You are on page 1of 18

‫العدد ‪01 :‬‬ ‫المجلد‪06 :‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية – المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬

‫ص ص ‪25-08‬‬

‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور‬


‫في القانون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬
‫‪Restrictions on the opening of Viewings and Skylights in the‬‬
‫‪Algerian civil law and Islamic jurisprudence‬‬

‫د‪ .‬بلخير حمداني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫جامعة أحمد دراية – أدرار‪ -‬الجزائر‬
‫‪belkheir01@gmail.com‬‬

‫تاريخ النشر‪2022-06-18 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021-12-22:‬‬ ‫تاريخ االرسال‪2021-04-26 :‬‬


‫الملخص‪:‬‬

‫يهدف هذا البحث إلى بيان األحكام الخاصة بالقيود التي يفرضها القانون الجزائري على‬
‫أصحاب المباني المتجاورة فيما يتعلق بالمسافات التي يجب عليهم مراعاتها عند إحداث فتحات‬
‫في أبنيتهم‪ ،‬سواء أكان ذلك بغرض اإلطالل إلى الخارج أو مجرد التهوية ومرور الضوء‪،‬‬
‫ومقارنة تلك األحكام مع ما ورد في الفقه اإلسالمي بخصوص هذه المسالة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المطالت‪ ،‬المناور‪ ،‬الجوار‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪This research aims to indicate the provisions on the restrictions‬‬


‫‪imposed by Algerian law on the owners of adjacent buildings with‬‬
‫‪regard to the distances they must observe when making holes in their‬‬
‫‪buildings, whether for the purpose of looking abroad or simply‬‬
‫‪ventilation and the passage of light, and comparing those provisions‬‬
‫‪with what is stated in Islamic jurisprudence on this issue‬‬
‫‪Keywords : Viewings. Skylights. Neighbourhood‬‬
‫المرسل‪ :‬حمداني بلخير‪ ،‬اإليميل‪belkheir01@gmail.com :‬‬
‫*المؤلف ا‬

‫‪8‬‬ ‫حزيران ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫يثير التالصق في الجوار مشاكل عديدة بين الجيران لذلك نجد أن التشريعات الوضعية‬
‫تفرض العديد من القيود على المالك المتجاورين‪ ،‬والتي من بينها تلك القواعد التي يجب على‬
‫كل واحد منهم مراعاتها عندما يرغب في إحداث فتحات في بناته وهي الفتحات التي يسميها‬
‫القانون الجزائري المطالت والمناور‪.‬‬

‫ويأتي هذا البحث بهدف توضيح تلك القيود التي نص عليها القانون المدني الجزائري‪،‬‬
‫ومقارنتها بما يقابلها في الفقه اإلسالمي‪. ،‬وذلك من خالل اإلجابة على التساؤل التالي‪ :‬ما‬
‫هي القيود التي يفرضها القانون المدني الجزائري على المالك الذي يريد إحداث مطالت أو‬
‫مناور في حائط منزله‪ ،‬وما مدى توافق تلك القيود مع ما ورد في كتب الفقه اإلسالمي من‬
‫أحكام تتعلق بالجوار؟‬

‫لإلجابة عن هذا اإلشكال اعتمدنا المنهج المقارن وذلك في الموازنة بين رأي القانون‬
‫المدني الجزائري ورأي الفقه اإلسالمي بخصوص هذا الموضوع‪ ،‬إضافة إلى المنهج التحليلي‬
‫في تحليل النصوص القانونية‪ ،‬معتمدين في ذلك على خطة قوامها مقدمة وخاتمة بينهما‬
‫مطلبين هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في القانون المدني الجزائري‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -1‬المطلب األول‪ :‬القيود الخاصة بالمطالت والمناور في القانون المدني الجزائري‬


‫نظم المشرع الجزائري القيود المتعلقة بالمطالت والمناور في المواد (‪،710 ،709‬‬
‫و‪ )711‬من القانون المدني‪ ،‬وهي قيود ِ‬
‫ترد على الملكية العقارية الخاصة وتختلف باختالف‬
‫ما إذا كان المقصود بالفتحات مجرد التهوية واإلضاءة وتسمى "المناور" وما إذا كان المقصود‬
‫بها النظر وتسمى المطالت وسوف نبين ذلك في الفرعين التاليين‪.‬‬

‫‪ -1-1‬الفرع األول‪ :‬قيود فتح المطالت في القانون المدني الجزائري‬


‫أوالا‪ -‬تعريف المطالت وأنواعها‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫يقصد بالمطالت فتحات المباني التي يمكن النظر من خاللها إلى الخارج‪ ،‬في الوضع‬
‫العادي لإلنسان أي في حالة وقوفه أو جلوسه‪ ،‬كالنوافذ‪ ،‬والشرفات‪1‬أو البلكونات‪ ،‬واألبواب‪،2‬‬
‫وهي على نوعين‪:‬‬

‫أ‪ .‬المطالت المواجهة‪ :‬هي التي تسمح بالنظر مباشرة وفي خط مستقيم إلى ملك الجار‪،‬‬
‫دون حاجة إلى االنحناء إلى الخارج أو إلى التلفت يميناً أو يسا اًر‪ .‬وهذا يفترض أن‬
‫يقع عقار الجار كله أو بعضه في مواجهة الفتحات‪ ،‬وعلى ذلك فإن البلكونات‬
‫الخارجة عن البناء‪ ،‬تعتبر مطالت مواجهة للعقارات المقابلة لها من أي ناحية من‬
‫النواحي الثالث؛ ألن الشخص يمكنه أن ينظر إليها دون حاجة إلى االنحناء إلى‬
‫الخارج‪.3‬‬
‫المطالت المنحرفة‪ :‬هي التي ال تسمح بالنظر إلى ملك الجار إال بااللتفات إلى‬ ‫ب‪.‬‬
‫اليمين أو اليسار أو االنحناء إلى الخارج‪ ،‬ولذا فإنها تفترض أن حد ملك الجار ُي ِ‬
‫كون زاوية‬
‫مع حائط الملك الذي توجد فيه الفتحات‪ ،‬أو وجود ملك على مسافة بعيدة من الفتحات فال‬
‫يمكن رؤيته إال باالنحناء إلى خارج تلك الفتحات‪.4‬‬

