You are on page 1of 7

‫جامعة األزهر الشريف بالقاهرة‬

‫كلية اللغة العربية‬

‫عنوان البحث ‪:‬‬


‫الشاعر حممود سامي البارودي‬

‫‪ :‬حممد أفيق أمزر بن عبد اخلالد املاليزي‬ ‫اسم الطالب‬


‫‪442086 :‬‬ ‫رقم الجلوس‬
‫‪ :‬العامة‬ ‫الشعبة‬
‫‪ :‬الرابعة‬ ‫الفرقة‬
‫اسم المشرف ‪ :‬الدكتور عامر السعيد‬
‫كلمة شكر وامتنان‬
‫احلمد هلل مبدئ اخللق ومنشيه‪ ،‬وباعثه بعد فنائه وحمييه‪ ،‬وأفضل الصلوات وأكمل التسليمات على سيدنا‬
‫عاقل فط ٍن نبيه‪ .‬وبعد‪،‬‬
‫حممد النيب الوجيه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه من كل ٍ‬

‫إكمال هذا البحث املتواضع‪ ،‬وأن يوفقين إىل‬


‫َ‬ ‫فأمحد اهلل سبحانه وتعاىل أوال على أن يسر للعبد الفقري‬
‫االطالع على مصادره ومراجعه ومجع بعض مضامينها وحتليل ذلك منتظما يف سلك هذا البحث‪ ،‬كما أنه‬
‫خفف يل محل ذلك وذلل من صعابه بعونه وعنايته‪ ،‬وأشكر ثانيا سعادة والديت احلبيبة على ما بذلته من اجلهود‬
‫يف تربية األسرة والتصدي للحفاظ على البيت بعد فجيعة رحيل والدي ‪-‬رمحة اهلل عليه‪ -‬إىل الربزخ األبقى‬
‫والعامل األرقى‪ ،‬وكانت ملجئي الوحيد وعماد قويت األخري املتبقي يف هذه الدنيا الفانية عند كل ملمة ومهمة‪،‬‬
‫وقد كنت ‪-‬ومل أزل‪ -‬أعاين مرض االكتئاب النفساين املرير إثر تلك الفجيعة املؤملة ‪-‬أمخد اهلل نارها‪ -‬فكانت‬
‫والديت هي اليت تشاطرين األحزان وختفف علي وطأة الكمد من آن إىل آن‪ ،‬وكانت تثبتين على هذا الدرب‬
‫الو ْعر وهو اجلهاد يف طلب العلم والصرب عليه ‪-‬رضي اهلل عنها وحفظها ورعاها ومتعها‬ ‫احلَْزن واملسلك َ‬
‫بالصحة والعافية‪ ،-‬وهكذا تطول قائمة جهود األم من حيث ال أشعر‪ ،‬وأتقدم بالشكر اجلزيل ثالثا إىل كرام‬
‫اإلخوان وأطايب األحباب وفضالء األساتذة خصوصا سيدي الدكتور عامر السعيد شيخ املادة‪ ،‬جزاهم اهلل‬
‫ٍ‬
‫وإرشاد وما إىل ذلك‪.‬‬ ‫ونصح‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫توجيه‬ ‫عين كل خري على مساعدهتم ومسامهتهم يف هذا الصدد من‬

‫وهذا هو البحث قد اكتمل بعد رحلة شاقة طويلة أرهقت كاتبه‪ ،‬ومع ذلك فهو على علم ويقني بأن‬
‫البحث ال خيلو أبدا من نقص وعيب‪ ،‬ومن البديهي أنه لن يدعي التفوق فضال عن الكمال؛ ولكنه حسبه‬
‫شرف احملاولة وبذل الطاقة والوسع يف سبيل طلب الكمال‪ ،‬كما قال شاعرنا البارودي ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫املقادر‬
‫ُ‬ ‫ذنب يل إن حاربتين‬
‫وال َ‬ ‫مستقره‬
‫ِّ‬ ‫طالب العز من‬
‫ُ‬ ‫علي‬
‫َّ‬

‫ويرجو الباحث أن ينال العمل إعجابكم أيها السادة‪ ،‬وينفع اهلل به الطالب والباحثني‪ ،‬ويكثر به من يتصدى‬
‫للبحث والغوص يف أعماق تراثنا األديب والتارخيي العظيمني فيستخرج من مكنوناهتما ما تنتفع به األمة وحتل‬
‫به مشاكلهم ويفتح هلم آفاقا جديدة من العلم والرقي والتألق‪ ،‬اللهم آمني‪•.‬‬

‫ٍ‬
‫بإحسان إىل يوم‬ ‫هذا‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا حممد وعلى آله وأصحابه والتابعني وتابعي التابعني ومن تبعهم‬
‫الدين واحلمد هلل أوال وآخرا‪.‬‬

‫‪ 1‬من قصيدة له شهرية بـ(طيف مسرية)‪•.‬‬


‫كتبه الطالب ‪:‬‬

‫حممد أفيق أمزر بن عبد اخلالد املاليزي‬


‫املقدمة‬
‫احلمد هلل الذي أهلم الشعراء ترمجان روائع املعاين ببدائع املباين‪ ،‬وشرف بالقرآن والضاد الفصيحة العامل‬
‫اإلنساين‪ ،‬وصلى وسلم أبد اآلباد ومدى األزمان على مرسول اجلناب الرباين‪ ،‬النيب القرشي اهلامشي العدناين‪،‬‬
‫الزهر وأصحابه الغُر ومن تبعهم‬‫من أويت من جوامع احلكم ما تتقاصر عن مطاولته مصاقع البلغاء‪ ،‬وعلى آله ُّ‬
‫بإحسان إىل يوم القضاء‪ .‬أما بعد‪،‬‬

