You are on page 1of 102

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي البحث العلمي‬


‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪5491‬‬

‫قسم التاريخ‬ ‫كلية العلوم اإلنسانية‬

‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫األعياد واالحتفاالت في المغرب اإلسالمي من القرن‬


‫‪2‬هـ‪4/‬م إلــــى ‪4‬هـ‪51/‬م‬
‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في التاريخ الوسيط‬

‫اشراف األستاذة‬ ‫إعداد الطالبة‬


‫عطابي سناء‬ ‫يخلف سامية‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الجامعة‬ ‫الصفة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم‬
‫جامعة‪ 8‬ماي ‪5491‬‬ ‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫عطابي سناء‬
‫جامعة‪ 8‬ماي ‪5491‬‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ ب‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬كمال بلمارس‬
‫جامعة‪ 8‬ماي ‪5491‬‬ ‫عضوا مناقشا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫فؤاد طوهارة‬

‫‪5944 – 5948‬هـ ‪2152-2152 /‬م‬ ‫السنة الجامعية‪:‬‬


‫الدعاء‪:‬‬
‫سبحا ّنك ال علم لنا‬
‫إال ما علمتنا إنك أنت العليم‬
‫الحكيم‪ .‬اللّهم أخرجنا من ظلمات‬
‫الوهم وأكرمنا نور الفهم وإفتح‬
‫علينا معرفة العلم ويسر‬
‫أخالقنا بالحلم‬
‫أمين‬
‫شكر وعرفان‪:‬‬
‫"إن االعتراف بالجميل ألهل الفلل واجب كيد"‬
‫بصدد إنجاز هذا العمل المتواضع نشكر هللا سبحانه وتعالى الذي وفقنا إلتمام‬
‫هذا العمل‪.‬‬
‫وأنارنا بالعلم وزيننا بالحلم وأكرمنا بالتقوى‪.‬‬
‫نتقدم بفائق عبارات الشكر والتقدير إلى األستاذة " عطابي سناء"‬
‫إلشرافها على هذه المذكرة باإلضافة إلى نصائحها وتوجيهاتها راجينا‬
‫المولى ّ‬
‫عز وجل أن يوفقها في إكمال مشوارها المهني‪.‬‬
‫إن شاء هللا‬
‫باإلضافة إلى كل األساتذة الذين سهروا على تعليمنا منذ بداية مشوارنا‬
‫الدراسي إلى غاية هذه المرحلة‪.‬‬
‫وإلى كل من ساهم في إنجاز هذه المذكرة سوآءا من قريب أو بعيد‬
‫إلى عمال المكتبة أخص بالذكر" كمال"‬
‫وعمال مكتبة األمير عبد القادر بقسنطينة‪.‬‬
‫إلى كل هؤالء جزاهم هللا خيرا‪.‬‬
‫اإلهداء‪:‬‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى من نزلت في حقهما الاليتين الكريمتين في قوله تعالى‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمان الرحيم (وقضى ر ّبك اال تعبدوا إال إياه‪ ،‬وبالوالدين إحسانا إما يبلغن‪ ،‬عندك‬
‫الكبر أحدهما أو كالهما‪ ،‬فال تقل لهم أف وال تنهرهما‪ ،‬وقل لهما قوال كريما‪ ،‬وخفض لهما جناح‬
‫الذل من الرحمة‪ ،‬وقل ر ّبي ارحمهما كما ربياني صغيرا)‬‫ّ‬

‫(اإلسراء ‪)22_23‬‬
‫أهدي هذا العمل إلى من أنجبتني لهذه الحياة وسهرت الليالي حرصا على بلوغي إلى ما أنا‬
‫عليها ألن إلى من حرمتني الدنيا من حنانها وجعلتني أحيا في صمت إلى أمي حبيبة قلبي التي‬
‫تمنية أن تشاركني فرحتي ببلوغي هذا اليوم رحمها هللا وجعل الجنة مثواها‪.‬‬
‫أمين يارب العالمين‪....‬‬
‫وإلى أبي الذي تعب وسهر وعمل جاهدا على تعليمي ليحفظه هللا دائما لنا‪.‬‬
‫إلى من ساندني في مشواري وكان أستاذا ومرشدا إلى زوجي إبراهيم‪.‬‬
‫إلى التي كانت بمثابة أم ثانية لي ووقفت إلى جانبي من أجل بلوغ هدفي أختي الغالية ليلى‪.‬‬
‫إلى من كان أخا لي زوج أختي حسان‪.‬‬
‫إلى جميع إخوتي إلياس‪ ،‬مصباح‪ ،‬تقي الدين الذين كانوا دائما دعما لي في هذه الحياة‪.‬‬
‫إلى أبناء أختي عبد الرحيم ومعتصم باهلل وإلى صديقتاي‪ .‬أسماء وإيمان‪.‬‬
‫إلى كل من ساندني من قريب أو بعيد‪.‬‬
‫إلى كل من يحمل لقب يخلف‬
‫وفي األخير أرجوا من هللا تعالى أن يجعل عملي هذا نفعا يستفيد منه جميع الطلبة المتربصين‬
‫المقبلين على التخرج‪.‬‬
‫قائمة الرموز والمختصرات‪:‬‬

‫د م‪ :‬دون مكان‬
‫د ت‪ :‬دون تاريخ‬
‫د ط‪ :‬دون طبعة‬
‫د د ن‪ :‬دون دار النشر‬
‫د ع‪ :‬دون عدد‬
‫مج‪ :‬مجلد‬
‫ع‪ :‬العدد‬
‫تح‪ :‬تحقيق‬
‫ج‪ :‬جزء‬
‫ط‪ :‬طبعة‬
‫رحمه‪ :‬رحمه اهلل‬
‫رضه‪ :‬رضي اهلل عنه‬
‫ص‪ :‬صفحة‬
‫ع س‪ :‬عليه السالم‬
‫ت‪ :‬توفي‬
‫م‪ :‬ميالدي‬
‫ه‪ :‬هجري‬
‫ق‪ :‬قرن‬

‫(‪ :)......‬لحصر اآليات القرآنية‬

‫‪ : /‬إشارة بين التاريخين الهجري وما يقابله من التاريخ الميالدي وبين الجزء والصفحة والمصدر‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫كلمة العيد في عدد حروفها‪ ،‬كبيرة في معناها‪ ،‬فهي تجمع في طياتها الفرح والحب في‬
‫أن واحد ويحتفل فيه الناس‪ ،‬بذكرى كريمة او مناسبة عظيمة‪ ،‬وسمي عيدا ألنه يعاود الناس‬
‫ويرجع إليهم من حين ألخر‪.‬‬
‫األعياد ظاهرة عامة‪ ،‬وقديمة قدم اإلنسانية ذاتها‪ ،‬وهي تعتبر من العادات الجماعية‪،‬‬
‫وتمثل مطلب فطري تحتاج إليه النفوس لتستريح من عناء الحياة‪.‬‬
‫تكمن األهمية القصوى لألعياد‪ ،‬كمناسبات اجتماعية تعمل على لم شمل‪ ،‬ما فرقته األيام‬
‫وشغلته الدنيا‪ ،‬مما يعيد للنفوس توازنها‪ ،‬ويحقق للمجتمع استق ارره وتماسكه‪.‬‬
‫كما أن األعياد شرعت‪ ،‬لتكون فريضة لتوطيد العالقات االجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى شكر‬
‫اهلل تعالى على تمام نعمته‪ ،‬وتوفيقه على إتمام العبادات‪.‬‬
‫ففي الحقيقة األعياد شرعت في بالد المغرب‪ ،‬الرتباطها بدداء الفراض‪ ،،‬ولذل فنن العيد‬
‫يعتبر من أهم شعاضر الدينية لبالد المغاربة‪ ،‬لتمسكه بصحيح الدين‪ ،‬واالهتمام بالمعنى الجوهري‬
‫لإلسالم وتدعيم أواصر التعاون‪ ،‬والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد‪.‬‬
‫فالمغرب من األمم التي لديها أعيادها ومناسباتها تفتخر بها على مستوى األفراد أو المجتمعات‬
‫وتتخذ من هذه المناسبات وسيلة للم شمل أبناضها وتعزيز وحدتهم خاصة أن هذه المناسبات‬
‫تنشط الحياة الثقافية للمغاربة واالجتماعية‪.‬‬
‫ولكل عيد أو مناسبة لشعوب المغاربة إجراءاته الخاصة بها كما تعد وسيلة لنشر الفضيلة‬
‫وتقويم السلو االجتماعي كما أنها تحصن المجتمع من االنزالق في مهاوي الرذيلة‪.‬‬
‫والمالحظ أن األعياد في المغرب لها أهمية كبرى في بناء شخصية الحضارية ألهل هذه‬
‫المنطقة كما أن اجواضها كانت متشابها اجواضها فيما بينها في حين تختلف مظاهرها عن بقية‬
‫بلدان العالم األخرى كما أنه توجد مناسبات أخرى شار فيها المغاربة رغم عدم إندراجها ضمن‬
‫أعيادهم‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫تكمن أهمية موضوع دراستنا في‪:‬‬


‫أنه السبيل لمعرفة جانب من جوانب الحياة االجتماعية للمغرب المتمثلة في األعياد‬
‫واالحتفاالت من حيث إلقاء الضوء على مظاهرها وأهم ما يميزها إلى جانب معرفة التغيرات‬
‫التي طرأت على هذا الموروث االجتماعي‪.‬‬
‫ومن األسباب التي دفعتنا إلختيار هذا الموضوع هي‪:‬‬
‫أ_ األسباب الشخصية‪:‬‬
‫_عالقة األعياد واالحتفاالت في تكوينها الفكري والديني‪.‬‬
‫_ الميل الى الموضوعات االجتماعية‪.‬‬
‫ب_ األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫_ البحث في التاريخ االجتماعي ألن توجه الدراسات الحالية نحو المجاالت االجتماعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫_ طابع التشويق العلمي الذي يرتبط بموضوع األعياد واالحتفاالت‪.‬‬
‫_ االطالع على االحتفال في بالد المغرب‪.‬‬
‫وعلى ضوء كل ما سبق يمكن بلورة وطرح التساؤل الذي يبرر إشكالية البحث الرضيسية على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫هل لألعياد واالحتفاالت دور في تكوين شخصية المجتمعات المغاربية خالل العصر الوسيط‬
‫وموقعها من ذهنيات العامة والفقهاء أنذاك؟ وهل ترسم لنا صورة عن اإلنتماء الديني‬
‫والحضاري للشعوب أنذاك؟‬
‫وبغية الفهم لحيثيات الموضوع وااللمام به من جميع النواحي ارتدينا الى طرح األسضلة‬
‫الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ _1‬كيف إحتفل المغاربة بدعيادهم؟‬
‫‪ _2‬هل كان للموروث القديم حضور في العصر الوسيط؟‬
‫‪ _3‬ما موقف الفقهاء من االحتفاالت؟‬
‫ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ _4‬هل كانت هنا مؤشرات في طريقة االحتفال؟‬


‫‪ _5‬ماهي أهم التغيرات التي طرأت على أعياد المغرب من القرن ‪ 9‬إلى ‪15‬م؟‬
‫حدود الدراسة لموضوع بحثنا‪:‬‬
‫يدور موضوع بحثنا‪ ،‬حول المغرب اإلسالمي‪ ،‬والذي يضم المغرب األقصى واالدنى‬
‫واالوسط وقمنا بضبط موضوعنا زمنيا‪ ،‬من ال قرن‪9‬م الى القرن ‪15‬م‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫وبطبيعة الحال واجهتنا في انجاز موضوع‪ ،‬بحثنا مجموعة من الصعوبات أهمها‪:‬‬
‫_ شساعة الموضوع الذي بحوزتنا‪.‬‬
‫_ قلة المصادر والمراجع التي تتحدث عن األعياد واالحتفاالت غير اإلسالمية او ما يعرف‬
‫باألعياد المسيحية في بالد المغرب والتي شار وتدثر المغاربة بها‪.‬‬
‫_ تكرار المعلومات في المراجع والتي قام أصحابها بالنقل الحرفي عن بعضهم والرجوع الى‬
‫كتاب المعيار للونشريسي بحيث قاموا بنقل منه نقال حرفيا‪.‬‬
‫_ قلة او انعدام المعلومات حول موضوع بحثنا في مصادر الرحلة والجغرافيا‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫ولإلجابة عن التساؤالت التي قمنا بطرحها‪ ،‬قمنا بداية بتقسيم موضوع بحثنا‪ ،‬الى مقدمة‬
‫وأربعة فصول وفي األخير خاتمة‪.‬‬
‫ويندرج تحت كل فصل مجموعة من المباحث‪.‬‬

‫كان الفصل األول عبارة عن مدخل مفاهيمي‪ ،‬حول معنى األعياد واالحتفاالت‪ ،‬فالبد‬
‫من معرفة الكلمات الرضيسية للموضوع‪ ،‬فتناول المبحث األول المعنى اللغوي واالصطالحي‬
‫لألعياد‪ ،‬أما المبحث الثاني فكان حول المعنى اللغوي واالصطالحي لالحتفاالت‪ ،‬وتضمن‬
‫المبحث الثالث راي الفقهاء من هذه األعياد‪.‬‬

‫ج‬
‫مقدمة‬

‫أما الفصل الثاني دار موضوعه‪ ،‬حول األعياد الدينية للمغاربة‪ ،‬فخصص المبحث األول‬
‫للحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف‪ ،‬من خالل اظهار زمن ظهوره‪ ،‬وكيفية إحياء المغاربة‬
‫لهذه الذكرى‪ ،‬وفيما يخص المبحث الثاني كان حول شهر رمضان المبار ‪ ،‬وذل‬
‫بنظهار أهم ما يميز هذا الشهر عن غيره‪ ،‬والقاء الضوء على أهم ليلة هي ليلة القدر‪،‬‬
‫وتحدثنا في المبحث الثالث على عيدي األضحى والفطر‪ ،‬اللذان ال يختلفا عن بعضهما‪ ،‬إال‬
‫في شيء قليل وخصصنا المبحث الرابع لعيد عاشوراء‪ ،‬الذي هو ذكرى مشتركة بين المغاربة‬
‫والنصارى حيث تحتفل بها االثنان معا‪.‬‬
‫وكان الفصل الثالث حول األعياد االجتماعية‪ ،‬التي قام المغاربة بنحياضها‪ ،‬لذا قمنا بنفراد‬
‫المبحث األول لحديث عن الزواج‪ ،‬من حيث طريقة المغاربة في الزواج‪ ،‬وكيفية االحتفال به‬
‫وغيرها اما المبحث الثاني دار موضوعه‪ ،‬حول أهم ما حثنا عليه اهلل تعالى‪ ،‬وهو العقيقة‬
‫وختان األطفال من خالل التعريف بهما‪ ،‬وبيان مظاهر االحتفال بهما عند المغاربة‪.‬‬
‫وقمنا في الفصل األخير بذكر أهم األعياد ‪ ،‬التي عرفها النصارى وأهل الذمة‪ ،‬وهم‬
‫يعيشون في بالد المغرب ‪ ،‬فتضمن المبحث األول عيدي النيروز والمهرجان ‪،‬حيث قمنا‬
‫بالتعريف بهما‪ ،‬واظهار كيفية مشاركة المغاربة في هاتين العيدين ‪ ،‬أما المبحث الثاني كان‬
‫حول راس السن الميالدية والهجرية ‪ ،‬حيث عرفنا بهما و تحدثنا على كيفية االحتفال‪ ،‬بهاتين‬
‫المناسبتين وخصصنا المبحث الثالث لألعياد التي عرفها اليهود ‪ ،‬وقاموا بنحياضها رغم عيشهم‬
‫في كنف المغاربة ‪ ،‬حيث قمنا بتقسيمها الى قسمين‪ ،‬حسب اقوالهم التي ذكرت في التوراة ‪،‬‬
‫واألخرى التي الحقت إلى التوراة‪.‬‬
‫وفي األخير خاتمة حددنا فيها مجموعة من النتاضج‪.‬‬
‫منهج موضوع بحثنا‪:‬‬
‫من أجل القيام بتقديم دراسة بناءة‪ ،‬سيتم اإلعتماد في معالجة هذا الموضوع‪ ،‬على تقديمنا‬
‫للمنهج التاريخي الوصفي‪ ،‬وذ ل من خالل دراسة األعياد واالحتفاالت‪ ،‬التي عرفها المغرب‬
‫اإلسالمي من ناحيتها الزمنية‪ ،‬والقيام بوصف كل عيد‪ ،‬من حيث مظاهره واجواضه‪.‬‬
‫د‬
‫مقدمة‬

‫ولإلجابة عن اإلشكالية والتساؤالت المطروحة قمنا باالعتماد على مجموعة من المصادر‬


‫أهمها‪.‬‬
‫المعيار المعرب للونشريسي وأفادنا في معرفة زمن ظهور المولد النبوي الشريف والى جانب‬
‫معلومات عن العقيقة ونظرة الفقهاء إلى اهداء اليهود الهدايا للمغاربة‪.‬‬
‫باإلضافة الى القلقشندي الجزء الثاني الذي زودنا بمعلومات عن أعياد اليهود في المغرب‬

‫أما كتاب المجالس والمسايرات للقاضي النعمان افادنا بمعلومات عن الختان في المغرب‬

‫كما إعتمدنا على ابن االثير في كتابه الكامل في التاريخ الجزء ‪ 9‬فيما يخص ليلة القدر‪.‬‬

‫فيما باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان‪ :‬عاصمة دولة بني زيان أفادنا في معرفة‬
‫ما يميز أعياد دولة تلمسان كعيد األضحى والفطر وغيرها‪.‬‬
‫كما ساعدنا كتاب المؤنس في اخبار افريقية وتونس البن إبي دينار في معرفة ما يميز المولد‬
‫النبوي الشريف في الديار التونسية‪.‬‬
‫وال ننسى المقريزي في المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واأل ثار‪ :‬المعرف بالخطط المقريزية‬
‫والذي زودنا بمعلومات هامة عن شهر رمضان المبار‬
‫وجامع الفقه‪ :‬موسوعة االعمال الكاملة إلمام إبن قيم الجوزية ليسرى السيد محمد وقمنا‬
‫باستنباط المفاهيم لبع‪ ،‬المصطلحات كاألضحية والعقيقة‪....‬‬
‫كما أن كتاب فتاوى البرزلي‪ :‬جامع مسائل االحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام‬
‫للبرزلى نفسه والذي منحنا نظرة عن الزواج من حيث حكم وليمة الزفاف والخطبة‪....‬‬
‫إلى جانب هذه المصادر إعتمدنا على مجموعة من المراجع نذكر أهمها‪:‬‬
‫_ تلمسان في العهد الزياني لعبد العزيز فياللي وقد أفادنا كثي ار في معرفة األعياد الدينية في‬
‫مدينة تلمسان‪.‬‬
‫_ أما جمال الدين طه في كتابه مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين أعطانا نظرة‬
‫عن ما يميز المولد النبوي في فاس‪.‬‬

‫ه‬
‫مقدمة‬

‫_ عبد القادر بوتشيش في كتابه مباحث التاريخ االجتماعي للمغرب واأل ندلس خالل عصر‬
‫المرابطين ساعدنا في معرفة أعياد النصارى وموقف الفقهاء من مشاركة المغاربة لهؤالء‬
‫هذه نبذة من اهم المصادر والمراجع التي إعتمدنا عليها‪.‬‬

‫و‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫تأصيل المفاهيم اللغوية واالصطالحية‬
‫لألعياد واالحتفاالت‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األعياد‬


‫‪ _1‬لغة‬
‫‪ _2‬إصطالحا‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم اإلحتفاالت‬
‫‪ _1‬لغة‬
‫‪ _2‬إصطالحا‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نظرة الفقهاء لبعض األعياد واإلحتفاالت‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األعياد‬


‫أ_العيد لغة‪:‬‬
‫قبل بداية أي موضوع يجب أن يتم ضبط بع‪ ،‬معاني‪ ،‬ومصطلحات الكلمات الصعبة‬
‫التي يتعذر فهمها‪ ،‬والتي تعتبر كلمات مفتاحية للموضوع‪ ،‬ككلمة عيد نبدأ بضبطها لغويا ثم‬
‫إصطالحا‪.‬‬
‫العيد من الفعل عاد يعود‪ ،‬قال تحولت الواو في العيد ياء لكسرة العين‪ ،‬وتصغير عيد‬
‫كما أنهم جمعوه أعيادا‪ ،‬ولم يقولوا أعوادا‪ ،‬والعيد كل يوم فيه جمع واشتقاقه من العادة ألنهم‬
‫‪1‬‬
‫اعتدوه‪.‬‬
‫والعيد مشتق من عيد‪ ،‬إذا جمع وفي االشراف وعند أهل اللغة إنما سمي عيدا‪ ،‬العتياد‬
‫‪2‬‬
‫الناس به كل حين‪ ،‬ومعاودته إياهم والقياس أن يكون جمعه اعوادا‪.‬‬
‫الن الياء منقلبة عن الواو والجمع يرد األشياء إلى أصولها كالتصغير‪ ،‬إال أنه جمع بالياء‬
‫‪3‬‬
‫ليكون فرقا بينه وبين جمع العود‪ ،‬وهو أعواد الخشب‪ ،‬وقيل للزومها في الواحد‪.‬‬
‫العيد بالكسر ما إعتاد ‪ ،‬من هم أو مر‪ ،‬أو حزن ونحوه‪ ،‬وتصغير عييد تركوه على التغيير‬
‫‪4‬‬
‫كما أنهم جمعوه أعيادا‪ ،‬ولم يقولوا أعوادا‪ ،‬والعيد عند العرب هو الوقت الذي يعود فيه الفرح‪.‬‬
‫وكان العيد في األصل العود فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت ياءا‪ ،‬وقيل قلبت وانكسر‬
‫‪5‬‬
‫ما ‪ ،‬وقيل قلبت الواو ياء‪ ،‬ليفرقوا بين االسم الحقيقي وبين المصدر‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد االزهري (‪373_282‬ه ‪981_895 /‬م)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحليم النجار‪ ،‬الدار المصرية لنشر‪ ،‬ج ‪،3‬‬
‫(د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬إبن منظور (‪033‬ه _ ‪711‬ه‪1311 /1232 /‬م)‪ ،‬لسان اللسان‪ :‬تهذيب لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ج‪2‬‬
‫لبنان‪ ،1993 ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -3‬علي القنوني‪ ،‬انيس الفقهاء في تعريفات االلفاظ المتداولة بين الفقهاء‪( ،‬د‪ ،‬د)‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ص‬
‫‪.23،21‬‬
‫‪ -4‬الزبيدي (‪1235 _1145‬ه) تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز مطر‪ ،‬مطبعة الحكومة الكويتية‬
‫لنشر‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط ‪ 2‬الكويت‪ ،‬ج ‪ ،1994 ،08‬ص ‪.439‬‬
‫‪ -5‬إبن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬ط ‪ ،3‬لبنان‪ ،1999 ،‬ج ‪ ،5‬ص ‪.159‬‬

‫‪6‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫فكلمة العيد ترجع في أصل اللغوي‪ ،‬إلى مادة (ع‪ ،‬و‪ ،‬د)‪ ،‬ولهذه المادة أصالن صحيحان يدل‬
‫أحدهما على العود‪ ،‬الذي هو جنس من الخشب‪ ،‬واالصل االخر فانه يدل على تثنية في االمر‬
‫‪1‬‬
‫عوادا‪ ،‬يعد أي بدا ثم عاد‪.‬‬
‫ومن خالل هذا التعريف نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫أن العيد من شعاضر اإلسالم الكبرى‪ ،‬ولفظ عيد إسم لما يعود من االجماع‪ ،‬إما يعود‬
‫بالسنة أو الشهر أو األسبوع‪ ،‬وقد شرع في السنة الثانية‪ ،‬من هجرة المصطفى صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫ب_ العيد إصطالحا‪:‬‬
‫لكل معنى لغوي‪ ،‬للكلمة معنى اصطالحي يشرحها ويعبر عنها‪ ،‬وبما أن العيد يعني كل‬
‫ما يعود كل عام مرة‪ ،‬في نفس الوقت مناسبة إلظهار الفرح‪ ،‬والتعبير عن السعادة‬
‫األعياد تعتبر محطات متعة وتذكر‪ ،‬وهي خروج عن المدلوف‪ ،‬وكسر للمتكرر اليومي كما أنها‬
‫تجاوز عفوي للمتماي ازت والفوارق الطبقية والجنسية والعمرية والسياسية هدفها الرمزي احياء‬
‫‪2‬‬
‫وقاضع أساسية مشتركة‪ ،‬وفارقة في حياة الجماعة سواء كانت لحظات دينية أو تاريخية‪.‬‬
‫فاألعياد مناسبات ليعبر فيها االنسان‪ ،‬عن أصوله الدينية والتاريخية‪ ،‬بكل سعادة وافتخار فهي‬
‫التي تميز كل بلد عن االخر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن األعياد مناسبة لتقرب االفراد من بعضهم‪ ،‬واطالع كل منطقة عن‬
‫عقاضد منطقة أخرى فهذه المناسبة‪ ،‬تعتبر الهوية الحقيقية التي تعبر عن كل أمة‪ ،‬فلكل أمة‬
‫أعيادها التي تميزها وتعبر عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬يونس حمش خلف‪ ،‬األعياد الدينية ‪ /‬دراسة لغوية‪ ،‬مجلة التربية والعلم‪ ،‬ع ‪ ،1‬الموصل‪ ،2313 ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪ -2‬مايسة حراش‪ ،‬ثقافة بالد المغرب العربي من خالل رحلة كل من الورثالني وابن حما دوش‪ ،‬شهادة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب والحضارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ ،2314 ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪7‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم اإلحتفال‬


‫ا_ اإلحتفال لغة‪:‬‬
‫حفل حفال‪ :‬في مجتمعه والمحفل هو المجلس وقد حفلوا أي اجتمعوا‪ ،‬وهو المجتمع في‬
‫غير مجلس أيضا‪ ،‬واحتفلوا أي اجتمعوا‪ ،‬والتحفيل هو التزين والتحفل هو التزين وتحفل بمعنى‬
‫‪1‬‬
‫تزين‪.‬‬
‫وحفل القوم في المجلس (حفال) من باب ضرب‪ ،‬واجتمعوا كذل واسم الموضع محفل‬
‫والجمع محافل‪ ،‬واحتفلت بفالن أي قمت بدمره‪ ،‬وال تحتفل بآمرها ال تتدبه وال تهتم به أي‬
‫‪2‬‬
‫اهتممت وأيضا حفوال بمعنى اجتمع‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الحفل أيضا هو الجمع والحفيل واالحتفال بمعنى المبالغة‪.‬‬
‫ومنه نستنتج من خالل عرضنا لمفهوم االحتفال لغة‪:‬‬
‫إن المعنى الحقيقي لكلمة احتفال‪ ،‬هو حين يجتمع جماعة من الناس‪ ،‬وفي جو من الفرح‬
‫والسرور ويكونون في أجمل هيضة لهم‪.‬‬
‫ب_ اإلحتفال إصطالحا‪:‬‬
‫إن معنى االحتفال‪ ،‬هو إحياء مناسبات يعبر فيها اإلنسان‪ ،‬عن فرحة وسعادته‪.‬‬
‫والمعروف أن لكل أمة من األمم‪ ،‬لديها أيام مميزة‪ ،‬تعبر فيها عن سرورها ومكانة ذل‬
‫اليوم عن باقي األيام األخرى‪ ،‬وفي هذا اليوم يجتمع الناس‪ ،‬ويتبادلون ما يخالجهم من فرح‪.‬‬
‫كما أ ن االحتفال هو االهتمام‪ ،‬الفردي والجماعي بدمر من أمور‪ ،‬من طبيعة البشر يدفع إليه‬
‫جلب خير أو دفع شر‪ ،‬والمحتفل به قد يكون أم ار حاضرا‪ ،‬أو ماضيا أو منتظر وقوعه فمن‬