‫ثاني ا‪ -‬شروط فتح المطل‪:‬‬

‫يشترط القانون المدني الجزائري لفتح المطالت أن يكون البناء المراد فتحها فيه‪ ،‬بعيداً‬
‫عن ملك الجار مسافة معينة يختلف قدرها بحسب نوع المطل‪ ،‬إذ يعد المطل المواجه أكثر‬
‫مضايقة للجار من المطل المنحرف لكونه يطل مباشرة على ملك هذا األخير‪ ،‬وهذا بخالف‬
‫المطل المنحرف الذي يحتاج الناظر منه إلى االلتفات يميناً أو شماالً أو حتى االنحناء‪ ،‬لذلك‬
‫قيده المشرع بقيد أشد من المطل المنحرف‪ .5‬فقد نصت المادة (‪ )709‬من القانون المدني على‬
‫أنه‪ « :‬ال يجوز للجار أن يكون له على جاره مطل مواجه على مسافة تقل عن مترين‪ ،‬وتقاس‬
‫المسافة من ظهر الحائط الذي يوجد به المطل أو من الحافة الخارجية للشرفة أو من النتؤ»‬
‫فهذا النص يقيد حق المالك في فتح المطالت المواجهة بأن تكون على بعد ال يقل عن مترين‬
‫(‪ 2‬م) من ملك الجار‪ ،‬وتقاس هذه المسافة كما هو وارد بالنص من ظهر الحائط الذي يوجد‬
‫فيه المطل إذا كان المطل نافذة‪ ،‬أو من الحافة الخارجية للمطل إذا كان عبارة عن شرفة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫أما بالنسبة للمطالت المنحرفة فإن المادة (‪ )710‬من القانون المدني الجزائري تنص‬
‫على أنه‪ «:‬ال يجوز أن يكون لجار على جاره مطل منحرف على مسافة تقل عن ستين (‪)60‬‬
‫سنتيمت اًر من حرف المطل» فالمسافة الواجب مراعاتها في فتح المطالت المنحرفة ‪ -‬طبقاً لهذا‬
‫النص ‪ -‬هي (‪ )60‬سنتيمت اًر وتحسب من حرف المطل المنحرف إلى ملك الجار‪.‬‬

‫وجملة القول أن المطل مواجهاً كان أو منحرفاً البد في فتحه من التقيد بالمسافة‬
‫القانونية‪ ،‬وذلك مهما كانت حالة العقار المجاور‪ ،‬بناء أو أرضاً فضاء‪ ،‬كما أنه ال عبرة‬
‫باتساع المطل ما دام قد روعي في فتحه التقيد بالمسافة القانونية المسموحة(‪ .)6‬غير أن هناك‬
‫حاالت يجوز فيها فتح المطالت دون مراعاة المسافة التي يشترطها القانون‪ ،‬والتي يمكن‬
‫حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫إذا كان المطل المنحرف مواجهاً في الوقت ذاته للطريق العام‪ ،‬وهذا ما نصت عليه‬ ‫أ‪.‬‬
‫المادة (‪ )710‬من القانون المدني الجزائري بقولها‪... «:‬على أن هذا التحريم يبطل إذا كان‬
‫هذا المطل المنحرف على العقار المجاور هو في الوقت ذاته مطل مواجه للطريق العام»‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن المالك إذا فتح مطالً مواجهاً على الطريق العام‪ ،‬وكان هذا المطل يعد في‬
‫الوقت ذاته مطالً منحرفاً بالنسبة لملك الجار‪ ،‬فإن فتح المطل في هذه الحالة ال يتقيد بمسافة‬
‫معينة من ملك الجار من أي من جانبي المطل‪.7‬‬
‫ومرد هذا الحكم هو أن الطريق العام مخصص للمنفعة العامة بما يمكن الجميع من‬
‫االشتراك في االنتفاع به واإلطالل عليه خاصة‪ ،8‬وبالتالي تسري عليه القواعد المنظمة‬
‫الستغالل المرافق العامة‪ ،‬وليس في حاجة إلى قيد المسافة‪ .‬وينبغي مالحظة أن هذا النص‬
‫قد ورد بشأن المطل المنحرف الذي يكشف عقا اًر مملوكاً ملكية خاصة‪ ،‬وال حاجة لمثل هذا‬
‫النص في شأن المطل المواجه للطريق العام إذا لم يكن مطالً منحرفاً كاشفاً لعقار مملوك‬
‫ملكية خاصة‪.9‬‬
‫األبواب ومداخل العقار‪ ،‬فهي التعد من قبيل المطالت؛ ألن الغرض منها ليس‬ ‫ب‪.‬‬
‫اإلطالل وإنما الدخول إلى العقار والخروج منه ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪11‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫إذا كان المطل ال يكشف من العقار المجاور إال حيطاناً مسدودة‪ ،‬ما لم تنهدم هذه‬ ‫ت‪.‬‬
‫الحيطان؛ فقد ذهب بعض شراح القانون إلى أنه ال يخضع لقيد المسافة‪ ،‬ألن الغرض من ترك‬
‫المسافة هو منع النظر ولما كان ممتنعاً فال مبرر للتقييد‪.11‬‬
‫في حالة الشيوع اإلجباري‪ :‬إذا كان العقاران المتجاوران يفصل بينهما أرض مشتركة‬ ‫ث‪.‬‬
‫بين المالكين‪ ،‬فإنه يجب التفرقة في شأنها بين الشيوع العادي والشيوع اإلجباري‪ ،‬فإن كان‬
‫الشيوع عادياً تعين على من يفتح مطالً من المالكين أن يراعي المسافة القانونية من حد األرض‬
‫المشتركة المجاورة لعقاره وليس من منتصف هذه األرض‪ ،‬وإن كان الشيوع جبرياً ‪ -‬كما لو‬
‫كانت األرض المشتركة فناء أو طريقاً معداً الستعمال المالكين بشكل دائم ‪ -‬فإن قيد المسافة‬
‫يرتفع‪ ،‬بشرط أال يقل عرض هذه األرض عن المسافة القانونية‪ ،‬وأال يتعارض فتح المطل مع‬
‫الغرض الذي خصصت له‪.12‬‬

‫يتضح من كل ما تقدم أن فتح المطالت مع التقيد بالمسافة القانونية‪ ،‬ال يعتبر حق‬
‫ارتفاق لمنفعة العقار التي هي به‪ ،‬وإنما هو قيد قانوني وارد على الملكية العقارية مقرر‬
‫للمصلحة الخاصة بالمالك المتجاورين‪ .‬ويترتب على ذلك أن فتح المالك لمطل في بنائه‪ ،‬ال‬
‫يمنع جاره من البناء على حدود ملكه دون التقيد بمسافة معينة‪ ،‬طالما أنه ال يقوم بفتح مطالت‬
‫في بنائه‪ ،‬وال ُي َقبل ادعاء المالك اكتساب حق ارتفاق بالمطل على ملك الجار بمضي مدة‬
‫التقادم على فتح مطله‪ ،‬ليمنع بمقتضاه الجار من البناء على هذا النحو؛ ألن فتح المطل مع‬
‫مراعاة المسافة القانونية رخصة أو عمل من المباحات‪ ،‬فال يحمل معنى التعدي على ملك‬
‫الغير‪ ،‬وبالتالي ال يعد مبدأ لحيازة مؤهلة الكتساب حق ارتفاق بالتقادم‪.13‬‬