‫فعهدي هبذا الشاعر العظيم كان منذ سنني‪ ،‬وذلك حني كنت أجتاز آخر املرحلة الدراسية يف الثانوية ألخذ‬
‫الشهادة الثانوية العالية املاليزية وقبل أن أستكمل مسرييت العلمية بقدومي إىل األزهر الشريف ‪-‬حرسه اهلل‬
‫ِ‬
‫قصيدة «طيف مسرية» للشاعر‬ ‫تعاىل وأدامه منارة علم وهدى‪ ،-‬فكان من ضمن املقررات يف األدب دراسة‬
‫املصري حممود سامي البارودي ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬وحفظ قطعة من أبياهتا‪ .‬وقد كنت أشعر من أول ٍ‬
‫وهلة من‬
‫اطالعي عليها هبيبة موهبته الشعرية وأنبهر بقوة شاعريته وارتفاع شعره عن مستوى القصائد اليت كنت أقرؤها‬
‫وأعرفها‪ ،‬وكانت أبياته اليت كلفنا حبفظها وقتذاك تتحدث عن الصرب والثبات والرضا بقضاء اهلل وقدره‪،‬‬
‫نفسية حادة فكنت تروقين كلماهتا جدا‪ ،‬وتعيد يل بأسي وصمودي يف سبيل‬ ‫حالة ٍ‬‫وكنت يف ذلك احلني يف ٍ‬
‫العلم‪ ،‬وتزيح عين خمايل اليأس والفزع والضعف‪•.‬‬

‫فصرت أحبه وأترحم وأترضى عليه كثريا ملا لكالمه يف قليب من مجيل الوقع وعظيم التأثري‪ ،‬وقلت لقليب أن ال‬
‫بد أن يكون هلذا الشاعر العظيم فيك موضع خاص‪ ،‬وأن لك فيه مبا اتصف به يف حياته من الصمود والصرب‬
‫أسوة حسنة‪ ،‬فطفقت أتتبع سرية حياته‪ ،‬وأقرأ تلك القصيدة احلزينة من أوهلا إىل آخرها قراءة متدبرة‪ ،‬وكنت‬
‫أجد فيها ويف غريها من قصائده اليت صيغت بصبغته الفذة لذة مستطعمة‪ ،‬صدق ‪-‬تضمنه اهلل يف غرفات‬
‫رمحته‪ -‬إذ قال ‪:‬‬

‫ف بِاَألثْ ِر‬
‫ف يُ ْعَر ُ‬ ‫لَِت ْع ِرفَيِن فَ َّ‬
‫السْي ُ‬ ‫ت َخلِي َقيِت‬
‫تَ َدبَّْر َم َقايِل ِإ ْن َج ِه ْل َ‬

‫بِِه ُك ُّل َْأر ٍ‬ ‫ِ ِِ‬


‫ص ِر‬
‫ض َف ْه َو َرحْيَانَةُ الْ َع ْ‬ ‫َواَل َت ْع َجنَب ْ م ْن َمْنطقي ِإ ْن تَ ََّأر َج ْ‬
‫ت‬

‫‪2‬‬ ‫و ِذ ْكر الْ َف بع َد الْمم ِ‬


‫ات ِم َن الْعُ ْم ِر‬ ‫َ ُ ىَت َ ْ َ َ‬ ‫ِّع ِر َم ْن مَلْ يُاَل قِيِن‬
‫َسيَ ْذ ُكُريِن بِالش ْ‬

‫رجل حياته االبتالء‪ ،‬وقد أدى حقه ومقتضى احلق منه فيه وهو الصرب أداء مجيال‪ ،‬كما أنه راض مبواله ‪-‬‬
‫ٌ‬
‫سبحانه وتعاىل‪ -‬فيما قضى وقدر‪.‬‬
‫‪ 2‬من قصيدة له شهرية بـ(طيف مسرية)‪•.‬‬
‫وكان مما حداين على أن أجري يف هذا املوضوع حبثا هو أنين مل أجد ‪-‬حبسب علمي القاصر‪ -‬من جيمع من‬
‫حياة البارودي احلافلة باملغامرات ومن تراث شعره الضخم هذا اجلانب املهم املفيد‪ ،‬مع أنه ‪-‬وهو الصرب‪ -‬من‬
‫أبني جوانب حياته وشخصيته مع عزة النفس والرجولة واملروءة‪ .‬وأحسب أن هذا البحث سيفيد الكثري من‬
‫الباحثني وحميب تراث هذا امللهم العمالق بل الناس مجيعا وخاصة أننا صرنا يف زمن تكاثرت متاعبه وتتابعت‬
‫مصائبه والقابض على دينه احلق والصامد بصربه على رعشات الزمان الواثق باهلل املتكل عليه ال يكاد يرى‪،‬‬
‫فاحلاجة إىل إحياء مثل هذه األنفاس أنفاس هذا البطل العظيم بني األمة ماسة ليقتدى به وحيذى حذوه‪،‬‬
‫فجردت عزمي يف سبيل ذلك ما استطعت واهلل ويل التوفيق‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬التعريف بالشاعر الرائد•‬
‫هو حممود سامي بن حسن حسين بن عبد اهلل البارودي املصري‪ •،‬ولد يف القاهرة يف ‪ 27‬رجب ‪1255‬ه‬
‫املوافق للسادس من أكتوبر ‪1839‬م ألبوين من أصل شركسي من ساللة املقام السيفي نوروز األتابكي‪.‬‬

You might also like