‫‪ -1‬الفراهيدي (‪173_133‬ه‪780_718 /‬م) كتاب العين‪ :‬مرتبا على حروف المعجم‪ ،‬تح‪ :‬الحميد هنداوي‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار‬
‫الكتب العلمية لنشر‪ ،‬لبنان‪ ،2333 ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -2‬الزبيدي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -3‬ابن منظور‪ :‬لسان السان‪ :‬تهذيب لسان العرب‪ ،‬ص ‪23‬‬

‫‪8‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫اإلحتفال بالواقع الحاضر‪ ،‬الفرح بالمولود عند والدته‪ ،‬أو ختانه ‪ ....‬ومن اإلحتفال بالماضي‬
‫‪1‬‬
‫نذكر أحداث وقعت في أماكن او أوقات محددة‪ ،‬تستعيدها الذاكرة لتجدد فرحها‪.‬‬

‫‪ -1‬أبو بكر يوسف العويسي‪ ،‬جوانب الحيارى عن حكم االحتفال بدعياد الكفار والنصارى‪ ،‬شبكة سحاب‪ ،‬الجزاضر‪.2337 ،‬‬

‫‪9‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬نظرة الفقهاء لبعض األعياد‬


‫لقد عاش شعوب أهل الذمة‪ ،‬في بالد المغرب متمسكين بدينهم وعاداتهم‪ ،‬رغم عيشهم‬
‫في ظل اإلسالم إال أنهم كانوا يمارسون أعيادهم‪ ،‬بكل حرية بل أكتر من ذل ‪ ،‬فقد تدثر‬
‫المغاربة بهم وشاركوهم في بع‪ ،‬مناسباتهم‪.‬‬
‫لقد إحتفل النصارى بدعيادهم ومناسباتهم الدينية‪ ،‬ولم تتدخل السلطة اإلسالمية‪ ،‬في شيء‬
‫اإلحتفاالت‪ ،‬التي كانت‬ ‫من أمورهم بل سمحت لهم‪ ،‬بممارسة الشعاضر والطقوس أثناء تل‬
‫تجري في جو من الحرية‪ ،‬والتسامح ويكفي أن نستدل على ذل ‪ ،‬بحضور المغاربة لها إذ كانت‬
‫هذه المناسبات‪ ،‬تضلهم مع إخوانهم النصارى‪ ،‬فكانوا يترقبون مجيضها ويحرصون على مشاركة‬
‫‪1‬‬
‫النصارى بها‪.‬‬
‫نذكر على سبيل المثال اإلحتفاالت الدينية‪ ،‬التي شار بها النصارى لدينا‪ ،‬عيد المسيح‬
‫أن هذه المشاركة الروحية‪ ،‬ترجعا إلى الحياة المشتركة التي عاشها‬ ‫وعيد العنصرة‪ ،‬وال ش‬
‫الطرفان جنبا إلى جنب‪ ،‬قرونا طويلة فلقد تدثر المغاربة‪ ،‬ببع‪ ،‬إحتفاالتهم حتى أنها أصبحت‬
‫‪2‬‬
‫عادة مدلوفة لديهم‪.‬‬
‫جراء هذه المشاركة التي تمتع النصارى بها‪ ،‬بحرية اإلحتفال بدعيادهم‪ ،‬دون مراقبة وال‬
‫تضييق من قبل المغاربة بل تم التساهل‪ ،‬في حضورهم وتفرجهم‪ ،‬على مظاهر اإلحتفال إذ‬
‫‪3‬‬
‫تؤكد المصادر اإلسالمية على مشاركة المغاربة بدعيادهم‪.‬‬
‫أما فيما يخص الدليل على ذل ‪ ،‬نلتمسه من خالل تصوير الشعراء‪ ،‬عبر قصاضدهم‬
‫‪4‬‬
‫واإلحتفال وتلبية الدعوات وتبادل الهدايا‪ ،‬بين المغاربة والنصارى‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد األمين ولد ان‪ ،‬النصارى واليهود من سقوط الدولة االموية الى نهاية المرابطين (‪539 _422‬ه‪/‬‬
‫‪1141_1333‬م)‪ ،‬شهادة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التاريخ واالثار‪ ،‬جامعة وهران‪2313 ،‬‬
‫ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬ابراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬مباحث التاريخ االجتماعي للمغرب واالندلس خالل عصر المرابطين‪ ،‬دار الطليعة لنشر‬
‫بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -3‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -4‬ابو بكر يوسف العويسي‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫واحتفاالتهم بدعياد غير إسالمية‪ ،‬يؤكد هذا على تقبل المغاربة‪ ،‬لمبدأ اإلختالف على‬
‫‪1‬‬
‫الرغم من المعارضة الشديدة من قبل الفقهاء‪.‬‬
‫نظر الفقهاء لهذا التساهل بننزعاج‪ ،‬لما فيه من البدع المحرمة‪ ،‬مستدلين في ذل بدحاديث‬
‫‪2‬‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم كقوله‪( :‬من تشبه بقوم فهو منهم)‪.‬‬
‫نذكر من بين الفقهاء‪ ،‬الذين تصدوا وعارضوا هذه المشاركة‪ ،‬أبو بكر محمد بن الوليد‬
‫الطرطوشي لذل بقوله‪ :‬من البدع ‪ ....‬اقامة ينير باتباع الفواكه‪ ،‬كالعجم واقامة العنصرة بشراء‬
‫المجبنات واالسفنج‪ ،‬وهي األطعمة المبتدعة وخروج الرجال‪ ،‬جميعا أو اشتاتا مع النساء‬
‫‪3‬‬
‫مختلطين للتفرج‪.‬‬
‫كما نجد إشارة فتاوى إبن رشد‪ ،‬تحدث فيها عن تحريم ما يصنع‪ ،‬في عيد النيروز وقد‬
‫ذهب الطرطوشي إلى أبعد من ذل ‪ ،‬عندما رأى الناس يقلدون ويتشبهون‪ ،‬بالنصارى في‬
‫أعيادهم فقد إعتبر إجتماع الناس‪ ،‬على ابتياع الحلوى ليلة السابع والعشرون‪ ،‬من رمضان‬
‫‪4‬‬
‫بدنه نوع من البدع المحرمة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى معارضة الكثير من الفقهاء‪ ،‬ووصفهم المغاربة بالمتزمتين‪ ،‬لتل الممارسات‬
‫المتمثلة في مشاركة المغاربة النصارى‪ ،‬في أعيادهم وتقبل الدعوات‪ ،‬والهدايا منهم في تل‬
‫‪5‬‬
‫المناسبات‪.‬‬
‫أكبر مثال على ذل احتفال المغاربة‪ ،‬بعيد دانتسيا وهو عيد مقتبس من النصارى‪ ،‬وهي‬
‫مناسبة يتم االحتفال بها‪ ،‬عندما تبدأ اسنان الطفل في الظهور‪ ،‬مما ينه‪ ،‬حجة على أن‬
‫‪6‬‬
‫العادات النصرانية تمكنت من نفوس المغاربة‪ ،‬وأصبحت ضمن عاداتهم‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪.130 ،‬‬


‫‪ -2‬حسن بن سالم‪ ،‬االحتفال بدعياد غير المسلمين‪ ،‬مجلة الحياة‪ ،‬ع ‪ ،1743‬لندن‪ ،2331 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬حسن بن سالم‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -5‬ابراهيم عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -6‬سعيداني لخضر‪ ،‬واقع األقليات الدينية في المغرب اإلسالمي من خالل نوازل الونشريسي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،2313_2312،‬وهران‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪11‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدير بالذكر هو تشديد الموقف الديني‪ ،‬في تحريم التهنضة أو االحتفال‪ ،‬أو المشاركة‬
‫مع المسلمين في أعيادهم‪ ،‬باعتبار أنها نوع من الموالة لغير المسلمين‪ ،‬وينقلون في ذل اتفاق‬
‫‪1‬‬
‫واجماع علماء االمة‪ ،‬على تحريم ذل وليس لهم في ذل دليل صريح‪ ،‬من القران والسنة‪.‬‬
‫أما فيما يخص أعضاء هيضة كبار العلماء وهو الشيخ قيس المبار فقال‪:‬‬
‫بنجابه دعوة غير المسلمين‪ ،‬لحضور أعيادهم مباح إذ قصد من ذل ‪ ،‬إدخال الفرحة عليهم‬
‫‪2‬‬
‫وأنها من المساضل الفقه الخلقية القيام برف‪ ،‬دعوتهم‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذا التدثير‪ ،‬جاء نتيجة االختالط بين المغاربة والنصارى‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫شيخ اإلسالم إبن تيمية وتلميذه‪ ،‬العالمة إبن القيم والحافظان الذهبي وابن الكثير‪ ،‬هؤالء قد‬
‫عاشوا عص ار واحدا كثر‪ ،‬فيه اختالط المغاربة أو المسلمين‪ ،‬بصفة عامة بغيرهم خاصة‬
‫‪3‬‬
‫النصارى‪.‬‬
‫جراء هذا التدثير‪ ،‬افرد لذل كتابا خاصا البن تيمية‪ ،‬اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة‬
‫أصحاب الجحيم‪ ،‬والذهبي في رسالته تشبه الخسيس باهل الخميس‪ ،‬وغيرها وقد أطال إبن‬
‫تيمية _ رحمه اهلل_ في ذكر أعيادهم وأعمالهم‪ ،‬فيها وبين مدى تدثر جملة المغاربة بها ووصف‬
‫‪4‬‬
‫أعيادهم وما جرى فيها‪.‬‬
‫كما أن الفقهاء قالوا بدن االحتفال‪ ،‬بمولد النبي بدعة الن الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫لم يفعل ذل ولم يشرعه المته وهكذا سلف االمة‪ ،‬من بعدهم في القرون المفضلة‪ ،‬لم يفعلوه‬
‫‪5‬‬
‫واالحتفال بليلة النصف من شعبان بدعة‪.‬‬

‫‪ -1‬حسن بن سالم‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪ -2‬بوحلوفة محمد امين‪ ،‬اهل الذمة في المغرب األوسط من خالل نوازل الونشريسي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2315 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم بن محمد الحقيل‪ ،‬أعياد الكفار وموقف المسلمين منها‪ ،‬مجلة البيان‪( ،‬د‪ ،‬ع)‪ ،‬الريا‪( ،،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -4‬إبراهيم بن محمد الحقيل‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪ ،‬حكم االحتفال بدعياد غير المسلمين‪ ،‬مجلة البحوث اإلسالمية‪ ،‬ع ‪،1913 ،38‬‬
‫الريا‪ ،،‬ص ‪.91‬‬

‫‪12‬‬
‫تأصيل المعنى اللغوي واالصطالحي لألعياد واإلحتفاالت‬ ‫الفصل األول‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لنظرة الفقهاء‪ ،‬لبع‪ ،‬األعياد واالحتفاالت‪ ،‬خاصة أعياد‬
‫النصارى التي شار فيها المغاربة‪:‬‬
‫لقد شار المغاربة النصارى‪ ،‬في العديد من أعيادهم‪ ،‬حيث قاموا بتهنضتهم بمناسباتهم‬
‫وقبول الهدايا منهم‪ ،‬وليس هذا فقط بل واالنخراط في أجواضهم‪ ،‬على الرغم من تحريم الكثير‬
‫من الفقهاء هذه المشاركة‪.‬‬
‫على الرغم من أن أعيادهم‪ ،‬واعياد المغاربة أو المسلمين بصفة عامة‪ ،‬مختلفة في كثير‬
‫من النقاط فمثال‪:‬‬
‫‪ _ 1‬أعياد النصارى تثبت بالحساب‪ ،‬بينما أعياد المغاربة تثبت بالرؤية‪ ،‬حيث روى ابن عمر‬
‫_ رضه_ عن النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (:‬إنما نحن أمة أمية‪ ،‬النكتب وال نحسب‪ ،‬الشهر‬
‫هكذا وهكذا) يعني مرة ‪ 29‬ومرة ‪ 33‬يوما‪.‬‬
‫وقال في غير حديث (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)‪.‬‬
‫‪ _2‬للمغاربة عيد أسبوعي‪ ،‬وهو الجمعة وعيدان حوليان عيد الفطر واألضحى‪.‬‬
‫خالفا لنصارى اتخذوا اعيادا كثيرة‪.‬‬
‫وهذا يعني أن المغاربة‪ ،‬ال يستطيعون التحجج بمشاركة النصارى‪ ،‬أعيادهم بحجة التشابه‬
‫بين األعياد‪.‬‬
‫المرجح السبب في مشاركتهم‪ ،‬ألعياد النصارى يعود لالختالط‪ ،‬الواقع بين العنصرين‬
‫وكثرة التعامل مع بعضهم‪ ،‬في مساضل كثيرة مما ولد نوع من التسامح‪ ،‬واالمتزاج بين الطرفين‪.‬‬
‫والمرجح كذل من قيام الفقهاء‪ ،‬بمنع المغاربة من مشاركة‪ ،‬أهل الذمة في أعيادهم هو إلبعادهم‬
‫عن كل فساد أو شبهات‪ ،‬رغم أن هذا الوضع لم يدم طويال‪ ،‬خاصة في الوقت الحاضر نتيجة‪،‬‬
‫ما تعرضت له السلطة‪ ،‬من إنحطاط وضعف على جميع المستويات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األعيـــاد اإلسالميـــــة في بالد‬


‫المغاربـــة‬

‫المبحث األول‪ :‬االحتفال بالمولد النبوي الشريف‬


‫المبحث الثاني‪ :‬االحتفال بشهر رمضان‬
‫المبحث الثالث‪ :‬االحتفال بعيد الفطر واالضحى‬
‫المبحث الرابع‪ :‬االحتفال بعشوراء‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬االحتفال بالمولد النبوي الشريف‬


‫االحتفال بالمولد النبوي الشريف‪ ،‬كان له وزن وقيمة لدى المغاربة‪ ،‬حيث كان السالطين‬
‫عامة الناس الذين كانوا‬ ‫واالمراء يجهزون لهذا االحتفال‪ ،‬ويصرفون أمواال طاضلة‪ ،‬وكذل‬
‫يتحضرون مسبقا لهذه المناسبة‪ ،‬ورغم أن المولد النبوي الشريف‪ ،‬كان مبتدعا من قبل الفاطميين‬
‫إال أنه كان له‪ ،‬مكانة هامة في المجتمع المغربي‪.‬‬
‫في الحقيقة لم ينقل أحد من السلف الصالح‪ ،‬في القرون الثالثة الفاضلة‪ ،‬أنه أقام ليلة المولد‬
‫النبوي الشريف واحتفل به‪ ،‬والجميع متفق على أنه جاء متدخرا‪ ،‬بحيث مرت هذه القرون دون‬
‫‪1‬‬
‫ذكر لهذا االحتفال‪.‬‬
‫إ ن الجذور التاريخية لهذا االحتفال‪ ،‬تعود للفاطميين بمصر‪ ،‬حيث كانوا يحتفلون به‬
‫ضمن إ حتفاالتهم بستة مواليد أخرى‪ ،‬التي سنها لهم الخليفة المعز لدين اهلل الفاطمي (‪_341‬‬
‫‪2‬‬
‫‪305‬ه ‪975 _953 /‬م)‪.‬‬
‫أما في المغرب األقصى‪ ،‬فيرجع تاريخ االحتفال به إلى عهد العزفين‪ ،‬أصحاب مدينة‬
‫سبتة في أواخر القرن ‪0‬ه‪12 /‬م‪ ،‬على نحو ما ظهر تقريبا في نفس الفترة‪ ،‬بمدينة أربل وكان‬
‫أول من دعا إلى االحتفال‪ ،‬حسب ما تشير إليه اغلب المصادر الموثوقة‪ ،‬قاضي سبتة أبو‬
‫‪3‬‬
‫العباس أحمد بن القاضي محمد بن أحمد اللخمي المعروف بالعزفي‪.‬‬
‫المالحظ أن العزفي أقر على أن عادة االحتفال بالمولد ‪ ،‬هي بدعة لم تكن على عهد السلف‬
‫‪4‬‬
‫الصالح _ رضه_ عليهم يجعله من البدع المستحسنة‪.‬‬
‫بداية االحتفال بالمولد النبوي الشريف‪ ،‬في ‪ 12‬ربيع األول من كل سنة‪ ،‬حيث أعد عيدا من‬

‫‪ -1‬ناصر بن يحيى الحنيني‪ ،‬المولد النبوي‪ :‬تاريخه‪ ،‬حكمه واثاره واقوال العلماء فيه على اختالف البلدان والمذاهب‪ ،‬مجلة‬
‫الصوفية‪ ،‬ع ‪( ،2‬د‪ ،‬م)‪ ،2338 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬سيد سعد‪ ،‬نظرة تاريخية في ذكرى مولد خير البرية‪ ،‬مجلة كان‪ ،‬ع ‪( ،3‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -3‬خديجة ابوري‪ ،‬البدايات األولى لظهور االحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المغاربة‪ ،‬مركز ابن القطان‪ ،‬المملكة‬
‫المغربية‪.2317 ،‬‬
‫‪ -4‬شعباني‪ ،‬جذور االحتفال بالمولد النبوي‪ ،‬مجلة التجديد‪ ،‬ع ‪( ،3311‬د‪ ،‬م)‪.2334 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أعياد المغاربة وموسما من مواسمهم‪ ،‬ال بداء الفرحة بالمولدية‪ ،‬وفي هذه الليلة شرقت بوجوده‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وظهوره وما أشرق بالوجود‪ ،‬والظهور أشرق بهذا االعتبار‪ ،‬فليلة المولد‬
‫فضلت عن غيرها من ليالي السنة‪ ،‬فهي ليلة اظهر اهلل فيها اسرار وجوده صلى اهلل عليه‬
‫‪1‬‬
‫وسلم‪.‬‬
‫لقد أشار قاضي سبتة أبو القاسم العزفي (‪033 _557‬ه ‪ 373 _ 282 /‬م)‪ ،‬الذي‬
‫ابتدأ دعوته بهذا االحتفال‪ ،‬وقام باستعرا‪ ،‬المواسم التي دأب عليها المغاربة‪ ،‬بسبتة على‬
‫‪2‬‬
‫االحتفال بها ‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن هذا القاضي‪ ،‬قام بتدليف كتاب الدر المنظم في مولد النبي المعظم‪،‬‬
‫والذي الفه حينضذ لحاكم البالد الموحدي المرتضى (ت‪055 :‬ه ‪1200 /‬م) ولكنه توفي قبل‬
‫‪3‬‬
‫اتمامه فقام إبنه القاسم محمد العزفي بنتمامه وحقق رغبة ابيه‪.‬‬
‫والمالحظ أن االحتفال األول‪ ،‬بعيد المولد النبوي الشريف‪ ،‬كان في نفس السنة (‪048‬‬
‫ه‪1253 /‬م) التي وصل إليها القاسم محمد العزفي‪ ،‬للحكم ليصبح أول من أدخل هذه المناسبة‬
‫الدينية الكبيرة في تاريخ المغرب‪ ،‬وحقق رغبة أبيه واحتفل بالمولد النبوي في أول ربيع األول‬
‫‪4‬‬
‫من إمارته‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ ،‬المعيار المعرب وجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية والمغرب‪ ،‬تح‪ :‬جماعة من الفقهاء بنشراف محمد‬
‫الحجي‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون المملكة المغربية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الرباط‪ ،1981 ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.273‬‬
‫_ أبو القاسم العزفي (‪033 _557‬ه ‪ ،)373 _282 /‬هو العلم الفقيه والمحدث النزيه العابد الزاهد ‪ ،‬أبو العباس احمد بن‬
‫القاضي ابي عبد اهلل محمد بن احمد بن محمد اللخمي ‪ ،‬عرف بابن ابي عرفة ‪ ،‬واليها ينسب يرجع اصله على اشهر‬
‫الروايات الى المناذرة اللخمية من عرب اليمن ‪ ،‬ثم استقر بع‪ ،‬افراد اسرته بسبتة ‪ ،‬وعرفت هذه االسرة بالعلم أوال في‬
‫منتصف القرن ‪7‬م ‪ ،‬ثم بالعلم والسياسة معا حتى أواخر القرن ‪3‬من القرن ‪8‬م ‪ ،‬ولد أبو العباس في ‪ 17‬من رمضان عام‬
‫‪577‬ه من شيوخه ‪ ،‬ابوه القاضي أبو عبد اهلل بن محمد بن عبيد اهلل الحجري ‪ ،‬وبعد ان جمع صنوف العلم تصدر لتدريس‬
‫بجامع سبتة ومارس بعدها التدليف ‪ ،‬ومن مصنفاته أهمها برنامجه الحافل للتعريف بشيوخه ‪ ،‬ومروياته وكتابه الدر المنظم‬
‫في مولد النبي المعظم ‪ ،‬اكمله ابنه أبو القاسم حقق قسم منه بجامعة محمد الخامس ‪ ،‬بالرباط ولم يطبع توفي في السابع‬
‫عشر من شهر رمضان سنة ‪033‬ه ‪.‬‬
‫‪ -2‬خديجة ابوري‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬خديجة ابوري‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد الشريف‪ ،‬سبتة اإلسالمية‪ :‬دراسات في تاريخها االقتصادي واالجتماعي‪( ،‬د‪ ،‬د)‪ ،‬ط ‪( ،2‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪16‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فبمجيء الحكم المريني‪ ،‬شهدت هذه المناسبة إنتشا ار ملحوظا‪ ،‬لما كانت تلقاه من عناية‬
‫خاصة وكثير من االهتمام‪ ،‬وأول من اهتم به من بني مرين‪ ،‬يعقوب بن عبد الحق (‪_050‬‬
‫‪1‬‬
‫‪085‬ه ‪1280 _1258 /‬م)‪ ،‬وظلت هذه الظاهرة حتى شملت جميع أقاليم‪ ،‬المغرب األقصى‪.‬‬
‫أ ما في عهد السلطان يوسف بن يعقوب‪ ،‬الذي لم يتوان في تعميم هذه الليلة‪ ،‬والدعوة إلى‬
‫تعظيمها وأصدر بذل مرسوما سلطانيا‪ ،‬في أخر صفر سنة ‪091‬ه_ ‪1992‬م) بجعل المولد‬
‫من األعياد الرسمية‪ ،‬عندما كان في قلعة صبرة‪ ،‬بنشارة من الفقيه العزفي وهكذا أصبح ‪12‬‬
‫‪2‬‬
‫ربيع األول عيدا رسميا بالمغرب األقصى‪.‬‬
‫يبدون أن االحتفال بالمولد النبوي‪ ،‬أدى الى حدوث نوع من التقارب‪ ،‬السياسي والمذهبي‬
‫بين العزفين والمرنيين‪ ،‬وقطع الطريق عن عقيدة المهدي‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أنه‪ ،‬منذ عهد سعيد عثمان المريني (‪731 _738‬ه ‪1333 _1338 /‬م)‬
‫‪3‬‬
‫الحق االحتفال بالمولد إقامة سابعه‪.‬‬
‫وكان سالطين بني مرين‪ ،‬يترأسون المراسيم الرسمية‪ ،‬ويستمعون للقصاضد والخطب‬
‫بحضور االعيان وغيرهم‪ ،‬وقد بلغت درجة تقديسهم للمولد‪ ،‬بمعاقبة أبا الحسن (‪749 _731‬ه‪/‬‬
‫‪_1332‬‬
‫‪4‬‬
‫‪1348‬م)‪ ،‬من غاب عن حضور االحتفال لسبب ما‪.‬‬
‫كذل االمر بالنسبة لخلفه‪ ،‬أبي عنان (‪759 _749‬ه‪1357_1348 /‬م) الذي كان يستدعي‬

‫‪ -1‬نضال مؤيد‪ ،‬الدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني‪ :‬دراسة سياسية وحضارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة الموصل‪ ،2311 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬تلمسان في العهد الزياني‪( :‬دراسة سياسية‪ ،‬عمرانية‪ ،‬اجتماعية وثقافية)‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون‬
‫المطبعية لنشر‪ ،‬الجزاضر‪ ،2332 ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪275.‬‬
‫‪ -3‬سعيد بن حمادة‪ ،‬االحتفال بالمولد النبوي بالغرب اإلسالمي‪ ،‬المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين‪ ،‬المغرب‪ ،‬ص ص‪،‬‬
‫‪.123 ،122‬‬
‫‪ -4‬سعيد بن حمادة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬

‫‪17‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أبى العباس بن أ حمد الشريف الحسني السبتي‪ ،‬كل سنة الى حضرته بفاس‪ ،‬لحضور المولد‬
‫‪1‬‬
‫ببالد المغرب‪ ،‬ويخلع عليه الخلع الملكي‪.‬‬
‫نستنتج بدن بنو حفص‪ ،‬في الديار التونسية اقتدوا بهذا االحتفال‪ ،‬في عهد أبي حفص بن‬
‫أبي بكر لكن يبدو أن هذا االحتفال‪ ،‬لم ينتظم في تونس بصفة رسمية‪ ،‬إال في عهد أبي فارس‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز‪ ،‬في أول الماضة الثامنة صارت هذه السنة‪ ،‬يستعد لها عامة الناس أحسن استعداد‪.‬‬
‫في النهاية انتشرت هذه العادة‪ ،‬مع الزمن بين بلدان المغرب‪ ،‬وتطورت بعدها في المغرب‬
‫األوسط خاصة في العهد الزيان‪ ،‬حيث تذكر المصادر التي جمعت على أن االحتفال بالمولد‬
‫‪3‬‬
‫في تلمسان بدا مع تولي أبي حمو موسى الثاني الحكم (‪1359_703‬م)‪.‬‬
‫ما ميز االحتفال ايقاد الشموع الملونة‪ ،‬وتوزيع ماء الزهر والورد‪ ،‬كما توزع فيه الصالت‬
‫‪4‬‬
‫ت الكثيرة والهدايا المتنوعة‪ ،‬وتؤدى الديون على المسجونين‪.‬‬
‫أ ما فيما يخص السلطان الزيان‪ ،‬كان يدعو كافة الناس خاصتهم وعامتهم‪ ،‬بحضور‬
‫المولد واجلسهم على المقاعد‪ ،‬حسب مراتبهم وخصص لهم ولدانا تطوف عليهم‪ ،‬واحتفلوا بليلة‬
‫‪5‬‬
‫سابع المولد‪.‬‬
‫قيل في هذه الليلة أن اهل تلمسان‪ ،‬ما زلوا يحتفلون بالمولد‪ ،‬وكذل بسابعه‪ ،‬إحتفل بها‬
‫أيضا أعلى مقامه‪ ،‬ورفع إليه عبد اهلل محمد بن يوسف الثغري‪ ،‬قصيدة مدحه فيها وقد تكلفت‬
‫‪6‬‬
‫الدولة بجميع نفقات االحتفال في ساضر بالد المغرب‪.‬‬

‫‪ -1‬المقري التلمساني‪ ،‬ازهار الريا‪ ،‬في اخبار عيا‪ ،،‬تح‪ :‬مصطفى السقا واخرون‪ ،‬مطبعة لجنة التدليف والطبع والنشر‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،1939،‬ج‪ ،1‬ص ‪.237‬‬
‫‪ -2‬ابن ابي دينار‪ ،‬المؤنس في اخبار افريقية وتونس‪ ،‬مطبعة الدولة التونسية‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫‪ -3‬محمد منوني‪ ،‬المولد النبوي في المغرب‪ ،‬مجلة دعوة الحق‪ ،‬ع ‪( ،1408‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -4‬حسان مختار‪ ،‬األوضاع االجتماعية واالقتصادية للدولة الزيانية (‪902-038‬ه‪1554 _1235 /‬م)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪،‬‬
‫المعهد الوطني لدراسات التاريخية‪ ،‬الجزاضر‪ ،1980 ،‬ص ‪87‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -6‬محمد بن عبد اهلل التنسي‪ ،‬تاريخ بني زيان ملو تلمسان‪ :‬مقتطف من نظم الدر والعقبان في بيان شرف تني زيان‪،‬‬
‫تح‪ :‬محمود اغا بوعياد‪ ،‬تلمسان عاصمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬الجزاضر‪ ،2311 ،‬ص ‪.120‬‬

