You are on page 1of 25

‫خطة البحث‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬المشكلة‪:‬‬
‫‪.1‬مفهوم المشكلة‬
‫‪.2‬معايير تأخذ بعين اإلعتبار للمشكلة‬
‫‪.3‬مصادر الحصول على المشكلة‬
‫‪.4‬تحديد مشكلة البحث‬
‫‪.5‬معايير تقويم مشكلة البحث‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الفرضية‪:‬‬
‫‪.1‬ماهية الفرضية‬
‫‪.2‬خصائص و أهمية الفرضية‬
‫‪.3‬مصادر إشتقاق الفرضية‬
‫‪.4‬كيفية صياغة و إختبار الفروض‬
‫‪.5‬متى تقبل الفرضية و متى ترفض‬
‫الفصل الثالث‪ :‬فقرة األسئلة‪:‬‬
‫‪.1‬أسئلة عن المشكلة‬
‫‪.2‬أسئلة عن الفرضية‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد البحث العلمي ذا طبيعة متماسكة‪،‬تتصل فيه المقدمات بالنتائج كما تتصل فيه النتائج بالمقدمات لذا كان‬
‫من الضروري أن يقوم الباحث منذ إختياره للبحث بوضع تصميم منهجي دقيق لكافة الخطوات التي يشتمل‬
‫عليها البحث‪.‬‬

‫إذ يعتبر تصميم البحث اإلنطالقة األساسية و الجوهرية التي اليمكن دونها المضي في أي دراسة علمية‪،‬ذلك‬
‫ألن تصميم البحث يحدد المراحل و الخطوات األساسية و الطريقة المنهجية الواجب إتباعها مرحلة بمرحلة‬
‫و خطوة بخطوة إلى أن يصل الباحث لتحقيق الهدف النهائي من البحث‪.‬‬

‫و يعتبر تحديد المشكلة من أوائل هذه الخطوات و أكثرها أهمية‪،‬فالعديد من البحوث و الدراسات تفشل بشكل‬
‫كبير إلخفاقها في تحديد مشكلة البحث تحديدا واضحا و دقيقا‪.‬‬

‫في الفصل األول‪ ،‬سنستكشف ونناقش مفهوم المشكلة و المعاييرالتي تأخذ بعين االعتبار للمشكلة‪ ،‬وكيفية‬
‫تحديد مشكلة البحث بشكل دقيق ومناسب‪ .‬سنتناول أهمية اختيار مشكلة البحث المناسبة وكيف يمكن للمعايير‬
‫المحددة أن تساعد في توجيه جهود الباحث نحو تحقيق أقصى فائدة من البحث العلمي‪ .‬تلعب مشكلة البحث‬
‫دوًر ا حيوًيا في عملية البحث العلمي‪ ،‬وسنتناول في هذا الفصل كيفية التعامل مع هذه العناصر بشكل فعال‬
‫لضمان نجاح البحث وتحقيق أهدافه‪.‬‬

‫ينطبق نفس األمر على الفرضية التي ُتعّد من أهم العناصر في عملية البحث العلمي‪ .‬إنها تمثل توقعات أو‬
‫افتراضات يتم اقتراحها قبل بدء البحث‪ ،‬وُت ستخدم الختبار صحة أفكار الباحث وتوجيه أعماله‪ .‬تأخذ‬
‫الفرضية شكل توقعات محددة يتعين على الباحث إثباتها أو نفيها من خالل جمع البيانات والتحليل‪ .‬سيتعين‬
‫في هذا البحث استكشاف األهمية والدور الذي تلعبه الفرضية في البحث العلمي وكيفية استخدامها كأداة‬
‫أساسية في تحقيق أهداف البحث‪.‬‬

‫في الفصل الثاني من هذا البحث‪ ،‬نستعرض مفهوم الفرضية بأبعاده المتعددة ونلقي الضوء على جوانبها‬
‫المختلفة‪ .‬يتناول الفصل مكونات الفرضية وأنواعها المتعددة‪ ،‬مما يسلط الضوء على تعقيد هذا المفهوم‬
‫األساسي في البحث العلمي‪ .‬نستعرض أيًض ا خصائص الفرضية ونناقش أهميتها البالغة في عملية البحث‬
‫العلمي وكيف يمكن أن تسهم في تطوير المعرفة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتناول الفصل مصادر الحصول على الفرضية وكيفية صياغتها بشكل صحيح‪ ،‬مع‬
‫التركيز على الشروط الضرورية التي يجب توافرها لضمان جودة الفرضية‪ .‬سنكشف أيًض ا عن األسس التي‬
‫يمكن أن يتم بها قبول الفرضية أو رفضها‪ ،‬مما يساهم في تحديد مدى صدق وموثوقيتها في سياق البحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬المشكلة‪:‬‬
‫‪.1‬مفهوم المشكلة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬جمع مشكلة هو مشاكل حيث تعرف المشكلة بأنها األمر الذي يوجد حوله التباس‪ ،‬وصعوبة في فهمه‬
‫والبد من حله‪.‬‬

‫▪ كما تعرف لغة بأنها ‪ :‬األمر أو المسألة التي تتطلب إيجاد حلول لها سواء أكانت هذه الحلول بواسطة‬
‫الطرق واألساليب العلمية أو عن طريق األساليب االستداللية ‪.‬‬

‫▪ وتعرف المشكلة العلمية لغة أيضا بأنها ‪ :‬كل ما يصعب فهمه وتوضيحه وشرحه وحله‪ ،‬فالمشكلة هي‬
‫القضية المجهولة التي يوجد صعوبة في استيعابها وإدراكها‬

‫فهي أيضا المعضلة التي ال نصل بها إلى حل نهائي‪ ،‬حيث ننوه بأن المعضلة هي الحالة التي تجعلنا‬
‫متأرجحين بين وضعين يصعب علينا اختيار واحد منها دون األخر ‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬تعرف المشكلة اصطالحا بأنها طريقة وأسلوب معين في طرح األسئلة ‪.‬‬

‫▪ أو بأنها موضوع معين حول أمر معين قابل للبحث والدراسة يتم التعبير عنه عن طريق وضع سؤال‬
‫واحد أو عم طريق طرح عدة أسئلة ‪.‬‬

‫▪ كما تعرف المشكلة العلمية اصطالحا بأنها الهدف الذي يجرى البحث على أساسه حيث يصاغ هذا الهدف‬
‫على شكل سؤال قابل للتقصي حتى يتم التمكن من اإلجابة عليه في النهاية ‪.‬‬

‫▪ وتعرف أيضا بأنها مجموعة من التساؤالت التي تدور في ذهن الباحث حول ظاهرة معينة ‪.‬‬

‫▪ أو بأنها أمر مبهم وغامض ويتطلب التوضيح والشرح والتفسير ‪.‬‬

‫▪ وتعرف أيضا أنها صياغة معينة يقوم بها الباحث حول مجموعة من األسئلة التي تدور حول ظاهرة أو‬
‫قضية معينة ‪.‬‬

‫▪ وتعرف المشكلة العلمية اصطالحا على أنها مسألة في مجال علمي معين تتناول موضوع يتم من خالله‬
‫طرح التساؤالت واالستفسارات الفلسفية ‪.‬‬

‫كثيرًا ما تتردد أمامنا كلمة « مشكلة » فهل تعني وجود صعوبة ما ؟ وجود نقص ما ؟‬

‫خطأ ما ؟ إننا حين نكون امام موقف غامض فإننا نقول هذه مشكلة وحين نكون امام سؤال صعب فإننا‬
‫نواجه مشكلة ‪ ،‬وحين نشك في حقيقة شيء فإننا امام مشكلة ‪ ،‬وحين نحتاج شيئًا ليس أمامنا فإننا في موقف‬
‫مشكلة ‪ ،‬فما المقصود بالمشكلة ؟ (قنديلجي‪،2020،‬ص‪)64‬‬
‫ان االنسان يعيش في بيئة ‪ ،‬ويتفاعل معها باستمرار ‪ ،‬ويتولد نتيجة هذا التفاعل عدد من الحاجات نستطيع‬
‫اشباع بعضها بسهولة ونواجه صعوبة في اشباع بعضها ‪ .‬فإذا كان االنسان جائعًا وكان امامه طعام فليس‬
‫هناك مشكلة أما اذا كان جائعًا ولم يجد طعامًا فإنه امام مشكلة ‪ ،‬فكيف يجد الطعام ؟ وكيف يعد الطعام ؟ وما‬
‫نوع الطعام ؟ وهل يمتلك تكاليف الحصول على طعام ؟ فالمشكلة إذن هي حاجة لم تشبع أو وجود عقبة‬
‫أمام اشباع حاجاتنا لنأخذ مثاال آخر على مدرس يشعر بعدم اهتمام طالبه وال يعرف سببًا لذلك فهو يواجه‬
‫مشكلة ‪ :‬لماذا ال يهتم طالبي بدروسهم ؟ هل هذا يرجع الى اسلوبي ؟ الى المادة الدراسية ؟‬

‫يقصد بمشكلة البحث أو الدراسة ايضا وجود الباحث أمام تساؤالت‪ ،‬أو غموض مع وجود رغبة لديه في‬
‫الوصول إلى الحقيقة‪(.‬العمراني‪،2012،‬ص‪)19‬‬
‫فالمشكلة هي موقف غامض ال نجد له تفسيرًا محددًا‬

‫قد تكون المشكلة موقفًا غامضًا ‪ ،‬وقد تكون نقصًا في المعلومات أو الخبرة‬

‫وقد تكون سؤاال محيرًا أو حاجة لم تشبع ‪ ،‬وقد تكون رغبة في الوصول الى حل للغموض أو اشباع‬
‫للنقص ‪ ،‬أو إجابة للسؤال ‪ ،‬ومهما كان مفهوم المشكلة فهي‬

‫تتعدى الموقف التالي‪:‬‬

‫وجود الباحث أمام تساؤالت أو غموض مع وجود رغبة لديه في الوصول الى الحقيقة‬

‫(قنديلجي‪،2020،‬ص‪)64‬‬

‫‪.2‬معايير تأخذ بعين اإلعتبار للمشكلة‪:‬‬


‫يضع المهتمون بشؤون البحث عددًا من المعايير التي تساعد الباحث في اختيار مشكلته ‪ ،‬يتعلق بعض هذه‬
‫المعايير بالباحث نفسه من حيث قدرته ورغبته على القيام بهذا العمل ‪ ،‬ويتعلق بعضها بعوامل اجتماعية‬
‫خارجية مثل فائدة هذه المشكلة بالنسبة للمجتمع ‪ ،‬وفيما يلي عرض ألهم هذه المعايير‬

‫أ‪ -‬معايير ذاتيـة ‪:‬‬

‫تتعلق هذه المعايير بشخصية الباحث وخبرته وامكاناته وميوله ‪ ،‬حيث ال يستطيع الباحث معالجة مشكلة ما‬
‫اال اذا كان يميل الى هذه المشكلة ويمتلك االمكانات الكافية لحلها ‪ ،‬وتتلخص ابرز المعايير الذاتية بما يلي ‪:‬‬

