Professional Documents
Culture Documents
عنوان المذكرة:
لجنة المناقشة:
الجامعة الصفة الرتبة االسم
جامعة 8ماي 5491 مشرفا ومقررا أستاذ مساعد أ عطابي سناء
جامعة 8ماي 5491 رئيسا أستاذ ب أ .د /كمال بلمارس
جامعة 8ماي 5491 عضوا مناقشا أستاذ مساعد أ فؤاد طوهارة
(اإلسراء )22_23
أهدي هذا العمل إلى من أنجبتني لهذه الحياة وسهرت الليالي حرصا على بلوغي إلى ما أنا
عليها ألن إلى من حرمتني الدنيا من حنانها وجعلتني أحيا في صمت إلى أمي حبيبة قلبي التي
تمنية أن تشاركني فرحتي ببلوغي هذا اليوم رحمها هللا وجعل الجنة مثواها.
أمين يارب العالمين....
وإلى أبي الذي تعب وسهر وعمل جاهدا على تعليمي ليحفظه هللا دائما لنا.
إلى من ساندني في مشواري وكان أستاذا ومرشدا إلى زوجي إبراهيم.
إلى التي كانت بمثابة أم ثانية لي ووقفت إلى جانبي من أجل بلوغ هدفي أختي الغالية ليلى.
إلى من كان أخا لي زوج أختي حسان.
إلى جميع إخوتي إلياس ،مصباح ،تقي الدين الذين كانوا دائما دعما لي في هذه الحياة.
إلى أبناء أختي عبد الرحيم ومعتصم باهلل وإلى صديقتاي .أسماء وإيمان.
إلى كل من ساندني من قريب أو بعيد.
إلى كل من يحمل لقب يخلف
وفي األخير أرجوا من هللا تعالى أن يجعل عملي هذا نفعا يستفيد منه جميع الطلبة المتربصين
المقبلين على التخرج.
قائمة الرموز والمختصرات:
د م :دون مكان
د ت :دون تاريخ
د ط :دون طبعة
د د ن :دون دار النشر
د ع :دون عدد
مج :مجلد
ع :العدد
تح :تحقيق
ج :جزء
ط :طبعة
رحمه :رحمه اهلل
رضه :رضي اهلل عنه
ص :صفحة
ع س :عليه السالم
ت :توفي
م :ميالدي
ه :هجري
ق :قرن
: /إشارة بين التاريخين الهجري وما يقابله من التاريخ الميالدي وبين الجزء والصفحة والمصدر.
مقدمة
مقدمة
المقدمة:
كلمة العيد في عدد حروفها ،كبيرة في معناها ،فهي تجمع في طياتها الفرح والحب في
أن واحد ويحتفل فيه الناس ،بذكرى كريمة او مناسبة عظيمة ،وسمي عيدا ألنه يعاود الناس
ويرجع إليهم من حين ألخر.
األعياد ظاهرة عامة ،وقديمة قدم اإلنسانية ذاتها ،وهي تعتبر من العادات الجماعية،
وتمثل مطلب فطري تحتاج إليه النفوس لتستريح من عناء الحياة.
تكمن األهمية القصوى لألعياد ،كمناسبات اجتماعية تعمل على لم شمل ،ما فرقته األيام
وشغلته الدنيا ،مما يعيد للنفوس توازنها ،ويحقق للمجتمع استق ارره وتماسكه.
كما أن األعياد شرعت ،لتكون فريضة لتوطيد العالقات االجتماعية ،باإلضافة إلى شكر
اهلل تعالى على تمام نعمته ،وتوفيقه على إتمام العبادات.
ففي الحقيقة األعياد شرعت في بالد المغرب ،الرتباطها بدداء الفراض ،،ولذل فنن العيد
يعتبر من أهم شعاضر الدينية لبالد المغاربة ،لتمسكه بصحيح الدين ،واالهتمام بالمعنى الجوهري
لإلسالم وتدعيم أواصر التعاون ،والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد.
فالمغرب من األمم التي لديها أعيادها ومناسباتها تفتخر بها على مستوى األفراد أو المجتمعات
وتتخذ من هذه المناسبات وسيلة للم شمل أبناضها وتعزيز وحدتهم خاصة أن هذه المناسبات
تنشط الحياة الثقافية للمغاربة واالجتماعية.
ولكل عيد أو مناسبة لشعوب المغاربة إجراءاته الخاصة بها كما تعد وسيلة لنشر الفضيلة
وتقويم السلو االجتماعي كما أنها تحصن المجتمع من االنزالق في مهاوي الرذيلة.
والمالحظ أن األعياد في المغرب لها أهمية كبرى في بناء شخصية الحضارية ألهل هذه
المنطقة كما أن اجواضها كانت متشابها اجواضها فيما بينها في حين تختلف مظاهرها عن بقية
بلدان العالم األخرى كما أنه توجد مناسبات أخرى شار فيها المغاربة رغم عدم إندراجها ضمن
أعيادهم.
أ
مقدمة
كان الفصل األول عبارة عن مدخل مفاهيمي ،حول معنى األعياد واالحتفاالت ،فالبد
من معرفة الكلمات الرضيسية للموضوع ،فتناول المبحث األول المعنى اللغوي واالصطالحي
لألعياد ،أما المبحث الثاني فكان حول المعنى اللغوي واالصطالحي لالحتفاالت ،وتضمن
المبحث الثالث راي الفقهاء من هذه األعياد.
ج
مقدمة
أما الفصل الثاني دار موضوعه ،حول األعياد الدينية للمغاربة ،فخصص المبحث األول
للحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف ،من خالل اظهار زمن ظهوره ،وكيفية إحياء المغاربة
لهذه الذكرى ،وفيما يخص المبحث الثاني كان حول شهر رمضان المبار ،وذل
بنظهار أهم ما يميز هذا الشهر عن غيره ،والقاء الضوء على أهم ليلة هي ليلة القدر،
وتحدثنا في المبحث الثالث على عيدي األضحى والفطر ،اللذان ال يختلفا عن بعضهما ،إال
في شيء قليل وخصصنا المبحث الرابع لعيد عاشوراء ،الذي هو ذكرى مشتركة بين المغاربة
والنصارى حيث تحتفل بها االثنان معا.
وكان الفصل الثالث حول األعياد االجتماعية ،التي قام المغاربة بنحياضها ،لذا قمنا بنفراد
المبحث األول لحديث عن الزواج ،من حيث طريقة المغاربة في الزواج ،وكيفية االحتفال به
وغيرها اما المبحث الثاني دار موضوعه ،حول أهم ما حثنا عليه اهلل تعالى ،وهو العقيقة
وختان األطفال من خالل التعريف بهما ،وبيان مظاهر االحتفال بهما عند المغاربة.
وقمنا في الفصل األخير بذكر أهم األعياد ،التي عرفها النصارى وأهل الذمة ،وهم
يعيشون في بالد المغرب ،فتضمن المبحث األول عيدي النيروز والمهرجان ،حيث قمنا
بالتعريف بهما ،واظهار كيفية مشاركة المغاربة في هاتين العيدين ،أما المبحث الثاني كان
حول راس السن الميالدية والهجرية ،حيث عرفنا بهما و تحدثنا على كيفية االحتفال ،بهاتين
المناسبتين وخصصنا المبحث الثالث لألعياد التي عرفها اليهود ،وقاموا بنحياضها رغم عيشهم
في كنف المغاربة ،حيث قمنا بتقسيمها الى قسمين ،حسب اقوالهم التي ذكرت في التوراة ،
واألخرى التي الحقت إلى التوراة.
وفي األخير خاتمة حددنا فيها مجموعة من النتاضج.
منهج موضوع بحثنا:
من أجل القيام بتقديم دراسة بناءة ،سيتم اإلعتماد في معالجة هذا الموضوع ،على تقديمنا
للمنهج التاريخي الوصفي ،وذ ل من خالل دراسة األعياد واالحتفاالت ،التي عرفها المغرب
اإلسالمي من ناحيتها الزمنية ،والقيام بوصف كل عيد ،من حيث مظاهره واجواضه.
د
مقدمة
أما كتاب المجالس والمسايرات للقاضي النعمان افادنا بمعلومات عن الختان في المغرب
كما إعتمدنا على ابن االثير في كتابه الكامل في التاريخ الجزء 9فيما يخص ليلة القدر.
فيما باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان :عاصمة دولة بني زيان أفادنا في معرفة
ما يميز أعياد دولة تلمسان كعيد األضحى والفطر وغيرها.
كما ساعدنا كتاب المؤنس في اخبار افريقية وتونس البن إبي دينار في معرفة ما يميز المولد
النبوي الشريف في الديار التونسية.
وال ننسى المقريزي في المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واأل ثار :المعرف بالخطط المقريزية
والذي زودنا بمعلومات هامة عن شهر رمضان المبار
وجامع الفقه :موسوعة االعمال الكاملة إلمام إبن قيم الجوزية ليسرى السيد محمد وقمنا
باستنباط المفاهيم لبع ،المصطلحات كاألضحية والعقيقة....
كما أن كتاب فتاوى البرزلي :جامع مسائل االحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام
للبرزلى نفسه والذي منحنا نظرة عن الزواج من حيث حكم وليمة الزفاف والخطبة....
إلى جانب هذه المصادر إعتمدنا على مجموعة من المراجع نذكر أهمها:
_ تلمسان في العهد الزياني لعبد العزيز فياللي وقد أفادنا كثي ار في معرفة األعياد الدينية في
مدينة تلمسان.
_ أما جمال الدين طه في كتابه مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين أعطانا نظرة
عن ما يميز المولد النبوي في فاس.
ه
مقدمة
_ عبد القادر بوتشيش في كتابه مباحث التاريخ االجتماعي للمغرب واأل ندلس خالل عصر
المرابطين ساعدنا في معرفة أعياد النصارى وموقف الفقهاء من مشاركة المغاربة لهؤالء
هذه نبذة من اهم المصادر والمراجع التي إعتمدنا عليها.
و
الفصل األول:
تأصيل المفاهيم اللغوية واالصطالحية
لألعياد واالحتفاالت
-1أحمد االزهري (373_282ه 981_895 /م) ،تهذيب اللغة ،تح :عبد الحليم النجار ،الدار المصرية لنشر ،ج ،3
(د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،ت) ،ص .131
-2إبن منظور (033ه _ 711ه1311 /1232 /م) ،لسان اللسان :تهذيب لسان العرب ،ط ،1دار الكتب العلمية ،ج2
لبنان ،1993 ،ص .238
-3علي القنوني ،انيس الفقهاء في تعريفات االلفاظ المتداولة بين الفقهاء( ،د ،د)( ،د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،ت) ،ص ص
.23،21
-4الزبيدي (1235 _1145ه) تاج العروس من جواهر القاموس ،تح :عبد العزيز مطر ،مطبعة الحكومة الكويتية
لنشر ،الكويت ،ط 2الكويت ،ج ،1994 ،08ص .439
-5إبن منظور ،لسان العرب ،دار احياء التراث العربي ،ط ،3لبنان ،1999 ،ج ،5ص .159
6
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
فكلمة العيد ترجع في أصل اللغوي ،إلى مادة (ع ،و ،د) ،ولهذه المادة أصالن صحيحان يدل
أحدهما على العود ،الذي هو جنس من الخشب ،واالصل االخر فانه يدل على تثنية في االمر
1
عوادا ،يعد أي بدا ثم عاد.
ومن خالل هذا التعريف نستنتج ما يلي:
أن العيد من شعاضر اإلسالم الكبرى ،ولفظ عيد إسم لما يعود من االجماع ،إما يعود
بالسنة أو الشهر أو األسبوع ،وقد شرع في السنة الثانية ،من هجرة المصطفى صلى اهلل عليه
وسلم.
ب_ العيد إصطالحا:
لكل معنى لغوي ،للكلمة معنى اصطالحي يشرحها ويعبر عنها ،وبما أن العيد يعني كل
ما يعود كل عام مرة ،في نفس الوقت مناسبة إلظهار الفرح ،والتعبير عن السعادة
األعياد تعتبر محطات متعة وتذكر ،وهي خروج عن المدلوف ،وكسر للمتكرر اليومي كما أنها
تجاوز عفوي للمتماي ازت والفوارق الطبقية والجنسية والعمرية والسياسية هدفها الرمزي احياء
2
وقاضع أساسية مشتركة ،وفارقة في حياة الجماعة سواء كانت لحظات دينية أو تاريخية.
فاألعياد مناسبات ليعبر فيها االنسان ،عن أصوله الدينية والتاريخية ،بكل سعادة وافتخار فهي
التي تميز كل بلد عن االخر.
باإلضافة إلى أن األعياد مناسبة لتقرب االفراد من بعضهم ،واطالع كل منطقة عن
عقاضد منطقة أخرى فهذه المناسبة ،تعتبر الهوية الحقيقية التي تعبر عن كل أمة ،فلكل أمة
أعيادها التي تميزها وتعبر عنها.
-1يونس حمش خلف ،األعياد الدينية /دراسة لغوية ،مجلة التربية والعلم ،ع ،1الموصل ،2313 ،ص .193
-2مايسة حراش ،ثقافة بالد المغرب العربي من خالل رحلة كل من الورثالني وابن حما دوش ،شهادة ماجستير ،كلية
اآلداب والحضارة اإلسالمية ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية ،قسنطينة ،2314 ،ص .03
7
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
-1الفراهيدي (173_133ه780_718 /م) كتاب العين :مرتبا على حروف المعجم ،تح :الحميد هنداوي ،ط ،1دار
الكتب العلمية لنشر ،لبنان ،2333 ،ج ،1ص .337
-2الزبيدي :المرجع نفسه ،ج ،3ص .142
-3ابن منظور :لسان السان :تهذيب لسان العرب ،ص 23
8
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
اإلحتفال بالواقع الحاضر ،الفرح بالمولود عند والدته ،أو ختانه ....ومن اإلحتفال بالماضي
1
نذكر أحداث وقعت في أماكن او أوقات محددة ،تستعيدها الذاكرة لتجدد فرحها.
-1أبو بكر يوسف العويسي ،جوانب الحيارى عن حكم االحتفال بدعياد الكفار والنصارى ،شبكة سحاب ،الجزاضر.2337 ،
9
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
-1محمد األمين ولد ان ،النصارى واليهود من سقوط الدولة االموية الى نهاية المرابطين (539 _422ه/
1141_1333م) ،شهادة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية ،قسم التاريخ واالثار ،جامعة وهران2313 ،
ص .131
-2ابراهيم القادري بوتشيش ،مباحث التاريخ االجتماعي للمغرب واالندلس خالل عصر المرابطين ،دار الطليعة لنشر
بيروت( ،د ،ت) ،ص .114
-3محمد األمين ولد ان :المرجع نفسه ،ص .112
-4ابو بكر يوسف العويسي :المرجع السابق.
10
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
واحتفاالتهم بدعياد غير إسالمية ،يؤكد هذا على تقبل المغاربة ،لمبدأ اإلختالف على
1
الرغم من المعارضة الشديدة من قبل الفقهاء.
نظر الفقهاء لهذا التساهل بننزعاج ،لما فيه من البدع المحرمة ،مستدلين في ذل بدحاديث
2
الرسول صلى اهلل عليه وسلم كقوله( :من تشبه بقوم فهو منهم).
