You are on page 1of 96

‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫ سعد محمد علي حسين القيسي‬.‫د‬.‫م‬.‫أ‬


‫كليَّة اإلمام األعظم الجامعة‬
‫ بغداد‬/ ‫قسم الفقه وأصوله‬

The jurisprudence of budgets in the inheritance of the


grandfather, brothers and sisters – a comparative
jurisprudential study

ASS.PROF.DR. SAAD MOHAMMED ALI AL-


QAISY- THE UNIVERSITY TEACHING IN
GREAT EMAM UNIVERSITY COLLEGE-
DEPARTMENT OF jurisprudence AND ITS
FUNDAMENTALS/BAGHDAD
‫ملخص البحث‬
‫ بتحصيل‬، ‫ أو مصلحة ومفسدة‬، ‫ أو مفسدتين‬، ‫ هو العلم بالترجيح بين مصلحتين‬: ‫فقه الموازنات‬
‫ بتقديم المصلحة األعظم مع‬، ‫ فيما ليس منه بد‬،‫األعظم في المصالح والتزام األدنى في المفاسد‬
‫ والتخيير فيما‬،‫ ودرء المفسدة األعظم مع فوات المصلحة األقل معها‬،‫ المالزمة لها‬، ‫المفسدة األقل‬
ُّ‫ هو العلم المختص‬:‫ وأنَّ علم المواريث‬، ‫ في األحكام الشرعية العملية‬، ‫بينها في حالة االستواء‬
‫ وأنَّ ميراث‬،‫سالً إليه بعلم الحساب‬ ُّ ‫ وتو‬، ‫مستحق فيها شرعًا‬
ٍّ ‫لكل‬
ِّ ‫ وما يجب‬،‫بدراسة قسمة التركات‬
‫ إذ‬، ‫ وأنَّ العَالقة بينه وبين فقه الموازنات‬، ‫الجد مع االخوة واالخوات من أصعب االبواب فيه‬ِّ
‫ قول‬، ‫ على ما يبدو للباحث ؛ لذا كان على قولين‬، ‫ي على الموازنات بين المصالح‬ ٌّ ‫التعامل معه مبن‬
‫ وهذا أساسه‬، ‫كذلك الج ُّد‬، ‫ فكما األب يحجبهم‬، ‫يجعل الج َّد كاألب في تعامله مع االخوة واالخوات‬
‫ وقول آخر يشاركه في نصيبه االخوة‬، ً‫ مصلحة أن يأخذ الج ُّد نصيبه كامال‬،‫تعارض مصلحتين‬
ً‫الجد نصيبه كامال‬ ِّ ‫ وعلى رأي أصحاب القول األول المصلحة الراجحة هي أخذ‬،‫واالخوات كأخ معهم‬
‫ وضابط الموازنة عند أصحاب‬،‫ وعلى رأي أصحاب القول الثاني أن يشاركهم الج ُّد في النصيب‬،
‫ أنَّ المصلحة الراجح ة تسقط المصلحة المرجوحة عند المقارنة بينهما؛ لذا أن ينال الج ُّد‬:‫القول األول‬
‫ وتشريكه في النصيب مع االخوة واالخوات‬، ‫األخير له بإعطائه نصيبه كامالً مصلحة راجحة‬ ْ
‫ أنَّ الجمع بين المصلحتين مقدَّم‬:‫ بينما ضابط الموازنة عند أصحاب القول الثاني‬،‫مصلحة مرجوحة‬
َّ‫ وأن‬، ‫ وهو متحقِّق في التشريك بالنصيب بينهم في الميراث‬، ‫على الترجيح بينهما في أصول الفقه‬
‫الجد مع االخوة واالخوات كأخ‬ ِّ ‫ فكان االرجح توريث‬، ‫توريث جهتين أنفع من توريث جهة واحدة‬
.‫ وهللا تعالى أعلم‬. ‫ وهو ما عليه أكثر الفقهاء‬، ‫معهم في الميراث بالتشريك بينهم‬
Abstract
The jurisprudence of balances: It is the knowledge of the preference
between two interests, or two spoilers, or one benefit and a spoiler, by
obtaining the greater in the interests and adhering to the lesser in the evils,
in what is not necessary, by providing the greater benefit with the less evil
that is inherent in it, and warding off the greater evil while missing out on
the least benefit with it, and the choice Among them in the case of the level,
in the practical legal rulings, and that the science of inheritance: is the
science specialized in the study of the division of estates, and what is
required of each legally entitled, and begged him with the science of
arithmetic, and that the inheritance of the grandfather with brothers and
sisters is one of the most difficult chapters in it, and that the relationship
between him and jurisprudence Balances, as dealing with it is based on
balances between interests, it seems to the researcher; So there were two
opinions, one saying that makes the grandfather like the father in his
dealings with the brothers and sisters, just as the father withholds them, so
the grandfather, and this is based on the conflict of two interests, the interest
that the grandfather take his full share, and another saying that the brothers
and sisters share in his share as a brother with them, and on the opinion of
the owners of the first saying is the interest The preponderant view is that
the grandfather takes his full share, and the opinion of those who hold the
second view is that the grandfather shares with them the share, and the
balance adjuster according to the proponents of the first view: that the
preponderant interest overrules the likely interest when comparing them;
Therefore, by giving the last grandfather his share in full, he obtains a
preponderant interest, and his sharing of the share with the brothers and
sisters is a preferred interest, while the balance control is in the view of the
second saying: that combining the two interests takes precedence over the
weighting of them in the principles of jurisprudence, and it is verified in
sharing the share between them in the inheritance. And that the inheritance
of two parties is more beneficial than the inheritance of one side, so it was
more likely that the grandfather bequeathed with the brothers and sisters as
a brother with them in the inheritance by partnering between them, which is
what most of the jurists are upon. God only knows.
‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫ُمقـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّـدمة‬
‫بسم للا الرحمن الرحيم‬
‫للعالمين ‪ ،‬وعلى‬ ‫ِّ‬ ‫الحمد هلل ِّ‬
‫الم على المبعوث فينا رحم ًة َ‬ ‫الس ُ‬ ‫الصالةُ و َّ‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫هديه ِّبإحسان ِّإلى ِّ‬
‫يوم الدين‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اهتدى ِّب ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َجمعين‪ ،‬ومن َ‬ ‫آله وصحبه أ َ‬
‫أما بعد‪:‬‬ ‫َّ‬
‫المع ِّاد‪،‬‬
‫اش و َ‬ ‫المع ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المصالح ودرء المفاسد في َ‬
‫ِّ‬ ‫اإلسالمي َة مبناها على ِّ‬
‫جلب‬ ‫َّ‬ ‫الشريع َة‬‫فإن َّ‬ ‫َّ‬
‫الشر ِّ‬
‫يعة‬ ‫غير ذلك فليس من َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫وهي عدل كلها ‪ ،‬ورحمة كلها ‪ ،‬ومصالح كلها ‪ ،‬فمن وجد َ‬
‫ٍ‬ ‫حقق ذلك شرًعا وو ِّاق ًعا‪َّ ،‬‬ ‫بشيء‪ ،‬ولكي َيت َّ‬
‫فالبد من فقه يوازُن بين المصالح والمفاسد ً‬
‫جلبا‬
‫تحقق المفسدة األقل ‪،‬‬ ‫ودرء‪ ،‬وهو فقه الموازنات ؛ لتحصيل المصلحة األعظم مع احتمال ُّ‬
‫ً‬
‫ولدفع المفسدة األعظم مع فوات المصلحة األقل ؛ لذا احتجنا إلى هذا الفقه للوصول إلى‬
‫كل ما يحتاجه العباد من أمور الدنيا واآلخرة ‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫الحكم الشرعي الصحيح‪ ،‬في ِّ‬
‫الجِّد واألخوة واألخوات من فقه الفرائض والمواريث في شريعتنا َّ‬
‫الغراء ‪،‬‬ ‫األحكام في ميراث َ‬
‫أي‬ ‫فهي مبنيَّة على هذا األساس ‪ ،‬و َّإنما اختلف الفقهاء فيها ؛ الختالفهم في الموازنات في ِّ‬
‫أي المفسدة أعظم لدفعها‪ ،‬إن كانت هنالك مفسدة ‪ ،‬أو للتشريك‬ ‫المصلحة أعظم لجلبها ‪ ،‬أو ِّ‬
‫ِّ‬
‫اختالف‬ ‫ِّ‬
‫أسباب‬ ‫بين مصلحتين ‪ ،‬ولتسليط الضوء على هذا الموضوع بتفاصيله‪ ،‬ولمعرفة‬
‫الراجح من أقوالهم ‪ ،‬والضوابط التي اعتمدوا عليها‪ ،‬كان‬ ‫حابة ‪ ‬و ِّ‬
‫الفقهاء فيه ‪ ،‬ولمعرفة َّ‬ ‫الص ِّ‬‫َّ‬
‫الجِّد واألخوة واألخوات"‪ -‬دراسة فقهيَّة‬ ‫هذا البحث الموسوم ‪":‬بفقه الموازنات في ميراث َ‬
‫مقدمة وفصلين وخاتمة‪،‬‬ ‫يتكون من ‪ِّ :‬‬ ‫البحث أن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫مقاصدية مقارنة؛ لذا اقتضت طبيع ُة هذا‬
‫األول‪ :‬كان‬ ‫األول ‪ :‬فكان في فقه الموازنات‪ ،‬فكان في ثالثة مباحث‪ ،‬المبحث َّ‬ ‫أما الفصل َّ‬ ‫َّ‬
‫اصطالحا‪ ،‬فكان في مطلبين‪ ،‬والمبحث الثاني‪ :‬كان في‬ ‫فقه الموازنات لغة و‬ ‫في تعريف ِّ‬
‫ً‬
‫باألدلة النقلية والعقلية ‪ ،‬فكان في مطلبين ‪ ،‬والمبحث الثالث‪ :‬كان في‬ ‫َّ‬ ‫تأصيل فقه الموازنات‬
‫الجد واألخوة‬ ‫أما الفصل الثاني‪ :‬فكان في ميراث ِّ‬ ‫أنواع الموازنات‪ ،‬فكان في ثالثة مطالب ‪ ،‬و َّ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬كان في تعريف الميراث لغة و‬ ‫واألخوات‪ ،‬فكان في ثالثة مباحث ‪ ،‬المبحث َّ‬
‫واأللفاظ ذات الصلة وسبب تسميتها‪ ،‬والعالقة بينها ‪ ،‬فكان في مطلبين ‪ ،‬والمبحث الثاني‪:‬‬
‫كان في أركان الميراث وشروطه وأسبابه وموانعه وأنواعه ‪ ،‬فكان في سبعة مطالب ‪،‬‬
‫الصحابة‬ ‫الجد واألخوة واألخوات‪ ،‬وما اختلف َّ‬ ‫والمبحث الثالث‪ :‬كان في الموازنة في ميراث ِّ‬
‫فيه ‪ ‬والفقهاء من بعدهم‪ ،‬وأسباب اختالفهم ‪ ،‬والقول الراجح في أقوالهم‪ ،‬مع بيان ضوابط‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪681‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫ثم الخاتمة ‪ ،‬والتَّوصيات‪ ،‬والمقترحات ‪َّ ،‬‬


‫ثم‬ ‫الموازنة عندهم‪ ،‬فكان في أربعة مطالب ‪َّ ،‬‬
‫أخير المحتويات‪.‬‬
‫المصادر والمراجع ‪ ،‬و ًا‬
‫محمٍد وعلى آله وصحبه ِّ‬
‫وسلم‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وصل اللهم على ِّ‬
‫سيدنا َّ‬

‫الفصل األول‬
‫فقه الموازنات‬
‫الصالح للبشر‬
‫جاءت الشريعة اإلسالمية وهي تحمل في جميع أحكامها الخير و َّ‬
‫جميعا في دنياهم وأخراهم‪ ،‬إذ َّإنها لم تأمر بشيء إالَّ وفيه مصلحة(‪ ، )1‬ولم تنه عن شيء‬
‫ً‬
‫إالَّ وفيه مفسدة ‪ ،‬ولو استقرأنا موارد الشريعة في كليات أصولها وجزئيات نصوصها‬
‫(‪)2‬‬

‫التضح لنا المقصد العام من التشريع‪ ،‬وهو جلب المصالح ودرء المفاسد للفرد والمجتمع ؛‬
‫لذلك احتجنا إلى فقه يوازن بين المصالح نفسها بتحصيل أعظمها وتفويت أدناها ‪ ،‬ويوازن‬
‫بين المفاسد نفسها بدفع أعظمها لتحقيق ِّ‬
‫أخف الضررين وأدنا المفسدتين ‪ ،‬إن كان َّ‬
‫البد من‬
‫وقوعه ‪ ،‬ويوازن بين المصالح والمفاسد نفسيهما إذا تعارضتا‪ ،‬فتغتفر المفسدة اليسيرة لجلب‬
‫مصلحة كبيرة‪ ،‬وتهمل المصلحة اليسيرة لدفع مفسدة كبيرة(‪)3‬؛ لذا احتجنا في هذا الفصل‬
‫إلى بيان حقيقة فقه الموازنات ‪ ،‬وتأصيله ‪ ،‬وإلى بيان أنواع الموازنات فيه‪ ،‬فتطلب ذلك أن‬
‫يكون في ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حقيقة فقه الموازنات‬


‫ويتكون هذا المبحث من مطلبين ‪:‬‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف الفقه لغة و‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الفقه لغة‬
‫الشيء و ِّ‬
‫العْل ِّم‬ ‫يدل على إدر ِّ‬
‫اك َّ‬ ‫أصل واحد صحيح‪ُّ ،‬‬ ‫قال ابن فارس‪(:‬الفاء والقاف والهاء ٌ‬
‫علم الشريعة‪،‬‬ ‫ص بذلك ُ‬
‫ٍ‬
‫بشيء فهو ِّفْقه ‪ ...‬ثم اختُ َّ‬ ‫وكل ِّعْل ٍم‬
‫به‪ .‬تقول‪َ :‬فِّق ْه ُت الحديث أْفَق ُهه‪ُّ .‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫يء‪ ،‬إذا َبيْنتُه لك)(‪. )4‬‬‫فقيل لكل عالم بالحالل والحرام‪ :‬فقيه‪ .‬وَأْفَق ْهتُك الش َ‬

‫‪ | 682‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف الفقه‬
‫وردت في تعريف الفقه في اصطالح الفقهاء تعريفات عديدة‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫عرفه اإلمام أبو حنيفة‪ ،‬إذ قال الفقه هو‪ (:‬معرفة النفس ما لها وما عليها)(‪.)5‬‬ ‫ما َّ‬
‫ان ‪،‬‬ ‫يم ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫َّ‬
‫أعم من المسائل العمليَّة ‪ ،‬فهو َيَتَن َاو ُل اال ْعتَقاديَّات َكُو ُجوب ْاإل َ‬ ‫لكن هذا التعريف ُّ‬
‫واألخالق وغيرها(‪. )6‬‬
‫بأنه ‪( :‬اْل ِعْل ُم‬
‫أكثر الفقهاء‪ ،‬من الحنفية ‪ ،‬والمالكية ‪ ،‬والشافعية ‪ ،‬والحنابلة‪َّ ،‬‬ ‫وعرفه ُ‬ ‫َّ‬
‫التْف ِص ِيلَّي ِة)(‪.)7‬‬
‫الشْرِعَّي ِة اْل َع َمِلَّي ِة اْل ُم ْكَت َس ُب ِم ْن أَِدَّلِت َها َّ‬ ‫ِب ْاأل ْ‬
‫َح َكا ِم َّ‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬شرح التعريف(‪:)8‬‬
‫كل العلوم‪ ،‬حتى العلم بالذوات والصفات واألفعال‪،‬‬
‫قوله‪ ":‬العلم " جنس دخل فيه ُّ‬
‫وهي غير مقصودة في التعريف ؛ لذا احتاج التعريف إلى قيد يخرجها منه‪.‬‬
‫وقوله‪ ":‬باألحكام" قيد احترازي خرج به ما ليس بحكم ‪ ،‬كالعلم بالذوات والصفات‬
‫واألفعال ‪،‬والمراد بالحكم نسبة أمر إلى آخر‪ ،‬باإليجاب أو السلب‪ ،‬والباء في قوله‬
‫‪":‬باألحكام"‪ ،‬متعلقة بمحذوف‪ ،‬أي العلم المتعلق بجملة غالبة من األحكام‪ ،‬والمراد بتعلق‬
‫كل ما يصدق عليه‬
‫العلم بها التصديق بكيفية تعلقها بأفعال المكلفين‪ ،‬واألحكام يدخل بها ُّ‬

‫أن يكون ً‬
‫حكما‪ ،‬كاألحكام العقلية ؛ لذا احتاج التعريف إلى قيد يحدد المقصود منها‪.‬‬
‫وقوله‪ ":‬الشرعية " قيد احترازي عن األحكام اللغوية والعقلية وغيرها‪ ،‬واألحكام الشرعية‬
‫كل ما جاء من الشرع ‪ ،‬من أحكام‬ ‫فيعم ذلك َّ‬
‫تحديدا ‪ُّ ،‬‬
‫ً‬ ‫هو ما توقف معرفته على الشرع‬
‫عملية واعتقادية وغيرها ؛ لذا احتاج التعريف إلى قيد يحدد األحكام الشرعيَّة المقصود منها‪.‬‬
‫العلميَّة‪ ،‬وهي أصول‬ ‫العملية " قيد احترازي عن العلم باألحكام الشرعيَّة ِّ‬
‫َّ‬ ‫وقوله ‪":‬‬
‫ِّ‬
‫الدين ‪،‬كالعلم بوحدانيَّة للا تعالى ‪ ،‬فهي غير مقصودة في التعريف‪.‬‬
‫سب " صفة للعلم مرفوعة ‪ ،‬احتُِّرَز بها عن علم للا تعالى األزلي ‪،‬‬
‫المكت ُ‬
‫َ‬ ‫وقوله ‪":‬‬
‫فكل ذلك بإعالم منه‬ ‫وعلم مالئكته الكرام ‪، ،‬وعلم رسول للا ‪ ‬بالوحي‪ ،‬فهو علم ِّ‬
‫لدني‪ُّ ،‬‬
‫سبحانه‪ ،‬ال كسب لهم فيه ‪،‬باألحكام الشرعيَّة العمليَّة‪ ،‬فال يصدق عليه أن يكون ً‬
‫فقها‪ ،‬سوى‬
‫مسمى الفقه‪.‬‬
‫ما كان باجتهاد رسول للا ‪ ، ‬فيدخل تحت َّ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪683‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫التفصيلية "قيد احترازي عن العلم الحاصل ِّ‬


‫للمقلد في المسائل‬ ‫َّ‬ ‫وقوله ‪ ":‬من أدلتها‬
‫وعِّلم َّ‬
‫أن ما أفتى به المفتي‪ ،‬فهو حكم للا‬ ‫أن هذا الحكم أفتى به المفتي‪َ ،‬‬‫الفقهيَّة‪ ،‬فإذا َعِّلم َّ‬
‫فكل ِّ‬
‫مقلد علمه باألحكام‬ ‫أن ذلك حكم للا تعالى في ِّ‬
‫حقه‪ُّ ،‬‬ ‫حقه‪َ ،‬عِّلم بالضرورة َّ‬‫تعالى في ِّ‬
‫عية العمليَّة هو مكتسب ؛ لكن ال من أدلة تفصيلية؛ بل من دليل إجمالي‪ ،‬والفرق بين‬
‫الشر َّ‬
‫الدليلين‪َّ ،‬‬
‫أن الدليل اإلجمالي هو القواعد العامة الكليَّة‪ ،‬التي يندرج تحتها الكثير من المسائل‬
‫يدل على مسألة بعينها‪ ،‬مثل‪َّ :‬‬
‫أن األمر للوجوب(‪ ، )9‬بينما الدليل التفصيلي هو‬ ‫الجزئية‪ ،‬وال ُّ‬
‫ﭽ(‪ ،)10‬فيندرج هذا‬ ‫‪:‬ﭽ ﮛ ﮜ‬ ‫الدليل الجزئي ‪ ،‬الذي يدل على مسألة معينة ‪،‬مثل‪ :‬قوله تعالى‬

‫الدليل التفصيلي تحت ذلك الدليل اإلجمالي‪ .‬وللا تعالى أعلم‪.‬‬


‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تعريف الموازنات لغة و‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الموازنات لغة‬
‫الموازنات لغة‪ :‬جمع موازنة‪ ،‬وهي من الوزن‪ ،‬قال ابن فارس‪( :‬الواو والزاء والنون‪:‬‬
‫الشيء‪ ،‬واألصل َوْزَنة‬ ‫در وزِّن َّ‬ ‫وزنًا‪ .‬و ِّ‬ ‫ٍ‬
‫الزَنة َق ُ‬ ‫يء ْ‬ ‫ووزن ُت الش َ‬ ‫تعديل واستقامة‪ْ َ :‬‬ ‫يدل على‬‫بناء ُّ‬
‫ٌ‬
‫ِّ (‪)11‬‬ ‫ِّ‬
‫ْي‪ :‬معتدُله) ‪.‬‬ ‫الر ِّ‬
‫ين َّأ‬ ‫ِّن ذلك‪ ،‬أي هو ُمحاذيه‪َ .‬‬
‫ووِّز ُ‬ ‫‪ ...‬وهذا ُيوازُ‬
‫(وَقْوُل ُه َعَّز َو َج َّل‪َ :‬وأَْنَب ْتنا ِّفيها ِّم ْن ُك ِّل َشي ٍء َمْوُزو ٍن‪ ...‬أَنه الَقْدُر‬
‫وقال ابن منظور‪َ :‬‬
‫ْ‬
‫المْقدار)(‪.)12‬‬ ‫الميزان‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫اْلمعُلوم وزنه وَقدره ِّعند َّ ِّ‬
‫َّللا َت َعاَلى‪ .‬و ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ْ ُ ْ ُ َْ‬
‫وقابَل ُه‪ ،‬وحاذاهُ)(‪.)13‬‬ ‫عادَل ُه‪َ ،‬‬ ‫وقال الفيروزآبادي ‪ (:‬وو َازَن ُه‪َ :‬‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الموازنات‬
‫السالم‪ (:‬ترجيح بعض المصالح على بعض‬ ‫اصطالحا‪ :‬قال ُّ‬
‫العز بن عبد َّ‬ ‫ً‬ ‫الموازنات‬
‫‪،‬وترجيح بعض المفاسد على بعض‪ ...‬وإذا اجتمعت مصالح ومفاسد‪ ،‬فان أمكن تحصيل‬
‫المصالح ودرء المفاسد فعلنا‪...‬فان كانت المفسدة اعظم من المصلحة‪ ،‬درأنا المفسدة وال‬
‫حصلنا المصلحة مع‬
‫نبالي بفوات المصلحة‪ ...‬وان كانت المصلحة اعظم من المفسدة‪َّ ،‬‬
‫التزام المفسدة ‪ ،‬وان استوت المصالح والمفاسد فقد يتخير بينهما‪ ،‬وقد يتوقف فيهما)(‪.)14‬‬

‫‪ | 684‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظ ِّم‬
‫َع َ‬ ‫ظ ِّم اْل َم ْصَل َحَتْي ِّن ِّبَتْفِّويت أَْدَن ُ‬
‫اه َما‪َ ،‬وَدْف ُع أ ْ‬ ‫َع َ‬
‫يل أ ْ‬
‫وقال ابن تيمية في تعريفها‪َ (:‬ت ْحص ُ‬
‫ص ِّال ُح‬ ‫ِّ‬ ‫ام أَْدناهما‪َ ...‬فِّإَّنه ي ِّجب َترِّجيح َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫يما إ َذا ْازَد َح َم ْت اْل َم َ‬
‫الراج ِّح مْن َها‪ ،‬ف َ‬ ‫ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫الفسادين باْلتَز ِّ َ ُ َ‬
‫ض ْت)(‪.)15‬‬ ‫ِّ‬
‫َواْل َمَفاسُد َوَت َع َار َ‬
‫إضافيا‬
‫ًّ‬ ‫بعده َّ‬
‫مركًبا‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬تعريف فقه الموازنات اصطالحا ِ‬
‫ً‬
‫اصطالحا‪ ،‬وفي الفرع الثاني من‬ ‫ً‬ ‫في الفرع الثاني من المطلب األول ُعِّرف الفقه‬
‫اصطالحا ‪ ،‬وفي هذا الفرع من المطلب الثاني نفسه ‪،‬‬
‫ً‬ ‫المطلب الثاني ُعِّرفت الموازنات‬
‫مركًبا إضافيًّا ‪َّ ،‬‬
‫بالتلفيق بين تعريف الفقه وبين تعريف‬ ‫عرف فقه الموازنات اصطالحا ِّ‬
‫بعده َّ‬ ‫ُي َّ‬
‫ً‬
‫الموازنات‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫ين‪ ،‬ومصلح ٍة ومفسدةٍ‪ ،‬بتحصيل األعظ ِم في‬‫ومفسدت ِ‬
‫َ‬ ‫مصلحت ِ‬
‫ين‪،‬‬ ‫َ‬ ‫رجيح بين‬‫بالت ِ‬ ‫العلم َّ‬
‫ُ‬
‫األقل‪ ،‬المالزمةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المصالح والت از ِم األدنى في المفاسد‪ ،‬وتقدي ِم المصلحة األعظ ِم مع المفسدة ِ‬
‫التخيير بينهما في ِ‬
‫حالة‬ ‫ِ‬ ‫األقل معها ‪ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫المصلحة ِ‬ ‫ات‬ ‫ِ‬
‫المفسدة األعظ ِم مع فو ِ‬ ‫لها‪ ،‬ودرِء‬
‫العملي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عي ِة‬
‫االستو ِاء‪ ،‬في االحكا ِم الشر َّ‬
‫أو ممكن تعريفه بصيغة أخرى مقاربة للتعريف األول‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫ِ‬
‫أعظمها‬ ‫بدفع‬ ‫ِ‬
‫المفاسد ِ‬ ‫ِ‬
‫بتحصيل أعظمها وتفويت أدناها‪،‬وبين‬ ‫المصالح‬
‫ِ‬ ‫العلم بالترجيح بين‬
‫ِ‬
‫المفسدتين منها ‪ ،‬وبين المصالح والمفاسد إذا تعارضتا ‪،‬‬ ‫لتحقِي ِق ِ‬
‫أخف الضررين وأدنا‬
‫هم ُل المصلح ُة اليسيرُة لدفع مفسد ٍة كبيرٍة‬ ‫غت ُفر المفسد ُة اليسيرُة ِ‬
‫لجلب مصلح ٍة كبيرٍة ‪ُ ،‬‬
‫وت َ‬ ‫فت َ‬
‫ُ‬
‫العملي ِة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عي ِة‬ ‫‪ ،‬والتخيير بينهما في ِ‬
‫حالة االستو ِاء ‪ ،‬في االحكا ِم الشر َّ‬ ‫ُ‬
‫وللا تعالى أعلم‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تأصيل فقه الموازنات‬
‫تضافرت األدلة النقليَّة والعقليَّة على مشروعيَّة فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد‬
‫بمعناه المتَّفق عليه بين العلماء في أقوالهم‪ ،‬وإن لم نجده بصورة صريحة في كتب القدامى‬
‫؛ لذا اقتضت طبيعة هذا المبحث أن يتكون من مطلبين‪:‬‬
‫النقلية والدليل العقلي على مشروعية فقه الموازنات‬ ‫المطلب األول‪َّ :‬‬
‫األدلة َّ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪685‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫أما األدلة النقلية ‪ ،‬فهي من الكتاب و َّ‬


‫السنة واإلجماع وفعل الصحابة ‪ ، ‬فهي كثيرة‬ ‫َّ‬
‫نماذج لالستدالل بها ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ومتضافرة ‪ ،‬أخذ الباحث منها‬
‫موضحا له ؛ لذا اقتضت طبيعة هذا‬
‫ً‬ ‫أما الدليل العقلي فبما قاله بعض العلماء‬
‫و َّ‬
‫المطلب أن يكون من خمسة أفرع‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫الدليل من الكتاب‬
‫ُ‬ ‫الفرع األول‪:‬‬
‫هذه نماذج مختارة من كتاب للا تعالى في الموازنة بين مصلحة ومفسدة ‪ ،‬كما في‬
‫اآلية األولى ‪ ،‬وبين مفسدة ومفسدة‪ ،‬كما في اآلية الثانية‪ ،‬وبين مصلحة ومصلحة‪ ،‬كما في‬
‫اآلية الثالثة‪ ،‬بحسب الترتيب اآلتي‪:‬‬
‫‪ً -‬قولًهللاًتعاىلً ً‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫أو ًلا ً‬

‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﭼً(‪ً .ً)ً16‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫ص ِّال ِّح ِّإ َذا َت َحَّق َق َو ْج ُه َها‪َ ،‬و َجَو ُاز ِّإ ْص َال ِّح‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫قال القرطبي‪َ(:‬ففي َه َذا م َن اْلفْقه اْل َع َم ُل باْل َم َ‬
‫ض ِّه)(‪، )17‬كما في هذه األية دليل على الموازنة بين المصالح والمفاسد‬ ‫ال ِّبِّإْفس ِّاد بع ِّ‬
‫َ َْ‬
‫ُك ِّل اْلم ِّ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫غتفر المفسدةُ اليسيرةُ‪ ،‬وهي خر ُق السفينة وإعابتُها‪ِّ ،‬‬
‫لجلب‬ ‫َ‬ ‫إذا تعارضتا‪ ،‬واألخذ باألحسن‪ ،‬فتُ َ ُ‬
‫كل‬
‫يغصب َّ‬ ‫المساكين بها‪ ،‬بعد سالمتها من الملك الذي كان‬ ‫ِّ‬ ‫انتفاع‬ ‫مصلحة كبي ٍرة‪ ،‬وهي‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫معابة(‪، )18‬‬ ‫سفينة ِّ‬
‫غير‬ ‫ٍ‬
‫‪ً-‬قولًهللاًتعاىلً‪ :‬ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫اثنيًا ً‬ ‫ا‬
‫ﮦ ﮧ ﭼً(‪)ً19‬‬
‫ًً‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫في هذه اآلية دليل على الموازنة بين مفسدتين متعارضتين‪ ،‬فتدفع الكبرى‪ ،‬وهي‬
‫التفريق بين بني إسرائيل‪ ،‬مع بقاء األقل منها ‪ ،‬وهي الشرك المتمثل بعبادة العجل؛ َّ‬
‫ألنها‬

