You are on page 1of 27

‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫حجية السنة النبوية‬


‫أ‪ .‬عبد الفتاح ادلربوك الكاسح‬
‫كلية العلوم الشرعية مسالتة ‪ -‬اجلامعة األمسرية اإلسالمية‬

‫ادلقدمة‪:‬‬
‫احلمد ﵁ الذي علمنا ونوران ابلوحي‪،‬وصالة رىب وسالمو على ادلبعوث رمحة للعادلٌن سيدان دمحم‬
‫َّك لَ َعلَى ُخلُ ٍق َع ِظي ٍم ﴾ ‪ٍ ،‬ب بعثو إىل الناس بشًناً ونذيراً‬ ‫‪ --‬رابه فأحسن تربيتو حيث قال‪َ ﴿ :‬وإِن َ‬
‫(‪)1‬‬

‫اجا ُمنِ ًًنا ﴾(‪،)2‬‬ ‫اعيا إِ َىل َِّ ِِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فقال‪ ﴿ :‬يَيهَاا النَُِّّي إِ َّان أَرس ْلن َ ِ‬
‫اَّلل ِب ْذنو َوسَر ً‬ ‫اك َااى ًدا َوُمبَ ّشًرا َونَذ ًيرا (‪َ )45‬وَد ً‬ ‫َ َ َ ََْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫ك َوإِ ْن َْمْ تَه ْع َع ْ فَ َما بهَلَّ ْغ َ‬
‫ت ِر َسالَتَوُ َو َّ‬ ‫ول بهَلّ ْغ َما أُنْ ِلَل إِلَْي َ‬
‫ك م ْن َربّ َ‬ ‫ٍب أمره ابلتبليغ فقال‪َ ﴿ :‬يَيهَ َاا َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ك ِم َن الن ِ‬
‫َّاس﴾(‪.)3‬‬ ‫يهع ِ‬
‫ص ُم َ‬ ‫َْ‬
‫وبعد‪ :‬فإن أارف العلوم وأحسناا وأقوماا ما كان متعلقا بكتاب هللا وبسنة رسولو ‪--‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وحى ﴾(‪ .)4‬فالسنة النبوية‬ ‫الذي وصعو تبارك وتعاىل بقولو‪َ ﴿ :‬وَما يهَْنط ُق َع ِن ا ْذلََوى إ ْن ُى َو إََّّل َو ْح ٌي يُ َ‬
‫من الوحي‪.‬‬
‫وقد أمر هللا‪ -‬تعاىل‪ -‬ابتباع ما جاء بو الرسول ‪--‬وحذر من سلالعتو‪ ،‬وتواترت األحاديث‬
‫عن رسول هللا ‪ُ --‬ب وجوب طاعتو واتباع ما جاء بو‪ ،‬وربرًن معصيتو‪ ،‬وذلك ُب حق من كان ُب‬
‫عصره وُب حق من يٌب بعده إىل يوم القيامة‪ ،‬ومن ذلك ما ثبت عنو ‪ُ--‬ب الصحيحٌن أنو قال‪:‬‬
‫"من رغب عن سنيت فليس مين"(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬سورة القلم‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬


‫‪ -2‬سورة األحلاب‪ ،‬اآلية‪.46 – 45 :‬‬
‫‪ -3‬سورة ادلائدة‪ ،‬من اآلية‪.67 :‬‬
‫‪ -4‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.4-3 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو البخاري‪ُ ،949 1 /5 :‬ب كتاب النكاح‪ :‬ابب الرتغيب ُب النكاح‪ ،‬حديث رقم ‪ ،4776‬ومسلم‪ُ ،020 1 /2 :‬ب‬
‫كتاب النكاح ابب استحباب النكاح حديث رقم ‪. 401 1‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫واَّلاتغال ابلسنة النبوية ارفونضارة دلن سلك ىذا الطريق فعن زيد بن اثبت هنع هللا يضر أن النُّي ‪-‬‬
‫اَّلل امرأً ََِسع ِمنَّا ح ِديثًا فَح ِعظَو ح ََّّت يهبهلِّغَو َغيهره فَهر َّ ِ ِ ٍ‬
‫ب َحام ِ ف ْقو إِ َىل َم ْن ُى َو أَفْه َقوُ‬ ‫َ ُ َ َُ ُ ْ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬قال‪ « :‬نَضََّر َُّ ْ َ َ‬
‫س بَِع ِق ٍيو » "(‪.)1‬‬ ‫ِمْنو ور َّ ِ ِ ِ ٍ‬
‫ب َحام ف ْقو لَْي َ‬ ‫ُ َُ‬
‫قال القاضي الرامارملي‪" :‬وػلتم معناه وجاٌن‪:‬‬
‫أحدىا‪ :‬يكون ُب معىن ألبسو هللا النضرة‪ ،‬وىي احلسن وخلوص اللون‪ ،‬فيكون تقديره‪ :‬جّلو‬
‫هللا‪ ،‬وزيّنو‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن يكون ُب معىن أوصلو هللا إىل نضرة اجلنة‪ ،‬وىي نعمتاا ونضارهتا قال هللا عل وج ‪:‬‬
‫وى ِا ْم نَ ْ ِ ِ‬ ‫ف ُِب وج ِ‬
‫ضَرةً َو ُسُر ًورا﴾(‪.)3‬‬ ‫﴿ تَه ْع ِر ُ ُ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫َّاى ْم نَ ْ‬
‫﴿ولَق ُ‬
‫ضَرةَ النَّعيم ﴾ ‪ ،‬وقال‪َ :‬‬
‫وبعد‪ :‬فإن احلديث والبحث ُب السنة النبوية اببو عظيم كبًن‪ ،‬ورلالو متنوع‪ ،‬وقد كتبت ىذا‬
‫البحث ادلوسوم به)حجية السنة)‪ ،‬ورَست مناج سًنه ُب أربعة مباحث تضمن ك مبحث عدة مطالب‬
‫فكان على الوجو اآلٌب‪:‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف السنة لغة واصطالحاً‪ ،‬وعند ا﵀دثٌن واألصوليٌن والعقااء وأى‬
‫العقيدة‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام السنة من حيث ذاهتا‪.‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬عالقة السنة ابلقرآن الكرًن‪.‬‬
‫ادلبحث الرابع‪ :‬حجية السنة واحلث على التمسك هبا‪ ،‬وعدم سلالعتاا‪.‬‬
‫ونشرع فيو وعلى هللا نتوك وبو نستعٌن فنقول‪:‬‬

‫‪ -1‬أخرجو الرتمذي‪ُ ،34/5 :‬ب كتاب العلم‪ ،‬ابب ‪ 7‬ما جاء ُب احلث على تبليغ السماع‪ ،‬حديث رقم ‪ ،2658 – 2657‬قال‬
‫أبو عيسى ىذا حديث حسن صحيح‪ .‬وأخرجو ابن ماجو‪ُ ،99/1 :‬ب ادلقدمة ابب من بلغ علماً حديث رقم ‪ ،230‬والكعاية ُب‬
‫علم الرواية ‪ ،73 1 – 29‬والرتغيب والرتىيب‪ ،59/1 :‬حديث رقم‪ ،6 :‬وقال رواه البلار ِبسناد حسن‪ ،‬وصحيح ابن حبان‬
‫برتتيب ابن بلبان‪.268/1 :‬‬
‫‪ -2‬سورة ادلطععٌن‪ ،‬اآلية‪.24 :‬‬
‫‪ -3‬سورة اإلنسان‪ ،‬اآلية‪. 1 1 :‬‬
‫‪ -‬ا﵀دث العاص ‪.67 1 :‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ادلبحث األول‪ :‬تعريف السنة لغة واصطالحا‪ ،‬وعند احملدثني واألصوليني والفقهاء وأهل‬
‫العقيدة‪ ،‬وفيه مطلبان‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬تعريف السنة لغة واصطالحاً‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬السنة ُب اصطالح ا﵀دثٌن واألصوليٌن والعقااء وأى العقيدة‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬تعريف السنة لغة واصطالحا‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أول‪ :‬السنة لغة‪ :‬الطريقة‪ ،‬أو السًنة محيدة كانت أو ذميمة ‪ ،‬يقال‪ :‬سن الطريقة يسناا سناً‬
‫سارىا‪ ،‬وجاء ُب لسان العرب أن السنة‪ " :‬السًنة حسنة أو قبيحة"(‪ .)2‬فمن إطالقاا على السًنة‬
‫ك ِم ْن ُر ُسلِنَا ﴾(‪ ،)3‬قال األزىري‪" :‬السنة الطريقة‬ ‫احلسنة قول هللا تعاىل‪ُ ﴿ :‬سنَّةَ َم ْن قَ ْد أ َْر َسلْنَا قَهْبهلَ َ‬
‫ا﵀مودة ادلستقيمة؛ ولذلك قي ‪ :‬فالن من أى السنة‪ ،‬معناه‪ :‬من أى الطريقة ادلستقيمة ا﵀مودة"(‪،)4‬‬
‫وبذلك فاي إذا أطلقت تعين احلميدة‪ ،‬أما إذا قيدت فتتبع قيدىا‪.‬‬
‫َجُر َم ْن َع ِم َ ِهبَا بهَ ْع َدهُ‪ِ ،‬م ْن‬
‫َجُرَىا‪َ ،‬وأ ْ‬
‫وقولو‪ -‬تعاىل‪ « :-‬من س َّن ُِب ِْ ِ‬
‫اإل ْس َالم ُسنَّةً َح َسنَةً‪ ،‬فَهلَوُ أ ْ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْس َالم ُسنَّةً َسيّئَةً‪َ ،‬كا َن َعلَْيو ِوْزُرَىا َوِوْزُر َم ْن َعم َ هبَا‬ ‫ُجوِرِىم َايءٌ‪ ،‬وَم ْن َس َّن ُِب ِْ‬ ‫َغ ًِن أَ ْن يهْنه ُق ِ‬
‫ص م ْن أ ُ ْ ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ص م ْن أ َْوَزا ِرى ْم َا ْيءٌ» ‪.‬‬ ‫م ْن بهَ ْعده‪ ،‬م ْن َغ ًِْن أَ ْن يهَْنه ُق َ‬
‫(‪)5‬‬

‫ض‬‫ت ِم ْن قَهْبلِ ُك ْم ُسنَ ٌن فَ ِس ًُنوا ُِب األ َْر ِ‬ ‫قول هللا تعاىل‪ ﴿ :‬قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ومن إطالقاا على الشر‪ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن ﴾(‪.)6‬‬ ‫ف َكا َن َعاقبَةُ الْ ُم َك ّذبِ َ‬ ‫فَانْظُُروا َكْي َ‬
‫قال القرطُّي‪" :‬والسنن‪ :‬جع سنة وىي الطريق ادلستقيم‪ ،‬وفالن على السنة‪ ،‬أي‪ :‬على طريق‬
‫اَّلستواء َّل ؽلي إىل ايء من األىواء‪ ،‬والسنة‪ :‬اإلمام ادلتبع ادلؤًب بو‪ ،‬يقال‪ :‬سن فالن سنة حسنة‬
‫وسيئة‪ :‬إذا عم عمالً اقتدي بو فيو من خًن أو ار"(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬ادلصباح ادلنًن‪.445 :‬‬


‫‪ -2‬لسان العرب‪ .225/3 1 :‬وانظر‪ :‬اتج العروس‪.244/9 :‬‬
‫‪ -3‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.77 :‬‬
‫‪ -4‬اتج العروس ‪ ،244 – 243/9‬لسان العرب ‪.226/3 1‬‬
‫‪ -5‬أخرجو مسلم‪ُ ، 704 /2 :‬ب كتاب اللكاة‪ ،‬ابب احلث على الصدقة ولو بشق سبرة‪ ،‬أو كلمة طيبة وأهنا حجاب من النار‪،‬‬
‫حديث رقم ‪ ،7 01 1‬وابب‪ :‬من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إىل ىدى أو ضاللة‪ .‬وابن ماجو‪ُ ،74/1 :‬ب كتاب العلم‪،‬‬
‫ابب‪ :‬من سن سنة حسنة أو سيئة حديث رقم‪.203 :‬‬
‫‪ - 6‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.37 1 :‬‬

‫‪- 00 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌن ﴾(‪ .)2‬فسنة األولٌن‪ :‬عادة األولٌن ُب عذاب‬ ‫وقال تعاىل‪ ﴿ :‬إََِّّل أَ ْن ََتْتيَه ُا ْم ُسنَّةُ ْاأل ََّول َ‬
‫اَّلستئصال(‪ ،)3‬وقال اللجاج‪ " :‬أي معاينة العذاب "(‪.)4‬‬
‫ك الْ َكافُِرو َن ﴾(‪ .)5‬سنة هللا‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت ُِب ِعبَاده َو َخ ِسَر ُىنَال َ‬
‫وقولو ج اأنو‪ ﴿ :‬سنَّت َِّ‬
‫اَّلل الَِّيت قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫مصدر‪ ،‬ألن العرب تقول‪ :‬سن يسن سناً وسنة‪ ،‬أي‪ :‬سن هللا عل وج ُب الكعار أنو َّل ينععام اإلؽلان‬
‫إذا رأوا العذاب(‪.)6‬‬
‫وعن أيب سعيد اخلدري هنع هللا يضر عن النُّي ‪--‬قال‪" :‬لتتبعن سنن من كان قبلكم اربا بشرب‪،‬‬
‫وذراعاً بذراع حَّت لو دخلوا جحر ضب تبعتموىم! قلنا‪ :‬اي رسول هللا الياود والنصارى ؟ قال‪:‬‬
‫فمن"(‪.)7‬‬
‫اثنيا‪ :‬السنة اصطالحا‪:‬‬
‫استعملت السنة استعماَّلت كثًنة‪ ،‬حسب نوع العلم الذي يُستعم على ألسنة وأقالم‬
‫ادلشتغلٌن بو فيما بينام فك استعملاا ابدلعىن الذي يامو‪.‬‬
‫فكان منام من غايتو إثبات ك ما نق عن النُّي ‪--‬وتصحيحو ليقتدي بو‪ ،‬وىم ا﵀دثون‬
‫فرتاىم يبحثون ُب حديثو ‪ --‬من حيث كونو اإلمام اذلادي‪ ،‬والقدوة احلسنة لقولو تعاىل‪ ﴿ :‬لَ َق ْد‬
‫ُس َوةٌ َح َسنَةٌ ﴾(‪ ،)8‬فنقلوا عنو ‪--‬سًنتو‪ ،‬وخلقو‪ ،‬ومشائلو‪ ،‬وأخباره‪ ،‬وأقوالو‪،‬‬ ‫ول َِّ‬‫َكا َن لَ ُكم ُِب رس ِ‬
‫اَّلل أ ْ‬ ‫ْ َُ‬
‫وأفعالو‪.‬‬

