You are on page 1of 30

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ابن طفيل‬

‫كليﺔ اﻻداب والﻌلوم اﻻنسﺎنيﺔ‬


‫القنيطرة‬

‫ﻣحﺎضرات في ﻣﺎدة علم النفس‬


‫ﻣوضوع المﺎدة‪:‬‬

‫علم نفس النمو وﻣراحل الحيﺎة‬

‫السنﺔ ‪2020/ 2019:‬‬ ‫الفصل الﺜﺎني‬


‫ﻣن إنجﺎز اﻻستﺎذة ‪:‬‬
‫عائشة زياني‬

‫‪1‬‬
‫تقديم عﺎم‬
‫ان المتتبع للمسﺎر التﺎريخي لتطور علم النفس ’ ليرى إن دراسﺔ ﻣوضوع النمو ’بمﺎ كﺎن يطرحه‬
‫ﻣن تسﺎؤﻻت حول التغيرات التي تطﺎل الفرد تبﻌﺎ لتطور سنه’قد سﺎهم في غنى وتشﻌب تيﺎرات علم‬
‫النفس إن على المستوى النظري أو المنهجي أو ألمفﺎهيمي‪.‬‬
‫ففي البدايﺎت اﻷولى لﻌلم نفس النمو كﺎن المراد به هو علم نفس الطفل لمﺎ كﺎنت تﺜيره ﻣرحلﺔ‬
‫الطفولﺔ ﻣن تغيرات تدعو البﺎحﺜين إلى الكشف عنهﺎ وفهمهﺎ ‪.‬وبﺎلتﺎلي فقد كﺎن ﻣفهوم النمو يراد‬
‫به تلك السيرورة التطوريﺔ الدينﺎﻣيكيﺔ التي تجﻌل الفرد ينتقل ﻣن ﻣرحلﺔ نمو دنيﺎ إلى ﻣرحلﺔ نمو‬
‫أكﺜر تطورا‪.‬وبﺎلنظر الى طبيﻌﺔ ﻣرحلﺔ المراهقﺔ بمﺎ تﻌرفه بدورهﺎ ﻣن تغيرات واضحﺔ وسريﻌﺔ‬
‫على ﻣستويﺎت عدة ﺟسديﺔ وﻣﻌرفيﺔ ووﺟدانيﺔ عﻼئقيﺔ‪.‬فإنهﺎ استطﺎعت أن تستقطب اهتمﺎم البﺎحﺜين‬
‫في علم نفس النمو الى درﺟﺔ سﺎد ﻣﻌهﺎ اﻻعتقﺎد ‪،‬في الكﺜير ﻣن المقﺎربﺎت السيكولوﺟيﺔ ‪ ،‬أن‬
‫المراهقﺔ هي تلك المرحلﺔ التي يكتمل خﻼلهﺎ النمو وهي القنطرة اﻷسﺎسيﺔ لﻼنتقﺎل إلى سن‬
‫الرشد’ﻣمﺎ يﻌني ان النمو قد يبلغ ﻣنتهﺎه عندهﺎ ‪.‬وهذه القنﺎعﺔ لم تكن ﻣرتبطﺔ فقط بﺎلسيﺎق الﻌلمي‬
‫السﺎئد لكنهﺎ ارتبطت أيضﺎ بمستوى وعي المجتمﻌﺎت وبﺎهتمﺎﻣﺎتهﺎ‪ .‬لكن سرعﺎن ﻣﺎ أصبح علم نفس‬
‫النمو إبﺎن المرحلﺔ الراهنﺔ ﻻيهتم فقط بمرحلﺔ الطفولﺔ والمراهقﺔ فحسب بل يغطى بﺎلدراسﺔ دورة‬
‫الحيﺎة بكﺎﻣلهﺎ ﻣنذ المرحلﺔ الجنينيﺔ ’فﺎلطفولﺔ والمراهقﺔ والشبﺎب ثم الشيخوخﺔ‪ .‬هذه النقلﺔ الﻌلميﺔ‬
‫لم تكن اعتبﺎطيﺔ بل أﻣلتهﺎ شروط علميﺔ واﺟتمﺎعيﺔ تقضي بكون ﻣفهوم النمو لم يﻌد ﻣقتصرا على‬
‫سيرورة التطور واﻻنتقﺎل ﻣن حﺎل أدنى إلى وضع اسمﺎ وأعلى بل صﺎر يتضمن أيضﺎ كل تغير أو‬
‫تحول أو زيﺎدة أو نقصﺎن أو ثبﺎت يمس الفرد في أي ﻣرحلﺔ ﻣن ﻣراحل الحيﺎة هذه المراحل صﺎرت‬
‫تشكل كﺎﻣلﺔ بؤرة اهتمﺎم المجتمﻌﺎت الحﺎليﺔ ‪.‬‬
‫أن هذا التطور الذي عرفه علم نفس النمو ﻣنذ بدايﺎته اﻷولى إلى الوقت الراهن قد انﻌكس إيجﺎبﺎ‬
‫على تيﺎرات علم النفس التي صﺎرت شيئﺎ فشيئﺎ أكﺜر تﻌددا وﻣﻌهﺎ تﻌددت المقﺎربﺎت المنهجيﺔ’كمﺎ‬
‫اتسع أيضﺎ ﻣﻌهﺎ ﻣفهوم النمو وغدا يتسع ﻻكﺜر ﻣن ﻣﻌنى‪.‬‬
‫ولتﻌميق الفهم بمﺎ أشرنﺎ إليه في سيﺎق هذه المقدﻣﺔ سنﻌرض ضمن ﻣحﺎضرات هذه الوحدة أربع‬
‫ﻣحﺎور كبرى’أولهﺎ يتﻌلق بﺎلنمو و علم نفس النمو وهو يخص التحديد المفﺎهيمي لكﻼهمﺎ فضﻼ‬
‫عن ﻣﻌﺎلجﺔ عواﻣل وأبﻌﺎد النمو‪.‬أﻣﺎ المحور الﺜﺎني فقد أفردنﺎه لمختلف المقﺎربﺎت السيكولوﺟيﺔ‬
‫لﻌلم نفس النمو بدءا ﻣن السلوكيﺔ والتحليليﺔ إلى علم النفس المﻌرفي’فﺎﻹنسﺎني ثم اﻻيكولوﺟي‪.‬‬
‫وقد خصصنﺎ المحور الﺜﺎلث لمنﺎهج دراسﺔ النمو‪.‬وضمن المحور الرابع سنﻌرض ﻣراحل النمو‬
‫التﺎبﻌﺔ للمراحل الﻌمريﺔ لحيﺎة اﻹنسﺎن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المحور اﻷول‬

‫النمو وعلم نفس النمو اﻻنسﺎني‬


‫‪-1‬توطئﺔ تﺎريخيﺔ‬

‫ان ﻣيﻼد وتطور علم نفس النمو كﺎتجﺎه علمي سيكولوﺟي يهتم بسيرورة النمو لدى اﻹنسﺎن’هو تﺎبع لتطور‬
‫علم النفس بشكل عﺎم’أي بﺎنتقﺎله ﻣن ﻣرحلﺔ التبﻌيﺔ الى ﻣرحلﺔ اﻻستقﻼليﺔ الشئ الذي أتﺎح لهذا الﻌلم‬
‫اﻻستفﺎدة ﻣن السيﺎق الﻌلمي الذي كﺎن سﺎئدا وذلك بظهور نظريﺎت تطوريﺔ لكل ﻣن ﻻﻣﺎرك وداروين‪.‬‬

‫أ‪"-‬ﻻﻣﺎرك" ونظريﺔ النمو)‪(1744-1829‬‬

‫اهتم عﺎلم الطبيﻌﺔ الفرنسي ﻻﻣﺎرك بإشكﺎليﺔ تطور الكﺎئنﺎت الحيﺔ وﻣن ضمنهﺎ اﻹنسﺎن‬

‫بحيث انه قدم ﻣع نهﺎيﺔ القرن ‪ 18‬طروحﺎته حول التطور’ونظريته تﻌتمد على رصد التغييرات‬
‫المستمرة التي تﻌرفهﺎ الكﺎئنﺎت الحيﺔ‪.‬والتي تقترن بمختلف التأثيرات المبﺎشرة للوسط على الﻌضو‬
‫النشط‪ .‬ويﻌتبر اتجﺎه "ﻻﻣﺎرك "اتجﺎههﺎ وظيفيﺎ أي أن اﻷعضﺎء تتغير تبﻌﺎ لوظيفتهﺎ’وبﺎلتﺎلي فإن‬
‫هذه التغييرات المكتسبﺔ ﻣن شأنهﺎ أن تنتقل إلى الذريﺔ عبر الوراثﺔ ‪.‬‬

‫ب‪-‬داروين ونظريﺔ النمو)‪(1882-1809‬‬

‫هو عﺎلم طبيﻌﺔ ﻣن أصل أنجليزي ’اهتم بتطور النوع ونظريته تﻌرف بﺎلنظريﺔ التطوريﺔ للنوع‪.‬‬

‫تنبني نظريته على ثﻼث ﻣبﺎدئ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣبدأ اختﻼف النوع)اختﻼف اﻷفراد عن بﻌضهم البﻌض(‬

‫‪-‬ﻣبدأ التكيف)اﻷفراد اﻷكﺜر تكيفﺎ ﻣع المحيط هم اﻻكﺜر بقﺎء واﻷكﺜر تكﺎثرا(‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬ﻣبدأ الوراثﺔ ‪ :‬الصفﺎت اﻷكﺜر أهميﺔ هي التي تكون ﻣوروثﺔ‬

‫ان هذه النظريﺎت التطوريﺔ لم تكن تهتم بشكل ﻣبﺎشر وواضح بﻌلم نفس النمو’لكنهﺎ نظريﺎت‬
‫تطوريﺔ عرفت انتشﺎرا واستطﺎعت أن تﺜير انتبﺎه البﺎحﺜين في علم النفس الى ظﺎهرة النمو‬
‫ودفﻌتهم الى اﻻهتمﺎم بدراسﺔ سيرورة نمو الفرد وشكلت بذلك أسﺎسﺎ ﻣفﺎهيميﺎ وﻣنهجيﺎ لﻌلم نفس‬
‫النمو ‪.‬‬

‫ج‪-‬بدايﺎت علم نفس النمو‬

‫إبﺎن القرن ‪ 19‬صﺎر علم النفس تخصصﺎ علميﺎ وﻣستقﻼ وأصبح يﻌتمد على ﻣنﺎهج الﻌلوم اﻻخرى‬

‫ففي المﺎنيﺎ تأسس أول ﻣختبر لﻌلم النفس بفضل“ وليﺎم فوندت"ﻣؤسس علم النفس التجريبي’ويﻌود‬
‫الفضل كذلك ل“فيشنير ”الذي سﺎهم في تأسيس علم نفس السلوك‬