‫‪18‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على المستوى الشعبي‪ ،‬أصبح هذا االحتفال مناسبة لتوزيع الطعام‪ ،‬وتعطيل الدراسة‬
‫وغلق الحوانيت كان الناس يمشون في االزقة‪ ،‬يصلون على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وطوال‬
‫‪1‬‬
‫اليوم يسمعون مداضح عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وبهذه المناسبة حضت تلمسان‪ ،‬بتوافد الكثير من الفقهاء والعلماء‪ ،‬ومن هؤالء إبراهيم بن‬
‫يقومون بنيقاد الشمع‪ ،‬ولبس أجمل‬ ‫محمد ابن علي التازي‪ ،‬الذي ذهب الى وهران وكذل‬
‫‪2‬‬
‫المالبس وكان الناس يطوفون حاملين مباخر ومرشات ورواضح‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنه في المولد‪ ،‬تكثر الصدقات على الفقراء واليتامى ‪ ...‬واعداد الطعام‬
‫لهم والتوسعة على األبناء‪ ،‬وكانت يتم انشاء قصاضد لمدح الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬في‬
‫‪3‬‬
‫البيوت والزوايا وكذا تالوة القران واالذكار‪.‬‬
‫نذكر أيضا من عادات مدينة تلمسان‪ ،‬تنظيم مباريات في القاء الشعر‪ ،‬ينظمها شعراء‬
‫‪4‬‬
‫المدينة وتستمر القراءة الى أخر الليل‪ ،‬وتقدم أصناف الطعام إلى غاية الصباح‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الشيء الجدير بالذكر هو أن المغاربة‪ ،‬في هذه المناسبة يدكلون مع بع‪ ،‬في شكل جماعي‪.‬‬
‫في الحقيقة إشتهرت في هذه الليلة‪ ،‬عند المغاربة بتحضير المعجنات‪ ،‬وأثناء الفطور ما يعرف‬
‫بالعصيدة‪ ،-‬ففي إعتقاد المغاربة أنها أول طعام‪ ،‬أكله الرسول صلى اهلل عليه وسلم كما يتم‬

‫محمد شريف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬ ‫‪-1‬‬

‫عبد المال بكاي‪ ،‬العادات والتقاليد (االحتفاالت)‪ :‬من خالل المعيار للونشريسي‪ ،‬دار الثقافة لنشر‪ ،‬جامعة دباغين‬ ‫‪-2‬‬

‫سطيف ‪ ،2‬الجزاضر‪ ،2315 ،‬ص ‪.334‬‬


‫‪-3‬عبد المال بكاي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪ / 278‬عبد المال بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ -‬العصيدة‪ :‬اكلة مغاربية تعد بالحليب والدقيق ‪ /‬عبد المال بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.347‬‬

‫‪19‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫تقديم الذباضح لألضرحة‪.‬‬
‫كذل جرت العادة عند المعلمين‪ ،‬على إيقاد الشموع في الكتاتيب‪ ،‬واالجتماع مع صبيانهم‬
‫للصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ويضيف الونشريسي ان الرجال والنساء اعتادوا‬
‫‪2‬‬
‫االجتماع‪.‬‬
‫حتى وهران عاشت جوا حافال بالبهجة‪ ،‬والسرور إحتفاال بالمولد فقد زينت واجهات‬
‫المساجد بالمصابيح واالعالم‪ ،‬وامتألت الشوارع بحركة غير عادية‪ ،‬تمثلت في مسيرة شعبية‬
‫‪3‬‬
‫ضخمة تتقدمها الخيالة‪.‬‬
‫أما في عهد السعديين‪ ،‬فقد حصروا مظاهره وتقاليده‪ ،‬فظل بعضه معموال به بعدهم حيث‬
‫يعهد الشماعين‪ ،‬بصنع الشموع لهذه المناسبة‪ ،‬وفي ليلة المولد يحملها الصحافيون على رؤوسهم‬
‫‪4‬‬
‫ويذهبون بها للقصر الملكي‪.‬‬
‫وأبرز مثال على ذل ‪ ،‬كتاب جنى الجنتين في شرف الليلتين‪ ،‬البن مرزوق (ت‪781 .‬ه‪/‬‬
‫‪1379‬م) ‪-‬رحمه‪ -‬بنثار ليلة مولده عليه الصالة والسالم على ليلة القدر‪ ،‬واحتج بمختاره في‬
‫‪5‬‬
‫كتابه هذا‪ ،‬بنحدى وعشرين وجها‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.279‬‬


‫‪ -‬ذكر ابن حمادوش في رحلته كيفية احتفال كل من اهل الجزاضر والمغرب بهذه المناسبة بهذه المناسبة الدينية وبما‬
‫ان تونس تشتر مع الجزاضر والمغرب في الدين والمصير فان أجواء المولد ال تختلف عليها كما يتم قراءة قصة المولونشاته‬
‫وترعرعه‪ / .‬مايسة حراش‪ ،‬ثقافة بالد المغرب العربي من خالل رحلة كل من الورثالني وابن حمادوش‪ ،‬شهادة الماجستير‪،‬‬
‫جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪ ،‬قسنطينة‪ ،2314 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -2‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.279‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر الزبير‪ ،‬ذكرى المولد النبوي الشريف‪ :‬وهران تحتفل بذكرى مولد الرسول األعظم‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬ع‪،44‬‬
‫وهران‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪-4‬إبراهيم حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ‪ ،‬دار الرشاد الحديثة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪ ،2333،‬ص ص ‪.374_373‬‬
‫_ ذكر ابن حمادوش في رحلته‪ ،‬كيفية احتفال كل من اهل الجزاضر والمغرب‪ ،‬بهذه المناسبة الدينية وبما ان تونس‪ ،‬تشتر‬
‫مع الجزاضر والمغرب في الدين‪ ،‬والمصر فان أجواء المولد ال تختلف‪ ،‬عليها كما يتم قراءة قصة المولد ونشاته وترعرعه‪/ .‬‬
‫مايسة حراش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪73.‬‬

‫‪20‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بداية أن ليلة المولد هي ليلة ظهوره صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وليلة القدر معطاة له‪ ،‬وما‬
‫أشرف بظهوره ذات المشرف أشرف مما شرف‪ ،‬بسبب ما اعطيه وال نزاع في ذل ‪ ،‬فكانت ليلة‬
‫‪1‬‬
‫المولد بهذا االعتبار أشرف بدشواط‪.‬‬
‫ليلة القدر شرفت بنزول المالضكة‪ ،‬في حين ليلة المولد فقد اشرقت بظهور النبي صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ ،‬كما أنه يقع في هذه الليلة التفضيل‪ ،‬على باقي الموجودات كما أن هذه الليلة‬
‫‪2‬‬
‫متعدية منفعتها في حين أن ليلة القدر منفعتها قاصرة‪.‬‬
‫كما أن ليلة المولد فضلت على ليلة القدر‪ ،‬بسبب أن هذه األخيرة تعتبر فرع ظهوره‪ ،‬على‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬والفرع ال يقوى قوة األصل‪ ،‬ففضلت ليلة المولد على ليلة القدر بهذا‬
‫‪3‬‬
‫االعتبار‪ ،‬وهو المطلوب‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن ليلة المولد‪ ،‬حصل فيها في‪ ،‬االهي ما عم الوجود‪ ،‬ووجوده مقارن‬
‫لوجوده صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ففي هذه الليلة اظهر اهلل تعالى‪ ،‬أسرار وجوده صلى اهلل عليه‬
‫‪4‬‬
‫وسلم المرتبطة بالسعادة األخروية‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن ليلة المولد‪ ،‬أفضل األزمنة ألنه زمن والدة ‪ ،‬النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أفضل خلق اهلل من هنا يظهر دفاع إبن مرزوق‪ ،‬عن ليلة المولد النبوي مرتبط بتقديسه‬
‫‪5‬‬
‫ليوم والدته‪ ،‬وان ما اختصت به هذه الليلة جعلها تحتل مكانة كبيرة عن باقي الليالي‪".‬‬

‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪،‬ج‪ ،11‬ص ‪.283‬‬


‫‪ -2‬ابن مرزوق‪ ،‬جنى الجنتين في شرف الليلتين‪ ،‬تح‪ :‬محمد فيروج‪ ،‬دار الحديث‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الرباط‪ ،2332،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -3‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.283‬‬
‫‪ -4‬ابن مرزوق‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص‪.281‬‬

‫‪21‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نستنتج من خالل دراستنا للمولد النبوي الشريف ما يلي‪:‬‬


‫_يحتفل المغاربة على غرار العديد من الشعوب اإلسالمي‪ ،‬بذكرى المولد النبوي الشريف‬
‫تعظيما واجالال لخير خلق اهلل محمد صلى اهلل عليه وسلم تمسكا بدينهم الحنيف وتعلقا بالرسول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم رغم أن هذه المناسبة‪ ،‬لم تكن موجودة في المغرب‪ ،‬إلى حدود النصف‬
‫الثاني من القرن العشرين‪.‬‬
‫_ كما أن هذا اليوم يمثل طابعا دينا واجتماعيا‪ ،‬بالنسبة للمغاربة حيث تتلقى االسر‪ ،‬فيما بينها‬
‫لما ذل من دور في ترسيخ الروابط‪ ،‬والتمس بالتقاليد المغربية االصلية‪ ،‬كما يكتسي األطفال‬
‫بهذه الذكرى في المغرب‪ ،‬المعروفة بعاداته وتقاليد طابعا رسميا‪.‬‬
‫_ كما أ ن االحتفال بالمولد في المغرب‪ ،‬يتميز بصيغة دينية بحثه واحتفالية‪ ،‬زاهرة إذا تتنوع‬
‫مظاهره بين المواكب الدينية‪ ،‬ومجالس العلم وتدارس القران‪ ،‬وتردد المداضح النبوية وسرد السيرة‬
‫النبوية العطرة‪ ،‬فتقام لذل المولديات في المساجد‪ ،‬وتنظيم المواسم الدينية في الزوايا ومجالس‬
‫الذكرى‪ ،‬وبالبيوت والمنازل‪.‬‬
‫_ واذا كانت تقاليد إحتفال المغاربة‪ ،‬بهذا المولد العظيم تختلف من مدينة إلى أخرى‪ ،‬فنن‬
‫القاسم المشتر في مظاهرها لديهم‪ ،‬هو حرصهم على إيقاد الشموع والمشاعل وارتداء المالبس‬
‫التقليدية الجديدة‪ ،‬للتوجه إلى بيوت اهلل وتبادل الزيارات‪.‬‬
‫_ كما أن من العادات والتقاليد المغربية‪ ،‬التي إرتبطت بهذه المناسبة الدينية الجليلة‪ ،‬أنه كان‬
‫معروفا في مختلف الحواضر المغربية‪ ،‬أنه منذ شهر صفر وعند إستهالل شهر ربيع األول‬
‫يبدأ الناس في االحتفال‪ ،‬الذي كان يتجلى في مظاهره متعددة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االحتفال بشهر رمضان‬


‫يعتبر شهر رمضان من أعظم المناسبات‪ ،‬التي يحتفل بها المغاربة‪ ،‬في جميع البقاع‬
‫اإلسالمية فهو شهر التوبة‪ ،‬شهر الغفران والصيام والقيام‪ ،‬حيث يغفر اهلل فيه ذنوب عبده‪،‬‬
‫حتى ولو كانت كزبد البحر‪ ،‬وقد اقتفى المغاربة أثرهم منذ أن دخل اإلسالم إلى المنطقة‪،‬‬
‫وأصبح جزءا من عاداتهم‪ ،‬واحتفاالتهم الدينية خالل الحقبة التي نقوم بدراستها‪.‬‬
‫وقد صاحب االحتفال بشهر رمضان‪ ،‬عادة منها تسبق هذا الشهر‪ ،‬وهي ليلة شعبان‬
‫‪1‬‬
‫حيث يبادر المغاربة التي اعمال البر‪ ،‬ويقومون بتحضير الوالضم‪.‬‬
‫ما أن يحل شهر رمضان‪ ،‬سد عليه بابه وختم القران كل ليلة‪ ،‬فيدتيه أهل الجهات‬
‫‪2‬‬
‫فيصلون بصالته فضال عن صالة التراويح‪ ،‬التي كانت تقام في المساجد كل ليلة‪.‬‬
‫يحتفل الشعب بهذا الشهر‪ ،‬في كل مكان بنقامة االذكار‪ ،‬وقراءة وتددية الصلوات المساجد‬
‫‪3‬‬
‫وتوزيع الصدقات وتعدد الزيارات بين األقارب والجيران واألصدقاء‪.‬‬
‫كانت تزين المساجد والزوايا بالشموع‪ ،‬وبدنواع البخور والعود والعنبر‪ ،‬وفي هذا الشهر‬
‫يحرص المغاربة‪ ،‬على أداء صالة التراويح وقيام لياليه‪ ،‬فتكثر االجتماعات لسماع القران‬
‫والذكر خاصة‪ ،‬إذا كان يقوم إذا كان يقوم بصالة‪ ،‬الشيخ االمام أبو العباس الزواوي الذي‬
‫‪4‬‬
‫يتميز بحسن الصوت‪ ،‬فيق ار جزء من القران كل يوم‪.‬‬

‫‪ -1‬عواطف محمد يوسف نواب‪ ،‬الرحالت المغربية واالندلسية‪ ،‬مكتبة المل فهد الوطنية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،1990 ،‬الريا‪،‬‬
‫ص ‪.224‬‬
‫‪ -2‬حسن إبراهيم حسن‪ ،‬تاريخ اإلسالم‪ :‬السياسي‪ ،‬الديني والثقافي واالجتماعي‪ ،‬دار الجيل لنشر‪ ،‬ط ‪ ،1990 ،14‬بيروت‪،‬‬
‫ج ‪ ،3‬ص ‪.403‬‬
‫‪ -3‬حسن علي حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واالندلس‪ ،‬مكتبة الخانجي لنشر‪ ،‬ط ‪ ،1‬مصر‪ ،1983 ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪-4‬ابن األحمر‪ ،‬تاريخ الدولة الزبانية بتلمسان‪ ،‬تح‪ :‬هانئ سالمة‪ ،‬مكتبة الثقافية الدينية لنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،2332 ،‬‬
‫ص‪.53‬‬

‫‪23‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في هذا الشهر تلقى الدروس والمحاضرات‪ ،‬يحضرها عدد من أبناء البلد‪ ،‬ففي المغرب األقصى‬
‫‪1‬‬
‫كان هنا نظام رتيب لشهر رمضان‪.‬‬
‫المالحظ في رمضان‪ ،‬ان المساجد تمتلئ بالمصلين‪ ،‬وقد اعطانا إبن مرزوق صورة لذل‬
‫حيث قال‪ :‬شهدت منه قيام رمضان سنة ‪ 043‬ه ‪ 1339 /‬م ومهما كان لشدة البرد‪ ،‬بتلمسان‬
‫ذهب اشد البالد‪ ،2‬أما فيما يخص الخلفاء‪ ،‬فيحتفلون بذل الشهر بالقراءة في مصحف‪ ،‬سيدنا‬
‫عثمان _ رضه_ وكان الخليفة عبد المؤمن قد أحضره من االندلس ونقله الى مراكش‪ ،‬وجعل‬
‫له أعطية من الجلد المرصع باألحجار الكريمة‪ 3.‬أما افراد الشعب‪ ،‬فكانوا يحتفلون بشهر‬
‫رمضان في المساجد‪ ،‬والحلقات الدينية وقد اختص المغاربة بليلة السابع والعشرين‪ ،‬بالتعظيم‬
‫والتكريم‪ 4.‬هذه الليلة هي ليلة القدر‪ ،‬خير ليلة على االطالق ودون استثناء‪ ،‬وال تقتصر هذه‬
‫الليلة على الرسول صلى اهلل عليه وسلم وحده‪ ،‬بل بركتها داضمة ومتجددة‪ ،‬وتكون من نصيب‬
‫‪5‬‬
‫كل مؤمن يدعو ربه بقلب سليم‪.‬‬
‫مدينة سال مثال كان يدتيها الوفود‪ ،‬من جميع أنحاء بالد المغرب‪ ،‬لتشاركها هذا االحتفال‬
‫فكانت الخيام تنشر حول المساجد‪ ،‬وتزدان األسواق والمتاجر‪ ،‬وترفع المغارم ويقوم أهل الخير‬
‫بنقامة الوالضم الكبيرة‪ ،‬حيث كانت توزع اللحوم والسمن والحلوى‪ ،‬كما يحضرها المغنون‬
‫‪6‬‬
‫والمنشدون ويشهدها الجميع كالخواص واالعيان‪.‬‬
‫وقال إبن االثير في هذا الصدد‪ :‬ونزل تاشفين بن علي بظاهر وهران‪ ،‬على البحر في شهر‬

‫‪ -1‬أبو الحسن علي الحسيني البدوي‪ ،‬اسبوعان في المغرب األقصى‪ ،‬مطبعة الرسالة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪،1981،‬‬
‫ص‪.55‬‬
‫‪ -2‬حسان مختار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -3‬حسن علي حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.419‬‬
‫‪ -4‬عيسى بن الذيب‪ ،‬المغرب واالندلس في عصر المرابطين‪ :‬دراسة اجتماعية واقتصادية (‪ 543 _483‬ه‪_1350 /‬‬
‫‪1145‬م)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬الجزاضر‪ ،2339 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -5‬احمد عبد الغفور عطار‪ ،‬من نفخات رمضان‪( ،‬د‪ ،‬د)‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكة المكرمة لنشر‪ ،1980 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -6‬حمدى عبد المنعم محمد حسن‪ ،‬مدينة سال في العصر اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬اسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،1993‬ص ‪.79‬‬

‫‪24‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رمضان سنة تسع وثالثين‪ ،‬فجاءت ليلة سابع والعشرين منه‪ ،‬وهي ليلة يعظمها أهل المغرب‬
‫وبظاهر وهران ربوة‪ ،‬باعالها ثنية مكان مقدس لديهم‪ ،‬فسار إليه تاشفين متخفيا قصد التبر‬
‫‪1‬‬
‫هنا ‪.‬‬
‫أن ليلة القدر كانت أول ليلة ينزل فيهت القران‪ ،‬وسميت سورة باسمها‪ ،‬على ما حدث‬
‫فيها وتؤكد على عظمتها‪ ،‬حيث جاء في محكم التنزيل‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫(أن أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬وما أد ار ما ليلة القدر‪ ،‬خير من ألف شهر)‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى‪ ،‬أنها في ليلة التاسع والعشرين‪ ،‬حيث كانوا يقيمون االحتفاالت إعتقادا‬
‫‪3‬‬
‫بدنها ليلة القدر وهي ليلة معظمة‪ ،‬عند ساضر المسلمين‪.‬‬
‫وفي ليلة ‪ 28‬من رمضان‪ ،‬ليلة معظمة لدى المغاربة‪ ،‬ففيها يختم القران في المساجد‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫حيث يستفتح المقرضون هذا الشهر‪ ،‬من الحمد إلى خاتمة القران تالوة‪.‬‬
‫كما أن النساء كانوا يشاركون في حفل الختم‪ ،‬وفي الوقت ذاته إعتاد الناس‪ ،‬بهذه الليلة‬
‫شراء الحلوى وبعد نهاية شهر رمضان‪ ،‬إعتاد الناس على االحتفال‪ ،‬برؤية هالل شوال حيث‬
‫‪5‬‬
‫تقرع الطبول وتوقد النار‪.‬‬
‫وقد تحدث إبن مرزوق عن ليلة القدر‪ ،‬انها الليلة التي انزل فيها القران‪ ،‬إلى سماء الدنيا‬
‫‪6‬‬
‫ونزله على سيدنا محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬لقوله تعالى (إن انزلناه في ليلة القدر)‪.‬‬

‫‪ -1‬ابن االثير‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،4‬لبنان‪ ،2333 ،‬مج‪ ،9‬ص ‪.232‬‬
‫‪ -2‬سورة القدر‪ ،‬اآلية ‪.1،2،3‬‬
‫‪ -3‬حمدى عبد المنعم محمد حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -4‬المقريزي‪ ،‬المواعظ واالعتبار بذكر الخطط واالثار‪ :‬الخطط المقريزية‪ ،‬مطبعة بوالق‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.492‬‬
‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق ‪ ،13‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -6‬ابن مرزوق‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪25‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أن هذه الليلة نزلت في رمضان‪ ،‬باإلضافة إلى نزول القران فيها والمالضكة‪ ،‬كما أن‬
‫العمل في هذه الليلة‪ ،‬خير من العمل في ألف شهر‪ ،‬والحسنة فيها أفضل بثالثين ألف حسنة‬
‫‪1‬‬
‫من غيرها‪.‬‬
‫كان سكان المغاربة يقومون باالستعداد لهذا الشهر‪ ،‬بشراء لوازمه ومتطلباته‪ ،‬ولم يبذل‬
‫القضاة جهدا في م ارقبة طلوع هالل رمضان‪ ،‬بنرسال االضمة وأهل الثقة التماسا لرؤيته فدن‬
‫‪2‬‬
‫نثبت بعث القاضي‪ ،‬في نواحي البلدة بالنداء واالخبار واستعملت الخيالة في سبيل ذل ‪.‬‬
‫المالحظ طريقة إيقاد النار‪ ،‬من طرف أهل القرية التي شوهد فيها الهالل‪ ،‬ويظهرونها من‬
‫‪3‬‬
‫طرف قرية الى أخرى‪ ،‬اثباتا لرؤيته إلعالم القرى المجاورة ببدء الصيام‪.‬‬
‫فان رسول اإلسالم محمدا صلى اهلل عليه وسلم قال‪( :‬صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته)‬
‫فنحن مربوطون في صيامنا‪ ،‬وكثير من فراضضنا بالقمر‪ ،‬ألنه يسهل علينا إد ار أواضل القمر‬
‫الشهر‪ ،‬فمن يرى الهالل وجب عليه أن يصوم‪ ،‬واال أكمل شعبان ثالثين يوما‪ ،‬ثم يبتدأ الصوم‬
‫‪4‬‬
‫باعتبار غرة رمضان‪ ،‬بعد تكملة شعبان ثالثين‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫وقد قال عبد الرؤوف‪( :‬ومن رعاة الصيام‪ ،‬مراقبة الهالل في أول ذو الشهر وفي اخره)‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.282‬‬


‫‪ -2‬حسن علي حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.423‬‬
‫‪ -3‬الونشريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.412‬‬
‫‪ -4‬قاسم مخلوف‪ ،‬شجرة النور الزكية في طبقاب المالكية‪ ،‬دار الكتب العلمية لنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،2333 ،‬ج‪ ،2‬ص‪.230‬‬
‫‪ -5‬ليفي بروفنسال‪ ،‬ثالث رساضل اندلسية في آداب الحسبة والمحتسب‪ ،‬المطبعة الفرنسية لألثار الشرقية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ،1991‬م ‪ ،2‬ص ‪.78‬‬
‫_ الشهر يكون مرة ‪ 33‬يوما ومرة يكون ‪ 29‬يوما وهذا معلوم في األشهر الهاللية وقد يتوان شهران كامالن وكذل ناقصان‬
‫وعلى هذا فالبد من رؤية هالل رمضان ليلة ‪33‬من شعبان فان لم ير أكملت عدة شعبان ‪33‬يوما واذا رأى هالل بلد ما لزم‬
‫جميع البالد الصوم‪ / .‬ابن باز‪ ،‬فتاوى ومقاالت متنوعة‪ ،‬مؤسسة الرسالة للنشر‪ ،‬ط‪ ،3‬الريا‪ ،،‬ج‪ ،4‬ص‪.013‬‬

‫‪26‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن العادات المتبعة في هذ الشهر يتم االنفاق‪ ،‬في أول ليلة من رمضان‪ ،‬حيث تشتري‬
‫العاضالت المغاربية المؤكالت لسحور‪ ،‬وتوقد القناديل في تل الليلة‪ ،‬ويشتري األغنياء ومتوسطو‬
‫‪1‬‬
‫الحال الثياب ألبناضهم ويصحبونهم لصالة القيام‪.‬‬
‫كما كانت موضع ابواق مفزعة ولذا ينفر منها الحمار لهذا كانت تستعمل في المساجد‬
‫فرمضان ليستيقظ الناضم لسحور وكان المغاربة يحرصون على صيام أبناضهم األول فيتزينون‬
‫‪2‬‬
‫ويخرجون إلى المساجد وزيارة األقارب قبل المغرب‪.‬‬
‫كما يتم في هذا الشهر توزيع الصدقات‪ ،‬واكرام اليتامى‪ ،‬ودعوة الجيران واألصدقاء للفطور‬
‫‪3‬‬
‫كما تفرغ المغاربة للعبادة فقط تاركين االعمال اليومية‪.‬‬
‫وفي نهاية هذا الشهر المبار ‪ ،‬يتوج باالحتفال بعيد الفطر‪ ،‬فكان المغاربة يخرجون زكاة‬
‫‪4‬‬
‫الفطر ثم يذهبون إلى المصلى ألداء الصالة‪.‬‬

‫من خالل ما قمنا بدراسته‪ ،‬في مبحث شهر رمضان نستنتج ما يلي‪:‬‬
‫إ ن شهر رمضان‪ ،‬هو شهر عظيم يعود على المغاربة‪ ،‬في كل عام مرة واحدة‪ ،‬فتفتح‬
‫فيه أبواب التوبة وتغلق أبواب النار‪ ،‬فهو شهر مبار ينزل اهلل فيه الرحمة‪ ،‬وبدا المغاربة‬
‫كغيرهم من المسلمين‪ ،‬االحتفال به منذ السنة ‪2‬ه‪ ،‬حيث يقومون بصالة التراويح‪ ،‬كل ليلة‬
‫كما يصومون نهار‪ ،‬وقراءة القران وختمه باإلضافة‪ ،‬إلى كثرة السلع والمدكوالت في هذا الشهر‬
‫ويتوج هذا الشهر المبار ‪ ،‬بليلة السابع والعشرون وهي ليلة خير من ألف شهر‪ ،‬فهي ليلة‬
‫القدر إلى توزيع الجواضز‪ ،‬من طرف مسؤولين الدولة كما إن شهر رمضان‪ ،‬يعتبر الهوية‬
‫الشخصية لكل مغربي أو مسلم بصفة عامة التي تميزه عن باقي‪ ،‬الشعوب األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬


‫‪ -2‬ادم ميتز‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في القرن ‪4‬ه‪ ،‬دار الكتاب العربي‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬مج ‪ ،2‬ص ‪.298‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ -4‬ادم ميتز‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.299‬‬

‫‪27‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬االحتفال بعيدي الفطر واالضحى‬