‫وينبغي التنبيه في األخير إلى أن قيد المسافة المذكور‪ ،‬يعد من القواعد العامة التي‬
‫تسري على كل مطل ال يخضع لقانون خاص‪ ،‬أما إذا وجد قانون خاص‪ ،‬فإن أحكام هذا‬
‫األخير هي التي تطبق في األماكن الخاضعة لحكمه‪ ،‬ومثال ذلك القانون رقم ‪ 29–90‬المتعلق‬
‫بالتهيئة والتعمير الذي ينص على مسافات مختلفة وهي أربعة (‪ )4‬أمتار بدل قيد المترين‬
‫المذكور في المادة (‪ )709‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬أثر مخالفة قيد المسافة في فتح المطل‪:‬‬

‫‪12‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫إذا خالف المالك قيد المسافة المذكور آنفاً‪ ،‬وقام بفتح مطالت دون مراعاة المسافات‬
‫القانونية‪ ،‬فإنه يكون بذلك قد قام بعمل فيه تعد على حقوق جاره مما يبيح له المطالبة بسده‪،‬‬
‫وال يكون الجار مطالباً بأن يثبت أنه قد أصابه ضرر معين من فتح المطل المخالف لقيد‬
‫المسافة؛ ألن مجرد فتح هذا المطل ينطوي على تعد عليه في ملكه‪.14‬‬

‫غير أنه ينبغي اإلشارة إلى أن المطل المخالف لقيد المسافة‪ ،‬إذا بقي مفتوحاً ودون‬
‫اعتراض على فتحه لمدة (‪ )15‬سنة‪ ،‬فإن صاحبه يكتسب حق ارتفاق بالمطل على ملك جاره‪،‬‬
‫وذلك بشرط أن يتضمن فتح هذا المطل معنى التعدي على ملك الجار بتحميله عبئاً استثنائياً‬
‫بالمطل عليه دون تقيد بالمسافة القانونية‪ ،‬وهو ما يفترض أنه ليس في فتحها أو تركها أية‬
‫مظنة للعفو أو التسامح من جانب الجار؛ ألن الحيازة ال تقوم على عمل يتحمله الغير على‬
‫سبيل التسامح‪.‬‬

‫ويترتب على اكتساب حق االرتفاق بالمطل‪ ،‬أن المالك يتحلل من قيد المسافة القانونية‪،‬‬
‫وذلك بحرمان الجار من طلب سد المطل المفتوح على أقل من هذه المسافة‪ ،‬وإلزامه هو بمراعاة‬
‫المسافة القانونية بين المطل والبناء الذي يقيمه‪ ،‬وذلك على طول البناء الذي فتح فيه المطل‪،15‬‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )2/709‬بقولها‪ « :‬وإذا كسب أحد بالتقادم الحق في مطل مواجه‬
‫لملك الجار على مسافة تقل عن مترين‪ ،‬فال يجوز لهذا الجار أن يبني على مسافة تقل عن‬
‫مترين تقاس بالطريقة السابق بيانها أعاله‪ ،‬وذلك على طول البناء الذي فتح فيه المطل»‪.‬‬
‫وعليه فإن كسب ارتفاق المطل بالتقادم يؤدي إلى نقل عبء التقيد بالمسافة القانونية من العقار‬
‫ط ِل عليه؛ بمعنى أن مالك العقار المجاور إذا أراد البناء على حدود ملكه‬
‫الم َ‬ ‫ِِ‬
‫المطل إلى العقار ُ‬
‫ُ‬
‫فعليه أن يرتد ببنائه في ملكه بالقدر الذي تتوفر فيه المسافة القانونية أمام هذا المطل‪ ،‬وذلك‬
‫على طول البناء الذي فتح فيه هذا المطل‪.16‬‬

‫المكتسب بالتقادم – سواء أكان مواجهاً أو منحرفاً ‪ -‬إذا كان‬


‫َ‬ ‫ومن هنا فإن المطل‬
‫مفتوحاً على حدود الملك دون ترك أي مسافة‪ ،‬وأراد الجار أن يبني في ملكه‪ ،‬فيجب عليه أن‬
‫يبتعد عن هذا المطل إلى حد المسافة القانونية لكي يحقق المطل الفائدة المبتغاة منه‪ ،‬والقول‬
‫بغير ذلك يتعارض مع معنى االرتفاق‪ ،‬إذ هو تكليف على العقار المرتفق به ويحقق منفعة‬

‫‪13‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫للعقار المخدوم‪ ،‬فإذا مكن الجار من البناء حتى يحجب المطل فال يكون هناك معنى لبقاء‬
‫حق االرتفاق الذي كسب بالتقادم‪ .17‬وإذا انهدم البناء الذي فتح فيه هذا المطل فإن االرتفاق‬
‫ال يزول‪ ،‬فيجوز لصاحبه أن يعيد فتح المطل عند إعادة البناء‪ ،‬وبنفس المدى السابق دون‬
‫زيادة‪ ،‬وذلك ما لم تكن قد مضت مدة التقادم بين هدم البناء وإعادة بنائه؛ ألن حق االرتفاق‬
‫بالمطل يكون قد زال بعدم االستعمال لمدة طويلة‪.18‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المالك الذي يكتسب بالتقادم حق ارتفاق بالمطل على ملك جاره‪،‬‬
‫ال يجوز له فتح مطل آخر استناداً إلى هذا الحق‪ ،‬فإذا كان قد اكتسب بالتقادم حق المطل من‬
‫نافذة واحدة‪ ،‬فال يحق له أن يفتح نافذة أخرى‪ ،‬وإذا اكتسب بالتقادم مطالً في طابق معين‪ ،‬فال‬
‫يحق له أن يفتح مطالً آخر في طابق غيره‪ ،‬إال أنه يجوز لهذا المالك أن يوسع من فتحة مطله‬
‫المكتسب بالتقادم وذلك ألن القانون لم يضع قيداً معيناً على سعة المطل‪.19‬‬

‫‪ -2-1‬الفرع الثاني‪ :‬القيود الخاصة بفتح المناور في القانون المدني الجزائري‬


‫يقصد بالمناور الفتحات التي تسمح بمرور الهواء والضوء دون النظر من خاللها‬
‫إلى عقار الجار‪ ،‬الرتفاعها عن القامة العادية لإلنسان‪ .20‬وقد نصت عليها المادة (‪ )711‬من‬
‫القانون المدني الجزائري بقولها‪ " :‬ال تشترط أية مسافة لفتح المناور التي تقام من ارتفاع مترين‬
‫من أرض الغرفة التي يراد إنارتها‪ ،‬وال يقصد بها إال مرور الهواء ونفاذ النور دون أن يمكن‬
‫االطالع منها على العقار المجاور"‬

‫يتضح من هذا النص أن القيد في المناور هو في االرتفاع ال في المسافة‪ ،‬فال يشترط‬


‫لفتحها أن يترك المالك أية مسافة كما هو الشأن بالنسبة للمطالت‪ ،‬غير أنه يجب أن تفتح‬
‫على ارتفاع ال يقل عن المترين من أرض الغرفة المراد إنارتها وتهويتها‪ ،‬وهو االرتفاع الذي‬
‫قدر المشرع الجزائري أنه يفيد المالك من جهة وال يؤذي الجار من جهة أخرى‪ ،21‬والعبرة بتوافر‬
‫االرتفاع القانوني من ناحية أرض المالك الذي فتح المنور بصرف النظر عن مستوى ارتفاع‬
‫األمالك المجاورة‪ .‬وعلى ذلك فإن للمالك فتح منور في الحائط الذي يبنيه على الحد الفاصل‬
‫بينه وبين جاره دون أن يترك أي ة مسافة ما دام أنه التزم أحكام المادة المذكورة فجعل قاعدة‬
‫المنور على ارتفاع مترين من أرض الغرفة‪.22‬‬

