You are on page 1of 2

‫‪..

‬حكم التسويق الشبكي‬

‫ــــــــــــــــــــــ‬
‫‪،‬الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا‬
‫وبعُد‬

‫فإن التسويق الشبكي الهرمي حرام‪ ،‬وال يجوز التعامل به وال المشاركة فيه وال ترويجه‪ ،‬ألّن ه ال يخلو من أربع صور‪ ،‬صاحبه واقع‬
‫‪..‬في أحدها ال محالة‪ ،‬إن لم يكن في جميعها‪ ،‬وكلها محرمة باإلجماع‬

‫‪-‬‬ ‫األولى‪ :‬الربا‪ ،‬لما فيه من تبديل مال بمال أزيد منه‪ ،‬حيث ُيعطي نقوًد ا مقابل نقود ُمؤجلة‬
‫(وشراء السلعة فيه أمر صوري) ‪ ،‬وهذا عين الربا‪ ،‬ربا النسيئة‪ ،‬وهو من الكبائر العظام‪ ..‬قال‬
‫تعالى { َو َأَح َّل ٱُهَّلل ٱۡل َب ۡی َع َو َح َّر َم ٱلِّر َب ٰو ۟ا } [البقرة ‪]275‬‬

‫‪-‬‬ ‫الثانية‪ :‬الميسر والقمار‪ ،‬ألّن المشترك في هذه المعاملة ال يدري هل يربح أم يخسر‪ ،‬والميسر‬
‫قرين الخمر في الُح رمة وفداحة الذنب‪ ..‬قال تعالى { َی ٰۤـَأُّیَه ا ٱَّلِذیَن َء اَم ُنۤو ۟ا ِإَّن َم ا ٱۡل َخ ۡم ُر َو ٱۡل َم ۡی ِس ُر‬
‫َو ٱَأۡلنَص اُب َو ٱَأۡلۡز َلٰـُم ِر ۡج ࣱس ِّم ۡن َعَم ِل ٱلَّش ۡی َط ٰـ ِن َف ٱۡج َت ِنُبوُه َلَع َّلُك ۡم ُتۡف ِلُحوَن } [المائدة ‪]90‬‬

‫‪-‬‬ ‫الثالثة‪ :‬الَغ َر ُر ‪ ،‬حيث تقوم هذه المعاملة على الغش والخداع والتحّيل‪ ،‬واإليهام باألرباح‬
‫المضمونة‪ ،‬والوعود الكاذبة بالثراء‪ ،‬وقد «نهى النبي ﷺ عن بيع الغرر» (رواه مسلم)‬

‫‪-‬‬ ‫الرابعة‪ :‬الَغ ْبُن ‪ ،‬لما في بيع تلك الّسلع المعروضة من تضّخ م في السعر‪ ،‬وقد ال يكون لها كبير‬
‫فائدة‪ ،‬وإنما الغرض من البيع والشراء هو الدخول في عقد الوكالة للتسويق‪ ..‬وقد «نهى النبي‬
‫ﷺ عن الغبن» (رواه مسلم)‬

‫هذا إلى جانب األضرار المدّمرة لهذه المعاملة على إقتصاد الدول‪ ،‬وقد سارعت العديد من الدول الغربية إلى سّن قوانين تجّر م هذا‬
‫‪..‬التسويق‪ ،‬على غرار الصين والواليات المتحدة وأغلب الدول األوروبية وشرق آسيا‬

‫كما أّن أكثر تلك الشركات التي تعتمد على هذه المعاملة‪ ،‬شركات وهمية لها أنشطة مشبوهة وغير مشروعة في غسيل األموال‪،‬‬
‫‪..‬وترويج سلع كاسدة‪ ،‬واإلضرار بشركات منافسة‬

‫وقد قال أحد الخبراء اإلقتصاد "روبرت ل‪ .‬فيتزباتريك" ‪ :‬إّن الخداع هو من السمات المميزة والمتأصلة في جميع أنظمة التسويق‬
‫الشبكي‪ ،‬وهو ضروري وال يمكن االستغناء عنه لتسويق تلك األنظمة‪ ،‬فغالبية من يستثمر في التسويق الشبكي يكتشف في النهاية أنه‬
‫صفقة خاسرة‪ ،‬وهذه حقيقة تاريخية مؤكدة‪ .‬اهـ‬

‫وعليه‪ :‬فال يجوز المشاركة في التسويق الشبكي وال المساهمة فيه‪ ،‬وهذا قول أكثر أهل العلم في زماننا‪ ،‬وعليه الفتوى من المجامع‬
‫الفقهية المعاصرة على غرار‪ :‬دار اإلفتاء المصرية‪ ،‬واللجنة الدائمة لإلفتاء‪ ،‬ومجمع الفقه اإلسالمي بالسودان‪ ،‬ودائرة اإلفتاء‬
‫‪.‬األردنية‪ ،‬وغيرها‬
‫هذا وهللا أعلم‬

‫شهاب بن عباس️✍‬

You might also like