‫كﺎن ستﺎنلي هول سبﺎقﺎ لتسجيل بدايﺔ وﺟود علم نفس الطفل كﺎتجﺎه تطوري’ ثم تﻼه بﻌد ذلك‬
‫ﺟيمس بﺎلدوين في الوﻻيﺎت المتحدة اﻻﻣريكيﺔ )‪ (1934-1861‬الذي اﺟرى ﻣﻼحظﺎت ﻣنهجيﺔ حول‬
‫الرضيع وادخل ﻣفهوم رد الفﻌل الدائري كمﺎ اهتم بﺎﻻختﻼفﺎت الفرديﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ في اوربﺎ فقد ظهر علم نفس الطفل بفضل ”الفريد بيني“ )‪(1851-1911‬‬

‫إﻻ أن التأثير القوي لمفهوم النمو والتطور فقد برز لدى ”بيﺎﺟي“ الذي حﺎول الجمع بين ”ﻻﻣﺎرك“‬
‫و“داروين“وبشكل عﺎم يمكن القول أن علم نفس النمو قد ظهر للوﺟود ﻣع تطور علم النفس‬
‫واستقﻼليته‬

‫فﺎهتم أوﻻ بﺎلطفولﺔ خﻼل القرن ‪19‬نظرا ﻷهميتهﺎ ولسرعﺔ وتيرة النمو خﻼلهﺎ ليمتد بﻌد ذلك الى‬
‫دراسﺔ المراهقﺔ وكﺎنت البدايﺔ ﻣع استﺎنلي هول‪.‬وفي المرحلﺔ الحﺎليﺔ أصبح علم نفس النمو يغطي‬
‫دورة الحيﺎة بكﺎﻣلهﺎ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-2‬ﻣفهوم النمو اﻹنسﺎني‬

‫أ‪-‬النمو ﻣن ﻣنظور علم نفس النمو اﻹنسﺎني‬

‫‪-‬ﻣفهوم النمو ﻻ يقصد به فقط ذلك التطور الذي يستمر زﻣنيﺎ ويتواصل بل يﻌني كذلك كل التغيرات‬
‫والتحوﻻت التي يﻌرفهﺎ الفرد على ﻣدى حيﺎته وعلم نفس النمو اﻹنسﺎني هو تلك الدراسﺔ الﻌلميﺔ‬
‫للسيرورات المسؤولﺔ عن كل التغيرات التي قد تتدخل أو ﻻ تتدخل على ﻣدى الحيﺎة‪.‬‬

‫ب‪-‬أنواع التحوﻻت‬

‫‪- ‬التحوﻻت الكميﺔ‪ :‬هي التي يمكن قيﺎسهﺎ)الطول ’الوزن’تطور القﺎﻣوس اللغوي’ارتفﺎع أو‬
‫انخفﺎض درﺟﺔ سلوك الﻌنف‪(.....‬‬

‫‪- ‬التحوﻻت الكيفيﺔ‪ :‬وهي التي ترتبط بطبيﻌﺔ الشخص وبنظﺎﻣه الداخلي)طبيﻌﺔ الذكﺎء’طبيﻌﺔ‬
‫اﻻتﻌلق الوﺟداني’طبيﻌﺔ الميوﻻت والتوﺟهﺎت واﻻهتمﺎﻣﺎت‪(....‬‬

‫ج‪-‬النمو بين الﺜبﺎت والتﻌقيد‬

‫‪-‬النمو هو سيرورة تطوريﺔ دينﺎﻣيكيﺔ تغطي ﻣراحل حيﺎة الفرد لكنهﺎ تﻌرف نوعﺎ ﻣن الﺜبﺎت على‬
‫ﻣستوى بﻌض السلوكﺎت أو بﻌض خصﺎئص شخصيﺔ الفرد)الخجل ’اﻻﺟتمﺎعيﺔ‪(....‬‬

‫النمو اﻹنسﺎني هو أيضﺎ ظﺎهرة ﻣﻌقدة تتفﺎعل ﻣن خﻼلهﺎ عواﻣل ﻣتﻌددة وتختلف ﻣن شخص‬
‫لﻸخر‬

‫‪-3‬دﻻلﺔ وأهميﺔ علم نفس النمو‬

‫أ‪-‬دﻻلﺔ علم نفس النمو‬

‫‪-‬يقصد به "تلك الدراسﺔ الﻌلميﺔ للسيرورات المسؤولﺔ عن ﻣختلف التغيرات التي تتدخل أو ﻻ‬
‫تتدخل على ﻣدى حيﺎة اﻷفراد "‬

‫ب‪-‬أهميﺔ علم نفس النمو‬

‫‪5‬‬
‫بﺎلنسبﺔ لدراسﺔ الطفولﺔوالمراهقﺔ‬

‫بفضل التطور الذي أحرزه علم نفس الطفل اكتست ﻣرحلﺔ الطفولﺔ أهميﺔ كبرى إذ صﺎر بﺎﻹﻣكﺎن‪:‬‬

‫فهمهﺎ و ﻣﻌرفﺔ خصوصيتهﺎ واحتيﺎﺟﺎتهﺎ وكذا تربيتهﺎ وتوﺟيههﺎ وفقﺎ لمنظور علمي سيكولوﺟي‪.‬‬

‫وكذلك اﻻﻣر بﺎلنسبﺔ لمرحلﺔ المراهقﺔ إذ أن دراستهﺎ تسﺎهم في فهمهﺎ وتأطيرهﺎ والرفع ﻣن قدراتهﺎ‬
‫وتﻌزيز نموهﺎ السليم وتحقيق إندﻣﺎﺟهﺎ داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬دراسﺔ ﻣرحلﺔ الرشد والشيخوخﺔ‬

‫خﻼل الس نوات الﺜﻼثينيﺔ ﻣن القرن الﻌش رين بدا اﻻهتمﺎم بدراس ﺔ ﻣرحلﺔ الرش د لكون س ن الرش د هو‬
‫ﻣرحلﺔ هﺎﻣﺔ بﺎلنسبﺔ للمجتمع’كمﺎ أصبح اﻻهتمﺎم ﻣنصبﺎ أيضﺎ على ﻣرحلﺔ الشيخوخﺔ بهدف‬

‫فهم هذه المرحلﺔ وﻣﺎ يحيط بهﺎ ﻣن تغيرات و تش خيص احتيﺎﺟﺎتهﺎ وﻣش ﺎكلهﺎ وبﺎلتﺎلي التدخل ﻣن أﺟل‬
‫الرفع ﻣن ﺟودة الحيﺎة لديهﺎ ‪.‬‬

‫‪-‬دراسﺔ دورة الحيﺎة‬

‫حسب ‪ Baltes‬وزﻣﻼؤه يقوم النمو على ست ﻣبﺎدئ‪:‬‬

‫‪-1 ‬النمو هو ﻣتواصل على ﻣدى الحيﺎة‬

‫‪ -2 ‬يحتمل النمو الزيﺎدة والنقصﺎن ويتﺎثر بﺎبﻌﺎد ﻣختلفﺔ وﻣتﻌددة‬

‫‪ -3 ‬التأثير النسبي للﻌﺎﻣل البيولوﺟي والﺜقﺎفي‬

‫‪ -4 ‬النمو تﺎبع ﻻهتمﺎﻣﺎت ا لشخص‬

‫‪-5 ‬النمو قﺎبل للتطوير أو التﻌديل‬

‫‪-6 ‬النمو يتأثر بﺎلسيﺎق الﺜقﺎفي والتﺎريخي‬

‫‪6‬‬
‫‪-4‬عواﻣل النمو‬

‫أ‪-‬الﻌواﻣل الداخليﺔ للنمو‪:‬‬

‫الوراثﺔ‪ :‬اي وراثﺔ ﻣجموع السمﺎت الجينيﺔ الموروثﺔ عن اﻵبﺎء‬

‫‪-‬الصفﺎت الموروثﺔ‬

‫‪ ‬الخصﺎئص الجسديﺔ )الطول ’لون الشﻌر’لون الﻌينين‪(....‬‬

‫‪ ‬بﻌض اﻷﻣراض الجسديﺔ أﻣراض الدم )اﻻيموفيليﺎ ’ الطﻼسيميﺎ‪(...‬‬

‫‪-‬التكوين الوظيفي‪:‬‬

‫‪ ‬يتﻌلق بﺎلوظﺎئف البيولوﺟيﺔ للغدد التي يمتلكهﺎ الفرد‪:‬‬

‫وظيفتها‬ ‫موقعها‬ ‫الغدد‬

‫مسؤولة عن نمو الجسم وتوازنه‬ ‫النصف اﻷسفل من الدماغ‬ ‫الغدة النخامية‬

‫تفرز هرمون الثيروكين)ضعف هذا‬ ‫أسفل الرقبة‬ ‫لغدة الدرقية‬


‫اﻻفراز يسبب الوهن ويزيد من‬
‫سمنةالشخص(‬

‫تنظم النشاط الجنسي‬ ‫تقع في أعلى التجويف‬ ‫الغدة التيموسية‬


‫الصدري‬

‫الهضم ‪+‬افراز اﻻنسولين المسؤول‬ ‫أسفل المعدة‬ ‫غدة البنكرياس‬


‫عن ضبط نسبة السكر في الدم‬

‫النضج‪ :‬فيقصد به توالي وتتﺎبع التغيرات سواء ﻣنهﺎ ‪:‬‬

‫‪ ‬الفيزيقيﺔ)البنيويﺔ ‪+‬الوظيفيﺔ( أو المﻌرفيﺔ أو الوﺟدانيﺔ اﻻﺟتمﺎعيﺔ‬

‫‪7‬‬
‫علمﺎ أن هذا النضج يتأثر أيضﺎ بﺎلتﻌلم والبيئﺔ‪.‬‬

‫ب‪-‬الﻌواﻣل الخﺎرﺟيﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬المحيط الخﺎرﺟي‪ :‬نوع اﻷسرة)نوويﺔ ’ﻣمتدة’نوع الﻌﻼقﺎت‪(...‬‬

‫‪ ‬وﺟود اﻹخوة أو عدم وﺟودهم‬

‫‪ ‬المستوى السوسيو ثقﺎفي لﻸسرة‬

‫‪ ‬نوع السيﺎق الﺜقﺎفي الذي يﻌيش فيه الفرد‬

‫‪ -5‬أبﻌﺎد النمو اﻹنسﺎني‬

‫‪-‬النمو الفيزيقي‬

‫‪-‬النمو المﻌرفي‬

‫_‪-‬النمو الوﺟداني اﻻﺟتمﺎعي‬

‫‪8‬‬
‫المحور الﺜﺎني‬

‫نظريﺎت النمو‬
‫‪-‬التحليل النفسي‬

‫ﻣن الرواد المؤسسين له ”سيكموند فرويد“ ’وقد كﺎن في البدايﺔ عﺎلم أعصﺎب ‪neurologue‬‬
‫الى أن استوقفته بﻌض التمظهرات الجسديﺔ غير المفهوﻣﺔ’ودفﻌته لدراسﺔ التنويم المغنﺎطيسي‬
‫وبدأت تطرح عليه بﻌض اﻷسئلﺔ حول الﻌﻼقﺔ بين النفسيﺔ والجسد’فأسس بذلك ﻣﺎ يﻌرف بﺎلتحليل‬
‫النفسي وتﻌتبر نظريته نظريﺔ خﺎصﺔ بﺎلنمو النفسي الجنسي ‪.‬‬