‫‪ -1‬تعسًن القرطُّي‪.227/4 :‬‬


‫‪ -2‬سورة الكاف‪ ،‬من اآلية‪.55 :‬‬
‫‪ -3‬تعسًن القرطُّي ‪.0 1/1 1‬‬
‫‪ -4‬اتج العروس ‪.244/9‬‬
‫‪ -5‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.85 :‬‬
‫‪ -6‬تعسًن القرطُّي ‪.322/5 1‬‬
‫‪ -7‬البخاري مع فتح الباري‪ ،2 31/3 1 :‬كتاب اَّلعتصام‪ ،‬ابب‪ :‬قول النُّي ‪ ‬لتتبعن سنن من كان قبلكم‪ ،‬حديث رقم‪:‬‬
‫‪ ،7320‬ومسلم بشرح النووي‪ُ ،436/6 1 :‬ب كتاب العلم‪ ،‬ابب‪ :‬اتباع سنن الياود والنصارى‪ ،‬حديث‪ :‬رقم ‪.6723‬‬
‫‪ -8‬سورة األحلاب‪ ،‬اآلية‪. 21 :‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫وكان منام من ىدفو البحث عن اجلانب التشريعي فياا ليستنبط مناا األحكام‪ ،‬وىم علماء‬
‫أصول العقو‪ ،‬فيبحثون ُب حديث الرسول ‪--‬من حيث كونو ادلشرع الذي يضع القواعد للمجتادين‬
‫من بعده‪.‬‬
‫وأما عند علماء العقو فيبحثون عن ك ما ثبت عنو ‪--‬من أفعال العباد وجوابً‪ ،‬أو حرمة‪،‬‬
‫أو إابحة‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬السنة حسب اصطالح كل ف ٍن من‪" :‬احملدثني واألصوليني والفقهاء وأهل‬
‫العقيدة"‪:‬‬
‫أول‪ :‬السنة يف اصطالح احملدثني‪:‬‬
‫ىي ك ما أثر عن النُّي ‪ --‬من قول‪ ،‬أو فع ‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صعة ُخلقية أو َخ ْلقية‪ ،‬أو‬
‫سًنة‪ ،‬سواء أكان ذلك قب البعثة كتحنثو ُب غار حراء‪ ،‬أم بعدىا(‪.)1‬‬
‫ويراد بسًنتو قب البعثة(‪ :)2‬ربنثو ُب غار حراء‪ ،‬وأخالقو العاضلة كما اادت بذلك أم‬
‫ادلؤمنٌن خدغلة‪ -‬اهنع هللا يضر‪ -‬حيث قالت لو‪ " :‬كال وهللا َّل ؼلليك هللا أبدا‪ ،‬إنك لتص الرحم‪ ،‬وربم‬
‫ال َك ّ‪ ،‬وتكسب ادلعدوم‪ ،‬وتقري الضيف‪ ،‬وتعٌن على نوائب احلق"(‪.)3‬‬
‫وقد أورد السيوطي عن أمحد بن حنب ‪ " :‬السنة عندان آاثر رسول هللا ‪.)4(" ‬‬
‫اثنيا‪ :‬السنة يف اصطالح األصوليني‪:‬‬
‫ىي أقوالو ‪--‬وأفعالو‪ ،‬وتقريراتو‪ ،‬وطريقتو‪ ،‬وطريقة أصحابو‪ ،‬وأقواذلم‪.‬‬
‫فقد عرفاا اآلمدي بقولو‪" :‬وقد تطلق على ما صدر عن النُّي ‪ --‬من األدلة الشرعية شلا‬
‫ليس دبتلو وَّل ىو معجل‪ ،‬وَّل داخ ُب ادلعجل‪ ،‬ويدخ ُب ذلك أقوال النُّي ‪ --‬وأفعالو‪،‬‬
‫وتقاريره"(‪ ،)5‬فقد نص على أن السنة ىي األقوال واألفعال والتقريرات‪.‬‬

‫‪ -1‬توجيو النظر لطاىر اجللائري‪ :‬ص ‪ ،2‬وقواعد التحديث للقاَسي‪ :‬ص ‪ ،38 - 35‬والسنة قب التدوين ﵀مد عجاج اخلطيب‪:‬‬
‫ص ‪ ،6 1‬والسنة ومكانتاا للسباعي‪.47 /1 :‬‬
‫‪ -2‬انظر‪ :‬جاود ا﵀دثٌن ُب نقد منت احلديث النبوي الشريف ‪.60‬‬
‫‪ -3‬البخاري مع فتح الباري‪ ،30/1 :‬كتاب بدء الوحي ابب ‪ 3‬حديث رقم ‪.3‬‬
‫‪ -4‬معتاح اجلنة ُب اَّلحتجاج ابلسنة‪.66 :‬‬
‫‪ -5‬اإلحكام ُب أصول األحكام لآلمدي‪.45 1/1 :‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫وُب ادلوافقات للشاطُّي‪" :‬يطلق لعظ السنة على ما جاء منقوَّل عن النُّي ‪ --‬على‬
‫اخلصوص شلا ْم ينص عليو ُب الكتاب العليل‪ ،‬ب إظلا نص عليو من جاتو عليو الصالة والسالم كان‬
‫بياان دلا ُب الكتاب أو َّل "(‪.)1‬‬
‫وعرفاا الشوكاين أيضا بقولو‪" :‬وأما معناىا ارعاً أي‪ُ :‬ب اصطالح أى الشرع فاي قول النُّي‬
‫‪ ،--‬وفعلو‪ ،‬وتقريره "(‪.)2‬‬
‫وقد جاءت تعريعات للسنة عند علماء األصول بصيغ متعددة‪ ،‬إَّل أهنا دبعىن و ٍ‬
‫احد َّل َؼلرج‬
‫عما ذكرتُو آنعاً‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬السنة يف اصطالح الفقهاء‪:‬‬
‫وىم الذين يبحثون فياا ليعطوا أفعال العباد ما تستحق من حكم‪ ،‬سواء كان احلكم واجباً أو‬
‫زلرماً أو مباحاً أو مندوابً أو مكروىاً‪.‬‬
‫وقد تطلق السنة عند العقااء ُب مقاب البدعة‪ ،‬فيقال‪ :‬فالن على السنة إذا عم على وفق‬
‫ما عم عليو النُّي ‪--‬كان ذلك شلا نص عليو ُب الكتاب أو َّل(‪.)3‬‬
‫وأورد الشوكاين تعريعاا عند العقااء بقولو‪" :‬وأما ُب عرف أى العقو فإظلا يطلقوهنا على ما‬
‫ليس بواجب وتطلق على ما يقاب البدعة كقوذلم فالن من أى السنة"‪ ،‬وقي ‪ :‬ىي ُب العبادات‬
‫النافلة‪ ،‬وُب األدلة ما صدر عن النُّي ‪ --‬من غًن القرآن من قول أو فع أو تقرير(‪.)4‬‬
‫فاي ك ما ثبت عن النُّي ‪--‬وْم يكن من ابب العرض وَّل الواجب‪ ،‬فاي الطريقة ادلتبعة‬
‫ُب الدين من غًن افرتاض وَّل وجوب(‪.)5‬‬
‫رابعا‪ :‬السنة يف اصطالح علماء العقيدة‪:‬‬
‫السنة ُب اصطالح علماء العقيدة والوعظ واإلرااد ىي‪" :‬ما وافقت الكتاب واحلديث‬
‫وإجاع سلف األمة من اَّلعتقادات والعبادات‪ ،‬وتقابلاا البدعة "(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬ادلوافقات للشاطُّي‪.2/4 :‬‬


‫‪ -2‬إرااد العحول ‪.33/1‬‬
‫‪ -3‬ادلوافقات‪.2/4 :‬‬
‫‪ -4‬إرااد العحول‪.33 :‬‬
‫‪ -5‬السنة قب التدوين‪.8 1 :‬‬
‫‪ -6‬جاود ا﵀دثٌن ُب نقد منت احلديث النبوي الشريف ‪.64‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬أقسام السنة من حيث ذاهتا‪ ،‬وفيه مطالب‪:‬‬


‫ادلطلب األول‪ :‬السنة القولية‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬السنة الععلية‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬السنة التقريرية‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬السنة القولية‪:‬‬
‫ادلراد ابلسنة القولية‪ :‬أقوال النُّي‪--‬وىي من صريح السنة؛ وحلكمة أرادىا هللا عرب ُب‬
‫القرآن ابلنطق‪ ،‬ويراد بو القول ُب قولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وَما يهَْن ِط ُق َع ِن ا ْذلََوى (‪ )3‬إِ ْن ُى َو إََِّّل َو ْح ٌي‬
‫وحى ﴾(‪.)1‬‬
‫يُ َ‬
‫وجاء ُب أصول علم احلديث‪" :‬فكأين ابلكتاب العليل يعتح عيون ادلسلمٌن على أعلية الكلمة‬
‫فاي َّل تق عن العع قيمة إن ْم نق تسبقو زمناً "‪.‬‬
‫ٍب قال‪ :‬فلم يق القرآن وما يعم عن اذلوى؛ وإظلا قال‪ :‬ما ينطق‪ ،‬أي ما يقول(‪.)2‬‬
‫فالسنة القولية ىي أحاديثو ‪--‬اليت قاذلا ُب سلتلف األغراض وادلناسبات وترتب على ذلك‬
‫حكم ارعي(‪.)3‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك قولو عليو الصالة والسالم‪" :‬من قام رمضان إؽلاان واحتساابً غعر لو ما‬
‫تقدم من ذنبو"(‪.)4‬‬
‫وقولو‪" :‬نضر هللا امرأ َسع منا حديثا فحعظو حَّت يبلغو‪ ،‬فرب حام فقو إىل من ىو أفقو‬
‫منو‪ ،‬أو رب حام فقو ليس بعقيو"(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬سورة النجم‪ ،‬آية‪.4 ،3 :‬‬


‫‪ -2‬أصول علم احلديث بٌن ادلناج وادلصطلح‪ :‬صه‪.42 1 – 41 1‬‬
‫‪ -3‬السنة قب التدوين‪ :‬ص‪ ،6 1‬وانظر‪ :‬حبوث ُب السنة ادلطارة‪.50/1 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو البخاري‪ُ ،44 /3 :‬ب كتاب صالة الرتاويح‪ ،‬ابب فض من قام رمضان‪ ،‬حديث رقم‪ ،2009 -2008 :‬ومسلم‪:‬‬
‫‪ُ ،523 /1‬ب كتاب صالة ادلسافرين وقصرىا‪ ،‬ابب الرتغيب ُب قيام رمضان‪ ،‬حديث رقم‪.759 – 73 1 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو أبو داوود‪ُ ، 501 /5 :‬ب كتاب العلم‪ ،‬ابب فض نشر العلم‪ ،‬حديث رقم‪ ،3660 :‬وابن ماجو‪ ،83 /1 :‬ابب من‬
‫بلغ علما‪ ،‬حديث رقم‪ ،230 :‬والرتمذي‪ُ ، 33 /5 :‬ب أبواب العلم‪ ،‬ابب ما جاء ُب احلث على تبليغ السماع‪ ،‬حديث رقم‪:‬‬
‫‪ ،2656‬وقال‪« :‬حديث حسن»‪ .‬وتقدم ُب‪( :‬ص‪ )03/‬بلعظ مقارب‪.‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫وقولو ‪ُ --‬ب زكاة اللرع‪" :‬فيما سقت السماء والعيون أو كان عثرايً(‪ )1‬العشر‪ ،‬وما سقي‬
‫ابلنضح نصف العشر"(‪.)2‬‬
‫وقولو ‪ُ --‬ب ماء البحر‪ " :‬ىو الطاور ماؤه احل ميتتو"(‪.)3‬‬
‫وقول النُّي ‪" :--‬ليبلغ الشاىد الغائب"(‪ ،)4‬وقال أيضاً‪" :‬تسمعون ويسمع منكم ويسمع‬
‫شلن َسع منكم"(‪.)5‬‬
‫فاحلديث ادلسموع ىو كالم وأقوال‪ ،‬وىذا احلديث وغًنه من األدلة الصحيحة اليت تقرر أبن‬
‫القول لو مكانتو ادلرموقة ذبعلو يكم عناصر السنة اليت لن يستقيم الدين إَّل ابجتماعاا كلاا‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬السنة الفعلية‪:‬‬
‫وأما السنة الععلية فاي اليت نقلاا إلينا الصحابة‪ ،‬مث نق صعة وضوء النُّي ‪--‬وصعة‬
‫غسلو وأدائو الصلوات اخلمس هبيئاهتا وأركاهنا‪ ،‬ومث أدائو ‪ --‬مناسك احلج وقضائو ابليمٌن‬
‫والشاىد(‪.)6‬‬
‫ومن أمثلة أفعالو ‪--‬ما رواه الصحابة ُب خروج النُّي ‪--‬ك عيد إىل ادلصلى ليصلي‬
‫هبم العيد‪ ،‬وأنو كان ؼلطبام بغًن منرب‪ ،‬وُب بعض الرواايت أنو‪ " :‬خطب يوم عيد على رجليو "‪ ،‬وأنو‬
‫كان يلورىم ُب دورىم‪ ،‬ويعود مرضاىم‪ ،‬ويشاد جنائلىم‪ ،‬وضلو ذلك(‪.)7‬‬
‫أما أنواع فعلو ‪ --‬فتنقسم إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬العثري‪ :‬ما امتدت عروقو فضرب ُب هنر أو مستنقع من غًن سقي‪.‬‬


