You are on page 1of 65

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل و البحث العلمي‬


‫جامعة موالي الطاهر – سعيدة –‬
‫كلية اآلداب و اللغات و الفنون‬
‫قسم اللغة العربية وآداهبا‬

‫ليسـ ـ ـ ـ ـ ـانس ) ل‪ .‬م‪ .‬د(‬


‫تخـ ـ ـرج لنيل شه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـادة ـ‬
‫مذكـ ـرة ـ ـ‬
‫ـ‬

‫ختصص ‪ :‬أدب عـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب‬

‫ب‬
‫املعنـ ـ ـونة ـ‪:‬‬
‫ـ‬

‫ثنائية املرأة و الوطن يف الشعر املعاصر‬


‫يف شعر ـ ـنـ ـ ـزار قباين " أمنـ ـ ــوذجا"‬

‫‪ :‬إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتني‪:‬‬

‫*بن دمحم عامر*‬ ‫* برجية سهيلة‬

‫*بلعرير فضيلة‪.‬‬

‫السنة اجلامعية ‪2020/2019 :‬‬


‫شكر و عرفان ‪:‬‬

‫احلمد هُّلل رب العاملني والصالة والسالم على املبعوث رمحة للعاملني سيدان دمحم و على آله و صحبه أمجعني‪.‬‬

‫عمال بقوله تعاىل« وإذ أتذَّن ربٌّكم لئن شكرمت ألزيدنًكم »‪.‬‬

‫اُّلل على نعمه اليت ال تقدر و ال حتصى و منها توفيقه تعاىل على إمتام هذا العمل‪.‬‬
‫نشكر ه‬

‫نتقدم بكل معاين الشكر و العرفان إىل أستاذان الفاضل " بن دمحم بن عامر " الذي كان له الفضل الكبري يف‬
‫إجناز هذا العمل املتواضع و إخراجه إىل النور‪ ،‬فقد كنت أستاذي الرائع مبثابة سراج ينري درب كل طلبة قسم‬
‫اللغة العربية وآداهبا ‪.‬‬

‫نكن لك كل االحرتام و التقدير جملهوداتك الطيبة والقيمة ‪.‬‬

‫كما نتقدم ابلشكر اجلزيل إىل كل أساتذة قسم اللغة العربية وآداهبا لتوجيهاهتم الطيبة واملفيدة ‪.‬‬

‫إىل كل طلبة السنة الثالثة أدب عريب جبامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة ‪2020 -2019‬‬ ‫و‬
‫إه ـ ـ ـداء‬
‫أهدي مثرة جهدي هذا إىل أعز وأغلى إنسانة يف حيايت‪ ،‬اليت أانرت دريب بنصائحها وكانت حبرا صافيا جيري‬
‫بفيض احلب والبسمة‪ ،‬إىل من زينت حيايت بضياء البدر ومشوع الفرح‪ ،‬إىل من منحتين القوة والعزمية ملواصلة الدرب‬
‫اَلل يف‬
‫وكانت سببا يف مواصلة دراسيت‪ ،‬إىل من علمتين الصرب واالجتهاد‪ ،‬إىل الغالية على قليب" أمي " أطال ه‬
‫عمرها " ساملي فاطمة "‬

‫إىل حكميت وعلمي‪ ،‬إىل حلمي‪ ،‬إىل طريقي املستقيم‪ ،‬إىل طريق اهلداية‪ ،‬إىل ينبوع الصرب والتفاؤل واألهل إىل روح‬
‫اَلل عليه " رمضان "‬
‫أيب الطاهرة رمحة ه‬

‫إىل الذين ظفرت هبم هدية من األقدار إخوة فعرفوا معىن األخوة‪ ،‬إخويت األحباء "دمحم " و"عبدو" وإىل أخوايت‬
‫العزيزات "فتيحة" "كرمية " وإىل زوج أخيت "منتقى الطاهر"‪ .‬وإىل القلوب الرقيقة و النفوس الربيئة براعم العائلة‪:‬‬
‫مالك – حممود‪ -‬شهد‪ -‬جلٌن رهف‪.‬‬

‫إىل أعز وأخلص إنسان على قليب إىل شريك العمر ونور احلياة إىل أروع من جسد احلب بكل معانيه‪ ،‬وبعث يف‬
‫نفسي ورح اجلد واألمل‪ ،‬فكان السند والعطاء‪ ،‬فقدم يل الكثًن يف صور من صرب وأمل وحمبة لن أقول شكرا بل‬
‫سأعيش الشكر معك دائما " مزوزي أمحد "‪.‬‬

‫وإىل كل عائلة "برجية" "مزوزي" "منتقى"‪.‬‬


‫إهداء‬
‫احلمد هَلل الذي وفقين هلذا ومل نكن لنصل إليه لوال فضله‪ ،‬إىل من نزلت يف حقهما اآلية الكرمية‬

‫يف قوله تعاىل «ووصينا اإلنسان بوالديه إحساان »‪.‬‬

‫إىل من ربتين وأانرت دريب وأعانتين ابلصلوات والدعوات‪ ،‬إىل أغلى إنسان يف هذا الوجود أمي احلبيبة‬
‫" أم اخلًن "‪.‬‬

‫اَلل "‪.‬‬
‫إىل من عمل بكد يف سبيلي وعلمين معىن الكفاح وأوصلين إىل ما أان عليه أيب الكرمي " ضيف ه‬

‫اَلل يف عمرها وإىل القلوب الرقيقة والنفوس الربيئة إخويت "إبراهيم – مصطفى – حسٌن"‬
‫إىل جديت أطال ه‬
‫وأخوايت "خدجية – كرمية – عائشة وحليمة " وإىل ابن أخيت "عبد احلي "‪.‬‬

‫إىل من رافقتين يف هذا العمل صديقيت ورفيقة دريب "برجية سهيلة "‪.‬‬

‫اَلل ‪.‬‬
‫إىل من ساعدين ووقف جبانيب " نور الدين " حفظه ه‬

‫إىل من ضاقت السطور من ذكرهم فوسعهم قليب صديقايت " صباح – أمساء – حنان – نوال – كرمية –‬
‫سليمة – نورية "‪.‬‬

‫وإىل كل عائلة " مكاوي " و " بلعرير "‪.‬‬


‫خطة البحث‬

‫خطة البحث‬
‫خطة البحث‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪/‬‬ ‫كلمة الشكر‬
‫‪/‬‬ ‫اإلهداء‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -‬نبذة عن حياة نزار قباين‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -‬املرأة األم‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -‬املرأة احلبيبة‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -‬املرأة اجلسد‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -‬املرأة الوطن‬
‫‪25‬‬ ‫‪ -‬املرأة الثورة‬
‫‪28‬‬ ‫‪ -‬املرأة السياسة‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -‬املرأة الرمز‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -‬املرأة األسطورة‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الثاين‪ :‬ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين منوذجا‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -‬قصيدة مجيلة بوحريد لنزار قباين‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -‬حتليل قصيدة مجيلة بوحريد‬
‫‪54‬‬ ‫خامتة‬
‫‪57‬‬ ‫قائمة املصادر واملراجع‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫اَلل أوال محدا كثريا متواليا‪ ،‬وإن كان يتضاءل دون حق جاللو محد احلامدين ونصلي ونسلم على رسولو‬
‫أمحد ه‬
‫اثنيا‪ ،‬صالة تستغرق مع سيد البشر دمحم األمني سائر ادلرسلني وبعد‪:‬‬

‫الشعر موقف أخالقي ال تصنع فيو وال تكلف‪ ،‬فهو الكالم ادلوزون ادلقفى‪ ،‬ويعترب من األشكال اإلبداعية‬

‫الفنية والتعبري الذي جاءت بو قرحية العرب عرب حبوره سلتلفة األوزان واألشكال‪ ،‬عرب مسرية عشرات القرون من‬

‫اإلبداع واإلتقان‪.‬‬

‫لقد كانت ادلرأة مصدر اذلام للشعراء منذ األزل وطادلا كانت احلضن الدافئ الذي يلجأ إليو الرجل‪ ،‬األمر الذي‬

‫جعل الشعراء يتغنون جبماذلا وصورىا يف عدة أشكال‪ ،‬ومن ىؤالء الشاعر نزار قباين الذي شغل الدنيا برباعتو‬

‫يف تشكيل صورهتا الفنية‪ ،‬انىيك عن طريقة اإلسقاط الفريدة‪ ،‬اليت جعلتها ترتبط ابلوطن‪ ،‬بل متتزج بو إىل‬

‫درجة تصدم القارئ حني حياول مقاربتها يف مثل ىذه ادلواضيع‪ ،‬والكتابة من نزار قباين مغامرة شلتعة تستحق‬

‫من الباحث التسلح بثقافة عالية والتحكم يف إجراءات حتليلية تكون يف مستوى إبداعات ىذا الشاعر للوقوف‬

‫على جتربتو الشعرية ‪.‬‬

‫وابلرغم من كون نزار قباين شاعرا للمرأة فقد تغىن جبانبها ابلوطن أيضا‪ ،‬كونو يراه ادلعادل للمرأة لعدة اعتبارات‬

‫منها ‪ :‬أنو ادللجأ بل احلضن الدافئ الذي يوفر لو السكينة عند العودة إليو‪ ،‬وىذا ما يرتجم موقف الشاعر‬

‫والوفاء الواضح لقضااي الوطن العريب والقومية العربية‪ ،‬وعلى رأسها قضية فلسطني اليت فجرت قرحية الشعراء‬

‫وعلى رأسهم نزار قباين‪ ،‬الذي راح يزاوج بني شعر احلب وشعر الوطن‪ ،‬رلسدا بذلك لوحة فنية ترسم خروجو‬

‫من سلدع ادلرأة إىل ميدان الرفض وادلقاومة‪ ،‬ألن ىذه الثنائية مائلة يف ذىنو ووجدانو‪ ،‬ومن ىنا جاء ىذا البحث‬

‫ادلرسوم ب ( ثنائية ادلرأة والوطن يف شعر نزار قباين) منطلقا من إشكالية تتفرع إىل تساؤالت منها‪:‬‬

‫‪ -‬كيف استطاع نزار قباين أن يزاوج بني ادلرأة والوطن يف شعره ؟‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬ما ىي االعتبارات اليت جعلت شعره جيمع بني ىذه الثنائية ؟‬

‫و لإلجابة عن ىذه التساؤالت اعتمدان على منهجني‪ ،‬ادلنهج الوصفي إضافة إىل اإلجراء التحليلي‪.‬‬

‫و قد اتبعنا خطة منهجية مؤلفة من مقدمة وفصلني وخامتة‪ ،‬حيث اختصت ادلقدمة بعرض مكانة ادلرأة والوطن‬

‫عند الشعراء قدميا وحديثا بكوهنا مصدر اذلام ذلم‪ ،‬أما الفصل األول فقد تناولنا فيو احلديث عن ادلرأة والوطن‬

‫يف شعر نزار قباين تطرقنا فيو إىل عدة موضوعات منها ادلرأة‪ ،‬األم وادلرأة احلبيبة وادلرأة الوطن والثورة وكذا ادلرأة‬

‫ادلالك و الرمز واألسطورة‪ ،‬يف حني أن الفصل الثاين مت فيو معاجلة منوذج تطبيقي لقصائد نزار قباين‪ ،‬قصيدة‬

‫مجيلة بوحريد اليت مثلت ادلرأة والوطن يف آن واحد‪ .‬ويف اخلامتة كان استخالص ألىم النقاط اليت اشتغل عليها‬

‫البحث‪.‬‬

‫أما الدوافع اليت أدت بنا إىل اختيار ىذا ادلوضوع الذي كان بدافع ذايت متثل يف الولوع بقراءة األشعار ادلعاصرة‬

‫خاصة ما تعلق ابلشاعر نزار قباين‪ ،‬أما السبب الثاين فهو موضوعي يتعلق بقيمة أشعار نزار قباين اليت تستحق‬

‫البحث والدراسة نظرا لقيمتها الفنية وتشكيلها الفريد‪.‬‬

‫وقد اتكأت ىذه الدراسات على رلموعة من ادلصادر وادلراجع أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬نبيل خالد أبو علي‪ ،‬نزار قباين شاعر ادلرأة والسياسة‪.‬‬

‫‪ -‬أمحد زايد‪ ،‬نزار قباين عاشق ادلرأة‪.‬‬

‫‪ -‬زلفوظ كحزال‪ ،‬أروع قصائد نزار قباين يف احلب والوطن والسياسة‪.‬‬

‫‪ -‬نزار قباين‪ ،‬تزوجتك أيتها احلرية‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫ومن الصعوابت اليت واجهتنا يف حبثنا ىذا متثلت يف قلة ادلصادر وادلراجع ابإلضافة إىل قلة الدراسات السابقة‬

‫يف ىذا اجملال وال يسعنا يف األخري إاله أن نقدم الشكر اجلزيل لألستاذ ادلشرف الذي كان سندا يف ىذا البحث‬

‫الندعي اإلحاطة مبوضوع حبكم تيقننا من القصور يف‬ ‫ومد لنا يد العون ووجهنا منذ البداية‪ ،‬ويف األخري‬

‫ذلك‪ ,‬فإن وفقنا فبفضل هللا و إن أخطئنا فحسبنا أننا إشتهدان إلخراج ىذا العمل يف أفضل صورةو هللا من وراء‬

‫القصد‪.‬‬

‫‌د‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫ثنائية اظترأة و الوطن يف الشعر اظتعاصر‬

‫‪5‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫نبذة عن حياة نزار قباٍل‪:‬‬

‫مولده ونشأتو‪:‬‬

‫ولد نزار قباٍل يف ‪ 21‬مارس عاـ ‪ 1923‬مئذنة الشحم بدمشق‪ ،‬ألسرة ميسورة اضتاؿ‪ ،‬كاف أبوه توفيق القباٍل‬

‫صاحب ػتل لصناعة اضتلوايت وقد شارؾ يف مقاومة االنتداب الفرنسي على بالده وكاف نزار الثاٍل بُت أربعة‬

‫صبياف وبنتُت " معتز‪ ،‬رشيد‪ ،‬صباح‪ ،‬ىيفاء ووصاؿ ‪ ." 1‬تلقى دراسة االبتدائية والثانوية يف الكلية العلمية الوطنية‬

‫بدمشق اليت كانت تتبع هنجا حديثا يف التدريس جتمع فيو الثقافتُت‪ :‬العربية الًتاثية واألوروبية اضتديثة مث التحق‬

‫‪ 1945‬يف السلك الدبلوماسي‪ ،‬والتحق أبوؿ بعثة‬ ‫بكلية اضتقوؽ يف اصتامعة السورية وعمل فور خترجو عاـ‬

‫سياسية للقاىرة وقبل أف يًتكها عاـ ‪ 1948‬أصدر ديوانو الثاٍل " طفولة نود " مث انتقل إىل تركيا ويف العاـ‬

‫‪ 1952‬انتقل إىل لندف وىناؾ أتقن اإلؾتليزية حيث بقي سفَتا لسوراي يف لندف حىت العاـ ‪ ..... 1955‬وإرتاال‬

‫فقد أاتح لو عملو يف السلك السياسي رؤية أورواب كلها تقريبا‪ :‬فرنسا‪ ،‬أظتانيا‪ ،‬إسبانيا‪ ،‬السويد والدامنرؾ‪....‬‬

‫وإتقاف الفرنسية واإلسبانية إىل جانب اإلؾتليزية‪ ،‬واإلطالع على ثقافة تلك البلداف وحضارهتا وأدهبا‪ .‬استقاؿ من‬

‫عملو بوزارة اطتارجية عاـ ‪ 1966‬وأسس دار النشر يف بَتوت‪ ،‬وقد برر نزار استقالتو من وزارة اطتارجية يقوؿ ‪" :‬‬

