Professional Documents
Culture Documents
القيود الخاصة بفتح المطلات والمناور في القانون المدني الجزائري والفقه الإسلامي
القيود الخاصة بفتح المطلات والمناور في القانون المدني الجزائري والفقه الإسلامي
ص ص 25-08
د .بلخير حمداني ،الجزائر ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم اإلسالمية،
جامعة أحمد دراية – أدرار -الجزائر
belkheir01@gmail.com
يهدف هذا البحث إلى بيان األحكام الخاصة بالقيود التي يفرضها القانون الجزائري على
أصحاب المباني المتجاورة فيما يتعلق بالمسافات التي يجب عليهم مراعاتها عند إحداث فتحات
في أبنيتهم ،سواء أكان ذلك بغرض اإلطالل إلى الخارج أو مجرد التهوية ومرور الضوء،
ومقارنة تلك األحكام مع ما ورد في الفقه اإلسالمي بخصوص هذه المسالة.
الكلمات المفتاحية :المطالت ،المناور ،الجوار.
Abstract:
المقدمة:
يثير التالصق في الجوار مشاكل عديدة بين الجيران لذلك نجد أن التشريعات الوضعية
تفرض العديد من القيود على المالك المتجاورين ،والتي من بينها تلك القواعد التي يجب على
كل واحد منهم مراعاتها عندما يرغب في إحداث فتحات في بناته وهي الفتحات التي يسميها
القانون الجزائري المطالت والمناور.
ويأتي هذا البحث بهدف توضيح تلك القيود التي نص عليها القانون المدني الجزائري،
ومقارنتها بما يقابلها في الفقه اإلسالمي. ،وذلك من خالل اإلجابة على التساؤل التالي :ما
هي القيود التي يفرضها القانون المدني الجزائري على المالك الذي يريد إحداث مطالت أو
مناور في حائط منزله ،وما مدى توافق تلك القيود مع ما ورد في كتب الفقه اإلسالمي من
أحكام تتعلق بالجوار؟
لإلجابة عن هذا اإلشكال اعتمدنا المنهج المقارن وذلك في الموازنة بين رأي القانون
المدني الجزائري ورأي الفقه اإلسالمي بخصوص هذا الموضوع ،إضافة إلى المنهج التحليلي
في تحليل النصوص القانونية ،معتمدين في ذلك على خطة قوامها مقدمة وخاتمة بينهما
مطلبين هما:
المطلب األول :القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في القانون المدني الجزائري.
المطلب الثاني :القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الفقه اإلسالمي.
يقصد بالمطالت فتحات المباني التي يمكن النظر من خاللها إلى الخارج ،في الوضع
العادي لإلنسان أي في حالة وقوفه أو جلوسه ،كالنوافذ ،والشرفات1أو البلكونات ،واألبواب،2
وهي على نوعين:
أ .المطالت المواجهة :هي التي تسمح بالنظر مباشرة وفي خط مستقيم إلى ملك الجار،
دون حاجة إلى االنحناء إلى الخارج أو إلى التلفت يميناً أو يسا اًر .وهذا يفترض أن
يقع عقار الجار كله أو بعضه في مواجهة الفتحات ،وعلى ذلك فإن البلكونات
الخارجة عن البناء ،تعتبر مطالت مواجهة للعقارات المقابلة لها من أي ناحية من
النواحي الثالث؛ ألن الشخص يمكنه أن ينظر إليها دون حاجة إلى االنحناء إلى
الخارج.3
المطالت المنحرفة :هي التي ال تسمح بالنظر إلى ملك الجار إال بااللتفات إلى ب.
اليمين أو اليسار أو االنحناء إلى الخارج ،ولذا فإنها تفترض أن حد ملك الجار ُي ِ
كون زاوية
مع حائط الملك الذي توجد فيه الفتحات ،أو وجود ملك على مسافة بعيدة من الفتحات فال
يمكن رؤيته إال باالنحناء إلى خارج تلك الفتحات.4
يشترط القانون المدني الجزائري لفتح المطالت أن يكون البناء المراد فتحها فيه ،بعيداً
عن ملك الجار مسافة معينة يختلف قدرها بحسب نوع المطل ،إذ يعد المطل المواجه أكثر
مضايقة للجار من المطل المنحرف لكونه يطل مباشرة على ملك هذا األخير ،وهذا بخالف
المطل المنحرف الذي يحتاج الناظر منه إلى االلتفات يميناً أو شماالً أو حتى االنحناء ،لذلك
قيده المشرع بقيد أشد من المطل المنحرف .5فقد نصت المادة ( )709من القانون المدني على
أنه « :ال يجوز للجار أن يكون له على جاره مطل مواجه على مسافة تقل عن مترين ،وتقاس
المسافة من ظهر الحائط الذي يوجد به المطل أو من الحافة الخارجية للشرفة أو من النتؤ»
فهذا النص يقيد حق المالك في فتح المطالت المواجهة بأن تكون على بعد ال يقل عن مترين
( 2م) من ملك الجار ،وتقاس هذه المسافة كما هو وارد بالنص من ظهر الحائط الذي يوجد
فيه المطل إذا كان المطل نافذة ،أو من الحافة الخارجية للمطل إذا كان عبارة عن شرفة.
