Professional Documents
Culture Documents
المطلب الثاني
المطلب الثاني
إن الرسمية هي طائفة من طوائف الشكلية والتي أصبحت تشكل االستثناء عن مبدأ الرض ائية ،فق د قرره ا المش رع في
حاالت استثنائية وفي بعض التصرفات،نظرا ألهميتها في اس تقرار المع امالت ل ذا س نتطرق في ه ذا المطلب إلى ماهي ة قاع دة
الرسمية وذلك بتبيان مفهوم المحررات الرسمية،واألشخاص المؤهلين إلضفاء الرسمية عليها،ثم الغاي ة من الش كل الرس مي في
إطار المعامالت القانونية وخاصة المعامالت العقارية.
إن هذه القاعدة تتعلق بمحل غير عقاري،فبالرجوع إلى النصوص التنظيمية والتشريعية نجد أن المشرع قد قرر ح االت
استثنائية تخرج عن إطار الشريعة العامة في التعاقد ،ويتضمن هذا االستثناء إخضاع بعض المعامالت إلى ش كل معين كم ا ه و
الحال بالنسبة للتصرفات الواردة على العقار،بحيث جعل المشرع ذلك الشكل من النظام العام،فمخالفته تؤدي إلى البطالن وذل ك
ما نصت عليه المادة 324مكرر 1من القانون المدني(:زيادة على العقود التي يأمر القانون بإخضاعها إلى الشكل الرسمي ،يجب
تحت طائلة البطالن تحرير العقود التي تتضمن نقل ملكية العقار وحقوق عقارية.)...
وعليه البد أن تفرغ هذه العقود في محررات رسمية أمام ضابط عمومي أو موظف عام في حدود سلطته واختصاصه.
فيقصد بقاعدة الرسمية إفراغ كل تصرف ق انوني في ش كل معين من ط رف أش خاص مختص ين أق ر لهم الق انون ه ذه
.
الصفة
أما بالنسبة للمحرر الرسمي فقد عرفه المشرع الجزائري في المادة 324كما يلي(:العقد الرسمي عقد يثبت في ه موظ ف
أو ضابط عمومي أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم لديه،أو ما تلقاه من ذوي الشأن ،وذلك طبقا لألشكال القانونية،وفي ح دود
سلطته واختصاصه).
إن القرار الذي توصلت إليه المحكمة العليا وضع حدا للتناقض الذي ساد فترة زمنية معت برة وال ذي ال يعت بر في حقيق ة
األمر اجتهادا قانونيا بالقدر ما هو إال تطبيق سليم للقانون،بحيث أن كل تصرف يشترط في ه الق انون الرس مية ويح رر في ش كل
آخر يخالف القانون يؤدي إلى البطالن،ذلك أن الشكل الرسمي شرط ض روري للص حة وركن من أركان ه فبتخلف ه يعت بر العق د
باطل بطالنا مطلقا باعتباره من النظام العام ويثيره القاضي من تلقاء نفسه حسب(المادة 102من القانون الم دني) ويعت بر العق د
في حكم العدم قانونا،وقد أكدت عليه المادة 324مكرر 1ق.م وهو ما قرره المش رع بمقتض ى الف ترة األولى من الم ادة 56من
قانون التوجيه العقاري الصادر تحت رقم ،29-90وذلك بالبطالن المطلق لك ل معامل ة عقاري ة تمت خرق ا لنص الم ادة 55من
القانون نفسه وذلك على الوجه التالي(:كل معاملة تمت بخرق أحكام المادة 55أعاله باطلة و عديمة األث ر) ،فه ذه الم ادة تتعل ق
ببطالن التصرفات العقارية التي تنصب على األراضي الفالحية إذا لم تحترم الشكل الرسمي.
إن بطالن العقد له نتيجة واحدة وهو العودة للوضعية األولى قبل التعاقد وقوامه المصلحة العام ة وليس ت الخاص ة ال تي
تقرر البطالن النسبي.
إن تقرير البطالن لتخلف الشكل الرسمي يخضع للقواعد العامة المقررة للبطالن المطلق ،بحيث يجوز التمس ك ب ه لك ل
ذي مصلحة كما أنه ال يمكن إجازته.