‫‪ -2‬أخرجو البخاري‪ُ ،26 1 /2 :‬ب كتاب اللكاة‪ ،‬ابب العشر فيما يسقى من ماء السماء وابدلاء اجلاري حديث رقم‪،483 1 :‬‬
‫ومسلم ُب كتاب اللكاة ابب ما فيو العشر أو نصف العشر حديث رقم ‪ 2269‬ج‪.57/7‬‬
‫‪ -3‬أبو داوود‪ :‬كتاب الطاارة‪ ،‬ابب الوضوء دباء البحر‪ ،4 1/1 :‬والرتمذي ابب ‪ 52‬ج‪ 00 1/1‬حديث رقم ‪ 69‬وقال حديث‬
‫حسن صحيح‪ ،‬وأخرجو النسائي ‪ ،50/1‬وابن ماجو ‪.47 1/1‬‬
‫‪ -4‬فتح الباري ُب كتاب ادلغازي‪ :‬ابب قصة وقد طيّئ حديث رقم ‪ 4406‬ج‪ ، 1 71/7‬ومسلم ُب كتاب القسامة ابب تغليط‬
‫ربرًن الدماء واألغراض واألموال حديث رقم ‪ 4359‬ج‪. 71 1/1 1‬‬
‫‪ -5‬أبو داوود‪ ،26 1/2 :‬وا﵀دث العاص ‪ ،64 1 :‬وجامع بيان العلم‪.459 :‬‬
‫‪ -6‬أخرجو مسلم‪ُ ،337 1 /3 :‬ب كتاب األقضية‪ ،‬ابب القضاء ابليمٌن والشاىد‪ ،‬واحلديث من حديث ابن عباس أن رسول هللا‬
‫هللا ‪" :‬قضى بيمٌن وااىد" حديث رقم‪ ،2 71 1 :‬وأمحد ُب ادلسند ‪ 9 1 1/5‬حديث رقم ‪.2967‬‬
‫‪ -7‬فتح الباري ‪ 520/2‬كتاب العيدين ابب اخلروج إىل ادلصلى بغًن منرب حديث رقم ‪ ،956‬وينظر إعالم ادلوقعٌن َّلبن القيم‪:‬‬
‫‪ 367/2‬بتصرف‪.‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫أوَّل‪ :‬اجلبلي كاحلركة والسكون واألك والشرب‪ ،‬وىذا ليس مصدراً تشريعياً؛ ألنو يصدر عنو‬
‫حبكم طبيعتو؛ ابعتباره إنساانً ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬أفعال خاصة بو مث التلوج أبكثر من أربع نسوة‪ ،‬وكوجوب التاجد عليو‪.--‬‬
‫اثلثا‪ :‬ما ليس خاصاً ابلرسول ‪--‬من األفعال التشريعية‪ ،‬وىو إما أن يكون مبيناً للقرآن‬
‫فحكمو حكم ما بينو‪ ،‬وإما أن يكون صدر عن الرسول ‪ --‬ابتداء فيعرتيو الوجوب والندب‬
‫واإلابحة‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أفعال صدرت عن الرسول ‪--‬دبقتضى رسالتو‪ ،‬وتشم ك ما أمر بو وما هنى عنو‬
‫من العبادات وادلعامالت واألخالق‪ ،‬وىي تشريع عام ينبغي على ك مكلف اَّلقتداء بو فياا(‪.)1‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬السنة التقريرية‪:‬‬
‫ىي ما أقره الرسول ‪--‬من أفعال صدرت عن بعض الصحابة‪ ،‬وعلم هبا‪ ،‬وكان قادراً على‬
‫اإلنكار وْم ينكر‪ ،‬أو بسكوت منو‪ ،‬أو دبوافقتو وإظاار استحسانو وَتييده‪ ،‬فيعترب ىذا اإلقرار من سنتو‬
‫‪--‬واإلقرار على ضربٌن‪ :‬إقرار على العع ‪ ،‬وإقرار على احلكم‪.‬‬
‫أوَّلً‪ :‬مثال اإلقرار على العع ‪:‬‬
‫عن أيب سعيد اخلدري ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬أنو خرج رجالن ُب سعر‪ ،‬فحضرت الصالة وليس معاما‬
‫ماءٌ‪ ،‬فتيمما صعيداً طيباً‪ ،‬فصليا‪ٍ ،‬ب وجدا ادلاء ُب الوقت‪ ،‬فأعاد أحدعلا الصالة وْم يعد اآلخر‪ٍ ،‬ب أتيا‬
‫ال لِلَّ ِذي‬
‫ك»‪َ .‬وقَ َ‬
‫ص َالتُ َ‬
‫ك َ‬
‫َجَلأَتْ َ‬
‫ت ال َسنَّةَ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َصْب َ‬
‫ِ‬
‫رسول هللا ‪--‬فذكرا ذلك لو‪ ،‬فقال للذي ْم يُعد‪ « :‬أ َ‬
‫َجر َمَّرتَه ْ ِ‬
‫ٌن»(‪.)2‬‬ ‫ضأَ َوأ ََع َاد‪« :‬لَ َ‬
‫ك ْاأل ْ ُ‬ ‫تَه َو َّ‬
‫ومثالو أيضا قول الراوي‪" :‬فذكر ذلك للنُّي ‪ --‬فلم يعنف أحداً منام"‪ ،‬وذلك ُب‬
‫حديث‪َّ" :‬ل يصلٌن أحد العصر إَّل ُب بين قريظة"(‪ ،)3‬بعد أن علم النُّي ‪ --‬أن من الصحابة من‬

‫‪ -1‬أصول العقو لبدران أبو العينٌن بدران‪ ،07 1 – 06 1 :‬وانظر‪ :‬أصول العقو عبد السالم أبو انجي‪.208 – 207 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو أبو داوود‪ُ ،93 /1 :‬ب كتاب الطاارة‪ ،‬ابب ُب التيمم غلد ادلاء بعدما يصلي ُب الوقت‪ ،‬حديث رقم‪،338 :‬‬
‫والنسائي‪ُ ، 3 21 /1 :‬ب كتاب الغس ابب التيمم دلن ْم غلد ادلاء بعد الصالة‪ ،‬حديث رقم‪ ،433 :‬و احلاكم ُب ادلستدرك‪/1 :‬‬
‫‪ ،286‬حديث رقم‪ 632 :‬وقال‪ « :‬ىذا حديث صحيح على ارط الشيخٌن‪ ،‬فإن عبد هللا بن انفع ثقة » وقد وص ىذا اإلسناد‬
‫عن الليث وقد أرسلو غًنه‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجو البخاري‪ُ ،51/2 :‬ب كتاب ادلغازي‪ ،‬ابب‪ :‬مرجع النُّي ‪ ‬من األحلاب حديث رقم‪ ،946 :‬ومسلم‪، 391 1 /3 :‬‬
‫‪ُ ،‬ب كتاب اجلااد‪ ،‬ابب‪ :‬ادلبادرة ابلغلوة حديث رقم حديث رقم‪ .770 1 :‬ولعظ حديث مسلم‪" :‬أن َّل يصلٌن أحد الظار إَّل ُب‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫صلى ُب بين قريظة‪ ،‬ومنام من صلى ُب الطريق‪.‬فعدم تعنيف واحد منام إقرار ذلم جيعاً على ما فعلوا‪،‬‬
‫ورسول هللا ‪َّ--‬ل يقر على ابط ‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬مثال اإلقرار على احلكم‪:‬‬
‫ومثالو إقراره ‪ --‬ااادة ُرلَِّلز ادلدجلي(‪ )1‬على أبوة زيد ألسامة لشبااما بقولو‪" :‬إن ىذه‬
‫األقدام بعضاا من بعض"(‪ ،)2‬وكانت اجلاىلية تقدح ُب نسب أسامة؛ لكونو أسود اديد السواد‪،‬وكان‬
‫زيد أبيض‪ ،‬فلما قضى القائف ِبحلاق نسبو مع اختالف اللون وكانت اجلاىلية تعتمد قول القائف‪،‬‬
‫فرح النُّي ‪ --‬لكونو زاجراً ذلم عن الطعن ُب النسب(‪ ،)3‬فكان إقراراً منو ‪ --‬على حكم القائف‪.‬‬
‫ومثالو أيضا قول الراوي ُب احلديث‪" :‬فضحك رسول هللا ‪ ،--‬وْم يق ايئاً"(‪ )4‬وذلك‬
‫عقب قول عمرو بن العاص وقد صلى أبصحابو ابلتيمم جنبا‪" :‬إين َسعت هللا يقول‪َ ﴿ :‬وََّل تَه ْقتُهلُوا‬
‫يما﴾(‪.)5‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَنْه ُع َس ُك ْم إِ َّن َّ‬
‫اَّللَ َكا َن ب ُك ْم َرح ً‬
‫ومنو إقراره ‪ --‬لطريقو معاذ بن جب ُب القضاء حينما بعثو إىل اليمن إذ قال لو‪ " :‬كيف‬
‫تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال‪ :‬أقضي بكتاب هللا‪ ،‬قال‪ :‬فإن ْم ذبد ُب كتاب هللا؟ قال‪ :‬فبسنة‬
‫رسول هللا ‪--‬قال‪ :‬فإذ ْم ذبد ُب سنة رسول هللا ‪ --‬وَّل ُب كتاب هللا؟ قال‪ :‬أجتاد رأيي وَّل‬

‫بين قريظة "‪ ،‬وجع بعضام بٌن الروايتٌن ُب كوهنا الظار والعصر‪ ،‬على أن ىذا األمر كان بعد دخول وقت الظار‪ ،‬وقد صلى الظار‬
‫ابدلدينة بعضام دون بعض‪ ،‬فقي للذين ْم يصلوا الظار َّل تصلو الظار إَّل ُب بين قريظة‪ ،‬وللذين صلوا ابدلدينة َّل تصلوا العصر إَّل‬
‫ُب بين قريظة"‪ .‬انظر‪ :‬ارح النووي على صحيح مسلم ‪ ، 371/2 1‬وفتح الباري ‪.473- 471/7‬‬
‫‪ُ -1‬رلَِّلز‪ :‬دبيم مضمومة ٍب جيم معتوحة ٍب زاي مشددة مكسورة ٍب زاي أخرى‪ ،‬و ُم ْدلِج‪ :‬بضم ادليم وإسكان الدال وكسر الالم‪.‬‬
‫انظر‪ :‬ارح النووي‪.40 /0 1 :‬‬
‫‪ -2‬أخرجو البخاري‪ُ ،57 1 /8 :‬ب كتاب العرائض‪ ،‬ابب‪ :‬القائف‪ ،‬حديث رقم‪ ، 6771 :‬ومسلم‪ُ ، 081 1 /2 :‬ب كتاب‬
‫الرضاع‪ ،‬ابب‪ :‬العم ِبحلاق القائف الولد حديث رقم‪ .459 1 :‬وانظر‪ :‬فتح الباري‪ ،57/2 1 :‬وارح النووي‪.283/0 1 :‬‬
‫‪ -3‬ارح النووي على مسلم‪.283/0 1 :‬‬
‫‪ -4‬أخرجو أبو داوود‪ُ ،92 /1 :‬ب كتاب الطاارة‪ ،‬ابب إذا خاف اجلنب الربد أيتيمم؟ حديث رقم ‪.334‬‬
‫‪ -5‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.29 :‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫آلو‪ ،‬فضرب رسول هللا ‪ --‬صدره وقال‪ :‬احلمد ﵁ الذي وفق رسول رسول هللا ‪ --‬دلا يرضى‬
‫رسول هللا ‪.)1(--‬‬
‫فالسنة التقريرية‪ :‬ىي ك ما أقره الرسول ‪ ،--‬أو أيّده‪ ،‬أو رضيو‪ ،‬أو استحسنو‪ ،‬أو استبشر‬
‫بو‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬فأقسام السنة كلاا حجة ػلتج هبا على ثبوت األحكام الشرعية للعصمة‪ ،‬أي‪ :‬لثبوت‬
‫العصمة للنُّي ‪ --‬ولسائر األنبياء صلوات هللا وسالمو عليام أجعٌن(‪.)3‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬عالقة السنة ابلقرآن الكرًن‪:‬‬
‫السنة النبوية‪ :‬ىي ادلصدر الثاين ذلذا الدين ُب التشريع واألحكام‪ ،‬فالقرآن أمر ابلصالة واللكاة‬
‫واحلج أمراً عاماً دون تعصي جللئيات ك ركن من األركان‪ ،‬فجاءت السنة ُمبيِّنةً مواقيت الصالة‬
‫ادلعروضة‪ ،‬وعدد ركعاهتا‪ ،‬وكيعية أدائاا‪ ،‬وكذلك اللكاة تك ّعلت السنة ببيان مقاديرىا وأنصبتاا وأنواعاا‪،‬‬
‫كما تكعلت أيضاً ببيان مناسك احلج وكيعية أدائو قوَّل وعمال‪ ،‬قال اإلمام الشافعي رمحو هللا‪ " :‬جيع‬
‫ما تقولو األمة ارح للسنة‪ ،‬وجيع السنة ارح للقرآن"(‪.)4‬‬
‫وقال القرطُّي ُب تعسًنه‪" :‬فصار الكتاب أصال‪ ،‬والسنة لو بياانً‪ ،‬واستنباط العلماء لو إيضاحاً‬
‫وتبياانً"(‪.)5‬‬
‫فليس ىناك سنة تعارض حكما قرآنياً ألبتَّةَ؛ ب إنو من ادلستحي أن يوجد حديث يعارض‬
‫موضحةً‪،‬‬ ‫أحكام القرآن اخلاصة‪ ،‬أو قواعده العامة‪ ،‬فال ؼللو حاذلا إما أن تكون مؤّكِد ًة‪ ،‬أو مبيِّنةً‪ ،‬أو ِّ‬
‫انسخةً دلا ُب القرآن‪ ،‬مصداق ذلك قولو تعاىل‪ ﴿ :‬وأَنْهللْنا إِلَي ِ ِ‬ ‫سلصصةً‪ ،‬أو مقيِدةً‪ ،‬أو ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ال ّذ ْكَر لتُهبَهِّ َ‬
‫ٌن‬ ‫َ ََ ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫أو ّ‬
‫لِلن ِ‬
‫َّاس َما نهُِّلَل إِلَْي ِا ْم ﴾(‪ )6‬وقد تكون مستقلة ابلتشريع‪.‬‬