أما بالنسبة للمطالت المنحرفة فإن المادة ( )710من القانون المدني الجزائري تنص
على أنه «:ال يجوز أن يكون لجار على جاره مطل منحرف على مسافة تقل عن ستين ()60
سنتيمت اًر من حرف المطل» فالمسافة الواجب مراعاتها في فتح المطالت المنحرفة -طبقاً لهذا
النص -هي ( )60سنتيمت اًر وتحسب من حرف المطل المنحرف إلى ملك الجار.
وجملة القول أن المطل مواجهاً كان أو منحرفاً البد في فتحه من التقيد بالمسافة
القانونية ،وذلك مهما كانت حالة العقار المجاور ،بناء أو أرضاً فضاء ،كما أنه ال عبرة
باتساع المطل ما دام قد روعي في فتحه التقيد بالمسافة القانونية المسموحة( .)6غير أن هناك
حاالت يجوز فيها فتح المطالت دون مراعاة المسافة التي يشترطها القانون ،والتي يمكن
حصرها فيما يلي:
إذا كان المطل المنحرف مواجهاً في الوقت ذاته للطريق العام ،وهذا ما نصت عليه أ.
المادة ( )710من القانون المدني الجزائري بقولها... «:على أن هذا التحريم يبطل إذا كان
هذا المطل المنحرف على العقار المجاور هو في الوقت ذاته مطل مواجه للطريق العام».
وعلى ذلك فإن المالك إذا فتح مطالً مواجهاً على الطريق العام ،وكان هذا المطل يعد في
الوقت ذاته مطالً منحرفاً بالنسبة لملك الجار ،فإن فتح المطل في هذه الحالة ال يتقيد بمسافة
معينة من ملك الجار من أي من جانبي المطل.7
ومرد هذا الحكم هو أن الطريق العام مخصص للمنفعة العامة بما يمكن الجميع من
االشتراك في االنتفاع به واإلطالل عليه خاصة ،8وبالتالي تسري عليه القواعد المنظمة
الستغالل المرافق العامة ،وليس في حاجة إلى قيد المسافة .وينبغي مالحظة أن هذا النص
قد ورد بشأن المطل المنحرف الذي يكشف عقا اًر مملوكاً ملكية خاصة ،وال حاجة لمثل هذا
النص في شأن المطل المواجه للطريق العام إذا لم يكن مطالً منحرفاً كاشفاً لعقار مملوك
ملكية خاصة.9
األبواب ومداخل العقار ،فهي التعد من قبيل المطالت؛ ألن الغرض منها ليس ب.
اإلطالل وإنما الدخول إلى العقار والخروج منه .
10
إذا كان المطل ال يكشف من العقار المجاور إال حيطاناً مسدودة ،ما لم تنهدم هذه ت.
الحيطان؛ فقد ذهب بعض شراح القانون إلى أنه ال يخضع لقيد المسافة ،ألن الغرض من ترك
المسافة هو منع النظر ولما كان ممتنعاً فال مبرر للتقييد.11
في حالة الشيوع اإلجباري :إذا كان العقاران المتجاوران يفصل بينهما أرض مشتركة ث.
بين المالكين ،فإنه يجب التفرقة في شأنها بين الشيوع العادي والشيوع اإلجباري ،فإن كان
الشيوع عادياً تعين على من يفتح مطالً من المالكين أن يراعي المسافة القانونية من حد األرض
المشتركة المجاورة لعقاره وليس من منتصف هذه األرض ،وإن كان الشيوع جبرياً -كما لو
كانت األرض المشتركة فناء أو طريقاً معداً الستعمال المالكين بشكل دائم -فإن قيد المسافة
يرتفع ،بشرط أال يقل عرض هذه األرض عن المسافة القانونية ،وأال يتعارض فتح المطل مع
الغرض الذي خصصت له.12
يتضح من كل ما تقدم أن فتح المطالت مع التقيد بالمسافة القانونية ،ال يعتبر حق
ارتفاق لمنفعة العقار التي هي به ،وإنما هو قيد قانوني وارد على الملكية العقارية مقرر
للمصلحة الخاصة بالمالك المتجاورين .ويترتب على ذلك أن فتح المالك لمطل في بنائه ،ال
يمنع جاره من البناء على حدود ملكه دون التقيد بمسافة معينة ،طالما أنه ال يقوم بفتح مطالت
في بنائه ،وال ُي َقبل ادعاء المالك اكتساب حق ارتفاق بالمطل على ملك الجار بمضي مدة
التقادم على فتح مطله ،ليمنع بمقتضاه الجار من البناء على هذا النحو؛ ألن فتح المطل مع
مراعاة المسافة القانونية رخصة أو عمل من المباحات ،فال يحمل معنى التعدي على ملك
الغير ،وبالتالي ال يعد مبدأ لحيازة مؤهلة الكتساب حق ارتفاق بالتقادم.13
وينبغي التنبيه في األخير إلى أن قيد المسافة المذكور ،يعد من القواعد العامة التي
تسري على كل مطل ال يخضع لقانون خاص ،أما إذا وجد قانون خاص ،فإن أحكام هذا
األخير هي التي تطبق في األماكن الخاضعة لحكمه ،ومثال ذلك القانون رقم 29–90المتعلق
بالتهيئة والتعمير الذي ينص على مسافات مختلفة وهي أربعة ( )4أمتار بدل قيد المترين
المذكور في المادة ( )709من القانون المدني الجزائري.