‫‪ | 686‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫األمة‬
‫تجنب مفسدة تفريق َّ‬ ‫سيدنا هارون ‪َّ ، ‬‬
‫فغلب ُّ‬ ‫أخف الضررين‪ ،‬بحسب ما كان يراه ِّ‬
‫ُّ‬
‫يتم عالجه حين رجوع ِّ‬
‫سيدنا موسى‪.)20(‬‬ ‫ركي مؤقت سرعان ما ُّ‬
‫على بقاء عمل ش ٍ‬
‫تعالى‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬ ‫ثالثًا‪ -‬قول للا‬

‫ﯘﭼ(‪)21‬‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫في هذه اآلية دليل على الموازنة بين مصلحتين في القول ‪ ،‬إحداهما حسنى ‪ ،‬واألخرى‬
‫ممن وصفهم للا تعالى‬
‫أحسن منها‪ ،‬أو بين مصلحة ومفسدة‪ ،‬فمن أخذ باألحسن ‪،‬كان َّ‬
‫بأنهم مهتدون‪ ،‬و َّأنهم أصحاب العقول الرشيدة(‪.)22‬‬
‫َّ‬
‫الدليل من َّ‬
‫السنة‬ ‫ُ‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫أوالً‪َ -‬ع ْن َع ِائ َش َة‪-‬رضي هللا عنها‪َ -‬قاَل ْت‪ (:‬أُْن ِز َل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭼ‬
‫(‪)23‬‬
‫ِفي ْاب ِن أُمِ‬
‫(‪)24‬‬
‫َّللا ‪َ ‬فجعل يُقول‪ :‬يا رسول َّ ِ‬
‫َّللا أَْرِش ْد ِني‪َ ،‬و ِعْن َد َرس ِ‬
‫ول‬ ‫م ْك ُتوم األَعمى ‪ ،‬أ ََتى رسول َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫َََ َ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ٍ َْ‬
‫اء الم ْش ِرِكين‪َ ،‬فجعل رسول َّ ِ‬
‫َّللا ‪‬‬ ‫ظم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ َََ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّللا ‪َ ‬ر ُج ٌل م ْن ُع َ َ‬
‫ول‪َ :‬ال‪َ ،‬ف ِفي َه َذا‬
‫ْسا؟» َفَيُق ُ‬ ‫ول َبأ ً‬
‫ِ‬
‫ول‪« :‬أ ََتَرى ب َما أَ ُق ُ‬ ‫ض َعْن ُه َوُي ْقِب ُل َعَلى َ‬
‫اآلخ ِر‪َ ،‬وَيُق ُ‬ ‫ُي ْع ِر ُ‬
‫(‪)25‬‬
‫‪.‬‬ ‫أُن ِزل)‬
‫ْ َ‬
‫ً‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫بي ‪‬‬ ‫فقدم َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫بي ‪ ‬بين مصلحتين ومفسدتين متعارضة‪َّ ،‬‬ ‫فيه دليل على موازنة َّ‬
‫الن ِّ‬
‫المصلحة العظمى‪ ،‬وهي إجابة المشرك دون ابن ِّ‬
‫أم مكتوم ‪ ، ‬فعدم إجابته مفسدة دنيا ‪،‬‬
‫أم مكتوم ‪ ، ‬مقابل درء مفسدة عظمى ‪،‬وهي عدم‬
‫وفوت مصلحة دنيا ‪ ،‬وهي أجابة ابن ِّ‬
‫َّ‬
‫أم مكتوم‬ ‫إجابة المشرك ؛ لعلمه ‪َّ ‬‬
‫أن هذا المشرك لو أسلم التبعه قومه ‪ ،‬بينما بإمكان ابن ِّ‬
‫‪ ‬أن يؤخر سؤاله في وقت آخر(‪. )26‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪687‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫ال َل ُه ُم‬ ‫اس ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َّ‬


‫الن ُ‬ ‫ال ِفى اْل َم ْس ِجِد َفَتَن َاوَل ُه‬
‫َعَارِب ٌّى َفَب َ‬
‫ال‪َ (:‬ق َام أ ْ‬
‫ثانيا‪ -‬عن أَبي ُهَرْيَرَة ‪َ ‬ق َ‬ ‫ً‬
‫َم ٍاء ‪َ ،‬فِإَّن َما ُب ِع ْثُت ْم‬ ‫وبا ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه َو َهِر ُيقوا َعَلى َب ْوِله َس ْجالً م ْن َم ٍاء ‪ ،‬أ َْو َذُن ً‬ ‫النِب ُّى ‪َ ": ‬د ُع ُ‬ ‫َّ‬
‫ين ")(‪.)27‬‬ ‫ين ‪َ ،‬وَل ْم ُتْب َعُثوا ُم َع ِس ِر َ‬
‫ُمَي ِسِر َ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما لقوله ‪... ‬دعوهُ ؛‬ ‫قال النووي‪ (:‬وفيه ُ‬
‫حصل في‬ ‫َ‬ ‫التنجيس قد‬
‫َ‬ ‫تضرَر ‪...‬والثاني ُة َّ‬
‫أن‬ ‫قطع عليه َبوَل ُه َّ‬ ‫لمصلحتين إحداهما‪َّ :‬أنه لو َ‬
‫اضع كثيرة من‬ ‫دن ُه ومو َ‬ ‫وب َ‬
‫ياب ُه َ‬
‫ِّ‬ ‫ول ِّه َّ‬
‫لتنج َس ْت ث َ‬ ‫أثناء َب ِّ‬‫المسجد‪ ،‬فلو أقاموه في ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫جزٍء ٍ‬
‫يسير من‬
‫الص َح َاب ِّة‪َ ،‬وَل ْم َيُق ْل َل ُه ْم ِّل َم َن َهْيتُ ُم‬
‫النِّب ُّي ‪َ ‬عَلى َّ‬ ‫المسجد) (‪ ،)28‬وقال ابن حجر‪َ (:‬ل ْم ُيْن ِّك ِّر َّ‬ ‫ِّ‬
‫ال‬‫ظ ِّم اْلمْفسَدَتي ِّن ِّباحِّتم ِّ‬ ‫الر ِّ ِّ‬ ‫ف َعْن ُه ِّلْل َم ْصَل َح ِّة َّ‬ ‫ْاألَعرِّاب َّي؛ بل أَمرهم ِّباْل َك ِّ‬
‫ْ َ‬ ‫َع َ َ َ ْ‬ ‫اج َحة‪َ ،‬و ُهَو َدْف ُع أ ْ‬ ‫َ ْ ََ ُْ‬ ‫َْ‬
‫ظ ِّم اْل َم ْصَل َحَتْي ِّن ِّبَتْرِّك أَْي َس ِّرِّه َما)(‪.)29‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َ‬ ‫أَْي َس ِّره َما‪َ ،‬وَت ْحص ُ‬
‫يل أ ْ‬
‫اإلجماع‬
‫ُ‬ ‫الدليل‬
‫ُ‬ ‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫مؤخر ‪،‬‬
‫ًا‬ ‫أجمع أهل العلم على حيثيات فقه الموازنات ومعانيه ‪ ،‬وإن ظهر مصطلحه‬
‫موجودا قبل ذلك ‪ ،‬ودليله على النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ولم يكن‬
‫َج َم ُعوا َعَلى َدْف ِّع‬ ‫ال ْاب ُن َعْبِّد َّ‬
‫الس َالمِّ‪ :‬أ ْ‬ ‫ض اْل َمْف َسَدَتْي ِّن‪َ ،‬ق َ‬
‫ِّ‬
‫قال الزركشي ‪َ"( :‬قاعَدةٌ" َت َع ُار ُ‬
‫احِّت َمال اخف‬ ‫الش ْرع متظاهرة على ْ‬ ‫الدْنَيا)(‪،)30‬وقال العيني‪(:‬فقواعد َّ‬ ‫اْلع ْظمى ِّفي ْارِّت َك ِّ‬
‫اب ُّ‬ ‫ُ َ‬
‫ف‬ ‫َخ ِّ‬
‫اب أ َ‬ ‫وب ْارِّت َك ِّ‬ ‫اع َعَلى وج ِّ‬ ‫المواق ‪ِّْ :‬‬ ‫)‬ ‫‪31‬‬ ‫(‬
‫ُُ‬ ‫(اإل ْج َم ُ‬ ‫المفسدتين لدفع أعظمهما) ‪ ،‬وقال َّ‬
‫الضَرَ ْري ِّن)(‪.)32‬‬
‫َّ‬
‫ولهذه القاعدة الفقهيَّة المجمع على صحتها تفريعات بألفاظ مختلفة ‪ ،‬منها ‪( :‬الضرر‬
‫البد من وقوع أحدهما‪ ،‬ومنها‪ُ (:‬يختار‬ ‫ِّ‬
‫األخف)‪ ،‬عند التعارض ‪ ،‬وكان َّ‬ ‫األشد ُيزال بالضرر‬
‫ضرر بارتكاب أخفهما)‪،‬‬
‫ًا‬ ‫الشرين)‪ ،‬ومنها‪( :‬إذا تعارضت مفسدتان ُروعي أعظمهما‬ ‫أهون َّ‬
‫ومنها‪ (:‬إذا تقابل مكروهان أو محظوران أو ضرران‪ ،‬ولم يمكن الخروج عنهما‪ ،‬وجب ارتكاب‬
‫أخفهما)‪ ،‬إلى غير ذلك من األلفاظ التي ِّ‬
‫تؤكد معنى هذه القاعدة ‪ ،‬التي هي دليل فقه‬
‫الموازنات(‪.)33‬‬

‫‪ | 688‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫الدليل من فعل الصحابة ‪‬‬


‫ُ‬ ‫الفرع الرابع‪:‬‬
‫أبرها‪ ،‬وهم القدوة العليا ‪ ،‬بعد وفاة‬
‫األمة و ُّ‬
‫أن صحابة رسول للا ‪ ‬هم أفقه َّ‬ ‫شك َّ‬ ‫ال َّ‬
‫نبيها‪ ،‬وأتبع له‪ ،‬ولم يكن أحد منهم ‪‬‬ ‫األم ِّة اإلسالمي ِّ‬
‫َّة لمراد ِّ‬ ‫أفهم َّ‬
‫رسول للا ‪ ، ‬وقد كانوا َ‬
‫علما وتطبيًقا‬ ‫أكثر َّ ِّ‬
‫الناس ً‬ ‫يعدل عنه إلى غيره ألبتة ‪ ،‬وهم ُ‬ ‫ثم ُ‬ ‫رسول للاِّ ‪َّ ‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ ،‬يظهر له مرَاد‬
‫الخلفاء الراشدين ‪ ،)34( ‬وهذه بعض النماذج‬ ‫َ‬ ‫لفقه الموازنات بعد رسول للا ‪ ، ‬والسيَّما‬
‫يدل على مشروعية هذا الفقه ‪ ،‬وإن لم يظهر‬
‫مما ُّ‬
‫من تطبيقاتهم في فقه الموازنات ‪َّ ،‬‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬ ‫شاحة في االصطالح(‪ ، )35‬وعلى َّ‬ ‫بمصطلحه هذا ‪ ،‬إذ ال ُم َ‬
‫رسول هللا ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫بيعت ِه على ِ‬
‫دفن‬ ‫الصديق ‪ ‬في تقدي ِم ِ‬ ‫أو ًال‪ -‬الموازن ُة عند الخليفة أبي بكر ِ‬
‫رسول للا ‪ ‬؟‬ ‫ِّ‬ ‫وفاة‬
‫أشهدت َ‬ ‫َّ‬ ‫أن سعيد بن زيد(‪ُ )36‬سِّئل‪(:‬‬‫جاء في تاريخ الطبري ‪َّ :‬‬
‫ال‪:‬‬
‫ال‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ق َ‬
‫َق َ‬
‫ض َيْوٍم َوَلْي ُسوا ِّفي‬ ‫ِّ‬
‫رسول للا ‪َ ، ‬ك ِّرُهوا أ َْن َيْبَقْوا َب ْع َ‬ ‫ِّع أَُبو َب ْك ٍر؟ قال‪ :‬يوم َ‬
‫مات‬ ‫َف َمَتى ُبوي َ‬
‫اع ٍة )(‪.)37‬‬ ‫َج َم َ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫في هذا األثر داللة على الموازنة بين مصلحة إقامة إمام بعد وفاة رسول للا ‪، ‬‬
‫قائما‬ ‫ِّ‬ ‫وبين مفسدة تركه في فراشه الشريف من دون دفنه ‪ ، ‬فكان‬
‫إجماع الصحابة ‪ً ‬‬
‫ُ‬
‫على وجوب تعيين اإلمام ‪ ،‬مع فداحة مصابهم بموت رسول للا ‪ ، ‬ومع ذلك َّقدموا‬
‫مصلحة إقامة اإلمام مع التزام مفسدة تأخير دفنه ‪ ، ‬إذ أروا أنهَا أهون من ِّ‬
‫خلو األرض‬
‫من إمام(‪.)38‬‬
‫ثانيا – الموازنة عند الخليفة عمر بن الخطاب ‪ ‬في إمضاء طالق الثالث ثال ًثا بعدما‬ ‫ً‬
‫كانت الثالث واحدة‪:‬‬
‫ول للاِّ ‪َ ، ‬وأَِّبي َب ْك ٍر ‪،‬‬ ‫ال ُق َعَلى َعهِّد رس ِّ‬
‫ْ َُ‬ ‫الط َ‬‫(كان َّ‬
‫ال ‪َ َ :‬‬ ‫َّاس ‪َ ، ‬ق َ‬ ‫َع ِّن ْاب ِّن َعب ٍ‬
‫اس َقِّد‬ ‫اب ‪ِّ ":‬إ َّن َّ‬
‫الن َ‬
‫احدة ‪َ ،‬فَقال عمر بن اْلخ َّ‬
‫ط ِّ‬ ‫َ ُ َُ ْ ُ َ‬ ‫الث َو ِّ َ ً‬
‫الق الثَّ َ ِّ‬
‫ط َُ‬ ‫الَف ِّة ُع َمَر ‪َ ،‬‬‫َو َسَنَتْي ِّن ِّم ْن ِّخ َ‬
‫ضاهُ َعَلْي ِّه ْم")(‪. )39‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ضْيَناهُ َعَلْي ِّه ْم ‪َ ،‬فأ َْم َ‬
‫اسَت ْع َجُلوا في أ َْم ٍر َقْد َك َان ْت َل ُه ْم فيه أََناةٌ ‪َ ،‬فَلْو أ َْم َ‬‫ْ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪689‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫في هذا الحديث داللة على الموازنة بين مصلحة إمضاء طالق الثالث ثالثًا بعدما‬
‫عد واحدة ‪ ،‬وبين مفسدة استخفاف بعض ِّ‬
‫الرجال بكثرة إيقاع الطالق‬ ‫كانت الثالث طلقات تُ ُّ‬
‫الثالث منهم بدون أن يمضي عليهم ثالثا‪ ،‬فرأى الصحابة‪ ،‬والسيَّما الفاروق ‪ ، ‬مصلحة‬
‫اإلمضاء أقوى من مفسدة وقوع الطالق نفسه ؛ لما فيها من الزجر والتأديب(‪.)40‬‬
‫ثالًثا‪ -‬الموازنة عند الخليفة عثمان ‪ ‬في زيادته لألذان األول يوم الجمعة‪:‬‬
‫النَداء َيوم اْل ُجم َع ِّة أََّوُل ُه ِّإ َذا َجَل َس ِّْ‬
‫اإل َم ُام َعَلى‬ ‫الس ِّائ ِّب ب ِّن ي ِّزيد(‪َ )41‬قال‪َ (:‬كان ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َع ْن َّ‬
‫ُ َْ ُ‬
‫بي ‪‬‬ ‫اْل ِّمْنَب ِّر‪َ ،‬عَلى عهد َّ‬
‫الن ِّ‬
‫الزْوَرِّاء(‪.)43())42‬‬
‫النَداء الثَّ ِّال َث َعَلى َّ‬ ‫الناس َزاد ِّ‬
‫َ‬ ‫ان ‪َ ‬وَكثَُر َّ ُ َ‬ ‫َوأَِّبي َب ْك ٍر َو ُع َمَر ‪َ ،‬فَل َّما َك َ‬
‫ان ُع ْث َم ُ‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫في هذا الحديث داللة على الموازنة بين جلب المصلحة بإعالم َّ‬
‫الناس آنذاك بدخول‬
‫وقت الصالة ‪ ،‬وبين دفع المفسدة المترتبة على بقاء األمر على ما كان عليه في السابق‪،‬‬
‫ثان‪ ،‬ال يكفيان لتحقيق ما ُش ِّرع األذان له ‪،‬‬ ‫احدا مع اإلقامة‪ ،‬وهي بمثابة أذان ٍ‬ ‫أذانا و ً‬
‫إن ً‬ ‫إذ َّ‬
‫اس وتباعدت بيوتهم عن المساجد ؛ لذلك اُحتيج إلى زيادة ألذان ثالث(‪.)44‬‬ ‫والسيَّما لما َكثَُر َّ‬
‫الن ُ‬
‫اس‬‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫تحديث َّ‬ ‫علي ‪ ، ‬والصحابي أبن مسعود ‪ ، ‬في‬ ‫ابعا‪ -‬الموازنة عند الخليفة ٍ‬ ‫رً‬
‫بما ال يفهمون‪:‬‬
‫اس ِّب َما َي ْع ِّرُفو َن‪ ،‬أَتُ ِّحبُّو َن أ َْن ُي َك َّذ َب َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫‪(:‬حِّدثُوا َّ‬
‫الن َ‬ ‫علي بن أبي طالب ‪َ ‬‬ ‫اإلمام ٌّ‬ ‫قال‬
‫ُ‬
‫َوَرُسوُل ُه؟)(‪.)45‬‬
‫ال َتبُل ُغه عُقوُلهم ِّإالَّ َكان ِّلبع ِّ‬
‫ض ِّه ْم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫‪(:‬ما أَْن َت ب ُم َحدث َقْوًما َحديًثا َ ْ ُ ُ ُ ْ‬ ‫ال َ‬‫عن ْاب ِّن َم ْس ُعود ‪َ ‬ق َ‬
‫ِّف ْتَن ًة)(‪.)46‬‬

‫‪ | 690‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫وجه الداللة ‪:‬‬


‫في هذين األثرين داللة على الموازنة بين مصلحة تحديث َّ‬
‫الناس بشرع للا تعالى بما يفهمونه‬
‫خاصة ‪ ،‬فيستحيلونه‬
‫يفهمونه منه َّ‬ ‫مفسدة ِّ‬
‫افتتان ِّهم بما ال‬ ‫ِّ‬ ‫عموما ‪ ،‬وبين‬ ‫وبما ال يفهمونه‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ال منهم ‪ ،‬فيلزم منه تكذيبهم للشرع ؛ لذا َل ِّزَم‬ ‫جه ً‬
‫االقتصار على ما‬ ‫ظ ِّمها بدفعها ‪ ،‬على مصلحة تحديثهم بتفويتها‪ ،‬و‬ ‫ِّ‬
‫المفسدة ِّلع َ‬ ‫تقديم ِّ‬
‫هذه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َت ِّعَي ُه ُعُقوُلهم ‪.‬‬
‫(‪)47‬‬

‫العقلي‬
‫ُّ‬ ‫الدليل‬
‫ُ‬ ‫الفرع الخامس‪:‬‬
‫اشدة تقتضي بضرورة العمل بفقه الموازنات ‪ ،‬بتقديم‬ ‫العقول البشري ِّ‬
‫َّة الر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫إن طبيع َة‬
‫ِّ‬
‫المصلحة على المفسدة‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬
‫األفسد قبل الفاسد‪ ،‬وبتقديم‬ ‫الصالح ‪ ،‬وبدرِّء‬
‫ِّ‬ ‫األصلح على‬
‫ِّ‬
‫(ومعظم‬ ‫العز بن عبد السالم‪ ،‬حيث قال‪:‬‬ ‫بالعكس ‪ ،‬متى ما تبيَّن أيُّهما أعظم‪ ،‬وهذا ما بيََّن ُه ُّ‬
‫ُ‬
‫معروف بالعقل‪ ،‬وذلك معظم الشرائع ‪ ،‬إذ ال يخفي على عاقل قبل‬ ‫ِّ‬
‫ومفاسد َها‬ ‫مصالح ِّ‬
‫الدنيا‬ ‫ِّ‬
‫ٌ‬
‫المحضة عن نفس األنسان وعن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المفاسد‬ ‫المحضة‪ ،‬ودرَء‬ ‫ِّ‬ ‫المصالح‬
‫ِّ‬ ‫تحصيل‬ ‫أن‬‫ورود الشرع‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫ِّ‬ ‫أن درء ِّ‬
‫المفاسد‬ ‫أفسد‬ ‫حسن‪ ،‬و َّ َ‬ ‫المصالح فأرجحها محموٌد ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫جح‬
‫تقديم أر ِّ‬
‫أن َ‬ ‫حسن‪ ،‬و َّ‬‫محمود ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫غيره‬
‫حسن‪،‬‬ ‫المفاسد المر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اج ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫حسن‪ ،‬و َّ‬
‫محمود ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫جوحة‬ ‫حة على‬ ‫المصالح َّ‬
‫ِّ‬ ‫تقديم‬
‫أن َ‬ ‫محمود ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫فأفسدها‬
‫حسن‪ ،‬واتفق الحكماء على ذلك‬ ‫محمود ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫جوح ِّة‬
‫الراجحة على المصالح المر َ‬
‫المفاسد َّ ِّ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫أن درَء‬ ‫و َّ‬
‫ِّ‬
‫األعمال)(‪.)48‬‬ ‫ال و‬ ‫األفضل فاألفضل من األقو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تحصيل‬ ‫‪ ...‬وعلى‬
‫الش ِّر‪َ ،‬وِّإَّن َما اْل َع ِّاق ُل َّالِّذي َي ْعَل ُم‬
‫وقال ابن تيميَّة ‪َ( :‬لْي َس اْل َع ِّاقل َّالِّذي َي ْعَلم اْل َخْيَر ِّم ْن َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(‪)49‬‬
‫ور) ‪.‬‬ ‫الشَّ ْري ِّن ‪َ ...‬و َه َذا َث ِّاب ٌت ِّفي َس ِّائ ِّر ْاأل ُُم ِّ‬
‫َخْيَر اْل َخْيَ ْري ِّن و َشَّر َّ‬
‫َ‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نماذج من أقوال الفقهاء في المعنى المؤدي إلى فقه الموازنات‬
‫صرح بها العلماء بفحوى هذا الفقه ‪ ،‬وإن لم ِّ‬
‫يصرحوا‬ ‫هذه بعض األقوال المختارة التي َّ‬
‫المسمى ومشروعيَِّّت ِّه ‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫أصالة‬ ‫يدل على‬ ‫اسم ِّه‪َّ ،‬‬
‫مما ُّ‬ ‫بمصطلح ِّه أو ِّ‬
‫ِّ‬
‫أوالً‪ -‬قال اآلمدي ‪(:‬المقصود من شرع الحكم إما جلب مصلحة أو دفع مضرة أو‬
‫مجموع)(‪.)50‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪691‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫مصالح‪،‬‬ ‫لب‬ ‫إما َتد أُر‬ ‫السالم‪(:‬والشريع ُة ُّ‬ ‫ثانيا – وقال ُّ‬
‫َ‬ ‫تج ُ‬
‫مفاسد أو َ‬
‫َ‬ ‫مصالح‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫كلها‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫ً‬
‫فتأمل وصيََّته بعد ندائه‪ ،‬فال تجد َّإال ًا‬
‫خير‬ ‫يقول‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ ‪َّ ،‬‬
‫للا ُ‬‫سمعت َ‬
‫َ‬ ‫فإذا‬

‫كتاب ِّه ما في‬


‫أبان في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫جمعا بين الحث والزجر ‪ ،‬وقد َ‬
‫شر يزُجرك عنه‪ ،‬أو ً‬ ‫يحثُّك عليه‪ ،‬أو ًّا‬
‫ِّ‬
‫المفاسد‪ ،‬وما في بعض األحكام من المصالح‬ ‫بعض األحكام من المفاسد حثًّا على اجتناب‬
‫المصالح)(‪. )51‬‬
‫ِّ‬ ‫حثًّا على ِّ‬
‫إتيان‬
‫يل اْل َمَف ِّاسِّد‬
‫يل اْلمص ِّال ِّح وَت ْك ِّم ِّيلها وَتع ِّط ِّ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ص ِّ‬ ‫الشِّريع َة جاء ْت ِّبَتح ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫َن َّ‬ ‫ثالثًا‪ -‬وقال ابن تيميَّة‪(:‬أ َّ‬
‫ِّ‬ ‫ص ِّ‬ ‫الشَّري ِّن وَتح ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ظ ِّم اْل َم ْصَل َحَتْي ِّن ِّبَتْفِّويت أَْدَن ُ‬
‫اه َما‬ ‫َع َ‬
‫يل أ ْ‬ ‫َوَتْقليل َها َوأََّن َها تَُرِّج ُح َخْيَر اْل َخْيَرْي ِّن َو َشَّر َّ ْ َ ْ‬
‫اه َما)(‪.)52‬‬ ‫ظم اْلمْفسَدَتي ِّن ِّباحِّتم ِّ‬
‫ال أَْدَن ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َع َ َ َ َ ْ‬ ‫َوَتْدَف ُع أ ْ‬
‫اه َما‪،‬‬ ‫ال أَْدَن ُ‬‫ظ ِّم اْلمْفسَدَتي ِّن ِّباحِّتم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َ َ َ ْ ْ َ‬ ‫اها َعَلى َدْف ِّع أ ْ‬ ‫ية‪(:‬واْلح ْك َم ُة َمْبَن َ‬
‫ابعا – وقال ابن القيم الجوز َ‬ ‫رً‬
‫ِّ‬ ‫ص ِّ‬‫وَتح ِّ‬
‫اه َما)(‪. )53‬‬ ‫ظ ِّم اْل َم ْصَل َحَتْي ِّن ِّبَتْفِّويت أَْدَن ُ‬
‫َع َ‬
‫يل أ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫القيم الجوزية أيضا‪( :‬قال تعالى‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ً‬ ‫وقال ابن ِّ‬

‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ‪...‬ﭼ (‪ ،)54‬إلى قوله ‪:‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬

‫َح َكام َت ْخ ِّف ًيفا َعْن ُهم؛ لضعفهم َوقلة صبرهم َرْح َمة‬ ‫ِّ‬ ‫أخبر ُسْب َح َان ُه أََّنه َّ‬
‫ع َل ُهم َهذه ْاأل ْ‬
‫شر َ‬ ‫ﭼ ‪َ ،‬ف ْ‬
‫(‪)55‬‬

‫جدتها َال تخرج َعن‬ ‫َملت شر ِّ ِّ َِّّ‬ ‫بهم وإحسانا ِّإَلْي ِّهم ‪َ ...‬وِّإذا َتأ َّ‬
‫ضعها َبين عباده َو َ‬ ‫ائع دينه التي َو َ‬ ‫َ‬
‫أجلها َوأَن‬ ‫أهمها و َّ‬ ‫اإل ْم َكان‪ ،‬وأَن تزاحمت َّقدم َّ‬ ‫صيل اْلمصالح اْل َخ ِّالصة أَو الراجحة ِّب َحسب ِّْ‬ ‫َتح ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عط َل‬ ‫اإلم َكان ‪،‬وأَن تزاحمت َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫صة أَو الراجحة ب َحسب ْ ْ‬ ‫َف َاتت أدناهما ‪،‬وتعطيل اْل َمَفاسد اْل َخال َ‬
‫دين ِّه َد َّال ًة َعَلْي ِّه‬
‫اكمين شرائع ِّ‬
‫َ‬
‫أعظمها َفس ًادا ِّباحِّتمال أدناهما ‪ ،‬وعلى ه َذا وضع أحكم اْلح ِّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫شاهدة َل ُه ِّب َك َمال علمه وحكمته ولطفه بعباده وإحسانه ِّإَلْي ِّهم) ‪.‬‬
‫(‪)56‬‬
‫ً‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع الموازنات‬
‫نفسها‪ ،‬وموازنات‬ ‫الموازنات بعمومها تتنوع إلى ثالثة أنواع ‪ :‬موازنات بين المصالح ِّ‬
‫بين المفاسد ِّ‬
‫نفسها ‪ ،‬وموازنات بين المصالح والمفاسد نفسيهما؛ لذا اقتضت طبيعة هذا‬
‫المبحث أن يكون من ثالثة مطالب‪:‬‬