‫يرى فرويد ان ﺟل اﻻضطرابﺎت الفيزيقيﺔ لهﺎ سبب نفسي تﺎبع لتجربﺔ صﺎدﻣﺔ ﻣﻌﺎشﺔ خﻼل ﻣرحلﺔ‬
‫الطفولﺔ لكنهﺎ كﺎنت ﻣكبوتﺔ وﻣنسيﺔ‪.‬‬

‫أ‪-‬اﻻسس النظريﺔ للتحليل النفسي‬

‫يتكون الجهﺎز النفسي ﻣن نموذﺟين‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬نموذج الشﻌور ‪/‬الﻼشﻌور‪ :‬الشﻌور يخضع لمبدأ الواقع)ﻻيسمح بمرور ﻣﺎ هو ﻻشﻌوري’أﻣﺎ‬


‫الﻼشﻌور فيخضع لمبدأ اللذة ويتطلب اﻻشبﺎع‬

‫‪ :‬ه ي ﻣكون ﺎت أسﺎس يﺔ للجه ﺎز النفس ي’إذ‬ ‫نم وذج اله و‪ /‬اﻷن ﺎ ‪ /‬اﻷن ﺎ اﻷعل ى‬
‫تسهر على تحقيق التوازن و اشتغﺎلهﺎ يحقق نموا نفسيﺎ‪.‬‬

‫‪-1‬اله و‪ :‬المك ون الوحي د ال ذي يوﺟ د ل دى الف رد ﻣن ذ وﻻدت ه و يﻌتب ر ﻣرك زا‬


‫للدوافع اﻷسﺎسيﺔ ’ يخضع لمبدأ اللذة و ﻻيحتمل التوتر‪.‬‬

‫‪-2‬اﻻن ﺎ ‪:‬يلﻌ ب دورا وس يطيﺎ ب ين اله و واﻻن ﺎ اﻷعل ى’ﻣم ﺎ يجﻌل ه يخض ع لمب دأ‬
‫الواقع’وللمنطق‬

‫‪-3‬اﻻنﺎ اﻷعلى ‪ :‬يتكون خﻼل المرحلﺔ القضيبيﺔ بحل عقدة اوديب’ يخضع لمبدأ اﻷخﻼق‬
‫ويتضمن القواعد والمبﺎدئ اﻷخﻼقيﺔ وسبل المنع اﻵتيﺔ ﻣن اﻵبﺎء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫بﺎلنسبﺔ لفرويد الشخصيﺔ السويﺔ هي التي توازن بين الهوواﻻنﺎ واﻻنﺎ اﻻعلى لكن بفشل‬

‫اﻻنﺎ في لﻌب دوره التنظيمي بين الهو واﻻنﺎ اﻻعلى يختل التوازن ‪.‬‬

‫النمو النفسي الجنسي‬

‫‪ -1‬المرحلﺔ الفميﺔ )ﻣن ‪0‬إلى السنﺔ اﻻولى(‪ :‬الهو هو الموﺟود والمسيطر خﻼل هذه المرحلﺔ‬

‫وتشكل ﻣنطقﺔ الفم ﻣنطقﺔ اللذة‪.‬‬

‫‪- 2‬المرحلﺔ الشرﺟيﺔ)ﻣن سنﺔ إلى ‪ 3‬سنوات( تشكل بدايﺔ تكون اﻷنﺎ لكن الهو يظل ﻣسيطرا‬

‫وﻣنطقﺔ اللذة هي الشرج‪.‬‬

‫‪-3‬المرحلﺔ القضيبيﺔ )ﻣن‪3‬الى‪6‬س( ‪ :‬المنطقﺔ المﺜيرة هي اﻷعضﺎء التنﺎسليﺔ‬

‫خﻼل هذه المرحلﺔ يكتشف الطفل الفروق الجنسيﺔ ويتمﺎهى ﻣع احد اﻷبوين ﻣن نفس الجنس‪.‬‬

‫‪-4‬ﻣرحلﺔ الكمون )ﻣن ‪6‬إلى البلوغ(‪ :‬تتميز بهدوء الدوافع الغريزيﺔ وب ظهور ﻣيكﺎنيزﻣﺎت‬
‫نفسيﺔ‪:‬الكبت’التمﺎهي’التسﺎﻣي كمﺎ ان اﻻهتمﺎم ينصب على اﻻنشطﺔ الفكريﺔ واﻻﺟتمﺎعيﺔ‪.‬‬

‫‪-5‬النضج ‪:‬و يتميز بﺎكتمﺎل النمو الجنسي و بﺎﻻهتمﺎم بﺎلجنس اﻻخر وهو آخر ﻣرحلﺔ ﻣن النمو‪.‬‬

‫‪-2‬علم النفس السلوكي‬

‫السلوكيﺔ هي نظريﺔ سيكولولوﺟيﺔ كبرى عرفت ازدهﺎرا إبﺎن النصف اﻷول ﻣن القرن‬
‫الﻌشرين’ويقصد بهﺎ ذلك الﻌلم الذي يهتم بدراسﺔ السلوك أي ﻣﺎ ينتجه الفرد ﻣن ردود فﻌل‬
‫خﺎرﺟيﺔ ‪.‬وﻣن أهم روادهﺎ ‪. watson,skinner,Bandura….‬‬

‫تركز السلوكيﺔ في دراستهﺎ على السلوكﺎت الخﺎرﺟيﺔ القﺎبلﺔ للمﻼحظﺔ)حفﺎظﺎ على الصفﺔ‬
‫الﻌلميﺔ(’وتﻌتبر كل ﻣﺎ هو ﻻشﻌوري أ و ذهني غير قﺎبل للدراسﺔ "الﻌلميﺔ"‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أ‪-‬السلوكيﺔ وسيرورة النمو‬

‫بﺎلنسبﺔ لﻌلم النفس السلوكي يﻌد النمو نتيجﺔ للتﻌلم أي لمجموع ردود الفﻌل النﺎتجﺔ عن المﺜيرات‬
‫أو الظواهر الخﺎرﺟيﺔ‪.‬وقد كﺎن واطسون سبﺎقﺎ لدراسﺔ ثنﺎئيﺔ ﻣﺜير استجﺎبﺔ كمﻌﺎدلﺔ ضروريﺔ‬
‫ﻻنتﺎج السلوكﺎت‪.‬وقد سميت ﻣقﺎربته بنظريﺔ اﻻشراط الكﻼسيكي ﻣقﺎبل اﻻشراط الﻌمليﺎتي الذي‬
‫يمﺜله سكينر ويتم فيه الربط بين اﻻستجﺎبﺔ ونتﺎئجهﺎ’ علمﺎ أن اﻻشراط اﻻﺟرائي غﺎلبﺎ ﻣﺎ‬
‫يستﻌمله اﻵبﺎء والمدرسون وكذلك المروضون للحيوانﺎت‪.‬‬

‫فإذا كﺎن سلوك ﻣﻌين يؤدي الى نتﺎئج ﻣحمودة هذه النتيجﺔ تﻌزز الفﻌل وترفع ﻣن احتمﺎل تكراره‬

‫وفي الحﺎلﺔ المﻌﺎكسﺔ فإن احتمﺎل تبني هذا السلوك يكون ضﻌيفﺎ‪ .‬فنمو تﻌلمﺎت الفرد رهينﺔ بنتﺎئج‬
‫السلوكﺎت التي تم تﻌزيزهﺎ ايجﺎبيﺎ وبﺎلتﺎلي يتم اكتسﺎبهﺎ وتﻌلمهﺎ ‪.‬‬

‫أﻣﺎ بﺎلنسبﺔ للسلوكيﺔ الجديدة التي يمﺜلهﺎ ‪’ Bandura‬فترى بأن التﻌلم يتم ﻣن خﻼل ﻣﻼحظﺔ او ﻣحﺎكﺎة‬
‫سلوك اﻵخرين’بحيث إن الطفل ينتقي ويختﺎر سلوكﺎ ﻣﻌينﺎ لدى اﻻخرين ويتبنﺎه ويتخذه نموذﺟﺎ يحتذى‬
‫به ‪ .‬فإنتﺎج السلوك إذن يتم ﻣن خﻼل سيﺎق اﺟتمﺎعي ‪.‬‬

‫على الرغم ﻣن اﻻنتقﺎدات التي وﺟهت لﻌلم النفس السلوكي ﺟراء نظرته اﻻختزاليﺔ والخﺎرﺟيﺔ التي كﺎن‬
‫يسﻌى ﻣن خﻼلهﺎ الى تحقيق الﻌلميﺔ إﻻ أن وﺟوده كﺎن ضروريﺎ لﻼتجﺎه نحو دراسﺔ السيرورات الذهنيﺔ‬
‫الداخليﺔ ﻣن خﻼل علم النفس المﻌرفي‪.‬‬

‫‪-3‬علم النفس المﻌرفي‬

‫علم النفس المﻌرفي هوالﻌلم الذي يهتم بدراسﺔ النمو المﻌرفي ’أي نمو الذكﺎء والسيرورات المﻌرفيﺔ‬
‫ﻣن قبيل ‪:‬اﻻدراك’الذاكرة’التفكير)‪’(...‬وﻣن رواد هذا اﻻتجﺎه "ﺟون بيﺎﺟي" الذي عﺎلج ﻣوضوع‬
‫النمو المﻌرفي لدى الطفل أي ﻣختلف طرق التفكير التي تحقق التوازن ‪.‬وفي عمله هذا اعتمد المنهج‬
‫اﻻكلينيكي بحيث كﺎن يﻼحظ ويسﺎئل اﻻطفﺎل بحﺜﺎ عن حدود لمنطق الطفل ‪.‬علمﺎ أن بيﺎﺟي قد فسر‬
‫النمو على ضوء اشتغﺎل ﻣيكﺎنيزﻣي اﻻستيﻌﺎب والتﻼؤم’ فﺎﻻستيﻌﺎب ‪ l’assimilation‬هو دﻣج‬
‫ﻣﻌلوﻣﺔ ﺟديدة ضمن بنيﺔ ﻣﻌرفيﺔ ﻣوﺟودة سﺎبقﺎ أﻣﺎ التﻼؤم ‪:l’accommodation‬فيﻌمل‬
‫على تطوير السيرورة المﻌرفيﺔ الموﺟودة سﺎبقﺎ ﻣن اﺟل اﻻخذ بﻌين اﻻعتبﺎر لمﻌلوﻣﺔ ﺟديدة أو‬

‫‪11‬‬
‫وضﻌيﺔ‪.‬هذا النمو’عبﺎرة عن سيرورة ﻣتواصلﺔ الحلقﺎت تخضع لتقطيع ﻣرحلي’يسير ﻣن البسيط‬
‫نحو المركب وهي كﺎلتﺎلي‪:‬‬