نذكر من بين الفقهاء ،الذين تصدوا وعارضوا هذه المشاركة ،أبو بكر محمد بن الوليد
الطرطوشي لذل بقوله :من البدع ....اقامة ينير باتباع الفواكه ،كالعجم واقامة العنصرة بشراء
المجبنات واالسفنج ،وهي األطعمة المبتدعة وخروج الرجال ،جميعا أو اشتاتا مع النساء
3
مختلطين للتفرج.
كما نجد إشارة فتاوى إبن رشد ،تحدث فيها عن تحريم ما يصنع ،في عيد النيروز وقد
ذهب الطرطوشي إلى أبعد من ذل ،عندما رأى الناس يقلدون ويتشبهون ،بالنصارى في
أعيادهم فقد إعتبر إجتماع الناس ،على ابتياع الحلوى ليلة السابع والعشرون ،من رمضان
4
بدنه نوع من البدع المحرمة.
باإلضافة إلى معارضة الكثير من الفقهاء ،ووصفهم المغاربة بالمتزمتين ،لتل الممارسات
المتمثلة في مشاركة المغاربة النصارى ،في أعيادهم وتقبل الدعوات ،والهدايا منهم في تل
5
المناسبات.
أكبر مثال على ذل احتفال المغاربة ،بعيد دانتسيا وهو عيد مقتبس من النصارى ،وهي
مناسبة يتم االحتفال بها ،عندما تبدأ اسنان الطفل في الظهور ،مما ينه ،حجة على أن
6
العادات النصرانية تمكنت من نفوس المغاربة ،وأصبحت ضمن عاداتهم.
11
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
الجدير بالذكر هو تشديد الموقف الديني ،في تحريم التهنضة أو االحتفال ،أو المشاركة
مع المسلمين في أعيادهم ،باعتبار أنها نوع من الموالة لغير المسلمين ،وينقلون في ذل اتفاق
1
واجماع علماء االمة ،على تحريم ذل وليس لهم في ذل دليل صريح ،من القران والسنة.
أما فيما يخص أعضاء هيضة كبار العلماء وهو الشيخ قيس المبار فقال:
بنجابه دعوة غير المسلمين ،لحضور أعيادهم مباح إذ قصد من ذل ،إدخال الفرحة عليهم
2
وأنها من المساضل الفقه الخلقية القيام برف ،دعوتهم.
والمالحظ أن هذا التدثير ،جاء نتيجة االختالط بين المغاربة والنصارى ،على سبيل المثال
شيخ اإلسالم إبن تيمية وتلميذه ،العالمة إبن القيم والحافظان الذهبي وابن الكثير ،هؤالء قد
عاشوا عص ار واحدا كثر ،فيه اختالط المغاربة أو المسلمين ،بصفة عامة بغيرهم خاصة
3
النصارى.
جراء هذا التدثير ،افرد لذل كتابا خاصا البن تيمية ،اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة
أصحاب الجحيم ،والذهبي في رسالته تشبه الخسيس باهل الخميس ،وغيرها وقد أطال إبن
تيمية _ رحمه اهلل_ في ذكر أعيادهم وأعمالهم ،فيها وبين مدى تدثر جملة المغاربة بها ووصف
4
أعيادهم وما جرى فيها.
كما أن الفقهاء قالوا بدن االحتفال ،بمولد النبي بدعة الن الرسول صلى اهلل عليه وسلم،
لم يفعل ذل ولم يشرعه المته وهكذا سلف االمة ،من بعدهم في القرون المفضلة ،لم يفعلوه
5
واالحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة.
12
تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت الفصل األول
نستنتج من خالل دراستنا لنظرة الفقهاء ،لبع ،األعياد واالحتفاالت ،خاصة أعياد
النصارى التي شار فيها المغاربة:
لقد شار المغاربة النصارى ،في العديد من أعيادهم ،حيث قاموا بتهنضتهم بمناسباتهم
وقبول الهدايا منهم ،وليس هذا فقط بل واالنخراط في أجواضهم ،على الرغم من تحريم الكثير
من الفقهاء هذه المشاركة.
على الرغم من أن أعيادهم ،واعياد المغاربة أو المسلمين بصفة عامة ،مختلفة في كثير
من النقاط فمثال:
_ 1أعياد النصارى تثبت بالحساب ،بينما أعياد المغاربة تثبت بالرؤية ،حيث روى ابن عمر
_ رضه_ عن النبي صلى اهلل عليه وسلم (:إنما نحن أمة أمية ،النكتب وال نحسب ،الشهر
هكذا وهكذا) يعني مرة 29ومرة 33يوما.
وقال في غير حديث (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته).
_2للمغاربة عيد أسبوعي ،وهو الجمعة وعيدان حوليان عيد الفطر واألضحى.
خالفا لنصارى اتخذوا اعيادا كثيرة.
وهذا يعني أن المغاربة ،ال يستطيعون التحجج بمشاركة النصارى ،أعيادهم بحجة التشابه
بين األعياد.
المرجح السبب في مشاركتهم ،ألعياد النصارى يعود لالختالط ،الواقع بين العنصرين
وكثرة التعامل مع بعضهم ،في مساضل كثيرة مما ولد نوع من التسامح ،واالمتزاج بين الطرفين.
والمرجح كذل من قيام الفقهاء ،بمنع المغاربة من مشاركة ،أهل الذمة في أعيادهم هو إلبعادهم
عن كل فساد أو شبهات ،رغم أن هذا الوضع لم يدم طويال ،خاصة في الوقت الحاضر نتيجة،
ما تعرضت له السلطة ،من إنحطاط وضعف على جميع المستويات.
13
الفصل الثاني:
-1ناصر بن يحيى الحنيني ،المولد النبوي :تاريخه ،حكمه واثاره واقوال العلماء فيه على اختالف البلدان والمذاهب ،مجلة
الصوفية ،ع ( ،2د ،م) ،2338 ،ص .5
-2سيد سعد ،نظرة تاريخية في ذكرى مولد خير البرية ،مجلة كان ،ع ( ،3د ،م)( ،د ،س) ،ص .10
-3خديجة ابوري ،البدايات األولى لظهور االحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المغاربة ،مركز ابن القطان ،المملكة
المغربية.2317 ،
-4شعباني ،جذور االحتفال بالمولد النبوي ،مجلة التجديد ،ع ( ،3311د ،م).2334 ،
15
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
أعياد المغاربة وموسما من مواسمهم ،ال بداء الفرحة بالمولدية ،وفي هذه الليلة شرقت بوجوده
صلى اهلل عليه وسلم وظهوره وما أشرق بالوجود ،والظهور أشرق بهذا االعتبار ،فليلة المولد
فضلت عن غيرها من ليالي السنة ،فهي ليلة اظهر اهلل فيها اسرار وجوده صلى اهلل عليه
1
وسلم.
لقد أشار قاضي سبتة أبو القاسم العزفي (033 _557ه 373 _ 282 /م) ،الذي
ابتدأ دعوته بهذا االحتفال ،وقام باستعرا ،المواسم التي دأب عليها المغاربة ،بسبتة على
2
االحتفال بها .
الجدير بالذكر أن هذا القاضي ،قام بتدليف كتاب الدر المنظم في مولد النبي المعظم،
والذي الفه حينضذ لحاكم البالد الموحدي المرتضى (ت055 :ه 1200 /م) ولكنه توفي قبل
3
اتمامه فقام إبنه القاسم محمد العزفي بنتمامه وحقق رغبة ابيه.
والمالحظ أن االحتفال األول ،بعيد المولد النبوي الشريف ،كان في نفس السنة (048
ه1253 /م) التي وصل إليها القاسم محمد العزفي ،للحكم ليصبح أول من أدخل هذه المناسبة
الدينية الكبيرة في تاريخ المغرب ،وحقق رغبة أبيه واحتفل بالمولد النبوي في أول ربيع األول
4
من إمارته.
-1الونشريسي ،المعيار المعرب وجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية والمغرب ،تح :جماعة من الفقهاء بنشراف محمد
الحجي ،و ازرة األوقاف والشؤون المملكة المغربية( ،د ،ط) ،الرباط ،1981 ،ج ،11ص .273
_ أبو القاسم العزفي (033 _557ه ،)373 _282 /هو العلم الفقيه والمحدث النزيه العابد الزاهد ،أبو العباس احمد بن
القاضي ابي عبد اهلل محمد بن احمد بن محمد اللخمي ،عرف بابن ابي عرفة ،واليها ينسب يرجع اصله على اشهر
الروايات الى المناذرة اللخمية من عرب اليمن ،ثم استقر بع ،افراد اسرته بسبتة ،وعرفت هذه االسرة بالعلم أوال في
منتصف القرن 7م ،ثم بالعلم والسياسة معا حتى أواخر القرن 3من القرن 8م ،ولد أبو العباس في 17من رمضان عام
577ه من شيوخه ،ابوه القاضي أبو عبد اهلل بن محمد بن عبيد اهلل الحجري ،وبعد ان جمع صنوف العلم تصدر لتدريس
بجامع سبتة ومارس بعدها التدليف ،ومن مصنفاته أهمها برنامجه الحافل للتعريف بشيوخه ،ومروياته وكتابه الدر المنظم
في مولد النبي المعظم ،اكمله ابنه أبو القاسم حقق قسم منه بجامعة محمد الخامس ،بالرباط ولم يطبع توفي في السابع
عشر من شهر رمضان سنة 033ه .
-2خديجة ابوري :المرجع السابق.
-3خديجة ابوري :المرجع السابق.
-4محمد الشريف ،سبتة اإلسالمية :دراسات في تاريخها االقتصادي واالجتماعي( ،د ،د) ،ط ( ،2د ،ت) ،ص .192
16
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
فبمجيء الحكم المريني ،شهدت هذه المناسبة إنتشا ار ملحوظا ،لما كانت تلقاه من عناية
خاصة وكثير من االهتمام ،وأول من اهتم به من بني مرين ،يعقوب بن عبد الحق (_050
1
085ه 1280 _1258 /م) ،وظلت هذه الظاهرة حتى شملت جميع أقاليم ،المغرب األقصى.
أ ما في عهد السلطان يوسف بن يعقوب ،الذي لم يتوان في تعميم هذه الليلة ،والدعوة إلى
تعظيمها وأصدر بذل مرسوما سلطانيا ،في أخر صفر سنة 091ه_ 1992م) بجعل المولد
من األعياد الرسمية ،عندما كان في قلعة صبرة ،بنشارة من الفقيه العزفي وهكذا أصبح 12
2
ربيع األول عيدا رسميا بالمغرب األقصى.
يبدون أن االحتفال بالمولد النبوي ،أدى الى حدوث نوع من التقارب ،السياسي والمذهبي
بين العزفين والمرنيين ،وقطع الطريق عن عقيدة المهدي.
والجدير بالذكر أنه ،منذ عهد سعيد عثمان المريني (731 _738ه 1333 _1338 /م)
3
الحق االحتفال بالمولد إقامة سابعه.
وكان سالطين بني مرين ،يترأسون المراسيم الرسمية ،ويستمعون للقصاضد والخطب
بحضور االعيان وغيرهم ،وقد بلغت درجة تقديسهم للمولد ،بمعاقبة أبا الحسن (749 _731ه/
_1332
4
1348م) ،من غاب عن حضور االحتفال لسبب ما.
كذل االمر بالنسبة لخلفه ،أبي عنان (759 _749ه1357_1348 /م) الذي كان يستدعي
-1نضال مؤيد ،الدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني :دراسة سياسية وحضارية ،رسالة ماجستير،
جامعة الموصل ،2311 ،ص .94
-2عبد العزيز فياللي ،تلمسان في العهد الزياني( :دراسة سياسية ،عمرانية ،اجتماعية وثقافية) ،المؤسسة الوطنية للفنون
المطبعية لنشر ،الجزاضر ،2332 ،ج ،1ص 275.
-3سعيد بن حمادة ،االحتفال بالمولد النبوي بالغرب اإلسالمي ،المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ،المغرب ،ص ص،
.123 ،122
-4سعيد بن حمادة :المرجع السابق ،ص .123
17
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
أبى العباس بن أ حمد الشريف الحسني السبتي ،كل سنة الى حضرته بفاس ،لحضور المولد
1
ببالد المغرب ،ويخلع عليه الخلع الملكي.
نستنتج بدن بنو حفص ،في الديار التونسية اقتدوا بهذا االحتفال ،في عهد أبي حفص بن
أبي بكر لكن يبدو أن هذا االحتفال ،لم ينتظم في تونس بصفة رسمية ،إال في عهد أبي فارس
2
عبد العزيز ،في أول الماضة الثامنة صارت هذه السنة ،يستعد لها عامة الناس أحسن استعداد.
في النهاية انتشرت هذه العادة ،مع الزمن بين بلدان المغرب ،وتطورت بعدها في المغرب
األوسط خاصة في العهد الزيان ،حيث تذكر المصادر التي جمعت على أن االحتفال بالمولد
3
في تلمسان بدا مع تولي أبي حمو موسى الثاني الحكم (1359_703م).
ما ميز االحتفال ايقاد الشموع الملونة ،وتوزيع ماء الزهر والورد ،كما توزع فيه الصالت
4
ت الكثيرة والهدايا المتنوعة ،وتؤدى الديون على المسجونين.
أ ما فيما يخص السلطان الزيان ،كان يدعو كافة الناس خاصتهم وعامتهم ،بحضور
المولد واجلسهم على المقاعد ،حسب مراتبهم وخصص لهم ولدانا تطوف عليهم ،واحتفلوا بليلة
5
سابع المولد.
قيل في هذه الليلة أن اهل تلمسان ،ما زلوا يحتفلون بالمولد ،وكذل بسابعه ،إحتفل بها
أيضا أعلى مقامه ،ورفع إليه عبد اهلل محمد بن يوسف الثغري ،قصيدة مدحه فيها وقد تكلفت
6
الدولة بجميع نفقات االحتفال في ساضر بالد المغرب.
-1المقري التلمساني ،ازهار الريا ،في اخبار عيا ،،تح :مصطفى السقا واخرون ،مطبعة لجنة التدليف والطبع والنشر،
القاهرة ،1939،ج ،1ص .237
-2ابن ابي دينار ،المؤنس في اخبار افريقية وتونس ،مطبعة الدولة التونسية ،ط( ،1د ،م)( ،د ،س) ،ص .293
-3محمد منوني ،المولد النبوي في المغرب ،مجلة دعوة الحق ،ع ( ،1408د ،م)( ،د ،ت) ،ص .119
-4حسان مختار ،األوضاع االجتماعية واالقتصادية للدولة الزيانية (902-038ه1554 _1235 /م) ،رسالة دكتوراه،
المعهد الوطني لدراسات التاريخية ،الجزاضر ،1980 ،ص 87
-5عبد العزيز فياللي :المرجع السابق ،ص .270
-6محمد بن عبد اهلل التنسي ،تاريخ بني زيان ملو تلمسان :مقتطف من نظم الدر والعقبان في بيان شرف تني زيان،
تح :محمود اغا بوعياد ،تلمسان عاصمة الثقافة اإلسالمية ،الجزاضر ،2311 ،ص .120
18
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
على المستوى الشعبي ،أصبح هذا االحتفال مناسبة لتوزيع الطعام ،وتعطيل الدراسة
وغلق الحوانيت كان الناس يمشون في االزقة ،يصلون على النبي صلى اهلل عليه وسلم ،وطوال
1
اليوم يسمعون مداضح عن النبي صلى اهلل عليه وسلم.