‫‪ -1‬أخرجو أبو داود‪ُ ،303 /3 :‬ب كتاب األقضية‪ ،‬ابب‪ :‬اجتااد الرأي ُب القضاء‪ ،‬حديث رقم‪ ،3592 :‬والرتمذي‪،608 /3 :‬‬
‫ُب كتاب األحكام‪ ،‬ابب ما جاء ُب القاضي كيف يقضي‪ ،‬حديث رقم‪ ،327 1 :‬وقال‪ :‬ليس إسناده عندي دبتص ‪ ،‬واحلديث فيو‬
‫مقال عند أى العلم‪ ،‬ورجح ابن القيم احلديث‪ ،‬وصححو‪ .‬انظر‪ :‬إعالم ادلوقعٌن‪.76 1 – 75 1/1 :‬‬
‫‪ -2‬أي‪ :‬األقوال واألفعال والتقريرات‪ ،‬فال يتوىم دخول احلديث الضعيف ُب كالمو انظر‪ :‬اَّلذباىات العامة لالجتااد‪ :‬ص‪.9‬‬
‫‪ -3‬ارح الكوكب ادلنًن‪.67 1/2 :‬‬
‫‪ -4‬ينظر‪ :‬الربىان ُب علوم القرآن‪ ،6/1 :‬واحلاوي للسيوطى‪. 51 1 /2 :‬‬
‫‪ -5‬تعسًن القرطُّي ‪ُ 4 1/1‬ب ادلقدمة‪.‬‬
‫‪ -6‬سورة النح ‪ ،‬اآلية‪.44 :‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫وفيما يٌب نذكر ايئا سلتصراً عن عالقة السنة ابلقرآن الكرًن‪:‬‬


‫أوَّلً‪ :‬أن تكون مؤكدة للقرآن‪:‬‬
‫وذلك مث قولو تعاىل‪ ﴿ :‬ايأَيهَاا الَّ ِذين آمنُوا ََّل ََتْ ُكلُوا أَموالَ ُكم بهيهنَ ُكم ِابلْب ِ‬
‫اط ِ إََِّّل أَ ْن تَ ُكو َن‬ ‫ْ َ ْ َْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض ِمْن ُك ْم﴾(‪ )1‬فأيدت السنة ىذا احلكم‪ ،‬ودعمتو بقولو ‪ََّ" :--‬ل َػل َ َّل ْمرئ أَ ْن َي ُخ َذ‬
‫ِ‬ ‫ِذبَ َارةً َع ْن تَهَر ٍ‬
‫ال أ َِخ ِيو بِغَ ًِْن َح ِّق ِو"(‪ ،)2‬فإن ىذا احلديث يؤكد الناي الوارد ُب اآلية‪.‬‬ ‫َم َ‬
‫اثنيا‪ :‬أن تكون مبينة للقرآن‪:‬‬
‫َّاس َما نهُِّلَل إِلَْي ِا ْم ﴾(‪ )3‬فتأٌب السنة مبينة‬ ‫ٌن لِلن ِ‬ ‫وذلك لقولو تعاىل‪ ﴿ :‬وأَنْهللْنا إِلَي ِ ِ‬
‫ك ال ّذ ْكَر لتُهبَهِّ َ‬
‫َ ََ ْ َ‬
‫حلكم ورد رلمالً ُب القرآن الكرًن مث الصالة واحلج فإن القرآن أمر ابلصالة على وجو اإلجال ُب قولو‬
‫تعاىل‪ ﴿ :‬وأقيموا الصالة ﴾(‪ )4‬فبينت السنة كيعية الصالة من ركوع وسجود‪ ،‬وذلك ُب قولو ‪:--‬‬
‫ت‬ ‫َّاس ِح َج الْبهي ِ‬
‫َْ‬ ‫"صلوا كما رأيتموين أصلى"(‪ ،)5‬وأمر تعاىل ابحلج رلمال ُب قولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وََِّّللِ َعلَى الن ِ‬
‫ِ‬ ‫اع إِلَْي ِو َسبِ ًيال ﴾ ‪ ،‬فجاءت السنة مبيِّنةً‬
‫(‪)6‬‬
‫ومعصلةً ذلك بقولو ‪" :--‬لتأخذوا‬ ‫ّ‬ ‫استَطَ َ‬‫َم ِن ْ‬
‫مناسككم"(‪.)7‬‬
‫اثلثا‪ :‬أن تكون السنة موضحة دلشك القرآن‪:‬‬
‫َّ ِ‬
‫ك َذلُُم ْاأل َْم ُن َوُى ْم‬ ‫ين َآمنُوا َوَْمْ يهَْلبِ ُسوا إِؽلَانهَ ُا ْم بِظُْل ٍم أُولَئِ َ‬ ‫كما ُب قولو تعاىل‪ ﴿ :‬الذ َ‬
‫ُم ْاتَ ُدو َن﴾(‪ )8‬فلما نللت ىذه اآلية قال أصحاب رسول هللا ‪" :--‬وأينا ْم يظلم؟!"(‪ ،)9‬فنللت ﴿ إِ َّن‬

‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬من اآلية‪.29 :‬‬


‫‪ -2‬مسند اإلمام أمحد ط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ .8 1 /39 :‬حديث رقم‪.23605 :‬‬
‫‪ -3‬سورة النح ‪ ،‬اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ -4‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ -5‬أخرجو البخاري‪ُ ،226/1 :‬ب كتاب اآلذان‪ ،‬ابب‪ :‬اآلذان للمسافرين إذا كانوا جاعة حديث رقم ‪ ،605‬وينظر فتح الباري‪:‬‬
‫الباري‪.32 1 – 31 1/2 :‬‬
‫‪ -6‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.97 :‬‬
‫‪ -7‬أخرجو مسلم ‪ُ ،274 /8‬ب كتاب احلج‪ ،‬ابب‪ :‬استحباب رمي جرة العقبة يوم النحر راكباً‪ ،‬حديث رقم ‪.3197‬‬
‫‪ -8‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.82 :‬‬
‫‪ -9‬أخرجو البخاري‪ ،694 1/4 :‬حديث رقم‪ ،4353 :‬كتاب اإلؽلان‪ ،‬ابب ظلم دون ظلم‪ ،‬وينظر‪ :‬فتح الباري‪.109/1 :‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫الش ْرَك لَظُْل ٌم َع ِظ ٌيم ﴾ فوضح عليو الصالة والسالم الظلم‪َّ ،‬‬ ‫إِ َّن ِّ‬
‫(‪)1‬‬
‫وبٌن أنو ليس على عمومو‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫"ليس بذاك إظلا ىو الشرك"(‪.)2‬‬
‫َس َوِد ِم َن‬ ‫ط ْاألَبهيض ِمن ْ ِ‬
‫اخلَْيط ْاأل ْ‬ ‫اخلَْي ُ َْ ُ َ‬ ‫ٌن لَ ُك ُم ْ‬ ‫وقولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وُكلُوا َوا ْاَربُوا َح ََّّت يهَتَهبَه َّ َ‬
‫الْ َع ْج ِر ﴾(‪ )3‬فقد فسر عليو الصالة السالم اخليط األبيض ببياض الناار‪ ،‬واخليط األسود بسواد اللي ‪،‬‬
‫َّاا ِر ِم ْن َس َو ِاد اللَّْي ِ »(‪.)4‬‬ ‫َّب‪ « :--‬إَِّظلَا ذَ َاك بهَيَ ُ‬
‫اض النه َ‬ ‫ال ِىل النِ َ‬ ‫فعن عدى بن حاًب قال‪ ... :‬قَ َ‬
‫رابعا‪ :‬أن تكون سلصصة للقرآن‪:‬‬
‫خصصت السنة‬ ‫قد يٌب ُب القرآن األمر عاماً‪ ،‬ويٌب ُب السنة ما ؼلصص ىذا العموم‪ ،‬حيث َّ‬
‫نت أن اَّلبن القات َّل حظ‬ ‫ِ (‪)5‬‬
‫ٌن ﴾ ‪ ،‬وبيَّ ْ‬ ‫لذ َك ِر ِمثْ ُ َح ِّ‬
‫ظ ْاألُنْهثهَيَه ْ‬ ‫اَّلل ُِب أ َْوََّل ِد ُكم لِ َّ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫قولو تعاىل‪ ﴿ :‬يُوصي ُك ُم َُّ‬
‫لو ُب ادلًناث؛ لقولو‪َّ" :--‬ل يرث القات "(‪ ،)6‬وُب قولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وأ ُِح َّ لَ ُك ْم َما َوَراءَ ذَلِ ُك ْم ﴾(‪ )7‬بعد‬
‫بعد أن ذكر هللا ا﵀رمات من النساء جاءت السنة‪ ،‬فخصصت ىذه اآلية بقولو ‪َّ" :--‬ل غلمع بٌن‬
‫ادلرأة وعمتاا وَّل بٌن ادلرأة وخالتاا" ‪ ،‬وحرم القرآن على ادلسلمٌن ادليتة والدم‪ ،‬قال تعاىل‪ُ ﴿ :‬حِّرَم ْ‬
‫(‪)8‬‬
‫ت‬

‫‪ -1‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية ‪.3 1‬‬


‫‪ -2‬أخرجو البخاري‪ُ ،262 1 /3 :‬ب كتاب األنبياء‪ ،‬ابب قول هللا تعاىل‪ { :‬ولقد آتينا لقمان احلكمة أن ااكر ﵁ } حديث‬
‫رقم‪ .3246 :‬وينظر‪ :‬فتح الباري‪ُ 44 1/8 :‬ب كتاب التعسًن‪ ،‬ابب ﴿ َوَْمْ يَهلْبِ ُسوا إِؽلَانَه ُا ْم بِظُلْ ٍم [األنعام‪ ﴾ ]82 :‬حديث رقم‬
‫‪.4629‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة ن اآلية ‪.87 1‬‬
‫يسى َى َذا َح ِد ٌ‬
‫يث‬ ‫ِ‬
‫ال أَبُو ع َ‬
‫‪ -4‬أخرجو الرتمذي‪ُ ، 1 21/5 :‬ب كتاب تعسًن القرآن‪ ،‬ابب سورة البقرة حديث رقم‪ ،2970 :‬قَ َ‬
‫يح‪.‬‬ ‫ح سن ِ‬
‫صح ٌ‬ ‫َ ٌَ َ‬
‫‪ -5‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪. 1 1‬‬
‫‪ -6‬أخرجو الرتمذي‪ُ ،425/4 :‬ب كتاب العرائض‪ ،‬ابب ‪ 7 1‬ما جاء ُب إبطال مًناث القات حديث رقم ‪ ،09 21‬وابن ماجو‪:‬‬
‫ماجو‪ُ ،883/2 :‬ب كتاب الدايت ابب ‪ 4 1‬القات َّل يرث‪.‬‬
‫‪ -7‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫‪ -8‬أخرجو البخاري‪ُ ،965 1 /5 :‬ب كتاب النكاح‪ ،‬ابب‪َّ :‬ل تنكح ادلرأة على عمتاا حديث رقم‪ ،4820 :‬ومسلم‪93 1/9 :‬‬
‫‪ُ 93‬ب كتاب النكاح‪ ،‬ابب اجلمع بٌن ادلرأة وعمتاا حديث رقم ‪ ،3422‬وادلوطأ ص‪ُ ،325‬ب كتاب النكاح‪ ،‬ابب‪ :‬ما َّل غلمع‬
‫بينو من النساء حديث رقم ‪ ،1129‬وينظر‪ :‬فتح الباري‪ ،64/9 :‬كتاب النكاح‪ ،‬ابب‪َّ :‬ل تنكح ادلرأة على عمتاا‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫َّم ﴾(‪ )1‬فبينت السنة أن ىناك زبصيصاً لآلية بقولو ‪ " :--‬أحلت لنا ميتتان‬ ‫َعلَْي ُك ُم الْ َمْيهتَةُ َوالد ُ‬
‫ودمان‪ :‬السمك واجلراد‪ ،‬والكبد والطحال"(‪.)2‬‬
‫خامساً‪ :‬أن تكون السنة مقيدة للقرآن‪:‬‬
‫السا ِرقَةُ فَاقْطَ ُعوا‬
‫السا ِر ُق َو َّ‬
‫وقد ذبيء السنة مقيدة دلا جاء مطلقاً ُب القرآن مث قولو تعاىل﴿ َو َّ‬
‫أَيْ ِديهَ ُا َما ﴾(‪ ،)3‬فجاءت السنة فقيدت القطع بكونو من الرسغ‪ ،‬وأٌُبَ النُّي ‪--‬بسارق فقطع يده من‬
‫معص الكف‪ ،‬وعن ابن عباس رضي هللا عناما‪" :‬فكانت السنة ُب القطع الكعٌن"(‪.)4‬‬
‫سادساً‪ :‬أن تكون السنة انسخة لبعض أحكام القرآن‪:‬‬
‫ت إِ ْن تَهَرَك َخْيهًرا الْ َو ِصيَّةُ‬ ‫ِ‬
‫َح َد ُك ُم الْ َم ْو ُ‬ ‫ب َعلَْي ُك ْم إِذَا َح َ‬
‫ضَر أ َ‬ ‫وذلك مث قولو تعاىل‪ُ ﴿ :‬كت َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ٌن﴾(‪ )5‬فجاء احلديث الشريف انسخاً حلكم الوصية‬ ‫ٌن ِابلْ َم ْعُروف َحقا َعلَى الْ ُمتَّق َ‬‫ل ْل َوال َديْ ِن َو ْاألَقْهَربِ َ‬
‫للوارث بقولو ‪َّ" :--‬ل وصية لوارث(‪.)6‬‬
‫سابعاً‪ :‬استقالل السنة ابلتشريع‪:‬‬
‫اتعق العلماء من أى التحقيق على استقالل السنة بتشريع األحكام مثلاا مث القرآن‪ ،‬يقول‬
‫الشوكاين‪" :‬اعلم أبنو قد اتعق من يعتد بو من أى العلم أن السنة ادلطارة مستقلة بتشريع األحكام‪،‬‬
‫وأهنا كالقرآن ُب ربلي احلالل وربرًن احلرام‪ ،‬فقد ثبت عنو ‪--‬أنو قال‪" :‬أَّل إين أوتيت القرآن ومثلو‬