إذا خالف المالك قيد المسافة المذكور آنفاً ،وقام بفتح مطالت دون مراعاة المسافات
القانونية ،فإنه يكون بذلك قد قام بعمل فيه تعد على حقوق جاره مما يبيح له المطالبة بسده،
وال يكون الجار مطالباً بأن يثبت أنه قد أصابه ضرر معين من فتح المطل المخالف لقيد
المسافة؛ ألن مجرد فتح هذا المطل ينطوي على تعد عليه في ملكه.14
غير أنه ينبغي اإلشارة إلى أن المطل المخالف لقيد المسافة ،إذا بقي مفتوحاً ودون
اعتراض على فتحه لمدة ( )15سنة ،فإن صاحبه يكتسب حق ارتفاق بالمطل على ملك جاره،
وذلك بشرط أن يتضمن فتح هذا المطل معنى التعدي على ملك الجار بتحميله عبئاً استثنائياً
بالمطل عليه دون تقيد بالمسافة القانونية ،وهو ما يفترض أنه ليس في فتحها أو تركها أية
مظنة للعفو أو التسامح من جانب الجار؛ ألن الحيازة ال تقوم على عمل يتحمله الغير على
سبيل التسامح.
ويترتب على اكتساب حق االرتفاق بالمطل ،أن المالك يتحلل من قيد المسافة القانونية،
وذلك بحرمان الجار من طلب سد المطل المفتوح على أقل من هذه المسافة ،وإلزامه هو بمراعاة
المسافة القانونية بين المطل والبناء الذي يقيمه ،وذلك على طول البناء الذي فتح فيه المطل،15
وهذا ما نصت عليه المادة ( )2/709بقولها « :وإذا كسب أحد بالتقادم الحق في مطل مواجه
لملك الجار على مسافة تقل عن مترين ،فال يجوز لهذا الجار أن يبني على مسافة تقل عن
مترين تقاس بالطريقة السابق بيانها أعاله ،وذلك على طول البناء الذي فتح فيه المطل».
وعليه فإن كسب ارتفاق المطل بالتقادم يؤدي إلى نقل عبء التقيد بالمسافة القانونية من العقار
ط ِل عليه؛ بمعنى أن مالك العقار المجاور إذا أراد البناء على حدود ملكه
الم َ ِِ
المطل إلى العقار ُ
ُ
فعليه أن يرتد ببنائه في ملكه بالقدر الذي تتوفر فيه المسافة القانونية أمام هذا المطل ،وذلك
على طول البناء الذي فتح فيه هذا المطل.16
للعقار المخدوم ،فإذا مكن الجار من البناء حتى يحجب المطل فال يكون هناك معنى لبقاء
حق االرتفاق الذي كسب بالتقادم .17وإذا انهدم البناء الذي فتح فيه هذا المطل فإن االرتفاق
ال يزول ،فيجوز لصاحبه أن يعيد فتح المطل عند إعادة البناء ،وبنفس المدى السابق دون
زيادة ،وذلك ما لم تكن قد مضت مدة التقادم بين هدم البناء وإعادة بنائه؛ ألن حق االرتفاق
بالمطل يكون قد زال بعدم االستعمال لمدة طويلة.18
وتجدر اإلشارة إلى أن المالك الذي يكتسب بالتقادم حق ارتفاق بالمطل على ملك جاره،
ال يجوز له فتح مطل آخر استناداً إلى هذا الحق ،فإذا كان قد اكتسب بالتقادم حق المطل من
نافذة واحدة ،فال يحق له أن يفتح نافذة أخرى ،وإذا اكتسب بالتقادم مطالً في طابق معين ،فال
يحق له أن يفتح مطالً آخر في طابق غيره ،إال أنه يجوز لهذا المالك أن يوسع من فتحة مطله
المكتسب بالتقادم وذلك ألن القانون لم يضع قيداً معيناً على سعة المطل.19
وفتح المنور مع مراعاة قيد االرتفاع القانوني يعد رخصة أو عمالً من المباحات ،وال
يصلح أساساً للحيازة وال للتملك بالتقادم المكسب ،فمهما طال األمد على فتح المنور فإن
صاحبه ال يكسب أي حق من حقوق االرتفاق على عقار جاره ،فيكون لهذا األخير دائماً الحق
في إقامة بناء بواجهة صماء على الخط الفاصل ما بين العقارين ،رغم أن ذلك يؤدي إلى سد
المنور المفتوح.23
ومن الواضح أن حق المالك في فتح مناور ،يخضع للقيد العام على استعمال الحقوق
وهو عدم التعسف في استعمالها ،فإذا تعسف المالك في استعمال المنور كان للجار المطالبة
بسده ،وذلك كأن يعتلي ما يمكنه من اإلطالل منه ،أو إلقاء مخلفاته منه لتسقط في ملك
جاره .24كما أنه قد يحدث وتكون المناور على السلم ،مما يسهل على الصاعد النظر منها
إلى ملك الجار ،وفي هذه الحالة يعتبر المنور مطالً تجب إزالته؛ وذلك ألن القانون الجزائري
قيد المناور -عالوة على ارتفاع قاعدتها بمترين من أرض الغرفة -بعدم إمكان اإلطالل منها
على العقار المجاور.25
