نمو املعريف لديه.
-11متر متثيالت الطفل بثالث مراحل هي التصور واخليال ،العمل واحلركة ،
ﻕ واملرحلة الرمزية.
ﺍﻟﺘ
المبادئ التي يحتوي عليها نموذج برونر وتتحكم في عملية التعلم:
ﺩﺭﻴ
-1أن التعلم األمثل حتت الظروف والرشوط املثىل يؤدي باملتعلم اىل أن يتعلم
كيف يعلم نفسة.
ﺱ
األفكار واملشاركة).
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
25
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
يرى ( برونر) َأ ّن عملية التطور املعريف تعتمد عىل تطوير نظام داخيل لتخزين
ﻨﺎﻫ
املعلومات عند األفرد حتى يتمكنوا من وضع الفرضيات وإختبارها ،باإلضافة اىل
التعامل مع عدد من البدائل وهذا كله يتم من خالل اللغة التي تعد مفتاح التطور
ﺞﻭ
املعريف .وقد وجد (برونر) ثالث مراحل نامئية يمر هبا الفرد يف سعية ألكتساب القدرة
عىل متثل عامله ،لقد كان هدفه الرئييس من مراحل التطور املعرفية هو تنمية الناحية
ﻁ
املعرفية وما تشمله من قوى لدى الفرد .ويف ما ييل توضيح للمراحل التي جاء هبا
ﺭﺍﺌ
برونر:
ﻕ
المرحلة االولى :تمثيالت العمل والحركة )(Enactive Representation
وهي متثيل احلركة يف َأفعال واملثال عليها عندما حياول الطفل العمل عىل إجياد
ﺍﻟﺘ
التوازن بني كفتي امليزان بتعديل وصفة .ولكن الطفل يعجز يف الواقع عىل وصف
ﺩﺭﻴ
العملية احلاصلة ،وهو يدركها إدراك ًا حسي ًا فقط ،وحيدث النمو املعريف أثناءها من
خالل العمل والفعل ويتعرف الطفل عىل االشياء واملوضوعات املحيطة به من خالل
ﺱ
وهي حماولة التمثيل الصورية املرئية َأو شبه الصورية ،حيث يستطيع الطفل يف
ﺯﻴﺩ
26
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
المرحلة الثالثة :التمثيالت الرمزية ))Symbolic Representation
وهي املرحلة االكثر جتريد وتقدم يف مستوى التمثيالت التي افرتضها برونر،
ﻨﺎﻫ
وهي عبارة عن استعامل الكلامت والرموز لوصف خربة معينة ،حيث يكون الفرد
قادر ًا عىل تفسري عملية التوازن بإستعامل مفاهيم مثل نقطة االرتكاز ،طول القاعدة،
ﺞﻭ
االوزان املستعملة.....الخ ،يرى (برونر) َأ ّن الطفل حني يتقدم يف تطورة من النمط
العميل اىل النمط الصوري ثم النمط الرمزي من التفكري والتمثيل ال يعني ذلك َأن
ﻁ
األنامط البسيطة األوىل تزول وتندثر بل َأن الطفل يستمر يف التطور مع األنامط الثالثة.
ﺭﺍﺌ
دور عملية أَكتساب المفاهيم في التعلم عند برونر
ﻕ
-تشكل األَساس للامدة التعليمية و َأساليب التفكري املرتبطة هبا.
-تعكس األَطار الثقايف الذي ينشأ به الفرد.
ﺍﻟﺘ
-يتم حتديد خصائص البناء املعريف بالنسبة للفرد ،من خالل استدخال االفعال
ﺩﺭﻴ
والصور والرموز.
توظيف نظرية برونر في التعلم:
ﺱ
-2عند تعليم األطفال يف رياض األطفال والصفوف االبتدائية الدنيا يفضل َأ ّن
ﺯﻴﺩ
يعمل املعلم عىل اعطاء جمال َأمام التمثيل الصوري وتشجيعهم عىل التعلم
من خالل اخلربات احلسية والبرصية.
َ -3أ ّن التفاعل بني الطفل و َأقرانه أو زمالئه يرتك آثار ًا معرفية وانفعالية وهو
ﺍﻟﺨ
االكتشاف.
ﻨﻲ
27
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
واملفاهيم األساسية والرضورية للتعلم الالحق يف شكل منتظم ومعريف.
ﻨﺎﻫ
نموذج بنية التعلم أو النموذج الهرمي لـ (روبرت جانية):
يعد ( روبرت جانية) واحد ًا من علامء النفس التجريبي البارزين يف هذا املجال،
ﺞﻭ
حيث َأكتسب خربة واسعة يف بحوث التعلم ثم أهتم بمشكالت التدريب ومشكالت
الرتبية ،له خربه يف بحوث النظرية االكاديمية .يفرس جانية النمو املعريف بناء ًا عىل نمط
ﻁ
التعلم الرتاكمي ،كام يرى َأن الذكاء عبارة عن بناء مستمر ملنظامت معقدة من
ﺭﺍﺌ
االمكانات املتعلمة الناجتة عن تراكم خربات املتعلم ،لقد َأعطى (جانية) َأمهية كبرية
ﻕ
للمتطلبات السابقة التي تتضمن املعلومات واملعارف واخلربات الرضورية للتعلم
احلايل والتي يتم تبنيها يف كثري من املجاالت و َأن نمو االمكانيات اجلديدة يعتمد
ﺍﻟﺘ
بشكل كيل عىل مدى املخزون الالزم من هذه املهارات والعادات التي تعد متطلبات
سابقة لتعلم ما هو َأكثر تعقيد ًا وصعوبة.
ﺩﺭﻴ
كام يؤكد جانية عىل مفهومني أساسني يف تفسرية ونظرتة للموقف التعليمي
ﺱ
مها:
-1التنظيم اهلرمي أو الرتاكمي ألنامط التعلم.
-
-2تنظيم املعرفة تبع ًا للتنظيم اهلرمي للمكونات الفرعية التي تتألف منها وهذا
ما يسمية بنية التعلم.
ﺯﻴﺩ
إن أخذ جانية ملبدأ الرتتيب اهلرمي يعترب مفيد ًا لالنتقال من مبادئ التعلم اىل
املتتابعات التعليمية وهبذا َأصبح هذا الرتتيب اهلرمي أساس َأجتاهة للتعلم ،كام ينظر
ﺍﻟﺨ
جانية اىل التعلم بأعتبارة االساس يف عملية ترتيب الظروف والرشوط التي تيرس
التعلم.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
28
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
من خالل الدراسات والبحوث وما تضمنة كتابات (روبرت جانية) يمكن
ﻨﺎﻫ
استخالص األفرتاضات اآلتية:
ﺞﻭ
-يعتمد تطور القابليات املعرفية بشكل كبري عىل التعلم السابق.
-التطور املعريف تسلسل هرمي وتراكمي.
-حتدد خربات التعلم مرحلة تطور املعرفة لدى املتعلم.
ﻁ
-الذكاء بناء مستمر من القابليات واالستعدادات الناجتة من تراكم خربات
ﺭﺍﺌ
املتعلم.
ﻕ
-يتم التعليم اهلرمي من َأي مستوى معريف داخل هرم جانية وليس بالرضورة
َأ ّن يبدأ من مستوى التعلم األشاري.
ﺍﻟﺘ
-حتدد الفروق بني األفراد يف األستعداد التطوري للتعلم بكمية املقدرات
ﺩﺭﻴ
والعادات.
َ -أسلوب تعلم الفرد وتفكريه مها من املقدرات التي يمكن تعلمها ضمن تعلم
-
ال يتفق جانية مع القول الشائع لدى املنظرين بوجود نمط واحد للتعلم ،ويطرح
جانية ثامنية أنامط للتعلم مبني َأن لكل نمط َأو نوع رشوط وظروف تيرس َأكتسابة ولكل
ﺍﻟﺨ
29
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
يرى جانية َأن تنظيم املعرفة يف َأي جمال يتم يف تدرج هرمي ويف ظل هذا
ﻨﺎﻫ
الرتكيب اهلرمي ال يمكن فهم املستويات االعىل دون التمكن من املستويات االدنى.
ﺞﻭ
أنواع التعلم عند جانية :
-1التعلم االشاري ( :(Signal Learningيعرف بتعلم االستجابة
لالشارات والعالمات وهذا َأبسط انواع التعلم.
ﻁ
ﺭﺍﺌ
:(Stimulus - -2تعلم العالقة بني املثري واالستجابة )Response
واالستجابة وهو تعلم ناتج عن تكوين رباط مفرد بني املنبة واالستجابة
ﻕ هنا ارادية .
-3التعلم التسلسيل ( :)Motor Chainingوفية يقوم املتعلم بالربط بني
ﺍﻟﺘ
وحدتني َأو َأكثر من وحدات تعلم العالقة بني مثري واستجابة وفية يتيح
ﺩﺭﻴ
وهو نوع من التعلم التسلسيل إال إن الروابط فية بني وحدات لفظية
و َأبسطها تسمية االشياء.
-
31
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
بني مفهومني َأكثر ،ويظهر يف االستجابات ملجموعة من االوضاع املثرية
ﻨﺎﻫ
املفاهيم مع بعضها لتكون قاعدة.
َ واالداءات املرتبطة هبا،أي جتميع
-8تعلم حل املشكالت ( :) Problem-Solving Learningيقع هذا النمط
ﺞﻭ
من التعلم يف قمة البنية التعليمية املعرفية عند جانية ،ويشري اىل قدرة املتعلم
عىل استخدام املبادئ َأو القواعد يف سلسلة السلوكات َأو احلوادث التي
ﻁ
تؤدي اىل حتقيق هدف ما.
ﺭﺍﺌ
والنموذج التايل يوضح هرم التعلم ومستوياته التي أقرتحها روبرت جانيية:
ﻕ
حل
ﺍﻟﺘ
املشكالت
ﺩﺭﻴ
التصنيف (املفاهيم)
التمييز املتعدد
-
السلسلة
ﺯﻴﺩ
31
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
االستعداد التطوري للتعلم واكتساب املعرفة ليس صفة مطلقة يستدل عليها من
ﻨﺎﻫ
مرحلة النمو املعريف التي ينتمي إليها الفرد ،بل َأ ّن االستعداد خيتلف من موضوع اىل
آخر متأثر ًا بأمرين مها:
ﺞﻭ
-1متطلبات تعلم املوضوع من املقدرات السابقة.
-2املستوى الذي بلغة املتعلم يف حتصيلة لتلك املقدرات لذلك فإن الفروق
ﻁ
الفردية بني املتعلمني يف االستعداد التطوري للتعلم هي فروق كمية تتصل
ﺭﺍﺌ
بعدد القدرات العقلية ومستوياهتا.
ﻕ
شروط التعلم ( )Learning Conditions
حيدد جانية نوعني من الرشوط التي جيب ضبطها ليكون التعليم فعاالً مها:
ﺍﻟﺘ
-رشوط داخلية :وهي خاصة باملتعلم ذاته ،كالقدرات َأو املهارات املتوفرة
ﺩﺭﻴ
-رشوط خارجية :هي رشوط خاصة بالبيئة التعليمية اخلارجية ،كتقديم املادة
َأو الوضع املثريي واستخدام التغذية الراجعة.
توظيف نظرية جانية في التعلم:
-
-1ركزت النظرية عىل َأمهية االنتباة للفروق الفردية بني طلبة الصف الواحد.
ﺯﻴﺩ
-2ترتيب املادة الدراسية ترتيب ًا منطقي ًا حتى تكون النتاجات مرتاكمة ومتدرجة
بطريقة هرمية.
ﺍﻟﺨ
-3االهتامم بتنمية قدرات الطلبة عىل التفكري يف اثناء تنظيم تعلمهم للحقائق.
-4البد من تشخيص متطلبات َأي موضوع يتم تعليمة والتأكد من توافرها
ﻴﻜﺎ
32
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
املخزون الالزم من املهارات والعادات التي تعترب متطلبات مسبقة لتعلم ما
ﻨﺎﻫ
هو اكثر تعقيد ًا وصعوبة من جمرد مهارات وعادات.
-6ركزت النظرية عىل امهية التدريب عىل املهارة بعد تعلمها بطريقة تنمي
ﺞﻭ
التفكري وذلك باستخدامها يف معاجلة مواقف جديدة.
نظرية الجشطلت Gestalt theory
ﻁ
هلذه النظرية مسميات منها (صيغة االستجابة ،أو الشكلية ،أو االستبصار)
ﺭﺍﺌ
ظهرت هذه النظرية يف بدايات القرن العرشين يف املانيا عىل يد عامل النفس
ﻕ
األملاين ماكس فرهتايمر ( )1943-1880الذي يعد مؤسس نظرية اجلشطلت وقد ساهم
أيضا يف تطوير أفكارها كل من ولفجانج كوهلر( )1967-1887وكورت كوفكا
ﺍﻟﺘ
( ،)1941-1886إذ يعد ماكس فرهتايمر من أشهر علامء النفس اجلشطلت الذي عرف
ﺩﺭﻴ
بظاهرته العلمية املعروفة (فاي ( phiأي ادراك احلركة ،أو الظاهرة االدراكية اخلاصة
بظهور احلركة من املثريات الثابتة وذلك حني تقديمها متتابعة يف وضعني متجاورين،
ﺱ
كام نرش كوهلر كتابه عن عقلية القرود والذي ضم جتاربه عن القرود يف املحيط اهلادي
كام ظهر كتاب لكوفكا يضم معامل عن نظرية اجلشطلت واالنتقادات املوجهة لتفسري
-
الظاهرة النفسية عىل أسس سلوكية بحته كام نرش كوفكا كتاب ًا عن أسس علم النفس
اجلشطلت يعد املرجع األساس لسيكولوجية اجلشطلت التقليدية .إن أول املنشورات
ﺯﻴﺩ
يف اللغة االنكليزية ختص النظرية كانت مقالة لكوفكا عام ( )1922يف النرشة املعروفة
باسم النرشة السيكولوجية وعنواهنا (اإلدراك مقدمة للنظرة اجلشطلتية) وقد ترتب عىل
ﺍﻟﺨ
هذا العنوان تاريخ طويل من سوء الفهم مؤداه أن نظرية اجلشطلت نظرية مرتبطة يف
األساس بمجال اإلدراك ومع ان اإلدراك كان من األمور اهلامة التي يركز عليها
ﻴﻜﺎ
33
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
الواليات املتحدة املقر الرئيس للنظرية بعد رحيل أصحاهبا الثالث ومعهم كورت
ﺍﻟﻤ
ليفني ،وكان ماكس فرهتيمر مؤسس النظرية ،أول من أعلن املبدأ القائل بان الكل
ﻨﺎﻫ
سابق جلزيئاته وأوردت مقالته عن ظاهرة فاي (إدراك احلركة) أو الظاهرة اإلدراكية
اخلاصة بظهور احلركة من مثريات ثابتة وذلك حني تقديمها متتابعة يف وضعني
ﺞﻭ
متجاورين وهذه الظاهرة هي التي تفرس لنا احلركة يف الصور السينامئية .
تعد هذه النظرية من اكرب اإلضافات التي تناوهلا علم النفس اجلشطلت لفهم
ﻁ
طبيعة عملية التعليم ،ظهرت هذه النظرية كرد فعل عىل النظريات االرتباطية للتعلم،
ﺭﺍﺌ
نادت النظريات املجالية بأمهية االدراك والفهم يف عملية التعلم ،حيث يرى املجاليون
أن التعلم حيدث كنتيجة إلدراك الكائن احلي للعالقات املتعددة املوجودة بني مكونات
ﻕ
املوقف التعليمي وهبذا فأهنم يؤكدون عىل امهية املوقف الكيل وأمهية الدور الذي تقوم
ﺍﻟﺘ
به عمليات االدراك وعمليات التفكري العقلية ،ويف رأي علامء نظرية جشطلت ،انه إذا
اردنا إن نفهم ملاذا يقوم الكائن احلي بالسلوك الذي يسلكة ،البد أن نفهم كيف يدرك
ﺩﺭﻴ
هذا الكائن نفسة واملوقف الذي جيدها فيه ،ومن هنا كان اإلدراك من القضايا األساسية
يف التحليل اجلشطالتي بمختلف أشكالة .أكدت مدرسة اجلشطلت مبدأ الكلية وتنطلق
ﺱ
من عنده إىل تلك اخلربة بحيث ال يعمل الكل عىل توحيد العنارص احلسية للفرد بل
ﺯﻴﺩ
يتضمن عنرص التنظيم وهو الشئ الذي يضيفه الكائن احلي إىل هذه العنارص .وهكذا
فان فهم الظاهر السلوكية ال يتم عىل املستوى اجلزئي أي من خالل حتليلها إىل مكوناهتا
وعنارصها وإنام عىل املستوى الكيل األكثر عموميه وشمولية الن جوهر هذه الظاهرة
ﺍﻟﺨ
34
الباب الثاني :النظريات المعرفية
اإلدراكي وحل املشكالت يسهم عىل نحو ال يدعو إىل الشك يف فهم عملية التعلم
ﺍﻟﻤ
اإلنساين.
ﻨﺎﻫ
ان عملية االستبصار تتناول عملتني من اهم العمليات العقلية التي يامرسها
الفرد يف مواقف التعلم ومها( الفهم وأدراك العالقات) ومها خاصيتان ال توجدان يف
ﺞﻭ
التعلم يف النظريات السلوكية .كام ان هذا النوع من التعلم ال حيدث إال لدى الكائنات
احلية التي تقع يف املستويات العليا من السلم احليواين التي تستطيع ممارسة العمليات
ﻁ
العقلية العليا ،واالستبصار يف احلقيقة هو عملية إدراك عالقة ليست مطلفة احلدوث
ﺭﺍﺌ
بشكل دائم وانام تتأثر بعوامل منها:
ﻕ
-النضج اجلسمي :أي االمكانية العضوية واجلسمية التي جيب أن يمتلكها
الكائن احلي لتحقيق عملية االستبصار حينام يتطلب املوقف.
ﺍﻟﺘ
-النضج العقيل أو القدرة :ختتلف مستويات األدراك بالنسبة لالنسان بأختالف
نموة املعريف فأالكثر نموالً وخربة يكون أكثر قدرة عىل تنظيم املجال وادراك
ﺩﺭﻴ
العالقات فيه.
ﺱ
-اخلربة :تلعب اخلربة دور هام يف عملية التعلم حسب وجه نظر جشطلت
-تنظيم اخلربة :أن التعلم ماهو اال وظيفة لتنظيم املجال.
-
وجهات النظر املعارصة هلا واخلاصة بالتعلم والتي تقوم عىل الرتكيز عىل قضايا مثل
كيفية ارتباط املثري الرشطي باملثري غري الرشطي عندما تستخرج اإلجابة الرشطية أو
ﺍﻟﺨ
كيف يمكن للمثري املعزز أن يزيد من احتامل صدور استجابة وسيليه خاصة بحضور
مثري معزز مميز أو كيف يمكن ملقاطع األصوات التي ال معنى هلا عندما تنطق فرادى أن
ﻴﻜﺎ
35
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
فالتعلم احلقيقي األصيل ال يوجد كثري ًا من الربط احلقيقي بينه وبني ما يسمى
ﺍﻟﻤ
الروابط األخرى فاألساس يف التعلم هي الفهم واالستبصار واإلدراك وتدعي
ﻨﺎﻫ
اجلشطلتية أن االرتباطات اجلزيئية امليكانيكية ال تعدو كوهنا صور ًا كاريكاتورية فارغة
للتعلم احلقيقي ،وهو الذي يمتاز بمحاولة الوصول إىل صلب القضية وهو تعلم أمني
ﺞﻭ
للطبيعة احلقيقة للمواد التي يراد تعلمها وبنيتها وهو تعلم يتميز بالتوصل إىل الفهم
املريض ملا كان ال معنى له قبل التعلم أو تلك التجربة التي نصل هبا إىل االستبصار
ﻁ
احلقيقي .
ﺭﺍﺌ
ومن أهم افرتاضات اجلشطلت حول التعلم هي:
ﻕ أوالً :يتم التعلم من خالل االستبصار
يتم التعلم وفق ًا لعمليات معرفية تنطوي عىل إدراك عنارص املوقف ككل
ﺍﻟﺘ
والعالقات القائمة بني هذه العنارص .فهي ترى أن عملية اكتساب السلوك تتم عىل
ﺩﺭﻴ
ٍ
نحو مفاجئ ،حيث يتم اكتشافه من خالل عملية االستبصار والتي من خالهلا يعمل
الفرد عىل تنظيم املدركات احلسية يف املوقف عىل نحو يمكنه من اكتشاف البنية الكامنة
ﺱ
فيه ،وتؤكد نظرية اجلشطلت أن السلوك الذي يتم تعلمه من خالل االستبصار يمكن
أن يتكرر يف ذلك املوقف .ال بل يمكن تعميمه عىل املواقف األخرى املامثلة لذلك
-
املوقف .فام يتم تعلمه من خالل االستبصار ليس جمرد استجابة نوعية خاصة ولكن
عالقة معرفية تنظيمية بني وسائل وغايات.
ﺯﻴﺩ
نحو وثيق
بالعنارص احلاسمة والبنية املتأصلة يف املوقف .فإذا كان املوقف غري واضح أو عديم
ﻨﻲ
36
الباب الثاني :النظريات المعرفية
املعنى بالنسبة للفرد فان إدراكه له سيكون عندها باهت ًا وربام ال يشكل دافع ًا للفرد
ﺍﻟﻤ
لتعلم السلوك املناسب حياله ،يف حني إذا كان املوقف متميز ًا والعالقات القائمة بني
ﻨﺎﻫ
عنارصه واضحة فان التعلم حيدث عىل نحو رسيع .
ثالثاً :ينطوي التعلم على إعادة التنظيم الموقف
ﺞﻭ
يتضمن مفهوم التعلم حسب وجهة النظر اجلشطلتية إعادة تنظيم عنارص
املوقف من حالة تكون فيها العنارص خمتلفة والعالقات بينها غري واضحة إىل وضع
ﻁ
جديد تكون العالقات القائمة بني عنارصه ذات معنى بالنسبة للفرد .وهذا يعني
ﺭﺍﺌ
اخلروج بصورة جديدة للموقف بحيث حتمل يف طياهتا معنى خاص ًا بالنسبة للفرد من
ﻕ خالل إعادة تنظيم عنارص هذا املوقف.
رابع ًا :ينطوي التعلم على إدراك البنية الداخلية لما يتم تعلمه
ﺍﻟﺘ
يتضمن التعلم جوانب ًا معرفية حقيقية ،فهو ليس جمرد تشكيل سالسل من
ﺩﺭﻴ
االرتباطات وفق ًا ملبادئ آلية ميكانيكية ،ولكن يعني التعرف عىل العالقات الداخلية
للمواقف املراد تعلمها وكذلك بنيتها وطبيعتها .فام يتم تعلمه يف الغالب يناسب متام ًا
ﺱ
حقيقة اليشء الذي نتعلمه وخصائصه الكلية ،ألن جوهر التعلم هو التعرف عىل
القوانني الداخلية والرتابط الدقيق للموقف الذي نتعلمه.
-
يرتبط التعلم بامذا وملاذا (؟) ،حيث إن ما نتعلمه يتعلق بالنتائج املرتتبة عىل
األعامل التي نقوم هبا .فالنتائج املرتتبة عىل السلوك هي يف معظمها ذات معنى وترتبط
ارتباط ًا وثيق ًا هبذا السلوك ،فعىل سبيل املثال عندما نضع املفتاح يف خرم الباب ونديره
ﺍﻟﺨ
إىل اليمني فمن الطبيعي أن يفتح الباب ،ولو فكرت ملي ًا يف مشكلة ما فمن املؤكد أن
ﻴﻜﺎ
تصل إىل حل ما مناسب هلذه املشكلة .إن هذا يعني أن التعلم هو بمثابة اكتشاف
خلصائص األشياء وما يرتتب عىل نتائج سلوكاتنا من أحداث.
ﻨﻲ
37
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
إن عملية فهم املوقف املشكل والبنية الكامنة فيه غالب ًا ما يؤدي إىل جتنب الوقوع
ﻨﺎﻫ
يف األخطاء ألن السلوك الناجم عن ذلك لن يكون عشوائي ًا ،وإنام يسري عىل هدى
ويرتبط ارتباط ًا وثيق ًا بذلك املوقف ،وهذا من شأنه أن يوجه السلوك.
ﺞﻭ
سابعاً :الفهم واالستبصار يسمحان بانتقال أثر التعلم
ترى نظرية اجلشطلت أن الفهم واالستبصار يؤديان إىل اكتساب مبدأ أو قاعدة
ﻁ
ترتبط بموقف معني ،ومثل هذا املبدأ يمكن تطبيقه أو استخدامه يف مواقف أخرى
ﺭﺍﺌ
مشاهبة للموقف الذي تم التعلم فيه ،وبطبيعة احلال فإن التعلم القائم عىل احلفظ
ﻕ
واالستظهار غالب ًا ما يرتبط باملوقف الذي جرى التعلم فيه وهو رسيع الزوال والنسيان
وليس فيه أي قيمة انتقالية ،يف حني املواقف التي يتم تعلمها وفق ًا لعملية االستبصار
ﺍﻟﺘ
هي أكثر بقاء وأكثر قابلية لالنتقال إىل املواقف األخرى املامثلة.
ﺩﺭﻴ
فالرضا واالبتهاج الذي يرتافق مع التعلم احلقيقي الناتج من إدراك العالقات واملعنى
ﺯﻴﺩ
الكامن يف املوقف يشكل خربة سارة للفرد ،وهي بمثابة مكافأة لتعلم ذلك املوقف .
وعليه نجد أن نظرية اجلشطلت ال تؤيد استخدام املعززات واملكافآت اخلارجية لألداء،
وإنام تدعو إىل ورورة إعداد املواقف بشكل يساعد الفرد عىل إدراك عنارصها
ﺍﻟﺨ
والعالقات القائمة بني تلك العنارص واملعاين الكامنة فيها ،مما يساعد بالتايل عىل
ﻴﻜﺎ
اكتشافها والوصول إىل احللول ،ألن مثل ذلك هو املعزز احلقيقي .أما املكافآت
ﻨﻲ
38
الباب الثاني :النظريات المعرفية
واملعززات اخلارجية فقد تشكل عائق ًا يؤدي إىل تشتيت ذهن املتعلم من حماولة الفهم
ﺍﻟﻤ
واالستبصار لتلك املواقف .
ﻨﺎﻫ
المفاهيم االساسية:
-1جشطلت :تعني صيغة أو شكل وقد بينت أن احلقيقة الرئيسية يف املدرك
ﺞﻭ
احليس ليست هي العنارص أو االجزاء التي يتكون فيها املدرك وانام الشكل.
ويرى البعض إن كلمة جشطلت تشري إىل الشكل ولذا تدعى بالنظرية
ﻁ
الشكلية ألهنا تركز عىل الشكل اجليد باإلدراك وفرضيتها أن الفرد يلجأ اىل
ﺭﺍﺌ
تنظيم مدركاتة عىل صورة اشكال وعالقاتة متكنة من فهم العامل من حولة.
ﻕ
واملبدأ األساس فيها يدعى pragnansالذي ينص عىل إننا نتعرف عىل
األشكال بعد تنظيمها للمنبهات التي تصبح أبسط وأدق وأكثر تنظي ًام.
ﺍﻟﺘ
-2البنية أو الرتكيب ) :)Structureترى جشطلت أن هناك بينة خاصة
متأصلة لكل فرد بحيث متيزة عن غرية وجتعل منه شيئ ًا منظ ًام ذا معنى أو
ﺩﺭﻴ
االستبصار الذي تم احلصول علية اىل مواقف أخرى تشبة يف بنيتها املوقف
ﻴﻜﺎ
39
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
أجزاء املوقف االساسية.
ﻨﺎﻫ
مفهوم االستبصار insight
االستبصار عند مدرسة اجلشطلت هو اإلدراك الفجائي أو الفهم الفجائي ملا
ﺞﻭ
بني أجزاء املوقف األساسية من عالقات مل يدركها الفرد من قبل وذلك أثناء حماوالت
وأخطاء تطول أو تقرص أو هو احلل الفجائي ملشكلة سواء سبقته أم مل تسبقه حماوالت
ﻁ
وأخطاء واالستبصار دليل عىل إن الفرد فهم املشكلة وعرف ما جيب عمله حللها .
ﺭﺍﺌ
خصائص االستبصار :
ﻕ
– 1يعتمد االستبصار عىل تنظيم املوقف املشكل وال تضمن اخلربة السابقة رغم
أمهيتها حل املشكلة فهو ال حيدث بسهولة إال إذا نظمت أساسيات احلل
ﺍﻟﺘ
بحيث يمكن إدراك العالقات بينها .
ﺩﺭﻴ
يعرف اإلدراك عملية تنظيم املدخالت احلسية يف خربات هلا معنى إذ يعد
اإلدراك perceptionكعملية ذهنية من القضايا املركزية إذ إن سيكولوجية اإلدراك
ﺍﻟﺨ
حالة نفسية معرفية ذهنية يعرب عنها بمدخالت ذات مسمى بعد أن تم االنتباه هلا
كمواضيع ثم تم تسميتها فأصبحت مدركات وبذلك فان مبادئ اإلدراك تنطبق متام ًا
ﻴﻜﺎ
عىل التعلم من وجه نظر اجلشطلتيون ،ويرون أن عملية اإلدراك ال تتم عىل نحو مبارش
وإنام حتكمها آليات ومبادئ أو قوانني والتي من خالهلا يتمكن األفراد من فهم األشياء
ﻨﻲ
41
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ومتييزها و إن الذاكرة تعمل عىل إعادة تنظيم مكوناهتا (الطبيعة الديناميكية للذاكرة)
ﺍﻟﻤ
لتشكيل ما يسمى الكل اجليد حيث تسعى إىل تنظيم العالقات القائمة بني عنارص
ﻨﺎﻫ
اخلربة لتحافظ عىل املعنى والبنية الكامنة فيها.
أما قوانين أو مبادئ التنظيم اإلدراكي فهي:
ﺞﻭ
– 1قانون الشكل والخلفية figure ground law
يعد األساس لعملية اإلدراك إذ ترى
ﻁ
نظرية اجلشطالت انه من الصعوبة متييز
ﺭﺍﺌ
األشكال وإدراكها دون وجود حمك مرجعي
ﻕ
يتم ضمن نطاقه حتديد مالمح هذه األشكال.
فاألشياء ال توجد يف فراغ وإنام تقع ضمن
ﺍﻟﺘ
نطاق حيس وهذا النطاق يسمى باملجال،
ﺩﺭﻴ
فيسمى األرضية وهي جمموعة األجزاء التي حتيط بالشكل وتعمل كخلفية متناسقة
يربز عليها هذا الشكل.
-
غري املتشاهبة.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
41
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
-3قانون التقارب proximity law
املفردات القريبة أو املتجاورة يمكن
ﻨﺎﻫ
فهمها إذا ما نظر إليها كمجموعة .إذ إن األشياء
متيل إىل التجمع يف تكوينات إدراكية تبع ًا لدرجة
ﺞﻭ
تقارب حدوثها الزماين أو املكاين ففي واقع
احلياة العملية نحن ال نتأمل مع أحداث أو
ﻁ
مثريات منفصلة وإنام جمموعات من األحداث أو املثريات التي تشرتك يف تربط معني
ﺭﺍﺌ
كزمان أو مكان احلدوث وعليه ختزينها واسرتجاعها أسهل .
ﻕ -4قانون البساطة : simplicity law
ويشري إىل الطبيعة التبسيطية التي يمتاز
ﺍﻟﺘ
هبا النظام اإلدراكي اإلنساين إذ إننا نسعى إىل
ﺩﺭﻴ
42
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
املفردات التي ختلف بصورة طبيعية
ﻨﺎﻫ
سلسلة مفردات أخرى ينظر إليها كمفردات
تنتمي إىل السلسلة ذاهتا .ويتمثل االستمرار أو
ﺞﻭ
االتصال يف ميل األشخاص إىل إدراك أي
موقف إدراكي معقد عىل انه يتضمن خطوط ًا
ﻁ
أو أنامطا متصلة بمعنى أننا نميل إىل إدراك
ﺭﺍﺌ
التنظيامت التي تتامسك أجزائها بأكرب قدر من
االستمرار واالتصال .وينطبق هذا القانون عىل التعلم والتذكر .
ﻕ
-7قانون المصير أو االتجاه المشترك common fate or direction law
ﺍﻟﺘ
األشياء التي متر بنفس التغيري واالجتاه تدرك كام لو كانت كل واحد ًا .إذ إننا
ﺩﺭﻴ
نميل إىل إدراك جمموعة األشياء التي تسري بنفس االجتاه والتي تأخذ وضع ًا معين ًا عىل
أهنا تنتمي إىل جمموعة واحدة يف حني األشياء التي ختتلف معها يف االجتاه تدرك عىل إهنا
ﺱ
جمموعة أخرى.
العوامل التي تعيق التعلم باالستبصار:
-
-1تعقد املوقف وصعوبة املشكلة بحيث تكون فوق مستوى الفرد بحيث
ﺯﻴﺩ
-2عدم وجود دافع قوي يؤدي باحليوان لبذل اجلهد وتركيز االنتباه للوصول
ﻴﻜﺎ
إىل احلل.
ﻨﻲ
43
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-3تعدد مثريات االنتباه التي تنتج من زيادة يف أجزاء املوقف بدرجة تزيد عىل
ﺍﻟﻤ
انتباه املتعلم ،فأن هذا يدعو إىل تشتيت االنتباه وبطء التعلم.
ﻨﺎﻫ
-4قلة اخلربة السابقة بمواقف من نوع املشكلة املراد تعلمها.
-5عدم إدراك املوقف ككل أو وحدة .
ﺞﻭ
-6عدم القدرة عىل إعادة ترتيب املجال اإلدراكي بالنظر إليه من زوايا
خمتلفة.