‫المرحلﺔ الحسيﺔ الحركيﺔ ﻣن ‪ 0‬الى السنﺔ الﺜﺎنيﺔ‪:‬الحواس هي ﻣصدر فﻌل وتﻌلمﺎت الطفل‬

‫المرحلﺔ ﻣﺎ قبل عمليﺎتيﺔ ﻣن ‪2‬الى ‪ 6‬سنوات ‪ :‬استﻌمﺎل الوظيفﺔ الرﻣزيﺔ في تمﺜل المواضيع و‬
‫اﻷشخﺎص‪.‬‬

‫المرحلﺔ الﻌمليﺎتيﺔ ‪ :‬ﻣن ‪6‬الى ‪12‬سنﺔ‪:‬‬

‫يصبح النشﺎط المﻌرفي عمليﺎتيﺎ بﺎستﻌمﺎل الﻌمليﺎت الذهنيﺔ‪.‬‬

‫المرحلﺔ الصوريﺔ المجردة‪ 12‬سنﺔ فمﺎ فوق‪ :‬ينبني تفكير الطفل على افكﺎر وعلى ﻣﻌطيﺎت ﻣجردة‬

‫ﻻشك أن النظريﺔ البيﺎﺟويﺔ قد شكلت ثورة علميﺔ ضد السلوكيﺔ إﻻ أنهﺎ تﻌرضت بدورهﺎ لﻼنتقﺎدات‬
‫بسبب إغفﺎلهﺎ ﻷهميﺔ البﻌد اﻻﺟتمﺎعي ‪.‬هذا اﻷخير تم تنﺎوله ﻣن طرف فيكوتسكي الذي أضﺎف‬
‫للنظريﺔ المﻌرفيﺔ بﻌدا اﺟتمﺎعيﺎ ثقﺎفيﺎ و بﺎلنسبﺔ له النمو يأتي ﻣن المجتمع نحو الطفل ويتحقق‬
‫بفﻌل التفﺎعل ﻣع المجتمع‪.‬وفي سيﺎق النمو المﻌرفي عملت نظريﺔ ﻣﻌﺎلجﺔ المﻌلوﻣﺎت على تفسير‬
‫النمو المﻌرفي ﻣن خﻼل ﻣﻼحظﺔ وتحليل السيرورات المتدخلﺔ في إدراك وﻣﻌﺎلجﺔ المﻌلوﻣﺎت’وذلك‬
‫ﻣن خﻼل ﻣقﺎرنﺔ الذهن بﺎلحﺎسوب ﻣن حيث اشتغﺎلهمﺎ وﻣﻌﺎلجتهمﺎ للمﻌلوﻣﺎت‪.‬‬

‫‪-4‬المقﺎربﺔ اﻹنسﺎنيﺔ‬

‫يﻌتبر كل ﻣن‪ Carl Roger‬و ‪ Abraham H.Maslow‬ﻣن الرواد اﻻوائل المؤسسين‬


‫لﻌلم النفس اﻻنسﺎني اﻻﻣريكي‪ .‬فﻌلم النفس اﻻنسﺎني هو علم له ﻣنظور ايجﺎبي حول اﻹنسﺎن‬
‫بﺎعتبﺎره يتوفر على قدرات وراثيﺔ تمكنه ﻣن تدبير حيﺎته والسهرعلى نموه الذاتي ‪.‬‬

‫فهذا اﻻتجﺎه يﻌتبر اﻹنسﺎن كﺎئنﺎ طيبﺎ بطبﻌه’وﻣﺎ تلحقه ﻣن تغيرات سلبيﺔ ﻣﺎهي إﻻ نتيجﺔ لﻌواﻣل‬
‫خﺎرﺟيﺔوهو أيضﺎ كﺎئن حر قﺎدر على تحقيق اختيﺎراته ’قﺎدر على توﺟيه نفسه بنفسه وقﺎدر على‬
‫اﻹبداع وبﺎلتﺎلي فإن الفرد يتوفر على قدرة إيجﺎبيﺔ تمكنه ﻣن النمو اﻻيجﺎبي والسليم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حسب ‪ Carl Roger‬النمو ﻣرتبط بﺎلذات وتطور الذات رهين بﺎلتمﺜﻼت التي يكونهﺎ الشخص‬
‫عن ذاته في عﻼقﺔ ﻣع أحﺎسيسه وقيمه وآﻣﺎله’بهدف تحقيقه لذاته أي انسجﺎﻣه ﻣع ذاته وﻣع‬
‫اﻵخرين ’هذا اﻻنسجﺎم ﻻيتحقق إﻻ بفضل التﻌلمﺎت اﻻﺟتمﺎعيﺔ‪ .‬فﺎلطفل ﻣﺜﻼ هو في حﺎﺟﺔ إلى التقدير‬
‫واﻻحترام والحب لكي تتطور شخصيته بشكل سليم‪.‬وبﺎلنسبﺔ ل‪ Abraham H Maslow‬فقد‬
‫حدد ‪6‬حﺎﺟﺎت لدى اﻻنسﺎن تسير تبﻌﺎ ﻻهميتهﺎ ‪:‬‬
‫‪-1‬الحﺎﺟﺔ الفيزيولوﺟيﺔ‬
‫‪-2‬الحﺎﺟﺔ لﻸﻣن‬
‫‪-3‬الحﺎﺟﺔ للﻌﺎطفﺔ واﻻنتمﺎء‬
‫‪-4‬الحﺎﺟﺔ للتقدير‬
‫‪-5‬الحﺎﺟﺔ المﻌرفيﺔ والجمﺎليﺔ‬
‫‪-6‬حﺎﺟﺔ تحقيق الذات‬
‫إن إشبﺎع هذه الحﺎﺟﺎت يحقق لدى الفرد ثقته بنفسه ’ استيﻌﺎبه للواقع’تقبل الذات واﻷخر’ القدرة‬
‫على حل المشﺎكل ’اﻹحسﺎس بﺎلحريﺔ والقدرة واﻹرادة’القدرة على التواصل واﻻندﻣﺎج‪..‬‬
‫فﻌلم النفس اﻹنسﺎني بمنظوره هذا أعﺎد اﻻعتبﺎر للذات واﻹحسﺎس واﻵﻣﺎل والتجربﺔ اﻹنسﺎنيﺔ و‬
‫سﺎهم بذلك في ﻣيﻼد ﻣجموعﺔ ﻣن اﻻتجﺎهﺎت الﻌﻼﺟيﺔ ذات البﻌد اﻹنسﺎني‪.‬‬

‫‪ -5‬علم النفس اﻻيكولوﺟي‪:‬‬


‫يﻌد‪ (2005-1917) Urie Bronfenbrenner‬ﻣن ﻣؤسسي علم النفس اﻻيكولوﺟي‬

‫الذي يقوم على الدراسﺔ الﻌلميﺔ للتكيف المتبﺎدل والتدريجي بين الكﺎئن اﻻنسﺎني النشط’خﻼل‬
‫نموه’وبين خصﺎئص المحيط الذي يﻌيش فيه‪ .‬وبهذايﻌتبر النمو سيرورة تفﺎعليﺔ بين الخصﺎئص‬
‫الشخصيﺔ الداخليﺔ وبين السيﺎق الخﺎرﺟي وكذلك السيﺎق المحيطي أي الﻌواﻣل الجغرافيﺔ والسيﺎسيﺔ‬
‫واﻻقتصﺎديﺔ و الﺜقﺎفيﺔ‪.‬وﻣن أﺟل دراسﺔ النمو ﻣن الضروري اخذ بﻌين اﻻعتبﺎر ثﻼثﺔ ابﻌﺎد هﺎﻣﺔ‪:‬‬

‫‪ -1 ‬النسق الداخلي)الخصﺎئص الشخصيﺔ للفرد الموروثﺔ ﻣنهﺎ والمكتسبﺔﻣن ﻣوروث ﺟيني‬


‫وﻣهﺎرات فكريﺔ وقيم ‪....‬‬

‫‪ -2 ‬النسق التطوري أي ﻣختلف التغييرات التي يﻌرفهﺎ الفرد خﻼل حيﺎته‬


‫‪13‬‬
‫‪-3 ‬السيﺎق أو المحيط الذي يﻌيش فيه الفرد ويترعرع داخله‬

‫حسب هذا البﺎحث يتطور الفرد ﻣن خﻼل تفﺎعله البيئي بمجموعﺔ ﻣن اﻷنسﺎق’ هذه اﻷنسﺎق‬
‫التفﺎعليﺔ تسير ﻣن المحيط القريب نحو المجتمع بمفهوﻣه الواسع‪.‬‬
‫وبشكل عام يمكن القول أن علم النفس اﻻيكولوجي يحﺎول فهم وتفسير النمو لدى اﻹنسﺎن ﻣن‬
‫خﻼل عﻼقﺎته التفﺎعليﺔ ﻣع ﻣحيطه وﻣجتمﻌه وثقﺎفته‪....‬وهو يﻌمل على دراسﺔ عﻼقﺔ اﻹنسﺎن بﻌمله’‬
‫بﺎﻻقتصﺎد ’’ بﺎلقرارات الحكوﻣيﺔ بﺎلقيم اﻻﺟتمﺎعيﺔ ’بﺎﻻيديولوﺟيﺎت‪...‬‬

‫المحور الﺜﺎلث‬

‫ﻣنﺎهج دراسﺔ النمو‬

‫قبل الحديث عن المقﺎربﺎت المنهجيﺔ لدراسﺔ النمو ﻻبد ﻣن استحضﺎر أخﻼقيﺎت البحث الﻌلمي وهي‬
‫التي تنظم عمل البﺎحث وتجﻌله على علم ووعي بحدود البحث وبﺎلتزاﻣﺎته اﻷخﻼقيﺔ‪.‬‬

‫‪-‬أخﻼقيﺎت البحث الﻌلمي‬

‫‪ ‬طلب اﻹذن ﻣن المبحوث وﻣن المؤسسﺔ التي ينتمي إليهﺎ‬

‫‪ ‬احترام قرار قبول أو رفض المبحوث للمشﺎركﺔ في البحث‬

‫‪ ‬احترام الكراﻣﺔ اﻹنسﺎنيﺔ ’احترام الحيﺎة الخﺎصﺔ‬

‫‪ ‬احترام ﻣجﺎل التطبيق الميداني‬

‫‪ ‬ضمﺎن سريﺔ هويﺔ المبحوث‬

‫‪ ‬اﻻلتزام بأبﻌﺎد البحث وحدوده‬

‫‪ ‬ﻣنح المبحوث ﻣﻌلوﻣﺎت واضحﺔ وكﺎفيﺔ وشفﺎفﺔ عن ﻣوضوع البحث‬

‫‪-‬المقﺎربﺎت المنهجيﺔ للنمو‬

‫‪14‬‬
‫أ‪-‬المقﺎربﺔ الطوليﺔ ‪étude longitudinale‬‬

‫هي دراسﺔ طويلﺔ المدى’ تتبع النمو لدى نفس اﻻفراد خﻼل فترة زﻣنيﺔ ﻣﻌينﺔ ’وقد تغطي ﻣرحلﺔ‬
‫زﻣنيﺔ طويلﺔ و تتطلب الكﺜير ﻣن الوقت وﻣن اﻹﻣكﺎنيﺎت كمﺎ أنهﺎ ﻣهددة بﺎحتمﺎل تخلي بﻌض‬
‫المبحوثين عن المشﺎركﺔ في البحث خﻼل ﻣرحلﺔ ﻣﺎ بسبب التتبع الطويل المدى ‪.‬‬