‫ألتفرغ هنائيا للشعر ألنٍت كنت أشعر ابزدواجية مرعبة بداخلي دتنعٍت من ؽتارسة حرييت بشكل مطلق‪ ،‬لذلك‬

‫تفرغت للشعر وحده "‪.2‬‬

‫تزوج أوؿ مرة عاـ ‪ 1946‬من اظتواطنة السورية زىرة أقبيق وأؾتبا ىدابء وتوفيق‪ ،‬وقد تويف توفيق عن سبعة عشر‬

‫عاما أثناء إجراء عملية جراحية يف القلب يف لندف‪ ،‬أما ىدابء فهي متزوجة ومقيمة يف اطتليج‪ .‬وبعد فشلو يف‬

‫‪ -1‬شاكر النابلسي ‪ ،‬الضوء و اللعبة ‪ ،‬اظتؤسسة العربية للدراسات و للنشر ‪ ،‬بَتوت ‪ ،1986،‬الطبعة األوىل ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 2‬ماىر حسُت فهمي‪ ،‬نزار قباٍل وعمر بن ربيعة‪ ،‬دراسة يف فن اظتوازنة‪ ،‬طبعة‪ ،‬دار هنضة مصر للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪،‬ط‪1971‬‬
‫ص‪.45‬‬

‫‪6‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫زواجو األوؿ تزوج عاـ ‪ 1980‬من سيدة عراقية " بلقيس الراوي" وأؾتب منها عمر وزينب وقد توفيت بلقيس يف‬

‫حادث انفجار السفارة العراقية يف بَتوت عاـ ‪ 1981‬خالؿ اضترب األىلية اللبنانية ‪.....‬‬

‫قد حتدث نزار قباٍل عن ظروؼ نشأتو وعن والده توفيق القباٍل برضا واعتزاز حيث قاؿ‪ " :‬شارؾ والدي مشاركة‬

‫فعالة بوقتو ومالو يف أعماؿ اظتقومة ضد االنتداب الفرنسي على سورية‪ ،‬وكانت داران يف الثالثينات مركزا ديارس فيو‬

‫السياسيوف السوريوف نشاطهم الثوري ويعقدوف اجتماعاهتم ويرشتوف خطط اظتقاومة‪ ،‬وخيطبوف يف الناس للنضاؿ‬

‫وكانت طفوليت األوؿ يف ىذا اظتناخ الثوري ‪ ....‬بيتنا كاف من البيوت الدمشقية الوارقة اطتضرة‪ ،‬الدافقة اظتاء‪ ،‬وعلى‬
‫‪1‬‬
‫ىذا السرير األخضر اظتغزوؿ برائحة الورد الدمشقي وغناء العصافَت نطقت كلمايت األوىل ‪"....‬‬

‫أما أمو فيأيت ذكرىا عتا حينما يتحدث عن طفولتو اظتدللة‪ ،‬حيث يقوؿ‪" :‬أما أمي فكانت ينبوع عاطفة يعطي بغَت‬

‫حساب كانت تعتربٍل ولدىا اظتفضل وختصٍت دوف سائر أخويت ابلطيبات‪ ،‬وتليب مطاليب الطفولية بال شكوى وال‬

‫تذمر " ‪ 2‬أما يف ثنااي اضتديث عن والده كقولو‪" :‬مل يكن أيب متدينا ابظتعٌت الكالسيكي للكلمة كاف يصوـ خوفا‬

‫من أمي‪ ،‬ويصلي اصتمعة يف مسجد اضتي –يف بعض اظتناسبات – خوفا على شتعتو الشعبية" وكذلك يف معرض‬

‫اظتفاضلة بينها وبُت أبيو كقولو‪ :‬بُت تفكَت أيب الثائر وتفكَت أمي السفلي‪ ،‬نشأت أان على أرض من النار واظتاء‪،‬‬

‫كانت أمي ماءاً وأيب انراً‪ ،‬وكنت بطبيعة تركييب أفضل انر أيب على أمي ‪...‬‬

‫ولعل ميل نزار إىل أبيو وتفضيلو إايه عل أمو منوط ابلصفات اظتشًتكة اليت جتمع بينهما‪ ،‬سواء اصتسمية أو النفسية‬

‫والسلوكية‪ ،‬فعلى الصعيد اصتسماٍل فإف نزار يشبو أبيو‪ ،‬ابإلضافة إىل شبهي الكبَت لو ابظتالمح اطتارجية‪ ،‬فقد كاف‬

‫شبهي لو ابظتالمح النفسية أكرب وإذا كاف كل طفل يبحث خالؿ مرحلة طفولتو عن فارس منوذج وبطل" فقد كاف‬

‫أيب فارسي وبطلي‪ "....‬وعلى الصعيد النفسي والسلوكي فإف نزار يزدري التدين ويستهجن ؽتارسات أمو وطقوسها‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬منشورات نزار قباٍل‪ ،‬قصيت مع الشعر‪ ،‬بَتوت‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،1982 ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 2‬نفسو‪ ،‬ص‪.73‬‬

‫‪7‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫التعبدية‪ ،‬من ذلك ما نراه يف مثل قولو‪ " :‬أما على الصعيد الفكري فلم يكن بيٍت وبُت أمي نقاط التقاء‪ .‬فلقد‬

‫كانت مشغولة يف عبادهتا‪ ،‬صومها‪ ،‬وسجادهتا‪ ،‬تسعى إىل اظتقابر يف اظتواسم‪ ،‬وتقدـ النذور لألولياء وتطبخ‬

‫اضتبوب يف عاشوراء وتتمنع عن زايرة اظترضى يوـ األربعاء وعن الغسيل يوـ االثنُت‪"...‬‬

‫ويف اظتقابل يتحدث أبرحيية منطقة النظَت عما ورث من صفات أسرة أبيو بشكل عاـ وعن أبيو بشكل خاص ومن‬

‫ذلك قولو‪ ... " :‬يف اضتادية عشرة من عمران نصبح عاشقُت‪ ،‬ويف الثانية عشر نسأـ ‪ ...‬ويف الثالثة عشرة نعشق‬

‫من جديد ‪...‬ومن الرابعة عشر نسأـ يف العشق‪ .‬جدي كاف ىكذا ‪...‬وأيب كاف ىكذا ‪ ...‬كلنا نعاٍل من ىذه‬

‫أذمر بو قواـ امرأة فارغة ينتفض كالعصفور وينكر كلوح‬ ‫اضتساسية اظتفرطة أماـ أشياء اصتماؿ ‪...‬كاف أيب‬

‫الزجاج‪ "...‬ومن ذلك أيضا ما نراه يف تربير انتحار أختو وصاؿ اليت كاف بسبب انتحارىا رفضو تزوجيها بعشيقها‪.‬‬

‫يقوؿ " أان من أسرة دتتهن سببها العشق‪ ....‬الشهيدة ىي أخيت الكربى ىي وصاؿ‪ ،‬قتلت بكل بسا طة وشاعرية‬
‫‪1‬‬
‫متقطعة النظَت ألهنا مل تستطع أف تتزوج حبيبها‪ ...‬صورة أخيت وىي دتوت من أجل اضتب ػتفورة يف ضتمي‪"....‬‬

‫إف الذي يتأمل أقواؿ نزار قباٍل ىذه يدرؾ منذ الوىلة األوىل أنو واقع ختت ظرؼ نفسي أدخلو حتت أسلوب‬

‫)‪ )free –association‬دوف أف يشعر ودوف اضتاجة إىل معاجل كما ىو معروؼ يف العالج‬ ‫التداعي اضتر‬

‫النفسي‪ ،‬ىذا األسلوب الذي يعرفو علماء النفس بقوعتم‪ " :‬ىو إطالؽ العناف ألفكار اظتريض‪ ،‬وخواطره واجتاىاتو‬

‫وصراعاتو ورغباتو وإحساساتو تتداعى وتسًتسل حرة مًتابطة تلقائيا‪...‬‬

‫)‪ (unconsciousenss‬واستدراجها إىل‬ ‫وهبدؼ التداعي اضتر إىل الكشف عن اظتواد اظتكبوتة يف الالشعور‬

‫حيز الشعور )‪ (conscious‬ويف التداعي اضتر يكوف اظتعاجل يقظ اظتالحظة‪ ،‬انفعاالت اظتريض وحركاتو العصبية‬

‫‪ 1‬نفسو‪ ،‬ص‪71-70‬‬

‫‪8‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫وظتا يتورط فيو من فلتات اللساف‪ ،‬كلمات اضتق اليت ترد على اللساف يدوف قصد أثناء الكالـ ومثلها زالت‬
‫‪1‬‬
‫القلم‪".....‬‬

‫من أعماؿ نزار قباٍل‪:‬‬

‫األعماؿ النشرية‬ ‫األعماؿ الشعرية‬

‫‪ -‬قصيت مع الشعر‪ ،‬بَتوت ‪1970‬‬ ‫‪ -‬قالت يل السمراء‪ ،‬دمشق ‪1944‬‬

‫‪ -‬عن شعر اصتنس والثورة‪ ،‬بَتوت ‪1971‬‬ ‫‪ -‬طفولة هند‪ ،‬القاىرة ‪1948‬‬

‫‪ -‬اظترأة يف شعري وحيايت‪ ،‬بَتوت ‪1975‬‬ ‫‪ -‬ساميا‪ ،‬القاىرة ‪1949‬‬

‫‪ -‬ما ىو الشعر‪ ،‬بَتوت ‪1981‬‬ ‫‪ -‬أنت يل‪ ،‬القاىرة ‪1950‬‬

‫‪ -‬العصافَت ال تطلب أتشَتة الدخوؿ إىل‬ ‫‪ -‬قصائد‪ ،‬بَتوت ‪1956‬‬

‫بَتوت ‪1983‬‬ ‫‪ -‬حبيبيت‪ ،‬بَتوت ‪1961‬‬

‫‪ -‬رتهور جنو شاف‪ ،‬بَتوت ‪1988‬‬ ‫‪ -‬الرسم ابلكلمات‪ ،‬بَتوت ‪1966‬‬

‫‪ -‬لعبت إبتقاف وىاىي مفاتيحي‪ ،‬بَتوت‬ ‫‪ -‬يوميات امرأة ال مبالية‪ ،‬بَتوت ‪1968‬‬

‫‪1990‬‬ ‫‪ -‬قصائد متوحشة‪ ،‬بَتوت ‪1970‬‬

‫‪1992‬‬ ‫‪ -‬بَتوت حرية ال تشيخ‪ ،‬بَتوت‬ ‫‪ -‬كتاب اضتب‪ ،‬بَتوت ‪1970‬‬

‫إضاءات بَتوت ‪1998‬‬ ‫‪ -‬فتح بَتوت‪1970 ،‬‬

‫‪ -‬دمشق نزار قباٍل‪ ،‬بَتوت ‪1999‬‬ ‫‪ -‬أشعار خارجية على القانوف‪ ،‬بَتوت‬

‫‪ -‬الكلمات ال تعرؼ الغضب‪1993 ،‬‬ ‫‪1972‬‬

‫‪ 1‬حامد زمراف‪ ،‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ،‬عامل الكتب للنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،1971‬ص‪.205-204‬‬

‫‪9‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬قصائد مغضوب عليها‪ ،‬بَتوت ‪1986‬‬ ‫‪ -‬األعماؿ السياسية‪ ،‬بَتوت ‪1977‬‬

‫‪ -‬تزوجتك أيتها اضترية‪ ،‬بَتوت ‪1988‬‬ ‫‪ -‬أحبك أحبك والبقية أتيت‪ ،‬بَتوت ‪1978‬‬

‫‪ -‬األوراؽ السرية لعاشق قرمظي‪1989 ،‬‬ ‫‪ -‬ىكذا أكتب اتريخ النساء‪ ،‬بَتوت ‪1981‬‬

‫‪ -‬أان رجل واحد وأنت قبيلة من نساء‪ ،‬بَتوت‬ ‫‪ -‬قاموس العاشقُت‪ ،‬بَتوت ‪1981‬‬

‫‪1993‬‬ ‫‪ -‬الشعر قنديل أخضر‪ ،‬بَتوت ‪1963‬‬

‫‪ -‬ستسوف عاما يف مديح النساء‪ ،‬بَتوت‬

‫‪1994‬‬

‫‪ -‬تنويعات نزارية على مقامات العشق‪ ،‬بَتوت‬

‫‪1996‬‬

‫‪- 1‬اظترأة‪:‬‬

‫جل قصائده خوؿ اظترأة حيث أنو عرب عنها‬


‫لقب نزار قباٍل أبلقاب كثَتة أمهها شاعر اظترأة‪ ،‬شاعر اضتب‪ ،‬فدارت َ‬
‫أبرتل العبارات معتمدا يف ذلك أساليب مباشرة وأخرى غَت مباشرة‪ ،‬الصرحية‪ ،‬الرمزية‪.‬‬

‫‪- 2‬اظترأة األـ‪:‬‬

‫أحبهن‪ ،‬وإذا رجعنا إىل طفولة نزار ؾتدىا طفولة واعية‪ ،‬رتع شتاهتا يف‬
‫َ‬ ‫يصف نزار األـ على أهنا األوىل من اللوايت‬

‫اسًتجاعو لذكرايهتا‪ ،‬وىو الطفل اظتدلل لوالدتو حبيث تعاملو معاملة زتيمية ترفق بو وتشفق عليو‪ ،‬فهي السند يف‬

‫السراء والضراء ورفيقة الدرب الطويل‪ ،‬أما أمي فكانت ينبوع عاطفة يعطي بغَت حساب كانت تعتربٍل ولدىا‬

‫‪10‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫اظتفضل وختصٍت دوف سائر إخويت الطلبيات‪ ،‬ظلت ترضعٍت حىت سن السابعة وتطعمٍت بيدىا حىت سن الثالثة‬
‫‪1‬‬
‫عشر "‬

‫لقد ظلت أمو حاضرة يف مساره الشعري والنثري واإلعالمي والشك يف أف حضورىا الدائم يف إشعاره وحالة اضتزف‬

‫اليت رافقت ىذا اضتضور تؤكدىا حسيتها‪ .‬لقد أشار نزار منذ بدايتو الشعرية إىل األـ يف دواوينو األوىل ثالثة‬

‫وعشرين إشارة أبشكاؿ صرحية مضمرة‪ ،‬وكثَتا ما تًتدد عالقات الصبا اليت رتعتو ابظترأة واستحالة أف يصَت اضتب‬

‫واقعا‪ ،‬فموعد اضتب مستحيل‪ ،‬واللقاء هبذا كذلك مستحيل ألهنا غترد طيف خياؿ ووىم أو غترد خيط سراب‬
‫‪2‬‬
‫ديوت دائما قبل أف يبلغ مراده‬

‫فهناؾ قصيدة يرسلها من مكاف عملو يف وزارة اطتارجية مبدريد يصف فيها ذلك اضتب اظتميز لوالدتو‪:‬‬

‫فيقوؿ‪:‬‬

‫‪َ ...‬وَملْ أ َْعثػُْر ‪..‬‬

‫َعلَى ْامَرأ ٍَة دتَْ َش ُ‬


‫ط َش ْع ِر ْي األَ ْش ْقر‬

‫كر‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الس ْ‬
‫ئس ُ‬
‫َوَْحتم ُل ْيف َحقيبَت َها إ َىل َعَرا ْ‬

‫ٍل إِ َذا أ َْعَر ْى‬


‫َوت ْك ُس ْو ْ‬

‫َوتَ َشلٍُِت إِذَا أ َْعثَػ ْر‬

‫أ ََاي أ ُِم ْي ‪...‬‬

‫‪ 1‬تقنيات التعبَت يف شعر نزار قباٍل‪ ،‬حبيبة‪ ،‬ص ‪.236‬‬


‫‪ 2‬نفسو‪ ،‬ص ‪.237-236‬‬

‫‪11‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫أ ََاي أ ُِم ْي ‪...‬‬