‫‪ | 692‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫المصالح ِ‬
‫بعضها مع بعض‬ ‫ِ‬ ‫المطلب األول‪ :‬الموازنات بين‬
‫نفع ‪ ،‬سواء أكان دنيويًّا‬ ‫جميع َها ؛ لما فيها من ٍ‬ ‫المصالح أن تُؤخ َذ ُ‬
‫ِّ‬ ‫اجتماع‬
‫ِّ‬ ‫األصل في‬
‫ُ‬
‫نحو ال‬ ‫وتفويت األخرى ‪ ،‬على ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫فعل إحدى المصلحتين‬ ‫أما إذا دار األمر بين ِّ‬ ‫أم أخرويًّا‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أيقن ِّهما ‪ ،‬أو‬‫أعم ِّهما ‪ ،‬أو ِّ‬
‫أعالهما ‪ ،‬أو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أكبرِّهما ‪ ،‬أو‬
‫فيجب مراعاة ِّ‬ ‫الجمع بينهما ‪،‬‬ ‫يمكن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫عارض ‪،‬‬ ‫بتحصيلها ‪ ،‬على األخرى بتفويِِّّتها ؛ بسبب التَّ‬‫ِّ‬ ‫أكَث ِّرهما مصلح ًة و ِّ‬
‫أعظم ِّه َما ًا‬
‫أجر ‪،‬‬
‫َ‬
‫حو اآلتي‪:‬‬ ‫الن ِّ‬
‫فاألصلح(‪ ، )57‬وتفصيُل ُه على َّ‬
‫ِّ‬ ‫األصلح‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تحصيل‬ ‫ومن أجل‬
‫ُهملت الصغيرُة‪:‬‬‫َّأوالً‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة كبيرٌة مع أخرى صغيرة‪ ،‬ح ِصلت الكبيرُة وأ ِ‬
‫ُ‬
‫الصالة‪ ،‬في بداية‬ ‫ومن ذلك تعارض مصلحة الترغيب باإلسالم مع مصلحة إيجاب َّ‬
‫أن الثانية تتعلق بها‬‫ظهور اإلسالم ‪ ،‬فاألولى أكبر مقارنة بالثانية ‪ ،‬وآكد منها ‪ ،‬والسيَّما َّ‬
‫ِّ‬
‫التعارض ‪ ،‬وكذلك الحال‬ ‫فور من اإلسالم ‪ ،‬إذا ما أُخذ بها دون األولى عند ِّ‬
‫خوف‬ ‫الن ِّ‬
‫مفسدة ُّ‬
‫الزكاة قبل الهجرة‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول‬ ‫دفع َّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫يام في بداية اإلسالم ‪ ،‬أو كان ُ‬ ‫لو ُقدم الص ُ‬
‫الص َالِّة إَلى َلْيَل ِّة ِّْ‬
‫اإل ْسَرِّاء؛‬ ‫اب َّ‬‫إيج َ‬ ‫َخَر َ‬ ‫َّللا أ َّ‬
‫َن َّ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(وِّل َذل َك أ َْمثَل ٌة أ َ‬
‫َحُد َها‪ .‬أ َّ‬ ‫ُّ‬
‫السالم‪َ :‬‬ ‫العز بن عبد َّ‬
‫الصَي ُام َلْو َو َج َب‬ ‫ِّألََّنه َلو أَوجبها ِّفي ابِّتد ِّاء ا ِّْإلس َال ِّم َلنَفروا ِّمن ِّثَقِّلها عَلي ِّهم‪ .‬اْل ِّمَثال الثَّ ِّاني‪ِّ :‬‬
‫ُ‬ ‫َُ ْ َ َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ْ ْ َََ‬
‫ول ِّفي ِّْ‬
‫اإل ْس َالمِّ‪.‬‬ ‫الد ُخ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّفي ْابِّتَد ِّاء ِّْ‬
‫اإل ْس َال ِّم َلَنَفُروا م ْن ُّ‬
‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وب َّ ِّ‬ ‫ْخير وج ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اْل ِّمَث َّ ِّ‬
‫الزَكاة إَلى َما َب ْعَد اْل ِّه ْجَ ِّرة ؛ ألََّن َها َلْو َو َجَب ْت في االْبتَداء َل َك َ‬
‫ان‬ ‫ال الثال ُث‪َ :‬تأ ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ير ِّل َغَلَب ِّة الضَّنة ِّب ْاأل َْمَوال) ‪.‬‬
‫ِّ (‪)59‬‬ ‫ِّ ِّ (‪)58‬‬
‫َشَّد َتْنِّف ًا‬‫إيج ُاب َها أ َ‬
‫َ‬
‫الخاصة‪:‬‬‫َّ‬ ‫العامة وأُهملت‬ ‫خاصة ‪ُ ،‬ح ِصلت َّ‬ ‫عام ٌة مع أخرى َّ‬ ‫ثانيا ‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة َّ‬ ‫ً‬
‫(‪)60‬‬
‫ومن ذلك تعارض مصلحة تأليف القلوب لحديثي اإلسالم آنذاك يوم ُحنين ‪ ،‬وهي‬
‫سد حاجة الفقراء والمساكين من األنصار والمهاجرين‪،‬‬ ‫عامة للمسلمين‪ ،‬مع مصلحة ِّ‬ ‫مصلحة َّ‬
‫الخاصة ‪ ،‬وذلك بتقسيم‬ ‫َّ‬ ‫العامة على‬ ‫رسول للا ‪ ‬المصلحة َّ‬ ‫ُ‬ ‫خاصة ‪َّ ،‬‬
‫فقدم‬ ‫وهي مصلحة َّ‬
‫غنائم ُحنين على المؤلفة قلوبهم جميعها بينهم وحرمان الفق ارء والمساكين من األنصار‬
‫ان َع َام ُحَنين َق َس َم َغَن ِّائ َم ُحَنين‬ ‫(وَل َّما َك َ‬‫والمهاجرين‪ ،‬وهذا ما بيَّنه ابن تيميَّة ‪ ،‬حيث قال ‪َ :‬‬
‫ش ‪ ...‬وَلم ُي ْع ِّط اْلمه ِّ‬ ‫بين اْلمؤَّلَف ِّة ُقُلوبهم ِّمن أَه ِّل نجٍد و ُّ‬
‫الطَلَق ِّاء ِّم ْن ُقَ ْري ٍ‬
‫ص َار َشْيًئا‪.‬‬ ‫اج ِّر َ‬
‫ين َو ْاألَْن َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ُُ ْ ْ ْ َ ْ َ‬ ‫َْ َ ُ َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإلس َال ِّم وَتأِّْل ُيفهم عَليه مصَلح ٌة ع َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ط ِّ َّ‬
‫ين َل ْم‬
‫ين‪َ .‬وَالذ َ‬ ‫ام ٌة لْل ُم ْسلم َ‬ ‫وب ُه ْم َعَلى ِّْ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ف ِّب َذل َك ُقُل ُ‬
‫اه ْم لَيَتأَل َ‬
‫َع َ ُ‬
‫أْ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪693‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫َّللاِّ َّ ِّ ِّ‬ ‫ض ُل ِّعَب ِّاد َّ‬ ‫ات أَوِّلياء َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ين‬ ‫النِّبِّي َ‬
‫ين َب ْعد َّ‬ ‫الصالح َ‬ ‫ين َوَأْف َ‬ ‫َّللا اْل ُمتَّق َ‬ ‫ض ُل عْنده َو ُه ْم َس َاد ٌ ْ َ ُ‬ ‫ُي ْعط ِّه ْم ُه ْم َأْف َ‬
‫امتُهم أ ْ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ط ِّ‬ ‫واْلمرسِّل َّ ِّ‬
‫اء‪َ .‬فَلْو‬ ‫اء َال ُفَقَر ُ‬
‫َغنَي ُ‬ ‫اه ْم مْن ُه ْم َم ْن ْارَتَّد َع ْن ْاإل ْس َال ِّم َقْب َل َمْوته َو َع َّ ُ ْ‬ ‫َع َ ُ‬ ‫ين أ ْ‬
‫ين َوَالذ َ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫اء‬ ‫النِّب ُّي ‪ ‬ه َؤال ِّء ْاأل ْ ِّ‬ ‫امة َل ْم ُي ْع ِّط َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ط ِّاء ِّلْل َم ْصَل َحة اْل َع َّ‬
‫اجة ُمَقَّد ًما َعَلى اْل َع َ‬ ‫ِّ‬ ‫ط ِّ‬
‫َغنَي َ‬ ‫َُ‬ ‫اء لْل َح َ‬ ‫ان اْل َع َ ُ‬ ‫َك َ‬
‫َّ ِّ‬ ‫طاء م ْن ِّعْنَده ِّم ْن اْلمه ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اع ِّ‬ ‫ال َّسادة اْلم َ ِّ‬
‫ين ُه ْم‬ ‫ص ِّار الذ َ‬ ‫ين َو ْاألَْن َ‬‫اج ِّر َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ع َع َ َ َ‬ ‫ين في َع َشائ ِّرِّه ْم َوَيَد ُ‬ ‫ط َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ِّ‬
‫َحَوُج مْن ُه ْم َوَأْف َ‬
‫(‪)61‬‬
‫ض ُل) ‪.‬‬ ‫أْ‬
‫المتيقن ُة وأُهملت المظنونةُ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫متيقَن ٌة مع أخرى مظنوَن ٍة ‪ُ ،‬ح ِصلت‬ ‫ثالًثا‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة َّ‬
‫تيق َن الطهارَة‬ ‫الفقهي‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬فمن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫واألمثلة على ذلك كثيرة ومستفيضة في ترِّاثَنا‬
‫أحد َث ‪ ،‬وفيه مصلح ٌة‬ ‫بأنه قد َ‬ ‫شك َّ‬ ‫ثم اعترضه ٌّ‬ ‫وأرَاد أن يصلي ‪ ،‬وفي ذلك مصلحة َّ‬
‫متيقَن ٌة ‪َّ ،‬‬
‫مظنون ٌة ‪ ،‬وهي إعادة الطهارة بالوضوء لرفع الحدث ‪ ،‬إذ ال صالة من دونها ‪ ،‬وعند مقارنة‬
‫اليقين‬ ‫المتيقنة ‪ ،‬تبيَّن َّأنه ال يزول‬ ‫َّ‬ ‫الشك‪ ،‬من المصلحة المظنونة‪ ،‬باليقين من المصلحة‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫يعيد‬
‫فيصلي بحالته هذه وال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اليقين على ما هو عليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الش ُّك‪ ،‬ويبقى‬ ‫بالش ِّك ؛ بل ُيطرُح َّ‬ ‫َّ‬
‫َّة الكبرى التي‬ ‫اعد الكلي ِّ‬
‫بالش ِّك "(‪ ،)62‬وهي من القو ِّ‬ ‫اليقين ال يزول َّ‬
‫ُ‬ ‫اءه ‪ ،‬بحسب قاعدة ‪ُ ":‬‬ ‫وضو َ‬ ‫ُ‬
‫االعت ِّ‬
‫ِّ‬
‫اتَّ َ‬
‫(‪)63‬‬
‫داد بها ‪.‬‬ ‫الفقهاء على‬
‫ُ‬ ‫فق‬
‫ابعا‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة واجب ٌة مع أخرى واجب ٍة آكد منها ‪ُ ،‬ح ِصلت ُ‬
‫(‪)64‬‬
‫اآلكد وأُهملت‬ ‫رً‬
‫األخرى‪:‬‬
‫الجهاد‬ ‫سبيل للا تعالى‪ ،‬وهو‬ ‫الجهاد في ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ين على‬ ‫ِّ‬
‫المسل َم ِّ‬ ‫تقديم ِّبر الوِّالَدِّي ِّن‬
‫ُ‬ ‫ومن ذلك ُ‬
‫الجمع بينهما‪ُ ،‬قِّد َم ُّبر الوالدين‬ ‫ِّ‬ ‫عدم إمكاني ِّ‬
‫َّة‬ ‫عارض ‪ ،‬وعند ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الكفائي الذي لم يتعين بعد‪ ،‬عند التَّ‬
‫أيضا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫المسلمين ‪ ،‬وهو مصلح ٌة واجب ٌة ِّ‬
‫متعين ٌة على صاحبها‪ ،‬على مصلحة الجهاد ‪ ،‬وهي ً‬
‫ثبت‬ ‫(‪)65‬‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫مصلح ٌة واجب ٌة ؛ َّ‬
‫ط عن اآلخرين ‪ ،‬وقد َ‬ ‫البعض فتسق ُ‬ ‫ُ‬ ‫يقوم بها‬
‫غير متعينة‪ُ ،‬‬ ‫ولكنها ُ‬
‫الص َالةُ‬‫ال ‪َّ ":‬‬ ‫ال َأْف َ‬ ‫َعم ِّ‬ ‫النِّب َّي ‪ ، ‬أ ُّ‬
‫َل َّ‬ ‫ود(‪(:  )66‬أ َّ‬ ‫َع ْن ْاب ِّن مس ُع ٍ‬
‫ض ُل ‪َ ،‬ق َ‬ ‫َي ْاأل ْ َ‬ ‫َن َرُج ًال َسأ َ‬ ‫َْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّلَوْقِّت َها َوبُِّّر اْلَوالَدْي ِّن ثَُّم اْلج َه ُاد في َسِّبيل َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َّللا ْب َن َع ْم ٍرو ‪َ ، ‬يُق ُ‬
‫(‪)67‬‬
‫ول‪:‬‬ ‫وثبت عن َعْبَد َّ‬ ‫َّللا") ‪َ ،‬‬
‫ال‪َ" :‬فِّف ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫(جاء َرُج ٌل ِّإَلى َِّّ‬
‫يه َما‬ ‫ال‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬ق َ‬‫اك؟" َق َ‬ ‫َح ٌّي َوالَد َ‬ ‫ال‪" :‬أ َ‬‫اسَتْأ َذَن ُه في الج َهاد‪َ ،‬فَق َ‬ ‫النب ِّي ‪َ ،‬ف ْ‬ ‫َ َ‬
‫ِّ (‪)68‬‬
‫َف َجاهْد") ‪.‬‬

‫‪ | 694‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫وجه الداللة‪:‬‬
‫العيني ‪ ،‬وهو ُّبر‬ ‫اجب‬ ‫اجبات ‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫المفاضلة بين الو ِّ‬
‫ُّ‬ ‫فيقد ُم الو ُ‬ ‫في الحديثين دالل ٌة على‬
‫أن المصلح َة‬‫يدل على َّ‬‫مما ُّ‬‫جهاد التَّطوِّع ‪َّ ،‬‬
‫الكفائي ‪ ،‬وهو ُ‬
‫ِّ‬ ‫ين ‪ ،‬على الو ِّ‬
‫اجب‬ ‫ِّ‬
‫المسل َم ِّ‬ ‫الوِّالَد ِّ‬
‫ين‬
‫آكد من المصلحة الواجبة الكفائيَّة في جهاد التَّطوع‬ ‫ِّ‬
‫المتعين َة في ِّبر الوالدين المسلمين ٌ‬ ‫الواجب َة‬
‫ِّ‬
‫المتعين ‪ ،‬فيؤخ ُذ باألولى اآلكد ‪ ،‬وتُطرُح الثاني ُة للتعارض(‪. )69‬‬ ‫غير‬
‫األكثر‬
‫ُ‬ ‫كس ‪ُ ،‬قِدمت‬ ‫خامسا‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة واجب ٌة مع أخرى مندوب ٍة ‪،‬أو َ‬
‫بالع ِ‬ ‫(‪)70‬‬
‫ً‬
‫أجرا‪:‬‬
‫األعظم ً‬
‫ُ‬ ‫مصلح ًة و‬
‫المندوب‪ ،‬فإذا تعارضت مصلح ٌة واجب ٌة مع أخرى‬ ‫ِّ‬ ‫اج َب ُم َّقدٌم على‬ ‫أن الو ِّ‬ ‫األصل َّ‬‫ُ‬
‫العز بن عبد‬ ‫تحصيل الواجبة ‪ ،‬ومثاله ‪ :‬كما بيَّنه ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أجل‬‫ط ِّرحت المندوب ُة من ِّ‬ ‫ٍ‬
‫مندوبة ‪َ ُ ،‬‬
‫يض ِّة ‪،‬‬ ‫الراتبة والفر َ‬
‫اإلقامة و َّ ِّ ِّ‬
‫األذان و ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الجمع بين‬ ‫ِّ‬ ‫الوقت عن‬ ‫ُ‬ ‫ضاق‬
‫َ‬ ‫السالم‪ ،‬حيث قال ‪( :‬إذا‬ ‫َّ‬
‫فأن فضيل َة ِّ‬
‫أداء‬ ‫أدائ َها‪َّ ...‬‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لكمال‬ ‫نقد ُم الفريض َة ؛‬ ‫فإنا ِّ‬ ‫يضة‪َّ ،‬‬ ‫بحيث ال يتَّسع إالَّ للفر ِّ‬
‫ُ‬
‫(‪)71‬‬
‫اآلخر) ‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َداءين على‬ ‫أفضل األ ِّ‬ ‫منا‬ ‫افل ‪َّ ،‬‬ ‫النو ِّ‬ ‫فضيلة ِّ‬
‫أداء َّ‬ ‫ِّ‬ ‫الفر ِّ‬
‫َ‬ ‫فقد َ‬ ‫أتم من‬ ‫ائض ُّ‬
‫ضل ِّم ْن اْلمْنُد ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اعَد َة َواْل َغ ِّال َب أ َّ‬ ‫َن اْلَق ِّ‬
‫وب)(‪،)72‬‬ ‫َ‬ ‫َن اْلَواج َب َي ُكو ُن َأْف َ َ‬ ‫‪(:‬اعَل ْم أ َّ‬
‫افي ْ‬ ‫وقال الَقَر ُّ‬
‫اج ِّب َحْي ُث َك َان ْت‬ ‫وب‪ ،‬واْلمْنُدوب َال ُيَقَّدم َعَلى اْلو ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫اجب ُيَقَّدم َعَلى اْلمْنُد ِّ‬
‫َ‬ ‫إن اْلَو َ ُ‬
‫ِّ‬ ‫أيضا‪َّ (:‬‬ ‫وقال ً‬
‫ظ َم َثَو ًابا‬ ‫َع َ‬ ‫وب أ ْ‬ ‫َما إ َذا َك َان ْت مصَلح ُة اْلمْنُد ِّ‬ ‫وب ‪ ،‬أ َّ‬ ‫ظم ِّم ْن مصَلح ِّة اْلمْنُد ِّ‬ ‫اج ِّب أ ْ‬ ‫مصَلح ُة اْلو ِّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َع َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫اج ٍب ‪َ ...‬وُقْلَنا َما‬ ‫وبا َعَلى و ِّ‬ ‫ع َقَّد َم َمْنُد ً‬ ‫اج ِّب ‪َ ...‬فِّإ َذا و َجْدَنا َّ‬
‫الشْر َ‬ ‫َفِّإَّنا ُنَقِّدم اْلمْنُدوب َعَلى اْلو ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ظ ُم ِّم ْن‬ ‫ٍ‬ ‫الشرِّع ه َذا اْلمْنُدوب عَلى ه َذا اْلو ِّ َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َ‬‫اج ِّب إال ل َم ْصَل َحة ‪َ ،‬وَم ْصَل َحتُ ُه أ ْ‬ ‫صاح ُب ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫َّ‬
‫َقَّد َم َ‬
‫اج ِّب)(‪.)73‬‬ ‫مصَلح ِّة اْلو ِّ‬
‫َْ َ َ‬
‫ِّ‬
‫ظم م ْن َثو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ضل م ْن اْلو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أيضا ‪(:‬و ِّجَد ِّفي َّ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫َع َ ُ‬ ‫اجَبات َوَثَو ُاب َها أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ات َأْف َ ُ‬ ‫وب ٌ‬ ‫يعة َمْنُد َ‬ ‫الشِّر َ‬ ‫وقال ً ُ‬
‫َص َل ِّفي َك ْثَ ِّرة‬ ‫َن ْاأل ْ‬ ‫ات ؛ ِّأل َّ‬‫اجب ِّ‬
‫صال ِّح اْلَو ِّ َ‬
‫ظم ِّم ْن م ِّ‬
‫ََ‬ ‫َع َ ُ‬ ‫صال َح َها أ ْ‬
‫َن م ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫اْلَواجَبات َوَذل َك َيُد ُّل َعَلى أ َّ َ َ‬
‫اب َتُد ُّل َعَلى َك ْثَ ِّرة اْل َم ْصَل َح ِّة َغ ِّالًبا‬ ‫َن َك ْثرَة الثَّو ِّ‬
‫ظ َهَر أ َّ َ َ‬ ‫ص ِّال ِّح َوِّقَّلتُ َها‪ ...‬إ َذا َ‬ ‫َّ ِّ َِِّّّ ِّ‬
‫الثَواب َوقلته َك ْثَرةُ اْل َم َ‬
‫صَوٍر)(‪.)74‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ضَلها َّ‬ ‫أَو م ْطَلًقا َفأ َْذ ُكر ِّمن اْلمْند ِّ َِّّ‬
‫ع َعَلى اْلَواجَبات َسْب ُع ُ‬ ‫الش ْر ُ‬ ‫وبات التي َف َّ َ‬ ‫ُ ْ َُ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫اجبة عندما‬ ‫أن المصلح َة المندوب َة ت َّقدم على الو ِّ‬ ‫فهم منه َّ‬ ‫ومما َت َّقد َم من ِّ‬
‫ُ ُ‬ ‫افي ‪ُ ،‬ي َ‬ ‫كالم القر ِّ‬ ‫َّ‬
‫خالف القاعدة‪ ،‬إذ استثنى منها سبع صور فيها المصلحة المندوبة‬
‫ُ‬ ‫أعظم‪ ،‬وهو‬
‫ُ‬ ‫يكو ُن ُ‬
‫أجرَها‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪695‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الصالة‪ ،‬وهي مندوب ٌة‬ ‫أن مصلح َة الخشوِّع في َّ‬ ‫المقدمة على المصلحة الواجبة ‪ ،‬منها‪َّ :‬‬ ‫هي َّ‬
‫وب‬ ‫مصلحة صالة الجمعة‪ ،‬وهي واجب ٌة‪ ،‬حيث قال‪( :‬اْلخ ُشوع ِّفي َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪َّ ،‬‬
‫الص َالة َمْنُد ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫مقدم ٌة على‬
‫لص َالِّة‬ ‫ود َي ِّل َّ‬‫يح َقوُل ُه ‪" ‬إ َذا ُن ِّ‬ ‫اج ٍب‪ ،‬مع أََّنه َقْد ورَد ِّفي َّ ِّ‬ ‫إَلْي ِّه َال َيْأَثم َت ِّارُك ُه َفهو َغْير و ِّ‬
‫الصح ِّ ْ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫وها َوأَْنتُ ْم َت ْس َعْو َن َوأْتُ َ‬
‫(‪)75‬‬
‫صلوا َوَما َف َات ُك ْم َفأَت ُّموا"‬ ‫السك َين ُة َواْلَوَق ُار َف َما أَْدَرْكتُ ْم َف َ‬‫وها َو َعَلْي ُك ْم َّ‬ ‫َف َال َتأْتُ َ‬
‫يب‬ ‫السع ِّي؛ ِّألََّنه إ َذا َقُدم عَلى َّ ِّ ِّ‬ ‫‪َ ...‬قال بعض اْلعَلم ِّاء َّإنما أَمر ِّبعَد ِّم ِّْ ِّ ِّ‬
‫الص َالة َعق َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلْفَراط في َّ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ‬
‫الس ِّك َين ِّة‬
‫َمَرهُ ‪ِّ ‬ب َّ‬ ‫الالِّئ ِّق ِّب َّ ِّ‬
‫الص َالة َفأ َ‬
‫السع ِّي ي ُكو ُن ِّعْنَده ْانِّبهار وَقَلق يمَنعه ِّم ْن اْل ُخ ُشوِّع َّ‬
‫ُ َ ٌ َ ٌ َْ ُ ُ‬ ‫شَّدة َّ ْ َ‬
‫ِّ ِّ‬
‫ات‪َ ،‬وَذِّل َك َيُد ُّل َعَلى‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫واْلوَق ِّار و ْ ِّ ِّ‬
‫اع ُ‬ ‫‪،‬وِّإ ْن َف َات ْت ُه اْل ُج ُم َع ُة َواْل َج َم َ‬
‫اجتَناب َما ُي َؤدي إَلى َفَوات اْل ُخ ُشوِّع َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َن اْل ُج ُم َع َة َوا ِّجَب ٌة‬ ‫ات‪َ ،‬م َع أ َّ‬ ‫ف اْلجمعة واْلجماع ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظم ِّمن مصَلحة وص ِّ‬ ‫أ َّ‬
‫ُ َُ َ َ َ َ‬ ‫َع َ ُ ْ َ ْ َ َ ْ‬ ‫َن َم ْصَل َح َة اْل ُخ ُشوِّع أ ْ‬
‫ام ِّة)(‪.)76‬‬ ‫اعَدِّة اْل َع َّ‬
‫ف اْلَق ِّ‬ ‫ورة َف ِّهي عَلى ِّخ َال ِّ‬
‫الص َ ِّ َ َ‬ ‫اج َب ِّفي َهِّذِّه ُّ‬ ‫ضل اْلمْنُدوب اْلو ِّ‬
‫َفَقْد َف َ َ َ ُ َ‬
‫ض عليه‪:‬‬ ‫واعتُِّر َ‬
‫أن‬‫الشاط في حاشيته على أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي ‪َّ ،‬‬ ‫من ِّقَبل ابن َّ‬
‫وكل ما ُذكر في فضلها على الواجبات في‬
‫المندوبات ال يمكن أن تفضل الواجبات إطالًقا‪ُّ ،‬‬
‫ال ََوال َأَق َام‬ ‫الصور السبعة التي ذكرها القرافي غير صحيح ‪ ،‬حيث قال‪ُ( :‬قْل ُت َل ْم َيَتَقَّرْر َما َق َ‬
‫ص ِّال ِّح أ َْن‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫اعَدِّة ِّرعاي ِّة اْلم ِّ‬ ‫ص ُّح ِّبناء عَلى َق ِّ‬ ‫عَلي ِّه ح َّج ًة َوال ي ِّ‬
‫صال ِّح ‪َ ...‬فَالذي ُيَناس ُب ِّرَع َاي َة اْل َم َ‬ ‫ََ ََ‬ ‫ًَ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫ور و ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َما أ َْن َي ُكو َن‬ ‫وبا‪ ،‬أ َّ‬ ‫اجًبا َو ْاألَْدَنى َم ْصَل َح ًة َمْنُد ً‬ ‫ظ ُم َم ْصَل َح ًة َعَلى اْلَو ْجه اْل َم ْذ ُك ِّ َ‬ ‫َي ُكو َن ْاأل ْ‬
‫َع َ‬
‫ص ِّال ِّح ِّبَو ْج ٍه‪...‬‬ ‫ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وبا َوَي ُكو َن ْاألَْدَنى َم ْصَل َح ًة َواجًبا َفَلْي َس ب ُمَناسب ل ِّرَع َاية اْل َم َ‬ ‫ظ ُم َم ْصَل َح ًة َمْنُد ً‬ ‫َع َ‬
‫ْاأل ْ‬
‫ص ُّح َشي ٌء ِّمْن ُه‪.)77().‬‬
‫ْ‬
‫ات‪َ ،‬ف َال ي ِّ‬
‫َ‬
‫السب ِّع عَلى أََّنه ِّمن ِّتْلك اْلمْندوب ِّ‬
‫ُ ْ َ َُ َ‬ ‫الصَوِّر َّ ْ َ‬ ‫َوَما َمَّث َل ِّب ِّه ِّم ْن ُّ‬
‫عترضا ِّ‬ ‫وقال ابن َّ‬
‫َّن َما َقاَل ُه‬ ‫ومفنًدا لقول القرافي‪ ،‬إذ قال‪ُ( :‬قْل ُت َال َيَت َعي ُ‬ ‫أيضا ُم ِّ ً ُ‬ ‫الشاط ً‬
‫الس ِّك َين ِّة َحتَّى َيْلَزَم َع ْن‬ ‫الس ِّك َين ِّة م ِّ‬
‫وجًبا ِّل َعَد ِّم اْل ُخ ُشوِّع َسَبًبا ِّل ْْل َْم ِّر ِّب َّ‬ ‫ُ‬ ‫َذِّل َك اْل َع ِّال ُم ِّم ْن َكْو ِّن َعَد ِّم َّ‬
‫ور‬ ‫ض ِّ‬ ‫اج ِّب َّالِّذي هو ص َالة اْلجمع ِّة ِّلْلمند ِّ َّ ِّ‬ ‫ك اْلو ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ع ‪َ ...‬ف َعَد ُم اْل ُح ُ‬ ‫وب الذي ُهَو اْل ُخ ُشو ُ‬ ‫َُ َ ُ ُ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫َذل َك َتْر ُ َ‬
‫السع ِّي ِّمن ِّاالْنِّبه ِّار واْلَقَل ِّق ِّمن َكسِّب ِّه َفَليس ِّفي اْلحِّد ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫يث َعَلى‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫الش ْغ ِّل ِّبآَث ِّار شَّدة َّ ْ ْ‬ ‫َّب َع ْن ُّ‬ ‫اْل ُم َسب ُ‬
‫اج ٍب)(‪.)78‬‬ ‫ض ِّيل ِّه َعَلى و ِّ‬ ‫وب َوال َتْف ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫َه َذا اْلَو ْج ِّه َما َيُد ُّل َعَلى َتْقِّد ِّ‬
‫َ‬ ‫يم َمْنُد َ‬
‫ويجاب عنه‪:‬‬