‫اهتمام الباحث ‪:‬‬

‫يميل الباحث الى اختيار المشكالت التي يهتم بها اهتمامـًا شخصيًا فالشخص الذي يميل الى مشكلة ما‬
‫يستطيع بذل جهود نشطة لحلها ‪ ،‬أما اذا كان غير مهتم بمشكلة ما فانه ينفر منها ‪ ،‬وال يستطيع تحمل‬
‫المتاعب التي يتطلبها حل هذه المشكلة‬
‫قـدرة الباحث ‪:‬‬

‫ان اهتمام الباحث بموضوع ما هو أمر هام يثير دوافع الباحث للعمل ‪ ،‬ولكن االهتمام وحده ليس كافيا لكي‬
‫يختار الباحث مشكلة بحثه ‪ ،‬فال بد من توفر القدرة الفنية ‪ ،‬والمهارات الالزمة للقيام بهذا البحث ‪ ،‬ولذلك‬
‫نرى الباحث يختار مشكلته بحيث يكون قادرًا على دراستها ‪ ،‬فإذا توفرت الرغبة والقدرة فال شك أن الباحث‬
‫يستطيع اتمام عمله والتوصل الى حل لمشكلة بحثه‬

‫توفر االمكانات المادية ‪:‬‬

‫ان بعض االبحاث تتطلب امکانات مادية كبيرة قد ال تتوفر لدى الباحث مما يجعل مهمته عسيرة ‪ ،‬ولذلك ال‬
‫بد ان يراعي الباحث في اختياره لمشكلته تـوفر االمكانات المادية الالزمة لبحثه ‪ ،‬فعلى الباحث إذا أراد ان‬
‫يعمل بحثا عن ذكاء االطفال عليه ان يسأل هل يتوفر لديه مقياس للذكاء ‪ ،‬فإذا توفر لديه هذا المقياس كان‬
‫بامكانه ان يتابع بحثه ‪ ،‬واذا اراد باحث ان يدرس نمو االطفال في السنوات الخمس االولى عليه ان يسأل‬
‫هل يمتلك الوقت الكافي لدراسـة الطفولة في هذه السنوات الخمس ‪ ،‬كما أن بعض االبحاث تكون مكلفة من‬
‫الناحية المالية وعلى الباحث ان يراعي قدرته على تحمل النفقات واالعباء المالية التي تتطلبها دراسته‬

‫توفـر المعلومات ‪:‬‬

‫ان دراسة مشكلة البحث تتطلب الحصول على معلومات وبيانات معينة قد توجد في مراجع أو كتب أو‬
‫مخطوطات ‪ ،‬وقد توجد في مراكز للتوثيق أو في ذاكرة بعض االشخاص ‪ .‬وال شك ان توفر المعلومات عن‬
‫المشكلة وأبعادها يسهل مهمة الباحث ويجعله اكثر قدرة على معالجة جوانب البحث ‪ ،‬ولذلك يفترض ان‬
‫يتأكد الباحث عند اختياره لمشكلة من توفر المراجع والمعلومات المتعلقة بمشكلة البحث‬

‫المساعدة االداريـة ‪:‬‬

‫يتطلب اجراء بعض االبحاث أن يتمكن الباحث من تغيير وتعديل بعض الظروف المتعلقة ببحثه ‪ ،‬فإذا أراد‬
‫ان يجري تجربة لمعرفة أثر التلفزيون على زيادة تحصيل االطفال ‪ ،‬فإن هذا البحث يتطلب شراء أجهزة‬
‫تلفزيون ‪ ،‬ادخال هـذه االجهزة الى الصفوف ‪ ،‬تعديل برامج الدراسة في بعض المدارس ‪ ،‬تدريب بعض‬
‫المعلمين ‪ ،‬وال يستطيع الباحث اجراء مثل هذه التعديالت ألن ذلك يتوقف على المسؤولين في االدارة‬
‫التعليمية أو في المدرسة ‪ .‬فهل يتمكن الباحث من الحصول على مساعدة هؤالء الستكمال بحثه ؟ ان الباحث‬
‫ال يستطيع الخوض في بحثه اال اذا حصل على المساعدة ويتوقف حصوله على المساعدة على عوامل تتعلق‬
‫باالنظمة والقوانين وتعاون المسؤولين ‪ ،‬فإذا اختار باحث مثل هذا البحث عليه ان يتأكد من انه يستطيع‬
‫الحصول على مساعدة المسؤولين االداريين وتعاونهم معه‬

‫ب‪ -‬معايير اجتماعية وعلمية ‪:‬‬

‫تتعلق هذه المعايير بمدى أهمية المشكلة التي يختارها الباحث وفائدتهـا العملية ‪ ،‬وانعكاس هذه الفائدة على‬
‫المجتمع وتقدمه أو على تقدم العلم وتحقيق انجازات علمية ‪ ،‬وتشكل هذه المعايير باالضافة الى المعايير‬
‫الذاتية السابقة أساسًا سليما الختيار مشكلة البحث ‪ .‬ومن ابرز المعايير االجتماعية والعلمية ما يلي ‪:‬‬
‫الفائدة العملية للبحث ‪:‬‬

‫ان الجانب التطبيقي للبحث هو في غاية االهمية ألن من اهـداف البحث العلمي ان نتوصل الى حقائق‬
‫ومعارف وأساليب عملية تساعدنا في تحسين ظروف معيشتنا ‪ ،‬صحيح ان للبحث اهـدافًا نظرية تتمثل في‬
‫المعرفة والوصول الى الحقيقة ‪ ،‬ولكن الغايات العملية للبحث هي هامة أيضا واال بقينا نتحدث في حدود‬
‫االفكار والنظريات ال في حدود الواقع العملي والتطبيقات ‪ ،‬فاالفكار النافعة يفترض ان تؤدي وظائف عملية‬
‫نافعة ومفيدة واذا اخذنا هذا المعيار في اختيار مشكلة البحث ‪ ،‬فإن الباحث يجب ان يسأل نفسه السؤال التالي‬
‫‪:‬‬

‫هل هذا البحث مفيد ؟ ما الفائدة العملية له ؟ ما الجهات التي تستفيد منه ؟ فإذا وجد إجابات ايجابية كافية‬
‫على هذه االسئلة ‪ ،‬فإن ذلك سيشجعه على اختيار موضوع البحث أو مشكلة البحث ‪ ،‬أما إذا وجد أن‬
‫موضوع البحث غير مفيد من الناحية العملية فاألجدر به ان ال يخـوض في هذا الموضوع ‪ ،‬ان هذا ال يعني‬
‫عدم أهمية االبحاث النظرية بل على العكس ان قيمة البحث العلمي تنبع من مدى مساهمته في بناء الفكر‬
‫والنظرية ‪ ،‬ولكن االبحـاث النظرية تحتاج الى جهـد متخصص وفكـر عميق ولذلك تتـرك للمتخصصين‬
‫والمفكرين‬

‫مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة ‪:‬‬

‫ان هدف البحث العلمي كما اوضحنا سابقـًا هو الوصول الى المعلومات والحقائق التي لم يتم التوصل اليها‬
‫في المجال الذي يعمل فيه الباحث ‪ ،‬ولذا فإن الباحث معني بأن يضيف شيئا الى المعرفة االنسانية ‪ ،‬فال‬
‫داعي ألن يخـوض الباحث في موضوعات مكررة ال تقوده الى الكشف عن معلومات وحقائق جديدة ‪ ،‬وهنا‬
‫يسأل الباحث نفسه ‪ :‬هل سيسهم بحثي في تقدم المعرفة االنسانية ؟ هـل سأتوصل الى حقيقة ليست معروفة ؟‬
‫هل سأقدم شيئا جديدًا في هذا المجال ؟ ال شك ان االجابة االيجابية على هذه االسئلة تعطي الباحث مبررات‬
‫هامة للقيام بهذا البحث ‪ ،‬وهذا ال يعني بطبيعة الحال ان جميع االبحاث يجب ان تقدم مثل هذه االضافات‬
‫الجديدة ‪ ،‬بل يستطيع الباحث ان يكرر بحثًا سابقًا ليؤكد نتائجه او ينفي هذه النتائج بهدف الوصول الى‬
‫الحقيقة في هذا الموضوع ‪ ،‬فهو في هذه الحالة اضاف شيئًا جديدًا هو تأكيده لحقيقة ما سبق التوصل إليها‬

‫ولما كانت المعرفة االنسانية بناء متصال فإن كل باحث يشارك في هذا البناء بإضافة جديدة ‪ ،‬وستكون هذه‬
‫االضافة هي المبرر الكبير للجهود التي يبذلها كل باحث في مجاله‬

‫تعمیم نتـائج الدراسة ‪:‬‬

‫ان الحياة مليئة بالمواقف ‪ ،‬وهي في غناها وتعقدها تشكل سلسلة من المشكالت ‪ ،‬فهل يختار الباحث مشكلة‬
‫خاصة أم مشكلة عامة لها طابع الشمول ؟ هل يهدف باحث ما الى التوصل الى معرفة أسباب ضعف طالب‬
‫ما في صف ما أم الى معرفة أسباب ضعف الطالب بشكل عام ؟ هل يريد الباحث ان يعرف االسباب التي‬
‫تؤدي الى خلل آلة ما ‪ ،‬أم يريد معرفة العوامل التي تؤدي الى ظهور خلل في اآلالت بعد تشغيلها ؟‬
‫اننا اذا بحثنا في كل موقف باعتباره حالة خاصة فإن ذلك يعني اننا بحاجة الى مئات بل آالف االبحاث في‬
‫مواقف مماثلة لهذا الموقف ‪ ،‬ولذلك يحاول الباحث اختيار مشكلته وتصميم بحثه بحيث يكون لها طابعًا عامًا‬
‫وبحيث يسهل تعميم نتائجها على الحاالت المشابهة ‪ ،‬صحيح ان التعميم فيه خطورة ‪ ،‬وان ما ينطبق على‬
‫موقف ما قد ال ينطبق على موقف آخر ‪ ،‬ولكن هناك قدر من الثبات واالطراد في حقائق االشياء تسمح لنا‬
‫بالتعميم في حدود مقبولة‬

‫اننا اذا أخذنا موضوعا عن المعلمين ومشكالتهم فاننا ال نهتم بمعلمين في مدرسة معينة بل نحاول اختيار‬
‫مشكلة لها طابع معين ونصمم اجراءاتنا وادواتنا‬

‫بحيث نكون قادرين على ان يركز بحثنا على المعلمين بشكل عام ومن هنا كان احد المعايير الختيار مشكلة‬
‫البحث هو نطاق هذا البحث وعدد األشخاص الذين يرتبط بهم هذا البحث ‪ ،‬وعـدد المواقف التي ستنطبق‬
‫عليها نتائجه ‪ ،‬وال شك ان البحث العلمي اذا اشتمل على قطاع كبير من االشخاص والمواقف فإن ذلك‬
‫يعطيه أهمية وقيمة علمية واجتماعية اكبر‬