-1التمسك بالبطالن:
نص المشرع الجزائري في المادة 102من القانون المدني على أنه لكل ذي مصلحة التمسك ببطالن العقد،ويقص د ب ذي
مصلحة كل صاحب حق يؤثر فيه صحة العق د أو بطالن ه وبالت الي ف ذي مص لحة ه و كال المتعاق دين وخلفهم ا الع ام والخ اص
والدائن كما أن القاضي يتمسك ببطالن العقد من تلقاء نفسه،وتبعا لذلك فالعقد الذي يتخلف فيه الشكل يكون مآله البطالن وال أث ر
له في ترتيب آثار قانونية وال يمكن تصحيح األوضاع القانونية أثناء البطالن المطلق.
اإلجازة هي النزول عن حق طلب اإلبطال فيزول الخطر ال ذي ك ان يه دد العق د ب الزوال،وق د ج اء في الم ادة 102من
القانون المدني أن البطالن ال يزول باإلجازة وبالتالي فالعقد الباطل ال يكون محال لإلجازة فهو ميت والميت ال يمكن بعث الحياة
فيه.
فإذا سلم المبيع للمشتري فهنا إذا انقضت دعوى البطالن بالتقادم فيجوز له أن يرف ع دع وى باس تحقاق على المش تري
فهي ال تتقادم .
-4عودة المتعاقدين إلى الحالة التي كان عليها:
فقد حرصت المحكمة العليا في قرارها المبدأ على أن آثار العقد الباطل أو البطالن الذي هو قوامه المصلحة العامة،فإن ه
يستحيل على األطراف إنشاء أي التزام أيا كان نوعه وال أية مسؤولية عقدية لكن تترتب عليه المسؤولية التقصيرية،على أساس
اإلخالل بالتزام قانوني أال وهو االلتزام بتحرير المعامالت العقارية في ش كل مح دد قانون ا وه و الش كل الرس مي،ويعت بر خط أ
تقصيري رتب ضررا للمشتري الذي حرمه من التملك باعتبار العقد باطل ،وال يتملك بموجبه المشتري العق ار الم بيع،ولكن يتم
تحميلهما المسؤولية مشتركة باعتبار أن المشتري كذلك شارك في هذا الخطأ الذي يرتب مسؤولية تقصيره ،وحتى ه ذا االل تزام
القانوني مفروض عليه وكان عليه أن يدفع البائع بإبرام العقد الذي بينهما في شكل رسمي.
وبهذا ال يمكن للقضاء الحكم بتصحيح هذا العقد الباطل،وذلك بالتوجه أمام الموثق إلتمام إج راءات ال بيع والتوقي ع على
العقد وهو ما يتنافى مع مبدأ سلطان اإلرادة
إن القاعدة المنصوص عليه ا في الم ادة 324مك رر 1هي قاع دة آم رة وليس ت مكمل ة ،فال يمكن ألط راف التص رف
نقضها أو مخالفتها بسلطانهم أو االتفاق على االكتفاء بإفراغ عقدهم في شكل رسمي
وبذلك إذا تق رر الحكم ب البطالن يص بح غ ير ق ادر على أن ي ترتب علي ه أي أث ر ق انوني مس تقبال وإنم ا ينص رف إلى
الماضي،بحيث يعود الطرفان إلى الحالة التي كانا عليها قبل إجراء التصرف فإذا كان مستحيال جاز الحكم بتعويض عادل وذلك
ما نصت عليه المادة 103من القانون المدني.
ولكن مسألة البطالن هي من النظام الع ام يس وغ للقاض ي إثارته ا ،وبالت الي ع ودة المتعاق دين إلى الحال ة األولى وذل ك
بإلزام المشتري بترك العين ،على أن يرد البائع الثمن عمال بقاعدة عدم جواز اإلثراء بال سبب.
حيث أن التصرف العقاري في حد ذاته باط ل بطالن ا مطلق ا لتخل ف أح د أركان ه ،وبالت الي ال ي رتب أي أث ر وال ح تى
التزامات شخصية وإنما يعاد األطراف للحالة التي كان عليها.
بحيث ال يستطيع المشتري تملك العقار بمقتضى عقد عرفي باطل بمقتضى التقادم العش ري عمال بنص الم ادة 828من
القانون المدني ولو كان حس ن الني ة ،ألن العق د الباط ل ال يص لح س ببا ص حيحا بمفه وم الم ادة س الفة ال ذكر ألن ي ؤدي للتق ادم
العشري.