‫‪ | 696‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫نفسه ‪،‬‬
‫اجب ُ‬ ‫أن تفضيل المصلحة المندوبة على المصلحة الواجبة‪ ،‬ال من حيث الو ُّ‬ ‫َّ‬
‫بعض الو ِّ‬
‫اجبات ‪ ،‬مع‬ ‫ِّ‬ ‫تتقدم على‬ ‫وَّإنما من حيثيَّة أخرى ‪ ،‬وهي َّ‬
‫ميزة لبعض المندوبات أن َ‬
‫المندوب في ذاته‪ ،‬وقد َّنوه عن هذا المعنى ابن عابدين في حاشيته ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يفضل‬
‫ُ‬ ‫اجب‬
‫أن الو َ‬ ‫َّ‬
‫الرُج ِّل َخْيٌر ِّم ْن اْل َمْأرَِّة ‪َ،‬ل ْم‬
‫ُخَرى؛ َك َّ‬ ‫َّة ِّبأََّنها خير ِّمن م ِّ ٍ‬ ‫ِّ ٍ‬
‫اهيَّة أ ْ‬ ‫حيث قال‪( :‬إ َذا َح َك ْمَنا َعَلى َماهي َ َ ْ ٌ ْ َ‬
‫ض َل اْل َمْأرََة ِّم ْن َحْي ُث َّإن ُه‬ ‫يم ِّكن أَن تْفضَلها ْاألُخرى ِّب َشي ٍء ِّمن ِّتْلك اْلحيِّثي ِّ‬
‫َّة‪َ ،‬فِّإ َّن َّ‬
‫الرُج َل إ َذا َف َ‬ ‫ْ ْ َ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُْ ْ ْ َ ُ َ‬
‫الرج ِّل وِّإ َّال َتَت َكا َذب اْلَق ِّ‬
‫ضيََّت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ان‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ُ‬ ‫ضَل ُه اْل َم ْأرَةُ م ْن َحْي ُث َّإن َها َغْيُر َّ ُ َ‬ ‫َرُج ٌل َل ْم ُي ْمك ْن أ َْن َتْف ُ‬
‫ورة َو ْاألُُنوَث ِّة)(‪. )79‬‬ ‫يه ٌّي‪َ ،‬نعم َقْد َتْفضل اْلم أرَةُ رج ًال ما ِّم ْن ِّجه ٍة َغي ِّر ُّ‬
‫الذ ُك َ ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ُ َْ َ ُ َ‬ ‫َْ‬
‫َبِّد ِّ‬
‫جل أفضل من األنثى بذكوريَّته‪،‬‬ ‫أن الر َ‬ ‫آنفا َّأنه إذا قلنا َّ‬ ‫ويستفاد من قول ابن عابدين ً‬ ‫ُ‬
‫فال يمكن أن تفضله هي من حيثية الذكورة واألنوثة ؛ بل ممكن من حيثيَّة أخرى‪ ،‬وكذلك‬
‫حيثية الوجوب و َّ‬
‫الندب ؛ بل من حيثيَّة أخرى ‪ ،‬هي‬ ‫ال يمكن للمندوب أن يفضل الواجب من َّ‬
‫أجر من الواجبات‬
‫أعظم ًا‬
‫ُ‬ ‫لح ُق بأداء بعض هذه الواجبات ؛ لذا كانت‬
‫ضرورة دفع مفسدة قد ُت َ‬
‫نفسها‪ ،‬في هذه الحالة ‪ ،‬ال مطلًقا ‪ ،‬وقد َّنوه عن هذا المعنى الشيخ محمد علي بن حسين‬
‫الشاط في كتاب الفروق‬ ‫المالكي في حاشيته على الفروق للقرافي‪ ،‬وهي بعد حاشية ابن َّ‬
‫اج ِّب َوَتْقِّد ِّ‬
‫يم‬ ‫الضرِّر ِّبَتْرِّك اْلو ِّ‬
‫َ‬ ‫َن َم َح َّل َدْف ِّع َّ َ‬‫يع ِّة‪ ،‬أ َّ‬ ‫ود ِّفي َّ‬
‫الش ِّر َ‬ ‫(واْل َم ْع ُه ُ‬
‫نفسه ‪ ،‬حيث قال‪َ :‬‬
‫وب‬‫ك اْلمْنُد ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫طِّريًقا ِّلَدْف ِّع َّ ِّ‬
‫َّن َذِّل َك َ‬ ‫ِّ‬ ‫اْلمْنُد ِّ‬
‫يم اْلَواجب َوَتْر ُ َ‬ ‫الضَرر ‪َ ،‬وِّإال َو َج َب َتْقد ُ‬ ‫وب َعَلْيه ‪،‬إ َذا َت َعي َ‬ ‫َ‬
‫ِّ ِّ (‪)80‬‬
‫َعَلى اْلَقاعَدة) ‪.‬‬
‫وقد ضرب الشيخ محمد علي بن حسين المالكي مثاالً على ما أراد توضيحه ‪ ،‬حيث‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الظهر واْلعصر ِّعْنَد َّ ِّ‬ ‫ُّ‬
‫َحُد ُه َما‬ ‫وب ‪ُ ،‬قد َم َعَلى َواجَبْي ِّن ‪،‬أ َ‬ ‫الزَوال َيْوَم َعَرَف َة َفِّإَّن ُه َمْنُد ٌ‬ ‫(وِّمْن َها ْ ُ َ َ ْ ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫ال‬‫ْلْقب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ورة اْلح َّج ِّ ِّ ِّ‬
‫اج في َذل َك اْلَيْوِّم ل ْ ِّ َ‬ ‫ضُر َ ِّ ُ‬
‫ِّ‬
‫َن اْل َج ْم َع ل َ‬ ‫‪،‬وِّهي اْل َع ْصُر تُِّر َك ؛ ِّأل َّ‬ ‫ْخير الصالِّة ِّلوقِّتها‬ ‫تأ ِّ‬
‫َ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ص ُل ِّفي اْل ُع ْم ِّر َّإال َمَّرًة َب ْعَد‬ ‫َعَلى ُّ ِّ ِّ ِّ ِّ َّ ِّ َّ ِّ ِّ‬
‫الد َعاء َواالْبت َهال َوالتَقُّرب الالئ ِّق ب َعَرَف َة َو ُهَو َيْوٌم َال َي َك ُاد َي ْح ُ‬
‫الن ِّائَي ِّة‬
‫ان َّ‬ ‫ط ِّ‬‫ط ِّار اْلَب ِّع َيدِّة َو ْاألَْو َ‬
‫ال ِّم ْن ْاألَْق َ‬ ‫اق ْاألَمو ِّ‬
‫َْ‬
‫ضْن ِّك ْاأل َْسَف ِّار وَق ْط ِّع اْلَبَرِّارِّي واْلِّقَف ِّار وِّإْنَف ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِّ (‪)81‬‬
‫ورة) ‪.‬‬ ‫لضُر َ‬ ‫ان ُهَنا ِّل َّ‬ ‫ات َّ‬
‫الزَم ِّ‬ ‫َن َفَو َ‬ ‫اس َب أ َْن ُيَقَّد َم َعَلى َم ْصَل َح ِّة َوْق ِّت اْل َع ْص ِّر ؛ ِّأل َّ‬ ‫َن َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪697‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫األكثر مصلح ًة‬


‫ُ‬ ‫أيضا ‪ُ ،‬قِدمت‬
‫سادسا‪ -‬إذا تعارضت مصلح ٌة مندوبة مع أخرى مندوب ٍة ً‬
‫ً‬
‫واألقوى ً‬
‫ثباتا‪:‬‬
‫جيح‬
‫يجب تر ِّ‬
‫ُ‬ ‫ين‪ ،‬وعند ذلك ‪،‬‬‫ومقصود ِّ‬
‫َ‬ ‫تين‬ ‫ِّ‬
‫تعارض مصَل َح ِّ‬ ‫الي‪(:‬عند‬
‫َ‬ ‫قال َّ‬
‫الغز‬
‫السالم‪( :‬إذا اجتمعت المصالح األخروية الخالصة‪ ،‬فإن‬ ‫العز بن عبد َّ‬‫األقوى)(‪ ،)82‬وقال ُّ‬
‫األفضل‬‫فاألصلح‪ ،‬و‬ ‫األصلح‬ ‫‪،‬حصلنا‬‫َّ‬ ‫تعذَر تحصيُل َها‬ ‫حصلناها‪ ،‬وإن َّ‬ ‫أمكن تحصيلها َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)83‬‬
‫فاألفضل) ‪.‬‬
‫َ‬
‫و ِّ‬
‫األمثل ُة على ذلك كثيرةٌ ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫الوتر َّ‬
‫وسنة‬ ‫كتقديم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫بعض‪،‬‬ ‫اتب على‬ ‫الرو ِّ‬ ‫(تقديم بعض َّ‬ ‫السالم‪:‬‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫‪ -1‬ما قاله ُّ‬
‫ُ‬
‫اختالف‪،‬‬ ‫بالعكس ‪ِّ ،‬‬
‫فيه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الفجر‪ ،‬أو‬ ‫سنة‬ ‫الو ُتر على َّ‬ ‫اتب‪ ،‬وهل ُي َّقدم ِّ‬ ‫الرو ِّ‬ ‫سائر َّ‬ ‫الفجر على ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫الوتر)(‪.)84‬‬ ‫األصح تقديم ِّ‬ ‫و‬
‫ُّ ُ‬
‫ألن فعَل َها في‬ ‫المسجد؛ َّ‬‫ِّ‬ ‫أفضل ِّمنها في‬ ‫فل في ِّ‬
‫البيت‬ ‫الن ِّ‬
‫يوطي‪( :‬صالةُ َّ‬ ‫الس ُّ‬ ‫‪ -2‬وما قاله ِّ‬
‫ُ‬
‫وشَب ِّه ِّه)(‪.)85‬‬‫ياء َ‬ ‫الر ِّ‬
‫أبعد من ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإلخالص‪ ،‬و ُ‬ ‫لتمام الخشوِّع و‬
‫سبب ِّ‬ ‫فإنه ٌ‬ ‫تتعلق بها‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫البيت فضيل ٌة‬‫ِّ‬
‫(‪)86‬‬
‫مل‬ ‫الطو ِّ‬
‫الكعبة في َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -3‬وما قاله ِّ‬
‫الر ُ‬
‫مستحب‪ ،‬و َّ‬ ‫ٌ‬ ‫اف‬ ‫رب من‬‫أيضا‪(:‬الُق ُ‬ ‫يوطي ً‬ ‫الس ُّ‬
‫أمكنه مع ِّ‬
‫البعد‪،‬‬ ‫الرمل مع ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫نعته َّ‬
‫القرب‪ ،‬و َ َ ُ‬ ‫نه َّ َ‬ ‫الجمع بينهما ‪،‬ولم يمك ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الزحم ُة من‬ ‫مستحب‪ ،‬فلو َم َ‬
‫ٌ‬
‫مل)(‪.)87‬‬ ‫القرب بال ر ٍ‬ ‫المحافظة على ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫البعد أولى من‬ ‫مل مع ِّ‬ ‫الر ِّ‬ ‫فالمحافظ ُة على َّ‬
‫َ‬
‫بعضها مع بعض‬ ‫المفاسد ِ‬ ‫ِ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الموازنات بين‬
‫أعظم‬
‫ين‪ ،‬و ِّ‬ ‫الضرر ِّ‬ ‫أشد َّ‬ ‫الشرع دفع ِّ‬ ‫صد َّ‬ ‫ان‪ ،‬أو ضرر ِّ‬ ‫شر ِّ‬ ‫قال َّ‬
‫ُ َ‬ ‫ان‪َ ،‬ق َ‬ ‫عارض َّ‬ ‫الي‪(:‬إذا َت َ‬ ‫الغز ُّ‬
‫درؤها‬‫أمكن ُ‬‫المفاسد المحض ُة‪ ،‬فإن َ‬ ‫ُ‬ ‫معت‬ ‫اجت َ‬
‫السالم‪( :‬إذا َ‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫ين)(‪ ،)88‬وقال ُّ‬ ‫الشر ِّ‬‫َّ‬
‫وقف‬ ‫َدرَأنا ‪،‬وإن َّ‬
‫فاألرذل‪ ،‬فإن تساوت‪ ،‬فقد ُيَت ُ‬ ‫َ‬ ‫األرذل‬
‫فاألفسد‪ ،‬و َ‬ ‫َ‬ ‫األفسد‬
‫َ‬ ‫الجميع‪ ،‬درَأنا‬
‫ِّ‬ ‫تعذَر َدرُء‬
‫خير)(‪.)89‬‬ ‫‪ ،‬وقد ُيَت ُ‬
‫واألمثلة على ذلك كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫المكره على‬ ‫قتل الغير باإلكراه‪ ،‬مع مفسدة االستسالم للقتل من ِّ‬
‫‪ -1‬إذا تعارضت مفسدةُ ِّ‬
‫فسادا‪ ،‬وهي األولى ‪ ،‬بارتكاب ِّ‬
‫األقل منها اضطرًارا‪ ،‬وهي الثانية ‪،‬‬ ‫األعظم ً‬ ‫ذلك ‪ُ ،‬دِّرأت‬
‫ُ‬
‫منه ُقِّت َل‬
‫امتنع ُ‬
‫َ‬ ‫تل مسلمٍ‪ ،‬بحيث لو‬ ‫السالم‪( :‬أن يكره على َق ِّ‬
‫ُ َ‬ ‫ودليُل ُه ما قاله ُّ‬
‫العز بن عبد َّ‬

‫‪ | 698‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫اقدام ِّه‬
‫فسدة من ِّ‬ ‫أقل م ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ص َبرهُ على الَقتل ُّ َ‬ ‫تل؛ َّ‬
‫ألن َ‬
‫الق ِّ‬
‫بالص ِّبر على َّ‬‫تل َّ‬ ‫مفسدة الَق ِّ‬
‫َ‬ ‫‪،‬فيلزُم ُه أن َيد َأر‬
‫َ‬
‫تل‪ ،‬و ِّ‬
‫اختالف ِّهم في‬ ‫يم الَق ِّ‬ ‫ِّ‬
‫العلماء على تحر ِّ‬ ‫بالص ِّبر؛ إلجماع‬ ‫تل َّ‬ ‫إنما ُقِّدم درء الَق ِّ‬
‫عليه ‪ ...‬و َّ َ ُ‬
‫المفسدِّة‬
‫َ‬ ‫وجوب درِّئها‪ ،‬على درِّء‬‫ِّ‬ ‫للجمع على‬
‫ِّ‬ ‫تقديم درِّء المفسَدِّة؛‬
‫فوجب ُ‬ ‫َ‬
‫سالم للَق ِّ‬
‫تل‪،‬‬ ‫االست ِّ‬‫ِّ‬
‫وجوب درِّئها)(‪.)90‬‬‫ِّ‬ ‫المختلف ِّة فى‬
‫َ‬
‫المكره على ذلك ‪،‬‬ ‫شرب الخمر باإلكراه‪ ،‬مع مفسدة القتل من ِّ‬ ‫‪ -2‬إذا تعارضت مفسدةُ ِّ‬
‫شرب الخمر‪ ،‬وكذلك‬ ‫ِّ‬ ‫ُدِّرأت‬
‫القتل‪ ،‬بارتكاب األقل منها اضطرًارا‪ ،‬وهي ُ‬ ‫فسادا‪ ،‬وهي ُ‬ ‫األعظم ً‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ُكره على ِّ‬ ‫غص بلقمة‪ ،‬ودليُل ُه ما قاله ُّ‬
‫الخمر‪،‬‬ ‫شرب‬ ‫السالم‪َ ( :‬من أ ِّ َ‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫الحال من َّ‬
‫أعظم‬ ‫ِّ‬
‫الحياة‬ ‫ظ‬ ‫فإنه يلزمه ذلك؛ َّ‬
‫ألن حف َ‬ ‫الغص َة سوى الخمر‪َّ ،‬‬
‫سيغ به َّ‬
‫ُ‬ ‫غص‪ ،‬ولم يجد ما َي ُ‬ ‫أو َّ‬
‫مات المذكور ِّ‬
‫ات)(‪.)91‬‬ ‫المحر ِّ‬
‫َّ‬ ‫الشرِّع من ِّر ِّ‬
‫عاية‬ ‫ظر َّ‬
‫في َن ِّ‬
‫عرض للموت بسبب الجوع ‪ُ ،‬دِّرأت‬ ‫أكل مال الغير‪ ،‬مع مفسدة التَّ ُّ‬ ‫‪ -3‬إذا تعارضت مفسدةُ ِّ‬
‫عرض للموت بسبب الجوع ‪ ،‬بارتكاب ِّ‬
‫األقل منها اضطرًارا‪،‬‬ ‫فسادا‪ ،‬وهي مفسدة التَّ ُّ‬
‫األعظم ً‬
‫ُ‬
‫السالم‪( :‬إذا اضطر إلى آكل مال الغير‬ ‫الغير‪ ،‬ودليُل ُه ما قاله ُّ‬
‫العز بن عبد َّ‬ ‫مال ِّ‬‫وهي أكل ِّ‬
‫ُ‬
‫اكله ألن حرمة مال الغير اخف من حرمة النفس وفوات النفس اعظم من اتالف مال‬
‫الغير)(‪.)92‬‬
‫المعصوم‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإلنسان‬ ‫مفسدة ِّ‬
‫موت‬ ‫ِّ‬ ‫للقتل‪ ،‬مع‬ ‫ِّ‬
‫المستح ِّق ِّ‬ ‫تل ِّ‬
‫الغير‬ ‫‪ -4‬إذا تعارضت مفسدةُ َق ِّ‬
‫فسادا‪ ،‬وهي مفسدةُ الموت بسبب الجوع ‪ ،‬بارتكاب ِّ‬
‫األقل‬ ‫األعظم ً‬ ‫َدم ُه ِّ‬
‫بسبب الجوِّع ‪ُ ،‬دِّرأت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫السالم‪( :‬لو‬
‫العز بن عبد َّ‬ ‫ِّ‬
‫المستح ِّق للقتل ‪ ،‬ودليُل ُه ما قاله ُّ‬ ‫قتل ِّ‬
‫الغير‬ ‫منها اضطرًارا‪ ،‬وهي ُ‬
‫يق الذي تحتم قتله ‪،‬‬ ‫‪،‬وقاطع َّ‬
‫الطر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المحصن‬ ‫يحل قتَل ُه ‪،‬كالحربي ‪،‬والزاني‬‫المضطر َمن ُّ‬ ‫جد‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َو َ‬
‫جاز له ذبحهم وأكُلهم ‪،‬إذ ال حرم َة ِّ‬
‫لحياتهم ؛ َّ‬
‫ألنها‬ ‫ترك َّ ِّ‬ ‫المصُّر على ِّ‬ ‫والالئط ‪،‬و ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُُ‬ ‫الصالة‪َ ،‬‬
‫ات ِّ‬
‫حياة المعصومِّ‪ ،‬ولك‬ ‫ِّ‬
‫المفسدة في فو ِّ‬ ‫أقل من‬ ‫الة‪ ،‬فكانت المفسدةُ في زو ِّ‬
‫الها َّ‬ ‫مستحَّق ُة اإلز ِّ‬
‫ِّ‬
‫ألعظم‬
‫َ‬ ‫دفعا‬
‫جاز ذلك تحصيالً ألعلى المصلحتين‪ ،‬أو ً‬
‫شاب َه ُه‪َ ،‬‬
‫أن تقول في هذا وما َ‬
‫المفسدتين)(‪.)93‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪699‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫المصالح و ِ‬
‫المفاسد‬ ‫ِ‬ ‫ازنات بين‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المو ُ‬
‫أعظم منها‪،‬‬ ‫المصالح‬ ‫فإما أن تكو َن‬ ‫ِّ‬
‫المفاسد مجتمع ًة ‪َّ ،‬‬ ‫المصالح مع‬ ‫إذا تعارضت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إما أن تستوي‬ ‫األعظم من المصالح‪ ،‬فالغلبة لها‪ ،‬و َّ‬ ‫المفاسد هي‬
‫ُ‬ ‫إما أن تكو َن‬
‫فالغلبة لها‪ ،‬و َّ‬
‫ُ‬
‫ال‪ -‬غلبة‬
‫مغلوب‪ ،‬فينتج عنه ثالثة أقسام ‪:‬أو ً‬ ‫غالب منهما وال‬ ‫ِّ‬
‫ٌ‬ ‫المصالح مع المفاسد ‪ ،‬فال ٌ‬
‫ُ‬ ‫فيه‬
‫ثانيا‪ -‬غلبة المصلحة على المفسدة ‪ ،‬ثالًثا‪ -‬استواء المصلحة مع‬ ‫المفسدة على المصلحة‪ً ،‬‬
‫المفسدة(‪ ، )94‬وتفصيله على النحو اآلتي‪:‬‬
‫أوالً‪ -‬غلبة المفسدة على المصلحة‪:‬‬
‫ٍ‬
‫كان مصلح ًة‪،‬‬ ‫فيَقَّد ُم لتحصيله‪ ،‬إذا َ‬ ‫أعظمها‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫مفسدة‪ُ ،‬روعي‬
‫َ‬
‫إذا تعارضت مصلح ٌة مع‬
‫القليَل ِّة‪ ،‬كما َّنوه‬ ‫ِّ‬
‫المصلحة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تفويت‬ ‫مفسدة‪ ،‬مع‬
‫ً‬
‫ِّ‬
‫ويَقَّد ُم َلدرئه‪ ،‬إذا َ‬
‫كان‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫ام المفسدة القليَلة‪ُ ،‬‬
‫مع التز ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظ ِّم الفسادين‬ ‫َع َ‬ ‫ظ ِّم اْل َم ْصَل َحَتْي ِّن ِّبَتْفِّويت أَْدَن ُ‬
‫اه َما‪َ ،‬وَدْف ُع أ ْ‬ ‫َع َ‬‫يل أ ْ‬
‫عنه ابن تيميَّة بقوله‪َ (:‬ت ْحص ُ‬
‫ص ِّال ُح َواْل َمَف ِّاسُد‬ ‫ِّ‬ ‫ام أَْدناهما ‪َ ...‬فِّإَّنه ي ِّجب َترِّجيح َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫يما إ َذا ْازَد َح َم ْت اْل َم َ‬‫الراج ِّح مْن َها‪ ،‬ف َ‬ ‫ُ َ ُ ْ ُ‬ ‫باْلتَز ِّ َ ُ َ‬
‫ض ْت)(‪.)95‬‬ ‫َوَت َع َار َ‬
‫واألمثلة على ذلك كثيرة ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫أعظم ؛‬ ‫قطع ِّ‬
‫اليد‬ ‫مفسدة ِّ‬ ‫َّن َّ‬
‫أن‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة ِّ‬ ‫قطع ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فلما تبي َ‬‫بقائها ‪َّ ،‬‬ ‫اليد مع‬ ‫مفسدة ِّ‬ ‫تعارض‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫مصلحة بقاء اليد بتفويتها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫كله باألذى‪ُ ،‬قِّدمت على‬ ‫وتأثيرها على الجسم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وعطبها‬ ‫ِّ‬
‫لتآكلها‬
‫آكَل ِّة‬
‫َما ما رجح ْت مْفسَدتُه عَلى مصَلحِّت ِّه َف َكَق ْط ِّع اْليِّد اْلمَت ِّ‬
‫َ ُ‬ ‫(وأ َّ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫السالم‪َ :‬‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫كما قال ُّ‬
‫الس َال َم َة ِّبَق ْط ِّع َها)(‪ ، )96‬وقال في موضع آخر‪َ (:‬ق ْطع اْلَيِّد‬ ‫ان اْل َغ ِّال ُب َّ‬ ‫ِّحْف ً ِّ‬
‫ظا ل ُّلروِّح إ َذا َك َ‬
‫ودا ِّم ْن ِّج َه ِّة َكْوِّن ِّه إْف َس ًادا ِّلْلَيِّد)(‪.)97‬‬
‫صً‬ ‫اح‪َ ،‬وَلْي َس َمْق ُ‬‫آكَل ِّة َوِّسيَل ٌة إَلى ِّحْف ِّظ ْاألَْرَو ِّ‬
‫اْلمَت ِّ‬
‫ُ‬
‫س بهم من المسلمين‬ ‫المتتر ِّ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫جميع المسلمين مع مصلحة حفظ‬ ‫ِّ‬ ‫قتل‬ ‫ِّ‬
‫تعارض مفسدة ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫ين‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫التترس‪ ،‬فمفسدةُ ِّ‬ ‫َّ‬
‫أعظم من مصلحة الحفاظ على المسلم َ‬ ‫ُ‬ ‫جميعا‬
‫ً‬ ‫قتلهم‬ ‫ضدهم‪ ،‬في مسألة ُّ‬
‫س بهم من ِّقَب ِّل َّ‬
‫الكف ِّار ؛ لذا ُرعيت المفسدةُ بدرئها ‪ ،‬وأُهملت المصلح ُة بفواتها‪َ ،‬‬
‫فجاز‬ ‫المتتر ِّ‬
‫َّ‬
‫السبكي ذلك ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫الجم الغفير منهم‪ ،‬وكما بيَّن‬
‫ظا على ِّ‬ ‫س بهم من المسلمين‪ ،‬حفا ً‬ ‫المتتر ِّ‬
‫َّ‬ ‫قتل‬
‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫األسير‬
‫ُ‬ ‫فنقول هذا‬
‫ُ‬ ‫ُسارى المسلم َ‬
‫ين ‪...‬‬ ‫التحام الحرب بأ َ‬
‫ِّ‬ ‫حال‬
‫تتر َس الكف ُار َ‬
‫حيث قال‪( :‬إذا َّ‬
‫لونهم‪ ،‬ثَُّم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الترس َّ‬
‫لسلطنا َّ‬ ‫ِّ‬ ‫بكل ٍ‬
‫حال؛ َّ‬ ‫مقتول ِّ‬
‫ين َفيقت َ‬‫جميع المسلم َ‬
‫ِّ‬ ‫الكف َار على‬ ‫كف َفنا عن‬
‫ألنا لو َ‬ ‫ٌ‬

‫‪ | 700‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫مقصود َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫التفاتا إلى‬
‫وكان هذا ً‬
‫الشرِّع ‪َ ...‬‬ ‫أقرب إلى‬
‫ين ُ‬‫ظ المسلم َ‬ ‫يقتلون األُسارى ً‬
‫أيضا‪ ،‬فحف ُ‬
‫بدليل و ٍ‬
‫احد ؛ بل أدلة خارجة عن‬ ‫بالشرِّع ‪ ،‬ال ٍ‬
‫بالضرو ِّرة كونها مقصودة َّ‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة ُعِّل َم َّ‬
‫الح ِّ‬
‫صر)(‪.)98‬‬ ‫َ‬
‫اض‬ ‫المحت ِّك ِّر منه‪ُ ،‬‬
‫فترك ُه دو َن اعتر ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫االحتكار(‪ )99‬مع مصلحة انتفاع‬ ‫ِّ‬
‫مفسدة‬ ‫تعارض‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬
‫أعظم‪ ،‬وهي اإلضرُار‬ ‫مفسدة‬
‫ً‬ ‫بح له‪ ،‬ولكن فيه‬ ‫حصيل ِّ‬
‫الر ِّ‬ ‫َ‬ ‫عليه مصلح ٌة له؛ َّ‬
‫ألن في ذلك َت‬
‫ُ‬
‫منع االحتكار‪ ،‬فتُدفع مفسدةُ االحتكار ‪ ،‬وهي األكبر‪ ،‬بفوات مصلحة‬ ‫اس ؛ لذا ُش ِّرع ُ‬ ‫بالن ِّ‬ ‫َّ‬
‫المحت ِّكُر على‬‫َ‬ ‫جبر‬
‫(وي ُ‬‫المحتكر‪ ،‬وهي األصغر‪ ،‬وقد َّنوه ابن مازة عن هذا المعنى بقوله‪ُ :‬‬
‫الجبر‬ ‫الجبر اض ار ًار بهم‪ ،‬أكثر ما في ِّ‬
‫الباب َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ألن ِّ‬ ‫البيع ‪َّ ...‬‬
‫أن َ‬ ‫ُ‬ ‫للعامة‪ ،‬وفي عدم‬ ‫فيه نظ ًار َّ‬ ‫ِّ‬
‫أن هذا ضرر خاص‪ ،‬والضرر الخالص يسقط اعتباره)(‪ ،)100‬وقال‬ ‫بالمحت ِّك ِّر‪َّ ،‬إال َّ‬
‫َ‬ ‫ضرر‬
‫ٌ‬
‫اس؛ َف َعَلى ِّْ‬ ‫ضٌّر ِّب َّ‬ ‫ئ ِّب ْ ِّ ِّ‬
‫اره‪ ،‬مرَت ِّكب ِّل َّلنه ِّي‪ ،‬م ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ام‬
‫اإل َم ِّ‬ ‫الن ِّ‬
‫احت َك ِّ ُ ْ ٌ ْ ُ‬ ‫َما اْل ُم ْحَتكُر؛ َفِّإَّن ُه َخاط ٌ‬ ‫(وأ َّ‬‫الشاطبي‪َ :‬‬
‫َج ِّل‬ ‫يه عَلى اْلخ َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫اصة أل ْ‬ ‫َ‬ ‫اس َعَلى َو ْجه َال َي ْسَتضُّر ُهَو ِّبه ‪ُ ...‬ي ْح َك ُم ف َ‬ ‫أ َْن َيْدَف َع ِّإ ْضَرَارهُ ِّب َّ‬
‫الن ِّ‬
‫ام ِّة)(‪.)101‬‬‫اْل َع َّ‬

