You are on page 1of 25

‫الدرس الرابع‬

‫الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬


‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫جدول المحتويات‬
‫أهداف الدرس‪3 .................................................................................................................... :‬‬
‫مقدمة ‪4 ...............................................................................................................................‬‬
‫مفهوم اإلرشاد النفسي ‪4 ...........................................................................................................‬‬
‫مشكالت الموهوب والمتفوق ‪5 ...................................................................................................‬‬
‫حاجة الموهوب والمتفوق لإلرشاد ‪6 ............................................................................................‬‬
‫‪ .1‬تقدير الذات ‪6 ............................................................................................ Self- esteem‬‬

‫‪ .2‬تدني التحصيل ‪7 .............................................................................................................‬‬

‫‪ .3‬االختيار المهني والدراسي ‪8 ..............................................................................................‬‬

‫‪ .4‬التكيف األسري‪9 ............................................................................................................‬‬

‫أهداف إرشاد الموهوبين ‪11 ......................................................................................................‬‬


‫تصنيف أهداف إرشاد الموهوبين ‪12 ............................................................................................‬‬
‫أوالً‪ :‬األهداف اإلرشادية العامة ‪12 ...........................................................................................‬‬

‫ثانياً‪ :‬األهداف اإلرشادية في مجال البيئة األسرية للموهوب ‪13 .........................................................‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األهداف اإلرشادية في مجال البيئة المدرسية للموهوب ‪13 ........................................................‬‬

‫رابعاً‪ :‬األهداف اإلرشادية بالنسبة للموهوب والمتفوق ذاته‪14 ...........................................................‬‬

‫أسر الموهوبين واإلرشاد ‪15 .....................................................................................................‬‬


‫التكيف المدرسي للموهوب‪16 ....................................................................................................‬‬
‫أبرز مظاهر سوء تكيف الطلبة الموهوبين في البيئة المدرسية‪18 ........................................................‬‬
‫تكيف الطلبة الموهوبين مع الزمالء ‪20 .........................................................................................‬‬
‫أساليب اإلرشاد الرئيسية المستخدمة مع الموهوبين ‪21 ....................................................................‬‬
‫مهام المرشد للموهوبين ‪23 .......................................................................................................‬‬
‫المراجع‪25 .......................................................................................................................... :‬‬

‫‪2‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫أهداف الدرس‬
‫بنهاية هذا الدرس ستكون الطالبة قادرة على أن‪:‬‬

‫‪ −‬تحدد المشكالت التي قد يعاني منها الموهوب والمتفوق‪.‬‬


‫‪ −‬توضح التطور التاريخي إلرشاد الموهوبين‪.‬‬
‫‪ −‬تشرح حاجة الموهوب والمتفوق لإلرشاد‪.‬‬
‫‪ −‬تناقش أساليب اإلرشاد الرئيسية المستخدمة مع الموهوبين‪.‬‬
‫‪ −‬تعدد مهام المرشد للموهوبين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫مقدمة‬
‫كلما كانت الموهبة عظيمة‪ ،‬كانت خدمة اإلرشاد أكثر إلحاحا ً وضرورة الحتوائها وإثرائها‪.‬‬

‫إن مشكلة الموهوبين هو شعورهم بمشاعر اختالفهم عن الطلبة اآلخرين‪ ،‬ومواجهة صعوبة‬
‫التكيف مع ذلك سواء في سياقات األسرة‪ ،‬أو الرفاق واألقران أو حتى الرفاق من ذوي التفوق‬
‫والمواهب المختلفة‪.‬‬

‫إن بعض الموهوبين يفتقدون إلى دافع النجاح الذاتي لمتابعة دراستهم والدخول إلى الجامعة بسبب‬
‫ما ينتابهم من مشاعر الملل وكراهية الرقابة والروتينية في اليوم الدراسي‪ .‬باإلضافة إلى ضغط‬
‫فكرة الكمال في التحصيل الدراسي وما يواجههم فيه من إعاقات تحول دون تحقيق ذلك‪.‬‬

‫كما قد يعاني الموهوب من بعض المشاعر السلبية من أخوته أو من الرفاق كالحسد‪ ،‬والغيرة‪،‬‬
‫والرفض‪ ،‬واستياء الرفاق من تفوق قدراته‪ .‬باإلضافة إلى مشاعر القلق وضغوط األفكار مع‬
‫شعوره بقلة القدرة والسيطرة على ما حوله‪ .‬باإلضافة إلى مشاعر الشك والنقد والنفور الذي قد‬
‫يواجهه من الطلبة العاديين‪ ،‬هذا باإلضافة إلى الحساسية المفرطة‪ ،‬مما قد يجعله يشعر‬
‫باالضطراب العقلي لعدم قدرته على إيجاد التوازن المعرفي مما يريد وما يتحقق له‪.‬‬

‫مفهوم اإلرشاد النفسي‬


‫اإلرشاد النفسي هو عملية تعلم اجتماعي تقوم على أساس عالقة بين اثنين يطلق على احدهما اسم‬
‫العميل وهومن يستفيد من العملية‪ ،‬ويطلق اسم المرشد على الفرد الثاني الذي يفترض فيه المامه‬
‫ومعرفته بالمعلومات واألساليب السيكولوجية المختلفة الالزمة في هذه العملية‪ ،‬وتهدف هذه‬
‫العملية إلى مساعدة العميل على الوصول إلى قدر مناسب من المعلومات عن إمكانياته‪ ،‬ودوافع‬
‫نشاطه وأسباب قلقه‪ ،‬وما يؤدي إلى ما يواجهه من صراع وما قد يكون مسببا ً لما يشكو منه من‬
‫مشكالت‪ ،‬وبصفة عامة تهدف هذه العملية إلى إعطاء العميل صورة متكاملة عن حياته النفسية‬
‫بجوانبها اإليجابية وما قد يكون فيها من أوجه نقص‪ ،‬لعل العميل في ادراكه لحياته النفسية أن‬
‫يعمل على تنمية الجوانب اإليجابية من شخصيته ومعالجة ما فيها من جوانب نقص – ضعف –‬
‫(األسلوب غير المباشر) أو لعله في ضوء هذه المعلومات وما يقدمه اليه المرشد من تفسيرات‬

‫‪4‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫واقتراحات أن يصل إلى ما يؤدي إلى نمو شخصيته وما يساعده على التغلب على مشكالته‬
‫(األسلوب المباشر)‪.‬‬

‫وتعرف رابطة علم النفس األمريكية االرشاد النفسي بأنه الخدمات التي يقدمها اختصاصيو علم‬
‫النفس االرشادي الذين يستخدمون مبادئ ومنهج وإجراءات لتيسير السلوك الفعال لإلنسان خالل‬
‫عمليات نموه على امتداد حياته كلها‪ ،‬وفي أدائهم هذه الخدمات يقوم اختصاصيو علم النفس‬
‫االرشادي بممارسة أعمالهم مع تأكيد واضح على الجوانب اإليجابية للنمو والتوافق في اطار‬
‫منظور النمو‪ ،‬وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة األفراد على اكتساب أو تغيير المهارات‬
‫الشخصية واالجتماعية وتحسين التوافق لمطالب الحياة المتغيرة وتعزيز مهارات التعامل بنجاح‬
‫مع البيئة واكتساب عديد من قدرات حل المشكالت واتخاذ القرارات‪.‬‬

‫ويمكن تعريف االرشاد النفسي بأنه عملية منظمة تتم بين فردين أحدهما مرشد واآلخر عميل‬
‫مسترشد‪ ،‬األول متخصص وذو خبرة واآلخر (العميل) يعاني من اضطراب أو مشكلة‪ ،‬ويهدف‬
‫االرشاد إلى تحقيق التوافق النفسي وأهداف الصحة النفسية وذلك عن طريق استثمار قدرات‬
‫وامكانيات العميل إلى أقصى درجة ممكنة وتوجيهها لتحقيق أعلى مستوى ممكن من التوافق‬
‫النفسي واالجتماعي (عبد الصبور منصور‪.)2٠16 ،‬‬