‫‪ -1‬سورة ادلائدة‪ ،‬اآلية ‪.3‬‬


‫‪ -2‬أخرجو ابن ماجو‪ُ ،073 1/2 :‬ب كتاب الصيد حديث رقم ‪ ،8 321‬وأمحد ُب ادلسند‪ ،97/2 :‬قال الشيخ أمحد ااكر‪:‬‬
‫إسناد ىذا ضعيف وسنذكر أنو اثبت صحيح بغًنه عن سليمان بن بالل عن يليد بن أسلم عن ابن عمر موقوفا‪ ،‬فقال‪ :‬إسناده‬
‫صحيح‪ .‬وينظر‪ :‬فتح الباري ُب كتاب الذابئح والصيد‪ ،‬ابب أك اجلراد‪.536/9 :‬‬
‫‪ -3‬سورة ادلائدة‪ ،‬اآلية ‪.38‬‬
‫‪ -4‬ىذا جلء من حديث ابن عباس حٌن سأل عن التيمم‪.. .‬اخل‪ ،‬أخرجو الرتمذي ُب أبواب الطاارة‪ ،272/1 :‬وينظر‪ :‬الكعاية‬
‫ُب علم الرواية ‪.4 1‬‬
‫‪ -5‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.80 1 :‬‬
‫‪ -6‬أخرجو الرتمذي‪ُ ،433/4 :‬ب كتاب الوصااي حديث رقم‪ ،2120 :‬من حديث طوي وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وأبو داوود ُب‬
‫كتاب‪ :‬الوصااي‪ ،‬ابب ُب الوصية للوارث‪ ،3 1/2 :‬والطرباين ُب ادلعجم األوسط‪ ،8 /8 :‬حديث رقم‪ ، 7791‬وأمحد ُب مسنده‪:‬‬
‫‪،210/29‬حديث رقم‪ ،17663 :‬ومسند الشاميٌن من مسند اإلمام أمحد‪ ،‬﵀مد جاز‪ 100/2 :‬حديث رقم ‪ 843‬وقال‪:‬‬
‫إسناده حسن‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫(‪)1‬‬
‫وتيت مثلو من السنة اليت ْم ينطق هبا القرآن‪ ،‬وذلك كتحرًن حلوم احلمر‬ ‫وتيت القرآن‪ ،‬و أُ ُ‬
‫معو" ‪ ،‬أي‪ :‬أُ ُ‬
‫األىلية وربرًن ك ذي انب من السباع وسللب من الطًن‪ ،‬وغًن ذلك شلا ْم يت عليو احلصر"(‪.)2‬‬
‫وسأل رج عبد هللا بن عمر فقال‪" :‬اي أاب عبد الرمحن إان صلد صالة احلضر وصالة اخلوف ُب‬
‫القرآن‪ ،‬وَّل صلد صالة السعر ُب القرآن؟! فقال لو ابن عمر‪ :‬اي ابن أخي إن هللا ‪ -‬عل وج ‪ -‬بعث‬
‫إلينا دمحماً ‪ --‬وَّل نعلم ايئاً‪ ،‬وإظلا نعع كما رأينا دمحماً ‪--‬يعع "(‪.)3‬‬
‫ويدعون أن ك ما ورد ُب السنة موجود ُب‬ ‫ويرى بعض العلماء أن السنة َّل تستق ابلتشريع‪َّ ،‬‬
‫القرآن جلة وتعصيالً ؛ ولكن ا﵀ققٌن من العلماء قد ضععوا ىذا اَّلذباه‪ ،‬وْم يلتعتوا إليو واعتربوا‬
‫استقالل السنة ابلتشريع أمرا متعقاً عليو(‪.)4‬‬
‫ومن أمثلة استقالذلا ابلتشريع‪ :‬أن توجب حكماً سكت القرآن عن إغلابو‪ ،‬أو ربرم أمراً‬
‫سكت القرآن عن ربرؽلو‪ ،‬وىذا واقع موجود كما ُب ربرًن اجلمع بٌن ادلرأة وعمتاا‪ ،‬أو خالتاا ُب عصمة‬
‫واحدة‪ ،‬فإ ّن ىذا احلكم ْم يُنص عليو ُب القرآن‪ ،‬وإظلا جاء ُب السنة النبوية ادلطارة مستقالً‪ ،‬فعن ابن‬
‫عباس رضي هللا عناما أن النُّي ‪" --‬هنى أن تلوج ادلرأة على عمتاا‪ ،‬أو على خالتاا"(‪.)5‬‬
‫وشلا استقلت السنة بتشريعو من أحكام زائدة على القرآن‪ :‬حكم التغريب لللاين البكر فوق‬
‫اح ٍد ِمْنه ُا َما ِمائَةَ َج ْل َدةٍ ﴾(‪،)6‬‬
‫اللِاين فَاجلِ ُدوا ُك َّ و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اللانِيَةُ َو َّ‬
‫اجللد‪ ،‬وحكم الرجم للثيب‪ ،‬قال تعاىل‪َّ ﴿ :‬‬
‫فإنو صح عنو ‪--‬قولو‪ .." :‬خذوا عين خذوا عين قد جع هللا ذلن سبيال؛ البكر ابلبكر جلد مائة‬
‫ونعي سنة‪ ،‬والثيب ابلثيب جلد مائة والرجم"(‪ ،)7‬وقد أمر النُّي ‪ --‬برجم ماع ٍل و الغامدية(‪ )1‬وعلا‬

‫‪ -1‬ادلسند‪ 241/3 1 :‬حديث رقم ‪ ،08 71 1‬إسناده صحيح‪ ،‬وأبو داوود ُب كتاب السنة ابب للوم السنة ‪.260/2‬‬
‫‪ -2‬ينظر‪ :‬إرااد العحول‪.33 :‬‬
‫‪ -3‬أخرجو النسائي‪ُ 7 1 1/3 :‬ب كتاب تقصًن الصالة‪ ،‬وابن ماجو‪ُ346/1 :‬ب كتاب إقامة الصالة‪ ،‬ابب تقصًن الصالة ُب‬
‫السعر حديث رقم ‪ ،066 1‬وأمحد ُب ادلسند بلعظ قريب ‪ 83 1/5‬حديث رقم‪ ،5683 1 :‬وإسناده صحيح‪.‬‬
‫‪ -4‬مناى العرفان‪ ،504/2 :‬وتساي الوصول إىل علم األصول للحمالوي‪ ،39 1 :‬وحبوث ُب السنة ادلطارة ‪.225/1‬‬
‫‪ -5‬الرتمذي كتاب النكاح حديث رقم ‪ 25‬ج‪ 432/3‬قال أبو عيسى حديث ابن عباس وأيب ىريرة حديث حسن صحيح‪،‬‬
‫والعم على ىذا عند عامة أى العلم َّل نعلم بينام اختالفا‪ ،‬ص‪ 433‬وانظر‪ :‬أبو داوود كتاب النكاح ابب ما يكره ان غلمع بٌن‬
‫النساء ‪.323/1‬‬
‫‪ -6‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ -7‬أخرجو مسلم‪ُ ،6 31 1 /3 :‬ب كتاب احلدود‪ ،‬ابب حد اللىن حديث‪ ،690 1 :‬والرتمذي‪ُ 41/4 :‬ب كتاب احلدود‪،‬‬
‫ابب‪ :‬ما جاء ُب الرجم على الثيب حديث رقم ‪ 434 1‬بلعظ قريب وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫زلصنان‪ ،‬وحرمت السنة احلمر األىلية‪ ،‬وك ذي انب من السباع‪ ،‬وكذلك هنت السنة عن الشرب ُب‬
‫آنية الذىب والعضة واألك فياما‪ ،‬وهنت عن لبس احلرير ابلنسبة للرجال‪ ،‬وكما أوجبت مًناث اجلدة‪،‬‬
‫واحلكم ابليمٌن والشاىد‪ ،‬وربلي ميتة البحر واجلراد وغًنىا من األحكام اليت تشاد للقائلٌن أبن السنة‬
‫مستقلة ابلتشريع؛ إذ لوَّل ورود السنة هبا ما أمكن اَّلىتداء دلعرفة ىذه األحكام‪.‬‬
‫ادلبحث الرابع‪ :‬يف حجية السنة واحلث على التمسك هبا وعدم خمالفتها‪،‬‬
‫وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬حجية السنة‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬احلث على التمسك ابلسنة واَّلعتصام هبا‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث‪ :‬التحذير من سلالعة السنة‪ ،‬أو إنكارىا‪.‬‬
‫ادلطلب األول‪ :‬حجية السنة‪:‬‬
‫زكى هللا رسولو ‪--‬بقولو تعاىل‪َ ﴿ :‬وَما يهَْن ِط ُق َع ِن ا ْذلََوى (‪ )3‬إِ ْن ُى َو إََِّّل َو ْح ٌي‬
‫وحى ﴾(‪.)2‬‬ ‫يُ َ‬
‫وردت آايت كثًنة تدعو إىل اإلؽلان واَّللتلام بسنة الرسول ‪ ،--‬والتمسك هبا‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫آمنُوا ِاب ََّّللِ َوَر ُسولِِو َوالنَوِر الَّ ِذي أَنْهَللْنَا ﴾(‪ ،)3‬فاإلؽلان بو ‪ --‬واجب متعٌن َّل يتم إؽلان إَّل بو‪ ،‬وَّل‬ ‫﴿ فَ ِ‬
‫يصح إسالم إَّل معو(‪ ،)4‬فا﵁ جع بٌن اإلؽلان بو وبرسولو فقال‪َ ﴿ :‬وَم ْن َْمْ يهُ ْؤِم ْن ِاب ََّّللِ َوَر ُسولِِو فَإِ َّان‬
‫يما َا َجَر بهَْيهنَه ُا ْم ٍُبَّ ََّل‬ ‫أَعت ْد َان لِْل َكافِ ِرين سعًِنا ﴾(‪ )5‬وقولو تعاىل‪ ﴿ :‬فَ َال وربِك ََّل يهؤِمنو َن ح ََّّت ُػل ِّكم َ ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫َْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َِغل ُدوا ُِب أَنْه ُعسا ْم َحَر ًجا شلَّا قَ َ‬
‫ِ‬
‫(‪)6‬‬
‫يما ﴾ ‪.‬‬ ‫ت َويُ َسلّ ُموا تَ ْسل ً‬
‫ضْي َ‬

