You are on page 1of 76

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي مرسلي عبد اهلل ‪ -‬تيبازة ‪-‬‬

‫معهد اللغة واألدب العربي‬

‫قسم ‪:‬اللغة و األدب العربي‬

‫مذ‬
‫ك‬ ‫الكلمة من حيث الحذف والذكر في القرآن الكريم‬
‫ر‬ ‫‪-‬الربع األول – أنموذجا‬
‫ة‬
‫مق‬
‫دمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة ليسانس في األدب العربي ‪ ،‬تخصص‬
‫لسانيات تطبيقية‬

‫تحت إشراف الأستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬

‫‪ -‬زميط محمد‬ ‫‪ -‬بوكبوكة حسام الدين‬

‫‪ -‬عديلة فلاير‬
‫الموسم الجامعي‪2021/2022:‬‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي مرسلي عبد اهلل ‪ -‬تيبازة ‪-‬‬

‫معهد اللغة واألدب العربي‬

‫قسم ‪ :‬األدب العربي‬

‫الكلمة من حيث الحذف والذكر في القرآن الكريم‬


‫‪-‬الربع األول –أنموذجا‬
‫تحت إشراف الأستاذ ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬

‫‪ -‬زميط محمد‬ ‫‪ -‬بوكبوكة حسام الدين‬

‫‪ -‬عديلة فلاير‬

‫الموسم الجامعي‪2021/2022:‬‬
‫كلمة شكر‬

‫قال صلى اهلل عليه و سلم‪ ” :‬الَّلُه َّم ِإِّني َأُع وُذ ِب َك ِم ْن َقْلٍب َال َيْخ َش ُع‪ ،‬وِم ْن ُد َع اٍء َال ُيْس َم ُع‪،‬‬

‫َو ِم ْن َنْفٍس َال َتْش َبُع‪َ ،‬و ِم ْن ِع ْلٍم َال َيْن َفُع “‬

‫الحمد والشكر على من يسر بالتوفيق‪.‬‬

‫أوًال وقبل كل شيء نشكر اهلل عز وجل‬

‫ونحمده كثيرًا طيبًا على تمام نعمته وتوفيقه و‬

‫عونه لنا‪.‬‬

‫نتقدم بجزيل الشكر إلى األستاذ المشرف‬

‫األستاذ‬

‫« زميط محمد »‬

‫على تقبله اإلشراف‬

‫على مذكرتنا وعلى ما قدمه‬

‫لنا من نصائح‬

‫وتوجيهات قيمة‪.‬‬

‫كما نشكر‬

‫األستاذ «جرموني عيسى» الذي ساهم‬

‫كثيرًا في توجيهنا‬
‫نفسيا وعلى كل ما قدمه لنا من النصائح‪.‬‬

‫كما نشكر كل أستاذة وعمال قسم اللغة العربية وآدابها ونتقدم‬

‫بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدنا في إنجاز هذا العمل ماديًا‬

‫ومعنويًا‪.‬‬

‫عديلة فلاير‬

‫بوكبوكة حسام الدين‪.‬‬

‫إهداء‬

‫هات ‪BB B B‬ه أه ‪BB B B‬ديها إلى من ق ‪BB B B‬ال فيهم ‪BB B B‬ا اهلل ع ‪BB B B‬ز‬ ‫إن لك ‪BB‬ل جه ‪BB‬د ثم ‪BB‬رة‪ ،‬والثم ‪BB‬رة المتواض ‪BB‬عة‬

‫وجل‪{ :‬ووص‪BB‬ينا اإلنس‪B‬ان بوالدي‪BB‬ه حملت‪BB‬ه أم‪BB‬ه‬

‫وهن ‪BB‬ا على وهن وفص ‪BB‬اله في ع ‪BB‬امين أن أش ‪BB‬كر لي ولوال ‪BB‬ديك إلي المص ‪BB‬ير}‪،‬‬

‫إلى‬

‫والدي العزيزين حفظهما اهلل‪.‬‬

‫إلى روح أمي رحمها اهلل‪.‬‬


‫إلى أصدقاء الّد راسة‪ ،‬وإ لى كل من‬

‫ساعدني في إنجاز هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫الطالب ‪ :‬بوكبوكة حسام الدين‬


‫إهداء‬

‫إلى من قال فيهما الرحٰم ن‪َ« :‬و ُقْل َر ِّبي اْر َح ْمُهَم ا َك َم ا َر َّبَياِن ي َص ِغ يًر ا»‬

‫إلى من ملأت‪BB‬ني حنان‪ًB‬ا وس‪B‬كنت همس‪B‬اتها قل‪BB‬بي وأض‪BB‬اءت كلماته‪BB‬ا ودعواته‪BB‬ا دربي إلى أمي‬

‫ثم أمي ثم أمي‪.‬‬

‫‪ -‬إلى أختي «مروة»‪.‬‬

‫‪ -‬إلى جدتي «تسعديت»‪.‬‬

‫‪ -‬وإ لى زميلي «حسام»‪.‬‬

‫‪ -‬وإ لى كل من يعرفني من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫‪ -‬وإ لى صديقتي التي كانت سندًا لي‬

‫‪« -‬نازلي»‪.‬‬

‫فلاير عديلة‬
‫المقدمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫الحمد هلل مسبغ النعم ودافع النقم‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬خالق األمم‬

‫من ع ‪BB‬دم‪ ،‬وأش ‪BB‬هد أن س ‪BB‬يدنا محم ‪BB‬د عب ‪BB‬ده ورس ‪BB‬وله‪ ،‬أفص ‪BB‬ح الع ‪BB‬رب والعجم‪ ،‬ص ‪BB‬لى اهلل علي ‪BB‬ه‬

‫وعلى آله وأصحابه ذوي العزائم والهمم‬

‫أما بعد ‪:‬‬

‫إَّن اللغة العربية من‪B‬ذ أن ش‪B‬رفها اهلل وِا ختاره‪B‬ا لتك‪B‬ون لغ‪B‬ة الق‪B‬رآن الك‪B‬ريم حظيت بالحف‪B‬ظ‬

‫إذ تعهد اهلل بحف‪B‬ظ كتاب‪B‬ه الك‪B‬ريم فيه‪B‬ا‪ِ{ :‬إَّن ا َنْح ُن َنَّز ْلَن ا ال‪ِّB‬ذ ْك َر َو ِإ َّن ا َل ُه َلَح اِف ُظوَن } (الحج‪B‬ر‪،)6:‬‬

‫وقد امتازت بالوفرة الّلغوية وتن‪B‬وع طرائ‪B‬ق التعب‪B‬ير ومنه‪B‬ا الح‪B‬ذف فاللغ‪B‬ة العربي‪B‬ة لغ‪B‬ة إيج‪B‬از‬
‫وأقرب طريق لإليجاز ه‪B‬و الح‪B‬ذف‪ ،‬ومنه‪B‬ا ال‪B‬ذكر في اللغ‪B‬ة العربي‪B‬ة‪ ،‬فاللغ‪B‬ة العربي‪B‬ة كم‪B‬ا هي‬

‫مليئة باإليجاز فهي كذلك مليئة باإلطناب‪.‬‬

‫‪ -‬إن موض ‪BB‬وعا الح ‪BB‬ذف وال ‪BB‬ذكر مج ‪BB‬االن خص‪B B‬بان وق ‪BB‬د تناولهم ‪BB‬ا علم ‪BB‬اء ك ‪BB‬ثر ك ‪BB‬ان لهم ‪BB‬ا‬

‫الفض‪BB‬ل في الس‪BB‬بق العلمي وبي‪BB‬ان كث‪BB‬ير من جوانبهم‪BB‬ا وحقائقهم‪BB‬ا والوق‪BB‬وف على أهميته‪BB‬ا‬

‫في اللغة‪.‬‬

‫‪ -‬وقد إرتآينا أن ندرس هاذين المجالين مبرزان مفهومهما ومض‪BB‬مونهما رغبت‪ًB‬ا وحب‪ًB‬ا من‪BB‬ا‬

‫له‪B‬ذا الموض‪B‬وع ونظ‪B‬رًا كم‪B‬ا يكتس‪B‬به الح‪B‬ذف وال‪B‬ذكر من أهمي‪B‬ة بالغ‪B‬ة في اللغ‪B‬ة العربي‪B‬ة‪،‬‬

‫ومن هذا نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬كيف تجسد الحذف والذكر في الربع األول من القرآن الكريم؟‬

‫‪ -‬وتحت هذه اإلشكاليات تندرج عدة تساؤالت‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو تعريف الحذف؟‬

‫‪ -‬ما هو تعريف الذكر؟‬

‫‪ -‬ماذا نقصد بالحذف عند النحاة وعند اللغويين؟‬

‫‪ -‬ماذا نقصد بالذكر عند النحاة وعند اللغويين؟‬

‫‪ -‬كل هذه التساؤالت واإلشكاالت وغيرها نتعرف عليها في ثنايا هذه الدراسة‪.‬‬

‫أ‬
‫‪ -‬أما عن خطة البحث فقد ارتأينا أن نجعلها في مقدمة يليها بابان‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ ‬الباب األول‪ :‬الجانب النظري‬

‫حيث ج‪BB‬اء فص ‪ًB‬ال تنظيري ‪ًB‬ا لظ‪BB‬اهرة الح‪BB‬ذف وال‪BB‬ذكر عن‪BB‬د النح‪BB‬اة والبالغي‪BB‬ون حيث تض‪BB‬من‬

‫فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الحذف عند النحاة والبالغيون بدوره تضمن مبحثين‪:‬‬

‫المبحث ‪ :01‬الحذف عند النحاة‪.‬‬

‫البحث ‪ :02‬الحذف عند البالغيين‪.‬‬

‫والفصل الثاني تضمن أيضًا مبحثين حيث تكلم عن ظاهرة الذكر عند النحاة والبالغيين‪:‬‬

‫المبحث ‪ :01‬الذكر عند النحاة‪.‬‬

‫المبحث ‪ :02‬الذكر عند البالغيين‪.‬‬

‫‪ ‬أما الباب الثاني تناولنا فيه الجانب التطبيقي حيث قسمناه إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حذف الكلمة في القرآن الكريم الربع األول أنموذجًا‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ذكر الكلمة في القرآن الكريم الربع األول أنموذجًا‪.‬‬


‫ثم ختمن‪BB‬ا بخاتم‪BB‬ة جمعن‪BB‬ا فيه‪BB‬ا ش‪BB‬تات أب‪BB‬رز الخالص‪BB‬ات واالس‪BB‬تنتاجات ال‪BB‬تي توص‪BB‬لنا إليه‪BB‬ا‬

‫خالل رحلة البحث‪ ،‬أما عن المنهج ال‪BB‬ذي ِا عتم‪BB‬دناه في البحث‪ ،‬منهجي الوص‪BB‬ف واالس‪BB‬تقراء‬

‫حيث أفادن‪BB‬ا منهج االس‪BB‬تقراء في ِا س‪BB‬تقراء وتتب‪BB‬ع مواض‪BB‬ع الح‪BB‬ذف وال‪BB‬ذكر في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم‪،‬‬

‫ومن ثم تحليلها والوقوف على دالالتها وأسرارها‪ ،‬أما منهج الوص‪B‬ف فق‪B‬د أفادن‪B‬ا في وص‪B‬ف‬

‫الظاهرة الحذف والذكر‪.‬‬

‫أَّم ا عن الدراس ‪BB‬ات الس ‪BB‬ابقة للموض ‪BB‬وع فهن ‪BB‬اك مجموع ‪BB‬ة كب ‪BB‬يرة تن ‪BB‬اولت ظ ‪BB‬اهرة الح ‪BB‬ذف‬

‫والذكر‬
‫ب‬

‫أهمها‪ :‬الذكر والحذف وعلوم العربية ودالالت الحذف في القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ -‬وقد اعتمدنا في بحثنا على هذه المراجع باإلضافة إلى مصادر ومراجع أخ‪BB‬رى هي‪:‬‬

‫بالغ ‪BB‬ة الكلم ‪BB‬ة للس ‪BB‬مرائي‪ ،‬منهج الش ‪BB‬يح أمحم ‪BB‬د أطفيش في تفس ‪BB‬يره تيس ‪BB‬ير التفس ‪BB‬ير‪ ،‬لمحم ‪BB‬د‬

‫مصطفى درويش الخواجا‪ ،‬والتحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور‪ ،‬والكشاف للزمخشري‪.‬‬

‫‪ -‬وككل باحث تعيق طريقه صعوبات ومعوقات‪ ،‬فصعوبتنا كاملة في تعل‪BB‬ق موض‪BB‬وعنا‬

‫لكتاب اهلل مما فرض علينا مزيدًا من الحيطة والحذر خوف الخطأ في كتاب اهلل عز وجل‪.‬‬

‫‪ -‬وال يفوتون‪BB‬ا في ه‪BB‬ذا المق‪BB‬ام واجب الش‪BB‬كر إلى ك‪BB‬ل من س‪BB‬اعدنا في إنج‪BB‬از ه‪BB‬ذا العم‪BB‬ل‪،‬‬

‫نخص بالذكر األستاذ المشرف الذي نورنا بتوجيهات‪BB‬ه ونص‪BB‬ائحه وإ رش‪BB‬اداته‪ ،‬س‪BB‬ائلين الم‪BB‬ولى‬
‫ع‪BB‬ز وج‪BB‬ل أن يوفق‪BB‬ه في مس‪BB‬يرته العلمي‪BB‬ة والعملي‪BB‬ة‪ ،‬ه‪BB‬و وك‪BB‬ل أس‪BB‬اتذة اللغ‪BB‬ة العربي‪BB‬ة وآدابه‪BB‬ا‬

‫بتيبازة‪ ،‬الذين تكبدوا العناء خدمة للعلم وطالبه‪.‬‬

‫ج‬
‫الباب األول‪:‬‬

‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬الحذف عند النحاة والبالغيين‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن اللغة العربي‪B‬ة ومن‪B‬ذ أن ش‪B‬رفها اهلل واختاره‪B‬ا لتك‪B‬ون لغ‪B‬ة الق‪B‬رآن‪ ،‬حظيت بالحف‪B‬ظ وق‪B‬د‬

‫ِا متازت بالوفرة اللغوية ومنها الحذف في اللغة العربية‪ ،‬لغة اإليجاز وأقرب طريق لإليجاز‬

‫فهو الحذف وقد يكون الكالم فيه أوقع وأبلغ ويؤدي من المعاني ماال تؤديه اإلطناب‪.‬‬
‫فموضوع الحذف موضوع خصب وق‪B‬د تناول‪BB‬ه العلم‪BB‬اء بطريق‪BB‬ة كب‪BB‬يرة وك‪BB‬ان لهم الفض‪BB‬ل‬

‫في السبق العلمي وبيان كثير من جوانبه وحقائقه والوقوف على أهميته في اللغة‪.1‬‬

‫المبحث ‪ :01‬الحذف عند النحاة‬

‫قال ابن منظور‪« :‬حذف‪ :‬حذف الشيء يحذفه حذفًا‪ :‬قطع‪BB‬ه من طرف‪BB‬ه‪ ،‬والحج‪BB‬ام بح‪BB‬ذف‬

‫الش ‪BB‬عرة من ذل ‪BB‬ك‪ ،‬والُح َذ اَف ُة‪ :‬ماُح ِذ ف من ش ‪BB‬يء َفُط ِّر َح ‪ ،‬وَخ َّص الّلحَي اِني ِب ِه ُح َذ اَف َة األديم‬

‫األزه‪BB B‬ري‪ :‬تح‪BB B‬ذيف الش‪BB B‬عر تطريح‪BB B‬ه وتس‪BB B‬ويته‪ ،‬وإ ذا أخ‪BB B‬ذنا من نواحي‪BB B‬ه ماتس‪BB B‬تويه ب‪BB B‬ه فق‪BB B‬د‬

‫حذفته»‪.2‬‬

‫وقال ِا مرئ القيس‪:‬‬

‫َلَها َجْب َهٌة َك َس َر ِا ة الِم َج ْن‬

‫ِد‬ ‫ِن‬ ‫َّذ‬


‫َح َفُه الَّصا ْع الُم قَت ْر‬

‫وفي الِّص حاح‪ :‬حذف رأسه بالسيف ْح ذفًا َض ربُتُه َفَقَطَع ِّم نُه ِقْطَع ة‪.‬‬

‫والح‪BB‬ذف‪ :‬ال‪BB‬رمي عن ج‪BB‬انٍب ‪ ،‬والَّض رب عْن ج‪BB‬انب‪ ،‬تق‪BB‬ول‪َ :‬ح ذف يح‪BB‬ذف ح‪BB‬ذفًا‪ ،‬وحذف‪BB‬ه‬

‫ح ‪BB‬ذفًا‪ :‬ض ‪BB‬ربه عن ج ‪BB‬انب أو رم ‪BB‬اُه عن‪ُB B‬ه‪ ،‬وَح ذف ‪BB‬ه بالعص ‪BB‬ا وبالس ‪BB‬يف يحذف ‪BB‬ه ح ‪BB‬ذفًا وُتَح ِّذ َف ُه‪:‬‬

‫َض رَبُه أو َر َم اُه بها‪.‬‬


‫‪1‬جمالية أسلوب الحذف في البالغة القرآنية‪ :‬سورة يس أنموذًج ا‪ ،‬من تقديم بوزيدي لويزة ومشتي‬
‫أسماء‪ ،‬ص أ‪.‬‬
‫‪2‬لسان العرب‪ِ ،‬ا بن منظور – ص‪.93‬‬
‫‪5‬‬
‫ِص‬
‫والحذف‪ ،‬بالَّتحريك‪َ :‬ض أٌن ُس وٌد ُج ْر ٌد غار تكون ب‪BB‬اليمين‪ :‬وقي‪BB‬ل‪ :‬هي غنٌم س‪B‬وٌد ص‪BB‬غاٌر‬

‫تكون بالِح جار‪ ،‬وأحدثها حذفه‪ ،‬ويقال لها النقد أيضًا‬

‫وفي الحديث « سووا بالص‪BB‬فوف»‪ ،‬وفي رواي‪ٍB‬ة ‪ « :‬تراُّص وا بينكم في الص‪BB‬الة ال تتخالكم‬

‫الَّش َياطين كأَّنها بنات» حذٍف ‪.‬‬

‫وفي رواية كأوالء الحذف يزَع ُم ون أَّنها على صور هذه الغنم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫ِإَّال الَقَها ُد َمَع الَقَهبي والَح َّذ في‪.3‬‬ ‫َفَأْص َبَح ْت الَّد اْر َقَفُر ا َال َأِنيَس ِبَها ***‬

‫‪ -‬كما قال الجوهري‪ :‬حذف‪َ :‬ح ذٌف الشيء‪ :‬إسقاطه‪ ،‬يقال‪ :‬حذفت من‪B‬ه ش‪B‬عري ومن ذئب‬

‫الداب‪BB‬ة‪ ،‬أي أخ‪BB‬ذت‪ .‬والحذاف‪BB‬ة‪ :‬ماحذفت‪BB‬ه من األديم وغ‪BB‬يره‪ ،‬ويق‪BB‬ال أيض ‪ًB‬ا‪ :‬م‪BB‬ا في رحل‪BB‬ه‬

‫حذاف‪BB‬ة‪ ،‬أي‪ :‬ش‪BB‬يء من الطع‪BB‬ام‪ ،‬ق‪BB‬ال يعق‪BB‬وب‪ :‬يق‪BB‬ال‪ :‬أك‪BB‬ل الطع‪BB‬ام فم‪BB‬ا ت‪BB‬رك من‪BB‬ه حذاف‪BB‬ة‪،‬‬

‫واحتمل رحلة وما ترك منه حذاف‪B‬ة‪ ،‬وح‪B‬ذفت بالعص‪BB‬ا‪ ،‬أي ‪ :‬رميت‪BB‬ه به‪BB‬ا‪ ،‬وح‪B‬ذفت رأس‪B‬ه‬

‫بالسيف‪ ،‬إذ ضربته وقطعت منه قطعة‪ ،‬و حذفة‪ :‬اسم ف‪B‬رس خال‪B‬د بن جعف‪B‬ر بن كالب‪،‬‬

‫وفيها يقول‪ - :‬فمن يك سائًال عني فإني وحذفة كالشجا تحت الوريد ‪ -‬وحذفه تحذيفًا‪،‬‬

‫أي هيئه وصنعه‪ ،‬قال الشاعر يصف فرسه‪:‬‬

‫ن ـ حذفه الصانع المقتدُر‬ ‫لها جبهة كسراة المج ـ ن ***‬

‫لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬ص‪.96‬‬ ‫‪3‬‬


‫والحذف بالتحريك‪ :‬غنٌم س‪B‬وٌد ص‪BB‬غاٌر من غنم الحج‪B‬از‪ ،‬الواح‪B‬دة حذف‪B‬ة‪ ،‬وفي الح‪B‬ديث‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫«كأَّنَها َبَنات َح ذٍف »‪.‬‬

‫المبحث ‪ :02‬الحذف عند البالغيين‬

‫الح ‪BB‬ذف ظ ‪BB‬اهرة من الظ ‪BB‬واهر ال ‪BB‬تي تع ‪BB‬تري ك ‪BB‬ل اللغ ‪BB‬ات فه ‪BB‬و إذن ليس وقف‪ًB B‬ا على اللغ ‪BB‬ة‬
‫‪6‬‬
‫العربية دون غيرها من اللغات بل ظاهرة لغوية عامة‪.‬‬

‫غ‪BB B‬ير أنه‪BB B‬ا ظ‪BB B‬اهرة تك‪BB B‬ون في بعض اللغ‪BB B‬ات أك‪BB B‬ثر وض‪BB B‬وحًا من غيره‪BB B‬ا‪ .‬ونحن نقص‪BB B‬د‬

‫بالخصوص اللغة العربية فهذه الظاهرة مترس‪B‬خة في اللغ‪B‬ة العربي‪B‬ة ال يمكن االس‪B‬تغناء عنه‪B‬ا‬

‫ألنها من خصائصها‪ ،‬فاإليجاز من البنات تركيبها‪.‬‬

‫‪ 4‬الِّص َح اْح – تاج اللغة – وصحاح العربية‪ ،‬مرتب ترتيبا ألفبائيا وفق أوائل الحروف‪ ،‬أبي نصر‬
‫إسماعيل بن حماد الجوهري‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫والبلغ‪BB‬اء عموم ‪ًB‬ا يميل‪BB‬ون إلى االختص‪BB‬ار‪ ،‬وح‪BB‬ذف م‪BB‬ا يجب حذف‪BB‬ه في الكالم أو ح‪BB‬ذف م‪BB‬ا‬

‫يمكن لسامع فهمه اعتمادا على القرائن الدالة عليه ومن المنطقي أن يح‪BB‬ذف لفظ‪ًB‬ا من الكالم‬

‫إذ دل باقي الكالم عليه‪.‬‬

‫إَّن البالغ‪BB‬ة هي وص‪BB‬ف الكالم بحس‪BB‬ن الدالل‪BB‬ة وتمامه‪BB‬ا فيم‪BB‬ا ك‪BB‬انت ل‪BB‬ه‪ ،‬وت‪BB‬رج الدالل‪BB‬ة في‬

‫ص‪BB‬ور بهي‪BB‬ة تس‪BB‬توي على ه‪BB‬وى النفس وتن‪BB‬ال الحض األوف‪BB‬ر من المطل‪BB‬وب ويتم ذل‪BB‬ك بت‪BB‬وفر‬

‫عاملين مهَّم ين وهما‪ :‬أن يؤتى المعنى من الجهة ال‪BB‬تي هي أص‪BB‬ح لتأديت‪BB‬ه وأن يخت‪BB‬ار المع‪BB‬نى‬

‫اللفظ الذي هو أخص به وأكشف عنه وأتم له‪.‬‬

‫فالبالغة في تأدية المعنى بكالم فصيح س‪BB‬ليم من ك‪BB‬ل األخط‪BB‬اء أو هي بل‪BB‬وغ المع‪BB‬نى بكالم‬

‫م‪BB B‬ؤثر أو حس‪BB B‬ن الموق‪BB B‬ع في النفس بش‪BB B‬رط مراع‪BB B‬اة المس‪BB B‬تمعين للكالم أيض ‪ًB B‬ا‪ ،‬ول‪BB B‬ذلك يجب‬

‫ِا ختصار األلفاظ التي تكشف عن المعنى المراد وتتمه‪.5‬‬

‫الح‪BB‬ذف ظ‪BB‬اهرة لغوي‪BB‬ة عام‪BB‬ة تش‪BB‬ترك فيه‪BB‬ا اللغ‪BB‬ات اإلنس‪BB‬انية‪ ،‬حيث يمي‪BB‬ل بعض الن‪BB‬اطقون‬

‫إلى ح‪B‬ذف بعض العناص‪B‬ر المك‪B‬ررة في الكالم‪ ،‬أو إلى ح‪B‬ذف م‪B‬ا يمكن لس‪B‬امع فهم‪B‬ه ِا عتم‪B‬ادًا‬

‫على الق ‪BB‬رائن المص ‪BB‬احبة حالي ‪BB‬ة ك ‪BB‬انت أو عقلي ‪BB‬ة أو لفظي ‪BB‬ة‪ ،‬كم ‪BB‬ا ق ‪BB‬د يع ‪BB‬تري الح ‪BB‬ذف بعض‬

‫العناصر لكلمة الواحدة فيسقط منها مقطع أو أكثر‪.6‬‬

‫ظاهرة الحذف وغرضها البالغي في اللغة العربية – نماذج من القرآن الكريم – إعداد تونسي حورية‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬ ‫وكوردي أحالم‪ ،‬ص‪.50‬‬


‫ظاهرة الحذف في الدرس اللغوي‪ ،‬طاهر سليمان حمودة‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪6‬‬
‫والحذف يرد في ُلغة العرب سواء تعلق األم‪B‬ر بنثره‪BB‬ا أم ش‪B‬عرها‪ ،‬وله‪BB‬ذا نج‪B‬د الح‪B‬ذف في‬