‫أ ََان الولَ ُد ِ‬
‫الذ ْي أ َْحبُر‬ ‫َ‬

‫والَ ِزلْت ِِبَ ِ‬


‫اط ِرِه‬ ‫َ ُ‬

‫الس َك ْر‬ ‫ِ‬


‫ش َع ُرْو َسةُ ُ‬
‫تَعْي ُ‬

‫ف َاي أ ُِم ْي‬


‫ف ‪...‬فَ َكْي َ‬
‫فَ َكْي َ‬

‫ت أ ََاب‬
‫َغ َد ْو ٌ‬

‫‪1‬‬
‫َوَملْ أ ْك ُرب ؟‬

‫ومن خالؿ ىذه األبيات الشعرية ؾتد الشاعر خيرب أمو أنو مل جيد من دتشط شعره األشقر‪ ،‬وإذا تعثر يف الطريق مل‬

‫جيد من أتخذ بيده‪ ،‬فهو يفقد حناف وعطف أمو وىذا ما يشعره ابلوحدة واالغًتاب‪ ،‬وكذا اضتنُت إىل طفولتو‪.‬‬

‫مث يقوؿ‪:‬‬

‫فَػ َق ْد َكانَ ِ ِ‬
‫ت َحبْيػبَةٌ ألِ ْ‬
‫َيب‬ ‫ْ‬

‫يُ َدلِلً َها َك ِط ْفلَتِ ِو‬

‫وي ْدعوىا إِ َىل فِْنج ِ‬


‫اف قَػ ْه َوتِِو‬ ‫َ‬ ‫ََ ُْ َ‬

‫َويَ ْس ِقْيػ َها ‪...‬‬

‫‪ 1‬د‪.‬غريتم ؾتم النرجسية يف أدب نزار قباٍل‪ ،‬دار الرائد الغرييب‪ ،‬بَتوت‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت ص‪49‬‬

‫‪12‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫َويُطْعِ ُم َها‬

‫َوي ْغ ُم ُرَىا بَِر ْزتَتِ ِو ‪...‬‬

‫ات أِ ْ‬
‫َيب‬ ‫‪َ ...‬وَم َ‬

‫ش َْحتلُ ُم َع ْوَدتِِو‬ ‫والَزالَ ِ‬


‫ت تَعْي ُ‬
‫َ َ ْ‬

‫ث َعْنوُ ِ ْيف أ َْر َج ِاء غُْرفَتِ ِو‬


‫َوتَػْب َح ُ‬

‫أؿ َع ْن َعبَاءَتِِو‪...‬‬
‫َوتَ ْس ُ‬

‫‪1‬‬
‫َوتَ ْسأ َُؿ َع ْن َج ِريْ َدتِِو‪...‬‬

‫يتحدث الشاعر عن سر عالقة والدتو بوالده ومدى معاملتو عتا من حبو وعطفو عليها‪ ،‬وكاف يعاملها كطفلتو‬

‫اظتدللة وبعد وفاتو ترؾ عتا فراغا كبَتا ومأساة‪.‬‬

‫مث يقوؿ‪:‬‬

‫أَتَى أَيْػلُ ْوؿ َاي أ َُم ْاه‪...‬‬

‫ِ‬
‫َو َجاءَ اضتُْز ُف َْحيم َل ِ ْيل َى َد َاايهُ‬

‫يت‬‫ِ ِِ‬
‫َويَػْتػ ُرُؾ عْن َد َانف َذ ْ‬

‫َم َد ِام َعوُ َو َش ْك َواه‬

‫‪ 1‬نفسو‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫‪13‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫أَتَى أَيْػلُ ْوؿ ‪ ...‬أَيْ َن ِد َم ْشق؟‬

‫‪1‬‬
‫أَيْ َن أِ ْ‬
‫َيب َو َعْيػنَاه‬

‫يف ىذا الشهر (أيلوؿ) تلقى نبأ وفاة والده فهو ينقل مشاعر حزنو ومأساتو لوالدتو‪.‬‬

‫مث ينقل لنا الشاعر خرب وفاة والدتو فيقوؿ‪:‬‬

‫اا َعلَى أ ُِم ْي‪...‬‬


‫َر ْزتَ َة َ‬

‫ت َِ‬
‫الشاـ َواظتَاءُ‬ ‫ت َْحت َ‬
‫فَػ َق ْد َكانَ ْ‬

‫وزىر الي ِْ‬


‫اشت ُْت‬‫ََ ْ ُ َ‬

‫ت‬
‫ُمثَ لَ َما َر َحلَ ْ‬

‫الش َاـ‬
‫ت َ‬ ‫بَ َك ْ‬

‫ت بَػ ْع َد َىا‬
‫استَػ َقالَ ْ‬
‫َو ْ‬

‫حياوؿ الشاعر يف ىذا اظتقاـ أف يصف لنا أمو‪ ،‬الذي كاف صيتها ذائع لدى أىل الشاـ حبيث يكنوف عتا أشتى‬

‫معاٍل اضتب واالحًتاـ ضتسن أخالقها ومدى معاملتها عتم‪.‬‬

‫‪- 3‬اظترأة اضتبيبة‪:‬‬

‫ُوصف نزار قباٍل بشاعر اضتب واصتماؿ‪ ،‬وىو شاعر ال يستطيع أف يعيش بدوف اضتب‪ ،‬فكاف يبحث عن اظترأة اليت‬

‫تداعبو وحتمل عنو متاعب اضتياة‪ ،‬فدافع عن اضتب بكل أشكالو فطواؿ حياتو كاف يبحث عن اضتبيبة اليت تتفهمو‬

‫‪ 1‬نفسو‪ ،‬ص‪61‬‬

‫‪14‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد عاٌل الكثَت يف البحث عن اضتبيبة اليت رشتها يف خيالو أنو كتب قصائد تظهر من خالعتا مأساة ومن ذلك‬

‫قصيدة من ديواف " الرسم ابلكلمات" حيث وصف مأساتو الوجدانية يف قولو‪:‬‬

‫ُت َمَر َارَة اظتأْ َس ِاة‬


‫َ‬
‫لَو تُ ْد ِركِ‬
‫ْ‬
‫َ‬

‫ص ِديْػ َق ِ ْيت‬
‫اح الطَ ِريْ ُق‪َ ...‬‬
‫صبَ ُ‬
‫وأِ ِ‬
‫ٍَل َكم ْ‬
‫َ ْ‬

‫ِ‬
‫ايت‬ ‫ِ‬
‫َح َد يَػَرى َد ْم َع ْ‬
‫أَبْك ْي‪َ ...‬وَال أ َ‬

‫س َكا َف َم ْس َكنَا ُج ْربَتِ ِو‬ ‫ِ‬


‫اصتْن ُ‬

‫ِ‬
‫ايت‬ ‫َملْ يػُْن ِو أ ْ ِ‬
‫اٍل َوَال أ َْزَم ْ‬
‫َحَز ْ‬

‫َصبَ َح ُكلَوُ ُمتَ َش ِاهبَا‬


‫بأ ْ‬
‫َواضتُ ُ‬

‫‪1‬‬
‫َكتَ َشابُِو األ َْوَرا ُؽ ِ ْيف الغَ َااب ِت‬

‫فمن خالؿ كلماتو نستنتج أنو جرب أكثر من عالقة ومل تنجح وظل يف حزف ومأساة‪.‬‬

‫يقوؿ الكاتب دمحم رضواف يف "شهراير ىذا الزمن " أرى أف نزار قباٍل يف رحلتو الطويلة مع اظترأة واصتنس على مدى‬

‫نصف قرف من الزماف منذ ديوانو األوؿ "قالت يل السمراء حىت دواوينو األخَتة "" أان رجل واحد"" ستسوف عاما‬

‫يف مديح النساء"كتنويعات نزارية على مقاـ العشق"‪ ،‬كاف يبحث عن اظترأة اظتستحيلة اليت دتأل خواء روحو وتسعد‬

‫قلبو وتفعم كيانو ابضتب والبهجة واألمل‪ ...‬كاف مزار قلبا عاشقا يبحث عن تلك العاطفة الدافئة اليت حلم هبا‬

‫طويال ‪ ...‬ويبحث عنها يف وجوه كل النساء الاليت عرفهن يف ؼتتلف البقاء واألصقاع ولكنو مل جيدىا‪ ...‬وكأنو‬

‫كاف يلهث وراء سراب خادع‪ ...‬حطمو يف النهاية وىنا تذكر نزار قباٍل مأساة اظتلك شهراير الذي كاف يتزوج كل‬

‫‪ 1‬دمحم رضواف‪ ،‬نزار قباٍل شهراير ىذا الزمن‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬دمشق‪ ،‬د ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ص‪. 98‬‬

‫‪15‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫يوـ امرأة مث يقتلها حىت تزوج بشهرزاد اليت أخذت تروي لو الليايل الساحرة اظتليئة ابألحداث والوقائع فأنستو‬

‫مأساتو ومللو وغضبو وجنونو ألنو وجد يف شهرزاد النجوى والسلوى واضتب اضتقيقي ‪ ...‬وليس يف حكاايت ألف‬
‫‪1‬‬
‫ليلة وليلة‪.‬‬

‫عندما تذكر نزار مأساة اظتلك شهراير تذكر مأساة روحو اعتائلة يف بيداء الوجود حبثا عن اضتب اظتستحيل فأاثر‬

‫ذلك أشجانو ودموع قلبو‪ ،‬فيقوؿ‪:‬‬

‫َح َد يَػ ْف َه ُم ٍِت‪...‬‬


‫َال أ َ‬

‫َح َد يَػ ْف َه ُم َما َمأْ َساةُ َش ْهَرَاي ْر‬


‫َال أ َ‬

‫صْيػ ُر لِلْ ِجنْ ِ‬


‫س ِيف َحيَاتِنَا‬ ‫ِحُت ي ِ‬
‫َْ َ‬

‫نَػ ْو َعا ِم َن ال َفَر ْار‪...‬‬

‫ِيف اللَْي ِل َوالنَػ َه ْار‬ ‫ُؼتَ ِد َرا‬

‫ض ِريبَةٌ تَ ْدفَػعُ َها‬


‫َ‬

‫اختِيَ ْار‬ ‫بِ ِْ‬


‫غَت َما ْ‬

‫ِحُت ي ِ‬
‫صيَػَر نَػ ْه ُد ُؾ اظت ْع َج ُمو ْف ِابلبَػ َه ْار‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬

‫ص ْخَرةُ انْتِ َحا ِري‪...‬‬


‫صلَِ ْيت ‪َ ...‬و َ‬
‫ُم ْق َ‬

‫ت ِم ُن ِجتَ َارة اصتََوا ِر ْي‬ ‫ِ‬


‫صديْػ َق ِ ْيت ‪َ ...‬ملَلْ ُ‬‫َ‬

‫‪ 1‬نفسو ‪ ,‬ص ص ‪.111,110‬‬

‫‪16‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫ب بِغَ َِت قُػلُ ِ‬


‫وع‬ ‫َيف َج ْح ِر اضتُ ْ‬

‫ات‬
‫ُت اظتَر ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬‫ب َم َالي‬
‫ُ‬ ‫َوُِحت‬
‫َ‬
‫‪1‬‬ ‫وتَػرِجع‪َ ...‬كاظت ِ‬
‫لك اظت ْخلٌ ْوِع‬
‫ُ َ‬ ‫َْ ُ‬

‫مث حيب مرة أخرى وأيضا مل جيد إال السراب اطتادع‪:‬‬

‫ت ِهبَ َذا العُ ْم ِق‬


‫َحبَػْب ُ‬
‫ث أَبَ َدا ‪ ...‬أَ ْف أ ْ‬
‫َملْ َْحي ُد ْ‬

‫ث أَبَ َدا‪...‬‬
‫ث‪َ ...‬ملْ َْحي ُد ْ‬
‫َملْ َْحي ُد ْ‬

‫ت َم َع اِ ْمَرأَةٌ‬ ‫ِ‬
‫ٍَل َسافَػ ْر ُ‬
‫أْ‬

‫الش ْو ْؽ‬ ‫ِ ِ‬
‫لبَ َالد َ‬

‫ت لِ َشو ِ‬
‫اط ْئ َعْيػنَػ َها‬ ‫ضَربَ ْ َ‬
‫َو َ‬

‫الرب ْؽ‬ ‫َك ِ ِ‬


‫ب أ َْو َك َ‬
‫الر ْعد الغَاض ُ‬
‫َ‬

‫فَأ ََان ِيف اظت ِ‬


‫اضي َملْ أ َْع َش ُق‬
‫َ‬
‫بل ُكْنت أُمثِل دور الع ِ‬
‫اش ْق‬ ‫َ ْ ُ َ ُ ََْ َ‬

‫ث أَبَ َدا‬
‫َملْ َْحي ُد ْ‬

‫الشْن ُق‬ ‫أَ َف أَوصلٍَِت ح ِ‬


‫ب ا ْمَرأَةٌ َح َىت َ‬
‫َْ ْ ُ ُ‬

‫‪ - 1‬اظترجع نفسو ‪ ،‬ص ‪.15‬‬

‫‪17‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫ك َو ِاح َدةٌ‬
‫ؼ قَػبػلَ ِ‬
‫َملْ أ َْع ِر ْ ْ‬

‫َسلِ َح ِ ْيت‬
‫تأْ‬ ‫َغلَبَػْت ٍِت‪ ...‬أ َ‬
‫َخ ْذ ُ‬

‫َىَزَمْت ٍِت َد ِاخلِي ؽتَْلَ َك ِ ْيت‬

‫ت َع ْن َو ْج ِهي أَقْنِ َع ِيت‬


‫نَػَز َع ْ‬

‫ملْ َْحي ُدث أَبَ َدا َسيِ ِدي‬

‫‪1‬‬
‫ت اضتَرؽ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت النَ َار‪ ...‬ذقْ ُ‬
‫أَ ْف ذقْ ُ‬

‫مث خياطب تلك اظترأة بكل ثقة أبهنا مل جتد مثيال لو يف صدؽ حبو‪:‬‬

‫يت‬‫ِِ‬ ‫ُكوِ ِ‬
‫ٍل َواث َق ًة ‪َ ...‬سي َد ْ‬
‫ْ ْ‬

‫َسيُ ِحبُك َآال َ‬


‫ؼ َغ َِْت ْي‬

‫ُت بَِريْد َ‬
‫الش ْوؽ‬ ‫ِِ‬
‫َوتَ ْستَلم َْ‬

‫ك لَ ْن َِجت ِدي بَػ ْع ِد ْي‬


‫لَ ِكنَ ِ‬

‫رج َال يػهو ِاؾ ِهب َذا ِ‬


‫الص ْد ْؽ‬ ‫َ ُ ََْ َ‬

‫لَ ْن َِجت ِدي أَبَ َدا‬

‫َال َيف الغَْر ِب ‪َ ...‬وَال ِيف َ‬


‫الش ْرؽ‬

‫‪ -1‬دمحم رضواف ‪,‬اظترجع نفسو ‪,‬ص ‪.116,‬‬

‫‪18‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬وبدأ يتساءؿ مىت سأالقي اظترأة اليت سوؼ أحبها‬