‫‪14‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫وفتح المنور مع مراعاة قيد االرتفاع القانوني يعد رخصة أو عمالً من المباحات‪ ،‬وال‬
‫يصلح أساساً للحيازة وال للتملك بالتقادم المكسب‪ ،‬فمهما طال األمد على فتح المنور فإن‬
‫صاحبه ال يكسب أي حق من حقوق االرتفاق على عقار جاره‪ ،‬فيكون لهذا األخير دائماً الحق‬
‫في إقامة بناء بواجهة صماء على الخط الفاصل ما بين العقارين‪ ،‬رغم أن ذلك يؤدي إلى سد‬
‫المنور المفتوح‪.23‬‬

‫ومن الواضح أن حق المالك في فتح مناور‪ ،‬يخضع للقيد العام على استعمال الحقوق‬
‫وهو عدم التعسف في استعمالها‪ ،‬فإذا تعسف المالك في استعمال المنور كان للجار المطالبة‬
‫بسده‪ ،‬وذلك كأن يعتلي ما يمكنه من اإلطالل منه‪ ،‬أو إلقاء مخلفاته منه لتسقط في ملك‬
‫جاره‪ .24‬كما أنه قد يحدث وتكون المناور على السلم‪ ،‬مما يسهل على الصاعد النظر منها‬
‫إلى ملك الجار‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتبر المنور مطالً تجب إزالته؛ وذلك ألن القانون الجزائري‬
‫قيد المناور ‪ -‬عالوة على ارتفاع قاعدتها بمترين من أرض الغرفة ‪ -‬بعدم إمكان اإلطالل منها‬
‫على العقار المجاور‪.25‬‬

‫نستخلص مما سبق أن المنور إذا استوفى شرط االرتفاع ولم يحاول صاحبه أن يطل‬
‫منه على ملك الجار بطرق ملتوية‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك أمران‪ :‬األول‪ :‬ال يجوز لهذا الجار‬
‫أن يطلب سد المنور ألي سبب من األسباب‪ .‬واألمر الثاني‪ :‬أنه يجوز لهذا الجار أن يبني‬
‫على حدود ملكه حائطاً أصماً أو به مناور‪ ،‬وال يستطيع صاحب المنور األول أن يعترض‬
‫على ذلك‪ ،‬أو أن يطلب منع جاره من هذا البناء حتى ولو كان قد مضى على فتح المنور مدة‬
‫تزيد على الخمس عشرة سنة‪ .‬أما إذا لم تستوف المناور االرتفاع المقرر فإنها تعتبر مطالت‪،‬‬
‫يشترط فيها المسافة السابقة‪ ،‬كما أنه ال يجوز للجار االعتراض عليها أو المطالبة بسد الجزء‬
‫السفلي منها بما يمنع االطالل من خاللها‪.26‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الفقه اإلسالمي‬ ‫‪-2‬‬
‫تعد حقوق الجوار من األحكام واآلداب التي أعارها الشارع الحكيم أهمية كبيرة‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل الوصاية بإكرام الجار واإلحسان إليه ودفع األذى عنه‪ ،‬واجتناب أي تصرف يمكن‬

‫‪15‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫أن يكون فيه إضرار به‪ ،‬فهي حقوق تقوم على منع الضرر بالجار ضر اًر بيناً فاحشاً في سبيل‬
‫انتفاع أحد ال جارين بملكه‪ ،‬ومن ثم فهي تقييد النتفاع المالك بعقاره بقيد عدم االضرار بجاره‪.‬‬
‫ومن أهم حقوق الجوار التي يجب على المسلم أن يلتزم بها في عالقته بجاره‪ ،‬حفظ حرمة‬
‫الجار وستر عياله‪ ،‬ويكون ذلك بالجدار الساتر وبالنافذة التي ال يطل منها الجار على حريم‬
‫جاره‪ .‬فقد ورد النهي عن الكشف واالطالع على عورات المسلمين في نصوص كثيرة من‬
‫آمُنوا َال تَ ْد ُخلُوا ُبُيوتًا َغ ْي َر ُب ُيوِت ُك ْم َحتَّى‬ ‫الكتاب والسنة‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪ ﴿ :‬ياأَي َّ ِ‬
‫ين َ‬‫ُّها الذ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ون‪ ،﴾‬يقول السعدي في تفسير هذه‬ ‫َهلِ َها َذلِ ُك ْم َخ ْيٌر َل ُك ْم َل َعَّل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْستَأْن ُسوا َوتُ َسل ُموا َعَلى أ ْ‬
‫اآلية‪ « :‬يرشد الباري عباده المؤمنين‪ ،‬أن ال يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم بغير استئذان‪ ،‬فإن في‬
‫ذلك عدة مفاسد‪ :‬منها ما ذكره الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬حيث قال‪ " :‬إنما ُجعل االستئذان‬
‫من أجل البصر " فبسبب اإلخالل به‪ ،‬يقع البصر على العورات التي داخل البيوت‪ ،‬فإن البيت‬
‫لإلنسان في ستر عورة ما وراءه‪ ،‬بمنزلة الثوب في ستر عورة جسده»‪.‬‬

‫ف َب ْي ٍت َحتَّى َي ْستَأ ِْذ َن ‪،‬‬‫ظر ِإَلى جو ِ‬


‫َْ‬ ‫ِئ ُم ْسلِ ٍم أ ْ‬
‫َن َي ْن ُ َ‬
‫ومن السنة‪ :‬قول النبي ﷺ ‪ « :‬الَ َي ِح ُّل ِالمرٍ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫َن َيْفَقُئوا‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ل‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ق‬‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ي‬‫غ‬‫ب‬ ‫م‬‫ٍ‬ ‫و‬‫ق‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫َفِإ ْن َف َع َل َفَق ْد َد َخ َل» ‪ .‬وقال أيضاً‪َ « :‬م ْن َ َ‬
‫ع‬ ‫ل‬ ‫اط‬ ‫‪27‬‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ ْ ْ َ َ ْ َ َّ َ ُ ْ ْ‬
‫َع ْي َنه»‪.28‬‬
‫يتبين من هذه النصوص أن الشريعة اإلسالمية تنهى عن االطالع على عورات‬
‫المسلمين في مساكنهم‪ ،‬ألن المحافظة على خصوصية الناس‪ ،‬وحفظ العورات والستر والعفاف‬
‫هي من أهم المقاصد المرجوة من بناء المساكن‪ .‬وبالجملة فإن للفقهاء آراء متباينة في حكم‬
‫تصرف اإلنسان في ملكه بما يضر بجاره كفتح كوة‪ 29‬تشرف على الجار‪ ،‬فذهب بعضهم إلى‬
‫جوازه‪ ،‬وذهب بعضهم إلى منعه‪ ،‬وفصل آخرون الحكم في ذلك‪ ،‬وفيما يلي سنبين آراء فقهاء‬
‫المذاهب األربعة في هذه المسألة‪:‬‬