‫الق ‪BB‬رآن الك ‪BB‬ريم والش ‪BB‬عر الع ‪BB‬ربي‪ ،‬وه ‪BB‬و من الظ ‪BB‬واهر ال ‪BB‬تي ت ‪BB‬درس ض ‪BB‬من أح ‪BB‬وال الخ ‪BB‬بر من‬
‫‪7‬‬
‫زاوية اإلسناد بطرفيه‪.‬‬

‫كما جاء في كتاب عبد القاهر الجرجاني‪ :‬الحذف كما س‪B‬بقت اإلش‪B‬ارة‪ ،‬مم‪BB‬ا يكس‪B‬ب الكالم‬

‫روع‪BB‬ة وجم‪BB‬اًال‪ ،‬ل‪BB‬ذلك أب‪BB‬دع الكت‪BB‬اب والش‪BB‬عراء في إب‪BB‬رازه بأوج‪BB‬ه متع‪BB‬ددة له‪BB‬ا بيانه‪BB‬ا وس‪BB‬حرها‬

‫في نفس الق‪BB‬ارئ والس‪BB‬امع‪ ،‬ومكان‪BB‬ه الفس‪BB‬يح ض‪BB‬من تحلي‪BB‬ل عب‪BB‬د الق‪BB‬اهر الجرج‪BB‬اني الس‪BB‬يما في‬

‫دالئ‪BB‬ل اإلعج‪BB‬از وفي أس‪BB‬رار البالغ‪BB‬ة ي‪BB‬بين مق‪BB‬دار الح‪BB‬ذف في الّتعب‪BB‬ير عن المع‪BB‬نى ال‪BB‬ذي ه‪BB‬و‬

‫منتهى غاية المتكلم‪.‬‬

‫لق‪BB‬د أك‪BB‬د الجرج‪BB‬اني م‪BB‬ا للح‪BB‬ذف من أهمي‪BB‬ة‪ ،‬ألن‪BB‬ه يكس‪BB‬ب اللغ‪BB‬ة متان‪BB‬ة‪ ،‬والكالم ق‪BB‬وة‪ ،‬فتنبه‪BB‬ر‬

‫النف ‪BB‬وس لس ‪BB‬حره العجيب فيأس ‪BB‬ره كأَّن ه س ‪BB‬حر‪ ،‬وم ‪BB‬رد ذل ‪BB‬ك إلى أن ت ‪BB‬رك اإلفص ‪BB‬اح ه ‪BB‬و أبل ‪BB‬غ‬

‫إفصاح‪ ،‬واإلشادة تغ‪BB‬ني عن العب‪BB‬ارة‪ ،‬ب‪BB‬ل إّن الس‪B‬كوت في بعض األحي‪BB‬ان أبل‪BB‬غ جواب‪ًB‬ا وأجم‪BB‬ل‬

‫بيانًا‪.8‬‬

‫وه ‪BB‬ذا يع ‪BB‬ني أَّن الح ‪BB‬ذف البالغي ال ‪BB‬ذي عرض ‪BB‬ه ل ‪BB‬ه الجرج ‪BB‬اني‪ ،‬إنم ‪BB‬ا ه ‪BB‬و الح ‪BB‬ذف ال ‪BB‬ذي ال‬

‫يظهر لنا إال عندما نتص‪B‬فح المع‪B‬نى ونج‪B‬ده ال يكتم‪B‬ل إال بمراعات‪B‬ه‪ ،‬وه‪B‬و الن‪B‬وع ال‪B‬ذي تناقش‪B‬ه‬

‫البالغة ويظهر فيه جوهر التعبير وروع‪BB‬ة األس‪B‬لوب ودقي‪BB‬ق البي‪BB‬ان‪ ،‬وق‪B‬د ق‪B‬ال أم‪BB‬ير المؤم‪BB‬نين‬

‫دروس في البالغة العربية نحو رؤية جديدة‪ ،‬األزهر الزناد‪ ،‬ص‪.97‬‬ ‫‪7‬‬

‫دالئل اإلعجاز في علم المعاني‪ ،‬عبد الظاهر الجرجاني‪ ،‬تحقيق أبوه فهد محمود محمد شاكر‪ ،‬ص‬ ‫‪8‬‬

‫‪.106‬‬
‫علي بن أبي ط ‪BB‬الب رض ‪BB‬ي اهلل عن ‪BB‬ه‪" :‬م ‪BB‬ا رأيت بليغ ‪ًB‬ا ق‪BB‬ول إال ول ‪BB‬ه في الق ‪BB‬ول إيج‪BB‬از"‪ ،‬وفي‬

‫المعاني إطالة‪.9‬‬

‫وقيل للفرزدق‪" :‬ما ميزك إال القص‪BB‬ار بع‪BB‬د الط‪BB‬وال؟ فق‪BB‬ال‪ :‬ألّني رأيته‪BB‬ا في الص‪BB‬در أوق‪B‬ع‪،‬‬

‫وفي المحافل أجول‪.10‬‬

‫ويظهر من هذا أن‪B‬ه م‪B‬ادام المع‪B‬نى ه‪B‬و المقص‪B‬ود في الكالم‪ ،‬فأقص‪B‬ر نف‪B‬وذ يوص‪B‬ل إلي‪B‬ه ه‪B‬و‬

‫المحدود‪ ،‬كما أّن ه لو كان هناك طريقان أقصر من اآلخر‪ ،‬فاألصوب هو السير في الطري‪B‬ق‬

‫األقصر‪ ،‬مادام يوصل إلى المقصود‪.11‬‬

‫لق‪BB‬د ع‪BB‬رض الجرج‪BB‬اني لظ‪BB‬اهرة الح‪BB‬ذف‪ ،‬في كتاب‪BB‬ه دالئ‪BB‬ل اإلعج‪BB‬از‪ ،‬حيث عق‪BB‬د باب ‪ًB‬ا س‪BB‬ماه‬

‫ب‪BB B‬اب الح‪BB B‬ذف ونكت‪BB B‬ه‪ ،‬مس‪BB B‬تكهنًا في مواض‪BB B‬ع الجم‪BB B‬ال والروع‪BB B‬ة في ح‪BB B‬ذف المبت‪BB B‬دأ والفع‪BB B‬ل‬

‫والمفعول به خصوصًا‪ ،‬أما في أسرار البالغة فقد تطرق للحذف ومتى يعد من المجاز‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫الق‪B‬ول في الح‪B‬ذف‪ :‬ه‪B‬و ب‪B‬اب دقي‪B‬ق المس‪B‬لك‪ ،‬لطي‪B‬ف المأخ‪B‬ذ‪ ،‬عجيب األم‪B‬ر‪ ،‬ش‪B‬بيه بالس‪B‬حر‪،‬‬

‫فإن‪BB‬ك ت‪BB‬رى ب‪BB‬ه ت‪BB‬رك ال‪BB‬ذكر‪ ،‬أفص‪BB‬ح من ال‪BB‬ذكر‪ ،‬والص‪BB‬مت عن اإلف‪BB‬ادة‪ ،‬أزي‪BB‬د لإلف‪BB‬ادة‪ ،‬وتج‪BB‬دك‬

‫أنط ‪BB‬ق م ‪BB‬ا تك ‪BB‬ون إذا لم تنط ‪BB‬ق‪ ،‬وأتم م ‪BB‬ا تك ‪BB‬ون بيان‪ًB B‬ا إذا لم تبن‪ ،‬وه ‪BB‬ذه الجمل ‪BB‬ة تنكره ‪BB‬ا ح ‪BB‬تى‬

‫الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬مصطفى عبد السالم أبو شادي‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪9‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13‬‬ ‫‪10‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬دالئل اإلعجاز في علم المعاني‪ ،‬عبد القادر الجرجاني‪ ،‬ص‪.106‬‬ ‫‪11‬‬
‫تخبر‪ ،‬وتدفعها حتى تنظر‪ ،‬وأنا أكتب لك بديئًا أمثلة مما ع‪BB‬رض في‪BB‬ه الح‪BB‬ذف ثم أنبه‪BB‬ك على‬

‫صحة ما أشرت إليه‪ ،‬وأقيم الحجة من ذلك عليه‪.12‬‬

‫الح‪BB‬ذف في دالئ‪BB‬ل اإلعج‪BB‬از‪ :‬ح‪BB‬ذف المبت‪BB‬دأ‪ :‬ي‪BB‬ذكر عب‪BB‬د الق‪BB‬اهر الجرج‪BB‬اني مواض‪BB‬ع لح‪BB‬ذف‬

‫المبتدأ منها‪ :‬في الشعر كاآلتي‬

‫حيث يحذف الضمير 'د' اسم اإلشارة في‪:‬‬

‫وهاَج َأْه واءَك المْك ُنونَة الَّطَلُل‬ ‫***‬ ‫ِئ‬


‫اْع َتاَد َقْلَبَك من َلْي لى َع وا ُد ُه‬

‫وُك ُّل َحْي َر اَن جاٍر ماُؤ ُه َخ ِض ُل‬ ‫***‬ ‫ْب َق ا َأَذ اَع ال ِص اُت ِبِه‬
‫ُم ْع َر‬ ‫َر ٌع ْو ٌء‬

‫أي‪ :‬ذاك ربع قواء أو هو ربع‪:‬‬

‫هم حلول من الشرف المعلى *** ومن حسب القشيرة حيث شاؤوا‬

‫دماؤهم من الكلل الشفاء‬ ‫***‬ ‫بناة مكارم وأساة كلم‬

‫وتشبيه به أيضًا في قول جميل‪:‬‬

‫*** ديني وفاعلة خيرًا فأجازيه‬ ‫وهل بثينة بالناس قاضيتي‬

‫قلبي عشية ترميني وأرميني‬ ‫ترنو بعيني مهاة أقصدت بهما ***‬

‫ريا العظام بالين العيش غانيها‬ ‫***‬ ‫هيفاء مقللة‪ ،‬عجزاء مدبرة‬

‫المرجع السابق‪ ،‬دالئل اإلعجاز في علم المعاني عبد القاهر الجرجاني‪.105 – 104 ،‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪9‬‬
‫حذف الفعل‪ :‬حيث يحذف الفعل الذي نصب اسما ظاهرًا‪ ،‬ومثله نصب ديار على إظهار‬

‫فعل فكأنه قال‪ :‬أذكر ديارمية‪.‬‬

‫ديارمية إذ هي تساعفنا ** * وال يرى مثلها عجم وال عرب‪.13‬‬

‫حذف المفعول به‪:‬‬

‫نال حذف المفعول به نص‪BB‬يبًا واف‪B‬رًا من تحلي‪BB‬ل الجرج‪B‬اني‪ ،‬مش‪B‬يرًا إلى أَّن ح‪B‬ال الفع‪BB‬ل م‪BB‬ع‬

‫المفع ‪BB‬ول ال ‪BB‬ذي يتع ‪BB‬دى إلي ‪BB‬ه حال ‪BB‬ه م ‪BB‬ع الفاع ‪BB‬ل‪ ،‬ويض ‪BB‬يف الجرج ‪BB‬اني أن ح ‪BB‬ذف المفع ‪BB‬ول ليس‬

‫لنتائجه نهاية‪ ،‬ألنه طريق إلى ضروب من الضعة وإ لى لطائف ال تحصى‪.‬‬

‫القسم األول من األمثلة‪:‬‬

‫ضرب زيد‪:‬‬

‫الغرض‪ :‬إثبات الضرب فعله‪ ،‬إلفادة وجود الضرب في نفسه على اإلطالق‪.‬‬

‫ضرب زيد عمرًا‪:‬‬

‫الغ ‪BB‬رض‪ :‬التب ‪BB‬اس الض ‪BB‬رب الواق ‪BB‬ع من األول بالث ‪BB‬اني ووقوع ‪BB‬ه علي ‪BB‬ه ك ‪BB‬ان ض ‪BB‬رب‪ ،‬وق ‪BB‬ع‬

‫ضرب‪ ،‬وجد ضرب‪:‬‬

‫الغرض‪ :‬االختبار بوجود الضرب من غير نسبة إلى فاعل أو مفعول‪.‬‬

‫‪13‬المرجع السابق‪ ،‬دالئل اإلعجاز في علم المعاني عبد القاهر الجرجاني ‪ ،‬ص ‪.108 – 107- 106‬‬
‫فالن يح ‪BB‬ل ويعق ‪BB‬د‪ ،‬وي ‪BB‬أمر وينهي‪ ،‬ويض ‪BB‬ر وينف ‪BB‬ع‪ ،‬وكق ‪BB‬ولهم‪ :‬ه ‪BB‬و يعطي ويج ‪BB‬زل ويق ‪BB‬رى‬

‫ويض‪BB‬يف‪ .‬المع‪BB‬نى‪ :‬إثب‪BB‬ات المع‪BB‬نى في نفس‪BB‬ه للش‪BB‬يء على اإلطالق‪ ،‬فك‪BB‬أن المتكلم ق‪BB‬ال‪ :‬ص‪BB‬ار‬

‫إليه الحل والعقد‪ ،‬وصار بحيث يكون منه حل وعقد وأمر ونهي ونفع‪.14‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الذكر عند النحاة والبالغيين‬

‫‪10‬‬ ‫المبحث ‪ :01‬الذكر عند النحاة‬

‫يق‪B‬ال‪ :‬ذك‪BB‬ر الش‪B‬يء ذك‪BB‬رًا‪ ،‬وذك‪BB‬رًا وذك‪BB‬رى‪ ،‬وت‪BB‬ذكارًا‪ ،‬أي حفظ‪BB‬ه واستحض‪BB‬ره وج‪B‬رى على‬

‫لسانه بعد نسيانه‪ ،‬وأعلمه ولم يضيعه وأظهره‪ ،‬وأعلنه‪ ،‬ومن‪B‬ه ال‪B‬ذاكرة‪ ،‬أي اس‪B‬تنكار المعل‪B‬وم‬

‫في الذهن‪ 15‬ومنه الذاكرة أي ضد النسيان والذكر‪ :‬الصيت والثناء والتذكرة‪ ،‬م‪BB‬ا تس‪BB‬تذكر ب‪BB‬ه‬

‫الحالة‪ 16‬على هذا األساس دارت معاني الذكر‪ ،‬وتراوحته مرادفات‪BB‬ه فهم‪ ،‬اإلظه‪BB‬ار واإلعالن‬

‫وه‪BB‬و م‪BB‬دعاة للمح‪BB‬ذوف‪ ،‬و ب‪BB‬ه يعلم ويع‪BB‬رف وي‪BB‬درك المح‪BB‬ذوف‪ ،‬وه‪BB‬و واس‪BB‬طة ل‪BB‬ه وحبس ل‪BB‬ه‬

‫ودلي‪BB‬ل علي‪BB‬ه وال يبع‪BB‬د المع‪BB‬نى االص‪BB‬طالحي كث‪BB‬يرًا عن المع‪BB‬نى اللغ‪BB‬وي‪ ،‬فه‪BB‬و في اص‪BB‬طالح‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.108- 107 – 106‬‬ ‫‪14‬‬

‫المعجم الوسيط‪ :‬مادة (ذكر) ص‪.133‬‬ ‫‪15‬‬

‫بن مختار الصحاح‪ ،‬مادة ذكر ص‪.222‬‬ ‫‪16‬‬


‫البالغ‪BB‬يين‪ ،‬م‪BB‬ا تق‪BB‬وم علي‪BB‬ه القرني‪BB‬ة‪ ،‬وه‪BB‬و األص‪BB‬ل في الكالم لم‪BB‬ا يض‪BB‬يفه من " تض‪BB‬يف للمع‪BB‬نى‬

‫وتوطي‪BB‬د ل‪BB‬ه في النفس‪ ،‬ويك‪BB‬ون في ذك‪BB‬ره فص‪ًB‬ال عن ذل‪BB‬ك مع‪BB‬ان ال تس‪BB‬تفاد إذا ح‪BB‬ذف"‪ 17‬هك‪BB‬ذا‬

‫اتفق المعنيان وتجاوبا معًا‪.‬‬

‫المبحث ‪ :02‬الذكر عند البالغيين‬

‫للذكر بالغته‪ ،‬لذا يقتضي المعنى وجوده‪ ،‬وللح‪BB‬ذف بالغت‪BB‬ه‪ ،‬ومن ثم يتحتم وجوب‪BB‬ه‪ ،‬وبين‬

‫هذا وذاك ق‪B‬رائن ودالئ‪B‬ل ملزم‪B‬ة على تم‪B‬ام المع‪B‬نى وكمال‪B‬ه وق‪B‬د أق‪B‬ر البالغي‪B‬ون ومعهم النح‪B‬اة‬

‫ب‪BB‬أن ال‪BB‬ذكر ذو قيم‪BB‬ة ‪ -‬آي‪BB‬ة قيم‪BB‬ة ‪ -‬جليل‪BB‬ة في ترس‪BB‬يخ المع‪BB‬نى فه‪BB‬و إذ ي‪BB‬ؤتي ب‪BB‬ه لزي‪BB‬ادة تقري‪BB‬ر‬

‫المعنى وإ يضاحه‪ ،‬كما في قوله‪ُ " :‬أْو َٰٓلِئَك ٱَّلِذ يَن َص َد ُقوْاۖ َو ُأْو َٰٓلِئَك ُهُم ٱْلُم َّتُقوَن "‪ 18‬كما أّن ه يزي‪BB‬د‬

‫الكالم بس ‪BB‬طة كم ‪BB‬ا في قول ‪BB‬ه‪َ ":‬و َيْس َٔـ ُلوَنَك َع ِن ٱل‪ُّB B‬ر وِح ۖ ُقِل ٱل‪ُّB B‬ر وُح ِم ْن َأْم ِر َر ِّبى "‪ 19‬وال ‪BB‬ذكر‬

‫أيض‪ًB‬ا أك‪BB‬د في المع‪BB‬نى ول‪BB‬و فتش‪BB‬ت في أس‪BB‬باب ال‪BB‬ذكر لوج‪BB‬دتها منص‪BB‬بة ومرك‪BB‬زة على وص‪BB‬ول‬

‫المع ‪BB‬نى ل ‪BB‬دى الس ‪BB‬امع إذ ه ‪BB‬و محوره ‪BB‬ا وعموده ‪BB‬ا الفق ‪BB‬ري ومن ذل ‪BB‬ك‪ ،‬أن ال ‪BB‬ذكر ي ‪BB‬أتي ل ‪BB‬داع‬

‫خطير‪ ،‬إنه ضعف التعويل على القرنية‪ ،‬فالمبدع حينما يدرك أنه يحذف‪B‬ه وإ س‪B‬قاطه كالم‪ًB‬ا م‪BB‬ا‬

‫فإنه الشك أدخل إبداعه ههنا دائرة الغموض‪ ،‬واإللباس والتعمية وبالتالي فال غنم وال فائ‪BB‬دة‬

‫ترجى منه‪ ،‬فيقصد إلى الذكر ويذكر ما يخش‪B‬ى من ع‪BB‬دم فهم‪BB‬ه مع‪BB‬نى ومب‪BB‬نى أض‪BB‬ف إلى ك‪BB‬ل‬
‫‪11‬‬
‫ما سبق وقيل‪ ،‬الس‪B‬ياق‪ ،‬س‪B‬ياق المق‪B‬ام والح‪B‬ال‪ ،‬فالس‪B‬ياق وح‪B‬ده‪ ،‬وح‪B‬ده فق‪B‬ط ب‪B‬رغم المب‪B‬دع على‬

‫من بالغة القرآن الدكتور أحمد بدوي ص‪.118‬‬ ‫‪17‬‬

‫سورة البقرة (اآلية‪)177 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫سورة االسراء (اآلية‪)85 :‬‬ ‫‪19‬‬


‫الذكر والحذف‪ ،‬فهناك سياق للمدح والثن‪B‬اء والفخ‪B‬ر والرث‪B‬اء واإلش‪B‬ارة بالمن‪B‬اقب والم‪B‬آثر‪ ،‬ل‪B‬ذا‬

‫يكش ال ‪BB‬ذكر ويش ‪BB‬تد‪ ،‬ح ‪BB‬تى تب ‪BB‬دوا المع ‪BB‬اني واض ‪BB‬حة جلي ‪BB‬ة في النف ‪BB‬وس ه ‪BB‬ذا عن ال ‪BB‬ذكر‪ ،‬أم ‪BB‬ا‬

‫دواعي الح‪BB‬ذف‪ ،‬فت‪BB‬أتي أيض ‪ًB‬ا بغي‪BB‬ة االختص‪BB‬ار وبع‪BB‬دًا عن المك‪BB‬ر والس‪BB‬أم والثق‪BB‬ل (الس‪BB‬معي)‪،‬‬

‫وكراهية اإلطالة والكالم الممجوج الذي ال غناء فيه‪.20‬‬

‫يأتي الذكر ليدفع ببناء الجملة خطوات متالحقة مش‪BB‬ارعة في بالغته‪BB‬ا وتحقي‪BB‬ق مقاص‪BB‬دها‪،‬‬

‫ومن ثم مقاص ‪BB‬د المتكلم المب ‪BB‬دع لتوثي ‪BB‬ق ع ‪BB‬رى العالق ‪BB‬ة بين ‪BB‬ه وبين المتلقى‪ ،‬فم ‪BB‬ا من ش ‪BB‬ك أن‬

‫الح‪BB‬ذف ‪ -‬بال‪BB‬ذات ‪ -‬ه‪BB‬و العالق‪BB‬ة ال‪BB‬تي ترب‪BB‬ط بين ه‪BB‬ذا وذاك ولئن لج‪BB‬أ المب‪BB‬دع إلى للح‪BB‬ذف‪،‬‬

‫وجعله سبيًال لعمله‪ ،‬فهو في جنوحه ه‪B‬ذا ق‪B‬د استش‪B‬عر المتلقى وفك‪B‬ر ب‪B‬ه ال من‪B‬ه ووض‪B‬ع نفس‪B‬ه‬

‫موضعه حيث دار في خلده‪.‬‬

‫الجدير بالّذ كر أن ظاهرة الذكر والحذف درست بادئ األمر نحويًا والغرو في ذلك فعلم‬

‫المع‪BB‬اني م‪BB‬ا ه‪BB‬و إال ص‪BB‬ورة ممت‪BB‬دة لعلم النح‪BB‬و‪ ،‬ثم أض‪BB‬يف إلي‪BB‬ه م‪BB‬ا أض‪BB‬يف من حس وت‪BB‬ذوق‬

‫بالغيين‪ ،‬بل لقد نادت أصوات وتعالت صيحات بفص‪BB‬ل علم المع‪BB‬اني عن البالغ‪BB‬ة وإ رجاع‪BB‬ه‬

‫إلى األص ‪BB‬ل‪ ،‬إلى األمم‪ ،‬إلى النح ‪BB‬و الع ‪BB‬ربي‪ ،‬وهي دع ‪BB‬وة قديم ‪BB‬ة حديث ‪BB‬ة في آٍن ‪ ،‬قديم ‪BB‬ة حيث‬

‫دع‪BB‬ا إليه‪BB‬ا عب‪BB‬د الق‪BB‬اهر الجرج‪B‬اني ب‪BB‬ل إن‪BB‬ه راح يطبقه‪BB‬ا بالفع‪BB‬ل وذاك من خالل تناول‪BB‬ه لنظري‪BB‬ة‬

‫النظم ال‪BB‬تي م‪BB‬ا ك‪BB‬انت لت‪BB‬أتي ل‪BB‬ه وتتـأتى إال عن طري‪BB‬ق النح‪BB‬و‪ ،‬بحيث ه‪BB‬ذه النظري‪BB‬ة إذن‪ ،‬من‬

‫خالل ال‪BB‬تركيب النح‪BB‬وي ثم إنه‪BB‬ا حديث‪BB‬ة من حيث إن "النح‪BB‬و الع‪BB‬ربي أح‪BB‬وج م‪BB‬ا يك‪BB‬ون إلى أن‬

‫‪20‬علم األسلوب‪ ،‬مبادئه وإ جراءاته‪ ،‬صالح فضل‪ ،‬ص‪.192‬‬


‫ي‪BB‬دعى لنفس ه‪BB‬ذا القس‪BB‬م من أقس‪BB‬ام البالغ‪BB‬ة ال‪BB‬ذي يس‪BB‬مى علم المع‪BB‬اني‪ ،‬ح‪BB‬تى إن‪BB‬ه ليحس‪BB‬ن في‬

‫رأيي أن يكون علم المعاني قمة الدراسة النحوية أو فلس‪BB‬فتها إن ص‪BB‬ح ه‪BB‬ذا التعب‪BB‬ير وتأسيس‪ًB‬ا‬
‫‪21‬‬

‫على م‪BB‬ا س‪BB‬بق يمكن الق‪BB‬ول بك‪BB‬ل تأكي‪BB‬د أن دراس‪BB‬ة الظ‪BB‬اهرة «ال‪BB‬ذكر والح‪BB‬ذف تب‪BB‬دو أك‪BB‬ثر ص‪BB‬لة‬

‫بالنحو منها بالنقد األدبي الذي أريد خطأ أن تكونه«‪.22‬‬

‫‪12‬‬

‫الباب الثاني‪:‬‬
‫‪21‬اللغة العربية معناها ومبناها – تمام حسان – ص‪.18‬‬
‫‪22‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫الفصل األول‪ :‬الحذف في القرآن الكريم –الربع األول‪-‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫ق ‪BB B‬د يح ‪BB B‬ذف في التعب ‪BB B‬ير الق ‪BB B‬رآني من الكلم ‪BB B‬ة نح ‪BB B‬و (اس ‪BB B‬تطاعوا) و(اس ‪BB B‬طاعوا)‪ ،‬و(تت ‪BB B‬نزّل)‬