‫ثانيا‪َ -‬غَلَبة المصلحة على المفسدة‪:‬‬ ‫ً‬


‫(‪)102‬‬ ‫ِّ‬
‫المفسدة اليسيرة ‪ ،‬واألمثل ُة على‬ ‫تحم ِّل‬
‫صلت ‪ ،‬مع ُّ‬ ‫إذا كانت المصلحة أعظم ‪ ،‬ح ِّ‬
‫ُ‬
‫ذلك كثيرةٌ‪ ،‬منها‪:‬‬
‫فلما كانت المصلح ُة أعظم أخذنا‬ ‫اإلصالح ‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة‬ ‫ِّ‬
‫الكذب مع‬ ‫ِّ‬
‫مفسدة‬ ‫تعارض‬ ‫‪-1‬‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مصلحة‬ ‫جلب‬ ‫بها‪ ،‬والتزمنا المفسدة‪ ،‬كما قاله ِّ‬
‫تضم َن َ‬‫محرم ٌة‪ ،‬ومتى َّ‬
‫يوطي‪(:‬الكذب مفسدةٌ َّ‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫لْلصالح بين َّ‬
‫الناس‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫‪،‬كالكذب‬ ‫جاز‬
‫تربو عليه َ‬
‫(‪.)103‬‬ ‫ِّ‬
‫إلصالحها)‬ ‫الز ِّ‬
‫وجة‬ ‫وعلى َّ‬
‫فلما‬
‫تشييد الجوامع مكانها ‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة‬ ‫للنصارى مع‬ ‫امع َّ‬‫الصو ِّ‬ ‫هدم َّ‬ ‫ِّ‬
‫مفسدة ِّ‬ ‫تعارض‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫ص َارى َأْقَر ُب ِّإَلى‬ ‫التزمنا المفسدة‪ ،‬كما قال ابن تيمي َّ‬
‫َّة‪(:‬الن َ‬ ‫كانت المصلح ُة أعظم أخذنا بها‪ ،‬و َ‬
‫يل اْل َمَف ِّاسِّد َوَتْقِّل ِّيل َها‬
‫يل اْلمص ِّال ِّح وَت ْك ِّم ِّيلها‪ ،‬وَتع ِّط ِّ‬
‫َ َ ْ‬
‫الرسل ب ِّعثُوا ِّبَتح ِّ‬
‫ص ِّ‬
‫ْ‬ ‫وس‪َ ،‬و ُّ ُ ُ ُ‬‫َّللاِّ ِّم َن اْلم ُج ِّ‬ ‫ِّد ِّ‬
‫ين َّ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪701‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الشَّ ْري ِّن ِّب َخْي ِّرِّه َما ‪َ،‬ف َهْد ُم‬
‫ان ‪،‬وَدْف ِّع َش ِّر َّ‬ ‫ِّ‬
‫‪،‬ح َس َب ْاإل ْم َك ِّ َ‬ ‫اه َما َ‬ ‫يم َخْي ِّر اْل َخْيَ ْري ِّن َعَلى أَْدَن ُ‬ ‫‪َ ،‬وَتْقِّد ِّ‬
‫َما ِّإ َذا َهَد َم َها اْل ُم ْسِّل ُمو َن‬ ‫ِّ‬ ‫صو ِّ‬
‫ص َارى َوبَِّيع ِّه ْم َف َس ٌاد ِّ‪،‬إ َذا َهَد َم َها اْل َم ُج ُ‬
‫وس َواْل ُم ْش ِّرُكو َن‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫ام ِّع َّ‬
‫الن َ‬ ‫ََ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)105( )104‬‬
‫ص َال ٌح)‬ ‫ِّ‬
‫َّللا َكِّث ًا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫وجعُلوا أ ِّ‬
‫ير ‪َ ،‬ف َه َذا َخْيٌر َو َ‬ ‫اس ُم َّ‬ ‫يها ْ‬ ‫َماكَن َها َم َساجَد ُي ْذ َكُر ف َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫الجنين منها‪ ،‬المرجو حياته‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بطن المرأة اْل َمِّيَتة مع مصلحة اخرج‬ ‫ِّ‬ ‫شق ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تعارض مفسدة ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫انتهاك‬ ‫ِّ‬
‫مفسدة‬ ‫أعظم مصلح ًة من‬ ‫ُ‬ ‫حيات ِّه‬
‫ظ ِّ‬ ‫ألن حف َ‬ ‫شق بطنها إلخراج الجنين منها ؛ َّ‬ ‫فجاَز ُّ‬
‫(جَو ُاز َش ِّق َب ْط ِّن اْل َمِّيَت ِّة؛ ِِّّإل ْخَر ِّ‬
‫اج اْلَوَلِّد‬ ‫حرمة أُمه اْل َمِّيَتة ‪ ،‬وفي هذا المعنى قال ابن نجيم‪َ :‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫إ َذا َك َان ْت تُْرَجى َحَياتُ ُه)(‪.)106‬‬
‫ثالًثا‪ -‬استواء المصلحة مع المفسدة‪:‬‬
‫الفقهاء فيه ‪ ،‬فمنهم َمن قال‬
‫ُ‬ ‫لف‬‫اخت َ‬
‫هذا القسم استوت فيه المصلحة والمفسدة‪ ،‬وقد َ‬
‫تحُّقِّق ِّه‬
‫السالم ‪ ،‬ومنهم من نفى َ‬ ‫ف عنهما‪ِّ ،‬‬
‫كالعز بن عبد َّ‬ ‫وق ِّ‬
‫بالتَّخيير في األخذ بينهما‪ ،‬أو التَّ ُّ‬
‫اطبي ‪ ،‬ومنهم من قال بتقديم درء المفسدة على تحصيل‬ ‫القيم الجوزيَّة والش ِّ‬ ‫كابن ِّ‬
‫أصال‪ِّ ،‬‬
‫ً‬
‫افي وابن حجر وابن نجيم وغيرهم ‪ ،‬وهنالك من قال‬
‫المصلحة في حالة االستواء‪ ،‬كالقر ِّ‬
‫الحصيني‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ثم الترجيح(‪ ، )107‬كما َّنوه عنه‬ ‫األمر بحسب اإلجتهاد والنظر َّ‬
‫مث َل بمثال حال استواء المصالح مع المفاسد‪ ،‬وأشار‬ ‫السالم ‪ ،‬فقد َّ‬ ‫العز بن عبد َّ‬ ‫أما ُّ‬ ‫َّ‬
‫َما‬
‫(وأ َّ‬‫ف فيه‪ ،‬إذ قال‪َ :‬‬ ‫أن هذا القسم ‪ ،‬كما األقسام األخرى للمصالح والمفاسد‪ ،‬قد ُيختَل ُ‬ ‫إلى َّ‬
‫آكَل ِّة‬
‫يه وَقْد يمَتَنع ‪ ...‬وه َذا َكَق ْط ِّع اْليِّد اْلمَت ِّ‬
‫َ ُ‬ ‫ََ‬
‫ِّ ِّ‬
‫َت فيه اْل َم ْصَل َح ُة َواْل َمْف َسَدةُ‪َ ،‬فَقْد ُيَت َخيَُّر ف َ ُ ْ ُ‬
‫ما ت َكاَفأ ِّ ِّ‬
‫َ َ ْ‬
‫اب ِّم ْن أ َْمِّثَل ِّة‬‫ف ِّفي َق ْط ِّعها وِّإْبَق ِّائها‪ ،‬وُك ُّل َشي ٍء ُيمَّثل ِّب ِّه ِّفي َه َذا اْل ِّكَت ِّ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِّعْند اسِّتو ِّاء اْلخو ِّ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِّ ِّ (‪)108‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫اْلم ِّ‬
‫ف فيه) ‪.‬‬ ‫صال ِّح َواْل َمَفاسد‪َ ،‬فمْن ُه َما ُهَو ُم ْج َم ٌع َعَلْيه‪َ ،‬و ُهَو ْاألَ ْكَثُر‪َ ،‬وِّمْن ُه َما ُهَو ُم ْخَتَل ٌ‬ ‫ََ‬
‫ف في وجوده‬ ‫ِّ‬ ‫القيم الجوزيَّة فقد قال‪( :‬ما َتساوت مصلحته ومفسدته‪ ،‬فقد ْ ِّ‬ ‫ابن ِّ‬
‫اخُتل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫أما ُ‬ ‫و َّ‬
‫َن َه َذا اْلقسم َال وجود َل ُه ِّإن حصره‬ ‫آخُرو َن‪َ ،‬واْل َجَواب أ َّ‬ ‫وجوده قوم ‪ ،‬ونفاه َ‬ ‫َ‬ ‫َوحكمه‪َ ،‬فأ ْثَب َت‬
‫صيل ِّإ َّما أَن يكو َن حصوله أولى بالفاعل ‪ ،‬و ُهو ر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مصلحة ‪َ ،‬وِّإ َّما أَن‬ ‫َ‬ ‫اجح اْل‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُُ‬ ‫التَّْقسيم ؛ بل التَّْف ُ‬
‫يكون َعدمه أولى ِّب ِّه‪ ،‬و ُهو ر ِّ‬
‫صوله أولى لمصلحته‪َ ،‬و َعَدمه‬ ‫فعل يكوٌن ُح ُ‬ ‫أما ٌ‬ ‫‪،‬و َّ‬
‫سدة َ‬ ‫مف َ‬
‫اجح اْل ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫الدِّليل يْقَت ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ضي‬ ‫أولى ِّبه لمفسدته‪َ ،‬و ِّك َال ُه َما متساويان‪َ ،‬ف َه َذا م َّما لم يقم َدليل على ثُُبوته؛ بل َّ ُ َ‬
‫مصلحة والمفسدة َواْل َمْنَف َعة والمضرة واللذة واأللم ِّإذا تقابال‪َ ،‬ف َال ُبد أَن َ‬
‫يغلب‬ ‫َ‬ ‫َن ْفَي ُه‪َ ،‬فِّإن اْل‬

‫‪ | 702‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫َحد ُه َما‬ ‫يغلب أ ُ‬ ‫ص َاد َما ‪ِّ ،‬ب َحْي ُث َال ُ‬ ‫ويت َ‬
‫افعا َ‬ ‫أما أَن َيتَد َ‬ ‫الحكم لْل َغ ِّالب‪َ ،‬و َّ‬
‫ُ‬ ‫اآلخر‪َ ،‬فيصير‬ ‫َ‬ ‫َحد ُه َما‬
‫أ ُ‬
‫اآلخر‪َ ،‬فغير َواقع)(‪.)109‬‬ ‫َ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫ض ْت ِّفيه ْاألَِّدَّل ُة‪َ ،‬ف َال َي ْخُلو أ َْن َتَت َس َاوى اْل ِّج َهَت ِّ‬ ‫أما َّ‬
‫قال‪(:‬ك ُّل َما َت َع َار َ‬
‫ُ‬ ‫اطبي فقد‬ ‫الش ُّ‬ ‫و َّ‬
‫ف ِّبأَحِّد َّ‬ ‫ُخرى‪َ ،‬فِّإن َتساوَتا‪َ ،‬ف َال ح ْكم ِّمن ِّجه ِّة اْلم َكَّل ِّ‬
‫الطَرَفْي ِّن ُدو َن‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫اه َما َعَلى ْاأل ْ َ‬ ‫أَْو َتَتَرَّج َح ِّإ ْحَد ُ‬
‫الش ِّر ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ َّ ِّ‬
‫ض‬ ‫يعة‪َ ،‬وِّإ ْن ُفِّر َ‬ ‫ضى ْاألَدلة‪َ ،‬وَل َع َّل َه َذا َغْيُر َواق ٍع في َّ َ‬ ‫ظ َهَر التَّ َس ِّاوي ِّب ُمْق َت َ‬
‫ْاآل َخ ِّر‪ِّ ،‬إ َذا َ‬
‫َّات ب ِّ‬
‫اط ٌل ِّب ِّاتَف ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫يل‪ ،‬وَذِّل َك ِّفي َّ‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫وُقوعه‪َ ،‬ف َال َترِّج ِّ َّ ِّ َّ ِّ ِّ‬
‫َن‬‫َما أ َّ‬ ‫اق‪َ ،‬وأ َّ‬ ‫الشْرِّعي َ‬ ‫يح إال بالت َشهي م ْن َغْي ِّر َدل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ ُُ‬
‫يح؛ ِّألََّن ُه‬ ‫ص ِّح ٍ‬‫طَرف ْاإل ْح َجامِّ‪َ ،‬ف َغْيُر َ‬
‫اإلْقَدامِّ‪ ،‬و َ ِّ ِّ‬
‫َ‬
‫ف ِّْ‬ ‫طر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫الش ِّارِّع ُمَت َعل ٌق ِّبالطَرَفْي ِّن َم ًعا‪َ َ :‬‬ ‫َقصَد َّ‬
‫ْ‬
‫احِّد‪َ ،‬ف َال يم ِّكن أَن يؤمر ِّبهِّ‬ ‫طاق‪ِّ ،‬إ ْذ َقْد َفر ْضَنا َتس ِّاوي اْل ِّجهَتي ِّن عَلى اْلِّفع ِّل اْلو ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ ْ ُ ْ ُْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫يف َما َال ُي َ ُ‬ ‫َت ْكل ُ‬
‫َوُيْن َهى َعْن ُه َم ًعا)(‪.)110‬‬
‫اج ِّب؛ ِّأل َّ‬
‫َن ِّرَع َاي َة‬ ‫اجب ُقِّدم َعَلى اْلو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫افي فقد قال‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫ض ُه اْلَو ُ َ‬ ‫(إن اْل ُم َحَّرَم إ َذا َع َار َ‬ ‫أما القر ُّ‬ ‫َّ‬
‫ظُر َفُيَقَّدم اْل ُم َحَّرم َها ُهَنا َفَي ُكو ُن‬ ‫ص ِّال ِّح‪َ ،‬و ُهَو ْاألَْن َ‬ ‫َدرِّء اْلمَف ِّاسِّد أَوَلى ِّم ْن ِّرَعاي ِّة ح ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫صول اْل َم َ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫ع ِّلَت َس ِّاوي اْل ِّج َهَتْي ِّن َعَلى َما َتَقَّد َم‬ ‫وب أَْو َم ْكُروهٌ َف َال َوَر َ‬ ‫اخَتَلُفوا َه ْل ُهَو َمْنُد ٌ‬ ‫ع التَّْر َك‪َ ،‬وِّإ ْن ْ‬
‫اْلَوَر ُ‬
‫يح اْل َم ْكُر ِّوه َك َما َتَقَّد َم ِّفي اْل ُم َحَّرمِّ)(‪.)111‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّفي اْلمحَّرِّم واْلو ِّ‬
‫اج ِّب َوُي ْمك ُن َتْرِّج ُ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ط‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َن اال ْحتَيا َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(دْف َع اْل َمْف َسَدة أَْوَلى م ْن َجْل ِّب اْل َم ْصَل َحة ‪َ ...‬وَذِّل َك أ َّ‬ ‫أما ابن حجر فقد قال‪َ :‬‬ ‫و َّ‬
‫الزَي َادِّة)(‪.)112‬‬ ‫آكد ِّمن َّ‬
‫الط َم ِّع ِّفي ِّ‬ ‫طَل ِّب َّ ِّ‬ ‫ِّل َ‬
‫الس َال َمة َ ُ َ‬
‫َن‬‫ض ْت َمْف َسَدةٌ َوَم ْصَل َح ٌة ُقِّد َم َدْف ُع اْل َمْف َسَدِّة َغ ِّالًبا؛ ِّأل َّ‬ ‫أما ابن نجيم فقد قال‪َ( :‬فِّإ َذا َت َع َار َ‬ ‫و َّ‬
‫َشُّد ِّمن اعِّتن ِّائ ِّه ِّباْلمأْمور ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اعِّتَناء َّ‬
‫ات)(‪.)113‬‬ ‫َ َُ‬ ‫الشْرِّع ِّباْل َمْن ِّهيَّات أ َ ْ ْ َ‬ ‫ْ َ‬
‫قال بالتَّ ِّ‬
‫خيير‪ ،‬وتارة‪:‬‬ ‫المفاسد‪ :‬فتارة‪ُ :‬ي ُ‬
‫ُ‬ ‫المصالح و‬
‫ُ‬ ‫الحصيني فقد قال‪(:‬أن تتساوى‬
‫ُّ‬ ‫أما‬
‫و َّ‬
‫ين)(‪.)114‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المفاسد في ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫بحس ِّب‬ ‫ِّ‬
‫نظر المجتهد َ‬ ‫تفاوت‬ ‫االختالف‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫يقع‬
‫قال بالوقف‪ ،‬وتارة‪ُ :‬‬‫ُي ُ‬
‫الترجيح‪:‬‬
‫العز بالتخيير أو التَّوقف‪ ،‬والثاني‪ :‬قول ابن‬ ‫تحصل عندنا أربعة ٍ‬
‫أقول‪ :‬األول‪ :‬قول ِّ‬ ‫َّ‬
‫افي وابن حجر وابن نجيم بتقديم درء المفاسد ‪،‬‬ ‫القيم و َّ‬
‫الشاطبي َّ‬
‫بالنفي ‪ ،‬والثالث‪ :‬قول القر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫فس إليه ‪،‬‬ ‫الحصيني َّأنه البعض قال بحسب اإلجتهاد ‪ ،‬والذي تميل َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ُّ‬ ‫والرابع‪ :‬ما َّنوه عنه‬
‫اعد أصول الفقه ‪ ،‬الجمع بين األقوال قبل التَّرجيح ما أمكن ذلك(‪ ، )115‬فلو‬
‫هو ما َقَّرَرته قو ُ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪703‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫أخرجنا قول من قال َّ‬


‫بالنفي ‪ ،‬فاألقوال المتبقية تكاد تكون منسجمة مع بعضها‪ ،‬على ما‬
‫يبدو لي‪َّ ،‬‬
‫وكأنها َتؤول إلى ُم َّأدى واحد وهو االجتهاد والنظر‪ ،‬وهو القول الرابع ‪ُ ،‬‬
‫فينتج عنه‬
‫أمعنا النظر في قول َمن قال بالتخيير أو التَّوقف‪،‬‬
‫بحقيقي ‪ ،‬فلو َّ‬ ‫ٍ‬ ‫لفظي ‪ ،‬وليس‬‫الخالف ٌّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫أن‬
‫جيح بين المفاسد والمصالح عند استوائها ‪ ،‬حتى‬‫ف قد استنفذ ُسُب َل التَّر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫المختار أو المتوق َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫أمع َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ظر فيهما‪،‬‬‫الن َ‬ ‫اختار من دون مرج ٍح ‪ ،‬أو توقف عن االختيار‪ ،‬وفي كلتا الحالتين قد َ‬
‫وهو اجتهاد منه لم يوصله إلى نتيجة‪ ،‬فعمد إلى االختيار العشوائي أو التَّوقف ‪ ،‬إذن قد‬
‫اجتهد قبل ذلك‪.‬‬
‫طا‪ ،‬كان قصده طلب السالمة وتجنب‬ ‫أما من قال بدرء المفسدة حالة االستواء احتيا ً‬
‫و َّ‬
‫تقوي جانب المصلحة الختارها ِّ‬
‫وعد َل‬ ‫استجدت لديه مرِّجحات ِّ‬‫َّ‬ ‫احتمال ضرر قد يقع‪ ،‬فلو‬
‫عن األخذ باالحتياط‪ ،‬إذن أمره ال يخلو من االجتهاد أيضا ؛ لذلك أرى َّ‬
‫الراجح من األقوال‬
‫هو القول الرابع القائل َّ‬
‫أن في حالة االستواء بين المصالح والمفاسد يؤول االمر إلى االجتهاد‬
‫بحسب الحالة‪ ،‬وما َّ‬
‫توفر لدى المجتهد من مرِّجحات‪ .‬وللا تعالى أعلم‪.‬‬
‫***‬
‫الفصل الثاني‬
‫ميراث ِ‬
‫الجد واألخوة واألخوات‬
‫المبحث األول‪:‬حقيقة الميراث‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف علم المواريث لغة و‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف علم المواريث لغة‬
‫فالن أَباه َي ِّرثُ ُه ِّو ارَث ًة‬
‫منظور‪(:‬وِّر َث ٌ‬
‫َ‬ ‫المواريث لغة‪ :‬في األصل جمع ميراث‪ ،‬قال ابن‬
‫ال‪َ :‬وِّرْث ُت ُف َالًنا َم ًاال ‪ ،‬أ َِّرثُه ِّوْرثًا‬ ‫جل َوَلَدهُ َم ًاال ِّإيراثًا َح َسنًا‪َ .‬وُيَق ُ‬‫وميراثًا‪ .‬وأَْوَر َث الر ُ‬ ‫ِّ‬
‫وميراثًا َ‬
‫اث و ِّ‬‫اإلْر ُث والتَُّر ُ‬‫الوْر ُث و ِّ‬ ‫ص َار ِّم َا‬
‫اث‪َ :‬ما ُوِّر َث؛‬ ‫المير ُ‬ ‫يرثُ ُه َل َك‪ ...‬و ِّ‬ ‫َوَوْرثاً ‪ِّ ،‬إذا َ‬
‫مات ُمَوِّرثُ َك‪َ ،‬ف َ‬
‫اإلر ُث ِّفي الحسب‪ ...‬ووَّر َث ِّفي م ِّال ِّه‪ :‬أَدخل ِّف ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الورث والمير ُ ِّ‬
‫يه َمن َلْي َس‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫اث في اْل َمال‪ ،‬و ِّ ْ‬ ‫يل‪ْ ِّ :‬‬
‫َوِّق َ‬
‫ِّم ْن أَهل اْلِّوَارَث ِّة)(‪.)116‬‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف علم المواريث‬

‫‪ | 704‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫اصطالحا‪ :‬للفقهاء تعريفات عديدة في مفهوم الميراث‪ ،‬يقصدون بها‬ ‫ً‬ ‫علم المواريث‬
‫اختص به‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫تعريف العلم الذي‬
‫يل اْل ِّخ َالَف ِّة)(‪.)117‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(انِّتَقال م ِّ‬
‫ال اْل َغي ِّر ِّإَلى اْل َغي ِّر َعَلى سِّب ِّ‬
‫‪ -1‬الميراث عند الحنفية هو ‪َ ُ ْ :‬‬
‫ص ُل لِّ َم ْع ِّرَف ِّة َق ْد ِّر‬
‫اإلر ِّث‪ ،‬و ِّعْلم ما يو ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(و ُه َو اْلفْق ُه اْل ُمتَ َعل ُق ب ْ ْ َ ُ َ ُ َ‬ ‫‪ -2‬الميراث عند المالكية ‪َ :‬‬
‫ِّ (‪)118‬‬
‫َما َي ِّج ُب لِّ ُك ِّل ِّذي َح ٍق ِّفي التَّ ِّرَكة)‪.‬‬
‫الشافعية‪(:‬بأنه فقه المواريث‪ ،‬وعلم الحساب الموصل إلى معرفة ما‬ ‫َّ‬ ‫‪ -3‬الميراث عند‬
‫(‪)119‬‬
‫يخص كل ذي حق من التركة)‪.‬‬
‫(‪)120‬‬
‫ام ِّه ْم‪َ ،‬وِّق ْس َم ُة التَّ ِّرَك ِّة َب ْيَن ُه ْم)‪.‬‬
‫‪ -4‬الميراث عند الحنابلة‪ِّ (:‬هي مع ِّرَف ُة اْلورثَ ِّة وِّسه ِّ‬
‫ََ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫مرت بنا‪ ،‬فالتعريف المختار لعلم المواريث من‬ ‫ومن خالل تعريفات الفقهاء التي َّ‬
‫ٍ‬
‫مستحق فيها‬ ‫التركات‪ ،‬وما يجب ِّ‬
‫لكل‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫قسمة‬ ‫المختص بدراسة‬ ‫ُّ‬ ‫مجموعها‪َّ ،‬‬
‫بأنه‪ :‬العلم‬
‫ُ‬
‫ِّ‬
‫الحساب‪.‬‬ ‫وتوس ًال بعل ِّم‬
‫شرًعا‪ُّ ،‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األلفاظ ذات الصلة وما يتعلق بها‬
‫الفرع األول‪ :‬األلفاظ ذات الصلة‬
‫ظا ذات صلة‪ ،‬من ِّ‬
‫أهمها علم الفرائض‪ ،‬والفرائض جمع فريضة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫إن لعلم المواريث ألفا ً‬
‫والفريضة لغة ‪ :‬لها إطالقات عديدة ‪ ،‬من ِّ‬
‫أهمها‪:‬‬
‫ير‪:‬‬‫ضتُه لِّلتَّ ْكِّث ِّ‬ ‫ض ُت َّ‬
‫الش ْي َء أَ ْف ِّرضه َف ْرضاً وَف َّر ْ‬ ‫منظور‪(:‬فر ْ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬الواجب‪ :‬قال ابن‬
‫ائض‬ ‫ونهى َع ْن َها‪َ ،‬وَك َذلِّ َك َ‬ ‫دوده َّالِّتي أ َ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الفر ُ‬ ‫َمر ب َها َ‬ ‫ائض للا‪ُ :‬ح ُ‬ ‫أ َْو َج ْبتُه‪ ...‬وَفر ُ‬
‫ِّ‬ ‫بالمير ِّ‬
‫ِّ‬
‫ض ًة ؛ألَنها‬ ‫ض أَي أ َْو َجب‪ُ ...‬سم َي ْت َف ِّري َ‬ ‫َّللاُ َعَل ْي َنا َك َذا َوَك َذا وا ْفتَ َر َ‬
‫‪...‬وفرض َّ‬
‫َ‬ ‫اث‬
‫ُوج َب ْت ِّفي َع َدٍد َم ْعُلومٍ)(‪.)121‬‬
‫ض ْت أَي أ ِّ‬ ‫ُف ِّر َ‬
‫ط ِّيء ِّفي أَلفين أَلفين ‪...‬أَي‬ ‫ض لِّ َّلر ُج ِّل من َ‬ ‫ط ُع ‪َ ...‬يْف ِّر ُ‬ ‫ض الق ْ‬ ‫َصل اْلَف ْر ِّ‬ ‫‪ -2‬القطع‪( :‬وأ ُ‬
‫ص َد ُر ُك ِّل َشي ٍء‬ ‫ض‪َ :‬م ْ‬ ‫الفر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫العطاء أَلفين م َن اْل َمال‪ .‬و ْ‬
‫طع ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ‬
‫ويوج ُب ل ُكل َر ُجل م ْن ُه ْم في َ‬ ‫َيْق َ ُ ُ‬
‫ْ‬
‫وجبه َعَلى ِّإنسان بَق ْدر َم ْعلُومٍ)(‪.)122‬‬ ‫ضه فتُ ِّ‬ ‫تَْف ِّر ُ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪705‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫ضا َق َّد َرَها َو َح َك َم ِّب َها‬ ‫اضي َّ‬ ‫الفيومي‪ (:‬وَفرض اْلَق ِّ‬
‫ضا أ َْي ً‬
‫النَفَق َة َف ْر ً‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫‪ -3‬التقدير‪ :‬قال‬
‫ِّ‬ ‫اشِّتَقاُقها ِّمن اْلَفر ِّ َّ ِّ‬ ‫واْلَف ِّريضةُ َف ِّعيَلةٌ ِّبمعَنى مْفعوَل ٍة واْلجمع َفرِّائ ِّ‬
‫ض الذي ُه َو التَّْقد ُ‬
‫ير‬ ‫يل ْ َ ْ ْ‬ ‫ضق َ‬ ‫َْ َ ُ َ َْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)123‬‬
‫ات) ‪.‬‬ ‫ض ُمَق َّد َر ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّأل َّ‬
‫َن اْلَف َرائ َ‬

‫العالقة بينهما‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬سبب تسمية علم الفرائض أو المواريث بهذين االسمين و َ‬
‫قس َم الحقو َق اإلرثية في‬ ‫علم الفرائض بهذا االسم؛ َّ‬
‫ألن للا تعالى بعدما َّ‬ ‫ِّ‬
‫ُسمي ُ‬
‫تقدير بحيث ال‬
‫ًا‬ ‫ارث يرث منهم‪َّ ،‬‬
‫وقدره‬ ‫كل و ٍ‬‫مبي ًنا بنفسه العلِّيَّة نصيب ِّ‬
‫كتابه العزيز ‪ِّ ،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫النقصان ‪َّ ،‬ثم قال بعدها سبحانه‪ :‬ﭽ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫يقبل الزيادة فيه وال ُّ‬

‫ﰃ ﰄﭼ(‪ ،)124‬فوجه الداللة في قوله سبحانه ‪َّ :‬‬


‫أن الفريضة ‪،‬كما ِّبين معناها‬
‫يحق ألحد تغييرها ‪ ،‬وهو‬
‫من للا تعالى ‪ ،‬فال ُّ‬ ‫(‪)125‬‬
‫الزمخشري هي‪ (:‬قسمة مفروضة)‬
‫وكأنما أراد أن يقول لنا‪ ،‬كما عب ََّر عنه‬ ‫َّ‬ ‫أعلم وأحكم حيث وضع قسمتها بنفسه سبحانه‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫يث ِّباْلمَق ِّاد ِّ َِّّ‬
‫الناس ْاترُكوا تَْق ِّدير اْلمو ِّار ِّ‬
‫ونوا‬
‫ير التي تَ ْستَ ْحسُن َها ُعُقوُل ُك ْم‪َ ،‬وُك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُّها َّ ُ ُ‬ ‫اي ‪ (:‬أَي َ‬ ‫الرز ُّ‬
‫َّ‬
‫ات َّالِّتي َق َّد َرَها َل ُك ْم)(‪ )126‬؛ لذلك وألهميَّة هذه الفريضة‬ ‫َّللاِّ ِّفي ه ِّذِّه التَّْق ِّدير ِّ‬
‫ين ِّأل َْم ِّر َّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُمطيع َ‬
‫من للا تعالى ومعرفة جزئيات التقدير فيها وكيفية توزيعها بحسب ما أراده للا سبحانه‬
‫المختص بها بعلم الفرائض(‪، )127‬وال فرق بين الفرائض والمواريث في‬
‫ُّ‬ ‫‪ِّ ،‬‬
‫سمي هذا العلم‬
‫اس ِّم اْلَف َرِّائ ِّ‬
‫ض ِّم ْن‬ ‫ص ِّت اْلمو ِّار ُ ِّ‬
‫يث ب ْ‬
‫المسمى ‪،‬فهما إسمان ِّ‬
‫لعل ٍم واحد‪ ،‬قال ابن حجر‪َ (:‬و ُخ َّ‬ ‫َّ‬
‫ََ‬
‫ِّ‬
‫َي ُمَق َّد ًرا)(‪ ،)129‬وقال الشنشوري‪(:‬كانوا يقولون‬ ‫َق ْولِّه تَ َعاَلى‪:‬ﭽ ﭣ ﭤﭼ ‪ ،‬أ ْ‬
‫(‪)128‬‬

‫فس ِّمي علم الفرائض‬


‫األول القول في الفريضة‪ :‬كذا ‪ ،‬القول في الفريضة‪ :‬كذا ‪ُ ،‬‬
‫في الزمن َّ‬
‫لذلك)(‪.)130‬‬
‫لغويا بين معنى الميراث ومعنى الفريضة ‪ ،‬فالميراث‬ ‫العالقة بينهما َّ‬
‫فأن هنالك فرًقا ً‬ ‫أما َ‬
‫َّ‬
‫قد ينتقل إلى الوارث من غير تقدير أو وجوب ‪ ،‬بينما الفريضة تكون مقدرة في كتاب‬
‫فكل‬
‫مطلق‪ُّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫وخصوص‬
‫ٌ‬ ‫عموم‬
‫ٌ‬ ‫حتما‪ ،‬فبين الفريضة والميراث‬
‫للا تعالى‪ ،‬وهي واجبة ً‬
‫وجوبا ‪ ،‬هي من الميراث ‪ ،‬وليس العكس‪،‬‬
‫ً‬ ‫فريضة من للا تعالى َّ‬
‫مقدرة في كتابه العزيز‬

‫‪ | 706‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫السنة ‪ ،‬و َّإنما كان محض‬


‫يقدر‪ ،‬ال في الكتاب وال في َّ‬ ‫بفارق َّ‬
‫أن هنالك من الميراث لم َّ‬
‫لالم عند اجتماعها مع أحد الزوجين‬ ‫ٍ‬
‫اجتهاد من الصحابة ‪ ، ‬مثل تقدير ثلث الباقي ِّ‬
‫اصطالحا ؛‬
‫ً‬ ‫ومع االب(‪،)131‬وعليه يكون تعريف علم الفرائض َّ‬
‫أخص من علم المواريث‬

