Professional Documents
Culture Documents
الفصل 1
الفصل 1
في الحقيقة يص عب تحدي د مفهوم المؤسس ات الص غيرة والمتوسطة خاص ة مع غي اب تعريف شامل وواض ح يحظى
باإلجماع من قبل كل الباحثين والمهتمين بهذا القطاع ،فهناك عدة قيود تتحكم في إيجاد ووضع تعريف شامل وموحد
لهذه المؤسسات
أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة أن هناك ما يجاوز خمسين
تعريف للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،وأن العديد من الدول ليس لديها تعريف رسمي لهذا النوع من المؤسسات،
حيث يرتب ط تعري ف ك ل دول ة بدرج ة النم و االقتص ادي ،ويك ون التعري ف المعتم د إم ا بنص ق انوني مث ل الجزائ ر
والواليات المتحدة األمريكية واليابان أو تعريفا إداريا مثل ألمانيا الغربية سابقا .
و قد تطرق الزمالء في البحث السابق لمختلف التعريفات في بلدان مختلفة لمفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة
و لتفادي التكرار سنركز في بحثنا هذا على الجزائر كنموذج لمفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة .
فالجزائر على غرار باقي الدول لم تدرج تعريفا دقيقا في كتاباتها االقتصادية لهذه المؤسسات على أساس أنه تتحكم
فيها عدة معايير غير أن هذا لم يمنع وجود محاوالت إليجاد تعريف لها يتمثل :
المحاولة األولى :ظهرت أول محاولة لتعريف هذه المؤسسات منذ وضع التقرير الخاص ببرنامج التنمية (المخطط
الرباعي ) 1977 1974-لوزارة الصناعة والطاقة ،حيث يرى أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي كل وحدة
إنتاجية :
المحاول ة الثاني ة :في إط ار الملتقى الوط ني األول ح ول المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة ال ذي انعق د في أفري ل
1983ب الجزائر ط رحت المؤسس ة الوطني ة للهندس ة وتنمي ة الص ناعات الخفيف ة تعريف ا يرتك ز على معي ارين كم يين
هم ا :الي د العامل ة ورقم األعم ال ،حيث تع رف المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة تل ك ال تي تت وفر فيه ا المواص فات
التالية :
والجدول التالي يوضح التعريف المعتمد من قبل المشرع الجزائري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة:
ك ل م ا س بق من م ذكرة :دور المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة في تحقي ق التنمي ة االقتص ادية دراس ة حال ة
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوالية أم البواقي 2
إن تن وع مج االت وأنش طة المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة وطبيعته ا ف رض على ه ذا الن وع من المؤسس ات اخ ذ
أشكال عديدة وخصائص تميزها عن المؤسسات الكبيرة
هناك عدة معايير يتم على أساسها تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي :
-1المؤسس ات العائلي ة :وهي المؤسس ات ال تي تتخ ذ من موض ع إقامته ا الم نزل وتك ون مكون ة في الغ الب من
مساهمات أفراد العائلة ويمثلون في غالب األحيان اليد العاملة وتقوم بإنتاج سلع تقليدية بكميات محدودة وفي البلدان
المتطورة تقوم بإنتاج جزء من السلع لفائدة المصانع أي ما يعرف بالمقاولة.
-2المؤسسات التقليدية :هذا النوع من المؤسسات يعرف أو يقترب كثيرا إلى النوع السابق هذا الن المؤسسة
التقليدي ة تعتم د في الغ الب على مس اهمة العائل ة وتنتج منتج ات تقليدي ة ولكن م ا يميزه ا عن الن وع الس ابق ه و أنه ا
تكون في ورشات صغيرة ومستقلة عن المنزل وتعتمد على وسائل بسيطة.
وما يالحظ على النوعين السابقين أنهما يعتمدان كثيرا على كثافة اكبر لعنصر العمل واستخدام ضعيف للتكنولوجيا
المتطورة و كذالك تتم عملية التسويق ببساطة.