‫مشكالت الموهوب والمتفوق‬


‫وقد حددت سيلفرمان والندروم (‪ )Landrum, 1987‬مشكالت الموهوبين بالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬صعوبة قبول النقد من اآلخرين‪.‬‬


‫‪ .2‬رفض السلطة‪ ،‬والتسلط‪ ،‬والخضوع‪ ،‬والتبعية‪.‬‬
‫‪ .3‬العمل المتكرر يفقده متعة مشاعر التحدي‪.‬‬
‫‪ .4‬االكتئاب والقلق‪.‬‬
‫‪ .5‬صعوبة في اختيار مهنة محددة مع صراع االهتمامات المتضاربة والمتعددة‪.‬‬
‫‪ .6‬عادات دراسية غير مناسبة‪.‬‬
‫‪ .7‬المنافسة الشديدة والمفرطة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫‪ .8‬صعوبة تطوير فلسفة حياة مقبولة‪.‬‬


‫‪ .9‬اإلحباط المتكرر من مواقف الحياة‪.‬‬
‫‪ .1٠‬التكيف مع ثقافة األقران‪.‬‬
‫‪ .11‬تطوير تقدير ذات‪ ،‬ومفهوم ذات واضح ومناسب‪.‬‬
‫‪ .12‬فقدان دافعية حقيقية واقعية للحياة والتحصيل كذلك‪.‬‬
‫‪ .13‬فهم ذاتي لالهتمامات المتعددة‪.‬‬

‫حاجة الموهوب والمتفوق لإلرشاد‬


‫إن الموهوب بما زود به من طاقات تعلم ونمو فوق العادية‪ ،‬وبما يمتلك من مشاعر متضاربة‬
‫أحيانا ً يصعب تقديرها من وجهة نظره‪ ،‬وما يترتب على ذلك من إخفاقات في التكيف االجتماعي‪،‬‬
‫واالنفعالي وتقدير للذات وفهمها‪ ،‬واضطراب هوية فإن ذلك يمكن أن يفترض دراسة وتحديد‬
‫للمجاالت التي يحتاج فيها الموهوب لإلرشاد‪ ،‬والخدمات النفسية التي يمكن أن تحميه من‬
‫الضياع‪ ،‬أو فقدان اإلحساس بموهبته‪ ،‬ولذلك يمكن أن تحدد مجاالت اإلرشاد في تقدير الذات‪،‬‬
‫وتدني مستوى التحصيل‪ ،‬وسوء االختيار المهني والدراسي‪ ،‬والتكيف األسري والمدرسي‪.‬‬

‫‪ .1‬تقدير الذات ‪Self- esteem‬‬


‫يفترض أن الموهوب لديه تقدير عالي لذاته وإمكاناته ومكونات الذات المعرفية والجسمية‪،‬‬
‫واالجتماعية والعقلية المرتبطة بدرجة الذكاء العالي‪ .‬وقد ارتبط مفهوم الذات بمفهوم التحصيل‬
‫الدراسي ونتائجه‪ ،‬هذا باإلضافة للثقة بنفسه ثقة عالية‪ ،‬أكثر من الطلبة العاديين وخاصة بالتعلم‬
‫المدرسي‪.‬‬

‫بتدن من تقدير الذات االجتماعي‬


‫إن امتالك الموهوب التقدير العالي لذاته يجعله يواجه ِ‬
‫واالنفعالي لعدم قدرته على إظهار السلوك المرغوب من قبل الرفاق والزمالء العاديين‪ .‬وقد‬
‫أكدت الدراسات هذه النتيجة‪ ،‬وبذلك فإنهم يطورون مشاعر غير عادية نحو المدرسين الذين‬
‫يفترض أنهم غير موهوبين‪ ،‬ونحو زمالءهم الذين هم أقل منهم في قراراتهم وفي معالجاتهم‬
‫الذهنية وفي رؤية ما يرونه في أي موضوع أ و قضية‪ .‬فيطورون عالقات سلبية معهم‪ ،‬مما‬
‫قد يترتب على ذلك أن يخفي كثير منهم موهبته حتى ال يساء تقديره أو االعتداء عليه‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫وقد يترتب على ذلك‪ ،‬االستنتاج الذي مفاده انه كلما زادت درجة الموهبة لدى الموهوب‬
‫كلما قلت درجات تفاعله اإليجابي مع األقران‪ ،‬وهكذا يترتب عليه أن درجات الذكاء العقلي‬
‫المرتبطة بمفهوم الذات العقلي تفوق درجة مفهوم الذات االجتماعي لديهم‪.‬‬

‫وقد الحظت هولينجورث أن الموهوبين ذوي الذكاء العالي لديهم مفهوم ذات وتقدير أعلى‬
‫من مفهوم الذات االجتماعي‪ ،‬وأن لديهم القدرة على أداء ما يودون أداءه‪ ،‬ولديهم القدرة‬
‫على استيعاب اآلخرين والتفاعل معهم‪ ،‬ولكنهم يشعرون بالعزلة والضيق والوحدة‪ ،‬وقلة‬
‫الصبر في مواقف التفاعل مع الطلبة‪ ،‬وهم يدركون ذلك ويعانون منه‪ .‬ويترتب على ذلك‬
‫شعور بالمرارة يرتبط بالهوية الذاتية وتوقعاتهم ورؤيتهم للمستقبل‪.‬‬

‫وفي هذا المجال تظهر الحاجة إلى مساعدة المرشدين النفسيين في مساعدة الموهوبين‬
‫إلدراك ذواتهم وتصحيح مشاعرهم ودعمهم نفسيا ً عن طريق توضيح أفكار معلميهم‪،‬‬
‫ورفاقهم لهم‪ ،‬واعتبار الصورة اإليجابية التي يمكن أن يطورها المعلمين عنهم‪.‬‬

‫‪ .2‬تدني التحصيل‬
‫إن الطلبة الموهوبين متدنيي التحصيل بحاجة إلى االهتمام واإلرشاد والتوجيه وقد كانت‬
‫هذه المشكلة محط اهتمام مركز كوني بيلين وجالكين بالنك الدولي لتربية الموهوبين‬
‫وتطور المتفوقين‪.‬‬

‫وقد تم تعريف هذه المشكلة بأنها تعبير للتباين بين إمكانات الموهوب المتفوقة والكامنة‬
‫والتحصيل الحقيقي الذي يظهره في األداء المدرسي‪ ،‬وكذلك الفرق الكبير بين توقعات‬
‫المعلم وأداء الواجبات‪ ،‬والمتطلبات المدرسية‪ ،‬هذا مع افتراض أن مصطلح الموهوب‬
‫متدني التحصيل يرمز إلى المتعلم الذي لديه إمكانية كامنة عالية المستوى‪.‬‬

‫وقد افترض ريز (‪ )Reis, 1998‬أن تدني التحصيل قد يكون أحيانا ً لسبب حدث مؤقت من‬
‫مثل طالق الوالدين‪ ،‬أو فقدان صديق‪ ،‬أو كراهية معلم‪.‬‬

‫ويضيف وايتمور (‪ )Whitmore, 1980‬متدني التحصيل في أصناف ثالثة وهي‬


‫العدواني‪ ،‬والمنسحب‪ ،‬والمتمرد‪ .‬وهذا يجعلهم يظهرون سلوكيات ثائرة وممزقة‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫والضجر‪ ،‬وعدم المشاركة في األنشطة المدرسية باإلضافة إلى سلوك مزيج من العدوان‬
‫واالنسحاب‪.‬‬