‫مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى ‪:‬‬

‫ان اي بحث لن يعطي نتائج هامة وحاسمة تشمل جميع الجوانب والمواقف المرتبطة بموضوع معين ‪،‬‬
‫فالقيام ببحث عن مشكالت الطالب لن يؤدي الى معرفة شاملة بهذه المشكالت ومدى حدتها أو ترتيبها من‬
‫حيث أهميتها ‪ ،‬أو العوامل التي تؤدي الى كل مشكلة منها ‪ ،‬وطرق عالجها ‪ ،‬ودور كل من العوامل البيئية‬
‫واالجتماعية والمدرسية فيها ‪ ،‬فالبحث الجيد هو الذي يوجه االهتمام الى موضوع ما ‪ ،‬انه يعالج أحد جوانب‬
‫هذا الموضوع ‪ ،‬ولكنه يترك الباب مفتوحًا لعشرات الدراسات المكملة ‪ ،‬أو الضابطة ‪ ،‬أو المصممة ‪.‬‬

‫إن تقويم مشكلة البحث يجب ان يكون من خالل قدرتها على إثارة اهتمام الباحثين اآلخرين بمعالجة جوانب‬
‫أخرى في هذا الموضوع ‪ ،‬ولذلك نستطيع القول إن كشف بحث ما عن مجاالت جديدة تحتاج الى بحث هي‬
‫احدى النتائج الهامة لهذا البحث ‪ .‬والبحث الجيد يكشف عن مشكالت هامة اما البحث الذي ينتهي بالوصول‬
‫الى نتائج محددة فهو بحث مغلق ‪ ،‬ان مثل هذه االبحاث ليست موجودة ألن أحد ابرز صفات البحث الجيد‬
‫هو االثارة المستمرة للمشكالت ‪ ،‬ومن هنا نجد ان كل باحث يهتم بإبراز مشكالت جديدة تتطلب ابحاثا جديدة‬
‫شاملة‬

‫ان اي بحث لن يعطي نتائج هامة وحاسمة تشمل جميع الجوانب والمواقف المرتبطة بموضوع معين ‪،‬‬
‫فالقيام ببحث عن مشكالت الطالب لن يؤدي الى معرفة بهذه المشكالت ومدى حدتها أو ترتيبها من حيث‬
‫أهميتها ‪ ،‬أو العوامل التي تؤدي الى كل مشكلة منها ‪ ،‬وطرق عالجها ‪ ،‬ودور كل من العوامل البيئية‬
‫واالجتماعية والمدرسية فيها ‪ ،‬فالبحث الجيد هو الذي يوجه االهتمام الى موضوع ما ‪ ،‬انه يعالج أحد جوانب‬
‫هذا الموضوع ‪ ،‬ولكنه يترك الباب مفتوحًا لعشرات الدراسات المكملة ‪ ،‬أو الضابطة ‪ ،‬أو المصممة ان تقويم‬
‫مشكلة البحث يجب ان يكون من خالل قدرتها على إثارة اهتمام الباحثين اآلخرين بمعالجة جوانب أخرى في‬
‫هذا الموضوع ‪ ،‬ولذلك نستطيع القول إن كشف بحث ما عن مجاالت جديدة تحتاج الى بحث هي احدى‬
‫النتائج الهامة لهذا البحث ‪ .‬والبحث الجيد يكشف عن مشكالت هامة اما البحث الذي ينتهي بالوصول الى‬
‫نتائج محددة فهو بحث مغلق ‪ ،‬ان مثل هذه االبحاث ليست موجودة ألن أحد ابرز صفات البحث الجيد هو‬
‫االثارة المستمرة للمشكالت ‪ ،‬ومن هنا نجد ان كل باحث يهتم بإبراز مشكالت جديدة تتطلب ابحاثا جديدة‬

‫‪.3‬مصادر الحصول على المشكلة‪:‬‬


‫_الخبرة العملية‬

‫يواجه االنسان في حياته اليومية سواء في البيت أو الشارع أو مكان العمل عددًا من المواقف والصعوبات‬
‫التي تتطلب حلوال ‪ ،‬ولكن بعض الناس ال يهتمون بهذه المواقف وسرعان ما يتكيفون معها ‪ ،‬فتختفي هذه‬
‫الصعوبات والمواقف ‪ ،‬إن هؤالء الناس ال يهتمون بتحليل المواقف والصعوبات التي يواجهونها ‪ .‬أما اذا‬
‫وقف االنسان من هذه المواقف وقفة نقد وفحص وتساءل عن اسبابها ودوافعها وشعر بالقلق تجاهها فانه يجد‬
‫فيها مشكالت حقيقية تستحق الدراسة‬

‫والطالب في مدرسته أو كليته يواجه كثيرًا من المواقف ال يستطيع تفسيرها فاذا كان يتمتع بحس نقدي‬
‫ورغبة في الوصول الى الحقيقة ‪ ،‬فانه يرى في هذه المواقف مشكالت تستحق الدراسة‬

‫والموظف في عمله يواجه مواقف متعددة ال يستطيع تفسيرها ‪ ،‬مثل زحمة العمل في ما ‪ ،‬وقلة العمل في‬
‫يوم آخر ‪ ،‬فإذا فكر في عوامل هذه المواقف فإنه يوم نفسه امام مشکالت تستحق الدراسة ‪.‬‬

‫ومن هنا نستطيع القول ان حياتنا العملية وخبراتنا والنشاطات التي نقوم بها هي المصدر الذي يزودنا‬
‫بالمشكالت شرط توفر عناصر النقد والحساسية والحماس واالصرار لدينا ‪ ،‬وتوفر الدافعية والرغبة في‬
‫التعرف على االسباب والعوامل التي تؤدي الى هذه المشكالت ‪ ،‬فالمواقف التي نواجهها ‪ ،‬وشعورنا بأهمية‬
‫هذه المواقف ‪ ،‬وحساسيتنا تجاهها هي التي تحولها الى مشكالت صالحة للدراسة‬

‫_القراءات والدراسات ‪:‬‬

‫كثيرًا ما نجد في قراءاتنا ودراساتنا مواقف مثيرة ال نستطيع فهمها أو تفسيرها ‪ ،‬وكثيرًا ما نجد بعض‬
‫القضايا تقدم الينا كمسلمات صحيحة دون ان يقدم الكاتب عليها اي دليل ‪ ،‬فقد نقرأ كتابًا نجد فيه رأيا غامضًا‬
‫‪ ،‬أو نشك في حقيقة مطروحة فيه ‪ ،‬او نتساءل عن صحة رواية ما ‪ ،‬ان هذا الكتاب أثار أمامنا عددًا من‬
‫المواقف أو المشكالت ‪ ،‬قد تهتم ببعضها أو بأحدها فنحاول الوصول الى حقيقة هذه المواقف ‪ ،‬فنحاول إثبات‬
‫خطأ فكرة ما أو اثبات صحتها ومن المهم ان نؤكد ان القراءات الناقدة هي التي تكشف عن هذه المواقف أما‬
‫القراءات التي تهدف الى حفظ المعلومات فإنها ال تكشف عن مثل هذه المواقف‬

‫– الدراسات واالبحاث السابقة ‪:‬‬

‫كثيرا ما يلجأ الطالب في الجامعات أو الكليات ‪ ،‬والباحثون في مختلف المجالت الى االبحاث والدراسات‬
‫السابقة ‪ ،‬يطلعون عليها ‪ ،‬ويناقشونها ويبحثون في نتائجها ‪ ،‬من اجل التوصل الى مشكلة ما تثير اهتمامهم ‪،‬‬
‫حيث تعتبر هذه الدراسات واالبحاث مصدرا هاما يزود الباحثين بمشكالت تستحق الدراسة‬
‫‪.4‬تحديد مشكلة البحث‪:‬‬
‫أ‪.‬شروط اختيار مشكلة البحث‪:‬‬

‫توجد شروط عدة الختيار مشكلة البحث هي‪:‬‬

‫‪ -1‬اتصال مشكلة البحث بالتخصص المدروس‪.‬‬

‫‪_2‬مناسبتها للوقت الالزم إلنجازها‪.‬‬

‫‪_3‬وضوح الهدف من مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪_4‬توفر المكان الذي تطبق فيه مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪_5‬كيفية القيام بإنجاز مشكلة البحث‬

‫ب‪.‬مقومات اختيار مشكلة البحث‪:‬‬

‫توجد مقومات عدة الختيار مشكلة البحث هي‪:‬‬

‫‪ -‬القدرة الكافية على معرفة المشكلة وايجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬

‫‪-‬االمكانية الجيدة للباحث‪.‬‬


‫‪-‬االبتكار واالصالة وان يقوم بشيء جديد‪.‬‬
‫‪-‬استقاللية الباحث‬
‫‪-‬عدم اللجوء للتضخيم والتفخيم‪.‬‬
‫‪ -‬االختيار الجيد للعنوان‪.‬‬

‫‪ -‬توافر االشراف الجيد‪.‬‬

‫‪ -‬توافر المراجع والمصادر حولها‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار المنهج العلمي الصحيح للمشكلة‪.‬‬

‫‪ -‬أن تتـوفـر لـدى الباحث القدرة بعزل المتغيرات والعوامل التي ادت الى المشكلة‬
‫ج‪.‬صياغة المشكلة ‪:‬‬

‫هناك طريقتان لصياغة المشكلة هما ‪:‬‬

‫‪.‬أن تصاغ المشكلة بعبارة لفظية تقديرية‪:‬‬

‫فاذا اراد باحث ما ان يبحث في العالقة بين متغيرين مثل الذكاء والتحصيل الدراسي فإنه يكتب مشكلته‬
‫بالعبارة التقريرية التالية ‪:‬‬

‫« عالقة الذكاء بالتحصيل الدراسي ان هذه العبارة ـ على وضوحها ـ تحتاج الى مزيد من التحديد ‪ ،‬كأن‬

‫نعرف مثال عن المستوى الدراسي الذي نريد ان نكشف فيه عن هذه العالقة ‪ ،‬هل نريد ان نعرف عن عالقة‬
‫التحصيل بالذكاء عند االطفال في المدارس االبتدائية أم في االعدادية ؟ في مدارس المدينة او في مدارس‬
‫الريف ؟ وفي هذه الحالة علينا ان نصوغ بحثنا في العبارة التالية ‪:‬‬

‫<عالقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند طالب المرحلة االبتدائية>‬

‫يفضل معظم العاملين في ميدان البحث العلمي ان تصـاغ المشكلة بسؤال أو باكثر من سؤال ‪ ،‬وبذا يمكن‬
‫صياغة المشكلة السابقة بالسؤال التالي ‪:‬‬

‫« ما أثر الذكاء على التحصيل الدراسي لطالب المرحلة االبتدائية » ؟ ان صياغة المشكلة في سؤال تبرز‬
‫بوضوح العالقة بين المتغيرين االساسين‬

‫في الدراسة ‪ ،‬وهذه الصياغة تعني ان جـواب السؤال هـو الغرض من البحث العلمي ‪ ،‬ولذلك تساعدنا هذه‬
‫الصياغة في تحديد الهدف الرئيس للبحث‬

