Professional Documents
Culture Documents
عندما قال سقراط" :ال فضيلة بال معرفة" كان يسلط األضواء على قضية الفضيلة ،وسيكون من حقك
أن تسأل عن أية فضيلة يتحدث :أهي الفضيلة كما أراها أنا أم الفضيلة كما يراها غيري؟ وأجيبك :فضائل
عصرك؛ فلكل عصر فضائله ،والتزام فضائل العصر أمر ضروري لحياتك؛ ذلك أن قوام الحياة اإلنسانية
شيئان :المعرفة والخلق.
الفضيلة هي التعبير النهائي عن مطالب العصر الخلقية؛ ألن حياتك الخلقية ليست أكثر من مجموعة
وسلوكا ،فاشحذ اهتمامك باختيار المواقف
ً من المواقف السليمة حولتها المثابرة إلى عادة ،فأصبحت خلًقا
السليمة ،والتزمها كلها من أشدها ضآل ًة إلى أنفسها قيم ًة ،واذكر -وأنت تتخذ هذه المواقف؛ لتنسج منها
فاضال ال محترف فضيلة ،فشتان بين من يكرس
ً إنسانا
ً فضائلك -أن تجعل مناط سعيك األخالقي أن تكون
فاضال ،ومن يكتفي بأن يتحلى بالفضائل بعض الوقت.
ً جهده الخلقي ليكون
إن فعل الفضائل درجة من درجات النمو الخلقي ،لكنه ليس النمو كله ،إن الذي ينقلك من محترف
صالحا لمعالي األمور وفضائل
ً وطنا
فعال هو أن تضع في اعتبارك أنك تنشئ من نفسك ً فضيلة إلى فاضل ً
الخلق .اإلنسان الفاضل كائن اجتاز دور المحاولة ،واستقر في مقام الرسوخ ،وفضائله لم تعد أشياء منفصلة
عنه ،يرتديها متى شاء ويخلعها متى شاء؛ إذ الفضيلة حياته ،ومن ثم ال يستطيع هو ،وال تستطيع قوة
ألما وال مشقة؛ بل هي بهجة ورواء إذا -مهما عظمت -أن تحول بينه وبين فضائله ،فالفضيلة ليست ً
أحسن اإلنسان فهمها ،وهي ليست سلعة تباع؛ إنما هي حياة تصاغ وتشاد إذا أحسن اإلنسان تدبرها.
أطفاال ،ومضينا
ً قليال ،فاستقبلتنا فصول المدرسة أنا وأنت يوم ولدنا ال ندري من األمر ً
شيئا ،ونمونا ً
فشيئا ،وخالل ذلك نلقن من آداب السلوك ،ومن العادات ما هو خير وشر،
شيئا ً
رويدا ،ونكبر ًرويدا ً
ننمو ً
وحياتنا تنسج خيوطها وترسي قواعدها دون أن يكون لنا في هذا كله دور فعال ،وذات يوم آخر نجد أنفسنا
كبار مسؤولين ،نحاسب على الخطأ ونطالب بالصواب ،ونعيش فوق األرض ما نعيش حاملين على كواهلنا ًا
كل تبعات وجودنا ومسؤولياته .وهذا هو سر عظمتنا وامتيازنا؛ ألن الذي يخلق من فوضى حياته اتساًقا
قداما ،والذي يرتقي بجهده من السفح المتهدم إلى القمة الشماء ال يمكن
نظاما ،ويخلق من عجزها تفوًقا وا ً
و ً
عميما.
ً خير
كبير ،ويجني ًا
نجاحا ًا
ً عظيما ،وسوف ينجح
ً إال أن يكون
ولنذكر أن أفضل مكاسبنا الحضارية يكمن في النمو الخلقي الذي يضع التسامح مكان التعصب ،والفهم
دوما للسير في موكب الحقيقة ،وال تحقرن من
مكان المغالطة ،ونشدان الحقيقة مكان سيادة الهوى .كن مهيأً ً
شيئا؛ فإنك ال تدري ما ينطوي عليه من عطاء ،وال تجعل القهر واإلرغام سبيلك إلى تقويم
تفكيرك السديد ً
نفسك؛ بل اجعل الحيلة والذكاء هما السبيل.