‫موقف المرشد من متدني التحصيل الموهوب‬

‫يمكن أن يفترض المرشد أن تدني التحصيل ليس حدثا ً سيكولوجيا‪ ،‬بل يمكن اعتباره تعبيرا ً عن‬
‫العالقة بين الطالب الموهوب والمعلمين وأولياء األمور واألقران‪ ،‬كما نفترض أن ظاهرة تدني‬
‫تحصيل الموهوب هي أسلوب أو طريقة لجذب انتباه األفراد المحيطين بالموهوب أو الحاجة‬
‫للسيطرة على وضع معين حوله‪.‬‬

‫وعلى المرشدين كسر دورة جذب االنتباه عن طريق حث المعلمين وأولياء األمور على تجنب‬
‫االستجابة الضعيفة لسلوك تدني التحصيل‪ ،‬أو حتى تجاهله‪ ،‬ويظهرون االهتمام حينما ينجز‬
‫الموهوب إنجازا ً بارعا ً ويقللون من االهتمام في حالة عدم اإلنجاز وفق توقعات المعلمين‪.‬‬

‫أما من ناحية هدف تدني التحصيل لدى الموهوبين المرتبطة بحاجتهم للسيطرة على وضع‬
‫معين‪ ،‬وهم يفترضون بذلك إن تدني التحصيل هو طريقة نظهر بها للمعلمين وأولياء األمور‬
‫قدرتنا على عمل ما نريد‪...‬‬

‫ويكون رد الفعل الذي يقوم به المعلمون وأولياء األمور هو نوع من التحدي‪ ،‬وهذا ينتج صراعاً‪،‬‬
‫ومهمة المرشد وقف هذا الصراع وفي نظرية وقف الصراع الذي يذهب إلى أن الطالب‬
‫الموهوب يميل إلى التقليل من عالقة الصراع إذا لم يجد من يصارعه أو من يقف أمامه‪.‬‬

‫إن وقف الصراع يمكن أن يعطي فرصة أكبر للطالب للتقدم نحو اإلنجاز وأن ذلك يمكن أن‬
‫يساعد الموهوبين على زيادة الوعي بسلوكياتهم ودوافعهم‪ ،‬وتعلم نماذج جديدة إيجابية للتفاعل مع‬
‫الطلبة والمعلمين واكتشاف أسباب سلوك تدني التحصيل غير المناسبة‪.‬‬

‫‪ .3‬االختيار المهني والدراسي‬


‫اتخاذ القرار المهني والدراسي هو بمثابة وضوح الهوية الذاتية‪ ،‬ووسيلة الموهوبين في التعبير‬
‫عن الذات‪ ،‬حيث يظهر الموهوب فلسفة للحياة وفهمه ألهداف حياته للمستقبل‪ ،‬وتنعكس تلك‬
‫القرارات بمؤشرات أدائية لفظية أو إجرائية يتحدث بها أمام اآلخرين من الرفاق أو المعلمين‬
‫أو المرشد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫وتشكل عملية اختيار المهنة والتخصص الدراسي مصدرا ً للضغوط والمشكالت واألزمات‬
‫النفسية للموهوب‪ .‬كما يظهر في تجارب التعامل مع الموهوب أنه بحاجة إلدراك المسؤولية‬
‫واتباع القواعد االجتماعية للنجاح في الحياة المهنية والدراسية والحياة عموماً‪.‬‬

‫إن الطلبة الموهوبين بحاجة إلى ربط شخصياتهم واهتماماتهم وقدراتهم بخيارات مهنية‬
‫ودراسية محددة‪ ،‬وفهم المستلزمات الشخصية والتدريب واألدوات والفوائد وميزات كل مهنة‬
‫من المهن المتعددة‪ ،‬وافتراض أن الزيارات الميدانية وبرامج المرشدين والدراسة العملية هي‬
‫مواقف ومجاالت تساعد على تطوير مواقف وقرارات مناسبة‪.‬‬

‫وافترض ديفيز وريم (‪ )2٠11‬أن االختبارات وأساليب التقييم المناسبة يمكن أن تسهم في فهم‬
‫المعلمين والمرشدين واإلدارة المدرسية على فهم إمكانات الموهوبين وقدراتهم واهتماماتهم‪،‬‬
‫ومشاكلهم‪ ،‬وحاجاتهم التربوية‪ ،‬والمهنية‪.‬‬

‫وافتراض أن هناك عوامل تحدد التوقعات المهنية وهي الظروف االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫ومعدل ذكاء الطالب ودرجته‪ ،‬وما يرتبط بالتخطيط المهني ومواقف وحلول وسطى ترتكز‬
‫على التوقعات الذاتية ونظرة الموهوب لنفسه وتعريفه لها وقدراته‪ .‬ومع اعتبار كل هذه‬
‫العوامل فإنه يتوقع من المرشدين مساعدة الموهوب في تعديل نظرته المحددة لإلدراك المهني‪،‬‬
‫وقيم الموهوبين‪ ،‬وطموحاتهم‪ ،‬وتطلعاتهم‪ ،‬وتوقعاتهم‪.‬‬

‫إن الموهوب متعدد االهتمامات يقف حائرا ً في االختيار بين أكثر من مهنة أو تخصص دراسي‬
‫تتساوى فيها قدراته‪.‬‬

‫‪ .4‬التكيف األسري‬
‫تعد األسرة مكونا ً حاسما ً في فهم نمو الموهبة ونجاح الموهوب في المدرسة‪ ،‬وقد أظهرت العديد‬
‫من الدراسات معاناة والدي الموهوب‪ ،‬وتمركز األساليب الوالدية حول الموهوب‪ ،‬والعالقات‬
‫الحميمة لعائلة الموهوب‪ ،‬وقد تم تحديد أهم مشاكل التكيف األسري وهي‪:‬‬

‫‪ −‬إهمال الوالدين وربما تكون هذه المشكلة من أخطر المشاكل التي يتعرض لها الطفل‬
‫الموهوب من حيث عدم اكتراث الوالدين لمواهبه وقدراته العقلية والفنية وقد يصل إلى‬
‫خنق هذه القدرات أو قتلها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫‪ −‬المبالغة في تقدير تفوق الطفل وهذه المشكلة تعتبر عكس المشكلة السابقة حيث يسبب‬
‫أولياء األمور الذين يبالغون في وصف وتقدير تفوق أبنائهم مشكالت خطيرة على‬
‫مستقبل تفوق األبناء‪ ،‬وقد يرجع ذلك إلى إلحاحهم على دفع الطفل إلى المزيد من النتاج‬
‫العقلي والفني والمهاري‪.‬‬

‫‪ −‬االستغالل الوالدي لتفوق األبناء‪.‬‬

‫‪ −‬افتقار البيئة المنزلية لألدوات والوسائل الالزمة لتنمية استعدادات الطفل ومواهبه‪ ،‬مثل‬
‫الكتب والمجالت واألجهزة المسموعة والمرئية واألدوات العلمية والفنية المختلفة‪،‬‬
‫وسوء استخدامها في حالة توافرها بسبب تدني المستوى الثقافي إذا كان المستوى‬
‫االقتصادي واالجتماعي يسمح بتوفرها لألسرة مما يعوق قدرات الطفل وظهور إبداعه‪.‬‬

‫‪ −‬التفرقة في معاملة األوالد مما يؤدي إلى الكراهية الشديدة بينهم‪ ،‬والشعور باإلحباط‬
‫وعدم وجود حالة من الهدوء واألمن النفسي‪ ،‬والخوف من فقدان حب الوالدين‪.‬‬

‫‪ −‬عدم فهم الوالدين لطبيعة الطفل الموهوب‪ ،‬فالطفل الذكي يتذمر من القيود والقوانين‬
‫واألوامر الصارمة ويعتبرها عائقا ً تحول دون انطالقه‪ ...‬لهذا يجب توفير قدر من‬
‫المرونة والحرية في تحركات الطفل وأفعاله لكي يستطيع التنفيس عن انفعاالته وأفكاره‪.‬‬
‫تواجه األسرة قضية وجود موهوب لديها والتكيف لهذه الظاهرة وما يتطلب ذلك من تنظيم‬
‫عالقاته ضمن أفراد األسرة‪ ،‬وكيفية ارتباط الوالدين به وبإخوته من غير الموهوبين‪ ،‬وتشعر‬
‫العائالت بأنها معنية ببذل مزيد من الجهد لتنمية تفوق الطفل الموهوب‪.‬‬