‫د‪.‬معايير صياغة المشكلة ‪:‬‬

‫اننا نقوم صياغتنا لمشكلتنا من خالل المعايير الثالثة التالية ‪:‬‬

‫‪1‬ـ وضوح الصياغة ودقتهـا‪:‬‬

‫ان صياغة المشكلة بشكل سؤال هـو اكثر تحديدا ووضـوحـًا ودقـة من صياغتها بشكل تقريري ‪ ،‬فبدال من‬
‫ان نقول ان المشكلة تكمن في معرفة العالقة بين الذكاء والتحصيل الدراسي وان غرضها هو الكشف عن‬
‫هذه العالقة فإننا نطرح المشكلة بشكل مباشر في سؤال محدد فنقول ما أثر الذكاء على التحصيل ؟‬

‫‪_2‬أن يتضح في الصياغة وجود متغيرات الدراسة‪:‬‬

‫ان المتغيرات في مثالنا السابق هي الذكاء والتحصيل الدراسي ‪ ،‬فهـذه المشكلة تطرح عالقة بين متغيرين ‪،‬‬
‫وهناك امثلة كثيرة على المشكلة التي تبـرز متغيرين مثل‪:‬‬
‫ما أثر المنهج الدراسي على تنمية االتجاهات العلمية ؟ فالمتغيران هنا واضحان هما المنهج الدراسي‬
‫واالتجاهات العلمية ‪ ،‬وقد تشمل المشكلة اكثر من متغيرين مثل ‪:‬‬

‫ما أثر المنهج المدرسي على تنمية االتجاهات العلمية عند كل من الذكور واإلناث فالمتغيرات هنا هي‪:‬‬
‫االتجاهات والجنس والمنهج المدرسي‬

‫‪.3‬ان صياغة المشكلة يجب ان تكون واضحة‪ :‬بحيث يمكن التوصل الى ج حل لها ‪ ،‬فصياغة المشكلة‬
‫السابقة بشكل سؤال يساعدنا على اتخاذ االجراء الالزم لقياس أثر المنهج على تنمية االتجاهات بشكل عملي‬
‫تطبيقي ‪ ،‬فالمشكلة يجب ان تصاغ بحيث تكون قابلة لالختبار المباشر‬

‫‪.5‬معايير تقويم مشكلة البحث‪:‬‬


‫ان اختيار مشكلة البحث هي من اهم مراحل عملية البحث حيث ستتوقف اجراءات ونتائج البحث على حسن‬
‫اختيار المشكلة وعلى توفر بعض الخصائص ‪ ،‬ولذلك يمكن تقويم مشكلة البحث من خالل المعايير‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬هل تعالج المشكلة موضوعًا حديثًا أم موضوعًا مكررًا ؟‬

‫_هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة ؟‬

‫ـ هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة ؟‬

‫_هل ستؤدي هذه المشكلة الى توجيه االهتمام ببحوث ودراسات اخرى ؟‬

‫_ هل يمكن تعميم النتائج التي يمكن التوصل اليها من خالل بحث هذه المشكلة ؟‬

‫_هل ستقدم النتائج فائدة عملية الى المجتمع ؟‬

‫وفي ضوء هذه المعايير يمكن الحكم على مدى أهمية المشكلة ‪ ،‬فإذا اتفقت مشكلة البحث المختارة مع كل‬
‫هذه المعايير أو بعضها فإن اهميتها تزداد حسب مدى اتفاقها مع اكبر عدد من هذه المعايير‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الفرضية‪:‬‬
‫‪.1‬ماهية الفرضية‪:‬‬
‫أ‪.‬مفهوم الفرضية‪:‬‬
‫الفرضية هي حل مؤقت للمشكلة‪ ،‬وهي توقع (تخمين) علمي يفترض مخرجات التجربة‪ ،‬وهي توقعات‬
‫للنتائج أو استنتاجات محتملة‪ ،‬وبمعنى آخر هي احتماالت أقل من الحقيقة وتمثل أكثر اإلجابات إحتماال‬
‫للسؤال الذي يدور حوله البحث ‪ ،‬كذلك هي تتبع لخلفية المعلومات والتعريفات المسبقة‪ ،‬وما يحاول الباحث‬
‫اثباتها أو نفيها بنهاية البحث وكالهما مقبول‪ ،‬ويعتمد الباحث فرضية معينة بصحتها ويبدأ بعملية إثباتها وهي‬
‫أصعب العناصر ألنه الباحث يحتاج إلى خبرة ودراسة وتجربة كافية واالطالع على الوسائل اإلحصائية‬
‫وال يشترط أن تكون في البحوث فرضيات‪(.‬الدليمي‪،2016،‬ص‪.)52-51‬‬

‫الفرضية في البحث العلمي هي تصور أو توقع علمي مؤقت يتم توجيهه نحو مخرجات ممكنة للتجربة أو‬
‫الدراسة‪ .‬تعكس الفرضية توقعات الباحث بشأن النتائج المحتملة لبحثه‪ .‬يمكن أن تكون الفرضية تخمينات أو‬
‫افتراضات قائمة على معرفته واألدلة المتاحة‪ .‬الباحث يعمل على إثبات صحة الفرضية أو نفيها بناًء على‬
‫األدلة والتجارب‪ ،‬وهذا يتطلب دراسة وتجربة واستخدام الوسائل اإلحصائية‪ .‬في نهاية البحث‪ ،‬يمكن للباحث‬
‫أن يقرر ما إذا كانت الفرضية صحيحة أم ال‪ ،‬ويعتمد على هذه العملية للوصول إلى استنتاجاته النهائية‪.‬‬

‫ب‪.‬طبيعة الفرضية(مكوناتها)‪:‬‬

‫تمثل الفرضية عالقة بين متغيرين‪ ،‬أحدهما مستقل واآلخر تابع‪ ،‬والمتغير التابع هو المتأثر بالمتغير‬
‫المستقل‪ ،‬والذي يأتي نتيجة عنه‪ ،‬في الحالة السببية‪ ،‬والمتغير المستقل لفرضية في بحث معين قد يكون‬
‫متغير تابع في بحث ثاني‪ ،‬وكل ذلك يعتمد على طبيعة البحث وهدفه‪( .‬المحمودي ‪،2019،‬ص ‪.)99-98‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫<<ضعف العالقة بين أولياء األمور و المدرسة يؤدي إلى إهمال التالميذ >>‬
‫المتغير المستقل هو ‪ :‬ضعف العالقة بين أولياء األمور و المدرسة‬
‫المتغير التابع هو ‪ :‬إهمال التالميذ‬

‫ج‪.‬أنواع الفرضية‪:‬‬

‫‪.‬الفرضية البحثية‪)THE RESEARCH HYPOTHESIS (:‬‬

‫هي فرضية تم تطويرها من خالل مالحظة ‪،‬مؤلفات ذات صلة بالموضوع او من النظريات‪ .‬تشير فرضية‬
‫البحث الى العالقة‪ ،‬ويتوقع المرء ان يجد نتيجة للبحث قد يكون بيانا حول العالقة المتوقعة او الفرق المتوقع‬
‫بين متغيرات الدراسة‪.‬‬
‫وهذا مثال حول معدل ذكاء االطفال والقلق في الفصل الدراسي‪":‬هناك عالقة ايجابية بين معدل الذكاء‬
‫والقلق لدى اطفال المدارس االبتدائية"‬
‫أو"االطفال المصنفون على انهم يعانون من ارتفاع معدل الذكاء سيظهرون قلقا في الفصل اكثر من االطفال‬
‫المصنفين على انهم يعانون من انخفاض معدل الذكاء"‪)ARY,2012,P91(.‬‬
‫يمكن ذكر فرضيات البحث في شكل اتجاهي او غير اتجاهي‪.‬‬
‫‪-‬الفرضية اإلتجاهية أو الموجهة‪:‬‬
‫تشير هذه الفرضية الى اتجاه العالقة المتوقعة أو االختالف بين المتغيرات‪ .‬الفرضيتان السابقتان عن معدل‬
‫الذكاء والقلق فرضيتان موجهتان نقول عن الفرضية فرضية اتجاهية عندما يكون لدى المرء اساس ما للتنبؤ‬
‫بتغيير في االتجاه المعلن‪.‬‬
‫‪-‬الفرضية غير الموجهة‪:‬‬
‫على النقيض من ذلك تنص الفرضية غير االتجاهية على وجود عالقة او اختالف لكن دون تحديد اتجاه او‬
‫طبيعة النتيجة المتوقعة‪.‬‬
‫مثال‪":‬هناك عالقة بين معدل الذكاء والقلق عند االطفال"هنا لم يحدد اتجاه الفرضية‪.‬‬
‫)‪(ARY,2012,P91‬‬
‫ومن هذا نستخلص ان الفرضية البحثية هي فرضية تنشأ عن طريق المالحظة ومن خالل نظريات تصف‬
‫المشكلة المراد دراستها وتشمل الفرضية الموجهة وهي الفرضية التي تصف العالقة المباشرة بين‬
‫المتغيرات او تاثير متغير بمتغير اخر أو للداللة على وجود فروقات بين المتغيرات‪ .‬ونقيضها هي الفرضية‬
‫غير الموجهة وهي الفرضية التي تؤكد على ان هناك عالقة بين المتغيرات باالضافة الى وجود فروقات‬
‫بينها لكن دون معرفة أو تحديد اتجاه هذه العالقة‪.‬‬

‫‪.‬الفرضية الصفرية ‪)THE NULL HYPOTHESIS( :‬‬

‫اليمكن إختبار الفرضية البحثية مباشرة‪،‬يجب أوال ذكر الفرضية الصفرية التي يرمز لها ب (‪ )H0‬وتقييم‬
‫احتمالية صحة هذه الفرضية الصفرية‪ .‬هذه الفرضية هي فرضية إحصائية‪ .‬وتسمى‪HYPOTHES null‬‬
‫ألنها تنص على أنه ال توجد عالقة بين متغيرات الدراسة‪ .‬تنص الفرضية الصفرية على النفي (وليس‬
‫عكس) ما يتوقعه الباحث‪.‬مثال قد يأمل الباحث في إظهارأنه بعد العالج التجريبي‪ ،‬سيكون لدى مجموعتين‬
‫من السكان وسائل مختلفة‪ ،‬لكن الفرضية الصفرية ستنص على أنه بعد العالج لن تكون وسائل السكان‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫الهدف من الفرضية الصفرية‪ :‬تتيح للباحثين تقييم ما إذا كانت العالقات الواضحة حقيقية أو من المحتمل أن‬
‫تكون دالة على الصدفة وحدها‪ .‬تنص على أن «نتائج هذه الدراسة كان من الممكن أن تحدث بالصدفة‬
‫بسهولة»‪ُ .‬ت ستخدم االختبارات اإلحصائية لتحديد احتمال صحة الفرضية الصفرية‪ .‬إذا أشارت االختبارات‬
‫إلى أن العالقات المرصودة لم يكن لها سوى احتمال ضئيل للحدوث بالصدفة‪ ،‬فإن الفرضية الصفرية تصبح‬
‫تفسيًر ا غير محتمل ويرفضها الباحث‪ .‬يهدف الباحثون إلى رفض الفرضية الصفرية ألنهم يحاولون إظهار‬
‫وجود عالقة بين متغيرات الدراسة‪.‬‬