نستخلص مما سبق أن المنور إذا استوفى شرط االرتفاع ولم يحاول صاحبه أن يطل
منه على ملك الجار بطرق ملتوية ،فإنه يترتب على ذلك أمران :األول :ال يجوز لهذا الجار
أن يطلب سد المنور ألي سبب من األسباب .واألمر الثاني :أنه يجوز لهذا الجار أن يبني
على حدود ملكه حائطاً أصماً أو به مناور ،وال يستطيع صاحب المنور األول أن يعترض
على ذلك ،أو أن يطلب منع جاره من هذا البناء حتى ولو كان قد مضى على فتح المنور مدة
تزيد على الخمس عشرة سنة .أما إذا لم تستوف المناور االرتفاع المقرر فإنها تعتبر مطالت،
يشترط فيها المسافة السابقة ،كما أنه ال يجوز للجار االعتراض عليها أو المطالبة بسد الجزء
السفلي منها بما يمنع االطالل من خاللها.26
المطلب الثاني :القيود الخاصة بفتح المطالت والمناور في الفقه اإلسالمي -2
تعد حقوق الجوار من األحكام واآلداب التي أعارها الشارع الحكيم أهمية كبيرة ،وذلك
من خالل الوصاية بإكرام الجار واإلحسان إليه ودفع األذى عنه ،واجتناب أي تصرف يمكن
أن يكون فيه إضرار به ،فهي حقوق تقوم على منع الضرر بالجار ضر اًر بيناً فاحشاً في سبيل
انتفاع أحد ال جارين بملكه ،ومن ثم فهي تقييد النتفاع المالك بعقاره بقيد عدم االضرار بجاره.
ومن أهم حقوق الجوار التي يجب على المسلم أن يلتزم بها في عالقته بجاره ،حفظ حرمة
الجار وستر عياله ،ويكون ذلك بالجدار الساتر وبالنافذة التي ال يطل منها الجار على حريم
جاره .فقد ورد النهي عن الكشف واالطالع على عورات المسلمين في نصوص كثيرة من
آمُنوا َال تَ ْد ُخلُوا ُبُيوتًا َغ ْي َر ُب ُيوِت ُك ْم َحتَّى الكتاب والسنة ،ومن ذلك قوله تعالى ﴿ :ياأَي َّ ِ
ين َُّها الذ َ َ َ
ِ
ون ،﴾يقول السعدي في تفسير هذه َهلِ َها َذلِ ُك ْم َخ ْيٌر َل ُك ْم َل َعَّل ُك ْم تَ َذ َّك ُر َ ِ
تَ ْستَأْن ُسوا َوتُ َسل ُموا َعَلى أ ْ
اآلية « :يرشد الباري عباده المؤمنين ،أن ال يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم بغير استئذان ،فإن في
ذلك عدة مفاسد :منها ما ذكره الرسول صلى هللا عليه وسلم ،حيث قال " :إنما ُجعل االستئذان
من أجل البصر " فبسبب اإلخالل به ،يقع البصر على العورات التي داخل البيوت ،فإن البيت
لإلنسان في ستر عورة ما وراءه ،بمنزلة الثوب في ستر عورة جسده».
أوالا – مذهب الحنفية :ذهب المتقدمون من فقهاء الحنفية ،إلى القول بأن لصاحب الملك
أن يفعل في ملكه ما يشاء ،وال يرون تقييده في ملكه ألجل مصلحة جاره؛ ألن مقتضى الملك
التام أن يكون للمالك االختيار في انتفاعه بملكه على الوجه الذي يريد ما دام خالصاً من
تعلق حق غيره به ،وعلى ذلك يكون للمالك أن يصنع في عقاره ما شاء من غير قيد وال شرط
وإن أضر بجاره ،فله فتح ما شاء من النوافذ في بيته ولو كانت تطل على منزل جاره ،وليس
للجار حق المنع من ذلك إنما عليه أن يبني ما يستر جهته وهذا هو القياس وظاهر المذهب.30
أما الفقهاء المتأخرين من الحنفية فيرون منع المالك من التصرف في ملكه إذا كان
يضر بجاره ضر اًر فاحشاً ،ال فرق في ذلك بين القديم والحديث؛ وسندهم في هذا المنع،
االستحسان ألجل المصلحة .وعلى ذلك يمنع المالك من فتح طاقة يشرف منها على جاره
وعياله؛ ألن هذا يعد ضر اًر فاحشاً ،أما إذا كانت النافذة للضوء فقط فال يمنع ،كما لو كانت
الكوة مرتفعة عن أرض الغرفة مقدار قامة اإلنسان.31
وقد أخذت مجلة األحكام العدلية بهذا القول ،فنصت في المادة ( )1202على ذلك
بأن « :رؤية المحل الذي هو مقر النساء كالمطبخ وباب البئر وصحن الدار يعد ضر اًر
فاحشاً .»...وجاء في المادة ( )1203أنه «:إذا كانت نافذة في محل أعلى من قامة اإلنسان
فليس لجاره أن يطلب سدها الحتمال أنه يضع سلماً وينظر إلى مقر نساء ذلك الجار» .وعلى
ذلك ،فإن لكل جار أن يحدث نافذة في ملكه في موضع أعلى من قامة اإلنسان وليس لجاره
منعه ،أما إذا وضع صاحب النافذة سلماً ونظر من غير إخبار إلى مقر نساء جاره أكثر من