‫من أهم االحتفاالت الدينية‪ ،‬التي إعتنى بها المغاربة‪ ،‬هما عيدي الفطر واالضحى‪،‬‬
‫ونظ ار لمكانتهما كانوا يقومون‪ ،‬بتحضير لهذين العيدين‪ ،‬مسبقا األول بتحضير الحلوى والثاني‬
‫بشراء االضحية‪ ،‬ومن هنا نقول بدن‪.‬‬
‫عيد الفطر يرتبط بالفرح والسرور‪ ،‬الذي يحصل عليه المسلم‪ ،‬وقد إستطاع أن يلبي أمر‬
‫ربه بصيام شهر رمضان‪ ،‬فهو يف رح ال نه أكمل له هذه النعمة‪ ،‬فالمسلم في عيد الفطر له‬
‫فرحتان األولى ويعيش فيها‪ ،‬أنه أفطر بعد صوم طويل‪ ،‬قام به لمرضاة اهلل وقد انتصر ثالثين‬
‫‪1‬‬
‫يوما على نفسه وشهواته‪ ،‬والفرحة الثانية عند لقاضه‪.‬‬
‫كما أنه في عيد الفطر‪ ،‬يخرج الناس ألداء صالة العيد‪ ،‬ويلبسون الثياب الجديدة واالنيقة‬
‫‪2‬‬
‫وبعد االنتهاء من أداء الصالة‪.‬‬
‫يقوم الناس بالتغافر والتهاني بيوم العيد‪ ،‬بدن يقول الرجل لألخر "عيد مبار " فيرد‬
‫عليه " اللهم اغفر لنا جميعا " ثم يقوم الناس بزيارة بعضهم‪ ،‬وتقديم الحلوى للضيوف وتعتبر‬
‫‪3‬‬
‫هذه عادة في األيام العشرة‪ ،‬األخيرة من رمضان وفي اليوم الثاني يزورون القبور‪.‬‬
‫يشير إ بن مريم الى بع‪ ،‬العادات الحميدة‪ ،‬التي كانت منتشرة في العهد الزياني‪ ،‬تتمثل في‬
‫تقديم المدكوالت والحلويات‪ ،‬خالل هذه المواسم أما األطفال فكانوا يرتادون المالبس الجميلة‬
‫‪4‬‬
‫ويتسلون باللعب‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد شلبي‪ ،‬الحياة االجتماعية في الفكر اإلسالمي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية لنشر‪ ،‬ط ‪ ،5‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.103‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪ -3‬شاوش رمضان‪ ،‬باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان‪ :‬عاصمة دولة بني مرين‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫(د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -4‬ابن مريم‪ ،‬البستان في ذكر االولياء والعلماء بتلمسان‪ ،‬مطبعة الثعلببية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪ ،1938 ،‬ص‪.159‬‬

‫‪28‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى ذل يقوم سكان تلمسان‪ ،‬بتزيين المساجد والزوايا بالشموع‪ ،‬والقناديل وبدنواع‬
‫البخور والعود والعنبر‪ ،‬وحتى اليهود والنصارى كانوا يهدون المساجد‪ ،‬مختلف أنواع الطيب‬
‫‪1‬‬
‫وعيد الفطر‪ ،‬يكون بانتهاء رمضان ودخول شوال‪.‬‬
‫ويستمر االحتفال به – فيما يبدو‪-‬في أغلب األقطار اإلسالمية‪ ،‬ثالثة أيام عندما تثبت‬
‫رؤية الهالل بشهادة الشهود‪ ،‬أمام قاضي الجماعة بتلمسان‪ ،‬الذي بدوره عن حلول عيد الفطر‬
‫‪2‬‬
‫للمغاربة‪.‬‬
‫كما كان الصاضمون يدفعون عن أنفسهم‪ ،‬وعن افراد عاضلتهم صدقة الفطرة‪ ،‬ليلة العيد أو‬
‫قبل ذل بقليل‪ ،‬ويجوز دفعها قبيل صالة العيد‪ ،‬في أواخر رمضان لشراء ما يحتاجون إليه من‬
‫‪3‬‬
‫مالبس وحلويات وغيرها‪.‬‬
‫المالحظ أ نه في تلمسان‪ ،‬كانت صالة العيد تقام في الملعب‪ ،‬الذي يقع خارج المدينة‬
‫يحضرها المغاربة من مختلف االعمار‪ ،‬والفضات االجتماعية بقيادة السلطان الزياني في موكب‬
‫‪4‬‬
‫حافل فيخرج الناس لرؤيته‪ ،‬بلباس جديد وفرحة عارمة خاصة األطفال‪.‬‬
‫وهكذا تختم أجواء واستعدادات االحتفال بعيد الفطر‪.‬‬
‫أما فيما يخص عيد األضحى‪ ،‬والذي سماه اهلل تعالى بالحج األكبر‪ ،‬في هذا اليوم تلتقي‬
‫جموع المغاربة‪ ،‬والجدير بالذكر أن يكون مصدر فرح‪ ،‬ألنه يوم التضحية والفداء‪ ،‬يوم إستجاب‬
‫‪5‬‬
‫إبراهيم للرؤيا التي هتفت به أن يذبح إبنه واستجاب إسماعيل ألبيه‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬


‫‪ -2‬عيسى الديب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -3‬علي محمود عبد اللطيف الجندي‪ ،‬مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية اللغة العربية‪،‬‬
‫جامعة االزهر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ -5‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪29‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما كان العيد مصاحبا لفريضة الحج‪ ،‬وهذا األخير لديه مكانة خاصة عند المغاربة‪،‬‬
‫غير أن العديد من الفقهاء أن الحج حرام‪ ،‬لما يلحقه من مخاطر فاستبدل المغاربة الطريق‬
‫‪1‬‬
‫البري بالبحري‪.‬‬
‫غير أن الفقهاء رءوا أنه في حكم هذا الخوف‪ ،‬خاصة في أوقات هيجان البحر‪ ،‬أما في‬
‫‪2‬‬
‫األوقات األخرى فنن المغاربة اجتهدوا لإلعداد له من ثياب والتزين بالحناء وغيرها‪.‬‬
‫ففي مدينة تلمسان مثال‪ ،‬قافلة الحج التي تنطلق منها‪ ،‬يزيد عددها عن ألف حاج وحاجة‬
‫‪3‬‬
‫فضال عن الجند والرماة وغيرهم‪ ،‬وكان الحجاج يؤخذون معهم‪ ،‬كل ما يحتاجون إليه‪.‬‬
‫الجدير بالذكر أن الحاج كانت له مكانة مرموقة ودليل على ذل يظهر بعد عودته من‬
‫الحج حيث كان الناس يستقبلونه بحفاوة واألناشيد نذكر منها قولهم‪:‬‬
‫‪-‬الحمد هلل‬
‫‪ -‬والشكر هلل‬
‫‪ -‬ما خاب عبدا‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬قصد مواله‪.‬‬
‫في الحقيقة كان سكان تلمسان‪ ،‬يحتفلون بعيد األضحى في العاشر من ذي الحجة من‬
‫كل سنة كغيرهم من المسلمين‪ ،‬وال تختلف مظاهره عن عيد الفطر‪ ،‬إال في االضحية فحين‬
‫يقترب موعد العيد‪ ،‬بدربعة أيام فيهرع الناس للبحث عن الغنم‪ ،‬فيتوجهون لإلصطبالت ليشتروا‬
‫‪5‬‬
‫منها‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص ‪.149‬‬


‫‪ -2‬عبد المال بكاي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪ -4‬عبد المال بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪ -5‬ابي الوليد ابن رشد القرطبي‪ ،‬البيان والتحصيل‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬لبنان‪ ،1988 ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.338‬‬

‫‪30‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويجب أن يكون الكبش جيد وبثمن رخيص‪ ،‬فيتم االختيار والمساومة‪ ،‬ولكن ضغط العيد‬
‫يمنع ذ ل ‪ ،‬لهذا ينصح ابن قزمان بتفكير في االضحية منذ عاشوراء‪ ،‬ويصور لنا مستلزمات‬
‫‪1‬‬
‫العيد ومصاريف الحمال والجزار‪.‬‬
‫والواقع أ ن االضحية كانت مكلفة جدا‪ ،‬لذل غالبا ما اثارت نزاعات داخل االسر الفقيرة‬
‫أما العاضالت الغنية فقد تنافست في شراء الخرفان السمان‪ ،‬وهذا ما جعل الفقيه الطرطوشي‬
‫‪2‬‬
‫ينتقد هؤالء الذين هدفهم من االضحية‪ ،‬التباهي وليس اتباعا لسنة‪.‬‬
‫في حقيقة االمر كان يفضل أن يتم التضحية بالغنم‪ ،‬وفي هذا الشدن قال ابن شعبان‪:‬‬
‫أن الغنم إنما أفضل في الضحايا‪ ،‬من أجل أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬إنما ضحى‬
‫بالغنم‪ ،‬إتباعا لملة إبراهيم إذ افدى اهلل تعالى إبنه بكبش‪ ،‬فضحى به مكان إبنه لقوله تعالى‬
‫‪3‬‬
‫(وقد فديناه بذبح عظيم)‪.‬‬
‫وأول عيد ضحى فيه رسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬كان سنة اثنين من الهجرة‪ ،‬وخرج‬
‫‪4‬‬
‫إلى المصلى للصالة‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫جرت العادة في صبيحة عيد األضحى‪ ،‬يذهب المغاربة إلى الصالة‪ ،‬وهم صاضمين‪.‬‬
‫خير دليل على ذل أن (النبي صلى اهلل عليه وسلم في عيد األضحى‪ ،‬كان ال يطعم‬
‫‪6‬‬
‫حتى يرجع من المصلى فيدكل من أضحيته)‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬


‫‪ -2‬االضحية‪ :‬اسم لما يذبح من اإلبل والبقر والغنم‪ ،‬يوم النحر واالضحية سنة مؤكدة شرعها اهلل‪ ،‬احياءا لذكرى إبراهيم‬
‫وتوسعة على الناس يوم العيد‪ ،‬كما قال الرسول (ص)‪( :‬انما هي أيام اكل وشرب‪ ،‬وذكر اهلل عز وجل)‪ / .‬السيد سابق‪ ،‬فقه‬
‫السنة‪ ،‬المكتبة العصرية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪ ،2334 ،‬م ‪ ،3‬ص ‪.197‬‬
‫‪ -3‬سورة الصافات اآلية ‪ / 137‬أبو الوليد ابن رشد القرطبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -4‬القلقشندي‪ ،‬الصبح االعشى‪ ،‬مطبعة األمير لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ ،1913 ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.437‬‬
‫‪ -5‬يسرى السيد محمد‪ ،‬جامع الفقه‪ :‬موسوعة االعمال الكاملة لإلمام ابن قيم الجوزية‪ ،‬دار الوفاء‪ ،‬ط ‪ ،1‬المنصورة‪،‬‬
‫‪ ،2333‬ج ‪ ،2‬ص ‪.434‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمان حسن‪ ،‬تاريخ الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬دار الخليج‪ ،‬ط ‪ ،1‬األردن‪ ،2311 ،‬ص ‪.108‬‬

‫‪31‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كان الناس في صبيحة العيد‪ ،‬يتزينون باللباس جديد في الصباح‪ ،‬ثم يذهبون إلى المصلى‬
‫‪1‬‬
‫ألداء صالة العيد‪ ،‬في جو يسوده الخشوع والتكبير والتهليل‪ ،‬تكسو وجوه الصغار والكبار‪.‬‬
‫وبعد الصالة مباشرة يهنئ المغاربة‪ ،‬بعضهم بعضا ثم يعودون إلى منازلهم‪ ،‬لذبح االضحيات‬
‫ويكون الذبح بعد أن يقوم االمام بالذبح وسبب ذل الصالة كون االضحية تكون بعد الصالة‬
‫‪2‬‬
‫وذبح االمام يكون بعد أن يصلي بالناس وال يباح من ذبح قبل الصالة‪.‬‬
‫المالحظ أنه في صبيحة العيد‪ ،‬تكون االسرة كلها مشتغلة بتهيضة االضحية واعدادها‬
‫فتعلق ليتم تقطيعها وثم يرسل الراس إلى الحارة لتشويطه فيحين بقوم االسرة بطهي السقط أو‬
‫‪3‬‬
‫ما يعرف بالقاليا ثم الشواء واالكل‪.‬‬
‫هكذا تقضي االسرة طوال يوم العيد‪ ،‬في تحضير مختلف األطعمة‪ ،‬والتهاني مع غيرها‬
‫‪4‬‬
‫واستقبال األقارب‪.‬‬
‫وفي مدينة تلمسان كان الخليفة‪ ،‬يخرج من قصره في صبيحة العيد‪ ،‬وقد تزين بدفضل ما‬
‫يمل من ثياب استعدادا لذهاب للمسجد‪ ،‬وقد تم وصف موكب الخليفة المنصور‪ ،‬يوم العيد‬
‫‪5‬‬
‫كما قام بتفريق ألف شاة من الظان‪ ،‬والماعز على الجند والفقراء‪.‬‬
‫بعد فراغ الخليفة من أداء صالة العيد‪ ،‬يدمر بنعداد ماضدة من الطعام‪ ،‬ويدعو الناس‬
‫لتناولها وقد يستبقى منهم بع‪ ،‬كبار السن واألطفال‪ ،‬لقضاء العيد معه وقد قيل بدن المنصور‬
‫‪6‬‬
‫باهلل استدعى من أهل القيروان‪ ،‬ألف شيخ وألف لتعييد معه‪.‬‬

‫‪ -1‬الترمذي‪ ،‬في أبواب الصالة‪ ،‬رقم الحديث ‪ ،542‬باب ما جاء في االكل يوم الفطر قبل الخروج‪.‬‬
‫‪ -2‬ابن رشد‪ ،‬فتاوى ابن رشد‪ ،‬تج‪ :‬المختار الطاهر السليلي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،1987 ،‬السفر األول‪،‬‬
‫ص ‪.131‬‬
‫‪ -3‬عيسى الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -4‬عبد الرحمان حسن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ -5‬المقري التلمساني‪ ،‬نفخ الطيب في غصن االندلس الرطيب‪ ،‬تح‪ :‬احسان عباس‪ ،‬دار صادر لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،1988‬م ‪ ،4‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -6‬رفيق بوراس‪ ،‬األوضاع االجتماعية بالمغرب في عهد الخالفة الفاطمية (‪302-290‬ه‪972-938 /‬م)‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسنطينة‪ ،2338 ،‬ص ‪.133‬‬

‫‪32‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما نساء مدينة تلمسان‪ ،‬فكن يخرجن من دورهن‪ ،‬إلى االزقة مترقبات مجيضي موكب‬
‫‪1‬‬
‫الخليفة ومن بينهن كراضم البوادي والحواضر تعبي ار عن فرحتهن بلقاضه‪.‬‬
‫والجدير بالذكر كدن البع‪ ،‬من المغاربة يفضلون‪ ،‬أن يدخروا جزء من لحم العيد‪ ،‬وذل‬
‫‪2‬‬
‫باستعماله قديد مملح‪ ،‬في حين قام إبن قزمان بتعليق خروفه‪ ،‬ليستمتع بشواضه‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لمبحث عيدي الفطر واالضحى نستنتج ما يلي‪:‬‬


‫إ ن عيد الفطر هو مناسبة يحتفل بها المغاربة‪ ،‬وخاصة الصاضمون منهم‪ ،‬فرحا بنهاية‬
‫صيام شهر رمضان وفرحا لقيامهم‪ ،‬وختمهم لقراءة القران‪ ،‬وطاعتهم هلل تعالى‪.‬‬
‫وهو أيضا يوم فرح وسرور‪ ،‬بحيث يتقرب المغاربة من بعضهم‪ ،‬في هذا اليوم من خالل تبادل‬
‫التهاني والزيارات‪.‬‬
‫أما عيد األضحى فهو شبيه بعيد الفطر‪ ،‬ال يختلف عنه سوى في االضحية‪ ،‬ويعرف هذا‬
‫اليوم أيضا باسم العيد الكبير‪ ،‬في معظم المناطق المغاربية‪ ،‬وتتخلله طقوس وتقاليد تنفرد بها‬
‫عن باقي البلدان العربية األخرى‪ ،‬وال زلت حتى االن مستمرة‪ ،‬رغم التغير الذي شهدته الحياة‬
‫المعاصرة‪.‬‬
‫وتعتبر االضحية في المغرب‪ ،‬فريضة اجتماعية ال يمكن االستغناء عنها‪ ،‬في كل حال‬
‫من األحوال حيث تسعى كل االسر إلى اقتناضها‪ ،‬مهما غال سعرها‪.‬‬
‫ففي صبيحة العيد‪ ،‬يقصد المغاربة المساجد‪ ،‬ألداء الصالة وهم في آبه حلة‪ ،‬مرتدين الزي‬
‫التقليدي ا لمغاربي المتمثل في الجلباب األبي‪ ،،‬وبعدها يعودون لمنازلهم لنحر االضحية‬
‫وسلخها بدنفسهم‪ ،‬وفي معظم األحيان يستعينون بجزار‪ ،‬بينما تتكفل ربات البيوت‪ ،‬بعملية‬
‫تنظيف أحشاء الكبش‪ ،‬وتشويط راسه واطرافه‪ ،‬وشواء الكبد وهو أول جزء من االضحية يتناوله‬
‫المغاربة وتختلف المدكوالت‪ ،‬التي تحضر أيام العيد حست كل منطقة من المناطق المغاربية‪.‬‬

‫‪ -1‬حسان مختار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬


‫‪ -2‬عبد القادر بوتشيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪33‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الرابع‪ :‬االحتفال بعاشوراء‬


‫يعتبر االحتفال بيوم عاشوراء‪ ،‬من أهم االحتفاالت التي تعود جذورها‪ ،‬في بالد المغرب‬
‫منذ القديم وفي الحقيقة تشاركت في هذا اليوم‪ ،‬الديانات الثالثة اليهودية والنصرانية واإلسالم‬
‫فيوم عاشوراء يحتفل به كل‪ ،‬من المغاربة واهل الذمة على حد سواء‪.‬‬
‫عاشوراء هو اليوم العاشر‪ ،‬من محرم وهنا اقوال كثيرة‪ ،‬حول سبب صومه واالحتفال به‬
‫فقد رأى بعضهم أنه في هذا اليوم تاب اهلل على أدم عليه السالم تل التوبة التي نزل فيها‬
‫وأخرون يقولون أن سفينة نوح استقرت فيه وأخر انه نجا إبراهيم من النار التي أعده قومه له‬
‫‪1‬‬
‫ورد إلى يعقوب بصره‪.‬‬
‫في حقيقة االمر ليس لدينا أي ادلة تثبت جميع هذه اآلراء أو بعضها‪.‬‬
‫والذي نراه أ ن يوم عاشوراء‪ ،‬كان يوما معظما في الجاهلية‪ ،‬وكان كثير من العرب يصومونه‬
‫اعترافا بهذا التعظيم‪ ،‬لوقوعه في شهر المحرم‪ ،‬وهو من األشهر الحرام‬
‫عن عاضشة – رضه – قالت‪( :‬كانت قريش تصوم يوم عاشوراء‪ ،‬في الجاهلية وكان الرسول‬
‫‪2‬‬
‫يصومه)‪.‬‬
‫ويدتي يوم عاشوراء من ضمن األعياد اإلسالمية‪ ،‬المحتفل بها في المغرب‪ ،‬وتتجلى‬
‫مظاهر هذا االحتفال في تقديم األطعمة‪ ،‬والفواكه في هذا اليوم حتى أن إبن الحاج فقيه‬
‫‪3‬‬
‫المرابطين اعتبر ذل بدعة‪.‬‬

‫‪ -1‬خالد الحسن‪ ،‬يوم عاشوراء‪ ،‬مطبعة ثروة سلطان‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -2‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪34‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهنا عادات وتقاليد‪ ،‬معروفة في غير جهة من المغرب اجمع‪ ،‬ولكنها في سال أبلغ‬
‫واشد كعادة إعداد الديالة‪ ،‬في عاشوراء من تقاليد المراعية في سال‪ ،‬والرباط ويعد ألجلها الطعام‬
‫‪1‬‬
‫كالكسكس بالتوابل للمرأة العاقر‪.‬‬
‫لم تتدخل العامة عن االحتفال به‪ ،‬بل أن أحد المتصوفة اعتاد على جمع المريدين‪ ،‬في‬
‫‪2‬‬
‫يوم عاشوراء من كل سنة‪ ،‬واالتفاق عليهم واالكثار من الطعام ولو اضطر إلى االستدانة‪.‬‬
‫كان في يوم عاشوراء‪ ،‬يصرفون أمواال وافرة في األطعمة والفواكه‪ ،‬وقل ان نجد ممن ال يصرف‬
‫شيضا وكذل اليوم التاسع منه‪ ،‬يواظبون فيه على أكل الدجاج‪ ،‬وأهل الحضر كانوا يعظمون‬
‫‪3‬‬
‫هذا اليوم‪.‬‬
‫قال القاضي النعمان‪ :‬أن يوم عاشوراء‪ ،‬فقد علمت تفضيل الجهال إياه‪ ،‬من غير وجه‬
‫‪4‬‬
‫التفضيل الذي فضله اهلل (عز‪.‬ج)‪ ،‬وانهم جعلوه يوم سرور لما سنه لهم بنو امية‪.‬‬
‫والمالحظ كذل أنه في هذا اليوم‪ ،‬يتم إخراج زكاة األموال ويالزمون على حرمته‪ ،‬واالنفاق فيه‬
‫وتزين الحوانيت‪ ،‬التي تباع فيه الفواكه اليابسة‪ ،‬ويكون لها منظر عجيب وينفق الناس من‬
‫‪5‬‬
‫عندهم على قدر اقدارهم حتى ال يخلو مكان واحد من الفواكه إال القليل‪.‬‬
‫أما يوم عاشوراء عند اليهود‪:‬‬
‫لعشوراء ذكرى خاصة في العقيدة اليهودية‪ ،‬فهذا اليوم عند اليهود‪ ،‬يعرف بيوم الغفران‬
‫وهو في الواقع يوم صوم‪ ،‬ولكنه مع هذا أضيف على أنه يوم عيد‪ ،‬فهو يوم مقدس عندهم‬
‫‪6‬‬
‫ويقع في اليوم العاشر من تشرين‪ ،‬اليوم الذي نجى فيه موسى من فرعون‪.‬‬

‫‪ -1‬الديالة‪ :‬تطبخ باللحم حيث يقوم النساء باالحتفاظ‪ ،‬بقطعة من لحم عيد األضحى‪ ،‬من اجل طبخ الديالة بها يوم‬
‫عاشوراء العاشر من محرم‪ / .‬عبد اهلل شقرون‪ ،‬العادات والتقاليد في المجتمع المغاربي‪ ،‬ندوة لجنة القيم الروحية والفكرية‬
‫مطبوعات اكاديمية المملكة المغربية لسلسلة الندوات‪ ،‬مراكش‪ ،‬ص ‪277‬‬
‫‪ -2‬ابن ابي دينار‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.289‬‬
‫‪ -3‬عبد اللطيف بن عبد المحسن‪ ،‬يوم عاشوراء وفواضد احكامه‪ ،‬مجلة البيان‪ ،‬ع ‪( ،358‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬س)‪.‬‬
‫‪ -4‬القاضي النعمان‪ :‬المصدر السابق‪.397 ،‬‬
‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.427‬‬
‫‪ -6‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.172‬‬

‫‪35‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أنه اليوم الذي كلم اهلل فيه تكليما‪ ،‬وتقول الرواية أن الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لما سمع هذا القول قال نحن أول بموسى منهم‪ ،‬وصام عاشوراء بتعا لذل ‪.‬‬
‫والدليل على ذل (صوموا قبله يوما أو بعده يوما)‪ ،‬ويظهر أن يتم صوم اليوم التاسع‬
‫والعاشر وهذا الذي عزم على فعله‪ ،‬النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقال بمشروعية الحادي عشر‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫لمن لم يصم التاسع لتحصل له مخالفة لليهود‪.‬‬
‫أحداث تاريخية في يوم عاشوراء‪:‬‬
‫إن يوم عاشوراء حدثت‪ ،‬به احداث عظام جعلت له في التاريخ‪ ،‬شان أخر ففي هذا اليوم‬
‫من السنة ‪01‬ه ا قتل الحسين بن علي (رضه)‪ ،‬بكربالء على يد جيوش يزيد بن معاوية فجعل‬
‫‪3‬‬
‫الشيعة يوم عاشوراء يوم حزن‪.‬‬
‫ولما بدأ عهد الفاطميين بمصر‪ ،‬اخذوا ينظمون أعيادهم وفي هذا النهار‪ ،‬تتعطل األسواق‬
‫القرن وتنشد القصاضد لرثاء أهل‬
‫وتقفل الدكاكين‪ ،‬ويحتجب الخليفة عن الناس‪ ،‬ويق ار القراء أ‬
‫‪4‬‬
‫البيت وذل لمدة ‪ 3‬ساعات‪ ،‬وبعدها يمد سماط الحزن‪.‬‬
‫غير أنه بمجيء االيوبيون‪ ،‬اتجهوا إلى انتزاع األفكار الفاطمية‪ ،‬من أذهان الناس وجعلوا‬
‫‪5‬‬
‫يوم عاشوراء عيدا من أعياد‪ ،‬البهجة والسرور تذبح فيه الذباضح‪ ،‬وتكثر فيه األطعمة الطيبة‪.‬‬
‫انتشر في هذا اليوم التخضيب بالحناء‪ ،‬مع استعمال الكحل والسوا ‪ ،‬واستعمال البخور واكل‬
‫الفاكهة المجففة‪ ،‬وزيارة القبور والطعام الغالب في عاشوراء هو الكسكس الموفر باللبة وتتم‬
‫‪6‬‬
‫عمليات ختان األطفال في هذا اليوم‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪.427‬‬


‫‪ -2‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -3‬ابن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪( ،‬د‪ ،‬د)‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.311‬‬
‫‪ -4‬جمال الدين الشيال‪ ،‬دراسات في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية للنشر‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪ ،‬م)‪ ،2333 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -5‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -6‬اللبة‪ :‬هي مؤخرة الخروف وذنبه‪ ،‬التي يحتفظ بها من اضحية العيد‪ / .‬جمال الدين الشيال‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫‪36‬‬
‫األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وظهرت في هذا اليوم بع‪ ،‬العادات الذميمة‪ ،‬المخالفة لشرع إذ كانت بع‪ ،‬النساء‪،‬‬
‫تحتفظن بكتف خروف العيد‪ ،‬لقراءة الحظ قبل أن يقمن بدفنه‪ ،‬في هذا اليوم واتخذت أخريات‬
‫‪1‬‬
‫هذا اليوم مرآة تسمى امرايت ابليس لمعرفة الحظ‪ ،‬وخصصن عاشوراء لسحر أو لفكه‪.‬‬

‫نستنتج مما تم ذكره في عاشوراء ما يلي‪:‬‬


‫أن المغاربة دأبوا خالل احتفالهم بيوم عاشوراء‪ ،‬الذي يصادف اليوم العاشر من محرم‬
‫على إحياء تقاليد وعادات‪ ،‬ذات طبيعة احتفالية ومن أبرز‪ ،‬مظاهرها إقتناء الفواكه الجافة‬
‫وشراء اللعب األطفال‪ ،‬وايقاد النيران وتراشق الماء‪ ،‬وتبدأ استعدادات المغاربة‪ ،‬لتخليد هذا اليوم‬
‫بحلول شهر محرم أ ول الشهر السنة الهجرية‪ ،‬حيث تنتشر محالت بيع الفواكه الجافة ولعب‬
‫األطفال والتي يؤدي اقبال الناس‪ ،‬عليها إلى خلف زواج تجاري مؤقت‪ ،‬ما لبث أن يختفي‬
‫بانتهاء االحتفال‪.‬‬
‫وخالل ليلة العاشر من محرم‪ ،‬يقوم األطفال بنضرام النيران في االخشاب‪ ،‬وأغصان‬
‫األشجار التي جمعوها ثم يلتف النساء والفتيات حولها‪ ،‬مرددين أناشيد خاصة بعاشوراء‪.‬‬
‫وفي الحقيقة تشكل عاشوراء‪ ،‬أيضا مناسبة لغالبية المغاربة‪ ،‬لتعبد والصيام واخراج الزكاة‬
‫وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين‪.‬‬
‫ويظل االحتفال بعاشوراء في المغرب‪ ،‬ممي از بمظاهر إجتماعية‪ ،‬موروثة تدخل البهجة‬
‫في قلوب األطفال والكبار‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد المل بكاي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫األعيــــاد االجتماعيـــة للمغاربــــة‬

‫المبحث األول‪ :‬الزواج‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقيقة وختان األطفال‪.‬‬


‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬الزواج‬


‫عادات مرتبطة بالزواج لدى المغاربة‪ ،‬ذكرت في العديد من الكتب‪ ،‬حيث كان‬ ‫هنا‬
‫للمغاربة طريقة مغايرة‪ ،‬لالحتفال بهذه المناسبة مقارنة بباقي الشعوب‪ ،‬ومن هنا نبدأ بنعطاء‬
‫نبذة عن مفهوم الزواج‪ ،‬الذي يعتبر وسيلة هامة‪ ،‬لتكوين االسرة وهو مبني على جملة من‬
‫الشروط‪ ،‬والقواعد ليكون القران على أسس شرعية صحيحة‪ ،‬فاألسرة تعتبر الخلية األساسية‬
‫واألولى للمجتمع‪ ،‬فان صلحت صلح وتن فسدت فسد‪.‬‬
‫ففي العصر الوسيط‪ ،‬كان الزواج مرتبط بذهنية الفرد وثقافته‪ ،‬حيث كانوا يتزوجون دون‬
‫‪1‬‬
‫عقود على عكس أهل المدن‪ ،‬الذين كان الزواج عندهم‪ ،‬مبني على مجموعة من القواعد‪.‬‬
‫على الرغم من ذل فن ن الزوج‪ ،‬كان يتحرى لمعرفة الفتاة التب سيرتبط بها‪ ،‬وفي كثير من‬
‫األحيان يكونان على صلة قرابة‪ ،‬سواء من ناحية الخالة أمه‪ ،‬وكانت بع‪ ،‬العاضالت بمنح‬
‫‪2‬‬
‫بناتهن‪ ،‬لقرابتهن مع إشتهار العرف‪ ،‬عندهم بعدم توريثهن‪.‬‬
‫عموما فان كثير من االسر‪ ،‬قامت برف‪ ،‬هذا النوع من الزواج‪ ،‬خوفا من االثار السلبية‬
‫‪3‬‬
‫بمعنى إن الرجل ال يستطيع الزواج من العاضلة‪.‬‬
‫لقد كان الزواج مصحوبا بنحتفاالت‪ ،‬عرفت لدى المغاربة باسم االعراس‪ ،‬فالرجل إن‬
‫‪4‬‬
‫رغب بالزواج يخرج النقود لشراء الطعام‪ ،‬من أجل تحضير الوليمة‪.‬‬
‫نظ ار أل همية هذه الوليمة‪ ،‬رغب العديد من الفقهاء بالقيام بقبول حضورها‪ ،‬ألنهم يظنون‬
‫‪5‬‬
‫أنها تدخل في باب االشهار بالنكاح‪.‬‬
‫إن الزواج في الوقت الراهن‪ ،‬يتضمن مراسيم واجراءات عديدة‪ ،‬يتعلمها أهل العريس‬

‫‪ -1‬أبو زكرياء المازوني‪ ،‬الدرر المكنونة في نوازل ما زونة‪ ،‬تح‪ :‬حساني مختار‪ ،‬نشر المخطوطات لكلية العلوم‬
‫اإلسالمية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪ ،2334 ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.427‬‬
‫‪ -2‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،9‬ص ‪.153‬‬
‫‪ -3‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪ / .224‬عبد المل بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.447‬‬
‫‪ -4‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ / .150‬عبد المل بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.448‬‬
‫‪ -5‬المازوني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.294‬‬

‫‪39‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بالخطبة وتبدأ بتقديم الفتى أو ولي امره‪ ،‬إلى الفتاة أو وليه أمرها‪ ،‬ليتكلم معه في رغبة موكله‬
‫‪1‬‬
‫في الزواج من إبنته‪.‬‬
‫وقد أشارت كتب إلى فتوى والنوازل الفقهية‪ ،‬إلى وجود الخطابة في بالد المغرب‪ ،‬حيث‬
‫كانت تقوم بدور هام في عقد الزيجات‪ ،‬حيث تقوم بتمهيد لالتفاق بين العروسين‪ ،‬ثم يذهب‬
‫‪2‬‬
‫أهل العريس إلى منزل العروس لالتفاق على كل شيء‪.‬‬
‫فالخطابة تقوم بنحضار اوصاف الفتاة‪ ،‬إذا لم يكونوا يعرفونها ويجوز للفتى شرعا أن‬
‫‪3‬‬
‫يرى خطيبته خلسة أو علنا قبل الخطبة‪.‬‬
‫في الحقيقة ليكون الزواج مبني على األسس الشرعية‪ ،‬يجب االلتزام باركان رضيسية وهي‪:‬‬
‫الولي – الصداق أو المهر – الشهود – العقد والصيغة‪.‬‬
‫تقر الفاتحة ويحدد يوم عقد الزواج‪،‬‬
‫بداية بالعقد بعدما تتم الموافقة بين العروسين‪ ،‬أ‬
‫بحضور الشهود وهذا يتم في المسجد‪ ،‬وبحضور افراد العاضلتين‪ ،‬بواسطة كاتب عدل الذي‬
‫‪4‬‬
‫يسجل العقد ويحدد المهر أمام المدعوين وهذا التسجيل ال يتم إال بمواقة قاضي االنكحة‪.‬‬
‫أما الصداق‪ :‬وهو المهر الذي يقدمه الرجل للمرأة‪ ،‬ليس له حد معين وانما مرتبط بالحالة‬
‫المادية لزوج ويتضمن العقد شرطا محددا‪ ،‬مثل مقدار الصداق والفرش والحلي وغيرها وكانت‬
‫‪5‬‬
‫بع‪ ،‬العاضالت تشترط خادمة‪ ،‬ويطعم الوالي من صداق ابنته‪.‬‬
‫إال أن األمر يختلف في القرى واألرياف والقباضل‪ ،‬فانهم كانوا يكتفون بقراءة الفاتحة‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫بحضور الشهود دون كتابة العقد‪ ،‬باإلضافة إلى أن اإلسالم لم يحدد الصداق‪ ،‬لقوله تعالى‪.‬‬

‫‪ -1‬المازوني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.294‬‬


‫‪ -2‬محمد حسن العيد روس‪ ،‬المغرب العربي في العصر اإلسالمي‪ ،‬دار الكتاب الحديث لنشر‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،2339 ،‬‬
‫ص‪.274‬‬
‫‪ -3‬المازوني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫‪ -4‬عبد السالم الترمانيني‪ ،‬الزواج عند العرب في اإلسالم والجاهلية‪ ،‬مجلة علم المعرفة‪ ،‬ع ‪ ،83‬الكويت‪.154 ،1998 ،‬‬
‫‪ -5‬ادريس جاطو‪ ،‬الزواج‪ ،‬جريدة مدونة االسرة‪ ،‬ع ‪ ،518‬المملكة المغربية‪ ،2310 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -6‬جودت عبد الكريم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.315‬‬

‫‪40‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(واتوا النساء صدقاتهن نحلة)‪ ،‬إال أن الناس قاموا بالمبالغة في الصداق‪ ،‬وال توجد دالالت‬
‫‪1‬‬
‫على مقدار الصداق‪ ،‬في المغرب األوسط في تل الفترة‪.‬‬
‫رغم ذل فنن بع‪ ،‬الفقهاء‪ ،‬قالوا أن أقل الصداق ربع دينار او ثالث دراهم‪ ،‬وقال إبن‬
‫‪2‬‬
‫وهب في الواضحة‪ :‬يجوز بددنى من درهمين‪.‬‬
‫أما المتعارف عليه في العهد المرابطي‪ ،‬أن المهر اختلفت قيمته‪ ،‬حسب الوسط االجتماعي‬
‫وبمقارنتنا لما جاء في المصادر المعاصرة‪ ،‬يتضح لنا ان الصداق‪ ،‬في المغرب األقصى لم‬
‫‪3‬‬
‫يكن مكلفا بالمقارنة باألندلس‪.‬‬
‫المالحظ أن سن الزواج كان مبكرا‪ ،‬في المغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث أن بع‪ ،‬االسر‬
‫التلمسانية تقدم على خطبة إحدى البنات‪ ،‬ألحد أبناضها او الكالم عليها‪ ،‬وهي في سن صغيرة‬
‫‪4‬‬
‫من خالل ما يعرف بالقرابة أو مال أو صداقة‪.‬‬
‫لكن الدافع الحقيقي لتزويج األبناء صغارا‪ ،‬هو الحفاظ على النسل والشرف‪ ،‬لكن هذه‬
‫العادة كانت منتشرة في القرى أكثر من المدن‪ ،‬بسبب العقلية المتعلقة بسكان الريف‪ ،‬وخير‬
‫‪5‬‬
‫مثال هو الرحالة الورثالني‪ ،‬تزوج صغي ار وأيضا ابن حمدوش كان عمره ‪18‬سنة‪.‬‬
‫غير أن سالطين بني زيان‪ ،‬رفضوا أن تتزوج أحد الفتيات‪ ،‬ذات األصول العريقة دون‬
‫موافقتها وأصحاب المال‪ ،‬يقومون بنختيار الفتاة ذات مواصفات معينة‪ ،‬كان تكون صالحة‬
‫‪6‬‬
‫متدينة ولكن الرجال يفضلون الفتاة الجميلة و أخرون الحافظة للقران‪.‬‬

‫‪ -1‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪ /4‬جودت عبد الكريم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.315‬‬
‫‪ -2‬احمد بن قاسم العنسي اليماني الصنعاني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ -3‬عيسى بن الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -4‬عبد السالم الترمانيني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -5‬ما يسه حراش‪ ،‬ثقافة بالد المغرب العربي من خالل الورثالني وابن حمدوش‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اآلداب والحضارة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -6‬ابن الزبير‪ ،‬صلة الصلة‪ ،‬المطبعة االقتصادية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الرباط‪ ،1937 ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.131‬‬

‫‪41‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لكن يبدوا إن أ هم شرط‪ ،‬اهم شرط يشترطه الرجل في المرأة‪ ،‬التي ينوي الزواج بها أن‬
‫تكون بك ار وقد وردت الكثير‪ ،‬من النوازل في هذا الموضوع‪ ،‬على فقهاء العصر المرابطي فنن‬
‫‪1‬‬
‫الفتاة إذ نكحت وثبت أنه ليست بكر فنن عاضلتها كان عليها صداقها وردت إليها‪.‬‬
‫رغم ذل فن ن بع‪ ،‬الرجال لم يجدوا أي حرج‪ ،‬في الزواج بالمرأة الثيب خصوصا‪ ،‬من‬
‫‪2‬‬
‫يجمع منهن بين الجمال والمال والمكانة االجتماعية‪.‬‬
‫ويجدر اإلشارة إلى أنه‪ ،‬ليس بالضرورة أن يكون الشاب ال يعرف الفتاة‪ ،‬سابقا فكثي ار من‬
‫األحيان يتبادل الشاب والفتاة الغرام‪ ،‬قبل الخطبة بل إن الشاب كان يتبع الفتاة التي نالت‬
‫‪3‬‬
‫إعجابه في الشارع‪.‬‬
‫بعد إنتهاء فترة الخطوبة‪ ،‬يتم عقد القران بكتابة وثيقة النكاح – غالبا – لدى صاحب‬
‫‪4‬‬
‫خطبة المناكح لكن الكثيرين يفضلون أن يكون عقد الزواج في المساجد جالبا للبركة‪.‬‬
‫كما أنه يستحب الخطبة‪ ،‬أن تتم الخطبة بعد العصر‪ ،‬وذل لقربه من الليل وسكون الناس‬
‫ويكره على صدر النهار‪ ،‬لما فيه من التفرق واالنتشار‪ ،‬ويستحب في شوال ألن عاضشة حكت‬
‫‪5‬‬
‫أن رسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬تزوجها في شوال‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص ‪ / .82‬عيسى بن الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -2‬ابن عذاري المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في اخبار االندلس والمغرب‪ ،‬تح‪ :‬كوالن ووليفي بروفنسال‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫لبنان‪ ،1983 ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -3‬قال إبراهيم أدهم‪( :‬عليكم بنكاح االبكار‪ ،‬فننهن أعذب افواها وانق ارحاما وأرضى باليسر) وقال لجابر‪( :‬هال تزوجت‬
‫بك ار تالعبها وتالعب )‪ / .‬البرزلي‪ ،‬فتاوى البرزلي‪ ،‬جامع مساضل االحكام لما نزل من القضايا بالمفتين واالحكام‪ ،‬تح‪ :‬محمد‬
‫الحبيب الهيلة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬بيروت ‪ ،2332،‬ج‪ ،2‬ص ‪.170‬‬
‫‪ -4‬جمال احمد طه‪ ،‬مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين‪ :‬دراسة سياسية وحضارية‪ ،‬دار الوفاء‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2331 ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -5‬البرزلي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪42‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شيع في المجتمعات القبلية‪ ،‬إتخاذ الرجل أكثر من زوجة‪ ،‬وليس هنا حد أقصى لعدد‬
‫الزوجات لكن هنا بع‪ ،‬اإلعتبارات عملية‪ ،‬تحول دون أن يكون تعدد الزوجات‪ ،‬في متناول‬
‫‪1‬‬
‫الجميع منها دفع المهر لكل عروس جديدة‪.‬‬
‫أما فيما يخص المغرب اإلسالمي‪ ،‬فحدد لرجل اتخاذ أربعة زوجات وكان هذا في ظروف‬
‫‪2‬‬
‫خاصة مع التشديد‪.‬‬
‫لقوله تعالى ‪ (:‬فانكحوا ما طاب لكم من النساء‪ ،‬مثنى وثالث ورباع‪ ،‬فان خفتم أال تعدلوا‬
‫فواحدة أو ما ملكت إيمانكم ذل أدنى أال تعدلوا) النساء اآلية ‪.3‬‬
‫وأبرز مثال على تعدد الزوجات‪ ،‬في المغرب األوسط هو إقدام اإلمام عبد الوهاب نفسه‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫على الزواج ثانية من اللواتية‪ ،‬وكان لمنادين منقوش والدزيري‪ ،‬عدة زوجات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫رغم ذل فنن القيروانيين‪ ،‬من أحكام الزواج عندهم‪ ،‬قلة الرغبة لديهم في تعدد الزوجات‪.‬‬
‫كما يوجد كذل زواج المسنين‪ ،‬بصغار السن من الفتيات‪ ،‬انتشرت هذه الظاهرة في تلمسان‬
‫كما يوجد الزواج الملون األسود باألبي‪ ،،‬كما كان هنا الزواج السياسي‪ ،‬لدى السالطين‬
‫‪5‬‬
‫والزوجة ترافق زوجها في ترحاله‪ ،‬وهذا ما سبب مشاكل بين العاضلتين‪.‬‬
‫من المشاكل االجتماعية التي عانى منها الشباب‪ ،‬المقبلين على الزواج المسكن‪ ،‬وهذا‬
‫‪6‬‬
‫ما دفع بهم إلى توقيف الزواج أو التراجع عنه لكثرة نفقاته‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى الهجان‪ ،‬تعدد الزوجات عبر التاريخ الى يومنا هذا‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬ع ‪ ،14‬الكويت‪ ،1971 ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -2‬إسماعيل سامعي‪ ،‬دور المذهب الحنفي في الحياة االجتماعية والثقافية في بالد المغرب اإلسالمي من القرن (‪5-2‬ه ‪/‬‬
‫‪11-8‬م)‪ ،‬شهادة ما جستير‪ ،‬معهد التاريخ‪ ،‬جامعة الجزاضر‪ ،1995 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -3‬جودت عبد الكريم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -4‬محمد محمد زيتون‪ ،‬القيروان ودورها في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬دار المنار‪ ،‬ط ‪ ،1988 ،1‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫‪ -6‬رفيق بوراس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪43‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المالحظ في المجتمع التلمساني‪ ،‬زيادة نسبة النساء وذل بسبب‪ ،‬الحروب التي إنجر‬
‫عنها وفاة الرجال وبقاء األرامل‪ ،‬باإلضافة الى وجود الجواري فعز األزواج‪ ،‬وكثرت العوانس‬
‫‪1‬‬
‫الالتي أعمارهن ما بين ‪ 35‬سنة دون ان يتزوجن‪.‬‬
‫نذكر مثال مدينة قسنطينة‪ ،‬بعد الخطبة مباشرة تدتي مرحلة التشوير‪ ،‬أو ما يعرف بالتجهيز‬
‫حيث تبدأ العروس في شراء المستلزمات‪ ،‬ويساهم األب في ذل ‪ ،‬أما األم فكانت ال تتر األب‬
‫‪2‬‬
‫يتحمل كل المسؤولية لوحده‪ ،‬بل كانت تساعده وان تحتم عليها األمر‪ ،‬ببيع مجوهراتها‪.‬‬
‫كان األهل يعملون على تقييد الجهاز أو التصريح به‪ ،‬في ليلة توجيهه إلى بيت العريس‬
‫وبحضور المدعوين‪ ،‬وكان أهل العروس يبالغون في تجهيز‪ ،‬وهذه العادة خاصة بسكان‬
‫‪3‬‬
‫الحواضر واألغنياء بهدف التباهي‪.‬‬
‫كما تشير النوازل إلى عادة كانت بقسنطينة‪ ،‬وهي الحناء في ليلة الزفاف‪ ،‬التي تقام على‬
‫‪4‬‬
‫شكل عرس أو وليمة‪ ،‬في كل من بيت العريس والعروس‪.‬‬
‫أما في مدينة فاس‪ ،‬فكانت العادة أن يبعث الزوج بهدايا الى بيت الزوجة‪ ،‬من أجل اعداد‬
‫الطعام الذي يصنع في بيت العروس‪ ،‬ويرسل بعدها إلى بيت العريس‪ ،‬ليبعث السرور في‬
‫‪5‬‬
‫نفسها‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -2‬بالخوص الدراجي‪ ،‬جوانب من الحياة االجتماعية واالقتصادية في بنيل قسنطينة من خالل نوازل ابن فكون خالل‬
‫القرنين (‪11-13‬الى ‪17-10‬م)‪ ،‬شهادة ما جستير‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬الجزاضر‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬فلاير عباس‪ ،‬مراسيم الزواج في مدينة قسنطينة‪ ،‬مجلة إنسانيات‪ ،‬ع ‪ ،33-29‬وهران ‪ ،2335،‬ص ‪.23‬‬
‫_ كان جهاز العروس يحتوي‪ ،‬على عباءتين ولحافين باإلضافة الى رداءين والفرش واالستار والننسى الحلي سواء من‬
‫الذهب او الفضة والجواهر الكريمة‪ / .‬بالخوص الدراجي‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -4‬بالبشير عمر‪ ،‬جوانب من الحياة االجتماعية واالقتصادية والفكرية في المغربين األوسط واالقصى من القرن (‪0‬الى ‪)8‬‬
‫من خالل كتاب المعيار للونشريسي‪ ،‬شهادة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬وهران‪ ،2313 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -5‬جمال احمد طه‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.170‬‬

‫‪44‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد أقدمت بع‪ ،‬األسر على إحياء األعراس‪ ،‬بالغناء واللهو وأصوات النساء‪ ،‬والطرب‬
‫المزنج وهو ما دفع بالعلماء إلى تجويز التخلف عن الوليمة‪ ،‬التي بها المنكرات وشرطوا‬
‫‪1‬‬
‫لحضورها أن تخلو من المناثر‪.‬‬
‫في الحقيقة ما يميز ليلة الزفاف‪ ،‬في مدينة تلمسان هو تقديم أفخر األطعمة‪ ،‬للمدعوين وفي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫النهار يجرى سباق للخيل‪ ،‬على أنغام المزامير والدفوف وزغاريد النساء‪.‬‬
‫المالحظ في حفالت الزفاف‪ ،‬االختالط بين الرجال والنساء‪ ،‬وقيام النساء بالرقص وهذه‬
‫قد حرمت من قبل الفقهاء واعتبروا الرجال الذين يتركون زوجاتهن يقمن بذل ال تقبل شهادتهم‬
‫‪3‬‬
‫وتسقط إمامتهم‪.‬‬
‫في هذا اليوم بقوم العروس‪ ،‬بالتزين بالحلي وتتجمل بالكحل‪ ،‬وتقوم بالتزجيج وتطيب‬
‫بشجر العود وبدهان أزهار األسى والمس والعنبر‪ ،‬باإلضافة إلى استعمال الحناء المنقوشة‬
‫‪4‬‬
‫وتزين العروس غرفتها‪ ،‬بالحصير والبساط والوساضد‪.‬‬
‫غير أن عادة التزين‪ ،‬لم تكن تخص العروس لوحدها‪ ،‬بل جميع الحاضرين للحفل يقمن‬
‫‪5‬‬
‫بالتزين وان لم يكن للمرأة‪ ،‬أدوات لزينة طلبت شراضها من قبل زوجها‪.‬‬
‫كانت بع‪ ،‬الفتيات يحافظن‪ ،‬على زيناتهن وجمالهن لدرجة أنهن ال يصمن‪ ،‬في رمضان‬
‫من غير عذر شرعي حتى ال ينخف‪ ،‬وزنهن‪ ،‬وال يتغير جمالهن والسيما الالضي كن في سن‬
‫الزواج‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪.224‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز فياللي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪ -3‬الونشريسي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،11‬ص ‪ / .223‬عبد المال بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.453‬‬
‫‪ -4‬بالبشير عمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫_ الكحل‪ :‬هو عبارة عن حجر اسود يهرس ويدقق ليصبح مادة تزين بها المرأة عينيها‪.‬‬
‫_ التزجيج‪ :‬هو احف ما حول الحاجبين من الشعر‪ / .‬عبد المال بكاي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.452‬‬
‫‪ -5‬التادلي‪ ،‬التشوف الى رجال التصوف‪ ،‬مطبوعات معهد األبحاث العليا‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الرباط‪ ،1958 ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪45‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما أن أهل تلمسان يغارون على الحراضر‪ ،‬أكثر من الجواري‪ ،‬وكانوا يحضرون وليمة‬
‫‪1‬‬
‫النكاح‪.‬‬
‫نذكر كذل من عادات المغاربة‪ ،‬إذ تزوج أحد الشخصيات ذات منزلة رفيعة‪ ،‬وضعوا‬
‫العروس على جمل مجهز‪ ،‬في شبه محفة يسمونها – كايوال‪-‬الهودج مغطاة بنسيج‪ 2‬من حرير‬
‫ملون مصنوع بكيفية تجعل العروس‪ ،‬ترى من خاللها دون أن يراها الناس يصطحب عدد كثير‬
‫من النساء المغنيات‪ ،‬ثم يعودون إلى منزل األب‪ ،‬ثم بيت العريس فيدتي قوم كثيرون لحضور‬
‫‪3‬‬
‫العشاء‪ ،‬ويرقصون ويغنون‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.292‬‬


‫_ كان اهل المغرب يغارون على الحراضر ويحرصون على سترها والتشدد في حجبها على عكس الجارية ربما الن هذه األخيرة‬
‫كانت معرضة في أي لحظة للبيع او الشراء او االهداء وهذا ما جعلهم غير مبالين بها‪ / .‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.292‬‬
‫‪ -2‬دييكودي طوريس‪ ،‬تاريخ الشرفاء‪ ،‬تر‪ :‬محمد حجي ومحمد األخضر‪ ،‬الجمعية المغربية للتدليف والنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪،‬‬
‫‪ ،1988‬المغرب‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -3‬دييكودي طوريس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪46‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نستنتج من خالل عرضنا لطريقة‪ ،‬أو كيفية الزواج في المغرب اإلسالمي ما يلي‪:‬‬
‫أن الزواج متشابه في طريقة اإلحتفال به‪ ،‬في كامل أنحاء المغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث يبدأ‬
‫بالخطبة وينتهي بحفل الزفاف‪ ،‬ولعبت الخطابة دور هام في الزواج فهي التي تمهد له‪ ،‬والزواج‬
‫في المغرب‪ ،‬مبني على مجموعة من األسس‪ ،‬أو القواعد ليكون زواج شرعيا‪ ،‬ومنها أن يكون‬
‫يتضمن (العقد – الصداق أو المهر – الشهود – حضور الولي وأهم شرط قبول الطرفين‬
‫ببعضهما)‪.‬‬
‫كما إنه من عادات المغرب اإلسالمي‪ ،‬أن تقوم العروس بتجهيز نفسها‪ ،‬من خالل شراء‬
‫كل ما تحتاج إليه ويساعدها في ذل والداها‪ ،‬وبعد إتفاق العروسين على تحديد يوم الزفاف‪،‬‬
‫يتم إعالم األهل‪ ،‬من أجل القيام بتحضيرات االزمة‪ ،‬كنعداد الوليمة التي يحضرها الكثير من‬
‫المدعوين‪.‬‬
‫فالمغرب اإلسالمي‪ ،‬رغم انه يتكون من (مغرب أوسط واقصى وأدني)‪ ،‬الى انهم يشتركون‬
‫جميعا في الكثير من العادات‪ ،‬وخير مثال على ذل حفالت الزفاف‪ ،‬فهم متشابهين في طريقة‬
‫اقامتها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلحتفال بالعقيقة وختان األطفال‬


‫المغرب اإلسالمي يتميز عن غيره‪ ،‬من المجتمعات بمجموعة من األعياد والمناسبات‪،‬‬
‫التي كانت بمثابة الطابع الخاص‪ ،‬ألصالته المغربية‪ ،‬ومن بين هذه المناسبات لدينا العقيقة‬
‫وختان األطفال التي تتجذر مالمحها في الحياة اإلجتماعية للمغاربة‪.‬‬
‫لقد إهتم أهل المغرب باإلحتفال بميالد أطفالهم‪ ،‬فنذا رزقت االسرة بمولود جديد إحتفلت ابتهاجا‬
‫*‬
‫‪1‬‬
‫بقدومه وتعرف بالسابع أو العقيقة ‪.‬‬

‫فيتم ذبح كبش أ و أكثر‪ ،‬ويعطي القابلة ربعها ويقطع باقي أعضاضها‪ ،‬حيث تقام به وليمة‬
‫فخمة يطعم منها األهل‪ ،‬والفقراء من الناس كما يتم تحضير‪ ،‬في هذا اليوم نوع من أنواع‬
‫‪2‬‬
‫الحلوى إلى جانب‪ ،‬أكلة معروفة لدى المغاربة‪ ،‬وهي العصيدة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫كما يتم األذان في الذن اليمنى‪ ،‬واإلقامة في أذنه اليسرى المولود الجديد‪.‬‬
‫ويتم كذل تسمية المولود يوم والدته باسم جميل‪ ،‬كما يتم تفصيل أعضاء العقيقة وتدفن‬
‫‪4‬‬
‫العظام تحت األر‪ ،‬كي ال تمزقها السباع ويستحب يطبخ لحمها بالعسل تفاؤال بحالوة المولود‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أنه في نفس اليوم‪ ،‬يتم قص خصلة من شعر المولود‪ ،‬وتقدم الهدايا ألهله وقد‬
‫تم كتابة قصاضد من قبل الشراء لتهنضة بمناسبة ازدياد المولود فقال إبن سهل‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫(واعتاد الناس على تقديم الهدايا‪ ،‬ألهل المولود)‪.‬‬

‫العقيقة‪ :‬هي الشعر الذي يولد به الطفل‪ ،‬ألنه يشق الجلد وهي مدخوذة‪ ،‬من عق يعيق ويعق‪ ،‬فنقول عق عن ابنه بمعنى‬ ‫*‬

‫عقيقته أي حلق شعر راسه‪ ،‬او ذبح الشاة المسماة العقيقة‪ / .‬حسام الدين بن موسى عفافة‪ ،‬المفصل في احكام العقيقة‪( ،‬د‪،‬‬
‫د)‪ ،‬ط‪ ،1‬فلسطين‪ ،2333 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -1‬كمال أبو مصطفى‪ ،‬جوانب من حضارة المغرب اإلسالمي من خالل نوازل الونشريسي‪ ،‬مؤسسة شباب مشرفة لنشر‪،‬‬
‫(د‪ ،‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1994 ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -2‬جودت عبد الكريم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ -3‬دواهب خليل‪ ،‬شرح مختصر خليل‪ ،‬دار عالم الكتب‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.309‬‬
‫‪ -4‬احمد بن قاسم العنسي الصنعاني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.473‬‬
‫‪ -5‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.22‬‬