وبهذه المناسبة حضت تلمسان ،بتوافد الكثير من الفقهاء والعلماء ،ومن هؤالء إبراهيم بن
يقومون بنيقاد الشمع ،ولبس أجمل محمد ابن علي التازي ،الذي ذهب الى وهران وكذل
2
المالبس وكان الناس يطوفون حاملين مباخر ومرشات ورواضح.
باإلضافة إلى أنه في المولد ،تكثر الصدقات على الفقراء واليتامى ...واعداد الطعام
لهم والتوسعة على األبناء ،وكانت يتم انشاء قصاضد لمدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،في
3
البيوت والزوايا وكذا تالوة القران واالذكار.
نذكر أيضا من عادات مدينة تلمسان ،تنظيم مباريات في القاء الشعر ،ينظمها شعراء
4
المدينة وتستمر القراءة الى أخر الليل ،وتقدم أصناف الطعام إلى غاية الصباح.
5
الشيء الجدير بالذكر هو أن المغاربة ،في هذه المناسبة يدكلون مع بع ،في شكل جماعي.
في الحقيقة إشتهرت في هذه الليلة ،عند المغاربة بتحضير المعجنات ،وأثناء الفطور ما يعرف
بالعصيدة ،-ففي إعتقاد المغاربة أنها أول طعام ،أكله الرسول صلى اهلل عليه وسلم كما يتم
عبد المال بكاي ،العادات والتقاليد (االحتفاالت) :من خالل المعيار للونشريسي ،دار الثقافة لنشر ،جامعة دباغين -2
-5الونشريسي :المصدر السابق ،ص / 278عبد المال بكاي ،المرجع السابق ،ص .340
-العصيدة :اكلة مغاربية تعد بالحليب والدقيق /عبد المال بكاي ،المرجع السابق ،ص .347
19
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
1
تقديم الذباضح لألضرحة.
كذل جرت العادة عند المعلمين ،على إيقاد الشموع في الكتاتيب ،واالجتماع مع صبيانهم
للصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم ،ويضيف الونشريسي ان الرجال والنساء اعتادوا
2
االجتماع.
حتى وهران عاشت جوا حافال بالبهجة ،والسرور إحتفاال بالمولد فقد زينت واجهات
المساجد بالمصابيح واالعالم ،وامتألت الشوارع بحركة غير عادية ،تمثلت في مسيرة شعبية
3
ضخمة تتقدمها الخيالة.
أما في عهد السعديين ،فقد حصروا مظاهره وتقاليده ،فظل بعضه معموال به بعدهم حيث
يعهد الشماعين ،بصنع الشموع لهذه المناسبة ،وفي ليلة المولد يحملها الصحافيون على رؤوسهم
4
ويذهبون بها للقصر الملكي.
وأبرز مثال على ذل ،كتاب جنى الجنتين في شرف الليلتين ،البن مرزوق (ت781 .ه/
1379م) -رحمه -بنثار ليلة مولده عليه الصالة والسالم على ليلة القدر ،واحتج بمختاره في
5
كتابه هذا ،بنحدى وعشرين وجها.
20
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
بداية أن ليلة المولد هي ليلة ظهوره صلى اهلل عليه وسلم ،وليلة القدر معطاة له ،وما
أشرف بظهوره ذات المشرف أشرف مما شرف ،بسبب ما اعطيه وال نزاع في ذل ،فكانت ليلة
1
المولد بهذا االعتبار أشرف بدشواط.
ليلة القدر شرفت بنزول المالضكة ،في حين ليلة المولد فقد اشرقت بظهور النبي صلى
اهلل عليه وسلم ،كما أنه يقع في هذه الليلة التفضيل ،على باقي الموجودات كما أن هذه الليلة
2
متعدية منفعتها في حين أن ليلة القدر منفعتها قاصرة.
كما أن ليلة المولد فضلت على ليلة القدر ،بسبب أن هذه األخيرة تعتبر فرع ظهوره ،على
صلى اهلل عليه وسلم ،والفرع ال يقوى قوة األصل ،ففضلت ليلة المولد على ليلة القدر بهذا
3
االعتبار ،وهو المطلوب.
باإلضافة إلى أن ليلة المولد ،حصل فيها في ،االهي ما عم الوجود ،ووجوده مقارن
لوجوده صلى اهلل عليه وسلم ،ففي هذه الليلة اظهر اهلل تعالى ،أسرار وجوده صلى اهلل عليه
4
وسلم المرتبطة بالسعادة األخروية.
والجدير بالذكر أن ليلة المولد ،أفضل األزمنة ألنه زمن والدة ،النبي صلى اهلل عليه
وسلم أفضل خلق اهلل من هنا يظهر دفاع إبن مرزوق ،عن ليلة المولد النبوي مرتبط بتقديسه
5
ليوم والدته ،وان ما اختصت به هذه الليلة جعلها تحتل مكانة كبيرة عن باقي الليالي".
21
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
22
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
-1عواطف محمد يوسف نواب ،الرحالت المغربية واالندلسية ،مكتبة المل فهد الوطنية لنشر( ،د ،ط) ،1990 ،الريا،
ص .224
-2حسن إبراهيم حسن ،تاريخ اإلسالم :السياسي ،الديني والثقافي واالجتماعي ،دار الجيل لنشر ،ط ،1990 ،14بيروت،
ج ،3ص .403
-3حسن علي حسن ،الحضارة اإلسالمية في المغرب واالندلس ،مكتبة الخانجي لنشر ،ط ،1مصر ،1983 ،ص .419
-4ابن األحمر ،تاريخ الدولة الزبانية بتلمسان ،تح :هانئ سالمة ،مكتبة الثقافية الدينية لنشر ،ط ،1القاهرة،2332 ،
ص.53
23
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
في هذا الشهر تلقى الدروس والمحاضرات ،يحضرها عدد من أبناء البلد ،ففي المغرب األقصى
1
كان هنا نظام رتيب لشهر رمضان.
المالحظ في رمضان ،ان المساجد تمتلئ بالمصلين ،وقد اعطانا إبن مرزوق صورة لذل
حيث قال :شهدت منه قيام رمضان سنة 043ه 1339 /م ومهما كان لشدة البرد ،بتلمسان
ذهب اشد البالد ،2أما فيما يخص الخلفاء ،فيحتفلون بذل الشهر بالقراءة في مصحف ،سيدنا
عثمان _ رضه_ وكان الخليفة عبد المؤمن قد أحضره من االندلس ونقله الى مراكش ،وجعل
له أعطية من الجلد المرصع باألحجار الكريمة 3.أما افراد الشعب ،فكانوا يحتفلون بشهر
رمضان في المساجد ،والحلقات الدينية وقد اختص المغاربة بليلة السابع والعشرين ،بالتعظيم
والتكريم 4.هذه الليلة هي ليلة القدر ،خير ليلة على االطالق ودون استثناء ،وال تقتصر هذه
الليلة على الرسول صلى اهلل عليه وسلم وحده ،بل بركتها داضمة ومتجددة ،وتكون من نصيب
5
كل مؤمن يدعو ربه بقلب سليم.
مدينة سال مثال كان يدتيها الوفود ،من جميع أنحاء بالد المغرب ،لتشاركها هذا االحتفال
فكانت الخيام تنشر حول المساجد ،وتزدان األسواق والمتاجر ،وترفع المغارم ويقوم أهل الخير
بنقامة الوالضم الكبيرة ،حيث كانت توزع اللحوم والسمن والحلوى ،كما يحضرها المغنون
6
والمنشدون ويشهدها الجميع كالخواص واالعيان.
وقال إبن االثير في هذا الصدد :ونزل تاشفين بن علي بظاهر وهران ،على البحر في شهر
-1أبو الحسن علي الحسيني البدوي ،اسبوعان في المغرب األقصى ،مطبعة الرسالة لنشر( ،د ،ط)( ،د ،م)،1981،
ص.55
-2حسان مختار ،المرجع السابق ،ص .192
-3حسن علي حسن :المرجع السابق ،ص .419
-4عيسى بن الذيب ،المغرب واالندلس في عصر المرابطين :دراسة اجتماعية واقتصادية ( 543 _483ه_1350 /
1145م) ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،الجزاضر ،2339 ،ص .182
-5احمد عبد الغفور عطار ،من نفخات رمضان( ،د ،د) ،ط ،1مكة المكرمة لنشر ،1980 ،ص .10
-6حمدى عبد المنعم محمد حسن ،مدينة سال في العصر اإلسالمي ،مؤسسة شباب الجامعة لنشر( ،د ،ط) ،اسكندرية،
،1993ص .79
24
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
رمضان سنة تسع وثالثين ،فجاءت ليلة سابع والعشرين منه ،وهي ليلة يعظمها أهل المغرب
وبظاهر وهران ربوة ،باعالها ثنية مكان مقدس لديهم ،فسار إليه تاشفين متخفيا قصد التبر
1
هنا .
أن ليلة القدر كانت أول ليلة ينزل فيهت القران ،وسميت سورة باسمها ،على ما حدث
فيها وتؤكد على عظمتها ،حيث جاء في محكم التنزيل:
2
(أن أنزلناه في ليلة القدر ،وما أد ار ما ليلة القدر ،خير من ألف شهر).
وفي رواية أخرى ،أنها في ليلة التاسع والعشرين ،حيث كانوا يقيمون االحتفاالت إعتقادا
3
بدنها ليلة القدر وهي ليلة معظمة ،عند ساضر المسلمين.
وفي ليلة 28من رمضان ،ليلة معظمة لدى المغاربة ،ففيها يختم القران في المساجد،
4
حيث يستفتح المقرضون هذا الشهر ،من الحمد إلى خاتمة القران تالوة.
كما أن النساء كانوا يشاركون في حفل الختم ،وفي الوقت ذاته إعتاد الناس ،بهذه الليلة
شراء الحلوى وبعد نهاية شهر رمضان ،إعتاد الناس على االحتفال ،برؤية هالل شوال حيث
5
تقرع الطبول وتوقد النار.
وقد تحدث إبن مرزوق عن ليلة القدر ،انها الليلة التي انزل فيها القران ،إلى سماء الدنيا
6
ونزله على سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ،لقوله تعالى (إن انزلناه في ليلة القدر).
-1ابن االثير ،الكامل في التاريخ ،دار الكتب العلمية ،ط ،4لبنان ،2333 ،مج ،9ص .232
-2سورة القدر ،اآلية .1،2،3
-3حمدى عبد المنعم محمد حسن :المرجع السابق ،ص .79
-4المقريزي ،المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واالثار :الخطط المقريزية ،مطبعة بوالق( ،د ،ط) ،القاهرة( ،د.ت) ،ج ،2
ص .492
-5الونشريسي :المصدر السابق ،13ص .149
-6ابن مرزوق :المصدر السابق ،ص .153
25
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
كما أن هذه الليلة نزلت في رمضان ،باإلضافة إلى نزول القران فيها والمالضكة ،كما أن
العمل في هذه الليلة ،خير من العمل في ألف شهر ،والحسنة فيها أفضل بثالثين ألف حسنة
1
من غيرها.
كان سكان المغاربة يقومون باالستعداد لهذا الشهر ،بشراء لوازمه ومتطلباته ،ولم يبذل
القضاة جهدا في م ارقبة طلوع هالل رمضان ،بنرسال االضمة وأهل الثقة التماسا لرؤيته فدن
2
نثبت بعث القاضي ،في نواحي البلدة بالنداء واالخبار واستعملت الخيالة في سبيل ذل .
المالحظ طريقة إيقاد النار ،من طرف أهل القرية التي شوهد فيها الهالل ،ويظهرونها من
3
طرف قرية الى أخرى ،اثباتا لرؤيته إلعالم القرى المجاورة ببدء الصيام.
فان رسول اإلسالم محمدا صلى اهلل عليه وسلم قال( :صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)
فنحن مربوطون في صيامنا ،وكثير من فراضضنا بالقمر ،ألنه يسهل علينا إد ار أواضل القمر
الشهر ،فمن يرى الهالل وجب عليه أن يصوم ،واال أكمل شعبان ثالثين يوما ،ثم يبتدأ الصوم
4
باعتبار غرة رمضان ،بعد تكملة شعبان ثالثين.
5
وقد قال عبد الرؤوف( :ومن رعاة الصيام ،مراقبة الهالل في أول ذو الشهر وفي اخره).
26
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
ومن العادات المتبعة في هذ الشهر يتم االنفاق ،في أول ليلة من رمضان ،حيث تشتري
العاضالت المغاربية المؤكالت لسحور ،وتوقد القناديل في تل الليلة ،ويشتري األغنياء ومتوسطو
1
الحال الثياب ألبناضهم ويصحبونهم لصالة القيام.
كما كانت موضع ابواق مفزعة ولذا ينفر منها الحمار لهذا كانت تستعمل في المساجد
فرمضان ليستيقظ الناضم لسحور وكان المغاربة يحرصون على صيام أبناضهم األول فيتزينون
2
ويخرجون إلى المساجد وزيارة األقارب قبل المغرب.
كما يتم في هذا الشهر توزيع الصدقات ،واكرام اليتامى ،ودعوة الجيران واألصدقاء للفطور
3
كما تفرغ المغاربة للعبادة فقط تاركين االعمال اليومية.
وفي نهاية هذا الشهر المبار ،يتوج باالحتفال بعيد الفطر ،فكان المغاربة يخرجون زكاة
4
الفطر ثم يذهبون إلى المصلى ألداء الصالة.
من خالل ما قمنا بدراسته ،في مبحث شهر رمضان نستنتج ما يلي:
إ ن شهر رمضان ،هو شهر عظيم يعود على المغاربة ،في كل عام مرة واحدة ،فتفتح
فيه أبواب التوبة وتغلق أبواب النار ،فهو شهر مبار ينزل اهلل فيه الرحمة ،وبدا المغاربة
كغيرهم من المسلمين ،االحتفال به منذ السنة 2ه ،حيث يقومون بصالة التراويح ،كل ليلة
كما يصومون نهار ،وقراءة القران وختمه باإلضافة ،إلى كثرة السلع والمدكوالت في هذا الشهر
ويتوج هذا الشهر المبار ،بليلة السابع والعشرون وهي ليلة خير من ألف شهر ،فهي ليلة
القدر إلى توزيع الجواضز ،من طرف مسؤولين الدولة كما إن شهر رمضان ،يعتبر الهوية
الشخصية لكل مغربي أو مسلم بصفة عامة التي تميزه عن باقي ،الشعوب األخرى.
27
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
-1احمد شلبي ،الحياة االجتماعية في الفكر اإلسالمي ،مكتبة النهضة المصرية لنشر ،ط ،5القاهرة ،1980 ،ص.103
-2إبراهيم القادري بوتشيش ،المرجع السابق ،ص
-3شاوش رمضان ،باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان :عاصمة دولة بني مرين ،ديوان المطبوعات الجامعية،
(د ،ط) ،بيروت( ،د ،س) ،ص .114
-4ابن مريم ،البستان في ذكر االولياء والعلماء بتلمسان ،مطبعة الثعلببية لنشر( ،د ،ط) ،الجزاضر ،1938 ،ص.159
28
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
باإلضافة إلى ذل يقوم سكان تلمسان ،بتزيين المساجد والزوايا بالشموع ،والقناديل وبدنواع
البخور والعود والعنبر ،وحتى اليهود والنصارى كانوا يهدون المساجد ،مختلف أنواع الطيب
1
وعيد الفطر ،يكون بانتهاء رمضان ودخول شوال.