‫‪ -‬من ىي اليت ستكسرٍل عشرة ماليُت قطعة ؟‬

‫ِ ْيف أَ ِي َم ْق َهى‬

‫س‬
‫َما َذا تَػ ْلبَ ُ‬

‫َكْيف تػُ َف ِكر‬

‫‪1‬‬
‫َسئِلَةٌ َال تُطَْر ْح ؟‬
‫أْ‬

‫ويف موضوع آخر قاؿ الثبات والتحرؾ يف اضتب فعرفو‪:‬‬

‫اضتب العظيم ضد الثبات و التحجر‬

‫إنو موجة ترفعنا إىل سابع شتاء وترمينا إىل سابع أرض إنو حبر ال سواحل معروفة لو ‪...‬‬

‫وىنا نالحظ تفنن نزار وعدـ استالمو وأنو ال يستطيع أف يعيش بدوف حب وبدوف غزؿ ابلنساء وأمن أبف اضتب‬

‫عبارة عن موجات يف حترؾ وثبات فنسأؿ ػتبوبتو يف جل القصائد عن حبها لو فقاؿ قصيدة قويل أحبك‪:‬‬

‫قػُوِيل أ ُِحب ِ‬
‫ك َك ْي تَ ِزيْ َد َو َس َام ِ ْيت‬ ‫ْ ُ‬

‫ك َال أَ ُكو ُف َِ‬


‫رتْي َال‬ ‫فَبِغَ َِْت حب ِ‬
‫ُُ‬

‫‪ - 1‬نفسو ‪,‬ص ‪118,‬‬

‫‪19‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪- 4‬اظترأة اصتسد‪:‬‬

‫عُد نزار قباٍل شاعر اظترأة ابمتياز عيدت عبارات أخرى ىذه العبارة لتدؿ على ىذا اظتوضوع الشعري فاعترب شاعر‬

‫غزؿ و شاعر اضتب وشاعر اضتس وإذا كاف الدرس النقدي ال ينفي اعتبار شعره غزال يف زاوية من الزوااي فإف‬

‫الغالب أنو شاعر اظترأة أساسا ألف التجربة جتاوزت خصائص الغزؿ إذا مل يستطع أحد من الشعراء االسًتساؿ عرب‬

‫السنُت يف اضتديث على لساف اظترأة نفسها وعن حبها ومهومها كما استطاع نزار‪.‬‬

‫ويبدو أف سواه من الشعراء مل حيققوا أميزتو اظتتمثلة يف تنويع القوؿ يف موضوع اظترأة وتعدد طرؽ التعبَت عنو‪ ،‬فشعر‬

‫نزار قباٍل ال خيلو من البعد الفكري جتلوه نقطة ارتكاز عي موضوع اظترأة‪ ،‬تطرح من خالؿ قضااي اضترية اظتساواة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قد اتفق الكثَت من النقاد على اعتبار أف شعر اظترأة عند نزار مر مبرحلتُت األوىل والثانية‬

‫ت يَػ ْوَما لِ َم ْد ِح ذُ ُكوِر ال َقبِْيػلَة‬


‫أ ََان َما تَػ َوْرطْ ُ‬

‫ت أُديْ ُن َعتُْم ِابلْ َوَال ْء‬


‫َولَ ْس ُ‬

‫ولَ ِكنٍَِت َش ِ‬
‫اع ُر‬ ‫َ ْ‬

‫اء‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ُت َع َاما ل َم ْد ِح الن َس ْ‬
‫قَ ْد تَػ َفَرغ ستَْس َْ‬

‫وما ديكن مالحظتو ىنا أف نزار قباٍل مل تكن اظترأة يف نظره ؾترد جسد يتغزؿ بو‪ ،‬و إمنا كانت لو ووطنا يسكن إليو‬

‫ويتدفأ يف مرابعو ويعيش فيو طفولتو ومراىقتو وشبابو وكهولتو‪.‬‬

‫‪ 1‬جربا إبراىيم جربا‪ ،‬النار واصتوىر‪ ،‬دراسات يف الشعر‪ ،‬اظتؤسسة العربية للدراسات أو النشر‪ ،‬ط‪ 3‬سنة ‪ ،1982‬ص ‪-119‬‬
‫‪.121‬‬

‫‪20‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫قاؿ نزار قباٍل " ال أعرؼ ظتاذا اخًتت اظترأة والغزؿ موضوعا أساسيا لفٍت‪ ،‬ىناؾ أنواع من الضغوط الداخلية ال‬
‫‪1‬‬
‫تعرؼ تفسَتا عتا"‬

‫فقد فاؽ اىتماـ نزار قباٍل ابظترأة رتيع شعراء عصره‪ ،‬واختلفت طريقتو يف تررتة ىذا االىتماـ عن غَته من الشعراء‬

‫حىت بدت مستهجنة غَت مألوفة يف كثَت من األحياف ‪ 2‬ولعل تفرغ نزار قباٍل لشعر الغزؿ الصريح وولعو بوصف‬

‫اظترأة ومفاتن جسدىا وأدوات زينتها حقبة طويلة من حياتو يف وقت كاف يفًتض قيو أف خيالط مهوـ السياسة‬

‫وشجوف الوطن شعره الغزيل‪ ،‬ىو الذي حفزان عب البحث يف ظروؼ نشأتو والعوامل اظتفًتض أتثَتىا يف تكوين‬

‫شخصيتو وىويتو الفنية‪ ...‬وقد تبُت لنا فيما سبق أف ىناؾ العديد من العوامل اليت تصلح منفردة وغتتمعة لتربير‬

‫اىتماـ نزار ابظترأة وإماطة اللثاـ عن أسباب اجتاىو ىذا اظتذىب يف الغزؿ فهو يقوؿ يف قصيدتو رافعة النهد من‬

‫ديوانو قالت يل السمراء‪:‬‬

‫ت َعلَى َان ِع ُم‬ ‫ِ‬


‫َانع َمةٌ َد َار ْ‬ ‫تَزلَ َق فَػ ْو َؽ ُربْػ َوِيت لَ َذةٌ‬

‫الو ِاى ُم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ستُْ ِريةٌ َكلَو ِف ع ِ‬


‫اط َف ِيت‬
‫َوامهَةٌ مثْ َل َغدي َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫زررَان ‪ ..‬لِلْمو ِسم َ ِ‬ ‫ِ‬


‫دـ‬
‫القا ُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫تَػنْ َش ُق م ْن َم ْزَر َع ِ ْيت َر ٌ‬
‫تبق‬

‫ِمن اعتوى‪ِ ...‬من الشتا اعت ِ‬


‫اج ُم‬ ‫تَػ ُؤوُعتَُما ‪َْ ..‬حت ِم َيها ِم ْن أَ َذى‬
‫ْ ََ َ‬ ‫ْ ََ‬

‫َك ْي يَػ ْهنَأ ِ ْيف اظتَ ْخبَأ اضتَاملُ‬ ‫َوتَػغْ ِزُؿ الغََزَؿ يُ َدفِئ‬

‫من َضت ِمها ‪ِ ...‬من خي ِطها ال َف ِ‬


‫اع ُم‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َوتَطْ َع ُم ِاالثنَػ ُْت‪ِ ..‬م ْن قَػلْبِ َها‬

‫‪ 1‬نبيل خالد أبو علي‪ ،‬نزار قباٍل شاعر اظترأة والسياسة‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬د ط ‪ ،1999‬ص‪.6‬‬
‫‪ 2‬دمحم رضواف ‪ ,‬اظترجع نفسو ‪ ,‬ص ‪.119,‬‬

‫‪21‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫الس ًْت َعلَى النَائِ ُم‬


‫َوتُ ْستَ َد ُؿ َ‬ ‫اض َحا‬ ‫تَ َداعب ِ‬
‫الواحد‪..‬أ ََم َ‬
‫َُ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َحبَطٍَِت بِِو‬ ‫ِ‬


‫ُك ِوٍل لَوُ أَخ ْي م َن اطتَاًلُ‬ ‫َراف َعةُ الَ ْنهد‪ ..‬أ ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَ َخففي م ْن قَػْيدؾ الظَاملُ‬ ‫اسو‬
‫قَ ْد َْجيَر ُح الدنئيل إ ْح َس ُ‬

‫‪1‬‬
‫ض ِمو‬ ‫ِ‬
‫للعاملُ‬
‫أَذتَ َن َما أَخر ُج َ‬ ‫ت ِيف َ‬
‫َى َذا الذ ْي َابلَغَ ْ‬

‫ويقوؿ يف قصيدتو " يد " من ديوانو "حبيبيت "‬

‫ت َعلَى َكتِ ِفيْ‬ ‫يَ َد ِاؾ ِ‬


‫اليت ُحطَ ْ‬

‫رب‬ ‫َكحمامةُ ‪ ...‬نَػزلَ ِ‬


‫ت ل َك ْي تَ ْش ُ‬
‫َ ْ‬ ‫ََ َ‬

‫ِِ‬
‫عْندي تُ َسا ِو ْي أَلْ َ‬
‫ف ؽتَْلَ َكة‬

‫ب‬
‫ايَ لَْيػتَػ َها تَػْبقى َوَال تَ ْذ َى ْ‬

‫فالشاعر يغوص ِبيلو الواسع‪ ،‬حيث شبو اليد ابضتمامة مث أنو يساوي بكل ؽتاليك الدنيا‪.‬‬

‫ويقوؿ‪:‬‬

‫وىو يصف اظترأة صاحبة العينُت الزيتيتُت‪:‬‬

‫العْيػنَػ ُْت ‪َ ...‬ال تَػغْلِ ِق ْي‬ ‫ِ‬


‫َزيْتيَةُ َ‬

‫الش َف ُق ال ُف ْستُِق ْي‬


‫لم َى َذا َ‬
‫يَ ْس ُ‬

‫‪ 1‬أزتد زايد‪ ،‬نزار قباٍل عاشق اظترأة‪ ،‬مركز الراية للنشر واإلعالـ‪ ،‬ط‪ ،200 ،3‬ص‪.38‬‬

‫‪22‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫وزِة‬ ‫ِ‬
‫ف فَػْيػ ُر َ‬ ‫ِر ْحلَتُػنَا ِ ْيف ن ْ‬
‫ص َ‬

‫ؼ‬
‫الدنْػيَا َوَملْ تَػ ْعَر ُ‬
‫ت ُ‬ ‫أَ َغَر ْ‬

‫ما ديكن مالحظتو ىنا ىو أف الشاعر يركز يف رتيع أعضاء اظترأة ومل يًتؾ شيئا فيها فهو ىنا يتمٌت أف ال تغلق‬

‫عينها ليتغزؿ هبا‪ ،‬ابإلضافة إىل أنو وصف الفم واألصابع واألظافر ‪ ...‬وغَته‪.‬‬

‫كما يتحدث يف قصيدة أخرى عن الكاسيات العارايت من النساء ديثل قولو‪:‬‬

‫َاب ِرَز ُ‬
‫ات النُػ ُه ْود ُزتُْر اطتُ ُد ْود‬

‫الص ُد ُور ؽتََُر ال ُق ُد ْود‬


‫ت ُ‬ ‫َعا ِرَاي ُ‬

‫الش َوا ِر ْع تِْيهاً‬


‫يَػتَ َخطَْرف ِ ْيف َ‬

‫َسا ِوْر َوعُ ُق ْود‬ ‫ِ‬


‫َصتَلى م ْن أ َ‬

‫َوبُ ُرو ْد َش َفافَة ِم ْن َح ِريْر‬

‫ف َوَراءَ البُػ ُرْود‬


‫اختَػلَ َ‬
‫َش َق َع َما ْ‬

‫َس ُه َما ِم ْن عُيُػ ْوف‬ ‫ِ‬


‫س ْر َف يػُْر َسلن أ ْ‬

‫ود‬ ‫ِ‬
‫ُت ُزْر ُؽ َو ُس ْ‬
‫فَاتنَات َما بَػ َْ‬

‫فْت َات َرةَ ِاب ْزِد َر ْاء‬


‫يَػتَػلَ ْ‬

‫قه ِق َهن َات َرة َكالْ َولِْيد‬


‫َويُ ْ‬

‫غاَئِبَات األ ْ‬
‫َعَراب َم ْه َال فَِإ َان‬

‫‪23‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫الصالَ ْح َش ٍديْد‬
‫اج إِ َىل َ‬
‫ِيف ِ‬
‫احتيَ ْ‬
‫ْ ْ‬

‫يتضح من خالؿ ىذه األبيات الشعرية أف الشاعر يريد حترير اظترأة من قيود القيم واألخالؽ واحًتامها لذاهتا‪،‬‬

‫يريدىا أف تنطلق خلق شهواهتا لتصبح جارية حتت أقداـ الرجاؿ لكي يفصل بعد ذلك من جلد النساء عباءة‬

‫كيفما يشاء‪.‬‬

‫‪- 5‬اظترأة الوطن‬

‫الظاىر من خالؿ عالقة اظترأة ابلوطن أف كالمها يف معتقل سجن‪ ،‬فجسد اظترأة يف معتقل وسجانو الرجل الذي‬

‫بيده كل شيء فمن حقو أف يعلمها أوال‪ ،‬أف يتزوجها أو يطلقها‪ ،‬ومن حقو أف يطلب منها الكالـ أو الصمت‬

‫فكل حقوقها بيده فهو اآلمر الناىي يف رتيع شؤوف حياهتا وما على اظترأة إال أف تطيعو يف كل ما يريد منها وما‬

‫يعطيو اضتق يف ذلك فهو كونو الرجل الذي أييت يف اظترتبة األوىل حسب ترتيب اعترـ االجتماعي‪ ،‬وجسد للوطن‬

‫ىو أيضا سجُت فهو من ػتتل إىل آخر ومن سجاف إىل آخر فاصتميع يطمعوف ابلوطن ويريدوف السيطرة عليو‬

‫وضع اضترية فيو وقضية عند نزار ىي اظترأة فكالمها حباجة إىل التحرير من العبودية فيقوؿ للمرأة‬

‫‪1‬‬
‫البخور‬
‫ري على شرؽ السبااي‪ ،‬والتكااي ‪ ...‬و ُ‬
‫ثػُ ْو ْ‬

‫وقاؿ يف قصيدتو الشهَتة ( مىت يعلنوف وفاة العرب) عن الوطن األسَت‪:‬‬

‫ُحا ِو ُؿ َر ُس َم البِ َال ُد ‪...‬‬


‫أَ‬

‫َعتا بػرلَما ُف ِمن الي ِْ‬


‫اشت ُْت‬‫َ َْ َ َ َ‬

‫و َشعب رفِيق ِمن الي ِْ‬


‫اشت ُْت‬‫َ ْ ٌ َ ٌْ َ َ‬

‫‪ 1‬زايد أزتد‪ ،‬نزار قباٍل شاعر اظترأة و السياسة‪ ،‬دار األمُت للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪ ،1966‬ص‪16.‬‬

‫‪24‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫َوتَػنَ ُامر َزتَائِ ُم َها فَػ ْو َؽ َر ِاسي‬

‫‪1‬‬
‫َوتَػْب ِك ْي َم ِأذنػُ َها ِيف عُيُ ِوٍل‬

‫و ىكذا يبُت نزار قباٍل مدى وجو الشبو بُت اظترأة والوطن وكالمها يقع يف األسر فال بد من حتريرمها‪.‬‬

‫‪- 6‬اظترأة الثورة‪:‬‬

‫عاش نزار قباٍل يف جو أسري ثوري لذلك ىو من األوائل الذين حثوا اظترأة على الثورة‪ ،‬أرادىا أف تكوف امرأة اثئرة‬

‫على كل األوضاع‪ ،‬وأرادىا أف تكوف امرأة مناضلة ومستقلة أبحاسيسها ومشاعرىا‪ ،‬حرة يف رأيها‪.‬‬

‫فيقوؿ يف حتريض اظترأة على واقعها يف اجملتمع العريب‪:‬‬

‫ثػُ ْوِر ْي أُحبُك أَ ْف تَػثػُ ْوِر ْي‬

‫السبَ َااي َوالتَ َك َااي َوالبُ ُخور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ثػُ ْور ْي َعلَى َش ْرؽ َ‬