‫ب‪-‬المقﺎربﺔ المستﻌرضﺔ‪transversale‬‬

‫هي ﻣقﺎربﺔ للنمو ﻣن خﻼل أعمﺎر ﻣختلفﺔ دون تتبع ﻣمتد زﻣنيﺎإذ تقتصد في الجهد ونتﺎئجهﺎ فوريﺔ‬

‫كمﺎ أنهﺎ غير ﻣرهقﺔ للﻌينﺔ المبحوثﺔ وﻻ تتطلب إعﺎدة تطبيق أدوات البحث خﻼل فترات زﻣنيﺔ‬
‫ﻣتﻌددة‬

‫المنﺎهج التطبيقيﺔ‬

‫ان طبيﻌﺔ ﻣوضوع دراسﺔ النمو هو الذي يفرض على البﺎحث اختيﺎر ﻣنهج دون اخر’وسواء أكﺎن‬
‫المنهج تجريبيﺎ أو غير تجريبي فهذا ﻻ ينقص في شيء ﻣن علميﺔ الدراسﺔ النفسيﺔ‬

‫‪-1‬المﻼحظﺔ‪:‬‬

‫المﻼحظﺔ هي أداة ﻣنهجيﺔ ﻻ تفرض على المبحوث أي نوع ﻣن التطبيقﺎت الميدانيﺔ‬

‫‪ ‬هي إﺟراء ﻣنهجي صﺎﻣت’ يخضع لشبكﺔ ﻣنظمﺔ ﻣن المﻼحظﺎت التي يجريهﺎ البﺎحث‬

‫‪ ‬هنﺎك نوعﺎن ﻣن المﻼحظﺔ‪:‬المﻼحظﺔ الطبيﻌيﺔ ‪:‬التي يقيمهﺎ البﺎحث بنفسه وعبر حواسه‬

‫والمﻼحظﺔ اﻻليﺔ ‪:‬التي تجرى بفضل تقنيﺎت التصوير ‪.‬‬

‫‪ ‬تتكون المﻼحظﺔ ﻣن شبكﺔ ﻣن المﻼحظﺎت التﺎبﻌﺔ ﻷهداف البحث وهي ﻣنظمﺔ بشكل دقيق وﻣنظم‬
‫وفق فرضيﺎت البحث ويمكن أن تستخدم إلى ﺟﺎنب ﻣنﺎهج أخرى تجريبيﺔ أو إكلينيكيﺔ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-2‬المنهج اﻻكلينيكي‬

‫حسب ‪ D.Lagache‬ان المنهج اﻻكلينيكي داخل المقﺎربﺔ النفسيﺔ يستخدم في الدراسﺔ‬


‫الﻌميقﺔ للحﺎﻻت الفرديﺔ اي دراسﺔ الشخص في كليته ﻣن خﻼل وضﻌيﺔ ﻣﺎ‪ .‬وينتمي هذا المنهج‬
‫للمقﺎربﺔ التحليليﺔ وقد يستﻌين المنهج الﻌيﺎدي بﺎداة المﻼحظﺔ‪.‬‬

‫تسﻌى المقﺎربﺔ المنهجيﺔ اﻹكلينيكيﺔ الى فهم الفرد ﻣن خﻼل البحث والتقصي في ﻣﺎضيه وحﺎضره‬

‫وقد يﻌتمد هذا المنهج أيضﺎ على ﻣجموعﺔ ﻣن اﻻختبﺎرات اﻻسقﺎطيﺔ وغير اﻻسقﺎطيﺔ ‪.‬‬

‫‪-3‬المنهج التجريبي‬

‫يتميز هذا المنهج بﺎلدقﺔ والموضوعيﺔ ’فﻌندﻣﺎ نتحدث عن المنهج التجريبي نكون بصدد الحديث‬
‫عن تجربﺔ‪.‬و لتطبيق المنهج التجريبي ﻻبد ﻣن وﺟود ﻣجموعﺔ تجريبيﺔ واخرى ضﺎبطﺔ‬

‫في المرحلﺔ اﻻولى يتم توحيد شروط وظروف المجموعتين)ﻣﺜﻼ ﻣن نفس السن’في نفس المكﺎن‬
‫والزﻣﺎن’نفس المستوى اﻻقتصﺎدي واﻻﺟتمﺎعي‪(..‬‬

‫وبﻌد ذلك يتدخل البﺎحث على ﻣستوى احد ﻣتغيرات المجموعﺔ التجريبيﺔ ويقصد بﺎلمجموعﺔ‬
‫التجريبيﺔ تلك المجموعﺔ التي عرفت نوعﺎ ﻣن التدخل او التغيير الذي وضﻌه البﺎحث لمﻌرفﺔ ﻣدى‬
‫تﺎثيره ‪.‬أﻣﺎ المجموعﺔ الضﺎبطﺔ فتختلف عن التجريبيﺔ في كونهﺎ لم تخضع ﻻي تدخل ﻣن طرف‬
‫البﺎحث وﻣن خﻼلهﺎ يستطيع البﺎحث ضبط التغييرات ‪.‬‬

‫على الرغم ﻣن دقﺔ المنهج التجريبي وﻣوضوعيته إﻻ أنه ﻻ يتﻼءم دائمﺎ ﻣع المواضيع المدروسﺔ‬
‫وليست كل المواضيع قﺎبلﺔ للتجريب‪.‬ان استﻌمﺎل ﻣنهج ﻣﺎ قد تفرضه طبيﻌﺔ الموضوع المدروس‬

‫وفي بﻌض اﻻحيﺎن طبيﻌﺔ هذا الموضوع تدعو البﺎحث للجمع بين أكﺜر ﻣن ﻣنهج ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المحور الرابع‬

‫ﻣراحل النمو وﻣظﺎهره‬

‫ﻣراحل نمو اﻻنسﺎن‬


‫تبﻌﺎ لدورة حيﺎة اﻹنسﺎن سوف نتطرق لمختلف ﻣراحل نموه ﻣنذ بدايﺔ تكوينه الى غﺎيﺔ آخر ﻣرحلﺔ‬
‫عمريﺔ وهذه المراحل هي كﺎلتﺎلي‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلﺔ الجنينيﺔ‬

‫‪- ‬ﻣرحلﺔ الطفولﺔ‬

‫‪ ‬ﻣرحلﺔ المراهقﺔ‬

‫‪- ‬ﻣرحلﺔ الشبﺎب‬

‫‪ ‬ﻣرحلﺔ النضج‬

‫‪ ‬ﻣرحلﺔ الشيخوخﺔ‬

‫ﻣظﺎهر النمو لدى اﻻنسﺎن‬

‫خﻼل تتبﻌنﺎ لسيرورة النمو لدى اﻻنسﺎن سوف نﻌرض أهم المظﺎهر المقترنﺔ بﺎلنمو اﻻنسﺎني وﻣن‬
‫أهمهﺎ‪ :‬المظهر الجسدي’المظهر المﻌرفي والمظهر اﻻﺟتمﺎعي الﻌﻼئقي ‪.‬‬

‫‪-1‬ﻣشروع اﻻنجﺎب‬

‫يﻌتبر ﻣشروع اﻻنجﺎب ﻣحطﺔ هﺎﻣﺔ في حيﺎة اﻻنسﺎن ’إذ أن الرغبﺔ في اﻻنجﺎب أو عدم‬
‫الرغبﺔ ﻣن شأنهﺎ أن تِؤثر على النمو النفسي لدى اﻻنسﺎن‪.‬فكلمﺎ كﺎنت هنﺎك رغبﺔ حقيقيﺔ‬
‫وكلمﺎ توفرت الشروط والظروف اﻷسﺎسيﺔ لﻼنجﺎب إﻻ ويشكل قرار هذا اﻻنجﺎب قرارا‬

‫‪17‬‬
‫إيجﺎبيﺎ وخطوة هﺎﻣﺔ نحو ترسيخ النمو السليم للطفل المستقبلي الذي هو في حﺎﺟﺔ ﻣﺎسﺔ‬
‫لﻼحسﺎس بﺎلرغبﺔ في وﺟوده‪.‬‬

‫‪-2‬المرحلﺔ ﻣﺎقبل الوﻻدة‬

‫‪ ‬أ‪-‬اﻻخصﺎب‬

‫تشكل هذه المرحلﺔ بدايﺔ للحيﺎة الجنينيﺔ لدى اﻻنسﺎن وذلك بلقﺎء خليتين ﺟنسيتين)الحيوان‬
‫المنوي‪+‬البويضﺔ(ووﺟود بويضﺔ ﻣخصبﺔيﻌني وﺟود ‪23‬كروﻣوزوم ﻣن ﺟهﺔ اﻻب‪23+‬كروﻣوزوم ﻣن‬
‫ﺟهﺔ اﻻم ’علمﺎ أن هذه الكروﻣوزوﻣﺎت هي التي تنقل الصفﺎت الوراثيﺔ‪.‬‬

‫‪‬ان الجينات اﻻتية من الذكر هي من نوع )‪( XY‬‬


‫‪‬الجينات اﻻتية من اﻻنثى هي دائما من نوع )‪(xx‬‬

‫أنثى‬
‫)‪(xx‬‬ ‫)‪(xy‬‬

‫ذكر‬

‫ﻣراحل نمو الجنين‬

‫هنﺎك ثﻼث ﻣراحل لنمو الجنين‬

‫‪-1‬ﻣن اﻹخصﺎب إلى اﻷسبوعين اﻷولين‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫خﻼل ‪ 36‬سﺎعﺔ التي تلي عمليﺔ اﻹخصﺎب تتجه البويضﺔ المخصبﺔ نحو الرحم بﻌدﻣﺎ كﺎنت في قنﺎة‬
‫فﺎلوب وهنﺎك تلتصق بجدار الرحم وتﻌرف هذه البويضﺔ المخصبﺔ نموا ﻣن خﻼل انقسﺎﻣﺎت تصبح على‬
‫إثرهﺎ عبﺎرة عن ﻣضغﺔ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻣرحلﺔ المضغﺔ ﻣن اﻷسبوع الﺜﺎني إلى الﺜﺎﻣن‬

‫إبﺎن هذه المرحلﺔ يتكون الغشﺎء الواقي’وتبدأ اﻷعضﺎء واﻷﺟهزة في النمو بشكل سريع)الجهﺎز التنفسي‬
‫’الهضمي و الﻌصبي(’وخﻼل اليوم ‪ 22‬ﻣن اﻹخصﺎب يبدأ نبض القلب وبﻌد شهر يتكون اﻷنبوب الﻌصبي‬
‫الذي يشكل فيمﺎ بﻌد الدﻣﺎغ‪.‬‬