مرة فالظاهر أن القاضي يعزر صاحب النافذة ويمنعه من ذلك ولكن ال يؤمر بسد النافذة.32
ثانيا – مذهب المالكية :يرى جمهور الفقهاء المالكية منع المالك من فتح نافذة يشرف منها
على جاره ،فإن فتح شيئاً من ذلك تعين عليه سده ،أما إذا كانت الفتحة عالية بحيث ال يمكن
التطلع منها على الجار إال بالصعود على سلم وشبهه ،فإنه ال يمنع من إحداثها ،وال يقضى
بسدها .وذلك لما روي أن عمر بن الخطاب سئل عن رجل أحدث غرفة على جاره ففتح عليه
كوى ،فكتب إليه عمر في ذلك أن يوضع وراء تلك الكوى سري اًر ويقوم عليه رجل ،فإن كان
ينظر إلى ما في دار جاره منع من ذلك ،وإن كان ال ينظر لم يمنع من ذلك.33
غير أن القول المشهور في المذهب هو المنع مطلقاً ،ولو كانت الكوة عالية بحيث ال
يمكن االطالع منها على الجار إال بالسلم أو الوقوف على سرير ونحوه ،34وذلك لعموم حديث:
"ال ضرر وال ِ
ض َرار" .وهذا القول هو المعمول به ،وذلك بشروط: ََ
أن تكون النافذة تطل على دار ،بخالف ما يطل على المزارع ،فال يمنع من فتح .1
النوافذ المشرفة عليها اتفاقاً ،واختلف فيما يطل على الجنان والبساتين التي جرت العادة بالترداد
عليها باألهل ولو في بعض األوقات ،فقيل بالجواز ،وقيل بالمنع وهو المعتمد.35
أن تكون النافذة قريبة بحيث إذا نظر منها الناظر إلى دار جاره تبين له األشخاص .2
والوجوه ،ويعرف الذكر من األنثى والحسن من القبيح ،فإن كان ال يتبين له ذلك منها ،فإنه ال
يمنع منها وال يؤمر بإزالتها ،النتفاء الضرر.36
أن تكون النافذة حديثة ،بخالف القديمة فإنه ال يقضى بسدها على المعمول به ،إال .3
أنه يمنع على المالك أن يطلع منها على جاره ،ويجب عليه للتحفظ على دينه أن يتطوع
بسدها.37
وأما صفة سد النافذة أو الكوة الممنوعة إذا فتحت ،فالمعتمد الذي به العمل أنه يجب
سدها وتغيير معالمها بإزالة آثارها وكل ما يدل عليها ،وال يكفي سد ظاهرها مع بقاء شكلها؛
ألنه يمكن أن يكون في المستقبل ذريعة ألن يدعي صاحبها أنها قديمة ويطالب بفتحها.38
ثالث ا -مذهب الشافعية :يرى الشافعية أنه يجوز للمالك أن يفتح النوافذ لالستضاءة وغيرها
كيفما شاء ،سواء أكانت في أعلى الجدار أم في غير أعاله ،حتى ولو أشرفت على جاره
وحريمه؛ وذلك ألنه تصرف في ملكه ،غير أن صاحب النافذة يحرم عليه االطالع منها على
جاره ،ويمكن للجار أن يدفع الضرر عن نفسه ببناء سترة أمام النافذة ،ولو أدى ذلك إلى
تضرر صاحب النافذة بمنع الضوء والنظر من خاللها.39
رابعا -مذهب الحنابلة :ذهب الحنابلة إلى أن فتح الكوة واألبواب لإلشراف على حريم
الجار ،ممنوع ويقضى بسد ذلك ،أما إن كانت ال تشرف عليه فال مانع من فتحها .40وحول
هذا المعنى يقول السيوطي «:وال يلزم األعلى سد طاقة إذا لم ينظر منها ما يحرم نظره من
جهة جاره؛ إذ ال ضرر فيها على الجار حينئذ ،فإن رأى ذلك منها لزمه سترها».41
وقد ذكر ابن رجب في شرحه لحديث "ال ضرر وال ِ
ض َرار" ،أن المراد بالضرر ،هو ََ
الضرر بغير حق وهو على نوعين ... «:النوع الثاني :أن يكون له غرض صحيح مثل أن
يتصرف في ملكه بما فيه مصلحة له فيتعدى ذلك إلى ضرر غيره ...إن كان على الوجه
المعتاد ففيه للعلماء قوالن مشهوران ...الثاني :المنع ،وهو قول أحمد ووافقه مالك في بعض
الصور ،فمن صور ذلك :أن يفتح كوة في بنائه العالي مشرفة على جاره ،أو يبني بناء عالياً
يشرف على جاره وال يستره فإنه ُيلزم بستره ،نص عليه أحمد ووافقه طائفة من أصحاب
الشافعي».42
وقد أشار صاحب مجلة األحكام الشرعية إلى هذا الحكم في المادة ( )1683بقوله« :
من كانت له منافذ في داره يرى منها ما يحرم نظره من جهة جاره لزمه سدها ،أما إذا لم ير
منها ذلك ال يلزم بسدها».43
نخلص مما سبق أنه يوجد في الفقه اإلسالمي رأيان حول مسألة فتح النوافذ إذا كانت
تشرف على الجار ،أولهما :عدم جواز فتح هذه النوافذ ،وإلى هذا ذهب متأخرو الحنفية
وجمهور المالكية والحنابلة .وثانيهما :جواز فتح النوافذ ،وهو قول متقدمو الحنفية والصحيح
عند الشافعية.