‫و(تنزل)‪ ،‬و(توف‪B‬اّهم)‪ ،‬و(لم يكن) و(لم ي‪B‬ك) وم‪B‬ا إلى ذل‪B‬ك‪.‬وك‪B‬ل ذل‪B‬ك لغ‪B‬رض وليس اعتباط‪B‬ا‪،‬‬
‫ّ‬

‫فالتعبير القرآني تعب‪B‬ير ف‪B‬ني مقص‪B‬ود‪ ،‬ك‪B‬ل كلم‪B‬ة‪ ،‬ب‪B‬ل ك‪B‬ل ح‪B‬رف إنم‪B‬ا وض‪B‬ع لقص‪B‬د‪23،‬حيث ال‬

‫خالف بين أه‪BB B B B‬ل العلم أن التعب‪BB B B B‬ير الق‪BB B B B‬رآني فري‪BB B B B‬د في عل‪BB B B B‬وه وس‪BB B B B‬موه وأن‪BB B B B‬ه أعلى كالم‬

‫وأرفع ‪BB‬ه‪،‬وأن ‪BB‬ه به ‪BB‬ر الع ‪BB‬رب فلم يس ‪BB‬تطيعوا مدانات ‪BB‬ه واإلتي ‪BB‬ان بمثل ‪BB‬ه م ‪BB‬ع أن ‪BB‬ه تح ‪BB‬داهم أك ‪BB‬ثر من‬
‫‪24‬‬
‫مرة‪.‬‬

‫إن الق ‪BB‬رآن يح ‪BB‬ذف من الكلم ‪BB‬ة لغ ‪BB‬رض‪ ،‬وال يفع ‪BB‬ل ذل ‪BB‬ك إال لغ ‪BB‬رض‪ ،‬ومن ذل ‪BB‬ك على س ‪BB‬بيل‬

‫المثال‪:‬‬

‫أنه يحذف من الفعل للداللة على أن الحدث أق‪B‬ل مم‪B‬ا لم يح‪B‬ذف من‪B‬ه‪،‬وأن زمن‪B‬ه أقص‪B‬ر‪،‬ونح‪B‬و‬

‫ذلك‪،‬فهو يقتطع من الفعل للداللة على االقتط‪B‬اع من الح‪B‬دث‪،‬أو يح‪B‬ذف من‪B‬ه في مق‪B‬ام اإليج‪B‬از‬

‫واالختصار‪،‬بخالف مقام اإلطالة والتفصيل‪25،‬وكذا االسم والحرف‪ ،‬وعلى اثر ه‪BB‬ذا س‪B‬نتناول‬

‫في هذا الفصل مواضيع حذف األسماء و األفعال و الحروف في القرآن الكريم‪.26‬‬

‫‪ 23‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح الَّس امرائي‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 24‬التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح الَّس امرائي‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 25‬ينظر‪ ،‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح الَّس امرائي‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 26‬عبد المجيد شاري و عبد العزيز غزالي‪.‬الحذف و دالالته في تسيير التفسير للشيخ ألفّيش‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماستر في اللغة و األدب العربي‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الحذف في األسماء‬

‫قوله تعالى‪ُ ":‬ز ِّيَن ِلَّلِذ يَن َك َفُر وْا ٱْلَحَي ٰو ُة ٱل‪ُّB‬د ْن َيا َو َيْس َخ ُر وَن ِم َن ٱَّلِذ يَن َء اَم ُن وْاۘ َو ٱَّلِذ يَن ٱَّتَق ْو ْا‬ ‫‪-‬‬

‫َفْو َقُهْم َيْو َم ٱْلِق َٰي َم ِة ۗ َو ٱلَّلُه َيْر ُز ُق َم ن َيَش ٓاُء ِبَغْي ِر ِح َس اٍب "‪ ،27‬والتزيين جعل الشيء زين‪BB‬ا أو‬

‫‪14‬للجع ‪BB B‬ل وي ‪BB B‬أتي للنس ‪BB B‬بة ك ‪BB B‬التعليم وكالتفس ‪BB B‬يق‬
‫االحتج ‪BB B‬اج لكون ‪BB B‬ه زين ‪BB B‬ا‪،‬ألن التفعي ‪BB B‬ل ي ‪BB B‬أتي‬

‫والتزكية‪ ،‬والزين شدة الحسن‪ ،‬ومعنى تزيين الحي‪BB‬اة لهم‪ ،‬إم‪BB‬ا أن م‪BB‬ا خل‪BB‬ق زين‪BB‬ا في ال‪BB‬دنيا‬

‫ق‪BB‬د تمكن من نفوس‪BB‬هم واش‪BB‬تد ت‪BB‬وغلهم في استحس‪BB‬انه‪،‬وُح ٍذ َف فاع‪BB‬ل ال‪BB‬تزيين‪،‬ألن الم‪BB‬زين‬

‫لهم أم ‪BB‬ور كث ‪BB‬يرة‪ :‬منه ‪BB‬ا خل ‪BB‬ق بعض األش ‪BB‬ياء حس ‪BB‬نة بديع ‪BB‬ة كمحاس ‪BB‬ن ال ‪BB‬ذوات والمن ‪BB‬اظر‪،‬‬

‫ومنه‪BB B‬ا إلق‪BB B‬اء حس‪BB B‬ن بعض األش‪BB B‬ياء في نفوس‪BB B‬هم وهي غ‪BB B‬ير حس‪BB B‬نة كقت‪BB B‬ل النفس‪ ،‬ومنه‪BB B‬ا‬

‫إعراض ‪BB‬هم عمن ي ‪BB‬دعوهم إلى اإلقب ‪BB‬ال على األم ‪BB‬ور النافع ‪BB‬ة ح ‪BB‬تى انحص ‪BB‬رت ٍه َمُمُهم في‬

‫التوغ‪BB‬ل من المحاس‪BB‬ن الظ‪BB‬اهرة ال‪BB‬تي تحته‪BB‬ا الع‪BB‬ار ل‪BB‬و ك‪BB‬ان بادي‪BB‬ا‪ ،‬ومنه‪BB‬ا ارتياض‪BB‬هم على‬

‫االنكباب على ال‪B‬ذات دون الفك‪B‬ر في المص‪B‬الح‪ ،‬إلى غ‪B‬ير ذل‪B‬ك من أم‪B‬ور يص‪B‬لح ك‪B‬ل منه‪B‬ا‬

‫سورة البقرة‪(،‬اآلية‪)212 :‬‬ ‫‪27‬‬


‫أن ُيَع َّد ف‪BB B‬اعال لل‪BB B‬تزيين حقيق‪BB B‬ة أو عرف‪BB B‬ا‪ ،‬فألج‪BB B‬ل ذل‪BB B‬ك ط‪BB B‬ول ذك‪BB B‬ر ه‪BB B‬ذا الفاع‪BB B‬ل تجنب‪BB B‬ا‬
‫‪28‬‬
‫لإلطالة‪.‬‬

‫قال تعالى‪َ ":‬م َٰتٌع َقِليٌل ُثَّم َم ْأَو ٰى ُهْم َج َهَّنُم ۚ َو ِبْئ َس ٱْلِم َهاُد "‪ ،29‬ف "متاع" خبر لمبتدأ محذوف‬ ‫‪-‬‬

‫والتقدير‪:‬ذل‪B‬ك مت‪B‬اع قلي‪B‬ل وق‪B‬د أف‪B‬اد الح‪B‬ذف تحق‪B‬ير ه‪B‬ذا المت‪B‬اع وص‪B‬رف النف‪B‬وس عن تم‪B‬ني‬

‫مثل ما أوتي بعض الكافرين من جاه ومال‪،‬كم‪BB‬ا ق‪BB‬ال أص‪BB‬حاب ق‪BB‬ارون‪َٰ ":‬ي َلْيَت َلَن ا ِم ْثَل َم ٓا‬

‫‪30‬‬
‫ُأوِتَى َٰقُر وُن ِإَّن ۥُه َلُذ و َح ٍّظ َع ِظ يٍۢم "‪.‬‬

‫قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى‪َ ":‬و ٱَّتُق وْا َيْو ًم ا اَّل َتْج ِز ى َنْفٌس َع ن َّنْفٍۢس َش ْي ًٔـ ا َو اَل ُيْقَب ُل ِم ْن َه ا َع ْد ٌل َو اَل َتنَفُعَه ا‬ ‫‪-‬‬

‫َش َٰف َع ٌة َو اَل ُهْم ُينَص ُر وَن "‪ ،31‬عط‪BB B‬ف التح‪BB B‬ذير على الت‪BB B‬ذكير فإن‪BB B‬ه لم‪BB B‬ا ذك‪BB B‬رهم بالنعم‪BB B‬ة‬

‫وخاصة تفصيلهم على العالمين في زمانهم وكان ذلك منش‪BB‬أ غ‪BB‬رورهم بأّن ه تفص‪BB‬يل ذاتي‬

‫فتوهم‪BB‬وا أن التقص‪BB‬ير في العم‪BB‬ل الص‪BB‬الح ال يض‪BB‬رهم فعقب بالتح‪BB‬ذير من ذل‪BB‬ك‪ ،‬والم‪BB‬راد‬

‫ب‪BB B‬التقوى هن‪BB B‬ا معناه‪BB B‬ا المتع‪BB B‬ارف في اللغ‪BB B‬ة ال المع‪BB B‬نى الش‪BB B‬رعي‪ ،‬وانتص‪BB B‬اب يوم‪BB B‬ا على‬

‫المفعولية به وليس على الظرفية ولذلك لم يقرأ بغير التن‪BB‬وين‪ ،‬والم‪BB‬راد باتقائ‪BB‬ه اتق‪BB‬اؤه من‬

‫حيث م‪BB‬ا يح‪BB‬دث في‪BB‬ه من األه‪BB‬وال والع‪BB‬ذاب فه‪BB‬و أطل‪BB‬ق اس‪BB‬م الزم‪BB‬ان على م‪BB‬ا يق‪BB‬ع في‪BB‬ه كم‪BB‬ا‬

‫تقول مكان مخوف‪ ،‬وتجزى مضارع جزى‪15‬بمعنى قضى حقا عن غيره وهو متع‪BB‬د بعن‬

‫إلى أح‪BB‬د مفعولي‪BB‬ه فيك‪BB‬ون ش‪BB‬يئا مفعول‪BB‬ه األول‪ ،‬ويج‪BB‬وز أيض‪BB‬ا أن يك‪BB‬ون مفع‪BB‬وال مطلق‪BB‬ا إذا‬

‫أري ‪BB‬د ش ‪BB‬يئا من الج ‪BB‬زاء ويك ‪BB‬ون المفع ‪BB‬ول مح ‪BB‬ذوفا‪ ،‬وجمل ‪BB‬ة "ال تج ‪BB‬زى نفس" ص ‪BB‬فة ليوم ‪BB‬ا‬
‫‪15‬‬
‫التحرير والتنوير‪،‬الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ج‪، 2‬ص ‪.294‬‬ ‫‪28‬‬

‫سورة آل عمران‪( ،‬اآلية‪)197 :‬‬ ‫‪29‬‬

‫الحذف البالغي في القرآن الكريم‪،‬مصطفى عبد السالم أبو شادي‪،‬ص‪.45‬‬ ‫‪30‬‬

‫سورة البقرة (اآلية‪)123 :‬‬ ‫‪31‬‬


‫وك‪BB‬ان ح‪BB‬ق الجمل‪BB‬ة إذا ك‪BB‬انت خ‪BB‬برا أو ص‪BB‬فة أو ح‪BB‬ال أو ص‪BB‬لة أن تش‪BB‬تمل على ض‪BB‬مير م‪BB‬ا‬

‫أج ‪BB‬ريت علي ‪BB‬ه‪ ،‬ويك ‪BB‬ثر حذف ‪BB‬ه إذا ك ‪BB‬ان منص ‪BB‬وبا أو ض ‪BB‬ميرا مج ‪BB‬رورا فيح ‪BB‬ذف م ‪BB‬ع ج ‪BB‬اره‬

‫والس‪BB‬يما إذا ك‪BB‬ان الج‪BB‬ار معلوم‪BB‬ا لك‪BB‬ون متعلق‪BB‬ة ال‪BB‬ذي في الجمل‪BB‬ة ال يتع‪BB‬دى إال جب‪BB‬ار معين‬

‫كم ‪BB‬ا هن ‪BB‬ا تق ‪BB‬ديره في ‪BB‬ه إنم ‪BB‬ا ج ‪BB‬از حذف ‪BB‬ه ألن المح ‪BB‬ذوف في ‪BB‬ه متعين من الكالم وق ‪BB‬د يح ‪BB‬ذف‬
‫‪32‬‬
‫لقرينة كما في حذف ضمير الموصول إذا جر بما جر به الموصول‪.‬‬

‫قول ‪BB B‬ه تع ‪BB B‬الى‪َ ":‬و ِإ ْن َأَر دُّتْم َأن َتْس َتْر ِض ُعٓو ْا َأْو َٰل َد ُك ْم َفاَل ُجَن اَح َع َلْي ُك ْم ِإَذ ا َس َّلْم ُتم َّم ٓا َء اَتْي ُتم‬ ‫‪-‬‬

‫ِبٱْلَم ْع ُر وِف ۗ َو ٱَّتُقوْا ٱلَّلَه َو ٱْع َلُم ٓو ْا َأَّن ٱلَّلَه ِبَم ا َتْع َم ُل وَن َبِص يٌر "‪ ،33‬ق‪BB‬ال الش‪BB‬يخ أطفيش‪ ":‬إن‬

‫أردتم أن تسترض‪BB B‬عوا أوالدكم من غ‪BB B‬ير أمه‪BB B‬اتهم‪ ،‬فح‪BB B‬ذف المفع‪BB B‬ول الث‪BB B‬اني‪ ،‬أي تجعل‪BB B‬وا‬

‫أوالدكم راضعين مراضع غير أمهاتهم‪ ،‬أي ماصين لهن‪،‬‬

‫ق‪BB‬ال تع‪BB‬الى‪ ":‬ٱْلَح ُّق ِم ن َّر ِّب َك َفاَل َتُك ن ِّم َن ٱْلُمْم َت ِر يَن " ‪ ،‬ف‪BB‬الحق خ‪BB‬بر لمبت‪BB‬دأ مح‪BB‬ذوف أي‬
‫‪34‬‬
‫‪-‬‬

‫هو الحق من ربك وحذف المبتدأ ألن الخبر "الحق" وصف في المعنى لمضمون الجمل‪BB‬ة‬

‫ِم‬ ‫َّل ِه‬ ‫ِع‬ ‫ِع‬


‫قبل ‪BB B‬ه « ِإَّن َم َثَل يَس ى ْن َد ال َك َم َثِل آَد َم َخ َلَق ُه ْن ُت َر اٍب ُثَّم َق اَل َل ُه ُك ْن َفَيُك وُن‬
‫‪36‬‬
‫» لذا كان حذف المبتدأ أولى ذكره‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫ق‪BB‬ال تع‪BB‬الى‪ِ ":‬إَّن ٱلَّل َه اَل َيْظِلُم ِم ْثَق اَل َذ َّر ٍۢة ۖ َو ِإ ن َت ُك َح َس َنًة ُيَٰض ِع ْفَها َو ُي ْؤ ِت ِم ن َّلُدْن ُه َأْج ًر ا‬ ‫‪-‬‬
‫‪37‬‬
‫َع ِظ يًم ا"‬

‫تفسير التحرير والتنوير‪ ،‬محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.485-484‬‬ ‫‪32‬‬

‫سورة البقرة( اآلية‪)233 :‬‬ ‫‪33‬‬

‫سورة (آل عمران اآلية‪)60 :‬‬ ‫‪34‬‬

‫سورة (آل عمران اآلية‪)58 :‬‬ ‫‪35‬‬

‫الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬مصطفى عبد السالم أبو شادي‪ ،‬ص ‪44.‬‬ ‫‪36‬‬

‫سورة النساء (اآلية‪)40 :‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪16‬‬
‫فاس ‪BB‬م ك ‪BB‬ان مح ‪BB‬ذوف‪ ،‬والتق ‪BB‬دير وإ ن ي ‪BB‬ك مثق ‪BB‬ال ذرة حس ‪BB‬نة يض ‪BB‬اعفها فح ‪BB‬ذف اختص ‪BB‬ارا‬ ‫‪-‬‬
‫‪38‬‬
‫لتقديم ذكره‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪َ ":‬فَٔـاِم ُنوْا ِبٱلَّلِه َو ُر ُس ِلِهۦۖ َو اَل َتُقوُلوْا َثَٰل َثٌةۚ ٱنَتُه وْا َخْي ًر ا َّلُك ْم ۚ ِإَّنَم ا ٱلَّل ُه ِإَٰل ٌه َٰو ِح ٌد ۖ ‬ ‫‪-‬‬

‫َنُه َأن َيُك وَن َل ۥُه َو َل ٌد ۘ َّل ۥُه َم ا ِف ى ٱلَّس َٰم َٰو ِت َو َم ا ِف ى ٱَأْلْر ِض ۗ َو َك َفٰى ِبٱلَّل ِه َو ِك ياًل "‪،39‬‬
‫ُس ْب َٰح ٓۥ‬

‫فـ«ثالث‪BB‬ة» خ‪BB‬بر لمبت‪BB‬دأ مح‪BB‬ذوف والتق‪BB‬دير‪ :‬وال تقول‪BB‬وا آله‪BB‬ة ثالث‪BB‬ة وق‪BB‬د أف‪BB‬اد الح‪BB‬ذف توج‪BB‬ه‬
‫‪40‬‬
‫النهي إلى القول بالتعدد‪.‬‬

‫ق‪BB‬ال تع‪BB‬الى‪ِ" :‬إَّن اَّلِذ يَن آَم ُن وا اَّلِذ يَن َه اُد وا الَّص اِبُئوَن الَّنَص اَر ٰى َم ْن آَم َن ِبالَّلِه اْلَي ْو ِم‬ ‫‪-‬‬
‫َو‬ ‫َو‬ ‫َو‬ ‫َو‬

‫اآْل ِخ ِر َو َع ِم َل َص اِلًح ا َفاَل َخ ْو ٌف َع َلْي ِه ْم َو اَل ُهْم َيْح َز ُن وَن "‪ ،41‬اآلي ‪BB‬ة رف ‪BB‬ع «والص ‪BB‬ابون»‬

‫على االبتداء وخبره مح‪B‬ذوف والني‪BB‬ة ب‪BB‬ه الت‪BB‬أخير عّم ا في ح‪B‬يز «إّن » من اس‪B‬مها وخبره‪BB‬ا‬

‫كأن‪BB‬ه قب‪BB‬ل‪ :‬إّن ال‪BB‬ذين آمن‪BB‬وا وال‪BB‬ذين ه‪BB‬ادوا والنص‪BB‬ارى حكمهم ك‪BB‬ذا والص‪BB‬ابون ك‪BB‬ذلك‪ .‬وق‪BB‬د‬

‫وس‪BB‬ط بين اس‪BB‬م «إن» وخبره‪BB‬ا دالل‪BB‬ة على أن الص‪BB‬ابين م‪BB‬ع ظه‪BB‬ور ض‪BB‬اللهم وزيغهم عن‬

‫األديان كلها وقد قبلت توبتهم إن صّح منهم اإليمان والعمل الصالح فغيرهم أولى بقب‪BB‬ول‬
‫‪42‬‬
‫توبتهم إن آمنوا وعملوا الصالحات‪ ،‬وقد حذف الخبر ألداء هذا المعنى وتأكيده‪.‬‬

‫قوله تعالى‪َ ":‬و ِع نَد ۥُه َم َفاِتُح ٱْلَغْي ِب اَل َيْع َلُمَهٓا ِإاَّل ُهَو ۚ َو َيْع َلُم َم ا ِف ى ٱْلَبِّر َو ٱْلَبْح ِر ۚ َو َم ا َتْس ُقُط‬ ‫‪-‬‬

‫ِم ن َقٍة ِإاَّل َيْع َل ا اَل َح َّبٍۢة ِفى ُظُلَٰم ِت ٱَأْلْر ِض اَل ْطٍۢب اَل َي اِبٍس ِإاَّل ِف ى ِكَٰتٍۢب ُّم ِبيٍۢن‬
‫َو‬ ‫َو َر‬ ‫ُمَه َو‬ ‫َو َر‬

‫ينظر‪ :‬الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪38‬‬

‫سورة النساء (اآلية‪)171 :‬‬ ‫‪39‬‬

‫ينظر‪ :‬الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.45‬‬ ‫‪40‬‬

‫سورة (المائدة اآلية‪)69 :‬‬ ‫‪41‬‬

‫ينظر‪ :‬الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪42‬‬


‫فـ «إّال» ج‪BB‬اءت بمع‪BB‬نى لكن‪ ،‬وقول‪BB‬ه‪ :‬في كت‪BB‬اب خ‪BB‬بر لمبت‪BB‬دأ مح‪BB‬ذوف والتق‪BB‬دير‪ :‬لكن‬ ‫‪43‬‬
‫"‬
‫‪44‬‬
‫هو في كتاب أي ثابت في كتاب وقد حذف اختصارا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحذف في األفعال‬

‫قوله تع‪B‬الى‪ِ ":‬ص ْبَغ َة ٱلَّلِه ۖ َو َم ْن َأْح َس ُن ِم َن ٱلَّلِه ِص ْبَغ ًةۖ َو َنْح ُن َل ۥُه َٰع ِب ُد وَن "‪ ،45‬ق‪B‬ال الش‪B‬يخ‬ ‫‪-‬‬

‫أطفيش‪( ":‬ص ‪BB‬بغة) مص ‪BB‬در مؤك ‪BB‬د آلمن ‪BB‬ا ونص ‪BB‬به بفع ‪BB‬ل مق ‪BB‬در‪ ،‬أي ص ‪BB‬بغنا اهلل"‪« 46‬ص ‪BB‬بغة‬

‫اهلل»‪ :‬مص ‪BB‬در مؤك ‪BB‬د منتص ‪BB‬ب على قول ‪BB‬ه «آمن ‪BB‬ا باهلل» كم ‪BB‬ا انتص ‪BB‬ب‪« ،‬وع ‪BB‬د اهلل»‪ :‬عم ‪BB‬ا‬
‫‪17‬‬
‫تقدم‪BB‬ه‪ ،‬وهي (فعل‪BB‬ة) من ص‪BB‬بغ‪ ،‬كالجلس‪BB‬ة من جلس‪ ،‬وهي الحال‪BB‬ة ال‪BB‬تي يق‪BB‬ع عليه‪BB‬ا الص‪BB‬بغ‬

‫والمع ‪BB‬نى‪ :‬تظه ‪BB‬ير اهلل‪ ،‬ألن اإليم ‪BB‬ان يطه ‪BB‬ر النف ‪BB‬وس‪ ،‬واألص ‪BB‬ل في ‪BB‬ه أّن النص ‪BB‬ارى ك ‪BB‬انوا‬

‫يغمسون أوالدهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية‪ ،‬ويقولون‪ :‬هو تطهير لهم‪ ،‬وإ ذا فعل‬

‫الواح‪BB‬د منهم بول‪BB‬ده ذل‪BB‬ك ق‪BB‬ال‪ :‬اآلن ص‪BB‬ار نص‪BB‬رانيا حق‪BB‬ا ف‪BB‬أمر المس‪BB‬لمون ب‪BB‬أن يقول‪BB‬وا لهم‪:‬‬

‫قول ‪BB‬وا آمن ‪BB‬ا باهلل وص ‪BB‬بغنا اهلل باإليم ‪BB‬ان ص ‪BB‬بغة ال مث ‪BB‬ل ص ‪BB‬بغتنا‪ ،...‬تري ‪BB‬د رجال يص ‪BB‬طنع‬

‫الك‪BB‬رم‪« ،‬ومن أحس‪BB‬ن من اهلل ص‪BB‬بغة»‪ :‬يع‪BB‬ني أن‪BB‬ه يص‪BB‬بغ عب‪BB‬اده باإليم‪BB‬ان‪ ،‬وقول‪BB‬ه‪ «:‬ونحن‬

‫سورة األنعام (اآلية‪)59 :‬‬ ‫‪43‬‬

‫ينظر‪ :‬الحذف البالغي في القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪44‬‬

‫سورة البقرة (اآلية‪)138 :‬‬ ‫‪45‬‬

‫ينظر‪ :‬الحذف ودالالته في تيسير التفسير للشيخ أطفيش‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪46‬‬
‫له عابدون»‪ :‬عط‪B‬ف على آمن‪B‬ا باهلل‪ ،‬وه‪B‬ذا العط‪B‬ف ي‪B‬رد ق‪B‬ول من زعم أن «ص‪B‬بغة اهلل»‪:‬‬

‫بدل من‪ :‬ملة إبراهيم أو نصب على اإلغراء بمع‪BB‬نى‪ :‬عليكم ص‪BB‬بغة اهلل‪ ،‬لم‪BB‬ا في‪BB‬ه من ف‪BB‬ك‬

‫النظم وإ خ‪B‬راج الكالم عن التئام‪BB‬ة واتس‪B‬اقه‪ ،‬وانتص‪BB‬ابها على أنه‪BB‬ا مص‪BB‬در مؤك‪BB‬د ه‪BB‬و ال‪BB‬ذي‬
‫‪47‬‬
‫ذكره سيبويه‪ ،‬والقول ما قالت حذام‪.‬‬

‫َٰل ِك‬ ‫ِق‬ ‫ُّل‬ ‫َّل‬


‫قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى‪ْ ":‬ي َس ٱْلِب َّر َأن ُتَو وْا ُو ُج وَه ُك ْم َب َل ٱْلَم ْش ِر ِق َو ٱْلَم ْغ ِر ِب َو َّن ٱْلِب َّر َم ْن َء اَم َن‬ ‫‪-‬‬