‫إختبار الفرضية الصفرية مشابه لعمل المدعي العام في محاكمة جنائية‪ .‬إلثبات الذنب‪ ،‬يجب على المدعي‬
‫العام (في النظام القانوني للواليات المتحدة) تقديم أدلة كافية لتمكين هيئة المحلفين من رفض افتراض البراءة‬
‫بما ال يدع مجاًال للشك‪.‬ال يمكن للمدعي العام إثبات الذنب بشكل قاطع‪ ،‬وال يمكن للباحث الحصول على دعم‬
‫اللبس فيه لفرضية البحث‪ .‬ويفترض أن المدعى عليه بريء إلى أن تبين األدلة الكافية أنه ليس كذلك‪،‬‬
‫ويفترض الصفرية صحيحة إلى أن تشير األدلة الكافية إلى خالف ذلك‪.)ARY,2012,P P 91-92( .‬‬
‫ومن خالل هذا نستنتج أن الفرضية الصفرية سميت بهذا اإلسم و التي يرمز لها (‪ )H0‬لنفي عالقة بين‬
‫متغيرين أو أكثر إحصائيا‪.‬بحيث تهتم بالعالقة السلبية بين متغيرات الدراسة تكون هذه الفرضية متعلقة ب‬
‫أكثر من مجتمع إحصائي معين‪.‬‬

‫‪.‬الفرضية البديلة‪)THE ALTERNATIVE HYPOTHES( :‬‬

‫سميت بهذا االسم ويرمز لها(‪ )H1‬لتكون بديلة عن الفرضية الصفرية وتحدد هذه الفرضية العالقات‬
‫االحصائية او الفروقات بين متغيرات الدراسة(‪.)ARY,2012,P P 91-92‬‬
‫‪.2‬خصائص و أهمية الفرضية‪:‬‬
‫أ‪.‬خصائص الفرضية‪:‬‬

‫أن الفروض تخمينات ذكية وجريئة تعتمد على معرفة الباحث والمامه بالموضوع وسعة اطالعه وقدرته‬
‫على التخيل‪ ،‬وليست تخمينات ارتجالية ال ترتبط بالمعرفة االنسانية‪ ،‬ولذلك يفترض أن يراعي الباحث في‬
‫أثناء بناته للفروض األمور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬معقولية الفروض‪:‬‬
‫يفترض أن تكون الفروض منسجمة مع الحقائق العلمية المعروفة وليست خيالية أو متناقضة على األقل‪،‬‬
‫وال يجوز أن يضع الباحث فرضا يؤدي إلى تناقض أو إلى استحالة‪ ،‬ومن هنا يحتاج الباحث إلى سعة‬
‫اطالع ومعرفة دقيقة وهو يبني فروضه‪.‬‬
‫‪ -2‬إمكان التحقق منها‪:‬‬
‫تخضع الفروض للفحص‪ ،‬والفروض التي تخضع للفحص ال يمكن فحصها لسبب بسيط وهو أن الباحث ال‬
‫يتمكن من قياسها‪ ،‬ولذلك يجب أن يصاغ الفرض بشكل محدد قابل للقياس ‪ ،‬وقابل لالختبار التجريبي ‪،‬‬
‫بحيث يستطيع الباحث تصميم تجربة أو اتخاد إجراءات للتحقق من صحة فروضه‪ ،‬فالفرض الجيد فرض‬
‫محدد يمكن فحصه تجريبيا‪.‬‬
‫‪ -3‬قدرته على تفسير الظاهرة المدروسة‪:‬‬
‫أن الفروض الجزئية هي فروض غير اقتصادية وغالبا ما تفشل في تفسير الموقف أو مجال الدراسة‪،‬‬
‫وتزداد قيمة الفروض بمقدار قدرتها على تقديم تفسير شامل للموقف أو تقديم تعميم شامل لحل الموقف‪.‬‬
‫‪ -4‬اتفاق الفرض كليا أو جزئيا مع النظريات القائمة‪:‬‬

‫ان المعرفة اإلنسانية سلسلة متصلة من الحلقات‪ ،‬ويبنى الفرض العلمي على النظريات والحقائق التي‬
‫سبقته‪ ،‬ولذلك يأتي منسجما معها أو مكمال لها‪،‬ولكن هذه الميزة ليست ميزة نهائية ثابتة حيث يشك بعض‬
‫(عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)100_99‬‬

‫الباحثين في صحة نظريات قائمة ويضعون فروضا مخالفة لها ويحققون هذه الفروض بما يؤدي إلى إلغاء‬
‫النظرية القائمة أو تعديلها ‪ ،‬وقد تكون الفروض جزئية تماما في بناتها ويتمكن الباحث من اثباتها وتحقيق‬
‫تقدم علمي كبير‪.‬‬
‫‪ -5‬بساطة الفروض‪:‬‬
‫اذا استطاع الباحث إيجاد أكثر من فرض لتفسير موقف ما فإنه يفترض أن يأخد الفرض السهل األكثر‬
‫بساطة‪ ،‬فالفروض المعقدة التي تفسر الموقف استنادا إلى عدد من المفاهيم المعقدة‪ ،‬ليست فروضا اقتصادية‪،‬‬
‫فالفرض السهل هو الذي يفسر الظواهر المختلفة بأقل التعقيدات الممكنة‬

‫‪(.‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)100_99‬‬

‫خصائص الفروض تشمل مجموعة من العوامل المهمة‪:‬‬


‫‪ .1‬معقولية الفروض‪ :‬يجب أن تكون الفروض منطقية وتوافق الحقائق العلمية المعروفة‪.‬‬
‫‪ .2‬إمكان التحقق‪ :‬يجب أن تكون الفروض قابلة للفحص والقياس‪ ،‬ويمكن اختبار صحتها تجريبًيا‪.‬‬
‫‪ .3‬قدرتها على تفسير الظواهر‪ :‬الفروض يجب أن تكون قادرة على توفير تفسير شامل للموقف أو تعميم‬
‫شامل لحل الموقف‪.‬‬
‫‪ .4‬اتفاق الفرض مع النظريات القائمة‪ :‬الفروض يمكن أن تكون متناغمة مع النظريات الحالية أو تعارضها‬
‫وتقدم تقدًما علمًيا‪.‬‬
‫‪ .5‬بساطة الفروض‪ُ :‬يفضل اختيار الفروض البسيطة واألقل تعقيًد ا لتفسير الظواهر بأقل التعقيدات الممكنة‪.‬‬

‫ب‪.‬أهمية إستخدام الفرضية‪:‬‬

‫أن أهمية استخدام الفروض في البحث يعتمد على هدف البحث‪ ،‬فإذا كان البحث يهدف إلى الوصول إلى‬
‫حقائق ومعارف فال قيمة للفروض ‪،‬اما اذا كان البحث يهدف إلى تفسير الحقائق والكشف عن األسباب‬
‫والعامل وتحليل الظاهرة المدروسة فالبد من وجود فروض ‪ ،‬ويميز بعض المهتمين في شؤون البحث‬
‫العلمي بين الدراسات حسب استخدامها للفروض ‪ ،‬فالمدرسة ذات مستوى المتعلق هي التي تحول فروضا‪،‬‬
‫ولذلك يتوقعون من طالب الدكتوراه أن يبنس فروضا في بحثه‪ ،‬اما الدراسات المسحية البسيطة فال داعي‬
‫الستخدام الفروض فيها‪،‬ومهما كان األمر فإن وجود الفروض في الدراسة يحقق الفوائد التالية‪:‬‬
‫‪ -‬انها توجه جهود الباحث في جميع المعلومات والبيانات المتصلة بالفروض ‪ ،‬وبذلك توفر الكثير من‬
‫الجهود التي يبذلها الباحثون في الحصول على معلومات سرعان ما يكتشفون عدم حاجتهم إليها‪.‬‬
‫‪ -‬انها تحدد اإلجراءات وأساليب البحث المناسبة الختبار الحلول المقترحة‪.‬‬
‫‪-‬تقدم الفروض تفسيرات للعالقات بين المتغيرات‪ ،‬فالفروض تحدد العالقة بين المتغير المستقل والمتغير‬
‫التابع‪ ،‬وبذلك تمكنا باطار لنتائج البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تزودنا بفروض أخرى وتكشف لنا عن الحاجة إلى ابحاث أخرى جديدة‪.‬‬

‫(عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)101-100‬‬

‫استخدام الفروض في البحث يعتمد على هدف البحث‪ .‬إذا كان الهدف هو الوصول إلى حقائق ومعارف‪ ،‬فإن‬
‫الفروض ال تكون ذات قيمة كبيرة‪ .‬ولكن إذا كان الهدف هو تفسير الحقائق وكشف األسباب وتحليل‬
‫الظواهر‪ ،‬فإن وجود الفروض يصبح ضرورًيا‪ .‬الفروض توجه جهود الباحث في الحصول على المعلومات‬
‫وتحدد اإلجراءات واألساليب المناسبة الختبار الحلول المقترحة‪ .‬أيًض ا‪ ،‬تساعد الفروض في توفير تفسيرات‬
‫للعالقات بين المتغيرات وقد تكشف عن الحاجة إلى أبحاث إضافية‪.‬‬

‫‪.3‬مصادر إشتقاق الفرضية‪:‬‬


‫يستطيع الباحث اشتقاق وصياغة فرضياته من مصادر عديدة اهمها ‪:‬‬
‫_ المعرفة الشخصية الواسعة للباحث ومدى قدرته على التخيل وتجميع وربط األفكار مع بعضها البعض في‬
‫أنماط تفسيرية معقولة‪.‬‬
‫_ المالحظة والخبرة العلمية خصوصا فيما يتعلق بالمشكلة أو الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫_ الدراسات السابقة حول المشكلة أو ظاهرة قيد الدراسة‪( .‬العواملة‪،1995،‬ص‪)63‬‬

‫_إستنباط لنظريات علمية(هي خالصة الدراسة لباحث معين)‬

‫_ميدان الدراسة‬

‫_تخصص الباحث‬

‫‪.4‬كيفية صياغة و إختبار الفروض‪:‬‬


‫أ‪.‬كيفية صياغة الفرضية‪:‬‬
‫يمكن صياغة فرضيات البحث بطريقتين هما‪:‬‬
‫‪ _1‬الفرضية البحثية ‪:‬وهي الفرضيات التي تحدد بصيغة خبرية‪.‬‬
‫‪ _2‬الفرضية اإلحصائية‪ :‬هي الفرضيات التي تحدد بصيغة صفرية تشير إلى عدم وجود عالقة أو عدم‬
‫وجود فروق بين المتغيرات‪ ،‬وأن أي عالقة أو فروق تظهر ترجع إلى الصدفة‪.‬‬

‫(الدليمي‪،2016 ،‬ص‪.)54-53‬‬

‫ب‪.‬شروط صياغة الفرضية‪:‬‬

‫لصياغة فرضيات البحث هناك شروط ‪:‬‬


‫‪-‬أن يكون متفقا مع الحقائق ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الفرضيات مختبرة‪.‬‬
‫‪-‬أن تكون صياغة األلفاظ فيها سهلة ‪.‬‬
‫أن تكون الفرضيات العلمية واضحة تماما وتؤدي إلى معنى محدد ال يحتمل التأويل‪.‬‬
‫أن تغطي الفرضيات تجميع جوانب البحث أو الدراسة ‪.‬‬
‫‪-‬يفضل االستعانة بالفرضيات الصفرية وال سيما في البحوث التجريبية لضمان عدم التحيز‪.‬‬