والقول الذي نراه راجحاً هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية ،والحنابلة ،ويعض
الحنفية؛ الذين يرون أن الكوى أو النوافذ التي تسمح بمرور الضوء والهواء فقط دون إمكان
اإلطالل منها ،وذلك بأن تكون مرتفعة عن أرض الغرفة بمقدار قامة اإلنسان ،ال مانع من
فتحها وال ُيقضى بسدها ،خالفاً لتلك التي تسمح باالطالع على الجار ،فإنه يمنع من فتحها،
وذلك ألن هذا القول هو األقرب إلى اإلنصاف والعدالة ،وألن الحكمة من فرض هذه القيود
هي حماية الجار ومنع الضرر عنه فيكون من األنسب عدم بسطها على كل أنواع النوافذ دون
تمييز وانما قصرها على تلك التي يتحقق من وراء فتحها مضايقة الجار فحسب ،وهذا هو
الرأي الذي أخذ به القانون المدني الجزائري مع االختالف في التسمية ،فاألولى تسمى مناور
والثانية سماها مطالت ،فهو كذلك يميز بين الفتحات أو النوافذ طبقاً للغرض من فتحها إلى
مطالت يقصد بها أساساً النظر واالطالل ومناور يقصد بها مجرد التهوية.
خاتمة:
.1يميز القانون المدني الجزائري بين الفتحات طبقاً للغرض من فتحها إلى مطالت يقصد بها
أساساً النظر واالطالل إلى الخارج ،ومناور ال يقصد منها إال مرور الهواء ونفاذ النور،
بحيث تكون على ارتفاع ال يستطاع معه اإلطالل منها على ملك الجار.
أما الفقه اإلسالمي فرغم أنه لم يستعمل مصطلح المطالت والمناور ،إال أنه يمكن
القول بأن ما ورد في القانون المدني الجزائري ،يتفق مع الراجح من أقوال الفقهاء ،وهو ضرورة
التفرقة بين الفتحات التي تسمح بالنظر واالطالع على ملك الجار ،وبين الفتحات التي ال
ويقضى بسده ،أما النوع الثاني فغير ممنوع.
تسمح بذلك ،فالنوع األول من هذه الفتحات ممنوع ُ
.2إن القانون المدني الجزائري يلزم المالك الذي يريد فتح مطل في ملكه باالبتعاد عن حدود
ملك جاره مسافة معينة ،وهذا من شأنه أن يحد من المضايقات التي يمكن أن تنشأ بسبب
وجود هذا المطل ،في حين تجنب النص على مسافة معينة لفتح المناور ،ولكنه أوجب
أن تكون على ارتفاع مترين من أرضية الغرفة.
أما الفقه اإلسالمي فلم يشترط مسافة معينة لفتح المطالت وال لفتح المناور بل ترك
األمر للعرف ،على أنه ال مانع شرعاً من أن يقوم ولي األمر ممثالً في الجهات المختصة
من تقييد ذلك بحدود معينة.
.6الباجي ،سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب :المنتقى في شرح موطأ مالك ،ط ،1دار
الكتب العلمية ،بيروت -لبنان.1999 ،
.7البخاري :األدب المفرد ،ط ،1مكتبة المعارف ،الرياض – المملكة العربية السعودية،
.1998
.8التسولي ،أبي الحسن علي بن عبد السالم :البهجة في شرح التحفة ،ط ،1دار الكتب
العلمية ،بيروت – لبنان.1998 ،
.9حيدر علي :درر الحكام شرح مجلة األحكام ،طبعة خاصة ،دار عالم الكتب ،الرياض ـ
المملكة العربية السعودية.2003 ،
الرملي ،شمس الدين محمد بن أبي العباس :نهاية المحتاج ،ط ،3دار الكتب العلمية، .10
بيروت -لبنان.2003 ،
الزرقاني ،عبد الباقي بن يوسف بن أحمد :شرح مختصر خليل ،ط ،2دار الكتب .11
العلمية ،بيروت-لبنان.2002 ،
السيوطي ،مصطفى بن سعد بن عبده :مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي، .12
ط ،2المكتب اإلسالمي.1994 ،
الشربيني ،شمس الدين محمد بن الخطيب :مغني المحتاج ،ط ،1دار المعرفة ،بيروت .13
-لبنان.1997 ،
القاري أحمد بن عبد هللا :مجلة األحكام الشرعية ،ط ،3مطبوعات تهامة ،جدة – .14
المملكة العربية السعودية.2005 ،
الكاساني ،عالء الدين أبو بكر بن مسعود :بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،ط،2 .15
دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان.1989 ،
مسلم :صحيح مسلم ،بيت األفكار الدولية ،الرياض – المملكة العربية السعودية، .16
.1998
النووي :روضة الطالبين ،طبعة خاصة ،دار عالم الكتب ،الرياض – المملكة العربية .17
السعودية.2003 ،
كتب القانون
2004
.2بلحاج العربي :الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري( ،دون رقم الطبعة) ،دار
هومة ،الجزائر.2016 ،
.3توفيق فرج حسين :الحقوق العينية األسلية( ،دون رقم الطبعة) ،الدار الجامعية ،بيروت
– لبنان( ،دون سنة الطبع).