‫وعند نهﺎيﺔ هذه المرحلﺔ يتوفر الكﺎئن اﻹنسﺎني على شكل وعلى أهم اﻷعضﺎء وتتميز هذه المرحلﺔ‬
‫بسرعﺔ النمو وكذا بهشﺎشتهﺎ الشيء الذي يجﻌلهﺎ ﻣرحلﺔ قد تشوبهﺎ بﻌض تشوهﺎت النمو ﻣن قبيل‬
‫تشوهﺎت الفم أو اﻷذن أو البصر‪.‬‬

‫‪-3‬ﻣرحلﺔ الجنين‬

‫تمتد ﻣن اﻷسبوع الﺜﺎﻣن إلى الميﻼد’ تتكون خﻼلهﺎ اﻷعضﺎء التنﺎسليﺔ عند الشهر الﺜﺎلث وفي اﻷشهر‬
‫الستﺔ اﻷخيرة يتكون الشﻌر اﻷظﺎفر’ يكبر حجم الرأسو يستطيع الجنين اﻻستجﺎبﺔ لنبض قلب اﻷم‬
‫ولحركﺎت ﺟسمهﺎ كمﺎ يمكنه أن يحس ويسمع ويتأثر بﺎلﻌﺎلم الخﺎرﺟي‪.‬‬

‫الجنين والﻌﺎلم الخﺎرﺟي‬

‫بيئﺔ الجنين هي اﻷم واﻷب)الحﺎلﺔ الصحيﺔ’السن’ الﻌﺎدات الغذائيﺔ’ اﻹدﻣﺎن ’الحﺎلﺔ النفسيﺔ(’‬
‫يرى البﺎحﺜﺎن كﺎسبر و سبﺎنس ﻣن خﻼل تجﺎربهمﺎ ان قراءة اﻷﻣهﺎت الحواﻣل لقصص بصوت عﺎل‬
‫خﻼل الست أسﺎبيع اﻷخيرة ﻣن الحمل ’تجﻌل الجنين بﻌد وﻻدته يفضل نفس القصﺔ ويميز بين صوت‬
‫اﻷم وصوت اﻣرأة أخرى ’علمﺎ أن ﻣﺎ تتﻌرض له اﻷم الحﺎﻣل ﻣن ﻣشﺎكل نفسيﺔ قد يصيب أيضﺎ‬
‫الجنين‪.‬‬

‫‪-4‬ﻣرحلﺔ الطفولﺔ‬

‫‪19‬‬
‫الوﻻدة‬

‫زﻣن الوﻻدة هو ﻣحطﺔ استقﻼل عن المشيمﺔ’ولحظﺔ تفﺎعل وتكيف ﻣبﺎشر ﻣع الﻌﺎلم‬


‫الخﺎرﺟي‪:‬التنفس’الرضﺎعﺔ’التﻌلم’التﻌرض للمﺜيرات الخﺎرﺟيﺔ‪.‬‬

‫التنفس‬ ‫النشاط‬ ‫اﻻستجابات‬ ‫النبض‬ ‫لون الجلد‬ ‫المؤشر‬


‫العضلي‬
‫النقطة‬

‫غائب‬ ‫مترهل‬ ‫غياب‬ ‫غائب‬ ‫أزرق‪/‬‬


‫اﻻستجابة‬ ‫شاحب‬ ‫‪0‬‬
‫غير منتظم‬ ‫ضعيف‬ ‫استجابة‬ ‫ضعيف )اقل‬ ‫جسم وردي‬
‫‘بكاء ضعيف‬ ‫ضعيفة‬ ‫من ‪(100‬‬ ‫أطراف‬ ‫‪1‬‬
‫زرقاء‬
‫منتظم‘بكاء‬ ‫حركات‬ ‫بكاء‬ ‫سريع اكبر‬ ‫جسم وردي‬
‫قوي‬ ‫قوية‬ ‫‘سعال‘تثاؤب‬ ‫من ‪(100‬‬ ‫بكامله‬
‫‪2‬‬

‫نمو الطفل ﻣن الوﻻدة الى السنتين‬

‫النمو الحسي الحركي‬

‫هو نمو يتأتى بفضل الحواس والحركﺎت وعن طريقه يكتشف الرضيع الﻌﺎلم ويكون اول تﻌلمﺎته‬

‫ر فﺎلقدرات الحسيﺔتتطو بشكل سريع‪:‬ﺟلد الرضيع يحس بمختلف المؤثرات )يبكي عند لمس‬
‫اشيﺎء ﻣبللﺔ ويسترخي عند لمسه بلطف( كمﺎ يستطيع سمﺎع وشم وتذوق ورؤيﺔ اﻻشيﺎء ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫القدرات الحسية الحركية للرضيع‬

‫قدرته الحسية الحركية‬ ‫سن الرضيع‬

‫حركة الرأس‪+‬حركة العين لتتبع‬ ‫من الشهر اﻻول الى الثالث‬


‫اﻻشياء‪+‬القدرة على مد اليد نحو اﻻشياء‬
‫واخذها‬
‫القدرة على الجلوس‪+‬اخذ اﻻشياء عند‬ ‫من الرابع الى السادس‬
‫سقوطها‬

‫ازدياد الحركة‪+‬بداية القدرة على الوقوف‬ ‫من ‪7‬الى‪ 9‬اشهر‬

‫المشي‬ ‫من ‪10‬الى ‪12‬شهر‬

‫النمو المﻌرفي لدى الرضيع‬

‫يرى علم النفس المﻌرفي ان القدرات المﻌرفيﺔ للرضيع تتطور في وقت ﻣبكر’‬

‫فخﻼل اﻷشهر اﻷولى يستطيع الرضيع تكوين تمﺜل ذهني حول المواضيع وبمقدوره أيضﺎ التﻌرف‬
‫على هويﺔ المواضيع ‪.‬وفي النصف اﻷول ﻣن السنﺔ اﻷولى يستطيع تكوين ﻣهﺎرة عدديﺔ ﻣبكرة‬
‫وذاكرته تشتغل ﻣنذ اﻷشهر اﻷولى‪.‬‬

‫تطور اللغﺔ‬

‫يﻌد البكﺎء اول طريقﺔ تواصليﺔ يستﻌملهﺎ الرضيع الحديث الوﻻدة ’ ثم بﻌد ذلك يصدر اصواتﺎ في شكل‬
‫ﻣنﺎغﺎة ’وسرعﺎن ﻣﺎ ينطق اول الكلمﺎت عند السنﺔ اﻷولى وتدريجيﺎ وعند اقترابه ﻣن السنﺔ الﺜﺎنيﺔ‬
‫يكون ﺟمﻼ ويستطيع بذلك تسميﺔ اﻻشيﺎء والتﻌبير عن حﺎﺟيﺎته‪.‬وفي المتوسط فﺎن تﻌلم اللغﺔ بشكل‬
‫ﻣتحكم فيه يتم بين السنﺔ الﺜﺎنيﺔ والﺜﺎلﺜﺔ‪.‬‬

‫النمو الوﺟداني واﻻﺟتمﺎعي‬

‫تبدأ عﻼقﺔ التﻌلق الوﺟداني ﻣنذ الحيﺎة الجنينيﺔ وتتطور ﻣع تطور السن’بحيث إن الرضيع يتأثر سلبﺎ‬
‫أو ايجﺎبﺎ بطبيﻌﺔ عﻼقته ﻣع وسطه اﻻسري ‪.‬وتبﻌﺎ لمنظورالسيكولوﺟيﺔ اﻻيريكسونيﺔ فإن عﻼقﺔ‬
‫‪21‬‬
‫الرضيع بأﻣه في بدايﺔ حيﺎته أي ﻣن ‪0‬الى السنﺔ اﻻولى ‘تنبني اعتمﺎدا على عﻼقﺔ تﻌلق يتصﺎرع فيهﺎ‬
‫قطبي الﺜقﺔ والﻼثقﺔ ‪.‬ففي حﺎلﺔ ﻣﺎ أذا كﺎنت هذه الﻌﻼقﺔ ﻣبنيﺔ على الﻌنﺎيﺔ واﻻهتمﺎم والمحبﺔ فﺎن‬
‫الطفل يكون اﻷسﺎس اﻷول للﺜقﺔ ‪.‬كمﺎ يرى هذا البﺎحث أن الطفل على أسﺎس هذه الﺜقﺔ وﻣن خﻼل‬
‫عﻼقته ﻣع بﺎقي افراد أسرته قد يحقق اﻻستقﻼليﺔ لكن ان كﺎنت هذه الﻌﻼقﺔ سلبيﺔ فقد يصبح الطفل‬
‫تﺎبﻌﺎ وخجوﻻ ‪.‬‬

‫نمو الطفل ﻣن ‪3‬الى ‪6‬سنوات‬

‫على المستوى الجسدي‬

‫يكون طفل هذه المرحلﺔ أكﺜر قوة وأكﺜر قدرة على التحكم في حركﺎته ويصير نشﺎطه الحركي أكﺜر‬
‫تطورا)المشي ’الجري’القفز‪.(..‬كمﺎ تتطوربنيته الجسديﺔ لتصبح ﻣشﺎبهﺔ لبنيﺔ الراشد خﻼفﺎ‬
‫للمرحلﺔ السﺎبقﺔ‪.‬علمﺎ أن الطفل يصبح أكﺜر استقﻼليﺔ ﻣن حيث التحكم في فضﻼته ‪.‬‬

‫‪-‬المستوى المﻌرفي‬

‫‪ ‬التحكم في اللغﺔ‬

‫‪ ‬ارتبﺎط اللغﺔ بﺎلتفكير اي القدرة على استﻌمﺎل اللغﺔ للتﻌبير عن اﻷشيﺎء ولو في غيﺎبهﺎ‬

‫‪ ‬القدرة على اﻹدراك والفهم‬

‫‪ ‬يتطور لﻌب الطفل سواء ﻣنه الفردي او الجمﺎعي‪....‬‬

‫‪-‬المستوى اﻻنفﻌﺎلي اﻻﺟتمﺎعي‬

‫بﺎلنظر الى ﻣستوى النمو الذي بلغه طفل هذه المرحلﺔ فﺎنه يؤهله للتفﺎعل ﻣع اﻵخرين بشكل‬
‫أفضل ﻣن السﺎبق إذ يميز بين ذاته وبين اﻵخرين أي يتكون لديه ﻣفهوم الذات وتتكون هويته‬
‫الجنسيﺔ ‪.‬كمﺎ يصبح اﺟتمﺎعيﺎ وحسب اريكسون تتميز هذه المرحلﺔ بﺎلمبﺎدرة ﻣقﺎبل الخجل ويكون‬
‫الطفل في ﻣرحلﺔ التفﺎعل ﻣع أقرانه‪.‬‬

‫ﻣن ‪6‬الى ‪10‬سنوات‬

‫‪22‬‬
‫على المستوى الجسدي‬

‫يﻌرف إيقﺎع النمو بشكل عﺎم نوعﺎ ﻣن البطء’إذ ينمو الطول والوزن والدﻣﺎغ’وتزداد قوة الﻌضﻼت‬