‫‪ -1‬احلديث أخرجو أبو داود‪ُ ،45 1 /4 :‬ب كتاب احلدود‪ ،‬ابب رجم ماعل بن مالك حديث رقم‪ ،9 441 :‬والرتمذي‪42/4 :‬‬
‫ُب أبواب احلدود‪ ،‬ابب ما جاء ُب الرجم على الثيب‪ ،‬وابب‪ :‬تربص الرجم ابحلبلى حَّت تضع‪ ،‬حديث رقم‪،435 1 -434 1 :‬‬
‫وقال‪ " :‬ىذا حديث صحيح"‪.‬‬
‫‪ -2‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪.4 ،3 :‬‬
‫‪ -3‬سورة التغابن‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬
‫‪ -4‬الشعا بتعريف حقوق ادلصطعى‪.9/2 :‬‬
‫‪ -5‬سورة العتح‪ ،‬اآلية‪.3 1 :‬‬
‫‪ -6‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.65 :‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫قال ابن حلم‪" :‬ىذه كافية دلن عق وحذر‪ ،‬وآمن اب﵁ واليوم اَّلخر‪ ،‬وأيقن أن ىذا العاد‬
‫عاد ربو تعاىل إليو‪ ،‬ووصيتو ‪ -‬عل وج ‪ -‬الواردة عليو"(‪.)1‬‬
‫قال القاضي عياض رمحو هللا‪" :‬واإلؽلان بو ‪--‬ىو تصديق بنبوتو ورسالة هللا لو‪ ،‬وتصديقو‬
‫ُب جيع ما جاء بو وما قالو"(‪.)2‬‬
‫ين َآمنُوا ِاب ََّّللِ َوَر ُسولِِو َوإِذَا َكانُوا َم َعوُ َعلَى أ َْم ٍر َج ِام ٍع َْمْ يَ ْذ َىبُوا‬ ‫ِ َّ ِ‬ ‫َِّ‬
‫وقال تعاىل‪ ﴿ :‬إظلَا الْ ُم ْؤمنُو َن الذ َ‬
‫َح ََّّت يَ ْستَأْ ِذنُوهُ ﴾(‪.)3‬‬
‫قال ابن القيم‪" :‬فإذاجع ‪-‬هللا‪ -‬من لوازم اإلؽلان أهنم َّل يذىبون مذىباً إذا كانوا معو إَّل‬
‫ابستئذانو‪ ،‬فأوىل أن يكون من لوازمو أن َّل يذىبوا إىل قول وَّل مذىب علمي إَّل بعد استئذانو‪ ،‬وإذنو‬
‫يعرف بدَّللة ما جاء بو على أنو أذن فيو"(‪.)4‬‬
‫وطاعتو ‪ --‬مقرونة بطاعة هللا ‪ -‬عل وج ‪ ،-‬فإذا وجب اإلؽلان بو وتصديقو فيما جاء‬
‫بو وجبت طاعتو؛ ألن ذلك شلا أتى بو‪ ،‬وما ذلك إَّل لوجوب امتثال سنتو ‪ --‬قال هللا تعاىل‪:‬‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَوُ َوََّل تَه َولَّْوا َعنْوُ َوأَنْهتُ ْم تَ ْس َم ُعو َن ﴾(‪ .)5‬فطاعة الرسول‪" :‬اتباع‬ ‫َط ُيعوا َّ‬‫﴿ ايأَيهَااالَّ ِذين آمنُوا أ ِ‬
‫َ َ َ َ‬
‫(‪)6‬‬
‫الكتاب والسنة" ‪.‬‬
‫قال ابن حلم‪ ﴿ :‬أطيعوا هللا ﴾ فاذا أص ‪ ،‬وىو القرآن ٍب قال‪ ﴿ :‬وأطيعوا الرسول ﴾ فاذا‬
‫اثن وىو اخلرب عن رسول هللا ‪.)7(--‬‬ ‫ٍ‬
‫قال القرطُّي‪ :‬اخلطاب للمؤمنٌن ادلصدقٌن أفردىم ابخلطاب دون ادلنافقٌن؛ إجالَّل ذلم‪ ،‬فجدد‬
‫هللا عليام األمر بطاعة هللا والرسول‪ ،‬وهناىم عن التويل عنو فقال‪َ ﴿ :‬وََّل تَه َولَّْوا َعْنوُ ﴾‪ ،‬قال‪ :‬عنو وْم‬
‫يق عناما؛ ألن طاعة الرسول طاعتو(‪.)8‬‬

‫‪ -1‬اإلحكام ُب أصول األحكام‪.96 – 95/1 :‬‬


‫‪ -2‬الشعاء بتعريف حقوق ادلصطعى‪.10/2 :‬‬
‫‪ -3‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.62 :‬‬
‫‪ -4‬إعالم ادلوقعٌن‪.43 – 42/1 :‬‬
‫‪ -5‬سورة األنعال‪ ،‬اآلية‪.20 :‬‬
‫‪ -6‬سنن الدارمي‪ 83/1 :‬ابب اَّلقتداء ابلعلم حديث رقم ‪.9 21‬‬
‫‪ -7‬اإلحكام ُب أصول األحكام‪.93/1 :‬‬
‫‪ -8‬تعسًن القرطُّي ‪ 370 – 369/7‬بتصرف‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫قال عياض‪" :‬طاعة الرسول ُب التلام سنتو‪ ،‬والتسليم دلا جاء بو"(‪.)1‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬احلث على التمسك ابلسنة والعتصام هبا‬
‫جع هللا اتّباع الرسول ‪--‬سبيالً إىل ني حبو‪ ،‬ووسيلةإىل ربقيق رضاه وحصول غعرانو‪،‬‬
‫ور َرِح ٌيم ﴾(‪.)2‬‬ ‫اَّللُ َويهَغْ ِع ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َو َّ‬
‫اَّللُ َغ ُع ٌ‬ ‫قال هللا تعاىل‪ ﴿ :‬قُ ْ إِ ْن ُكْنهتُ ْم ُِرببَو َن َّ‬
‫اَّللَ فَاتَّبِ ُع ِوين ُْػلبِْب ُك ُم َّ‬
‫﴾(‪.)2‬‬
‫قال ابن كثًن ‪-‬رمحو هللا ‪" :-‬ىذه اآلية الكرؽلة حاكمة على ك من ادعى زلبة هللا وليس ىو‬
‫على الطريقة ا﵀مدية؛ فإنو كاذب ُب نعس األمر حَّت يتبع الشرع ا﵀مدي والدين النبوي ُب جيع أقوالو‬
‫وأفعالو‪ٍ - .‬ب قال‪ :-‬قال احلسن البصري وغًنه من السلف‪ :‬زعم قوم أهنم ػلبون هللا فابتالىم هللا هبذه‬
‫اَّللَ فَاتَّبِعُ ِوين ﴾(‪ ،)3‬أي‪ :‬بتباعكم لرسول هللا ‪--‬ػلص لكم ىذا‬ ‫اآلية فقال‪ ﴿ ::‬قُ ْ إِ ْن ُكْنهتُ ْم ُِرببَو َن َّ‬
‫من بركة سعارتو(‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ج ًيعا َوََّل تَه َعَّرقُوا﴾‬‫اَّللِ َِ‬
‫ص ُموا ِحبَْب ِ َّ‬ ‫وأمر هللا ابَّلعتصام بكتابو وسنة نبيو‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬و ْاعتَ ِ‬
‫َ‬
‫وادلراد ابحلب ‪ :‬الكتاب والسنة(‪ ،)6‬فقد كان ‪ --‬كلما وعظ أمتو حث على وجوب التمسك ابلسنة‬
‫واَّلىتداء هبدياا‪.‬‬
‫فس ًَنى اختالفاً كثًناً‪ ،‬فعلي ُكم‬ ‫ِ‬
‫ش منكم بهَ ْعدي َ‬ ‫وُب حديث العرابض بن سارية‪ « :‬فإنَّو من يَع ْ‬
‫وزل َد ِ‬ ‫ضوا علياا ابلنَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫بسنَّيت ِ‬
‫اثت األموِر؛‬ ‫وإايكم ُْ‬ ‫اجذ‪َّ ،‬‬ ‫وع َ‬
‫اادين‪ ،‬سبََ َّسكوا هبا‪َ ،‬‬ ‫الر َ‬ ‫ٌن َّ‬ ‫وسنَّة اخلُلعاء ادلَاديِّ َ‬
‫ُ‬
‫(‪)7‬‬
‫ضاللةٌ » ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بدعة َ‬ ‫فإن ُك َّ ُزل َدثَة ب ْد َعةٌ‪ ،‬وك َ‬
‫قال ادلنذري‪" :‬عضوا علياا ابلنواجذ أي‪ :‬اجتادوا على السنة‪ ،‬واللموىا‪ ،‬واحرصوا علياا كما‬
‫يللم العاض على الشيء بنواجذه خوفاً من ذىابو وتعلتو"(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬الشعا بتعريف حقوق ادلصطعى‪.8 1 – 7 1/2 :‬‬


‫‪ -2‬سورة آل عمران‪ ،‬اَّلية‪. 31 :‬‬
‫‪ -3‬سورة آل عمران‪ ،‬اَّلية‪. 31 :‬‬
‫‪ -4‬تعسًن ابن كثًن‪.19/2 :‬‬
‫‪ -5‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.103 :‬‬
‫‪ -6‬فتح الباري كتاب اَّلعتصام ابلسنة ‪.259/13‬‬
‫‪ -7‬أخرجو أبو داود‪ُ ، 261/2 :‬ب كتاب السنة‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب للوم السنة حديث رقم‪ ،4607 :‬والرتمذي‪ُ ،44/5 :‬ب كتاب العلم‪،‬‬
‫العلم‪ ،‬ابب‪ :‬األخذ ابلسنة‪ ،‬حديث رقم‪ ،2676 :‬وقال‪ " :‬حديث حسن صحيح"‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫وقال ‪" :--‬تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما سبسكتم هبما‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬وسنة نبيو"(‪.)2‬‬
‫وصح عنو أنو قال‪" :‬لقد تركتكم على مث البيضاء ليلاا كناارىا َّل يليغ عناا بعدي إَّل‬
‫ىالك"(‪.)3‬‬
‫ث أ ُِحبَها َّن لِنه ْع ِسي وِِإلخوِاين‪ :‬ى ِذهِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫وأخرج البخاري عن عبد هللا بن عون البصري أنو قال‪" :‬ثَالَ ٌ ُ َ‬
‫َّاس إََِّّل ِم ْن َخ ًْن " ‪.‬‬
‫ٍ (‪)4‬‬
‫ال َسنَّةُ أَ ْن يهَتَه َعلَّ ُم َ‬
‫وىا َويَ ْسأَلُوا َعْنه َاا‪َ ،‬وال ُق ْرآ ُن أَ ْن يهَتَه َع َّا ُموهُ َويَ ْسأَلُوا َعْنوُ‪َ ،‬ويَ َد ُعوا الن َ‬
‫فعي ىذا إخبار منو ‪ --‬أن التمسك ابلسنة كالتمسك ابلكتاب سواء بسواء وَّل فرق‬
‫بيناما‪ ،‬وأن ذلك أمان من الضالل‪ ،‬وىذا يقتضي أن السنة حق وأهنا دلي صحيح على األحكام‪.‬‬
‫‪ -‬ادلطلب الثالث‪ :‬التحذير من سلالعة السنة أو إنكارىا‪:‬‬
‫حذر هللا من سلالعة أوامر النُّي ‪--‬وتبدي سنتو‪ ،‬واعتربه ضالَّلً وبدعة‪ ،‬وتوعد من ؼلالف‬
‫صيبَه ُا ْم فِْتهنَةٌ أ َْو‬
‫أمره وسنتو ابخلذَّلن والعذاب فقال عل وج ‪ ﴿ :‬فَهلْيح َذ ِر الَّ ِذين ُؼلَالُِعو َن عن أَم ِرهِ أَ ْن تُ ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اب أَلِ ٌيم ﴾(‪.)5‬‬ ‫يُصيبَه ُا ْم َع َذ ٌ‬
‫ِ‬
‫أي‪ :‬فليحذر وليخش من خالف اريعة الرسول ‪ --‬ابطناً وظاىراً أن تصيبام فتنة ُب‬
‫قلوهبم من كعر أو نعاق أو بدعة‪ ،‬أو يصيبام عذاب أليم ُب الدنيا بقت أو حد أو حبس أو ضلو‬
‫ذلك(‪.)6‬‬
‫فمن جاءه خرب عن رسول هللا ‪--‬يقر أنو صحيح‪ ،‬وأن احلجة تقوم دبثلو‪ٍ ،‬ب تركو فقد‬
‫خالف أمر هللا وأمر رسولو واستحق العتنة والعذاب األليم(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬الرتغيب والرتىيب ج‪ 40/1‬وقواعد التحديث ‪.43‬‬