‫الو ْى ِم ال َكبِ َْت‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ثػُ ْور ْي َعلَى التَاريْ ُخ َوانْػتَصر ْي َعلَى َ‬

‫س َم ْقبَػَرةُ النُ ُسور‬


‫الش ْم َ‬ ‫َال تَػ ْرَىِ ْيب أ َ‬
‫َح َدا فَإ َف َ‬

‫‪2‬‬
‫الس ِريْر‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ثػُ ْوري َعلَى َش ْرؽ يَػَراؾ َولْي َمة فَػ ْو َؽ َ‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل األعماؿ الشعرية الكاملة‪ ،‬اصتزء الثاٍل‪ ،‬ص‪.140‬‬


‫‪ 2‬نزار قباٍل‪ ،‬األعماؿ الشعرية الكاملة‪ ،‬اصتزء الثالث‪ ،‬ص ‪.408‬‬

‫‪25‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫يبدو أف الشاعر ىنا معٍت بتحرير اظترأة عن السيطرة وقيود اجملتمع وىيمنة الرجل‪ ،‬ال يريدىا مفيدة أبغالؿ اضتي‬

‫واصتنس‪ ،‬ال يريدىا أف تكوف جارية تباع وتشًتى ابظتاؿ يريدىا أف تعرؼ ما تريد أف تعلن الثورة على سلطة الرجل‬

‫وتسلطو عليها‪.‬‬

‫فقد كاف نزار ضمَت األمة العربية اضتي واتبع األحداث العربية‪ ،‬وجند قلمو يف سبيل القضية فجعل قلمو سالحا‬

‫يرفعو يف وجو الظلم و الظاظتُت كما كانت قصائده تزرع األمل يف النفوس‪.‬‬

‫يقوؿ‬

‫ت إِلْيػنَا فَػْت ُح‬


‫َجاءَ ْ‬

‫رتْيػلَة ِم ْن ُج ْرح ‪...‬‬


‫َكوردة َِ‬
‫ََْ‬

‫ص َحا ِر ْي ِملْ ُح‬ ‫ٍ‬


‫َكنَػْبع َماء َاب ِرد يَػ ْرِو ْي َ‬

‫َخ ُروا ‪...‬فَِإنػَ ُه ْم َأيتػُ ْو َف‬


‫َم ْه َما ُى ْم َأت َ‬

‫الزيْػتُوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اا أ َْو م ْن َجبَل َ‬
‫م ْن َد ْرب َر َاـ ً‬

‫ِ‪1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الس َماء‬ ‫َأيْتُو َف مثْ َل اظتَن َو َ‬
‫السلْ َوى‪...‬م َن َ‬

‫فلقد بعث ميالد حركة وفتح األمل يف نفس نزار‪ ،‬فهو يساند الشعب الفلسطيٍت حىت وإف كاف عن طريق الشعر‪.‬‬

‫ويقوؿ يف ثورة الدجاج‪:‬‬

‫صر‪...‬‬
‫اج ال َقْي َ‬
‫َْؿت ُن َد َج ٌ‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬األعماؿ السياسية الكاملة‪ ،‬منشورات نزار قباٍل‪ ،‬ط‪ ،1982 ،2‬ص‪141‬‬

‫‪26‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫ََنْ ُك ُل قَ ْم َح اطتَْوؼ‬

‫ب ِم ْن أ َْمطَا ِر اظتِْلح‬
‫نشَر ُ‬
‫َو ْ‬

‫كل نَػ َهار‪...‬‬


‫ُ‬
‫‪1‬‬
‫الصْبح‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫ص َالة ُ‬
‫يس قُ ْبيل َ‬
‫َأيتْيػنَا البُول ُ‬

‫تتمثل معاانة الشعب الفلسطيٍت يف الفقر واصتوع حبيث أيكلوف القمح ويشربوف مياه األمطار اظتاضتة‪ ،‬فكل صباح‬

‫يقتحموف بيوهتم‪.‬‬

‫فنالحظ أف الشاعر نزار قباٍل معظم األوطاف العربية وكتب عنها بصدر رحب‪ ،‬عاشقا‪ ،‬ػتًتفا طريق اعتوى‪.‬‬

‫ويقوؿ‪:‬‬

‫اب‬ ‫تِ ْسعُو َف َملْيُو ْف ِم َن األ ْ‬


‫َعَر ْ‬

‫خلَق األُفُق َغ ِ‬
‫اضبُوف‬ ‫َ َ‬

‫‪2‬‬
‫َاي َويْػلَ ُهم ِم ْن ََثْ ِرُىم‬

‫فهو يهدد رغم سيطرة العدو ورغم أف فلسطُت ال دتتلك إال اضتجر لتدافع بو ومع ذلك‪ ،‬فإف نزار عزديتو قويو‬

‫بفضل كلماتو القوية اليت فيها نوع من اظتبالغة‪ ،‬فهو يعطي أمل‬

‫ويقوؿ‪:‬‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬تزوجتك أيتها اضترية‪ ،‬منشورات نزار‪ ،‬ط‪ ،1990 ،2‬ص‪.35‬‬
‫‪ 2‬نفسو‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪27‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫تَػَزَو ْجتُك أَيَػتُػ َها اضتُِريَة‬

‫ط نِ َساء‬
‫َكا َف لَ َدي بَِال ُ‬

‫الدنْيا‬
‫الت ُ‬ ‫ِ‬
‫فيُو َرتْي ُ‬

‫العَربِيةُ‬
‫فَ َ‬

‫والر ِ‬
‫وميَةُ‬‫َُ‬

‫َوالتُػ ْركِيَةُ‬

‫َوال ُك ْرِديَةُ‬

‫س‬
‫ت يف ابريْ ْ‬
‫صنع ُ‬
‫بقصري لعب ْ‬
‫كاف ْ‬

‫‪1‬‬
‫ط شاميةٌ‪...‬‬
‫من قط ٌ‬
‫وجيش ْ‬
‫ْ‬

‫نالحظ أف نزار قباٍل يدافع عن اضترية ويفتخر هبا‪ ،‬ابلرغم من أنو عرؼ نساء ؼتتلفات األجناس‪ ،‬إال أنو متشبث‬

‫ابضترية‪.‬‬

‫‪- 7‬السياسة‪:‬‬

‫نزار شاعر اضتب والسياسة فشعر اضتب جواز سفره إىل الناس ويرافقو جواز سفر آخر حيمل شهر السياسة‪.‬‬

‫‪ 1‬نفسو‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪28‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫فنالحظ تناقضات نزار بُت نزار الشاعر ( شاعر اظترأة‪ ،‬شاعر السياسة) اظتعتز بوطنو وافتخاره بنشأتو يف بيت يقود‬

‫اظتقاومة منذ االنتداب الفرنسي على سوراي حيث أنو درس اضتقوؽ وعمل يف السلك الدبلوماسي ومن أسباب‬

‫كتابة القصيدة السياسية وحتولو لالىتماـ بشؤوف السياسة ومهوـ الوطن وربط ذلك بنكسة حزيراف‪.‬‬

‫القددية‬
‫دقائي‪ ،‬اللُغة ْ‬
‫أص ْ‬ ‫غي ل ُك ْم اي ْ‬
‫أُلْ ْ‬

‫القددية‬
‫وال ُكتُب ْ‬

‫أُلْغِ ْي لَ ُك ْم‬

‫َح ِذيَة ال َق ِد ْديَة‬


‫وب َكاأل ْ‬
‫َك َال ُمنَا الَمث ُق َ‬

‫الشتِْي َمة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫الع ْه ِر‪َ ،‬واعت َجاء‪َ ،‬و َ‬
‫َوُم ْفَرَدات َ‬

‫أُلْغِ ْي لَ ُك ْم ‪...‬‬

‫أُلْغِ ْي لَ ُك ْم ‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫الذي قاد إىل اعتزْدية‬
‫بنهاية الف ْكر ْ‬

‫إهنا ىزدية عاـ ‪ 1967‬اليت أوقدت مراحل الثورة يف نفس نزار وشعره لقد انفجر الشعر السياسي على لساف نزار‬

‫تؤكد وطنية نزار اظتخبوءة وصدؽ غَتتو على األمة العربية ومقدراهتا‪.‬‬

‫ويف تقدمة شعره للقراء يقوؿ يف قصيدتو بعنواف" ورقة إىل القارئ"‬

‫أ ََانِ لبَ َال ِدي ‪ ...‬لِنَ ْج َم ِاهتَا‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬األعماؿ الشعرية الكاملة‪ ،‬ص‪.739‬‬

‫‪29‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫لش َذا ‪ ...‬لِلْنَ َدى‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫لغَْي َماهتَا ‪ ...‬ل َ‬

‫ت قَػ َوا ِريْر لَ ْوٍِل هنُْوَرا‬


‫َس َف َح ْ‬

‫‪1‬‬
‫ضر الَ َم ْفتَ َدى‬ ‫َعلَى َوطَِ ٍْت األ ْ‬
‫َخ َ‬

‫يظهر لنا افتخار نزار قباٍل لبالده ودتسكو وفدائو لو‪ ،‬فهو ذو شخصية‪ ،‬غيور على وطنو‪ ،‬مدافعا عنو‪.‬‬

‫أما ديوانو الثاٍل طفولة هند الذي فرغ نزار من حتبَته و كتابة مقدمتو بعد حترر سوراي بعاـ واحد‪ ،‬وبعد خترج نزار‬

‫‪ 37‬قصيدة يف حُت ديوانو األوؿ" قالت يل‬ ‫من كلية اضتقوؽ والتحاقو ابلعمل السياسي بعامُت فقد اشتمل‬

‫السمراء" ضم ‪ 28‬قصيدة‪ ،‬أطلق على إحداىن يف الديواف الثاٍل اسم "بالدي" حتدث فيها عن خَتات بالده‬

‫مفتخرا مبا تنعم بو من أمن وأماف‪:‬‬

‫ِجبَالَنَا ‪َ ...‬م ْرَو َحة‬

‫رؽ‪َ ...‬ع ْرقِي‪ ،‬لَينَو‬


‫لِلْ َش ِ‬

‫الدنْػيَا‬
‫َتوَزع اطتَْيػَر َعلَى ُ‬

‫َد َارَان اظت َح َسنة‬


‫ُ‬

‫ص ُفور ‪...‬أَ ًف‬ ‫ي ِط ِ‬


‫يب للْعُ ْ‬
‫َ ُ‬

‫يَػْب ٍِت ُ‬
‫لدنيَا َم ْس َكنَو‬

‫اؼ‬
‫ص ُ‬ ‫َويَغ ِزؿ َ‬
‫الص ْف َ‬

‫‪ -1‬نزار قباٍل ‪ ،‬قالت يل السمراء ‪ ،‬منشروات نزار الطبعة ‪ 01‬بَتوت ‪ ، 1989 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪30‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫ِيف حض ِن السواقِي مو ِ‬
‫اطنَو‬ ‫ََ ََ‬ ‫َ‬

‫ح َدود َان ‪ِ ...‬ابلي ِْ‬


‫اشت ُْت‬‫َ‬ ‫َ َْ‬

‫صنَة ‪...‬‬
‫َوالنَ َدى ‪ُ ...‬ػتَ َ‬

‫َوَوَرْد َان ِم ْفتَح‬

‫‪1‬‬ ‫َك ِ‬
‫الف ْك ِر اظتلَ َونَة ‪...‬‬
‫ُ‬

‫وقد اعتربىا النقاد من القصائد اليت انتزعت من رحم القصائد الغزلية ظتا فيها من مفردات مأخوذة من معجمو‬

‫الشعري الغزيل مثل‪ :‬الياشتُت‪ ،‬الندى‪ ،‬الورد‪ ...‬أما مضموهنا فال يًتجم أي موقف سياسي وطٍت وىو ما جعل اشتو‬

‫يرتبط ابلغزؿ‪.‬‬

‫وبدأت اظترحلة السياسية لنزار مع إصدار قصيدتو " ىوامش على دفًت النكسة" اليت يطلق على ىذه اظترحلة النقد‬

‫السياسي‪.‬‬

‫لو أربعة دواوين يف السياسة قصائد مغضوب عليها‪ ،‬تزوجتك أيتها اضترية‪ ،‬الكربيت يف يدي ودويالتكم من ورؽ‪،‬‬

‫ىوامش على ىوامش‪...‬‬

‫اترخينا ليس سوى إشاعة‪:‬‬

‫ِم ْن أَيْ َن َأيتِينَا ال َفَرح؟‬

‫الس َو َاد‬
‫ض ُل ْ‬
‫َولَونػَنَا اظت َف َ‬
‫ُ‬

‫‪ 1‬نبيل خالد أبوعلي‪ ،‬اظترجع السابق‪ ،‬ص‪.126‬‬

‫‪31‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫وسنَا َس َو ُاد‬
‫نػُ ُف َ‬

‫عُ ُقولُنُا َس َو ُاد‬

‫َد ِاخلَنَا َس َو ُاد‬

‫اض ِعْن َد َان‬


‫َح َىت الَبَػيَ ُ‬

‫ِ‪1‬‬
‫لس َواد‬‫َديِ ِ‬
‫يل ل َ‬
‫ُ‬

‫يظهر لنا تشاؤـ الشاعر وحزنو على وطنو‪ ،‬وىو يؤكد ذلك من خالؿ تكراره لكلمة سواد‪.‬‬

‫مث يقوؿ يف اظتقطع الثاٍل‪:‬‬

‫ِم ْن أَيْ َن َأيتِينَا ال َفَر ُح؟‬

‫َوُكل َما َْحي ُدث ِيف َحيَاتِنَا‬

‫استِْب َداد‬
‫ُم َسلْ َسل ْ‬

‫استِْب َداد‬ ‫ِ‬


‫َواعت ْجَرة ْ‬

‫استِْب َداد‬ ‫الصحف ِ‬


‫الر ْشتيَة ْ‬
‫ُُ َ‬

‫الشرطَة ِ‬
‫الس ِريَةُ‬ ‫َو ُ ْ‬

‫استِْب َداد‬
‫وجةُ ْ‬
‫الز َ‬
‫َو َ‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬اترخينا ليس سوى إشاعة‪ ،‬منشورات نزار‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪32‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫رتيلَة ِج ًدا‬
‫و ِع ْش ُقنَا ِالمرأَة َِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫استِْب َداد!!‬
‫ُى َو ْ‬

‫من خالؿ اظتأساة اليت عاشوىا من طرؼ اظتستعمر جعلتو كل ما حييط بو يف حياتو غترد ظلم واستبداد‪...‬‬

‫مث يف اظتقطع الثالث‬

‫ِم ْن أَيْ َن َأيتِينَا َ‬


‫الفَرح؟‬

‫َوُكل ِط ْف ِل ِعْن َد َان‬

‫َْجت ِري َعلَى ثِيَابِو ِد َماءُ َك ْربََالء‪...‬‬

‫ص ِم ْن ِح َذاء‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬


‫َوالفكر ِيف بالد َان أ َْر َخ ُ‬

‫لدنيَا‬
‫الدنْػيَاِ ُ‬
‫َو َغايَة ُ‬

‫‪2‬‬ ‫اضتنِ ِ‬
‫ُت َوالن َساءُ‬
‫َ ُ‬

‫يوضح لنا ما قاـ بو االستعمار من قتل األطفاؿ وسلبوا منهم طفولتهم‪ ،‬واستحيوا نسائهم وشردوا غتتمعاهتم‪.‬‬

‫ويف اظتقطع الرابع‪:‬‬

‫ِم ْن أَيْ َن َأيْتِينَا َ‬


‫الفَر ُح؟‬

‫اص ْمنَا‬ ‫ِ ِ‬
‫َوَْؿت ُن م ْن يَوـ َختَ َ‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬اظترجع نفسو‪ ،‬ص‪.40‬‬