‫‪48‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪1‬‬
‫في حقيقة األمر العقيقة تشبه العتق عن المولود‪ ،‬فنن رهين بعقيقته فهي تفكه وتعتقه‪.‬‬
‫كما يتم النس عن الغالم‪ ،‬شاتان مكافدتان وعن الفتاة شاة واحدة‪ ،‬حيث روي عن النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم من قوله‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫(الغالم مرتهن بعقيقة‪ ،‬عنه يوم سابعه ويحلق أرسه‪ ،‬ويسمى من حلف)‪.‬‬
‫وال يعيق عن كبير ومن فاته العقيقة‪ ،‬يوم سابعه فال عقيقة عليه‪ ،‬بعد ذل وقد قيل عنه‬
‫في السابع الثاني‪ ،‬وليس على الناس التصدق‪ ،‬بوزن شعر المولود ذهبا أو ورقا‪ ،‬فمن فعل ذل‬
‫‪3‬‬
‫فال بدس به‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وال يباع شيء من لحم العقيقة‪ ،‬وال أهابها وال بدس باإلنتفاع بجلدها وهي في ذل مثل الذبيحة‪.‬‬
‫كما أنه تم اإلختالف في وقت ذبح العقيقة‪ ،‬فقيل وقتها وقت الضحايا‪ ،‬وقد تم الخالف فيه هل‬
‫هو من بعد الفجر أو من طلوع الشمس‪ ،‬أو من وقت الضحى أو غير ذل فقيل‪:‬‬
‫فهي تجزي في كل وقت وهو ظاهر‪ ،‬لما عرفت من عدم الدليل أنها مثل االضحية‬
‫‪5‬‬
‫من يتحمل العقيقة والمختص بذبحها‪ ،‬هو الملتزم لنفقة المولود‪ ،‬من أب أو جد أو أم الجدة‪.‬‬
‫والجدير بالذكر أن كثير من العاضالت المغاربية‪ ،‬كانوا يقومون بختان أوالدهم في يوم‬
‫‪6‬‬
‫السابع من والدتهم أو ما يعرف‪ ،‬بلفظ الطهارة وهي سنة مؤكدة‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وال ش أن ختان األوالد‪ ،‬كان عادة شاضعة في الجاهلية‪ ،‬فقد ذهب أدم ميتز أن هذا اإلحتفال‬

‫‪ -1‬يسرى السيد محمد‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬ابي الوليد ابن رشد القرطبي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.392‬‬
‫‪ -3‬ابن جالب البصري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.394‬‬
‫‪ -4‬ابن زيد القيرواني‪ ،‬شرح ابن ناجي التنوخي‪ :‬متن الرسالة‪ ،‬تح‪ :‬احمد فريد المريدي‪ ،‬ط ‪ ،1‬لبنان‪ ،2337 ،‬ص ‪.452‬‬
‫‪ -5‬ابن جالب البصري‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -6‬الماوردي البصري‪ ،‬الحاوي الكبير‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد معو‪ ،،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،1994 ،‬ج ‪ ،15‬ص‬
‫‪.129‬‬
‫‪ -‬الختان‪ :‬امرنا اهلل ورسوله (ص)‪ ،‬او أرشدنا الى فعله‪ ،‬فانه خير‪ .‬وقال ابن حجر‪( :‬الختان مصدر ختن‪ ،‬أي قطع والختن‬
‫قطع بع‪ ،‬مخصوص‪ ،‬من عضو مخصوص) ‪ /‬أبو معاذ‪ ،‬الختان وبع‪ ،‬ما يتعلق به من احكام‪ ،‬مركز طما‪ ،‬محافظة‬
‫سوهاج‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -7‬ادم ميتز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪49‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪1‬‬
‫بهذه المناسبة كان شبيها بنعياد بلوغ الشباب عند القدماء‪.‬‬
‫لم تنف أن أصبحت هذه العادة‪ ،‬سنة للمغاربة التي درجوا على اإلحتفال‪ ،‬لما فيها من‬
‫الفواضد الصحية بالنسبة لإلنسان‪ ،‬ومهما يكن فقد أصبح ختان األوالد‪ ،‬مظه ار من مظاه ار لحياة‬
‫‪2‬‬
‫االجتماعية الساضدة في المغرب اإلسالمي‪ ،‬مثل بقية أنحاء العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫كان والد الطفل يقوم بنعداد وليمة‪ ،‬بمناسبة ختان طفله وربما كانت المناسبة‪ ،‬كغيرها‬
‫‪3‬‬
‫المناسبات تعتمد على حال الرجل المادية‪.‬‬
‫أ ما فيما يخص بالكيفية التي بها عملية‪ ،‬الختان وبع‪ ،‬ما أحاط من مظاهر‪ ،‬إحتفالية‬
‫فقد أ فادنا القاضي النعمان بمعلومات مفيدة فقال‪( :‬والختانون في السردافات‪ ،‬على الكراسي‬
‫وبين أيديهم المنابر‪ ،‬لجلوس الصبيان والقوم يمسكونهم‪ ،‬في حجورهم ويذرون الذ اررات الممسكة‬
‫‪4‬‬
‫للدم على فتانهم ‪..........‬ويصحبون من طهر منهم يزفون به الى منزله)‪.‬‬
‫وتختلف الزفات باختالف اإلمكانيات المادية‪ ،‬فبع‪ ،‬العاضالت المغاربية‪ ،‬تكون زفة إبنهم‬
‫مشيا على اإلقدام‪ ،‬تتقدمهم الموسيقى والبع‪ ،‬األخر تكون زفة خيالية‪ ،‬حيث يركب جميع‬
‫‪5‬‬
‫المعزومين والمطهر الخيول وأمامهم الطبلة والزمارة وتمتد الوليمة ‪ 7‬أيام‪.‬‬

‫‪ -1‬ادم ميتز‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬


‫‪ -2‬رفيق بوراس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -3‬جودت عبد الكريم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.323‬‬
‫‪ -4‬القاضي النعمان بن محمد‪ ،‬المجالس والمسايرات‪ ،‬تج‪ :‬الحبيب الفقي إبراهيم شيوخ‪ ،‬ومحمد العالوي‪ ،‬مطبعة الرسمية‬
‫للجمهورية التونسية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪ ،1978 ،‬ص ‪.557‬‬
‫_ ان اول من ختن هو إبراهيم‪ ،‬حيث رواه مال في الموطد فقال‪( :‬عن يحي بن سعيد عن سعيد بن المسيب‪ ،‬انه قال‪( :‬كان‬
‫إبراهيم اول الناس ضيف الضيف‪ ،‬وأول الناس اختتن‪ ،‬وأول الناس قص الشارب‪ ،‬وأول الناس رأى الشيب‪ ،‬فقال‪ :‬يارب ما‬
‫هذا؟ فقال اهلل تبار وتعالى‪ :‬وقار يا إبراهيم فقال‪ :‬رب زدني وقارا)‪ / .‬ابومعاذ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬
‫_ الختان سنة مؤكدة وهو مذهب الحنفية‪ ،‬والمالكية واختاره بع‪ ،‬الشافعية‪.‬‬
‫‪ -5‬احمد بن قاسم العنسي اليماني الصنعاني‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.483‬‬

‫‪50‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ففي العهد الفاطمي عموما كان الختان‪ ،‬ذات طابع جماعي وفي هذا الصدد‪ ،‬أنه في سنة‬
‫‪1‬‬
‫‪333‬ه ‪941 /‬م ختن إسماعيل المنصور أوالده‪.‬‬
‫كما أ ن إسماعيل المنصور‪ ،‬قام بختن ألف صبي من القيروان‪ ،‬وقام بنعطاضهم ما ينفقون‬
‫‪2‬‬
‫وكساهم كما أنه قام بدمر كتامة بختن أوالدهم‪.‬‬

‫‪-1‬رفيق بوراس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.558‬‬


‫‪ -2‬رفيق بوراس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫_ الختان‪ :‬واجب في اإلسالم‪ ،‬على مر العصور ففي العهد العثماني‪ ،‬مثال نجد الداي يشترط على االسرى الختان‪ ،‬الذي‬
‫يكون ضمن مراسيم اعالن اسالمهم‪ ،‬حيث بعد نطق الشهادتين تجري لهم عملية الختان‪.‬‬
‫واتجه الفقهاء إلى القول بلزوم الختان‪ ،‬تبعا للقاعدة األصولية التي تقرر أن ما ال يتم الواجب‪ ،‬إال بة فهو واجب ومن هنا كان‬
‫الختان واجبا‪ ،‬عند أكثر المفكرين المسلمين ويضاف إلى ذل ‪ ،‬ما يقرره األطباء والمجربون‪ ،‬من أن ما تحت القلفة يعد منبتا‬
‫خصبا لتكوين االف ارزات‪ ،‬التي قد تسبب للجسم ألوانا من االمرا‪ ،،‬فاذا صح هذا كان الختان واجبا ككل شيء وقاءي يحفظ‬
‫على االنسان حياته‪ / .‬احمد شلبي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪51‬‬
‫األعياد االجتماعية للمغاربة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لمبحث اإلحتفال بالعقيقة وختان األطفال ما يلي‪:‬‬


‫_ بداية نقول أن البيوت المغاربية‪ ،‬تحرص داضما في كامل أنحاء المغرب اإلسالمي‪ ،‬على‬
‫اإلحتفال بالعقيقة واحياضها‪ ،‬رغم الدخل المادي المحدود‪ ،‬والظروف اإلجتماعية القاهرة فدعوة‬
‫األقارب والترحيب بالمولود‪ ،‬أمر مفروغ منه وال يختلف فيه إثنين‪.‬‬
‫_ غير أن لزمن غير بعيد أصبح المغاربة‪ ،‬ال يقومون بنحياء هذه السنة‪ ،‬إال في هذه السنوات‬
‫بسبب إنتشار الوعي الديني‪ ،‬من خالل الفضاضيات والمساجد‪.‬‬
‫_ والعقيقة يعبر بها المغاربة‪ ،‬عن فرحتهم بنزدياد مولود جديد بالسبوع‪ ،‬وهو إحتفال يدعى إليه‬
‫األقارب وتظهر فيه العديد من الطقوس‪ ،‬حسب إمكانيات كل عاضلة والجميع يهدف لترحيب‬
‫بالفرد الجديد‪ ،‬معبرين عن فرحتهم بنقامة الوالضم‪.‬‬
‫_ إلى جانب العقيقة هنا مناسبة أخرى‪ ،‬ال تقل أهمية أو أكثر منها وهي الختان‪:‬‬
‫ذل المعبر المؤلم بين عالم الطفولة ودنيا الرجولة‪ ،‬وهو إحدى سنن الفطرة‪ ،‬فهو نموذج لعديد‬
‫من مظاهر السلو االجتماعي‪ ،‬التي يتداخل فيها المقدس باألسطوري‪ ،‬ويحجب فيها الموروث‬
‫الثقافي في البعد الديني‪ ،‬لعملية كان معموال بها في مجتمعات‪ ،‬ما قبل اإلسالم قبل أن ترسخها‬
‫السنة النبوية‪ ،‬كشرط لوجوب إكتمال العقيدة‪.‬‬
‫_ في الحقيقة طقوس الختان في المغرب عموما‪ ،‬رغم اختالفها في تفاصيلها‪ ،‬اال انها ال تتوحد‬
‫في مظاهرها العامة‪ ،‬ورغم عامل الزمن إال أن طابعها اإلحتفالي‪ ،‬لم يتغير كثي ار عما كان عليه‬
‫سابقا‪.‬‬
‫_ فجميع األقطار المغربية‪ ،‬تتشابه في طريقة اإلحتفال‪ ،‬بهاتين المناسبتين‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬

‫المبحث األول‪ :‬عيد النيروز وعيد المهرجان‬

‫برس السنة (الميالدية والهجرية)‬


‫المبحث الثاني‪ :‬االحتفال أ‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بع‪ ،‬أعياد اليهود‬


‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث األول‪ :‬عيد النيروز وعيد المهرجان‬


‫يعتبر عيد النيروز وعيد المهرجان‪ ،‬من أهم األعياد التي يحتفل بها النصارى‪ ،‬حيث‬
‫يقومون باإلستعداد لها أتم استعداد‪ ،‬ولكن الشيء الغريب هو مشاركة المغاربة‪ ،‬في هاته األعياد‬
‫والتحضير لها‪ ،‬باإلضافة الى تهنضة النصارى‪ ،‬بعيدهم وقبول الهدايا منهم‪.‬‬
‫بداية النيروز أو النيروز هو عيد الربيع‪ ،‬وكلمة نوروز كلمة أعجمية‪ ،‬من المواسم القديمة‬
‫‪1‬‬
‫إتخذها الفرس إلحياء العام الجديد‪ ،‬وهو يوم من أيام السنة عندهم‪.‬‬
‫كما أن النيروز يقع عند اإلعتدال الربيعي‪ ،‬ودخول الشمس في برج الحمل‪ ،‬أي عند‬
‫إبتداء فصل الربيع فنتخذ هذا اليوم‪ ،‬موسما يلبس فيه الجنود مالبس الربيع‪ ،‬والصيف وفيه‬
‫يحتفلون بعيد النيروز‪ ،‬ومن إتخذ هذا اليوم على ما ذكره البيروني‪ ،‬وهو جم شيد والذي تعني‬
‫‪2‬‬
‫نو‪ :‬جديد ‪ /‬وروز‪ :‬اليوم‪.‬‬
‫أمثال عامة تضمنت عدة إشارات‪ ،‬حول اإلحتفال بهذا العيد‪ ،‬وهو عيد السنة‬ ‫وهنا‬
‫الفارسية مما يدل على تجذر‪ ،‬هذه العادة في األوساط الشعبية‪ ،‬بل ثمة ما يصور حرصهم‬
‫على اإلحتفال به‪ ،‬وهنا دليل على ذل ذكره إبن مسعود القرطبي‪ ،‬في إحدى قصاضده حيث‬
‫‪3‬‬
‫طلبت زوجته منه شراء مستلزمات العيد‪.‬‬
‫من العادات المتبعة في هذا العيد‪ ،‬يقوم النصارى بشراء بع‪ ،‬اللوازم‪ ،‬كالحناء واللحم‬
‫باإلضافة إلى صناعة الحلوى‪ ،‬وفواكه ذات أشكال واصناف‪ ،‬ويتباهون في إعدادها وتوزيعها‬
‫‪4‬‬
‫على األطفال‪ ،‬إلدخال السرور عليهم‪ ،‬وتوسيعا في الترفيه على أنفسهم‪.‬‬
‫لم يكن المغاربة يشاركون النصارى‪ ،‬فقط في أعيادهم بل كانوا يستعدون‪ ،‬قبل قدوم العيد‬

‫‪ -1‬حسن إبراهيم حسن‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.355‬‬


‫‪ -2‬المقريزي‪ :‬المصدر السابق‪ :‬ج ‪ ،2‬ص ‪.494‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -4‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬

‫‪54‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وورد في هذا اإليطار أبياتا‬ ‫بشراء بع‪ ،‬الحاجيات االزمة‪ ،‬لذل‬ ‫من أجل اإلحتفال وذل‬
‫لتعبير عن اإلستعداد لإلحتفال‪ ،‬بعيد النيروز‪ 1.‬كان المغاربة يبيعون اللعب المصنوعة‪ ،‬على‬
‫شكل صور تسمى الزيافات‪ ،‬رغم أن الفقهاء لم يجيزوا عمل شيء من الصور‪ ،‬وال بيعها كما‬
‫‪2‬‬
‫كان أهل المغرب‪ ،‬يوقدون النيران تحت الثمار واإلستحمام‪ ،‬وغسل دوابهم في ليلة الحجوز‪.‬‬
‫وكانت لهذا العيد مكانة كبيرة عند النصارى‪ ،‬حيث يتبادلون فيه الهدايا من األطعمة‪ ،‬وأنواع‬
‫التحف ويقومون بتر أعمالهم‪ ،‬كما قام الشعراء المغاربة بتخليد هذا العيد‪ ،‬أمثال إبن عمار‬
‫الذي أهدي للمعتمد‪ ،‬ثوب صوف بحري يوم النيروز‪ 3.‬كما يوجد مصادر تبين أن النيروز كان‬
‫‪4‬‬
‫مناسبة إلقامة الزواج‪ ،‬وكانت العادة أن تصنع حلويات على شكل مداضن مسيجة‪.‬‬
‫أما فيما يخص تونس فكان إصطالح النيروز‪ ،‬هو أول يوم من شهر مايو‪ /‬ماي‪ ،‬ألن‬
‫في هذا الشهر‬ ‫غالب سنينهم يطيب فيها زرعهم‪ ،‬ويخرج الجباه إلى أطراف البالد‪ ،‬وكذل‬
‫تظهر مجموعة من الثمار‪ ،‬وسكان تونس يزعمون أن هذا شهر تظهر سبع غالل‪ ،‬ويعدونه‬
‫وجرت به العادة‪ ،‬منذ عهد بني حفص الى اليوم‪ 5.‬وهنا إحتفال أخر يعتبر من أكبر أعيادهم‪،‬‬
‫قبل أن يعتنقوا الدين اإلسالمي‪ ،‬وهو عيد المهرجان أو ما يعرف بالعنصرة‪ ،‬ويكون في ‪24‬‬
‫من يونيو‪ ،‬ويوافق بداية الصيف وقد خلدته أشعار حول هذا اليوم‪ ،‬وتقام فيه أعمال احتفالية‬
‫‪6‬‬
‫كذل ‪.‬‬
‫وأشتهر هذا اليوم بشعلة النار‪ ،‬التي كانوا يقيمونها ويقفزون فوقها‪ ،‬واحتفاال به يبدي‬

‫‪ -1‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.132‬‬


‫‪ -2‬كمال أبو مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -4‬ابن ابي دينار‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -5‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪ -6‬عيسى بن الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬

‫‪55‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المغاربة بهجتهم بموسم العنصرة‪ ،‬بلبس اللباس الجديد واجراء سباق‪ ،‬للخيول ويعد هذا العيد‬
‫‪1‬‬
‫من األعياد التي ورثتها اسبانيا المسيحية‪ ،‬عن العصور الوثنية السابقة أعيادا نصرانية‪.‬‬
‫كما إعتاد المغاربة‪ ،‬يوم العنصرة على إجراء المسابقات والمباريات‪ ،‬وتقوم النساء بتزيين‬
‫بيوتهن واخراج الثياب إلى الندى‪ ،‬في الليل ووضع ورق االكرنب‪ ،‬والخضرة في ثيابهن ويحرصن‬
‫‪2‬‬
‫على اإلغتسال‪.‬‬
‫على أن مشاركة المغاربة‪ ،‬باإلحتفاالت بهاذين اليومين‪ ،‬اقتصرت على تبادل الهدايا‬
‫والخروج إ لى المتنزهات ترويحا على النفس‪ ،‬حيث يرقصون ويغنون‪ ،‬كما يقوم الخلفاء على‬
‫‪3‬‬
‫توزيع هداياهم على حاشيتهم‪ ،‬ويتلقوا الهدايا من وزراضهم وعاضالتهم‪.‬‬
‫كما أنه يقال أن الزوجة تقوم في هذا اليوم‪ ،‬على سحر زوجها وهي أسطورة‪ ،‬قد تكون‬
‫ضربا من الخيال أو مجرد راسب من جهل الماضي‪ ،‬وتتمثل بعادة تناول غاللة – الحلزون –‬
‫بالرباط وسال حيث أن الزوجة‪ ،‬تقوم باألخذ بنصيحة أمها‪ ،‬وتعد طبقا من غاللة وتزودها‬
‫‪4‬‬
‫بدعشاب مخدرة‪ ،‬ألجل سحر زوجها‪.‬‬

‫‪ -1‬عيسى الذيب‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬


‫‪ -2‬كمال أبو مصطفى‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -3‬احمد عبد الباقي‪ ،‬معالم الحضارة العربية في القرن ‪3‬ه‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط ‪ ،1‬لبنان‪،1991 ،‬‬
‫ص‪.92‬‬
‫‪ -4‬عبد اهلل شقرون‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬

‫‪56‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لعيدي النيروز والمهرجان ما يلي‪:‬‬


‫_ يعتبر عيد النيروز والمهرجان‪ ،‬أو اللذان يعرفان بعيد الربيع والعنصرة‪ ،‬من أهم األعياد التي‬
‫يحتفل بها النصارى‪ ،‬منذ القديم‪.‬‬
‫_ في الحقيقة أ ن تجهيزات هذين المناسبتين‪ ،‬مشابهة لتحضيرات المغاربة‪ ،‬لعيدي الفطر‬
‫واألضحى كشراء الحناء وصناعة الحلوى وغيرها‪.‬‬
‫_ المالحظ في هاتين العيدين‪ ،‬مشاركة المغاربة لهؤالء النصارى‪ ،‬وتهنضتهم بها واظهار الفرح‬
‫والسرور‪.‬‬
‫_ كما أن أبرز مثال على هاته المشاركة‪ ،‬يظهر في تونس حيث إحتفل أهلها‪ ،‬بعيد المهرجان‬
‫منذ عهد بني حفص‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫برس السنة (الميالدية والهجرية)‬


‫المبحث الثاني‪ :‬االحتفال أ‬
‫برس السنة الميالدية‪ ،‬أو ما‬
‫لقد شاع في بالد المغرب اإلسالمي‪ ،‬ظاهرة االحتفال أ‬
‫يعرف بعيد ينير فمن يزور بالد المغرب‪ ،‬في هذا اليوم يندهش لما يراه من مظاهر الفرح‬
‫والسرور واستعدادهم الستقبال هذا العيد‪ ،‬وانفاق األموال عليها‪ .‬في حين هنا إحتفال أخر‬
‫ينتظره المغاربة‪ ،‬ويعتبر حدث ثقافي هام وهو أرس السنة الهجرية‪ ،‬اليوم األول من شهر المحرم‬
‫الشهر‪ ،‬في التقويم اإلسالمي حيث يستخدم الكثير من المغاربة‪ ،‬هذا التاريخ ليتذكروا أهمية‬
‫هذا الشهر‪ ،‬في حين تختلف مظاهره بالنسبة لشيعة الذين يعتبرون هذا اليوم للحزن لتزامن‬
‫الذكرى مع بداية‪ ،‬شهر محرم الذي يشهد واقعة كربالء‪.‬‬
‫عيد ينير وهو عيد ميالد المسيح ‪-‬ع س – ويسمى الكريسمس‪ ،‬وهو في ‪ 25‬من شهر‬
‫ديسمبر عند عامة النصارى‪ ،‬واالحتفال به قديم في كتب التاريخ‪ ،‬وكان لهم من األعمال الغريبة‬
‫‪1‬‬
‫في هذا العيد شيء كثير‪.‬‬
‫ففي هذا الصدد سضل عيسى بن محمد التميلي‪ ،‬عن ليلة ينير التي يسمونها الناس‪،‬‬
‫الميالد ويجتهدون لها في اإلستعداد ويجعلونها كدحد األعياد‪ ،‬ويتهادون بينهم صنوف األطعمة‬
‫‪2‬‬
‫وأنواع التحف‪ ،‬وتتر األعمال تعظيما باليوم‪.‬‬
‫المالحظ في هذا العيد يتم تقديم التهاني‪ ،‬وتصنع فيه أصناف كثيرة من الحلوى‪ ،‬تسمى‬
‫المداضن وهي على شكل مدن ذات اسوار‪ ،‬اثارت اعجاب أحد الشعراء فشبهها بالعروس وذكر‬
‫المواد التي تصنع منها‪ ،‬وتقدم لألطفال وكان المغاربة يلبسون أجمل الثياب‪ ،‬إحتفاال باليوم‬
‫‪3‬‬
‫واستدعاء األحباب‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم بن محمد الحقيل‪ ،‬أعياد الكفار وموقف المسلم منه‪ ،‬مجلة البيان‪( ،‬د‪ ،‬ع)‪ ،‬الريا‪( ،،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -2‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،11‬ص ‪.151‬‬
‫‪-3‬عبد القادر بوتشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫_ قد تدثر كثير من المغاربة‪ ،‬في مختلف البالد بشعاضر وطقوس النصارى‪ ،‬في هذه المناسبة حيث تنتشر هدايا البابا نويل‬
‫المعروفة في المتاجر والمحالت‪ ،‬التي يملكها في كثير من األحيان مغاربة‪ ،‬وكم من بيت تل الهدايا‪ ،‬وكم من طفل مسلم‬
‫يعرف البابا النويل وهداياه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجدير بالذكر أنه في المغرب الشرقي‪ ،‬ومناطق القباضل بالجزاضر‪ ،‬فننها تولي أهمية بالغة‬
‫برس السنة بشكل كبير‪ ،‬على غرار باقي األعياد الدينية‬
‫بحلول السنة الجديدة‪ ،‬إذ يتم االحتفال أ‬
‫‪1‬‬
‫ويتم خاللها تبادل الزيارات بين األقارب‪.‬‬
‫أما فيما يخص النصارى فكانوا في هذا العيد‪ ،‬يجمعون أوراق الشجر وتنقيعه واالغتسال‬
‫واالكتحال‪ ،‬وكانوا يعطلون األعمال لمدة ‪ 0‬أيام‪ ،‬ويعملون الكع وكان المغاربة‪ ،‬يشاركون في‬
‫‪2‬‬
‫هذه المناسبة بدعداد بفوق اعداد النصارى‪.‬‬
‫فيما كانت أسواق المغاربة‪ ،‬تعج بمختلف الفواكه الجافة التي خلطها في نفس الكيس‪،‬‬
‫ويتم في هذه الليلة إعداد بركوكس‪ ،‬وتقدم طيلة اليوم الفواكه الجافة‪ ،‬للضيوف مع الشاي وفي‬
‫‪3‬‬
‫بع‪ ،‬المناطق يتم تر حصة من العشاء‪ ،‬في الهواء تبركا بالسنة الجديدة‪.‬‬
‫يحتفل النصارى بهذا العيد‪ ،‬تجديدا لذكر مولد المسيح (ع س) كل عام‪ ،‬ولهم فيه شعاضر‬
‫وعبادات حيث يذهبون إلى الكنيسة‪ ،‬ويقيمون الصلوات ويصل العيد ذروته‪ ،‬بنحياء قداس‬
‫‪4‬‬
‫منتصف الليل حيث تزين الكناضس‪ ،‬ويغني الناس أناشيد عيد الميالد‪.‬‬
‫المالحظ في الريف المغربي‪ ،‬يخصص السكان يومين لإلحتفال‪ ،‬حيث تجهز النساء‬
‫أطباق من مختلف أنواع الفواكه الجافة‪ ،‬ويتوزع الصبيان في كل قرية مرددين عبارات‪ ،‬معينة‬
‫‪5‬‬
‫وتقوم النساء بنعطاضهم الفواكه والفطاضر‪ ،‬ثم يعودون إلى المنازل وتقاسموا ما جمعوه‪.‬‬
‫في الحقيقة أن في شهر محرم تعلن فيه‪ ،‬الكثير من الدول المغاربية العطلة الرسمية‪،‬‬
‫وتقيم اإلحتفاالت التي تتمثل في توزيع الحلوى‪ ،‬وسرد سيرة الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬عبد الكريم بركة‪ ،‬طقوس االحتفال بالمناسبات واالعياد بشمال افريقيا‪ ،‬مجلة الثقافة الشعبية‪ ،‬ع ‪( ،19‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم بن محمد الحقيل‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريم بركة‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد األمين ولد ان‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -5‬عبد الكريم بركة‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫_ بركوكس‪ :‬تصنع يدويا من دقيق‪ ،‬وأحيانا من القمح‪ ،‬وتخلط معه الطماطم واللحم‪ ،‬الذي يكون في الغالب لحم دجاج‬

‫‪59‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪1‬‬
‫يتبادل المغاربة المعايدات إضافة إلى إقامة العبادات الدينية المختلفة‪.‬‬
‫كما هو معروف هنا الكثير من اإلختالفات في المعتقدات بين السنة والشيعة لكن تل‬
‫اإلختالفات لم تمس أرس السنة الهجرية فيحتفل بها باليوم نفسه وال يختلفون إال إذا لم يتحر‬
‫‪2‬‬
‫أحد منهم الهالل‪.‬‬
‫هذا اإلحتفال أقامه العبديون‪ ،‬في مصر ولهم شعاضر يقيمونها‪ ،‬بمناسبة كل عام في أول‬
‫محرم حيث بذبح الخراف‪ ،‬وتوزع على رجال الدولة‪ ،‬وأصحاب الدواوين وأرباب السيوف واالقالم‬
‫‪3‬‬
‫وأنواع الحلوى‪.‬‬