ﻁ
ﺭﺍﺌ
التجربة االولى-:
تعد جتارب كوهلر عىل القردة من
ﻕ
أشهر التجارب التي أجريت عىل عملية
االستبصار وقد استخدم جمموعتني من
ﺍﻟﺘ
األبحاث وهي ما تعرف بتجارب حل
ﺩﺭﻴ
وهدف كوهلر من هذه التجربة حتديد ما إذا كان القرد قادر ًا عىل إدراك العالقة بني
ﺯﻴﺩ
العصا واملوز (عنارص املوقف ) الحظ كوهلر أن القرد حاول لعدة مرات احلصول عىل
املوز مبارشة ولكنه فشل يف ذلك مما حدا به إىل اجللوس والتأمل يف املوقف املشكل
وكنتيجة ملحاوالته املتعددة التي باءت بالفشل أدى ذلك بالقرد إىل تنظيم عنرص
ﺍﻟﺨ
املوقف بحيث اكتشف عىل نحو مفاجئ طريقة احلل حيث استخدم العصا للوصول
للموز .واخذ يكرر مثل هذا السلوك يف كل مرة يواجه فيه هذا املوقف ،واستنتج
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
44
الباب الثاني :النظريات المعرفية
كوهلر أن القرد وصل إىل احلل عىل نحو مفاجئ من خالل عملية االستبصار وليس
ﺍﻟﻤ
من خالل املحاولة واخلطأ .
ﻨﺎﻫ
التجربة الثانية :وضع كوهلر عدد من الصناديق يف قفص مع القرد (سلطان)
وكان يف سقف القفص موزة ،وكان عىل القرد الوصول اىل املوزة باستخدام الصناديق،
ﺞﻭ
وقد راعى كوهلر املسافة بني الصناديق واملوزة املعلقة يف السقف ،حاول القرد الوصول
اىل املوزة لكنه مل يستطع ،وأثناء حماولته وقف القرد فوق الصندوق لكنه مل يستطع
ﻁ
الوصول للموزة ،وبعد برهه قام القرد ووضع صندوق فوق الصندوق االول ومتكن
ﺭﺍﺌ
من الوصول للموزة ،كام موضح يف الشكل التايل.
ﻕ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
جتربة الصناديق
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
45
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
التجربة الثانية:
وضع كوهلر داخل قفص عصاتني
ﻨﺎﻫ
قصريتني ال تكفي الواحدة منها جلذب
الطعام ،وانام يمكن ادخال إحدامها يف طرف
ﺞﻭ
االخرى وعمل عصا طويلة ،اجرى كوهلر
جتربته هذه عىل أذكى القرود وهو (
ﻁ
الشمبانزي سلطان) إأل أنه مل يستطيع أن حيل
ﺭﺍﺌ
املشكلة بسهولة ،بل استغرق وقت ًا طوي ً
ال يف
ﻕ
حماوالت يائسة جلذب الطعام بأستخدام
إحدى العصاتني ،ويف فرتة من فرتات
ﺍﻟﺘ
الراحة جلس (القرد سلطان) عىل صندوق
ﺩﺭﻴ
داخل القفص وإخذ يلعب بالعصاتني وحيركهام ،ويف اثناء لعبه وضع احدى العصاتني
داخل االخرى وبمجرد أن احليوان رأى نفسه وبيده عصا طويلة قفز من مكانه برسعة
ﺱ
واستعمل العصا الطويلة يف جذب املوزة ونجح يف ذلك .الحظ كوهلر أن احليوان
ادرك العالقة بني العصاتني ،وأن احدامها ال تكفي للوصول اىل الطعام ،عندما اعاد
كوهلر التجربة مرة ثانية الحظ أن القرد سلطان بدأ من جديد يف وضع طرف احدى
-
العصاتني داخل االخرى ومل يبذل الكثري من املحاوالت كام هو احلال لو كان التعلم
ﺯﻴﺩ
عن طريق املحاولة واخلطأ ،فالتعلم هنا قائم عىل إدراك العالقات بني إجزاء املوقف
وفهم املوقف ككل ،ويسمى الوصول اىل احلل عن طريق فهم وإدراك العالقات يف
املجال االدراكي (االستبصار) .الحظ كوهلر َأن احليوان عندما يدرك َأن العصا أو
ﺍﻟﺨ
األداة كأداة يستطيع استخدامها من أجل احلصول عىل الطعام فإن املسالة يمكن حلها.
ﻴﻜﺎ
َأن هذه العملية كان قد أشري إليها من وجهة نظر اجلشطلت باإلستبصار (.)Insight
ﻨﻲ
46
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
إن مفهوم نظرية اجلشطلت حول الذاكرة ال يكاد خيتلف كثري ًا عام قدمه أرسطو
ﻨﺎﻫ
والذي يرى أن االنطباع احليس املدرك يتقاطع مع األثر ألذاكري املخزن ،فاجلشطلت
ترى أن االنطباعات احلسية ختزن بالذاكرة عىل نحو مماثل أي بنفس الصيغة أو الشكل
ﺞﻭ
التي يوجد عليها األثر ألذاكري وخيتزن بنفس اآلليات العصبية ،وترى أن عملية
التذكر أو االسرتجاع هي بمثابة إعادة تنشيط ألثر ذاكري معني من خالل استخدام
ﻁ
نفس النشاط العصبي املستخدم يف عمليات اإلدراك األولية هلذا األثر ،وتعزو سبب
ﺭﺍﺌ
النسيان إىل عاملني مها:
ﻕ
-1صعوبة تنشيط األثر أثناء التذكر.
-2اضمحالل األثر بسبب التداخل مع اآلثار الذاكرية األخرى.
ﺍﻟﺘ
وحتديد ًا فاجلشطلت تؤكد الطبيعة الديناميكية للذاكرة حيث ترى أن النظام
ﺩﺭﻴ
اإلدراكي نشط وفعال يعمل بصورة دائمة عىل إعادة تنظيم مكونات الذاكرة يف ضوء
املستجدات النامجة من فعل التفاعالت املستمرة واملتكررة مع اخلربات احلسية البيئية
ﺱ
،فهي ترى إن الكثري من أثار الذاكرة أثناء عمليات إعادة التنظيم ربام يعاد تنظيمها أو
دجمها مع أثار أخرى أو ربام تتداخل مع غريها ونتيجة لذلك ،ربام حيث صعوبة يف
-
عملية تذكرها.
توظيف نظرية جشطلت في التعلم:
ﺯﻴﺩ
-1تعلم القراءة والكتابة لألطفال الصغار حيث يفضل أتباع الطريقة الكلية
بدالً من الطريقة اجلزئية أي حيسن البدء باجلمل ثم الكلامت ثم احلروف
ﺍﻟﺨ
47
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
واحدة فهذا يساعد عىل إدراك العالقات التي توصل إىل احلل أما إذا غفلنا
ﺍﻟﻤ
بعض أجزاء املشكلة أو نظرنا إليها من زاوية واحدة من غري أن نستوعب
ﻨﺎﻫ
كل جزء فيها فان هذا يعوق الوصول إىل احلل السليم.
-3يمكن اإلفادة من النظرية الكلية بمراعاة الفكرة القائلة بأن الكل جيب أن
ﺞﻭ
يسبق األجزاء وذلك بأن تطبق هذه الفكرة يف خطوات عرض موضوع
معني ،إذ حيسن البدء بتوضيح النظرة العامة إىل املوضوع يف مجلته وبعد
ﻁ
ذلك ننتقل إىل عرض أجزائه واحدا بعد األخر إذ أن ذلك يساعد عىل فهم
ﺭﺍﺌ
املدلول العام أو الوحدة الكلية للموضوع.
ﻕ
-4يف أي إنتاج فني ،سواء من حيث التعبري الفني أو التقدير الفني نجد أن
الكل يسبق اجلزء ،بمعنى أننا عندما ندرك صورة فنية فأن مجاهلا يتضح لنا
ﺍﻟﺘ
لو نظرنا إليها يف جمموعها العام كوحدة ،بينام لو نظرنا إىل جزئياهتا أوالً فقد
ﺩﺭﻴ
توضيح التفاصيل واألجزاء بالتدريج وإذا قام الفنان برسم األجزاء أوال
يصعب عليه عمل التوازن بني أجزاء الصورة بام يضمن تناسبها ومجاهلا،
ركز( فرهتيمر) يف كتابه التفكري املنتج عىل نوعني من أساليب حل املشكالت
-
48
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
يعد اوزبل من علامء النفس املهتمني بالتعلم املعريف ،وضع ديفيد أوزبل نموذجة
ﻨﺎﻫ
الذي يبحث يف التعليم اللفظي ذي املعنى والذي شغل اهتامم الباحثني يف ميدان املناهج
وطرق التدريس عىل مدار أكثر من عرشين عام ًا وال يزال ،ظهرت بدايات هذا
ﺞﻭ
النموذج يف جمموعة من املقاالت العلمية التي نرشها اوزبل عام ( )1960ثم نمظ
مراحل هذا النموذج يف كتاب صدرله عام ( )1963بعنوان (سيكولوجية التعلم
ﻁ
اللفظي ذو املعنى) ،كانت الفكرة الرئيسية يف نموذجة هو (مفهوم التعلم ذو املعنى)
ﺭﺍﺌ
الذي يتحقق عندما ترتبط املعلومات اجلديدة بوعي وإدراك من املتعلم باملفاهيم
ﻕ واملعرفة املوجودة لديه قب ً
ال وذلك بناء عىل مبدأ أوزبل املوحد للتعليم.
المفاهيم التي يرتكز عليها نموذج اوزبل:
ﺍﻟﺘ
.1التعلم ذو المعنى Meaningful Learning
ﺩﺭﻴ
يتحقق التعلم ذو املعنى اذ كان التعلم يفتقر اىل الوضوح والتنظيم والربط باملادة
التعليمية اجلديدة ،ألن ذلك يعيق قدرة املتعلم عىل االحتفاظ باملادة واستدعائها.
-
ويتحقق التعلم ذو املعنى اذا قام املتعلم بدمج املعلومات اجلديدة يف بنائه
ﺯﻴﺩ
املعريف ،وتتحقق عملية الدمج تسهيل عملية تعلم اخلربة اجلديدة وتنظيمها وتثبيتها.
معادلة التعلم وفق نموذج اوزبل
ﺍﻟﺨ
49
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
يمتاز التعلم ذو المعنى بعدة مزايا منها:
-يساعد عىل االحتفاظ بمعظم املعلومات واملفاهيم التي اكتسبها املتعلم ملدة
ﻨﺎﻫ
طويلة.
-يزيد من عملية التاميز املعريف للتعلم بشكل أكثر سهولة بسبب وجود
ﺞﻭ
معلومات مصنفة.
-قد يساعد التعلم ذو املعنى يف زيادة ميول واجتاهات املتعلمني نحو املادة
ﻁ
الدراسية بشكل أكثر فاعلية.
ﺭﺍﺌ
-يزيد من كفاءة املتعلم يف استيعاب معلومات جديدة وبقدرة عالية.
يصنف اوزبل انواع التعلم ذي املعنى يف أربع فئات أساسية مرتبة ترتيب ًا هرمي ًا
ﻕ
من األدنى اىل األعىل وحسب الشكل األيت :
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
تعلم باالكتشاف :يشري هذا النوع من التعلم اىل املوقف الذي ال تعرض فيه
ﻴﻜﺎ
مواد عىل املتعلم يف صورهتا النهائية وهو يضاد ما يسمية اوزبل التعلم باالستقباىل اذ
ﻨﻲ
51
الباب الثاني :النظريات المعرفية
تعلم القضايا :هذا النوع من التعلم يعتمد عىل التعميم والذي يشري اىل صيغة
ﺍﻟﻤ
تدل عىل عالقة بني مفهومني أو أكثر.
ﻨﺎﻫ
تعلم املفاهيم :يرى اوزبل أن املفهوم قد يكون له معنى منطقي ومعنى
سيكولوجي فمن الوجهه املنطقية يشري املصطلح اىل ظواهر يف جمال معني جتمع
ﺞﻭ
وتصنف مع ًا ملا بينها من خصائص مشرتكة.
تعلم التمثييل :وهو نوع من التعلم الذي يظهر يف تعلم معنى الرموز املنفصلة
ﻁ
ويعد من أكثر األنشطة املعرفية أمهية عند املتعلم ،وتأخذ الرموز أول االمر صورة
ﺭﺍﺌ
الكلامت التي يتحدث هبا األباء واملعلمون.
ﻕ انواع التعلم ذي المعنى عند اوزبل
حيث يتم تقديم املفاهيم واملبادئ واالفكار من املعلم ويقوم الطالب بفهمها ودجمها
يف بنيته املعرفية وكلام كان العرض أكثر تركيز ًا ،كلام متكن املتعلم من اكتساب اخلربات
ﺱ
بطريقة افضل ،كام اكد اوزبل عىل التعلم اللفظي ذو املعنى اما التعلم القائم عىل احلفظ
فال يعد تعل ًام ذا معنى ،ويرى أن التعلم ذو املعنى حيدث لدى املتعلم عندما يتمكن من
-
ربط اخلربات اجلديدة باخلربات السابقة ،ركز اوزبل يف نموذجة التعليمي عىل ثالثة
ﺯﻴﺩ
51
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-1مبدأ التاميز التقدمي :وهو عملية تبسيط أو حتليل للمفاهيم واالفكار العامة
ﺍﻟﻤ
االكثر شموالً ثم االنتقال تدرجيي ًا حتى نصل للمفاهيم االولية ،وبعبارة
ﻨﺎﻫ
اخرى االنتقال من العام اىل اخلاص ومن املجرد اىل املحسوس يف عملية
التعلم.
ﺞﻭ
-2مبدأ التوفيق التكاميل :وينتج عندما حيدث تعلم فوقي فاملفاهيم التي كان
ينظر اليها عىل اهنا متميزة وواضحة أو حتى متضاربة يمكن َأ ّن تتكامل يف
ﻁ
مستوى أعىل جديد والغرض االسايس من عملية التوفيق التكاميل هو
ﺭﺍﺌ
التأكد من َأ ّن األفكار اجلديدة التي تعلمها الفرد جزء من كل متامسك
ومرتابط.
ﻕ انواع التعلم عند اوزبل:
ﺍﻟﺘ
-1التعلم االستقبايل ذو املعنى :ويشري اىل عملية تنظيم املعلومات موضوع
ﺩﺭﻴ
التعلم عىل نحو منطقي ،وتقديمها للمتعلم بصورهتا النهائية فيقوم بربطها
ودجمها يف بنيتة املعرفية.
ﺱ
-2التعلم االكتشايف ذو املعنى :تشري اىل عملية قيام املتعلم بأكتشاف املعلومات
موضوع التعلم جزئي ًا أو كلي ًا ومن ثم يقوم بربطها ودجمها يف بنيتة املعرفية.
-3التعلم االستقبايل االيل :تشري اىل عملية تقديم املعلومات للمتعلم بصيغتها
-
النهائية ،وبأي اسلوب كان فيقوم بحفظها عن ظهر قلب دون ربطها أو
ﺯﻴﺩ
بنيتة املعرفية.
ﻴﻜﺎ
لقد طرح اوزبل يف نموذجة اسلوب ًا تطبيقي ًا للتعلم ذو املعنى يسمى ( املنظامت
املتقدمة أو املنظامت املسبقة) Advance Organizers
ﻨﻲ
52
الباب الثاني :النظريات المعرفية
تعد املنظامت املتقدمة من اهم املفاهيم التي يرتكز عليها نموذج اوزبل يف التعلم
ﺍﻟﻤ
ذو املعنى ،ويقرتح اوزبل َأن تعرض هذه املنظومة عىل املتعلم من بداية الدرس "عملية
ﻨﺎﻫ
التعلم" وقبل اخلوض يف رشح أجزاء املحتوى التعليمي املراد تعلمة ،وذلك ملا هلا من
أثر إجيايب يف مساعدة املتعلم عىل بناء روابط معرفية Cognitive Anchorageتصل
ﺞﻭ
بني املعلومات اجلديدة املراد تعلمها واملعلومات املختزنة يف البنية املعرفة للمتعلم ،مما
يؤدي باملتعلم اىل الفهم واالستيعاب بطريقة هادفة ذات معنى .وتعد املنظامت املتقدمة
ﻁ
اداة تعلم تتيح للامدة اجلديدة املراد تعلمها التمثيل الناجح بسهولة داخل البنية املعرفية
ﺭﺍﺌ
للمتعلم ،وبالتايل فهو بمثابة النواة الرئيسية التي يتم حوهلا تنظيم وبناء املادة الدراسية.
53
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ولد يف روسيا ،وتعلم يف جامعة ميونخ وجامعة برلني ،وحصل عىل الدكتوراه
ﻨﺎﻫ
عام ( ،)1914وقد خدم يف اجليش األملاين ،ثم عاد إىل برلني وعني أستاذ لعلم النفس
عام ( ،)1926ثم رحل إىل أمريكا وعمل يف جامعة أيوا .عرف (ليفني) بأنه كان إنسان ًا
ﺞﻭ
ال ودود ًا قريب ًا من طالبه الذين ترك من
يتصف باحلامسة العقلية واجلاذبية ،وأنه كان رج ً
خالهلم أثر ًا ال يمحى يف علم النفس االجتامعي .كان متحمس ًا ال يعرف كيف يتوقف
ﻁ
حني يرشح أو يف مناقشته ،ولعل هذا الطبع واإلهناك اجلسدي الذي أدى إليه مسؤوالن
ﺭﺍﺌ
عن موته املبكر يف عمر الـ 75عىل إثر نوبة قلبية ،وأكثر ما عرف به هو تطويره لنظام
سيكولوجي يركز عىل مسألة التحريض عرفة باسم نظرية املجال .وقد اجتهت جهود
ﻕ
ليفني املبكرة إىل مسائل التحريض لدى الفرد ،وهو ما أدى به إىل االهتامم بمسائل
ﺍﻟﺘ
تنظيم الشخصية .فقد كان (ليفني) باحث ًا عظي ًام يعرتف أقوى منتقديه بإبداعه يف هذا
املجال أما جهوده املتأخرة فقد توجهت بصورة أساسية إىل متنوعات من مسائل علم
ﺩﺭﻴ
النفس االجتامعي بام يف ذلك تأسيسه حلركة ديناميكيات اجلامعة ومساعدته يف تنمية
البحث الفعال (أي البحث املوجه إلحداث تغريات اجتامعية) ،وقد تأثرت نظرية
ﺱ
املجال بنظرية املناسب ،وقد عرب (ليفني) أفضل تعبري عن عالقته بسيكولوجية
اجلشطالت يف قوله ضمن رسالة موجهة إىل كوهلر" :لقد بذلت جهدي يف األسطورة
-
القائلة أن اجلشطالتيا ال هياجم آخر" ،وهكذا كان ليفني يصف جشطالتي إن صح
ﺯﻴﺩ
التعبري ،ولعله كان حيس بانتامئه إىل اجلشطالتني حني ينتقدهم ،ورغم انتامئه ملدرسة
اجلشطالت يف بداية حياته العلمية إال أن نظريته ختتلف عن نظرية اجلشطالت ،حيث
يركز ليفني عىل (احلاجات ،اإلرادة ،الشخصية ،العوامل االجتامعية) يف الوقت الذي
ﺍﻟﺨ
54
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
الكيل الذي يوجد فيه ،وأن الكل ليس جمرد جمموع األجزاء وأن اجلزء يتحدد بطبيعة
ﻨﺎﻫ
الكل ،وأن األجزاء تتكامل يف وحدات كلية ،أما بالنسبة للتعلم فريى ليفني ان التعلم
عملية ديناميكية حتدث خالل عملية التفاعل املستمر بني املتعلم واملوقف التعليمي بام
ﺞﻭ
فيه من مؤثرات خمتلفة.
كام يرى ليفني أن طالق كلمة تعلم عىل كل هذه االنواع بعيد ًا عن الدقة العلمية
ﻁ
وانه من االفضل دراسة كل نوع عىل حدة وصياغة مفهوم صياغة اكثر ختصص ًا وهلذا ال
ﺭﺍﺌ
يتكلم عن التعلم بصفة عامة بل عن انواع حمددة يف التعلم أبرز ليفني مفهومني أساسني
ﻕ مها :
-مفهوم اهلودولوجي :ويعني هبذا املفهوم الطاقة التي حتدد املسارات داخل
ﺍﻟﺘ
الشخصية ،أي دينامية الشخص.
ﺩﺭﻴ
مفاهيم النظرية:
-1املجال النفيس :يوجد الشخص يف جمال نفيس أو بيئة نفسية خارج حدوده،
ﺯﻴﺩ
وحيدث تفاعل بني الشخص وجماله النفيس ومها ،أي الشخص واملجال
النفيس ،يعتمدان عىل بعضهام البعض داخل حيز احلياة.
ﺍﻟﺨ
-2الوقائع :إذا أحد الطلبة دخل القاعة واألستاذ حياور فهذا الطالب يعد
واقعة أثرت عىل املجال ،فاملجال به وقائع ضمن املناطق.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
55
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-3املناطق :يقسم املجال الكيل إىل مناطق وحتتوي كل منطقة عىل وقائع فتكون
ﺍﻟﻤ
واقعة ضمن منطقة ضمن جمال ،فالعمل واللعب واقعتان يف جمال ،فالفرد
ﻨﺎﻫ
يرغب يف اللعب واملذاكرة يف وقت واحد.
-4احلدث :ينتج احلدث عن طريق حدوث اتصال بني املناطق حيث تتصل
ﺞﻭ
املناطق عن طريق االتصال بني الوقائع فينتج احلدث ،مثال ذلك :شخص
ما واقعة – كتاب واقعه ينتج عن التقائهم حدث شخص.
ﻁ
-5القرب والبعد من اهلدف :املرونة والتصلب بني الشخص واهلدف .
ﺭﺍﺌ
ومعنى ذلك أن احلدود بني املناطق قد تكون قابلة للنفاذية بدرجة كبرية،
وقد تكون جامدة مقاومة للنفاذية ،ويتأثر مدى االتصال ،وبالتايل التأثري
ﻕ
املتبادل بني حيز احلياة والعامل اخلارجي بصالبة أو ضعف احلدود الفاصلة
بينهام… فإذا كانت احلدود صعبة النفاذية كان االتصال والتأثري املتبادل
ﺍﻟﺘ
صعب ًا وضئيالً ،ويكون الشخص متوقع ًا ومنعزالً داخل جماله النفيس
ﺩﺭﻴ
واتصاله بالواقع املادي ضئيل كام يف حالة الفصام ،وإذا كانت احلدود سهلة
ال ووثيق ًا ،وعىل ذلك فإن الواقع
النفاذية كان االتصال والتأثري املتبادل سه ً
ﺱ
النفيس يتغري دائ ًام ومن ثم فإن (ليفني) ال يثق يف السامت الثابتة أو العادات
اجلامدة يف الشخصية .
-
-6حيز احلياة :هو املجال النفيس الكيل الذي حيتوي عىل جمموع الوقائع املمكنة
التي حتدد سلوك الفرد يف وقت حمدد مثل حاجاته وخرباته وإمكانيات
ﺯﻴﺩ
سلوكه كام يدركه .أي أن السلوك هو وظيفة حيز احلياة وحييط بحيز احلياة
وحيز احلياة هو املجال النفيس الكيل الذي حيتوي جمموع الوقائع املمكنة
ﺍﻟﺨ
التي حتدد سلوك الشخص يف وقت حمدد مثل حاجاته وخرباته وإمكانات
سلوكه كام يدركه ،أي أن الشخص هو وظيفة حيز احلياة.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
56
الباب الثاني :النظريات المعرفية
-7احلركة واالتصال :اخلواص اهلامة للمجال النفيس أنه حيدث بداخله حركة
ﺍﻟﻤ
واتصال دائ ًام من وإىل وبني املناطق املختلفة وحتدث احلركة واالتصال كنتاج
ﻨﺎﻫ
للتفاعل بني الوقائع وقد علق ليفني عىل هذا اسم (مبدأ االرتباط).
-8الواقعية :الواقعية هي حركة فعلية ،بينام الالواقعية هي حركة خيالية ،يعني
ﺞﻭ
أنا أميش حركة واقعية ،أنا أختيل امليش حركة خيالية.
-9الزمن او البعد الزمني :يذكر (ليفني) أن السلوك ال يتأثر باملايض ،ويقرر أن
ﻁ
الوقائع احلاورة وحدها هي التي تستطيع أن حتدث سلوك ًا حاور ًا ،أما
ﺭﺍﺌ
الوقائع املاضية فال تؤثر يف احلاور ،فوقائع الطفولة ال تؤثر عىل سلوك
الراشد ما مل يضل وجودها مؤثر ًا طوال مرحلة النمو من الطفولة إىل الرشد
ﻕ
وعىل ذلك فإن اجتاهات الشخص ومشاعره وأفكاره الباقية عن املايض
واحلاور وآمال املستقبل قد يكون هلا تأثري عىل سلوكه احلاور ،ولذا فإنه
ﺍﻟﺘ
جيب متثيل احلاور بوصفه حمتوي ًا عىل املايض واملستقبل النفيس ،والبعد
ﺩﺭﻴ
النفسية تنطلق عندما حياول اجلهاز النفيس (الشخص) العودة إىل حالة
التوازن.
ﺍﻟﺨ
-احلاجة :واحلاجة كام يرى (ليفن) شعور املرء بأنه ينقصه يشء أو يلزمه
يشء.
ﻴﻜﺎ
57
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
االجتامعية فاحلاجة تطلق القوة وتزيد التوتر وتعطي القيمة ،أي إهنا
ﺍﻟﻤ
املفهوم الرئييس أو املركزي الذي تنظم حوله املفاهيم األخرى.
ﻨﺎﻫ
-التوتر :وتعد أيض ًا حالة الشخص نتيجة نقص التوازن ويتوقف عبور
التوتر إىل املناطق األخرى عىل صالبة وضعف احلدود بني املناطق.
ﺞﻭ
-القوة املوجهة :حيدث التحرك عندما تؤثر قوة موجهة عىل الشخص
وتتسق القوة مع احلاجة ،وترسل القوة املوجهة دائ ًام خارج الشخص
ﻁ
وليس بداخله ،حيث أن القوى النفسية من خصائص املجال ،وليست
ﺭﺍﺌ
من خصائص الشخص وإذا كانت هناك قوة موجهة واحدة تؤثر عىل
الشخص كانت هناك حركة واحدة يف وجهة هذه القوة ،أما إذا وجدت
ﻕ
أكثر من قوة فإن احلركة تكون حمصلة هذه القوى.
-التحـرك :ويتحرك الشخص خالل جماله النفيس مدفوع ًا بحاجة تطلق
ﺍﻟﺘ
الطاقة وتستثري التوتر وتضفي قيمة إجيابية عىل املنطقة التي فيها يشبع
ﺩﺭﻴ
احلدود صعبة فيتحول دون اإلشباع فيحاول الشخص اختاذ ممرات جانبية للحركة نحو
اهلدف وهو إشباع احلاجة.
-
-القيمة :ويقصد هبا قيمة منطقة يف املجال النفيس عند الشخص ،وهناك
ﺯﻴﺩ
نوعان من القيمة ،قيمة إجيابية وقيمة سلبية واملنطقة التي يضفي عليها
الشخص قيمة إجيابية هي التي حتتوي عىل موضوع خيفض التوتر مثل
املنطقة التي حتتوي عىل طعام بالنسبة للشخص اجلائع ،أما املنطقة التي
ﺍﻟﺨ
يضفي عليها الشخص قيمة سلبية فهي التي حتتوي عىل موضوع يزيد
ﻴﻜﺎ
التوتر وهيدد باألذى مثل املنطقة التي حتتوي عىل حيوان خميف بالنسبة
للشخص.
ﻨﻲ
58
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
خاصية تصورية ذهنية ملنطقة ما يف البيئة النفسية للفرد ،وهناك نوعان من
ﻨﺎﻫ
التكافؤ ،تكافؤ موجب وتكافؤ سالب.
واملنطقة ذات التكافؤ املوجب هي تلك التي حتتوي عىل موضوع هيدفه الفرد
ﺞﻭ
ويؤدي إىل خفض التوتر إذا ما دخل الفرد هذه املنطقة ،فاملنطقة التي حتوي طعام ًا ما
يكون هلا تكافؤ موجب بالنسبة اىل الشخص اجلائع ،أيض ًا إذا كانت إحدى املناطق
ﻁ
جذابة فيكون هلا تكافؤ إجيايب ،وإذا كانت بغيضة مثرية لالشمئزاز فعند ذلك يكون هلا
ﺭﺍﺌ
تكافؤ سلبي.
-الصــراع :لقد حدد ليفني ثالثة أنواع من الرصاعات هي:
ﻕ
رصاع اإلقدام -اإلقدام :مثل شاب يريد أن يتزوج وهناك هدفان
يتجاذبانه مثل فتاة شابة مجيلة حيبها ولكنها فقرية ،واهلدف اآلخر امرأة
ﺍﻟﺘ
غنية ال حيبها فيضل يف رصاع كلام يقرتب من اهلدف األول يشعر بالضيق
ﺩﺭﻴ
القوى تقريب ًا ،ورصاع اإلحجام اإلحجام حيصل عندما تكون النتائج
املتوقعة ألي من عملني جيب االختيار بينهام بغري مرغوبية مثل :إيذاء
ﺯﻴﺩ
مشاعر صديق ،أو قبول دعوة غري مستحبة .ويتميز هذا النموذج األخري
من الرصاع بتأرجح بني البديلني أو بمحاولة للهرب من املوقف
ﺍﻟﺨ
(مغادرة املجال) وهذا النوع من الرصاع ينطبق عىل مقولة طارق بن زياد
الشهرية (البحر من خلفكم والعدو من أمامكم) ،ويمكن ترجيح
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
59
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
إحدامها من خالل املثال اآليت :إذا رميتم أنفسكم إىل البحر ستموتون
ﺍﻟﻤ
حت ًام ،ولكن إذا قاتلتم إما النرص وإما الشهادة ،وهذا أفضل.
ﻨﺎﻫ
رصاع اإلقدام -اإلحجام :ويتصف بوجود هدف مرغوب ومرهوب
يف الوقت نفسه (كأن يكون الشخص راغب ًا يف املال ولكنه يرهب العمل
ﺞﻭ
الذي يوصل إىل املال) ومثال عىل رصاع إقدام – إحجام منح شخص
فرصة العمل يف اخلارج ووضعه املادي حرج ومضطر للسفر ولكنه ال
ﻁ
يريد أن يرتك أوالده الذي ال يستطيع أخذهم معه ،فيضل يف رصاع بني
ﺭﺍﺌ
السفر واملال وبني العيش بني أوالده وأن خيرس املال.
-4وهذه النظرية أعطت للشخصية وزن ًا ونظرة أكثر جدية فلم تعد الشخصية
جمرد استجابات ملثريات كام هي لدى السلوكيني ،فالشخصية تتفاعل وتؤثر
وتتأثر بام حوهلا ضمن جماله.
ﺍﻟﺨ
العلمي ،كام رفعت اإلنسان إىل مرتبة اإلنسانية بوصفه جماالً معقد ًا من
ﻨﻲ
61
الباب الثاني :النظريات المعرفية
الطاقة حتركه قوى نفسية ولديه حاجات وله أهداف وآمال ومطامح وله
ﺍﻟﻤ
القدرة عىل االختيار واالبتكار.
ﻨﺎﻫ
نموذج النمو المعرفي ( االرتقاء المعرفي) جان بياجية
ولد جان بياجية يف مدينة
ﺞﻭ
نيوتشاتل بسويرسا عام ( )1896وكان
منذ طفولتة لديه رغبة عالية يف
ﻁ
االستطالع ويقض ًا ملا يدور حولة ،نرش
ﺭﺍﺌ
اول مقالة له وهو يف العارشة من عمره،
ﻕ وعندما بلغ احلادية عرشة عمل مساعد ًا
يف خمترب املتحف التارخيي الوطني،
ﺍﻟﺘ
بعدها اصبح خبري ًا يف املتاحف حتى
َأوائل اخلامس عرشة من عمرة .نال
ﺩﺭﻴ
الشهادة اجلامعية يف الثامنة عرش من عمرة من جامعة نيوتشاتل وبعد ثالث سنوات
ﺱ
حصل عىل الدكتوراة يف العلوم الطبيعية ،عمل مع "بنية" ( )Bientيف باريس عىل
اختبار لفحص ذكاء الطفل ،تسلم ادارة مركز جان جاك روسو للعلوم الرتبوية يف
جنيف بعد اول كتاب له يف علم النفس التطوري عام ( .)1921أن ما قدمه بياجية
-
ولكن أمهيتة الفائقة جإت بعد أختاذة أساس ًا مه ًام يف تكوين الرتبية السيكولوجية
األمريكية التي أهتمت بمعاجلة املعلومات املعرفية .واختذهتا مناخ ًا فكري ًا جعل قراءة
بياجية يف شامل القارة األمريكية ممكن ًا بل مؤثر ًا وداالً فقد برهن (ماكفيكر و
ﺍﻟﺨ
هنت )Mcvicker &Hunt,1960يف كتاهبام (الذكاء واخلربة) عىل إن نظرية بياجية يف
ﻴﻜﺎ
معاجلة املعلومات يمكن النظر أهيا من خالل أثر اخلربة يف تنمية الذكاء
ﻨﻲ
61
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
يفرتض بياجية َأ ّن النمو املعريف يتخذ اجتاه ًا تكاملي ًا يرتبط ارتباط ًا وثيق ًا بعدد من
ﻨﺎﻫ
العوامل تتمثل بااليت:
ﺞﻭ
اوالً :النضج ()Maturation
يشري مفهوم النضج اىل مجيع التغريات التي تطرأ عىل اجلهاز العصبي واحلواس
واعضاء اجلسم التي ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا باملخطط البيولوجي الذي حتددة اجلينات
ﻁ
ﺭﺍﺌ
الوراثية ،وتعد هذه التغريات ورورية حلدوث النمو .ويوفر النضج االمكانيات التي
تتيح للفرد فرص التفاعل مع التغريات البيئية ،مما يمكنة من تكوين االبنية املعرفية التي
ﻕ
حتدد يف ضوءها انامط السلوك الفعالة حيال هذه املثريات.