‫بناء على الفارق اللغوي واالصطالحي بين الفريضة والميراث‪ ،‬فمتى ما أ َ‬


‫ُطلق أحدهما‬ ‫ً‬
‫اختص علم الفرائض بالفروض‬ ‫معا‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬ ‫اآلخر بكل متعلقاته ‪ ،‬ومتى ما اجتمعا ً‬
‫ُ‬ ‫صد‬
‫منفردا ُق َ‬
‫ً‬
‫ثبت‬
‫اختص علم المواريث بما َ‬ ‫المقدرة في كتاب للا العزيز ‪ ،‬وفي َّ‬
‫السنة الصحيحة‪ ،‬و َّ‬ ‫َّ‬
‫العالقة‬ ‫(‪)132‬‬ ‫من دونه باالجتهاد‪ِّ ،‬‬
‫وبكل ما لم يصدق عليه َّأنه من الفرائض َّ‬
‫المقدرة ‪ ،‬وهذه َ‬
‫بين المواريث والفرائض ‪،‬كالعالقة‬
‫بين الفقير والمسكين‪ ،‬إذا افترقا اجتمعا ‪ ،‬وإذا اجتمعا افترقا بالمفهوم (‪ .)133‬وللا تعالى‬
‫أعلم‪.‬‬
‫***‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أركان الميراث وشروطه وأسبابه وموانعه وأنواعه‬
‫المطلب األول‪ :‬حقيقة أركان الميراث‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الركن لغة‬
‫فركن َّ‬
‫الشيء‪:‬‬ ‫قوة‪ُ .‬‬
‫يدل على َّ‬ ‫احد ُّ‬
‫أصل و ٌ‬ ‫الكاف و ُّ‬
‫النو ُن‬ ‫اء و ُ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫‪(:‬الر ُ‬
‫فارس َّ‬ ‫ابن‬
‫قال ُ‬
‫ورك ْن ُت إليه أي ِّمْل ُت؛ وهو‬ ‫ِّ‬
‫جانبه األقوى‪ .‬وهو يأوي إلى ُرْك ٍن شديد‪ ،‬أي ع ٍز َ‬
‫وم ْن َعة‪َ ...‬‬
‫ألنه سكن إليه وثبت عنده)(‪.)134‬‬ ‫من الباب؛ َّ‬
‫وركوناً ِّف ِّ‬ ‫ِّ‬
‫كان ًة‬
‫ور َ‬ ‫يه َما َ‬ ‫وي ْرُك ُن َرْكناً ُ‬‫منظور‪(:‬رِّك َن ِّإَلى الشيء وَرَك َن َي ْرَك ُن َ‬ ‫َ‬ ‫وقال ابن‬
‫وج ْن ٍد‬ ‫ِّ ِّ ِّ ٍ‬ ‫الرْكن‪ِّ َّ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الناح َي ُة اْلَق ِّوَّي ُة َو َما تََق َّوى ِّبه م ْن َملك ُ‬ ‫ال ِّإَل ْيه َو َس َك َن‪ ...‬و ُّ ُ‬ ‫وركان َي ًة أَي َم َ‬ ‫َ‬
‫وم ِّب َها) ‪.‬‬
‫(‪)135‬‬
‫ِّ ِّ‬ ‫َِّّ‬ ‫ٍ‬ ‫و َغي ِِّّره‪ ...‬وأ ُ ِّ‬
‫َركان ُكل َش ْيء‪َ :‬جوانبه التي َي ْستَن ُد إَل ْي َها َوَيُق ُ‬ ‫َ ْ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الركن‬
‫ان ِّم ْث ُل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫اصطالحا‪(:‬وُرْك ُن َّ‬
‫الش ْي َء َجان ُب ُه َواْل َج ْم ُع أ َْرَك ٌ‬ ‫ً َ‬ ‫الفيومي في تعريفه للركن‬‫ُّ‬ ‫قال‬
‫اهيَِّّت ِّه)(‪.)136‬‬
‫الشي ِّء أَجزاء م ِّ‬
‫ْ َْ ُ َ‬
‫ان َّ‬ ‫ُقْف ٍل وأَ ْقَف ٍ‬
‫ال َفأ َْرَك ُ‬ ‫َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪707‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫بركن ِّه؛ ال من‬


‫الشيء ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ام‬ ‫الشيء من التَّ ُّ‬
‫قومِّ؛ إذ قو ُ‬ ‫ُ‬ ‫يقوم به ذلك‬
‫الجرجاني‪(:‬ما ُ‬
‫ُّ‬ ‫وقال‬
‫للص ِّ‬
‫فة‪.‬‬ ‫ض‪ ،‬والموصوف ِّ‬ ‫للع َر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫القيامِّ؛ و َّإال يلزم أن يكو َن‬
‫ُ‬ ‫ركنا َ‬
‫الجسم ً‬ ‫ركنا للفعل‪ ،‬و ُ‬‫الفاعل ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتم ِّ‬
‫به‪ ،‬وهو داخل فيه)(‪.)137‬‬ ‫ِّ‬
‫الشيء ما ُّ‬ ‫ركن‬
‫وقيل‪ُ :‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أركان الميراث‬
‫قال صاحب منظومة عمدة ِّ‬
‫كل فارض‪:‬‬
‫(أركان اإلرث‪...‬‬
‫ِ‬ ‫أركاُنه الم َّ‬
‫ق ِ‬
‫الوَار َث ْة‬ ‫حقَق ْة َثال َث ْة *** إن ُو ِج َد ْت ُت َحق ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ام أو ُف ِق ْد )(‪.)138‬‬ ‫ِ‬
‫اق الح َم ُ‬
‫عد الذي َذ َ‬ ‫ق ُو ِج ْد *** َب َ‬
‫ُم َو ِر ٌث َو َو ِار ٌث َح ٌّ‬
‫شرح األبيات‪:‬‬
‫تشبيها‬ ‫أركانا‬ ‫ِّ‬
‫ً‬ ‫جاء في شرح المنظومة نفسها‪(:‬أركان الشيء ما كان فيه ‪ ،‬وسميت ً‬
‫أركاُنه " أي اإلرث "‬ ‫يتم إالَّ بها" َ‬
‫اإلرث ال ُّ‬ ‫يقوم إالَّ بها ؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫بأركان البيت الذي ال ُ‬
‫ق " بعد وجودها‬ ‫ِ‬ ‫حقَق ْة " أي الموجبةُ له " َثال َث ْة *** إن و ِجدت " ُّ َّ ِّ‬ ‫الم َّ‬
‫كل الثالثة " ُت َحق ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ُ‬
‫الملحق‬
‫ُ‬ ‫"مو ِر ٌث" وهو ْ‬
‫المي ُت ‪ ،‬أو‬ ‫إرث ‪َّ ،‬أولُها ‪َّ :‬‬
‫شيء منها ‪ ،‬فال َ‬ ‫ٌ‬ ‫"الوَار َثةْ" فإن ُف ِّق َد‬
‫ِ‬
‫وثالثُها‪" :‬‬ ‫ِّ‬
‫باألحياء‪ِّ ،‬‬ ‫الملحق‬
‫ُ‬ ‫الموِّر ِّث ‪ ،‬أو‬
‫الحي بعد َ‬‫ُّ‬ ‫‪":‬و ِار ٌث" وهو‬
‫باألموات" َو" ثانيها َ‬
‫ِّ‬
‫الموت َمن كان له‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ق ُو ِج ْد" بعد‬ ‫َح ٌّ‬
‫المال‬
‫َ‬ ‫يتناول‬
‫َ‬ ‫ال ُو ِّجد‪ ،‬حتى‬
‫وقال المصنف رحمه للا تعالى‪َ :‬ح ٌّق ُو ِّج ْد‪ ،‬ولم يقل م ٌ‬
‫الموت" أو‬ ‫اق‬ ‫ِ‬ ‫(‪)139‬‬
‫وغي ِّره‪ ،‬كالخيار والشفعة والقصاص‬
‫َ‬ ‫ام" أي َذ َ‬
‫اق الح َم ُ‬
‫عد الذي َذ َ‬ ‫" َب َ‬
‫مال له ‪ ،‬فال‬‫ارث وال َ‬‫ارث له‪ ،‬أو له و ٌ‬ ‫مات وال و َ‬ ‫انقطع َخَب ُرهُ‪ ...‬فمن َ‬
‫َ‬ ‫ُف ِق ْد" وهو َمن‬
‫إرث)(‪.)140‬‬
‫َ‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حقيقة شروط الميراث‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف َّ‬
‫الشرط لغة‬
‫قارب ذلك‬ ‫يدل على عَل ٍم وع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫فارس َّ‬
‫ٍ‬
‫المة‪ ،‬وما َ‬
‫َ َ َ‬ ‫أصل ُّ‬
‫اء‪ٌ :‬‬
‫اء والط ُ‬
‫الر ُ‬
‫ين و َّ‬
‫‪(:‬الش ُ‬ ‫قال ابن‬
‫العالَمة‪ .‬وأشراط الساعة‪ :‬عالماتُها)(‪.)141‬‬ ‫ِّمن َعَلم‪ .‬من ذلك َّ‬
‫الش َرط َ‬

‫‪ | 708‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف َّ‬
‫الشرط‬
‫الشْرط‪َ :‬ما َيْل َزُم ِم ْن َع َد ِم ِه اْل َع َد ُم َوَال َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِد ِه ُو ُج ٌ‬
‫ود َوَال‬ ‫قال الزركشي‪َّ ( :‬‬
‫َع َد ٌم لِ َذ ِات ِه)(‪.)142‬‬
‫شرح التعريف(‪:)143‬‬
‫شيء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫دم ِّه‬
‫ألن المانع اليلزم من ع ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫المانع؛ َّ‬ ‫َ‬ ‫قوله‪َ " :‬ما َيْل َزُم ِم ْن َع َد ِم ِه اْل َع َد ُم "‪ :‬أخرَج‬
‫تجب مع‬ ‫ِّ‬ ‫كالدين في َّ‬ ‫َّ‬
‫المانع ؛ لوجود الغنى‪ ،‬وقد ال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫انتفاء‬ ‫تجب الزكاةُ مع‬ ‫الزكاة‪ ،‬فقد ُ‬
‫المال النصاب‪.‬‬ ‫لعدم بلوِّغ ِّ‬ ‫المانع؛ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫انتفاء‬
‫وجودِّه‬
‫ِّ‬ ‫يلزم من‬‫السبب ُ‬ ‫َ‬ ‫السبب؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫ود َوَال َع َد ٌم "‪ :‬أخرَج‬ ‫وقوله‪َ " :‬وَال َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِد ِه ُو ُج ٌ‬
‫العدم‪.‬‬
‫َ‬ ‫وجودِّه‬
‫ِّ‬ ‫يلزم من‬ ‫المانع ُ‬
‫َ‬ ‫المانع؛ َّ‬
‫ألن‬ ‫َ‬ ‫الوجود‪ ،‬وأخرَج‬ ‫َ‬
‫السبب‪ ،‬فيلزم الوجود‪ ،‬أو مقارنته‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لوجود‬ ‫ِّ‬
‫الشرط‬ ‫وقوله‪ " :‬لِ َذ ِات ِه "‪ :‬احترز به عن مقار ِّ‬
‫نة‬ ‫َ‬
‫السبب‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫خارجي‪ ،‬وهو مقارنةُ‬ ‫آخر‬
‫ألمر َ‬ ‫لذات ِّه؛ بل ٍ‬ ‫الوجود‪ ،‬لكن ال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫عدم‬
‫ٍ‬ ‫زم َ‬ ‫لقيام المانع‪ ،‬فيل ُ‬
‫يلزم‬ ‫ِّ َّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫أو ِّ ِّ‬
‫عدم وجوب الزكاة‪ ،‬وال ُ‬ ‫يلزم من عدمه َ‬ ‫تمام الحول في الزكاة ُ‬ ‫قيام المان ِّع‪ ،‬فمثالً‪ُ :‬‬
‫ِّ‬
‫الحتمال‬ ‫عدم وجوبِّ َها ؛‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الز ِّ‬
‫وجوب َّ‬ ‫وجودِّه‬
‫ِّ‬
‫يلزم َ‬‫عدم بلوِّغ النصاب‪ ،‬وال ُ‬ ‫الحتمال ِّ‬ ‫كاة ؛‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫المال النصاب‪.‬‬ ‫بلوِّغ ِّ‬
‫الشرط؛ بل‬ ‫ِّ‬ ‫كاة ‪ ،‬ولكن ال ِّ‬
‫لذات‬ ‫الز ِّ‬ ‫وجوب َّ‬ ‫يلزم‬ ‫ِّ َّ‬ ‫أما إذا قارن الشر ُ‬
‫َ‬ ‫وجود السبب‪ ،‬فأن ُه ُ‬ ‫َ‬ ‫ط‬ ‫َّ‬
‫كاة‪،‬‬‫الز ِّ‬‫وجوب َّ‬‫ِّ‬ ‫عدم‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يلزم منه َ‬ ‫تمام الحول‪ ،‬فأنه ُ‬ ‫دين مع ِّ‬ ‫السبب‪ ،‬وإذا كان عليه ٌ‬ ‫لوجود‬
‫رط‪ .‬وللا تعالى أعلم‪.‬‬ ‫الش ِّ‬ ‫لذات َّ‬‫نع‪ ،‬ال ِّ‬ ‫لقيام الما ِّ‬
‫ثبت نظ اًر ِّ‬ ‫َّ‬
‫العدم َ‬ ‫َ‬ ‫ولكن‬
‫الفرع الثالث‪ :‬شروط الميراث‬
‫ط ثالث ٌة(‪:)144‬‬ ‫لإلرث شرو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ط‬
‫ُيشتر ُ‬
‫كما ‪:‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫تقوم البي َن ُة على موته ‪ ،‬أو ُح ً‬‫موت المورث ‪َ :‬حقيَق ًة ‪ :‬بأن ُيشاهد كذلك‪ ،‬أو ُ‬ ‫‪ُ -1‬‬
‫ائن األحو ِّ‬
‫ال‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫المفقود‪َّ ،‬‬‫ِّ‬
‫بناء على قر َ‬
‫القاضي إذا ُحك َم بفقده ً‬
‫َ‬
‫فإن‬ ‫الحكمي في‬
‫ُّ‬ ‫الموت‬
‫ُ‬ ‫صوُر‬
‫ويتَ َّ‬
‫ُ‬
‫أما الذين‬‫بموت ِّه فقط‪ ،‬و َّ‬
‫كم ِّ‬‫الح ِّ‬
‫وقت ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫قس ُم بين َورثَته األحياء َ‬ ‫البي َن ِّة‪ ،‬فماله ُي َّ‬
‫ال بناء على ِّ‬
‫ً‬
‫موت ِّهم‪.‬‬
‫وقت ِّ‬ ‫المفقود حيًّا َ‬
‫ُ‬ ‫ثون ُه؛ َّ‬
‫ألنه ُي َع ُّد‬ ‫ير َ‬‫قبل الحكمِّ‪ ،‬فال ِّ‬‫ماتَوا َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪709‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الحكم ِّب َع ِّده َميتًا‪ ،‬فال ُ‬


‫يرث‬ ‫ِّ‬ ‫المور ِّث(‪ ،)145‬أو ِّ‬
‫وقت‬ ‫ِّ‬ ‫حقق حياة الو ِّار ِّث بعد ِّ‬
‫موت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫أن تَتَ َ‬ ‫‪ْ -2‬‬
‫قد ُر حياةُ‬ ‫وت ِّه‪ ،‬وتُ َّ‬
‫وقت م ِّ‬
‫يقينا َ َ‬ ‫بموت ِّه؛ َّ‬
‫ألن ُه لم تُعلم حياتُ ُه ًّ‬ ‫كم ِّ‬ ‫الح ِّ‬‫قبل ُ‬
‫ِّ ِّ‬
‫أحد من ورثَته َ‬ ‫المفقود ٌ‬
‫َ‬
‫َخ َذهُ‪ ،‬و َّإال‬ ‫ِّ‬ ‫فرض ِّ‬‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ين في ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الجن ِّ‬
‫هر حيًّا أ َ‬ ‫ظ َ‬
‫حياته‪ ،‬فإن َ‬ ‫يستحق على‬
‫ُّ‬ ‫ف له ما‬ ‫فيوَق ُ‬ ‫بطن أُمه‪ُ ،‬‬
‫شيء له‪.‬‬
‫َ‬ ‫فال‬
‫ين ِّ‬
‫جهة‬ ‫ابة‪ِّ ،‬‬
‫وتعي ِّ‬ ‫الء(‪ ، )146‬أو قر ٍ‬‫َّة ‪ ،‬أو و ٍ‬‫لْلرث ‪ ،‬من زوجي ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ضَي ِّة‬‫بالجه ِّة المقتَ ِّ‬‫العلم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫ارث‬
‫اجتمع فيها الو ُ‬ ‫لم َّ‬
‫بالدرجة التي‬ ‫أخوٍة‪ ،‬وعموم ٍة ‪ ،‬مع ِّ‬
‫الع ِّ‬ ‫ُبوٍة ‪ ،‬و َّ‬ ‫بنوٍة‪ ،‬وأ َّ‬‫القرابة من‪َّ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ابة ‪ ،‬أو الوالء ‪.‬‬ ‫المور ُث في القر ِّ‬ ‫و ِّ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬حقيقة أسباب الميراث‬
‫بب لغة‬ ‫الس ِ‬
‫تعريف َّ‬
‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفرع َّ‬
‫كل ٍ‬
‫شيء‬ ‫صل ِّب ِّه ِّإلى غي ِِّّره؛ وِّفي ن ٍ‬
‫سخة‪ُّ :‬‬ ‫ٍ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫كل شيء ُيتََو َّ ُ‬
‫الس َب ُب‪ُّ :‬‬ ‫قال ابن منظور‪( :‬و َّ‬
‫شيء ُيتَوص ُل ِّب ِّه ِّإلى‬
‫ٍ‬ ‫وكل‬
‫باب؛ ُّ‬ ‫َس ٌ‬ ‫َّب ِّإليه‪ ،‬و ُ‬
‫الجمع أ ْ‬
‫ٍ‬
‫شيء ِّ‬
‫غيره‪َ ،‬وَق ْد تَ َسب َ‬ ‫ُيتََو َّسل ِّب ِّه ِّإلى‬
‫حاجتي )(‪.)147‬‬ ‫الشيء‪َ ،‬فهو سبب‪ .‬وجعْلت ُفالناً لِّي سبباً ِّإلى ُف ٍ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الن في َ‬ ‫ََ‬ ‫َُ َ َ ٌ َ َ ُ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫بب‬‫الس ِ‬
‫تعريف َّ‬ ‫ُ‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫ود‪َ ،‬و ِم ْن َع ِد َم ُه اْل َع َد ُم لِ َذ ِات ِه)(‪.)148‬‬ ‫ِ‬
‫(السَب ُب‪َ :‬ما َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِده اْل ُو ُج ُ‬‫قال الطوفي‪َّ :‬‬
‫شرح التعريف(‪:)149‬‬
‫ِ‬
‫السبب وجود الحكم‬ ‫ود" بمعنى ما يلزم من وجود َّ‬ ‫قوله‪َ ":‬ما َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِده اْل ُو ُج ُ‬
‫كاة ‪ ،‬واحترز‬ ‫الز ِّ‬
‫وجوب َّ‬ ‫الحكم عليه‪ ،‬وهو‬ ‫سبب لترتُّب‬ ‫ِّ‬ ‫المترِّتب عليه ‪ً ،‬‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مثال بلوغ النصاب ٌ‬
‫الشرط ‪ ،‬وهو‬ ‫ود الحكم ‪ ،‬فقد يوجد َّ‬ ‫الشرط ؛ ِّألََّنه َال يْلزم ِّمن وج ِّ ِّ‬ ‫بهذا القيد عن َّ‬
‫وده ُو ُج ُ‬ ‫ُ َ َُ ْ ُ ُ‬
‫لعدم بلوِّغ‬
‫الزكاة عليه؛ ِّ‬ ‫حوالن الحول على من بيده المال ‪ ،‬ولكن ال يوجب ذلك دفع َّ‬
‫صاب ُه‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المال عنده ن َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫رز بهذا القيد عن اْل َم ِّان ِّع؛ ِّألََّن ُه َال َيْل َزُم ِّم ْن َع َد ِّمه ُو ُج ٌ‬
‫ود‬ ‫وقوله‪َ " :‬و ِم ْن َعد َم ُه اْل َع َد ُم " ْ‬
‫احتَ َ‬
‫الزكاة‪ ،‬فإذا لم يكن على‬ ‫مانع ِّمن َّ‬‫ين فهو ٌ‬ ‫كالد ِّ‬
‫شيء‪َّ ،‬‬ ‫يلزم منه‬
‫ٌ‬ ‫المانع ال ُ‬ ‫ِّ‬ ‫فعدم‬
‫َوَال َع َد ٌم‪ُ ،‬‬
‫الدين‪ ،‬وال‬ ‫فقره مع عدم َّ‬ ‫ِّ‬
‫الحتمال ِِّّ‬ ‫الزكاة عليه؛‬ ‫دين‪ ،‬ال يلزم ذلك وجوب َّ‬ ‫ِّ‬
‫المال ٌ‬ ‫ِّ‬
‫صاحب‬
‫ُ‬

‫‪ | 710‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫نصابه‪ ،‬وقد‬ ‫المال‬ ‫ِّ‬


‫الحتمال أن يكو َن قد َب َ‬ ‫أن ال تجب َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عندهُ‬
‫لغ َ‬ ‫الزكاة عليه‪ ،‬فقد تجب ؛‬
‫حال عليه الحول‪.‬‬ ‫َ‬
‫قيد احترازٌّي عن ذلك‬ ‫الس َب ِّب ‪ ،‬ال ٍ‬ ‫ِ‬
‫وقوله‪ِ " :‬ل َذ ِاته " بمعنى ِّ‬
‫ألمر خارٍج عنه ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫لذات َّ‬
‫ِّ‬
‫وجود مانع معه‪ ،‬فعندها‬ ‫الش ِّ‬
‫رط‪ ،‬أو‬ ‫فقدان َّ‬
‫ِّ‬ ‫السَب ِّب‬
‫ِّن مع َّ‬
‫الخارجي ‪ ،‬وهو أن َيقتَرَ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫األمر‬
‫وجود‬ ‫نصابه‪،‬‬ ‫السب ِّب ‪ ،‬وهو بلوغُ ِّ‬
‫المال‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وجود َّ َ‬ ‫يلزم من‬
‫يلزم من وجوده الوجود ‪ ،‬أي ال ُ‬ ‫ال ُ‬
‫الس َب ِّب ‪ ،‬و َّإنما لفقدان الشرط‪ ،‬وهو عدم اكتمال‬ ‫كاة ‪ ،‬ال لذات َّ‬ ‫الز ِّ‬
‫وجوب َّ‬ ‫كم ‪ ،‬وهو‬‫الح ِّ‬
‫ُ‬
‫الدين على صاحب المال‪.‬‬ ‫حوالن الحول على المال‪ ،‬أو لوجود المانع ‪ ،‬وهو وجود َّ‬
‫وجود‬ ‫ِّ‬
‫وجودها‬ ‫اث‪ ،‬فيلزم من‬ ‫أسباب المير ِّ‬
‫ِّ‬ ‫سب ٌب من‬ ‫ومثاله في اإلرث(‪َّ : )150‬‬
‫ُ‬ ‫أن الَق َرَاب َة َ‬
‫يمنع َع َمَل ُه ‪،‬‬ ‫سبب المير ِّ‬
‫ابة‪ ،‬فإذا اقترَن مع ِّ‬ ‫نظر إلى ذات الَقر ِّ‬ ‫المير ِّ‬
‫وجود مان ٍع ُ‬‫ُ‬ ‫اث‬ ‫َ‬ ‫اث ًا‬
‫ارث بعد ِّ‬ ‫حق ِّق ِّ‬
‫حياة الو ِّ‬ ‫عدم تَ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫موت‬ ‫كالقتل والرِّق‪ ،‬أو اقترن معه فقدان شرط للميراث‪ُ ،‬‬
‫مثل ِّ‬
‫سببا‬
‫كون َها ً‬ ‫اث عن الوارثين بالقرابة ‪ ،‬ال لذاتها ‪ُ ،‬‬ ‫المور ِّث ‪ ،‬ففي كلتا الحالتين ينتفي المير ُ‬ ‫ِّ‬
‫رط ووجود المانع‪.‬‬ ‫الش ِّ‬ ‫ِّ‬
‫النتفاء َّ‬ ‫للمير ِّ‬
‫اث ‪ ،‬و َّإنما‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب الميراث‬
‫حبي في منظومته‪:‬‬ ‫الر ُّ‬ ‫اإلمام َّ‬ ‫‪،‬يذكرَها‬ ‫ِّ‬
‫العلماء ثالثة‬ ‫اث المتََّف ِّق عليها بين‬ ‫أسباب المير ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الم َيراث‪...‬‬ ‫َسَب ِ‬
‫اب أ ْ‬ ‫( َب ُ‬
‫كل ُي ِف ُ‬
‫يد َرَّب ُه اْل ِوَار َث ْه‬ ‫ٌّ‬ ‫***‬ ‫اث اْل َوَرى َثالَ ْ‬
‫ثه‬ ‫أَسباب ِمير ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫(‪)151‬‬
‫يث َسَب ْب ) ‪.‬‬ ‫*** ما بع َده َّن لِْلمو ِار ِ‬ ‫اح َو َوالَ ٌء َوَن َس ْب‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ ُ ََ‬ ‫َو ْه َي ن َك ٌ‬
‫شرح األبيات(‪:)152‬‬
‫الء ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫(‪)154‬‬ ‫(‪)153‬‬
‫اث الورى‬ ‫أسباب مير ِّ‬
‫كاح‪ ،‬والو ُ‬
‫المجمع عليها ثالث ٌة ‪ ،‬وهي‪ :‬الن ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫صف بها من الوارثين‪ ،‬الوراث َة ‪،‬‬ ‫َّه – أي صاح َب ُه‪ -‬المتَّ َ‬ ‫يفيد َرب ُ‬
‫كل واحد منها ُ‬ ‫سب ‪ُّ ،‬‬ ‫و َّ‬
‫الن ُ‬
‫مانع‪.‬‬
‫ما لم يمنعه ٌ‬
‫الزوج مع‬ ‫وجان‪ ،‬أو َّ‬ ‫الز ِّ‬ ‫ارث ِّبه َّ‬ ‫حيح‪َ ،‬فيتو ُ‬ ‫الزوجي ِّ‬‫كاح‪ :‬فهو َعْق ُد َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الص ُ‬ ‫َّة َّ‬ ‫أما الن ُ‬
‫كل و ٍ‬ ‫َّ‬
‫وطء بينهما ‪ ،‬وال َخلوةٌ‬ ‫يحص ْل ٌ‬ ‫إن ْلم ُ‬ ‫يرث من اآلخر عند موته‪ ،‬و ْ‬ ‫احد ُ‬ ‫الزوجات‪ُّ ،‬‬
‫عي ٌة (‪.)155‬‬
‫شر َّ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪711‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫حمةٌ‬ ‫رقيق ِّه ِّ‬


‫بالع ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المعت ِّق على ِّ‬ ‫ِّ‬
‫تق‪ ،‬وهو لُ َ‬ ‫عمةُ‬
‫صوبةٌ َس ُببها ن ً‬
‫الء‪ :‬فهو ُع ُ‬‫الو ُ‬
‫أما َ‬
‫و َّ‬
‫ِّ‬
‫المعت ِّق وعصبته‪ ،‬ويرث‬ ‫ورث سوى من جانب‬‫وهب‪ ،‬وال ُي ُ‬ ‫َكلُحم ِّة َّ ِّ‬
‫النسب‪ ،‬ال ُيباعُ ‪،‬وال ُي ُ‬ ‫َ‬
‫صبة المعتق من بعده‪ ،‬وهم المتعصبون بأنفسهم‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫وع َ‬‫ذكر كان أو أنثى‪َ ،‬‬ ‫المعت ُق‪ً ،‬ا‬ ‫به‬
‫سيأتي بيانهم بالتَّفصيل بإذن للا تعالى عند الكالم عن أنواع الميراث‪.‬‬
‫النسب‪ :‬فهو القراب ُة‪ ،‬سواء أََقربت ِّمن الم ِّ‬
‫يت أم َب ُعدت عنه‪ ،‬وسواء أَكانت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أما َّ ُ‬
‫و َّ‬
‫األصول‪ ،‬والفروعُ ‪ ،‬والحواشي‪،‬‬ ‫فير ُث به األقارب ‪ ،‬وهم ‪:‬‬ ‫أم من ِّ‬
‫جهة األمِّ‪ِّ ،‬‬ ‫هة ِّ‬
‫األب ِّ‬ ‫من ِّج ِّ‬
‫ُ‬
‫األصول فهم األبوان مهما َعَل َيا‪ ،‬ومن أدلى بهما فهم الحواشي‪ ،‬وهم‪ :‬األخوة واألخوات‬
‫ُ‬ ‫أما‬
‫َّ‬
‫َّ‬
‫األشقاء ‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬
‫األشقاء ‪ ،‬أو ألب فقط ‪ ،‬مهما نزل أبوهما‪ ،‬واألعمام‬ ‫مطلًقا ‪ ،‬وبنو األخوة‬
‫أما الفروعُ فهم األوالد من‬
‫ألب فقط‪ ،‬مهما عال أبوهما‪ ،‬وأبناؤهما مهما نزل أبوهما‪ ،‬و َّ‬
‫ذكور وإناثًا‪ ،‬مهما نزل أبوهما‪.‬‬
‫البنين والبنات ‪ ،‬وأوالد االبن ًا‬
‫المطلب الرابع‪ :‬حقيقة موانع الميراث‬
‫الم ِان ِع لغة‬ ‫تعريف َ‬ ‫ُ‬ ‫األول‪:‬‬
‫الفرع َّ‬
‫أصل واحد هو‬ ‫ٌ‬ ‫فارس‪"(:‬م َن َع" الميم والنون والعين‬ ‫َ‬ ‫المانع هو من الفعل " َم َن َع " ‪ ،‬قال ابن‬
‫كان منيع‪ .‬وهو في ِّع ٍز‬ ‫اع‪.‬وم ٌ‬ ‫َ‬ ‫ومن‬ ‫ِّ‬
‫يء منعاً‪ ،‬وهو مان ٌع َ‬ ‫الش َ‬
‫اإلعطاء‪.‬ومنعتُه َ‬ ‫َ‬ ‫خالف‬
‫وم ْن َعة)(‪.)156‬‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الر ُجل وَب ْي َن َّ‬
‫ال‪ُ :‬ه َو‬
‫يدهُ ‪َ ...‬وُيَق ُ‬ ‫الش ْيء الذي ُي ِّر ُ‬ ‫ول َب ْي َن َّ َ‬ ‫منظور‪(:‬الم ْن ُع‪ :‬أَن تَ ُح َ‬
‫َ‬ ‫وقال ابن‬
‫ومَّناعٌ‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫فامتََنع ِّم ْن ُه َّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫وتمنع‪َ .‬وَر ُج ٌل َم ُنوعٌ ومان ٌع َ‬ ‫ومَّن َعه ْ‬
‫تحجير الش ْيء‪َ ،‬م َن َعه َي ْمَن ُعه َم ْنعاً َ‬ ‫ُ‬
‫يل‪:‬ﭽ ﯦ ﯧ ﭼ(‪.)158( ) )157‬‬ ‫ين مم ِّس ٌك‪ .‬وِّفي التَّْن ِّز ِّ‬
‫َ‬ ‫ضن ٌ ُ ْ‬
‫ِّ‬
‫َ‬
‫اصطالحا‬
‫ً‬ ‫الم ِان ِع‬
‫تعريف َ‬ ‫ُ‬ ‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫(ما َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِد ِه اْل َع َد ُم ‪َ ،‬وَال َيْل َزُم ِم ْن‬ ‫الطوفي في تَعر ِّيف ِّه ِّ ِّ‬
‫للمان ِّع بأََّنه‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ال‬
‫َق َ‬
‫ود ‪َ ،‬وَال َع َد ٌم لِ َذ ِات ِه)(‪.)159‬‬ ‫َع َد ِم ِه ُو ُج ٌ‬
‫شرح التعريف(‪:)160‬‬
‫الحكم‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وجود‬ ‫عدم‬
‫المانع ُ‬‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وجود‬ ‫لزم من‬
‫َي ُ‬ ‫قوله‪َ (:‬ما َيْل َزُم ِم ْن ُو ُجوِد ِه اْل َع َد ُم) بمعنى ما‬
‫السبب يْلزم ِّمن وج ِّ ِّ‬ ‫ِّأل َّ‬ ‫احِّت َرازٌّي عن َّ‬
‫ود‪.‬‬
‫وده اْل ُو ُج ُ‬ ‫َن َّ َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ‬ ‫السَب ِّب ؛‬ ‫قيد ْ‬ ‫المترِّت ِّب عليه‪ ،‬وهو ٌ‬