‫(الدليمي‪،2016،‬ص‪)52‬‬

‫ج‪.‬إختبار الفروض‪:‬‬
‫تبقى الفرضية مجرد تخمين وتكهن إلى أن يتوصل الباحث إلى أدلة حية تؤيد صحة أو عدم صحة‬
‫الفرضية‪ ،‬ومن هذا المنطلق يمكن القول أن القوانين العلمية ما هي إال فروض لم يثبت بعد عدم صحتها كما‬
‫أن الفروض عبارة عن قوانين لم تثبت صحتها بعد‪(.‬صفوح ‪ ،1973 ،‬ص ‪)58‬‬

‫ولكي يتم التأكد من صحة أو عدم صحة الفرضيات في أي دراسة فإنه يمكن اتباع أساليب وطرائق عديدة‬
‫اهمها‪:‬‬
‫أ‪-‬طريقة الحذف‪:‬‬
‫في هذه الطريقة ال بد للباحث من حصر جميع العوامل واألسباب عامال عامال وكل عامل يثبت عدم تأثيره‬
‫في المشكلة أو الظاهرة أو ضعف وانعدام دوره يتم حذفه إلى أن يتم التوصل إلى العوامل ذات التأثير الكبير‬
‫في المشكلة أو الظاهرة والتي يمكن من خاللها وضع تفسير منطقي ومقبول لمشكلة البحث أو الظاهرة‬
‫المدروسة‪ .‬وفي حال إثبات االختيار لعدم تأثير جميع هذه العوامل في المشكلة أو الظاهرة فعندئذ البد من‬
‫البحث عن عوامل وأسباب أخرى كحلول للمشكلة‪.‬‬
‫فمثال لو أراد أحد الباحثين تحديد سبب تراجع إنتاجية الخضروات للدوام الواحد في منطقة ما‪ ،‬فإن عليه أن‬
‫يقوم بحصر جميع األسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك مثل نقص المياه‪ ،‬نوعية التربة‪ ،‬سوء اإلدارة‪،‬‬
‫نوعية البذور‪ ،‬الخ‪ ،‬ثم يحاول اختيار هذه األسباب سببا سببا وذلك بإثبات ضعف أو قوة تأثيرها في الظاهرة‬
‫المدروسة بحيث يتم استثناء كل سبب ضعيف أو عديم التأثير ‪ ،‬ومن ثم يمكنه التوصل إلى السبب أو‬
‫األسباب ذات تأثير الكبير في الظاهرة ‪ ،‬ومع أن هذا ليس باألمر اليسير نظرا لما يتطلبه من معرفة والمام‬
‫واسع بالظاهرة والظروف المحيطة بها ‪،‬اال أن هذه الطريقة تعتبر من أبسط طرائق اختبار الفرضيات ‪.‬‬

‫(صفوح‪،1973 ،‬ص‪)59‬‬

‫طريقة الحذف في اختبار الفرضيات تتضمن حصر جميع العوامل المحتملة واألسباب الممكنة لمشكلة أو‬
‫ظاهرة معينة‪ .‬يجب على الباحث إثبات أن كل عامل ليس له تأثير ملموس أو أنه ضعيف فيما يتعلق‬
‫بالمشكلة المدروسة‪ .‬بمجرد إثبات عدم تأثير العوامل األخرى‪ ،‬يمكن للباحث التركيز على العوامل التي لها‬
‫تأثير كبير والتي يمكن استخدامها لصياغة تفسير منطقي للمشكلة‪ .‬في حالة عدم تمكن الباحث من إثبات‬
‫تأثير أي عامل‪ ،‬يجب عليه البحث عن عوامل أخرى تعوض وتكون حًال للمشكلة‪ .‬تعد هذه الطريقة واحدة‬
‫من أساليب اختبار الفرضيات في البحث‪ ،‬ورغم تعقيدها تعتبر أحد األساليب البسيطة لتحليل المشكالت‪.‬‬
‫ب‪ -‬طريقة التجربة الحاسمة‪:‬‬
‫يحاول الباحث في مثل هذه الطريقة إلى الوصول إلى فرضيتين متناقضين‪ ،‬ومن ثم يبرهن على عدم‬
‫صحة أحدهما وبالتالي يتأكد من صحة الفرض اآلخر‪( . .‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)101‬‬
‫في طريقة التجربة الحاسمة في اختبار الفرضيات‪ ،‬يسعى الباحث إلى إيجاد فرضيتين متناقضتين‪ ،‬ثم يقوم‬
‫بتجربتهما للتأكد من صحة إحدى الفرضيتين وبالتالي يثبت عدم صحة الفرضية األخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬طريقة استنباط المترتبات‪:‬‬


‫تستخدم مثل هذه الطريقة في حالة عدم إمكانية اختبار الفرضية بشكل مباشر والتأكد من صحتها أو‬
‫نفي ذلك‪ ،‬وبالتالي يتم اللجوء إلى إختبار الفرضية بطريقة غير مباشرة وذلك من خالل استنباط المترتبات‬
‫التي ينبغي أن تحدث إن كانت هذه الفرضية أو الفرضيات صحيحة ‪ ،‬ومن ثم يجري اختبار هذه المرتبات‬
‫للتأكد من صحتها وبالتالي صحة الفرضية‪ ،‬ولتوضيح ذلك إليك المثال التالي اذا ادعى احد األشخاص بأنه‬
‫كاتب فإنه يمكن التأكد من ذلك من خالل مجموعة من المرتبات كالتالي‪:‬‬
‫* انه عضو مسجل في اتحاد الكتاب أو رابطة الكتاب‪.‬‬
‫*قام بنشر مجموعة من الموضوعات والمقاالت باسمه ‪.‬‬
‫*يمتلك مكتبة خاصة في بيته‪.‬‬

‫*يهتم ويتابع حضور النشاطات األدبية والثقافية‪( .‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)101‬‬

‫وفي الخطوة الحقة يمكن اختبار صحة هذه المترتبات والتأكد من صحتها وذلك من خالل مجموعة من‬
‫اإلجراءات كما يلي‪:‬‬
‫* فحص سجالت اتحاد الكتاب أو رابطة الكتاب للتأكد من عضوية هذا الشخص‪.‬‬
‫* البحث في الصحف والمجاالت لحصر ما نشره هذا الشخص باسمه‪.‬‬
‫* القيام بزيارة لهذا الشخص في بيته للتأكد من اقتنائه لمكتبة خاصة‪.‬‬
‫*مالحظة مدى حضوره للنشاطات األدبية والثقافية‪.‬‬
‫وهكذا من خالل اختبار المترتبات وإثبات صدق صحتها أو عدمه نستطيع إثبات أو نفي صحة‬
‫الفرضية‪.‬‬
‫طريقة استنباط المترتبات في اختبار الفرضيات تستخدم عندما يكون من الصعب اختبار الفرضية مباشرة‪.‬‬
‫في هذه الطريقة‪ ،‬يقوم الباحث بتطوير مجموعة من المترتبات التي يجب أن تحدث إذا كانت الفرضية‬
‫صحيحة‪ .‬يتم بعد ذلك اختبار هذه المترتبات للتحقق من صحتها‪ ،‬وبناًء على نتائج هذا االختبار‪ ،‬يتم تأكيد أو‬
‫نفي صحة الفرضية‪ .‬مثال على ذلك هو عندما يدعي شخص ما أنه كاتب‪ ،‬يتم فحص مجموعة من المترتبات‬
‫مثل عضويته في اتحاد الكتاب ونشر مقاالت باسمه واقتنائه لمكتبة خاصة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬يتم فحص هذه‬
‫المترتبات من خالل إجراءات مثل فحص سجالت االتحاد ومراجعة ما نشره الشخص‪ .‬يعتمد تأكيد أو نفي‬
‫صحة الفرضية على نتائج هذا االختبار‪.‬‬
‫د ‪ -‬طريقة التالزم النسبي‪:‬‬
‫وهي إحدى الطرق االستقرائية التي يعتبرها عالم االجتماع دوركايم من أفضل الطرق إلثبات أو نفي وجود‬
‫عالقة سببية بين ظاهرتين‪ ،‬في مثل هذه الطريقة يقوم الباحث بالمقارنة بين ظاهرتين وتحديد التغيرات التي‬
‫تطرأ عليهما بشكل مستمر من أجل التأكد من وجود عالقة بينهما ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫* انخفاض معدل المواليد عند المشتغلين في قطاعات اقتصادية غير قطاع الزراعة ‪.‬‬
‫*ارتفاع معدل المواليد كلما انخفض مستوى معدل دخل األسرة‪.‬‬

‫وكما سبق الحديث في هذه الدراسة فإن التالزم قد يكون طرديا أو عكسيا‪(.‬صفوح‪،1973 ،‬ص‪)60‬‬
‫طريقة التالزم النسبي في اختبار الفرضيات هي طريقة استقرائية ُت ستخدم إلثبات أو نفي وجود عالقة سببية‬
‫بين ظاهرتين‪ .‬تتضمن هذه الطريقة مقارنة بين الظاهرتين وتحليل التغيرات التي تحدث فيهما بشكل مستمر‪،‬‬
‫بهدف التحقق من وجود عالقة بينهما‪ .‬يمكن أن تكون هذه العالقة إما طردية أو عكسية‪ُ .‬تظهر أمثلة على‬
‫ذلك كيف يمكن مقارنة انخفاض معدل المواليد بين المشتغلين في قطاعات اقتصادية معينة مقارنة بمعدل‬
‫المواليد بين العاملين في قطاع الزراعة‪ .‬كما ُيظهر مثال آخر كيف يمكن ربط ارتفاع معدل المواليد‬
‫بانخفاض مستوى دخل األسرة‪ .‬تذكر الفقرة أن العالقة يمكن أن تكون طردية (عندما تزيد قيمة واحدة ترتبط‬
‫بزيادة في األخرى) أو عكسية (عندما تزيد قيمة واحدة ترتبط بانخفاض في األخرى)‪.‬‬
‫وهناك طرق عديدة أخرى يمكن بواسطتها اختبار الفرضيات مثل‪:‬‬
‫*طريقة المقارنة النظرية‪.‬‬
‫*طريقة االختبارات البيانية(مثل شكل االنتشار)‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالفرضيات اإلحصائية فإنه يمكن اختبارها (قبول أو رفض الفرضية) باساليب احصائية‬
‫عديدة أهمها‪ :‬اختبار(ت) والذي يستخدم في حاالت المجتمع وليس العينة‪ ،‬اختبار (ف) واختبار مربع كاي‪،‬‬
‫وغيرها كما سيتضح في فصل اإلحصاء والبحث العلمي ‪.‬‬