ﺍﻟﺘ
ثانياً :التفاعل مع الخبرة المادية () Physical Experience
تعد اخلربة املادية هي العامل الثاين لالرتقاء املعريف ،فيجب ّ
أن يتعامل مع
ﺩﺭﻴ
االشياء والتنبيهات يف البيئة ،وال يمكن َأ ّن حيدث التمثل واملواءمة مامل يتحقق التفاعل
بني الكائن والبيئة ،فليس عىل الطفل َأ ّن يمتلك اخلربة وحسب ،وانام علية َأ ّن ينشط يف
ﺱ
املخططات َأو املفاهيم التي يرتقي اليها الناس اىل نمطني :تلك التي متتلك مدلوالً مادي ًا
حسي ًا أي تسمع وترى ،وتلك التي ال متتلك مدلوالت مادية (فالشجرة) حتمل مدلول
ﺍﻟﺨ
62
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
رابعاً :الموازنة (المعادلة ) Equilibration
يرى بياجية بإن هناك نوع من التوازن بني العوامل الداخلية (النضج) والعوامل
ﻨﺎﻫ
اخلارجية (مادية َ َأو اجتامعية) ،وهلذا يعرف بياجية املوازنة ( َأي بلوغ التوازن) عىل َأهنا
نظام يتسم بالسيطرة الذاتية الداخلية يعمل من َأجل التوفيق بني ادوار النضج
ﺞﻭ
والتفاعل االجتامعي.
المفاهيم االساسية في نظرية بياجية:
ﻁ
ﺭﺍﺌ
-1النمو املعريف :Cognitive developmentحتسن منظم لالشكال املعرفية
الناشئه من خربات الفرد السابقة تؤدي اىل التوازن بني عمليتي التمثل
ﻕ واملواءمة.
-2البنى املعرفية :Cognitive Structureهي جمموعة قواعد يستخدمها
ﺍﻟﺘ
الفرد يف متثل العامل أو معاجلة املوضوعات التي حتيط باإلنسان ،وهي
ﺩﺭﻴ
موجودة يف أبنية أو تراكيب متكاملة تربط بينها عالقات ،بمعنى أهنا ليست
منفصلة أومتجمعة بعضها فوق بعض.
ﺱ
يف نظرية بياجية اىل العمليات التي يلجأ إليها الفرد عند تفاعلة مع مثريات
البيئة ايل يتعامل معها.
ﺍﻟﺨ
يف أنظمة متناسقة وكلية ،وهو ميل ذايت يشمل أستعداد ،جيعل الطفل يقوم
ﻨﻲ
63
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
املوجودة لدى الطفل ،تتمثل يف تصنيف وتنظيم اخلربات اجلديدة التي
ﻨﺎﻫ
يدخلها الطفل يف أبنيته الذهنية املعرفية ،وهي طريقة يستخدمها الطفل يف
متثل العامل واألحداث بصورة ذهنية.
ﺞﻭ
-7التمثل :Assimilationالتمثل عملية معرفية حيول بواسطتها املتعلم
املواضيع املدركة اجلديدة أو األحداث املثرية اىل مفاهيم (خمططات) أو
ﻁ
نامذج سلوكية قائمة ،أو يمكن القول بأنه تعديل اخلربات واملعلومات
ﺭﺍﺌ
اجلديدة لتالئم ما يعرفه الفرد عىل نحو مسبق.
-8املواءمة :Accomodationيشري مفهوم املواءمة عند بياجية اىل عملية تغيري
ﻕ
أو مراجعة السكيامت املوجودة لدى الفرد ،واملواءمة أو األستيعاب هي
نزعة الفرد لتغيري استجابته كي تتناسب مع البيئة املحيطة ،كأن يغري الفرد
ﺍﻟﺘ
من تراكيبه العقلية ليواجه مطالب البيئة.
ﺩﺭﻴ
وبعبارة أخرى أن يغري ما يف نفسه ليتناسب مع املثري اجلديد الذي يتعرض له.
ﺱ
ويرى َأ ّن النمو املعريف ال يتم إالّ من خالل وجودمها ،تناول بياجية ) )piagetمفهوم
البنية املعرفية باعتبارة من املفاهيم االساسية التي تقوم عليها نظريتة يف النمو العقيل
ﺍﻟﺨ
ال يتوسط كل من املنحى املعريفَ .أ ّن نظرية بياجية للنمو العقيل املعريف متثل مدخ ً
السيكومرتي واملنحى املعريف يف تناول النشاط العقيل ألن نظريتة يف النمو العقيل تقوم
ﻴﻜﺎ
عىل املنهج الوصفي التحلييل ،فقد إستخدم بياجية يف نظريتة عدد ًا من املفاهيم التي تعد
ﻨﻲ
من املفاهيم اآلساسية لعلم النفس املعريف ،وبام أ ّن بياجية وجه إهتاممه عىل تطور
64
الباب الثاني :النظريات المعرفية
الرتاكيب َأو االبنية املعرفية ،فهو يرى إن الوظائف العقلية عند اإلنسان موروثة،
ﺍﻟﻤ
وبالتايل فهي ثابتة ال تتغريَ ،أما االبنية العقلية فهي تتغري بمرور الزمن نتيجة تفاعل
ﻨﺎﻫ
الفرد مع البيئة التي يعيش فيها.
انواع المعرفة عند بياجية ()Types of knowledge
ﺞﻭ
-1املعرفة الشكليةfigurative knowledge:
-2املعرفةاالجرائيةOperative know ledge:
ﻁ
مراحل النمو عند بياجية:
ﺭﺍﺌ
يقصد بالنمو املعريف عند بياجية ،بأهنا عمليات عقلية بالنسبة ملراحل النمو
ﻕ
املختلفة تبدأ من الطفولة اىل َأ ّن يتم النضج ،اتبع فية بياجية منهج ًا عملي ًاَ ،أذ قدم
لألطفال يف مراحل عمرية خمتلفة بعض املشكالت لكي يقوموا بحلها وقام بمتابعة
ﺍﻟﺘ
الطرائق املختلفة التي استخدمها األطفال يف حل تلك املشكالت وكان من بني
ﺩﺭﻴ
االطفال اطفال بياجية .يعد بياجية سلوك الطفل حني يقوم بحل املشكلة ،بأنه سلوك ًا
للتوافق بني الطفل وبيئتة حتى يتم االتزان ونمو املعرفة ،يقسم بياجية مراحل النمو
ﺱ
املعريف لدى الفرد اىل مرحلتني اساسيتني وتنقسم كل مرحلة بدورها اىل مراحل اصغر
منها وهي:
-
65
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-2من بداية الشهر الثاين ولغاية الشهر الرابع يكرر الطفل فيها افعاالً ليست
ﺍﻟﻤ
ذات قصد معني مثل حتريك الطفل ليده َأو قدمية وحتريك أصابعه وكذلك
ﻨﺎﻫ
النظر اىل األشياء.
-3من الشهر اخلامس ولغاية هناية الشهر السادس ،يقوم الطفل بتكرير افعال
ﺞﻭ
ذات أثر يف بيئتة مثل القاء اشياء َأو حتريك (خرخاشة) وهنا يكون تكرار
االفعال قصدية.
ﻁ
-4من الشهر السابع واىل هناية الشهر العارش ،تبدأ تظهر يف سلوك الطفل
ﺭﺍﺌ
عمليات التآزر وتتضح للمالحظ ،وهو مسيطر عىل هذه احلركات وهي
بمثابة تكرارات للمرحلة الثالثة ولكن مع السيطرة والتحكم هبا.
ﻕ
-5من بداية الشهر احلادي عرش اىل هناية الشهر الثامن عرش ،يبدأ الطفل يدرك
َأ ّن االشياء يف حميطة منفصلة عنة ويستطيع التأثري فيها وحتريكها ،وتعد
ﺍﻟﺘ
بمثابة مرحلة استكشاف للطفل.
ﺩﺭﻴ
-6من بداية الشهر التاسع عرش اىل الشهر الرابع والعرشين ،يالحظ يف سلوك
الطفل نوع من اخلربة املختزنة الناجتة عن استخدام بعض الكلامت من
ﺱ
-1التمركز حول الذات :Ego centrism :يقول بياجية بإن سلوك الطفل
ﺯﻴﺩ
يعتربها صحيحة ،وألن الطفل ال يتأمل افكاره اخلاصة ،لذلك ال يوجد ثمة
ﻴﻜﺎ
66
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
فالطفل حني ينظر اىل سلسلة من الغريات أو احلاالت املتعاقبة ،يركز كلي ًا
ﻨﺎﻫ
عىل عنارص السلسلة أو احلاالت املتعاقبة وليس عىل التبدل الذي من خاللة
تتغري احلالة اىل حالة أخرى ،النه ال يركز عىل عملية التحول من حالة اصلية
ﺞﻭ
اىل حالة هنائية.
-3الرتكيز Concentration:ثمة خاصية أخرى من خصائص التفكري يف
ﻁ
فرتة ما قبل االجرائية هي ما يسمية بياجية "الرتكيز" فحينام يواجه الطفل
ﺭﺍﺌ
مثري ًا برصي ًا ،فإنه يميل اىل تركيز أو تثبيت انتباهه عىل خاصة مدركة حسي ًا
للمثري ،ويبدو الطفل غري قادر عىل استكشاف مجيع جوانب املنبه أو عىل
ﻕ توسيع معانية البرصية.
-4املعكوسية Reversibility :تعد املعكوسية أكثر اخلواص وضوح ًا يف
ﺍﻟﺘ
الذكاء ،فلو كان الفكر ذا قدرة عىل املعكوسية لكان قادر ًا عىل تتبع خط
ﺩﺭﻴ
التفكري رجوع ًا اىل النقطة التي بدأ منها ،لقد تم وضع صفني متساويي
الطول متكونني من ثامين قطع نقدية أمام طفل ذي فكر غري قادر عىل
ﺱ
املعكوسية ،فأكد الطفل عىل َأن كل صف حيتوي عىل نفس العدد من القطع
النقدية ،وهذا صحيح ولكن حني تم تطويل أحد الصفني ،مل يعد الطفل
-
موافق ًا عىل أن هناك نفس العدد من القطع النقدية يف كل صف ،أن جزء ًا
من مشكلة الطفل هي أنه ال يستطيع أن يعكس فعل التطويل إنه ال يستطيع
ﺯﻴﺩ
67
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﺭﺍﺌ
-5االحتفاظ Conservationتعمل خصائص فرتة ما قبل االجرائية التـي تـم
ﻕ
وصف وظيفتها كمعوقـات للتفكـري املنطقـي ،ومـع ذلـك فأهنـا وروريـة
ألرتقاء التفكري املنطقي ،كام أهنا حتصل بشكل طبيعـي ويمكـن رؤيـة هـذه
ﺍﻟﺘ
الســامت بوضــوح شــديد يف مــا أصــبح يطلــق عليــة بمشــاكل االحتفــاظ،
ﺩﺭﻴ
68
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
تبدأ من العام الثالث وتستمر حتى املراهقة تنقسم هذه املرحلة اىل 4مراحل
ﻨﺎﻫ
اصغر منها هي:
-1مرحلة ما قبل التفكري التصوري ( قبل تكوين املفاهيم) The pre-
ﺞﻭ
conceptual phase
متتد هذه املرحلة من بداية العام الثالث وحتى هناية العام الرابع ،يكون
ﻁ
للمعطيات يف البيئة معن ًا رمزي ًا بالنسبة للطفل ،يتعامل الطفل مع اللعب يف هذه املرحلة
ﺭﺍﺌ
كأهنا كائنات حية ،يستغرق اللعب الرمزي معظم اوقات الطفل،كذلك يبدأ بتصنيف
ﻕ االشياء ويدخلها يف كومات.
-2مرحلة التفكري احلديس The phase of Intuitive Thought
ﺍﻟﺘ
تبدأ من بداية السنة اخلامسة وحتى هناية السنة السابعة ،يبدأ الطفل بمحاكاة
ﺩﺭﻴ
الواقع وتنمو كذلك لدية عملية االدراك السابقة عىل الفعل ( يستطيع َأن يتصور الفعل
ويمثله ذهني ًا) ،ويصبح قادر عىل التحكم باللغة التي تساعدة عىل التفاعل االجتامعي
ﺱ
هو واالخرون.
-3مرحلة العمليات املحسوسة (االجراءآت احلسية) The phase of
-
concrete operations
ﺯﻴﺩ
تبدأ من سن الثامنة وحتى هناية سن احلادية عرش ،تنمو قدرة الطفل يف هذه
املرحلة عىل ادراك العالقات بني االشياء ،فتنمو لدية بعض املفاهيم مثل (احلجم،
ﺍﻟﺨ
69
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
The phase of -4مرحلة العمليات الصورية (األجراءات الشكلية)
formal operations
ﻨﺎﻫ
تبدأ من بداية العام الثاين عرش وتستمر حتى املراهقة ،أي من هناية مرحلة
الطفولة املتأخرة وحتى مشارف املراهقة.
ﺞﻭ
ينمو لدى الطفل القدرة عىل التصور العقيل (التجريد) ،Abstractionأي
يمكن َأن يتصور االحداث واملواقف ،ويبدأ يف فهم معنى الرمز واستخدامة (ادراك
ﻁ
الشئ دون َأ ّن يراه).
ﺭﺍﺌ
توظيف نظرية بياجية في التعلم:
ﻕ
-1توفر خصائص النمو املعريف أمكانية وضع اختبارات تقيس مستوى النمو
العقيل عند املتعلمني ،لكي يتمكن املعلمون من معرفة مرحلة النمو التي
ﺍﻟﺘ
وصل اليها طلبتهم.
ﺩﺭﻴ
-2مراعاة الفروق الفردية بني األطفال وتشري الدراسات اىل وجود فروق بني
اطفال العمر الواحد يف نموهم املعريف.
ﺱ
-3ورورة بناء مواقف مالئمة لقدرات األطفال ،بحيث ال تؤدي اىل أعجاز
الطلبة.
-
-4تساعد فهم مراحل النمو مصممي املناهج عىل وضع مواد دراسية تتفق مع
طبيعة العمليات العقلية لألطفال.
ﺯﻴﺩ
-5وضع الطفل يف ببيئة نشطة وفاعلة لتسهيل عملية التعلم وممارسة اساليب
األكتشاف الذايت للخربة.
ﺍﻟﺨ
-6توفري املواد املحسوسة يف غرفة الصف يعد أمر ًا أساسي ًا يف التعلم ولة قيمة
يف اكتشاف طرق التفكري لدى األطفال.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
71
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
أن نظرية معاجلة املعلومات هي أحدى جماالت علم النفس املعريف Cognitive
ﻨﺎﻫ
Psychologyتركز ابحاث نظرية معاجلة املعلومات عىل وصف وتتبع أثر العلمليات
العقلية ونتاجاهتا (املعلومات يف تنفيذ مهامت معرفية حمددة) .هيتم مصطلح معاجلة
ﺞﻭ
املعلومات بمنظور يركز عىل دراسة األفراد وقد كان الرتكيز األول هلذا املنظور االهتامم
بأساليب مالحظة اإلنسان وتنظيمة وتذكرة ملدى واسع من املعلومات التي يستقبلها
ﻁ
يومي ًا من البيئة املحيطة به .فسامع نرشة اخبار الصباح ،ودراسة ما يكتب من تقارير عن
ﺭﺍﺌ
اسعار األسهم ،ومراجعة املالحظات الصفية ،وتشخيص األعطاب يف حمرك السيارة،
ﻕ
كل ذلك من النشاطات اليومية التي تعتمد عىل معاجلة املعلومات من البيئة والتدخل
فيها بطريقة ذهنية .تعد هذه النظرية من الزاوية التارخيية األشمل واألكثر تأثري ًا من
ﺍﻟﺘ
غريها من النامذج النظرية للذاكرة.
ﺩﺭﻴ
-3نظام املعاجلة اإلنساين نظام تفاعيل :ينظر إىل التعلم باعتباره عملية نشطة
يبحث فيها املتعلم عن املعرفة ويستخلص منها ما يراه مناسب ًا.
ﺍﻟﺨ
71
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
الوظيفة األوىل :استقبال املعلومات اخلارجية أو ما يسمى باملدخالت وحتويلها
ﻨﺎﻫ
أو ترمجتها بطريقة متكن اجلهاز من معاجلتها يف مراحل املعاجلة التالية.
ﺞﻭ
الوظيفة الثانية :االحتفاظ ببعض هذه املدخالت عىل شكل املثيالت معينة
(التخزين).
ﻁ
الوظيفة الثالثة :تعرف هذه التمثيليات واستدعاؤها واستخدمها يف الوقت
ﺭﺍﺌ
املناسب.
هتتم نظرية معاجلة املعلومات بنمط التفكري البرشي عىل غرار نموذج احلاسوب
ﻕ
احلديث من حيث أهنا تركز اهتاممها عىل املدخالت ،وطريقة االختزان ،وطريقة
االسرتجاع.
ﺍﻟﺘ
مفهوم الذاكرةThe State Memory conept :
ﺩﺭﻴ
الثقافات والعصور .وتتمثل الذاكرة حينام يستطيع املتعلم إصدار جمموعة أنامط من
السلوك أو أساليب األداء التي يمكن من خالهلا ترمجة الذاكرة إىل نواتج تعلم يف صورة
-
إجرائية .فالذاكرة هي املحور االسايس ذو األمهية الكبرية لكل العمليات العقلية ،أي
إ هنا القوة التي تكمن وراء كل نشاط عقيل ،إذ بدوهنا يرى الفرد تكرار احلياة وال
ﺯﻴﺩ
يستطيع تعلمها ،وبدوهنا ال يمكن أن نمد املايض ونستفيد منه يف املستقبل مرور ًا
باحلاور .إن البحث يف موضوع الذاكرة Memoryمن األمور التي شغلت بال
ﺍﻟﺨ
الكثريين من الفالسفة و علامء النفس منذ قديم الزمان ،من أجل معرفة العوامل التي
تساعد الفرد عىل التذكر أو التي تسبب له النسيان ملا يف ذلك من أمهية كبرية يف تعليم
ﻴﻜﺎ
األفراد .إذ تلعب الذاكرة دور ًا حيوي ًا وأساسي ًا يف عملية التعلم ،فهي متكن الفرد من
االحتفاظ باملعلومات واخلربات واألنشطة واملهارات واحلقائق واألفكار اجلديدة.
ﻨﻲ
72
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
وقت احلاجة إليها .والذاكرة ليست نظاما بسيط ًا وإنام هي نظام شديد التعقد يتضمن
ﻨﺎﻫ
العديد من العمليات واألنشطة املعرفية املرتبطة بالتعلم .وتقرتح نظرية معاجلة
املعلومات أن رشط حفظ الذكريات وخزهنا يف الذاكرة بثبات وألجل طويل مرورها
ﺞﻭ
بثالث مراحل من املعاجلة العقلية هي:
أوالً :الذاكرة الحسية
ﻁ
متثل الذاكرة احلسية املستقبل األول للمدخالت احلسية من العامل اخلارجي فمن
ﺭﺍﺌ
خالهلا يتم استقبال مقدار كبري من املعلومات عن خصائص املثريات التي تتفاعل معها
ﻕ
وذلك عرب املستقبالت احلسية املختلفة (البرصية ،والسمعية ،واللمسية ،والشمية،
والذوقية) ،فهي تتألف من جمموعة من املستقبالت خيتص كل منها بنوع معني من
ﺍﻟﺘ
املعلومات ،فاملستقبل احليس البرصي مسؤول عن استقبال اخلربة البرصية والتي غالب ًا
ﺩﺭﻴ
ما تكون عىل شكل خيال اليشء ،يف حني املستقبل احليس السمعي يعني استقبال اخلربة
السمعية عىل شكل صدى.
ﺱ
تلعب هذه الذاكرة دور ًا هام ًا يف نقل صورة العامل اخلارجي عىل نحو دقيق ،إذ ما
يتم ختزينه فيها هو االنطباعات أو الصور احلقيقية للمثريات اخلارجية ،فهي متثيل
-
حقيقي للواقع اخلارجي دون أي تشويه أو تغري فيه .متتاز مستقبالت احلس يف هذه
الذاكرة برسعتها الفائقة عىل نقل صورة العامل اخلارجي ،وتكوين الصورة النهائية
ﺯﻴﺩ
ملثرياته وفق ًا لعملية التوصيل العصبي ،مما يساعد يف رسعة اختاذ األنشطة السلوكية
الالحقة ،ومتتاز أيض ًا بقدرهتا الكبرية عىل استقبال كميات هائلة من املدخالت احلسية
ﺍﻟﺨ
يف أي حلظة من اللحظات ،ولكن بالرغم من هذه القدرة عىل االستقبال ،فإن
املعلومات رسعان ما تتالشى منها ،ألن قدرهتا عىل االحتفاظ حمددة جد ًا بحيث ال
ﻴﻜﺎ
تتجاوز أجزاء من الثانية ،يصعب يف هذه الذاكرة تفسري مجيع املدخالت احلسية
واستخالص أية معان منها لألسباب التالية:
ﻨﻲ
73
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-1عدم القدرة عىل االنتباه إىل مجيع املدخالت احلسية مع ًا نظر ًا لكثرهتا وزمن
ﺍﻟﻤ
بقاءها يف هذه الذاكرة ،إذ غالب ًا ما يتم االحتفاظ باالنطباعات احلسية لفرتة
ﻨﺎﻫ
وجيزة ال تتجاوز أجزاء من الثانية.
-قد يبدو الكثري من املدخالت احلسية غري مهم بالنسبة للفرد ،األمر
ﺞﻭ
الذي يدفعه إىل جتاهلها وعدم االنتباه واالهتامم هبا.
-هناك بعض املدخالت احلسية قد تبدو غامضة أو غري واضحة بالنسبة
ﻁ
للفرد ،مثل هذه املدخالت رسعان ما تتالشى بدون استخالص أي
ﺭﺍﺌ
معان منها.
ﻕ
-تعد هذه الذاكرة بمثابة حمطة يتم فيها االحتفاظ ببعض االنطباعات
واملدخالت احلسية من خالل تركيز االنتباه عليها ،وذلك ريثام يتسنى
ﺍﻟﺘ
ترميزها ومعاجلتها يف أنظمة الذاكرة األخرى.
ﺩﺭﻴ
حيدث النسيان يف هذه الذاكرة بسبب عامل االضمحالل التلقائي حيث يتالشى
األثر احليس مع مرور الوقت حتى لو مل يتعرض الفرد إىل مدخالت حسية جديدة ،كام
ﺱ
ويلعب التداخل واإلحالل دور ًا بارز ًا يف فقدان املعلومات من هذه الذاكرة نتيجة
التعرض إىل مثريات جديدة ربام تتداخل مع السابقة أو حتل حملها .ففي هذه الذاكرة تتم
-
العمليات عىل نحو الشعوري بحيث ال يكون الفرد عىل وعي تام ملا حيدث فيها ،وال
يمكن بأي شكل من األشكال استخدام اسرتاتيجيات التحكم التنفيذية لالحتفاظ
ﺯﻴﺩ
باملعلومات ملنع تالشيها أو زواهلا .تشري الدالئل العلمية إىل أن الذاكرة احلسية تتألف
من جمموعة مستقبالت كل منها خيتص باستقبال نوع خاص من املعلومات .وبالرغم
ﺍﻟﺨ
من هذه احلقيقة فلم تنل مجيع هذه املستقبالت االهتامم من قبل املهتمني بنموذج معاجلة
املعلومات.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
74
الباب الثاني :النظريات المعرفية
ﺍﻟﻤ
املستقبالت التي حظيت باالهتامم البحثي وبمزيد من التوضيح والتفصيل .تؤكد نتائج
ﻨﺎﻫ
معظم الدراسات التي أجريت عىل هذه الذاكرة أن املعلومات ال يتم عليها أية
معاجلات ،وإنام يتم االحتفاظ هبا والسيام تلك التي يتم االنتباه هلا ريثام يتم معاجلتها يف
ﺞﻭ
الذاكرة العاملة ،ولكن هناك بعض األدلة تشري إىل أن بعض التحليل جيري عىل
املعلومات يف الذاكرة البرصية .ويقرتح البعض أن ما يتم ترميزه يف هذه الذاكرة هي
ﻁ
معلومات سطحية عن خصائص املثريات الفيزيائية كاللون مثالً ،يف حني يصعب
ﺭﺍﺌ
استخالص أي معنى للمثريات يف هذه الذاكرة .لقد أظهرت نتائج أبحاث سربلينج أن
املعلومات عن املثريات اخلارجية ختزن يف هذه الذاكرة عىل شكل صور ،وهي مطابقة
ﻕ
عىل نحو حقيقي ملا هو موجود يف الواقع اخلارجي ،وأن مثل هذه االنطباعات تبقى يف
هذه الذاكرة ملدة وجيزة تقدر تقريب ًا بربع ثانية ،وقد اقرتح سبريلنج أن التعرضات
ﺍﻟﺘ
الرسيعة للخربات البرصية ُمتكن من استقبال معلومات كثرية عن هذه املثريات ،وأن ما
ﺩﺭﻴ
يتم تشفريه هو اجلزء اليسري من هذه املعلومات .إن بقاء األثر احليس للمثري أو احلدث
البرصي يف هذه الذاكرة يعتمد عىل شدة املثري .ففي دراسات قام هبا كييل وتيشيز وماك
ﺱ
ورث ،تم تعريض األفراد فيها إىل جمموعة من احلروف بعضها ذات لون فاقع والبعض
اآلخر لوهنا داكن ،أظهرت نتائجها أن األفراد استطاعوا تذكر عدد أكرب من احلروف
-
ذات اللون الفاقع أكثر من احلروف الداكنة ،مما يدل عىل أن بقاء األثر احليس للمثريات
يف هذه الذاكرة يعتمد عىل شدهتا.
ﺯﻴﺩ
يتم استقباهلا من الذاكرة احلسية ،فهي تشكل مستودع ًا مؤقت ًا للتخزين يتم فيه
ﻴﻜﺎ
االحتفاظ باملعلومات لفرتة ترتاوح بني ) ) 30-5ثانية فاملعلومات التي تدخل اىل هذه
الذاكرة جيري عليها بعض التغيريات والتحويالت ،حيث يتم متثلها عىل نحو خمتلف
ﻨﻲ
75
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
عام هي علية يف الذكرة احلسية ،ففيها يتم حتويل املثريات البيئية من شكل اىل شكل آخر
ﺍﻟﻤ
االمر الذي يمكن من استخالص املعاين املرتبطة هبا .وقد اطلق بعض العلامء اسم
ﻨﺎﻫ
الذاكرة العاملة عليها وذلك ألهنا تقوم باستقبال املعلومات التي يتم االنتباه اليها من
الذاكرة احلسية وتقوم برتميزها ومعاجلتها عىل نحو اويل ،وتعمل ايض ًا عىل اختاذ بعض
ﺞﻭ
القرارت املناسبة بشأهنا لالحتفاظ هبا عىل نحو دائم .كام َأهنا تعمل عىل استقبال
املعلومات املراد تذكرها من الذاكرة طويلة املدى ،وجتري عليها بعض العمليات
ﻁ
املعرفية من حيث استخالص بعض املعاين منها وربطها وتنظيمها وحتويالها اىل اداء
ﺭﺍﺌ
ذاكري.
متثل اجلانب الشعوري من النظام املعريف ،حيث غالب ًا ما نكون عىل وعي تام بام
حيدث فيها .
-
وتتفاوت مدة االحتفاظ باملعلومات يف هذه الذاكرة اعتامد ًا عىل طبيعة املعلومات التي
يتم استقباهلا ومستوى التنشيط للعمليات املعرفية.
تشكل حلقة الوصل بني الذاكرة احلسية والذاكرة طويلة املدى حيث تقوم
ﺍﻟﺨ
باستقبال االنطباعات احلسية من الذاكرة احلسية وتعمل عىل اسرتجاع اخلربات املرتبطة
ﻴﻜﺎ
76
الباب الثاني :النظريات المعرفية
يتم ترميز املثريات فيها عىل نحو خمتلف عام هو يف الواقع اخلارجي فاملثريات
ﺍﻟﻤ
يمكن أن تأخذ اشكاالً متعددة من التمثيالت يف هذه الذاكرة اعتامد ًا عىل الغرض من
ﻨﺎﻫ
معاجلتها ،وطبيعة عمليات التحكم املعرفية التي يتبنها الفرد يف موقف ما فقد يتم متثل
املثريات عىل نحو لفظي ،او برصي ،او صويت ...
ﺞﻭ
النسيان يف الذاكرة قصرية املدى:
َأ ّن معدل النسيان كبري جد ًا يف هذه الذاكرة لسعتها املحدودة عىل التخزين من
ﻁ
جهة ولقرص الزمن الذي تستطيع فيه االحتفاظ باملعلومات من جهة اخرى ومن
ﺭﺍﺌ
اسباب النسيان هي:
ﻕ
األمهال وعدم املامرسة :املعلومات التي ال يتم تسميعها أو ممارستها رسعان ما
تتالشى من الذاكرة.
ﺍﻟﺘ
التدخل َأو االحالل :أن دخول معلومات أخرى جديدة غالب ًا ما يؤثر يف قدرهتا
ﺩﺭﻴ
عىل املعاجلة واالحتفاظ باملعلومات فقد حتل املعلومات اجلديدة حمل القديمة.
-1التسميع :أن تسميع املعلومات عىل املستوى الضمني أو العلني يساعد عىل
تنظيم املعلومات وجيعل منها ذات معنى بالنسبة للفرد.
-
الذاكرة قصرية املدى عىل االستيعاب ومعاجلة املعلومات إذ اهنا متكن الفرد
من التعامل مع املعلومات وفق تنظيم معني يتمثل يف حتديد نمط من
ﺍﻟﺨ
77
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
( املدخالت احلسية )
ﻨﺎﻫ
الذاكرة احلسية ( :فرتة قصرية )
ﺞﻭ
فقد املعلومات بعد ثانية واحدة
ﻁ
ﺭﺍﺌ
ااالستجابة الذاكرة قصرية املدى ( العاملة ) املراجعة
( املخرج ) فقد املعلومات بعد حوايل 18-15ثانية
ﻕ
ﺍﻟﺘ
أدراك وانتباه مراجعة مكثفة
ﺩﺭﻴ
(جتميع)
ﺱ
للتخزين يسمى بالذاكرة احلسية .وهذه املادة حتفظ يف الذاكرة احلسية بشكل يشبه
ﻴﻜﺎ
الصورة التي تضل يف خميلتك بعد النظر إليها .هذه املعلومات ختتفي يف أقل من الثانية
إال اذا تم نقلها إىل جهاز أخر للذاكرة هو جهاز الذاكرة ذات املدى القصري .حيث
ﻨﻲ
78
الباب الثاني :النظريات المعرفية
يقوم االنتباه هنا بدوره االنتقائي من حيث ختريه لبعض املنبهات الكثرية ثم ارساهلا بعد
ﺍﻟﻤ
إدراكها إىل الذاكرة القصرية املدى للمزيد من املعاجلة .فهذا اجلهاز كثري ًا ما يصور عىل
ﻨﺎﻫ
إنه مركز الوعي ،وطبق ًا لـ (اتكنسون – شفرين ) ختتزن الذاكرة ذات املدى القصري كل
االفكار و املعلومات واخلربات التي يعيها الفرد يف أي وقت ،ويقوم خمزن الذاكرة ذات
ﺞﻭ
املدى القصري باحلفاظ عىل كمية حمدودة من املعلومات بصفة مؤقتة عاد ًة ()18 – 15
ثانية ،ويتمكن هذا اجلهاز من االحتفاظ باملعلومات ملدة أطول باحلفظ أو بالتكرار .
باإلضافة إىل ذلك فأهنا تؤدي وظيفة أخرى هي عملها كمركز تنفيذي كاملساعدة يف
ﻁ
القيام ببعض االعامل العقلية فهي تدخل املعلومات أو خترج مادهتا من جهاز آخر
ﺭﺍﺌ
للذاكرة هو الذاكرة طويلة املدى .ولكي حترك املادة إىل املخزن ذي املدى الطويل جيب
ﻕ
َأ ّن نتعامل معها بطريقة أكثر عمق ًا وأثناء هذا التعامل العميق يلجأ األفراد إىل ( وسائل
حفظ متقدمة) فيفهمون أكثر ويفكرون يف معنى ما سمعوه ويربطون بني املعلومات
ﺍﻟﺘ
ال يف الذاكرة طويلة املدى ( كبنية معرفية سابقة ) .ومع َأن معظم
وبني ما موجود فع ً
ﺩﺭﻴ
حمتويات املسجل احليس ( الذاكرة احلسية ) أو الذاكرة القصرية املدى تضيع أو تنسى،
إال ان بعض هذه الذكريات يتم االحتفاظ هبا بشكل هنائي يف املخزن الثالث والذي هو
ﺱ
الذاكرة الطويلة املدى .واملعلومات التي يتم ايصاهلا إىل هناك كانت نتيجة للمراجعة و
التخزين وإضفاء املعنى عليها ،وال أحد يعرف بالضبط سعة الذاكرة طويلة املدى عىل
االحتفاظ باملعلومات ،ولكن تضل قدرهتا عىل ذلك عالية جد ًا ،وبام إن جزء ًا من
-
وظيفة الفرد هو العمل عىل زيادة هذا املخزن الدائم للمعرفة ،فإن املعلمني لدهيم اهتامم
ﺯﻴﺩ
خاص هبذا النوع من الذاكرة ،وبالذات بالكيفية التي متكنهم من خالهلا نقل املعرفة من
الذاكرة قصرية املدى إىل الذاكرة طويلة املدى .ورغم َأن كافة انظمة الذاكرة تتداخل مع
بعضها وحتوي معلومات تتحرك يف كال االجتاهني إال َأن نظام الذاكرة االكثر َأمهية يف
ﺍﻟﺨ
تضمني املعرفة داخل الذاكرة طويلة املدى هو الذاكرة قصرية املدى ( الذاكرة العاملة)
حيث يتم تنظيم كافة املعلومات الداخلة ومعاجلتها يف الذاكرة العاملة بالتفاعل مع
ﻴﻜﺎ
املعرفة املخزونة يف الذاكرة طويلة املدى ،إال إن الذاكرة العاملة ال تستطيع إال معاجلة
ﻨﻲ
عدد صغري نسبي ًا ( )9 –5من الوحدات النفسية يف اللحظة الواحدة وهذا يعني َأ ّن
79
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
العالقات بني أثنني أو ثالثة مفاهيم هي بقدر قابلية الذاكرة العاملة عىل معاجلة
ﺍﻟﻤ
املعلومات ،وهلذا فإن بناء هياكل معرفية يتطلب سلسلة منظمة من التكرارات بني
ﻨﺎﻫ
الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة املدى باستمرار استقبال معرفة اكثر.