ال تظنن أنك انتهيت إن أخطأت ،فهيهات لمثلك أن ينتهي ،واعلم أن شر أعداء تفوقك الخلقي اجترار
الندم ،وادمان اللوم ،فال تنفق قواك البناءة في إدمان الندم ،حرك إرادة الفضيلة فيك ،والو زمام نفسك عن
الدنايا ،ودع العواقب بعد هذا تقبل؛ فلن تكون إال تفوًقا ً
وخيرا.
[]2
في الفقرة الثالثة ،عرف الكاتب الفضيلة باستعمال المعاني المجردة والمحسوسة. ()2
ما غرضه من الجمع بين هذه المعاني على هذا النحو؟
[]1
في الفقرة الرابعة ،علل الكاتب سر عظمة اإلنسان وامتيازه باستعمال الثنائيات المتضادة. ()3
ما غرضه من هذه الطريقة في التعليل؟
[]1
[]1
في الفقرة األخيرة( :ال تظنن أنك انتهيت إن أخطأت ،فهيهات لمثلك أن ينتهي(. ()5
بين رأيك فيما ذهب إليه الكاتب ،مع التعليل.
[]1
[]3
[]2
[]2
تحركت الحافلة فوجدته مايزال يحدق نحوي بنظرات حادة ومستقرة ،قررت أال أتجاهل نظ ارته ،وسألت
نفسي" :لم ينظر إلي هكذا؟" ،طمأنت نفسي وأنا أحاول تجاهل نظراته التي أصبحت تزعجني بحق.
ال أعرف كم مر من الوقت ،لكن الحافلة قطعت مسافة ال بأس بها ،والعجوز مازال يحدق نحوي
متمت ًما بصوت مرتفع بما أدركت أنه كان سبا مقذ ًعا دون شك .قررت أن أتجاهل األمر ً
تماما هذه المرة،
فأنا في غًنى عن أية مشكالت إضافية.
مر بعض الوقت واليزال الوضع على ما هو عليه .حينها لملمت شجاعتي وقررت أن أذهب إليه،
مهينا حقا؛ لكنني تذكرت أنه ربما لن يكون باستطاعتي فهم ما سيقوله ،فلغتي
وأنهي هذا األمر الذي أصبح ً
اإلنجليزية التزال دون المستوى ،سأمنى بفشل ذريع دون شك .قررت أن أتأنى في ردة فعلي؛ فهو دون شك
تماما ،فليست المرة
سينزل في المحطة القادمة ،أو ربما التي تليها ،وان لم يفعل نزلت أنا قبله ،سأتجاهله ً
األولى التي أضطر إلى أن أستلهم فيها روح صنم متحرك.
مع ذلك ،لم ينزل كما تمنيت؛ بل مازال يحدق نحوي ،وشتائمه ترتفع أكثر من ذي قبل… وها هم
أيضا .غمرني قلق مهزوم ،وشعرت بالخوف ،وبجفاف مباغت في حلقي .قررت الركاب بدأوا ينظرون نحوي ً
سير على األقدام.
إن هو لم ينزل في المحطة القادمة نزلت أنا فيها ،وأكملت المشوار ًا
ترقبت اقتراب محطة االنتظار ،ضغطت زر التوقف األحمر ،وتوجهت بسرعة إلى باب الحافلة غير
آبه لتلك الوجوه الغاضبة التي كانت تتابعني بنظراتها العدائية … وفتح الباب ،فاجتزت العجوز بكبرياء …
عاليا … فعل ذلك بسرعة كما لو كان شابا في حينها -ويا لهول المفاجأة -استدار نحوي ر ً
افعا عصاه ً
العشرينيات من العمر يطارد لصا هارًبا.
في مكتب زجاجي صغير ،أخرج المفتش (جيمس كروك) من صدره زفرة ملل وهو يقلب أوراق الملف
قائال:
الذي بين يديه ً
– أااا…!
[]3
[]2
ما المعجم المهيمن على الفقرة السابعة من النص؟ وما الذي يكشفه من حالة الراوي؟ ()9
[]2
[]1
[]2
[]2