ويستمر االحتفال به – فيما يبدو-في أغلب األقطار اإلسالمية ،ثالثة أيام عندما تثبت
رؤية الهالل بشهادة الشهود ،أمام قاضي الجماعة بتلمسان ،الذي بدوره عن حلول عيد الفطر
2
للمغاربة.
كما كان الصاضمون يدفعون عن أنفسهم ،وعن افراد عاضلتهم صدقة الفطرة ،ليلة العيد أو
قبل ذل بقليل ،ويجوز دفعها قبيل صالة العيد ،في أواخر رمضان لشراء ما يحتاجون إليه من
3
مالبس وحلويات وغيرها.
المالحظ أ نه في تلمسان ،كانت صالة العيد تقام في الملعب ،الذي يقع خارج المدينة
يحضرها المغاربة من مختلف االعمار ،والفضات االجتماعية بقيادة السلطان الزياني في موكب
4
حافل فيخرج الناس لرؤيته ،بلباس جديد وفرحة عارمة خاصة األطفال.
وهكذا تختم أجواء واستعدادات االحتفال بعيد الفطر.
أما فيما يخص عيد األضحى ،والذي سماه اهلل تعالى بالحج األكبر ،في هذا اليوم تلتقي
جموع المغاربة ،والجدير بالذكر أن يكون مصدر فرح ،ألنه يوم التضحية والفداء ،يوم إستجاب
5
إبراهيم للرؤيا التي هتفت به أن يذبح إبنه واستجاب إسماعيل ألبيه.
29
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
كما كان العيد مصاحبا لفريضة الحج ،وهذا األخير لديه مكانة خاصة عند المغاربة،
غير أن العديد من الفقهاء أن الحج حرام ،لما يلحقه من مخاطر فاستبدل المغاربة الطريق
1
البري بالبحري.
غير أن الفقهاء رءوا أنه في حكم هذا الخوف ،خاصة في أوقات هيجان البحر ،أما في
2
األوقات األخرى فنن المغاربة اجتهدوا لإلعداد له من ثياب والتزين بالحناء وغيرها.
ففي مدينة تلمسان مثال ،قافلة الحج التي تنطلق منها ،يزيد عددها عن ألف حاج وحاجة
3
فضال عن الجند والرماة وغيرهم ،وكان الحجاج يؤخذون معهم ،كل ما يحتاجون إليه.
الجدير بالذكر أن الحاج كانت له مكانة مرموقة ودليل على ذل يظهر بعد عودته من
الحج حيث كان الناس يستقبلونه بحفاوة واألناشيد نذكر منها قولهم:
-الحمد هلل
-والشكر هلل
-ما خاب عبدا
4
-قصد مواله.
في الحقيقة كان سكان تلمسان ،يحتفلون بعيد األضحى في العاشر من ذي الحجة من
كل سنة كغيرهم من المسلمين ،وال تختلف مظاهره عن عيد الفطر ،إال في االضحية فحين
يقترب موعد العيد ،بدربعة أيام فيهرع الناس للبحث عن الغنم ،فيتوجهون لإلصطبالت ليشتروا
5
منها.
30
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
ويجب أن يكون الكبش جيد وبثمن رخيص ،فيتم االختيار والمساومة ،ولكن ضغط العيد
يمنع ذ ل ،لهذا ينصح ابن قزمان بتفكير في االضحية منذ عاشوراء ،ويصور لنا مستلزمات
1
العيد ومصاريف الحمال والجزار.
والواقع أ ن االضحية كانت مكلفة جدا ،لذل غالبا ما اثارت نزاعات داخل االسر الفقيرة
أما العاضالت الغنية فقد تنافست في شراء الخرفان السمان ،وهذا ما جعل الفقيه الطرطوشي
2
ينتقد هؤالء الذين هدفهم من االضحية ،التباهي وليس اتباعا لسنة.
في حقيقة االمر كان يفضل أن يتم التضحية بالغنم ،وفي هذا الشدن قال ابن شعبان:
أن الغنم إنما أفضل في الضحايا ،من أجل أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،إنما ضحى
بالغنم ،إتباعا لملة إبراهيم إذ افدى اهلل تعالى إبنه بكبش ،فضحى به مكان إبنه لقوله تعالى
3
(وقد فديناه بذبح عظيم).
وأول عيد ضحى فيه رسول صلى اهلل عليه وسلم ،كان سنة اثنين من الهجرة ،وخرج
4
إلى المصلى للصالة.
5
جرت العادة في صبيحة عيد األضحى ،يذهب المغاربة إلى الصالة ،وهم صاضمين.
خير دليل على ذل أن (النبي صلى اهلل عليه وسلم في عيد األضحى ،كان ال يطعم
6
حتى يرجع من المصلى فيدكل من أضحيته).
31
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
كان الناس في صبيحة العيد ،يتزينون باللباس جديد في الصباح ،ثم يذهبون إلى المصلى
1
ألداء صالة العيد ،في جو يسوده الخشوع والتكبير والتهليل ،تكسو وجوه الصغار والكبار.
وبعد الصالة مباشرة يهنئ المغاربة ،بعضهم بعضا ثم يعودون إلى منازلهم ،لذبح االضحيات
ويكون الذبح بعد أن يقوم االمام بالذبح وسبب ذل الصالة كون االضحية تكون بعد الصالة
2
وذبح االمام يكون بعد أن يصلي بالناس وال يباح من ذبح قبل الصالة.
المالحظ أنه في صبيحة العيد ،تكون االسرة كلها مشتغلة بتهيضة االضحية واعدادها
فتعلق ليتم تقطيعها وثم يرسل الراس إلى الحارة لتشويطه فيحين بقوم االسرة بطهي السقط أو
3
ما يعرف بالقاليا ثم الشواء واالكل.
هكذا تقضي االسرة طوال يوم العيد ،في تحضير مختلف األطعمة ،والتهاني مع غيرها
4
واستقبال األقارب.
وفي مدينة تلمسان كان الخليفة ،يخرج من قصره في صبيحة العيد ،وقد تزين بدفضل ما
يمل من ثياب استعدادا لذهاب للمسجد ،وقد تم وصف موكب الخليفة المنصور ،يوم العيد
5
كما قام بتفريق ألف شاة من الظان ،والماعز على الجند والفقراء.
بعد فراغ الخليفة من أداء صالة العيد ،يدمر بنعداد ماضدة من الطعام ،ويدعو الناس
لتناولها وقد يستبقى منهم بع ،كبار السن واألطفال ،لقضاء العيد معه وقد قيل بدن المنصور
6
باهلل استدعى من أهل القيروان ،ألف شيخ وألف لتعييد معه.
-1الترمذي ،في أبواب الصالة ،رقم الحديث ،542باب ما جاء في االكل يوم الفطر قبل الخروج.
-2ابن رشد ،فتاوى ابن رشد ،تج :المختار الطاهر السليلي ،دار الغرب اإلسالمي ،ط ،1لبنان ،1987 ،السفر األول،
ص .131
-3عيسى الذيب :المرجع السابق ،ص .181
-4عبد الرحمان حسن :المرجع السابق ،ص .108
-5المقري التلمساني ،نفخ الطيب في غصن االندلس الرطيب ،تح :احسان عباس ،دار صادر لنشر( ،د ،ط) ،بيروت،
،1988م ،4ص .318
-6رفيق بوراس ،األوضاع االجتماعية بالمغرب في عهد الخالفة الفاطمية (302-290ه972-938 /م) ،رسالة
ماجستير ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،قسنطينة ،2338 ،ص .133
32
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
أما نساء مدينة تلمسان ،فكن يخرجن من دورهن ،إلى االزقة مترقبات مجيضي موكب
1
الخليفة ومن بينهن كراضم البوادي والحواضر تعبي ار عن فرحتهن بلقاضه.
والجدير بالذكر كدن البع ،من المغاربة يفضلون ،أن يدخروا جزء من لحم العيد ،وذل
2
باستعماله قديد مملح ،في حين قام إبن قزمان بتعليق خروفه ،ليستمتع بشواضه.
33
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
-1خالد الحسن ،يوم عاشوراء ،مطبعة ثروة سلطان( ،د ،ط) ،القاهرة( ،د ،س) ،ص .5
-2احمد شلبي :المرجع السابق ،ص .171
-3إبراهيم القادري بوتشيش :المرجع السابق ،ص .93
34
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
وهنا عادات وتقاليد ،معروفة في غير جهة من المغرب اجمع ،ولكنها في سال أبلغ
واشد كعادة إعداد الديالة ،في عاشوراء من تقاليد المراعية في سال ،والرباط ويعد ألجلها الطعام
1
كالكسكس بالتوابل للمرأة العاقر.
لم تتدخل العامة عن االحتفال به ،بل أن أحد المتصوفة اعتاد على جمع المريدين ،في
2
يوم عاشوراء من كل سنة ،واالتفاق عليهم واالكثار من الطعام ولو اضطر إلى االستدانة.
كان في يوم عاشوراء ،يصرفون أمواال وافرة في األطعمة والفواكه ،وقل ان نجد ممن ال يصرف
شيضا وكذل اليوم التاسع منه ،يواظبون فيه على أكل الدجاج ،وأهل الحضر كانوا يعظمون
3
هذا اليوم.
قال القاضي النعمان :أن يوم عاشوراء ،فقد علمت تفضيل الجهال إياه ،من غير وجه
4
التفضيل الذي فضله اهلل (عز.ج) ،وانهم جعلوه يوم سرور لما سنه لهم بنو امية.
والمالحظ كذل أنه في هذا اليوم ،يتم إخراج زكاة األموال ويالزمون على حرمته ،واالنفاق فيه
وتزين الحوانيت ،التي تباع فيه الفواكه اليابسة ،ويكون لها منظر عجيب وينفق الناس من
5
عندهم على قدر اقدارهم حتى ال يخلو مكان واحد من الفواكه إال القليل.
أما يوم عاشوراء عند اليهود:
لعشوراء ذكرى خاصة في العقيدة اليهودية ،فهذا اليوم عند اليهود ،يعرف بيوم الغفران
وهو في الواقع يوم صوم ،ولكنه مع هذا أضيف على أنه يوم عيد ،فهو يوم مقدس عندهم
6
ويقع في اليوم العاشر من تشرين ،اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون.
-1الديالة :تطبخ باللحم حيث يقوم النساء باالحتفاظ ،بقطعة من لحم عيد األضحى ،من اجل طبخ الديالة بها يوم
عاشوراء العاشر من محرم / .عبد اهلل شقرون ،العادات والتقاليد في المجتمع المغاربي ،ندوة لجنة القيم الروحية والفكرية
مطبوعات اكاديمية المملكة المغربية لسلسلة الندوات ،مراكش ،ص 277
-2ابن ابي دينار :المصدر السابق ،ص .289
-3عبد اللطيف بن عبد المحسن ،يوم عاشوراء وفواضد احكامه ،مجلة البيان ،ع ( ،358د ،م)( ،د ،س).
-4القاضي النعمان :المصدر السابق.397 ،
-5الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،9ص .427
-6احمد شلبي :المرجع السابق ،ص.172
35
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
كما أنه اليوم الذي كلم اهلل فيه تكليما ،وتقول الرواية أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم،
1
لما سمع هذا القول قال نحن أول بموسى منهم ،وصام عاشوراء بتعا لذل .
والدليل على ذل (صوموا قبله يوما أو بعده يوما) ،ويظهر أن يتم صوم اليوم التاسع
والعاشر وهذا الذي عزم على فعله ،النبي صلى اهلل عليه وسلم ،وقال بمشروعية الحادي عشر،
2
لمن لم يصم التاسع لتحصل له مخالفة لليهود.
أحداث تاريخية في يوم عاشوراء:
إن يوم عاشوراء حدثت ،به احداث عظام جعلت له في التاريخ ،شان أخر ففي هذا اليوم
من السنة 01ه ا قتل الحسين بن علي (رضه) ،بكربالء على يد جيوش يزيد بن معاوية فجعل
3
الشيعة يوم عاشوراء يوم حزن.
ولما بدأ عهد الفاطميين بمصر ،اخذوا ينظمون أعيادهم وفي هذا النهار ،تتعطل األسواق
القرن وتنشد القصاضد لرثاء أهل
وتقفل الدكاكين ،ويحتجب الخليفة عن الناس ،ويق ار القراء أ
4
البيت وذل لمدة 3ساعات ،وبعدها يمد سماط الحزن.
غير أنه بمجيء االيوبيون ،اتجهوا إلى انتزاع األفكار الفاطمية ،من أذهان الناس وجعلوا
5
يوم عاشوراء عيدا من أعياد ،البهجة والسرور تذبح فيه الذباضح ،وتكثر فيه األطعمة الطيبة.
انتشر في هذا اليوم التخضيب بالحناء ،مع استعمال الكحل والسوا ،واستعمال البخور واكل
الفاكهة المجففة ،وزيارة القبور والطعام الغالب في عاشوراء هو الكسكس الموفر باللبة وتتم
6
عمليات ختان األطفال في هذا اليوم.
36
األعياد اإلسالمية في بالد المغرب الفصل الثاني
وظهرت في هذا اليوم بع ،العادات الذميمة ،المخالفة لشرع إذ كانت بع ،النساء،
تحتفظن بكتف خروف العيد ،لقراءة الحظ قبل أن يقمن بدفنه ،في هذا اليوم واتخذت أخريات
1
هذا اليوم مرآة تسمى امرايت ابليس لمعرفة الحظ ،وخصصن عاشوراء لسحر أو لفكه.
37
الفصل الثالث:
األعيــــاد االجتماعيـــة للمغاربــــة
-1أبو زكرياء المازوني ،الدرر المكنونة في نوازل ما زونة ،تح :حساني مختار ،نشر المخطوطات لكلية العلوم
اإلسالمية( ،د ،ط) ،الجزاضر ،2334 ،ج ،2ص .427
-2الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،9ص .153
-3الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،11ص / .224عبد المل بكاي ،المرجع السابق ،ص .447
-4الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،3ص / .150عبد المل بكاي ،المرجع السابق ،ص .448
-5المازوني :المصدر السابق ،ج ،1ص .294
39
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
بالخطبة وتبدأ بتقديم الفتى أو ولي امره ،إلى الفتاة أو وليه أمرها ،ليتكلم معه في رغبة موكله
1
في الزواج من إبنته.
وقد أشارت كتب إلى فتوى والنوازل الفقهية ،إلى وجود الخطابة في بالد المغرب ،حيث
كانت تقوم بدور هام في عقد الزيجات ،حيث تقوم بتمهيد لالتفاق بين العروسين ،ثم يذهب
2
أهل العريس إلى منزل العروس لالتفاق على كل شيء.