Long- term Memory ثالثاً :الذاكرة طويلة المدى:
ﺞﻭ
تشكل هذه الذاكرة املستودع الثالث يف نظام معاجلة املعلومات التي تستقر فيه
الذكريات واخلربات بصورهتا النهائية ،حيث يتم فيها ختزين املعلومات عىل شكل
ﻁ
متثيالت عقلية بصورة دائمة وذلك بعد ترميزها ومعاجلتها يف الذاكرة العاملة .ومتتاز
ﺭﺍﺌ
هذه الذاكرة بسعتها اهلائلة عىل التخزين ،أذ يوجد فيها اخلربات واملعلومات القديمة
واحلديثةَ .أ ّن اشكال التمثيل املعريف للخربات يف هذه الذاكرة ال زال مدار جدل بني
ﻕ
العاملني يف حقل علم النفس املعريف حيث أن هذه الذاكرة تشتمل عىل انواع خمتلفة من
ﺍﻟﺘ
التمثيالت املعرفية املرتبطة باملعاين وااللفاظ واالشكال والصور و الصور واملذاقات .
ويستمر وجود املعلومات يف هذه الذاكرة لفرتة طويلة ،قد يمتد طوال حياة الفرد
ﺩﺭﻴ
فاملعلومات التي ختزن فيها ال تفقد او تزول آثارها .وهذا ال يعني بالرضورة ضامن
ﺱ
استدعائها عند احلاجة اليها فقد يصعب يف الكثري من احلاالت اسرتجاع بعض
املعلومات من هذه الذاكرة بسبب التداخل بحيث حتول معلومات معينة من تذكر
معلومات اخرى.
-
تاثرها باجلديد من املعلومات القادمة والعمليات املعرفية التي يتم تنفيذها .حيدث تغري عىل
اخلربات املوجودة فيها اثناء عمليات استدعائها ،فهي ختضع للعديد من املعاجلات يف الذاكرة
ﻴﻜﺎ
81
الباب الثاني :النظريات المعرفية
-1التنشيط طويل املدى :تشري اىل التغري املستمر والدائم يف اجلهاز العصبي
ﺍﻟﻤ
وهذا حيدث يف الذاكرة طويلة املدى.
ﻨﺎﻫ
-2التنشيط املؤقت الرسيع :وهو الذي يدوم اقل من ثانيه وحيدث يف الذاكرة
احلسية ويركز عىل اخلصائص الفيزائية للمثريات.
ﺞﻭ
-3التنشيط املؤقت القصري :وهو الذي يدوم لبضع ثوان وحيدث يف الذاكرة
العاملة ويركز عىل التمثيالت املعرفية وعمليات الرتميز للمثريات.
العوامل المؤثرة على عملية التذكر:
ﻁ
ﺭﺍﺌ
نوع املادة املراد تذكرهاَ :أ ّن املعلومات ذات املعنى هي التي يتم خزهنا يف
الذاكرة وهي اسهل يف االسرتجاع.
ﻕ
الفروق الفرديةَ :أ ّن املتعلمني ذوي املستوى العقيل اجليد واالستثارة والدافعية
هم أكثر حظ ًا ممن هم دون ذلك.
ﺍﻟﺘ
نوع اجلنس :حيث َأ ّن االناث اكثر تفوق ًا من الذكور يف عملية خزن املعلومات
ﺩﺭﻴ
نوع طريقة التعلم :تتوقف هذه الطريقة عىل نوع املادة املراد تذكرها أو حفظها
ومستواها العلمي .فهناك الطريقة الكلية وتعني حفظ املادة ككل دون جتزئة
-
وهناك الطريقة اجلزئية التي تعني جتزئة املادة إىل أجزاء وحماولة اتقان وحفظ
كل جزء.
ﺯﻴﺩ
املستوى العمري :أكدت الدراسات َأ ّن النمو الرسيع لقدرة التذكر بني سن
العارشة إىل عرشين سنة و َأن قمة هذه القدرة تكون يف العرشين من العمر
ثم تأخذ بالتدهور البطيء حتى سن اخلامسة واالربعني.
ﺍﻟﺨ
-1إعادة التعلم :أنه مقياس ملدى التذكر أو اخلزن أو االحتفاظ يستخدم عادة
يف املواقف املدرسية والختبار مدى تاثري إعادة التعلم ،يطلب من الفرد مثال
ﻨﻲ
81
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
َأ ّن حيفظ شيئ ًا جديد ًا ،وليكن عدد ًا من املقاطع الصامء ،وبعد فرتة راحة ،قد
ﺍﻟﻤ
ترتاوح بني ثواين قليلة وسنوات يطلب من الفرد َأ ّن يعيد حفظ هذه املادة.
ﻨﺎﻫ
-2التعرف : Recognitionهي االشياء أو موضوعات عرفناها وخربناها من قبل
وبالتايل نتعرف عليها ويسهل تذكرها من خالل مواقف أو اشارات أو عالمات
ﺞﻭ
دالة سبق َأ ّن وصفناها أثناء دراستها ،أو وضعناها يف دفرت املالحظاتَ .أ ّن عملية
التعرف تتضمن كافة املستويات من االحساس الضعيف باالشياء اىل اليقني
والتأكيد املطلق بحقيقة االشياء التي نراها أو نسمعها ونتذوقها ونشمها .أذن
ﻁ
فالتعرف استجابة قائمة عىل اإلحساس وااللفة باملثري ويعترب املوقف أو السياق
ﺭﺍﺌ
الذي تم فيه ادراكنا لليشء والظروف التي احاطت باليشء كلها تعد ارتباطات
ﻕ متكن املتعلم من التذكر بسهولة.
-3اإلسرتجاع Recallأو اإلستدعاء :أنه استحضار املايض يف صورة ألفاظ أو
ﺍﻟﺘ
معان أو حركات أو صور ذهنية كإسرتجاع بيت من قصيدة ،أو حادثةَ ،أهنا
ﺩﺭﻴ
القدرة عىل تذكر املعلومات املطلوبة عىل وجه الرسعة ،مرتبطة بسؤال أو
مؤرش أو مشكلة .فهي عبارة عن استجابة ملثري غري ماثل أمام احلواس.
ﺱ
التي تقود اىل التعلم ،ويبحث عن املعلومات املتعلقة بحل املشكلة أو املشاكل التي
تواجهه ،ويعيد تنظيم ما لديه من معلومات لتحصيل التعلم اجلديد والفرد ال يكون
ﺯﻴﺩ
سلبي ًا فيام يوجه له ،فهو خيتار ويامرس ويكرر وينتبه ويتجاهل ...الخ ما يريد.
والتعلم من وجهة نظر النظرية املعرفية هو نتيجة ملحاولة الفرد اجلادة لفهم
العامل املحيط عن طريق استخدام كل ما لديه من إمكانيات وقدرات عىل التفكري
ﺍﻟﺨ
والتذكر والفهم ومهارة يف مجع املعلومات وتنظيمها ولذلك نجد أن هناك أكثر من
نظرية من النظريات املعرفية يف التعلم ،وعلامء النفس املعرفيون أكثر اهتامم ًا بدور
ﻴﻜﺎ
املعرفة يف التعلم ونتذكره ونفكر فيه أو ننساه .ويفرتض Woolfolkأنه ليس هناك
ﻨﻲ
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
النماذج واالستراتيجيات القائمة
ﺞﻭ
على النظريةالبنائية
ﻁ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
84
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
الباب الثالث
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
النماذج واالسرتاتيجيات القائمة على
ﺞﻭ
النظريةالبنائية
لقد اهتم طالب (اوزبل) ومنهم (كوانني ونوفاك) يف احلاالت التطبيقية السس
ﻁ
وقوانني النظرية التي استند عليها ( اوزبل) .وإن االساس االول الذي اعتمد عليه يف
ﺭﺍﺌ
اعداد خرائط املفاهيم هي نظرية التعلم املعريف الوزبل واخلاص باالفكار االتية :
ﻕ
َ .1أ ّن البنية املعرفية مرتبة ترتيب ًا هرمي ًا ,حيث تكون املفاهيم االكثر شمولية
واالكثر عمومية تابعة للمفاهيم االقل شموالً واكثر خصوصية .
ﺍﻟﺘ
َ .2أ ّن املفاهيم املكونة للبنية املعرفية ختضع للمنظم املتقدم حيث يتم متييز
ﺩﺭﻴ
.3حيدث التوافق التكاميل عندما يتم متييز املفهوم أو املفهومني عىل اهنام مرتبطان
يف معاين جديدة .ومن النامذج التطبيقية ملا قام ب ( اوزبل) هو:
-
ابتكر " جوين "Growin 1977خريطة الشكل Vاملعريف ليساعد املتعلمني عهىل
الربط بني اجلانبني العميل والنظري فيام يتصل بالتعامهل مهع احلهوادث والظهواهر ,أي
ﺍﻟﺨ
مساعدة املتعلمني عىل فهم عملية إنشاء املعرفة (فهم اهلدف من العمهل املعمهيل وربهط
نتائجة بمعارفهم السابقة) ,ألنه يف الاالهم مها يصهل املتعلمهني ات ااسهتنتاجات أو
ﻴﻜﺎ
املعارف اجلديدة دون أن يعرفوا كيف توصلوا اليهم ,ألهنم سيتبعون تعليامت املعلم أو
دليل الطالم املتعلم ويقومون بتنفيذ أنشطة حرفي ًا دون وعي أو دليل نظهري ويف ههذ
ﻨﻲ
85
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
احلالة يصبح العمل املعميل عديم املعنى .وتنتمي خريطهة الشهكل Vفكريه ًا ات أسهس
ﺍﻟﻤ
نظرية التعلم ذو املعنى التي صاغها "اوزبل "Ausubelكام أهنا جتسهد بعها األفكهار
ﻨﺎﻫ
الرئيسة يف فلسفة العلم ,والتي تؤكد عىل التفاعل النشاط بهني جهانبي العلهم :اجلانهم
املفهههاهيمي أو التفكهههريي Thinking Sideواجلانهههم االجرائهههيل العمليههها
ﺞﻭ
.Methodological Side
ويتطلم من املدرس يف ذلك تنفيذ ما يا :
ﻁ
أ .حتديد املفاهيم العلمية املراد تعلمها ,وصياغتها بشكل مشكلة حتتاج ات
ﺭﺍﺌ
حلول من خالل سؤال او عدة اسئلة رئيسية .
ﻕ
ب .حتديد املفاهيم السابقة التي يمتلكها الطلبة .
ج .تشجيع الطلبة عىل اجراء التجارب كي يتم التوصل ات فهم املوضوع ,
ﺍﻟﺘ
والتأكيد عىل ربط اجلانم النظري باجلانم العميل .
ﺩﺭﻴ
د .تسجيل املالحظات الواردة يف الدرس التي تدور حول مفوم معني او عدة
مفاهيم .
ﺱ
وقد جاءت هذ املعاجلة لرغبة " بوب جهوين "Bob Growinيف تطهوير أداء
لتحسني تدريس االنشطة والتجهارب العمليهة يف العلهوم ,لتعهني املعلهم واملهتعلم يف
-
توضيح طبيعة النشاط العميل وهدفة فهم بنية املعرفة والطرق التي يتم من خالهلا انتاج
ﺯﻴﺩ
املعرفة واألشكال االتية توضح املكونات العامة والتفصيلية خلريطة الشكل : V
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
86
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
االفكار االجراءات
ﺞﻭ
النظريات -القيم املستخلصة
املبادئ -املعارف املستخلصة
املفاهيم
ﻁ
-معاجلة البيانات
ﺭﺍﺌ
-البيانات
ﻕ
االفعال
ﺍﻟﺘ
ان خريطة الشكل ( )Vمتثل اداة تساعد الطلبهة املتعلمهني ,وكهذلك املهدرس يف
ﺩﺭﻴ
توضيح طبيعة واهداف النشاط العميل يف جمال العلوم .وهي قادرة عىل توضيح معنهى
املفاهيم يف املادة الدراسية وتساعد عىل فهم الدروس العملية ,وتسهل عىل الطالم فهم
ﺱ
الطرائق التي من خالهلا تستطيع انتاج املعرفة .وتعد خريطة الشكل ( )Vاحدى نهامذج
التعلم الفراغية التي تعرفها (دروزة) باهنا اشكال مرئية منظمة تتسلسهل فيهها االفكهار
-
الرئيس بشكل منتظم بحيث تعرب عن العالقات التي تربط بينها ههذ االفكهار .ومتثهل
خريطة الشكل ( )Vانموذج يساعد عىل فههم التفاعهل بهني املعرفهة السهابقة واملعرفهة
ﺯﻴﺩ
اجلديدة ,كام تساعد مدرس العلوم عىل تقدير مهدى مشهاركة طلبته يف معرفهة بعها
املبادئ العلمية .وان طريقة االكتشاف هلا قيمة سيكولوجية الهنها تشهجع الطلبهة عهىل
ﺍﻟﺨ
املكونة هلا هبدف مساعدة الطلبة ربط اجلانم النظري باجلانهم العمهيل ,وههي توضهح
ﻨﻲ
87
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
التفاعل بني البناء املفاهيمي والبناء االجرائي للمعرفة العلمية ,وهي ال تشهجع الطلبهة
ﺍﻟﻤ
عىل التعلم ذي املعنى فقط ,وانام تساعدهم عىل فهم الطريقة التي تؤدي هبم ات استنتاج
ﻨﺎﻫ
املعرفة .وتشري ات االحداث واالشياء التي هي اساس انتهاج املعرفهة ,وانه مهن املههم
يصبح املتعلمون واعني لالحداث واالشياء التي يامرسوهنا ,وهذا الوعي ال يتحقهق اال
ﺞﻭ
يف الدراسة العملية يف املخترب.
وتتكون خريطة الشكل ( )Vمن جانبني مها:
ﻁ
اجلانب االيمن :ويمثل اجلانم املفهاهيمي (النظهري) ويسهمى احيانه ًا باجلانهم
ﺭﺍﺌ
التفكريي ,ويتكون من املفاهيم واملبادئ املتضمنة موضوع الدرس.
ﻕ
واجلانب االيرس :ويمثل اجلانم االجرائي (العميل).
وعند نقطة التقاء الشهكل ( )Vمهن االسهفل تكتهم االشهياء أو االحهداث ويف
ﺍﻟﺘ
وسط الشكل ( )Vيكتم السؤال الرئييس أو جمموعة االسئلة الرئيسية حهول موضهوع
ﺩﺭﻴ
الدرس .وحيدث تفاعل بني اجلانبني االيرس وااليمن خلريطة الشهكل ( )Vمهن خهالل
السؤال الرييس أو االسئلة الرئيسية التي تقع اعىل الشكل ( )Vبني اجلهانبني .ويوضهح
ﺱ
وجيم تقديم خرائط املفهوم قبل خريطة الشكل ( .)Vوتتضمن تقديم خريطة الشهكل
( )Vاخلطوات التالية:
ﺍﻟﺨ
88
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
واملالحظات لالشياء واحلوادث بشكل يسمح لإلجابة عن السؤال الرئييس
ﻨﺎﻫ
واالسئلة الرئيسية ,وجيم السامح للطلبة باملناقشة مع املدرس وفهيام بيهنهم,
لتكون املعارف اجلديدة من خالل معرفة افضل الطرق لتنظهيم املالحظهات
ﺞﻭ
واملشاهدات.
.4تقديم املعهارف املستخلصهة :ينباهي َأ ّن يهدرك املهتعلم يف ههذ املرحلهة َأن
ﻁ
الوصول ات املعهارف اجلديهدة يتطلهم اسهتخدام املفهاهيم واملبهادئ التهي
ﺭﺍﺌ
حيملوهنا مسبق ًا واملدونة يف اجلهة اليمنى وهذ املعارف املستخلصة اجلديهدة
بدورها جتعل املهتعلم يعهزز أو يعهدل معرفته السهابقة ,كهام تتهيح الفرصهة
ﻕ
الكتشاف عالقات جديدة فيام بينها حيث يوجد تفاعل نشط بهني مها يعرفه
ﺍﻟﺘ
وما يتوصل الي من معارف جديدة ,واملعارف التي يتوصل اليها املتعلمهون
باالكتشاف ينباي ان تكتم عىل السبورة وتناقش.
ﺩﺭﻴ
.5تقديم املبادئ والنظريات :وهنا يوضح املدرس للطلبة ان املبادئ تنهت مهن
ﺱ
89
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
أنموذج (وودز)
ﺍﻟﻤ
بدأت فكرة ههذا االنمهوذج ) (Robin woodsمنهذ َأ ّن كهان ريهدرس طفليه يف
ﻨﺎﻫ
البيت ,حيث اعجم بكيفية تعلم االطفهال املههارات االساسهية يف القهراءة والكتابهة,
خصوص ًا حماوالهتم يف تفسري العامل الطبيعي املحيط هبم .وقد تبلور هذا االعجاب بعد
ﺞﻭ
عدة سنوات عندما اصبح (وودز) معل ًام ملادة العلوم ,حيهث الحهت تباينه ًا واضهح ًا يف
تفسريات طالب للعامل الطبيعي املحيط هبهم .وأعجهم كثهري ًا بتفسهرياهتم ,فتجهددت
ﻁ
رغبت يف فهم كيف يتعلم الطالب العلوم ,وعند اطالعات يف ههذا املجهال توصهل ات
ﺭﺍﺌ
اعامل كل من :
ﻕ
) (Audery Champagne, Jim Minstrell, Roger Osborneوآخههرين
غريهم من الذين تطرقوا ات حماوالت االفراد يف تفسري العامل الطبيعي املحيط هبم وفهق
ﺍﻟﺘ
تنبؤاهتم مع استخدام معلوماهتم السابقة أو نظرياهتم الفطريهة وقابليهاهتم يف عمليهات
ﺩﺭﻴ
عقلية تنتهي بالتوصل ات النتائ وهذا ما الحظ (وودز) عند طفلي .التقى (وودز) يف
احد االيام من عام ( )1991به ( )Richard Thorleyاالستاذ املساعد يف كلية الرتبيهة-
ﺱ
اف جامعههة املتخصههيف يف علههم الفيزيههاء ,والههذي كههان يههدير ورشههة عمههل بهه
) (Rochosterحههول تاههري املفهههوم ,وانتهههت نتههائ مناقشههتهام عنههد انتقههاء موضههوع
الكهربائية وهي من املواضيع ذات التطبيق العميل ,وقاما ب عداد اسهئلة للكشهف عهن
-
نظريات االطفال الفطرية حول تعلم العلوم ,مثالً :كيف يتم نزع فتيهل احهد املصهابيح
ﺯﻴﺩ
الكهربائية ,كيف يتم قطع احد االسالك الكهربائية من الدائرة الكهربائيةا ...الخ.
وكان التدريس ضمن جمموعات صارية عىل وفق اخلطوات التالية:
ﺍﻟﺨ
النتائ .
ﻨﻲ
90
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
التفسههريات اخلاطئههة ات التفسههري العلمههي الصههحيح .اسههتارق عمههل
ﻨﺎﻫ
) (Thorley & Woodsمهع طالهبهام مهدة ( )8-6اسهابيع حهول موضهوع
الكهربائية .لقد ظهرت نتائ عملهام حتسن يف تعديل الفههم اخلهاطئ لهدى
ﺞﻭ
الطلبة لبعا املفاهيم الفيزيائيهة ذات الفههم اخلهاطئ ,وعهىل اسهاس ههذ
التجربة بنى (وودز) انموذج املتمثل بثالث مراحل رئيسية هي:
ﻁ
اوالا :التنبؤ :وهي احدى عمليات االكتشاف ,ويف هذ العملية يكهون الطالهم
ﺭﺍﺌ
قادر ًا عىل تقديم معلومات غري معروفة لدي بناءا عىل معلومات السابق .
ويمثل قدرة املتعلم عىل صياغة ما يمكن َأن حيدث مستقي ً
ال بناء ًا عىل املعلومهات ﻕ
السابقة .وقد اكد ) (Clement,1982عىل أمهية هذ املرحلة حني ذكر َأن ال بد من اتباع
ﺍﻟﺘ
إسرتاتيجية ترمي ات توعية املتعلمني باملعلومهات االوليهة التهي حيملوهنها وذلهك بهأن
يطلم منهم تنبؤات مبنية عىل معلوماهتم السابقة بام سهوف حيهدثَ .أن املالحظهة مهن
ﺩﺭﻴ
العمليات االساسية التي يستخدم فيهها املهتعلم حواسه للتوصهل ات املعلومهات عهن
ﺱ
ااشياء أو الظواهر وقد يستخدم حاسة أو اكثر من حاسة لذلك .وههي مهن الوسهائل
الرضورية للوصول ات احلقائق واملفاهيم والقوانني والنظريات التهي تفسههر الظهواهر
املختلفة املحيطة باملتعلم .وذلك بدء ًا من التلميذ الصاري حتى العامل الباحث يف خمتهرب .
-
أمهها:
َ .1أ ّن يستخدم للمالحظة اكرب عدد من احلواس.
ﺍﻟﺨ
َ .2أ ّن تشمل املالحظة التايريات احلادثة سواء أكانت طبيعية ام غري طبيعية.
َ .3أ ّن يكون الفرق واضح ًا بني املالحظة واالستنتاج ,فبينام املالحظة تهؤدي ات
ﻴﻜﺎ
91
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
للمالحظة.
ﻨﺎﻫ
َ .4أ ّن تتم املالحظة بحيث يراعى اوج االختالف بهني ااشهياء قريبهة التامثهل
مثال مالحظة ورقة نباتية بدقة ضمن جمموعة اوراق متشاهبة.
ﺞﻭ
ويعد التنبؤ احدى مهارات االستقصاء ,إذ القدرة عىل توقع حدوث االشياء
تتضمن تصور ًا عقلي ًا يستخدم كل ما يتوفر لدى الفرد من معلومات يف ضوء املفاهيم
ﻁ
واملبادئ والقوانني التي تسري عليها الظواهر وااحداث العلمية .ومن خالل التوقعات
ﺭﺍﺌ
يستطيع الفرد َأن يربط املشكلة أو الظاهرة التي يقوم بدراستها ويضعها يف نسق
التوقعات املوجودة لدي .ويرى ايض ًا َأن للتدريس دور ًا اجيابي ًا يف ذلك بقول :
ﻕ
(البد من َأ ّن يقوم املدرس بتدريس طالب عىل التنبؤ من خالل االسئلة التي
ﺍﻟﺘ
يطرحها وتوفري الفرص التي تسمح هلم ببناء توقعاهتم ولو كانت هذ التوقعات يف
ﺩﺭﻴ
بداية االمر خاطئة) .وتطبيق ًا هلذ املرحلة من أنموذج (وودز) يذكر (اخللييل )1996,
أن يطلم من املتعلمني َأ ّن يصفوا الظاهرة اخلاضعة للدراسة ويتنبأون بام حيدث بناء ًا
ﺱ
عىل ما لدهيم من معارف ومعلومات سابقة عنها ,ويتم ذلك يف فرق عمل حيث
يشارك كل ( )4 - 2متعلم بالتنبؤ بام سوف حيدث ,فيتمكن كل واحد منهم يف هذ
-
باستقبال معلومات جديدة مل تكن متوفرة من قبل ,ويندر ما تكون املالحظة دقيقة
وموضوعية بقدر ما تكون املعلومات الواردة صحيحة وثابتة .ومن اجل ذلك ف ن
ﺍﻟﺨ
التدريم املستمر عىل املالحظة يكسم املتعلم القدرة عىل دقة املالحظة وشموليتها
بحيث ال تؤخذ االمور من زاوية ضيقة .ويف هذ احلالة يكون املتعلم يف حالة تسمح ل
ﻴﻜﺎ
بمالحظة مجيع العوامل والظروف املصاحبة للموضوع ذي العالقة ويؤكد عىل رضورة
ﻨﻲ
التدريم عىل املالحظة ,إذ ذكر املالحظة بأهنا انتبا مقصود ومنظم ومضبوط للظواهر
92
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
أو ااحداث أو ااشياء بارض اكتشاف أسباهبا وقوانينها ,حتتاج ات تدريبات عملية
ﺍﻟﻤ
البد للمتعلم من التدريم عليها ,كام تلزم املتعلم استخدام حواس املختلفة واالستعانة
ﻨﺎﻫ
بأدوات واجهزة علمية احيان ًا.
وبناء ًا عىل ما سبق ف ن املالحظة العلمية تتميز به :
ﺞﻭ
.1الشمول حيث يالحت املتعلم مجيع العوامل التي قد يكون هلا اثر يف احداث
ظاهرة ما.
ﻁ
.2الدقة واملوضوعية واالبتعاد عن التحيز ,حيث تتأثر املالحظة هبذ
ﺭﺍﺌ
اخلصائيف
ﻕ
.3االستعانة بالوسائل العلمية املناسبة مثل (املجهر الضوئي) وغري والتي
تعني املتعلم عىل املالحظة الدقيقة ,وان يسجل مشاهدات بعد املالحظة
ﺍﻟﺘ
مبا ة .
ﺩﺭﻴ
يتعامل املتعلمون منها من اجل تعلم املفاهيم العلمية .وأن املالحظة متثل
املكانة االوت يف اكتساب املعرىف لدى الفرد ,وتتم باستخدام اانسان لبعا
-
ثالث اا :التفسري :ويعني ب احلصول عىل معنى املعلومات املتوافرة .وهو من
املهارات اهلامة كون يتعلق بتفسري املعلومات التي يالحظها االنسان.
وتستند هذ املرحلة عىل افرتاض َأ ّن العلم هيدف ات ابعد من جمرد وصف
ﺍﻟﺨ
الظواهر املختلفة بل يتعداها ملحاولة معرفة اسباب هذ الظواهر وذلك ألن الوصف
ﻴﻜﺎ
لظاهرة معينة مهام كان دقيق ًا ال يؤدي يف حد ذات ات فهم الظاهرة ومعرفة اسباهبا.
وحتتاج عملية تفسري الظواهر ات ادراك العالقات بني الظواهر املراد تفسريها وبني
ﻨﻲ
93
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
املتاريات التي تالزمها أو تسبقها .وال يقف العلم عند جمرد تفسري ظواهر معينة
ﺍﻟﻤ
وحمدودة وانام هيدف ات اجياد تعميامت تفيد يف تفسري اكرب عدد ممكن من الظواهر ,ويف
ﻨﺎﻫ
ح النتائ التي حصلوا عليها بناء ًا عىل تنبؤاهتم هذ املرحلة يطلم من املجموعات
السابقة ومالحظاهتم ,ويتدخل املدرس لنقل املتعلمني ات الفهم السليم املتفق مع
ﺞﻭ
النظريات العلمية .وتربز أمهية التفسري من َأن العقل البرشي يتدخل بصورة مبا ة
من خالل حماولة اانسان (بوعي أو بدون وعي) ا اك معلومات السابقة يف عمليات
ﻁ
التفسري ,وبذلك ييرس الفهم الذي هو احد اهداف العلمَ .أن املراحل السابقة جتعل
ﺭﺍﺌ
املتعلم يفكر وينت مستخدم ًا معلومات وقابليات يف عمليات عقلية وعملية تنتهي
بالوصول ات النتائ .وهنا مل يعد دور املعلم ملقن ًا أو جميب ًا عن االسئلة بل اصبح موجه ًا
ﻕ
ومله ًام للطلبة يعينهم عىل البحث والتقيص من خالل مواقف معينة أو اسئلة تفكريية
مفتوحة تتحدى تفكريهم وحتثهم عىل البحث .و َأ ّن سلوك املتعلم يف تطبيق مراحل
ﺍﻟﺘ
انموذج (وودز) إذ ذكر َأ ّن املتعلم يستخدم حواس وعقل وحدس يف تكامل وانسجام
ﺩﺭﻴ
حلل املشكالت املعرفية التي تواجه باملوضوعية واول خطوة يبدأ هبا هي االندهاش مما
يشاهد ,وهذا يؤدي ات الشد ثم يبدأ بالتنبؤ واملالحظة وصوالً ات تفسري الظواهر
ﺱ
ويكون لدي الرغبة يف َأن جيد تفسريأ ملا الحظ بنفس .وهذا ينمي لدى املتعلم مهارات
ااستقصاء وااكتشاف واملالحظة والتجريم والتفكري العلمي .ويؤكد دافعية املتعلم
-
نحو التعلم ويزيد نشاط ومحاس جتا عملية التعلم والتعليم ,ومن اجلدير باالهتامم َأ ّن
هناك متاثل بني النمو الفكري عند (بياجي ) الذي يعرب عن بنمط مستمر من انامط
ﺯﻴﺩ
التوازن املتدرج بني عمليتني عقليتني متكاملتني مها :التمثيل واملوائمة يف معطيات
اخلربة اجلديدة التي تتم يف هذا البناء املعريف ,بعد َأن تدم معطيات اخلربة اجلديدة في
ﺍﻟﺨ
من خالل عملية التنظيم وتسمى هذ العملية كاملة بالتكيف مع معطيات اخلربة .أما
(وودز) فقد حدد النمو الفكري لدى املتعلم يف انموذج من خالل عمليات العقلية
ﻴﻜﺎ
94
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
اوالً :االنموذج التعليمي المعرفي The Cognitive Instructional Model
ﻨﺎﻫ
) )Daniel Nealeوتشارلز اندرسون ابتكر هذا األنموذج دانيال نيل
) (Charles Andersonوجمموعة من زمالئهام سنة ).)1987
ﺞﻭ
يتألف األنموذج من تسع مراحل هي-:
ﻁ
.1التعليم املبارش :وفيها يبدأ املعلم ب عطاء متهيد عام عن أهداف الدرس
ﺭﺍﺌ
وحمتوا والارض من ذلك هو تركيز انتبا املتعلمني عىل املطلوب إنجاز يف
الدرس وإثارة دافعيتهم.
ﻕ
.2املراجعة : Reviewوفيها تتم مناقشة الدروس السابقة ذات الصلة بالدرس
اجلديد من اجل التأكد من هذ املعرفة وهتيئتها الستيعاب مستجدات
ﺍﻟﺘ
الدرس احلايل.
ﺩﺭﻴ
95
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ملساعدهتم يف الوصول إت املطلوب.
ﻨﺎﻫ
.5التبيان أو التعبري : Representationيف هذ املرحلة يعرب املتعلمون عن
نتائ نشاطاهتم باجلداول والرسومات واللوحات والكلامت ,والارض من
ﺞﻭ
ذلك هو تعويدهم عىل االتصال مع اآلخرين والتعبري عام توصلوا إلي من
نتائ .
ﻁ
.6احلوار واملناقشة : Discussionتتم مناقشة نتائ النشاط التي توصل إليها
ﺭﺍﺌ
املتعلمون إذ يطرح املعلم جمموعة من األسئلة مثل :ماذا وجدتم (ا) ماذا
ﻕ
عملتم ملاذا حدث هذا (ا) ما الدالئل التي وجدمتوها تدعم رأيكم (ا).
مرة أخرى من قبل املعلم يف .7االخرتاع :Inventionيتم التدريس املبا
ﺍﻟﺘ
هذ املرحلة ,إذ يتم تعليم املفاهيم اجلديدة وإعطاء التفسريات .أي يتم
ﺩﺭﻴ
إعادة تشكيل البناء املعريف للمتعلم بام يضمن التعلم ذا املعنى لدى املتعلم.
.8التطبيق :Applicationيتم جتريم املعرفة اجلديدة يف مواقف جديدة.
ﺱ
بالدروس األخرى.
ﺯﻴﺩ
ثانياً :انموذج بوسنر وزمالئه() Posner, Strike, Hewson & Gertzog, 1982
تتألف هذ االسرتاتيجية من مخس مراحل كام يأ -:
ﺍﻟﺨ
96
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
تشخييف أخطاء التفكري عند املتعلمني.
ﻨﺎﻫ
.3تطوير اسرتاتيجيات ملعاجلة هذا الفهم املالوط لدى املتعلمني.
.4مساعدة املتعلمني عىل استيعاب املحتوى العلمي عن طريق عرض بأشكال
ﺞﻭ
خمتلفة.
.5تطوير برام تقويم مناسبة تساعد املعلم يف التحقق من حصول التايري
ﻁ
أملفاهيمي عند املتعلمني.
ﺭﺍﺌ
ثالثاً :االنموذج التعليمي -التعلمي The Instructional Teaching Learning Model
ﻕ
ورد هذا األنموذج بأسامء خمتلفة يف العديد من البحوث والدراسات من
بينها :أنموذج التعلم البنائي , The Constructivist Learning Modelأو أنموذج
ﺍﻟﺘ
املنحى البنائي يف التعليم الذي يوج التع ّلم .يؤكد هذا األنموذج عىل ربط العلم
ﺩﺭﻴ
بالتقنية واملجتمع ,ويتم في مساعدة املتعلمني عىل بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية
وفق أربع مراحل هي-:
ﺱ
.1الدعوة :وفيها يبدأ الدرس بجذب انتبا املتعلمني وإ اكهم يف النشاط .يف
حني يرتكز النشاط حول إثارة التساؤل عن العامل الطبيعي يف العلوم ,إذ
-
.3اقرتاح احللول والتفسريات :وفيها تتم عملية تفسري النتائ يف العلم وعملية
املفاضلة بني احللول املطروحة يف التقنية.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
97
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
.4اختاذ األجراء :ويف هذ املرحلة يتم اختاذ أجراء من نوع ما ,ويكون بتطبيق
ﺍﻟﻤ
العلم يف مسائل جديدة أو يف احلياة ,أو باختاذ قرار معني إزاء املشكلة
ﻨﺎﻫ
املطروحة يف التقنية.
رابعاً :االنموذج الواقعي المطور:
ﺞﻭ
ظهر األنموذج الواقعي لتوظيف متطلبات الفلسفة البنائية ومبادئ تدريس
العلوم يف حتسني هذا التدريس بمختلف الظروف الواقعية املتمثلة بطبيعة موضوع
ﻁ
الدرس ,وخصائيف املتعلمني واملعلم واملدرسة والبيئة املحلية .وقد طور خليل اخللييل
ﺭﺍﺌ
( 1417ههه) هذا األنموذج انطالقا من معطيات الواقع يف املدارس العربية ,ووصف
ﻕ
قائال :يتألف هذا األنموذج من ثالث مكونات هي:
املكون األول :حتليل الواقع (ما قبل التدريس)
ﺍﻟﺘ
يمثل الواقع املنطلق األساس يف األنموذج ويتحدد هذا الواقع من خالل إجابة
ﺩﺭﻴ
يمثل هذا املكون ااطار املكتوب ملا سيتم إثناء الدرس ,ويتألف من ستة عنا
ﻴﻜﺎ
هي:
.1حتديد املدخل (التهيئة احلافزة)
ﻨﻲ
98
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
.3إعداد اخلطوط العريضة لألهداف املنشودة.