‫‪.5‬متى تقبل الفرضية و متى ترفض‪:‬‬


‫أ‪.‬متى يمكن قبول الفرض؟‬

‫أن فحص الفروض واختبارها يهدف إلى إمكان قبول هذه الفروض أو رفضها‪،‬فالفروض تعتبر مقبولة اذا‬
‫استطاع الباحث أن يجد دليال واقعيا ملموسة يتفق مع جميع المترتبات على هذه الفروض‪ ،‬فالفروض ال تثبت‬
‫على أنها حقائق ولكن وجود االدلة يشير إلى أن لهذه الفروض درجة عالية من االحتمال‪ ،‬وذلك لعدم وجود‬
‫يقين مطلق وتزداد درجة االحتمال اذا تمكن الباحث من إيجاد عدد من األدلة التي تؤيد الفرض ‪.‬‬
‫أن التوصل إلى هذه األدلة يعني ان الباحث استطاع أن يحضر األدلة التي تمكنه من قبول الفرض‪ ،‬وبذلك‬
‫يقدم الباحث حال لمشكلة البحث ‪.‬‬
‫ب‪.‬متى يمكن رفض الفرض؟‬
‫أن عدم قدرة الباحث على إيجاد األدلة التي تؤيد صحة الفرض ال يعني أن الفرض غير صحيح وانه يجب‬
‫أن يلغى ويبحث عن فرض آخر غيره‪،‬فالبحث قد ال يعثر على األدلة المؤيدة ليس لعدم وجود أدلة مقيدة‬
‫ولكن الن إمكانيات الباحث لم تساعده في إيجاد هذه األدلة وفي هذه الحالة يبقى الفرض قائما ويبقى إمكان‬
‫البحث عنه متوفرا"‪(.‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)98‬‬
‫القبول الفعلي للفروض يعتمد على قدرة الباحث على تقديم أدلة واقعية تدعم تلك الفروض‪ .‬الفروض ليست‬
‫حقائق مؤكدة ولكن وجود أدلة تشير إلى احتمالية عالية لصحتها‪ .‬إذا تمكن الباحث من جمع عدد من األدلة‬
‫التي تدعم الفرض‪ ،‬فإن ذلك يمكنه من قبول الفرض وتقديم حًال لمشكلة البحث‪.‬و إذا كان الباحث غير قادر‬
‫على العثور على أدلة تدعم صحة الفرض‪ ،‬فذلك ال يعني بالضرورة رفض الفرض‪ .‬الفرض يمكن أن يظل‬
‫قائًم ا إذا كانت العدم القدرة على العثور على األدلة يعود إلى قيود في إمكانيات الباحث وليس بسبب عدم‬
‫وجود أدلة متاحة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يمكن االستمرار في البحث والبحث عن األدلة التي تدعم الفرض دون الحاجة‬
‫إلى إلغاء الفرض بشكل فوري‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬جزء األسئلة‪:‬‬


‫‪.1‬أسئلة عن المشكلة‪:‬‬
‫س‪:1‬كيف يتم تحديد مشكلة البحث من خالل الدراسات السابقة؟‬

‫ج‪:1‬من خالل لتحليل النقدي‪:‬‬

‫قم بالتحليل النقدي لألبحاث المتعلقة بموضوعك‪ .‬ابحث عن الجوانب التي لم يتم التركيز عليها بشكل كاٍف‬
‫أو التي تحتاج إلى تحسين‪(.‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)66‬‬

‫س‪:2‬ماهو الفرق بين المشكلة و اإلشكالية؟‬

‫ج‪ :2‬تعرف المشكلة بأنها الشعور أو اإلحساس بوجود صعوبة البد من تجاوزها لتحقيق هدف معين‪.‬‬

‫أما اإلشكالية هي قضية عامة تثير نتائجها الشكوك تقبل النفي أو اإلثبات و اإلجابة عنها في الغالب غير‬
‫مقنعة‪.‬‬

‫‪-‬اإلشكالية قضية عامة أما المشكلة جزئية‪.‬‬

‫‪-‬اإلشكالية أوسع من المشكلة حيث تحتوي على عدد من المشكالت أي أن المشكلة جزء من اإلشكالية‬
‫اإلشكالية‪.‬‬

‫‪-‬اإلجابة عن المشكلة محصورة بينما قضايا اإلشكالية عميقة تعكس البحث الدائم عن الحقيقة‪.‬‬

‫س‪ :3‬هل المشكلة دائًما سلبية؟ هل يمكن أن تكون هناك مشكالت إيجابية أيًض ا؟‬

‫ج‪ :3‬المشكلة ال تكون دائًما سلبية‪ .‬يمكن أن تشمل المشكالت أيًض ا تحديات إيجابية أو فرص للتحسين‪ .‬هذا‬
‫يعتمد على السياق والتفسير‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬قد يكون هناك مشكلة اقتصادية تحتاج إلى حل للتغلب على‬
‫تحديات البطالة‪ ،‬وهذا يعتبر مشكلة سلبية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن أن تكون هذه المشكلة أيًض ا فرصة لتعزيز‬
‫االبتكار وخلق وظائف جديدة‪ ،‬وهذا يعتبر جانب إيجابي من المشكلة‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬المشكلة يمكن أن تتضمن جوانب سلبية وإيجابية‪ ،‬وفهم هذه الجوانب بشكل صحيح يعتمد على سياق‬
‫المشكلة وكيفية التعامل معها‪.‬‬

‫س‪ :4‬ما هي العوامل التي تجعل من المشكلة موضوًعا مثيًر ا لالهتمام للباحثين والمجتمع على حد سواء؟‬

‫ج‪ :4‬هناك عدة عوامل تجعل المشكلة موضوًعا مثيًر ا لالهتمام للباحثين والمجتمع‪:‬‬

‫‪ .‬األهمية االجتماعية‪ :‬إذا كانت المشكلة لها تأثير كبير على المجتمع‪ ،‬مثل تحديات اقتصادية أو صحية أو‬
‫اجتماعية ملموسة‪ ،‬فإن ذلك يزيد من أهمية دراستها وحلها‪.‬‬

‫‪ .‬التأثير على األفراد‪ :‬إذا كانت المشكلة تؤثر بشكل مباشر على األفراد وتؤثر على جودة حياتهم‪ ،‬فإنها‬
‫تصبح موضوًعا مهًما للدراسة والحل‪.‬‬
‫‪ .‬التحديات الصعبة‪ :‬إذا كانت المشكلة تشكل تحديات صعبة ومعقدة تتطلب تفكيًر ا إبداعًيا وحًال شامًال‪ ،‬فإن‬
‫ذلك يشجع الباحثين على االهتمام بها‪.‬‬

‫‪ .‬الفجوة في المعرفة‪ :‬إذا كان هناك نقص في المعرفة حول المشكلة وقلة من األبحاث السابقة تمت معالجتها‪،‬‬
‫فإنها تكون موضوًعا مثيًر ا لالهتمام للباحثين لملء هذه الفجوة‪.‬‬

‫‪ .‬الفرص للتحسين‪ :‬إذا كان هناك فرص لتحسين الوضع الحالي أو تقديم حًال أفضل للمشكلة‪ ،‬فإن ذلك يشجع‬
‫على البحث والعمل على تحسين الوضع‪.‬‬

‫بصفة عامة‪ ،‬المشكلة تصبح موضوًعا مثيًر ا لالهتمام عندما تكون لها أثر كبير على المجتمع وتقدم فرًصا‬
‫لتحسين الوضع وتطوير حلول جديدة‪( .‬عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)67‬‬

‫‪.2‬أسئلة عن الفرضية‪:‬‬
‫س‪ :1‬كيف يمكنك التمييز بين الفرضية والتوقعات الشخصية أو اآلراء المسبقة عند تصميم وتقييم البحث؟‬

‫ج‪ :1‬الجواب على هذا السؤال يتطلب تحليل دقيق للفرضية وتمييزها عن التوقعات الشخصية أو اآلراء‬
‫المسبقة‪ .‬الفرضية هي افتراض أو توقع يتم اختباره من خالل البحث والتجارب‪ ،‬بينما التوقعات الشخصية أو‬
‫اآلراء المسبقة هي اعتقادات شخصية قد تكون متأثرة بالخلفية والتجارب الشخصية للباحث‪.‬‬

‫للتمييز بينهما‪ ،‬يجب على الباحث‪:‬‬

‫‪.‬تحليل األدلة‪ :‬البداية هي تحليل األدلة والبيانات المتاحة بدقة للتأكد من أنها مستندة إلى أسس علمية وليست‬
‫مجرد آراء شخصية‪.‬‬

‫‪.‬اختبار الفرضية‪ :‬يجب أن تكون الفرضية قابلة لالختبار وقياسها بشكل علمي‪ .‬يجب على الباحث تصميم‬
‫تجارب أو دراسات تسمح بفحص صحة الفرضية‪.‬‬

‫‪.‬الشفافية‪ :‬يجب أن يتم التعبير بوضوح عن الفرضية وكيفية اختبارها في وثائق البحث‪ .‬يجب أن تكون‬
‫األساليب والعمليات موضحة بدقة‪.‬‬

‫‪.‬استقاللية الباحث‪ :‬يجب أن يكون الباحث مستقًال وغير متأثر بآراء شخصية أو توقعات شخصية عند تقييم‬
‫البيانات والنتائج‪.‬‬

‫‪ .‬تقييم اآلراء المسبقة‪ :‬الباحث يجب أن يكون مدرًك ا آلرائه وتوقعاته الشخصية‪ ،‬ويبذل جهًد ا لتقييم تأثيرها‬
‫على عملية البحث‪(.‬كريم‪،‬ج‪،‬حمدان‪،‬إ‪،2018،‬ص ص ‪)9-8‬‬

‫باختصار‪ ،‬الفرضية تتميز بأنها تقترح توقعات يمكن اختبارها بوسائل علمية محايدة‪ ،‬بينما التوقعات‬
‫الشخصية أو اآلراء المسبقة هي معتقدات شخصية قد تؤثر على تفسير البيانات والنتائج بشكل غير علمي‪.‬‬
‫س‪ :2‬ما هي الخصائص األساسية التي يجب أن تتوفر في الفرضية لتكون صالحة ومقبولة في سياق البحث‬
‫العلمي؟‬

‫ج‪ :2‬الفرضية الصالحة والمقبولة في سياق البحث العلمي يجب أن تتوفر فيها الخصائص األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ .‬كونها قابلة لالختبار‪ :‬يجب أن تكون الفرضية قابلة لالختبار بواسطة التجارب أو الدراسات العلمية‪ .‬يجب‬
‫أن يمكن قياس النتائج ومقارنتها بالتوقعات المشتقة من الفرضية‪.‬‬

‫‪ .‬تكون محددة وواضحة‪ :‬يجب أن تكون الفرضية واضحة ومحددة بشكل جيد بحيث يمكن فهمها بدقة‪ .‬يجب‬
‫تصوير العالقة المفترضة بين المتغيرات بوضوح‪.‬‬

‫‪ .‬تكون معتمدة على األدلة‪ :‬يجب أن تعتمد الفرضية على دالئل علمية أو أبحاث سابقة تدعمها‪ .‬يمكن أن‬
‫تكون هذه األدلة من نتائج أبحاث سابقة أو نظريات موجودة‪.‬‬