‫أوالا – مذهب الحنفية‪ :‬ذهب المتقدمون من فقهاء الحنفية‪ ،‬إلى القول بأن لصاحب الملك‬
‫أن يفعل في ملكه ما يشاء‪ ،‬وال يرون تقييده في ملكه ألجل مصلحة جاره؛ ألن مقتضى الملك‬
‫التام أن يكون للمالك االختيار في انتفاعه بملكه على الوجه الذي يريد ما دام خالصاً من‬
‫تعلق حق غيره به‪ ،‬وعلى ذلك يكون للمالك أن يصنع في عقاره ما شاء من غير قيد وال شرط‬
‫وإن أضر بجاره‪ ،‬فله فتح ما شاء من النوافذ في بيته ولو كانت تطل على منزل جاره‪ ،‬وليس‬
‫للجار حق المنع من ذلك إنما عليه أن يبني ما يستر جهته وهذا هو القياس وظاهر المذهب‪.30‬‬

‫‪16‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫أما الفقهاء المتأخرين من الحنفية فيرون منع المالك من التصرف في ملكه إذا كان‬
‫يضر بجاره ضر اًر فاحشاً‪ ،‬ال فرق في ذلك بين القديم والحديث؛ وسندهم في هذا المنع‪،‬‬
‫االستحسان ألجل المصلحة‪ .‬وعلى ذلك يمنع المالك من فتح طاقة يشرف منها على جاره‬
‫وعياله؛ ألن هذا يعد ضر اًر فاحشاً‪ ،‬أما إذا كانت النافذة للضوء فقط فال يمنع‪ ،‬كما لو كانت‬
‫الكوة مرتفعة عن أرض الغرفة مقدار قامة اإلنسان‪.31‬‬

‫وقد أخذت مجلة األحكام العدلية بهذا القول‪ ،‬فنصت في المادة (‪ )1202‬على ذلك‬
‫بأن‪ « :‬رؤية المحل الذي هو مقر النساء كالمطبخ وباب البئر وصحن الدار يعد ضر اًر‬
‫فاحشاً‪ .»...‬وجاء في المادة (‪ )1203‬أنه‪ «:‬إذا كانت نافذة في محل أعلى من قامة اإلنسان‬
‫فليس لجاره أن يطلب سدها الحتمال أنه يضع سلماً وينظر إلى مقر نساء ذلك الجار»‪ .‬وعلى‬
‫ذلك‪ ،‬فإن لكل جار أن يحدث نافذة في ملكه في موضع أعلى من قامة اإلنسان وليس لجاره‬
‫منعه‪ ،‬أما إذا وضع صاحب النافذة سلماً ونظر من غير إخبار إلى مقر نساء جاره أكثر من‬
‫مرة فالظاهر أن القاضي يعزر صاحب النافذة ويمنعه من ذلك ولكن ال يؤمر بسد النافذة‪.32‬‬

‫ثانيا – مذهب المالكية‪ :‬يرى جمهور الفقهاء المالكية منع المالك من فتح نافذة يشرف منها‬
‫على جاره‪ ،‬فإن فتح شيئاً من ذلك تعين عليه سده‪ ،‬أما إذا كانت الفتحة عالية بحيث ال يمكن‬
‫التطلع منها على الجار إال بالصعود على سلم وشبهه‪ ،‬فإنه ال يمنع من إحداثها‪ ،‬وال يقضى‬
‫بسدها‪ .‬وذلك لما روي أن عمر بن الخطاب سئل عن رجل أحدث غرفة على جاره ففتح عليه‬
‫كوى‪ ،‬فكتب إليه عمر في ذلك أن يوضع وراء تلك الكوى سري اًر ويقوم عليه رجل‪ ،‬فإن كان‬
‫ينظر إلى ما في دار جاره منع من ذلك‪ ،‬وإن كان ال ينظر لم يمنع من ذلك‪.33‬‬

‫غير أن القول المشهور في المذهب هو المنع مطلقاً‪ ،‬ولو كانت الكوة عالية بحيث ال‬
‫يمكن االطالع منها على الجار إال بالسلم أو الوقوف على سرير ونحوه‪ ،34‬وذلك لعموم حديث‪:‬‬
‫"ال ضرر وال ِ‬
‫ض َرار" ‪ .‬وهذا القول هو المعمول به‪ ،‬وذلك بشروط‪:‬‬ ‫ََ‬
‫أن تكون النافذة تطل على دار‪ ،‬بخالف ما يطل على المزارع‪ ،‬فال يمنع من فتح‬ ‫‪.1‬‬
‫النوافذ المشرفة عليها اتفاقاً‪ ،‬واختلف فيما يطل على الجنان والبساتين التي جرت العادة بالترداد‬
‫عليها باألهل ولو في بعض األوقات‪ ،‬فقيل بالجواز‪ ،‬وقيل بالمنع وهو المعتمد‪.35‬‬

‫‪17‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫أن تكون النافذة قريبة بحيث إذا نظر منها الناظر إلى دار جاره تبين له األشخاص‬ ‫‪.2‬‬
‫والوجوه‪ ،‬ويعرف الذكر من األنثى والحسن من القبيح‪ ،‬فإن كان ال يتبين له ذلك منها‪ ،‬فإنه ال‬
‫يمنع منها وال يؤمر بإزالتها‪ ،‬النتفاء الضرر‪.36‬‬
‫أن تكون النافذة حديثة‪ ،‬بخالف القديمة فإنه ال يقضى بسدها على المعمول به‪ ،‬إال‬ ‫‪.3‬‬
‫أنه يمنع على المالك أن يطلع منها على جاره‪ ،‬ويجب عليه للتحفظ على دينه أن يتطوع‬
‫بسدها‪.37‬‬

‫وأما صفة سد النافذة أو الكوة الممنوعة إذا فتحت‪ ،‬فالمعتمد الذي به العمل أنه يجب‬
‫سدها وتغيير معالمها بإزالة آثارها وكل ما يدل عليها‪ ،‬وال يكفي سد ظاهرها مع بقاء شكلها؛‬
‫ألنه يمكن أن يكون في المستقبل ذريعة ألن يدعي صاحبها أنها قديمة ويطالب بفتحها‪.38‬‬

‫ثالث ا ‪ -‬مذهب الشافعية‪ :‬يرى الشافعية أنه يجوز للمالك أن يفتح النوافذ لالستضاءة وغيرها‬
‫كيفما شاء‪ ،‬سواء أكانت في أعلى الجدار أم في غير أعاله‪ ،‬حتى ولو أشرفت على جاره‬
‫وحريمه؛ وذلك ألنه تصرف في ملكه‪ ،‬غير أن صاحب النافذة يحرم عليه االطالع منها على‬
‫جاره ‪ ،‬ويمكن للجار أن يدفع الضرر عن نفسه ببناء سترة أمام النافذة‪ ،‬ولو أدى ذلك إلى‬
‫تضرر صاحب النافذة بمنع الضوء والنظر من خاللها‪.39‬‬