-3المؤسسات المتطورة وشبه المتط ورة :يتم يز ه ذا الن وع من المؤسس ات عن النوع يين الس ابقين باس تخدامه
لتقنيات وتكنولوجيات الصناعة الحديثة سواء من ناحية التوسع أو من ناحية التنظيم الجيد للعمل أو من ناحية إنتاج
منتجات منظمة مطابقة لمقاييس الصناعة الحديثة والحاجات العصرية.
الفرع الثاني :تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حسب طبيعة المنتجات :نميز في هذا التصنيف ثالثة أن واع
أساسية وهي:
مؤسسات إنتاج السلع االستهالكية :وتقوم بإنتاج سلع ذات استهالك أولي مثل: -1
-المنتجات الغذائية.
-تحويل المنتجات الفالحية.
-منتجات الجلود.
-الورق ومنتجات الخشب ومشتقاته.
ويرج ع س بب اعتم اد ه ذه المؤسس ات على مث ل ه ذه الص ناعات الس تخدامها المكث ف للي د العامل ة وك ذالك س هولة
التسويق.
-2مؤسسات إنتاج السلع والخدمات :وهو يضم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تنشط في:
-قطاع النقل.
-الصناعة الميكانيكية والكهرومائية.
-الصناعة الكيميائية والبالستيكية.
-صناعة مواد البناء.
ويرجع سبب االعتماد على مثل هذه الصناعات إلى الطلب المحلي الكبير على منتجاتها خاصة في مواد البناء.
-3مؤسسات إنتاج سلع التجهيز :يتميز هذا النوع من المؤسسات باستخدام معدات وأدوات لتنفيذ إنتاجها ذات
تكنولوجي ا حديث ة فهي تتم يز ك ذالك بكثاف ة رأس مال اك بر األم ر ال ذي ينطب ق وخص ائص المؤسس ات الكب يرة الش يء
الذي جعل مجال تدخل هذه المؤسسات ضيق بحيث يكون في بعض الفروع البسيطة فقط كإنتاج أو تركيب بعض
المعدات البسيطة وذالك خاصة في الدول المتطورة أما في البلدان النامية فيكون مجالها مقتصر على إصالح بعض
اآلالت وتركيب قطع الغيار المستوردة.
الفرع الثالث :تصنيف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على اساس تنظيم العمل:
يمكن لنا حسب هذا التصنيف التفريق بين نوعين من المؤسسات هما:
وهي ممثلة في الفئات 1.2.3أي اإلنتاج العائلي والنظام الحرفي ويعد اإلنتاج العائلي أقدم شكل من حيث التنظيم
أما النظام الحرفي فهو يقوم به شخص أو عدة أشخاص ويكون في الغالب يدوي بإنتاج سلع حسب طلبيات الزبائن .
وهي ممثلة في الفئات من 4إلى 8فهذا النوع من المؤسسات يقوم بالجمع بين المصانع الصغيرة والمصانع الكبيرة
ويتم يز ه ذا الن وع من المؤسس ات باس تخدام أس اليب التس يير الحديث ة وتعقي د العملي ة اإلنتاجي ة وك ذالك من حيث ن وع
السلع المنتجة واتساع األسواق.
المطلب الثاني :خصائص ومميزات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
تتميز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بجملة من الخصائص نذكر منها)3()3(:
المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحمل الطابع الشخصي بشكل كبير: o
إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الغالب هي منشاءات فردية أو عائلية أو شركات أشخاص ويساعد هذا النوع
من الملكية على استقطاب وإ براز الخبرات والمهارات التنظيمية واإلدارية في البيئة المحلية وتنميتها.
تعتمد هذه المؤسسات بشكل كبير على المصادر الداخلية لتمويل راس المال: o
م ا يالح ظ على ه ذا الن وع من المؤسس ات ان ه يعتم د بش كل كب ير على التموي ل ال ذاتي او الق روض المقدم ة من
األصدقاء أو أفراد العائلة أي أن االعتماد على التمويل البنكي ضعيف وهذا راجع إلى:
()3
المبحث الثالث :مراحل تطور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة
س نحاول في ه ذا المبحث التط رق إلى تط ور المؤسس ات الص غيرة والمتوس طة في الجزائ ر من ذ االس تقالل وس يتم
التركيز على مرحلة الثمانينيات وما بعدها ذلك الن قبل هذه الفترة كان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورا ثانويا
فقط.