فالخطابة تقوم بنحضار اوصاف الفتاة ،إذا لم يكونوا يعرفونها ويجوز للفتى شرعا أن
3
يرى خطيبته خلسة أو علنا قبل الخطبة.
في الحقيقة ليكون الزواج مبني على األسس الشرعية ،يجب االلتزام باركان رضيسية وهي:
الولي – الصداق أو المهر – الشهود – العقد والصيغة.
تقر الفاتحة ويحدد يوم عقد الزواج،
بداية بالعقد بعدما تتم الموافقة بين العروسين ،أ
بحضور الشهود وهذا يتم في المسجد ،وبحضور افراد العاضلتين ،بواسطة كاتب عدل الذي
4
يسجل العقد ويحدد المهر أمام المدعوين وهذا التسجيل ال يتم إال بمواقة قاضي االنكحة.
أما الصداق :وهو المهر الذي يقدمه الرجل للمرأة ،ليس له حد معين وانما مرتبط بالحالة
المادية لزوج ويتضمن العقد شرطا محددا ،مثل مقدار الصداق والفرش والحلي وغيرها وكانت
5
بع ،العاضالت تشترط خادمة ،ويطعم الوالي من صداق ابنته.
إال أن األمر يختلف في القرى واألرياف والقباضل ،فانهم كانوا يكتفون بقراءة الفاتحة،
6
بحضور الشهود دون كتابة العقد ،باإلضافة إلى أن اإلسالم لم يحدد الصداق ،لقوله تعالى.
40
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
(واتوا النساء صدقاتهن نحلة) ،إال أن الناس قاموا بالمبالغة في الصداق ،وال توجد دالالت
1
على مقدار الصداق ،في المغرب األوسط في تل الفترة.
رغم ذل فنن بع ،الفقهاء ،قالوا أن أقل الصداق ربع دينار او ثالث دراهم ،وقال إبن
2
وهب في الواضحة :يجوز بددنى من درهمين.
أما المتعارف عليه في العهد المرابطي ،أن المهر اختلفت قيمته ،حسب الوسط االجتماعي
وبمقارنتنا لما جاء في المصادر المعاصرة ،يتضح لنا ان الصداق ،في المغرب األقصى لم
3
يكن مكلفا بالمقارنة باألندلس.
المالحظ أن سن الزواج كان مبكرا ،في المغرب اإلسالمي ،حيث أن بع ،االسر
التلمسانية تقدم على خطبة إحدى البنات ،ألحد أبناضها او الكالم عليها ،وهي في سن صغيرة
4
من خالل ما يعرف بالقرابة أو مال أو صداقة.
لكن الدافع الحقيقي لتزويج األبناء صغارا ،هو الحفاظ على النسل والشرف ،لكن هذه
العادة كانت منتشرة في القرى أكثر من المدن ،بسبب العقلية المتعلقة بسكان الريف ،وخير
5
مثال هو الرحالة الورثالني ،تزوج صغي ار وأيضا ابن حمدوش كان عمره 18سنة.
غير أن سالطين بني زيان ،رفضوا أن تتزوج أحد الفتيات ،ذات األصول العريقة دون
موافقتها وأصحاب المال ،يقومون بنختيار الفتاة ذات مواصفات معينة ،كان تكون صالحة
6
متدينة ولكن الرجال يفضلون الفتاة الجميلة و أخرون الحافظة للقران.
-1سورة النساء ،اآلية /4جودت عبد الكريم :المرجع السابق ،ص .315
-2احمد بن قاسم العنسي اليماني الصنعاني :المصدر السابق ،ص .5
-3عيسى بن الذيب :المرجع السابق ،ص .173
-4عبد السالم الترمانيني :المرجع السابق ،ص .115
-5ما يسه حراش ،ثقافة بالد المغرب العربي من خالل الورثالني وابن حمدوش ،رسالة ماجستير ،كلية اآلداب والحضارة
اإلسالمية ،جامعة األمير عبد القادر ،قسنطينة ،ص .00
-6ابن الزبير ،صلة الصلة ،المطبعة االقتصادية لنشر( ،د ،ط) ،الرباط ،1937 ،ج ،4ص .131
41
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
لكن يبدوا إن أ هم شرط ،اهم شرط يشترطه الرجل في المرأة ،التي ينوي الزواج بها أن
تكون بك ار وقد وردت الكثير ،من النوازل في هذا الموضوع ،على فقهاء العصر المرابطي فنن
1
الفتاة إذ نكحت وثبت أنه ليست بكر فنن عاضلتها كان عليها صداقها وردت إليها.
رغم ذل فن ن بع ،الرجال لم يجدوا أي حرج ،في الزواج بالمرأة الثيب خصوصا ،من
2
يجمع منهن بين الجمال والمال والمكانة االجتماعية.
ويجدر اإلشارة إلى أنه ،ليس بالضرورة أن يكون الشاب ال يعرف الفتاة ،سابقا فكثي ار من
األحيان يتبادل الشاب والفتاة الغرام ،قبل الخطبة بل إن الشاب كان يتبع الفتاة التي نالت
3
إعجابه في الشارع.
بعد إنتهاء فترة الخطوبة ،يتم عقد القران بكتابة وثيقة النكاح – غالبا – لدى صاحب
4
خطبة المناكح لكن الكثيرين يفضلون أن يكون عقد الزواج في المساجد جالبا للبركة.
كما أنه يستحب الخطبة ،أن تتم الخطبة بعد العصر ،وذل لقربه من الليل وسكون الناس
ويكره على صدر النهار ،لما فيه من التفرق واالنتشار ،ويستحب في شوال ألن عاضشة حكت
5
أن رسول صلى اهلل عليه وسلم ،تزوجها في شوال.
-1الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،3ص / .82عيسى بن الذيب :المرجع السابق ،ص .109
-2ابن عذاري المراكشي ،البيان المغرب في اخبار االندلس والمغرب ،تح :كوالن ووليفي بروفنسال ،دار الثقافة ،ط،3
لبنان ،1983 ،ج ،4ص .18
-3قال إبراهيم أدهم( :عليكم بنكاح االبكار ،فننهن أعذب افواها وانق ارحاما وأرضى باليسر) وقال لجابر( :هال تزوجت
بك ار تالعبها وتالعب ) / .البرزلي ،فتاوى البرزلي ،جامع مساضل االحكام لما نزل من القضايا بالمفتين واالحكام ،تح :محمد
الحبيب الهيلة ،دار الغرب اإلسالمي ،ج ،2ط ،1بيروت ،2332،ج ،2ص .170
-4جمال احمد طه ،مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين :دراسة سياسية وحضارية ،دار الوفاء( ،د ،ط)،
اإلسكندرية ،2331 ،ص .175
-5البرزلي :المصدر السابق ،ص .182
42
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
شيع في المجتمعات القبلية ،إتخاذ الرجل أكثر من زوجة ،وليس هنا حد أقصى لعدد
الزوجات لكن هنا بع ،اإلعتبارات عملية ،تحول دون أن يكون تعدد الزوجات ،في متناول
1
الجميع منها دفع المهر لكل عروس جديدة.
أما فيما يخص المغرب اإلسالمي ،فحدد لرجل اتخاذ أربعة زوجات وكان هذا في ظروف
2
خاصة مع التشديد.
لقوله تعالى (:فانكحوا ما طاب لكم من النساء ،مثنى وثالث ورباع ،فان خفتم أال تعدلوا
فواحدة أو ما ملكت إيمانكم ذل أدنى أال تعدلوا) النساء اآلية .3
وأبرز مثال على تعدد الزوجات ،في المغرب األوسط هو إقدام اإلمام عبد الوهاب نفسه،
3
على الزواج ثانية من اللواتية ،وكان لمنادين منقوش والدزيري ،عدة زوجات.
4
رغم ذل فنن القيروانيين ،من أحكام الزواج عندهم ،قلة الرغبة لديهم في تعدد الزوجات.
كما يوجد كذل زواج المسنين ،بصغار السن من الفتيات ،انتشرت هذه الظاهرة في تلمسان
كما يوجد الزواج الملون األسود باألبي ،،كما كان هنا الزواج السياسي ،لدى السالطين
5
والزوجة ترافق زوجها في ترحاله ،وهذا ما سبب مشاكل بين العاضلتين.
من المشاكل االجتماعية التي عانى منها الشباب ،المقبلين على الزواج المسكن ،وهذا
6
ما دفع بهم إلى توقيف الزواج أو التراجع عنه لكثرة نفقاته.
-1مصطفى الهجان ،تعدد الزوجات عبر التاريخ الى يومنا هذا ،مجلة العربي ،ع ،14الكويت ،1971 ،ص .78
-2إسماعيل سامعي ،دور المذهب الحنفي في الحياة االجتماعية والثقافية في بالد المغرب اإلسالمي من القرن (5-2ه /
11-8م) ،شهادة ما جستير ،معهد التاريخ ،جامعة الجزاضر ،1995 ،ص .99
-3جودت عبد الكريم :المرجع السابق ،ص .318
-4محمد محمد زيتون ،القيروان ودورها في الحضارة اإلسالمية ،دار المنار ،ط ،1988 ،1القاهرة ،ص .174
-5عبد العزيز فياللي :المرجع السابق ،ص .293
-6رفيق بوراس :المرجع السابق ،ص .94
43
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
المالحظ في المجتمع التلمساني ،زيادة نسبة النساء وذل بسبب ،الحروب التي إنجر
عنها وفاة الرجال وبقاء األرامل ،باإلضافة الى وجود الجواري فعز األزواج ،وكثرت العوانس
1
الالتي أعمارهن ما بين 35سنة دون ان يتزوجن.
نذكر مثال مدينة قسنطينة ،بعد الخطبة مباشرة تدتي مرحلة التشوير ،أو ما يعرف بالتجهيز
حيث تبدأ العروس في شراء المستلزمات ،ويساهم األب في ذل ،أما األم فكانت ال تتر األب
2
يتحمل كل المسؤولية لوحده ،بل كانت تساعده وان تحتم عليها األمر ،ببيع مجوهراتها.
كان األهل يعملون على تقييد الجهاز أو التصريح به ،في ليلة توجيهه إلى بيت العريس
وبحضور المدعوين ،وكان أهل العروس يبالغون في تجهيز ،وهذه العادة خاصة بسكان
3
الحواضر واألغنياء بهدف التباهي.
كما تشير النوازل إلى عادة كانت بقسنطينة ،وهي الحناء في ليلة الزفاف ،التي تقام على
4
شكل عرس أو وليمة ،في كل من بيت العريس والعروس.
أما في مدينة فاس ،فكانت العادة أن يبعث الزوج بهدايا الى بيت الزوجة ،من أجل اعداد
الطعام الذي يصنع في بيت العروس ،ويرسل بعدها إلى بيت العريس ،ليبعث السرور في
5
نفسها.
44
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
وقد أقدمت بع ،األسر على إحياء األعراس ،بالغناء واللهو وأصوات النساء ،والطرب
المزنج وهو ما دفع بالعلماء إلى تجويز التخلف عن الوليمة ،التي بها المنكرات وشرطوا
1
لحضورها أن تخلو من المناثر.
في الحقيقة ما يميز ليلة الزفاف ،في مدينة تلمسان هو تقديم أفخر األطعمة ،للمدعوين وفي.
2
النهار يجرى سباق للخيل ،على أنغام المزامير والدفوف وزغاريد النساء.
المالحظ في حفالت الزفاف ،االختالط بين الرجال والنساء ،وقيام النساء بالرقص وهذه
قد حرمت من قبل الفقهاء واعتبروا الرجال الذين يتركون زوجاتهن يقمن بذل ال تقبل شهادتهم
3
وتسقط إمامتهم.
في هذا اليوم بقوم العروس ،بالتزين بالحلي وتتجمل بالكحل ،وتقوم بالتزجيج وتطيب
بشجر العود وبدهان أزهار األسى والمس والعنبر ،باإلضافة إلى استعمال الحناء المنقوشة
4
وتزين العروس غرفتها ،بالحصير والبساط والوساضد.
غير أن عادة التزين ،لم تكن تخص العروس لوحدها ،بل جميع الحاضرين للحفل يقمن
5
بالتزين وان لم يكن للمرأة ،أدوات لزينة طلبت شراضها من قبل زوجها.
كانت بع ،الفتيات يحافظن ،على زيناتهن وجمالهن لدرجة أنهن ال يصمن ،في رمضان
من غير عذر شرعي حتى ال ينخف ،وزنهن ،وال يتغير جمالهن والسيما الالضي كن في سن
الزواج.
45
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
كما أن أهل تلمسان يغارون على الحراضر ،أكثر من الجواري ،وكانوا يحضرون وليمة
1
النكاح.
نذكر كذل من عادات المغاربة ،إذ تزوج أحد الشخصيات ذات منزلة رفيعة ،وضعوا
العروس على جمل مجهز ،في شبه محفة يسمونها – كايوال-الهودج مغطاة بنسيج 2من حرير
ملون مصنوع بكيفية تجعل العروس ،ترى من خاللها دون أن يراها الناس يصطحب عدد كثير
من النساء المغنيات ،ثم يعودون إلى منزل األب ،ثم بيت العريس فيدتي قوم كثيرون لحضور
3
العشاء ،ويرقصون ويغنون.
46
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
نستنتج من خالل عرضنا لطريقة ،أو كيفية الزواج في المغرب اإلسالمي ما يلي:
أن الزواج متشابه في طريقة اإلحتفال به ،في كامل أنحاء المغرب اإلسالمي ،حيث يبدأ
بالخطبة وينتهي بحفل الزفاف ،ولعبت الخطابة دور هام في الزواج فهي التي تمهد له ،والزواج
في المغرب ،مبني على مجموعة من األسس ،أو القواعد ليكون زواج شرعيا ،ومنها أن يكون
يتضمن (العقد – الصداق أو المهر – الشهود – حضور الولي وأهم شرط قبول الطرفين
ببعضهما).
كما إنه من عادات المغرب اإلسالمي ،أن تقوم العروس بتجهيز نفسها ،من خالل شراء
كل ما تحتاج إليه ويساعدها في ذل والداها ،وبعد إتفاق العروسين على تحديد يوم الزفاف،
يتم إعالم األهل ،من أجل القيام بتحضيرات االزمة ،كنعداد الوليمة التي يحضرها الكثير من
المدعوين.
فالمغرب اإلسالمي ،رغم انه يتكون من (مغرب أوسط واقصى وأدني) ،الى انهم يشتركون
جميعا في الكثير من العادات ،وخير مثال على ذل حفالت الزفاف ،فهم متشابهين في طريقة
اقامتها.
47
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
فيتم ذبح كبش أ و أكثر ،ويعطي القابلة ربعها ويقطع باقي أعضاضها ،حيث تقام به وليمة
فخمة يطعم منها األهل ،والفقراء من الناس كما يتم تحضير ،في هذا اليوم نوع من أنواع
2
الحلوى إلى جانب ،أكلة معروفة لدى المغاربة ،وهي العصيدة.
3
كما يتم األذان في الذن اليمنى ،واإلقامة في أذنه اليسرى المولود الجديد.
ويتم كذل تسمية المولود يوم والدته باسم جميل ،كما يتم تفصيل أعضاء العقيقة وتدفن
4
العظام تحت األر ،كي ال تمزقها السباع ويستحب يطبخ لحمها بالعسل تفاؤال بحالوة المولود.