‫َٰٓل‬
‫ِبٱلَّل ِه َو ٱْلَي ْو ِم ٱْل َء اِخ ِر َو ٱْلَم ِئَك ِة َو ٱْلِكَٰتِب َو ٱلَّنِبِّيۦَن َو َء اَتى ٱْلَم اَل َع َلٰى ُح ِّبِهۦ َذ ِو ى ٱْلُق ْر َبٰى‬

‫َو ٱْلَيَٰتَم ٰى َو ٱْلَم َٰس ِك يَن َو ٱْب َن ٱلَّس ِبيِل َو ٱلَّسٓاِئِليَن َو ِف ى ٱلِّر َق اِب َو َأَق اَم ٱلَّص َلٰو َة َو َء اَتى ٱلَّز َك ٰو َة" ‪،‬‬
‫‪48‬‬

‫الخط‪BB‬اب في تول‪BB‬وا وج‪BB‬وهكم لليه‪BB‬ود والنص‪BB‬ارى‪ ،‬رد على اليه‪BB‬ود إذ ق‪BB‬الوا ال‪BB‬بر اس‪BB‬تقبال‬

‫المقدس‪ ،‬وعلى النصارى إذ قالوا ال‪B‬بُّر اس‪BB‬تقبال مطل‪BB‬ع الش‪BB‬مس‪،‬وأل في الٍّب ر للجنس‪ ،‬وال‬

‫حص‪BB‬ر في اآلي‪BB‬ة "على حب‪BB‬ه"م‪BB‬ع حب ص‪BB‬احب الم‪BB‬ال‪ ،‬فاله‪BB‬اء لمن‪ ،‬والمفع‪BB‬ول مح‪BB‬ذوف أي‬

‫م ‪BB‬ع حب ‪BB‬ه الم ‪BB‬ال‪،‬أو م ‪BB‬ع حب الم ‪BB‬ال‪ ،‬فاله ‪BB‬اء للم ‪BB‬ال والفاع ‪BB‬ل مح ‪BB‬ذوف‪ ،‬ومحب ‪BB‬ه مؤتي ‪BB‬ه أو‬

‫الن ‪BB‬اس‪ ،‬وحب ‪BB‬ه لجودت ‪BB‬ه أو قلت ‪BB‬ه‪ ،‬أو على حب ‪BB‬ه على حب اهلل‪ ،‬فاله ‪BB‬اء للم ‪BB‬ال‪ ،‬أو لص ‪BB‬احبه‬
‫‪49‬‬
‫المؤتى‪ ،‬أو اهلل سبحانه‪ ،‬أو لإليتاء المفهوم من أتى‪ ،‬والتقييد بقوله على حبه للتكميل‪.‬‬

‫ِم‬ ‫ِن‬ ‫ِف‬ ‫ِع‬ ‫ِت‬


‫قوله تعالى‪ِ ":‬إْذ َقاَل ٱْمَر َأُت ْم َٰر َن َر ِّب ِإِّنى َنَذ ْر ُت َلَك َم ا ى َبْط ى ُم َح َّر ًر ا َفَتَقَّب ْل ِّنٓى‬
‫‪18‬‬ ‫‪-‬‬

‫ۖ ِإَّن َك َأنَت ٱلَّس ِم يُع ٱْلَع ِليُم "‪ ،50‬تق‪BB‬دم الق‪BB‬ول في موق‪BB‬ع إذ في أمث‪BB‬ال ه‪BB‬ذا المق‪BB‬ام عن‪BB‬د تفس‪BB‬ير‬
‫‪ 47‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل‪ ،‬للعالمة جار هللا أبي القاسم‬
‫محمود بن عمر الزمخشري‪ ،‬تح‪ :‬الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض‪ ،‬ص ‪-335‬‬
‫‪.336‬‬
‫‪ 48‬سورة البقرة‪(،‬اآلية‪)177 :‬‬
‫‪ 49‬تيسير التفسير‪،‬لألطفيش‪،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 50‬سورة آل عمران (اآلية‪)35 :‬‬
‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى‪َ ":‬و ِإْذ َق اَل َر ُّب َك ِلْلَم الِئَك ِة ِإِّني َج اِع ٌل ِف ي اَألْر ِض َخ ِليَف ًة "‪ 51‬وموقعه ‪BB‬ا هن ‪BB‬ا‬

‫أظهر في أنها غير متعلقة بعامل‪،‬فهي لمجرد االهتمام بالخبر ولذا قال أب‪B‬و عبي‪B‬دة‪:‬إذ هن‪B‬ا‬

‫زائدة‪،‬ويجوز أن تتعلق بالذكر كالح‪B‬ذف‪ ،‬وال يج‪B‬وز تعلقه‪B‬ا ب اص‪B‬طفى‪ :‬ألن ه‪B‬ذا خ‪B‬اص‬
‫‪52‬‬
‫بفضل آل عمران‪،‬وال عالقة له بفضل آدم ونوح وأل إبراهيم‪.‬‬

‫ِإ‬ ‫َّل ِه‬ ‫ِن‬ ‫ِب ِل َّلِه ِم‬ ‫ِص‬


‫قال تعالى‪َ ":‬و ٱْع َت ُم وْا َحْب ٱل َج يًع ا َو اَل َتَفَّر ُقوْاۚ َو ٱْذ ُك ُر وْا ْع َم َت ٱل َع َلْي ُك ْم ْذ ُك نُتْم‬ ‫‪-‬‬

‫َأْع َد ٓاًء َف َأَّلَف َبْي َن ُقُل وِبُك ْم َفَأْص َبْح ُتم ِبِنْع َم ِتِهٓۦ ِإْخ َٰو ًن ا َو ُك نُتْم َع َلٰى َش َفا ُح ْف َر ٍۢة ِّم َن ٱلَّن اِر َفَأنَق َذ ُك م‬
‫‪53‬‬
‫ِّم ْن َهاۗ َك َٰذ ِلَك ُيَبِّيُن ٱلَّلُه َلُك ْم َء اَٰي ِتِهۦ َلَع َّلُك ْم َتْهَتُد وَن "‬

‫وقول ‪BB‬ه‪َ ":‬ش َر َع َلُك م ِّم َن ٱل‪ِّB B‬د يِن َم ا َو َّص ٰى ِبِهۦ ُنوًح ا َو ٱَّل ِذ ٓى َأْو َحْيَن ٓا ِإَلْي َك َو َم ا َو َّص ْيَنا ِبِهٓۦ‬ ‫‪-‬‬

‫ِإْب َٰر ِه يَم َو ُم وَس ٰى َو ِع يَس ٰٓى ۖ َأْن َأِق يُم وْا ٱل‪ِّB B‬د يَن َو اَل َتَتَفَّر ُق وْا ِفي‪ِB B‬ه ۚ َك ُب َر َع َلى ٱْلُم ْش ِر ِك يَن َم ا‬
‫‪54‬‬
‫َتْد ُع وُهْم ِإَلْي ِه ۚ ٱلَّلُه َيْج َتِبٓى ِإَلْي ِه َم ن َيَش ٓاُء َو َيْهِد ٓى ِإَلْي ِه َم ن ُيِنيُب "‬

‫فق‪BB‬ال في آي‪BB‬ة آل عم‪BB‬ران‪" :‬وال تفرق‪BB‬وا"بح‪BB‬ذف إح‪BB‬دى الت‪BB‬ائين‪ ،‬وق‪BB‬ال في أي‪BB‬ة الش‪BB‬ورى" وال‬

‫تتفرقوا"وذلك ألكثر من سبب منها‪:‬‬

‫‪ .1‬أن آي ‪BB‬ة آل عم ‪BB‬ران خط ‪BB‬اب لألم ‪BB‬ة اإلس ‪BB‬المية‪ ،‬وأم ‪BB‬ا آي ‪BB‬ة الش ‪BB‬ورى ف ‪BB‬الكالم فيه ‪BB‬ا على أمم‬

‫مختلف‪BB‬ة وش‪BB‬رائع متع‪BB‬ددة ذك‪BB‬ر منه‪BB‬ا ش‪BB‬ريعة ن‪BB‬وح ومحم‪BB‬د ص‪BB‬لى اهلل علي‪BB‬ه وس‪BB‬لم وإ ب‪BB‬راهيم‬

‫وموس‪BB‬ى وعيس‪BB‬ى‪ .‬فلم‪BB‬ا ك‪BB‬انت ه‪BB‬ذه في أمم متطاول‪BB‬ة على م‪BB‬دى الت‪BB‬اريخ‪ ،‬ج‪BB‬اء بالص‪BB‬يغة‬

‫سورة البقرة (اآلية‪)30 :‬‬ ‫‪51‬‬

‫تفسير التحرير والتكوير‪،‬محمد الطاهر ابن عاشور‪،‬ج‪،3‬ص ‪.232‬‬ ‫‪52‬‬

‫سورة أل عمران (اآلية‪)103 :‬‬ ‫‪53‬‬

‫سورة الشورى (اآلية‪)13 :‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪19‬‬
‫التي هي أطول‪ .‬ولما كانت اآلية األولى في أمة واحدة‪ ،‬وهي أمة محمد وهي ج‪B‬زء من‬

‫األمم المذكورة في الشورى‪ ،‬جاء بجزء من الفعل ولم يأت به ُك ٍّله‪.‬‬

‫‪ .2‬أّن ه نهى األم‪BB‬ة اإلس‪BB‬المية عن ش‪BB‬يء من الَّتَف ُر ق‪ ،‬مهم‪BB‬ا ك‪BB‬ان قليال أو جزئي‪BB‬ا‪ ،‬وح ‪َّB‬ذ َر من‬

‫ذل‪BB‬ك فق‪BB‬ال "وال تفرق‪BB‬وا" ف‪BB‬اقتطع من الفع‪BB‬ل للدالل‪BB‬ة على النهي عن أي ش‪BB‬يء من التف‪BB‬رق‪،‬‬
‫‪55‬‬
‫مهما َقَّل وَض ُؤ َل ‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫قوله تعالى‪َٰٓ ":‬يَأُّيَها ٱلَّناُس َقْد َج ٓاَء ُك ُم ٱلَّر ُس وُل ِبٱْلَح ِّق ِم ن َّر ِّبُك ْم َفَٔـاِم ُنوْا َخْي ًر ا َّلُك ْم "‬ ‫‪-‬‬

‫فتض‪BB‬منت ه‪BB‬ذه اآلي‪BB‬ة ح‪BB‬ذفا للفع‪BB‬ل وه‪BB‬و غ‪BB‬ير الق‪BB‬ول وح‪BB‬ذف و ح‪BB‬ذف فاعل‪BB‬ه‪ ،‬وموض‪BB‬ع الح‪BB‬ذف‬
‫‪57‬‬
‫قوله‪":‬خيرا لكم"‪ ،‬لكن اختلف النحاة في تقدير النصب في قوله "خيرا لكم"إلى مذاهب‬

‫حيث جاء في كتاب الكشاف أنه‪ ":‬فئامنوا خ‪B‬ير لكم"أي‪:‬اقص‪B‬دوا‪،‬أو ائت‪B‬وا أم‪B‬را خ‪B‬يرا لكم مم‪B‬ا‬

‫أنتم في‪BB‬ه من الكف‪BB‬ر والتثليث‪،‬وه‪BB‬و اإليم‪BB‬ان والتوحي‪BB‬د‪58.‬وق‪BB‬ال س‪BB‬يبويه في كتاب‪BB‬ه الكت‪BB‬اب‪":‬وق‪BB‬ال‬

‫خليل‪:‬كأنك تحمله على ذلك المعنى‪،‬كأنك قلت‪،‬ائته وادخل فيما هو خير لك‪،‬فنصبته ألنك قد‬

‫ع‪BB‬رفت أن‪BB‬ك إذا قلت ل‪BB‬ه‪:‬انت‪BB‬ه‪،‬أن‪BB‬ك تحمل‪BB‬ه على أم‪BB‬ر آخ‪BB‬ر‪،‬فل‪BB‬ذلك انتص‪BB‬ب‪،‬وح‪BB‬ذفوا الفع‪BB‬ل لك‪BB‬ثرة‬

‫استعمالهم إياه في الكالم‪،‬ولعلم المخاطب أنه محمول على أمر حين قال له‪:‬انت‪B‬ه‪،‬فص‪B‬ار ب‪B‬دال‬
‫‪59‬‬
‫من قوله‪،‬ائت خيرا (لك)‪،‬وادخل فيما هو خير لك"‬

‫‪ 55‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.15‬‬


‫‪ 56‬سورة النساء‪( ،‬اآلية ‪.)170‬‬
‫‪ 57‬ظاهرة الحذف في القرآن الكريم دراسة تطبيقية في سورة النساء‪ ،‬طالبة الدكتوراه‪ ،‬رحمة أوسيف‪ ،‬ص‬
‫‪.10‬‬
‫‪ 58‬الكشاف ألبو القاسم محمود بن عمرو الزمخشري جار هللا‪ ،‬تحقيق‪:‬عادل عبد الموجود على معرض‪،‬ج‬
‫‪،2‬ص‪.181‬‬
‫‪ 59‬الكتاب‪،‬سيبويه‪ ،‬تحقيق وشرح عبد السالم محمد هارون‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.284-283‬‬
‫َّل‬
‫وقوله تعالى‪َ ":‬ي ا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُن وا َأِط يُع وا ال َه َو َأِط يُع وا الَّر ُس وَل َو ُأوِلي اَأْلْم ِر ِم ْن ُك ْم َف ِإْن‬ ‫‪-‬‬

‫َتَن اَز ْع ُتْم ِف ي َش ْي ٍء َف ُر ُّد وُه ِإَلى الَّل ِه َو الَّر ُس وِل ِإْن ُك ْن ُتْم ُتْؤ ِم ُن وَن ِبالَّل ِه َو اْلَي ْو ِم اآْل ِخ ِر َذ ِل َك‬

‫َخ ْي ٌر َو َأْح َس ُن َت ْأِو ياًل "‪ ،60‬فقول‪BB‬ه‪":‬إن كنتم"‪:‬ش‪BB‬رط جواب‪BB‬ه مح‪BB‬ذوف عن‪BB‬د جمه‪BB‬ور البص‪BB‬ريين‪،‬‬

‫أي‪:‬ف ‪BB‬ردوه إلى اهلل‪ ،‬وه ‪BB‬و متق ‪BB‬دم عن ‪BB‬د غ ‪BB‬يرهم –أي عن ‪BB‬د الكوف ‪BB‬يين‪ -‬ووق ‪BB‬وع ح ‪BB‬ذف فع ‪BB‬ل‬

‫جواب الشرط كثير في كالمهم‪ ،‬إذا كان في الكالم ما ي‪B‬دل على حذف‪B‬ه‪،‬كق‪B‬ولهم‪:‬أنت ظ‪B‬الم‬

‫إن فعلت ك ‪BB B‬ذا‪ ،‬أي‪:‬إن فعلت ك ‪BB B‬ذا ظلمت‪ ،‬فح ‪BB B‬ذف "ظلمت"‪ ،‬لدالل ‪BB B‬ة قول ‪BB B‬ه "ظ ‪BB B‬الم"علي ‪BB B‬ه‪،‬‬
‫‪61‬‬
‫والشواهد على حذف جواب الشرط في كالمهم للداللة عليه أكثر من أن يحصر‪.‬‬

‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى‪َٰ ":‬ذ ِل َك َك َّٰف َر ُة َأْي َٰم ِنُك ْم ِإَذ ا َح َلْفُتْم ۚ َو ٱْح َفُظ ٓو ْا َأْي َٰم َنُك ْم ۚ َك َٰذ ِلَك ُيَبِّيُن ٱلَّل ُه َلُك ْم َء اَٰي ِتِهۦ‬ ‫‪-‬‬

‫َلَع َّلُك ْم َتْش ُك ُر وَن "‪ ،62‬فالتق‪BB‬دير"إذا حلفتم وحنثتم"‪63‬أي‪:‬ذل‪BB‬ك الم‪BB‬ذكور واس‪BB‬تدل به‪BB‬ا الش‪BB‬افعي‬

‫على جواز التفكير بعد اليمين‪،‬وقيل‪:‬الحنث وفيها تنبي‪BB‬ه على أن الكف‪BB‬ارة ال تك‪BB‬ون إال بع‪BB‬د‬
‫‪20‬‬
‫الحنث‪،‬فهم يق‪BB B‬درون مح‪BB B‬ذوفا‪،‬أي‪:‬إذا حلفتم وحنثتم‪64،‬وُح ِذ َف الفع‪BB B‬ل (حنثتم)هن‪BB B‬ا لترك‪BB B‬يز‬

‫االنتب‪BB‬اه على ض‪BB‬رورة تجنب الحل‪BB‬ف نفس‪BB‬ه من األس‪BB‬اس‪ ،‬ألن ك‪BB‬ثرة الحل‪BB‬ف توق‪BB‬ع اإلنس‪BB‬ان‬

‫في حرج مما يضطره ذلك إلى حنث اليمين‪ ،‬ف‪BB‬الحلف بال م‪BB‬برر وب‪BB‬دون تفك‪BB‬ير ب‪BB‬العواقب‬

‫ه ‪BB B‬و الموص ‪BB B‬ل إلى الحنث ب ‪BB B‬اليمين‪ ،‬ول ‪BB B‬ذلك ج‪BB B‬اء األم ‪BB B‬ر بع ‪BB B‬ده بحف ‪BB B‬ظ اليمين "واحفظ ‪BB B‬وا‬
‫‪65‬‬
‫أيمانكم"‪.‬‬

‫سورة النساء‪( ،‬اآلية‪)59 :‬‬ ‫‪60‬‬

‫ظاهرة الحذف في القرآن الكريم دراسة تطبيقية في سورة النساء‪ ،‬رحيمة أوسيف‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪61‬‬

‫سورة المائدة ( اآلية‪)89 :‬‬ ‫‪62‬‬

‫األثر الداللي لحذف الفعل في القرآن الكريم‪ ،‬زهراء ميري حمادي الجنابي‪ ،‬ص‪.179‬‬ ‫‪63‬‬

‫تفسير البحر المحيط ‪ ،‬لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حّيان األندلسي‪ ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪.15‬‬ ‫‪64‬‬

‫انظر‪ ،‬األثر الداللي لحذف الفعل في القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪65‬‬
‫ُّر ُك م َّم ن َّل ِإَذ ا اْهَتَدْي ُت ۚ ِإَلى الَّلِه‬ ‫َّلِذ‬
‫ْم‬ ‫َض‬ ‫قوله تعالى‪َ ":‬يا َأُّيَها ا يَن آَم ُنوا َع َلْي ُك ْم َأنُفَس ُك ْم ۖ اَل َيُض‬ ‫‪-‬‬

‫َم ْر ِج ُعُك ْم َج ِم يًع ا َفُيَنِّبُئُك م ِبَم ا ُك نُتْم َتْع َم ُل وَن "‪،66‬هن‪B‬ا في ه‪B‬ذه اآلي‪B‬ة‪":‬عليكم أنفس‪B‬كم"عليكم ه‪B‬و‬

‫اسم للفعل ههنا و ب‪BB‬ه انتص‪BB‬ب أنفس‪B‬كم والتق‪BB‬دير احفظ‪BB‬وا أنفس‪B‬كم والك‪BB‬اف والميم في عليكم‬

‫في موض ‪BB‬ع ج ‪BB‬ر ألن اس ‪BB‬م الفع ‪BB‬ل ه ‪BB‬و الج ‪BB‬ار والمج ‪BB‬رور وعلى وح ‪BB‬دها لم تس ‪BB‬تعمل اس ‪BB‬ما‬

‫للفعل بخالف روديكم فإن الكاف والميم هناك للخطاب فقط وال موضع لهما اآلن رويدا‬

‫ق ‪BB‬د اس ‪BB‬تعملت اس ‪BB‬ما لألم ‪BB‬ر للمواجه ‪BB‬ة من غ ‪BB‬ير ك ‪BB‬اف وال موض ‪BB‬ع لهم ‪BB‬ا اآلن روي ‪BB‬دا ق ‪BB‬د‬

‫اس‪BB B‬تعملت اس‪BB B‬ما لألم‪BB B‬ر للمواجه‪BB B‬ة من غ‪BB B‬ير ك‪BB B‬اف الخط‪BB B‬اب وهك‪BB B‬ذا قول‪BB B‬ه مك‪BB B‬انكم أنتم‬

‫وشركاؤهم الكاف والميم في موضع جر أيضا ويذكر في موض‪BB‬عه إن ش‪BB‬اء اهلل تع‪BB‬الى"ال‬

‫يضركم"يقرأ بالتشديد والضم على أنه مستأنف وقيل أن حقه الجزم وحرك ب‪BB‬الفتح ويق‪BB‬رأ‬

‫بتخفي‪B‬ف ال‪B‬راء وس‪B‬كونها وكس‪B‬ر الض‪B‬اد وم‪B‬ومن ض‪B‬اره يض‪B‬يره ويق‪B‬رأ ك‪B‬ذلك إال أن‪B‬ه يض‪B‬م‬

‫الضاد وهو ضار يضيره ويقرأ كذلك إال أنه يضم الضاد وهو ضاره يضيره وك‪BB‬ل ذل‪BB‬ك‬
‫‪67‬‬
‫لغات فيه و"إذا"ظرف ليضر ويبعد أن يكون ظرفا لضل ألن المعنى ال يصح معه‪.‬‬

‫ِف‬ ‫ِغ‬ ‫ِإ‬ ‫ِإ‬


‫قوله تعالى‪َ ":‬و ِإ ن َك اَن َك ُبَر َع َلْي َك ْع َر اُض ُهْم َف ِن ٱْس َتَطْع َت َأن َتْب َت َى َنَفًقا ى ٱَأْلْر ِض َأْو‬ ‫‪-‬‬

‫ِل‬ ‫ِم‬ ‫ُس َّلًم ا ِف ى ٱلَّس َم ٓاِء َفَتْأِتَيُهم ِبَٔـاَيٍۢة ۚ َو َلْو َش ٓاَء ٱلَّل ُه َل‬
‫‪َ21‬ج َم َع ُهْم َع َلى ٱْلُه َد ٰى ۚ َفاَل َتُك وَنَّن َن ٱْلَٰج ِه يَن‬

‫"‪ ،68‬في قوله تع‪B‬الى(وإ ن ك‪B‬ان ك‪B‬بر علي‪B‬ك)ج‪B‬واب أن ه‪B‬ذه (ف‪B‬إن اس‪B‬تطعت) فالش‪B‬رط الث‪B‬اني‬

‫جواب األول وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره فافع‪BB‬ل وح‪B‬ذف لظه‪BB‬ور معن‪BB‬اه وط‪BB‬ول‬

‫‪ 66‬سورة المائدة (اآلية‪)105 :‬‬


‫‪ 67‬إمالء ما من به الرحمان من وجوه اإلعراب والقرآن في جميع القرآن‪،‬عبد هللا بن الحسين العكبري‪،‬ص‬
‫‪.128‬‬
‫‪ 68‬سورة األنعام (اآلية‪)35 :‬‬
‫الكالم (في األرض) ص‪BB B‬فة لنف‪BB B‬ق ويج‪BB B‬وز أن يتعل‪BB B‬ق تبتغي ويج‪BB B‬وز أن يك‪BB B‬ون ح‪BB B‬اال من‬
‫‪69‬‬
‫ضمير الفاعل أي وأنت في األرض ومثله (في السماء)‪.‬‬

‫َٰٓل‬ ‫َّٰظ‬
‫قوله تعالى‪َ ":‬و َلْو َتَر ٰٓى ِإِذ ٱل ِلُم وَن ِف ى َغ َم َٰر ِت ٱْلَمْو ِت َو ٱْلَم ِئَك ُة َباِس ُطٓو ْا َأْي ِد يِه ْم َأْخ ِر ُج ٓو ْا‬ ‫‪-‬‬

‫َّل‬
‫َأنُفَس ُك ُم ۖ ٱْلَي ْو َم ُتْج َز ْو َن َع َذ اَب ٱْلُه وِن ِبَم ا ُك نُتْم َتُقوُل وَن َع َلى ٱل ِه َغْي َر ٱْلَح ِّق َو ُك نُتْم َعْن‬

‫َء اَٰي ِتِهۦ َتْس َتْك ِبُر وَن "‪ ،70‬ذك ‪BB‬ر محم ‪BB‬د ال ‪BB‬رازي فخ ‪BB‬ر ال ‪BB‬دين في كتاب ‪BB‬ه ع ‪BB‬دة أوج ‪BB‬ه له ‪BB‬ذه اآلي ‪BB‬ة‬

‫أهمه ‪BB‬ا الوج ‪BB‬ه الث ‪BB‬الث وق ‪BB‬د ج ‪BB‬اء في ‪BB‬ه أن قول ‪BB‬ه (أخرج ‪BB‬وا أنفس ‪BB‬كم) أي أخرجوه ‪BB‬ا إلين ‪BB‬ا من‬

‫أجس‪BB‬ادكم وه‪BB‬ذه عب‪BB‬ارة عن العن‪BB‬ف والتش‪BB‬ديد في إزه‪BB‬اق ال‪BB‬روح من غ‪BB‬ير تنفيس وإ مه‪BB‬ال‬

‫وأنهم يفعلون بهم فعل الغ‪BB‬ريم المالزم الملح يبس‪B‬ط ي‪BB‬ده إلى من علي‪BB‬ه الح‪B‬ق ويعن‪BB‬ف علي‪BB‬ه‬

‫في المطالب‪BB‬ة وال يهم‪BB‬ه ويق‪BB‬ول ل‪BB‬ه‪ :‬أخ‪BB‬رج إلى م‪BB‬ا لي علي‪BB‬ك الس‪BB‬اعة وال أب‪BB‬رح من مك‪BB‬اني‬

‫حتى أنزعه من أحداقك‪ ،‬وقال في الوجه الخامس أن قوله (أخرجوا أنفسكم) ليس ب‪BB‬أمر‪،‬‬