‫ويفترض أن األسر التي يوجد لديها موهوب يقدم لها خدمات إرشادية أسرية لما قد يواجهه‬
‫الموهوب من مشكالت أسرية قد تعيق تكيفه وتجعل حياته صعبة تحول دون إظهار قدراته على‬
‫صورة اداءات مقبولة ومفيدة لمجتمعه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫أهداف إرشاد الموهوبين‬


‫تهدف برامج اإلرشاد المعدة للطلبة الموهوبين إلى مساعدتهم على النمو السوي والتكيف اإليجابي‬
‫في المجاالت االنفعالية واالجتماعية والمعرفية والمهنية‪ ،‬باإلضافة إلى مساعدة الوالدين‬
‫والمعلمين على فهم خصائص الطلبة الموهوبين والمتفوقين وتطوير أساليب التعامل معهم‪ ،‬وتلبية‬
‫احتياجاتهم‪.‬‬

‫لهذا فإن إرشاد الموهوبين هو مساعدة الموهوب في التكيف مع نفسه ومع المنهج الدراسي ومع‬
‫أقرانه ومع المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬

‫أ‪ .‬تطوير مفهوم الذات ليكون أكثر دافعية وإيجابية إضافة إلى تقبل الذات واالعتراف بعناصر‬
‫الضعف والقوة الذاتية والعمل على تطويرها مع تطوير مستوى الضبط الذاتي‪ .‬وتطوير‬
‫مفهوم الذات له دور كبير في انسجام الموهوب مع نفسه ومع من حوله فعلى األسرة أن‬
‫تساعد ابنها الموهوب على ضبط ذاته من حيث التعرف على جوانب القوة والضعف لديه‬
‫وتساعده في جانب الضعف لتالفي ذلك‪ .‬فالجانب الرئيسي هنا لألسرة هو العمل مع ابنها‬
‫لتحقيق ذاته‪.‬‬

‫ب‪ .‬تطوير مفهوم العالقات اإلنسانية ومهارات االتصال مع اآلخرين والتفاعل معهم لتحقيق‬
‫التوافق االجتماعي‪ .‬أي مساعدة الموهوب على االنفتاح وعدم االنغالق على نفسه‪ ،‬فعلى‬
‫األسرة هنا أن تقوم بتدريب ابنها الموهوب على أفضل الطرق االتصالية مع غيره وأن‬
‫يشارك اآلخرين في اهتماماتهم وان يشعر بحاجتهم وال ينعزل عما يدور حوله‪ ،‬بل عليه أن‬
‫يتحسس آمال وآالم اآلخرين وإنه جزء من هذا المجتمع‪.‬‬

‫ج‪ .‬توعية الوالدين بخصائص الطلبة الموهوبين واحتياجاتهم وكيفية التعامل مع مشكالتهم‬
‫ومساعدتهم على التكيف مع أشقائهم وأصدقائهم في محيط األسرة فاألسرة تجهل كثيرا ً كيفية‬
‫التعامل مع أبنائها الموهوبين مما يؤدي بابنها إلى اإلحباط وعدم االهتمام بموهبته‪.‬‬

‫د‪ .‬توعية المجتمع المدرسي بخصائص وسلوك وسمات الموهوبين وطرق التعرف عليهم‬
‫وأساليب الكشف عنهم وحل مشكالتهم من خالل المحاضرات والنشرات داخل المدرسة‬
‫وخارجها‪ .‬مع وجود األخصائيين المتخصصين لرعاية هذه الفئة من الطلبة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫ه‪ .‬تنمية المهارات القيادية والحس بالمسئولية االجتماعية في تطوير القيادة فعلى األسرة أن‬
‫تستثمر ابنها الموهوب في مجال تطور رغبته في القيادة وتطوير مهاراته القيادية والشعور‬
‫بالرضا والنجاح في االختيار المناسب‪.‬‬

‫و‪ .‬تحسين مستوى التحصيل المدرسي واإلنجاز األكاديمي وغير األكاديمي فالموهوب يحتاج‬
‫إلى تحقيق جو نفسي له من خالل تشجيعه على إنجازاته واستخدام أسلوب الثواب وإثارة‬
‫الدافعية لديه لمساعدته على تحسين مستواه في جميع الحاالت سواء أكانت منهجية أو ال‬
‫منهجية وذلك لنمو شخصيته من كافة جوانبها‪.‬‬

‫ز‪ .‬تنمية مهارات حل الصراعات والمشكالت واتخاذ القرار في التفكير والنقد اإلبداعي وأساليب‬
‫خفض القلق والتوتر‪.‬‬

‫ح‪ .‬تقبل األخطاء كخبرات تعليمية وتحمل المسئولية في السعي نحو التميز وليس الكمال‪.‬‬

‫ط‪ .‬تنمية مستوى النضج الذهني والمساعدة في اتخاذ قرارات دراسية ومهنية سليمة‪.‬‬

‫تصنيف أهداف إرشاد الموهوبين‬


‫يمكن تحديدها باستعراض األهداف العامة‪ ،‬في مجال البيئة األسرية‪ ،‬والمدرسية‪ ،‬ومجال اإلرشاد‬
‫للموهوب والمتفوق ذاته‪( .‬أبو أسعد‪.)2٠11 ،‬‬

‫أوالً‪ :‬األهداف اإلرشادية العامة‬


‫• الكشف عن استعدادات المتعلم وتقويم خبراته واحتياجاته ومتطلبات نموه‪.‬‬

‫• تشخيص المشكالت التوافقية واالضطرابات االنفعالية التي قد يعانيها المتعلم ومعرفة‬


‫أسبابها والعمل على إزالتها‪.‬‬

‫• تأمين الصحة النفسية للمتعلم ومساعدته على التوافق الشخصي والمدرسي واالجتماعي‪.‬‬

‫• إتاحة الفرص المناسبة لتنمية استعدادات المتعلم وفق المستوى الذي تؤهله إليه إمكانياته‪.‬‬

‫• إحداث التغيرات الالزمة في البيئة المدرسية والمنزلية إلشباع احتياجات المتعلم‬


‫ولتحقيق نموه المتكامل‪.‬‬

‫• تقديم الخدمات الوقائية للمحافظة على استعدادات المتعلم‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫ثانياً‪ :‬األهداف اإلرشادية في مجال البيئة األسرية للموهوب‬


‫• تبصير األسرة باستعدادات الموهوب وسماته‪ ،‬ومشكالته‪ ،‬ومتطلبات نموه‪ ،‬واحتياجاته‪.‬‬

‫• توجيه األسرة بأساليب التعامل مع شخصية الموهوب‪ ،‬وتبصير الوالدين بأهمية أساليب‬
‫المعاملة الوالدية السوية‪ ،‬كالدفء والحنان‪ ،‬والتفهم والتقبل واالهتمام‪ ،‬والتقدير‬
‫والمساندة والتشجيع‪ ،‬وأن ذلك يساعد في نمو شخصية الطفل الموهوب والمتفوق‪.‬‬

‫• توعية األسرة بضرورة تهيئة بيئة أسرية غنية بالمواد والمصادر والخبرات الثقافية‬
‫واالجتماعية الالزمة لتمكين المتعلم الموهوب والمتفوق من تنمية طاقاته واستثمار‬
‫إمكاناته من خالل االطالع والتجريب والبحث وممارسة الهوايات واألنشطة التي يميل‬
‫إليها داخل المنزل‪.‬‬

‫• تعديل اتجاهات أفراد األسرة نحو الموهوب والمتفوق بما يعزز شعوره بالكفاءة‪ ،‬والثقة‪،‬‬
‫واألمن‪ ،‬والطمأنينة‪.‬‬