‫‪ -1‬رندا مصطفى‪ ،‬بحث في راس السنة الهجرية‪ ،‬مجلة الرضيسة‪( ،‬د‪ ،‬ع)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪.2315،‬‬
‫‪ -2‬رندا مصطفى‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد بن العثيمين‪ ،‬مجلة اإلسالم‪ ،‬ع‪( ،43‬د‪ ،‬م)‪ ،2334 ،‬ص‪.22‬‬

‫‪60‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لمبحث االحتفال بدس السنة (الميالدية والهجرية) ما يلي‪:‬‬
‫إن اإلحتفال بعيد أرس السنة الميالدية‪ ،‬هو ظاهرة مشتر بين المغاربة والنصارى‬
‫فالمغاربة كانوا يستعدون لهذا اإلحتفال‪ ،‬بشكل كبير على غرار باقي األعياد‪ ،‬عنهم حيث يتم‬
‫شراء اللوازم وتحضير وغيرها‪.‬‬
‫والمالحظ تدثر المغاربة بالنصارى‪ ،‬نتيجة إختالطهم بهم فنتج عنهم هذا‪ ،‬اإلمتزاج رغم أنه‬
‫ليس من ضمنن المغاربة إال أنهم كانوا يجهزون أنفسهم قبل الحفل‪.‬‬
‫أما أرس السنة الهجرية فكان المغاربة‪ ،‬ينتظرون هذا اليوم ويقومون‪ ،‬باإلستعداد له محتفلين به‬
‫كساضر األعياد األخرى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أعياد اليهود‬


‫في القرن ‪ 7‬م وصل الفتح اإلسالمي الى بالد المغرب‪ ،‬وشهدت تل البالد مرة أخرى‬
‫الحين إلى‬ ‫مجيء عدد من اليهود أعداد كبيرة‪ ،‬وفي ظل اإلسالم اضطر اليهود‪ ،‬في ذل‬
‫العيش كمواطنين من الدرجة الثانية‪ ،‬أو كما أن اهل الذمة عاشوا في كنف‪ ،‬بالد المغرب‬
‫متمتعين بحريتهم في ممارسة معتقداتهم واحتفاالتهم‪ ،‬دون تدخل شعوب المغرب بل وقام سكان‬
‫المغاربة‪ ،‬بمشاركة هؤالء في معظم إحتفاالتهم وتهنضتهم به‪.‬‬
‫في حقيقة األمر اليهود تنقسم أعيادهم‪ ،‬الى قسمين األعياد التي جاءت في التوراة‪ ،‬حسب‬
‫أقوالهم واألعياد التي يزعمون على وجودها فيها‪.‬‬
‫أ_ راس السنة العبرية‪:‬‬

‫أول األعياد التي ذكرت في التوراة‪ ،‬حسب أقوال اليهود‪ ،‬وهو في منزلة عيد األضحى‬
‫عند المغاربة‪.‬‬
‫يسمونه اليهود أيضا براس هيشا‪ ،‬أي أرس الشهر كما جاء في التوراة‪ ،‬وتدوم مدة‬
‫اإلحتفال يومين األول ينفخ في البوق‪ ،‬واذ صادف يوم السبت ينفخ في اليوم الثاني‪ ،‬ففي هذا‬
‫‪1‬‬
‫اليوم يقوم اليهود بنرتداء أثواب الحداد‪ ،‬وال يحتفلون به بالمدكوالت وانما بالصالة‪.‬‬
‫ب_ عيد صوماريا‪:‬‬
‫هذا العيد من األعياد الخمس‪ ،‬التي ذكرتها التوراة حسب زعم اليهود‪ ،‬ويقابل شهر‬
‫رمضان بالنسبة للمغاربة أو المسلمين كافة‪.‬‬
‫ويسمى الكبور وهو عند اليهود الصوم العظيم‪ ،‬الذي يقولون بدن اهلل‪ ،‬فر‪ ،‬عليهم‬
‫صومه ومدته خمس وعشرين ساعة‪ ،‬يبدأ من قبل غروب شمس اليوم التاسع من شهر‬
‫‪2‬‬
‫تشرين يمضي ساعة بعد غروبها في اليوم العاشر‪ ،‬وربما سموه العاشور‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد شحالن‪ ،‬اليهود المغاربة من منبت األصول الى رياح الفرقة‪ ،‬دار ابي الرقراق‪ ،‬ط‪ ،1‬الرباط‪ ،2339 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ -2‬القلقشنندي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.428‬‬

‫‪62‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫د_ عيد المظلة‪:‬‬


‫هذا العيد ذكر في المرتبة الثالثة‪ ،‬في التوراة حسب اقاويل اليهود*‪ ،‬ويعتبر من األعياد‬
‫المهمة عندهم‪.‬‬
‫يقع عيد المظال بين ‪ 15‬و‪ 21‬من شهر تشرين‪ ،‬ويذكرهم هذا اليوم بحالة االستعجال‬
‫التي عاشها بنو إسراضيل‪ ،‬في الصحراء وكان اليهود في ظنهم أن هذا اليوم رمز لمعجزة كما‬
‫‪1‬‬
‫أن العيد مرتبط بنهاية جمع المحاصيل وطبقا لهذا سمي بعيد الجني‪.‬‬
‫ا_ عيد الفطير‪:‬‬
‫يعتبر عيد الفطير أو ما يعرف بعيد الفصح‪ ،‬من أهم األعياد التي يحتفل بها اليهود‪،‬‬
‫حيث يقومون باإلستعداد له‪ ،‬والمالحظ أن اليهود في هذا العيد يقومون بمشاركة المغاربة إلى‬
‫جانبهم‪.‬‬
‫إن أخبار إحتفال اليهود بدعيادهم‪ ،‬تكاد تكون معدومة في المصادر التاريخية‪ ،‬وقد حفظت‬
‫لنا كتب النوازل الفقهية‪ ،‬بع‪ ،‬اإلشارات حول قيام اليهود‪ ،‬بتقديم بع‪ ،‬الهدايا للمغاربة خالل‬
‫‪2‬‬
‫فترة أعيادهم وبخاصة عيد الفطير‪.‬‬
‫أو ما يعرف بعيد الفصح‪ ،‬ويقع بين ‪15‬و‪ 22‬نيسان‪ ،‬وهو بداية الحصاد ويمنع في هذا‬
‫اليوم تناول الخبز المخمر‪ ،‬خالل ثمانية أيام كما أن اليهود‪ ،‬كانوا يدكلون الخبز من عجين‬
‫فطري تذكي ار بدنهم عند فرارهم‪ ،‬مع موسى من فرعون كانوا مستعجلين‪ ،‬ولم يهتموا بالتدنق‬
‫‪3‬‬
‫وتذكي ار بمعيشة البداوى‪.‬‬
‫المالحظ في هذا العيد أن اليهود يقومون بصناعة الرغاضف‪ ،‬واهداضها إلى جيرانهم‬
‫المغاربة‪.‬‬

‫_ اليهود‪ :‬من الهوادة وهي المودة‪ ،‬او التهود وهي التوبة كقول موسى عليه السالم (ان هدنا الي )‪ .‬اآلية ‪ 15‬األعراف ‪/‬‬
‫‪ -1‬القلقشندي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.420‬‬
‫‪ -2‬كواتي مسعود‪ ،‬ايهود في المغرب اإلسالمي‪ ،‬دار هومه للنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪ ،2333 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -3‬احمد شحالن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪63‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج_ عيد األسابيع‪:‬‬


‫يعتبر من اهم األعياد الدينية بالنسبة لليهود‪ ،‬وفي الحقيقة خضع هذا العيد‪ ،‬لمجموعة‬
‫من التغيرات وتطورات تاريخية‪ ،‬ففي البداية ذكر هذا العيد دون تاريخ‪ ،‬ثم تغيرت األوضاع‬
‫فيما بعد فدصبح له يوم محدد لديهم‪.‬‬
‫عيد األسابيع يقع في يومي ‪ 0‬و‪ 7‬من شهر سوزان‪ ،‬وهي ذكرى نزول التوراة ويكون في‬
‫الصيف ونهاية موسم الحصاد‪ ،‬ويعرف كذل باسم يوم البواكير‪ ،‬كما أن عيد األسابيع يربط‬
‫‪1‬‬
‫بالتحرر بني إسراضيل‪ ،‬مما علق بهم من وثنية الزمن الماضي كما أنهم تقيدوا بما جاء بالتوراة‪.‬‬
‫_أما األعياد التي لم تنطق بها التوراة حسب زعمهم‪:‬‬
‫ا_ عيد العنصرة‪:‬‬
‫يعتبر هذا العيد من األعياد الدينية المهمة التي يحتفل بها اليهود‪ ،‬وهو من األعياد التي يتذكر‬
‫بها اليهود أحداث مرت عليهم مسبقا‪.‬‬
‫يمثل هذا العيد األسابيع التي أنزل اهلل فيها على بني إسراضيل الفراض‪ ،‬المتضمنة الوصايا‬
‫العشرة المنسوبة الى موسى (ع س)‪ ،‬ويسمى هذا العيد عشرتا ومعناه االجتماع‪ ،‬وفي هذا العيد‬
‫يخرج النساء لمشاركة الرجال‪ ،‬غير أن المغاربة منعوا هذا االختالط‪ ،‬مقتدين بالمهدي بن‬
‫‪2‬‬
‫تومرت‪.‬‬
‫ب_ يوم السبت‪:‬‬
‫هذا اليوم من أهم األيام عند اليهود‪ ،‬ألنه ذكر في توراة‪ ،‬باإلضافة إلى إعتباره يوم راحة وقد‬
‫‪3‬‬
‫ذكرت مجموعة من اآليات القرآنية في هذا اليوم‪.‬‬

‫‪ -1‬القلقشندي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.44‬‬


‫‪ -2‬شرقي نوارة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -3‬احمد شحالن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫_ السبت‪ :‬هو يوم الراحة واالنقطاع عن الراحة‪ ،‬ومنه قوله تعالى (‪ ....‬والنوم سباتا)‬
‫الفرقان‪ ،‬اآلية ‪.47‬‬

‫‪64‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يوم السبت هو عيد أسبوعي‪ ،‬يبدأ من غروب شمس يوم الجمعة إلى يوم السبت‪ ،‬وفي هذا‬
‫اليوم يقوم اليهود التوقف عن األعمال اليومية‪ ،‬ويعتقدون أن اهلل انقطع عن الخلق‪ ،‬في هذا‬
‫اليوم قال تعالى (انما جعل السبت على الذين إختلفوا فيه‪ ،‬وأن رب ليحكم بينهم يوم القيامة‬
‫‪1‬‬
‫فيما كانوا يختلفون) وبرغم من هذا كانوا يحسدون المغاربة على يوم الجمعة‪.‬‬
‫‪ _2‬اإلحتفال بالزواج‪:‬‬
‫يعتبر الزواج رابط مهم في تكوين األسرة‪ ،‬مهما كانت االسرة يهودية أو مغاربية‪ ،‬غير أن‬
‫مراسيم زواج عند اليهود تختلف عن المغاربة‪ ،‬في العديد من األمور ولكن مع مرور الزمن‬
‫تدثر اليهود بالمغاربة‪ ،‬وأصبحوا يشابهونهم‪.‬‬
‫يعتبر الزواج في الشريعة اليهودية‪ ،‬عملية شراء للزوجة بما لديها‪ ،‬وظهر التدثير اإلسالمي‬
‫واضحا في عقود الزواج لديهم‪ ،‬ففي عصر الموحدين كان الزواج‪ ،‬يتم وفقا لشريعة اإلسالمية‬
‫تبدأ مراسيم الزفاف في المغرب‪ ،‬بذهاب العروس إلى الحمام‪ ،‬وتتجمل وتضع الحناء على‬
‫‪2‬‬
‫يديها‪.‬‬
‫وقد تدثر اليهود بالبربر‪ ،‬ففي الكثير من األحيان كان البربر‪ ،‬يؤجرون منزال للعريس‬
‫يمكث فيه وان ظاهرة تعدد الزوجات لم تكن عند اليهود‪ ،‬حيث حرص أهل الفتاة عدم حصول‬
‫‪3‬‬
‫ذل لكن نظرة اليهود تغيرت‪ ،‬بسبب تدثرهم بالمغاربة‪.‬‬

‫‪ -1‬احمد شحالن‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬


‫‪ -2‬نور الهدى عبد العال‪ ،‬عادات وطقوس الزواج عند اليهود بالمغرب‪ :‬وتاثير البيضة المغربية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪،1989 ،‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان بشير‪ ،‬اليهود في المغرب العربي‪ ،‬عين لدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ،‬ط‪ ،1‬الزقازيق‪ ،2331 ،‬ص ‪.115‬‬
‫__ تنفرد الشريعة اليهودية‪ ،‬بنظام زواج اليبوم ويعني ضرورة زواج األخ من ارملة أخيه المتوفى‪ ،‬شريطة عدم انجابها األوالد‬
‫منه واذا سكن هو واخوه معا‪ ،‬ومات واحد منهم وليس له ابن‪ ،‬فال تصير امرأة الميت الى الخارج لرجل أجنبي أخو زوجها‪،‬‬
‫يدخل عليها ويتخذها لنفسه زوجة‪ / .‬عبد الرحمان بشير‪ :‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪65‬‬
‫األعياد الدينية للنصارى واليهود‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نستنتج من خالل دراستنا لألعياد التي إحتفل بها اليهود في بالد المغرب ما يلي‪:‬‬
‫_ كان اليهود يحتفلون بالعديد من األعياد‪ ،‬على عكس المغاربة الذين كان لهم‪ ،‬عيدين دينيين‬
‫هما عيد األضحى وعيد الفطر‪.‬‬
‫_ لقد قسمت األعياد الدينية التي إحتفل بها اليهود إلى قسمين‪.‬‬
‫_ فالجدير بالذكر أن اليهود‪ ،‬كانوا يزعمون أن التوراة‪ ،‬شرعت لهم خمسة أعياد‪ ،‬وباقي األعياد‬
‫هي أعياد الحقت بالتوراة‪.‬‬
‫_ ويظهر أ ن اليهود تدثروا بالمغاربة‪ ،‬جراء عيشهم في كنفهم‪ ،‬وخير مثال على ذل الزواج‬
‫الذي أصبحوا مع مرور الزمن‪ ،‬يتزوجون وفقا للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫_ باإلضافة إلى أن اليهود‪ ،‬كانوا يشبهون اعيادهم ‪ ،‬بدعياد المغاربة أو المسلمين بصفة عامة‬
‫مثال ذل عيد األضحى‪ ،‬يقابل عندهم عيد أرس السنة العبرية ‪ ،‬وشهر رمضان المبار يقابل‬
‫عندهم عيد صوماريا‪....‬‬

‫‪66‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫نستنتج من خالل ما قمنا بدراسته بدن‪:‬‬

‫لكل أمة من األمم أعياد ومناسبات‪ ،‬تحتفل بها وتعلن فيها فرحتها‪ ،‬وتحفزها إلى تنشيط‬

‫ذاكرتها وترسيخ الثقة‪ ،‬واإلعتزاز بدمجادها كما أنها تقوي بها عزيمتها‪ ،‬لمواصلة السير نحو‬

‫خير األمة وازدهارها وهذه كلها أمور فطرية‪ ،‬بحاجة اإلنسان لتحقيق التواصل‪ ،‬بينه وبين أفراد‬

‫المجتمع فاألعياد دفع للمجتمع ونشاطه خالل السنة‪.‬‬

‫_ مثال على ذل بالد المغرب‪ ،‬يعتبر كغيره من البلدان فله العديد من األعياد واالحتفاالت‬

‫المرتبطة بشخصيته التاريخية‪ ،‬كعيد الفطر واالضحى‪ ،‬المعروفان باسم العيد الصغير والكبير‬

‫فهاته األعياد تبرز اإلنتماء إلى األمة اإلسالمية‪.‬‬

‫_ كما أنه ال يمكن فصل األعياد‪ ،‬عن التكوين الفكري والديني للشعوب‪ ،‬فدغلب أعيادهم‬

‫واحتفاالتهم منبثقة عن الدين اإلسالمي‪ ،‬وشعاضرها مرتبطة بما جاء به الشرع أو نظمه الفقهاء‪.‬‬

‫الشيء المالحظ في أعياد المغاربة‪ ،‬هو حفاظهم على طابع األعياد واالحتفاالتهم‪ ،‬كما ورثوها‬

‫على أجدادهم‪ ،‬حيث عملوا جاهدين على تخليد هذه المناسبات‪ ،‬واإلبقاء على لمستها القديمة‬

‫فقد قاموا بندخال بع‪ ،‬اإلضافات‪ ،‬لكن بقوا متمسكين بنواة األعياد األصلية‪ ،‬التي إكتسبوها‬

‫عن أسالفهم الذين سبقوهم في أزمنة عابرة‪ ،‬وهذا دليل تقديسهم للموروث القديم‪.‬‬

‫_ في حقيقة األمر أن األعياد واالحتفاالت‪ ،‬التي يعمل المغاربة على إحياضها‪ ،‬كل سنة‬

‫‪68‬‬
‫خاتمة‬

‫الهدف من وراء هذه األعياد‪ ،‬هو المحافظة على الموروث القديم‪ ،‬بمعنى اإلبقاء على ما خلفه‬

‫أجدادهم لهم‪ ،‬لذا عملوا جاهدين على إقامتها‪ ،‬وفقا لطابعها والتمس بفتراتها الزمنية‪ ،‬ومظاهرها‬

‫والتثبت بقيمها من أجل منح القدوة الحسنة‪ ،‬لألجيال الناشضة حتى تبقى لمسة السابقين‪ ،‬في‬

‫حياة القادمين‪.‬‬

‫_ بالنسبة لشعوب المغاربة‪ ،‬األعياد واالحتفاالت ليست مجرد مناسبات‪ ،‬يقومون بنحياضها وانما‬

‫هي ميزة أو طابع خاص‪ ،‬تعبر عنهم هذا الطابع خلفه لهم أجدادهم‪ ،‬لذا البد من المحافظة‬

‫عليه‪.‬‬

‫_الجدير بالذكر أن المولد النبوي الشريف‪ ،‬كان له وزن كبير عن باقي األعياد‪ ،‬بالنسبة للمغاربة‬

‫فهذا اليوم كان له طابعا دينيا واجتماعيا‪ ،‬حيث تلتقي األسر فيما بينها‪ ،‬لما لذل من دور في‬

‫ترسيخ الروابط واألواصر‪ ،‬والتمس بالتقاليد المغربية األصلية والتثبت بالقيم‪.‬‬

‫_ كما ان المغاربة هم السابقين تاريخيا‪ ،‬الى استحداث هذه السنة الحسنة فنبتت في المغرب‬

‫أصول هذا االحتفال‪.‬‬

‫_ إن هذه الذكرى العظيمة في بالد المغرب‪ ،‬تبدأ منذ ال سنة‪ 1437‬أي من هجرة المصطفى‬

‫قد استكملت استحداثها‪ ،‬سبعماضة وتسعا وثمانين سنة ‪ ،789‬ومن المتوقع أن يستمر المغاربة‬

‫على نفس هذه السنة الحسنة‪ ،‬تحقيقا لقوله (اليزال أهل المغرب ظاهرين‪ ،‬على الحق حتى تقوم‬

‫الساعة)‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫خاتمة‬

‫_ والجدير بالذكر أن االحتفال بالمولد النبوي الشريف‪ ،‬إحياءا لذكرى المصطفى صلى اهلل‬

‫عليه وسلم‪ ،‬وذل مشروع عندنا في اإلسالم‪ ،‬فهذه الذكرى ليست لها كيفية‪ ،‬البد االلتزام بها‬

‫بل إن كل ما يدعو إلى الخير‪ ،‬ويجمع الناس على الهدى‪ ،‬ويرشدهم إلى ما فيه منفعتهم‪ ،‬في‬

‫دنياهم ويحصل به تحقيق المقصود من المولد النبوي الشريف‪.‬‬

‫_ لذا فالمغاربة على غرار العديد من الشعوب اإلسالمية‪ ،‬يخلدون هذه الذكرى إجالال لخير‬

‫خلق اهلل محمد صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وتمسكا منهم بدينهم الحنيف‪ ،‬وتشبثا وتعلقا بالرسول‬

‫الكريم وتفانيهم في حبه وحب أل بيته‪.‬‬

‫_ حيث يكتسي هذا االحتفال المعروف بعاداته‪ ،‬وتقاليده طابعا رسميا‪ ،‬وشعبيا يتميز بصبغة‬

‫دينية بحثه واحتفالية زاهرة‪ ،‬إذ تتنوع مظاهره بين المواكب الدينية‪ ،‬ومجالس العلم وتدارس‬

‫القرآنية وتردد المداضح النبوية وغيرها‪.‬‬

‫من مشاركة المغاربة للنصارى واليهود‪ ،‬في أعيادهم وتهنضتهم بها والقيام‬ ‫_ نستنتج كذل‬

‫باإلستعداد لها مسبقا‪ ،‬والتحضير لها كدنها أعيادهم‪ ،‬وهذا يدل على التعايش الذي كان بين‬

‫المغاربة وهذه الشعوب‪ ،‬القاطنة في كنف بالد المغرب‪ ،‬كما يعبر عن تسامحهم وتعاطفهم مع‬

‫هذه الفضة من خالل السماح لهم‪ ،‬بممارسة عاداتهم واحياء مناسباتهم‪ ،‬بكل حرية دون قيود أو‬

‫خوف‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫المالحق‬
‫_ ذكر لسان الدين إبن الخطيب البغدادي‪ ،‬أشعا ار في مدح الرسول(ص)‪ ،‬ليلة ميالده الشريفة‬

‫‪1‬‬
‫في قصيدة طويلة ضمت ‪ 22‬بيتا نذكر منها‪:‬‬

‫أصفى إلى الوجد لما جاء عات‬


‫صعب له شغل عمن يعاتبه‬
‫لوال التقوى لم يت حران مكتضبا‬
‫يغالب الوجد كتما وهو غالبه‬
‫يستودع الليل أسرار الغرام وما‬
‫تمليه أسجانه فالدمع كاتبه‬
‫له عصر بستر في الحمى سمحت‬
‫بالوصل أوقاته لوعدا داهنه‬
‫أخرها‪:‬‬
‫فليهن دين الهدى إذا كنت ناصره‬
‫أمن بوالديه أو خوف بجانبه‬
‫الزال ملك والتدييد يخدمه‬
‫تقتضي بخف‪ ،‬مناوبة قواطبه‬
‫ودوت في نعم تصفو مالبسها‬
‫في ظل عز عال تصفو مشاربه‬

‫‪ -1‬ابن األحمر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪72‬‬
‫‪1‬‬
‫قصيدة للبوصيري صاحب البردة تتعلق باإلحتفال بالمولد النبوي الشريف‪:‬‬

‫يا أكرم الخلق مالي من الوذ به‬

‫سوا عند حلول الحادث العمم‬

‫إن لم تكن في معادي أخذا بيدي‬

‫فضال واال يزلة القدم‬

‫فنن من جود الدنيا وضرتها‬

‫ومن علوم علم اللمع والتعلم‬

‫‪ -1‬ابن األحمر‪ :‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.173‬‬

‫‪73‬‬
‫‪1‬‬
‫يقول إبن الرومي في التهنئة بمناسبة عيد الفطر‪:‬‬

‫قدم الفطر صاحيا مودودا‬

‫ومضى الصوم صاحبا محمودا‬

‫ذهب الصوم وهو يحكي نسكا‬

‫وأتى الفطر وهو يحكي جودا‬

‫وشبيها ال يخونا العهد‬

‫لعمري بل يرعيان العهودا‬

‫وستبقى عليهما ويعودان‬

‫كما أنت مشتتة أن يعودا‬

‫جعل اهلل عمر شان المقصور‬

‫حثما وعمر الممدودا‬

‫‪ -1‬احمد محمد خالد الخزاعلة‪ ،‬شعر التهاني في العصر العباسي حتى القرن ‪4‬ه‪ ،‬كلية اآلداب العلوم االنسانية‪( ،‬د‪ ،‬م)‪،‬‬
‫‪ ،2338‬ص ‪.51‬‬

‫‪74‬‬
‫قال القاضي أبي بكر بن العربي –رحمه‪-‬دخل الفرزدق على عبد الملك بن مروان فقال له‬

‫‪1‬‬
‫صف النساء (صفات النساء المحببة لزواج) فقال‪:‬‬

‫من تلق بنت العشر قد نص ثديها‬


‫كلؤلؤ الغواص يهتز جيدها‬
‫وصاحبة العشرين ال شيء مثلها‬
‫فتل التي يهتز بها مستفيدها‬
‫وبنت الثالثين الشفاء حديثها‬
‫من الموت لم تهرم ولم يبل عودها‬
‫فنن قلت بنت األربعين فغبطه‬
‫وخير نساء األربعين ولودها‬
‫وصاحبة الخمسين فيها بقية‬
‫لمقتنع إن شاء حلب يريدها‬
‫وصاحبة الستين يزرق جلدها‬
‫وفيها متاع للذي قد يستد فيها‬
‫وصاحبة السبعين ال خير عندها‬
‫وال لذة فيها لمن يستد فيها‬
‫وذات الثمانين التي قد تخنقت‬
‫من الكبر الفاني والح وريدها‬
‫وصاحبة التسعين تدعو يرأسها‬
‫إذا الليل ارخى مل منها هجرها‬
‫فنذا تبلغ األخرى فال عقل عندها‬
‫تظن بدن الناس ط ار عبيدها‬

‫‪ -1‬البرزلي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.177‬‬

‫‪75‬‬
‫يقول إبن الرومي في عيد المهرجان مصو ار الدنيا في هذا اليوم بأنها إمرأة جميلة مزينة‬

‫‪1‬‬
‫تجذب الرجال إليها في هذا اليوم فيقول‪:‬‬

‫وأديل السرور واللهو فيه‬


‫من جميع الهموم واالحزان‬
‫لبست فيه حلي حلفتها الدنيا‬
‫وزافت في منظر فتان‬
‫وأذلت من شبها كل يرد‬
‫كان قديما تصونه في الصوان‬
‫وتبدت مثل الهدى تهادى‬
‫رادع الجيب عاطر األبدان‬
‫فهي في زينة البغي ولكن‬
‫هي في عفة الحصان الرزان‬
‫كانت األر‪ ،‬يوم ذل تفشي‬
‫يسر بطنانها إلى الظهران‬
‫فتحلي ظهورها ما يواري‬
‫بطانها من معادن العقبان‬
‫ويتوج البحار بالدر بوحا‬
‫وبما أضمرت من المهرجان‬

‫‪ -1‬ابن الرومي‪ ،‬الديوان‪ ،‬شرح األمير علي مهنا‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة دار الهالل‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت) ج‪ ،2‬ص ‪.238‬‬

‫‪76‬‬
‫‪1‬‬
‫نازلة فيما بهديه اليهود في أعياد المسلمين‪:‬‬

‫سضل القاضي أبو عبد اهلل بن مرزوق‪ ،‬عن اليهود يصنعون رغاضف في عيد لهم‪ ،‬يسمونه عيد‬

‫الفطر‪ ،‬ويهدونها لبع‪ ،‬جيرانهم من المسلمين‪ ،‬فهل يجوز قبولها وأكلها أم ال؟‬

‫فدجابه‪ :‬قبول هدية الكافر منهى عنه على اإلطالق فهي كراهية‪.‬‬

‫قال إبن رشد‪ :‬ألن المقصود في الهدايا التودد‪.‬‬

‫وهل ينتهي النهي إلى التحريم إذا كانت مما يفعلونه في أعيادهم؟‬

‫الظاهر أنه يبلغ الى الكراهية المغلطة‪.‬‬

‫وقال الشيخ اإلمام أبوعبد اهلل عرفة‪ ،‬تفريعا عن كالم الشيخ أبي الحسن القابسي‪ ،‬في منع قبول‬