‫‪ | 712‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫وجود‬
‫ٌ‬ ‫يلزم من عدم المانع‬ ‫ود ‪َ ،‬وَال َع َد ٌم) بمعنى ال ُ‬ ‫وقوله‪َ (:‬وَال َيْل َزُم ِم ْن َع َد ِم ِه ُو ُج ٌ‬
‫العدم‪،‬‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ألن َّ‬ ‫رط ؛ َّ‬ ‫الش ِّ‬
‫قيد احترازٌّي عن َّ‬
‫يلزم من عدمه ُ‬ ‫ط ُ‬‫الشر َ‬ ‫عدم وجوده‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫للحكم ‪ ،‬أو ُ‬
‫المال نصابه ‪ ،‬وشرطه حوالن الحول عليه‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫كاة َس َب ُب ُه بلوِّغ‬‫الز ِّ‬‫وب َّ‬ ‫ومثاله ‪ :‬حكم وج ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الن‬ ‫ِّ‬
‫المال ‪ ،‬فإذا و ِّج َد النصاب في ِّ‬ ‫الدين على صاحب ِّ‬ ‫والمانع منه وجود َّ‬
‫وحال الحو ُ‬ ‫َ‬ ‫المال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الز ِّ‬
‫كاة عليه‪ ،‬وإالَّ فال‪.‬‬ ‫وج َب أداء َّ‬ ‫عليه ‪ ،‬وانتفى َّ‬
‫ُ‬ ‫ين عن صاحب المال ‪َ ،‬‬ ‫الد ُ‬
‫الس َب ِّب‪ ،‬وهو‬ ‫وجود َّ‬
‫َ‬ ‫الزكاة‪ ،‬وَقارَن ذلك‬ ‫ين في َّ‬ ‫الد ُ‬ ‫لذات ِه ) بمعنى إذا ُع ِّدم َّ‬ ‫وقوله‪ِ ( :‬‬
‫َ‬
‫كم الذي هو‬ ‫الح ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وجود ُ‬ ‫ُ‬ ‫المانع‬
‫ِّ‬ ‫دم‬
‫فيلزم من َع ِّ‬ ‫ووجود الشرط‪ ،‬وهو حوالن الحول‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫صاب‪،‬‬
‫الن ُ‬
‫كاة ؛ لوجود السبب والشرط ‪ ،‬وهما أمران خارجيَّان عن ذات المانع ‪ ،‬ال بالنظر‬ ‫الز ِّ‬
‫وجوب َّ‬
‫ُ‬
‫المانع‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫حق ِّق الحكم بعدميَّة‬ ‫ِّ‬
‫إلى ذاته ‪ ،‬أي ال عالَق َة لِّتَ ُّ‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬موانع الميراث‬
‫ين‪ ،‬وقد بيَّنها‬ ‫ِّق ‪ ،‬والَقتل ‪ ،‬واختالف ِّ‬
‫الد ِّ‬ ‫اث المتََّف ِّق عليها(‪ )161‬ثَالثَةٌ ‪ :‬الر ُّ‬ ‫موانع المير ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫منظومت ِّه‬
‫ِّ‬ ‫الرحبي في‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬
‫حيث قال‪:‬‬
‫اح َد ٌة ِم ْن ِعَل ٍل َث ِ‬
‫اث *** و ِ‬ ‫الش ْخص ِم ْن اْل ِمير ِ‬
‫الث‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫( َوَي ْمَن ُع َّ َ‬
‫الش ُّك كاْلَي ِق ِ‬
‫ين )(‪.)162‬‬ ‫س َّ‬‫ين *** َفا ْف َه ْم َفَل ْي َ‬ ‫ف ِد ِ‬ ‫ق وَق ْتل و ْ ِ‬
‫اختالَ ُ‬ ‫ِر ٌّ َ ٌ َ‬
‫شرح األبيات‪:‬‬
‫الث) َّ‬ ‫اح َدةٌ ِم ْن ِعَل ٍل َث ِ‬ ‫اث ‪ ...‬و ِ‬ ‫الش ْخص ِم ْن اْل ِمير ِ‬
‫مفعول‬
‫ٌ‬ ‫خص‬ ‫الش ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫قوله‪َ (:‬وَي ْمَن ُع َّ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫مؤخٌر ‪ ،‬والعلِّ ُل‬
‫انع اإلرث الثالثة ‪ :‬الر ُّق‪ ،‬و ُ‬
‫القتل‪،‬‬ ‫الثالث هي مو ُ‬ ‫ُ‬ ‫فاعل َّ‬ ‫مقد ٌم‪ ،‬وواحدةٌ ٌ‬ ‫به َّ‬
‫عل ٍة ‪ ،‬وهي لغة‬ ‫احد ٍة منها امتَنع ِّإرثُه‪ ،‬والعلِّل جمع َّ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ارث بو ِّ َ‬ ‫الدين‪ ،‬إذا اتَّصف الو ُ‬ ‫واختالف ِّ‬
‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ال‪َ :‬عَل ٌل َب ْع َد َن َه ٍل‪َ ...‬واْلعل ُة‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫(واْل َعَل ُل الش ْر ُب الثاني‪ُ .‬يَق ُ‬ ‫عرفها الراز ُّي ‪ ،‬حيث قال‪َ :‬‬ ‫كما َّ‬
‫ص َار ْت ُش ْغ ًال ثَ ِّان ًيا َم َن َع ُه َع ْن‬ ‫ِّ َّ‬ ‫احبه عن وج ِّه ِّه َكأ َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َن تْل َك اْلعل َة َ‬ ‫ص َُ َْ َ ْ‬ ‫ض‪َ ،‬و َح َد ٌث َي ْش َغ ُل َ‬ ‫اْل َم َر ُ‬
‫خص‬‫الش ِّ‬ ‫ور ُث في َّ‬ ‫اصطالحا‪ ،‬كما بيَّنها البقر ُّي‪ ،‬حيث قال‪ (:‬ما ُي ِّ‬ ‫ُش ْغلِّ ِّه ْاألََّو ِّل)(‪ ،)163‬و َّ‬
‫العلةُ‬
‫ً‬
‫حق ِّق سببه)(‪.)164‬‬ ‫ِّ‬
‫اإلرث بعد تَ ُّ‬ ‫الحرمان من‬
‫َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪713‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫ِّق ِّباْل َكس ِّر ِّم َن اْل ِّمْل ِّك و ُهو اْل ُع ُب ِّ‬
‫ودَّيةُ‬ ‫ق) معناه لغة ‪ ،‬كما بيَّنه الراز ُّي‪( :‬الر ُّ‬ ‫وقوله‪ِ (:‬ر ٌّ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وك‬
‫يق اْل َم ْملُ ُ‬ ‫الرِّق ُ‬ ‫وك ُه َوأ ََرَّق ُه‪َ ،‬و ُه َو ض ُّد أ ْ‬
‫َعتََق ُه‪َ .‬و َّ‬ ‫استَ َر َّق َم ْملُ َ‬‫ظ‪َ .‬و ْ‬
‫استَ ْغَل َ‬ ‫َّ‬
‫استَ َر َّق الش ْي ُء ض ُّد ْ‬‫‪َ ...‬و ْ‬
‫يقوم باإلنسان‪َ ،‬س َب ُب ُه الكفر‪ .‬فال‬ ‫احٌد َو َج ْم ٌع)(‪ ، )165‬ومعناه‬ ‫و ِّ‬
‫حكمي ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫عجز‬
‫اصطالحا‪ٌ (:‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫(‪)166‬‬
‫ور ُث) ‪.‬‬ ‫قيق وال ُي َ‬
‫الر ُ‬ ‫َي ِّر ُث َّ‬
‫وح ُه َف ُه َو‬ ‫الفيومي‪َ( :‬ق َتْلتُ ُه َق ْت ًال أ َْزَهْق ُت ُر َ‬
‫ُّ‬ ‫وقوله‪ (:‬وَق ْت ٌل) معناه لغة ‪ ،‬كما بيَّنه‬
‫به َزهو َق‬ ‫الجرجاني‪(:‬القتل‪ :‬هو فعل يحصل ِّ‬ ‫اصطالحا‪ :‬كما بيَّنه‬ ‫يل)(‪ ،)167‬ومعناه‬ ‫ِّ‬
‫ٌ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َقت ٌ‬
‫قال‪(:‬القتل الذي‬
‫ُ‬ ‫السجاوندي‪ ،‬حيث‬ ‫ُّ‬ ‫الرو ِّح)(‪ ،)168‬وضابطه في منع اإلرث‪ ،‬كما بيَّنه‬ ‫ُّ‬
‫القتل إلى أَقسا ٍم ‪ِّ ،‬فإ َّما أَن يباشره‬ ‫وينقسم‬ ‫َّ ِّ (‪)169‬‬
‫صاص أو الكفارة)‬ ‫ِّ‬ ‫به وجوب ِّ‬
‫الق‬ ‫علق ِّ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َيتَ ُ‬
‫األول فهو‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بحق أو ال‪ ،‬فينتج عنه أَربع ُة أَقسامٍ‪َّ :‬‬
‫أما‬ ‫إما أن يكون ٍ‬ ‫اإلنسان بنفسه أو ال‪ ،‬و َّ‬ ‫ُ‬
‫فيثبت‬
‫ُ‬ ‫قاضيا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫إنسان‬
‫ٌ‬ ‫وبحق ‪ ،‬ومثاله‪ :‬أن يكون‬
‫ٍ‬ ‫القتل بعدم مباشرة اإلنسان بنفسه للقتل‬ ‫ُ‬
‫القتل‬ ‫مورثَ ُه مستوجب ِّ‬ ‫أن ِّ‬ ‫نة أو اإلقرار‪َّ ،‬‬ ‫بالبي ِّ‬
‫عنده ِّ‬
‫أما الثاني فهو‪ُ :‬‬ ‫للقتل‪ ،‬فيحكم بقتله‪ ،‬و َّ‬ ‫ٌ‬
‫إنسان يعمل َّ‬
‫جال ًدا ‪ ،‬فيحكم‬ ‫ٌ‬ ‫وبحق ‪ ،‬ومثاله‪ :‬أن يكون‬‫ٍ‬ ‫اإلنسان بنفسه للقتل‬‫ِّ‬ ‫بمباشرة‬
‫ُ‬
‫الجالد بتنفيذه بحكم عمله‪ ،‬فيقوم ِّ‬ ‫القاضي بقتل ِّ ِّ ِّ‬
‫بقتله‪،‬‬ ‫ؤمر َّ ُ‬ ‫في ُ‬ ‫مورثه ؛ لجناية ارتكبها‪ُ ،‬‬
‫يحفر‬ ‫أما الثالث فهو‪ :‬القتل بعدم مباشرة اإلنسان بنفسه ِّ‬
‫للقتل وبغير ٍ‬
‫حق‪ ،‬ومثاله‪ :‬أن َ‬ ‫ُ‬ ‫و َّ‬
‫فيموت ِّب َسَب ِّب ِّه‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فيقع به ِّ‬
‫مورثُ ُه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫إذن صاحب الملك‪ُ ،‬‬
‫بئر في غير ِّ‬
‫ملكه‪ ،‬ومن دو ِّن ِّ‬ ‫إنسان ًا‬
‫ٌ‬
‫صاص ‪ ،‬وال ِّدَّيةٌ‪ ،‬وال َكَّفارةٌ‪ ،‬فال يمنع ذلك‬ ‫ِّ‬
‫جب به ق ٌ‬‫وحكم القسم األول والثاني ‪َّ :‬أنه ال َي ُ‬
‫الميراث عن الوارث‪ ،‬وحكم القسم الثالث كذلك ال قصاص فيه وال كفارة‪ ،‬و َّإنما فيه الديَّة‬
‫(‪)171‬‬
‫أما عند المالكية‬ ‫‪ ،‬و َّ‬ ‫على العاقلة(‪ )170‬فقط‪ ،‬فال حرمان به عن الميراث عند الحنفية‬
‫حيح من مذهبهم أن‬ ‫الص ِّ‬‫أما عند الشافعيَّة في َّ‬ ‫‪ ،‬و َّ‬
‫ٍ (‪)172‬‬
‫باشرة‬ ‫قاتل ِّب َ ٍ‬
‫سبب وال ُم َ‬ ‫يرث ٌ‬ ‫فال ُ‬
‫حق‪ ،‬مطلًقا وفي األحوال كلِّها(‪ ،)173‬وعند‬ ‫بحق أو بغير ٍ‬ ‫القاتل ال يرث من مقتوله ‪ٍ ،‬‬ ‫َ‬
‫اث اْلمْقتُ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ٍ ِّ ٍ‬ ‫ٍ ِّ ِّ‬ ‫الحنابلة ُك ُّل َق ْت ٍل ٍ‬
‫ول ‪،‬‬ ‫صاص أ َْو دَية أ َْو َكف َارة‪َ ،‬ي ْم َن ُع اْلَقات َل م َير َ َ‬ ‫ض ُمون بق َ‬ ‫بحق َم ْ‬
‫عاقلت ِّه فيستلزم‬
‫ِّ‬ ‫سب ِّب والديَّة على‬ ‫اش َرٍة أَو سَب ٍب ؛ لذا تجب بالقتل الكفارةُ في مال المتَ ِّ‬
‫ب ُم َب َ ْ َ‬
‫ِّ‬
‫عموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ذلك حرمانه من الميراث‪ ،‬فالحنفيَّة والمالكيَّة والحنابلة إتفقوا إذا كان القتل ٍ‬
‫بحق‬
‫فال يمنع ذلك من الميراث‪ ،‬سوى الشافعيَّة عندهم القتل يمنع الميراث مطلًقا(‪. )174‬‬

‫‪ | 714‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫القتل بالمباشرِّة ِّ‬


‫بغير َح ٍق ‪ ،‬فيتنوع إلى ثالثة أنواع‪َّ :‬أوالً‪-‬‬ ‫أما القسم الرابع فهو‪ُ :‬‬
‫و َّ‬
‫يتعمده‬
‫العمد فهو ما َّ‬ ‫القتل‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫أما ُ‬ ‫القتل الخطأُ ‪َّ ،‬‬
‫شبه العمد‪ ،‬ثالثًا‪ُ -‬‬
‫القتل ُ‬
‫ثانيا‪ُ -‬‬‫العمد ‪ً ،‬‬
‫ُ‬ ‫القتل‬
‫ُ‬
‫إنسان آخر بسال ٍح ‪ ،‬أو ما يجري مجراه بما يغلب القتل به‪ ،‬وحكمه َّ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫إنسان ضرب‬‫ٌ‬
‫ط عنه ِّبدي ٍ‬
‫َّة إالَّ إذا‬ ‫القتل‪ ،‬وال َيسق ُ‬
‫ويستحق القصاص ‪ ،‬وهو ُ‬ ‫ُّ‬ ‫عظيما ‪،‬‬
‫ً‬ ‫إثما‬
‫فاعله يأثم ً‬
‫االب ِّ‬
‫القات ِّل من‬ ‫اج َب ًة على ِّ‬ ‫ٍ‬
‫فحينئذ تكو ُن و ِّ‬ ‫ابن ُه ‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫االب َ‬
‫يقتل ُ‬‫مثل أن َ‬
‫بهةٌ ‪ُ ،‬‬ ‫كان هنال َك ُش َ‬
‫َ‬
‫إنسان غيره‬‫ٍ‬ ‫ضرب‬ ‫إنسان‬ ‫يقصد‬ ‫الع َم ِّد فهو‪ :‬أن‬ ‫مالِّ ِّه ال من الع ِّاق ِّ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫شبه َ‬
‫القتل ُ‬
‫أما ُ‬
‫لة ‪ ،‬و َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وب أن بموت به ‪ ،‬وحكمه َّ‬
‫أن‬ ‫قدر للمضر ِّ‬ ‫في َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫قتل به َغا ًلباك ‪ ،‬كالعصا والسوط ُ‬ ‫بشيء ال ُي ُ‬
‫فاعله يأثم وتجب الكفارة عليه والديَّة على عاقلته عند الحنفية والحنابلة‪ ،‬وعند الشافعيَّة‬
‫الخطأُ فهو‪ :‬أن يقصد‬
‫القتل َ‬
‫أما ُ‬
‫تجب عليه الكفارة ‪ ،‬وتجب الديَّة المؤجلة على عاقلته ‪ ،‬و َّ‬
‫إنسان إلى أن يرمي‬
‫ٌ‬
‫إنسانا آخر ال يقصده فقتله‪ ،‬أو انقلب في نومه على إنسان آخر فقتله ‪،‬‬
‫ً‬ ‫فيصيب‬
‫ُ‬ ‫صيدا‬
‫ً‬
‫وحكمه عند الحنفية والحنابلة أنه ال إثم على فاعله‪ ،‬وتجب به الكفارة عليه‪ ،‬والديَّة على‬
‫عاقلته‪ ،‬وال يرث منه‪ ،‬وعند المالكية ال يرث القاتل من ديَّة مورثه المقتول‪ ،‬ويرث من‬
‫المؤجلة على عاقلة القاتل ‪ ،‬وال تجب‬
‫َّ‬ ‫ماله الذي َّ‬
‫خلفه‪ ،‬وعند الشافعيَّة تجب به الديَّة‬
‫الكفارة عليه‪ ،‬وال يرث من مقتوله شيء(‪.)175‬‬
‫فكل ما‬ ‫عما سواه ‪ُّ ،‬‬ ‫االسالمي َّ‬ ‫ين ) المقصود اختالف ِّ‬
‫الدين‬ ‫ف ِد ِ‬ ‫وقوله‪ (:‬و ْ ِ‬
‫ِّ‬ ‫اختالَ ُ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫يض‬ ‫الكْف ُر‪َ :‬نق ُ‬ ‫كفر‪ ،‬قال ابن منظور في تعريفه للكفر لغة‪ُ (:‬‬ ‫سواه يصدق عليه َّأن ُه ٌ‬
‫الس ْتر‪،‬‬ ‫َّللاِّ‪ُ ،‬م ْشتَ ٌّق ِّم َن َّ‬ ‫وكْفراناً‪ ...‬ورجل َك ِّافر‪ :‬ج ِّ‬
‫احٌد أل َْن ُع ِّم َّ‬ ‫ََ ُ ٌ ٌ َ‬ ‫وكُفو اًر ُ‬ ‫اإليمان‪َ ...‬ي ْكُفر ُكْف اًر ُ‬ ‫ِّ‬
‫ول‪َ ،‬واْل َج ْم ُع ُكَّفار‬ ‫اعل ِّفي مع َنى مْفع ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ًّ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫ال ْاب ُن ُد َرْيد‪ :‬كأَنه َف ٌ‬ ‫يل‪:‬ألَنه ُم َغطى َعَلى َقْل ِّبه‪َ.‬ق َ‬ ‫َوِّق َ‬
‫الربوبي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ابن حزٍم الظاهر ُّي َ‬
‫(‪)176‬‬
‫َّة‪،‬‬ ‫حد ُّ‬‫‪(:‬ج ُ‬ ‫عرفه ُ‬ ‫اصطالحا‪ ،‬كما َّ‬ ‫ً‬ ‫الكفر‬ ‫يف‬
‫‪ ،‬وتعر ُ‬ ‫وكَف َرة)‬‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫حد َش ْيء م َّما أَتَى ِّبه َرُس ُ‬
‫ول‬ ‫نبوتُ ُه ِّفي اْلُق ْرآن‪ ،‬أَو َج ُ‬ ‫ص َّح ْت َّ‬ ‫و َج ُ ِّ ِّ‬
‫حد ُن َّبوة َنب ٍي من ْاأل َْنب َياء‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫َن اْل َع َم َل ِّب ِّه‬
‫ان ِّبأ َّ‬
‫ام اْل ُب ْرَه ُ‬
‫ٍ‬
‫عمل َش ْيء َق َ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫ص َّح ع ْن َد َجاحده ِّب َنْقل الكافة ‪ ،‬أَو ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫للا ‪ ، ‬م َّما َ‬
‫ِّ‬
‫النِّب َّي ‪َ ‬قال‪َ ):‬ال َي ِّر ُث‬ ‫َن َّ‬ ‫ام َة ْب ِّن َزْي ٍد(‪  )178‬أ َّ‬‫ُس َ‬‫‪ ،‬فثبت في الصحيح َع ْن أ َ‬
‫(‪)177‬‬
‫كفر)‬
‫ٌ‬
‫نص في منع‬ ‫أن الحديث ٌّ‬ ‫اْل ُم ْسِّل ُم اْل َك ِّاف َر َوَال اْل َك ِّاف ُر اْل ُم ْسل َم) ‪ ،‬ووجه الداللة فيه‪َّ :‬‬
‫ِّ (‪)179‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪715‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫التوارث بين المسلم والكافر بعمومه‪ ،‬وهو ما عليه أكثر الصحابة ‪ ‬وجمهور الفقهاء ‪،‬‬
‫الكفر ُكَّل ُه‬
‫ألن َ‬‫المسيحي وبالعكس ؛ َّ‬
‫َّ‬ ‫يرث‬
‫فاليهودي ُ‬
‫ُّ‬ ‫الكفار فيتوارثون فيما بينهم ‪،‬‬ ‫أما َّ‬ ‫َّ‬
‫ِّمَّل ٌة واحدةٌ(‪.)180‬‬
‫ين) تكملة للبيت ‪ ،‬ومعناها‪ :‬اعلمه أيها الطالب‪،‬‬ ‫الش ُّك كاْلَي ِق ِ‬
‫س َّ‬ ‫وقوله ‪َ (:‬فا ْف َه ْم َفَل ْي َ‬
‫ِّ‬
‫المترد َد بين أمرين ال مزيَّة ألحدهما على اآلخر ‪،‬‬ ‫يقينا‪ ،‬إذ َّ‬
‫أن‬ ‫جازما ً‬ ‫ً‬ ‫علما‬
‫ما قلته لك‪ً ،‬‬
‫وهو َّ‬
‫الش ُّك ‪ ،‬ليس كالعلم بحقيقة الشيء وكنهه‪ ،‬وهو اليقين(‪.)181‬‬
‫ِ‬
‫المستحقين له ُكالً بحسب نوعه‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬أنواع الميراث و‬
‫الرحبي في منظومته‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫قال‬
‫ــــــــــما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل ْر َث َن ْو َع ِ‬‫َن ِ‬ ‫اعَل ْم ِبأ َّ‬
‫يب َعَلى َما ُقس َ‬ ‫ض َوَت ْعص ٌ‬ ‫ان ُهما *** َفْر ٌ‬ ‫(و ْ‬‫َ‬
‫اها اْلَب َّت ْ‬
‫ـــــــــه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض في ِ‬ ‫اب س َّت ْه *** الَ َفْر َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص اْلك َت ِ‬ ‫ض في َن ِ‬
‫اإلْرث س َو َ‬ ‫َفاْل َفْر ُ‬
‫س ِبَن ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِن ْص ٌ‬
‫ص اْل َّش ْ‬
‫ـــــــــــر ِع‬ ‫ف اْلُّرْبــــــــــ ِع *** َواْلثْل ُث َواْل ُّس ْد ُ‬ ‫ف َوُرْب ٌع َث َّم ن ْص ُ‬
‫ان و ُهما اْل َّتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام *** َفاحف ْظ َف ُك ُّل ح ِ‬
‫اف ٍط ِإ َمــــــــــــــــ‬ ‫ُّ‬
‫ـــــــــــــــام)(‪.)182‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َواْلثُل َث ِ َ َ َ‬
‫شرح األبيات‪:‬‬
‫اإلرث المجمع عليه نوعان ‪ :‬إرث بالفرض ‪ ،‬وإرث بالتعصيب ‪ ،‬وال ثالث لهما‪:‬‬
‫َّ‬
‫المقدرة‬ ‫المقد ُر َشرًعا في كتاب للا العزيز‪ ،‬والفروض‬ ‫َّ‬ ‫الفرض ‪ :‬فهو النصيب‬ ‫ُ‬ ‫أما‬
‫َّ‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الس ُد ُس‪،‬‬
‫الرْب ُع‪ -3 ،‬والث ْم ُن‪ -4 ،‬الثلُثان‪ - 5 ،‬والثلُ ُث‪ – 6 ،‬و ُ‬ ‫ستَّة‪ -1:‬الن ُ‬
‫صف‪ -2 ،‬و ُّ‬
‫النصف‪ :‬فرض خمسة من الورثة‪ :‬الزوج ‪ ،‬عند عدم وجود الفرع الوارث معه‪ -‬وهو‬ ‫ف ِّ‬
‫االبن وابن االبن مهما نزل‪ ،‬والبنت وبنت االبن مهما نزل أبوها‪ -‬والبنت ‪ ،‬وبنت االبن‬
‫َّ‬
‫يساويهن من‬ ‫وعمن‬ ‫َّ‬
‫يعصبهن ‪َّ ،‬‬ ‫عمن‬
‫‪ ،‬واالخت الشقيقة‪ ،‬واألخت ألب‪ ،‬إذا انفردن َّ‬
‫الرُب ُع‪ :‬فرض اثنين من الورثة ‪ :‬الزوج ‪ ،‬إذا كان معه فرع‬
‫كال بحسب صنفه ‪ ،‬و ُّ‬ ‫اإلناث‪ًّ ،‬‬
‫الزوجة الوارث ‪ ،‬سواء أكان منه ‪ ،‬أم من غيره‪ ،‬والزوجة ‪ ،‬عند عدم وجود فرع الزوج‬
‫الوارث معها‪ ،‬سواء أكان منها ‪،‬أم من غيرها‪ ،‬والثُّ ْم ُن‪ :‬فرض الزوجة مع وجود فرع الزوج‬
‫الوارث له ‪ ،‬سواء أكان منها ‪ ،‬أو من غيرها‪ ،‬وفي حالة التعدد يشترك الزوجتان والثالث‬
‫إجماعا ‪ ،‬وال ُثُلثان ‪ :‬فرض أربعة من أصناف الورثة ‪ :‬البنتان‬
‫ً‬ ‫الرُب ِّع والثُّ ْم ِّن‬
‫واألربع في ُّ‬