‫• العمل على توثيق اتصال األسرة بالمدرسة‪ ،‬لمتابعة إنجازات الموهوب وتقدمه داخل‬
‫الصف الدراسي‪ ،‬وما قد يعترضه من مشكالت‪ ،‬والتعاون في حلها‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬األهداف اإلرشادية في مجال البيئة المدرسية للموهوب‬


‫• الكشف عن الموهوبين من الطلبة‪ ،‬ومعاونة المعلمين في تطوير الوسائل التي يعتمدون‬
‫عليها في هذا الصدد في مجاالت تخصصهم‪.‬‬

‫• تخطيط البرامج واألنشطة المدرسية الفنية والرياضية واالجتماعية والثقافية‬


‫والترويحية‪ ،‬بحيث تقابل االستعدادات المتنوعة والميول المختلفة لدى الطلبة‪،‬‬
‫والمشاركة في تقويمها والعمل على زيادة فعاليتها لتحقيق أفضل عائد ممكن منها‪.‬‬

‫• تقديم المشورة فيما يتعلق بتوزيع الطلبة المتفوقين على فصول المدرسة‪.‬‬

‫• تزويد المعلمين بالمعلومات الالزمة لتطوير مفاهيمهم عن الطفل الموهوب‪ ،‬وأساليب‬


‫تعاملهم معه‪ ،‬وتدريسهم له‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫• تنظيم لقاءات إرشادية للمعلمين لتبادل اآلراء‪ ،‬وبحث المشكالت الناجمة عن سوء تكيف‬
‫الطلبة عموما ً والمتفوقين خاصة مع األوضاع المدرسية‪.‬‬

‫• اقتراح ما يلزم لتحسين الجو المدرسي عموما ً والمنهج الدراسي خصوصا ً بما يشبع‬
‫االحتياجات الخاصة لألطفال الموهوبين‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬األهداف اإلرشادية بالنسبة للموهوب والمتفوق ذاته‬


‫• الكشف عن استعدادات الموهوب واهتماماته وميوله‪ ،‬وتقييم خبراته واحتياجاته‬
‫ومتطلبات نموه‪ ،‬حتى يتسنى توجيهه‪ ،‬وتخطيط البرنامج التعليمي واألنشطة المناسبة‬
‫لتنمية استعداداته واهتماماته‪ ،‬وإشباع احتياجاته ورغباته‪.‬‬

‫• مساعدة الموهوب على فهم حقيقة نفسه‪ ،‬والوعي بجوانب تفوقه وامتيازه‪ ،‬وإدراك‬
‫أهميتها بالنسبة له وللمجتمع‪.‬‬

‫• مساعدة الموهوب على الوعي بمشاعره وتعزيز ثقته بنفسه‪ ،‬وتقبل ذاته كفرد مختلف‬
‫عن اآلخرين‪ ،‬والعمل على إكسابه المهارات الالزمة لتحقيق التوازن بين نزعته‬
‫للمخاطرة والتفرد من ناحية‪ ،‬والتوافق االجتماعي واحترام المعايير االجتماعية من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫• مساعدة الموهوب على مواجهة مشكالته المختلفة‪ :‬كالوحدة والعزلة‪ ،‬واالغتراب‪،‬‬


‫واضطراب مفهوم الذات‪ ،‬والخوف من الفشل‪ ،‬وعدم التوافق الدراسي واالجتماعي‪.‬‬

‫• مساعدة الموهوب على فهم احتياجاته النفسية والمعرفية واالجتماعية‪ ،‬وتوعيته بالسبل‬
‫والمصادر إلشباعها داخل المدرسة وخارجها‪.‬‬

‫• تنمية مقدرة الموهوب المتفوق على توجيه الذات وتحقيقها‪.‬‬

‫• توجيه الموهوب إلى النشاطات التي توافق احتياجاته واستعداداته‪ ،‬ومساعدته على‬
‫وضع أهداف خاصة يمكن تحقيقها‪.‬‬

‫• تعزيز عالقات الموهوب والمتفوق وتفاعالته مع اآلخرين‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫• مساعدة الموهوب والمتفوق على تنظيم أوقات استذكاره وفراغه‪ ،‬وعلى حسن إدارة‬
‫الوقت واستثماره بالكيفية التي تحقق نمو استعداداته‪.‬‬

‫• تزويد الموهوب بالمعلومات التي تمكنه من التعرف على المجاالت الدراسية والمهنية‬
‫المتاحة‪ ،‬وتوسيع مداركه عنها‪ ،‬ومساعدته على االختيار الدراسي والمهني بما يضمن‬
‫تنمية استعداداته ثم حسن استثماره في المجاالت التربوية والمهنية المناسبة‪.‬‬

‫أسر الموهوبين واإلرشاد‬


‫تواجه أسرة الموهوب ضغوطا ً خاصة قد ال تواجهها األسر العادية‪ ،‬وخاصة أن األسرة تواجه‬
‫طفالً موهوبا ً أكبر من عمره‪ ،‬والتساؤل الذي يطرح في هذا المجال هل أسر الموهوب مؤهلة‬
‫لرعايته وتربيته‪.‬‬

‫وقد افترض أن اآلباء عليهم رعاية وإرشاد األبناء الموهوبين وذلك لما لهم من موقع الرئاسة في‬
‫توجيه وإرشاد األبناء وإنهم يملكون النضج‪ ،‬والمسؤولية لوضع الحدود لرعاية قدرات الموهوب‬
‫في أطر ناجحة وبناءة‪.‬‬

‫إحدى مخاوف المرشد األسري للموهوب هي اعتبار قوته وتقويمه من خالل الوالدين تعطيهم قوة‬
‫دون حكمة‪ ،‬وينتج عن ذلك صراع وأزمة القوة بين الموهوب ووالديه‪ ،‬وهذا قد يفقد اهتمام‬
‫األسرة بالموهوب دون وعي في سنوات مبكرة إنه معني بالمحافظة على عالقة وثيقة مع أفراد‬
‫األسرة‪ ،‬وتجنب السيطرة على الوالدين‪.‬‬

‫وما تواجه األسر من ضغوط جراء تعرفها على موهبة أبنائها‪ ،‬وهذا يظهر من خالل ضغط‬
‫الوالدين على الموهوبين وقلقهم من تدني تحصيلهم ومحافظتهم على السياق سيرهم التحصيلي‪،‬‬
‫ألنهم أصبحوا يتبنون دور أبنائهم الموهوبين حينما يتقدمون الختبار‪ ،‬أو الختيار مهنة‪ ،‬مما قد‬
‫يجعل العالقة تسوء بين الموهوب ووالديه اللذين يتبنيان الشرعية بالتوجيه واإلرشاد لمساعدته‬
‫على تحقيق أهداف مثلى واستمرار التفوق والتميز في مجاالت الدراسة والمهنة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫وقد ظهرت أعراض الضغوط ونتائجها السلبية الممثلة بالضيق النفسي‪ ،‬والتوتر العصبي‪ ،‬جراء‬
‫ما يتم توقعه من الموهوب واإلصرار على بذل الجهد‪ ،‬والتحسن‪ ،‬والمثابرة‪ ،‬والتفكير الجيد‪،‬‬
‫والتفوق‪ .‬وتواجه األسرة صعوبات في تهيئة الظروف المناسبة لتكيف الموهوب االجتماعي‬
‫واألسري وتقليل الحساسية تجاه الموهوبين وارتفاع التوقعات التي تشكل تحديا ً لألسرة لكي تكون‬
‫فاعلة في رعاية الموهبة وتنشئة الموهوب تنشئة سوية مناسبة‪.‬‬