‫هدية المسلم‪ .‬مما يفعل في أعيادهم األعاجم تشبيها بهم‪.‬‬

‫فال يحل على هذا قبول هدايا النصارى‪ ،‬في أعيادهم للمسلمين‪ ،‬وكذل اليهود منهم‪.‬‬

‫‪ -1‬الونشريسي‪ :‬المصدر السابق‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.111‬‬

‫‪77‬‬
‫قائمة المصـــادر والمـــراجع‪:‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫ا_ المصادر‪:‬‬

‫‪ _1‬أ حمد بن قاسم العنسي اليماني الصنعاني‪ ،‬التاج المذهب ألحكام المذهب‪ :‬شرح متن‬
‫األزهار في فقه االضمة اإلطار‪ ،‬مكتبة اليمن الكبرى لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫‪_2‬إبن أبي دينار‪ ،‬المؤنس في أخبار إفريقية وتونس‪ ،‬مطبعة الدولة التونسية‪ ،‬ط‪( ،1‬د‪ ،‬م)‪،‬‬
‫(د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _3‬إبن األثير‪ ،‬الكامل في التاريخ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،4‬لبنان‪ ،2333،‬مج ‪.9‬‬
‫‪ _4‬إبن باز‪ ،‬مجموع فتاوى ومقاالت متنوعة‪ ،‬مؤسسة الرسالة للنشر‪ ،‬ط‪ ،3‬الريا‪ ،،‬ج‪.4‬‬

‫‪ _5‬البرزلي(‪841‬ه‪1438/‬م)‪ ،‬فتاوى البرزلي‪ :‬جامع مساضل األحكام لما تنزل من القضايا‬


‫بالمفتين والحكام‪ ،‬تح‪ :‬محمد الحبيب الهيلة‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬بيروت‪،2332 ،‬‬
‫ج‪. 2‬‬
‫‪ _ 0‬التنسي‪ ،‬تاريخ بني زيان ملو تلمسان‪ :‬مقتطف من نظم الدرر والعقبان في شرف تني‬
‫زيان‪ ،‬تح‪ :‬محمود أغا بوعياد‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪.2313،‬‬
‫‪ _7‬إبن تيمية‪ ،‬مجموع الفتاوى‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ج‪.4‬‬

‫‪ _8‬التادلي‪ ،‬التشوف إ لى رجال التصوف‪ ،‬مطبوعات معهد األبحاث العليا‪( ،‬د‪ ،‬ط)‬
‫الرباط‪.1958،‬‬
‫‪_9‬حسن إبراهيم حسن‪ ،‬تاريخ اإلسالم‪( :‬السياسي‪ ،‬الديني‪ ،‬الثقافي‪ ،‬اإلجتماعي)‪ ،‬دار الجيل‬
‫لنشر‪ ،‬ط‪ ،14‬القاهرة‪ ،1991،‬مج ‪.2‬‬
‫‪_13‬دواهب خليل‪ ،‬شرح مختصر خليل‪ ،‬دار عالم الكتب‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ج‪.4‬‬

‫‪ _11‬إبن رشد‪ ،‬فتاوى إبن رشد‪ ،‬تح‪ :‬المختار الطاهر السليلي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1‬‬
‫لبنان ‪ ،1987،‬السفر األول‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪_12‬إبن زيد القيرواني‪ ،‬شرح ابن ناجي التنوخي‪ :‬متن الرسالة‪ ،‬تح‪ :‬احمد فريد المريدي‪ ،‬ط‪1‬‬
‫لبنان‪.2337 ،‬‬
‫‪ _13‬إبن الزبير‪ ،‬صلة الصلة‪ ،‬المطبعة اإلقتصادية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الرباط‪.1937 ،‬‬
‫‪ _ 14‬أبو زكرباء المازوني‪ ،‬الدرر المكنونة في نوازل مازونة‪ ،‬تح‪ :‬حساني مختار‪ ،‬نشر‬
‫المخطوطات لكلية العلوم اإلنسانية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪ ،2334 ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _15‬السيد سابق‪ ،‬فقه السنة‪ ،‬المكتبة العصرية لنشر‪( ،‬د ‪،‬ط)‪ ،‬بيروت‪،2334 ،‬ج‪.3‬‬
‫‪ _10‬إبن عذاري المراكشي‪ ،‬البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب‪ ،‬تح‪ :‬كوالن ووليفي‬
‫بروفنسال‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪ ،3‬لبنان‪ ،1983 ،‬ج‪.4‬‬
‫‪ _17‬القلقشندي‪ ،‬الصبح األعشى‪ ،‬مطبعة األمير لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ ،1913 ،‬ج‪.2‬‬

‫‪ _ 18‬قاسم مخلوف‪ ،‬شجرة النور الزكية في طبقات المالكية‪ ،‬دار الكتب العلمية لنشر‪ ،‬ط‪1‬‬
‫لبنان‪ ،2333 ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _ 19‬القاضي النعمان‪ ،‬المجالس والمسايرات‪ ،‬تح‪ :‬الحبيب الفقي إبراهيم شيوخ ومحمد العالوي‪،‬‬
‫المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪.1978 ،‬‬
‫‪_23‬لي في بروفنسال‪ ،‬ثالث رساضل في أدب الحسبة والمحتسب‪ ،‬المطبعة الفرنسية لآلثار‬
‫الشرقية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪.1938 ،‬‬
‫‪ _ 21‬المقري التلمساني‪ ،‬ازهار الريا‪ ،‬في اخبار عيا‪ ،،‬تح‪ :‬مصطفى السقا واخرون‪،‬‬
‫مطبعة لجنة التدليف والطبع والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،1939 ،‬ج‪.1‬‬
‫‪_22‬المقري‪ ،‬نفخ الطيب في غصن األندلس الرطيب‪ ،‬تح‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر لنشر‪،‬‬
‫(د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪ ،1988 ،‬مج‪.4‬‬
‫‪ _23‬إبن مريم‪ ،‬البستان في ذكر األولياء والعلماء بتلمسان‪ ،‬مطبعة الثعلبية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪،‬‬
‫الجزاضر‪.1938 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫‪_ 24‬الماوردي البصري‪ ،‬الحاوي الكبير‪ ،‬تح‪ :‬علي محمد معو‪ ،،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫لبنان‪ ،1994 ،‬ج‪.15‬‬
‫‪ _25‬المقريزي‪ ،‬المواعظ واإلعتبار بذكر الخطط واألثار‪ :‬الخطط المقريزية‪ ،‬مطبعة بوالق (د‪،‬‬
‫ط)‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _20‬إ بن مرزوق‪ ،‬جنى الجنتين في شرف الليلتين‪ ،‬تح‪ :‬محمد فيروج‪ ،‬دار الحديث‪( ،‬د‪ ،‬ط)‬
‫(د‪ ،‬م)‪.2332،‬‬
‫‪_27‬إبن الوليد إبن رشد القرطبي‪ ،‬البيان والتحصيل‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ج‪.2‬‬
‫‪ _ 28‬الونشريسي‪ ،‬المعيار المعرب وجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والمغرب‪ ،‬تح‪:‬‬
‫جماعة من الفقهاء بنشراف محمد الحجي‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون المملكة المغربية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪،‬‬
‫الرباط‪ ،1981 ،‬ج‪ ،2‬ج‪ ،8‬ج‪ ،13‬ج‪.11‬‬
‫‪ _29‬يسرى السيد محمد‪ ،‬جامع الفقه‪ :‬موسوعة االعمال الكاملة إلمام إبن القيم الجوزية‪ ،‬دار‬
‫الوفاء‪ ،‬ط‪ ،1‬المنصورة ‪ ،2333،‬ج‪.2‬‬
‫ب_ المراجع‪:‬‬

‫‪ _1‬إبراهيم حركات‪ ،‬المغرب عبر التاريخ‪ ،‬دار الرشاد الحديثة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪.2333،‬‬
‫‪ _2‬إبراهيم القادري بوتشيش‪ ،‬مباحث التاريخ اإلجتماعي للمغرب األندلس خالل عص‬
‫المرابطين‪ ،‬دار الطليعة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _3‬أحمد عبد الباقي‪ ،‬معالم الحضارة العربية في القرن ‪3‬ه‪ ،‬مركز الدراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬لبنان‪.1991 ،‬‬
‫‪ _4‬أحمد عبد الغفور عطار‪ ،‬من نفخات رمضان‪( ،‬د‪ ،‬د)‪ ،‬ط‪ ،1‬مكة المكرمة لنشر‪.1980 ،‬‬
‫‪ _5‬أحمد شلبي‪ ،‬الحياة اإلجتماعية في الفكر اإلسالمي‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية لنشر‪ ،‬ط‪5‬‬
‫القاهرة‪.1980 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ _0‬أحمد شحالن‪ ،‬اليهود المغاربة من منبت األصول الى رياح الفرقة‪ ،‬دار ابي الرقراق‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الريا‪.2339 ،،‬‬
‫‪ _7‬أدم ميتز‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في القرن ‪4‬ه‪ ،‬دار الكتاب العربي‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬لبنان‪( ،‬د‪،‬‬
‫ت)‪ ،‬مج‪.2‬‬
‫‪ _8‬حسام الدين بن موسى عفانة‪ ،‬المفصل في أحكام العقيقة‪( ،‬د‪ ،‬د)‪ ،‬ط‪ ،1‬فلسطين‪.2333 ،‬‬
‫‪ _9‬حسن علي حسن‪ ،‬الحضارة اإلسالمية في المغرب واألندلس‪ ،‬مكتبة الخانجي لنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مصر‪.1983 ،‬‬
‫‪ _13‬حمدى عبد المنعم محمد حسن‪ ،‬مدينة سال في العصر اإلسالمي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‬
‫لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪.1993 ،‬‬
‫‪ _11‬أبو الحسن علي الحسيني البدوي‪ ،‬أسبوعان في المغرب األقصى‪ ،‬مطبعة الرسالة لنشر‪،‬‬
‫(د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪.1981 ،‬‬
‫‪ _12‬جمال أحمد طه‪ ،‬مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين‪ :‬دراسة سياسية وحضارية‬
‫دار الوفاء‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪.2331 ،‬‬
‫‪ _ 13‬جمال الدين الشيال‪ ،‬دراسات في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية لنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫(د‪ ،‬م)‪.2333 ،‬‬
‫‪ _14‬خالد الحسن‪ ،‬يوم عاشوراء‪ ،‬مطبعة ثروة السلطان‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬

‫‪ _15‬ابن الرومي‪ ،‬شرح األمير علي مهنا‪ ،‬دار مكتبة الهالل‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _ 10‬عبد الرحمان حسن‪ ،‬تاريخ الحضارة العربية اإلسالمية‪ ،‬دار الخليج‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪،‬‬
‫‪.2311‬‬
‫‪ _ 17‬عبد العزيز فياللي‪ ،‬تلمسان في العهد الزياني (دراسة سياسية‪ ،‬عمرانية‪ ،‬إجتماعية‪،‬‬
‫ثقافية)‪ ،‬المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية لنشر‪ ،‬الجزاضر‪ ،2332 ،‬مج ‪.1‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ _18‬عبد الرحمان بشير‪ ،‬اليهود في المغرب العربي‪ ،‬عين لدراسات والبحوث اإلنسانية ط‪،1‬‬
‫الزقازيق‪.2331 ،‬‬
‫‪ _19‬عواطف محمد يوسف نواب‪ ،‬الرحالت المغربية واألندلسية‪ ،‬مكتبة المل فهد الوطنية‬
‫لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الريا‪.1990 ،،‬‬
‫‪ _23‬إبن األحمر‪ ،‬تاريخ الدولة الزيانية‪ ،‬تح‪ :‬هانئ سالمة‪ ،‬مكتبة الثقافية الدينية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2332‬‬
‫‪ _21‬محمد الشريف‪ ،‬سبتة اإلسالمية‪ :‬دراسات في تاريخها اإلقتصادي واإلجتماعي (د‪ ،‬د)‬
‫ط‪( ،2‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _ 23‬محمد محمد زيتون‪ ،‬القيروان ودورها في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬دار المنار لنشر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪.1988 ،‬‬
‫‪ _24‬محمد حسن العيدوس‪ ،‬المغرب العربي في العصر اإلسالمي‪ ،‬دار الكتاب الحديث لنشر‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬القاهرة‪.1998 ،‬‬
‫‪ _ 25‬نور الهدى عتد العال‪ ،‬عادات وطقوس الزواج عند اليهود بالمغرب‪ :‬وتدثير البيضة‬
‫المغربية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬
‫‪ _ 20‬شاوش رمضان‪ ،‬بقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان‪ :‬عاصمة الدولة الزيانية‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _ 27‬كمال أبو مصطفى‪ ،‬جونب من حضارة المغرب اإلسالمي من خالل نوازل الونشريسي‬
‫مؤسسة شباب مشرفة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬اإلسكندرية‪.1994 ،‬‬
‫‪ _28‬كواتي مسعود‪ ،‬اليهود في المغرب اإلسالمي‪ ،‬دار هومة لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬الجزاضر‪.2333 ،‬‬
‫ج_ المراجع المترجمة‪:‬‬
‫‪ _ 1‬ليكودي طوريس‪ ،‬تاريخ الشرفاء‪ ،‬تر‪ :‬محمد الحجي ومحمد األخضر‪ ،‬الجمعية المغربية‬
‫للتدليف والنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪ ،‬المغرب‪.1988 ،‬‬

‫‪83‬‬
‫د الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ _ 1‬إسماعيل سامعي‪ ،‬دور المذهب الحنفي في الحياة اإلجتماعية والثقافية في بالد المغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬من القرن (‪5_2‬ه الى ‪17 _10‬م)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد التاريخ‪ ،‬الجزاضر‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ _2‬بلخوص الدراجي‪ ،‬جوانب من الحياة اإلجتماعية في بايل قسنطينة من خالل نوازل ابن‬
‫فكون خالل القرنين (‪11-13‬الى ‪17 _10‬م)‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫الجزاضر‪.‬‬
‫‪ _3‬بالبشير عمر‪ ،‬جوانب من الحياة اإلجتماعية واإلقتصادية والثقافية في المغرب األوسط‬
‫واالقصى‪ ،‬من القرن ‪0‬الى‪8‬م من خالل المعيار للونشريسي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬وهران‪.2313 ،‬‬
‫‪ _4‬بحلوفه محمد أمين‪ ،‬اهل الذمة في المغرب األوسط من خالل نوازل الونشريسي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬وهران‪.2315 ،‬‬
‫‪ _5‬حسان مختار‪ ،‬األوضاع اإلجتماعية واإلقتصادية للدولة الزيانية (‪902 _038‬ه‪-1235 /‬‬
‫‪1554‬م)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬المعهد الوطني لدراسات التاريخية‪ ،‬الجزاضر‪.1980 ،‬‬
‫‪ _0‬عيسى الذيب‪ ،‬المغرب واألندلس في عصر المرابطين‪ :‬دراسة إجتماعية واقتصادية (‪-483‬‬
‫‪543‬ه‪1145-1350 /‬م)‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬الجزاضر‪،‬‬
‫‪.2339‬‬
‫‪ _ 7‬علي محمود عبد اللطيف الجندي‪ ،‬مدينة فاس في عصر المرابطين والموحدين‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة االزهر‪ ،‬القاهرة‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫بكاي‪ ،‬العادات والتقاليد (اإلحتفاالت) من خالل المعيار للونشريسي‪ ،‬ملف‬ ‫‪ _8‬عبد المال‬
‫تدهيل‪ ،‬جامعة دباغين ‪ ،2‬الجزاضر‪.2315 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫_ مايسة حراش‪ ،‬ثقافة بالد المغرب العربي من خالل رحلة كل من الورثالني وابن حمادوش‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اآلداب والحضارة اإلسالمية‪ ،‬جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2314 ،‬‬
‫‪ _9‬محمد أمين ولد أن‪ ،‬النصارى واليهود من سقوط الدولة األموية الى نهاية المرابطين‪ ،‬رسالة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية‪ ،‬قسم التاريخ واالثار‪ ،‬وهران‪.2313 ،‬‬
‫‪ _13‬سعيداني لخضر‪ ،‬واقع األقليات الدينية في المغرب اإلسالمي‪ :‬من خالل نوازل‬
‫الونشريسي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬وهران‪.2313 ،‬‬
‫‪ _ 11‬نضال مؤيد‪ ،‬الدولة المرينية على عهد السلطان يوسف بن يعقوب المريني‪ :‬دراسة سياسية‬
‫وحضارية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الموصل‪.2311 ،‬‬
‫‪ _12‬شرقي نوارة‪ ،‬الحياة اإلجتماعية في الغرب اإلسالمي في عهد الموحدين (‪-5534‬‬
‫‪ ،)1208-1120/5008‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬الجزاضر‪،‬‬
‫‪.2338‬‬
‫ه_ المجاالت والدوريات والندوات‪:‬‬
‫‪ _ 1‬إبراهيم بن محمد الحقيل‪ ،‬أعياد الكفار وموقف المسلمين منها‪ ،‬مجلة البيان‪( ،‬د‪ ،‬ع)‬
‫الريا‪( ،،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _2‬إدريس جاطو‪ ،‬مدونة الزواج‪ ،‬جريدة مدونة االسرة‪ ،‬ع ‪ ،518‬المملكة المغربية‪.2310 ،‬‬
‫‪ _3‬أبو بكر يوسف العويسي‪ ،‬جوانب الحيارى عن حكم اإلحتفال بدعياد الكفار والنصارى‪،‬‬
‫شبكة السحاب‪ ،‬الجزاضر‪.2337 ،‬‬
‫‪ _4‬حسن بن سالم‪ ،‬اإلحتفال بدعياد غير المسلمين‪ ،‬مجلة الحياة‪ ،‬ع ‪ ،174‬لندن‪.2331 ،‬‬
‫‪ _5‬خديجة أبوري‪ ،‬البدايات األولى لظهور اإلحتفال بالمولد النبوي الشريف عند المغاربة‪،‬‬
‫مركز إبن القطان‪( ،‬د‪ ،‬ع)‪ ،‬المملكة المغربية‪.2317 ،‬‬
‫‪ _0‬عبد القادر الزبير‪ ،‬ذكرى المولد النبوي الشريف‪ :‬وهران تحتفل بذكرى مولد الرسول األعظم‪،‬‬
‫مجلة األصالة‪ ،‬ع‪ ،44‬وهران‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ _7‬عبد السالم الترمانيني‪ ،‬الزواج عند العرب في اإلسالم والجاهلية‪ ،‬مجلة علم المعرفة‪،‬‬
‫ع‪ ،83‬الكويت‪.1998،‬‬
‫‪ _8‬عبد العزيز بن عبد اهلل بن باز‪ ،‬حكم اإلحتفال بدعياد غير المسلمين‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ع‪ ،38‬الريا‪.1913 ،،‬‬
‫‪ _9‬عبد الكريم بركة‪ ،‬طقوس اإلحتفال بالمناسبات واألعياد بشمال إفريقيا‪ ،‬مجلة الثقافة‬
‫الشعبية‪ ،‬ع‪( ،19‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _13‬سعيد بن حمادة‪ ،‬اإلحتفال بالمولد النبوي بالغرب اإلسالمي‪ ،‬المركز الجهوي للمهن‬
‫التربية والتكوين‪( ،‬د‪ ،‬ع)‪ ،‬المغرب‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _11‬سيد سعيد‪ ،‬نظرة تاريخية في ذكرى خير مولد البرية‪ ،‬مجلة كان‪ ،‬ع‪( ،3‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ 12‬شعباني‪ ،‬جذور اإلحتفال بالمولد النبوي‪ ،‬مجلة التجديد‪ ،‬ع ‪( ،331‬د‪ ،‬م)‪.233 ،‬‬
‫‪ _13‬فلاير عباس‪ ،‬مراسيم الزواج في مدينة قسنطينة‪ ،‬مجلة إنسانيات‪ ،‬ع ‪ ،33,29‬وهران‪،‬‬
‫‪.2335‬‬
‫‪ _14‬مصطفى الهجان‪ ،‬تعدد الزوجات عبر التاريخ إلى يومنا هذا‪ ،‬مجلة العربي‪ ،‬ع‪14‬‬
‫الكويت‪.1971 ،‬‬
‫‪ _15‬محمد العثيمين‪ ،‬عيد أرس السنة الهجرية‪ ،‬مجلة اإلسالم‪ ،‬ع ‪( ،43‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫‪ _ 10‬يونس حمش خلف‪ ،‬األعياد الدينية‪ /‬دراسة لغوية‪ ،‬مجلة التربية والعلم‪ ،‬ع‪1‬‬
‫الموصل‪.2313،‬‬
‫و_ المعاجم والقواميس‪:‬‬
‫‪ _1‬أحمد األزهري (‪373-282‬ه‪981-895 /‬م)‪ ،‬تهذيب اللغة‪ ،‬تح‪ :‬عبد الحليم النجار‪،‬‬
‫الدار المصرية لنشر‪( ،‬د‪ ،‬ط)‪( ،‬د‪ ،‬م)‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪ ،‬ج‪.3‬‬
‫‪ _2‬إبن منظور (‪711-033‬ه‪1311-1232 /‬م)‪ ،‬لسان اللسان‪ :‬تهذيب لسان العرب‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،1993 ،‬ج‪.2‬‬
‫‪ _3‬إبن المنظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار احياء التراث العربي‪ ،‬ط‪ ،3‬لبنان‪ ،1989 ،‬ج‪.5‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ _4‬الزبيدي (‪1235-1145‬م)‪ ،‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تح‪ :‬عبد العزيز مطر‪،‬‬
‫مطبعة الحكومة الكويتية لنشر‪ ،‬ط‪ ،2‬الكويت‪ ،1994 ،‬ج‪.08‬‬
‫‪ _5‬الفراهيدي (‪173-133‬ه‪780-718 /‬م)‪ ،‬كتاب العين‪ :‬مرتبا على حروف المعجم‪ ،‬تح‪:‬‬
‫الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية لنشر‪ ،‬ط‪ ،3‬لبنان‪ ،2333 ،‬ج‪.1‬‬

‫‪87‬‬
‫الفهارس‬
‫أ ‪ /‬فهرس اآليات القرانية‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫السورة‬ ‫رقمها‬ ‫اآلية‬


‫‪22‬‬ ‫القدر‬ ‫‪33_32_31‬‬ ‫(إن أنزلناه في ليلة القدر‪ ،‬وما أد ار ما ليلة‬
‫القدر‪ ،‬ليلة القدر خير من ألف شهر)‬

‫‪29‬‬ ‫الصاقات‬ ‫‪137‬‬ ‫_ (وفديناه بذبح عظيم)‬

‫‪39‬‬ ‫النساء‬ ‫‪34‬‬ ‫_ (وأتوا النساء صدقاتهن نحلة)‬

‫‪41‬‬ ‫النساء‬ ‫‪33‬‬ ‫_ (فانكحوا ما طاب لكم‪ ،‬من النساء مثنى‬


‫وثالث ورباع‪ ،‬فنن خفتم أال تعدلوا‪ ،‬فواحدةأو ما‬
‫ملكت إيمانكم‪ ،‬ذل أدنى أال تعولوا)‬

‫ب‪ /‬فهرس األحاديث‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫الحديث‬
‫‪23‬‬ ‫_ (صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته)‬
‫‪23‬‬ ‫_ (صوموا قبله يوما‪ ،‬أو بعده يوما)‬
‫‪47‬‬ ‫_ (الغالم مرتهن بعقيقة‪ ،‬تذبح عنه يوم سابعه‬
‫ويحلق أرسه ويسمى من الخلق)‬
‫‪39‬‬ ‫_ (إن النبي صلى اهلل عليه وسلم في عيد‬
‫األضحى كان ال يطعم من أضحيته حتى‬
‫يعود من المصلى)‬

‫‪89‬‬
‫ج‪ _/‬فهرس األعالم‪:‬‬
‫(حرف االلف)‬
‫_ إبراهيم بن محمد إبن علي التازي ص ‪10‬‬
‫(حرف الباء)‬
‫_ أبو بكر بن الوليد الطرطوسي ص ‪28_8‬‬
‫(حرف التاء)‬
‫_ إبن تيمية ص‪9‬‬
‫_ أبو تاشفين ص ‪22 _21‬‬
‫(حرف الحاء)‬
‫_ أبي حفص أبي بكر ص ‪15‬‬
‫_ أبو حمو موسى الثاني ص ‪15‬‬
‫_ إبن حمادوش ص ‪39‬‬
‫_ أبا الحسن ص ‪14‬‬
‫(حرف الذال)‬
‫_ الذهبي ص ‪9‬‬

‫(حرف السين)‬

‫_ سعيد عنان المريني ص ‪14‬‬

‫(حرف العين)‬

‫_ عبد الوهاب ص ‪41‬‬

‫_ أبي عنان ص ‪14‬‬

‫_ أبو العباس أحمد بن القاضي محمد بن أحمد اللخمي ص ‪14_13 _12‬‬

‫‪90‬‬
‫_ أبا العباس بن أحمد الشريف الحسيني السبتي ص ‪14‬‬

‫(حرف الميم)‬

‫_ المعز لدين اهلل الفاطمي ص ‪13‬‬

‫_ الموحدي المرتضى ص ‪13‬‬

‫_ إبن مرزوق ص ‪21_18_17‬‬

‫(حرف الياء)‬

‫_ يعقوب بن عبد الحق ص ‪14‬‬

‫_ يزيد بن معاوية ص ‪34‬‬

‫‪91‬‬
‫د‪ /‬فهرس الموضوعات‪:‬‬
‫دعاء‬
‫شكر وعرفان‬
‫اإلهداء‬
‫الم قدمة‪ ........................................................‬ص أ‪.‬ب‪.‬ج‬
‫الفصل األول‪ :‬تدصيل المفاهيم اللغوية واإلصطالحية لألعياد واالحتفاالت ص ص ‪13 _0‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األعياد‪ ............................................‬ص‪7 _0‬‬
‫‪ _1‬في اللغة‪ ..........................................................‬ص ‪7‬‬
‫‪ _2‬إ صطالحا‪............ ...............................................‬ص ‪7‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم االحتفاالت‪...... ..................................‬ص ص ‪9_8‬‬
‫‪ _ 1‬في اللغة‪.............................................................‬ص‪8‬‬
‫‪ _2‬إ صطالحا‪............................................................‬ص‪9‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نظرة الفقهاء لبع‪ ،‬األعياد واإلحتفاالت‪ ..................‬ص ص ‪13_13‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األعياد اإلسالمية في بالد المغرب‪......... ..............‬ص ص ‪37 _15‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلحتفال بالمولد النبوي الشريف‪ .........................‬ص ص ‪22_10‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬شهر رمضان المبار ‪ ..................................‬ص ص ‪27 _23‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬عيدي الفطر واالضحى‪ ................................‬ص ص ‪33 _28‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬عيد عاشوراء‪............................................‬ص ص ‪37 _34‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األعياد اإلجتماعية للمغاربة‪.............................‬ص ص‪52_39‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الزواج‪.................................................‬ص ص ‪47 _39‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬العقيقة والختان‪.........................................‬ص ص ‪52_48‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬األعياد الدينية النصارى وأهل الذمة‪ .....................‬ص ص ‪00 _54‬‬
‫المبحث األول‪ :‬عيد النيروز والمهرجان‪ .................................‬ص ص ‪57 _54‬‬
‫‪92‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أرس السنة (الميالدية والهجرية) ‪......................‬ص ص ‪01 __58‬‬
‫ص ص‪00 _ 02‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أعياد اليهود‪......................................‬‬
‫الخاتمة‪......................................................................‬ص ‪08‬‬
‫المالحق‬
‫المصادر والمراجع‬
‫الفهارس‬

‫‪93‬‬

You might also like