النشر والطبع للمؤلف.2000 ،
الجمال مصطفى :نظام الملكية( ،دون رقم الطبعة)، .4
ز اررة عواطف :التزامات الجوار في القانون المدني الجزائري ،ط ،2دار هومة ،الجزائر،
.2011 .5
.6السنهوري عبد الرزاق :الوسيط في شرح القانون المدني(،دون رقم الطبعة) ،دار إحياء
التراث العربي ،بيروت( ،دون سنة الطبع).
.7سوار محمد وحيد الدين :حق الملكية في ذاته ،ط ،2دار الثقافة ،عمان -األردن.2010 ،
.8الصده عبد المنعم فرج :الحقوق العينية األصلية( ،دون رقم الطبعة) ،دار النهضة العربية،
بيروت( ،دون سنة الطبع).
.9عامر عبد العزيز :دروس في حق الملكية( ،دون رقم الطبعة) ،دار النهضة العربية،
القاهرة( ،دون سنة الطبع).
.10قاسم محمد حسين :موجز الحقوق العينية ،ط ،1منشو ارت الحلبي الحقوقية ،بيروت –
لبنان.2005 ،
.11كيرة حسن :الموجز في أحكام القانون المدني(الحقوق العينية األصلية ،أحكامها
ومصادرها)( ،دون رقم الطبعة) ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية – مصر( ،دون رقم
الطبعة).
.12نبيل إبراهيم سعد :الحقوق العينية األصلية( ،دون رقم الطبعة) ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية -مصر.2001 ،
نصوص قانونية
مقاالت
.1عمورة حكيمة :مفهوم حق المطل كقيد على الملكية العقارية الخاصة وتأثير تقريره على
سلطات المالك ،مقال مقدم إلى الملتقى الوطني حول الملكية العقارية والقيود الواردة
عليها في التشريع الجزائري ،تنظيم جامعة 8ماي 1945بقالمة ،يومي 25و 26
سبتمبر ،2013ص.202
الهوامش:
1
ف.
الشرفة :أعلى الشيء .ويقصد بها هنا ،بناء خارج من البيت يستشرف منه على ما حوله ،وجمعها ُش َر ٌ
المعجم الوسيط ،ص.480
2ز اررة عواطف ،التزامات الجوار في القانون المدني الجزائري ،دار هومة ،ط ،2الجزائر ،2011 ،ص.146
3توفيق حسن فرج ،الحقوق العينية األصلية ،الدار الجامعية ،بيروت – لبنان ،ص.166
4نبيل إبراهم سعد ،الحقوق العينية األصلية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية -مصر ،2001 ،ص96؛ توفيق
حسن فرج ،الحقوق العينية االصلية ،ص.166
5عمورة حكيمة ،مفهوم حق المطل كقيد على الملكية العقارية الخاصة وتأثير تقريره على سلطات المالك ،مقال
مقدم إلى الملتقى الوطني حول الملكية العقارية والقيود الواردة عليها في التشريع الجزائري ،تنظيم جامعة 8ماي
1945بقالمة ،يومي 25و 26سبتمبر ،2013ص.202
6عامر عبد العزيز ،دروس في حق الملكية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص.80
7قاسم محمد حسين ،موجز الحقوق العينية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،ط ،1بيروت – لبنان ،2005 ،ص.90
8كيرة حسن ،الموجز في أحكام القانون المدني(الحقوق العينية األصلية ،أحكامها ومصادرها) ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية – مصر ،ص.115
9السنهوري عبد الرزاق ،الوسيط في شرح القانون المدني ،دار إحياء التراث العربي ،بيروت ،ج ،8ص.782
10أبو السعود رمضان ،الوجيز في الحقوق العينية األصلية دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية – مصر2004 ،
،ص.48 ،
12الصده عبد المنعم فرج ،الحقوق العينية األصلية ،دار النهضة العربية ،بيروت -لبنان ،ص128؛ زيدان
زكي زكي حسين ،حدود المسؤولية عن مضار الجوار في الشريعة اإلسالمية والقانون المدني -دراسة مقارنة،
دار الكتاب القانوني ،ص.211
13كيرة حسن ،الموجز في أحكام القانون المدني ،ص.115
15بلحاج العربي ،الحقوق العينية في القانون المدني الجزائري ،دار هومة ،الجزائر ،2016 ،ص131؛ أبو
السعود رمضان ،الوجيز في الحقوق العينية األصلية ،ص.49
16نبيل إبراهيم سعد ،الحقوق العينية األصلية ،ص97؛ الصده عبد المنعم فرج :الحقوق العينية األصلية،
ص.630