‫رابعا ‪ -‬مذهب الحنابلة‪ :‬ذهب الحنابلة إلى أن فتح الكوة واألبواب لإلشراف على حريم‬
‫الجار‪ ،‬ممنوع ويقضى بسد ذلك‪ ،‬أما إن كانت ال تشرف عليه فال مانع من فتحها‪ .40‬وحول‬
‫هذا المعنى يقول السيوطي‪ «:‬وال يلزم األعلى سد طاقة إذا لم ينظر منها ما يحرم نظره من‬
‫جهة جاره؛ إذ ال ضرر فيها على الجار حينئذ‪ ،‬فإن رأى ذلك منها لزمه سترها»‪.41‬‬
‫وقد ذكر ابن رجب في شرحه لحديث "ال ضرر وال ِ‬
‫ض َرار"‪ ،‬أن المراد بالضرر‪ ،‬هو‬ ‫ََ‬
‫الضرر بغير حق وهو على نوعين‪ ... «:‬النوع الثاني‪ :‬أن يكون له غرض صحيح مثل أن‬
‫يتصرف في ملكه بما فيه مصلحة له فيتعدى ذلك إلى ضرر غيره ‪ ...‬إن كان على الوجه‬
‫المعتاد ففيه للعلماء قوالن مشهوران ‪ ...‬الثاني‪ :‬المنع‪ ،‬وهو قول أحمد ووافقه مالك في بعض‬
‫الصور‪ ،‬فمن صور ذلك‪ :‬أن يفتح كوة في بنائه العالي مشرفة على جاره‪ ،‬أو يبني بناء عالياً‬
‫يشرف على جاره وال يستره فإنه ُيلزم بستره‪ ،‬نص عليه أحمد ووافقه طائفة من أصحاب‬
‫الشافعي»‪.42‬‬

‫‪18‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫وقد أشار صاحب مجلة األحكام الشرعية إلى هذا الحكم في المادة (‪ )1683‬بقوله‪« :‬‬
‫من كانت له منافذ في داره يرى منها ما يحرم نظره من جهة جاره لزمه سدها‪ ،‬أما إذا لم ير‬
‫منها ذلك ال يلزم بسدها»‪.43‬‬

‫نخلص مما سبق أنه يوجد في الفقه اإلسالمي رأيان حول مسألة فتح النوافذ إذا كانت‬
‫تشرف على الجار‪ ،‬أولهما‪ :‬عدم جواز فتح هذه النوافذ‪ ،‬وإلى هذا ذهب متأخرو الحنفية‬
‫وجمهور المالكية والحنابلة‪ .‬وثانيهما‪ :‬جواز فتح النوافذ‪ ،‬وهو قول متقدمو الحنفية والصحيح‬
‫عند الشافعية‪.‬‬
‫والقول الذي نراه راجحاً هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬ويعض‬
‫الحنفية؛ الذين يرون أن الكوى أو النوافذ التي تسمح بمرور الضوء والهواء فقط دون إمكان‬
‫اإلطالل منها‪ ،‬وذلك بأن تكون مرتفعة عن أرض الغرفة بمقدار قامة اإلنسان‪ ،‬ال مانع من‬
‫فتحها وال ُيقضى بسدها‪ ،‬خالفاً لتلك التي تسمح باالطالع على الجار‪ ،‬فإنه يمنع من فتحها‪،‬‬
‫وذلك ألن هذا القول هو األقرب إلى اإلنصاف والعدالة‪ ،‬وألن الحكمة من فرض هذه القيود‬
‫هي حماية الجار ومنع الضرر عنه فيكون من األنسب عدم بسطها على كل أنواع النوافذ دون‬
‫تمييز وانما قصرها على تلك التي يتحقق من وراء فتحها مضايقة الجار فحسب‪ ،‬وهذا هو‬
‫الرأي الذي أخذ به القانون المدني الجزائري مع االختالف في التسمية‪ ،‬فاألولى تسمى مناور‬
‫والثانية سماها مطالت‪ ،‬فهو كذلك يميز بين الفتحات أو النوافذ طبقاً للغرض من فتحها إلى‬
‫مطالت يقصد بها أساساً النظر واالطالل ومناور يقصد بها مجرد التهوية‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل هذا البحث تم التوصل إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬يميز القانون المدني الجزائري بين الفتحات طبقاً للغرض من فتحها إلى مطالت يقصد بها‬
‫أساساً النظر واالطالل إلى الخارج‪ ،‬ومناور ال يقصد منها إال مرور الهواء ونفاذ النور‪،‬‬
‫بحيث تكون على ارتفاع ال يستطاع معه اإلطالل منها على ملك الجار‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫أما الفقه اإلسالمي فرغم أنه لم يستعمل مصطلح المطالت والمناور‪ ،‬إال أنه يمكن‬
‫القول بأن ما ورد في القانون المدني الجزائري‪ ،‬يتفق مع الراجح من أقوال الفقهاء‪ ،‬وهو ضرورة‬
‫التفرقة بين الفتحات التي تسمح بالنظر واالطالع على ملك الجار‪ ،‬وبين الفتحات التي ال‬
‫ويقضى بسده‪ ،‬أما النوع الثاني فغير ممنوع‪.‬‬
‫تسمح بذلك‪ ،‬فالنوع األول من هذه الفتحات ممنوع ُ‬

‫‪ .2‬إن القانون المدني الجزائري يلزم المالك الذي يريد فتح مطل في ملكه باالبتعاد عن حدود‬
‫ملك جاره مسافة معينة‪ ،‬وهذا من شأنه أن يحد من المضايقات التي يمكن أن تنشأ بسبب‬
‫وجود هذا المطل‪ ،‬في حين تجنب النص على مسافة معينة لفتح المناور‪ ،‬ولكنه أوجب‬
‫أن تكون على ارتفاع مترين من أرضية الغرفة‪.‬‬

‫أما الفقه اإلسالمي فلم يشترط مسافة معينة لفتح المطالت وال لفتح المناور بل ترك‬
‫األمر للعرف‪ ،‬على أنه ال مانع شرعاً من أن يقوم ولي األمر ممثالً في الجهات المختصة‬
‫من تقييد ذلك بحدود معينة‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫أوالا‪ -‬كتب الفقه اإلسالمي‬


‫‪ .1‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬أبو عبد هللا بن عبد الرحمن أبي زيد‪ :‬النوادر والزيادات‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪.1999 ،‬‬
‫‪ .2‬ابن الرامي‪ :‬اإلعالن بأحكام البنيان‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ .3‬ابن الهمام‪ ،‬كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراسي ثم السكندري‪ :‬فتح القدير‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2003 ،‬‬
‫‪ .4‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين‪ :‬رد المحتار على الدر المختار‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬دار عالم‬
‫الكتب‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية‪.2003 ،‬‬
‫‪ .5‬ابن قدامة موفق الدين‪ :‬المغني‪ ،‬ط‪ ،3‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‪ -‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪.1997 ،‬‬