‫التكيف المدرسي للموهوب‬


‫يعتبر تكيف الموهوب المدرسي من المواضيع المهمة خاصة وإنه يعاني من ضغوطات يسببها‬
‫التفاعل مع اآلخرين والرفاق‪ ،‬وتسميته لنفسه واعتبار اآلخرين هذه التسميات وبناء توقعات‬
‫خاصة فوق طاقة الموهوب‪ .‬وإن للمعلمين دورا ً في إضافة أعباء وتوقعات إلى الضغوط التي‬
‫يعانيها الموهوب من مثل التوقع المتفوق في األداء والتحليل غير العادي‪ ،‬ومراعاة اآلخرين على‬
‫حساب انفعاالته‪.‬‬

‫كما تظهر أعباء المدرسة بما فيها من معلمين وطلبة وإداريين ومنهاج مما قد يجعل تكييف‬
‫الموهوب أكثر صعوبة وخاصة أن التأخر أو الخطأ في تحديد مستوى قدرات التفوق العقلي‬
‫ومعاقبة السلوك االستكشافي لدى الموهوب‪ ،‬واالفتقار إلى المعلم الجيد القادر على تشخيص‬
‫قدرات الموهوب واكتشافها في الوقت المناسب وطبقا ً لطبيعتها‪ ،‬وعدم مناسبة المحتوى التعلمي‪.‬‬
‫ومن أخطرها أيضا ً استهانة معلمه به ومعاملته له من غير اكتراث دون أن يحاول تحري ذكاءه‬
‫وإطالق طاقاته العقلية‪ ،‬وهذا يسبب له خيبة أمل وانطواء‪.‬‬

‫ويعاني الموهوب من عدم مالءمة المناهج المدرسية واألساليب التعليمية‪ ،‬ومن قصور فهم‬
‫المعلمين الحتياجاتهم‪ ،‬ومن استخدام منبئات وأحكام غير كافية للكشف عن موهبتهم وتفوقهم‪.‬‬
‫وعادة ما يشعر الموهوبين المتفوقين بالملل والضجر واإلحباط من المناهج الدراسية المصممة‬
‫غالبا ً للطلبة المتوسطين‪ ،‬ومن ثم ال تستثير اهتماماتهم المتنوعة كموهوبين‪ ،‬وال تشبع حاجاتهم‬
‫للمعرفة الواسعة والعميقة‪ ،‬كما ينفرون من المهام الروتينية التي ال تتحدى استعداداتهم العالية‪،‬‬
‫مما قد يؤدي بهم إلى التراخي والكسل واإلهمال‪ ،‬وعدم التحمس للدراسة‪ ،‬وربما االستغراق في‬

‫‪16‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫أحالم اليقظة واألفكار الخيالية بدالً من تكريس طاقاتهم في أعمال حقيقية منتجة‪ ،‬وقد يهربون من‬
‫المدرسة ويكونون عرضة الرتكاب أشكال السلوك الجانح والمضاد للمجتمع‪ ،‬وارتكاب أعمال‬
‫خطرة غير مقبولة اجتماعيا ً يرون فيها تحقيقا ً لذواتهم‪.‬‬

‫ونظرا ً ألنهم متفردون‪ ،‬ومؤكدون لذواتهم‪ ،‬فهم يبحثون عن الجديد باستمرار‪ ،‬ويطرحون أفكارا ً‬
‫واستجابات أصيلة‪ ،‬وحلوال غير مألوفة للمشكالت غالبا ً ما تبدو غريبة وغير منطقية‪ ،‬أو سخيفة‬
‫أو مزعجة بالنسبة لآلخرين المحيطين بهم‪ ،‬فإن ما يالقونه بسبب ذلك من رفض اجتماعي‪ ،‬بل‬
‫وسخرية وتهكم أحيانا ً يعرضهم للمعاناة النفسية‪ ،‬ويؤدي إلى اضطراب مفهومهم عن ذواتهم‪،‬‬
‫ويجعلهم نهبا ً لمشاعر الحيرة والتردد‪ ،‬والتوتر والقلق واإلحباط‪ ،‬والتشكك في قدراتهم والخوف‬
‫من الفشل‪.‬‬

‫ونتيجة لالختالف الملحوظ في أفكار الموهوبين والمتفوقين وقيمهم ومعاييرهم الخاصة‪،‬‬


‫واهتماماتهم‪ ،‬عن أقرانهم العاديين والمحيطين بهم‪ ،‬وما يمارسه عليهم اآلباء والمعلمون من‬
‫ضغوط لفرض الطاعة واالمتثال للضوابط والمعايير‪ ،‬فإنهم يواجهون صعوبات بالغة في توافقهم‬
‫مع اآلخرين؛ كالشعور بالعزلة والوحدة واالنطواء‪ ،‬وفي تنمية مفهوم موجب عن ذواتهم‪ .‬كما‬
‫يكونون عرضة للصراع النفسي بين أن يعبروا عن أفكارهم اإلبداعية الفريدة‪ ،‬ويمارسوا‬
‫اهتماماتهم المتنوعة بحرية وانطالق‪ ،‬أو يكبتوا هذه األفكار وضحوا باستعداداتهم ومواهبهم من‬
‫أجل مسايرة اآلخرين والحصول على رضاهم‪ ،‬وهو ما يبدد طاقاتهم النفسية ويؤدي إلى‬
‫االنسحاب واالغتراب‪ ،‬واالكتئاب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫أبرز مظاهر سوء تكيف الطلبة الموهوبين في البيئة المدرسية‬


‫إن المدارس والنظم التربوية في وقتنا الحاضر لم تطور نفسها بالقدر الالزم لتهيئة المناخ‬
‫المناسب لتفجير طاقات الموهوبين وتوجيهها في المسار الصحيح‪ ،‬وإلشباع حاجاتهم النفسية‬
‫والتعليمية الخاصة‪ .‬ولذلك يمكن تحديد المعوقات التي تحول دون رعاية الطلبة الموهوبين في‬
‫المدارس وتكيفه‪ ،‬وأهمها‪:‬‬

‫• استخدام فنيات ومحكات غير كافية مثل تقديرات المعلمين‪ ،‬واالختبارات المدرسية للكشف‬
‫عن الطلبة الموهوبين‪ ،‬ألن هذه األدوات ال تعد كافية لتحقيق هذا الغرض وفي أحيان أخرى‬
‫قد ال تعد مناسبة أو قد تفشل في الكشف عن الموهوب وتحديد قدراته بطريقة مناسبة‪.‬‬

‫• قصور فهم الموهوبين وحاجاتهم‪.‬‬

‫• إن تطوير البرامج الدراسية بدرجة تحقق المتطلبات األساسية لتنمية استعدادات الموهوبين‬
‫يعد شرطا ً ضروريا ً لرعايتهم‪ ،‬لكنه ال يعد كافيا ً ما لم يكن هناك معلم كفء للعمل مع هذه‬
‫الفئات من الطلبة‪.‬‬

‫• المعلم هو أساس العملية التعليمية‪ ،‬وهو الذي يهيئ المناخ الذي من شأنه إما أن يقوي من‬
‫ثقة الموهوب بنفسه أو يزعزعها‪ ،‬يشجع اهتماماته أو يحبطها‪ ،‬ينمي قدراته أو يهملها‪ ،‬ومن‬
‫يساعده على التحصيل واإلنجاز أو يعطله‪.‬‬

‫• عدم توفر أخصائيين نفسيين مدربين في الوقت الراهن يقومون بتطبيق االختبارات‬
‫والمقاييس النفسية كاختبارات الذكاء واختبارات التفكير اإلبداعي‪ ،‬واختبارات القدرات‬
‫واالستعدادات الخاصة لتشخيص الموهبة والكشف عنها‪.‬‬

‫• عدم وجود تعريف موحد للموهوب‪ :‬حيث نجد أن هناك اختالفا ً كبيرا ً في المسميات بين‬
‫العاملين في الميدان التربوي لمصطلح موهوب إذ تطلق عليه عدة مسميات مختلفة منها‬
‫متفوق‪ ،‬نابغة‪ ،‬عبقري‪ ،‬مبتكر‪ ،‬مبدع المع‪ ...‬الخ واختالط المناهج والتسميات قد يؤخر‬
‫توفير الخدمات المناسبة‪.‬‬