‫‪ 2‬نفسو‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪33‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫نس َو ِاف ِيف َغ ْرَانطَة‬‫ِ‬


‫َعلَى ال ْ‬

‫ت أ َُمتَػنَا‬
‫تَػ َف َك َك ْ‬

‫َوَى ْر َىَرت َد ْولَتُػنَا‬

‫ت البِ َال ُد‪...‬‬


‫َوطَ َار ْ‬

‫نلمس من خالؿ ىذه األبيات حسرة وضعف وكذا استسالـ نزار ظتا يفعلو هبم العدو فقد اهنارت دولتهم وىلك‬

‫وطنهم‪.‬‬

‫يقوؿ يف قصيدة منشورات فدائية‪:‬‬

‫لَ ْن َْجت َعلُوا ِم ْن َش ْعبِنَا‬

‫َشعب ىنُ ِ‬
‫ود ُزتْ ِر‪...‬‬ ‫ْ ُ ُ‬

‫فَػنَ ْح ُن َابقُو َف ُىنَا‬

‫ص ِم َها‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫س ِيف َم ْع َ‬
‫ْيف َىذه األ َْرض الَ ْيت تَػلْب ُ‬

‫إِ ْس َو َارةُ ِم َن َزْى ٍر‬

‫فَػ َه ِذه بَِال ُد َان‪...‬‬

‫فِ َيها َو َج ْد َان ُمنْ ُذ فَ ْج ِر العُ ْم ِر‬

‫‪34‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬ ‫فِيػها لَعِبػنَا‪ ،‬وع َش ْقنَا‪ ،‬وَكتَػبػنَا ِ‬


‫الش ْعر‪.‬‬ ‫َ ْ‬ ‫َْ ْ َ َ‬

‫اثر نزار على الظلم واالستبداد والقهر الذي ذاقو الشعب الفلسطيٍت فكانت كلماتو قوية وصارخة تثَت اضترارة‬

‫واضتماسة للعرب لكي ينهضوا ويثوروا‪ ،‬إبرادة وعزدية من أجل القضاء على االستعمار‪.‬‬

‫‪- 8‬اظترأة الرمز‪:‬‬

‫كاف الرمز عند نزار قباٍل أكثر وضوحا‪ ،‬السيما يف قصيدة" اي ست الدنيا اي بَتوت" اليت اندى هبا بَتوت" اي‬

‫عشتار" داعيا إايىا للقياـ‪ ،‬كي تنقذ اضتب والفقراء‪ .‬فضال عن إعطاء اظتدينة كثَتا من صفات اظترأة اضتسن‬

‫واصتماؿ ودفعها ضريبة ىاتُت الصفتُت‪ ،‬ؽتا يوحي بتقارب اظترأة اظتضطهدة اليت دافع عنها نزار بشعره وحاوؿ‬

‫إهناضها من السيطرة الذكورية يف اجملتمعات الشرقية‪:‬‬

‫الدنيَا َاي بََتُوت‪...‬‬


‫ت ُ‬ ‫ِ‬
‫َاي س َ‬

‫َسوارؾ الَم ْشغُولَة ِابليَاقُوت؟‬


‫َمن َابع أ َ‬

‫من صاد خادتك ِ‬


‫الس ْح ِري‬ ‫َ َ َ‬

‫ض َفائِرؾ ال َذ َىبِيَة؟‬
‫ص َ‬
‫َوقَ َ‬

‫الفَرح النَائِم ِيف َعينَيك اطتَ ْ‬


‫ضَر َاوين؟‬ ‫َم ْن ذَبَح َ‬

‫الراِ َئعتَُت؟‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َم ْن َشطَب َو ْج َهك ابلسكُت‪َ ،‬وألْ َقى َماء النَار َعلَى َش َفتَيك َ‬

‫‪ 1‬نزار قباٍل‪ ،‬قصائد السياسية بال ديواف‪ ،‬منشورات نزار قباٍل‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪ ،‬ص‪.101‬‬

‫‪35‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫الو ِردية؟‬
‫‪1‬‬
‫َم ْن َشتَ َم َماء البَحر‪َ ،‬وَرش اضتقد َعلَى الشطآف َ‬

‫ىا َؿتن أَتَينا‪ ...‬م ِ‬


‫عتذرين ‪َ ...‬وُمع ًِتفُت‬ ‫َ ُ َ ُ‬

‫أ ََان أَطْلقنَا النَ َار َعليك بُِروح قَبليو‬

‫فَقتَلنَا ْامَرأة َكانَت تُ ْد َعى ( اضتُِريَة)‪.‬‬

‫عن بَتوت يتحدث " نزار قباٍل" يف ىذا الديواف مقدما اعتذارا عتا وأسفو ظتا حيدث فيها من دمار وخراب وىو يف‬

‫كل ذلك يعترب نفسو مسؤوال عما أصاب ىذه األنثى الضعيفة اليت مل تستطع أف تدافع عن نفسها وعن حقوقها‪.‬‬

‫‪- 9‬األسطورة‪:‬‬

‫تعرؼ األسطورة على أهنا القسم الناطق من الشعراء أو الطقوس الدينية ومبعناه الواسع أي قصة غتهولة اظتؤلف‬

‫تتحدث عن اظتنشأ يفسر هبا اجملتمع ظواىر الكوف واإلنساف يف صورة تربوية‪.‬‬

‫وقد تدؿ على أهنا ػتاولة لفهم الكوف بظواىره اظتتعددة أو ىي تفسَت لو أو ألهنا نتاج وليد اطتياؿ‪ ،‬ولكنها ال ختلو‬

‫من منطق معُت ومن فلسفة أولية‪.‬‬

‫يف قصيدة " منشورات فدائية عل جدراف إسرائيل" اليت وظف فيها نزار أسطورة اضتلوؿ والتناسخ‪ ،‬فيتجلى اشتغالو‬

‫على تقنية التكرار اللفظي ػتددا‪ ،‬من خالؿ تكراره لفظة " ابقوف" يف مطلع أكثر من ستسة وعشرين سطرا شعراي‪،‬‬

‫كقولو يف أحد اظتقاطع"‬

‫اا َعلَى َدفَاِتر اصتِبَاؿ‬ ‫ِ‬


‫َابقُو َف ف َيما َرسم ً‬

‫‪ -1‬نزار قباٍل‪ ،‬الديواف ‪ ،‬حتقيق غالية دمحم حسن ‪ ،‬دار اعتدى عُت مليلة ‪ ،‬اصتزائر ‪ ،‬ط ‪،1‬د ت‪ ،‬ص ‪.378‬‬

‫‪36‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف الشعر املعاصر‬ ‫الفصل األول‬

‫َنواؿ‬ ‫اصر َ ِ‬ ‫ابُقوف ِيف مع ِ‬


‫الزيت يف األ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫الزَواؿ‪.‬‬ ‫َابقُوف ِيف اظتد ِويف اصتَزر ِيف ُ‬


‫الش ُروؽ َو َ‬ ‫َ‬

‫َصداؼ َوال ِرَماؿ‬ ‫َابقُوف ِيف َمَراكب َ‬


‫الصيدِ ويف األ َ‬

‫ِ‬
‫نضاؿ‬ ‫صائد اضتُب َوِيف قَ َ‬
‫صائد ال َ‬ ‫ابَقُوف ِيف قَ َ‬

‫ِ‬
‫َابُقوف ِيف الشعر َوِيف األ َ‬
‫َزجاؿ‬

‫َابقُوف ِيف ِعطر اظتنَاديل َويف الدبكة َواظت َواؿ‪...‬‬


‫َ‬ ‫َ‬

‫فقد جاء تكرار لفظة ابقوف يف ىذه القصيدة ليؤكد معٌت التشبث ابألرض‪ ،‬وعدـ مغادرهتا حتت أي ضغط كاف‪،‬‬

‫فالبقاء ىو جوىر أسطورة اضتلوؿ‪ ،‬وتكرار لفظة البقاء ىو تكريس إلرادة اضتياة يف مواجهة إرادة اظتوت واإلفناء‪،‬‬

‫وقد استطاع الشاعر من خالؿ التكرار أف يوسع دائرة اضتلوؿ‪،‬إىل موجودات مل تتطرؽ إليها األسطورة الدينية‬

‫‪ ...1‬ىو تطويع‬ ‫األصلية‪ ،‬فحلوؿ األرواح يف الدبكة واظتواؿ ويف مروءة اطتيل واطتياؿ ويف حتية الرجاؿ للرجاؿ‬

‫األسطورة ال نظن أف الشاعر قد سبق إليو‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد اضتليم ؼتالفة‪ ،‬جتليات األسطورة يف شعر نزار قباٍل‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪37‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫الفصل الثاين‬
‫ثنائية ادلرأة و الوطن يف أشعار نزار قباين‬

‫‪38‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫حتليل قصيدة مجيلة بوحريد " منوذجا "‬

‫قصيدة مجيلة بوحريد لنزار قباين منوذجا‪:‬‬

‫وح ِْريْد‬ ‫اال ِ‬ ‫ٍ‬


‫سم َمجيلة بُ َ‬
‫ْ‬

‫َرقِ ْم ال ِزنَْزانَة" تِ ْسعُوان‬

‫العَرِ ِْب بَِو ْىَرا ْن‬ ‫ِ‬


‫ِ ْيف الس ْجن َ‬

‫مر اثْنَان َو ِع ْش ُر ً‬
‫وان‬ ‫َوالعُ ُ‬

‫َعْي نَان َك ِقْن ِديلِي ُم َعبَد‬

‫ِ‬
‫العَرِِب األ ْ‬
‫َس َود‬ ‫َوالش ْعَر َ‬

‫الصْيف ‪...‬‬
‫َك َ‬

‫َحَزان‬
‫َك َشالَل األ ْ‬

‫يق لِلْ َماء ‪َ ...‬و َس َجان‬


‫إِبْ ٍر ُ‬

‫الق ْرآن‬
‫َويَد تنظم َعلَى ُ‬

‫الصبح‬ ‫وامرأَةٌ ِيف ِ‬


‫ض ْوء ُ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬

‫تَ ْستَ ْرِجع ِيف ِمثْل البَ ْوح‬

‫ت ُسلََزنَة ا ِإل ْرَانن‬


‫اَََي ٌ‬

‫‪39‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ِم ْن ُس ْوَرة " َم ْرَ " َو" َ‬


‫‪1‬‬
‫الفْتح "‬

‫وح ِْريد‬ ‫ِ‬


‫االسم َمجْي لَة بُ َ‬
‫ْ‬

‫اِ ْس ٌم َم ْكتُوب ِِبللَ َهب‪...‬‬

‫الس ْحب‬ ‫ِ‬


‫َم ْغ ُموس ْيف ُجرح َ‬

‫ِ ْيف أ ََدب بِالَ ِد ْي‪ْ ِ .‬يف أ ََدِِب‪...‬‬

‫ان َو ِع ْش ُر َ‬
‫وان‬ ‫العمر إثْنَ ِ‬
‫ُُْ‬

‫الص ْد ِر ْ‬
‫استَ ْوطَ َن َزْو ُج احلَ َمام‬ ‫ِ ْيف َ‬

‫السالَم‬ ‫والثغر ِ‬
‫صن َ‬‫الراقد غُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ْامَرأَةً ِم ْن قَ َسنْ ِطْي نَة‬

‫اىا ال ِزيْنَة‬ ‫ََلْ تَ ْع ِر ْ‬


‫ف َش َفتَ َ‬

‫َحالَم‬
‫ََلْ تَ ْد ُخل ُح ْجَرتَ َها األ ْ‬

‫ب أَبَ َدا َكاألَطَْفال‬


‫ََلْ تَلْ َع ْ‬

‫ََلْ تُغَْرْم ِيف َع ْقد أ َْو َشال‬

‫ََلْ تُ ْعرف َكنِ َساء فَ َرنْ َسا‬

‫‪ 1‬نزار قباين‪ ،‬قصائد سياسية‪ ،‬ال‬


‫ب ديوان ‪ ,‬منشورات نزار قباين ‪ ,‬د ‪,‬ط ‪ ,‬د ‪ ,‬ت ‪ ,‬ص ‪. 34‬‬

‫‪40‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪1‬‬
‫أَقبية اللً َذة (ِيف بيغال )‬

‫وح ِْريد‬ ‫ِ‬


‫اإلسم َمجْي لَة بُ َ‬
‫ْ‬

‫ًمجَ ُل أُ ْغنِيَة ِم َن ادل ْغ ِرب‬


‫أْ‬
‫َ‬

‫أَطَْو ُل ََنْلَة‬

‫ات ادل ْغ ِرب‬‫لَمحْت ها واح‬


‫َََ َ َ ُ َ‬

‫َمجَ ُل ِط ْفلَة‬
‫أْ‬

‫ب‬
‫س َوََلْ تَ ْت َع ْ‬
‫الش ْم َ‬
‫ت َ‬ ‫أَتْ َعبَ ْ‬

‫ََي َرِِب‪َ .‬ى ْل َْحت َ‬


‫ت ال َك ْوَكب؟‬

‫وج ُد إِنْ َسان‬


‫يُ َ‬

‫ضي أَ ْن ََيْ ُكل ‪ ...‬أَ ْن يَ ْش ُرب‬


‫يَ ْر َ‬

‫صلُب‪...‬‬ ‫ِ‬
‫من َحلْم ُرلَام َدة تَ ْ‬

‫ضئِْي لَة‬ ‫َضواء (الب ِ‬


‫استيل) َ‬
‫أ َْ ُ َ ْ‬

‫ال ْامَرأَة َم ْسلُولَة ‪...‬‬


‫َو ُس َع ُ‬

‫أَ َكلَت ِمن ََنِ ِ‬


‫يد َىا األَ ْغ َالل‬ ‫ْ ْ‬

‫أَ َك َل األَنْ َذال‬

‫‪ 1‬نزار قباين‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪36‬‬

‫‪41‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ف األَنْ َذال‬
‫( الَ ُكوست) َوآالَ ُ‬

‫ِم ْن َجْي ِ‬
‫ش فَ َرنْ َسا ادل ْغلُوبَة‬
‫َ‬

‫ص ُروا اآلن َعلَى أُنْثَى‬


‫انْتَ َ‬

‫الش ْم َعة‬
‫أُنْثَى ‪َ ...‬ك َ‬

‫الق َد َم ْْي‬
‫ض َعلَى َ‬
‫القْي ُد يَعُ ُ‬
‫َ‬

‫َو َس َجائُِر تُطَْفأ ِيف النَ ِهدين‬

‫وَد ٌم ِيف األَنْ ِ‬


‫ف ‪َ ...‬وِ ْيف َ‬
‫الش َفتَ ْْي‬ ‫َ‬

‫وح ِْريد‬ ‫وِجر ِ‬


‫اح َمجيلَة بٌ َ‬
‫َ َُ‬

‫ِىي والتَح ِرير علَى م ِ‬


‫وعد‬ ‫ََ ْ َ َ‬

‫م ْقصلَة تَ ْن ِ‬
‫صب ‪َ ...‬واألَ ْشَرار‬ ‫َ َ‬

‫يَلْ ُهو َن ِِبُنْثَى ُد ْو َن إزار‬

‫ْي بَنَ ِادقِ ِه ْم‬ ‫ِ‬


‫َو َمجيلَة بَ َْ‬

‫ورة ِيف َو َسط األ َْمطَار‬


‫عص ُف َ‬
‫ْ‬

‫اجلَ َسد اخلُ ْم ِري األ ْ‬


‫َْسَر‬

‫فضوُ لَ َم َسات التَ يَار‬


‫تَنْ ُ‬

‫‪42‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪1‬‬
‫َو ُح ُروق ِيف الثً ْدي األَيْ َسر‬