‫بل هو وعيد وتقريع‪،‬كقول القائل‪:‬امض اآلن ل‪BB‬ترى م‪BB‬ا يح‪B‬ل ب‪BB‬ك‪.‬ق‪B‬ال المفس‪B‬رون‪:‬إن نفس‬
‫‪71‬‬
‫الم‪BB‬ؤمن تنش‪BB‬ط في الخ‪BB‬روج للق‪BB‬اء رب‪BB‬ه ونفس الك‪BB‬افر تك‪BB‬ره ذل‪BB‬ك فيش‪BB‬ق عليه‪BB‬ا الخ‪BB‬روج‪،‬‬

‫فهي جمل ‪BB‬ة مق ‪BB‬ول الق ‪BB‬ول مح ‪BB‬ذوف تق ‪BB‬ديره (يقول ‪BB‬ون)‪،‬وه ‪BB‬و فع ‪BB‬ل مض ‪BB‬ارع ألن القائ ‪BB‬ل هم‬

‫المالئك ‪BB‬ة وال ‪BB‬زمن من تق ‪BB‬دير فع ‪BB‬ل الق ‪BB‬ول (ق ‪BB‬الوا)ألن في ‪BB‬ه تص ‪BB‬ويرا للموق ‪BB‬ف إذ المالئك ‪BB‬ة‬
‫‪72‬‬
‫ينزعون الروح من الظالمين وهم في سكرات الموت‪.‬‬

‫‪ 69‬إمالء ما من به الرحمان من وجوه اإلعراب والقرآن في جميع القرآن‪،‬عبد هللا بن الحسين العكبري‪،‬ص‬
‫‪.135‬‬
‫‪ 70‬سورة األنعام (اآلية‪)93 :‬‬
‫‪ 71‬تفسير الفخر الرازي المشتهد بالتفسير الكبير ومفاتيح العيب‪،‬لإلمام محمد الرازي فخر الدين‪،‬ص‪.90‬‬
‫‪ 72‬األثر الداللي لحذف الفعل في القرآن الكريم‪،‬زهراء ميري حمادي الجنابي‪،‬ص‪.74‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الحذف في الحروف‬

‫َّل ِإ‬ ‫ٍۢة ِظ ِإ‬


‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى‪َ ":‬و ِإ ن َك اَن ُذ و ُعْس َر َفَن َر ٌة َلٰى َم ْي َس َر ۚ َو َأن َتَص َّد ُقوْا َخْي ٌر ُك ْم ۖ ن ُك نُتْم‬ ‫‪-‬‬
‫ٍۢة‬

‫َتْع َلُم وَن " ‪ ،‬فق ‪BB‬ال‪":‬تص ‪BB‬دقوا" ذل ‪BB‬ك ألن ه ‪BB‬ذه من أح ‪BB‬وال الص ‪BB‬دقة الن ‪BB‬ادرة‪ ،‬وه ‪BB‬و الَّتَص ُدَق‬
‫‪73‬‬

‫‪74‬‬
‫بدين المعسر‪ ،‬فحذف لما لم يكن كالصدقة‪22‬المعتادة لكونها أقل‪.‬‬

‫وقول‪BB‬ه تع‪BB‬الى‪َ ":‬و اَل َتْج َع ُل وْا ٱلَّل َه ُع ْر َض ًة َأِّلْي َٰم ِنُك ْم َأن َتَب ُّر وْا َو َتَّتُق وْا َو ُتْص ِلُح وْا َبْي َن ٱلَّن اِس ۗ ‬ ‫‪-‬‬

‫َو ٱلَّلُه َس ِم يٌع َع ِليٌم "‪ 75‬يقول الشيخ أطفيش‪(":‬أن تبروا)‪ ،‬بأن ال تبروا‪ ،‬فحذف حرف الج‪BB‬ر‬

‫وال النافية‪ ،‬والباء متعلقة بعرضة‪ ،‬بمعنى‪:‬مانعا"‪" .‬فتتعلل‪B‬وا ب‪B‬اليمين ب‪B‬أن يق‪B‬ول أح‪B‬دكم‪ :‬ق‪B‬د‬
‫‪76‬‬
‫حلفت باهلل أال أفعله‪ ،‬وأريد أن أبر بيميني‪ ،‬بل افعلوا الخير واإلصالح بين الناس‪.‬‬

‫َّل‬
‫وقوله تعالى‪َ ":‬فَلَّم ا َو َض َع ْتَها َقاَلْت َر ِّب ِإِّنى َو َض ْع ُتَهٓا ُأنَثٰى َو ٱل ُه َأْع َلُم ِبَم ا َو َض َع ْت َو َلْي َس‬ ‫‪-‬‬
‫‪77‬‬
‫ٱل ‪َّB‬ذ َك ُر َك ٱُأْلنَثٰى ۖ َو ِإ ِّنى َس َّم ْي ُتَها َم ْر َيَم َو ِإ ِّنٓى ُأِع ي ‪ُB‬ذ َه ا ِب َك َو ُذ ِّر َّيَتَه ا ِم َن ٱلَّش ْي َٰط ِن ٱل ‪َّB‬ر ِج يِم "‬

‫والتقدير‪":‬يا رب"‪ ،‬حذفت الي‪B‬اء كث‪B‬يرا في ه‪B‬ذه اللفظ‪B‬ة في الق‪B‬رآن الك‪B‬ريم‪ ،‬وذل‪B‬ك تأدب‪B‬ا م‪B‬ع‬

‫اهلل ع‪BB B‬ز وج‪BB B‬ل تنزيه‪BB B‬ا وتعظيم‪BB B‬ا‪ ،‬ألن في الن‪BB B‬داء طرف‪BB B‬ا من األم‪BB B‬ر‪ ،‬ولق‪BB B‬وة الدالل‪BB B‬ة على‬

‫‪ 73‬سورة البقرة (اآلية‪)280 :‬‬


‫‪ 74‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ 75‬سورة البقرة (اآلية‪)224 :‬‬
‫‪ 76‬عبد المجيد شاري و عبد العزيز غزالي‪.‬الحذف و دالالته في تسيير التفسير للشيخ ألفّيش‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماستر في اللغة و األدب العربي‪،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 77‬سورة آل عمران( اآلية‪)36 :‬‬
‫المح‪BB‬ذوف‪ .‬تق‪BB‬ول إله‪BB‬ام ش‪BB‬اهين أس‪BB‬تاذة العقي‪BB‬دة والفلس‪BB‬فة بجامع‪BB‬ة األزه‪BB‬ر‪":‬إن‪BB‬ه في م‪BB‬واطن‬

‫الدعاء لم يرد في القرآن الكريم نداء اهلل تعالى بحرف المنادى "يا" قبل "رب"البتة‪،‬‬

‫وإ نما بحذفها في كل م‪B‬واطن ال‪B‬دعاء ب‪B‬القرآن الك‪B‬ريم‪ ،‬والس‪B‬ر في ذل‪B‬ك أن "ي‪B‬ا" الن‪B‬داء تس‪B‬تعمل‬
‫‪78‬‬
‫لن ‪BB‬داء البعي ‪BB‬د واهلل تع ‪BB‬الى أق ‪BB‬رب لعب ‪BB‬ده من حب ‪BB‬ل الوري ‪BB‬د‪ ،‬فك ‪BB‬ان مقتض ‪BB‬ى البالغ ‪BB‬ة ح ‪BB‬ذفها‪،‬‬

‫امتثاال لقوله تعالى‪َ " :‬و َلَقْد َخ َلْقَن ا اِإْل نَس اَن َو َنْع َلُم َم ا ُتَو ْس ِو ُس ِب ِه َنْفُس ُهۖ َو َنْح ُن َأْق َر ُب ِإَلْي ِه ِم ْن‬
‫‪79‬‬
‫َحْب ِل اْلَو ِر يِد "‬

‫قول ‪BB B‬ه تع ‪BB B‬الى‪ِ ":‬إَّن ٱَّل ِذ يَن َت َو َّفٰى ُهُم ٱْلَم َٰٓلِئَك ُة َظ اِلِم ٓى َأنُفِس ِه ْم َق اُلوْا ِف يَم ُك نُتْم ۖ َق اُلوْا ُك َّن ا‬ ‫‪-‬‬

‫َٰٓلِئ‬ ‫ِف‬ ‫ِج‬ ‫َّلِه ِس‬ ‫ِف ِف‬


‫ُم ْس َتْض َع يَن ى ٱَأْلْر ِض ۚ َقاُلٓو ْا َأَلْم َتُك ْن َأْر ُض ٱل َٰو َع ًة َفُتَه ا ُر وْا يَه اۚ َفُأْو َك َم ْأَو ٰى ُهْم‬
‫َٰل‬ ‫ِب‬ ‫َٰٓلِئ‬ ‫َّف‬ ‫َّل ِذ‬ ‫ِص‬
‫َج َهَّنُم ۖ َو َس ٓاَء ْت َم يًر ا " وقول ‪BB‬ه " ٱ يَن َتَت َو ٰى ُهُم ٱْلَم َك ُة َطِّي يَن ۙ َيُقوُل وَن َس ٌم َع َلْي ُك ُم‬
‫‪80‬‬

‫ٱْدُخ ُل وْا ٱْلَج َّن َة ِبَم ا ُك نُتْم َتْع َم ُل وَن "‪ 81‬فق‪B‬ال في آي‪B‬ة النس‪B‬اء ‪":‬توف‪B‬اهم" بح‪B‬ذف إح‪B‬دى الت‪B‬اءين‪،‬‬

‫‪23‬حذف‪ ،‬ذلك أن المت‪BB‬وفين في س‪BB‬ورة النس‪BB‬اء هم‬


‫وقال في سورة النحل " تتوفاهم" من دون‬

‫جزء من الذين هم من (النحل)‬

‫فالذين في النحل هم الذين ظلموا أنفسهم من الكافرين على وجه العموم‬

‫وأما الذين في (النساء) فهم المستضعفون منهم‪ ،‬فهم قسم منهم‪.‬‬

‫‪ 78‬عبد المجيد شاري و عبد العزيز غزالي‪.‬الحذف و دالالته في تسيير التفسير للشيخ ألفّيش‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماستر في اللغة و األدب العربي‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ 79‬سورة ق (اآلية‪)16 :‬‬
‫‪ 80‬سورة النساء (اآلية‪)97 :‬‬
‫‪ 81‬سورة النحل (اآلية‪)32 :‬‬
‫فلّم ا كان هؤالء أقل حذف من الفع‪BB‬ل إش‪B‬ارة إلى االقتط‪BB‬اع من الح‪B‬دث وإ لى قلت‪BB‬ه بالنس‪B‬بة إلى‬

‫اآلخ ‪BB‬رين‪ ،‬فق ‪BB‬ال في القس ‪BB‬م األك ‪BB‬بر "تتوف ‪BB‬اهم" وق ‪BB‬ال في القس ‪BB‬م القلي ‪BB‬ل "توف ‪BB‬اهم" بح ‪BB‬ذف إح ‪BB‬دى‬
‫‪82‬‬
‫التاءين‪ ،‬فناسب بين الفعل وكثرة الحدث‪.‬‬

‫وقوله تعالى ‪َ" :‬و اَل َتَتَم َّنْو ا َم ا َفَّض َل الَّلُه ِبِه َبْعَض ُك ْم َع َلٰى َبْع ٍض ۚ ِّللِّر َج اِل َنِص يٌب ِّمَّم ا اْك َتَس ُبوا‬

‫ۖ َو ِللِّنَس اِء َنِص يٌب ِّمَّم ا اْك َتَس ْب َن ۚ َو اْس َأُلوا الَّل َه ِم ن َفْض ِلِه ۗ ِإَّن الَّل َه َك اَن ِبُك ِّل َش ْي ٍء َع ِليم‪BB‬ا"‪،83‬‬

‫وي ‪BB‬دل ح ‪BB‬ذف ح ‪BB‬رف (ا) من مب ‪BB‬نى الكلم ‪BB‬ة األص ‪BB‬لية وه ‪BB‬و "أس ‪BB‬ئل" أو "اس ‪BB‬أل" على أن الكلم ‪BB‬ة‬

‫القرآني ‪BB‬ة في رس ‪BB‬مها تع ‪BB‬بر عن المع ‪BB‬نى أص ‪BB‬دق تعب ‪BB‬ير‪ ،‬إذ أن الس ‪BB‬ؤال دائم ‪BB‬ا ي ‪BB‬أتي في عجل ‪BB‬ة‬

‫وسرعة فقلما ينتظر اإلنسان فهو دائما يريد سرعة اإلجابة‪.‬‬

‫ل‪B‬ذلك ج‪B‬اءت كلم‪B‬ة "فس‪B‬ئل" في فع‪B‬ل األم‪B‬ر ناقص‪B‬ة حرف‪B‬ا لتخص على س‪B‬رعة الس‪B‬ؤال انتظ‪B‬ارا‬
‫‪84‬‬
‫لسرعة اإلجابة‪.‬‬

‫قوله تعالى ‪َ ":‬فَال َتْخ َش ْو ُهْم َو اْخ َش ْو ِن "‪، 85‬‬

‫وقول‪BB‬ه ‪َ ":‬فَال َتْخ َش ْو ُهْم َو اْخ َش ْو ِني "‪ 86‬بح‪BB‬ذف الي‪BB‬اء من (س‪BB‬ورة المائ‪BB‬دة) وذك‪BB‬رت في (س‪BB‬ورة‬

‫البقرة) وذلك ألكثر من سبب منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن مق ‪BB‬ام اإلطال ‪BB‬ة والتفص ‪BB‬يل في س ‪BB‬ورة البق ‪BB‬رة أك ‪BB‬ثر بكث ‪BB‬ير من س ‪BB‬ياق آي ‪BB‬ة المائ ‪BB‬دة‪ ،‬ف ‪BB‬إن‬

‫الكعب ‪BB‬ة‪ ،‬وه ‪BB‬و يب ‪BB‬دأ بقول ‪BB‬ه تع ‪BB‬ول ‪َ ":‬س َيُقوُل‬
‫الكالم على تحوي ‪BB‬ل القبل ‪BB‬ة من بيت المق ‪BB‬دس إلى ‪24‬‬
‫بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.14-13‬‬ ‫‪82‬‬

‫سورة النساء (اآلية‪)32 :‬‬ ‫‪83‬‬

‫إعجاز رسم القرآن وإعجاز التالوة‪ ،‬تأليف محمد شملول‪ ،‬ص ‪.76‬‬ ‫‪84‬‬

‫سورة المائدة (اآلية‪)03 :‬‬ ‫‪85‬‬


‫الُّس َفَهاُء ِم َن الَّناِس َم ا َو اَّل ُهْم " [البقرة‪ ]142:‬أي‪ :‬ما صرفهم {َعْن ِق ْب َلِتِه ُم اَّلِتي َك اُنوا َع َلْي َها ُقْل‬

‫ِلَّلِه اْلَم ْش ِر ُق َو اْلَم ْغ ِر ُب } [البقرة‪ ،142:‬ويستمر إلى اآلية ‪.151‬‬

‫أما آية المائدة ذات الرقم ‪ ،4‬فهي آية واحدة في األطعمة المحرم‪BB‬ة‪ 87.‬فاقتض‪BB‬ى ذل‪BB‬ك الزي‪BB‬ادة‬
‫‪88‬‬
‫في البناء (اخشوني) في البقرة دون المائدة‬

‫وقول‪BB B‬ه تع‪BB B‬الى ‪َ" :‬يْس َٔـ ُلوَنَك َم اَذ ٓا ُأِح َّل َلُهْم ۖ ُقْل ُأِح َّل َلُك ُم ٱلَّطِّيَٰب ُت ۙ َو َم ا َع َّلْم ُتم ِّم َن ٱْلَج َو اِر ِح‬

‫ُم َك ِّلِبيَن ُتَع ِّلُم وَنُهَّن ِم َّم ا َع َّلَم ُك ُم ٱلَّل ُهۖ َفُك ُل وْا ِم َّم ٓا َأْمَس ْك َن َع َلْي ُك ْم َو ٱْذ ُك ُر وْا ٱْس َم ٱلَّلِه َع َلْي ِه ۖ َو ٱَّتُق وْا‬

‫ٱلَّلَهۚ ِإَّن ٱلَّلَه َس ِر يُع ٱْلِح َس اِب "‪ ، 89‬ويتعاقب ذكر الفاء وحذفها في جواب الشرط "إذا" حين يقع‬

‫جوابها مضارعا منفيا بـ"ال" فيجوز أن يقترن بالف‪BB‬اء أوال يق‪BB‬ترن به‪BB‬ا ب‪BB‬دليل قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪ُ ":‬قل‬

‫ِخ‬ ‫ٍة‬ ‫َّل ِل‬ ‫اَّل‬ ‫ٓاَّل ِل ِل ِس‬


‫َأْم ُك َنْف ى َض ًّر ا َو اَل َنْفًع ا ِإ َم ا َش ٓاَء ٱل ُهۗ ُك ِّل ُأَّم َأَج ٌل ۚ ِإَذ ا َج ٓاَء َأَج ُلُهْم َفاَل َيْس َتْٔـ ُر وَن‬

‫َس اَع ًةۖ َو اَل َيْس َتْقِد ُم وَن "‪ 90‬فق‪BB‬د ج‪BB‬اء الفع‪BB‬ل "يس‪BB‬تأخرون" مض‪BB‬ارعا منفي‪BB‬ا بال ف‪BB‬اقترن بالف‪BB‬اء ‪،91‬‬

‫أما في آية المائدة فلم يقترن جوابها بحرف الفاء‪.‬‬

‫وك‪BB‬ذلك قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪ُ " :‬ه ٱَّلِذ ى َج َلُك َخ َٰٓلِئ َف ٱَأْل ِض َف َبْعَض ُك َف َق ٍۢض َد َٰج ٍۢت‬
‫َر‬ ‫ْم ْو َبْع‬ ‫َو َر َع‬ ‫ْر‬ ‫َع ْم‬ ‫َو َو‬

‫ِّلَيْب ُلَو ُك ْم ِف ى َم ٓا َء اَتٰى ُك ْم ۗ ِإَّن َر َّبَك َس ِر يُع ٱْلِع َق اِب َو ِإ َّن ۥُه َلَغ ُف وٌر َّر ِح يٌم "‪ 92‬وقول‪BB‬ه تع‪BB‬الى‪ُ ":‬ه َو ٱَّلِذ ى‬

‫‪ 86‬سورة البقرة (اآلية‪)150 :‬‬


‫‪ 87‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ 88‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.25‬‬
‫‪ 89‬سورة المائدة (اآلية‪)04 :‬‬
‫‪ 90‬سورة يونس( اآلية‪) 49 :‬‬
‫‪ 91‬تعاقب الذكر والحذف في آيات القرآن الكريم‪ ،‬دراسة بالغية نحوية في إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تأليف د‪.‬‬
‫فاطمة فضل السعدي‪ ،‬ص ‪.48-47‬‬
‫‪ 92‬سورة األنعام( اآلية‪)165 :‬‬

‫‪25‬‬
‫َج َع َلُك ْم َخ َٰٓلِئ َف ِف ى ٱَأْلْر ِض "‪ ،93‬ورد ح ‪BB‬رف الج ‪BB‬ر "في" م ‪BB‬ذكو ار في مواض ‪BB‬ع من الق ‪B‬رآن الك ‪B‬ريم‬

‫ومح‪BB‬ذوفا في غيره‪BB‬ا ‪ ،‬كم‪BB‬ا ه‪BB‬و موض‪BB‬ح في اآلي‪BB‬تين الس‪BB‬ابقتين‪ ،‬ففي اآلي‪BB‬ة األولى ح‪BB‬ذف الج‪BB‬ر‬

‫"في"‪ ،‬بينما ذك‪B‬ر في اآلي‪B‬ة الثاني‪B‬ة‪ ،‬وعن غاي‪B‬ة ذك‪B‬ر ح‪B‬رف الج‪B‬ر "في" وحذف‪B‬ه في اآلي‪B‬ات بق‪B‬ول‬

‫صاحب لمسات بيانية في نصوص من التنزيل‪ :‬أن قوله "خالئف األرض" م‪BB‬ع ح‪BB‬ذف في هي‬

‫أوسع وأشمل من حيث اللغة أما "خالئف في األرض" فهي ظرفية ومحددة‪ ،‬ونستعرض س‪BB‬ياق‬

‫اآليات في السور فنالحظ أن سياق سورة فاطر في الكافرين هي ابتداء وانتهاء‪ ،‬أم‪B‬ا في س‪B‬ورة‬

‫األنعام فالسياق في مخاطبة المؤمنين إلى النهاية فك‪BB‬انوا أعم وأش‪BB‬مل وفيه‪BB‬ا ورد قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪":‬‬

‫إو نه لغفور رحيم"‪ ،‬فالمؤمنون خالئفهم أطور وأكثر من الكافرين فجاء بالمعنى األعم واألشمل‬
‫‪94‬‬
‫في سورة األنعام بحذف "في"‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الذكر في القرآن الكريم –الربع األول‪-‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الذكر في األسماء‬

‫‪95‬‬
‫قوله تعالى‪َ ":‬و َقاَل َلُهْم َنِبُّيُهْم ِإَّن ٱلَّلَه َقْد َبَع َث َلُك ْم َطاُلوَت َم ِلًك ا "‬

‫َّل‬ ‫ِف ِع‬ ‫َّل‬


‫وقال تعالى ‪َ " :‬قاَل ِإَّن ٱل َه ٱْص َطَفٰى ُه َع َلْي ُك ْم َو َز اَد ۥُه َبْس َطًة ى ٱْل ْلِم َو ٱْلِج ْس ِم ۖ َو ٱل ُه ُيْؤ ِتى ُم ْلَك ۥُه‬

‫َم ن َيَش ٓاُءۚ َو ٱلَّلُه َٰو ِس ٌع َع ِليٌم " ‪ ،‬تدل هاتان اآليتان على أن تملي‪BB‬ك ط‪BB‬الوت على ب‪BB‬ني إس‪BB‬رائيل‬
‫‪96‬‬

‫ك‪BB‬ان من اهلل تع‪BB‬الى‪ ،‬على لس‪BB‬ان ن‪BB‬بي ك‪BB‬ان في زمان‪BB‬ه‪ ،‬وأن اهلل اص‪BB‬طفاه من بينهم‪ ،‬بن‪BB‬اء على‬

‫طلب أحد أنبيائهم من اهلل تعالى أن يرسل لهم ملكا يقاتل في سبيل اهلل كما في اآلي‪BB‬ة الس‪BB‬ابقة‬
‫‪ 93‬سورة فاطر( اآلية‪) 39 :‬‬
‫‪94‬‬
‫?‪.‬حذف الحرف في القرآن الكريم؛ مواضيعه وغاياته‪ ،‬الدكتورة تهاني حسانين علي البلقي‪ ،‬ص ‪216‬‬
‫‪ 95‬سورة البقرة (اآلية‪) 247 :‬‬
‫‪ 96‬سورة البقرة (اآلية‪) 247 :‬‬
‫" فذكر كلمة (طالوت) في موضع وحذفها في موضع آخر "قد بعث لكم ط‪BB‬الوت ملك‪BB‬ا" هن‪BB‬ا‬ ‫‪97‬‬

‫ذكره بصريح العبارة وحذفه في نفس اآلية في قوله تعالى " ِإَّن ٱلَّلَه ٱْص َطَفٰى ُه َع َلْي ُك ْم "‪.‬‬

‫ِم‬ ‫ِل ِه‬ ‫ِذ‬


‫وقول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪َ ":‬و ِإ ٱْس َتْس َقٰى ُم وَس ٰى َق ْو ِم ۦ َفُقْلَن ا ٱْض ِر ب ِّبَعَص اَك ٱْلَح َج َر ۖ َف ٱنَفَج َر ْت ْن ُه‬

‫ٱْثَنَتا َع ْش َر َة َعْيًنا " ‪ ،‬قد تتحاور المف‪BB‬ردات في التعب‪BB‬ير الق‪BB‬رآني‪ ،‬فتس‪BB‬تعمل مف‪BB‬ردة في م‪BB‬وطن‪،‬‬ ‫‪98‬‬

‫وتس‪BB‬تعمل غيره‪BB‬ا في م‪BB‬وطن آخ‪BB‬ر ش‪BB‬بيه ب‪BB‬ه‪ ،‬ب‪BB‬ل في القص‪BB‬ة الواح‪BB‬دة ق‪BB‬د تس‪BB‬تعمل مف‪BB‬ردة في‬

‫موضع وتستعمل غيرها في آخر مع أن القصة واحدة والموقف واحد ‪ ،‬وذلك كما ه‪BB‬و في‬
‫‪99‬‬

‫آية البقرة وآية األعراف نحو قول‪B‬ه تع‪B‬الى ‪َ ":‬فٱۢن َبَج َس ْت ِم ْن ُه ٱْثَنَت ا َع ْش َر َة َعْيًن ا " حيث ذك‪B‬ر‬
‫‪100‬‬

‫كلمة "انفجرت" في س‪B‬ورة البق‪B‬رة و"انبجس‪B‬ت" في س‪B‬ورة األع‪B‬راف ‪ ،‬واالنفج‪B‬ار بالم‪B‬اء أغ‪B‬زر‬
‫‪101‬‬ ‫‪26‬‬
‫من االنبجاس فخالف بين المفردتين مع أن القصة واحدة والموضع واحد ‪.‬‬

‫قوله تعالى‪َ" :‬س ُن ْلِق ى ِف ى ُقُلوِب ٱَّلِذ يَن َك َف ُر وْا ٱل‪ُّB‬ر ْعَب ِبَم ٓا َأْش َر ُك وْا ِبٱلَّلِه َم ا َلْم ُيَن ِّز ْل ِبِهۦ ُس ْلَٰط ًناۖ ‬