17عامر عبد العزيز ،دروس في حق الملكية ،ص84؛ الجمال مصطفى :نظام الملكية ،ص.248
18السنهوري عبد الرزاق ،الوسيط في شرح القانون المدني ،ج ،8ص787؛ نبيل إبراهيم سعد :الحقوق العينية
األصلية ،ص.97
19أبو السعود رمضان ،الوجيز في الحقوق العينية األصلية ،ص.50
20الجمال مصطفى ،نظام الملكية ،ص248؛ كيرة حسن :الموجز في أحكام القانون المدني ،ص.115
25عامر عبد العزيز ،دروس في حق الملكية ،ص89؛ توفيق حسن فرج ،الحقوق العينية األصلية ،ص.171
26زيدان زكي زكي حسين ،حدود المسؤولية عن مضار الجوار في الشريعة اإلسالمية والقانون المدني ،ص.212
27أخرجه البخاري ،األدب المفرد ،ط ،1مكتبة المعارف ،الرياض – المملكة العربية السعودية ،1998 ،ج،2
ص.613
28أخرجه مسلم ،صحيح مسلم ،بيت األفكار الدولية ،الرياض – المملكة العربية السعودية ،1998 ،ص.890
29الكوة -بالفتح والضم مع تشديد الواو -في اللغة هي فتحة في الجدار يدخل منها الهواء والضوء ،أي
النوافذ .المعجم الوسيط ،ص.806
30السرخسي ،المبسوط ،دار المعرفة ،بيروت ـ لبنان ،ج ،15ص21؛ الكاساني ،عالء الدين أبو بكر بن
مسعود :بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،دار الكتب العلمية ،ط ،2بيروت -لبنان ،1989 ،ج ،8ص.509
31ابن عابدين ،محمد أمين ،رد المحتار على الدر المختار ،دار عالم الكتب ،الرياض – المملكة العربية
السعودية ،2003 ،ج ،8ص153؛ ابن الهمام ،كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيراسي ثم السكندري :فتح
القدير ،دار الكتب العلمية ،ط ،1بيروت-لبنان ،2003 ،ج ،7ص.306
32حيدر علي :درر الحكام شرح مجلة األحكام ،طبعة خاصة ،دار عالم الكتب ،الرياض؛ـ المملكة العربية
السعودية ،2003 ،ص.222
33الباجي ،سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب :المنتقى في شرح موطأ مالك ،دار الكتب العلمية ،ط ،1بيروت
ـ لبنان ،1999 ،ج ،7ص405؛ ابن أبي زيد القيرواني ،أبو عبد هللا بن عبد الرحمن أبي زيد :النوادر والزيادات،
دار الغرب اإلسالمي ،ط ،1بيروت ،1999 ،ج ،11ص.37
34اإلمام مالك بن أنس األصبحي :المدونة الكبرى برواية سحنون ،دار الكتب العلمية ،ط ،1بيروت-لبنان،
.1994ج ،3ص.408
35ابن الرامي ،اإلعالن بأحكام البنيان ،مركز النشر الجامعي ،تونس ،1999 ،ص76؛ الونشريسي ،أبي
العباس أحمد بن يحيى :المعيار المعرب ،و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية للمملكة المغربية ،الرباط – المملكة
المغربية ،1981 ،ج ،8ص.451
36التسولي ،البهجة في شرح التحفة ،دار الكتب العلمية ،ط ،1بيروت – لبنان ،1998 ،ج ،2ص.560
37ابن أبي زيد القيرواني ،النوادر والزيادات ،ج ،11ص 38؛ التطيلي ،عيسى بن موسى :كتاب الجدار ،دار
روائع الكتب ،ط ،1الرياض ،1996 ،ص.174
38الزرقاني ،شرح الزرقاني على مختصر خليل ،دار الكتب العلمية ،ط ،1بيروت ـ لبنان ،2002 ،ج،6
ص114؛ ابن الرامي ،اإلعالن بأحكام البنيان ،ص.75
39الرملي ،نهاية المحتاج ،دار الكتب العلمية ،ط ،3بيروت -لبنان ،2003 ،ج ،4ص404؛ الشربيني ،مغني
المحتاج ،دار المعرفة ،ط ،1بيروت ،1997 ،ج ،2ص242؛ النووي ،روضة الطالبين ،دار عالم الكتب ،الرياض
– المملكة العربية السعودية ،2003 ،ج ،3ص.445
40ابن قدامة موفق الدين ،المغني ،دار عالم الكتب ،ط ،3الرياض.1997 ،ج ،7ص.53
41السيوطي ،مصطفى بن سعد بن عبده :مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي ،المكتب اإلسالمي ،ط،2
الرياض ،1994 ،ج ،3ص.358
42ابن رجب ،زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين :جامع العلوم والحكم ،مؤسسة الرسالة ،بيروت-
لبنان ،1999 ،ج ،2ص.217-212
43القاري أحمد بن عبد هللا ،مجلة األحكام الشرعية ،تهامة ،ط ،1جدة – المملكة العربية السعودية.1981 ،