‫‪ -2‬أخرجو مسلم‪ُ ،413/8 :‬ب كتاب احلج‪ ،‬ابب حجة النُّي ‪ ،‬احلديث رقم‪ 2941 :‬ومالك ُب ادلوطأ‪ُ ،549 :‬ب كتاب‬
‫القدر‪ ،‬ابب‪ :‬الناي عن القول ابلقدر‪ ،‬حديث رقم‪ ،1622 :‬و أبو داوود‪ُ 300/1 :‬ب كتاب ادلناسك‪ ،‬ابب‪ :‬صعة حجة النُّي ‪‬‬
‫ولعظو‪ « :‬وإين قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم بو كتاب هللا‪ ،‬وأنتم مسؤولون عين‪ ،‬فما أنتم قائلون‪.. .‬؟» احلديث‪.‬‬
‫‪ -3‬أخرجو أمحد ُب ادلسند‪ ،367 /28 :‬حديث رقم‪ ،17142 :‬وابن ماجو‪ُ ،39/1 :‬ب كتاب السنة‪ ،‬ابب اتباع سنة اخللعاء‪،‬‬
‫حديث رقم‪ ،43 :‬وادلنذري ُب الرتغيب والرتىيب‪ ،110/1 :‬حديث رقم‪ ،92 :‬وقال‪ :‬رواه ابن أيب عاصم ُب كتاب السنة ِبسناد‬
‫حسن‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجو البخاري‪ُ ،92 /9 :‬ب كتاب اَّلعتصام‪ ،‬ابب اَّلقتداء بسنن رسول هللا ‪-‬ﷺ‪ .-‬وينظر فتح الباري‪.263/13 :‬‬
‫‪ -5‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.63 :‬‬
‫‪ -6‬تعسًن ابن كثًن‪.58/6 :‬‬
‫‪ -7‬اإلحكام ُب أصول األحكام‪ 98/1 :‬بتصرف‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫قال ُب "فتح القدير"‪" :‬والعتنة ىنا غًن مقيدة بنوع من أنواع العنت‪ ،‬وقي ىي القت ‪ ،‬وقي‬
‫اللَّلزل‪ ،‬وقي ‪ :‬تسلط سلطان جائر عليام‪ ،‬وقي الطبع على قلوهبم"(‪.)1‬‬
‫وُب الصحيحٌن عن رسول هللا ‪ --‬أنو قال‪" :‬من عم عمالً ليس عليو أمران فاو رد"(‪،)2‬‬
‫قال ابن بطال‪" :‬ومعناه أن الواجب على من حكم بغًن السنة جاال وغلطًا‪ٍ ،‬ب تبٌن لو أن سنة الرسول‬
‫خالف حكمو فإن الواجب عليو الرجوع إىل حكم السنة‪ ،‬وترك ما خالعاا؛ امتثاَّل ألمره تعاىل بوجوب‬
‫طاعتو وطاعة رسولو أَّل ػلكم خبالف سنتو‪ ،‬وىذا ىو نعس اَّلعتصام ابلسنة "(‪ ،)3‬وقال ابن حجر‪ُ :‬ب‬
‫ُب قولو ‪" :--‬من أحدث ُب أمران ىذا ما ليس فيو فاو رد"‪ ،‬ىذا احلديث معدود من أصول‬
‫اإلسالم‪ ،‬وقاعدة من قواعده‪ ،‬فإن معناه‪ :‬من اخرتع ُب الدين ما َّل يشاد لو أص من أصولو فال‬
‫يلتعت إليو"(‪،)4‬وقال النووي‪" :‬ىذا احلديث شلا ينبغي أن يعتىن حبعظو واستعمالو ُب إبطال‬
‫ادلنكرات"(‪.)5‬‬
‫ول َسبِ ًيال ﴾(‪،)6‬‬‫الرس ِ‬
‫ت َم َع َّ ُ‬ ‫ض الظَّ ِاْمُ َعلَى يَ َديِْو يهَ ُق ُ‬
‫ول َايلَْيهتَِين َّازبَ ْذ ُ‬ ‫وُب قولو تعاىل‪َ ﴿ :‬ويهَ ْوَم يهَ َع َ‬
‫﴾(‪ ،)6‬نق البغوي عن عطاء‪" :‬يك يديو حَّت تبلغ مرفقيو‪ٍ ،‬ب تنبتان‪ٍ ،‬ب يكلاما‪ ،‬ىكذا كلما نبتت‬
‫يداه أكلاما ربسراً على ما فع ‪ ،‬يقول‪ :‬اي ليتين ازبذت‪ُ ،‬ب الدنيا‪ ،‬مع الرسول سبيال‪ ،‬ليتين اتبعت دمحماً‬
‫‪ --‬وازبذت معو سبيال إىل اذلدى"(‪.)7‬‬
‫الر ُسوََّل ﴾(‪،)8‬‬ ‫وى ُا ْم ُِب النَّا ِر يهَ ُقولُو َن َايلَْيهتَهنَا أَطَ ْعنَا َّ‬
‫اَّللَ َوأَطَ ْعنَا َّ‬ ‫ب ُو ُج ُ‬ ‫َّ‬
‫وقال تعاىل‪ ﴿ :‬يهَ ْوَم تُه َقل ُ‬
‫ض ُو ُجوهٌ َوتَ ْس َوَد ُو ُجوهٌ ﴾(‪ ،)9‬قال ابن عباس –رضي هللا عناما‪" :-‬تبيض وجوه أى‬ ‫وقال‪ ﴿ :‬يهَ ْوَم تَهْبهيَ َ‬
‫أى السنة‪ ،‬وتسود وجوه أى البدعة"(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬ج‪.84/4‬‬
‫‪ -2‬أخرجو البخاري‪ُ ،07 1 /9 :‬ب كتاب اَّلعتصام‪ ،‬ابب‪ :‬إذا اجتاد العاْم‪ ،‬حديث رقم‪ ،7350 :‬ومسلم‪ُ ،343 1 /3 :‬ب‬
‫كتاب األقضية‪ ،‬ابب‪ :‬نقض األحكام الباطلة‪ ،‬حديث رقم‪.8 71 1 :‬‬
‫‪ -3‬ارح ابن بطال‪.380 /0 1 :‬‬
‫‪ -4‬فتح الباري‪.330 – 329/3 1 :‬‬
‫‪ -5‬ارح النووي‪ ،6 1 /2 1 :‬وانظر‪ :‬فتح الباري‪.357/5 :‬‬
‫‪ -6‬سورة العرقان‪ ،‬اآلية‪.27 :‬‬
‫‪ -7‬معاْم التنلي للبغوي‪.443 /3 :‬‬
‫‪ -8‬سورة األحلاب‪ ،‬اآلية‪.66 :‬‬
‫‪ -9‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.06 1 :‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫يما فَاتَّبِعُوهُ َوََّل تَهتَّبِعُوا ال َسبُ َ فَهتَه َعَّر َق بِ ُك ْم َع ْن َسبِيلِ ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َن َى َذا صَراطي ُم ْستَق ً‬ ‫وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬وأ َّ‬
‫َذلِ ُك ْم َو َّ‬
‫صا ُك ْم بِِو لَ َعلَّ ُك ْم تَهتَّه ُقو َن ﴾(‪.)2‬‬
‫قال القرطُّي‪ " :‬ىذه آية عظيمة ‪ ...‬أمر ابتباع طريقو الذي طرقو على لسان نبيو دمحم ‪--‬‬
‫وارعو وهنايتو اجلنة ‪.)3("...‬‬
‫وقد حذر هللا من إنكار وترك ما جاء بو النُّي ‪ --‬فقال‪" :‬أَََّل َى ْ َع َسى َر ُج ٌ يهَْبهلُغُوُ‬
‫اَّللِ‪ ،‬فَ َما َو َج ْد َان فِ ِيو َح َالًَّل‬ ‫اب َّ‬ ‫ِ‬
‫ول‪ :‬بهَْيهنَهنَا َوبهَْيهنَ ُك ْم كتَ ُ‬ ‫َّك ٌئ َعلَى أَ ِري َكتِ ِو‪ ،‬فَهيَه ُق ُ‬‫يث ع ِين وىو مت ِ‬
‫احلَد ُ َ ّ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬
‫اَّللِ َك َما َحَّرَم َّ‬
‫اَّللُ"(‪.)4‬‬ ‫ول َّ‬‫استَ ْحلَْلنَاهُ‪َ .‬وَما َو َج ْد َان فِ ِيو َحَر ًاما َحَّرْمنَاهُ‪َ ،‬وإِ َّن َما َحَّرَم َر ُس ُ‬ ‫ْ‬
‫قال البياقي‪ :‬وىذا خرب من رسول هللا ‪ --‬عما يكون بعده من رد ادلبتدعة حديثو‪ ،‬فوجب‬
‫تصديقو فيما بعد(‪.)5‬‬
‫ودلا كانت السنة النبوية حجة ُب الدين‪ ،‬وذلا مكانتاا ومنللتاا الرفيعة؛ كان للاماً على ادلسلمٌن‬
‫األخذ هبا‪ ،‬والسًن على تعاليماا‪ ،‬فقد انتاى العلماء ا﵀ققون إىل أن احلديث الصحيح حجة على جيع‬
‫األمة اإلسالمية‪ ،‬ومكانتو ىامة ُب التشريع اإلسالمي َّل ينكرىا إَّل جاحد أو معاند‪ ،‬أو ملبس عليو‬
‫بشباة؛ لعدم تعمقو ُب دراستاا‪.‬‬
‫قال السيوطي‪" :‬إن من أنكر كون حديث النُّي ‪ --‬قوَّل كان أو فعال بشرطو ادلعروف ُب‬
‫األصول‪ ،‬كعر وخرج عن دائرة اإلسالم وحشر مع الياود والنصارى‪ ،‬أو مع من ااء هللا من فرق‬
‫الكعرة"(‪ ،(6‬وقال الشاطُّي رمحو هللا‪" :‬إن اَّلقتصار على الكتاب رأي قوم َّل خالق ذلم‪ ،‬خارجٌن عن‬
‫السنة؛ إذ عولوا على ما بنيت عليو من أن الكتاب فيو بيان ك ائ‪ ،‬فاطرحوا أحكام السنة‪ ،‬فأداىم‬

‫‪ -1‬اَّلعتصام للشاطُّي‪ ،43/1 :‬وينظر‪ :‬تعسًن البحر ا﵀يط‪.292/3 :‬‬


‫‪ -2‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.153 :‬‬
‫‪ -3‬تعسًن القرطُّي‪ ،136/7 :‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ -4‬أخرجو أبو داود‪ُ ،15/7 :‬ب كتاب للوم السنة‪ ،‬ابب‪ُ :‬ب للوم السنة‪ ،‬حديث رقم‪ ،4605 :‬والرتمذي‪ُ ،37/5 :‬ب أبواب‬
‫العلم‪ ،‬ابب‪ :‬ما هني عنو أن يقال عند حديث النُّي ‪ --‬حديث رقم‪ ،2663 :‬وقال‪ « :‬ىذا حديث حسن»‪ ،‬وابن ماجو‪:‬‬
‫‪ ،6/1‬ابب تعظيم حديث رسول هللا ‪ ،--‬والتغليظ على من عارضو‪ ،‬حديث رقم‪.13 :‬‬
‫‪ -5‬معتاح اجلنة ُب اَّلحتجاج ابلسنة‪.19 :‬‬
‫‪ -6‬معتاح اجلنة ُب اَّلحتجاج ابلسنة ‪.15‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ذلك إىل اَّلطلالع عن اجلماعة وَتوي القرآن على غًن ما أنلل هللا"(‪ ،)1‬وقال ابن حلم‪" :‬ومن جاءه‬
‫خرب عن رسول هللا ‪ --‬يقر أنو صحيح‪ ،‬وأن احلجة تقوم دبثلو‪ ،‬أو قد صحح مث ذلك اخلرب ُب‬
‫مكان آخر‪ٍ ،‬ب ترك مثلو ُب ىذا ادلكان لقياس أو لقول فالن وفالن فقد خالف أمر هللا وأمر رسولو‪،‬‬
‫واستحق العتنة والعذاب األليم ‪ ...‬أما العتنة فقد عجلت لو‪ ،‬وَّل فتنة أعظم من سباديو على ما ىو فيو‬
‫وارتطامو ُب ىذه العظيمة أعظم فتنة ‪ ،)2("...‬وقال الشوكاين‪" :‬إن ثبوت حجية السنة ادلطارة‪،‬‬
‫واستقالذلا ُب تشريع احلكام ضرورة دينية‪ ،‬وَّل ؼلالف ُب ذلك إَّل من َّل حظ لو ُب دين اإلسالم"(‪.)3‬‬
‫فالواجب على ك مسلم التسليم ألوامر النُّي ‪ --‬ونواىيو‪ ،‬وما جاء الضالل واَّلبتداع إَّل‬
‫من ترك سنتو ‪ --‬ولكن ادلصيبة أكرب وأعظم شلن ينكرون السنة بكاملاا‪ ،‬وىذا أفظع جرماً‪.‬‬
‫اخلامتة‪:‬‬
‫‪ -‬األمة اإلسالمية أجعت على العم واألخذ ابلسنة النبوية ادلطارة‪ ،‬ب أوجبت ذلك‪،‬‬
‫استجابة ﵁ عل وج وللرسول األمٌن ‪ ،--‬وتقب ادلسلمون السنة كما تقبلوا القرآن الكرًن‪،‬‬
‫وخدموىا ِبخالص ومحوىاابدلال والدماء‪ ،‬وكذلك فعلوا بعد وفاتو ‪ --‬وقوفاً عند وصيتو ادلشاورة‬
‫ضوا علياا ابلنَّو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب قولو ‪" :--‬فعلي ُكم بسنَّيت ِ‬
‫اجذ‪،‬‬ ‫وع َ‬ ‫اادين‪ ،‬سبََ َّسكوا هبا َ‬
‫الر َ‬ ‫ٌن َّ‬ ‫وسنَّة اخلُلعاء ادلَاديِّ َ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وإايكم ُْ ِ‬
‫وزل َداثت األموِر‪ ،‬فإن ُك َّ ُزل َدثَة ب ْد َعةٌ‪ ،‬وك َ‬
‫(‪)4‬‬
‫ضاللةٌ" ‪ ،‬احلديث‪.‬‬ ‫بدعة َ‬ ‫َّ‬
‫‪ -‬وقد ااد هللا تعاىل للرسول ‪ --‬أبنو َّل يتبع إَّل ما يوحى إليو‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬إِ ْن أَتَّبِ ُع إََِّّل‬
‫يل ﴾(‪)5‬؛ لك ىذا اعتىن ادلسلمون ابلسنة النبوية‪ ،‬ونقلاا اخللف عن السلف‪ ،‬جيالً بعد‬ ‫وحى إِ ََّ‬ ‫َما يُ َ‬
‫جي ‪ ،‬ورجعوا إلياا ُب جيع أمور دينام‪ ،‬وعملوا دبا فياا وسبسكوا هبا وحافظوا علياا‪ ،‬استجابة ﵁ عل‬
‫َّ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِا ْم‬
‫ين أَنْه َع َم َّ‬
‫ك َم َع الذ َ‬‫ول فَأُولَئِ َ‬
‫الر ُس َ‬ ‫وج وَتسياً برسولو ‪ ،--‬قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وَم ْن يُ ِط ِع َّ‬
‫اَّللَ َو َّ‬
‫ك َرفِي ًقا﴾(‪.)6‬‬ ‫ٌن َو َح ُس َن أُولَئِ َ‬‫الص ِّد ِيقٌن والشَا َد ِاء و َّ ِِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصاحل َ‬ ‫ٌن َو ّ َ َ َ َ‬ ‫م َن النَّبِيِّ َ‬