‫ِ ْيف احلَلَ َمة‪...‬‬

‫ِيف ‪ِ ...‬يف ‪ِِ ...‬بللعار ‪...‬‬

‫وح ِْريد‬ ‫ِ‬


‫االسم َمجْي لَة بُ َ‬
‫ْ‬

‫ََت ِريخ‪ :‬تَ ْرِويو بِالَ ِدي‬

‫ََْي َفظو بَ ْع ِدي أ َْوالَ ِدي‬

‫ََت ِريخ ْامَرأَة ِم ْن َوطَِِن‬

‫صلة اجلَالَد‪...‬‬
‫لدت َم ْق َ‬
‫َج َ‬

‫الش ْم َسا‬
‫ْامَرأَة َد َو َخت َ‬

‫َجَرحت أَبْ َعاد األَبْ َعاد‪...‬‬

‫ََثئَِرة ِم ْن ِجيل األَطْلَس‬

‫يَذ ُك ُرَىا اللَيلَك َوالنَ ْرِجس‬

‫يَذ ُك ُرَىا ‪َ ...‬زْىر ال َكبَاد ‪...‬‬

‫َصغَر " َجان َذارك" فَ َرنْ َسا‬


‫َما أ ْ‬

‫‪ 1‬نزار قباين‪ ،‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص‪. 37‬‬

‫‪43‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪1‬‬
‫ِيف َجانِب " َجان َذارك" بَِال ِدي‬

‫حتليل قصيدة مجيلة بوحريد‪:‬‬

‫كان الشاعر نزار قباين ملتفتا إىل قضاَي الوطن العرِب إىل أبعد حد‪ ،‬ونلمس ذلك من خالل شعره السياسي الذي‬

‫يعكس فيو مشاكل وآالم اجملتمع‪ ،‬ومن شعره قصيدة مجيلة بوحريد اليت قدم لنا من خالذلا َتريخ أعظم ثورة على‬

‫يدي أمجل امرأة وذلك بتصويره لنا معاانة اجلزائر من االستعمار الفرنسي موظفا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬على مستوى ادلضمون‪:‬‬

‫‪- 1‬نزعة احلرمان والغربة‪ :‬سادت يف القصيدة نزعة احلرمان والغربة واحلزن واألسى وكذا الكآبة والتشاؤم وذلك‬

‫نتيجة ما تعانيو بسبب الواقع ادلرير الذي تعيشو من طرف فرنسا ويظهر ذلك يف قول نزار‪:‬‬

‫وح ِْريْد‬ ‫ِ‬


‫اال ْس ْم َمجيلة بُ َ‬

‫َرقِ ْم ال ِزنَْزانَة" تِ ْسعُوان‬

‫العَرِ ِْب بَِو ْىَرا ْن‬ ‫ِ‬


‫ِ ْيف الس ْجن َ‬

‫مر اثْنَان َو ِع ْش ُر ً‬
‫وان ‪...‬‬ ‫َوالعُ ُ‬

‫ال ْامَرأَة َم ْسلُولَة ‪...‬‬


‫َو ُس َع ُ‬

‫أَ َكلَت ِمن ََنِ ِ‬


‫يد َىا األَ ْغ َالل‬ ‫ْ ْ‬

‫أَ َك َل األَنْ َذال‬

‫‪ 1‬ادلرجع نفسو ‪ ،‬ص ‪. 39‬‬

‫‪44‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ف األَنْ َذال‪...‬‬
‫( الَ ُكوست) َوآالَ ُ‬

‫َو َس َجائُِر تُطَْفأ ِيف النَ ِهدين‬

‫وَد ٌم ِيف األَنْ ِ‬


‫ف ‪َ ...‬وِ ْيف َ‬
‫الش َفتَ ْْي‬ ‫َ‬

‫‪1‬‬
‫وح ِْريد‬ ‫وِجر ِ‬
‫اح َمجيلَة بٌ َ‬
‫َ َُ‬

‫لقد تعرضت البطلة إىل كل أشكال التعذيب فقد سجنت ِبلسجن العرِب بوىران واعتقلت وىي يف السن ادلراىقة‬

‫ويف أوج أنوثتها‪ .‬فقد ضحت حبياهتا اخلاصة من أجل الوطن وحتريره من ادلستعمر الغاشم‪ ،‬وىذه القصيدة تتحدث‬

‫عن ثورة أمة وشعب على يد أشجع امرأة عربية ال تعرف التعب وال العنف وال االستسالم إىل درجة أَنا نسيت‬

‫أَنا أنثى‪.‬‬

‫‪- 2‬دتجيد احلرية اإلنسانية‪ :‬خلقت الرومانسية تفسريا جديدا لفكرة احلرية‪.‬فمن منظور الشاعر َل تعد احلرية‬

‫امتيازا تنفرد بو فئة معينة من اجملتمع بل أصبحت حقا مكتسبا للمجتمع‪ ...‬فهو يعرب عن إحساسو‬

‫وشوقو للتخليق يف ْساء احلرية‪.‬‬

‫يقول نزار قباين‪:‬‬

‫وح ِْريد‬ ‫وِجر ِ‬


‫اح َمجيلَة بٌ َ‬
‫َ َُ‬

‫ِىي والتَح ِرير علَى م ِ‬


‫وعد‬ ‫ََ ْ َ َ‬

‫‪..........‬‬

‫الص ْد ِر ْ‬
‫استَ ْوطَ َن َزْو ُج احلَ َمام‬ ‫ِ ْيف َ‬

‫‪ 1‬نزار قباين ‪ ,‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص‪39‬‬

‫‪45‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪1‬‬
‫السالَم‬ ‫والثغر ِ‬
‫صن َ‬‫الراقد غُ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫ونتيجة دلا شهدتو رلاىدة األطلس من ويالت االستعمار وقهره وبطشو وما تلقتو من حرمان وجوع وفقر أَثر يف‬

‫نفسية الشاعر قوة اإلميان ِبحلرية واالنتصار‪ .‬واألمل يف االستقالل والسالم‪.‬‬

‫‪- 3‬الطبيعة‪ :‬وجد نزار يف الطبيعة حضنا خيفف عنو آالمو ويؤنسو يف وحدتو‪ ،‬فقد كان يستلهم مجاذلا احلسي‬

‫والوجداين وخيلد بذلك صورا ولوحات فنية تبقى حية انبضة زلتفظة ِبلواَنا وفيض ينابيعها‪ ،‬حيث يقول‬

‫يف عباراتو ادلستوحاة من الطبيعة‬

‫( الصيف‪ ،‬شالل‪ ،‬ادلاء‪ ،‬ضوء‪ ،‬السحب‪ ،‬محام‪ ،‬الشمس‪ ،‬الكوكب‪ ،‬األمطار‪ ،‬النرجس‪ ،‬زىر الكباد‪،‬‬

‫الليلك)‪.‬‬

‫‪- 4‬الرمز‪ :‬يعد الرمز وسيلة إَيائية من أبرز وسائل التصوير الشعرية‪.‬فالرمز الشعري ىو عبارة عن إشارة حسية‬

‫رلازية ال يقع حتت احلواس‪ .‬فتوظيف الرموز يعترب رلاال خصبا وجد فيو الشعراء التعبري عن كل ما َيول‬

‫يف خواطرىم‪ ،‬فقد شكل الرمز حالة مجالية أو موقفا يوحي بعطاء داليل‪.‬‬

‫وظف الشاعر عدة أنواع منها ما ىو مستمد من الطبيعة ومنها ما ىو ديِن وأخرى شخصيات َترخيية‪...‬‬

‫منها‪:‬‬

‫يرمز ِبألسود إىل احلزن واألسى‬

‫يرمز ِبدلاء إىل احلياة‬

‫يرمز ِبلقرآن إىل العظمة و االطمئنان‬

‫يرمز ِبحلمام إىل السالم‬

‫‪1‬‬
‫نفسو ‪,‬ص‪39‬‬

‫‪46‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫يرمز ِبلنخلة إىل العطاء‬

‫يرمز ِبلشمس إىل احلرية‬

‫يرمز ِبألمطار إىل اخلصوبة‬

‫أما ِبلنسبة لسورة "مر " وسورة "الفتح" فيعتربان من الرموز الدينية‪.‬‬

‫َثنيا‪ :‬على مستوى الشكل‪:‬‬

‫‪- 1‬صدارة العنوان‪ :‬يكون العنوان يف القصيدة ادلعاصرة مفتاحا لنص احلداثة والباب بفضلو ميكن الولوج إىل‬

‫القصيدة واكتشاف احملور الذي يدور حولو‪ ،‬وقد يكون العنوان كلمة تظهر يف الشكل رمز َيمل اسم‬

‫شخصية معينة‪ ،‬وىذا ما نلمسو يف قصيدة مجيلة بوحريد‪ ،‬وىذه األخرية جوىر القصيدة وادلصباح الذي‬

‫يهتدي إليو ادللتقي بنوره قصد إضاءة ادلناطق ادلعتمدة يف النص‪.‬‬

‫‪- 2‬وحدة ادلوضوع‪ :‬ما نقصده من وحدة ادلوضوع ىو تلك الوحدة ادلتجانسة اليت تربط بْي أبيات القصيدة‬

‫وتسلكها يف موضوع واحد‪ .‬حيث يكون عنوان القصيدة داال عليها‪ ،‬وجتلت وحدة ادلوضوع من خالل‬

‫األبيات اليت منت منوا موضوعيا من البداية إىل النهاية متتابعة ومنسجمة دون انقطاع‪.‬‬

‫‪- 3‬وحدة العضوية‪ :‬تقوم على تشبيو القصيدة ِبجلسم من حيث لو أعضاء متصلة ولكل عضو موضعو‬

‫اخلاص‪ ،‬فال ميكن نقلو إىل موضوع آخر‪ ،‬كما ال ميكن االستغناء عنو وىو ما البد أن يتحقق نظريه يف‬

‫القصيدة‪ .‬فال يتقدم بيت عن موضعو أو يتأخر مثلما ال ميكن حذف شيء منها وإال فسد أمرىا كما‬

‫يفسد أمر اجلسم إذا خلع منو عضو ونالحظ أن نزار َل َيافظ على الوحدة العضوية حبيث لنا مجال‪،‬‬

‫حصيلة ومعاانهتا‪ .‬فإذا حذفنا صفة من صفاهتا َل خيتل ادلعىن وَل تسقط األسطر‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪- 4‬الصياغة الشعرية‪ :‬استعمل الشاعر أسلوِب مجيال كان أقرب من الروح الشعرية حيث صب ألفاضو يف‬

‫قالب احلكاية واستعان يف أحداثها ِبسلوب قصصي فهي قصة َترخيية حقيقية والقصيدة حتكي لنا ىذا‬

‫الوضع‪.‬‬

‫‪- 5‬اللغة الشعرية‪ :‬جاءت اللغة كعنصر مؤثر يف أذن ادلتلقي حبيث غدت قريبة من ادلستوى العام‪ .‬تسمح‬

‫إبيصال الرسالة دون اإلمعان يف النظر ودون اللجوء إىل ادلعاجم‪.‬‬

‫‪- 6‬الصورة الفنية‪ :‬تعترب الصورة الفنية أو الشعرية من أىم ادلميزات اليت َيتوي عليها النص الشعري‪ ،‬فهي‬

‫دتثيل لنا تقتضيو من آالم وأحزان وجتارب فهي تساعد على اإلسهاب يف التعبري ِبعثة دلشاعر خفية يف‬

‫النص موحية ألكثر من تصور‪ 1‬وقد جتلت يف التشبيهات واالستعارات‪ ،‬الكناَيت ‪...‬‬

‫فقد وظف لنا الشاعر العديد من التشبيهات دتثلت يف‪ :‬عينان كقنديلي معبد‪ ،‬الشعر العرِب األسود‬

‫كالصيف‪.....‬‬

‫أما االستعارات‪ :‬االستعارة ادلكنية يف‪ :‬حملتها واحات ادلغرب‪ ،‬أتعبت الشمس‪ ،‬دوخت الشمس‪...‬‬

‫‪- 7‬البنية الشعرية‪ :‬تنتمي القصيدة إىل الشعر احلر الذي يعتمد على التفعيلة العروضية وبصورة خاصة على‬

‫األوزان الصافية وعنو تقول " انزك ادلالئكة" ‪ ":‬ليس وزان معينا أو أوزان – كما يتوىم أانس‪ -‬وإمنا ىو‬

‫أسلوب يف ترتيب تفاعل اخلليل تدخل فيو حبورا عديدة من البحور العربية الستة عشر ادلعروف"‪.2‬‬

‫أما عن أسلوبو ىو‪ " :‬شعر ذو سطر واحد ليس لو طول َثبت بل يتغري عدد التفعيالت فيو من سطر‬

‫إىل سطر وفق قانون عروضي خاص"‪.3‬‬

‫‪ 1‬شربيط أمحد شربيط‪ ،‬مباحث يف األدب اجلزائري ادلعاصر‪ ،‬ص‪.232‬‬


‫‪ 2‬انزك ادلالئكة‪ ،‬قضاَي الشعر العرِب ادلعاصر‪ ،‬منشورات مكتبة النهضة‪ ،‬بغداد‪ ،‬ط‪ ،1981 ،6‬ص‪.58‬‬
‫‪ 3‬انزك ادلالئكة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪48‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫فسطور الشاعر ختتلف طوال وقصرا وال جيد ىذا الطول إال ما َيتاجو انفعال الشاعر وصدق تعبريه‪.‬‬

‫ادلوسيقى الداخلية واخلارجية‪:‬‬

‫‪- 1‬ادلوسيقى الداخلية‪ :‬وىي موسيقى تتماشى مع مشاعر وأحاسيس الشعراء‪ ،‬حبيث جيدون أنفسهم‬

‫يعربون بطالقة عما جيول يف خواطرىم من خلجات نفسية متعاقبة ( احلزن‪ ،‬الفرح‪ ،‬االندفاع‪،‬‬

‫احلماس‪ ،‬احلسرة‪ ،‬الفخر‪.1 )...‬وذلذا فقد جاءت لغة نزار قوية معربة عن قرقعة البنادق وحدة التفجع‬

‫واحلسرة مستخدما أسلوب النداء واالستفهام‪:‬‬

‫‪َ -‬ي رِب‪ ،‬ىل حتت الكوكب يوجد إنسان؟‬

‫شلا أحدث لوان من التناغم ادلوسيقي‪.‬‬

‫أ ‪ -‬التكرار‪ :‬لون إيقاعي مجيل مينح الشاعر القدرة على تنويع معانيو بصورة سلتلفة وإذا النظر يف درجة تكرار‬

‫احلروف داخل األسطر وشلا تؤديو من الحظنا‪:‬‬

‫(‬ ‫‪ ‬النون‪ :‬من األصوات القوية اجملهورة والذي يتميز جبرس رانن يناسب درجة التفجع وادلأساة‬

‫األحزان‪ ،‬سجان‪ ،‬أرانن‪ ،‬قرآن‪ ،‬إنسان‪ ،‬وىران‪.)...‬‬

‫‪ ‬الياء‪ :‬أحد حروف اللْي و الذي أسهم يف يف إيطاء احلركة اإليقاعية لألسطر ليناسب موقف األسى‬

‫واحلزن‪ ( :‬العرِب‪ ،‬احلرِب‪ ،‬قنديلي‪َ ،‬ي رِب‪.)...‬‬

‫‪ ‬الباء‪ :‬صوت رلهور شفوي انفجاري يناسب خصوصية ادلوقف ودرجة الكآبة وإظهار الفجيعة‬