‫َٰل‬ ‫َّٰظ‬
‫وكذلك قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪َ ":‬و ِك َّن ٓا َأنَش ْأَنا ُقُر وًن ا َفَتَط اَو َل‬ ‫َو َم ْأَو ٰى ُهُم ٱلَّناُر ۚ َو ِبْئ َس َم ْثَو ى ٱل ِلِم يَن "‬
‫‪102‬‬

‫َع َلْي ِه ُم ٱْلُعُمُر ۚ َو َم ا ُك نَت َثاِو ًي ا ِف ٓى َأْه ِل َم ْد َيَن َتْتُل وْا َع َلْي ِه ْم َء اَٰي ِتَن ا َو َٰل ِك َّن ا ُك َّن ا ُمْر ِس ِليَن " ‪ ،‬ذك‪B‬ر‬
‫‪103‬‬

‫كلمة "مثوى" في سورة آل عمران وجاء بكلمة "ثاويا" في سورة القصص‪.‬‬

‫?‪.‬الملوك في القرآن الكريم‪ ،‬إعداد مصطفى محمد يوسف خطيب‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫‪97‬‬

‫‪ 98‬سورة البقرة (اآلية‪)60 :‬‬


‫‪ 99‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 100‬سورة األعراف (اآلية‪)160 :‬‬
‫‪ 101‬المرجع السابق‪ ،‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪ 102‬سورة آل عمران (اآلية‪)151 :‬‬
‫‪ 103‬سورة القصص (اآلية‪)45 :‬‬
‫قال تعالى ‪َ ":‬قاَل َر ِّب ٱْج َع ل ِّلٓى َء اَي ًةۖ َق اَل َء اَيُت َك َأاَّل ُتَك ِّلَم ٱلَّن اَس َثَٰل َثَة َأَّي اٍم ِإاَّل َر ْم ًز اۗ َو ٱْذ ُك ر‬

‫وقوله تعالى ‪َ ":‬قاَل َر ِّب ٱْج َع ل ِّلٓى َء اَيًةۚ َقاَل َء اَيُت َك‬
‫‪104‬‬
‫َّر َّبَك َك ِثيًر ا َو َس ِّبْح ِبٱْلَع ِش ِّى َو ٱِإْل ْب َٰك ِر "‬
‫‪105‬‬
‫َأاَّل ُتَك ِّلَم ٱلَّناَس َثَٰل َث َلَياٍۢل َس ِو ًّيا "‬

‫فمرة قال‪( :‬ثالث ليال) ومرة قال (ثالث أيام)‪ .‬إن القصة واحدة‪ ،‬وهي قصة سيدنا زكري‪BB‬اء‬
‫‪106‬‬
‫عليه السالم والليالي غير األيام‪.‬‬

‫قوله تع‪B‬الى‪َ ":‬و اَل َتنِك ُح وْا َم ا َنَك َح َءاَب ٓاُؤ ُك م ِّم َن ٱلِّنَس ٓاِء ِإاَّل َم ا َق ْد َس َلَف ۚ ِإَّن ۥُه َك اَن َٰف ِح َش ًة َو َم ْقًت ا‬
‫‪107‬‬
‫َو َس ٓاَء َس ِبياًل "‬

‫وصفت اآلية نكاح زوجة األب بثالث ص‪B‬فات قبيح‪B‬ة‪ :‬فه‪B‬و فاحش‪B‬ة ‪ ،‬وه‪B‬و مقت‪ ،‬وه‪B‬و س‪B‬بيل‬

‫سيء وطريق مرذول‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫وقال تعالى في تحريم الزنا ‪َ ":‬و اَل َتْقَر ُبوْا ٱلِّز َنٰٓى ۖ ِإَّن ۥُه َك اَن َٰف ِح َش ًة َو َس ٓاَء َس ِبيًلا "‬

‫وصفت اآلية الزنا بأنه فاحشة وسبيل سيء‪ ،‬ولم تصفه بأنه "مقت"‪.‬‬

‫فما حكمة ذكر "مقت" في تحريم نكاح زوجة األب‪ ،‬وحذفه في تحريم الزنا ؟‬

‫المقت هو البغض الشديد وال يطلق إال على األفعال القبيحة المنكرة المرذولة‬

‫سورة آل عمران ( اآلية‪)41 :‬‬ ‫‪104‬‬

‫سورة مريم (اآلية‪)10 :‬‬ ‫‪105‬‬

‫بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل‪27‬‬


‫صالح السامرائي‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪106‬‬

‫سورة النساء (اآلية‪)22 :‬‬ ‫‪107‬‬

‫سورة اإلسراء( اآلية‪)32 :‬‬ ‫‪108‬‬


‫قال الراغب األصفهاني في كتابه "المفردات" ‪":‬المقت‪ :‬البغض الشديد لمن تراه قبيح‪BB‬ا‪ ،‬يق‪BB‬ال‬
‫‪109‬‬
‫‪ :‬مقت مقاتة‪ ،‬فهو مقيت‪ ...‬وكان يسمى تزوج الرجل امرأة أبيه نكاح المقت‪"...‬‬

‫وقول‪BB B‬ه تع‪BB B‬الى‪َٰٓ" :‬يَأُّيَه ا ٱَّل ِذ يَن َء اَم ُن ٓو ْا ِإَذ ا ُقْم ُتْم ِإَلى ٱلَّص َلٰو ِة َفٱْغ ِس ُلوْا ُو ُج وَه ُك ْم َو َأْي ِد َيُك ْم ِإَلى‬

‫ٱْلَمَر اِف ِق َو ٱْمَس ُح وْا ِبُر ُءوِس ُك ْم َو َأْر ُج َلُك ْم ِإَلى ٱْلَك ْع َبْي ِن ۚ َو ِإ ن ُك نُتْم ُجُنًب ا َف ٱَّطَّهُر وْاۚ َو ِإ ن ُك نُتم‬

‫َّم ْر َض ٰٓى َأْو َع َلٰى َس َفٍر َأْو َج ٓاَء َأَح ٌد ِّم نُك م ِّم َن ٱْلَغ ٓاِئِط َأْو َٰل َم ْس ُتُم ٱلِّنَس ٓاَء َفَلْم َتِج ُد وْا َم ٓاًء َفَتَيَّم ُم وْا‬

‫َص ِع يًد ا َطِّيًب ا َفٱْمَس ُح وْا ِبُو ُج وِه ُك ْم َو َأْي ِد يُك م ِّم ْن ُهۚ َم ا ُيِر ي ‪ُB‬د ٱلَّل ُه ِلَيْج َع َل َع َلْي ُك م ِّم ْن َح َر ٍۢج َو َٰل ِك ن‬

‫ُيِر ي ‪ُB B‬د ِلُيَطِّه َر ُك ْم َو ِلُيِتَّم ِنْع َم َت ۥُه َع َلْي ُك ْم َلَع َّلُك ْم َتْش ُك ُر وَن "‪ ،110‬عن‪BB B‬د النظ‪BB B‬ر في اآلي‪BB B‬ة ن‪BB B‬رى أنه‪BB B‬ا‬

‫فص‪BB‬لت في ذك‪BB‬ر أحك‪BB‬ام الوض‪BB‬وء‪ ،‬وبينت تل‪BB‬ك األحك‪BB‬ام‪ ،‬ونص‪BB‬ت على ذك‪BB‬ر أرك‪BB‬ان الوض‪BB‬وء‬

‫األربع‪BB‬ة؛ غس‪BB‬ل الوج‪BB‬ه‪ ،‬وغس‪BB‬ل الي‪BB‬دين إلى الم‪BB‬رفقين‪ ،‬ومس‪BB‬ح ال‪BB‬رأس‪ ،‬وغس‪BB‬ل ال‪BB‬رجلين‪ ،‬ثم‬

‫ذكرت الغسل من الجنابة‪ ،‬ثم ذكرت التيمم عند عدم وج‪B‬ود الم‪B‬اء‪ ،‬ثم فص‪B‬لت في آخره‪B‬ا في‬

‫ذك‪BB‬ر حكم‪BB‬ة التش‪BB‬ريعات واألحك‪BB‬ام‪ ،‬ب‪BB‬أّن اهلل ال يري ‪ُB‬د أن يجع‪BB‬ل علين‪BB‬ا حرج‪BB‬ا في ال‪BB‬دين‪ ،‬وإ نم‪BB‬ا‬

‫يريد تطهيرن‪B‬ا وإ تم‪B‬ام النعم‪B‬ة علين‪B‬ا‪ .‬ففي اآلي‪B‬ة تفص‪B‬يل وتب‪B‬يين وتوض‪B‬يح لتل‪B‬ك األحك‪B‬ام‪ ،‬وه‪B‬ذا‬

‫ي‬ ‫أدى إلى "تطوي‪BB‬ل" اآلي‪BB‬ة‪ ،‬وزي‪BB‬ادة ألفاظه‪BB‬ا وكلماته‪BB‬ا‪ .111‬أم‪BB‬ا آي‪BB‬ة س‪BB‬ورة النس‪BB‬اء‪َٰٓ ":‬يَأُّي ا ٱَّل ِذ‬
‫َن‬ ‫َه‬
‫ا ُن وْا اَل َتْق ُب وْا ٱلَّص َلٰو َة َأنُت َٰك ٰى َح َّتٰى َتْع َل وْا ا َتُقوُل وَن اَل ُجُنًب ا ِإاَّل َع اِبِر ى ِبيٍل‬
‫َس‬ ‫َو‬ ‫ُم َم‬ ‫َو ْم ُس َر‬ ‫َر‬ ‫َء َم‬
‫ِئِط َٰل‬ ‫ِس‬
‫َح َّتٰى َتْغَت ُلوْاۚ َو ِإ ن ُك نُتم َّم ْر َض ٰٓى َأْو َع َلٰى َس َفٍر َأْو َج ٓاَء َأَح ٌد ِّم نُك م ِّم َن ٱْلَغ ٓا َأْو َم ْس ُتُم ٱلِّنَس ٓاَء‬

‫إعجاز القرآن البياني ودالئل مصدره الرباني‪ ،‬للدكتور صالح عبد الفتاح الخالدي‪ ،‬ص ‪.253-252‬‬ ‫‪109‬‬

‫‪28‬‬ ‫سورة المائدة (اآلية‪)06 :‬‬ ‫‪110‬‬

‫للدكتور صالح عبد الفتاح الخالدي‪ ،‬ص ‪.257-256‬‬


‫إعجاز القرآن البياني ودالئل مصدره الرباني‪8 ،‬‬
‫‪111‬‬
‫إن ه‪B‬ذه اآلي‪B‬ة لم تفص‪B‬ل في ذك‪B‬ر أحك‪B‬ام الوض‪B‬وء‪ ،‬ولم ت‪B‬بين ذك‪B‬ر‬ ‫‪112‬‬
‫َفَلْم َتِج ُد وْا َم ٓاًء َفَتَيَّم ُم وْا "‬

‫أرك ‪BB B‬ان الوض ‪BB B‬وء‪ ،‬كم ‪BB B‬ا فعلت آي ‪BB B‬ة س ‪BB B‬ورة المائ ‪BB B‬دة الس ‪BB B‬ابقة إنم ‪BB B‬ا أجملت الكالم إجم ‪BB B‬اًال عن‬
‫‪113‬‬
‫الوضوء وغسل الجنابة‪ ،‬والتيمم عند عدم وجود الماء‪.‬‬

‫قوله تعالى ‪َ ":‬و ُهَو ٱَّلِذ ى َيَتَو َّفٰى ُك م ِبٱَّلْي ِل َو َيْع َلُم َم ا َج َر ْح ُتم ِبٱلَّنَه اِر ُثَّم َيْب َع ُثُك ْم ِفي‪ِB‬ه ِلُيْقَض ٰٓى َأَج ٌل‬

‫ُّم َس ًّم ىۖ ُثَّم ِإَلْي ِه َم ْر ِج ُعُك ْم ُثَّم ُيَنِّبُئُك م ِبَم ا ُك نُتْم َتْع َم ُل وَن " ‪ ،114‬وه‪BB B‬ذا أق‪BB B‬رب إلى اللي‪BB B‬ل وذك‪BB B‬ره‬
‫‪115‬‬
‫وألصق به من ذكر النهار‪ ،‬ولم يذكر مثل ‪:‬ذلك في آل عمران حيث ذكر األيام ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫قوله تعالى ‪ِ ":‬إَّن َر َّبَك ُهَو َأْع َلُم َم ن َيِض ُّل َع ن َس ِبيِلِهۦۖ َو ُهَو َأْع َلُم ِبٱْلُمْهَتِد يَن "‬

‫‪117‬‬
‫وكذلك قوله تعالى ‪ُ ":‬قل َّر ِّبٓى َأْع َلُم َم ن َج ٓاَء ِبٱْلُهَد ٰى َو َم ْن ُهَو ِفى َض َٰل ٍۢل ُّم ِبيٍۢن "‬

‫يطرد ذكر ما سماه النجاة ض‪BB‬مير الفص‪BB‬ل أو العم‪BB‬اد في آي‪BB‬ات الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم ليص‪BB‬بح ظ‪BB‬اهرة‬

‫تس‪B‬تدعي الدراس‪B‬ة‪ ،‬ومم‪BB‬ا يلفت النظ‪BB‬ر وج‪B‬ود العدي‪BB‬د من اآلي‪BB‬ات المتش‪B‬ابهة ذك‪BB‬ر فيه‪BB‬ا الض‪BB‬مير‬
‫‪118‬‬
‫مقابل آيات أخرى لم يذكر فيها الضمير "‬

‫وهذا ما حدث ف‪-‬ي آية األنعام‪ ،‬حيث ذكر الضمير " هو " ولم يذكره في آية القصص ‪.‬‬

‫‪ 112‬سورة النساء( اآلية‪)43 :‬‬


‫‪ 113‬المرجع السابق‪ ،‬إعجاز القرآن البياني ودالئل مصدره الرباني‪ ،‬للدكتور صالح عبد الفتاح الخالدي‪،‬‬
‫ص ‪.257‬‬
‫‪ 114‬سورة األنعام( اآلية‪)60 :‬‬
‫‪ 115‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاصل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ 116‬سورة األنعام ( اآلية‪)117 :‬‬
‫‪ 117‬سورة القصص(اآلية‪)85 :‬‬
‫‪ 118‬تعاقب الذكر والحذف في آيات القرآن الكريم ‪ ،‬دراسة بالغية نحوية في إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تأليف‬
‫فاطمة فضل السعدي‪ ،‬ص‪. 112‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الذكر في األفعال ‪:‬‬

‫قوله تعالى ‪َ ":‬أَفَتْطَم ُع وَن َأن ُيْؤ ِم ُن وْا َلُك ْم َو َق ْد َك اَن َفِر ي‪ٌB‬ق ِّم ْن ُهْم َيْس َم ُعوَن َك َٰل َم ٱلَّلِه ُثَّم ُيَح ِّر ُف و ۥ‬
‫َنُه‬
‫‪119‬‬
‫ِم ۢن َبْع ِد َم ا َع َقُلوُه َو ُهْم َيْع َلُم وَن "‬

‫وقوله تعالى ‪ِ ":‬تْل َك ٱَأْلْم َٰث ُل َنْض ِر ُبَها ِللَّن اِس‬


‫‪َ ۖ29‬و َم ا َيْع ِق ُلَه ٓا ِإاَّل ٱْلَٰع ِلُم وَن "‪ ،120‬فاله‪BB‬اء في مح‪B‬ل‬ ‫َو‬

‫نصب مفعول ب‪B‬ه للفع‪B‬ل المتع‪B‬دي عق‪B‬ل‪ ،‬يعق‪B‬ل ‪ ،‬ومم‪B‬ا يلقى الض‪B‬وء على دالل‪B‬ة الفع‪B‬ل " يعق‪B‬ل"‬

‫‪119‬سورة البقرة (اآلية‪)75 :‬‬


‫‪ 120‬سورة العنكبوت (اآلية‪)43 :‬‬
‫متع‪BB‬ديا بذات‪BB‬ه أو متع‪BB‬ديا بح‪B‬رف الج‪B‬ر أو مكتفي‪BB‬ا بالدالل‪BB‬ة على الح‪B‬دث كفع‪BB‬ل الزم م‪BB‬ا ورد في‬
‫‪121‬‬
‫معجم غريب القرآن للراغب األصفهاني في داللة "عقل‪-‬يعقل"‬

‫وفي قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬و َلَق ْد َذ َر ْأَن ا ِلَج َهَّنَم َك ِث يًر ا ِّم َن ٱْلِج ِّن َو ٱِإْل نِس ۖ َلُهْم ُقُل وٌب اَّل َيْفَقُه وَن ِبَه ا‬

‫"‪ ،122‬في اآلي‪BB B‬تين الس‪BB B‬ابقتين ذك‪BB B‬ر الفع‪BB B‬ل (عق‪BB B‬ل‪-‬يعق‪BB B‬ل) وفي آي‪BB B‬ة األع‪BB B‬راف لم ي‪BB B‬ذكر الفع‪BB B‬ل‬

‫(عقل‪-‬يعقل) وإ نما ذكر الفعل (يفقه) رغم أن لهما نفس الداللة‪.‬‬

‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬و ُقْلَن ا َٰٓئَـ اَد ُم ٱْس ُك ْن َأنَت َو َز ْو ُج َك ٱْلَج َّن َة َو ُكاَل ِم ْن َه ا َر َغ ًد ا َحْي ُث ِش ْئ ُتَم ا َو اَل‬
‫َّٰظ‬
‫‪123‬‬
‫َتْقَر َبا َٰه ِذِه ٱلَّش َج َر َة َفَتُك وَنا ِم َن ٱل ِلِم يَن "‬

‫وق‪B‬ال في س‪B‬ورة األع‪BB‬راف ‪َ ":‬و َٰٓئَـاَد ُم ٱْس ُك ْن َأنَت َو َز ْو ُج َك ٱْلَج َّن َة َفُكاَل ِم ْن َحْي ُث ِش ْئ ُتَم ا َو اَل‬
‫َّٰظ‬
‫فعط ‪BB‬ف كال على قول ‪BB‬ه اس ‪BB‬كن بالف ‪BB‬اء في ه ‪BB‬ذه‬ ‫‪124‬‬
‫َتْقَر َب ا َٰه ِذِه ٱلَّش َج َر َة َفَتُك وَن ا ِم َن ٱل ِلِم يَن "‬

‫السورة‪ ،‬وعطفها عليه في س‪B‬ورة البق‪B‬رة ب‪B‬الواو‪ ،‬واألص‪BB‬ل في ذل‪B‬ك أن ك‪B‬ل فع‪B‬ل عط‪B‬ف علي‪B‬ه‬

‫م ‪BB‬ا يتعل ‪BB‬ق ب ‪BB‬ه تعل ‪BB‬ق الج ‪BB‬واب باالبت ‪BB‬داء ‪ ،‬وك ‪BB‬ان األول م ‪BB‬ع الث ‪BB‬اني بمع ‪BB‬نى الش ‪BB‬رط والج ‪BB‬زاء‪،‬‬

‫فاألصل فيه عطف الثاني على األول بالفاء دون الواو "‪.125‬‬

‫‪126‬‬
‫قوله تعالى ‪َ ":‬قْد َبَّيَّنا َلُك ُم ٱْل َء اَٰي ِت ۖ ِإن ُك نُتْم َتْع ِق ُلوَن "‬

‫‪ 121‬المرجع السابق تعاقب الذكر والحذف في آيات القرآن الكريم‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ 122‬سورة األعراف (اآلية‪)179 :‬‬
‫‪ 123‬سورة البقرة (اآلية‪)35 :‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪ 124‬سورة األعراف‪( ،‬اآلية‪)19 :‬‬
‫‪ 125‬درة التنزيل وغرة التأويل في بيان اآليات المتشابهات في كتاب هللا العزيز‪ ،‬برواية ابن أبي الفرج‬
‫األردستاني‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫وكث‪BB‬يرا م‪BB‬ا ورد‬ ‫‪127‬‬
‫وقول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪َ ":‬ك َٰذ ِلَك ُيْح ِى ٱلَّل ُه ٱْلَم ْو َتٰى َو ُي ِر يُك ْم َء اَٰي ِتِهۦ َلَع َّلُك ْم َتْع ِق ُل وَن "‬

‫الفع‪BB‬ل (عق‪BB‬ل) في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم ب‪BB‬دون أن يت‪BB‬وفي مفعول‪BB‬ه‪ ،‬ومن‪BB‬ه قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪َ ":‬أَفاَل َتْع َم ُل وَن‬

‫و" َلَع َّلُك ْم َتْع ِق ُلوَن " و" ِإن ُك نُتْم َتْع ِق ُلوَن "‪.‬‬ ‫‪128‬‬
‫"‬

‫ومما يلقي الضوء على داللة الفعل "يعقل" متعديا بذاته أو متعديا بحرف الجر أو مكتفيا‬
‫‪129‬‬
‫بالداللة على الحدث كفعل الزم ‪.‬‬

‫ق‪BB‬ال تع‪BB‬الى ‪ِ ":‬إَّن ٱلَّل َه اَل َيْغ ِف ُر َأن ُيْش َر َك ِبِهۦ َو َيْغ ِف ُر َم ا ُد وَن َٰذ ِل َك ِلَم ن َيَش ٓاُءۚ َو َم ن ُيْش ِر ْك‬

‫ِبٱلَّل ِه َفَق ِد ٱْفَت َر ٰٓى ِإْثًم ا َع ِظ يًم ا "‪ ،130‬وق‪BB‬ال في ه‪BB‬ذه الس‪BB‬ورة ‪ِ ":‬إَّن ٱلَّل َه اَل َيْغ ِف ُر َأن ُيْش َر َك ِبِهۦ‬
‫‪131‬‬
‫َو َيْغ ِف ُر َم ا ُد وَن َٰذ ِلَك ِلَم ن َيَش ٓاُءۚ َو َم ن ُيْش ِر ْك ِبٱلَّلِه َفَقْد َض َّل َض َٰل ًۢل ا َبِع يًد ا "‬

‫للس‪B‬ائل أن يس‪B‬أل فيق‪BB‬ول ‪":‬لم ك‪BB‬ان ج‪B‬واب من يش‪B‬رك باهلل في اآلي‪B‬ة األولى فق‪BB‬د اف‪B‬ترى إثم‪BB‬ا‬

‫عظيم‪BB‬ا‪ ،‬وجواب‪BB‬ه في اآلي‪BB‬ة الثاني‪BB‬ة فق‪BB‬د ض‪BB‬ل ض‪BB‬الال بعي‪BB‬دا ؟ فأم‪BB‬ا الج‪BB‬واب عن التك‪BB‬رار‪ ،‬فألن‬
‫‪132‬‬
‫هذه السورة لما اشتمل صدرها على ذكر األحكام وانتهى إلى ذكر التيمم ثم انقطع ذلك‬

‫‪ 126‬سورة آل عمران (اآلية‪)118 :‬‬


‫‪ 127‬سورة البقرة‪( ،‬اآلية‪)73 :‬‬
‫‪ 128‬سورة البقرة ‪( ،‬اآلية‪)44 :‬‬
‫‪ 129‬تعاقب الذكر والحذف في آيات القرآن الكريم‪ ،‬دراسة بالغية نحوية في إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تأليف د‬
‫‪.‬فاطمة فضل السعدي‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ 130‬سورة النساء ‪( ،‬اآلية‪)48 :‬‬
‫‪ 131‬سورة النساء (اآلية‪)116 :‬‬
‫‪ 132‬المرجع السابق‪ ،‬درة التنزيل وغرة التأويل في بيان اآليات المتشابهات في كتاب هللا العزيز‪ ،‬برواية ابن‬
‫أبي الفرج األردستاني‪ ،‬ص‪. 79‬‬
‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬ق اَل ُس ْب َٰح َنَك َم ا َيُك وُن ِلٓى َأْن َأُق وَل َم ا َلْي َس ِلى ِبَح ٍّق ۚ ِإن ُك نُت ُقْلُت ۥُه َفَق ْد‬
‫‪133‬‬
‫َع ِلْم َتُهۥۚ َتْع َلُم َم ا ِف ى َنْفِس ى َو ٓاَل َأْع َلُم َم ا ِف ى َنْفِس َك ۚ ِإَّنَك َأنَت َع َّٰل ُم ٱْلُغُيوِب "‬

‫الفع ‪BB‬ل "علم" ورد في الق ‪BB‬رآن الك ‪BB‬ريم في العدي ‪BB‬د مكن اآلي ‪BB‬ات متع ‪BB‬ديا كم ‪BB‬ا ه ‪BB‬و في اآلي ‪BB‬ة‬

‫الس ‪BB‬ابقة‪ ،‬كم ‪BB‬ا تع ‪BB‬ددت مواض ‪BB‬ع ح ‪BB‬ذف المفع ‪BB‬ول بع ‪BB‬د الفع ‪BB‬ل "علم" في آي ‪BB‬ات أخ ‪BB‬رى ‪َ ":‬و َأنُتْم‬

‫‪ِ "،‬إن ُك نُتْم َتْع َلُم وَن " وقول‪B‬ه تع‪B‬الى ‪ُ ":‬قْل َه ْل َيْس َتِو ى ٱَّلِذ يَن َيْع َلُم وَن َو ٱَّلِذ يَن اَل‬
‫‪134‬‬
‫‪135‬‬
‫َتْع َلُم وَن "‬
‫‪136‬‬
‫َيْع َلُم وَن ۗ ِإَّنَم ا َيَتَذ َّك ُر ُأْو ُلوْا ٱَأْلْلَٰبِب "‬

‫ف ‪BB‬التركيز في آي ‪BB‬ة المائ ‪BB‬دة على العم ‪BB‬وم والثاني ‪BB‬ة على العلم عام ‪BB‬ة‪ ،‬ونع ‪BB‬ود لنق ‪BB‬ول إذا ك ‪BB‬ان‬
‫‪137‬‬
‫التركيز على الحدث فال داعي لذكر المفعول‬