‫‪ .‬تكون قابلة للتحقق والتكرار‪ :‬يجب أن يمكن لآلخرين التحقق من النتائج وتكرار البحث للتحقق من صحة‬
‫الفرضية‪.‬‬

‫‪ .‬تكون معقولة‪ :‬يجب أن تكون الفرضية معقولة ومنطقية‪ .‬يجب أن تكون توقعاتها منطقية وتناسب السياق‬
‫الذي تتعلق به‪.‬‬

‫‪ .‬توضيح العالقة بين المتغيرات‪ :‬يجب أن توضح الفرضية العالقة المفترضة بين المتغيرات المستقلة‬
‫والتابعة‪ ،‬وكيف يمكن أن تؤدي التغيرات في المتغير المستقل إلى تغيرات في المتغير التابع‪.‬‬

‫‪ .‬تكون معرضة للتحدي‪ :‬يجب أن تكون الفرضية معرضة للتحدي والنقد‪ .‬يجب أن يكون هناك استعداد‬
‫لتقديم دالئل وبراهين قوية لدعمها‪.‬‬

‫‪ .‬تكون ذات قيمة علمية‪:‬يجب أن تكون الفرضية ذات قيمة علمية وتسهم في توسيع المعرفة والفهم في مجال‬
‫البحث‪.‬‬

‫تلتزم الفرضية بتلك الخصائص لضمان صدقها وقبولها في سياق البحث العلمي‪.‬‬

‫(عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)100_99‬‬

‫س‪ :3‬كيف يمكن تحليل وتقييم تأثير العوامل الزمنية على صالحية وصدق الفرضية في البحث طويل األمد؟‬

‫ج‪ :3‬لحل هذا السؤال المعقد‪ ،‬يمكن اتباع الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ .‬تحليل العوامل الزمنية‪ :‬قم بتحليل العوامل الزمنية التي يمكن أن تؤثر على صالحية وصدق الفرضية على‬
‫مر الزمن‪ .‬هذه العوامل قد تشمل التغيرات في البيئة‪ ،‬أو تقدم التكنولوجيا‪ ،‬أو التغيرات في اتجاهات البحث‪.‬‬

‫‪ .‬التوثيق والتحليل الزمني‪ :‬قم بتوثيق كل تغيير أو تطور في البحث على مر الزمن‪ .‬هل تم تحديث الفرضية‬
‫بناًء على األدلة الجديدة؟ كيف تم تكامل األبحاث السابقة مع البحث الحالي؟‬
‫‪ .‬تقييم تأثير العوامل الزمنية‪ :‬قد يتعين عليك تقييم كيف تؤثر العوامل الزمنية على صالحية وصدق‬
‫الفرضية‪ .‬هل تمكنت الفرضية من االحتفاظ بصدقها عبر الزمن؟ هل تأثرت بسلبية بسبب تغيرات في‬
‫الظروف؟‬

‫‪ .‬تكامل البيانات والتحليل االستداللي‪ :‬قم بتكامل البيانات والنتائج عبر الزمن وقم بتحليلها باستخدام منهجيات‬
‫استداللية‪ .‬هل يمكن تطبيق الفرضية األصلية على البيانات الجديدة بنجاح؟‬

‫‪ .‬المناقشة والتوجيه المستقبلي‪ :‬قدم مناقشة حول كيفية تأثير العوامل الزمنية على الفرضية وتقديم توجيهات‬
‫للبحث المستقبلي‪ .‬هل هناك حاجة إلجراء دراسات زمنية أخرى للتحقق من صدق الفرضية على مر الزمن؟‬

‫هذا الحل يشمل مراقبة وتحليل العوامل الزمنية التي تؤثر على صالحية وصدق الفرضية على مر الزمن‬
‫وكيفية التعامل معها للحفاظ على جودة البحث العلمي على المدى الطويل‪.‬‬

‫س‪ :4‬كيف يمكن تحديد متى يجب التمسك بالفرضية ومتى يجب التخلي عنها خالل عملية البحث العلمي؟‬

‫ج‪ :4‬تحديد متى يجب التمسك بالفرضية ومتى يجب التخلي عنها في عملية البحث يتطلب تحليل دقيق لألدلة‬
‫والنتائج المجمعة‪ .‬يجب تقييم قوة األدلة والتوافق مع األسس العلمية للفرضية‪ .‬إذا كانت هناك أدلة قوية تدعم‬
‫الفرضية وتفسر النتائج بشكل أفضل‪ ،‬يمكن التمسك بها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا كان هناك تناقضات كبيرة أو نتائج‬
‫سلبية ال تدعم الفرضية‪ ،‬قد يكون من الضروري التخلي عنها أو تعديلها‪ .‬هذا القرار يجب أن يتخذ بعناية‬
‫ويتضمن المناقشة مع أقران البحث والخبراء في المجال لضمان الصدق والجودة العلمية للبحث‪.‬‬

‫(عبيدات وآخرون‪،1997 ،‬ص‪)98‬‬

‫س‪ :5‬ما هي الفرضية الموجهة مع تقديم مثال على تطبيقها في البحث العلمي؟‬

‫ج‪ :5‬الفرضية التوجيهية هي نوع من الفرضيات التي تستخدم لتوجيه البحث وتحديد اتجاهه‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬في مجال علوم البيئة‪ ،‬يمكن أن تكون الفرضية التوجيهية‪" :‬تأثير تغير المناخ على تنوع األنواع في‬
‫الغابات المطيرة‪ ".‬توجه هذه الفرضية الباحثين لدراسة تأثير تغير المناخ على تنوع األنواع في الغابات‬
‫المطيرة وتحديد العالقة بينهما‪ .‬تساعد الفرضية التوجيهية في تحديد مسار البحث وتوجيه الجهود نحو تحقيق‬
‫‪.‬األهداف المحددة‬
‫(‪)ARY,2012,P91‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫في الختام‪ ،‬عنصر المشكلة يعد البداية والنقطة األساسية للبحث العلمي‪ .‬إنه يمثل التحدي األول الذي يواجهه‬
‫الباحثون‪ ،‬ولكنه أيًض ا يمثل فرصة الكتشاف ما هو مجهول وتحقيق تقدم في فهم العالم‪ .‬يعتبر تحديد وفهم‬
‫المشكلة بدقة هو الخطوة األساسية نحو بناء فرضيات صحيحة وتطوير أساليب بحثية فعالة‪ .‬إذا تم معالجة‬
‫عناصر المشكلة بعناية واهتمام‪ ،‬فإن البحث العلمي سيكون قادًر ا على تحقيق إسهامات قيمة في تطور‬
‫المعرفة والتقدم في مجاالت متعددة‪ .‬من خالل وضع معايير دقيقة الختيار المشكلة وتحليلها بعناية‪ ،‬يمكن‬
‫للباحثين توجيه جهودهم نحو األبحاث التي تحمل قيمة علمية واجتماعية ملموسة‪ ،‬وذلك لضمان تحقيق‬
‫أقصى قدر من اإليجابية في مجال البحث والمساهمة الفعالة في حل المشكالت‪.‬‬

‫أما في الحديث عن فرضية البحث العلمي فهي تمثل العمود الفقري للبحث والتحقيقات العلمية‪ ،‬إذ تعّبر عن‬
‫تصّو ر مفترض يتطلب اختباره وإثباته من خالل البيانات واألدلة‪ .‬عندما تكون فرضية البحث صحيحة‪،‬‬
‫تلعب دوًر ا حاسًم ا في توجيه التطور العلمي وزيادة فهمنا للعالم من حولنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن تكون هذه‬
‫الفرضيات مفتوحة للنقد والتحسين‪ ،‬ويتعين على الباحثين استخدام منهجيات علمية دقيقة الختبار صحتها‪.‬‬

‫تتميز الفرضيات بخصائص تسمح لها بالتحقق واالختبار وتقديم تفسيرات للظواهر المعقدة‪ .‬يمكن الحصول‬
‫على هذه الفرضيات من مصادر متعددة‪ ،‬بدًءا من األبحاث السابقة والمراجع العلمية وصواًل إلى التجارب‬
‫والمالحظات الميدانية‪ .‬ولكن يجب أن يكون لدينا العناية الكافية في صياغة هذه الفرضيات وفًقا للشروط‬
‫الضرورية لضمان صحتها وموثوقيتها‪ ،‬مع االنتباه إلى وضوح الصياغة وقابلية االختبار‪.‬‬

‫إن فهم أنواع الفرضية وخصائصها‪ ،‬باإلضافة إلى القدرة على االستفادة من مصادر متعددة للحصول عليها‬
‫وااللتزام بشروط صياغتها‪ ،‬يمثل خطوة أساسية في رحلة البحث العلمي نحو تطوير المعرفة واالستدالل‬
‫بأدلة قوية‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‪:‬‬
‫‪.1‬قائمة المراجع العربية‪:‬‬

‫‪ .‬الدليمي‪،‬ن‪.)2016(.‬أسس و قواعد البحث العلمي‪.‬ط‪.1‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪.‬عمان‪-‬األردن‪.‬‬

‫‪ .‬المحمودي‪،‬م‪ .)2019(.‬مناهج البحث العلمي ‪.‬ط‪ .3‬دار الكتب‪.‬اليمن‪.‬‬


‫‪ .‬عبيدات‪ ،‬ذ‪ ،‬وآخرون ‪ .)1997(.‬البحث العلمي ‪ :‬مفهومه وأدواته وأساليبه‪.‬ط‪ .2‬دار وائل‪.‬عمان‪-‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ .‬العواملة‪ ،‬ن‪. )1995(.‬اساسيات البحث العلمي‪ :‬األسس النظرية و تطبيقات في اإلدارة‪ .‬ط‪.1‬مكتبة احمد‬
‫ياسين ‪.‬عمان–االردن‪.‬‬
‫‪ .‬صفوح‪،‬خ‪.)1973(.‬المنهج العلمي في البحث الجغرافي‪ .‬ط‪ .1‬وزارة الثقافة واإلرشاد القومي‪ .‬دمشق‪-‬‬
‫سوريا‪.‬‬
‫‪ .‬العمراني‪،‬ع‪.)2012(.‬دليل الباحث الى اعداد البحث العلمي ‪ .‬ط‪.2‬دار الكتاب الجامعي‪ .‬صنعاء‪.‬‬
‫‪.‬قندليجي‪،‬ع‪.)2020(.‬منهجية البحث العلمي‪،‬ط‪ .1‬دار اليازوري العلمية‪.‬‬

‫‪ .‬كريم‪،‬ج‪،‬حمدان‪،‬إ‪ .)2018(.‬المواد التمهيدية المقدمة وكيفية كتابتها ‪ -‬المشكلة – االهداف ‪ -‬الفروض‪-‬‬


‫المجاالت ‪ -‬تحديد المصطلحات‪.‬الجامعة المستنصرية‪.‬بغداد‪.‬‬

‫‪.2‬قائمة المراجع األجنبية‪:‬‬

‫‪A. ARY,D,and others.(2012). Introduction to Research in Education.8Edition.‬‬


‫‪Cengage Learning. Canada.‬‬

You might also like