ﻨﺎﻫ
.4إعداد األسئلة املثرية للتفكري والكاشفة للمعرفة السابقة.
ﺞﻭ
.5حتديد التجارب والنشاطات التي سينفذها املتعلمون.
.6إعداد أسئلة للتقويم البنائي واحلوار.
ﻁ
.7حتديد أوج ربط املعرفة العلمية بحياة املتعلم وببيئت وبالدين.
ﺭﺍﺌ
املكون الثالث :التنفيذ (وصف التدريس)
ﻕ
يمثل هذا املكون وصف ما جيري يف درس العلوم ,والذي يفرتض أن يتم يف
حجرة املخترب .ويتم هذا ب تباع اخلطوات اآلتية بشكل متسلسل:
ﺍﻟﺘ
.1املدخل :ويتم في الدخول بالدرس من خالل التهيئة احلافزة وإثارة فضول
ﺩﺭﻴ
يعد العديد من الرتبويني النظرية البنائية األكثر إبداع ًا يف الرتبية العلمية عن
ﺯﻴﺩ
العملية ضمن جمموعات ,كام تؤكد عىل املشاركة الفكرية الفعلية يف النشاط بحيث
حيدث تعلم ذو معنى قائم عىل الفهم .
ﻨﻲ
99
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
-1إستراتيجية تروبر وبايبي في التعليم البنائي-:
ﻨﺎﻫ
تقوم هذ ااسرتاتيجية عىل مخس عمليات يمكن ذكرها يف عالقة تسلسلية
كام يأ :
ﺞﻭ
ج) التفسري. ب) االستكشاف. أ) االندماج أو االشرتاك.
ﻁ
هه) التقويم. د) التفصيل.
ﺭﺍﺌ
-2إستراتيجية دورة التعلم-:
تعد هذ ااسرتاتيجية ترمجة لبعا األفكار النظرية البنائية املعرفية عند (جان
ﻕ
بياجي ) يف جمال التدريس بصفة عامة .وقد استوحى كل من (أتكن وكارلس) هذ
ﺍﻟﺘ
األفكار وقاما بوضع تصور مبدئي هلذ ااسرتاتيجية عام ( ) 1962غري أن (كاربلس
وآخرين) قد ادخلوا عليها بعا التعديالت عام ( ,) 1974وتسري عملية التدريس
ﺩﺭﻴ
أ) األستكشاف.
ب) اابداع املفاهيمي ( تقديم املفهوم ).
-
أ) املهامت :ويتم فيها توزيع املهامت التعليمية عىل الطالب ,مث ً
ال زراعة نبات أو
إجراء جتربة.
ﻴﻜﺎ
ب) املجموعات الصارية :يطلم فيها من الطالب انجاز املهامت التعليمية هبيئة
ﻨﻲ
100
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ج) املشاركة :بعد انجاز املهامت تندم املجموعات الصارية السابقة يف جمموعة
ﺍﻟﻤ
واحدة وتقدم النتائ ويتقدم املدرس لبلورة الفهم العلمي السليم وتعميق .
ﻨﺎﻫ
:4إستراتيجية المتشابهات -:
ﺞﻭ
يف الوطن العريب ,وتقوم يف جوهرها عىل تشبي املفاهيم غري املألوفة بأخرى مألوفة مع
حتديد أوج الشب وأوج االختالف ,ويمكن إرجاع األصول الفلسفية اسرتاتيجية
ﻁ
املتشاهبات إت النظرية البنائية.
ﺭﺍﺌ
ففي هذ النظرية يقوم الطالم ببناء املعرفة بنفس ,كام أن تعديل املفاهيم
ﻕ
اخلاطئة لدي يعد من املبادئ األساسية هلذ النظرية وهذا يتم ايض ًا يف إسرتاتيجية
املتشاهبات ففيها يبني الطالم املعرفة من خالل اقرتاح للمتشاهبات املالئمة للمفاهيم
ﺍﻟﺘ
األحيائية وتفاعل مع املتشاهبات التي يقدمها املدرس .
ﺩﺭﻴ
نبذة عامة-:
عرفت املتشاهبات منذ قديم الزمان واستعملت يف كافة شؤون احلياة ,وكثر
ﺱ
استخدام املتشاهبات يف العملية الرتبوية فكثري ًا مايقوم املدرس بالتشبي وعقد املقارنة
بني املشب واملشب ب اثارة العمليات العقلية من ختيل وتصور وغريها ,مما يسهل عملية
-
التعلم .وتبني إسرتاتيجية املتشاهبات جرس ًا بني املفاهيم غري املألوفة ,واملعلومات
ﺯﻴﺩ
السابقة للطالب لتساعدهم عىل تكوين بنية معرفية جديدة خاصة للمفاهيم املجردة,
وأن أي مشكلة تبدو غريبة وغري مألوفة يمكن فهمها إذا تم التفكري فيها من خالل
املتشاهبة .وتعتمد إسرتاتيجية املتشاهبات عىل املفاهيم التي اكتسبها الطالم سابق ًا
ﺍﻟﺨ
عندما تعرض علي مفاهيم جديدة غري مألوفة ,إذ تقرب املفاهيم اجلديدة غري املألوفة
إت ذهن الطالم من خالل إجياد أوج التشاب وااختالف بني املفاهيم املوجودة يف
ﻴﻜﺎ
خربات الطالم السابقة وبني املفاهيم اجلديدة ,فتصبح املفاهيم غري املألوفة مألوفة
ﻨﻲ
101
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ومدركة لدى الطالم,وبالتايل تعد إسرتاتيجية املتشاهبات مهمة يف بناء املعرفة يف دماغ
ﺍﻟﻤ
الطالم عىل قاعدة من املفاهيم التي سبق تعلمها .وتعرف املتشاهبات بأهنا عملية ربط
ﻨﺎﻫ
بني مفهومني متساويني يف درجة الصعوبة ومستوى العمومية وجيمع بينهام عنا
مشرتكة ,أال إن احد هذين املفهومني مألوف لدى الطالم واآلخر غري مألوف هبدف
ﺞﻭ
جعل غري املألوف مألوف ًا ,واملتشاهبات إسرتاتيجية يستخدمها املدرسون للربط بني
اخلربات السابقة للطالب واخلربات اجلديدة ,إذ إن التدريس باملتشاهبات هو حماولة
ﻁ
إجياد عالقة بني مفهومني غري متشاهبني يعرف الطالم احدمها وال يعرف اآلخر,
ﺭﺍﺌ
فيحاول إجياد السامت املشرتكة وغري املشرتكة بني املفهومني.
فلو أراد املدرس أن يعلم الطالب مفهوم كريات الدم البيا علي أن يوضح
ﻕ
للطالب أن الكريات البيا تشب يف عملها عمل قوات األمن إذ تعترب كريات الدم
البيا خط ًا دفاعي ًا ملواجهة األجسام الاريبة التي تدخل اجلسم كامهو احلال يف قوات
ﺍﻟﺘ
األمن التي تعمل عىل محاية الدولة من األعداء ,وكذلك تقوم الكريات البيا بابتالع
ﺩﺭﻴ
التشاب هذا بني عمل الكريات البيا وعمل قوات األمن إالّ ان يوجد اختالف بينهام
فكريات الدم البيا تكون صارية جد ًا جمهرية بينام أفراد قوات األمن يمكن
-
مشاهدهتم بالعني املجردة وكريات الدم توجد داخل جسم الكائن احلي بينام قوات
األمن توجد يف املعسكرات و بعا املناطق اآلخرى.
ﺯﻴﺩ
التشاب بني اخلربات املخزونة وتقوم املتشاهبات عىل مبدأ إجياد الطالم لعنا
لدي وبني اخلربات اجلديدة وهبا يبدأ تعلم للخربات اجلديدة وهو ما يوفر الزمن
ﺍﻟﺨ
الرضوري للتعلم اجلديد وتسهل ,واجياد املتشاهبات عىل املدرس أن يركز عىل
املفهوم األحيائي الذي يريد أن يصطنع ل متشاهبة ,ومن ثم خيتار املجال الذي يكون
ﻴﻜﺎ
للمتشاب التقاء مع املفهوم وبعد ذلك إجياد عوامل التقاطع واالختالف بينهام.
ﻨﻲ
102
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
أجزاء المتشابهة-:
ﺍﻟﻤ
لتحقيق أهداف التدريس ب سرتاتيجية املتشاهبات ينباي توفر مجيع األجزاء
ﻨﺎﻫ
اآلتية:
.1املشب ( أي حتديد املفهوم األحيائي املستهدف ).
ﺞﻭ
.2املشب ب (ينباي أن يكون مألوفا للطالب وخيتار بعناية ووضوح ).
ﻁ
.3السامت املشرتكة (أي حتديد أوج الشب بني املفهوم األحيائي املشب واملشب
ﺭﺍﺌ
ب)
.4السامت خارج املوضوع ( حتديد أوج االختالف بني املشب واملشب ب ).
ﻕ
خطوات التدريس بإستراتيجية المتشابهات -:
ﺍﻟﺘ
خطوات التدريس بأسرتاتيجية املتشاهبات:
ﺩﺭﻴ
103
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
-6تقديم خالصة عن املفهوم األحيائي املستهدف .
ﻨﺎﻫ
انواع التدريس بالمتشابهات -:
ﺞﻭ
هناك ثالثة أنواع للتدريس باملتشاهبات هي كاآل :
- 1التدريس العرضي التفسيري :
ﻁ
يعتمد هذا النوع اعتامد ًا كلي ًا عىل املدرس إذ يقوم بتقديم املتشاهبة و ح
ﺭﺍﺌ
العالقات وحتديد أوج التشاب واالختالف بني املفهوم األحيائي واملتشاهبة ,أما
الطالم فيكون دور سلبي ًا إذ ال يقوم بأي نشاط عقيل إالّ مشاركة قليلة يف هناية
ﻕ الدرس.
ﺍﻟﺘ
- 2التدريس الموجه بالمتشابهات :
ﺩﺭﻴ
يكون الدور مشرتك ًا بني املدرس والطالم يف هذا النوع إذ يقدم املدرس املفهوم
ح وينتقي املتشاهبة املالئمة للمفهوم بمشاركة الطالب ,ومن ثم األحيائي املراد
ﺱ
إعطاء الفرصة للطالب الستنتاج أوج التشاب واالختالف بينهام ,ويتم ذلك بتوجي
املدرس وإ اف .والباحث استخدم هذا النوع يف تدريس طالب املجموعة التجريبية.
-
املالئمة وإجياد أوج التشاب واالختالف بني املتشاهبة واملفهوم األحيائي وهذا النوع
يكون فعاالً يف التدريس إذا كان للطالب القدرة عىل التخيل ومهارات االستدالل
ﺍﻟﺨ
التشاهبي وفيامعدا ذلك فهي متثل عائق ًا للمدرس ملا جيد من تفاوت يف معلومات
طالب ,وقد يكون فيها إضاعة لوقت الدرس.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
104
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
أوجه المتشابهات-:
ﺍﻟﻤ
حددت األوج اآلتية للمتشاهبات :
ﻨﺎﻫ
- 1تشبي يف املظهر اخلارجي كاحلجم ,مثل :جسم ضخم كالفيل ,والشكل
ﺞﻭ
مثل :وجهها مجيل كالقمر,واللون مثل :شعر أبيا كالثل .
- 2تشبي يف الوظيفة ,ويتجىل يف كيفية العمل واألداء مثل تشاب عمل شبكة
ﻁ
الرصف الصحي يف املنزل وعمل اجلهاز البويل لإلنسان.
ﺭﺍﺌ
- 3التشبي يف احلواس كالذوق مثل :عنم حلو كالعسل ,والشم مثل :رائحتها
زكية كاملسك ,واللمس مثل :برشهتا ناعمة كاحلرير ,والسمع مثل :صوت
ﻕ
مزع كالرعد ,والبرص مثل :برص حاد كالصقر.
ﺍﻟﺘ
أمثلة لبعض المتشابهات في كتب علم األحياء-:
ﺩﺭﻴ
ويرى الباحث أن توجد الكثري من املفاهيم يف علم األحياء يمكن للمدرس أن
يستخدم فيها املتشاهبات ,وأورد الباحث يف املخطط اآل بعض ًا منها :
ﺯﻴﺩ
حجر البناء -11خلية الكائن احلي جدار املدرسة جدار اخللية -1
105
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
(املشبه) (املشبه)
ﻨﺎﻫ
حبة الفاصوليا -14كلية اانسان طي املرور -4لسان املزمار
ﺞﻭ
امللكة -16نواة اخللية كابل التليفون -6احلبل الشوكي
ﻁ
أسالك اهلاتف -18األعصاب ملعقة األكل -8ذيل اخلفاش
ﺭﺍﺌ
األيدي -19الروافع السلم شكل ألDNA -9
-4متثل أداة فعالة يف إحداث التاري املفهومي للتصورات البديلة املتكونة لدى
الطالب.
-5تسهل من فهم املفاهيم املجردة ,من خالل تركيزها عىل التشبي مع العامل
ﺍﻟﺨ
احلقيقي
ﻴﻜﺎ
106
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
صالحيتها وتطوير معلوماهتم عنها.
ﻨﺎﻫ
-8مساعدة املدرس يف الكشف عن التصورات البديلة عند الطالب ملا سبق
تعلم عند بداية التدريس انطالق ًا من أن الكشف عن معلومات الطالب
ﺞﻭ
القبلية يمثل لم التعلم البنائي.
أهداف التدريس بإستراتيجية المتشابهات-:
ﻁ
التدريس ب سرتاتيجية املتشاهبات حيقق األهداف اآلتية-:
ﺭﺍﺌ
-1تنشط اجلانم األيمن من الدماغ من خالل مالحظة التشاب بني املفاهيم
ﻕ األحيائية وإجياد العالقات بينها.
-2تعمل عىل تقريم املفاهيم األحيائية وهوما يساهم يف تعديل املفاهيم
ﺍﻟﺘ
اخلاطئة يف بنية الدماغ وبالتايل حيسن اجلانم األيمن من الدماغ يف قدرات
ﺩﺭﻴ
-2يسمح للطالب ب جياد املتشاهبات التي يرغبون فيها ,وال يفرض عليهم
متشاهبات معينة.
ﻨﻲ
107
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
بعيدة عن املفهوم األحيائي واملتشاب املستخدم ,وهنا عىل املدرس أن يوج
ﻨﺎﻫ
الطالب إت أن اليبتعدوا كثري ًا يف متشاهباهتم.
-4يوضح املدرس أن وجود أوج الشب اليعني التطابق بني املفهوم األحيائي
ﺞﻭ
واملتشاب املستخدم ,فتبقى هناك فروق مهمة وخصائيف لكل من املفهوم
األحيائي واملتشاهبة.
ﻁ
شروط نجاح التدريس باستخدام إستراتيجية المتشابهات -:
ﺭﺍﺌ
تعتمد إسرتاتيجية املتشاهبات عىل اختيار املتشاب املناسم بحيث يكون مألوف ًا
ﻕ
من واقع احلياة أو مشاهب ًا يف اللفت ,أو قد يكون مشاهب ًا يف الشكل إذ حدد املتشاهبات يف
النقاط اآلتية:
ﺍﻟﺘ
-1الواقعية :ويقصد هبا أن تكون املتشاهبات من واقع احلياة اليومية للطالب.
ﺩﺭﻴ
يدرس .و َأن يتوحد مع هذا املوضوع .ف ذا كان املدرس بصدد تعليم الطالب كيف
ينبت القمح فأن يستخدم املتشاهبة الشخصية عىل النحو اآل -:
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
108
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ختيل نفسك حبة قمح ,وضعك الفالح يف وعاء ,اخذك إت احلقل املحروث
ﺍﻟﻤ
امسك بحفنة من القمح كنت حبة فيها ونثرك يف األرض ,سقطت بني ذرات الرتاب,
ﻨﺎﻫ
وبعد يومني أمطرت السامء ,فتبللت واختفيت داخل الرتاب ,بدأت الرطوبة تترسب
إت جسدك حتركت النواة بداخلك ,أخرجت جذرا صاري أثبتك يف األرض وأخرجت
ﺞﻭ
ساق ًا صارية ,أ قت الشمس ,بدأت تشعر بالدفء قوى جذرك ...الخ .أن هذ
املتشاهبة جتعل الطالم يعيش العملية نفسها ويستوعبها ,ويفكر بدقائقها..
ﻁ
-2المتشابهة المباشرة-:
ﺭﺍﺌ
يقصد باملتشاهبة املبا ة أن يربط الطالم عالقة بني املوضوع وبني يشء آخر
ﻕ
يشبه ,ووظيفت ببساطة هو نقل ظروف املوضوع احلقيقي إت موقف آخر كي يعطي
تصور ًا جديد ًا لفكرة ما,ويبحث عن أوج الشب واالختالف بينهام .ويرسد (جوردن)
ﺍﻟﺘ
جتربة احد املهندسني كان يراقم حرشة حتفر يف خشم إحدى السفن فكلام أكلت أكثر
ﺩﺭﻴ
توغلت أكثر والحت أن احلرشة حفرت هلا شقا يف اخلشم ,فتوصل املهندس (مارش
برانيل) إت فكرة استخدام آلة رفع السفن لبناء انفاق حتت املاء.
ﺱ
هي اسرتاتيجية تعليم برصية متثل فيها املوضوعات الفرعية يف خمطط دائري
يناظر البنية املفاهيمية وحتتوي عىل دائرة مركزية تتعلق باملوضوع الرئييس حول سبعة
ﺍﻟﺨ
قطاعات كل منها يمثل األجزاء الفرعية للموضوع الرئييس .وهي اسرتاتيجية أو
ﻴﻜﺎ
109
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
وبرصي ًا للمفاهيم واملعلومات العلمية .والعادة بناء تفسري الطالم لفكرة ما أو إعادة
ﺍﻟﻤ
تنظيم تفسرية هلا ويتطلم إجراء تنظيم بني املعرفة السابقة واملعرفة اجلديدة لدي لارض
ﻨﺎﻫ
حتليل داخيل لألفكار املطروحة للمتعلم فهذا يساعد الطالم عىل التعامل عىل نحو
أفضل مع املفاهيم املجردة ,وقد أقرتح ( )Van Amerongenأن تطرح املعلومات يف
ﺞﻭ
حقل دائري يتبع املشاهدة لكلتا العينتني للتوفيق بني النظر وإغناء العمليات الذهنية,
فكانت فكرة البيت الدائري ( ,)Round Houseمن أجل تسهيل هذ العملية؛ فهذ
ﻁ
األسرتاتيجيات تتضمن حتليل املحتوى وإعادة ترتيم للمفاهيم تتطلم من املتعلم أن
ﺭﺍﺌ
يربر الصورة التي رسمها ,وتعد وسيلة تسمح للمعلمني يف التواصل مع الطلبة من
نظر الطالم .وعىل هذا األساس وقدم خالل فهم املفهوم من وج
لكون هذ
ﻕ
( ,)Wandersee,1994اسرتاتيجية البيت الدائري ات تالمذت
األسرتاتيجية جتهز بيئة غنية ألن املعلم حيصل عىل األفكار الرئيسة من حمتوى املوضوع
ﺍﻟﺘ
وبشكل يتصف باابداع ,وهذا جيعل العالقة بني الشكل الدائري واملفهوم اداة قوية
ﺩﺭﻴ
لنقل فكرة جمردة ات تصوير مرئي وملموس زيادة لعملية التذكر طويلة االمد ,وفضل
( ,) Wanderseeالشكل الدائري من عن غرية من األشكال اهلندسية األخرى يف
ﺱ
وضع خمططات وذلك بسبم سهولة رسمة بالفرجال أو طبعة ,مما يسهل معاجلة
املعلومات داخل الشكل وقد وصفت اسرتاجتية البيت الدائري ,بأهنا عبارة عن خمطط
-
حيوي دائرة مركزية يسجل هبا العنوان الرئييس ملوضوع الدرس ,ويرسم خط متموج
يمكن استخدامها عند رغبة املتعلم بتسجيل املوضوعات املتقابلة املرتبطة بحرف الواو
ﺯﻴﺩ
ثم يضيف املتعلم دائرة أخرى أكرب حول الدائرة األول ويقسمها ات سبع قطع ,وتو
استخدام الصورة والرموز داخل املقاطع.
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
110
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﺞﻭ
من
ﻁ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
أما سبم كون األجزاء اخلارجية للعملية سبعة قطاعات ,فهي متثل نظرية
جورج ميللر يف سعة الذاكرة قصرية املدى ,إذ يرى ميللر إن اانسان الطبيعي يستطيع
تذكر أشياء مع زيادة أو نقصان إثنني ,وترتبط هذ القطاعات ارتباط ًا مبا ًا بمحور
-
العجلة ويبدأ املعلم يملئ القطاعات األعىل (غالب ًا) ثم يكمل بأجتا عقارب الساعة
ﺯﻴﺩ
-1تساعد يف قيام املتعلم بمامرسة التعلم بنفسة وهذا يؤدي ات حفت املعلومة
بسهولة ويرس.
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
111
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
سهلة ومبسطة بأستخدام العبارات القصرية والرسومات .
ﻨﺎﻫ
-3تساعد املتعلم عىل تنمية بعا الذكاءات منها الذكاء اللاوي والذكاء
البرصي والذكاء املنطقي الريايض والذكاء الشخيص اخلارجي لدية.
ﺞﻭ
-4من املمكن للمعلم أن جيعل املتعلم يعيد تكوين شكل الدائرة كتقييم لريى
ما اذا كان يتذكر املعلومات التي أنشأها وحللها ,إذ يمكن استخدام التقييم
ﻁ
كأختبار مبكر أو متأخر لتحديد كمية املعلومات التي تعلمها.
ﺭﺍﺌ
-5تساعد عىل أكتساب املتعلمني بعا عمليات العلم ,ومنها عملية
ﻕ
التصنيف Classificationالتي يمكن أن تنمى لدى املتعلمني من خالل
تقسيم املعلومات املرتبطة باملفهوم الرئييس الذي يوضع يف حمور العملية
ﺍﻟﺘ
وبعدها أستخدام حرف الواو كأداة لربط الكلامت املتضمنة يف ذلك
ﺩﺭﻴ
التقسيم.
-6تنمية قدرة الطلبة عىل الرسم ,وذلك للعالقة الكبرية بني العلم والفن عند
ﺱ
تتميز الظواهر العلمية بأهنا متفرعة ,ويرتبط هبا كثري من األشياء كام اهنا
ﺯﻴﺩ
حتتوي عىل جمموعة من اخلصائيف والصفات .مما جيعل املتعلمني أثناء املوقف التعليمي
يف صعوبة إذ جيم عليهم ااملام بالكثري من األمور اخلاصة بالظاهرة العلمية وهذا
يتطلم اجياد طريقة أو أسلوب برصي يساعد الطلبة عىل تنظيم املعلومات العلمية
ﺍﻟﺨ
املتعددة للظاهرة العلمية الواحدة مثل انموذج املكعم إذ ان يعمل عىل تنظيم املعرفة
ﻴﻜﺎ
العلمية يف البناء املعريف للمتعلم والنظرية البنائية تركز عىل بناء املعرفة عند املتعلم
وربطها باملعرفة السابقة التي يمتلكها ومواجهة املتعلم بمواقف تعليمية تشجع املنافسة
ﻨﻲ
112
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
للوصول ات النتائ وتطبيقها يف مواقف جديدة .كام أن انموذج املكعم يعمل عىل
ﺍﻟﻤ
تقديم مواقف للمتعلمني ذات عالقة وظيفية بحياهتم وبيئتهم ويعمل املتعلمون من
ﻨﺎﻫ
خالل التفاعل مع االنشطة واخلربات الصفية والبيئية عىل اعادة بناء املفاهيم االساسية
أو البنى املعرفية لدهيم .
ﺞﻭ
أنموذج املكعم نوع من النامذج التدريسية القائمة عىل مبدأ تنظيم املعرفة
(أي التلميذ يبني املعنى ذاتيا ويصل إت املعرفة بنفس ) ,وقد طور هذا األنموذج عام
ﻁ
(1980م) من قبل ) ) Cowan and Cowanوهو يعمل عىل حتفيز املتعلم يف النظر ات
ﺭﺍﺌ
املفهوم العلمي من ستة جوانم متثل وجو املكعم الستة هي (الوصف ,املقارنة,
االرتباط ,التحليل التحويل ,الربهان) ومن ثم يوسع انموذج املكعم تفكري املتعلمني
ﻕ
وجيعل مرن ًا نتيجة عمق رؤية املفهوم العلمي من جوانم خمتلفة (متثل أوج املكعم)
ﺍﻟﺘ
ويتضمن هذا االنموذج بناء وتشكيل مكعم سدايس األوج كل وج من األوج
الستة يمثل املفهوم العلمي أو الظاهرة العلمية من جانم معني .ولتدريس الطلبة عىل
ﺩﺭﻴ
وفق أنموذج املكعم يتم تنظيم جلوسهم بشكل جماميع حول منضدة كل جمموعة متثل
وج من أوج املكعم او كل فرد يف املجموعة يمثل وج من أوج املكعم ,ويعملون
ﺱ
أما بشكل فردي أو مع بعظهم بشكل مجاعي عىل بناء املكعم وتشكيل ,ويتشارك
املتعلمني يف عملهم وواجباهتم لتاطية مجيع اآلراء ووجهات النظر حول املوضوع أو
-
املفهوم العلمي وهذا سيسمح جلميع املتعلمني َأ ّن يعملوا بطريقتهم املفضلة عىل عمل
ﺯﻴﺩ
اتصاالت قيمة فيام بينهم ناجتة عن املناقشات التي تولد جمموعة من اآلراء حول
املوضوع.
ﺍﻟﺨ
113
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
العلمية واألشياء األخرى حول .
ﻨﺎﻫ
- 3االرتباط :يربط املتعلمني بني األشياء التي ترتبط باملوضوع أو جتعل
املتعلمني يفكرون باملوضوع عندما يطرح .
ﺞﻭ
- 4التحليل :يبحث املتعلمني يف مكونات (املفهوم العلمي أو الظاهرة العلمية)
أي بمعنى مما يتكونا حيدد املتعلمون استخدمات أو وظيفة أو فائدة املفهوم
ﻁ
العلمي أو الظاهرة العلمية.
ﺭﺍﺌ
- 5الربهان :يبحث املتعلم يف التأكيد عىل أمهية املوضوع (املفهوم العلمي أو
ﻕ
الظاهرة العلمية) يف احلياة مع تدعيم ذلك باألمثلة.
-3االرتباط
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
-4التحليل
ﺱ
-2املقارنة
-
-5التحويل
-1الوصف
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
-6الربهان
ﻴﻜﺎ
114
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
استخدام أنموذج املكعم يف تدريس العلوم حيقق عدد ًا من األهداف هي:
ﻨﺎﻫ
-1يساعد على تنمية الذكاءات اآلتية:
ﺞﻭ
-الذكاء املنطقي الريايض :من خالل العصف الذهني الذي سيقوم املتعلمون
بعمل لتضمني األفكار يف وجو املكعم الستة.
ﻁ
-الذكاء البرصي املكاين :يمكن تنميت عند استخدام هذا الشكل ,وذلك ألن
ﺭﺍﺌ
الشكل جيعل املعلومات العلمية اخلاصة باملفاهيم العلمية منظمة بشكل
برصي يمكن رؤيت وبالتايل يسهل تذكر املعلومات واستدعائها.
ﻕ
-الذكاء الشخيص اخلارجي :تتم تنميت عند املتعلمني يف حالة قيام املتعلمون
بتصميم الشكل بصور جمموعات تعاونية.
ﺍﻟﺘ
-الذكاء اللغوي :تتم تنميت ر لدى املتعلمني من خالل املناقشات التي تتم بينهم
ﺩﺭﻴ
-2يساعد الشكل يف اكساب بعا عمليات العلم منها املرتبط بطبيعة الدرس
الذي سيصمم ل الشكل ,ومنها مرتبطة بالشكل نفس .فعملية التواصل تتم
-
-4يشجع الطالم ألن يصبح أكثر مرونة يف تفكري بسبم رؤيت للموضوع
(املفهوم العلمي أو الظاهرة العلمية) من جوانم متعددة.
ﻴﻜﺎ
115
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
للمكعم (التحليل ,التحويل ,الربهان).
ﻨﺎﻫ
خطوات التدريس وفق أنموذج المكعب :
لتطبيق خطوات أنموذج املكعم يف التدريس يتطلم تشجيع املتعلمني عىل
ﺞﻭ
ممارسة التفكري النقدي لكي يتمكن املتعلمني من بناء املعنى لدهيم ومناقشة املوضوع
من ستة وجهات نظر خمتلفة.
ﻁ
ويتم التدريس وفق اخلطوات التالية -:
ﺭﺍﺌ
.1يقوم املدرس بتوضيح أنموذج املكعم وكيفية توظيف يف حتقيق أهداف
ﻕ
الدرس ,وحتديد الظاهرة أو املفهوم املراد إكساب للمتعلمني.
.2يقوم املدرس بتزويد املتعلمني بمعلومات عن أنموذج املكعم وتدريبهم
ﺍﻟﺘ
عىل كيفية تشكيل ,وحتديد أوج املكعم التي تتفق مع املفهوم األسايس
ﺩﺭﻴ
املستهدف.
ﺱ
وجو املكعم .أو يقسم الصف عىل جمموعات عدد أفراد كل جمموعة ستة
أفراد بحيث يأخذ كل فرد احد وجو املكعم وتكون املجموعات متجانسة
ﺍﻟﺨ
او غري متجانسة حسم وجهة نظر املعلم واألهداف التي يسعى ات حتقيقها.
.6يقوم املتعلمني بمناقشة املعلومات الواجم تضمينها يف كل وج من وجو
ﻴﻜﺎ
116
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
املكعم.
ﻨﺎﻫ
.8يقرأ قائد املجموعة ما توصلت الي املجموعة من معلومات عىل األعضاء
للتفاوض ومناقشة األفكار الرئيسية بينهم وتنظيم موجز للمجموعة.
ﺞﻭ
.9تقوم كل جمموعة بعرض الشكل الذي توصلت إلي عىل باقي املجموعات
مع التعليق من قبل املدرس وباقي أفراد الصف.
ﻁ
مزايا أنموذج المكعب:
ﺭﺍﺌ
يمكن حتديد مزايا أنموذج املكعم يف عدد من النقاط منها:
ﻕ
.1أنموذج املكعم يشتمل عىل أعىل مستويات مهارات التفكري.
ﺍﻟﺘ
.2يعد طريقة بسيطة للتمييز ,من خالل تعليم املتعلمني عىل املوضوع نفس أو
املهارة نفسها ,وتكون مهام أو واجبات املتعلمني خمتلفة بحسم اوج
ﺩﺭﻴ
.3تدوير أوج املكعم يضفي عىل املتعلمني جو البهجة والرتقم ,وهو يبعد ما
يمكن ان يكون واجب ًا ممال ويشجع املتعلمني عىل املشاركة يف العملية
-
التعليمية.
.4هو أنموذج ممتاز للمتعلمني عن طريق التعلم (اللمس ل حركي) من خالل
ﺯﻴﺩ
117
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
.7يعد أداة فعالة لتعلم املتعلمني الكتابة وخصوصا املتعلمني الذين لدهيم
ﺍﻟﻤ
صعوبات يف الكتابة (الناجتة عن التعبري عن رأهيم) ,ولذلك فان أنموذج
ﻨﺎﻫ
املكعم كرس ليجعل املتعلمني قادرين عىل حتليل موضوع معني بعمق ومن
زوايا وابعاد خمتلفة مما جيعلهم قادرين عىل التعبري عن آرائهم والكتابة عن
ﺞﻭ
موضوع معني.