لقد كان تطور المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في الجزائر يتحقق بفضل االستثمارات التي ينجزها الخواص ما
بعد االستقالل السياسي سنة 1962إلى يومنا هذا وظلت هذه المؤسسات و المتمثلة في استثمارات الخواص تسير
وفق ا لإلج راءات ال تي وض عتها الدول ة لتوجيهه ا وتحدي د مج االت ت دخالها وك انت ه ذه الق وانين ت واكب الخط اب
السياسي السائد في كل فترة من فترات تطورها ومنذ االستقالل إلى يومنا هذا وضعت عدة قوانين تحكم نظم سير
القطاع الخاص.
المطلب األول :مرحلة ما بعد االستقالل (:)1984-1962
إن وجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعود إلى مرحلة االستقالل حيث وجدت العديد من الصناعات كان اغلبها
صغير الحجم يملكها األوربيون وارتباط ظهورها بأهداف المستعمر فلقد كانت هذه المؤسسات من نوع الصناعات
االس تراتيجية للقط اع الخ اص وم ع االس تقالل ورثت الجزائ ر العدي د من ه ذه الوح دات حيث ك ان ع ددها آن ذاك س نة
1964يبلغ 1120مع عدد عمال قدره 97480لينتقل عددها بعد ذالك الى 1873مع عدد عمال قدره 65053سنة
1966إال أن هذه المؤسسات خضعت نسبة كبيرة منها الى التأميم ليتم تهميشها مع انطالق استراتيجية التنمية سنة
1967حيث ح دد مجال ت دخلها في الحياة االقتص ادية واالجتماعي ة وك انت الدول ة قد أش رفت عن طريق مؤسس اتها
االقتص ادية على مختلف جوانب التنمي ة االقتص ادية واالجتماعي ة ،فالسياس ة الص ناعية التي انتهجته ا الجزائر والتي
ك انت ترتكز على إنشاء المركب ات والمص انع الض خمة جعلت من المؤسس ات الص غيرة والمتوسطة قطاعا ثانويا لم
يكن يحظى باالهتم ام إال م ع نهاي ة الس بعينيات ففي المخط ط الرب اعي الث اني ( )1977- 1947وفي إط ار السياس ة
الالمركزية كانت هناك محاولة للنهوض بهذا القطاع تم تجسيدها في برنامج التصنيع المحلي إذ تم إنجاز العديد من
المؤسسات الصناعية ذات بعد محلي كانت كلها من نمط الصغير والمتوسط إال أن بعدها االقتصادي واالجتماعي لم
يتح دد دوره إال م ع انطالق المخط ط الخماس ي األول( )1984- 1980ال ذي تم خالل ه إدم اج القط اع الخ اص
الصناعي في الحياة االقتصادية ليتشكل على المؤسسات المحلية معالم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي أصبحت
لها فيما بعد دورا اقتصاديا واجتماعيا كبيرا تلعب ه بجانب الصناعات الكبيرة خاص ة مع نهاي ة الثمانينات في إطار
التحوالت االقتصادية العميقة التي عرفتها الجزائر.
وبص فة عام ة تم يزت ه ذه المرحل ة الممت دة من االس تقالل إلى غاي ة بداي ة الثمانين ات ببن اء قاعدة ص ناعية واس عة
تحققت بفضل مجهودات االستثمارات الضخمة وتدخل الدولة المباشر في التنمية االقتصادية.
المطلب الثاني :مرحلة (.)1991-1984
وقد عرفت هذه المرحلة إشراك وإ سهام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة واعتماد السلطة العمومية لسياسة التنمية
الالمركزية في تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية المسطرة نظرا لما أملته الضرورة االقتصادية واالجتماعية
التي كانت تتميز باختالالت كبيرة في مختلف األصعدة.