‫قوله تعالى ‪َ ":‬و َج َع ُلوْا ِلَّلِه ُش َر َك ٓاَء ٱْلِج َّن َو َخ َلَقُهْم ۖ َو َخ َر ُقوْا َل ۥُه َبِنيَن َو َبَٰنٍت ِبَغْي ِر ِع ْلٍۢم ۚ ُس ْب َٰح ۥ‬
‫َنُه‬
‫‪31‬‬ ‫‪138‬‬
‫َو َتَٰع َلٰى َع َّم ا َيِص ُفوَن "‬

‫إن جعلن ‪BB‬ا قول ‪BB‬ه " ِلَّل ِه ُش َر َك ٓاَء "مفع ‪BB‬ولي "جعل ‪BB‬وا" ألن " اهلل" في موض ‪BB‬ع الخ ‪BB‬بر المنس ‪BB‬وخ‪،‬‬

‫وش‪BB‬ركاء (نص‪BB‬ب في موض‪BB‬ع المبت‪BB‬دأ‪ ،‬وعلى ه‪BB‬ذا فيحتم‪BB‬ل وجهين ‪:‬أح‪BB‬دهما أن يك‪BB‬ون مفع‪BB‬وال‬

‫بفع‪BB‬ل ) مح‪B‬ذوف دل علي‪BB‬ه س‪B‬ؤال مق‪BB‬در‪ ،‬كأن‪BB‬ه قي‪BB‬ل ‪:‬أجعل‪BB‬وا هلل ش‪B‬ركاء ؟ قي‪BB‬ل ‪ :‬جعل‪BB‬وا الجن‪،‬‬

‫فيفي‪BB‬د الكالم إنك‪BB‬ار الش‪BB‬ريك مطلق‪BB‬ا‪ ،‬ف‪BB‬دخل اعتق‪BB‬اد الش‪BB‬ريك من غ‪BB‬ير الجن ب‪BB‬دال من "ش‪BB‬ركاء"‬
‫‪ 133‬سورة المائدة (اآلية‪)116 :‬‬
‫‪ 134‬سورة البقرة (اآلية‪)22 :‬‬
‫‪ 135‬سورة البقرة (اآلية‪)184 :‬‬
‫‪ 136‬سورة الزمر (اآلية‪)09 :‬‬
‫‪ 137‬تعاقب الذكر والحذف في آيات القرآن الكريم‪ ،‬دراسة بالغية نحوية في إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬تأليف د‬
‫‪.‬فاطمة فضل السعدي‪،‬ص‪.131‬‬
‫‪138‬سورة األنعام (اآلية‪)100 :‬‬
‫فيفيد إنكار الشريك مطلقا كما سبق‪ ،‬وإ ن جعل "اهلل " صلة كان "شركاء الجن" مفع‪BB‬ولين ق‪BB‬دم‬
‫‪139‬‬
‫ثانيهما على أولهما‪ ،‬وعلى هذا فال حذف‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الذكر في الحروف ‪:‬‬

‫َّل‬ ‫ِت ِن ِت‬ ‫ِن‬ ‫ِم‬ ‫قول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪ِ ":‬إاَّل َّلِذ‬


‫ٱ يَن َظَلُم وْا ْن ُهْم َفاَل َتْخ َش ْو ُهْم َو ٱْخ َش ْو ى َو ُأِل َّم ْع َم ى َع َلْي ُك ْم َو َلَع ُك ْم‬
‫‪141‬‬
‫‪ ،‬وقول ‪BB‬ه ‪ ":‬اْلَي ْو َم َيِئَس اَّل ِذ يَن َك َف ُر وْا ِم ن ِد يِنُك ْم َفَال َتْخ َش ْو ُهْم َو اْخ َش ْو ِن "‬ ‫‪140‬‬
‫َتْهَت ُد وَن "‬

‫وقوله ‪َ ":‬فاَل َتْخ َش ُو ْا ٱلَّناَس َو ٱْخ َش ْو ِن "‬


‫‪ 14232‬فذكر الياء في (اخش‪BB‬وني) في آي‪BB‬ة البق‪BB‬رة‪ ،‬وح‪BB‬ذفها‬

‫واجتزأ بالكسرة في آيتي المائ‪B‬دة‪ ،‬وذل‪B‬ك أن الس‪B‬ياق في البق‪B‬رة يس‪B‬تدعي تح‪B‬ذير المس‪B‬لمين من‬

‫خش ‪BB‬ية الن ‪BB‬اس وع ‪BB‬دم االلتف ‪BB‬ات إلى أراجيفهم‪ ،‬كم ‪BB‬ا يس ‪BB‬تدعي ت ‪BB‬وجيههم إلى مراقب ‪BB‬ة اهلل تع ‪BB‬الى‬

‫‪ 139‬البرهان في علوم القرآن ‪ ،‬تأليف اإلمام بدر الدين محمد بن عبد هللا الزركشي‪ ،‬ص‪.750‬‬
‫‪ 140‬سورة البقرة‪( ،‬اآلية‪)150 :‬‬
‫‪ 141‬سورة المائدة (اآلية‪)03 :‬‬
‫‪ 142‬سورة المائدة (اآلية‪)44 :‬‬
‫وخشيته أكثر بكثير مما في المواطنين اآلخرين‪ ،‬وذلك أن السياق في البقرة في تبديل الفيلة‬

‫من بيت المق‪BB‬دس إلى المس‪BB‬جد الح‪BB‬رام في مك‪BB‬ة‪ ،‬وق‪BB‬د أرج‪BB‬ف اليه‪BB‬ود والمن‪BB‬افقون بس‪BB‬بب ه‪BB‬ذا‬

‫التغي‪BB‬ير وأك‪BB‬ثروا الق‪BB‬ول في‪BB‬ه‪ ،‬فاس‪BB‬تدعى ذل‪BB‬ك توجي‪BB‬ه المس‪BB‬لمين إلى ع‪BB‬دم االلتف‪BB‬ات إلى أق‪BB‬وال‬

‫أعداء اهلل أو خشيتهم وإ نما عليهم أن يخافوا اهلل وحده ف‪BB‬أبرز الض‪BB‬مير العائ‪BB‬د على اهلل تع‪BB‬الى‬
‫‪143‬‬
‫فقال ‪َ ":‬فاَل َتْخ َش ْو ُهْم َو ٱْخ َش ْو ِنى"‬

‫َّل‬ ‫ِتِه ِل‬ ‫ِنِه‬ ‫ِف‬ ‫ِة‬ ‫َّل‬


‫قوله تعالى ‪َ ":‬و ٱل ُه َي ْد ُعٓو ْا ِإَلى ٱْلَج َّن َو ٱْلَم ْغ َر ِة ِبِإْذ ۦۖ َو ُيَبِّيُن َء اَٰي ۦ لَّن اِس َلَع ُهْم َيَت َذ َّك ُر وَن‬
‫‪145‬‬
‫وفي آيات أخرى ‪َٰ ":‬ذ ِلَك ِم ْن َء اَٰي ِت ٱلَّلِه َلَع َّلُهْم َيَّذ َّك ُر وَن "‬ ‫‪144‬‬
‫"‬

‫وق‪BB‬د يس‪BB‬تعمل الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم المف‪BB‬ردة أحيان‪BB‬ا مبدل‪BB‬ة وأحيان‪BB‬ا غ‪BB‬ير مبدل‪BB‬ة وذل‪BB‬ك نح‪BB‬و "يت‪BB‬ذكر"‬

‫و"يّذ ّك ر" ‪" ،‬يتدبر" و"يّد ّب ر" ‪ ،‬ونحو مكة وبكة ‪ ،‬وبسطة وبصطة‪ ،‬إننا نرى أن ك‪BB‬ل تغي‪BB‬ير في‬

‫التعب‪BB‬ير الق‪BB‬رآني مهم‪BB‬ا ك‪BB‬ان فل‪BB‬ه س‪BB‬بب‪ ،‬وال يك‪BB‬ون تغي‪BB‬ير من دون س‪BB‬بب‪ ،‬ق‪BB‬د ت‪BB‬رد الكلم‪BB‬ة في‬

‫التعب‪BB‬ير الق‪BB‬رآني مبدل‪BB‬ة مدغم‪BB‬ة م‪BB‬رة‪ ،‬وم‪BB‬رة أخ‪BB‬رى ت‪BB‬رد غ‪BB‬ير مبدل‪BB‬ة "‪ ،146‬كم‪BB‬ا ج‪BB‬اء في آي‪BB‬ة‬

‫البقرة "يتذكرون" بذكر التاء وفي آية األعراف "يّذ ّك رون" بحذفها ‪.‬‬

‫ِت‬ ‫ِإ‬ ‫ِم ِلِه‬ ‫ِإاَّل‬


‫وقوله تعالى ‪َ ":‬و َم ا ُم َح َّم ٌد َر ُس وٌل َق ْد َخ َلْت ن َقْب ٱلُّر ُس ُل ۚ َأَف ْي ن َّم اَت َأْو ُق َل ٱنَقَلْب ُتْم‬
‫َٰخ ِل‬ ‫ِل‬ ‫ِل‬
‫وقول‪BB‬ه تع‪BB‬الى ‪َ ":‬و َم ا َج َع ْلَن ا َبَش ٍۢر ِّم ن َقْب َك ٱْلُخ ْل َد ۖ َأَف ِإْي ن ِّم َّت َفُهُم ٱْل ُد وَن‬
‫‪147‬‬
‫َع َلٰٓى َأْع َٰق ِبُك ْم "‬

‫التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السابرائي‪ ،‬ص‪.86‬‬


‫‪33‬‬ ‫‪143‬‬

‫‪ 144‬سورة البقرة ( اآلية‪)221 :‬‬


‫‪ 145‬سورة األعراف(اآلية‪)26 :‬‬
‫‪ 146‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪،‬د فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ 147‬سورة آل عمران (اآلية‪)144 :‬‬
‫‪ ،‬وردت كلم‪BB‬ة "ف‪BB‬إن" بش‪BB‬كلها الع‪BB‬ادي م‪BB‬رات عدي‪BB‬دة موزع‪BB‬ة على آي‪BB‬ات الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم‪،‬‬ ‫‪148‬‬
‫"‬

‫غير أنه حينما تع‪B‬رض الق‪B‬رآن الك‪B‬ريم ل‪B‬ذكر م‪B‬وت الرس‪B‬ول ص‪B‬لى اهلل علي‪B‬ه وس‪B‬لم فق‪B‬د خص‪B‬ه‬

‫بكلمة " َأَفِإْي ن " بشكلها غي الع‪B‬ادي حيث إنه‪B‬ا زادت ح‪B‬رف "الي‪B‬اء" ‪ ،‬وذل‪B‬ك ليلفت النظ‪B‬ر إلى‬

‫أن الرس‪BB‬ول ص‪BB‬لى اهلل علي‪BB‬ه وس‪BB‬لم س‪BB‬يموت مث‪BB‬ل البش‪BB‬ر جميع‪BB‬ا ‪...‬وعلى المس‪BB‬لمين أال ينقلب‪BB‬وا‬

‫على أعق ‪BB‬ابهم بع ‪BB‬د موت ‪BB‬ه ‪ ....‬وأال يص ‪BB‬يبهم ذل ‪BB‬ك الح ‪BB‬دث بال ‪BB‬ذهول وع ‪BB‬دم االت ‪BB‬زان ‪ ...‬وإ نم ‪BB‬ا‬

‫يتماسكوا ويعلموا أن اهلل سبحانه وتع‪B‬الى لم يجع‪B‬ل ألح‪B‬د من قبل‪B‬ه الخل‪B‬د ‪ ...‬وق‪B‬د ك‪B‬ان موق‪B‬ف‬

‫س‪BB‬يدنا أبي بك‪BB‬ر الص‪BB‬ديق عظيم‪BB‬ا حيث ذك‪BB‬ر ه‪BB‬ذه اآلي‪BB‬ة الكريم‪BB‬ة ال‪BB‬تي أع‪BB‬ادت للن‪BB‬اس رش‪BB‬دهم‬

‫وال‪BB‬تي احت‪BB‬وت كلم‪BB‬ة " َأَف ِإْي ن " بش‪BB‬كلها غ‪BB‬ير الع‪BB‬ادي‪ ،‬ك‪BB‬ذلك احت‪BB‬وت آي‪BB‬ة كريم‪BB‬ة أخ‪BB‬رى ه‪BB‬ذه‬

‫الكلمة بشكلها غير العادي وكانت خاصة أيضا بموت الرسول صلى اهلل عليه وس‪BB‬لم ‪ ،‬علم‪BB‬ا‬
‫‪149‬‬
‫أنه لم يرد في القرآن كله هذا الشكل غير العادي لهذه الكلمة إال في هذين الموضعين ‪:‬‬

‫موضع في سورة آل عمران‪ ،‬وموضع آخر في سورة األنبياء فقط ‪.‬‬

‫وفيم‪BB‬ا يلي أمثل‪BB‬ة لكلم‪BB‬ة "إن" وملحقاته‪BB‬ا وال‪BB‬تي وردت في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم كل‪BB‬ه ب‪BB‬دون "الي‪BB‬اء"‬
‫‪150‬‬

‫‪ 148‬سورة األنبياء‪( ،‬اآلية‪)34 :‬‬


‫‪ 149‬إعجاز رسم القرآن وإعجاز التالوة‪ ،‬تأليف محمد شملول‪ ،‬ص‪.147-146‬‬
‫‪ 150‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫وقوله تع‪BB‬الى ‪َ ":‬ف ِإْن َخ َر ْج َن َفاَل‬
‫‪151‬‬
‫قوله تعالى ‪َ ":‬و َلِئن ُّم ُّتْم َأْو ُقِتْلُتْم ِإَل َلى ٱلَّلِه ُتْح َش ُر وَن "‬
‫‪153‬‬
‫‪ ،‬وقوله تعالى ‪َ ":‬فِإْن َء اَم ُنوْا ِبِم ْثِل َم ٓا َء اَم نُتم ِبِهۦ َفَقِد ٱْهَتَد وْا "‬ ‫‪152‬‬
‫ُجَناَح َع َلْي ُك ْم "‬

‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬ق اُلٓو ْا َأَلْم َتُك ْن َأْر ُض ٱلَّل ِه َٰو ِس َع ًة َفُتَه اِج ُر وْا ِف يَه اۚ َفُأْو َٰٓلِئ َك َم ْأَو ٰى ُهْم َج َهَّنُم ۖ ‬ ‫‪-‬‬

‫َو َس ٓاَء ْت َم ِص يًر ا " ‪ ،‬ف ‪BB‬إن ك ‪BB‬ون تالوة اآلي ‪BB‬ات ق ‪BB‬د اكتم ‪BB‬ل كون ‪BB‬ه وتم وك ‪BB‬ذلك ‪َ ":‬أَلْم َتُك ْن‬
‫‪154‬‬

‫‪ ،‬هذا قد تم تكوينه ‪...‬‬ ‫‪155‬‬


‫َء اَٰي ِتى ُتْتَلٰى َع َلْي ُك ْم َفُك نُتم ِبَها ُتَك ِّذ ُبوَن "‬

‫‪156‬‬
‫وفي قوله تعالى ‪َ ":‬و ِإ ن َتُك َح َس َنًة ُيَٰض ِع ْفَها َو ُيْؤ ِت ِم ن َّلُدْن ُه َأْج ًر ا َع ِظ يًم ا "‬

‫حذفت النون تنبيها على أنها ك‪B‬انت ص‪B‬غيرة المق‪B‬دار حق‪B‬يرة في االعتب‪B‬ار ف‪B‬إن إلي‪B‬ه ترتيبه‪B‬ا‬
‫‪34‬‬

‫وك‪B‬ذلك " َق اُلٓو ْا َأَو َلْم َت ُك‬


‫‪157‬‬
‫وتضاعيفها‪ ،‬ومثلها ‪َٰ ":‬ي ُبَنَّى ِإَّنَهٓا ِإن َتُك ِم ْثَق اَل َح َّبٍۢة ِّم ْن َخ ْر َد ٍل "‬

‫جاءتهم الرسل من أقرب شيء في البيان‬ ‫‪158‬‬


‫َتْأِتيُك ْم ُر ُس ُلُك م ِبٱْلَبِّيَٰنِت ۖ َقاُلوْا َب َلٰى ۚ َقاُلوْا َفٱْد ُع وْا "‬

‫ال‪BB‬ذي أق‪BB‬ل من مب‪BB‬دأ في‪BB‬ه‪ ،‬وه‪BB‬و الحس إلى العق‪BB‬ل إلى ال‪BB‬ذكر‪ ،‬ورق‪BB‬وهم من أخفض رتب‪BB‬ة وهي‬

‫‪ 151‬سورة آل عمران(اآلية‪)158 :‬‬


‫‪ 152‬سورة البقرة (اآلية‪)240 :‬‬
‫‪ 153‬سورة البقرة (اآلية‪)137 :‬‬
‫‪ 154‬سورة النساء (اآلية‪)97 :‬‬
‫‪ 155‬سورة المؤمنون (اآلية‪)105 :‬‬
‫‪ 156‬سورة النساء (اآلية‪)40 :‬‬
‫‪ 157‬سورة لقمان (اآلية‪)16 :‬‬
‫‪ 158‬سورة غافر (اآلية‪)50 :‬‬
‫الجه ‪BB‬ل إلى أرف ‪BB‬ع درج ‪BB‬ة في العلم وه ‪BB‬و اليقين‪ ،‬وه ‪BB‬ذا بخالف قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬أَلْم َتُك ْن َء اَٰي ِتى‬
‫‪159‬‬
‫ُتْتَلٰى َع َلْي ُك ْم " في سورة المؤمنون و" َأَلْم َتُك ْن َأْر ُض ٱلَّلِه َٰو ِس َع ًة َفُتَهاِج ُر وْا ِف يَها "‬

‫قوله تعالى ‪َ ":‬و َء اُتوْا ٱْلَيَٰتَم ٰٓى َأْم َٰو َلُهْم ۖ َو اَل َتَتَب َّد ُلوْا ٱْلَخ ِبيَث ِب ٱلَّطِّيِب ۖ َو اَل َت ْأُك ُلٓو ْا َأْم َٰو َلُهْم ِإَلٰٓى‬ ‫‪-‬‬

‫وقوله تعالى ‪":‬اَّل َيِح ُّل َلَك ٱلِّنَس ٓاُء ِم ۢن َبْع ُد َو ٓاَل َأن َتَب َّد َل‬ ‫َأْم َٰو ِلُك ْم ۚ ِإَّن ۥُه َك اَن ُح وًبا َك ِبيًر ا "‬
‫‪160‬‬

‫ِبِه َّن ِم ْن َأْز َٰو ٍۢج َو َلْو َأْعَجَبَك ُحْس ُنُهَّن ِإاَّل َم ا َم َلَك ْت َيِم يُنَك ۗ َو َك اَن ٱلَّل ُه َع َلٰى ُك ِّل َش ْى ٍۢء َّر ِقيًب ا‬

‫‪ ،‬فقال في آية األحزاب ‪َ ":‬تَبَّد ل" بحذف إحدى التاءين ‪ ،‬وقال في آية النس‪BB‬اء ‪َ ":‬و اَل‬
‫‪161‬‬
‫"‬

‫َتَتَبَّد ُلوْا " من دون الحذف ‪ ،‬ذلك أن آية األحزاب حكمها مقصور على الرسول ص‪B‬لى اهلل‬

‫علي‪BB‬ه وس‪BB‬لم فه‪BB‬و منهي عن أن يتب‪BB‬دل بأزواج‪BB‬ه أزواج‪BB‬ا‪ ،‬أم‪BB‬ا اآلي‪BB‬ة الثاني‪BB‬ة‪ ،‬فهي حكم ع‪BB‬ام‬

‫للمس ‪BB‬لمين على م ‪BB‬ر العص ‪BB‬ور‪ ،‬فق ‪BB‬ال في الحكم المح ‪BB‬دد والح ‪BB‬دث المقص ‪BB‬ور على ش ‪BB‬خص‬

‫واح‪BB B‬د (تب‪BB B‬دل) بالح‪BB B‬ذف من الفع‪BB B‬ل ‪ ،‬وق‪BB B‬ال في الحكم الع‪BB B‬ام الممت‪BB B‬د على م‪BB B‬ر العص‪BB B‬ور‬

‫(َتَتَب َّد ُلوْا) فج‪BB‬اء بالص‪BB‬يغة القص‪BB‬يرة للح‪BB‬دث القص‪BB‬ير‪ ،‬وبالص‪BB‬يغة الطويل‪BB‬ة للح‪BB‬دث الطوي‪BB‬ل‬
‫‪162‬‬
‫الممتد "‬

‫‪َ35‬ن َأْن َء اِم ُن وْا ِبى َو ِبَر ُس وِلى َق اُلٓو ْا َء اَم َّن ا َو ٱْش َهْد‬
‫قول ‪BB‬ه تع ‪BB‬الى ‪َ ":‬و ِإْذ َأْو َحْيُت ِإَلى ٱْلَح َو اِر ِّيۦ‬

‫ِبَأَّنَن ا ُم ْس ِلُم وَن " ‪ ،‬وقول‪BB‬ه ‪َ ":‬فَلَّم ٓا َأَح َّس ِع يَس ٰى ِم ْن ُهُم ٱْلُكْف َر َق اَل َم ْن َأنَص اِر ٓى ِإَلى ٱلَّلِه ۖ َق اَل‬
‫‪163‬‬

‫‪ 159‬التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪ – 79‬بتصرف‪-‬‬


‫‪ 160‬سورة النساء (اآلية‪)02 :‬‬
‫‪ 161‬سورة األحزاب (اآلية‪)52 :‬‬
‫‪ 162‬بالغة الكلمة في التعبير القرآني‪ ،‬الدكتور فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ 163‬سورة المائدة ‪( ،‬اآلية‪)111 :‬‬
‫ٱْلَح َو اِر ُّي وَن َنْح ُن َأنَص اُر ٱلَّلِه َء اَم َّن ا ِبٱلَّلِه َو ٱْش َهْد ِبَأَّن ا ُم ْس ِلُم وَن " ‪ ،164‬فح‪BB‬ذف الن‪BB‬ون من "أن‪BB‬ا"‬

‫في آي ‪BB‬ة آل عم ‪BB‬ران ‪ ،‬وثبتت في آي ‪BB‬ة المائ ‪BB‬دة ‪ ،‬فقي ‪BB‬ل "إنن ‪BB‬ا" وس ‪BB‬بب ذل ‪BB‬ك واهلل أع ‪BB‬ل "أن آي ‪BB‬ة‬

‫المائ ‪BB‬دة لّم ا ورد فيه ‪BB‬ا من التفص ‪BB‬يل فيم ‪BB‬ا يجب اإليم ‪BB‬ان به ‪BB‬و ذل ‪BB‬ك قول ‪BB‬ه ‪َ ":‬أْن َء اِم ُن وْا ِبى و‬

‫ِبَر ُس وِلى " فجاء على أتم عبارة في المطلوب وأوفاها ناس‪B‬ب ذل‪B‬ك (أنن‪B‬ا ) على أوفى الح‪B‬الين‬

‫وهو الورود على األصل‪ .‬ولما لم يقع إفصاح بهذا التفصيل في سورة آل عمران حين قال‬

‫تع‪BB‬الى ‪َ ":‬ق اَل ٱْلَح َو اِر ُّي وَن َنْح ُن َأنَص اُر ٱلَّلِه َء اَم َّن ا ِبٱلَّلِه "‪ ،‬فلم يق‪BB‬ع هن‪BB‬ا ‪( :‬وبرس‪BB‬وله) إيج‪BB‬ازا‬

‫للعلم ب ‪BB‬ه وش‪BB‬هادة الس‪BB‬ياق ناس‪BB‬ب ه ‪BB‬ذا اإليج‪BB‬از اإليج‪BB‬از ‪ ،‬كم ‪BB‬ا ناس‪BB‬ب اإلتم ‪BB‬ام في آي ‪BB‬ة المائ ‪BB‬دة‬

‫اإلتمام‪ ،‬فقيل هنا ‪":‬واشهد بأنا مسلمون )وجاء ك‪B‬ل على م‪B‬ا يجب‪ ،‬ول‪B‬و ق‪B‬در ورد العكس لم‪B‬ا‬
‫‪165‬‬
‫ناسب "‬

‫َٰٓل‬
‫قوله تعالى ‪َ ":‬ه ْل َينُظُر وَن ِإٓاَّل َأن َتْأِتَيُهُم ٱْلَم ِئَكُة َأْو َيْأِتَى َر ُّبَك َأْو َي ْأِتَى َبْعُض َء اَٰي ِت َر ِّب َك‬

‫ۗ َيْو َم َيْأِتى َبْعُض َء اَٰي ِت َر ِّبَك اَل َينَفُع َنْفًس ا ِإيَٰم ُنَه ا َلْم َتُك ْن َء اَم َنْت ِم ن َقْب ُل َأْو َك َس َبْت ِفٓى ِإيَٰم ِنَه ا‬
‫‪166‬‬
‫َخْي ًر اۗ ُقِل ٱنَتِظ ُر ٓو ْا ِإَّنا ُم نَتِظ ُر وَن "‬

‫وقوله تعالى ‪َ":‬ي ْو َم َي ْأِت اَل َتَك َّلُم َنْفٌس ِإاَّل ِبِإْذ ِنِهۦۚ َفِم ْن ُهْم َش ِق ٌّى َو َس ِع يٌد "‪ ،167‬ف‪BB‬ذكر "الي‪BB‬اء" في‬

‫كلمة "ياتي" في سورة األنعام‪ ،‬وحذف الي‪BB‬اء من "ي‪BB‬أت" في س‪BB‬ورة ه‪BB‬ود‪ ،‬واج‪BB‬تزأ بالكس‪BB‬رة في‬
‫‪168‬‬
‫آية هود دون آية األنعام‪ ،‬ولهذا الذكر سببه وللحذف أيضا سببه "‬
‫‪ 164‬سورة آل عمران (اآلية‪)52 :‬‬
‫‪ 165‬التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ 166‬سورة األنعام (اآلية‪)158 :‬‬
‫‪ 167‬سورة هود(اآلية‪)105 :‬‬
‫‪ 168‬التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪ - ،88‬بتصرف‪-‬‬