‫كمﺎ تنمو القدرات الحركيﺔ)القدرة على الكتﺎبﺔ’الرسم’ اللﻌب ’ اﻷنشطﺔ الريﺎضيﺔ(’‪.‬‬

‫‪ -‬المستوى المﻌرفي‬

‫هي ﻣرحلﺔ التمدرس‬

‫‪ ‬تفكير الطفل ﻣوضوعي أكﺜر ويﻌتمد على المنطق‬

‫‪ ‬تطور المهﺎرات الريﺎضيﺔ‬

‫‪ ‬القدرة على الفهم والتحليل‬

‫‪ ‬غنى المﻌجم اللغوي‬

‫‪ ‬التﻌبير بﻌمق ووضوح عن الحﺎﻻت والوضﻌيﺎت التي يواﺟههﺎ الطفل‬

‫‪ ‬الميل نحو الحديث المطول والحكي‪...‬‬

‫‪-‬المستوى اﻻنفﻌﺎلي واﻻﺟتمﺎعي‬

‫حسب ﻣنظور اريكسون خﻼل هذه المرحلﺔ يكون الطفل بين ﻣهﺎرة الﻌطﺎء والفﻌل وبين اﻹحسﺎس‬
‫بﺎلنقص ‪.‬وبفﻌل التفﺎعل اﻻيجﺎبي ﻣع الوسط المدرسي فﺎنه يحقق ﻣهﺎرة الﻌمل الجدي وبﺎلتﺎلي يحقق‬
‫النجﺎح الذي يجﻌله يحس بتقديره لذاته ويسﺎعده على اﻻندﻣﺎج ﻣع أقرانه وﻣع وسطه الدراسي كمﺎ‬
‫يحس أيضﺎ بﺎلرضى عن النفس ‪.‬وﻣن شأن طبيﻌﺔ الﻌﻼقﺔ اﻻسريﺔ أن تؤثرعلى النمو اﻻنفﻌﺎلي‬
‫واﻻﺟتمﺎعي لدى طفل هذه المرحلﺔ‪.‬‬

‫المراهق والنمو‬
‫ﻣرحلﺔ المراهقﺔ‬

‫‪23‬‬
‫ﻣﺎ بين ‪ 11‬و ‪ 18‬سنﺔهي المرحلﺔ التي تسمى بﺎلمراهقﺔ’فهذا التحديد الﻌمري يظل نسبيﺎ أذ يختلف‬
‫ﻣن شخص ﻵخر وﻣن ﻣجتمع ﻵخر ‪.‬وﻣﺎ يتفق عليه كون ﻣرحلﺔ المراهقﺔ تتميز بسرعﺔ إيقﺎع نموهﺎ‬
‫وبﺎلتغيرات التي تﻌتريهﺎ إن على المستوى الفيزيقي أوالمﻌرفي أو اﻻﺟتمﺎعي‬

‫المراهق والبلوغ ‪la puperté‬‬

‫بفﻌل تأثير النمو الهرﻣوني يصبح المراهق قﺎدرا على اﻻنجﺎب ﻣﺜله ﻣﺜل الراشد و يحقق نضجﺎ‬
‫ﺟنسيﺎ’كمﺎ ينمو على ﻣستوى الطول’الوزن’الﻌضﻼت’الﻌظﺎم‪.‬فﻌند سن الﻌﺎشرة تصل اﻻنﺎث الى‬
‫ﻣرحلﺔ البلوغ ّولك في وقت ﻣبكر ﻣقﺎرنﺔ ﻣع الذكور )‪12‬سنﺔ(‪.‬‬

‫نمو الدﻣﺎغ‬

‫في المﺎضي سﺎد اﻻعتقﺎد حول اكتمﺎل نمو الدﻣﺎغ لدى اﻹنسﺎن خﻼل فترة المراهقﺔ ’لكن التطورات‬
‫التكنولوﺟيﺔ في ﻣجﺎل التصوير بﺎلصدى اكدت ان نمو الدﻣﺎغ ﻻ يكتمل اﻻ بﻌد الرشد‪.‬‬

‫المراهق والنمو المﻌرفي‬

‫تبﻌﺎ لمنظور بيﺎﺟي’ ﻣرحلﺔ المراهقﺔ هي المرحلﺔ التي يبلغ فيهﺎ النمو المﻌرفي ﻣداه’أي ﻣرحلﺔ الﻌمليﺎت‬
‫الصوريﺔ ‪’les opérations formelles‬حيث يغدو التفكير ﻣجردا’وفرضيﺎ استنبﺎطيﺎ‪.‬‬

‫فﻌلى الرغم ﻣن النمو المﻌرفي الذي بلغه المراهق إﻻ أنه حسب ﻣنظورأخصﺎئين نفسﺎنيين ﺟدد‬
‫ﻣﺎيزال غير كﺎﻣل النضج’وذلك بسبب تمركزه حول ذاته الى حد ﻣﺎ نتيجﺔ لضﻌف تجﺎربه التي‬
‫يستﻌمل ﻣن خﻼلهﺎ قدراته المﻌرفيﺔ التي قد تغير ﻣنظوره حول ذاته وحول ﻣحيطه‪.‬‬

‫المراهق ونمو اﻷحكﺎم اﻷخﻼقيﺔ‬

‫عند ﻣرحلﺔ المراهقﺔ تنمو اﻷحكﺎم اﻷخﻼقيﺔ اﻻتفﺎقيﺔ حسب كوهلبرك وبموﺟبهﺎ يصبح الفرد‬
‫قﺎدرا على فهم أحكﺎم وقيم وأعراف المجتمع المتفق عليهﺎ ويﻌمل على احتراﻣهﺎ’فيغدو بذلك‬

‫ﻣسؤوﻻ وقﺎدرا على التكيف واﻻندﻣﺎج داخل المجتمع ‪.‬‬

‫المراهق والنمو اﻻﺟتمﺎعي والوﺟداني‬

‫المراهق والهويﺔ‬
‫‪24‬‬
‫هي ﻣرحلﺔ بحث وتكوين للهويﺔ ’ حسب اريكسون يﻌيش المراهق ازﻣﺔ هويﺔ ويوﺟد بين قطبي‬
‫تكوين الهويﺔ وقطب اﻻنصهﺎر ﻣع اﻻخر وضيﺎع هذه الهويﺔ ’فحل هذه اﻻزﻣﺔ يﻌني حل ثﻼث ﻣشﺎكل‬
‫اسﺎسيﺔ‪:‬‬

‫‪-1‬اختيﺎر النشﺎط المهني‬

‫‪-2‬تبني القيم‬

‫‪-3‬تكوين هويﺔ ﺟنسيﺔ كﺎﻣلﺔ‬

‫المراهق واﻻسرة‬

‫ان درﺟﺔ حدة الصراع بين المراهق واسرته رهينﺔ بنوع الﻌﻼقﺔ الوﺟدانيﺔ والتواصليﺔ والتربويﺔ‬
‫التي كﺎنت سﺎئدة خﻼل الطفولﺔ‪.‬فﺎلمراهق يجد نفسه بين التبﻌيﺔ للوالدين والرغبﺔ في اﻻستقﻼليﺔ الشيء‬
‫الذي يجﻌله يحس بنوع ﻣن التوتر ازاء عﻼقته بوالديه‪.‬‬

‫النمو وﻣرحلﺔ الشبﺎب ﻣن ‪20‬الى‪40‬سنﺔ‬


‫ﻣرحلﺔ الشبﺎب هي أطول ﻣرحلﺔ يﻌيشهﺎ الفرد’وقد تتخللهﺎ تغيرات عدة ﺟسديﺔ وﻣﻌرفيﺔ ووﺟدانيﺔ‬
‫عﻼئقيﺔ ‪ .‬وتﻌد ﻣرحلﺔ للنضج الﻌﺎم وعندهﺎ يكون الفرد أكﺜر فﺎعليﺔ وقدرة وعطﺎء وإنتﺎﺟيﺔ‪.‬‬

‫النمو الجسدي في ﻣرحلﺔ الشبﺎب‬

‫يتمتع اغلب الشبﺎب بصحﺔ ﺟيدة’إﻻ أن هنﺎك عواﻣل وراثيﺔ قد تؤثر سلبﺎ أو إيجﺎبﺎ على النمو خﻼل‬
‫هذه المرحلﺔ’وﻣن شأن الﻌﺎدات الريﺎضيﺔ او الغذائيﺔ أو التﻌﺎطي لبﻌض أنواع المخدرات التأثير على‬
‫سيرورة النمو لدى الشﺎب فضﻼ عن الحﺎلﺔ النفسيﺔ التي قد تنﻌكس بدورهﺎ على صحته‪.‬‬

‫النمو المﻌرفي لدى الشبﺎب‬

‫يرى البﺎحﺜون في علم نفس النمو في المرحلﺔ الراهنﺔ أن النمو المﻌرفي ﻻ يتوقف عند المراهقﺔ بل‬
‫يستمر الى سن الشبﺎب‪.‬هؤﻻء البﺎحﺜين يؤكدون وﺟود تفكير بﻌد صوري‪post formelle‬‬

‫‪25‬‬
‫لدى الشبﺎب’بحيث إن هذا النوع ﻣن التفكير يجمع بين المنطق واﻻنفﻌﺎﻻت والتجﺎرب الﻌمليﺔ في‬
‫حل المشﺎكل الغﺎﻣضﺔ‪.‬‬

‫مميزات التفكير البعد صوري لدى الشاب تبعا لمنظور‪Sinnot‬‬

‫الوصف‬ ‫الميزة‬

‫القدرة على المرور مما هو منطقي صوري الى ماهو عملي واقعي‬ ‫تناوب النظري والتطبيقي‬

‫مهارة تحديد مشكلة ما ضمن فئة معينة او نوع معين من المشاكل‬ ‫تحديد المشكلة‬
‫المنطقية وتحديد ابعادها‬

‫مهارة حل مشكلة ما من خﻼل سيرورة ذات تطبيقات عامة او من‬ ‫تناوب السيرورة واﻻنتاج‬
‫خﻼل حل عملي ملموس‬

‫مهارة اختيار الحل المناسب من بين حلول كثيرة‬ ‫البراكماتية‬


‫الوعي بتعدد اﻻسباب والحلول الممكنة‬ ‫الحلول المتعددة‬

‫القدرة على معرفة ان المشاكل والحلول قد تطرح صراعات‬ ‫الوعي بالمفارقات‬


‫ومفارقات‬
‫وعي الشخص يؤثر في طريقة تفكيره في حل المعضﻼت‬ ‫التفكير الذاتي المرجعية‬
‫اﻻجتماعية‬

‫النمو الوﺟداني واﻻﺟتمﺎعي‬

‫حسب اريكسون إن ﻣرحلﺔ الشبﺎب هي ﻣرحلﺔ الﻌﻼقﺔ الحميميﺔ ’و يﻌلن خﻼلهﺎ الشﺎب استقﻼله‬
‫عن أسرته ليؤسس أسرة ﺟديدة وليلﻌب دور الزوج واﻷب ويلﻌب أيضﺎ دورا اﺟتمﺎعيﺎ ﻣن خﻼل‬
‫الحيﺎة الﻌمليﺔ‪.‬‬