‫(إبريق‪ ،‬مكتوب‪ ،‬ذلب‪ ،‬يصلب‪.)...‬‬

‫‪ ‬السْي‪ :‬من األصوات الصفريية احلادة يدل على القلق واحلسرة( سعال‪ ،‬سجائر‪ ،‬أسود‪ ،‬اجلنس‬

‫اجلسد‪.)...‬‬

‫‪ 1‬األعمى التطيلي لعلي الغريب دمحم الشناوي‪ ،‬الصورة الشعرية‪ ،‬مكتبة األدب للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة‪ ،2003‬ص‪250‬‬

‫‪49‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ ‬اذلاء‪ :‬صوت حنجري مهموس يدل التلهف ( رلاىدة‪ ،‬يلهون‪ ،‬اللهب‪َ ،‬يفظو‪.)...‬‬

‫أما ِبلنسبة لتكرار الكلمات واجلمل فنالحظ أن نزار قباين أستهل قصيدتو بقولو‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وح ِْريْد‬ ‫ِ‬
‫االسم َمجيلة بُ َ‬
‫ْ‬

‫وكأنو يقدم لنا بطاقة تعريف ذلذه اجملاىدة كررىا أربعة مرات ليوضح جرَين اإليقاع ادلوزع يف ثناَي األسطر لينفث‬

‫الروح فيو الروح ادلتمردة وادلتحدية جلربوت االستعمار‪.‬‬

‫وأيضا تكراره لكلمة ادلغرب يف قولو‪:‬‬

‫ًمجَ ُل أُ ْغنِيَة ِم َن ادل ْغ ِرب‬


‫أْ‬
‫َ‬

‫أَطَْو ُل ََنْلَة‬

‫‪2‬‬
‫ات ادل ْغ ِرب‬‫لَمحْت ها واح‬
‫َََ َ َ ُ َ‬

‫ب‪-‬الرتكيب البديعي‪ :‬ىو الذي يشكل النسيج الداخلي للبيت الشعري خاصة اللفظية منها تعطي أداء‬

‫إيقاعيا متميزا ونذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬السجع‪ :‬ىو تواطؤ احلرفْي من أجل إنشاء جرس موسيقي متوازن وىذا ما يظهر يف الكلمات‪.‬‬

‫(األحزان‪ ،‬سجان‪ ،‬أرانن‪ ،‬قرآن‪ ،‬إنسان‪ ،‬وىران‪.)...‬‬

‫( اللهب‪ ،‬السحب‪ ،‬األدب‪)...‬‬

‫( األطلس‪ ،‬النرجس‪)...‬‬

‫( األمطار‪ ،‬التيار‪ ،‬األيسر‪ ،‬األْسر‪)...‬‬

‫‪ 1‬نزار قباين‪ ،‬قصائد سياسية‪ ،‬ص‪58‬‬


‫‪ 2‬األعمى التطيلي لعلي الغريب دمحم الشناوي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.251‬‬

‫‪50‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪- 2‬ادلوسيقى اخلارجية‪ :‬دتكن يف وزن والقافية وما تلعبو ادلوسيقى يف ادلوازنة بْي الشكل وادلضمون‪ ،‬يعود‬
‫‪1‬‬
‫ذلا الفضل يف جالء الفكرة اليت يرغب الشاعر يف إيصاذلا إىل ادلتلقي‪.‬‬

‫أ ‪ -‬البحور الشعرية‪ :‬تعد البحور الشعرية من أىم الدعائم الرئيسية اليت يرتكز عليها الشعر العرِب‪،‬‬

‫والبحر ىو تكرار اجلزء الشعري‪ .‬ولعل أول من وضعها ىو اخلليل بن أمحد الفراىيدي وىي‬

‫مخسة عشر حبرا ِبإلضافة إىل حبر اجملنث الذي أتى بو األخفش من بعده‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫االسم مجيلة بوحريد‬

‫وح ِْريْد‬ ‫ِ‬


‫اَْال ْس ْم َمجْيلةُ بُ َ‬

‫‪0/0/ 0///0/ /0//0/‬‬

‫مستَ ْفعِل مستَعِلُن فَ ِ‬


‫اع ْل أو َم ْفعُو‬ ‫ُْ ُ ُْ ْ‬

‫رقم الزنزانة تسعوان‬

‫َرقْ ُم زِزنَْزاْنَِة تِ ْسعُ َ‬


‫وانْ‬

‫‪0/0/ 0///0/ 0/0/0/‬‬

‫مستَ ْفعِل مستَعِلُن فَ ِ‬


‫اع ْل أو َم ْفعُو‬ ‫ُْ ْ ُْ ْ‬

‫استعمل الشاعر يف نظم قصيدتو ىذه حبر السريع وقد قال عنو اخلليل‪:‬‬

‫مستفعلن مستفعلن مفعوالت‬ ‫حبر السريع مالو ساحل‬

‫‪ 1‬إبراىيم أنيس‪ ،‬موسيقى الشعر‪ ،‬مكتبة‪ ،‬األصلو مصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬ط‪.‬سنة ‪ ،1981‬ص‪.83‬‬
‫‪ 2‬نزار قباين‪ ،‬قصائد سياسية‪ ،‬ص‪58‬‬

‫‪51‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫ويف ىذه األبيات نلمس بعض احلدة والعنف وىذا ما يتالءم مع حبر السريع الذي يعد حبر النقيضْي إما الشدة أو‬

‫الرقة وال توسط بينهما‪ ،‬كما نالحظ نوعا من العاطفة ادلأزومة وادلكروبة هبا جس االستعمار الذي قمعها وحد من‬

‫حريتها وحرمها‪ ،‬من حتقيق مطالبها وطموحاهتا‪.‬‬

‫ب‪-‬القافية‪ :‬ىي آخر ساكن يف البيت إىل الساكن الذي يليو مع إضافة متحرك‪ .‬وىي تنتهي يف‬

‫َناية كل سطر‪.‬‬

‫والقافية من خالل السطر األول تتجلى يف‪َ :‬حْي َد ْر‬

‫بُ ْو َحْي َرْد‬

‫‪0/0/‬‬

‫حروفها‪ :‬للقافية ستة حروف واندرا ما جتتمع يف قافية واحدة‪.‬‬

‫الروي‪ :‬ىو احلرف األساسي يف السطر ويتمثل يف حرف الدال‪ .‬ىذه القافية ذلا حرف واحد دتثل يف الروي‪.‬‬

‫أما ما خيص القافية الثانية ىي عُ ْوَانْ‬

‫تِ ْسعُ ْوَان‬

‫‪0/0/‬‬

‫حروفها‪:‬‬

‫‪ -‬الروي‪ :‬ىو حرف النون‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ثنائية املرأة والوطن يف أشعار نزار قباين‬ ‫الفصل الثاين‬

‫‪ -‬الوصل‪َ :‬ييت بعد الروي وحرف مد إشباع حركة الروي‪ ،‬ينشأ األلف عن الفتحة والواو عن‬

‫الصفة والياء عن الكسرة ودتثل يف األلف‪.‬‬

‫الردف‪ :‬حرف مد واقع قبل الروي مباشرة وقد يكون واوا أو ِبءا أو ألفا وجتلى يف الواو‪.‬‬

‫استخدم نزار قباين نوعْي من القافية أوذلا‪:‬‬

‫بوحريد‪.‬‬
‫‪ -‬القافية ادلقيدة‪ :‬ويكون فيها الروي مقيدا‪ْ :‬‬
‫‪َ -‬ثنيها القافية ادلطلقة‪ :‬ويكون فيها الروي متحركا‪ :‬تسعوانَ‪.‬‬

‫فقد مزج بْي القافيتْي ادلقيدة للداللة على احلزن وسكون نفسو وعلى الصمت وادلطلقة للداللة على االستمرار‬

‫والتفاؤل واألمل‪ .‬فالشاعر ينوع يف قوافيو ويتالعب حبروفها‪.‬‬

‫وعليو فقد وقف الشاعر يف توظيفو للموسيقى الداخلية واخلارجية يف قصيدتو ىذه من خالل حتليلنا ذلا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫خامتة‬

‫خامتة‬
‫‪54‬‬
‫خامتة‬

‫لقد خلصنا يف هناية البحث الذي حاولنا من خاللو إكتشاف أسرار املزاوجة بني املرأة والوطن يف شعر " نزار‬

‫قباين" اىل مجلة من النتائج كانت كاأليت‪:‬‬

‫‪ -‬يعد نزار قباين شاعر املرأة ابمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬حضور املرأة بشكل خمتلف يف شعر نزار قباين بشكل خمتلف عن األشكال الشائعة‪.‬‬

‫‪ -‬براعة الشاعر يف إسقاط الوطن على املرأة‪.‬‬

‫‪ -‬رسم املرأة يف لوحة فنية مجعت بني اجلمال وبساطة التشكيل‪.‬‬

‫‪ -‬جتسيد الشاعر للمرأة يف صور خمتلفة تتقاطع مع الوفاء والوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬حماولة الشاعر التنفيس عن املرأة من خالل الكشف عن مكبواتهتا‪.‬‬

‫‪ -‬إقحام الشاعر املرأة يف اجملال السياسي (الشعر السياسي)‪.‬‬

‫‪ -‬إعالن الثورة على الواقع العريب املنغمس يف الرجعية‪.‬‬

‫‪ -‬التزام الشاعر ودفاعو عن القضااي العربية‪.‬‬

‫‪ -‬إحساس الشاعر بصدمة نفسية ىزت وجدانو وفجرت قلمو‪.‬‬

‫‪ -‬إحساس الشاعر املرير ابخليبة والفشل الذين تسلطا على األمة العربية‪.‬‬

‫‪ -‬يعترب نزار قباين شاعرا متميزا أبسلوبو‪ ،‬فقد سطع يف مساء الكتابة العربية بشىت جتلياهتا‪ ،‬شغل العديد‬

‫من املناصب وكان ىدفو الوحيد توصيل صوت العرب إىل كافة أقطار العامل‪ ،‬فقد كان مبثابة الرسالة‬

‫اليت رفعت الراية العربية لتعرف على نفسها يف أكرب العواصم العربية والدولية‪.‬‬

‫وخامتة القول ىي التمين أبن تفتح ىذه الدراسة املتواضعة جماال حبثيا لدارسني آخرين يتممون ما أجنزانه‬

‫ويعمقون البحث يف زوااي ىذه الشخصية اليت أغفلناىا‪ ،‬واليت أحدثت ثورة فنية يف جمال الشعر العريب‬

‫‪55‬‬
‫خامتة‬

‫املعاصر‪ ،‬وذلك من خالل رؤية خمالفة استطاعت أن تفتح موضوعات كانت تعد من الطابوىات‪ ،‬خاصة‬

‫ما يتعلق مبكبواتت اإلنسان العريب على مستوى الوجداين والواقع االجتماعي والسياسي‪.‬‬

‫نسأل هللا العليم أن يكون عملنا ىذا خالصا لوجهو الكرمي‪ ،‬فإليو نسعى و جند وىو نعم املوىل ونعم‬

‫النصري‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫قائمة املصادر‬
‫و املراجع‬

‫‪57‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪- 1‬أمحد زايد‪ ،‬نزار قباين عاشق املرأة‪ ،‬مركز الراية للنشر واإلعالم‪ ،‬ط‪2000 ،3‬‬

‫‪- 2‬إبراهيم رماين‪ ،‬الغموض يف الشعر العريب احلديث‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية بن عكنون اجلزائر‪.‬‬

‫‪- 3‬إبراهيم أنيساء موسيقى الشعراء‪ ،‬مكتبة األجنو مصرية للنشر والتوزيع‪ ،‬د‪.‬ط سنة ‪.1981‬‬

‫‪- 4‬األعمى التطيلي لعلي الغريب دمحم الشناوي‪ ،‬الصورة الشعري‪ ،‬مكتبة األدب للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪1‬‬

‫سنة‪.2003‬‬

‫‪- 5‬تقنيات التعبري يف شعر نزار قباين‪ ،‬حبيبة‪.‬‬

‫‪- 6‬جربا إبراهيم جربا‪ ،‬النار واجلوهر‪ ،‬دراسات يف الشعر‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات أو النشر‪ ،‬ط‪ 3‬سنة‬

‫‪.1982‬‬

‫‪- 7‬حامد زمران‪ ،‬الصحة النفسية والعالج النفسي‪ ،‬عامل الكتب للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‬

‫‪.1977‬‬

‫‪- 8‬زايدة أمحد‪ ،‬نزار قباين شاعر املرأة والسياسة‪ ،‬دار األمني للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة ‪.1966‬‬

‫‪- 9‬شاكر النابلسي‪ ،‬الضوء واللعبة‪ ،‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪ ،1‬سنة‪.1986‬‬

‫‪-10‬شربيط أمحد شربيط‪ ،‬مباحث يف األدب اجلزائري املعاصر‪.‬‬

‫‪-11‬عبد احلليم خمالفة‪ ،‬جتليات األسطورة يف شعر نزار قباين‪.‬‬

‫‪ – 12‬د‪ .‬غريتم جنم النرجسية يف أدب نزار قباين‪ ،‬دار الرائد الغرييب‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪ ،‬ط‪ ،‬د‪ ،‬ت‪.‬‬

‫‪ – 13‬دمحم رضوان‪ ،‬نزار قباين شهراير هذا الزمن‪ ،‬الكتاب العريب‪ ،‬دمشق‪ ،‬د ط د ت‪.‬‬

‫‪ – 14‬حمفوظ كحزل‪ ،‬أروع القصائد نزار قباين يف احلب والوطن والسياسة‪ ،‬دار النشر للطباعة والتوزيع د‪.‬ط‬

‫سنة‪.2007‬‬

‫‪58‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ – 15‬ماهر حسن ماهر‪ ،‬نزار قباين وعمر بن ربيعة‪ ،‬دراسة يف فن املوازنة‪ ،‬دار النهضة مصر للنشر والتوزيع‬

‫د‪.‬ط‪ ،‬سنة ‪.1971‬‬

‫‪ – 16‬انزك املالئكة‪ ،‬قضااي الشعر العريب‪ ،‬منشورات مكتبة النهضة بغداد‪ ،‬ط‪ ،6‬سنة ‪.1981‬‬

‫‪ – 17‬نبيل خالد أبو علي‪ ،‬نزار قباين شاعر املرأة والسياسة‪ ،‬مكتبة مدبويل‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬سنة ‪1999‬‬

‫‪ - 18‬نزار قباين‪ ،‬منشورات نزار قباين‪ ،‬قصيت مع الشعر‪ ،‬بريوت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬سنة ‪.1982‬‬

‫‪ – 19‬نزار قباين األعمال السياسية الكاملة‪ ،‬منشورات نزار قباين‪ ،‬ط‪ ،2‬سنة ‪.1982‬‬

‫‪ – 20‬نزار قباين‪ ،‬تزوجتك أيتها احلرية‪ ،‬منشورات نزار‪ ،‬ط‪ ،2‬سنة‪1990‬‬

‫‪ – 21‬نزار قباين‪ ،‬الديوان‪ ،‬حتقيق غالية دمحم حسن‪ ،‬دار اهلدى عني مليلة اجلزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬دت‪.‬‬

‫‪ – 22‬نزار قباين‪ ،‬اترخينا ليس سوى إشاعة‪ ،‬منشورات نزار‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪ – 23‬نزار قباين‪ ،‬األعمال الشعرية الكاملة‪ ،‬اجلزء الثاين والثالث‪.‬‬

‫‪ – 24‬نزار قباين‪ ،‬قصائد السياسية بال ديون‪ ،‬منشورات نزار قباين‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫‪ – 25‬نزار قباين‪ ،‬قالت يل السمراء‪ ،‬منشورات نزار‪ ،‬ط‪ ،1‬بريوت سنة‪.1989‬‬

‫‪59‬‬

You might also like