‫• عدم إعطاء الموهوب الحرية التامة في اختيار النشاط الذي يرغبه ويتوافق مع ميوله‬
‫وهواياته‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫• إهمال إنتاج الموهوبين وإبداعاتهم وعدم إبرازها واإلشادة بها‪ ،‬وعدم توفر الحوافز‬
‫التشجيعية إليهم بالشكل الالزم سوا ًء على مستوى المدارس أم المناطق التعليمة المحيطة‪.‬‬

‫• عدم توفر مواقع مكانية خاصة بكل نشاط يمارس فيها الموهوبون النشاط وذلك بسبب عدم‬
‫وضع النشاط في االعتبار عند تخطيط المدارس وكذلك بسبب عدم مناسبة المباني واألماكن‬
‫غير المعدة لتربية وممارسة نشاطاته الملبية لقدراته‪.‬‬

‫• عدم توفر األدوات واآلالت الالزمة للقيام باألنشطة الفنية والمهنية كأدوات الرسم‬
‫والكهرباء والميكانيكا وأماكن للتعامل مع المواد المختلفة‪.‬‬

‫• إن المدرس قد يحاسب الموهوب أكثر من زمالئه الرتفاع توقعاته‪.‬‬

‫• إن بعض الموهوبين قد يجد صعوبة في الكتابة فيقع في األخطاء المتعلقة بالهجاء أو في‬
‫الكتابة نظرا ً الهتمامه بقضايا كبيرة مهمة تضغط على تفكيره‪.‬‬

‫• إن المدرسين ال يرتاحون غالبا ً للموهوب أو المبدع ألنهم ال يحبون االنقياد أو التبعية‬


‫واعتباره عنصرا ً مهددا ً لما لديه من قدرات متفوقة قد تفوق قدرات معلمه‪.‬‬

‫• ومن المشكالت التي يعاني منها الموهوب المتفوق أنه يجد مضايقات من بعض المعلمين‬
‫السيما المعلم غير المتمكن من المادة العلمية عندما يواجه حرجا ً يسببه له الموهوب‬
‫المتفوق الذي يظهر على صورة كثرة األسئلة التي ال يجد المعلم لها جوابا مما يؤدي‬
‫بالمعلم إلى كراهية هذا الطالب أو معاناته‪ ،‬وقد يتلفظ عليه بألفاظ تجرح مشاعره وربما قد‬
‫تؤدي هذه المعاملة القاسية من قبل المعلم إلى كراهية المادة التي يدرسها هذا المعلم ثم‬
‫كراهية المدرسة وما يحدث فيها من أنشطة‪.‬‬

‫• يعاني الموهوب المتفوق من الملل أثناء الحصة العادية وذلك عندما يكرر المعلم شرح‬
‫الدرس فالطلبة سريعو الفهم يفهمون الشرح ألول وهلة ثم يبدءون بالتشاغل عن المعلم وقد‬
‫يسببون الفوضى في الحصة ويكونون عرضة للعقاب والتأنيب من قبل المعلم‪ ،‬ألن المعلم‬
‫يكون مشغوال بالطلبة العاديين والمتأخرين دراسيا ً المحتاجين لتكرار الشرح‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫• عدم التوافق بين النمو العقلي والنمو الجسدي للموهوب‪ .‬مما يسبب له كثيرا ً من المشاكل‬
‫داخل المدرسة مع المعلمين لعدم ارتياحهم له بسبب ما يواجهونه من إحراجات أمام‬
‫طالبهم‪.‬‬

‫• عدم إظهار الموهوبين لقدرات الموهوب بالمدرسة بسبب األعباء الكثيرة التي يحملهم إياها‬
‫كاستغالل إمكانياته في أنشطة المدرسة وهي متكررة مملة غير مثيرة لقدراته وطاقاته‪.‬‬

‫• المبالغة في الرعاية التعليمية فقد يحاسب الموهوب إن عمل خطأ ما أكثر مما يحاسب غيره‬
‫على نفس الخطأ‪.‬‬

‫• عدم اهتمامهم بالحصول على الدرجات العالية في تحصيلهم وانعدام الرغبة لديهم في تكملة‬
‫دراستهم‪ ،‬وذلك ألن البرامج المدرسية لديهم تخلو من اإلثارة والتحدي‪.‬‬

‫تكيف الطلبة الموهوبين مع الزمالء‬


‫يواجه الموهوب ضغوطا ً من الرفاق والزمالء‪ ،‬إذ يشكل هؤالء مصدرا ً لضغوطات تحول دون‬
‫تكيفهم تكيفا ً مدرسيا ً مناسبا ً وإن هذه الضغوط تأخذ أشكاالً منها‪:‬‬

‫‪ .1‬مشكلة ضغط األقران أو الرفاق‪ :‬حيث إن هؤالء يقومون بالسخرية من الموهوب ونعته‬
‫بألفاظ تهجمية وإحداث مشكالت وارتباكات له في المدرسة‪ ،‬ولذلك فهو يلجأ إلى التظاهر‬
‫بالغباء لكيال يشاكسه الطلبة اآلخرون أو يعتدون عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬صعوبة تكوين صداقات مع األقران‪ :‬قد تشكل قدرات وإمكانيات الطفل الموهوب عقبة في‬
‫سبيل تكوين صداقات وعالقات طيبة مع أقرانه‪ ،‬فغالبا ً ما يضيق زمالؤه من األطفال بتفوقه‬
‫وامتيازه وينظر إليه الطلبة العاديون على أنه مختلف‪ ،‬كما أن شعور الطلبة اآلخرين نحوه‬
‫يكون مشوبا ً بالكراهية لتفوقه ومن هنا تنشأ مشكالت بينه وبين زمالئه‪.‬‬
‫‪ .3‬سرعة إنجاز الموهوبين للمهام أكثر من غيرهم مما يترتب على ذلك وجودهم في صفوف‬
‫وبين زمالء أكبر منهم سنا ومن هنا يصعب عليهم التكيف مع من يكبرونهم في السن‬
‫الختالف اهتماماتهم عن اهتمامات زمالئهم ومن هنا ينتابهم الضيق والملل من الدراسة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫‪ .4‬يتعرض بعض الطلبة المتفوقين إلى الغيرة من زمالئهم المتأخرين دراسيا فيعمل هؤالء‬
‫على سرقة مذكراتهم ودفاترهم وسبب السرقة ودافعها الغيرة منهم ومن هنا قد تنشأ‬
‫مشكالت تعوق الطالب عن تقدمه الدراسي‪ ،‬ولسان حال هذا الطالب الغيور انه يقول في‬
‫نفسه لماذا ال أسرق مذكرات هذا الطالب حتى ال يصبح أفضل مني‪.‬‬
‫‪ .5‬ضغوط مواجهتهم الرفاق والتفاعل معهم يدفع الموهوبين إلى االنطواء واالنعزال عن‬
‫األصدقاء والزمالء واالهتمام باالستذكار فقط مما يبعد الموهوب عن الحياة العامة والتفاعل‬
‫مع المجتمع مما يؤثر فيه عندما يتخرج وينخرط في سلك العمل الوظيفي‪ ،‬وبالتالي قد‬
‫يواجه مشكلة عدم قدرته على التكيف مع المراجعين مما يسبب له اإلحباط‪ ،‬وقد يفشل في‬
‫عمله‪ ،‬وكثيرا ً ما نشاهد طالبا ً موهوبين انعزلوا عن اآلخرين فال نسمع لهم ذكرا ً‪ ،‬ولم‬
‫يصلوا إلى مكانة مرموقة في المجتمع‪ ،‬بينما نجد طالبا ً كان مستواهم الدراسي إلى حد ما‬
‫متوسطا ً ولكنهم وصلوا إلى مراتب عليا بجرأتهم وذكائهم العاطفي وقدرتهم على التواصل‬
‫مع الناس‪.‬‬