‫ﻣرحلﺔ سن النضج ﻣن ‪40‬الى‪ 65‬سنﺔ‬

‫‪ ‬تﻌتبر هذه المرحلﺔ ﻣن وﺟهﺔ نظر المجتمﻌﺎت الصنﺎعيﺔ ﻣرحلﺔ خﺎصﺔ ضمن ﻣراحل دورة الحيﺎة‬

‫إذ لهﺎ ﻣﻌﺎييرهﺎ اﻻﺟتمﺎعيﺔ وأدوارهﺎ وتحديﺎتهﺎ وهي ﻣرحلﺔ انتقﺎل ﻣن سن الشبﺎب الى ﻣرحلﺔ‬
‫الشيخوخﺔ‪.‬‬

‫النمو الجسدي خﻼل سن النضج‬

‫تغيرات على المستوى الﻌضوي والمظهر الجسدي‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬الشيب ’البشرة تفقد تدريجيﺎ حيويتهﺎ وتتخللهﺎ التجﺎعيد‬

‫‪ ‬تراﺟع كﺜﺎفﺔ الﻌظﺎم‬

‫‪ ‬تغيرات طفيفﺔ لدى البﻌض حيث يضﻌف النبض وتظهر بﻌض اﻣراض القلب والشرايين‬

‫‪ ‬وقد يحل سن اﻷﻣل ببﻌض اﻷشخﺎص وقد تضطرب لدى البﻌض حيﺎتهم الجنسيﺔ‬

‫‪ ‬قد تتراﺟع لدى البﻌض القدرات الحسيﺔ الحركيﺔ ويتراﺟع الجهﺎز المنﺎعي‬

‫النمو المﻌرفي عند سن النضج‬

‫‪ ‬نضج الخبرة )تحديد المشكلﺔ او تشخيصهﺎ ’ايجﺎد الحل‪(,,,‬‬

‫‪ ‬استنﺎدا الى التجربﺔ والى اﻻختصﺎص يصبح اﻹنسﺎن خﻼل سن النضج ﻣرﺟﻌيﺔ يﻌتمد عليهﺎ في‬
‫الحل المشﺎكل المستﻌصيﺔ‬

‫‪ ‬القدرة على الدﻣج بين المنطق والحدس والشﻌور‬

‫‪ ‬القدرة على الربط بين اﻻفكﺎر واﻻحداث المتﻌﺎرضﺔ وذلك استنﺎدا على التجربﺔ والخبرة‬

‫‪ ‬هذه الطريقﺔ تجﻌلهم قﺎدرين على لﻌب ادوار سيﺎسيﺔ واﺟتمﺎعيﺔ‬

‫‪ ‬القدرة على اﻻبداع‪:‬‬

‫‪ ‬خﻼل ‪40‬سنﺔ اكتشف بﺎستور الجراثيم المسؤولﺔ عن اﻻﻣراض‬

‫‪ ‬خﻼل ‪ 50‬سنﺔ قدم داروين نظريته التطوريﺔ‬

‫‪ ‬في سن ‪ 54‬سنﺔ رسم ليونﺎردو دافينتشي لوحﺔ الجوكندا‬

‫‪ ‬في سن ‪ 50‬سنﺔ وصلت الروائيﺔ أكﺎتﺎ كريستي الى أوج عطﺎئهﺎ‬

‫النمو الوﺟداني واﻻﺟتمﺎعي‬

‫‪27‬‬
‫‪ ‬حسب نظريﺔ اريكسون تﻌد ﻣرحلﺔ سن النضج ﻣرحلﺔ توازي ازﻣﺔ الهويﺔ التي تتواﺟد بين الرغبﺔ‬
‫في الﻌطﺎء أو الخمول والسلبيﺔ واﻻنﻌزال’فبﻌض اﻷشخﺎص يلجأون الى الﻌمل الجمﻌوي او‬
‫التطوعي او السيﺎسي وذلك لتقديم الخبرة والدعم وللﻌب الدور الفﻌﺎل واﻻﺟتمﺎعي داخل المجتمع‬

‫وداخل اﻷسرة أيضﺎ قد يلﻌب الشخص النﺎضج دورا توﺟيهيﺎ وتربويﺎ ووﺟدانيﺎ عﻼئقيﺎ ﻣع أفراد‬
‫أسرته ﻣن اﺟل دعمهم وﻣسﺎعدتهم‪.‬‬

‫النمو خﻼل السن المتقدم ﻣن ‪ 65‬سنﺔ الى نهﺎيﺔ الحيﺎة‬

‫‪ ‬ﻣرحلﺔ التراﺟع التدريجي للقدرات الفيزيقيﺔ‬

‫‪ ‬ﻣرحلﺔ تختلف ﻣن شخص ﻻخر‬

‫‪ ‬يتمﺜلهﺎ المجتمع ﻣن خﻼل أحكﺎم قيمﺔ وينظر إليهﺎ بﺎعتبﺎرهﺎ ﻣرحلﺔ عجز وضﻌف والﻼقدرة‬

‫‪ ‬هذه النظرة تختلف ﻣن ﻣجتمع ﻵخر وقد تؤثر حسب طبيﻌتهﺎ على الشخص المتقدم في السن‬

‫النمو الجسدي‬

‫‪ ‬شيخوخﺔ الجلد’ضمور الﻌضﻼت’الشﻌر يفقد لونه ولمﻌﺎنه وحجمه‪..‬‬

‫‪ ‬اعوﺟﺎج الﻌمود الفقري في بﻌض اﻻحيﺎن ’هشﺎشﺔ الﻌظﺎم‪...‬‬

‫‪ ‬شيخوخﺔ الدﻣﺎغ لدى بﻌض اﻻشخﺎص)تراﺟع قدرة الذاكرة الطويلﺔ المدى’ عدم فهم بﻌض‬
‫الكلمﺎت غير المﻌتﺎدة(‬

‫‪ ‬تراﺟع سرعﺔ ردود الفﻌل’ تراﺟع ايقﺎع النبض وعدم انتظﺎﻣه’ تراﺟع القدرات الحسيﺔ والحركيﺔ‪.‬‬

‫المشﺎكل الصحيﺔ المحتملﺔ‬

‫‪ ‬اﻻكتئﺎب‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬الخرف‬

‫‪ ‬الزهيمر‬

‫‪ ‬ﻣرض بﺎركينسون‬

‫النمو الوﺟداني واﻻﺟتمﺎعي‬

‫حسب نظريﺔ اريكسون أن ﻣرحلﺔ الشيخوخﺔ هي المرحلﺔ التي يتصﺎرع فيهﺎ قطبي أزﻣﺔ الهويﺔ ’‬

‫هذين القطبين همﺎ سﻼﻣﺔ اﻷنﺎ وفقدان اﻷﻣل‪.‬‬

‫فﻌندﻣﺎ يقبل الشخص ذاته وسنه ويمﺎرس دوره اﻻﺟتمﺎعي ويقبل كذلك ﻣآله فإنه يﻌيش حيﺎة‬
‫عﺎديﺔ‪.‬لكن إن انغلق على نفسه ولم يقبل المرحلﺔ التي وصل اليهﺎ سيتشﺎءم وينﻌزل ولن يندﻣج‬
‫داخل المجتمع ‪.‬‬

‫خﻼصﺔ‬
‫إن ﻣﻌﺎلجتنﺎ لمحﺎور هذه المﺎدة ’ﺟﻌلتنﺎ بﺎلتﺎلي نقف أﻣﺎم إنجﺎزات هﺎﻣﺔ حققهﺎ علم نفس النمو‬

‫بفضل دراسته لموضوع النمو ﻣمﺎ سﺎهم بشكل كبير في تطور علم نفس حيث تﻌددت ﻣقﺎربﺎته‬
‫وتشﻌبت ﻣواضيﻌهﺎ ’وتزايدت ﺟرأته الﻌلميﺔ شيئﺎ فشيئﺎ فضﻼ عن اكتسﺎبه لمرونﺔ علميﺔ تراعي‬
‫خصوصيﺔ الظﺎهرة اﻹنسﺎنيﺔ وتحتوي بﺎلتﺎلي ﺟوانب ﻣتﻌددة ﻣن البحث أﻣﻼ في بلوغ فهم أعمق‬
‫بﺎﻹنسﺎن‪.‬‬

‫ولهذا السبب اﻣتدت الدراسﺔ السيكولوﺟيﺔ لكل ﻣراحل الحيﺎة ﻣنذ البدايﺎت التكوينيﺔ الجننينيﺔ الى‬
‫ﻣرحلﺔ الطفولﺔ فﺎلمراهقﺔ والشبﺎب وﻣرحلﺔ النضج ثم الشيخوخﺔ‪ .‬فصﺎر بﺎلتﺎلي ﻣفهوم النمو‬
‫ﻣفهوﻣﺎ ﻣتطورا يحتوي كل ﻣﻌﺎلم النمو خﻼل دورة الحيﺎة ‪.‬فبﺎلمرور ﻣن ﻣرحلﺔ الى أخرى نشهد‬
‫تغيرات هﺎﻣﺔ على ﻣختلف المستويﺎت و المظﺎهر وقد تختلف سرعﺔ وثيرة النمو كمﺎ قد تختلف‬
‫طبيﻌته ﻣن ﻣرحلﺔ إلى أخرى‪,‬والهدف الذي يرﻣي إليه علم نفس النمو هو فهم ﻣختلف التغيرات‬
‫والﻼ تغيرات التي يﻌرفهﺎ الفرد إبﺎن حيﺎته’هذا الفهم ييسر تشخيص خصوصيﺔ كل ﻣرحلﺔ عمريﺔ‬
‫على حدى وبﺎلتﺎلي يجﻌلنﺎ على علم بحﺎﺟيﺎت كل ﻣرحلﺔ ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫وخﻼصﺔ القول إن نمو اﻹنسﺎن ﻻيتوقف عند ﻣرحلﺔ ﻣﻌينﺔ بل هو ﺟزء ﻻ يتجزأ ﻣن طبيﻌﺔ‬
‫اﻹنسﺎن التي تتطور بشكل ﻻﻣتنﺎهي حتى أخر الﻌمر‪.‬هذا المنظور الجديد قد يغير نظرتنﺎ لمراحل‬
‫حيﺎة اﻹنسﺎن ويفتح أﻣﺎﻣنﺎ بﺎب التسﺎؤل حول اﻷهداف التطبيقيﺔ الﻌمليﺔ لﻌلم نفس النمو تبﻌﺎ‬
‫لمراحل الحيﺎة‪:‬فكيف إذن يمكننﺎ الرفع ﻣن ﺟودة الحيﺎة لدى اﻹنسﺎن ؟وكيف نجﻌله يﻌيش حيﺎة‬
‫نشطﺔ ﺟسديﺎ ونفسيﺎ واﺟتمﺎعيﺎ في كل ﻣرحلﺔ ﻣن ﻣراحل عمره؟‬

‫‪30‬‬

You might also like