‫‪ -1‬ادلوافقات‪.326 – 325 /4 :‬‬


‫‪ -2‬اإلحكام ُب أصول األحكام َّلبن حلم‪.102 /1 :‬‬
‫‪ -3‬إرااد العحول‪.33 :‬‬
‫‪ -4‬سبق زبرغلو‪ :‬ص‪.38‬‬
‫‪ -5‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.50 :‬‬
‫‪ -6‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.69 :‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ويوصي الباحث‪:‬‬
‫‪ -‬اب﵀افظة على ىذا الوحي النبوي واَّلىتمام بدراستو والذب عن سنة نبينا ‪-‬ﷺ‪-‬‬
‫فالتحدايت وادلكائد كبًنة وكثًنة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن ترتكل األحباث على رد ُابو ادلستشرقٌن وأعداء اإلسالم اليت يثًنوهنا حول‬
‫الصحابة‪ ،--‬إذ ىم نقلة السنة ادلطارة‪،‬فبالطعن فيام تنادم قواعد ىذا الصرح العظيم‪ ،‬كطعنام ُب‬
‫أزواج النُّي ‪--‬وأيب بكر الصديق وعمر وأيب ىريرة ‪ --‬وغًنىم من الصحابة الذين أاثروا حوذلم‬
‫ابو تشكك فيام وُب نقلام دلشكاة النبوة‪.‬‬
‫‪ -‬غلب دراسة األحاديث ادلوضوعة وادلكذوبة على النُّي ‪--‬اليت ُب الغالب موضوعة‬
‫لتُسيء لإلسالم وتضعو موضع اَّلهتام؛ والنُّي ‪--‬بريء مناا‬
‫‪ -‬غلب الرد على من ادعى أبن األحاديث كان موجاة للعرب فقط ُب زمن النُّي ‪--‬‬
‫حسب ظروفام ُب ذلك اللمان‪ ،‬فال يللمنا األخذ هبا ُب زمننا‪ ،‬وخاصة بعد وفاتو ‪--‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫ادلصادر وادلراجع‬
‫‪ -1‬القرآن الكرًن برواية حعص عن عاصم‪.‬‬
‫‪ -2‬اَّلذباىات العامة لالجتااد نور الدين عرت‪ ،‬طبعة دار العكر‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلحكام ُب أصول األحكام َّلبن حلم ربقيق أمحد دمحم ااكر‪،‬ط‪ :‬دار اآلفاق اجلديدة‪ ،‬بًنوت‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلحكام ُب أصول األحكام لآلمدي‪ ،‬ربقيق‪ :‬عبد الرزاق ععيعي‪ ،‬ط‪ :‬ادلكتب اإلسالمي‪،‬‬
‫بًنوت‪ -‬دمشق‪.‬‬
‫‪ -5‬إرااد العحول للشوكاين‪ ،‬ط‪ :‬دار العكر‪.‬‬
‫‪ -6‬أصول العقو لعبد السالم أبو انجي‪ .‬منشورات اجلامعة ادلعتوحة‪ ،‬ط‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫‪ -7‬أصول العقو‪ ،‬لبدران أبو العينٌن بدران‪ ،‬ط‪ :‬ادلعارف ‪.1969‬‬
‫‪ -8‬أصول علم احلديث بٌن ادلناج وادلصطلح‪ ،‬أليب لبابة حسٌن‪ ،‬ط‪ :‬األوىل ‪ ،1997‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -9‬اَّلعتصام للشاطُّي‪ ،‬ط‪ :‬دار العكر‪.‬‬
‫‪ -10‬إعالم ادلوقعٌن عن رب العادلٌن‪َّ ،‬لبن قيم اجلوزية‪ ،‬ربقيق‪ :‬دمحم عبد السالم إبراىيم‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية – يًنوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪ 1411 ،‬ىه ‪ 1991 -‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬حبوث ُب السنة ادلطارة‪ ،‬﵀مد زلمود فرغلي‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتاب اجلامعي ‪.1982‬‬
‫‪ -12‬الربىان ُب علوم القرآن‪ ،‬لللركشي‪ ،‬ربقيق‪ :‬دمحم أبو العض إبراىيم‪ ،‬ط‪ :‬دار اجلي ‪.1988‬‬
‫اللبيدي‪ ،‬رلموعة من ا﵀ققٌن‪ ،‬ط‪ :‬دار اذلداية‪.‬‬ ‫‪ -13‬اتج العروَسن جواىر القاموس‪،‬دلرتضى َّ‬
‫‪ -14‬الرتغيب والرتىيب من احلديث الشريف للمنذري ربقيق زلي الدين مستو ط‪ :‬دار ابن كثًن‪.‬‬
‫‪ -15‬تساي الوصول إىل علم األصول للحمالوي‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫‪ -16‬تعسًن البحر ا﵀يط أليب حيان األندلسي‪ ،‬ط‪ :‬دار العكر ‪.1992‬‬
‫‪ -17‬تعسًن القرآن العظيم‪َّ ،‬لبن كثًن‪ ،‬ربقيق سامي بن دمحم سالمة‪ ،‬الناار‪ :‬دار طيبة للنشر والتوزيع‬
‫‪ -18‬تعسًن القرطُّي ( اجلامع ألحكام القرآن )‪ ،‬ط‪ :‬الثانية ‪ ،1996‬دار احلديث القاىرة‪.‬‬
‫‪ -19‬توجيو النظر إىل أصول األثر‪ ،‬للجلائري‪ ،‬ربقيق‪ :‬عبد العتاح أبو غدة‪ ،‬الناار‪ :‬مكتبة ادلطبوعات‬
‫اإلسالمية – حلب الطبعة‪ :‬األوىل‪1416 ،‬ىه ‪1995 -‬م‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫‪ -20‬جامع بيان العلم وفضلو أليب عمر يوسف بن عبد الرب النمري القرطُّي (ادلتوَب‪463 :‬ىه) ربقيق‪:‬‬
‫أيب األابال اللىًني‪ ،‬الناار‪ :‬دار ابن اجلوزي‪.‬‬
‫‪ -21‬جاود ا﵀دثٌن ُب نقد منت احلديث النبوي الشريف‪ ،‬﵀مد طاىر اجلوايب‪ ،‬الناار مؤسسات‬
‫عبد الكرًن بن عبد هللا‪ ،‬تونس‪ ،‬بدون سنة الطبع‪.‬‬
‫‪ -22‬احلاوي للعتاوي جلالل الدين السيوطي‪ ،‬الناار‪ :‬دار العكر للطباعة والنشر‪ ،‬بًنوت‪-‬لبنان عام‬
‫النشر‪ 1424 :‬ىه ‪ 2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ -23‬السنة قب التدوين‪ ،‬﵀مد عجاج اخلطيب‪ ،‬الطبعة األوىل القاىرة‪.1963 ،‬‬
‫‪ -24‬السنة ومكانتاا للسباعي‪ ،‬طبعة دار العكر‪.‬‬
‫‪ -25‬سنن ابن ماجو‪ ،‬ربقيق‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناار‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيص عيسى‬
‫البايب احللُّي‪.‬‬
‫‪ -26‬سنن أيب داود‪،‬حقيق‪ :‬دمحم زليي الدين عبد احلميد الناار‪ :‬ادلكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بًنوت‪.‬‬
‫‪ -27‬سنن الرتمذي‪ ،‬ربقيق أمحد دمحم ااكر‪ ،‬ودمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬وإبراىيم عطوة عوض الناار‪:‬‬
‫اركة مكتبة ومطبعة مصطعى البايب احللُّي – مصرالطبعة‪ :‬الثانية‪ 1395 ،‬ىه ‪ 1975 -‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬سنن الدارقطين‪ ،‬ربقيق‪ :‬اعيب اَّلرنؤوط‪ ،‬حسن عبد ادلنعم الُّي‪ ،‬عبد اللطيف حرز هللا‪ ،‬أمحد‬
‫برىوم‪.‬‬
‫‪ -29‬سنن الدارمي ( مسند الدارمي) ربقيق‪ :‬حسٌن سليم أسد الداراين‪ ،‬الناار‪ :‬دار ادلغين للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ادلملكة العربية السعوديةالطبعة‪ :‬األوىل‪ 1412 ،‬ىه ‪ 2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬سنن النسائي (اجملتب من السنن)‪ ،‬ربقيق‪ :‬عبد العتاح أبو غدة‪ ،‬الناار‪ :‬مكتب ادلطبوعات‬
‫اإلسالمية – حلبالطبعة‪ :‬الثانية‪.1986 - 1406 ،‬‬
‫‪ -31‬ارح الكوكب ادلنًن‪َّ ،‬لبن النجار‪ ،‬ربقيق‪ :‬دمحم اللحيلي ونليو محاد‪ ،‬الناار‪ :‬مكتبة‬
‫العبيكاانلطبعة‪ :‬الطبعة الثانية ‪1418‬ىه ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬ارح صحيح البخارى َّلبن بطال‪ ،‬ربقيق‪ :‬أبو سبيم ايسر بن إبراىيم‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة الراد ‪-‬‬
‫السعودية‪ ،‬الرايض‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪1423 ،‬ىه ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬الشعاء بتعريف حقوق ادلصطعى‪ ،‬ربقيق رلموعة من األساتذة‪ ،‬ط‪ :‬دار العيحاء‪ ،‬مكتبة العرايب‬
‫مؤسسة علوم القرآن‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫‪ -34‬صحيح ابن حبان برتتيب ابن بلبان‪ ،‬الناار‪ :‬مؤسسة الرسالة – بًنوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1414 ،‬‬
‫– ‪.1993‬‬
‫‪ -35‬صحيح البخاري ( اجلامع ادلسند الصحيح ادلختصر من أمور رسول هللا ﷺ وسننو وأايمو)‬
‫ربقيق دمحم زىًن بن انصر الناصر‪ ،‬الناار‪ :‬دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية ِبضافة ترقيم ترقيم‬
‫دمحم فؤاد عبد الباقي) الطبعة‪ :‬األوىل‪1422 ،‬ىه‪.‬‬
‫‪ -36‬صحيح مسلم ( ادلسند الصحيح ادلختصر بنق العدل عن العدل إىل رسول هللا ﷺ) ربقيق‪:‬‬
‫دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناار‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بًنوت‪.‬‬
‫‪ -37‬فتح الباري ارح صحيح البخاري َّلبن حجر الناار‪ :‬دار ادلعرفة ‪ -‬بًنوت‪ ،1379 ،‬رقمو‪ :‬دمحم‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ ،‬وقام ِبخراجو‪ :‬زلب الدين اخلطيب‪.‬بتعليقات‪ :‬عبد العليل بن عبد هللا بن ابز‪.‬‬
‫‪ -38‬القرآن الكرًن برواية حعص‪.‬‬
‫‪ -39‬قواعد التحديث من فنون مصطلح احلديث‪ ،‬دمحم جال الدين القاَسي‪ ،‬الناار‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية ‪-‬بًنوت‪-‬لبنان‪.‬‬
‫‪ -40‬الكعاية ُب علم الرواية للخطيب البغدادي‪ ،‬ربقيق‪ :‬أبو عبدهللا السورقي‪ ،‬إبراىيم محدي‬
‫ادلدنيالناار‪ :‬ادلكتبة العلمية ‪ -‬ادلدينة ادلنورة‪.‬‬
‫‪ -41‬لسان العرب َّلبن منظور‪ ،‬ط‪ :‬دار صادر – بًنوت الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ 1414 -‬ىه‪.‬‬
‫‪ -42‬ا﵀دث العاص ‪ ،‬دمحم عجاج اخلطيب‪ ،‬الناار‪ :‬دار العكر – بًنوت الطبعة‪ :‬الثالثة‪.1404 ،‬‬
‫‪ -43‬ادلستدرك على الصحيحٌن أليب عبد هللا احلاكم النيسابوري ادلعروف اببن البيع‪ ،‬ربقيق‪ :‬مصطعى‬
‫عبد القادر عطا‪ ،‬الناار‪ :‬دار الكتب العلمية – بًنوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬األوىل‪.1990 – 1411 ،‬‬
‫‪ -44‬مسند اإلمام أمحد بن حنب ‪ ،‬ربقيق‪ :‬اعيب األرنؤوط وآخروانلناار‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثانية ‪1420‬ىه‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -45‬مسند الشاميٌن من مسند اإلمام أمحد‪ ،‬﵀مد جاز‪ ،‬ط‪ :‬دار الثقافة الدوحة‪ -‬قطر ‪.1990‬‬
‫‪ -46‬ادلصباح ادلنًن للعيومي‪ ،‬الطبعة الثانية ابألمًنية ‪.1909‬‬
‫‪ -47‬معاْم التنلي للبغوي‪ ،‬ط‪ :‬دار العكر بًنوت ‪1992‬م‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫حـجية السنة النبوية‬ ‫جملة البحوث األكادميية ‪ -‬العدد الثامن‬

‫‪ -48‬ادلعجم األوسط‪ ،‬ربقيق‪ :‬طارق بن عوض هللا‪ ،‬وعبد ا﵀سن بن إبراىيم احلسيين‪ ،‬الناار‪ :‬دار‬
‫احلرمٌن – القاىرة‪.‬‬
‫‪ -49‬معتاح اجلنة ُب اَّلحتجاج ابلسنة‪ ،‬للسيوطي‪ ،‬الناار‪ :‬اجلامعة اإلسالمية‪ ،‬ادلدينة ادلنورة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الثالثة‪1409 ،‬ىه‪1989/‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬مناى العرفان ُب علوم القرآظلناى العرفان ُب علوم القرآن‪ ،‬للَلْرقاين‪ ،‬الناار‪ :‬مطبعة عيسى البايب‬
‫احللُّي واركاىالطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ -51‬ادلنااج ارح صحيح مسلم بن احلجاج‪ ،‬للنووي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بًنوت‪ ،‬الطبعة‬
‫الطبعة الثانية‪.1392 ،‬‬
‫‪ -52‬ادلوافقات للشاطُّي‪ ،‬تعليق‪ :‬دمحم حسنٌن سللوف‪ ،‬ط‪ :‬دار العكر‪.‬‬
‫‪ -53‬موطأ اإلمام مالك‪ ،‬ربقيق‪ :‬دمحم فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬

You might also like