باإلضافة إلى أنه في نفس اليوم ،يتم قص خصلة من شعر المولود ،وتقدم الهدايا ألهله وقد
تم كتابة قصاضد من قبل الشراء لتهنضة بمناسبة ازدياد المولود فقال إبن سهل:
5
(واعتاد الناس على تقديم الهدايا ،ألهل المولود).
العقيقة :هي الشعر الذي يولد به الطفل ،ألنه يشق الجلد وهي مدخوذة ،من عق يعيق ويعق ،فنقول عق عن ابنه بمعنى *
عقيقته أي حلق شعر راسه ،او ذبح الشاة المسماة العقيقة / .حسام الدين بن موسى عفافة ،المفصل في احكام العقيقة( ،د،
د) ،ط ،1فلسطين ،2333 ،ص .9
-1كمال أبو مصطفى ،جوانب من حضارة المغرب اإلسالمي من خالل نوازل الونشريسي ،مؤسسة شباب مشرفة لنشر،
(د ،ط) ،اإلسكندرية ،1994 ،ص .47
-2جودت عبد الكريم :المرجع السابق ،ص .319
-3دواهب خليل ،شرح مختصر خليل ،دار عالم الكتب( ،د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،س) ،ج ،4ص .309
-4احمد بن قاسم العنسي الصنعاني :المصدر السابق ،ص .473
-5الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،1ص .22
48
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
1
في حقيقة األمر العقيقة تشبه العتق عن المولود ،فنن رهين بعقيقته فهي تفكه وتعتقه.
كما يتم النس عن الغالم ،شاتان مكافدتان وعن الفتاة شاة واحدة ،حيث روي عن النبي
صلى اهلل عليه وسلم من قوله:
2
(الغالم مرتهن بعقيقة ،عنه يوم سابعه ويحلق أرسه ،ويسمى من حلف).
وال يعيق عن كبير ومن فاته العقيقة ،يوم سابعه فال عقيقة عليه ،بعد ذل وقد قيل عنه
في السابع الثاني ،وليس على الناس التصدق ،بوزن شعر المولود ذهبا أو ورقا ،فمن فعل ذل
3
فال بدس به.
4
وال يباع شيء من لحم العقيقة ،وال أهابها وال بدس باإلنتفاع بجلدها وهي في ذل مثل الذبيحة.
كما أنه تم اإلختالف في وقت ذبح العقيقة ،فقيل وقتها وقت الضحايا ،وقد تم الخالف فيه هل
هو من بعد الفجر أو من طلوع الشمس ،أو من وقت الضحى أو غير ذل فقيل:
فهي تجزي في كل وقت وهو ظاهر ،لما عرفت من عدم الدليل أنها مثل االضحية
5
من يتحمل العقيقة والمختص بذبحها ،هو الملتزم لنفقة المولود ،من أب أو جد أو أم الجدة.
والجدير بالذكر أن كثير من العاضالت المغاربية ،كانوا يقومون بختان أوالدهم في يوم
6
السابع من والدتهم أو ما يعرف ،بلفظ الطهارة وهي سنة مؤكدة.
7
وال ش أن ختان األوالد ،كان عادة شاضعة في الجاهلية ،فقد ذهب أدم ميتز أن هذا اإلحتفال
49
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
1
بهذه المناسبة كان شبيها بنعياد بلوغ الشباب عند القدماء.
لم تنف أن أصبحت هذه العادة ،سنة للمغاربة التي درجوا على اإلحتفال ،لما فيها من
الفواضد الصحية بالنسبة لإلنسان ،ومهما يكن فقد أصبح ختان األوالد ،مظه ار من مظاه ار لحياة
2
االجتماعية الساضدة في المغرب اإلسالمي ،مثل بقية أنحاء العالم اإلسالمي.
كان والد الطفل يقوم بنعداد وليمة ،بمناسبة ختان طفله وربما كانت المناسبة ،كغيرها
3
المناسبات تعتمد على حال الرجل المادية.
أ ما فيما يخص بالكيفية التي بها عملية ،الختان وبع ،ما أحاط من مظاهر ،إحتفالية
فقد أ فادنا القاضي النعمان بمعلومات مفيدة فقال( :والختانون في السردافات ،على الكراسي
وبين أيديهم المنابر ،لجلوس الصبيان والقوم يمسكونهم ،في حجورهم ويذرون الذ اررات الممسكة
4
للدم على فتانهم ..........ويصحبون من طهر منهم يزفون به الى منزله).
وتختلف الزفات باختالف اإلمكانيات المادية ،فبع ،العاضالت المغاربية ،تكون زفة إبنهم
مشيا على اإلقدام ،تتقدمهم الموسيقى والبع ،األخر تكون زفة خيالية ،حيث يركب جميع
5
المعزومين والمطهر الخيول وأمامهم الطبلة والزمارة وتمتد الوليمة 7أيام.
50
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
ففي العهد الفاطمي عموما كان الختان ،ذات طابع جماعي وفي هذا الصدد ،أنه في سنة
1
333ه 941 /م ختن إسماعيل المنصور أوالده.
كما أ ن إسماعيل المنصور ،قام بختن ألف صبي من القيروان ،وقام بنعطاضهم ما ينفقون
2
وكساهم كما أنه قام بدمر كتامة بختن أوالدهم.
51
األعياد االجتماعية للمغاربة الفصل الثالث
52
الفصل الرابع:
54
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
وورد في هذا اإليطار أبياتا بشراء بع ،الحاجيات االزمة ،لذل من أجل اإلحتفال وذل
لتعبير عن اإلستعداد لإلحتفال ،بعيد النيروز 1.كان المغاربة يبيعون اللعب المصنوعة ،على
شكل صور تسمى الزيافات ،رغم أن الفقهاء لم يجيزوا عمل شيء من الصور ،وال بيعها كما
2
كان أهل المغرب ،يوقدون النيران تحت الثمار واإلستحمام ،وغسل دوابهم في ليلة الحجوز.
وكانت لهذا العيد مكانة كبيرة عند النصارى ،حيث يتبادلون فيه الهدايا من األطعمة ،وأنواع
التحف ويقومون بتر أعمالهم ،كما قام الشعراء المغاربة بتخليد هذا العيد ،أمثال إبن عمار
الذي أهدي للمعتمد ،ثوب صوف بحري يوم النيروز 3.كما يوجد مصادر تبين أن النيروز كان
4
مناسبة إلقامة الزواج ،وكانت العادة أن تصنع حلويات على شكل مداضن مسيجة.
أما فيما يخص تونس فكان إصطالح النيروز ،هو أول يوم من شهر مايو /ماي ،ألن
في هذا الشهر غالب سنينهم يطيب فيها زرعهم ،ويخرج الجباه إلى أطراف البالد ،وكذل
تظهر مجموعة من الثمار ،وسكان تونس يزعمون أن هذا شهر تظهر سبع غالل ،ويعدونه
وجرت به العادة ،منذ عهد بني حفص الى اليوم 5.وهنا إحتفال أخر يعتبر من أكبر أعيادهم،
قبل أن يعتنقوا الدين اإلسالمي ،وهو عيد المهرجان أو ما يعرف بالعنصرة ،ويكون في 24
من يونيو ،ويوافق بداية الصيف وقد خلدته أشعار حول هذا اليوم ،وتقام فيه أعمال احتفالية
6
كذل .
وأشتهر هذا اليوم بشعلة النار ،التي كانوا يقيمونها ويقفزون فوقها ،واحتفاال به يبدي
55
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
المغاربة بهجتهم بموسم العنصرة ،بلبس اللباس الجديد واجراء سباق ،للخيول ويعد هذا العيد
1
من األعياد التي ورثتها اسبانيا المسيحية ،عن العصور الوثنية السابقة أعيادا نصرانية.
كما إعتاد المغاربة ،يوم العنصرة على إجراء المسابقات والمباريات ،وتقوم النساء بتزيين
بيوتهن واخراج الثياب إلى الندى ،في الليل ووضع ورق االكرنب ،والخضرة في ثيابهن ويحرصن
2
على اإلغتسال.
على أن مشاركة المغاربة ،باإلحتفاالت بهاذين اليومين ،اقتصرت على تبادل الهدايا
والخروج إ لى المتنزهات ترويحا على النفس ،حيث يرقصون ويغنون ،كما يقوم الخلفاء على
3
توزيع هداياهم على حاشيتهم ،ويتلقوا الهدايا من وزراضهم وعاضالتهم.
كما أنه يقال أن الزوجة تقوم في هذا اليوم ،على سحر زوجها وهي أسطورة ،قد تكون
ضربا من الخيال أو مجرد راسب من جهل الماضي ،وتتمثل بعادة تناول غاللة – الحلزون –
بالرباط وسال حيث أن الزوجة ،تقوم باألخذ بنصيحة أمها ،وتعد طبقا من غاللة وتزودها
4
بدعشاب مخدرة ،ألجل سحر زوجها.
56
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
57
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
-1إبراهيم بن محمد الحقيل ،أعياد الكفار وموقف المسلم منه ،مجلة البيان( ،د ،ع) ،الريا( ،،د ،س) ،ص .42
-2الونشريسي :المصدر السابق ،ج ،11ص .151
-3عبد القادر بوتشيش :المرجع السابق ،ص .92
_ قد تدثر كثير من المغاربة ،في مختلف البالد بشعاضر وطقوس النصارى ،في هذه المناسبة حيث تنتشر هدايا البابا نويل
المعروفة في المتاجر والمحالت ،التي يملكها في كثير من األحيان مغاربة ،وكم من بيت تل الهدايا ،وكم من طفل مسلم
يعرف البابا النويل وهداياه.
58
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
الجدير بالذكر أنه في المغرب الشرقي ،ومناطق القباضل بالجزاضر ،فننها تولي أهمية بالغة
برس السنة بشكل كبير ،على غرار باقي األعياد الدينية
بحلول السنة الجديدة ،إذ يتم االحتفال أ
1
ويتم خاللها تبادل الزيارات بين األقارب.
أما فيما يخص النصارى فكانوا في هذا العيد ،يجمعون أوراق الشجر وتنقيعه واالغتسال
واالكتحال ،وكانوا يعطلون األعمال لمدة 0أيام ،ويعملون الكع وكان المغاربة ،يشاركون في
2
هذه المناسبة بدعداد بفوق اعداد النصارى.
فيما كانت أسواق المغاربة ،تعج بمختلف الفواكه الجافة التي خلطها في نفس الكيس،
ويتم في هذه الليلة إعداد بركوكس ،وتقدم طيلة اليوم الفواكه الجافة ،للضيوف مع الشاي وفي
3
بع ،المناطق يتم تر حصة من العشاء ،في الهواء تبركا بالسنة الجديدة.
يحتفل النصارى بهذا العيد ،تجديدا لذكر مولد المسيح (ع س) كل عام ،ولهم فيه شعاضر
وعبادات حيث يذهبون إلى الكنيسة ،ويقيمون الصلوات ويصل العيد ذروته ،بنحياء قداس
4
منتصف الليل حيث تزين الكناضس ،ويغني الناس أناشيد عيد الميالد.
المالحظ في الريف المغربي ،يخصص السكان يومين لإلحتفال ،حيث تجهز النساء
أطباق من مختلف أنواع الفواكه الجافة ،ويتوزع الصبيان في كل قرية مرددين عبارات ،معينة
5
وتقوم النساء بنعطاضهم الفواكه والفطاضر ،ثم يعودون إلى المنازل وتقاسموا ما جمعوه.
في الحقيقة أن في شهر محرم تعلن فيه ،الكثير من الدول المغاربية العطلة الرسمية،
وتقيم اإلحتفاالت التي تتمثل في توزيع الحلوى ،وسرد سيرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،كما
-1عبد الكريم بركة ،طقوس االحتفال بالمناسبات واالعياد بشمال افريقيا ،مجلة الثقافة الشعبية ،ع ( ،19د ،م)( ،د.س).
-2إبراهيم بن محمد الحقيل :المرجع السابق ،ص .43
-3عبد الكريم بركة :المرجع السابق.
-4محمد األمين ولد ان :المرجع السابق ،ص .133
-5عبد الكريم بركة :المرجع نفسه.
_ بركوكس :تصنع يدويا من دقيق ،وأحيانا من القمح ،وتخلط معه الطماطم واللحم ،الذي يكون في الغالب لحم دجاج
59
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
1
يتبادل المغاربة المعايدات إضافة إلى إقامة العبادات الدينية المختلفة.
كما هو معروف هنا الكثير من اإلختالفات في المعتقدات بين السنة والشيعة لكن تل
اإلختالفات لم تمس أرس السنة الهجرية فيحتفل بها باليوم نفسه وال يختلفون إال إذا لم يتحر
2
أحد منهم الهالل.
هذا اإلحتفال أقامه العبديون ،في مصر ولهم شعاضر يقيمونها ،بمناسبة كل عام في أول
محرم حيث بذبح الخراف ،وتوزع على رجال الدولة ،وأصحاب الدواوين وأرباب السيوف واالقالم
3
وأنواع الحلوى.
-1رندا مصطفى ،بحث في راس السنة الهجرية ،مجلة الرضيسة( ،د ،ع)( ،د ،م).2315،
-2رندا مصطفى :المرجع نفسه.
-3محمد بن العثيمين ،مجلة اإلسالم ،ع( ،43د ،م) ،2334 ،ص.22
60
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
نستنتج من خالل دراستنا لمبحث االحتفال بدس السنة (الميالدية والهجرية) ما يلي:
إن اإلحتفال بعيد أرس السنة الميالدية ،هو ظاهرة مشتر بين المغاربة والنصارى
فالمغاربة كانوا يستعدون لهذا اإلحتفال ،بشكل كبير على غرار باقي األعياد ،عنهم حيث يتم
شراء اللوازم وتحضير وغيرها.
والمالحظ تدثر المغاربة بالنصارى ،نتيجة إختالطهم بهم فنتج عنهم هذا ،اإلمتزاج رغم أنه
ليس من ضمنن المغاربة إال أنهم كانوا يجهزون أنفسهم قبل الحفل.
أما أرس السنة الهجرية فكان المغاربة ،ينتظرون هذا اليوم ويقومون ،باإلستعداد له محتفلين به
كساضر األعياد األخرى.
61
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
أول األعياد التي ذكرت في التوراة ،حسب أقوال اليهود ،وهو في منزلة عيد األضحى
عند المغاربة.
يسمونه اليهود أيضا براس هيشا ،أي أرس الشهر كما جاء في التوراة ،وتدوم مدة
اإلحتفال يومين األول ينفخ في البوق ،واذ صادف يوم السبت ينفخ في اليوم الثاني ،ففي هذا
1
اليوم يقوم اليهود بنرتداء أثواب الحداد ،وال يحتفلون به بالمدكوالت وانما بالصالة.
ب_ عيد صوماريا:
هذا العيد من األعياد الخمس ،التي ذكرتها التوراة حسب زعم اليهود ،ويقابل شهر
رمضان بالنسبة للمغاربة أو المسلمين كافة.
ويسمى الكبور وهو عند اليهود الصوم العظيم ،الذي يقولون بدن اهلل ،فر ،عليهم
صومه ومدته خمس وعشرين ساعة ،يبدأ من قبل غروب شمس اليوم التاسع من شهر
2
تشرين يمضي ساعة بعد غروبها في اليوم العاشر ،وربما سموه العاشور.