أشكال المكعب
ﻁ
هنالك شكالن رئيسيان يمكن للطلبة استخدامهام ملال املعلومات:
ﺭﺍﺌ
الشكل األول :وهو شكل املكعب التقليدي
ﻕ
ﺍﻟﺘ
الوصف
ﺩﺭﻴ
ﺱ
املقارنة
-
التحليل التحويل
االرتباط
ﺯﻴﺩ
الربهان
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
118
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
الشكل الثاين :وهو عىل شكل مربعات منفصلة ،كل مربع يعرب عن احد اوجه
املكعب:
ﻨﺎﻫ
املقارنة الوصف
ﻁ ﺞﻭ
التحليل االرتباط
الربهان
ﻕ ﺭﺍﺌ التحويل
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ريعدُّ عامل النفس توين بوزان " "Tony Buzanمبتكرها ومن املهتمني بطريقة
تعلم الدماغ ,وهو املولود يف بريطانيا سنة ( )1942تعد اخلرائط الذهنية وسيلة
يستخدمها الدماغ لتنظيم األفكار وصياغتها بشكل يسمح بتدفق األفكار ,ويفتح
-
الطريق واسع ًا أمام التفكري ااشعاعي ,الذي يعني انتشار األفكار من املركز ات كل
ﺯﻴﺩ
االجتاهات .حني نفكر يف موضوع ما ف ننا نضع هذا املوضوع يف املركز ,ثم نالحت
ااشعاعات التي تظهر وتصدر عن هذا املوضوع ,ويستطيع كل الدماغ أن يصدر
إشعاعات خمتلفة عن دماغ أخر .وقد صممت خرائط الذهن يف ضوء حقائق عن
ﺍﻟﺨ
التعلم والعقل البرشي ,وهي َأن العقل يعمل بكفاءة أعىل مع املعلومات التي تتم من
ﻴﻜﺎ
خالل ثقم صاري ,وأن عمل العقل يتضمن ليس فقط استيعاب األرقام والكلامت
واألوامر واخلطوط ولكن يتضمن أيض ًا األلوان واألبعاد والتخيالت والرموز
ﻨﻲ
119
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
والصور ,فمن خالل مالحظة عابرة رسيعة يستطيع الذهن استيعاب وتذكر واسرتجاع
ﺍﻟﻤ
عدد من التفاصيل املرتبطة باملالحظة ,فهناك خرائط ترسم يف الذهن حتمل تلك
ﻨﺎﻫ
التفاصيل والشكل يوضح خريطة ذهنية .ومن االفكار اهلامة يف اخلرائط هو ما يعرف
باأللفاظ الداللية التذكرية واابداعية ,وهذ األلفاظ واجلمل الداللية التذكريية
ﺞﻭ
تتضمن جمموعة كبرية من األفكار بالدماغ ويتم اسرتجاعها جمدد ًا بعد اختزاهلا يف
الدماغ عند تذكر لفت أو داللة لصفات أو حالة معينة هنا تصبح اللفظة تذكرية ,أما إذا
ﻁ
كانت اللفظة حمفزة للذاكرة وصياغة األفكار ف هنا تصبح لفظة ابداعية .وتتسم كل
ﺭﺍﺌ
لفظة بتعدد دالالهتا مما يعني أهنا بمثابة مركز إشعاعي تلتف حولة جمموعة من
ااشعاعات تؤدي ات معان جديدة خمتلفة ,فاللفظة قد تكون واحدة ولكنها هلا معنيان
ﻕ
يف موضوعني خمتلفني؛ فكلمة أو لفظة " نفق" قد تعني يف مجلة "مات" وتعني يف مجلة
أخرى " ممر" مما يوضح تعدد دالالت األلفاظ ؛ ولذا ف ن كل عقل خمتلف عن األخر,
ﺍﻟﺘ
وتدفع األلفاظ الداللية التذكريية الذهن لعقد صالت مناسبة يف االجتا الصحيح
ﺩﺭﻴ
ومتكن من إعادة الفكرة التذكريية للذهن لعقد صالت مناسبة يف االجتا الصحيح
ومتكن من إعادة الفكرة .واخلريطة الذهنية Mind Mapsأقرب يف شكلها إت اخللية
ﺱ
العصبية ,حيث يكون هلا نقطة مركزية متفرعة منها أفرع ومن كل فرع تتفرع أفرع
اصار كام يف الشكل التايل.
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
120
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
مميزات وسمات الخرائط الذهنية:
ﺍﻟﺘ
يمكن استخدام خرائط الذهن بطرق وأشكال متنوعة ويف ضوء ذلك تتميز
ﺩﺭﻴ
-تتميز بالنهايات املفتوحة التي تسمح للعقل أن يعمل اتصاالت جديدة بني
األفكار.
ﺍﻟﺨ
األدوات ما ييل:
ﻨﻲ
121
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
الزخرفية التي تتناسم واملوضوع الذي توضع في .
ﻨﺎﻫ
-2األسهم :ويتم االستعانة هبا لتوضيح كيفية تواصل األفكار املتناثرة
ب جراءات خمتلفة من الشكل ما.
ﺞﻭ
-3األشكال اهلندسية :بعا األشكال اهلندسية كاملربعات واملستطيالت
والدوائر والقطع الناقصة ..........الخ يتم االستعانة هبا لإلشارة إت
ﻁ
مساحات أو ألفاض متامثلة يف الطبيعة.
ﺭﺍﺌ
-4الرموز :يمكن االستعانة بالنجوم وعالمات التعجم وعالمات االستفهام
ﻕ
ومجيع أدوات ااشارة األخرى ات جانم الكلامت؛ لتوضيح العالقات
واألبعاد األخرى.
ﺍﻟﺘ
-5األلوان :تكمن الفائدة يف استخدام األلوان يف كوهنا منشط للذاكرة و أداة
ﺩﺭﻴ
الفرد وقدرات ف ننا نكون قد بدأنا ننظر لعملية التعليم من منظور صيحيح ومتكن
ﺯﻴﺩ
122
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
أوالً :اإلعداد:
ﻨﺎﻫ
-االستعراض :تصفح كتاب أو املوضوع املراد دراست .
ﺞﻭ
-الوقت املخصيف للتعلم ومقدار اجلهد الواجم إنجازة.
-خريطة الذهن للمجال املعريف بارض حتسني القدرات الرتكيزية لدى املتعلم
ﻁ
وعدم تشتت انتباه .
ﺭﺍﺌ
-توجي األسئلة وحتديد األهداف حيث تزداد امهية توجية األسئلة ,وحتديد
األهداف.
ﻕ ثانياً :التطبيق:
ﺍﻟﺘ
-االستعراض العام أي أخذ فكرة جيدة عن املوضوع قبل التعلم وذلك من
ﺩﺭﻴ
ويف مرحلة املعاينة السابقة يتم تركيز املتعلم عىل نقاط داخل املوضوع.
ﺯﻴﺩ
-النظرة الفاحصة من خالل إلقاء املزيد من الضوء عىل املناطق غري الواضحة
يف النيف ,ويمكن للطالم خالل النظرة الفاحصة التخيل عن النقاط
الصعبة وجتاوزها حتى ال تتسبم يف توتر عقيل لدية بل متكن من القفز ات
ﺍﻟﺨ
123
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
الفاحصة ,واذا ظهرت معلومات ناقصة فالبد من املراجعة إكامل
ﻨﺎﻫ
املالحظات الذهنية حول موضوع التعلم.
كيف تعد خريطة ذهنية:
ﺞﻭ
هناك ثالث خطوات يف عمل خريطة:
اخلطوة االوىل:
ﻁ
ﺭﺍﺌ
-اكتم موضوع املادة التي تعمل خريطة هلا يف منتصف الصفحة.
-ارسم مستطي ً
ال أو ضع دائرة حول بحيث يربز.
ﻕ اخلطوة الثانية:
ﺍﻟﺘ
-حدد موضع األفكار الرئيسة ودعم املوضوع وطور واكتبها عىل اخلطوط
ﺩﺭﻴ
اخلطوة الثالثة:
ﺱ
وتعد اخلريطة الذهنية باي طريقة تساعد عىل رؤية ما يقدمة املؤلف من نمط
ﺯﻴﺩ
األفكار ,ولكي تعمل خرائط فعالة من الرضوري أن تقرأ املادة أوالً وأن تفهمها ,وال
تعمل اخلريطة حتى تفهم املادة ,أحيان ًا تنهي القراءة بنمط واضح من األفكار يف
عقلك.
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
124
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
تعتمد اسرتاتيجية اخلرائط املفاهيمية عىل نظرية اوزبل التعلمية (التعلم ذو
ﻨﺎﻫ
املعنى) ( )Meaningful Learningحيث يرى اوزبل ان كل مادة تعلمية هلا بنية
تنظيمية تتميز هبا عن املواد االخرى اي ان البنية املعرفية تنظم يف صورة هرمية .حيث
ﺞﻭ
يرى اوزبل ان كل بنى تشال الفكر واملفاهيم االكثر شمولية وعمومية موضع القمة ثم
تندرج حتتها االفكار واملفاهيم األقل شمولية وعمومية ثم املعلومات التفصيلية
ﻁ
الدقيقة .ويرى اوزبل ان البنية املعرفية ألي مادة دراسية تتكون يف عقل املتعلم بنفس
ﺭﺍﺌ
الرتتيم من االكثر شموالً ات االقل شموالً ,حيث يفرتض اوزبل التعلم حيدث اذا
ﻕ
نظمت املادة الدراسية يف خطوط مشاب لتلك التي تنتظم هبا املعرفة يف اخلربات السابقة
حيث ان املتعلم يستقبل املعلومات ويربطها باملعرفة السابقة لدية .وقد استفاد نوفاك
ﺍﻟﺘ
مما جاء يف نظرية اوزبل يف تقديم ما يسمى باخلريطة املفاهيمية حيث تعمل اخلرائط
ﺩﺭﻴ
املفاهيمية بنفس الطريقة اوزبل حتقق تعلم ذو معنى ,ألهنا تزود املتعلم بصورة برصية
قوية متثل املعلومات والعالقات املعقدة وتربط بني املعلومات السابقة واجلديدة.
ﺱ
مهم ,فعندما يقوم الرمز مقام جمموعة من االشياء او احلوادث التي هلا صفات مشرتكة
فأن يشري إت مفهوم .فمث ً
ال الكلامت :بنت ,عطلة ,خريطة ,جسم مستدير ,هي نامذج
ﺯﻴﺩ
للمفاهيم التي تقوم عىل جمموعة من الصفات املشرتكة .أما الكلامت :يساوي أطول,
أدق ,فهي نامذج للمفاهيم التي تقوم عىل عالقات مشرتكة .إن معظم الكلامت
ﺍﻟﺨ
(باستثناء الضامئر) هي مفاهيم ال تشري إت يشء واحد أو حادثة واحدة ,وانام هي
جمموعة من االشياء أو احلوادث ,فمصطلح ( خريطة ) و ( مفهوم ) يستعمل كل منهام
ﻴﻜﺎ
125
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
االستعامالت املختلفة ,فقد استخدم لألحاطة باملجال أو املدى الواسع لتمثيل املعرفة
ﺍﻟﻤ
التخطيطية ( بشكل خمططات ) أي اهنا تعتمد عىل نظرية اوزبل من ناحية ان املعرفة
ﻨﺎﻫ
تنتظم فيها يف عقل املتعلم ,كام ان اخلرائط املفاهيمية تعمل عىل تنظيم املحتوى
التعليمي بشكل غري خطي (متشعم) وذلك عن طريق وضع املفهوم الرئييس يف
ﺞﻭ
الوسط ومن ثم عمل فروع متصلة في بشكل متسلسل ,فهذا جيعل التعلم قوي وذو
معنى وهبذا يمكن تعريف اخلرائط املفاهيمية عىل اهنا:
ﻁ
عبارة عن وسائل لتنظيم ومتثيل (ترميز) املعرفة ,فهي حتوي املفاهيم موضوعة
ﺭﺍﺌ
داخل (دوائر أو صناديق ) خمتلفة األنواع اضافة إت العالقات بني املفاهيم أو
االفرتاضات ,والتي يرمز هلا بخط يصل بني املفهومني .ويتم حتديد العالقة بني هذين
ﻕ
املفهومني من خالل كلامت الربط عىل اخلط الواصل بينهام .فاملفاهيم يف هذ الطريقة
ﺍﻟﺘ
متثل بشكل هرمي مع وضع املفاهيم األكثر شمولية وعمومية عىل قمة اخلريطة (اهلرم)
و املفاهيم األقل عمومية (املحددة ) ( اسفل اهلرم ).
ﺩﺭﻴ
وبالتايل تربز فيها العالقات بني املفاهيم ويزداد االرتباط واملعنى فيام بينها.
ﺱ
وتعمل اخلريطة املفاهيمية عىل التكامل بني املفاهيم واشكال املعرفة العلمية وتوحيدها
مع ًا ومن وجه نظر أخرى فهي عملية أو اداة تنظم االفكار واملعاين ,وتوضح
العالقات بني املفاهيم التي تشتمل عليها وحد ما أو موضوع ما يف املنهاج .وتساعد
-
املتعلم عىل تنظيم معرفت هبدف فهم لتعلم مفاهيم الوحدة أو الدرس .وتعد اخلريطة
ﺯﻴﺩ
املفاهيمية أداة لتطوير املنهاج ,اضافة ات كوهنا أداة جيدة للتدريس ,كام اهنا اداة
مساعدة للمعلم عىل التخطيط للتدريس ,وهي يف الوقت نفسة أداة لتقويم عوائد
التعلم ونتاجات .يوضح الشكل هيكل خارطة املفاهيم حسم ما اقرتح نوفاك.
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
126
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
املفاهيم األكثر عمومية
القمة (املستوى األول)
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
املفاهيم األقل عمومية املفاهيم األقل عمومية
ﺭﺍﺌ
املستوى الثاين املستوى الثاين
ﻕ
ﺍﻟﺘ
املفاهيم األقل املفاهيم األقل املفاهيم األقل املفاهيم األقل
ﺩﺭﻴ
لقد تعلم كثري منا كيف يضعون خطوط ًا عريضة للموضوع الذي يدرسون عىل
النحو اآل :
ﺍﻟﺨ
127
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
.3املصطلح األخر التايل يف األمهية ,وهكذا …
ﻨﺎﻫ
ومن بدائل وضع اخلطوط العريضة ,دراسة املوضوع عن طريق خارطة
مفاهيمية .إن عقولنا يف الواقع تعمل عىل نمط الشبكات االلكرتونية حيث توجد
ﺞﻭ
جمموعة من الصفحات او االفكار او املفاهيم املتصلة ببعضها كام يمكنها ان تنتقل
لوحدها نحو جمموعة اخرى من املواقع .ان التعليم يف هذ الطريقة جيمع بني ما تعرف
ﻁ
اساس ًا مع ما ترغم يف معرفت ,ثم يتم ربط هذ املعلومات اجلديدة مع خمزوننا من
ﺭﺍﺌ
املعرفة .بعد ذلك تقوم الذاكرة لدينا بمعاجلة هذ الصالت اجلديدة وارتباطاهتا
الشبكية من أجل استجالهبا الحق ًا .إن اخلارطة الدماغية تركز عىل فكرة واحدة بينام
ﻕ
نجد ان خارطة املفهوم تتعامل مع افكار كثرية او متعددة.
ﺍﻟﺘ
إن فكرة حماكاة اخلارطة الدماغية (البنية املعرفية) للطالم حسم ما بينها العلامء
ﺩﺭﻴ
املعرفيون أدت إت ظهور طريقة تدريسية سميت فيام بعد بأسم طريقة خرائط املفاهيم
( ,)Concept maps methodابتكرت هذ الطريقة وتم تطويرها من قبل نوفاك
ﺱ
وجوين ( ,(Novak & Gowin 1984لتالئم تدريس املواد نتيجة الستفادهتم من آراء
أو ( افكار ) أوزوبل Ausubelفيام يتعلق بالتعلم ذو املازى (املعنى) الذي يرى ان
-
التعلم ذي املعنى يتطلم َأ ّن حيدث في اندماج حقيقي ملعلومة جديدة يف البنية املعرفية
للفرد وهبذا يتمكن من اعادة تشكيل تلك البنية املعرفية.
ﺯﻴﺩ
ضمن إطار افرتايض للمفاهيم ينشئ املتعلم .وهنا يربز سؤال عن ما هو األصل يف أوت
128
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
املفاهيم يف حياة الطفلا ويمكن ان نحصل عىل اجابة هلذا السؤال من ماكينامرا
ﺍﻟﻤ
( )Macnamara 1982الذي يؤكد ان غالب ًا ما تكتسم املفاهيم من قبل االطفال
ﻨﺎﻫ
خالل الفرتة الواقعة ما بني الوالدة إت حد ثالث سنوات حيث يقوم الطفل بتمييز
االنامط املنتظمة يف العامل من حول ,ويبدأ بتشخييف رموز لاوية لتلك األنامط .بحيث
ﺞﻭ
َأ ّن ذلك يمثل قدرة ظاهرة تشكل جزء ًا ال يتجزأ من املوروث التطوري لألفراد
الطبيعيني وخالل الفرتة التي تيل عمر الثالث سنوات يتأثر تعلم املفاهيم اجلديدة
ﻁ
باللاة إت حد كبري وحيدث اساس ًا من خالل عملية التعلم باألستقبال أي اكتساب
ﺭﺍﺌ
معاين جديدة بطرح سؤال واحلصول عىل توضيحات للعالقات بني املفاهيم القديمة
واملفاهيم اجلديدة .إن ما يسهل هذا االكتساب للمفاهيم هو توفري االشكال
ﻕ
واملخططات أو التجارب املجسمة ,ومن هنا تربز أمهية النشاط الصفي يف تعليم املواد
الدراسية لألطفال الصاار ,إال َأ ّن ذلك يصدق ايض ًا عىل املتعلمني يف أي عمر ويف أي
ﺍﻟﺘ
جمال م ن جماالت املعرفة .وباألضافة إت التمييز بني عملية التعلم باألكتشاف والتي يتم
ﺩﺭﻴ
فيها اكتشاف خصائيف املفاهيم بشكل مستقل من قبل املتعلم نفس وعملية التعلم
باألستقبال والتي يتم فيها وصف خصائيف املفاهيم للمتعلم باستخدام اللاة ,فقد قام
ﺱ
أوزبل بالتمييز ما بني التعلم عن ظهر قلم (احلفت األصم) والتعلم ذو املازى (
وط: املعنى) .ويتطلم التعلم ذو املعنى ثالثة
-
-1جيم ان تكون املادة املطلوب تعلمها واضحة ومعروضة بلاة وامثلة ذات
ﺯﻴﺩ
-2جيم ان يمتلك املتعلم معرفة سابقة ذات عالقة باملفاهيم اجلديدة .ومن
ﻴﻜﺎ
السهل االيفاء هبذا الرشط بعد عمر الثالث سنوات لكافة جماالت املعرفة
إال إن ينباي توخي الدقة والوضوح يف بناء رأطر (هياكل) املفاهيم اذا ما
ﻨﻲ
129
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
املتعاقبة .ويتضح من ذلك ان الرشطني االول والثاين مرتابطان مع بعضهام
ﻨﺎﻫ
إت حد كبري.
-3جيم ان تتوفر لدى املتعلم النية او الرغبة يف التعلم ذي املعنى .ويمكن ان
ﺞﻭ
يقوم املدرس بتحفيز الطلبة عىل التعلم من خالل ربط املفاهيم اجلديدة
بمعارفهم السابقة بدالً من حفت املفاهيم أو التعاريف او الفرضيات.
ﻁ
اذ ًا فخرائط املفاهيم تعترب واحدة من أهم االسرتاتيجيات بيد املدرس يستطيع
ﺭﺍﺌ
استخدامها ملساعدة الطلبة عىل فهم الصورة الكبرية لنظام علمي معني ,كام موجود يف
ﻕ
(فصل درايس كامل) .يمكن القول بأن الرتكيم اهلرمي ألي جمال من جماالت املعرفة
يعتمد عىل السياق الذي تطبق ب تلك املعرفة ,لذلك فمن االفضل بناء خرائط املفاهيم
ﺍﻟﺘ
استناد ًا إت سؤال نتوخى اجابت أو سياق معني نأمل فهم بتنظيم املعرفة بشكل خريطة
مفاهيم .أضف إت ذلك َأن خلرائط املفاهيم خاصية اخرى تكمن يف تضمني (الروابط
ﺩﺭﻴ
العرضية) والتي يقصد هبا العالقات أو االفرتاضات بني املفاهيم والتي تساعد يف فهم
ﺱ
الربط بني جماالت املعرفة املختلفة التي تظهر يف اخلريطة ,وعند خلق معرفة جديدة ف ن
تلك الروابط العرضية متثل قفزات مبدعة يقوم هبا الشخيف املنت للمعرفة (املدرس).
كام َأن هلا خصائيف اخرى جتعلها مهمة يف تسهيل التفكري املبدع هي:
-
سياق ذو معنى .ورغم احلاجة إت التضحية ببعا وقت الدرس ألنجاز اخلرائط ,فأن
تلك اخلسارة يف الوقت ستوفر جهد ًا كبري ًا يف التدريس وتضمن حدوث عملية التعلم
ﻴﻜﺎ
وذلك ألن الطلبة إذا ما قاموا بخلق املعنى بأنفسهم سيقل احتامل نسيان ذلك املعنى
ﻨﻲ
130
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
(استبقاء املعرفة) .فمن املالحظات التي توسع فهمنا بطبيعة التعلم إن الذاكرة البرشية
ﺍﻟﻤ
ليست وعاء ًا منفرد ًا يمأل باملعلومات ,وانام هي جمموعة معقدة من انظمة الذاكرة
ﻨﺎﻫ
املتداخلة .فاملقصود بالذاكرة هو ترميز املعلومات وختزينها واسرتجاعها ,ومن
املشكالت التي شالت الباحثني هي االحتفاظ (االستبقاء) بالذكرى خمزونة يف
ﺞﻭ
الذاكرة ,فاألنسان يمر كل يوم بألوان واعداد من اخلربات الكثرية التي تنسى غالبيتها
بعد فرتات متفاوت من الزمن ترتاوح بني الربهة الوجيزة والسنوات الكثرية .فكان ثمة
ﻁ
مستويات خمتلفة لتخزين الذاكرة ,جعلت العلامء يتحدثون عن ثالثة مستويات
ﺭﺍﺌ
للذاكرة .وهي كام جاءت يف نموذج الذاكرة اخلاص به ( اتكنسون – شفرين ) :الذاكرة
احلسية والذاكرة القصرية املدى (العاملة ) والذاكرة الطويلة املدى ,واملوضحة بالشكل
ﻕ
املدخالت املعرفية
األ :
ﺍﻟﺘ
(املدخالت احلسية)
ﺩﺭﻴ
131
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
فاملعلومات التي تتلقاها اعضاء احلس عندنا ,يبدو اهنا حتفت بسهولة يف جهاز
ﺍﻟﻤ
للتخزين يسمى بالذاكرة احلسية .وهذ املادة حتفت يف الذاكرة احلسية بشكل يشب
ﻨﺎﻫ
الصورة التي تضل يف خميلتك بعد النظر إليها .هذ املعلومات ختتفي يف أقل من الثانية
إال اذا تم نقلها إت جهاز أخر للذاكرة هو جهاز الذاكرة ذات املدى القصري .حيث يقوم
ﺞﻭ
االنتبا هنا بدور االنتقائي من حيث ختري لبعا املنبهات الكثرية ثم ارساهلا بعد
إدراكها إت الذاكرة القصرية املدى للمزيد من املعاجلة .فهذا اجلهاز كثري ًا ما يصور عىل
ﻁ
إن مركز الوعي .وطبق ًا له (اتكنسون – شفرين ) ختتزن الذاكرة ذات املدى القصري كل
ﺭﺍﺌ
االفكار و املعلومات واخلربات التي يعيها الفرد يف أي وقت ,ويقوم خمزن الذاكرة ذات
املدى القصري باحلفاظ عىل كمية حمدودة من املعلومات بصفة مؤقتة عاد ًة من (18 – 15
ﻕ
ثانية) ,ويتمكن هذا اجلهاز من االحتفاظ باملعلومات ملدة أطول باحلفت أو بالتكرار .
باألضافة إت ذلك فأهنا تؤدي وظيفة أخرى هي عملها كمركز تنفيذي كاملساعدة يف
ﺍﻟﺘ
القيام ببعا االعامل العقلية فهي تدخل املعلومات أو خترج مادهتا من جهاز آخر
ﺩﺭﻴ
للذاكرة هو الذاكرة طويلة املدى .ولكي حترك املادة إت املخزن ذي املدى الطويل جيم
أن نتعامل معها بطريقة أكثر عمق ًا وأثناء هذا التعامل العميق يلجأ األفراد إت (وسائل
ﺱ
حفت متقدمة) فيفهمون أكثر ويفكرون يف معنى ما سمعو ويربطون بني املعلومات
وبني ما موجود فع ً
ال يف الذاكرة طويلة املدى ( كبنية معرفية سابقة) .وهذا ما يمكن
-
خلرائط املفاهيم ان تسهم مسامهة فاعلة يف حتقيق .ومع ان معظم حمتويات املسجل
احليس (الذاكرة احلسية) أو الذاكرة القصرية املدى تضيع أو تنسى ,إال َأن بعا هذ
ﺯﻴﺩ
الذكريات يتم االحتفاظ هبا بشكل هنائي يف املخزن الثالث والذي هو الذاكرة الطويلة
املدى .واملعلومات التي يتم ايصاهلا إت هناك كانت نتيجة للمراجعة و التخزين
ﺍﻟﺨ
وإضفاء املعنى عليها .وال أحد يعرف بالضبط سعة الذاكرة طويلة املدى عىل
االحتفاظ باملعلومات ,ولكن تضل قدرهتا عىل ذلك عالية جد ًا ,وبام إن جزء ًا من
ﻴﻜﺎ
وظيفة الفرد هو العمل عىل زيادة هذا املخزن الدائم للمعرفة ,ف ن املعلمني لدهيم اهتامم
ﻨﻲ
132
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
خاص هبذا النوع من الذاكرة ,وبالذات بالكيفية التي متكنهم من خالهلا نقل املعرفة من
ﺍﻟﻤ
الذاكرة قصرية املدى إت الذاكرة طويلة املدى .ورغم ان كافة انظمة الذاكرة تتداخل
ﻨﺎﻫ
مع بعضها وحتوي معلومات تتحرك يف كال االجتاهني إال َأن نظام الذاكرة االكثر أمهية
يف تضمني املعرفة داخل الذاكرة طويلة املدى هو الذاكرة قصرية املدى (الذاكرة
ﺞﻭ
العاملة) .حيث يتم تنظيم كافة املعلومات الداخلة ومعاجلتها يف الذاكرة العاملة
بالتفاعل مع املعرفة املخزونة يف الذاكرة طويلة املدى ,إال ان الذاكرة العاملة ال تستطيع
ﻁ
إال معاجلة عدد صاري نسبي ًا ( ) 9 –5من الوحدات النفسية يف اللحظة الواحدة وهذا
ﺭﺍﺌ
يعني َأ ّن العالقات بني أثنني أو ثالثة مفاهيم هي بقدر قابلية الذاكرة العاملة عىل معاجلة
املعلومات ,وهلذا فأن بناء هياكل معرفية يتطلم سلسلة منظمة من التكرارات بني
ﻕ
الذاكرة العاملة والذاكرة طويلة املدى باستمرار استقبال معرفة اكثر.
ﺍﻟﺘ
ورغم إن ال يزال ما نعرف عن عمليات الذاكرة وكيفية تنظيم املعرفة يف الدماغ
البرشي قليل نسبي ًا إال إن من الواضح َأن الدماغ البرشي يعمل عىل تنظيم املعرفة
ﺩﺭﻴ
بشكل أطر هرمية .وإن طرائق التعليم هي التي تسهل هذ العملية – ومنها خرائط
املفاهيم – وحتسن القابلية عىل التعليم عند الطلبة بدرجة كبرية .ويعتقد العديد من
ﺱ
بالدهشة للكيفية التي تؤدي ( تسهل) هبا هذ الطريقة ( الوسيلة) البسيطة لعملية
التعلم وخلق أطر معرفية صلبة ال تسمح فقط باألستفادة من تلك املعرفة يف سياقات
جديدة وانام االحتفاظ هبا ( استبقائها) لفرتات طويلة .فهذ الطريقة متكن الطلبة من
ﺍﻟﺨ
تذكر ما تعلمو بمساعدهتم عىل وضع املعرفة يف سياق ذي معنى ,كام اهنا تعمل عىل
ربط املعرفة اجلديدة باملعرفة السابقة لدى املتعلم (الطالم) كام اهنا تضمن مشاركة
ﻴﻜﺎ
الطلبة يف بعا أنشطة الدرس ومسامهتهم يف بناء اخلرائط املفاهيمية .وهلذا فأن هناك
ﻨﻲ
133
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
2001فذكر بأن غرض خرائط املفاهيم يتلخيف يف متكني الطالم عىل الربط البرصي
ﻨﺎﻫ
لألفكار التي يتعلمها يف الصف مع بعضها البعا من خالل االشكال و العبارات
التوضيحية .ويف هذا النوع من خرائط املفاهيم ال يقوم املدرس ب عطاء املفاهيم
ﺞﻭ
املطلوب استخدامها وال خيرب الطالم أي املفاهيم أكثر أمهية لكي ينجز مهمت ,وانام
يقوم الطالم بنفس بتقييم ما تعلم يف كل وحدة لكي يشخيف وحيدد اسبقيات
ﻁ
املفاهيم األكثر أمهية ,ومن ثم يقوم بربطها بطريقة خالقة وذات معنى .وطبق ًا هلذ
ﺭﺍﺌ
الطريقة تصبح املعرفة والفهم ملك ًا للطالب وليس للمدرس .بينام فضل البعا اعتبار
خرائط املفاهيم احدى اساليم التفكري الناقد ومنهم Sunee 1991فاملطلوب فيها هو
ﻕ
ال صحيحة وارتباطات صادقة وذات مازى .وطريقة َأن نبني جدالً برصي ًا حيوي مج ً
التقديم للامدة هي تدريس االنظمة احلية من خالل الوحدات التي قمت بدراستها
ﺍﻟﺘ
واملفاهيم االساسية املرتبطة هبا .إن هدف خرائط املفاهيم – يف نظرهم – هو مساعدة
ﺩﺭﻴ
الطالم عىل الربط البرصي لألفكار االساسية التي يتم تعلمها يف الفصل الدرايس من
خالل الصور و العبارات التوضيحية ,فعىل سبيل املثال ينباي ربط النشاط الذي
ﺱ
ندرس يف املواد مع املفاهيم املتعلقة ب لكي نفهم وندرك املوضوع ككل .وبالطبع لن
يقوم املدرس أو املرشد بتحديد االفكار األكثر امهية للطالم وانام يرتك ل تقييم ما
-
تعلم يف كل وحدة كي حيدد أي املفاهيم اكثر امهية ومن ثم ربطها بشكل ذي معنى.
وهناك من دجمها مع طريقة التعلم التعاوين Cooperative Learningيف صياة بناء
ﺯﻴﺩ
خرائط املفاهيم تعاوني ًا .واجت البعا األخر إت رؤية َأن افضل الطرق للبداية يف
خرائط املفاهيم هو العصف الذهني Brian stormالذي حيدد أي الفقرات (املفاهيم)
ﺍﻟﺨ
املدروسة اقوى وأهم كي يربطها .ومهام يكن من أمر خرائط املفاهيم بوصفها
إسرتاتيجية تدريسية ,ف ن بعا الطلبة يصعم عليهم بناء خرائط املفاهيم واستخدامها
ﻴﻜﺎ
يف بداية خربهتم العملية ,نتيجة لسنوات التعلم عن ظهر قلم (احلفت االصم) يف
ﻨﻲ
134
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
املدارس وليس نتيجة لرتكيم الدماغ والفروقات الفردية يف ذلك .إذ َأن الطلبة مل
ﺍﻟﻤ
يسيطروا (يتقنوا) بعد عىل اسلوب بناء خرائط املفاهيم واهنم حيتاجون إت وقت اكثر
ﻨﺎﻫ
للمران هبذا اخلصوص ,إال ان بعد فرتة وجيزة يتمكن اغلم التالميذ من استيعاب
هذ الطريقة التدريسية والتعامل معها.
ﺞﻭ
تتضمن خريطة املفهوم وظيفة معرفية يمكن حتديدها كاآليت:
عملية تنظيم معريف.
ﻁ
عملية توليد معان يف ذهن املتعلم.
ﺭﺍﺌ
عملية ربط املفاهيم مع ًا يف عالقة توصل ات مفاهيم ذات معنى.
ﻕ
عملية يتم فيها تنظيم البنى املعرفية حسم مرحلة املتعلم النامئية.
دور المعلم والمتعلم في خرائط المفاهيم:
ﺍﻟﺘ
يمكن لنا َأن نبني دور املعلم واملتعلم يف خرائط املفاهيم من خالل اجلدول
ﺩﺭﻴ
التايل:
(اخلريطة تنظيم للبنى املعرفية)
ﺱ
من انواعها:
خريطة معرفة عىل شكل صندوق توضح نمط احلدث.
ﻴﻜﺎ
135
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
خريطة النمو.
ﺍﻟﻤ
خريطة معرفة مزدوجة.
ﻨﺎﻫ
خريطة لنيف وصفي تستخدم لتوجي عملية الكتابة.
أنواع اخرى للمنظمات الشكلية (التخطيطية) للمفاهيم Type Graphic Organizers
ﺞﻭ
إن استقصاء ًا بحثي ًا لألدب الرتبوي ذي العالقة باملنظامت التخطيطية ,يظهر
انواع ًا متعددة من املنظامت التخطيطية عىل النحو اال :
ﻁ
أوالً :املنظمات التخطيطية املفاهيمية
ﺭﺍﺌ
Conceptual Graphic Organizers
هي عبارة عن مفهوم رئيس أو فكرة أساسية مدعومة بمجموعة حقائق وادلة أو
ﻕ
خصائيف ,ومن األمثلة عليها :منظم أشكال "فن" ومنظم السؤال الرئييس واخلريطة
الذهنية والشبكات.
ﺍﻟﺘ
ثانياً :املنظمات التخطيطية اهلرمية
ﺩﺭﻴ
تبدأ بمفهوم رئييس أو فكرة رئيسة تندرج حتتها جمموعة مفاهيم فرعية بصورة
ﺱ
هرمية من العام إت اخلاص ,ومن االمثلة عليها :املنظم اهلرمي وهرم الفكرة الرئيسية.
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
136
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
وهي عبارة عن جمموعة أحداث ,ترتم بشكل دائري متالحق ليس هلا نقطة
ﻨﺎﻫ
بداية او هناية ,ومن االمثلة عليها :املنظم الدائري.
ﻁ ﺞﻭ
ﺭﺍﺌ
املوضوع
ﻕ
الرئييس
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
وهي عبارة عن جمموعة أحداث ترتم بشكل متسلسل ومتتابع ومنطقي هلا
نقطة بداية وهناية ,ومن األمثلة عليها :منظم السبم والنتيجة ,ومنظم املشكلة واحلل.