‫‪20‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫‪ .6‬الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب‪ :‬المنتقى في شرح موطأ مالك‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪.1999 ،‬‬
‫‪ .7‬البخاري‪ :‬األدب المفرد‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .8‬التسولي‪ ،‬أبي الحسن علي بن عبد السالم‪ :‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ .9‬حيدر علي‪ :‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض ـ‬
‫المملكة العربية السعودية‪.2003 ،‬‬
‫الرملي‪ ،‬شمس الدين محمد بن أبي العباس‪ :‬نهاية المحتاج‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الكتب العلمية‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‪.2003 ،‬‬
‫الزرقاني‪ ،‬عبد الباقي بن يوسف بن أحمد‪ :‬شرح مختصر خليل‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتب‬ ‫‪.11‬‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪.2002 ،‬‬
‫السيوطي‪ ،‬مصطفى بن سعد بن عبده‪ :‬مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫ط‪ ،2‬المكتب اإلسالمي‪.1994 ،‬‬
‫الشربيني‪ ،‬شمس الدين محمد بن الخطيب‪ :‬مغني المحتاج‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ -‬لبنان‪.1997 ،‬‬
‫القاري أحمد بن عبد هللا‪ :‬مجلة األحكام الشرعية‪ ،‬ط‪ ،3‬مطبوعات تهامة‪ ،‬جدة –‬ ‫‪.14‬‬
‫المملكة العربية السعودية‪.2005 ،‬‬
‫الكاساني‪ ،‬عالء الدين أبو بكر بن مسعود‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.15‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪.1989 ،‬‬
‫مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪.1998‬‬
‫النووي‪ :‬روضة الطالبين‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض – المملكة العربية‬ ‫‪.17‬‬
‫السعودية‪.2003 ،‬‬

‫‪21‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫كتب القانون‬

‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية – مصر‪،‬‬


‫أبو السعود رمضان‪ :‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪،‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪2004‬‬

‫‪ .2‬بلحاج العربي‪ :‬الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .3‬توفيق فرج حسين‪ :‬الحقوق العينية األسلية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‬
‫– لبنان‪( ،‬دون سنة الطبع)‪.‬‬
‫النشر والطبع للمؤلف‪.2000 ،‬‬
‫الجمال مصطفى‪ :‬نظام الملكية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪،‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ز اررة عواطف‪ :‬التزامات الجوار في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2011‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ .6‬السنهوري عبد الرزاق‪ :‬الوسيط في شرح القانون المدني‪(،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪( ،‬دون سنة الطبع)‪.‬‬
‫‪ .7‬سوار محمد وحيد الدين‪ :‬حق الملكية في ذاته‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ -‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ .8‬الصده عبد المنعم فرج‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪( ،‬دون سنة الطبع)‪.‬‬
‫‪ .9‬عامر عبد العزيز‪ :‬دروس في حق الملكية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪( ،‬دون سنة الطبع)‪.‬‬
‫‪ .10‬قاسم محمد حسين‪ :‬موجز الحقوق العينية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشو ارت الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت –‬
‫لبنان‪.2005 ،‬‬
‫‪ .11‬كيرة حسن‪ :‬الموجز في أحكام القانون المدني(الحقوق العينية األصلية‪ ،‬أحكامها‬
‫ومصادرها)‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية – مصر‪( ،‬دون رقم‬
‫الطبعة)‪.‬‬
‫‪ .12‬نبيل إبراهيم سعد‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪( ،‬دون رقم الطبعة)‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪.2001 ،‬‬
‫نصوص قانونية‬

‫‪22‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫‪ .1‬األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 20‬رمضان ‪1395‬هـ الموافق ل ـ ‪ 26‬سبتمبر ‪1975‬م ــ‪،‬‬


‫المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫مقاالت‬

‫‪ .1‬عمورة حكيمة‪ :‬مفهوم حق المطل كقيد على الملكية العقارية الخاصة وتأثير تقريره على‬
‫سلطات المالك‪ ،‬مقال مقدم إلى الملتقى الوطني حول الملكية العقارية والقيود الواردة‬
‫عليها في التشريع الجزائري‪ ،‬تنظيم جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬بقالمة‪ ،‬يومي ‪ 25‬و ‪26‬‬
‫سبتمبر ‪ ،2013‬ص‪.202‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ف‪.‬‬
‫الشرفة‪ :‬أعلى الشيء‪ .‬ويقصد بها هنا‪ ،‬بناء خارج من البيت يستشرف منه على ما حوله‪ ،‬وجمعها ُش َر ٌ‬
‫المعجم الوسيط‪ ،‬ص‪.480‬‬
‫‪ 2‬ز اررة عواطف‪ ،‬التزامات الجوار في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.146‬‬
‫‪ 3‬توفيق حسن فرج‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ 4‬نبيل إبراهم سعد‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪ ،2001 ،‬ص‪96‬؛ توفيق‬
‫حسن فرج‪ ،‬الحقوق العينية االصلية‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ 5‬عمورة حكيمة‪ ،‬مفهوم حق المطل كقيد على الملكية العقارية الخاصة وتأثير تقريره على سلطات المالك‪ ،‬مقال‬
‫مقدم إلى الملتقى الوطني حول الملكية العقارية والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري‪ ،‬تنظيم جامعة ‪ 8‬ماي‬
‫‪ 1945‬بقالمة‪ ،‬يومي ‪ 25‬و ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،2013‬ص‪.202‬‬
‫‪ 6‬عامر عبد العزيز‪ ،‬دروس في حق الملكية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ 7‬قاسم محمد حسين‪ ،‬موجز الحقوق العينية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت – لبنان‪ ،2005 ،‬ص‪.90‬‬

‫‪ 8‬كيرة حسن‪ ،‬الموجز في أحكام القانون المدني(الحقوق العينية األصلية‪ ،‬أحكامها ومصادرها)‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية – مصر‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ 9‬السنهوري عبد الرزاق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.782‬‬
‫‪ 10‬أبو السعود رمضان‪ ،‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية – مصر‪2004 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪11‬الجمال مصطفى‪ ،‬نظام الملكية‪ ،‬النشر والطبع للمؤلف‪ ،2000 ،‬ص‪.247‬‬

‫‪23‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫المركز الجامعي علي كافي تندوف – الجزائر‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية‬

‫‪ 12‬الصده عبد المنعم فرج‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ص‪128‬؛ زيدان‬
‫زكي زكي حسين‪ ،‬حدود المسؤولية عن مضار الجوار في الشريعة اإلسالمية والقانون المدني‪ -‬دراسة مقارنة‪،‬‬
‫دار الكتاب القانوني‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪ 13‬كيرة حسن‪ ،‬الموجز في أحكام القانون المدني‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪ 14‬ز اررة عواطف‪ ،‬التزامات الجوار في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ص‪.148‬‬