فمنذ بداية الثمانينات ظهر اهتمام كبير بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تم إدماجها في سياق السياسة العامة
للتنمية كأداة ينتظر منها المساهمة بفعالية كبيرة في تكثيف النسيج الصناعي وتحريك أداة الجهاز اإلنتاجي خاصة
في مج ال خل ق ف رص عم ل جدي دة وفي تلبي ة حاج ات المواط نين وال دليل على االهتم ام به ذه المؤسس ات ه و التزاي د
المستمر لعددها.
على العموم نجد أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة في الجزائر قد تطور بشكل واضح خالل الفترة
الممتدة من 1984إلى 1991وهذا بالنظر إلى االهتمام المتزايد من طرف الخواص وإ قبالهم على إنشاء مثل هذه
المؤسسات.
وعلى عكس المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة فان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمومية عرفت تدهورا
من خالل تقلص ع ددها خالل الف ترة الممت دة من 1984إلى 1991ويرج ع ذل ك الى تخلي القط اع الع ام عن بعض
النش اطات نظ را لت دهور الوض عية المالي ة له ا وم ا واجهت ه من مش اكل مالي ة وإ داري ة و تنظيمي ة خاص ة م ع توج ه
الجزائر نحو اقتصاد السوق.
المطلب الثالث :مرحلة ()2004 -1991
تم يزت ه ذه المرحل ة بص دور الق انون رقم 90 – 19الم ؤرخ في 19فيف ري 1991والمتض من تحري ر التج ارة
الخارجية والذي يضمن حرية التجارة الخارجية ويخضع القطاعين العام والخاص لنفس معايير وشروط التصدير
واالس تيراد ولق د دعم مش روع اإلص الح االقتص ادي بق انون آخ ر خ اص باالس تثمارات وال ذي ص ودق علي ه طبق ا
للمرسوم التشريعي رقم 93 – 12المؤرخ في 13أكتوبر .1993
وفي الواقع اصطدم تطبيق نصوص سنة 1993بجمود المحيط العام الذي يفترض انه في خدمة االس تثمار إذ أن
التباطؤ البيروقراطي والمشاكل المرتبطة بتسيير العقار الصناعي قد أدت إلى عدم فعالية هذا الجهاز الجديد وبالتالي
كانت حصيلة االستثمار عبر وكالة ترقية ودعم االستثمار ومتابعتها متواضعة حتى نهاية سنة . 2000
وحس ب مص ادر الص ندوق الوط ني للض مان االجتم اعي المتمثل ة في إحص ائيات ح ول ع دد المؤسس ات الص غيرة
والمتوسطة حسب النشاط وفئة العمال فحسب بطاقة معلومات لنفس الصندوق أعدت في 31ديسمبر 1999بينت
أن عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بلغ 156507مؤسسة تشغل 634375عامل ولقد كان عددها سنة 1992
حوالي 103925مؤسسة وهو ما يمثل نسبة زي ادة تق در بـ )1()1( %53.4وفي س نة 1997بل غ ع ددها 127232
مؤسسة.
وفي س نة 2000ق د بل غ عددها حوالي 320000مؤسس ة حس ب معلوم ات ص ادرة في جويلي ة 2001عن ال ديوان
الوطني لإلحصائيات اثر عملية قامت بها مع المديرية العامة للضرائب()2()2
كما نالحظ انه في سنة 2002كان عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخاصة 189552مؤسسة أما المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة العمومية فقد بلغ عددها سنة 2002حوالي 788مؤسسة.
ومما سبق نالحظ ان المؤسسات الصغيرة و المتوسطة وبالتحديد الخاصة في تطور مستمر في الجزائر خاصة في
العشرية األخيرة .هذا التغير الذي يمكن تفسيره بالدعم المادي والمعنوي الذي توليه الدولة لهذه المؤسسات.
()1
(()2