‫‪36‬‬
‫ِإ‬ ‫َّلِه‬ ‫َّلِه‬ ‫ِإ‬
‫قوله تعالى ‪ُ ":‬قْل َأَر َء ْي َتُك ْم ْن َأَتٰى ُك ْم َع َذ اُب ٱل َأْو َأَتْتُك ُم ٱلَّساَع ُة َأَغْي َر ٱل َتْد ُع وَن ن ُك نُتْم‬
‫َّل‬ ‫َٰص ِد ِق يَن "‬
‫وقوله تعالى ‪ُ ":‬قْل َأَر َء ْي ُتْم ِإْن َأَخ َذ ٱل ُه َسْمَع ُك ْم َو َأْب َٰص َر ُك ْم َو َخَتَم َع َلٰى ُقُل وِبُك م َّم ْن‬
‫‪169‬‬

‫ِإَٰل ٌه َغْي ُر ٱلَّلِه َي ْأِتيُك م ِب ِه ۗ ٱنُظ ْر َك ْي َف ُنَص ِّر ُف ٱْل َء اَٰي ِت ُثَّم ُهْم َيْص ِد ُفوَن "‪ ،170‬ف‪BB‬أنت ت‪BB‬رى أن‪BB‬ه‬

‫ق‪BB‬ال م‪BB‬رة (أرأيتم) وم‪BB‬رة أخ‪BB‬رى (أرأيتكم) بزي‪BB‬ادة الك‪BB‬اف‪ ،‬وه‪BB‬ذه الزي‪BB‬ادة إنم‪BB‬ا تك‪BB‬ون لغ‪BB‬رض‬

‫توكيد الخطاب‪ ،‬وذلك كأن يكون المخاطب غافال أو يكون األمر ي‪BB‬وجب زي‪BB‬ادة التنبي‪BB‬ه وإ نم‪BB‬ا‬

‫فرق بين الخطابين لسببين واهلل أعلم ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أنه قال في اآلية األولى ‪ُ ":‬قْل َأَر َء ْي ُتْم ِإْن َأَخ َذ ٱلَّل ُه َس ْمَع ُك ْم َو َأْب َٰص َر ُك ْم َو َخَتَم َع َلٰى‬

‫ُقُل وِبُك م " فاحت ‪BB‬اجوا بع ‪BB‬د إلى زي ‪BB‬ادة في التنبي ‪BB‬ه والخط ‪BB‬اب‪ ،‬وذل ‪BB‬ك ب ‪BB‬أن فاق ‪BB‬د الس ‪BB‬مع والبص ‪BB‬ر‬

‫والمخت ‪BB‬وم على قلب ‪BB‬ه ب ‪BB‬ه حاج ‪BB‬ة إلى زي ‪BB‬ادة خط ‪BB‬اب وتنبي ‪BB‬ه أك ‪BB‬ثر من الس ‪BB‬وي فق ‪BB‬ال فيم ‪BB‬ا بع ‪BB‬د‬

‫(أرأيتكم)‪.‬‬

‫والسبب الثاني ‪ :‬أن اآلية الثانية أشد من اآلية األولى تنكيال وعذابا‪ ،‬فإن فيه‪BB‬ا ع‪BB‬ذاب اهلل‬

‫الذي هو أشد من أخذ السمع والبصر‪ ،‬فاحتاج الموق‪B‬ف إلى تنبي‪B‬ه أك‪B‬ثر وزي‪B‬ادة ح‪B‬ذر وحيط‪B‬ة‬
‫‪171‬‬
‫فجاءت بكاف الخطاب ‪.‬‬

‫‪ 169‬سورة األنعام ( اآلية‪)40 :‬‬


‫‪ 170‬سورة األنعام( اآلية‪)46 :‬‬
‫‪ 171‬التعبير القرآني‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬ص‪.98-97‬‬
‫‪37‬‬

‫الخاتمة‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫في ختام هذا‪ ،‬فلقد توصلنا إلى نتائج أفرزتها هذه الدراسة وجاءت كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬الحذف ليس كم‪B‬ا يفهم من الوهل‪B‬ة األولى أن‪B‬ه إس‪B‬قاط وإ خف‪B‬اء وإ ض‪B‬مار ب‪B‬ل ه‪B‬و الغ‪B‬ائب‬

‫الحاضر‪ ،‬هو حذف باطنه ذكر وليس معدومًا دومًا‪.‬‬


‫‪ .2‬ب ‪BB B‬دأ البحث بعلم النح ‪BB B‬و وذل ‪BB B‬ك ألس ‪BB B‬بقيته على العل ‪BB B‬وم األخ ‪BB B‬رى وِا عتراف‪ًB B B‬ا من البحث‬

‫بأولوي ‪BB‬ة النح ‪BB‬و دون س ‪BB‬واه فيم ‪BB‬ا يخص ه ‪BB‬ذه الظ ‪BB‬اهرة والتأكي ‪BB‬د على جع ‪BB‬ل علم المع ‪BB‬اني ِا بن‪ًB B‬ا‬

‫ش ‪BB‬رعيًا للنح ‪BB‬و ل ‪BB‬ه‪ ،‬لدرج ‪BB‬ة أَّن ه س ‪BB‬مي من قب ‪BB‬ل (مع ‪BB‬اني النح ‪BB‬و) وق ‪BB‬د تلمس ‪BB‬نا ذل ‪BB‬ك من خالل‬

‫العامل‪ ،‬والتقدير واإلعراب‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا ك‪BB‬انت ه‪BB‬ذه الظ‪BB‬اهرة ق‪BB‬د أتت ض‪BB‬من مب‪BB‬احث علم المع‪BB‬اني‪ ،‬فإنه‪BB‬ا ق‪BB‬د ربطت عل‪BB‬وم‬

‫البالغ ‪BB‬ة جميع‪ًB B‬ا برب ‪BB‬اط س ‪BB‬رى وق ‪BB‬د أحس الق ‪BB‬ارئ أن البالغ ‪BB‬ة ركيزته ‪BB‬ا وعماده ‪BB‬ا‪ ،‬وقوامه ‪BB‬ا‬

‫ظاهرة الذكر والحذف‪ ،‬ال تنفك عنها وال تعدوها وإ نما تدور في فلكها وعقالها‪.‬‬

‫‪ .4‬البالغ‪BB‬ة الص‪BB‬وتية‪ ،‬تل‪BB‬ك ال‪BB‬تي تعتم‪BB‬د اإلش‪B‬ارة وتعب‪BB‬يرات الوج‪B‬ه وإ يماءات‪BB‬ه وج‪B‬اء الوج‪B‬ه‬

‫داًال على ال ‪BB‬ذكر والح ‪BB‬ذف‪ ،‬وت ‪BB‬راوحت تل ‪BB‬ك الظ ‪BB‬اهرة م ‪BB‬ع تغي ‪BB‬يرات الوج ‪BB‬ه‪ ،‬ومن ثم ج ‪BB‬اءت‬

‫متوائم‪BB‬ة مع‪BB‬ه‪ ،‬وتمث‪BB‬ل الق‪BB‬ارئ ذل‪BB‬ك تم‪BB‬ثيًال واض‪BB‬عًا‪ ،‬لق‪BB‬د مثلت ه‪BB‬ذه الظ‪BB‬اهرة اإلب‪BB‬داع فأص‪BB‬بح‬

‫مقروءًا ومسموعًا ومرئيًا‪.‬‬

‫إنها صوت وصورة‪ ،‬إنها حياة كاملة‪.‬‬

‫وفي األخ‪BB‬ير فق‪BB‬د لفت نظرن‪BB‬ا أن األس‪BB‬لوب الق‪BB‬رآني أعطى «ه‪BB‬اء التش‪BB‬بيه» من تب‪BB‬اين‬ ‫‪-‬‬

‫والرتب‪BB B‬ة ومن ال‪BB B‬ذكر والح‪BB B‬ذف م‪BB B‬ا ي‪BB B‬دل على دق‪BB B‬ة التعب‪BB B‬ير‪ ،‬ف‪BB B‬إذا ذك‪BB B‬رت «اله‪BB B‬اء»‪ ،‬فهي في‬

‫موضعها المناسب‪ ،‬وإ ذا حذفت فإن السياق ال يقتض‪B‬ي وجوده‪B‬ا‪ ،‬مّم ا ع‪B‬زز الق‪B‬ول ب‪B‬أّن تب‪B‬اين‬

‫الصيغة يحدث تباينًا في الداللة‪.‬‬

‫واهلل الموفق والهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬


‫‪39‬‬

‫الملخص ‪:‬‬

‫وهك‪BB‬ذا حاولن‪BB‬ا في ه‪BB‬ذه الم‪BB‬ذكرة –على ق‪BB‬در المس‪BB‬تطاع‪ -‬أن نتن‪BB‬اول درس آي‪BB‬ات من الق‪BB‬رآن‬

‫الكريم‪ ،‬تميزت بحذف الكلمة وذكرها في القرآن الكريم‪.‬‬

‫وق ‪BB‬د بلغن ‪BB‬ا –بحم ‪BB‬د اهلل تع ‪BB‬الى‪ -‬نهاي ‪BB‬ة المط ‪BB‬اف لخ ‪BB‬وض تجرب ‪BB‬ة عميق ‪BB‬ة في رح ‪BB‬اب كت ‪BB‬اب اهلل‬

‫المعج‪BB‬ز؛ وذل‪BB‬ك أن ك‪BB‬ل آي‪BB‬ة –وإ ن ب‪BB‬دت مش‪BB‬ابهة في س‪BB‬ورة أخ‪BB‬رى‪ -‬فإنه‪BB‬ا تأخ‪BB‬ذ ج‪BB‬و الس‪BB‬ورة‬

‫ال‪BB B‬تي وردت فيه‪BB B‬ا؛ فيك‪BB B‬ون ل‪BB B‬ذكرها في موض‪BB B‬عها حكم‪BB B‬ة تختل‪BB B‬ف عن ذكره‪BB B‬ا في الموض‪BB B‬ع‬

‫اآلخ‪BB‬ر‪ ،‬وإ ّن إدراك ه‪BB‬ذا التش‪BB‬ابه في مواض‪BB‬عه المتع‪BB‬ددة يحت‪BB‬اج إلى موهب‪BB‬ة ومه‪BB‬ارة وإ حاط‪BB‬ة‬

‫بقواعد اللغ‪BB‬ة ودقائقه‪BB‬ا‪ ،‬وإ لى ص‪BB‬فاء ال‪BB‬ذهن وق‪B‬وة اإلدراك‪ ،‬وق‪B‬د تعج‪B‬ز أحيان‪BB‬ا عن إدراك ه‪BB‬ذه‬

‫األس‪BB‬رار‪ ،‬إّال أن ه‪BB‬ذا كل‪BB‬ه لم يح‪BB‬ل دون مواص‪BB‬لة البحث من أج‪BB‬ل الكش‪BB‬ف عن أس‪BB‬رار البي‪BB‬ان‬

‫القرآني ومواطن اإلعجاز فيه‪.‬‬

‫و يمكننا تلخيص ما توصلت إليه الدراسة في النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إن ظاهرة الذكر والحذف في الكلمات في آيات القرآن الكريم ظاهرة أسلوبية‪.‬‬

‫‪ -2‬قض ‪BB‬ية الزي ‪BB‬ادة والتك ‪BB‬رار قض ‪BB‬ية قديم ‪BB‬ة حديث ‪BB‬ة تناوله ‪BB‬ا النح ‪BB‬اة وتبعهم بعض المفس ‪BB‬رين‬

‫الق‪BB‬دماء‪ ،‬ولم ينكره‪BB‬ا بعض الدارس‪BB‬ين المعاص‪BB‬رين‪ ،‬ورفض‪BB‬ها دارس‪BB‬ون معاص‪BB‬رون آخ‪BB‬رون‪،‬‬
‫ألن الق‪BB‬ول بالزي‪BB‬ادة ال ينس‪BB‬جم م‪BB‬ع ال‪BB‬ذوق الق‪BB‬رآني‪ ،‬فوج‪BB‬ود الح‪BB‬رف ض‪BB‬روري للدالل‪BB‬ة‪ ،‬حذف‪BB‬ه‬

‫يخل بالنظم القرآني‪.‬‬

‫‪ -3‬الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم ج‪BB‬اء دائم‪BB‬ا ليح‪BB‬اكي أس‪BB‬اليب الع‪BB‬رب دون أن يحويه‪BB‬ا جميع‪BB‬ا بالض‪BB‬رورة‪،‬‬

‫ومن جه‪BB‬ة أخ‪B‬رى فق‪BB‬د يوج‪B‬د في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم من أس‪B‬اليب الع‪BB‬رب م‪BB‬ا لم ي‪BB‬رد ب‪BB‬ه إلين‪BB‬ا ش‪B‬اهد‬

‫على كالمهم‪.‬‬

‫‪ -4‬إّن م ‪BB‬ا س ‪BB‬ماه النح ‪BB‬اة ض ‪BB‬مير الفص ‪BB‬ل ورد في الق ‪BB‬رآن الك ‪BB‬ريم في آي ‪BB‬ات عدي ‪BB‬دة دون أن‬

‫يفصل بين االسم والخبر المعرفة‪ ،‬بل ورد بين اسم وخبر نكرة‪ ،‬مما ي‪B‬دل على أن‪B‬ه لم ي‪B‬ذكر‬

‫لمنع اللبس أو للفصل بين المبتدأ أو الصفة‪.‬‬


‫‪40‬‬
‫‪ -5‬ومن المالحظ الجدير باإلشارة إليه‪B‬ا أيض‪B‬ا أن دراس‪B‬ة ظ‪B‬اهرة ال‪B‬ذكر والح‪B‬ذف في ض‪B‬وء‬

‫المنهج الجم ‪BB‬الي تجع ‪BB‬ل الب ‪BB‬احث يرك ‪BB‬ز على إب ‪BB‬راز م ‪BB‬واطن الجم ‪BB‬ال الق ‪BB‬رآني‪ ،‬دون االنش‪BB‬غال‬

‫بالقضايا النحوية الجانبية أو بخالفات المفسرين ويبين مواطن اإلعجاز القرآني أيضا‪.‬د‬

‫والحمد هلل رب العالمين‬


‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم‪.‬‬
‫‪.1‬إعج ‪BB‬از الق ‪BB‬رآن البي ‪BB‬اني ودالئ ‪BB‬ل مص ‪BB‬دره الرب ‪BB‬اني‪ ،‬ص ‪BB‬الح عب ‪BB‬د الفت ‪BB‬اح الخال ‪BB‬دي‪ ،‬دار‬

‫عمار‪ ،‬ط‪1421 ،1‬هـ ‪2000 /‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬إعج‪BB‬از رس‪BB‬م الق‪BB‬رآن وإ عج‪BB‬از التالوة‪ ،‬محم‪BB‬د ش‪BB‬ملول‪ ،‬دار الس‪BB‬المة للطباع‪BB‬ة والنش‪BB‬ر‬

‫والتوزي‪BB‬ع والترجم‪BB‬ة‪ ،‬جمهوري‪BB‬ة مص‪BB‬ر العربي‪BB‬ة ‪ -‬الق‪BB‬اهرة ‪-‬اإلس‪BB‬كندرية‪ ،‬ط‪1433 ،4‬هـ ‪/‬‬

‫‪2012‬م‪.‬‬

‫‪.3‬البره‪BB‬ان في عل‪BB‬وم الق‪BB‬رآن‪ ،‬ب‪BB‬در ال‪BB‬دين محم‪BB‬د بن عب‪BB‬د اهلل الزركش‪BB‬ي‪ ،‬تح‪ :‬أ‪.‬ي الفص‪BB‬ل‬

‫الّد مياولي‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬القاهرة‪1428 ،‬هـ ‪2006 /‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬بالغ‪BB B B B B‬ة الكلم‪BB B B B B‬ة في التعب‪BB B B B B‬ير الق‪BB B B B B‬رآني‪ ،‬فاض‪BB B B B B‬ل ص‪BB B B B B‬الح الس‪BB B B B B‬امرائي‪ ،‬دار ابن‬

‫كثير‪،‬دمشق‪،‬سوريا‪،‬ط‪1436 ،1‬ه‪2012/‬م‪.‬‬

‫‪.5‬تع ‪BB‬اقب ال ‪BB‬ذكر والح ‪BB‬ذف في آي ‪BB‬ات الق ‪BB‬رآن الك ‪BB‬ريم‪ ،‬دراس ‪BB‬ة بالغي ‪BB‬ة نحوي ‪BB‬ة في إعج ‪BB‬از‬

‫الق‪BB B‬رآن الك‪BB B‬ريم‪ ،‬د‪.‬فاطم‪BB B‬ة فض‪BB B‬ل الس‪BB B‬عدي‪ ،‬أروق‪BB B‬ة للدراس‪BB B‬ات والنش‪BB B‬ر‪ ،‬ط‪1434 ،1‬هـ ‪/‬‬

‫‪2013‬م‪.‬‬

‫‪ .6‬التعبير القرآن‪ ،‬فاضل صالح السامرائي‪ ،‬مكتبة الصدوق‪ ،‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪ .7‬تفسير البحر المحيط‪ ،‬محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان األندلسي‪ ،‬دراس‪BB‬ة وتحقي‪BB‬ق‬

‫وتعلي‪BB‬ق الش‪BB‬يخ ع‪BB‬ادل أحم‪BB‬د عب‪BB‬د الوج‪BB‬ود والش‪BB‬يخ على محم‪BB‬د مع‪BB‬وض‪ ،‬دار الكتب العلمي‪BB‬ة‪،‬‬

‫بيروت _ لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪1413 ،1‬هـ ‪1993 /‬م‪.‬‬


‫‪ .8‬تفسير التحرير والتنوير‪ ،‬تأليف محمد الطاهر ابن عاشور‪ ،‬الدار التونسية للنش‪BB‬ر‪ ،‬ج‬

‫‪1984 ،1‬م‪.‬‬

‫‪ .9‬التفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب‪ ،‬لإلمام محمد الرازي‬

‫فخ‪B‬ر ال‪B‬دين‪ ،‬دار الفك‪B‬ر للطباع‪B‬ة والنش‪B‬ر والتوزي‪B‬ع‪ ،‬لبن‪B‬ان ب‪B‬يروت‪ ،‬ج‪ ،15‬ط‪1401 ،1‬هـ ‪/‬‬

‫‪1981‬م‪.‬‬

‫الح‪BB‬ذف البالغي في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم‪ ،‬مص‪BB‬طفى عب‪BB‬د الس‪BB‬الم أب‪BB‬و ش‪BB‬ادي‪ ،‬مكتب‪BB‬ة‬ ‫‪.10‬‬

‫القرآن للطبع والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.11‬درة التنزيل وغرة التأويل في بيان اآليات المتش‪B‬ابهات في كت‪B‬اب اهلل العزي‪B‬ز برواي‪B‬ة‬

‫ابن أبي الف‪BB B B‬رج األردس‪BB B B‬تاني‪ ،‬الخطيب اإلس‪BB B B‬كافي‪ ،‬دار األف‪BB B B‬اق الجدي‪BB B B‬دة‪ ،‬ب‪BB B B‬يروت‪ ،‬ط‪،4‬‬

‫‪1401‬هـ ‪1981 /‬م‪.‬‬

‫دروس في البالغة العربية نحو رؤية جديدة‪ ،‬األزه‪B‬ر الزن‪B‬اد‪ ،‬المرك‪B‬ز الثق‪B‬افي‬ ‫‪.12‬‬

‫العربي‪ ،‬الدار البيضاء ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪( ،1‬أيلول ‪ -‬سبتمبر‪1992 ،‬م)‪.‬‬

‫دالئ ‪BB‬ل اإلعج ‪BB‬از في علم المع ‪BB‬اني‪ ،‬عب ‪BB‬د الق ‪BB‬اهر الجرج ‪BB‬اني‪ ،‬تحقي ‪BB‬ق أب ‪BB‬و فه ‪BB‬ر‬ ‫‪.13‬‬

‫محمود محمد شاكر‪ ،‬مطبعة المدني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1992 ،3‬م‬

‫‪.14‬الصحاح تاج اللغة وصحاح العربي‪BB‬ة م‪BB‬رتب ترتيب‪ًB‬ا ألفائي‪ًB‬ا وف‪B‬ق أوائ‪BB‬ل الح‪B‬روف‪ ،‬أبي‬

‫نصر إسماعيل بن حماد الجوهري‪ ،‬دار الحديث القاهرة‪1430 ،‬هـ ‪2009 /‬م‪.‬‬
‫ظ ‪BB‬اهرة الح ‪BB‬ذف في ال ‪BB‬درس اللغ ‪BB‬وي‪ ،‬ت ‪BB‬أليف ال ‪BB‬دكتور ط ‪BB‬اهر س ‪BB‬ليمان حم ‪BB‬ودة‪،‬‬ ‫‪.15‬‬

‫الدار الجامعية للطباعة والنشر والتوزيع‪1998 ،‬م‪.‬‬

‫‪.16‬كت‪BB B B‬اب العين‪ ،‬ألبي عب‪BB B B‬د ال‪BB B B‬رحٰم ن الخلي‪BB B B‬ل بن أحم‪BB B B‬د الفراهي‪BB B B‬دي‪ ،‬تحقي‪BB B B‬ق مه‪BB B B‬دي‬

‫المخزومي‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬سلسلة المعاجم والفهارس‪ ،‬ج‪185 _ 100 ،2‬هـ‪.‬‬

‫‪.17‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ج‪.1‬‬

‫‪ .18‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ ،‬تمام حسان‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪1994 ،‬م‪. .‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫‪.1‬األثر الداللي لحذف الفعل في القرآن الكريم‪ ،‬مجلس كلية التربية للبن‪BB‬ان ‪ -‬جامع‪BB‬ة‬

‫الكوفة هي جزء من متطلبات نيل درجة الماجس‪B‬تير في اللغ‪BB‬ة العربي‪BB‬ة وآدابه‪BB‬ا‪1430 ،‬هـ ‪/‬‬

‫‪2009‬م‬

‫‪.2‬ح‪BB‬ذف الح‪BB‬رف في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم‪ :‬موض‪BB‬عه وغايات‪BB‬ه‪ ،‬ته‪BB‬اني حس‪BB‬انية على البقلي‪،‬‬

‫مدرسة التفسير وعلوم القرآن‪ ،‬بكلية الدراسات اإلسالمية والعربية للبنات بالزقازيق‪.‬‬

‫‪.3‬دالالت الح‪BB‬ذف في الق‪BB‬رآن الك‪BB‬ريم من خالل كت‪BB‬اب تيس‪BB‬ير التفس‪BB‬ير للش‪BB‬يخ أطفيش‪،‬‬

‫مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة ماستر في اللغة واألدب العربي‪ ،‬جامعة أدرار‪/ 1437 ،‬‬

‫‪1438‬هـ ‪2017 - 2016-‬م‪.‬‬

‫‪.4‬عبد المجي‪a‬د ش‪a‬اري و عب‪a‬د العزي‪a‬ز غ‪a‬زالي‪.‬الح‪a‬ذف و دالالت‪a‬ه في تسيير التفسير للش‪a‬يخ ألفّيش‪،‬‬

‫مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة ماستر في اللغة و األدب العربي‪.‬‬


‫المجالت ومواقع إلكترونية ‪:‬‬

‫‪ .1‬الذكر والحذف وعلوم العربية‪ ،‬مجلة جامعية طيبة لآلداب والعل‪BB‬وم اإلنس‪BB‬انية‪،‬‬

‫السنة التاسعة‪ ،‬العدد ‪1442 ،24‬هـ‪.‬‬


‫انب‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الج‬:‫اب األول‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الب‬

4............................................................................ ‫النظري‬

‫اة‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫د النح‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذف عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الح‬:‫ل األول‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الفص‬

5......................................................... ‫والبالغيين‬

‫د‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذف عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الح‬:‫المبحث األول‬

6-5.................................................................. ‫النحاة‬

‫د‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذف عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الح‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫المبحث الث‬

10-7........................................................... ‫البالغيين‬

‫اة‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫د النح‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذكر عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ ال‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ل الث‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الفص‬

11........................................................ ‫والبالغيين‬

‫د‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ذكر عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ ال‬:‫المبحث األول‬

11...................................................................... ‫النحاة‬
‫د‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذكر عن‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ ال‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫المبحث الث‬

12-11........................................................... ‫البالغيين‬

‫انب‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الج‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫اب الث‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الب‬

13........................................................................ ‫التطبيقي‬

‫ع‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الرب‬-‫ريم‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫رآن الك‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذف في الق‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ الح‬:‫ل األول‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الفص‬

14............................................-‫األول‬

‫ذف في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ الح‬:‫المبحث األول‬

17-15............................................................. ‫األسماء‬

‫ذف في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ الح‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫المبحث الث‬

22-18.............................................................. ‫األفعال‬

‫ذف في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ الح‬:‫الث‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫المبحث الث‬

26-23........................................................... ‫الحروف‬

‫ع‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ريم –الرب‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫رآن الك‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ذكر في الق‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ ال‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ل الث‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫الفص‬

26............................................-‫األول‬

‫ذكر في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ ال‬:‫المبحث األول‬

29-26............................................................... ‫األسماء‬
‫ذكر في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫ ال‬:‫اني‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW‫المبحث الث‬

32-30................................................................ ‫األفعال‬

‫ذكر في‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫ ال‬:‫الث‬WWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWWW ‫المبحث الث‬

37-33............................................................. ‫الحروف‬

................................................................................... ‫خاتمة‬
39-38.............

............................................................................... ‫الملخص‬
41-40 ............

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫فهرس المحتويات‬

You might also like