-
األثر األسباب
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
137
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ورد هذا األرنموذج بأسامء خمتلفة يف العديد من الدراسات منها رأنموذج التعلم
ﻨﺎﻫ
البنائي ,وقد استخدم هذا املصطلح العامل ) , (Yager, 1991وكذلك ورد باسم
رأنموذج املنحى البنائي .و رأنموذج التعلم البنائي هو رأنموذج تدرييس انبثق عن النظرية
ﺞﻭ
البنائية وقد تم تعديل وتطوير بصورت احلالية بوساطة " سوزان لوكس " وآخرين
( )1990إذ يقوم هذا األرنموذج عىل عدة اسس بنائية أمهها مشاركة املتعلم بشكل
ﻁ
وأن كانت خاطئة .إجيايب ف ّعال يف بناء خربات معتمد ًا يف ذلك عىل معلومات السابقة ْ ,
ﺭﺍﺌ
يمثل رأنموذج التعلم البنائي أحد النامذج التعليمية -التعلمية ,احلديثة إذ يتعلم في
الطالب بشكل أفضل عندما يتمكنون من بناء فهمهم للعامل الذي يعيشون ي استناد ًا
ﻕ
متأن للتجارب السابقة ليولد لدى كل فرد قواعد ذهنية خاصة ب ِ
إت تأمل ٍ
ﺍﻟﺘ
تستعمل لتفسري العامل وفهم وهذا املفهوم هو ما جاءت ب النظرية البنائية التي تعد
أن هناك جمموعة من االمور التي دفعت األساس الذي تفرع من هذا األرنموذج .ويرى َّ
ﺩﺭﻴ
املختصني يف جمال الرتبية وعلم النفس إت تبني أساليم تعلم وتعليم أكثر فاعلية
وطرائق أكثر تقدم ًا من سابقتها ,ومن هذ االمور ,هو ضعف فاعلية اساليم التعلم
ﺱ
املناه برضورة مواكبة التطورات يف مناه الدول املجأورة وحتى الفقرية منها والتي
ﺯﻴﺩ
تفوقنا الكثري إذ تعد مناهجنا قا ة يف كثري من االحيان .و رأنموذج التعلم البنائي حال ر
حال النامذج املنبثقة من البنائية يركز عىل دور املتعلم االجيايب وبناء املعرفة من خالل
التفأوض االجتامعي (التفاعل بني الطالم واملدرس وبني الطالب انفسهم) وكذلك
ﺍﻟﺨ
مع مادة التعلم وربط املفاهيم اجلديدة بخربات السابقة لكي حيدث التفاعل املبا
تاريات يف بنيت املعرفية.
ﻴﻜﺎ
ّ
ﻨﻲ
138
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
األسس والمبادئ الرئيسة التي يرتكز عليها أُنموذج التعلم البنائي
يقوم رأنموذج التعلم البنائي عىل عدة أسس عامة تعد االساس العلمي هلذا
ﻨﺎﻫ
األرنموذج ,والدعا ّمات التي يستند عليها البناء الرئيس ألرنموذج التعلم البنائي,
واألسس هي -:
ﺞﻭ
-1إعداد الدعوة ملشاركة الطالب بصورة ف ّعالة وذلك يف بداية خطوات التعلم
اجلديد التي فيها يقوم الطالم بتحديد الظواهر العلمية والتعبري عنها بصورة
ﻁ
لفظية كام يقومون بمناقشة التفسريات اخلاصة هبم عن هذ الظواهر.
ﺭﺍﺌ
-2استخدام تصورات الطالب ومفاهيمهم وأفكارهم يف توجي وقيادة الدرس
ﻕ
واتاحة الفرصة الختيار أفكارهم حتى وان كانت خاطئة.
-3اتاحة الفرصة للطالب بمناقشة ما تم تعلم من معلومات من خالل عمل
ﺍﻟﺘ
حوار بني الطالب بعضهم البعا وبني الطالب ومدرسهم.
ﺩﺭﻴ
املدعم للتفسريات.
-5السامح بمدة انتظار كافية بعد القاء االسئلة وكذلك تلقي استجابات الطالب.
-
-6السامح بمدة انتظار كافية بعد القاء االسئلة وكذلك تلقي استجابات الطالب.
-7تشجيع الطالب عىل تعديل تفسرياهتم وحتسينها.
ﺯﻴﺩ
ار عىل سامع تنبؤات الطالب للنتائ قبل اجراء التجارب -8جيم اال
واالختبارات العلمية املتنوعة.
ﺍﻟﺨ
139
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
مراحل أُنموذج التعلم البنائي The constructivist Learning stag
اعتمدت مراحل رأنموذج التعلم البنائي عىل فلسفة البنائية يف بناء املتعلم
ﻨﺎﻫ
ملفاهيم العلمية من خالل العمليات العقلية التي يقوم هبا أثناء تعلم ,ويقوم هذا
األرنموذج عىل أربع مراحل مشتقة من دورة التعلم وهي كاآل -:
ﺞﻭ
Invite stage )1املرحلة األوىل :الدعوة
ﻁ
وتتضمن هذ املرحلة مايا -:
ﺭﺍﺌ
أ -يقوم املدرس بجذب انتبا طالب من خالل طرح جمموعة من االسئلة املشوقة
أو الاريبة ( غري املألوفة ) التي تدعوهم إت التفكري والبحث .
ﻕ
ب -يناقش املدرس مع طالب املعلومات السابقة ذات الصلة بموضوع الدرس
ﺍﻟﺘ
ويتم التدرج يف طرح االسئلة من السهل إت الصعم إذ تكون يف بدايتها
سهلة وبسيطة ثم تكون أكثر صعوبة حتى يعيش الطالم يف حالة من التفكري
ﺩﺭﻴ
أ -يقوم املدرس بتقسيم الطالب عىل جمموعات غري متجانسة عىل َأ ّن التزيد كل
جمموعة عن عرشة طالب ,كام َأن املدرس يف هذ املرحلة يشجع طالب
وحيثهم عىل التعأون والتشأور وتبادل االفكار يف ما بينهم ,كام خيربهم ب ن
ﺍﻟﺨ
140
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
الطالب بقراءة ما طرح عليهم من مشكلة قراءة جيدة ثم يعملون عىل
ﻨﺎﻫ
اسرتجاع ما لدهيم من خربات سابقة وترتيبها حتى تناسم طبيعة املشكلة
املطروحة
ﺞﻭ
عليهم.
د -يقوم كل طالم بطرح ماتوصل إلي من نتائ وتفسريات داخل جمموعت ,
ﻁ
وهكذا يتم تبادل االفكار واجراء املشأورات بني طالب املجموعة.
ﺭﺍﺌ
هه -يوج املعلم املجموعات لبعا االفكار إذا لزم ذلك.
ﻕ
و -تسجل كل جمموعة النتائ التي تم التوصل إليها.
)3املرحلة الثالثة :اقرتاح احللول والتفسريات
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
اإلرشادات التي تقدم للمدرس لتفعيل أُنموذج التعلم البنائي داخل غرفة
الصف-:
اقرتح ( عبيد )2009 ,جمموعة من االقرتاحات واالرشادات للمدرسني
ﺍﻟﺨ
لارض أنجاح رأنموذج التعلم البنائي وتفعيل داخل الصف وكاآل -:
ﻴﻜﺎ
141
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
الطالم واعطاء وقت ٍ
كاف لتلقي االستجابات ومناقشتها.
ﻨﺎﻫ
-3اتاحة فرصة للطالب للعمل ضمن جمموعات.
-4عدم تقديم حلول هنائية وكاملة عىل السبورة لينقلها الطالم.
ﺞﻭ
-5تشجيع الطالم عىل البحث والتنقيم وزيارة املكتبات وتصفح املواقع
العلمية يف اانرتنت.
ﻁ
ﺭﺍﺌ
-6العمل عىل ادارة الصف ديمقراطي ًا بام يشعر الطالم بوجود العدالة
واملسأواة.
ﻕ دورة التعلم : Learning Cycle
ﺍﻟﺘ
طريقة مشتقة من الفلسفة البنائية ترعنى بالتعلم القائم عىل املعرفة وتعد تطبيق ًا
لنظرية بياجي يف النمو املعريف ,إهنا متكن الطلبة أنفسهم من بناء تراكيبهم املعرفية
ﺩﺭﻴ
املفهوم وما يسعى إلي الطلبة هو البحث عن املعرفة وليس املعرفة بحد ذاهتا ,وكذلك
تفيد هذ الطريقة بشكل رئيس يف بث متعة االستكشاف لدى الطلبة.
-
تكوين املعرفة عند بياجي يف النمو املعريف وخطوات دورة التعلم الثالثية
موضح يف املخطط اآل -:
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
142
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
املخطط يوضح العالقة بني تكوين املعرفة عند بياجيه يف النمو املعريف وخطوات دورة
التعلم الثالثية
ﻨﺎﻫ
دورة التعلم كتطبيق عىل نظرية بياجيه تكوين املعرفة عند بياجيه
-1االستكشاف (: )Exploration -1التمثيل (: )Assimilation
ﺞﻭ
يعني القيام باستجابة سبق القيام هبا مثل ويعني قيام املتعلم بجمع املعلومات باالعتامد
مجع معلومات حول ظاهرة معينة ,مما عىل اخلربات السابقة عن طريق عمليات العلم.
ﻁ
يؤدي إت فقدان االتزان .
ﺭﺍﺌ
(Concept املفهوم -2استخالص -2التوائم (: )Accommodation
يعني تعديل االستجابة التي أصدرها :)Invention
الطلبة عىل السبورة يلخيف املعلم هنا نتائ
ﻕ الفرد.
ﺍﻟﺘ
ويقوم بمناقشة املتعلمني لارض التوصل إت
املفهوم .
ﺩﺭﻴ
يف هذ املرحلة يطلم املعلم من الطلبة مجع البيانات املتعلقة باملفهوم ,
ويتفاعل الطلبة مبا ة مع أحد اخلربات اجلديدة التي تثري تساؤالهتم ,واملطلوب هنا
ﻨﻲ
143
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
لتساؤالهتم ,ويف أثناء عملية البحث هذ قد يكتشفون أشياء أو أفكار ًا مل تكن معروفة
ﻨﺎﻫ
لدهيم من قبل ,ويقترص دور املعلم عىل التوجي .
ﺞﻭ
يف هذ املرحلة يقوم املعلم بكتابة البيانات التي مجعها الطلبة عىل السبورة,
وذلك لتزويدهم باملفهوم أو املبدأ املرتبط باخلربات اجلديدة التي صادفتهم يف مرحلة
ﻁ
الكشف.
ﺭﺍﺌ
- 3مرحلة تطبيق املفهوم : Concept Application
ﻕ
وتؤدي هذ املرحلة دور ًا مه ًام يف أتساع مدى فهم الطلبة للمفهوم أو املبدأ
املقصود تعلم من خالل مرحلتي االستكشاف وتقديم املفهوم ,لذلك فأن هذ
ﺍﻟﺘ
املرحلة تسمى (مرحلة األتساع املفاهيمي) ,ويأ هذا األتساع من خالل ما يقوم ب
ﺩﺭﻴ
الطلبة من أنشطة خيطط هلا ,بحيث تعينهم عىل انتقال أثر التعلم ,وعىل تعميم خرباهتم
السابقة يف مواقف جديدة ,ومتتاز هذ املرحلة بأن املعلم يعطي فيها وقت ًا كافي ًا لكي
ﺱ
144
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
التنظيم مرحلة استكشاف املفهوم
Regulation Exploration
ﻨﺎﻫ
ﺞﻭ
مرحلة تطبيق املفهوم
عدم االتزان
ﻁ
Disequilibria
Application
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
توسيع الفكرة
مرحلة تقديم املفهوم
ﺩﺭﻴ
(املوائمة) Invention
Assimilation
ﺱ
145
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
الطالم مركز عملية التعلم ,ويكون نشط ًا ,ويتمثل دور املعلم يف أعطاء
ﻨﺎﻫ
التوجيهات للطلبة ولكن ال يزود الطلبة بنتائ التعلم.
-2مرحلة التفسري : Explanation Phaseيف هذ املرحلة يبدأ الطالم يف
ﺞﻭ
وضع اخلربة املجردة التي مر هبا يف شكل قابل للنقل للطلبة ,وهنا يظهر
دور االتصال بني األقران واملعلم ,وعند العمل فأن الطلبة يعلمون بعضهم
ﻁ
البعا سواء الفهم ,أم عرض مالحظات ,واألسئلة واالفرتاضات ,
ﺭﺍﺌ
ودور املعلم هنا توجي الطلبة ويتطلم ذلك من املعلم توفري البيئة الصفية
ﻕ املناسبة .
-3مرحلة التوسيع : Expansion Phaseوهي مرحلة تتمركز حول الطلبة ,
ﺍﻟﺘ
وهتدف إت مساعدة الطلبة عىل التنظيم العقيل للخربات وترتيبها ,وتشجع
ﺩﺭﻴ
التعلم التعاوين ويكون ذلك ب جياد العالقة أو الربط بني اخلربات اجلديدة
واخلربات السابقة املتشاهبة ,والستكشاف تطبيقات جديدة ملا تم تعلم .
ﺱ
مستمرة لتشكيل التقويم اخلتامي لتعلم الطلبة ,وذلك لتشجيع بناء املفاهيم
واملهارات الفعلية ,والتقويم يف هذ ااسرتاتيجية جيري يف كل مرحلة من
ﺯﻴﺩ
146
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ة عىل أمهية التعلم القائم عىل النشاط والذي تؤكد االجتاهات الرتبوية املعا
يعتمد عىل اجيابية الفرد يف ان يتعلم بنفس ويكتسم املفاهيم ويتقن املهارات من خالل
-
توفري املعلم لبيئة غنية باخلربات التي تزيد فرص املتعلمني للتعلم والفهم حيث يكونوا
ﺯﻴﺩ
مشاركني نشيطني ,ومن نظريات التعلم التي حتقق لنا ذلك هي النظرية البنائية,
فبامكان املتعلم َأن يستخدم قدرات الذهنية يف تناول املفاهيم ومعاجلة املعلومات
وتكوين البنية املعرفية بتوجي من املعلم بدالً من تلقي للمعلومات جاهزة من املعلم
ﺍﻟﺨ
واسرتجاعها حينام تطلم من ,وهناك العديد من النامذج التدريسية القائمة عىل اسس
الفلسفية البنائية .وهي تؤكهد بصفة عامة عىل الدور النشط للمتعلم اثناء عملية
ﻴﻜﺎ
التعلم حيث يقوم املتعلمون بالعديد مههن النشاطات و التجارب داخل جمموعات
ﻨﻲ
147
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
العمل ,بحيث تسهم هذ النامذج بدور فعال بعمليهة التعلهم القائهم علهى بنهاء
ﺍﻟﻤ
املعنهى مهام يمكهن للمعلم ان يتبعهها أثناء التدريهههس ,ومن بني نامذج النظرية
ﻨﺎﻫ
البنائية ,والتي يرى بعا الرتبويني أنههها مهمة وذات فائدة فهي العملية التعليمية هو
أنموذج بايبي ( )5E'sالن يركز علهى كيفيههة استخدام الطالم للمعرفة مع ماحول
ﺞﻭ
من اشياء وظواهر واشخاص وإحداث وبذلك فان يركز عىل البناء الشخيص للمعرفة
فاالفرتاض الرئييس للنظرية البنائية هو أن الفرد (املتعلم ) يبني معرفت بنفس .
ﻁ
مراحل تطور دورة التعلم وأنموذج بايبي (:)5E's
ﺭﺍﺌ
يشري األدب الرتبوي ات ان دورة التعلم ظهرت الول مرة يف الستينات من
ﻕ
القرن العرشين عىل يد كل من "كرابلس "Karplusو"اتكن "Atkinوقد صممت
دورة التعلم لتطوير مناه العلوم للمرحلة االبتدائية يف الواليات املتحدة االمريكية ,
ﺍﻟﺘ
وقد أثبتت فاعليتها يف مستويات تعليمية خمتلفة وهذا ما جعلها من اكثر اسرتاتيجيات
ﺩﺭﻴ
148
النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية:الباب الثالث
"Miami Museum of Science 2001 " )2001 ( بالواليات املتحدة األمريكية سنة
ﺍﻟﻤ
.دورة التعلم املكونة من سبعة مراحل
ﻨﺎﻫ
: كام يوضح املخطط التايل مراحل تطور دورة التعلم
ﺞﻭ
5E model 7E model
Elicit
ﻁ
Engagement
ﺭﺍﺌ
Engage
Explanation Application
Elaborate
-
Elaboration
Evaluation
ﺯﻴﺩ
Extend
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
149
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
والن البحث احلايل يتناول دورة التعلم املعدلة ذات اخلمس مراحل وفق
ﺍﻟﻤ
ح مراحل هذا االنموذج بيشء من أنموذج بايبي ( , )5E'sفان الباحث تطرق ات
ﻨﺎﻫ
االختصار:
مراحل أنموذج بايبي (By bee Model Stages :)5E's
ﺞﻭ
يتكون أنموذج بايبي( )5E'sمن مخس مراحل وهذ املراحل ليست خطية وال
منفصلة ,وهذ املراحل هي مرحلة االنشاال""Engagement Stageومرحلة االستكشاف
ﻁ
" " Exploration Stageومرحلة التفسري "" Explanation Stageومرحهلهة التهوسهع "
ﺭﺍﺌ
" Extend Stageواخري ًا مرحلة التقويم ". " Evaluation Stage
ﻕ
واملخطط التايل يوضح مراحل أنموذج بايبي.
ﺍﻟﺘ
االنشغال
ﺩﺭﻴ
Engage
ﺱ
التقويم االستكشاف
-
Evaluate Explorer
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
التوسيع التفسري
ﻴﻜﺎ
Extend Explain
ﻨﻲ
150
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
-1مرحلة االنشغال " : "Engagement Stageاهلدف من هذ املرحلة هو
ﻨﺎﻫ
حتفيز الطالب واثارة فضوهلم واهتاممهم ,وانخراطهم لدراسة املفهوم,
يتعرف الطالب عىل املهمة التعليمية ألول مرة ,ويتم الربط بني اخلربات
ﺞﻭ
السابقة واخلربات احلالية ,ويتم ذلك عن طريق طرح أسئلة (مثرية) بحثية
أو مشكلة وتضم هذ املرحلة االثراء البيئي للطالب يف املوقف التعليمي
ﻁ
باالنشطة املوجهة التي يتوقع ان جتعل الطالم ينشال يف مهمة التعلم
ﺭﺍﺌ
بالرتكيز ذهنياكام جتعل حائرا متحفزا فاذا تم دم األحداث اخلارجية مع
ميول الطلبة واهتامماهتم وحاجاهتم يتوقع ان جتعل التعلم ناجحا وذا فائدة ,
ﻕ
وهلذا جيم أن تكون االنشطة متنوعة وممتعة وحمفزة وذات معنى .وعىل
ﺍﻟﺘ
املعلم يف هذ املرحلة َأن يقوم بتحديد الفهم احلايل للطالب (معلوماهتم
السابقة ) وتشويق الطالب وشد انتباههم و اثارة دافعيتهم الشرتاكهم يف
ﺩﺭﻴ
عليهم ااجابة عنها ,ومن خالل القيام باالنشطة اجلامعية يقوم الطالب
ﻴﻜﺎ
بالبحث عن إجابات للتساؤالت التي تطرأ عىل أذهاهنم ويف اثناء ذلك
يكتشفون املفاهيم ذات العالقة من خالل البحث او املناقشة اجلامعية بحيث
ﻨﻲ
151
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
تكون تلك املفاهيم املكتشفة غري معروفة لدهيم مسبق ًا ,ففي هذ املرحلة
ﺍﻟﻤ
يكون التعلم متمركز ًا حول الطالم ,ويكون الطالم نشيط ًا يف هذ املرحلة
ﻨﺎﻫ
ويتطلم من أن يستكشف املفهوم املراد تعلم من خالل قيام بسلسلة من
األنشطة ,ويعطي الطالب يف هذ املرحلة مواد وتوجيهات يتبعوهنا جلمع
ﺞﻭ
بيانات بواسطهة خربات حسيهة حركيهة مبا ة الدراك معنهى املفهوم
الهذي يدرسون ,واملهعلم دور يف هذ املرحلهة هو هتيئة الفرصة أمام
ﻁ
املتعلمني للعمهل اجلامعهي بمساعدة قليلة منه ,مهن خهالل التشهجيع
ﺭﺍﺌ
واالرشهاد والتوجيه للطالب حتهى يتمكنوا مهن القيام باالنشطة املطلوبة,
ال وميرس ًا لعملية التعلم وليس ناق ً
ال للمعرفة وذلك من فاملعلم دور مسه ً
ﻕ
خالل مسهاعدة الطلبة عىل املالحظة وتسجيل النتائ واملناقشة اجلامعية
وتسمى هذ املرحلة بمرحلهة عدم االتزان لدى املتعلم.
ﺍﻟﺘ
-3مرحلة التفسري " : " Explanation Stageهتدف هذ املرحلة ات جعل
ﺩﺭﻴ
املعلم يوج تفكري الطالب بحيث يبنون املفهوم بطريقة تعاونية من خالل
تشجيعهم عىل أعطاء تفسريات حول النتائ التي توصلوا اليها بكلامهتم
ﺱ
152
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
الطالب الفكري ومهاراهتم وذلك باستخدام اخلربات املكتسبة يف تطبيقات
ﻨﺎﻫ
جديدة ضمن عالقات وروابط بني املفاهيم واملهارات والعمليات ,يف هذ
املرحلة يعمل املعلم عىل تشجيع الطالب عىل تطبيق ما تعلمو من مفاهيم
ﺞﻭ
وعمليات ومهارات يف مواقف جديدة ,فيتوسع الطالب يف تفكريهم يف
املوضوع املثار فيفكرون تفكري ًا تفصلي ًا حمك ًام ,فيتناولون املوضوع من كل
ﻁ
جوانب ,ويشرتك مجيعهم يف عملية التفكري ,مع أعطاء احلرية هلم بالتعبري عن
ﺭﺍﺌ
افكارهم لكي تكون افكارهم أكثر اصالة ومرونة ويكون التوسع متمركز ًا
حول الطالم ,وهيدف ات مساعدت عىل التنظيم العقيل للخربات التي حصل
ﻕ
عليها عن طريق ربطها بخربات سابقة مشاهبة ,حيث يكتشف تطبيقات
جديدة ملا جرى تعلم ,وجيم َأن ترتبط املفاهيم التي جرى بناؤها بأفكار
ﺍﻟﺘ
وخربات أخرى ,من خالل اثراء األمثلة أو تزويدهم بخربات اخرى إضافة
ﺩﺭﻴ
ات اثارة مهارات االستقصاء لدهيم ,وكذلك البحث عن الرتابط بني العلم
والتقنية واملجتمع وفهم تاريخ العلوم وطبيعت .
ﺱ
األهداف التعليمية من قبل املعلم ،كام يتم تقويم ما توصل إلي من حلول
ﺯﻴﺩ
وافكار فعند ,نقاط معينة ينباي َأن يتلقى الطالب تاذية راجعة حول مالئمة
تفسرياهتم وجيم َأن يكون التقويم مستمر ًا وجيم َأن ينفذ من خالل
اجراءات متعددة ,ويكون التقويم مستمر ومتكامل للتعلم ويشجع عىل
ﺍﻟﺨ
البناء املعريف للمفهوم واملهارات العملية ,ويمكن َأن يتم التقويم يف كل
مرحلة من مراحل أنموذج بايبي ( )5E'sبدالً من َأن يقع التقويم يف هناية
ﻴﻜﺎ
االنموذج فقط.
ﻨﻲ
153
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ملواكبة تطور إسرتاتيجيات التدريس وسع الرتبويون دورة التعلم اخلامسية
ﻨﺎﻫ
لتصبح سبع خطوات إجرائية ,وذلك هبدف مساعدة الطلبة أنفسهم عىل تكوين
معرفتهم بنا ًء عىل معارفهم احلالية وخرباهتم السابقة .
ﺞﻭ
الخطوات اإلجرائية إلستراتيجية (الخطوات السبع) : Seven E's
ﻁ
السبع ,كل خطوة تبدأ باحلرف االنكليزي ) (Eوخطواهتا ااجرائية هي عىل النحو
ﺭﺍﺌ
اآل :
ﻕ
-1اإلثارة /التنشيط : Excitementهتدف هذ اخلطوة إت حتفيز الطلبة
وإثارة فضوهلم ويتم هتيئة أذهان الطلبة ب ثارة انتباههم للمفهوم الرئيس
ﺍﻟﺘ
للدرس ,وذلك من خالل خلق ااثارة وتوليد الفضول وإثارة األسئلة
ﺩﺭﻴ
وتشجيع التنبؤ ,إذ يقوم املعلم باستخراج االستجابات التي تكشف عام
لدى الطلبة من معلومات وخربات سابقة أو كيف يفكرون جتا املفهوم أو
ﺱ
املوضوع .
-2االستكشاف : Explorationاهلدف من هذ اخلطوة هو إرضاء الفضول
-
من طريق توفري اخلربات للطلبة والتعاون مع ًا ألدراك معنى املفهوم .
ﺯﻴﺩ
بتسجيل املالحظات وتعليق األحكام وصياغة فروض وتنبؤات جديدة مل تكن معروفة
ﻴﻜﺎ
154
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
املفهوم وتعريف املصطلحات ,ويقوم املعلم بتوجي تفكري الطلبة بحيث
ﻨﺎﻫ
يبنون املفهوم بطريقة تعاونية من خالل إعطاء تفسريات حول النتائ التي
توصلوا إليها بكلامهتم وتعابريهم اخلاصة ويساعدهم املعلم عىل معاجلتها
ﺞﻭ
وتنظيمها عقلي ًا ويقوم بعد ذلك بتقديم اللاة املناسبة والالزمة للوصول
للمفهوم ,ويصبح الطلبة يف هذ اخلطوة قادرين عىل تنظيم خرباهتم
ﻁ
السابقة بعبارات عامة .
ﺭﺍﺌ
-4التوسيع (التفكري التفصييل) : Expansionاهلدف من هذ اخلطوة
اكتشاف تطبيقات جديدة للمفهوم ,ويف هذ اخلطوة يتوسع الطلبة يف
ﻕ
التفكري يف املوضوع املثار فيفكرون تفكري ًا تفصيلي ًا حمك ًام فيتناولون
ﺍﻟﺘ
املوضوع من جوانب كافة ,ويشرتك الفصل كل يف التفكري ,ويسمح هلم
بالتفكري املرن والتفكري األكثر أصالة ,ويتمثل دور املعلم بتشجيع الطلبة
ﺩﺭﻴ
من خالل إعطاء فرصة للمناقشة بني طلبة املجموعات للتوصل إت
ااجابة عن هذ األسئلة املطروحة ويتم ذلك من خالل تشجيع املعلم
ﻴﻜﺎ
155
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
وقدراهتم للمهارات واملفاهيم التي تعلموها .
ﻨﺎﻫ
خمطط ( )4يوضح خطوات إسرتاتيجية (: )7E's
ﺞﻭ
ااثارة
Excitement
ﻁ
االختبار
Examination
ﻕ ﺭﺍﺌ االستكشاف
Exploration
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
التبادل
Exchange التفسري
-
Explanation
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
التمديد
التوسع
Extension
ﻴﻜﺎ
Expansion
ﻨﻲ
156
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
يؤدي كل من املعلم واملتعلمني ادوار حمدودة يف كل خطوة من إسرتاتيجية
ﻨﺎﻫ
(اخلطوات السبع) , Seven E'sواملخطط التايل يوضح هذ األدوار :
دور املتعلمني دور املعلم اخلطوة
ﺞﻭ
* يطرحون أسئلة مثل ملاذا حدث * خلق ااثارة وجذب االنتبا . -1االنشاال
* طرح أسئلة حتفز التفكري لدى الطلبة .هذا ا
ﻁ
* ماذا يمكن أن أتعلم عن هذا * توليد الفضول وتشجيع التنبؤ .
ﺭﺍﺌ
* استخراج االستجابات التي تكشف املوضوع ا
عن املعلومات واخلربات لدى املتعلمني * ماذا أستطيع أن أكتشف حول هذا
ﻕ
وكيف يفكرون جتا املفهوم أو املوضوع .املوضوع أو املفهوم ا
ﺍﻟﺘ
-2االستكشاف * تشجيع الطلبة عىل العمل يف جمموعات * استخدام البحث واالستقصاء
ارضاء فضول املتعلمني عن املفهوم مع أدنى أ اف من ر .
ﺩﺭﻴ
157
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
* استخدام مصادر متنوعة للمعلومات * قيادة النقاش للوصول إت املفهوم . -3التفسري
ﻨﺎﻫ
* تشجيع الطلبة عىل توضيح املفاهيم واملناقشات اجلامعية وتفاعلهم مع
املعلم للتوصل إت تعريفات وتفسريات والتعريفات وتفسري املالحظات .
ﺞﻭ
الربهان للمفهوم املراد دراست . لتقديم الطلبة يسأل *
* االستامع وحماولة فهم التفسريات والتوضيح.
ﻁ
* يزود املتعلمني بالتعريفات والتفسريات التي يقدمها املعلم .
ﺭﺍﺌ
* االستفادة من األنَّشطة السابقة والعبارات التوضيحية .
* يستخدم اخلربات السابقة للطلبة واستخدام املالحظات يف تقديم
التفسريات . ﻕ
كأساس لتفسري املفاهيم اجلديدة .
* استخدام املعلومات واخلربات املكتسبة * تطبيق املصطلحات والتفسريات -4التوسيع
ﺍﻟﺘ
للطلبة كوسيلة للمزيد من التعلم واملهارات املتعلمة يف مواقف مشاهبة
ﺩﺭﻴ
لرؤية العالقات بني املفهوم واملفاهيم * صياغة الفهم املوسع للمفاهيم أو
املوضوعات األصيلة . األرخر .
ﻴﻜﺎ
158
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
* ربط املعلومات عن املفهوم أو املوضوع * تقديم املعلومات املرتبطة باملفهوم -6التبادل
ﻨﺎﻫ
وعالقتها باملفاهيم األرخر . باملفاهيم أو املوضوعات األرخر .
* تشجيع املشاركة الش ّيقة والتعاون من * يتعاون الطلبة باملشاركة لتوضيح
ﺞﻭ
العالقات وتبادل األفكار . خالل األنشطة وتبادل اخلربات .
* مالحظة الطلبة يف تطبيق املفاهيم * إظهار الفهم أو املعرفة للمفهوم أو -7االمتحان
ﻁ
املهارة . واملهارات اجلديدة .
ﺭﺍﺌ
* تقييم تقدمهم ومعرفتهم العلمية . * تقييم معرفة ومهارات الطلبة .
* السامح للطلبة لتقييم معرفتهم * استخدام التقييم البديل ,وذلك
للربهان عن فهمهم للمفهوم أو
ﻕومهاراهتم العملية واجلامعية .
املوضوع .
ﺍﻟﺘ
مميزات إستراتيجية (الخطوات السبع) : Seven E's
ﺩﺭﻴ
-4تعدّ هذ ااسرتاتيجية شاملة لعدة خطوات تعتمد عىل مهارات التفكري .
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
159
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
التقوي م وذلك باستخدام اختبارات مقننة جتعل التدريس يتم بشكل أفضل
ﻨﺎﻫ
بحيث ريعنى بامذا يعرف الطلبة ا وكيف يتعلمون ا
-6جتعل الطالم حمور العملية من خالل تفعيل دور ر ,فالطالم يكتشف
ﺞﻭ
ويبحث وينفذ األنشطة .
-7تدفع الطالم للتفكري من خالل استخدام مفهوم فقدان االتزان الذي ريعدّ
ﻁ
بمثابة الدافع الرئيس نحو البحث عن املزيد من املعرفة العملية .
ﺭﺍﺌ
ال ونشط ًا يف
-8حتقق حتصيل درايس أفضل ألن الطلبة يكون دورهم فاع ً
ﻕ
عملية التعلم مما حيفزهم عىل املزيد من البحث والتعلم .
-9تقوم عىل التشويق وجذب االنتبا وإثارة الطلبة للتعلم من خالل البيئة
ﺍﻟﺘ
التعليمية التي توفرها هذ ااسرتاتيجية .
ﺩﺭﻴ
-10حتث الطلبة عىل التفكري مما جيعل التفكري حمور العملية التعليمية .
ﺱ
األنشطة.
ﻨﻲ
160
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
-3حتديد األهداف السلوكية التي يريد املعلم حتقيقها خالل تنفيذ الدرس .
ﻨﺎﻫ
-4جتهيز جمموعة األنشطة واخلربات املحسوسة التي تثري انتبا الطلبة وأن
تكون هذ األنشطة متصلة بموضوع الدرس وأن تكون متنوعة ومألوفة
ﺞﻭ
بالنسبة للطلبة .
-5حتديد املتطلبات األساسية الالزمة لتعلم املفهوم والكشف عنها من خالل
ﻁ
التقويم املبدئي.
ﺭﺍﺌ
-6إتاحة املجال أمام الطلبة لكي يقوموا باألنشطة االستكشافية بحيث
ﻕ
يتمكنوا من إنجاز املهامت املطلوبة منهم .
-7تقديم املواقف التعليمية بصورة متدرجة من العام إت اخلاص ومن السهل
ﺍﻟﺘ
إت الصعم .
ﺩﺭﻴ
-8تزويد الطلبة باخلربات احلسية من خالل األنشطة التي هيي رئها املعلم هلم ,
ﺱ
واملقارنة وأسناد النيف القرائي بالوسائل البرصية ذات الدالالت واملؤ ات التي
ﻨﻲ
161
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
يمكن َأن هيتدي هبا املتعلم ,ويربط بني األفكار التي حتملها الوسيلة واألفكار الرئيسة
ﺍﻟﻤ
يف النيف املقروء.
ﻨﺎﻫ
َأن Snipsهي اختصار للكلامت اآلتية-:
َ )Start With questons( S -1أي ابدأ األسئلة.
ﺞﻭ
)Note what be leand from hints( N -2مايمكن تعلمة من األشارات
والتلميحات.
ﻁ
)ldentify( -3
ﺭﺍﺌ
(plug(P -4أوصلها بالنيف املقروء.
(See(S -5أ ح الوسيلة البرصية.
ﻕ
تتألف اسرتاتيجية Snipsمن مخس خطوات هي-:
ﺍﻟﺘ
-1ابدأ باالسئلة ( )Start With questonsيف هذ اخلطوة يسأل التلميذ
ﺩﺭﻴ
نفسة أسئلة توضح ما يرمي الي :مل أنظر ات هذ الوسئلة البرصية ا ما نوع
املعلومات التي سأركز فيها ا ف ذا كانت الوسيلة البرصية صور ًا ,يسأل
ﺱ
) hintsيف هذ اخلطوة يقوم املتعلم بالبحث عن األرشادات التي يمكن َأن
تدل عىل معنى الوسيلة البرصية سواء بالعنوان ,بالسطور ,باالرقام,
ﺍﻟﺨ
162
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
بالوسيلة البرصية.
ﻨﺎﻫ
-5أرشح الوسيلة البرصية ( ) Seeيف هذ اخلطوة يقوم املتعلم برشح الوسيلة
البرصية للتالميذ ,أو أ حها لنفسة بصوت ٍ
عال ,ويسأل ماذا يتناول
ﺞﻭ
الرسما كيف يرتبط بالنيف املقروءا ما األشارات املوجودة التي تدل عىل
املعنى.