‫أساليب اإلرشاد الرئيسية المستخدمة مع الموهوبين‬


‫إرشاد الموهوبين مثله مثل إرشاد بقية الفئات بحيث يمكن استخدام طرق اإلرشاد مجتمعة أو‬
‫منفردة أو استخدام طرق اإلرشاد الفردي أو الجماعي‪ ،‬ويرجع ذلك إلى نوع المشكلة التي يعاني‬
‫منها الموهوب وأسبابها‪ ،‬وأنجح الطرق في عالجها‪ .‬ولعل أهم األساليب اإلرشادية التي يمكن‬
‫استخدامها ما يلي‪:‬‬

‫أ‪.‬اإلرشاد الفردي‬
‫وهو إرشاد فرد لفرد وجها ً لوجه وبشكل مباشر ويمكن استخدامه في إرشاد الفئات الخاصة‬
‫وأصحاب المشكالت ذات الطبيعة الخاصة مثل‪ :‬المشكالت الجنسية والجنوح‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫ب‪ .‬اإلرشاد الجماعي‬


‫وهو إرشاد مجموعة من األفراد الذين تتشابه مشكالتهم مع بعضهم في مجموعة واحدة أو أكثر‪.‬‬
‫ويمكن استخدامه في اإلرشاد التربوي واإلرشاد المهني وحاالت االنطواء والخجل والشعور‬
‫بالنقص‪ ،‬ومن أساليبه التمثيل‪ ،‬والندوات‪ ،‬والمحاضرات‪ ،‬والمناقشات الجماعية‪.‬‬

‫ج‪ .‬اإلرشاد المباشر‬


‫ويعد أسلوبا ً لحل المشكالت‪ ،‬يقوم فيه المرشد بدور المعلم والموجه‪ ،‬والمسترشد بدور المتلقي‪.‬‬

‫د‪ .‬اإلرشاد غير المباشر‬


‫ويهدف المرشد من ورائه إلى مساعدة المسترشد على النمو السليم‪ ،‬وإحداث التطابق بين مفهوم‬
‫الذات الواقعي‪ ،‬ومفهوم الذات المثالي لديه‪ ،‬ومن أساليبه ضرب األمثلة لشخصيات بارزة‪،‬‬
‫ممارسة أنشطة مجتمعية فاعلة‪.‬‬

‫ه‪ .‬اإلرشاد الديني‬


‫وهو إرشاد يكون الهدف من ورائه تحقيق التوافق والصحة النفسية للفرد‪ .‬ويمكن استخدامه مع‬
‫المشكالت النفسية المرتبطة بمفهوم الوجود والموت والحياة‪ ،‬واالضطرابات االنفعالية‪ ،‬والخوف‪،‬‬
‫والمشكالت الجنسية‪.‬‬

‫و‪ .‬اإلرشاد السلوكي‬


‫وهو إرشاد عالجي يعتمد على أسلوب التعلم وإعادة التعليم‪ ،‬وتعديل السلوك‪ .‬وتستخدم في ذلك‬
‫بعض األساليب ومنها‪ :‬التعزيز الموجب‪ ،‬والتعزيز السلبي‪ ،‬واإلطفاء‪ ،‬والممارسة السالبة‪.‬‬
‫والجدير ذكره أن هذا النوع من اإلرشاد يحتاج إلى مزيد من التدريب والممارسة واإلتقان‪.‬‬

‫ز‪ .‬اإلرشاد المختصر‬


‫وهو إرشاد يكون الهدف منه حصول الفرد على أكبر فائدة إرشادية في أقل وقت ممكن‪ ،‬وتستخدم‬
‫فيه بعض األساليب التي من شأنها إحداث اإلقناع والتغير في شخصية المسترشد‪ ،‬ومنها‪ :‬التنفيس‬
‫االنفعالي‪ ،‬والشرح والتفسير‪ ،‬واإلقناع المنطقي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫والجدير ذكره هنا أن اإلرشاد المختصر هو من أنجح الطرق واألساليب في وقتنا الحاضر الذي‬
‫يتميز بالسرعة وكثرة األعباء واألعمال لدى األفراد الذين ال يجدون معه الوقت الكافي لقضاء‬
‫وقت طويل في طلب اإلرشاد عن طريق األساليب األخرى‪.‬‬

‫ح‪ .‬اإلرشاد الخياري‬


‫وهو أسلوب توفيقي يجمع بين طرق اإلرشاد المختلفة بحيث يؤخذ منها ما يناسب ظروف المرشد‬
‫والمسترشد‪ ،‬والمشكلة والعملية اإلرشادية بصفة عامة‪ .‬وينقسم اإلرشاد الخياري إلى قسمين‬
‫وهما‪:‬‬

‫‪ -‬االختيار بين الطرق‪ :‬وهو أسلوب يعتمد على اختيار أسلوب أو أكثر من أساليب‬
‫اإلرشاد األخرى بناء على نوع المشكلة‪ ،‬وظروف‪ ،‬وإمكانيات المرشد‪ ،‬والمسترشد‪.‬‬
‫‪ -‬الجمع بين الطرق‪ :‬وفيه يقوم المرشد بالجمع بين عدد من الطرق ويختار من كل طريقة‬
‫أفضل ما فيها‪.‬‬

‫مهام المرشد للموهوبين‬


‫يمكن تحديد مهام المرشد للموهوبين باآلتي‪:‬‬

‫• اإلصغاء الفعال للموهوبين‪.‬‬

‫• اإلعداد للعملية اإلرشادية مسبقاً‪.‬‬

‫• مساعدة الطلبة الموهوبين على االلتزام بالقيم والتربية األخالقية‪.‬‬

‫• تنظيم وتسهيل مهمة التحويل للمرشد عند الحاجة لذلك‪.‬‬

‫• عقد لقاءات إرشادية فردية وجماعية‪.‬‬

‫• مساعدة الموهوبين في إيجاد المصادر الدراسية والعملية مثل سير شخصيات الموهوبين‬
‫ومعلومات المهنية واألكاديمية‪.‬‬

‫• ممارسة أنشطة إرشادية جماعية ومساعدة المعلمين على القيام بذلك‪.‬‬

‫• الكشف عن اهتمامات الطلبة‪ ،‬وربطها بطموحاتهم ومستقبلهم وتوقعاتهم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫• العمل مع الجهات المعنية لتوفير الجو المناسب لرعاية موهبة الموهوبين وقدراتهم‪.‬‬

‫• التشاور مع أولياء األمور‪.‬‬

‫• التنسيق في كل األنشطة مع كل المعنيين في خدمة الموهوبين‪.‬‬

‫• تقييم نقاط القوة والضعف في البرامج اإلرشادية وبناء خطط من أجل العمل الالحق‪.‬‬
‫إن البرامج اإلرشادية وجدت لتقديم المساعدة للموهوب في تطوير مفهوم الذات له وعالقاته‬
‫اإلنسانية وأساليب تواصله مع اآلخرين وتطوير مهارات حل الصراعات والمشاكل واتخاذ‬
‫القرارات في الدراسة والمهنة وأساليب تقليل أثر الضغوط والقلق والتوتر والتكيف‪ ،‬ومساعدة‬
‫الوالدين والمعلمين لتنمية طاقات الموهوبين ومهارات قيادية وزيادة اإلحساس بالمسؤولية‬
‫االجتماعية لديهم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬الخدمات اإلرشادية للموهوبين والمتفوقين‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ −‬القطامي‪ ،‬يوسف‪ .)2٠15( .‬الموهبة التفوق‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫منصور‪ ،‬عبد الصبور‪ .)2٠16( .‬الموهبة والتفوق واالبتكار‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار الزهراء‪،‬‬ ‫‪−‬‬

‫الرياض‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like