-1احمد شحالن ،اليهود المغاربة من منبت األصول الى رياح الفرقة ،دار ابي الرقراق ،ط ،1الرباط ،2339 ،ص.45
-2القلقشنندي :المصدر السابق ،ج ،2ص .428
62
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
_ اليهود :من الهوادة وهي المودة ،او التهود وهي التوبة كقول موسى عليه السالم (ان هدنا الي ) .اآلية 15األعراف /
-1القلقشندي :المصدر السابق ،ج ،2ص .420
-2كواتي مسعود ،ايهود في المغرب اإلسالمي ،دار هومه للنشر( ،د ،ط) ،الجزاضر ،2333 ،ص .129
-3احمد شحالن :المرجع السابق ،ص .43
63
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
64
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
يوم السبت هو عيد أسبوعي ،يبدأ من غروب شمس يوم الجمعة إلى يوم السبت ،وفي هذا
اليوم يقوم اليهود التوقف عن األعمال اليومية ،ويعتقدون أن اهلل انقطع عن الخلق ،في هذا
اليوم قال تعالى (انما جعل السبت على الذين إختلفوا فيه ،وأن رب ليحكم بينهم يوم القيامة
1
فيما كانوا يختلفون) وبرغم من هذا كانوا يحسدون المغاربة على يوم الجمعة.
_2اإلحتفال بالزواج:
يعتبر الزواج رابط مهم في تكوين األسرة ،مهما كانت االسرة يهودية أو مغاربية ،غير أن
مراسيم زواج عند اليهود تختلف عن المغاربة ،في العديد من األمور ولكن مع مرور الزمن
تدثر اليهود بالمغاربة ،وأصبحوا يشابهونهم.
يعتبر الزواج في الشريعة اليهودية ،عملية شراء للزوجة بما لديها ،وظهر التدثير اإلسالمي
واضحا في عقود الزواج لديهم ،ففي عصر الموحدين كان الزواج ،يتم وفقا لشريعة اإلسالمية
تبدأ مراسيم الزفاف في المغرب ،بذهاب العروس إلى الحمام ،وتتجمل وتضع الحناء على
2
يديها.
وقد تدثر اليهود بالبربر ،ففي الكثير من األحيان كان البربر ،يؤجرون منزال للعريس
يمكث فيه وان ظاهرة تعدد الزوجات لم تكن عند اليهود ،حيث حرص أهل الفتاة عدم حصول
3
ذل لكن نظرة اليهود تغيرت ،بسبب تدثرهم بالمغاربة.
65
األعياد الدينية للنصارى واليهود الفصل الرابع
نستنتج من خالل دراستنا لألعياد التي إحتفل بها اليهود في بالد المغرب ما يلي:
_ كان اليهود يحتفلون بالعديد من األعياد ،على عكس المغاربة الذين كان لهم ،عيدين دينيين
هما عيد األضحى وعيد الفطر.
_ لقد قسمت األعياد الدينية التي إحتفل بها اليهود إلى قسمين.
_ فالجدير بالذكر أن اليهود ،كانوا يزعمون أن التوراة ،شرعت لهم خمسة أعياد ،وباقي األعياد
هي أعياد الحقت بالتوراة.
_ ويظهر أ ن اليهود تدثروا بالمغاربة ،جراء عيشهم في كنفهم ،وخير مثال على ذل الزواج
الذي أصبحوا مع مرور الزمن ،يتزوجون وفقا للشريعة اإلسالمية.
_ باإلضافة إلى أن اليهود ،كانوا يشبهون اعيادهم ،بدعياد المغاربة أو المسلمين بصفة عامة
مثال ذل عيد األضحى ،يقابل عندهم عيد أرس السنة العبرية ،وشهر رمضان المبار يقابل
عندهم عيد صوماريا....
66
خاتمة
خاتمة
الخاتمة:
لكل أمة من األمم أعياد ومناسبات ،تحتفل بها وتعلن فيها فرحتها ،وتحفزها إلى تنشيط
ذاكرتها وترسيخ الثقة ،واإلعتزاز بدمجادها كما أنها تقوي بها عزيمتها ،لمواصلة السير نحو
خير األمة وازدهارها وهذه كلها أمور فطرية ،بحاجة اإلنسان لتحقيق التواصل ،بينه وبين أفراد
_ مثال على ذل بالد المغرب ،يعتبر كغيره من البلدان فله العديد من األعياد واالحتفاالت
المرتبطة بشخصيته التاريخية ،كعيد الفطر واالضحى ،المعروفان باسم العيد الصغير والكبير
_ كما أنه ال يمكن فصل األعياد ،عن التكوين الفكري والديني للشعوب ،فدغلب أعيادهم
واحتفاالتهم منبثقة عن الدين اإلسالمي ،وشعاضرها مرتبطة بما جاء به الشرع أو نظمه الفقهاء.
الشيء المالحظ في أعياد المغاربة ،هو حفاظهم على طابع األعياد واالحتفاالتهم ،كما ورثوها
على أجدادهم ،حيث عملوا جاهدين على تخليد هذه المناسبات ،واإلبقاء على لمستها القديمة
فقد قاموا بندخال بع ،اإلضافات ،لكن بقوا متمسكين بنواة األعياد األصلية ،التي إكتسبوها
عن أسالفهم الذين سبقوهم في أزمنة عابرة ،وهذا دليل تقديسهم للموروث القديم.
_ في حقيقة األمر أن األعياد واالحتفاالت ،التي يعمل المغاربة على إحياضها ،كل سنة
68
خاتمة
الهدف من وراء هذه األعياد ،هو المحافظة على الموروث القديم ،بمعنى اإلبقاء على ما خلفه
أجدادهم لهم ،لذا عملوا جاهدين على إقامتها ،وفقا لطابعها والتمس بفتراتها الزمنية ،ومظاهرها
والتثبت بقيمها من أجل منح القدوة الحسنة ،لألجيال الناشضة حتى تبقى لمسة السابقين ،في
حياة القادمين.
_ بالنسبة لشعوب المغاربة ،األعياد واالحتفاالت ليست مجرد مناسبات ،يقومون بنحياضها وانما
هي ميزة أو طابع خاص ،تعبر عنهم هذا الطابع خلفه لهم أجدادهم ،لذا البد من المحافظة
عليه.
_الجدير بالذكر أن المولد النبوي الشريف ،كان له وزن كبير عن باقي األعياد ،بالنسبة للمغاربة
فهذا اليوم كان له طابعا دينيا واجتماعيا ،حيث تلتقي األسر فيما بينها ،لما لذل من دور في
_ كما ان المغاربة هم السابقين تاريخيا ،الى استحداث هذه السنة الحسنة فنبتت في المغرب
_ إن هذه الذكرى العظيمة في بالد المغرب ،تبدأ منذ ال سنة 1437أي من هجرة المصطفى
قد استكملت استحداثها ،سبعماضة وتسعا وثمانين سنة ،789ومن المتوقع أن يستمر المغاربة
على نفس هذه السنة الحسنة ،تحقيقا لقوله (اليزال أهل المغرب ظاهرين ،على الحق حتى تقوم
الساعة).
69
خاتمة
_ والجدير بالذكر أن االحتفال بالمولد النبوي الشريف ،إحياءا لذكرى المصطفى صلى اهلل
عليه وسلم ،وذل مشروع عندنا في اإلسالم ،فهذه الذكرى ليست لها كيفية ،البد االلتزام بها
بل إن كل ما يدعو إلى الخير ،ويجمع الناس على الهدى ،ويرشدهم إلى ما فيه منفعتهم ،في
_ لذا فالمغاربة على غرار العديد من الشعوب اإلسالمية ،يخلدون هذه الذكرى إجالال لخير
خلق اهلل محمد صلى اهلل عليه وسلم ،وتمسكا منهم بدينهم الحنيف ،وتشبثا وتعلقا بالرسول
_ حيث يكتسي هذا االحتفال المعروف بعاداته ،وتقاليده طابعا رسميا ،وشعبيا يتميز بصبغة
دينية بحثه واحتفالية زاهرة ،إذ تتنوع مظاهره بين المواكب الدينية ،ومجالس العلم وتدارس
من مشاركة المغاربة للنصارى واليهود ،في أعيادهم وتهنضتهم بها والقيام _ نستنتج كذل
باإلستعداد لها مسبقا ،والتحضير لها كدنها أعيادهم ،وهذا يدل على التعايش الذي كان بين
المغاربة وهذه الشعوب ،القاطنة في كنف بالد المغرب ،كما يعبر عن تسامحهم وتعاطفهم مع
هذه الفضة من خالل السماح لهم ،بممارسة عاداتهم واحياء مناسباتهم ،بكل حرية دون قيود أو
خوف.
70
المالحق
_ ذكر لسان الدين إبن الخطيب البغدادي ،أشعا ار في مدح الرسول(ص) ،ليلة ميالده الشريفة
1
في قصيدة طويلة ضمت 22بيتا نذكر منها:
72
1
قصيدة للبوصيري صاحب البردة تتعلق باإلحتفال بالمولد النبوي الشريف:
73
1
يقول إبن الرومي في التهنئة بمناسبة عيد الفطر:
-1احمد محمد خالد الخزاعلة ،شعر التهاني في العصر العباسي حتى القرن 4ه ،كلية اآلداب العلوم االنسانية( ،د ،م)،
،2338ص .51
74
قال القاضي أبي بكر بن العربي –رحمه-دخل الفرزدق على عبد الملك بن مروان فقال له
1
صف النساء (صفات النساء المحببة لزواج) فقال:
75
يقول إبن الرومي في عيد المهرجان مصو ار الدنيا في هذا اليوم بأنها إمرأة جميلة مزينة
1
تجذب الرجال إليها في هذا اليوم فيقول:
-1ابن الرومي ،الديوان ،شرح األمير علي مهنا ،ط ،1مكتبة دار الهالل ،بيروت( ،د.ت) ج ،2ص .238
76
1
نازلة فيما بهديه اليهود في أعياد المسلمين:
سضل القاضي أبو عبد اهلل بن مرزوق ،عن اليهود يصنعون رغاضف في عيد لهم ،يسمونه عيد
الفطر ،ويهدونها لبع ،جيرانهم من المسلمين ،فهل يجوز قبولها وأكلها أم ال؟
فدجابه :قبول هدية الكافر منهى عنه على اإلطالق فهي كراهية.
وهل ينتهي النهي إلى التحريم إذا كانت مما يفعلونه في أعيادهم؟
وقال الشيخ اإلمام أبوعبد اهلل عرفة ،تفريعا عن كالم الشيخ أبي الحسن القابسي ،في منع قبول
فال يحل على هذا قبول هدايا النصارى ،في أعيادهم للمسلمين ،وكذل اليهود منهم.
77
قائمة المصـــادر والمـــراجع:
قائمة المصادر والمراجع:
ا_ المصادر:
_1أ حمد بن قاسم العنسي اليماني الصنعاني ،التاج المذهب ألحكام المذهب :شرح متن
األزهار في فقه االضمة اإلطار ،مكتبة اليمن الكبرى لنشر( ،د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،ت) ،ج.3
_2إبن أبي دينار ،المؤنس في أخبار إفريقية وتونس ،مطبعة الدولة التونسية ،ط( ،1د ،م)،
(د ،ت).
_3إبن األثير ،الكامل في التاريخ ،دار الكتب العلمية ،ط ،4لبنان ،2333،مج .9
_4إبن باز ،مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة ،مؤسسة الرسالة للنشر ،ط ،3الريا ،،ج.4
_8التادلي ،التشوف إ لى رجال التصوف ،مطبوعات معهد األبحاث العليا( ،د ،ط)
الرباط.1958،
_9حسن إبراهيم حسن ،تاريخ اإلسالم( :السياسي ،الديني ،الثقافي ،اإلجتماعي) ،دار الجيل
لنشر ،ط ،14القاهرة ،1991،مج .2
_13دواهب خليل ،شرح مختصر خليل ،دار عالم الكتب( ،د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،ت) ،ج.4
_11إبن رشد ،فتاوى إبن رشد ،تح :المختار الطاهر السليلي ،دار الغرب اإلسالمي ،ط1
لبنان ،1987،السفر األول.
79
_12إبن زيد القيرواني ،شرح ابن ناجي التنوخي :متن الرسالة ،تح :احمد فريد المريدي ،ط1
لبنان.2337 ،
_13إبن الزبير ،صلة الصلة ،المطبعة اإلقتصادية( ،د ،ط) ،الرباط.1937 ،
_ 14أبو زكرباء المازوني ،الدرر المكنونة في نوازل مازونة ،تح :حساني مختار ،نشر
المخطوطات لكلية العلوم اإلنسانية( ،د ،ط) ،الجزاضر ،2334 ،ج.2
_15السيد سابق ،فقه السنة ،المكتبة العصرية لنشر( ،د ،ط) ،بيروت،2334 ،ج.3
_10إبن عذاري المراكشي ،البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب ،تح :كوالن ووليفي
بروفنسال ،دار الثقافة ،ط ،3لبنان ،1983 ،ج.4
_17القلقشندي ،الصبح األعشى ،مطبعة األمير لنشر( ،د ،ط) ،القاهرة ،1913 ،ج.2
_ 18قاسم مخلوف ،شجرة النور الزكية في طبقات المالكية ،دار الكتب العلمية لنشر ،ط1
لبنان ،2333 ،ج.2
_ 19القاضي النعمان ،المجالس والمسايرات ،تح :الحبيب الفقي إبراهيم شيوخ ومحمد العالوي،
المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية( ،د ،ط)( ،د ،م).1978 ،
_23لي في بروفنسال ،ثالث رساضل في أدب الحسبة والمحتسب ،المطبعة الفرنسية لآلثار
الشرقية( ،د ،ط) ،الجزاضر.1938 ،
_ 21المقري التلمساني ،ازهار الريا ،في اخبار عيا ،،تح :مصطفى السقا واخرون،
مطبعة لجنة التدليف والطبع والنشر ،القاهرة ،1939 ،ج.1
_22المقري ،نفخ الطيب في غصن األندلس الرطيب ،تح :إحسان عباس ،دار صادر لنشر،
(د ،ط) ،بيروت ،1988 ،مج.4
_23إبن مريم ،البستان في ذكر األولياء والعلماء بتلمسان ،مطبعة الثعلبية لنشر( ،د ،ط)،
الجزاضر.1938 ،
80
_ 24الماوردي البصري ،الحاوي الكبير ،تح :علي محمد معو ،،دار الكتب العلمية ،ط،1
لبنان ،1994 ،ج.15
_25المقريزي ،المواعظ واإلعتبار بذكر الخطط واألثار :الخطط المقريزية ،مطبعة بوالق (د،
ط) ،القاهرة( ،د ،ت).