ﻁ
دور المعلم في استراتيجية Snips
ﺭﺍﺌ
يتضح دور املعلم يف هذ االسرتاتيجية بام يأ :
ﻕ
-1يدرب تالميذ عىل املهارات املعرفية وفوق املعرفية ,ويف هذ احلالة علية
َأن يعزز هذ املهارات يف مجيع دروس القراءة.
ﺍﻟﺘ
-2تزويد النيف القرائي بام يلزم من اخلرائط واملصورات والرسوم التي تنمي
ﺩﺭﻴ
حد ذاهتا ,بل هي وسيلة لتشكيل أطر فكرية وليست أطر ًا تصورية أو
شكلية تعتمد عىل الرسومات والتوضيحات .
ﺯﻴﺩ
163
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
يمكن وصف املحطات العلمية بأهنا سرتاتيجية تقوم عىل عرض حمتوى املادة
ﻨﺎﻫ
الدراسية بأشكال خمتلفة من األنشطة العلمية والتي يامرسها الطلبة داخل الصف أو
املخترب التي تكون متنوعة منها :االستكشافية ,أو القرائية ,أو الصورية ,وغريها .
ﺞﻭ
كام توصف هذ املحطات :بأهنا جمموعة من الطاوالت داخل غرفة الصف أو
املخترب وكل طاولة تعد حمطة هلا نشاط معني حيقق هدف ًا معين ًا.
ﻁ
ﺭﺍﺌ
انواع المحطات العلمية
توجد أنواع عد للمحطات العلمية يعتمد تصميمها عىل طبيعة كل درس,
ﻕ ومنها -:
ﺍﻟﺘ
املحطات االستكشافية :وختتيف باألنشطة املختربية التي تتطلم إجراء جتربة
معينة ال يستارق تنفيذها وقتا طويال.
ﺩﺭﻴ
املحطات القرائية :وتعتمد عىل مادة قرائية يتم هتيئتها من املعلم هبدف تكوين
ﺱ
164
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
الدرس.
ﻨﺎﻫ
حمطات النعم والال :وفيها يتم طرح جمموعة أسئلة من الطلبة وتكون إجابة
اخلبري بكلمة نعم أو ال حتى يتم التوصل إت ااجابة.
ﺞﻭ
حمطات السمع – برصية :ويتم استعامل جهاز تسجيل أو تلفاز ,يستمع الطلبة
ما حدد املعلم يف أوراق العمل أو يشاهدون ,ثم جييبون عىل األسئلة
ﻁ
املحددة .
ﺭﺍﺌ
االتجاهات الفكرية لستراتيجية المحطات العلمية
ﻕ
يرى أن املحطات العلمية اعتمدت عىل االجتاهات الفكرية اآلتية :
.3االجتا االستقصائي .2االجتا االستكشايف .1االجتا البنائي
ﺍﻟﺘ
- 1احملطات العلمية واالجتاه البنائي
ﺩﺭﻴ
يؤكد برونر يف نظريت االهتامم بخربات املتعلم يف املواقف التي جتعل راغبا يف
التعلم وقادرا علي ويعني ذلك االهتامم بأشكال عرض املادة معربا عنها بأنامط التمثيل
ﺱ
احلركة( .مثال يتعلم الطالم كيفية اخذ درجة حرارة جسمني خمتلفني بدرجة
ﺯﻴﺩ
.3التمثيل الرمزي :الذي يعتمد عىل عرض املادة باستخدام الكلامت أو اللاة
ﻨﻲ
وهو يتيح للمتعلم ان يستنبط منطقيا ويفكر تفكريا حمكام ويمكن من تشكيل
165
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
مثال موضوع احلرارة ودرجة احلرارة ويعرض بأسلوب مبسط حمتويا عىل
ﻨﺎﻫ
جمموعة من األسئلة املرافقة لعرض حمتوى املادة الدراسية).
ﺞﻭ
هيدف االكتشاف كعملية عقلية إت بلوغ حقائق ومفاهيم وقوانني جديدة مل تكن
هيدف االكتشاف كعملية عقلية إت بلوغ حقائق ومفاهيم وقوانني جديدة مل تكن
ﻁ
معروفة للمتعلم فاملتعلم يعرف بعا احلقائق واملفاهيم عن ظاهرة ,أو حدث أو يشء
ﺭﺍﺌ
وينطلق من هذ احلقائق إت حقائق جديدة َ .أن طريقة التقيص واالكتشاف جتعل
(بدال من َأن يستلم املعلومات ويعيدها) ,مستخدم ًا
ﻕ ً املتعلم (الطالم) يفكر وينت
معلومات وقابليت يف عمليات تفكريية (عقلية وعملية) تنتهي بالوصول إت النتائ
ﺍﻟﺘ
وهبذا تتحقق (فعلية) العلم ال (أسميت ) ,أي يدرس العلم (فكرا وعمال) كامدة
ﺩﺭﻴ
املعروفة .كام تشكل هذ الطريقة التعليمية أملشوق أمهية كبرية للمتعلمني من حيث
منحهم فرص ًا كبرية للمتعلمني للتفكري بشكل مستقل يستطيعون من خالل احلصول
-
عىل املعرفة بأنفسهم مكتشفني بالوقت ذات الكثري من املعاين احلقيقية ملا يقرؤن من يف
الكتم واملراجع بعد َأن كانت جاهزة للمتعلمني وهم عىل مقاعد الدراسة .كام تعمل
ﺯﻴﺩ
هذ الطريقة عىل تفعيل دور املتعلمني يف عملية التعلم وحتفيز قدراهتم العقلية
وإكساهبم الثقة بأنفسهم يف جو تعليمي مشوق يدفعهم ملزيد من العلم واملعرفة
واخلربة .كام َأن تدريس العلوم جيم أن يركز عىل عملية اكتشاف الطلبة انفسهم
ﺍﻟﺨ
مع البيئة , للمعرفة العلمية باستخدام طريقة االكتشاف عن طريق تفاعلهم املبا
ﻴﻜﺎ
فاخلربات احلية التي تعطي للطالب تساعدهم عىل تعلم املفاهيم العلمية وتزيد من
دافعيتهم نحو تعلم العلوم .أن املامرسات التي تأخذ طريقة االستكشاف ما ييل:
ﻨﻲ
166
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
أ .الوصول إت مفهوم أو تعميم ,بعد ان يكون املتعلم قد اطلع عىل جمموعة من
ﺍﻟﻤ
األمثلة أو احلاالت اخلاصة بذلك املفهوم أو التعميم ,حيث تؤدي هذ
ﻨﺎﻫ
األمثلة واحلاالت باملتعلم إت اكتشاف املعنى أو التوصل إت التعميم املتضمن
فيها .
ﺞﻭ
بَ .أن يصل املتعلم إت املفهوم أو القاعدة ,أو إت فهم واستيعاب املفهوم بدون
توجي كامل أو أ اف تام من قبل املعلم عىل نشاط الطالم ( املتعلم ) أثناء
ﻁ
عملية التعلم ,إي َأن اارشاد أو التوجي الذي جيم َأ ّن يامرس املعلم عىل
ﺭﺍﺌ
عمل الطالم ونشاط جيم َأن يكون مقيد ًا وقلي ً
ال .
ﻕ أنموذج ( : ) Woods ,1994
الذي صمم أساسا ملساعدة املتعلمني للتخيل عن مفاهيمهم ذات الفهم اخلاطئ,
ﺍﻟﺘ
ويتم العمل ضمن جمموعات صارية ,ويتضمن ثالث مراحل هي :
ﺩﺭﻴ
167
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
3ه إعادة صياغة األفكار Restructuring of ideas :
ﻨﺎﻫ
4ه تطبيق األفكارApplication of ideas :
ﺞﻭ
5ه مراجعة التايري يف األفكارReview chanting of ideas :
ﻁ
أن هذا األنموذج الذي اقرتح ( ) Stepans & Steven ,1988هيدف إت
ﺭﺍﺌ
مساعدة املتعلمني باكتساب الفهم السليم للمفاهيم ,ويتضمن املراحل اآلتية :
1ـ الرشح :حتديد املفاهيم املطلوب تعلمها.
ﻕ
2ـ التجريب :إجراء العروض العلمية لتوضيح املفاهيم ,وتسجيل
ﺍﻟﺘ
املالحظات من املتعلمني .
ﺩﺭﻴ
األسلوب يعود بالفوائد التي جينيها الطلبة للتحدث يف موضوعات خمتلفة ,كام أن
التعلم حيدث يف أجواء مرحية خالية من التوتر والقلق ,وترتفع فيها دافعية الطلبة عىل
نحو كبري مما يؤدي إت تعديل الفهم اخلاطئ للمفاهيم واكتساب املهارات واملعارف ٍ
ﺍﻟﺨ
وحتى يكون التعلم تعاونيا حقيقيا ,جيم أن يتضمن مخسة مبادئ أساسية يف
تعلم املجموعات ,وهي املبادئ املبينة أدنا :
ﻨﻲ
168
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
1ه االعتامد املتبادل ااجيايب :إن أول مطلم لدرس منظم تعاوين فعال ,هو أن
ﺍﻟﻤ
يعتقد الطلبة بأهنم يارقون مع ًا أو يسبحون معه ًا .وللطلبة مسؤوليتان يف
ﻨﺎﻫ
املواقف التعليمية التعاونية :
أن يتعلموا املادة املخصصة ,وأن يتأكدوا من أن مجيع أعضاء جمموعتهم
ﺞﻭ
يتعلمون هذ املادة .والتسمية الفنية لتلك املسؤولية املزدوجة هي االعتامد املتبادل
ااجيايب .ويتوافر االعتامد املتبادل ااجيايب عندما يدرك الطلبة أهنم مرتبطون مع أقراهنم
ﻁ
نحو ال يمكن أن ينجحوا هم ما مل ينجح أقراهنم يف املجموعة ( يف املجموعة عىل ٍ
ﺭﺍﺌ
وبالعكس ) .وعندما يفهم االعتامد املتبادل ااجيايب جيدا ف ن يؤكد ما يأ :
ﻕ
جهود كل فرد يف املجموعة مطلوبة ال يستانى عنها لنجاح املجموعة أي ال
جيوز أن يكون هناك ركاب معفوون من دفع األجرة .
ﺍﻟﺘ
لكل فرد من املجموعة إسهام فريد يقدم إت اجلهد املشرتك بسبم مصادر ,
ﺩﺭﻴ
الطلبة ,ألن التبادل اللفظي الذي يدور بني الطلبة والذي يعزز باالعتامد
املتبادل االجيايب هو الذي يؤثر يف املخرجات الرتبوية .
-
3ه املساءلة الفردية :يشري هذا املكون إت مساءلة الفرد ,أو املساءلة الفردية التي
ﺯﻴﺩ
تتم بتقويم أداء كل طالم فرد ,وعزوا النتائ إت املجموعة والفرد ,ومن
املهم أن يعرف أعضاء املجموعة أهنم ال يستطيعون أن يتطفلوا عىل عمل
اآلخرين ,أي أال يعملوا ,وتظهر اسامؤهم مع اسامء اآلخرين الذين قاموا
ﺍﻟﺨ
بالعمل فع ً
ال .ومن الطرائق املتبعة يف تنظيم املساءلة الفردية إعطاء امتحان
فردي لكل طالم ,واالختبار العشوائي انتاج طالم يمثل كامل
ﻴﻜﺎ
املجموعة.
ﻨﻲ
169
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
4ه املهارات اخلاصة بالعالقات بني األشخاص :يتطلم هذا املكون تعليم
ﺍﻟﻤ
األشخاص املهارات االجتامعية التي يتطلبها التعاون عايل النوعية ,ولكي
ﻨﺎﻫ
ينسق الطلبة جهودهم يف حتقيق أهدافهم املتبادلة ,عليهم أن :
يعرفوا ,ويثقوا ببعضهم .
ﺞﻭ
يتواصلوا ,بدقة ومن دون غموض .
يقبلوا ,ويدعموا بعضهم .
ﻁ
ﺭﺍﺌ
حيلوا الرصاعات ,واخلالفات بطرائق اجيابية وبناءة .
5ه املعاجلة اجلمعية :وتعني مناقشة افراد املجموعة ملدى تقدمهم نحو حتقيق
ﻕ
اهلدف ويمكن تعريفها أيض ًا بأهنا تفكري معاجلة من املجموعة بارض :
ﺍﻟﺘ
وصف أي من أعامل األفراد كانت مساعدة ,وأي منها كانت غري مساعدة .
ﺩﺭﻴ
170
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
اليومية التي لدى املعلمني بواسطة اللاة والكتابة والعمل ,وحمورها التفكري
ﺍﻟﻤ
الفردي للطالب جتا املفهوم .
ﻨﺎﻫ
2ه الطور الرتكيزي ( البؤرة ) : Focus :وفي يوج املعلم الطالب للعمل يف
جمموعات صارية ,فريبط بني املعرفة اليومية املستهدفة ,ويركز عمل
ﺞﻭ
الطالب عىل املفاهيم املستهدفة مع تقدم املفاهيم العلمية وإتاحة الفرصة
فيمر الطالب بخربة املفهوم .
للتفاوض واحلوار بني املجموعات ُّ ,
ﻁ
3ه طور املتعارض ( التحدي ) : Challenge :يف هذا املستوى يقود املعلم
ﺭﺍﺌ
مناقشة الفصل بالكامل ,مع إتاحة الفرصة للطالب لإلسهام بمالحظاهتم
ﻕ
وفهمهم ,ورؤية أنشطة الفصل بالكامل ومساعدهتم بالدعائم التعليمية
املناسبة مع إعادة تقديم املصطلحات أو املفاهيم العلمية ,والتحدي بني ما
ﺍﻟﺘ
كان يعرف املتعلم يف الطور التمهيدي وما عرف ر يف أثناء التعلم .
ﺩﺭﻴ
171
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
هو أحد النامذج القائمة عىل الفلسفة البنائية ,ويتم يف هذا األنموذج مساعدة
ﻨﺎﻫ
الطلبة عىل بناء مفاهيمهم ومعارفهم العلمية وذلك عن طريق بيئة تعلم تساعد الطلبة
عىل بناء املعنى عن طريق مواقف اجتامعية مثل هذ البيئات تعطي للتالميذ مشاركة
ﺞﻭ
أفكارها مع أقراهنم يف كل جمموعة عمل صارية وتتيح هلم ذلك ,وداخل الفصل
ككل ,فاملعنى يبنى اجتامعيا عن طريق التفاوض بني األفراد ,ويتكون هذا األنموذج
ﻁ
من ثالثة مكونات هي :
ﺭﺍﺌ
1ه املهام .
ﻕ 2ه املجموعات املتعاونة .
3ه املشاركة .
ﺍﻟﺘ
األنموذج الواقعي ( : ) Realistic's Model
ﺩﺭﻴ
هو أنموذج تعلم طور ( خليل آخرون ) 1996 ,روعي في واقع البيئة املحلية
ﺱ
وواقع املعلم العريب ,ويستمد أفكار من الفلسفة البنائية ,ويتألف األنموذج الواقعي
لتدريس العلوم من ثالثة مكونات هي حتليل الواقع والتخطيط للتدريس والتنفيذ .
-
ويتم حتليل الواقع قبل تنفيذ التدريس ,إذ جيم عىل املعلم ااجابة عن األسئلة
ﺯﻴﺩ
اآلتية :
1ه ما طبيعة املوضوع أو املحتوى العلمي الذي سوف يدرس ا
ﺍﻟﺨ
وتتطلم ااجابة عن هذا السؤال أن يتمعن املعلم يف املادة التي سيدرسها من
من الطلبة بأنفسهم ,ف ذا كانت جتريبية فأن علي منظور تدريسها يف التجريم املبا
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
172
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
أن حيدد األدوات واألجهزة املطلوبة وحتديد إجراءات تنفيذ التجربة من الطالب يف
ﺍﻟﻤ
جمموعات متعاونة وإن كانت نظرية فأن علي أن يعد الوسائل التعليمية املناسبة .
ﻨﺎﻫ
2ه ما مدى إمكانية املعلم عىل تدريس هذا املوضوع أو املحتوى وقدرات ا
ويقتيض هذا السؤال أن يكون املعلم واقعي ًا مع نفس ,ويتمعن يف املادة وينظر
ﺞﻭ
إذا كان متمكن ًا منها متقن ًا هلا من دون أن يكون عند أي خلل معريف فيها ويف كيفية
إجراء التجارب العلمية التي تقتضيها طبيعة هذ املادة
ﻁ
3ه ما واقع الطالب الذين يدرس هلم هذا املوضوع ا
ﺭﺍﺌ
يتطلم األنموذج أن يفكر املعلم بواقع طلبت من حيث مستوياهتم املهاري
ﻕ
واملعرفية كام أن علي أن يعد جمموعة من األسئلة املثرية للتفكري يف ما هو بصدد
تدريس .
ﺍﻟﺘ
4ه ما واقع املدرسة التي سيتم تدريس املوضوع أو املحتوى فيها ا
ﺩﺭﻴ
جيم أن يكون املعلم عىل دراية تامة بجميع مقتنيات املؤسسة الرتبوية التي يعمل
ﺱ
فيها بام يتصل باألجهزة واملواد واألدوات املختربية ويتأكد من سالمتها .
5ه ما واقع البيئة واملجتمع الذي يعيش في املتعلم ا
-
إثارة السؤال ضمن األنموذج يأ من منطلق ربط املحتوى العلمي ببيئة الطالم
الواقعية ,مما جيعل العلم ذا أمهية يف حيات ويكسب املعنى املألوف لدي ,إذ يتلمس
ﺯﻴﺩ
173
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
يتوجم عىل املعلم أن يصوغ عدد ًا حمدود ًا جد ًا من األهداف التي يرغم يف أن
ﺍﻟﻤ
يصل إليها طالب بعد تنفيذ النشاطات والتجارب املحددة يف الدرس .
ﻨﺎﻫ
8ه حتديد األسئلة املثرية للتفكري التي ستطرح للحوار .
يتوجم عىل املعلم أن يكتم جمموعة من األسئلة التي تعين عىل كشف املفاهيم
ﺞﻭ
اخلاطئة التي يتوقعها عند طالب ....وإعداد األسئلة التي تدفعهم للتفكري بام سيقومون
هبا من نشاطات وجتارب .
ﻁ
9ه حتديد التجارب والنشاطات التي سينفذها الطلبة .
ﺭﺍﺌ
ويقتيض من املعلم أن حيدد التجارب التي يتوجم إثارة السؤال ضمن األنموذج يأ
ﻕ
من منطلق ربط املحتوى العلمي ببيئة الطالم الواقعية ,مما جيعل العلم ذا أمهية يف حيات
ويكسب املعنى املألوف لدي ,إذ يتلمس الطالم تطبيقات العلم يف حيات .
ﺍﻟﺘ
المكون الثاني ـ التخطيط للتدريس :
ﺩﺭﻴ
-: ويركز هذا املكون عىل إعداد خطة التدريس والتي تتألف من عدة نا
ﺱ
1ه حتديد املدخل ( التهيئة احلافزة ) يتوجم عىل املعلم أن حيدد كيف يدخل يف
الدرس بام يثري دافعية الطالب للتعلم وحيفز فضوهلم العلمي ,ويتم ذلك عن
-
طريق إعداد سؤال يثري التناقا املعريف لدى املتعلم بحيث يظهر أن ما لدى
الطالم من معلومات ال يكفي لتفسري الظاهرة الطبيعية التي يكون بصدد
ﺯﻴﺩ
تدريسها .ويمكن أن تكون هذ التهيئة احلافزة بصورة نشاط مثري يقوم ب املعلم
أمام طالب ,ومن أشكال التهيئة احلافزة ,ربط موضوع الدرس بحياة الطالم
ﺍﻟﺨ
وبصورة عامة جيم أن تكون أسئلة املعلم أو النشاطات التي يعملها حافزة
للطالم ومثري تدفع إت أن يقبل عىل التعلم بشاف ورغبة .
ﻴﻜﺎ
2ه حتديد املبادئ والتعليامت التي سيتم تعلمها .أي إن حيدد املعلم املفاهيم
واملبادئ والقوانني العلمية املطلوب تعلمها .
ﻨﻲ
174
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
ﺍﻟﻤ
يتوجم عىل املعلم أن يصوغ عدد ًا حمدود ًا جد ًا من األهداف التي يرغم يف أن
ﻨﺎﻫ
يصل إليها طالب بعد تنفيذ النشاطات والتجارب املحددة يف الدرس .
4ه حتديد األسئلة املثرية للتفكري التي ستطرح للحوار .
ﺞﻭ
يتوجم عىل املعلم أن يكتم جمموعة من األسئلة التي تعين عىل كشف املفاهيم
اخلاطئة التي يتوقعها عند طالب ....وإعداد األسئلة التي تدفعهم للتفكري بام سيقومون
ﻁ
هبا من نشاطات وجتارب .
ﺭﺍﺌ
5ه حتديد التجارب والنشاطات التي سينفذها الطلبة .
ﻕ
ويقتيض من املعلم أن حيدد التجارب التي يتوجم عىل الطالب القيام هبا كي
جييبوا عن أسئلة التفكري التي أعدها املعلم .
ﺍﻟﺘ
6ه إعداد أسئلة للتقويم البنائي واحلوار .
ﺩﺭﻴ
يقتيض هذا األنموذج أن يكتم املعلم عدد ًا من األسئلة التي ستطرح يف احلوار
ﺱ
املبني عىل تنفيذ النشاطات والتجارب .فضال عام سبق عىل املعلم أن يربط املوضوع
العلمي الذي يدرس بحياة الطالم وبيئت العلمية وباايامن باهلل مع االستشهاد باآليات
-
القرآنية املناسبة وإظهار عظمة اخلالق يف كل موقف في دقة اخلالق حينام يكون الدرس
عن احلياة وظواهر الكون املختلفة .
ﺯﻴﺩ
175
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
2ه معاجلة املفاهيم املالوطة ( الفهم اخلطأ ) عند الطالب :ويتم هنا طرح
ﺍﻟﻤ
األسئلة عن احلالة املعرفية السابقة وتصحيح أي خطأ يف فهم الطالب
ﻨﺎﻫ
للمفاهيم السابقة ,ومن املفيد أن يتبع املعلم ااسرتاتيجية التالية يف معاجلت
هلذ املفاهيم اخلاطئة .ويتم ذلك بثالث مراحل هي :
ﺞﻭ
املرحلة األوىل:مرحلة عدم الرضا بالفهم اخلاطئ ( )DISSATISFACTION
يدخل املعلم يف حوار جديل مع الطالم الذي يمتلك الفهم اخلاطئ ,يركز في
ﻁ
عىل هذا الفهم بحيث يشكك الطالم يف ما يفهم ,إذ يظهر ل أن هذا الفهم مل يسعف يف
ﺭﺍﺌ
تقديم أجابات سليمة عن األسئلة املتالحقة ,كام يظهر ل فشل هذا الفهم يف تقديم
تفسريات سليمة للنتائ النظرية أو التجريبية ,وهذا جيعل الطالم مستعد ًا لتقبل
ﻕ
البديل الذي سيقدم ل ,وعندئذ ينتقل املعلم إت املرحلة الثانية .
ﺍﻟﺘ
املرحلة الثانية :مرحلة تقبل الفهم العلمي السليم ( ) SATISFACTION
ﺩﺭﻴ
املعلومة الصحيحة بصورهتا السليمة إال أن قد ال يستطيع الدفاع عنها ,وعندئذ جيم
عىل املعلم االنتقال إت املرحلة الثالثة .
-
ذلك كام أن خيضع املعلومة اجلديدة إت جمموعة األسئلة أنفسها التي أثريت بداية يف
مواجهة الفهم اخلاطئ ,ويبني قدرهتا عىل الصمود وتقديم التفسريات السليمة ,وهذ
ﻴﻜﺎ
اخلطوة تؤكد للطالم صحة املعلومة بالصورة التي قدمها املعلم مما يشجع عىل
ﻨﻲ
176
الباب الثالث :النماذج واالستراتيجيات القائمة على النظريةالبنائية
التمسك هبا ليعوض فهم اخلاطئ الذي يفرتض أن يكون قد حهُّرر من بعد استكامل
ﺍﻟﻤ
هذ السرتاتيجي املشاهبة ملا اتبعت اسرتاتيجي التعارض املفاهيمي .
ﻨﺎﻫ
3ه النشاطات :يتم فيها تقسيم الطالب عىل جمموعات متعاونة غري متجانسة
عدد أفرادها من أربعة إت مخسة طالب ,وللمعلم احلق يف أن يطلم من أي
ﺞﻭ
طالم يف املجموعة إعطاء إجابة هذ املجموعة ,وأي خطأ يرتكب حتاسم
علي املجموعة بأكملها ,وتكافأ املجموعة عىل التعاون ويشجعون كذلك
عىل االتصال بعضهم ببعا بعد الدوام الرسمي لطلم املساعدة وتقديمها
ﻁ
ﺭﺍﺌ
يف ما يتعلق بفهم املادة العلمية والنشاطات ...ويتم كذلك يف هذ املرحلة
طرح أسئلة مثرية للتفكري تتم ااجابة عنها عن طريق تنفيذ التجارب أو
ﻕ
الدخول يف حوار داخل املجموعة نفسها ,إذ يعتمد نوع النشاطات عىل
طبيعة املادة العلمية واامكانات املتاحة وخصائيف املتعلمني ومستوياهتم .
ﺍﻟﺘ
4ه جلسة احلوار :يتم فيها املناقشة اجلمعية اجابات جمموعات الصف بأكمل
ﺩﺭﻴ
من املعلم ,إذ ينظم استنتاجات 5ه التنظيم :ويتم فيها التدريس املبا
الطالب ويصوغ املفاهيم واملبادئ والقوانني بصوغها الصحيح .
-
6ه التطبيق :ويتم فيها ربط نتائ الدرس بحياة الطالم أو باملواقف العلمية
اجلديدة والتذكري بعظمة اخلالق سبحان وتعات إما عن طريق االستشهاد
ﺯﻴﺩ
باآليات القرآنية املناسبة ,وإما أن يقول املدرس سبحان اهلل ,ما أعظم قدرة
اهلل ودقة صنع ......الخ .
ﺍﻟﺨ
7ه الالق :يتم فيها تلخييف املعلم ملا تم عمل يف الدرس بذكر النقاط الرئيسة
واملبادئ والتعميامت التي تم التوصل إليها وتطبيقاهتا املمكنة ,ويفضل كتابة
ﻴﻜﺎ
177
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﻕ ﺭﺍﺌ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
178
المصادر
املاصدر
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
-أبو جادو ،صالح حممد (:) 2005علم النفس الرتبوي ،دار املسرية ،ط ،4عامن.
-ابو جادو ،صالح حممد ( :)2012علم النفس الرتبوي ،ط ،9داراملسرية للنرش
ﺞﻭ
والتوزيع ،عامن ،االردن
-أبو حطب ،فؤاد عبد اللطيف ،صادق ،آمال امحد خمتار( :) 1986علم النفس
ﻁ
الرتبوي ،مكتبة االنجلو املرصية ،ط ،3القاهرة
ﺭﺍﺌ
-ابو رياش ،حسني حممد ،عبد احلق ( :)2006علم النفس الرتبوي ،دار املسرية
للنرش والتوزيع ،ط ،1عامن ،االردن.
ﻕ
-االزيرجاوي ،فاضل حمسن ،واالسدي ،سعد قاسم ،ومحيد ،صالح مهدي
( :)1990نظرية بياجية يف االرتقاء املعريف ،دارالشؤون الثقافية للنرش
ﺍﻟﺘ
والتوزيع ،ط ،1بغداد
ﺩﺭﻴ
-جرب ،عقيل امري( ) :فاعلية التدريس بانموذج بايبي( (5ESيف اكتساب املفاهيم
الفيزيائية وتنمية التنور الفيزيائي لدى طالب الصف االول املتوسط ،،رسالة
-
-دافيدوف ،لندا ( :)1983مدخل علم النفس ،ترمجة :سيد الطواب وآخرون ،دار
ماكجروهيل للنرش ،ط ،4القاهرة.
ﻴﻜﺎ
-داود ،عزيز حنا ،العبيدي ،ناظم هاشم ( :)1990علم النفس الشخصية ،بغداد.
ﻨﻲ
179
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
-ربيع ،حممد شحاتة ( :)1986تاريخ علم النفس ومدارسة ،دار الصحوة للنرش
ﺍﻟﻤ
والتوزيع ،مرص
ﻨﺎﻫ
-الربيعي ،نجلة حممود حسني ( :)2007اثر استخدام أنموذج خريطة الشكل()V
و(وودز) يف التحصيل لدى طالبات معهد اعداد املعلامت ومهاراهتن العملية
ﺞﻭ
يف مادة العلوم العامة ،اطروحة دكتوراة غري منشورة.
-الرحياموي ،نرسين نارص خلف ( :)2016فاعلية اسرتاتيجية SNIPSيف
ﻁ
اكتساب مفاهيم مادة العلوم لدى تالميذ اخلامس األبتدائي وتفكريهم
ﺭﺍﺌ
البرصي ،رسالة ماجستري غري منشورة ،كلية الرتبية ،جامعة واسط.
-الركايب ،وجدان نادر عودة ( :)2013اثر التدريس بأسرتاجتية اخلطوات
ﻕ
السبع Seven Esعىل حتصيل والوعي البيئي لدى طلبة قسم علوم احلياة يف
مادة البيئة ،رسالة ماجستري غري منشورة.
ﺍﻟﺘ
-الزغول ،رافع النصري ،الزغول ،عامد عبد الرحيم ( :)2003علم النفس املعريف،
ﺩﺭﻴ
180
المصادر
ﺍﻟﻤ
والتوزيع ،ط ، 2عامن ،االردن
ﻨﺎﻫ
-السعدي ،ناظم تركي عطية( :)2010فاعلية التدريس بأستعامل أنموذج التعلم
البنائي يف اكتساب املفاهيم البيئية ،رسالة ماجستري غري منشورة.
ﺞﻭ
-سليم ،مريم ( :)2003علم نفس التعلم ،دار النهضة للنرش والتوزيع ،
ط،1بريوت ،لبنان.
ﻁ
-الرشقاوي ،انور حممد ( :) 1988التعلم نظريات وتطبيقات ،ط ، 3مكتبة
ﺭﺍﺌ
االنجلو املرصية .
-عبد اهلادي ،جودت ( :)2007نظريات التعلم ،دار الثقافة للنرش والتوزيع ،
ﻕ ط ،1عامن ،االردن.
-عالونة ،شفيق فالح ( :)2009سيكولوجية التطور اإلنساين من الطفولة اىل
ﺍﻟﺘ
الرشد ،دار املسرية للنرش والتوزيع ،ط ،1عامن ،االردن
ﺩﺭﻴ
-غباري ،ثائر ،ابو شعرية،خالد ( :)2010القدرات العقلية بني الذكاء واالبداع ،
مكتبة املجتمع العريب للنرش والتوزيع ،ط ،1عامن
ﺯﻴﺩ
181
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ط ،1عامن ،االردن.
ﻨﺎﻫ
-قطامي ،يوسف حممود ( :)2005نظريات التعلم والتعليم ،دارالفكر للنرش
والتوزيع ،ط ، 1عامن ،االردن
ﺞﻭ
-كوافحة ،تيسري مفلح ( :)2004علم النفس الرتبوي وتطبيقاته يف جمال الرتبية
اخلاصة ،دار املسرية للنرش والتوزيع ،ط1
ﻁ
-الليباوي ،ابتسام ابراهيم حممد ( :)2003فاعلية التدريس بأنموذج املكعب يف
ﺭﺍﺌ
حتصيل مادة علم االحياء والتنور البايولوجي لدى طالبات الصف الثاين
املتوسط ،رسالة ماجستري غري منشورة.
ﻕ
-حممد ،حممد جاسم ( :)2004نظريات التعلم ،دار الثقافة للنرش والتوزيع
-حممد ،دمشق موسى ( :)2009اثر االنموذج الواقعي يف تعديل الفهم اخلاطئ
ﺍﻟﺘ
للمفاهيم الفيزياوية لدى طالبات الثاين املتوسط ،رسالة ماجستري غري منشورة
ﺩﺭﻴ
(املكعب والبيت الدائري) عىل حتصيل طالبات الصف الرابع العلمي ،جملة
كلية الرتبية االساسية ،املجلد( ، )19العدد (.)80
ﺍﻟﺨ
182
المصادر
ﺍﻟﻤ
والتطبيق ،دار املسرية والنرش والتوزيع ،ط،2عامن.
ﻨﺎﻫ
-منسى ،حممود عبد احلليم ( :)2003التعلم – املفهوم -النامذج – التطبيقات،
مطبعة ابناء وهبة وحسان للنرش والتوزيع ،ط ،1مكتبة االنجلو املرصية.
ﺞﻭ
-املوسوي ،زهراء رؤوف ( :)2008اثر نموذج من دورة التعلم يف حتصيل
طالبات الصف الثاين ،رسالة ماجستري غري منشورة ،جامعة بغداد ،كلية الرتبية
ﻁ
ابن اهليثم.
ﺭﺍﺌ
-نشوايت عبد املجيد ( :)1986علم النفس الرتبوي ،دار الفرقان للنرشوالتوزيع،
االردن
ﻕ
-نشوايت عبد املجيد ( :)2012نظريات التعلم ،دار الرشوق للنرش والطباعة ،ط1
-الوقفي ،رايض ( :)1998مقدمة يف علم النفس ،دار الرشوق للنرشوالتوزيع،
ﺍﻟﺘ
ط ،3عامن ،االردن.
ﺩﺭﻴ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
183
النظريات المعرفيةنماذجها – استراتيجياتها
ﺍﻟﻤ
ﻨﺎﻫ
ﻁ ﺞﻭ
ﺭﺍﺌ
ﻟﺎ ﺗﻨﺴﻮﻧﺎ ﻣﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺩﻋﺎﺋﻜﻢ
ﻕ
ﺍﻟﺘ
ﺩﺭﻴ
ﺯﻳﺪ ﺍﻟﺨﻴﻜﺎﻧﻲ
ﺱ
-
ﺯﻴﺩ
ﺍﻟﺨ
ﻴﻜﺎ
ﻨﻲ
184