‫‪ 15‬بلحاج العربي‪ ،‬الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2016 ،‬ص‪131‬؛ أبو‬
‫السعود رمضان‪ ،‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ 16‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪97‬؛ الصده عبد المنعم فرج‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪،‬‬
‫ص‪.630‬‬
‫‪ 17‬عامر عبد العزيز‪ ،‬دروس في حق الملكية‪ ،‬ص‪84‬؛ الجمال مصطفى‪ :‬نظام الملكية‪ ،‬ص‪.248‬‬
‫‪ 18‬السنهوري عبد الرزاق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪787‬؛ نبيل إبراهيم سعد‪ :‬الحقوق العينية‬
‫األصلية‪ ،‬ص‪.97‬‬
‫‪ 19‬أبو السعود رمضان‪ ،‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ 20‬الجمال مصطفى‪ ،‬نظام الملكية‪ ،‬ص‪248‬؛ كيرة حسن‪ :‬الموجز في أحكام القانون المدني‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫‪ 21‬بلحاج العربي‪ ،‬الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري‪ ،‬ص‪.133‬‬


‫‪ 22‬توفيق حسن فرج‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪170‬؛ عامر عبد العزيز‪ ،‬دروس في حق الملكية‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ 23‬كيرة حسن‪ ،‬الموجز في أحكام القانون المدني‪ ،‬ص‪119‬؛ السنهوري عبد الرزاق‪ ،‬الوسيط في شرح القانون‬
‫المدني‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪790‬؛ أبو السعود رمضان‪ :‬الوجيز في الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ 24‬الجمال مصطفى‪ ،‬نظام الملكية‪ ،‬ص‪245‬؛ نبيل إبراهيم سعد‪ :‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪ 25‬عامر عبد العزيز‪ ،‬دروس في حق الملكية‪ ،‬ص‪89‬؛ توفيق حسن فرج‪ ،‬الحقوق العينية األصلية‪ ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ 26‬زيدان زكي زكي حسين‪ ،‬حدود المسؤولية عن مضار الجوار في الشريعة اإلسالمية والقانون المدني‪ ،‬ص‪.212‬‬

‫‪ 27‬أخرجه البخاري‪ ،‬األدب المفرد‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة المعارف‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية‪ ،1998 ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.613‬‬
‫‪ 28‬أخرجه مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬بيت األفكار الدولية‪ ،‬الرياض – المملكة العربية السعودية‪ ،1998 ،‬ص‪.890‬‬
‫‪ 29‬الكوة ‪ -‬بالفتح والضم مع تشديد الواو ‪ -‬في اللغة هي فتحة في الجدار يدخل منها الهواء والضوء‪ ،‬أي‬
‫النوافذ‪ .‬المعجم الوسيط‪ ،‬ص‪.806‬‬
‫‪ 30‬السرخسي‪ ،‬المبسوط‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيروت ـ لبنان‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪21‬؛ الكاساني‪ ،‬عالء الدين أبو بكر بن‬
‫مسعود‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت ‪-‬لبنان‪ ،1989 ،‬ج‪ ،8‬ص‪.509‬‬

‫‪24‬‬ ‫جوان ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬


‫د‪ .‬بلخير حمداني‬
‫القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الق انون المدني الجزائري والفقه اإلسالمي‬

‫‪ 31‬ابن عابدين‪ ،‬محمد أمين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض – المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،2003 ،‬ج‪ ،8‬ص‪153‬؛ ابن الهمام‪ ،‬كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراسي ثم السكندري‪ :‬فتح‬
‫القدير‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،2003 ،‬ج‪ ،7‬ص‪.306‬‬
‫‪ 32‬حيدر علي‪ :‬درر الحكام شرح مجلة األحكام‪ ،‬طبعة خاصة‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض؛ـ المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،2003 ،‬ص‪.222‬‬
‫‪ 33‬الباجي‪ ،‬سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب‪ :‬المنتقى في شرح موطأ مالك‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‬
‫ـ لبنان‪ ،1999 ،‬ج‪ ،7‬ص‪405‬؛ ابن أبي زيد القيرواني ‪ ،‬أبو عبد هللا بن عبد الرحمن أبي زيد‪ :‬النوادر والزيادات‪،‬‬
‫دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،1999 ،‬ج‪ ،11‬ص‪.37‬‬
‫‪ 34‬اإلمام مالك بن أنس األصبحي‪ :‬المدونة الكبرى برواية سحنون‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪-‬لبنان‪،‬‬
‫‪ .1994‬ج‪ ،3‬ص‪.408‬‬
‫‪ 35‬ابن الرامي‪ ،‬اإلعالن بأحكام البنيان‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪ ،1999 ،‬ص‪76‬؛ الونشريسي‪ ،‬أبي‬
‫العباس أحمد بن يحيى‪ :‬المعيار المعرب‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية للمملكة المغربية‪ ،‬الرباط – المملكة‬
‫المغربية‪ ،1981 ،‬ج‪ ،8‬ص‪.451‬‬
‫‪ 36‬التسولي‪ ،‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت – لبنان‪ ،1998 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.560‬‬

‫‪ 37‬ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬النوادر والزيادات‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ 38‬؛ التطيلي‪ ،‬عيسى بن موسى‪ :‬كتاب الجدار‪ ،‬دار‬
‫روائع الكتب‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ ،1996 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 38‬الزرقاني‪ ،‬شرح الزرقاني على مختصر خليل‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ـ لبنان‪ ،2002 ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪114‬؛ ابن الرامي‪ ،‬اإلعالن بأحكام البنيان‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 39‬الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،2003 ،‬ج‪ ،4‬ص‪404‬؛ الشربيني‪ ،‬مغني‬
‫المحتاج‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪ ،1997 ،‬ج‪ ،2‬ص‪242‬؛ النووي‪ ،‬روضة الطالبين‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬الرياض‬
‫– المملكة العربية السعودية‪ ،2003 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.445‬‬
‫‪ 40‬ابن قدامة موفق الدين‪ ،‬المغني‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬ط‪ ،3‬الرياض‪.1997 ،‬ج‪ ،7‬ص‪.53‬‬
‫‪ 41‬السيوطي‪ ،‬مصطفى بن سعد بن عبده‪ :‬مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫الرياض‪ ،1994 ،‬ج‪ ،3‬ص‪.358‬‬
‫‪ 42‬ابن رجب‪ ،‬زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين‪ :‬جامع العلوم والحكم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ ،1999 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.217-212‬‬
‫‪ 43‬القاري أحمد بن عبد هللا‪ ،‬مجلة األحكام الشرعية‪ ،‬تهامة‪ ،‬ط‪ ،1‬جدة – المملكة العربية السعودية‪.1981 ،‬‬

‫‪25‬‬ ‫يونيو ‪ 2022‬م‪ ،‬ذو القعدة ‪ 1443‬هـ‬

You might also like