_20إ بن مرزوق ،جنى الجنتين في شرف الليلتين ،تح :محمد فيروج ،دار الحديث( ،د ،ط)
(د ،م).2332،
_27إبن الوليد إبن رشد القرطبي ،البيان والتحصيل ،دار الغرب اإلسالمي ،ط ،2لبنان،
،1988ج.2
_ 28الونشريسي ،المعيار المعرب وجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والمغرب ،تح:
جماعة من الفقهاء بنشراف محمد الحجي ،و ازرة األوقاف والشؤون المملكة المغربية( ،د ،ط)،
الرباط ،1981 ،ج ،2ج ،8ج ،13ج.11
_29يسرى السيد محمد ،جامع الفقه :موسوعة االعمال الكاملة إلمام إبن القيم الجوزية ،دار
الوفاء ،ط ،1المنصورة ،2333،ج.2
ب_ المراجع:
_1إبراهيم حركات ،المغرب عبر التاريخ ،دار الرشاد الحديثة لنشر( ،د ،ط)( ،د ،م).2333،
_2إبراهيم القادري بوتشيش ،مباحث التاريخ اإلجتماعي للمغرب األندلس خالل عص
المرابطين ،دار الطليعة لنشر( ،د ،ط) ،بيروت( ،د ،ت).
_3أحمد عبد الباقي ،معالم الحضارة العربية في القرن 3ه ،مركز الدراسات الوحدة العربية،
ط ،1لبنان.1991 ،
_4أحمد عبد الغفور عطار ،من نفخات رمضان( ،د ،د) ،ط ،1مكة المكرمة لنشر.1980 ،
_5أحمد شلبي ،الحياة اإلجتماعية في الفكر اإلسالمي ،مكتبة النهضة المصرية لنشر ،ط5
القاهرة.1980 ،
81
_0أحمد شحالن ،اليهود المغاربة من منبت األصول الى رياح الفرقة ،دار ابي الرقراق ،ط،1
الريا.2339 ،،
_7أدم ميتز ،الحضارة اإلسالمية في القرن 4ه ،دار الكتاب العربي( ،د ،ط) ،لبنان( ،د،
ت) ،مج.2
_8حسام الدين بن موسى عفانة ،المفصل في أحكام العقيقة( ،د ،د) ،ط ،1فلسطين.2333 ،
_9حسن علي حسن ،الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس ،مكتبة الخانجي لنشر ،ط،1
مصر.1983 ،
_13حمدى عبد المنعم محمد حسن ،مدينة سال في العصر اإلسالمي ،مؤسسة شباب الجامعة
لنشر( ،د ،ط) ،اإلسكندرية.1993 ،
_11أبو الحسن علي الحسيني البدوي ،أسبوعان في المغرب األقصى ،مطبعة الرسالة لنشر،
(د ،ط)( ،د ،م).1981 ،
_12جمال أحمد طه ،مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين :دراسة سياسية وحضارية
دار الوفاء( ،د ،ط) ،اإلسكندرية.2331 ،
_ 13جمال الدين الشيال ،دراسات في التاريخ اإلسالمي ،مكتبة الثقافة الدينية لنشر ،ط،1
(د ،م).2333 ،
_14خالد الحسن ،يوم عاشوراء ،مطبعة ثروة السلطان( ،د ،ط) ،القاهرة( ،د ،ت).
_15ابن الرومي ،شرح األمير علي مهنا ،دار مكتبة الهالل ،ط ،1بيروت( ،د ،ت) ،ج.2
_ 10عبد الرحمان حسن ،تاريخ الحضارة العربية اإلسالمية ،دار الخليج ،ط ،1األردن،
.2311
_ 17عبد العزيز فياللي ،تلمسان في العهد الزياني (دراسة سياسية ،عمرانية ،إجتماعية،
ثقافية) ،المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية لنشر ،الجزاضر ،2332 ،مج .1
82
_18عبد الرحمان بشير ،اليهود في المغرب العربي ،عين لدراسات والبحوث اإلنسانية ط،1
الزقازيق.2331 ،
_19عواطف محمد يوسف نواب ،الرحالت المغربية واألندلسية ،مكتبة المل فهد الوطنية
لنشر( ،د ،ط) ،الريا.1990 ،،
_23إبن األحمر ،تاريخ الدولة الزيانية ،تح :هانئ سالمة ،مكتبة الثقافية الدينية ،ط ،1القاهرة،
.2332
_21محمد الشريف ،سبتة اإلسالمية :دراسات في تاريخها اإلقتصادي واإلجتماعي (د ،د)
ط( ،2د ،ت).
_ 23محمد محمد زيتون ،القيروان ودورها في الحضارة اإلسالمية ،دار المنار لنشر ،ط،1
القاهرة.1988 ،
_24محمد حسن العيدوس ،المغرب العربي في العصر اإلسالمي ،دار الكتاب الحديث لنشر،
ط ،1القاهرة.1998 ،
_ 25نور الهدى عتد العال ،عادات وطقوس الزواج عند اليهود بالمغرب :وتدثير البيضة
المغربية( ،د ،ط) ،القاهرة.1989 ،
_ 20شاوش رمضان ،بقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان :عاصمة الدولة الزيانية،
ديوان المطبوعات الجامعية( ،د ،ط) ،بيروت( ،د ،ت).
_ 27كمال أبو مصطفى ،جونب من حضارة المغرب اإلسالمي من خالل نوازل الونشريسي
مؤسسة شباب مشرفة لنشر( ،د ،ط) ،اإلسكندرية.1994 ،
_28كواتي مسعود ،اليهود في المغرب اإلسالمي ،دار هومة لنشر( ،د ،ط) ،الجزاضر.2333 ،
ج_ المراجع المترجمة:
_ 1ليكودي طوريس ،تاريخ الشرفاء ،تر :محمد الحجي ومحمد األخضر ،الجمعية المغربية
للتدليف والنشر( ،د ،ط) ،المغرب.1988 ،
83
د الرسائل الجامعية:
_ 1إسماعيل سامعي ،دور المذهب الحنفي في الحياة اإلجتماعية والثقافية في بالد المغرب
اإلسالمي ،من القرن (5_2ه الى 17 _10م) ،رسالة ماجستير ،معهد التاريخ ،الجزاضر،
.1995
_2بلخوص الدراجي ،جوانب من الحياة اإلجتماعية في بايل قسنطينة من خالل نوازل ابن
فكون خالل القرنين (11-13الى 17 _10م) ،رسالة ماجستير ،كلية اإلنسانية واالجتماعية،
الجزاضر.
_3بالبشير عمر ،جوانب من الحياة اإلجتماعية واإلقتصادية والثقافية في المغرب األوسط
واالقصى ،من القرن 0الى8م من خالل المعيار للونشريسي ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم
اإلنسانية والحضارة اإلسالمية ،وهران.2313 ،
_4بحلوفه محمد أمين ،اهل الذمة في المغرب األوسط من خالل نوازل الونشريسي ،رسالة
ماجستير ،كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية ،وهران.2315 ،
_5حسان مختار ،األوضاع اإلجتماعية واإلقتصادية للدولة الزيانية (902 _038ه-1235 /
1554م) ،رسالة دكتوراه ،المعهد الوطني لدراسات التاريخية ،الجزاضر.1980 ،
_0عيسى الذيب ،المغرب واألندلس في عصر المرابطين :دراسة إجتماعية واقتصادية (-483
543ه1145-1350 /م) ،رسالة دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،الجزاضر،
.2339
_ 7علي محمود عبد اللطيف الجندي ،مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين ،رسالة
دكتوراه ،كلية اللغة العربية ،جامعة االزهر ،القاهرة( ،د ،ت).
بكاي ،العادات والتقاليد (اإلحتفاالت) من خالل المعيار للونشريسي ،ملف _8عبد المال
تدهيل ،جامعة دباغين ،2الجزاضر.2315 ،
84
_ مايسة حراش ،ثقافة بالد المغرب العربي من خالل رحلة كل من الورثالني وابن حمادوش،
رسالة ماجستير ،كلية اآلداب والحضارة اإلسالمية ،جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية،
قسنطينة.2314 ،
_9محمد أمين ولد أن ،النصارى واليهود من سقوط الدولة األموية الى نهاية المرابطين ،رسالة
دكتوراه ،كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية ،قسم التاريخ واالثار ،وهران.2313 ،
_13سعيداني لخضر ،واقع األقليات الدينية في المغرب اإلسالمي :من خالل نوازل
الونشريسي ،رسالة ماجستير ،وهران.2313 ،
_ 11نضال مؤيد ،الدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني :دراسة سياسية
وحضارية ،رسالة ماجستير ،الموصل.2311 ،
_12شرقي نوارة ،الحياة اإلجتماعية في الغرب اإلسالمي في عهد الموحدين (-5534
،)1208-1120/5008رسالة ماجستير ،كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية ،الجزاضر،
.2338
ه_ المجاالت والدوريات والندوات:
_ 1إبراهيم بن محمد الحقيل ،أعياد الكفار وموقف المسلمين منها ،مجلة البيان( ،د ،ع)
الريا( ،،د ،ت).
_2إدريس جاطو ،مدونة الزواج ،جريدة مدونة االسرة ،ع ،518المملكة المغربية.2310 ،
_3أبو بكر يوسف العويسي ،جوانب الحيارى عن حكم اإلحتفال بدعياد الكفار والنصارى،
شبكة السحاب ،الجزاضر.2337 ،
_4حسن بن سالم ،اإلحتفال بدعياد غير المسلمين ،مجلة الحياة ،ع ،174لندن.2331 ،
_5خديجة أبوري ،البدايات األولى لظهور اإلحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المغاربة،
مركز إبن القطان( ،د ،ع) ،المملكة المغربية.2317 ،
_0عبد القادر الزبير ،ذكرى المولد النبوي الشريف :وهران تحتفل بذكرى مولد الرسول األعظم،
مجلة األصالة ،ع ،44وهران( ،د ،ت).
85
_7عبد السالم الترمانيني ،الزواج عند العرب في اإلسالم والجاهلية ،مجلة علم المعرفة،
ع ،83الكويت.1998،
_8عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز ،حكم اإلحتفال بدعياد غير المسلمين ،مجلة البحوث
اإلسالمية ،ع ،38الريا.1913 ،،
_9عبد الكريم بركة ،طقوس اإلحتفال بالمناسبات واألعياد بشمال إفريقيا ،مجلة الثقافة
الشعبية ،ع( ،19د ،م)( ،د ،ت).
_13سعيد بن حمادة ،اإلحتفال بالمولد النبوي بالغرب اإلسالمي ،المركز الجهوي للمهن
التربية والتكوين( ،د ،ع) ،المغرب( ،د ،ت).
_11سيد سعيد ،نظرة تاريخية في ذكرى خير مولد البرية ،مجلة كان ،ع( ،3د ،م)( ،د ،ت).
12شعباني ،جذور اإلحتفال بالمولد النبوي ،مجلة التجديد ،ع ( ،331د ،م).233 ،
_13فلاير عباس ،مراسيم الزواج في مدينة قسنطينة ،مجلة إنسانيات ،ع ،33,29وهران،
.2335
_14مصطفى الهجان ،تعدد الزوجات عبر التاريخ إلى يومنا هذا ،مجلة العربي ،ع14
الكويت.1971 ،
_15محمد العثيمين ،عيد أرس السنة الهجرية ،مجلة اإلسالم ،ع ( ،43د ،م)( ،د ،ت).
_ 10يونس حمش خلف ،األعياد الدينية /دراسة لغوية ،مجلة التربية والعلم ،ع1
الموصل.2313،
و_ المعاجم والقواميس:
_1أحمد األزهري (373-282ه981-895 /م) ،تهذيب اللغة ،تح :عبد الحليم النجار،
الدار المصرية لنشر( ،د ،ط)( ،د ،م)( ،د ،ت) ،ج.3
_2إبن منظور (711-033ه1311-1232 /م) ،لسان اللسان :تهذيب لسان العرب ،دار
الكتب العلمية ،ط ،1لبنان ،1993 ،ج.2
_3إبن المنظور ،لسان العرب ،دار احياء التراث العربي ،ط ،3لبنان ،1989 ،ج.5
86
_4الزبيدي (1235-1145م) ،تاج العروس من جواهر القاموس ،تح :عبد العزيز مطر،
مطبعة الحكومة الكويتية لنشر ،ط ،2الكويت ،1994 ،ج.08
_5الفراهيدي (173-133ه780-718 /م) ،كتاب العين :مرتبا على حروف المعجم ،تح:
الحميد هنداوي ،دار الكتب العلمية لنشر ،ط ،3لبنان ،2333 ،ج.1
87
الفهارس
أ /فهرس اآليات القرانية:
الصفحة الحديث
23 _ (صوموا لرؤيته ،وأفطروا لرؤيته)
23 _ (صوموا قبله يوما ،أو بعده يوما)
47 _ (الغالم مرتهن بعقيقة ،تذبح عنه يوم سابعه
ويحلق أرسه ويسمى من الخلق)
39 _ (إن النبي صلى اهلل عليه وسلم في عيد
األضحى كان ال يطعم من أضحيته حتى
يعود من المصلى)
89
ج _/فهرس األعالم:
(حرف االلف)
_ إبراهيم بن محمد إبن علي التازي ص 10
(حرف الباء)
_ أبو بكر بن الوليد الطرطوسي ص 28_8
(حرف التاء)
_ إبن تيمية ص9
_ أبو تاشفين ص 22 _21
(حرف الحاء)
_ أبي حفص أبي بكر ص 15
_ أبو حمو موسى الثاني ص 15
_ إبن حمادوش ص 39
_ أبا الحسن ص 14
(حرف الذال)
_ الذهبي ص 9
(حرف السين)
(حرف العين)
90
_ أبا العباس بن أحمد الشريف الحسيني السبتي ص 14
(حرف الميم)
(حرف الياء)
91
د /فهرس الموضوعات:
دعاء
شكر وعرفان
اإلهداء
الم قدمة ........................................................ص أ.ب.ج
الفصل األول :تدصيل المفاهيم اللغوية واإلصطالحية لألعياد واالحتفاالت ص ص 13 _0
المبحث األول :مفهوم األعياد ............................................ص7 _0
_1في اللغة ..........................................................ص 7
_2إ صطالحا............ ...............................................ص 7
المبحث الثاني :مفهوم االحتفاالت...... ..................................ص ص 9_8
_ 1في اللغة.............................................................ص8
_2إ صطالحا............................................................ص9
المبحث الثالث :نظرة الفقهاء لبع ،األعياد واإلحتفاالت ..................ص ص 13_13
الفصل الثاني :األعياد اإلسالمية في بالد المغرب......... ..............ص ص 37 _15
المبحث األول :اإلحتفال بالمولد النبوي الشريف .........................ص ص 22_10
المبحث الثاني :شهر رمضان المبار ..................................ص ص 27 _23
المبحث الثالث :عيدي الفطر واالضحى ................................ص ص 33 _28
المبحث الرابع :عيد عاشوراء............................................ص ص 37 _34
الفصل الثالث :األعياد اإلجتماعية للمغاربة.............................ص ص52_39
المبحث األول :الزواج.................................................ص ص 47 _39
المبحث الثاني :العقيقة والختان.........................................ص ص 52_48
الفصل الرابع :األعياد الدينية النصارى وأهل الذمة .....................ص ص 00 _54
المبحث األول :عيد النيروز والمهرجان .................................ص ص 57 _54
92
المبحث الثاني :أرس السنة (الميالدية والهجرية) ......................ص ص 01 __58
ص ص00 _ 02 المبحث الثالث :أعياد اليهود......................................
الخاتمة......................................................................ص 08
المالحق
المصادر والمراجع
الفهارس
93