‫‪ | 716‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫فأكثر ‪ ،‬وبنتا االبن فأكثر ‪ ،‬مهما نزل أبوها ‪ ،‬واألختان الشقيقتان فأكثر‪ ،‬واألختان ألب‬
‫األم‬
‫لث ‪ :‬فرض صنفان من الورثة‪ :‬أوالد ِّ‬ ‫هن إجماعا‪ ،‬و ُّ‬
‫الث ُ‬ ‫عمن ي ِّ‬
‫عصُب َّ‬
‫ً‬ ‫فأكثر‪ ،‬إذا انفردن َّ َ‬
‫األم عند عدم وجود الفرع‬
‫إجماعا‪ ،‬وفرض ِّ‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬اثنان فأكثر يستوي فيه الذكر واألُنثى‬
‫الوارث معها‪ ،‬أو عدم وجود جمع من األخوة معها ‪ ،‬اثنان فأكثر ‪ ،‬من أي نوع كانوا‬
‫بالشخص‬‫معها ‪ ،‬سواء أكانوا ألبوين ‪ ،‬أم ألب ‪ ،‬أم ألمٍ‪ ،‬وسواء أكانوا وارثين أم محجوبين َّ‬
‫فرض ِّ‬
‫األب عند عدم وجود الفرع الوارث‬ ‫ٍ‬
‫سبعة من أصناف الورثة ‪ُ :‬‬ ‫دس‪ :‬فرض َ‬ ‫الس ُ‬
‫‪ ،‬و ُّ‬
‫المذك ِّر معه ‪ ،‬وفي حالة وجود الفرع الوارث المؤنث معه يأخذ باإلضافة للسدس‬ ‫َّ‬
‫األم في حالة وجود‬
‫األب معه ‪ ،‬وفرض ِّ‬ ‫ِّ‬
‫التعصيب‪ ،‬وهو كذلك للجد في حالة عدم وجود ُ‬ ‫َ‬
‫فرع وارث معها ‪ ،‬أو جمع من األخوة أو األخوات مطلًقا‪ ،‬اثنان فأكثر‪ ،‬وفرض َّ‬
‫الجدة‬
‫السدس‪ ،‬وإالَّ فاألقرب تحجب‬
‫الجدات في الدرجة يشتركن في ُّ‬ ‫الوارثة ‪ ،‬وفي حالة تساوي َّ‬
‫األبعد عند جمهور الفقهاء ‪ ،‬وفرض بنت اإلبن‪ ،‬واحدة كانت فأكثر‪ ،‬إذا اجتمعت مع‬
‫السدس تكملة‬ ‫بنات االبن‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫وبنت االبن أو ُ‬
‫صف ‪ُ ،‬‬‫البنت الن َ‬
‫البنت الصلبيَّة المنفردة‪ ،‬فتأخذ ُ‬
‫الثلثين ‪ ،‬وفرض األخت ألب أو األخوات ألب مع األخت الشقيقة المنفردة‪ ،‬كالحال بين‬
‫األم‬
‫البنت وبنت االبن‪ ،‬تأخذ الشقيقة نصفها ولْلخت الب السدس تكملة الثلثين‪ ،‬وولد ِّ‬
‫ألم ‪ ،‬في حالة انفراده(‪.)183‬‬
‫ألم ‪ ،‬أو األخت ٍ‬
‫‪ ،‬وهو االخ ٍ‬
‫ص َاب ِّة‬ ‫صب" أر ِّ ِّ‬
‫ْس ُه "باْلع َ‬ ‫("ع َّ َ َ َ‬ ‫التعصيب ‪ :‬فتعريفه لغة‪ ،‬كما بيَّنه الراز ُّي‪ ،‬حيث قال‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫أما‬
‫و َّ‬
‫الرج ِّل بنوه وَقرابته ِّألَِّب ِّ‬
‫يه ُس ُّموا ِّب َذلِّ َك؛‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ص َبةُ" َّ ُ َ ُ ُ َ َ َ ُ ُ‬ ‫"ع َ‬ ‫اب الثُّ َالث ِّي م ْن ُه َ‬
‫ض َر َب‪َ .‬و َ‬ ‫تَ ْعص ًيبا" َوَب ُ‬
‫ف َواْل َع ُّم َج ِّان ٌب‬ ‫ف َو ِّاال ْب ُن َ‬ ‫يف أَي أَحا ُ ِّ‬ ‫ِّألََّنهم "عصبوا" ِّب ِّه ِّبالتَّ ْخ ِّف ِّ‬
‫ط َر ٌ‬ ‫ط َر ٌ‬ ‫طوا ِّبه‪َ :‬و ْاأل ُ‬
‫َب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬
‫األول‬ ‫انقساما َّأوليًّا إلى قسمين‪َّ :‬‬ ‫ً‬ ‫العصبة‬ ‫‪ ،‬وعند الفرضيين تنقسم َ‬
‫(‪)184‬‬
‫َخ َج ِّان ٌب)‬
‫َو ْاأل ُ‬
‫النسبيَّة فتتنوع إلى ثالثة أنواع‪ :‬العصبة‬ ‫أما َّ‬ ‫السببيَّة‪َّ ،‬‬
‫العصبة َّ‬
‫النسبيَّة ‪ ،‬والثاني‪َ :‬‬ ‫‪:‬العصبة َّ‬ ‫َ‬
‫كل ذكر ليس في‬
‫أما العصبة بنفسه فهم ‪ُّ :‬‬
‫بنفسه‪ ،‬والعصبة بغيره ‪ ،‬والعصبة مع غيره‪َّ ،‬‬
‫سلسلة النسب الذي يربطه بالميت أنثى‪،‬وهم ‪ :‬االبن ‪ ،‬وابنه‪ ،‬واألب ‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد ‪ ،‬واألخ‬
‫الشقيق ‪ ،‬واألخ ألب ‪ ،‬وابن األخ الشقيق‪ ،‬وابن األخ ألب‪ ،‬والعم الشقيق ‪ ،‬والعم ألب ‪،‬‬
‫أما‬ ‫ِّ‬
‫المعتقة فقط ‪ ،‬و َّ‬ ‫وابن العم الشقيق‪ ،‬وابن العم ألب ‪ ،‬و ِّ‬
‫المعت ُق ذو الوالء ‪ ،‬ومن النساء‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪717‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫وهن‬ ‫كل أنثى أو أكثر كان فرضها ِّ‬


‫النصف ‪ ،‬إذا ُوجد معها أخوها ‪َّ ،‬‬ ‫العصبة بغيره فهم‪ُّ :‬‬
‫أما‬
‫‪ :‬البنت فأكثر‪ ،‬وبنت االبن فأكثر ‪ ،‬واالخت الشقيقة فأكثر ‪ ،‬واالخت ألب فأكثر ‪ ،‬و َّ‬
‫العصبة مع الغير َّ‬
‫فهن ‪ :‬األخوات الشقيقات ‪ ،‬أو األخوات ألب‪ ،‬واحدة فأكثر‪ ،‬إذا‬
‫اجتمعن مع البنات ‪ ،‬أو بنات االبن ‪ ،‬واحدة فأكثر‪ ،‬فالبنت ‪ ،‬أو بنت االبن فأكثر تأخذ‬
‫ثم الباقي لْلخت الشقيقة ‪ ،‬أو ألب فأكثر عصبة مع الغير‪ ،‬ويكون ترتيب‬ ‫فرضها‪َّ ،‬‬
‫ثم التي مع الغير‪ ،‬ويكون‬
‫ثم التي بالغير ‪َّ ،‬‬
‫العصبات بحسب القوة فأقواها التي بالنفس َّ‬
‫التمايز بين أفراد العصبة بنفسه‪ :‬بالجهة ‪ ،‬فإذا اتحدت‪ ،‬كان بالدرجة ‪ ،‬فإذا اتحدت كان‬
‫األبوة ‪ ،‬وهما َّ‬
‫مقدمتان على جهة األخوة‪ ،‬وجميعها‬ ‫البنوة َّ‬
‫مقدمة على جهة َّ‬ ‫بالقوة‪ ،‬فجهة َّ‬
‫َّ‬
‫القوة من كان نسبه‬ ‫مقدم على جهة العمومة‪ ،‬والدرجة من كان أقرب للميت فهو َّ‬
‫المقدم‪ ،‬و َّ‬ ‫َّ‬
‫أما العصبة السببيَّة فهي‪ :‬صفة‬ ‫من جهتين َّ‬
‫مقدم على من كان نسبه من جهة واحدة ‪ ،‬و َّ‬
‫سمى والء العتاقة ‪ ،‬و ِّ‬
‫المعتق‬ ‫حكميَّة توجب لمن اتصف بها حكم العصبة عند عدمها‪ ،‬وتُ َّ‬
‫ذكر‬ ‫ِّ‬
‫للمعتق َّأوالً‪ ،‬سواء أكان ًا‬ ‫سمى مولى العتاقة ‪ ،‬أو مولى النعمة‪ ،‬وحكمها َّأنها تثبت‬ ‫ُي َّ‬
‫مال يورث وال وارث للعتيق‪ ،‬أو كان له وارث صاحب فرض‬ ‫أم انثى‪ ،‬إذا مات عتيقه وله ٌ‬
‫المعتق ميت‬‫ِّ‬ ‫تعصيبا‪ ،‬فإذا كان‬ ‫ِّ‬
‫للمعتق‬ ‫لم يستغرق فرضه َّ‬
‫كل التركة‪ ،‬فيكون الباقي‬
‫ً‬
‫الوالء واستحقاق ميراث العتيق إلى عصبة مواله َّ‬
‫النسبيَّة‬ ‫انتقلت العصوب ُة السببيَّة أو َ ُ‬
‫ِّ‬
‫المعتق وأبيه ‪ ،‬مهما نزل االبن ‪ ،‬أو‬ ‫بشرطين‪ -1 :‬أن يكونوا متعصبين بأنفسهم كابن‬
‫ِّ‬
‫المعتق امرأة لم ينتقل‬ ‫ِّ‬
‫المعتق رجالً‪ ،‬فإذا كان‬ ‫على االب‪ ،‬دون غيرهما ‪ -2 ،‬أن يكون‬
‫الء عنها إلى أحد من ورثتها‪ ،‬رجاالً كانوا أو نسا ًء (‪.)185‬‬
‫الو ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬
‫المقدر في كتاب للا‬ ‫أن أصحاب الفروض ال ينالون نصيبهم‬ ‫ومن الجدير بالذكر ‪َّ ،‬‬
‫ُّ‬
‫فالجد يحجبه‬ ‫تعالى‪ ،‬وبالشروط المذكورة أعاله‪ ،‬إالَّ إذا خال أحدهم َّ‬
‫ممن يحجبه(‪:)186‬‬
‫االب أو ٌّ‬
‫جد أقرب منه‪ ،‬وأوالد االبن يحجبهم االبن أو ابن ابن أقرب منهم ‪ ،‬والجدة ألم‬
‫وكل‬ ‫تحجبها األم أو جدة أقرب منها من جهة األم‪ ،‬و َّ‬
‫الجدة ألب تحجبها االم ‪ ،‬واألب ‪ُّ ،‬‬
‫وكل ٍ‬
‫جد أدلت به‪ ،‬واالخوة االشقاء يحجبهم االبن وإن سفل‬ ‫جدة أقرب منها مطلًقا‪ُّ ،‬‬‫َّ‬
‫واالب‪ ،‬واالخوة ألب يحجبهم االبن ‪ ،‬وإن سفل ‪ ،‬واألب ‪ ،‬واالخ الشقيق‪ ،‬وأوالد األم‬

‫‪ | 718‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫يحجبهم االبن ‪ ،‬وإن سفل‪ ،‬واألب ‪ ،‬والجد ‪ ،‬وإن عال‪ ،‬والبنت ‪ ،‬وبنت االبن ‪ ،‬وإن سفل‪،‬‬
‫وابن االخ الشقيق يحجبه االبن ‪ ،‬وإن سفل ‪ ،‬واألب ‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد ‪ ،‬وإن عال ‪ ،‬واألخ الشقيق‬
‫‪ ،‬واألخ ألب ‪ ،‬وابن االخ ألب يحجبه االبن ‪ ،‬وإن سفل ‪ ،‬واالب ‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد ‪ ،‬وإن عال ‪،‬‬
‫العم الشقيق يحجبه االبن ‪ ،‬وإن سفل‬
‫واالخ الشقيق ‪ ،‬واالخ ألب ‪ ،‬وابن االخ الشقيق ‪ ،‬و ُّ‬
‫‪ ،‬واالب‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد ‪ ،‬وإن عال ‪ ،‬واالخ الشقيق‪ ،‬واالخ ألب ‪ ،‬وابن االخ الشقيق ‪ ،‬وابن األخ‬
‫العم الشقيق ‪ ،‬ومثله ابن‬
‫العم ألب ‪ ،‬يضاف إليهم بالحجب له ُّ‬
‫ألب ‪ ،‬وإن سفل‪ ،‬ومثله ُّ‬
‫العم ألب ‪ ،‬يضاف إليهم‬
‫العم ألب ‪ ،‬ومثله ابن ِّ‬
‫العم الشقيق ‪ ،‬يضاف إليهم بالحجب له ُّ‬
‫ِّ‬
‫(‪)187‬‬
‫‪.‬‬ ‫العم الشقيق‬
‫بالحجب له ابن ِّ‬
‫***‬
‫َّ‬
‫المقدرة في كتاب هللا تعالى‪:‬‬ ‫المطلب السادس ‪:‬بعض األمثلة التطبيقية على الفروض‬
‫النصف خمسة‪ :‬الزوج‪ ،‬البنت ‪ ،‬بنت االبن‪،‬‬‫النصف‪ :‬أصحاب ِّ‬ ‫‪ -1‬أمثلة على فرض َّ‬
‫األخت الشقيقة ‪ ،‬األخت ألب ‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫مثال(‪ :)1‬توفيت امرأة عن زوج وعم‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن أصل المسألة‪ :‬هو العدد‬ ‫أصل‬
‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬
‫الذي يقبل القسمة على مقامات الكسور‬ ‫المسألة‪2:‬‬

‫في المسألة ‪ ،‬من دون ٍ‬


‫باق‪ ،‬وعندما‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪2/1‬‬

‫احد ‪ ،‬فمقامه‬ ‫يكون في المسألة ٌ‬


‫كسر و ٌ‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫تعصيبا‬
‫ً‬ ‫الباقي‬

‫يكون هو أصل المسألة‪ ،‬فكان‬


‫النصف وهو العدد"‪ "2‬فنحصل على سهم واحد للزوج‬ ‫العدد"‪ ،"2‬نقسمه على مقام ِّ‬
‫‪،‬الذي استحق ِّ‬
‫النصف ؛لعدم وجود الفرع الوارث معه‪ ،‬وهو‪ ":‬البنت‪ ،‬بنت ابن‪ ،‬االبن ‪،‬‬
‫احدا‪ ،‬وسيأتي‬
‫سهما و ً‬
‫العم فاستحق الباقي بالتعصيب‪ ،‬فكان نصيبه ً‬
‫أما ُّ‬
‫ابن االبن"‪ ،‬و َّ‬
‫بيانه عندما نتطرق للتمثيل ألصحاب العصبات‪.‬‬
‫مثال(‪ :)2‬توفيت امرأة عن بنت وبنت ابن وأخت شقيقة وأخت ألب‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل‬
‫منهم؟‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪719‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫نأخذ‬ ‫التحليل‪:‬‬ ‫طريقة‬ ‫أصل المسألة‪:‬‬


‫الوارثات‬ ‫األنصباء‬
‫مقامات الكسور ونحلِّلها إلى‬ ‫‪6‬‬

‫عواملها األولية للوصول إلى‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬

‫المضاعف المشترك البسيط‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪6/1‬‬

‫‪،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫تأخذ الباقي تعصيبا‬


‫×‬ ‫أخت ألب‬ ‫محجوبة‬
‫‪2‬‬ ‫‪2،6‬‬ ‫إذن م‪.‬م‪.‬ب =‬
‫‪3‬‬ ‫‪1،3‬‬ ‫‪6=3×2‬‬
‫‪1،1‬‬
‫أن المقامين ‪ 2،6 :‬للكسرين ِّ‬
‫‪،‬النصف والسدس على الترتيب‪ ،‬كان المضاعف‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫المشترك البسيط لهما‪ ،‬هو العدد"‪ ،"6‬كما استخرجه الباحث بطريقة التحليل(‪ ،)188‬وبعد‬
‫للنصف ‪ ،‬فنحصل على "‪ "3‬أسهم للبنت‪،‬‬ ‫ذلك نقسم أصل المسألة "‪ "6‬على المقام"‪ِّ "2‬‬
‫احد ‪ ،‬وكان لْلخت الشقيقة سهم‬
‫سهم و ٌ‬
‫ونقسمه على المقام"‪ "6‬للسدس‪ ،‬فكان لبنت االبن ٌ‬
‫َّ‬
‫استحقته بالتعصيب ‪ ،‬فالبنت تستحق النصف بشرطين عدميين ‪:‬‬ ‫واحد‪ ،‬وهو الباقي لها‬
‫أن ال يكون معها فرع وارث ‪ ،‬وأن تكون منفردة عن ِّ‬
‫معصب لها‪ ،‬وهو أخوها من طبقتها"‬
‫فاستحقت ِّ‬
‫النصف‪ ،‬وبنت االبن تستحق السدس بشرط‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫االبن" ‪ ،‬وقد َّ‬
‫تحقق الشرطان لها‬
‫أن تكون مع البنت المستوفية نصفها فتأخذ السدس تكملة للثلثين؛ َّ‬
‫ألن السدس إذا‬
‫جمعناه مع النصف ينتج عنه الثلثان‪ ، 3/2=6/1+2/1 :‬وهذا معنى تكملة للثلثين ‪،‬‬
‫ألن االبن يحجبها ‪ ،‬وابن االبن ِّ‬
‫يعصبها ‪،‬‬ ‫وبشرط أن ال يكون معها ابن أو ابن ابن ؛ َّ‬
‫تعصيبا بشرط‪ :‬أن تكون مع البنات‪ -‬بنت أو بنت ابن‬‫ً‬ ‫واالخت الشقيقة تأخذ الباقي‬
‫فأكثر ‪ -‬وأن ال يكون معها ِّ‬
‫معصب ‪ ،‬وهو أخوها الشقيق ‪ ،‬وأن ال يكون معها فرع وارث‬
‫ألن االبن‪ ،‬وابن االبن مهما نزل أبوه يحجبانها‪ ،‬و َّ‬
‫ألن االب يحجبها كذلك ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫مذكر ؛ َّ‬
‫مشتركا معها في َّ‬
‫النصيب مثل أخ لها عند جمهور الفقهاء ‪ ،‬وعندما تكون‬ ‫ً‬ ‫الجد يكون‬
‫و ُّ‬
‫األخت الشقيقة عصبة ‪ ،‬كانت بقوة االخ الشقيق ؛ لذا حجبت االخت الب (‪.)189‬‬

‫‪ | 720‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫الربع صنفان هما‪ :‬الزوج والزوجة فقط ‪،‬‬


‫الربع ‪ :‬أصحاب ُّ‬
‫‪ -2‬أمثلة على فرض ُّ‬
‫الربع ؛ لوجود الفرع الوارث معه ‪ ،‬ومثاله على النحو اآلتي‪ :‬توفيت امرأة‬
‫فالزوج يأخذ ُّ‬
‫عن زوج وبنت وعم ‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫الربع ‪،‬‬ ‫نالحظ ‪َّ :‬‬
‫أن الزوج أخذ ُّ‬ ‫أصل المسألة‪:‬‬
‫الوارثون‬ ‫االنصباء‬
‫وبعد قسمة أصل المسألة "‪ "4‬على‬ ‫‪4‬‬

‫للربع‪ ،‬كان للزوج سهم‬


‫المقام"‪ُّ "4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪4/1‬‬
‫استحقت ِّ‬
‫النصف ؛‬ ‫َّ‬ ‫واحد‪ ،‬والبنت‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬

‫الستيفائها الشرطين‪ ،‬فبعد قسمة‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬ ‫تعصيبا‬


‫ً‬ ‫الباقي‬

‫العم الذي‬
‫أما ُّ‬
‫نصيب البنت سهمين ‪ ،‬و َّ‬ ‫أصل المسألة "‪ "4‬على المقام" ‪ِّ "2‬‬
‫للنصف ‪،‬كان‬
‫ُ‬
‫احدا‪.‬‬
‫سهما و ً‬
‫تعصيبا‪ ،‬فكان نصيبه ً‬
‫ً‬ ‫استحق الباقي‬
‫بع إذا لم يكن معها‬
‫الر َ‬
‫الربع ‪ ،‬هو ‪ :‬الزوجة ‪ ،‬تأخذ ُّ‬
‫والصنف الثاني ألصحاب فرض ُّ‬
‫فرع وارث ‪ ،‬ومثاله على النحو اآلتي‪ :‬توفي رجل عن زوجة وعم‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫نالحظ ‪ :‬في هذا المثال َّ‬
‫أن‬ ‫أصل المسألة‪4:‬‬ ‫الوارثون‬ ‫االنصباء‬

‫الربع ؛ لعدم‬ ‫َّ‬


‫استحقت ُّ‬ ‫الزوجة‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫وجود فرع وارث معها ‪ ،‬فكان‬ ‫‪3‬‬ ‫عم‬ ‫تعصيبا‬
‫ً‬ ‫الباقي‬
‫العم‬
‫أما ُّ‬
‫احدا ‪ ،‬و َّ‬ ‫سهما و ً‬
‫نصيبها ً‬
‫فاستحق الباقي بالتعصيب ‪ ،‬فكان نصيبه "‪ "3‬أسهم(‪.)190‬‬
‫َّ‬
‫عموما فقط‪،‬‬
‫ً‬ ‫الثمن‪ :‬أصحاب الثُّمن ‪ :‬الزوجة أو الزوجات‬
‫‪ -3‬أمثلة على فرض ُّ‬
‫هن بقسمة‬ ‫تعدِّد َّ‬
‫حد أربع زوجات يشتركن فيه بالتساوي في حالة ُّ‬ ‫تستحقه الواحدة إلى ِّ‬
‫ُّ‬
‫الغرماء ‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫مثال(‪ :)1‬على الزوجة الواحدة‪ :‬توفي رجل عن زوجة وبنت وعم ‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل‬
‫منهم؟‬
‫مثال(‪ :)2‬على تعدد الزوجات‪ :‬توفي رجل عن ثالث زوجات وأم وبنت وعم‪ ،‬فما نصيب‬
‫ٍ‬
‫كل منهم؟‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪721‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫مثال(‪:)2‬‬ ‫مثال(‪:)1‬‬
‫أصــــــــــــــــــــــل‬ ‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬ ‫أصـــــــــــــــــــل‬ ‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬

‫المسألة‪24:‬‬ ‫المسألة‪8:‬‬
‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪/3‬زوجات‬ ‫‪8 /1‬‬
‫‪4‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬
‫‪4‬‬ ‫أم‬ ‫‪6 /1‬‬
‫‪3‬‬ ‫عم‬ ‫ال ـ ـب ـ ـ ــاقـ ــي‬
‫‪12‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2 /1‬‬
‫تعصيبا‬
‫ً‬
‫‪5‬‬ ‫عم‬ ‫الباقي‬

‫أن الزوجة اس ـ ـ ـ ـ ــتحقت الثُّمن ؛ لوجود معها فرع وارث ‪ ،‬وهو‬‫نالحظ‪ :‬في المثال األول‪َّ :‬‬
‫أما البنت فاسـ ــتحقت ِّ‬
‫النصـ ــف فكان نصـ ــيبها أربعة‬ ‫احدا‪َّ ،‬‬
‫ـهما و ً‬
‫البنت‪ ،‬فكان نصـ ــيبها سـ ـ ً‬
‫ـيبا‪ ،‬فكان نصــيبه ثالثة أســهم ‪ ،‬وفي المثال الثاني ‪:‬‬ ‫ـتحق الباقي تعصـ ً‬
‫العم اسـ َّ‬
‫أســهم ‪ ،‬و ُّ‬
‫َّ‬
‫عليهن‬ ‫معهن ‪،‬وهو البنت َّ‬
‫‪،‬يوزع‬ ‫َّ‬ ‫استحقاقهن الثُّمن؛ لوجود فرع وارث‬
‫َّ‬ ‫أن الثالث زوجات‬ ‫َّ‬
‫احدا ‪ ،‬واألم‬
‫ـهما و ً‬ ‫ـيبهن ثالثة أسـ ـ ــهم‪ِّ ،‬‬
‫لكل واحدة َّ‬ ‫بالتسـ ـ ــاوي‪ ،‬فكان مجمل نصـ ـ ـ َّ‬
‫منهن سـ ـ ـ ً‬
‫استحقت السدس؛ لوجود البنت معها‪ ،‬وستأتي تفاصيل استحقاقها في التمثيل ألصحاب‬ ‫َّ‬
‫النصـف‪ ،‬فكان نصـيبها‬ ‫ـتحقت ِّ‬
‫الثلث والسـدس ‪ ،‬فكان نصـيبها أربعة أسـهم ‪ ،‬والبنت اس َّ‬
‫تعصيبا ‪ ،‬فكان نصيبه خمسة أسهم(‪.)191‬‬‫ً‬ ‫العم استحقاقه الباقي‬
‫سهما‪ ،‬و ُّ‬
‫اثنا عشر ً‬
‫‪-4‬أمثلة على فرض الثلثين‪ :‬أصحاب الثلثين ‪ ،‬هم‪ :‬البنتان فأكثر‪ ،‬بنتا االبن فأكثر ‪،‬‬
‫هن له أن َّ‬
‫يكن مجتمعات‬ ‫ِّ‬
‫استحقاق َّ‬ ‫األخوات الشقيقات فأكثر‪ ،‬األخوات ألب فأكثر ‪ ،‬وشرط‬
‫بهن االبن‪ ،‬وبنتا االبن‬ ‫بهن ‪ ،‬فالبنتان ِّ‬
‫يعص َّ‬ ‫عمن ِّ‬
‫يعص َّ‬ ‫اثنتان فأكثر ‪ ،‬وأن َّ‬
‫يكن منفردات َّ‬
‫بهن األخ الشقيق ‪ ،‬واالختان الب‬ ‫بهن ابن االبن ‪ ،‬واألختان الشقيقتان ِّ‬
‫يعص َّ‬ ‫ِّ‬
‫يعص َّ‬
‫بهن االخ ألب‪ ،‬فالبنتان فأكثر شرط استحقاقهما للثلثين أن ال يكون معهما ِّ‬
‫معصب‬ ‫ِّ‬
‫يعص َّ‬
‫‪ ،‬وهو أخوها االبن‪ ،‬واألختان الشقيقتان شروط استحقاقهما للثلث ‪ ،‬هو شروط استحقاقهما‬
‫آنفا‪ ،‬سوى أن يشترط معها أن تكون مجتمعة اثنتان فأكثر‪،‬‬
‫مرت علينا ً‬
‫للنصف التي َّ‬
‫وكذلك االختان ألب ‪ ،‬سوى أن ال يكون معهما أخت شقيقة فأكثر؛ َّ‬
‫ألنها إذا كانت‬
‫منفردة معهما أخذت هي نصفها وجعلتهما يأخذان السدس معها ‪،‬تكملة للثلثين ‪ ،‬وإذا‬

‫‪ | 722‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫كانت االخت الشقيقة متعددة أخذن الثلثين وتركن االخوات ألب واحدة كانت أو متعددة‬
‫اقهن للثلثين‪ ،‬والتمثيل يكون على النحو اآلتي‪:‬‬
‫بال نصيب ؛ الستغر َّ‬
‫مثال(‪ :)1‬توفي رجل عن بنتين وبنت ابن وأخت شـ ـ ــقيقة وأخت ألب‪ ،‬فما نصـ ـ ــيب ٍ‬
‫كل‬
‫منهم؟‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن البنتين اس ــتحقتا الثلثين؛‬ ‫أصل‬
‫الوارثات‬ ‫األنصباء‬
‫لكونهم ـ ــا اثنتين ‪ ،‬والنفرادهم ـ ــا عن‬ ‫المسألة‪3:‬‬
‫مع ِّ‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـب لهما ‪ ،‬فكان نص ـ ـ ـ ـ ــيبهما‬ ‫‪3/2‬‬
‫‪2‬‬ ‫بنتان‬
‫سـ ـ ـ ـ ـ ــهمين‪ِّ ،‬‬
‫لكل بنت سـ ـ ـ ـ ـ ــهم‪ ،‬وبنت‬ ‫ساقطة‬
‫×‬ ‫بنت ابن‬
‫االبن ليس لها شـيء بعدما اسـتغرق‬ ‫لها الباقي‬
‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬
‫البنتـان الثلثين‪ ،‬فهي سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاقطـة عن‬ ‫تعصيبا‬
‫ً‬
‫×‬ ‫أخت ألب‬
‫نصـيب لها معهما‪ ،‬واالخت الشـقيقة‬ ‫محجوبة‬

‫احدا‪ ،‬واالخت ألب‪ ،‬ليس لها ش ــيء‪ ،‬فهي‬ ‫اس ـ َّ‬


‫ـتحقت التعص ــيب‪ ،‬فكان نص ــيبها س ــهما و ً‬
‫بقوة األخ الشقيق ؛‬
‫محجوبة باألخت الشقيقة ‪ ،‬التي كان استحقاقها التعصيب ‪ ،‬فكانت َّ‬
‫لذلك حجبت االخت ألب(‪.)192‬‬
‫مثال(‪:)2‬توفيت امرأة عن بنتي ابن وأخت شقيقة وأخت ألب‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫َّ‬
‫استحقتا‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن بنتي االبن‬ ‫أصل‬
‫الوارثات‬ ‫األنصباء‬
‫الثلثين؛ الستيفائها شروط ذلك ‪،‬‬ ‫المسألة‪3:‬‬

‫فلم يكن معهما فرع وارث‪ ،‬فالبنت‬ ‫‪2‬‬ ‫بنتا ابن‬ ‫‪3/2‬‬

‫الواحدة تجعل نصيب بنت االبن‬ ‫‪1‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫تعصيبا‬


‫ً‬ ‫الباقي‬

‫السدس‪ ،‬واحدة كانت فأكثر‪ ،‬بعد‬ ‫×‬ ‫أخت ألب‬ ‫محجوبة‬

‫أن تأخذ البنت نصفها‪ ،‬تكملة للثلثين‪ ،‬والبنتان فأكثر تجعل بنت االبن ‪ ،‬واحدة فأكثر ‪،‬‬
‫ساقطة عن نصيب معهما‪ ،‬واالبن يحجبها‪ ،‬وابن االبن ِّ‬
‫يعصبها‪ ،‬سواء أكانت منفردة‬
‫تعصيبا‪،‬‬ ‫َّ‬
‫استحقت الباقي‬ ‫أم متعددة‪ ،‬فكان نصيب بنتي االبن سهمان‪ ،‬واالخت الشقيقة‬
‫ً‬
‫احدا‪ ،‬واالخت ألب محجوبة بها‪ ،‬فال شيء لها‪.‬‬
‫سهما و ً‬
‫فكان نصيبها ً‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪723‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫مثال(‪ :)3‬توفيت امرأة عن اختين شقيقتين وعم‪ ،‬فما نصيب ٍ‬


‫كل منهما؟‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن األختين الشقيقتين‬ ‫أصل‬
‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬
‫َّ‬
‫استحقتا الثلثين ؛ الستيفائهما‬ ‫المسألة‪3:‬‬

‫شروط االستحقاق‪ ،‬فكان نصيبهما‬ ‫‪3/2‬‬


‫‪2‬‬ ‫أختان شقيقتان‬
‫تعصيبا‬
‫ً‬ ‫العم يأخذ الباقي‬
‫سهمين‪ ،‬و ُّ‬ ‫الباقي‬
‫‪1‬‬ ‫عم‬
‫احدا‪ ،‬فإذا‬ ‫تعصيبا‬
‫سهما و ً‬
‫‪ ،‬فكان نصيبه ً‬ ‫ً‬
‫كان بدالً عن الشقيقتين أختان ألب ‪ ،‬كانت النتيجة واحدة(‪.)193‬‬
‫أما‬
‫أمثلة على فرض الثلث‪ :‬أصحاب الثلث صنفان‪ :‬األم ‪ ،‬واألخوة واألخوات ألم‪َّ ،‬‬
‫فتستحق الثلث إذا لم يكن معها فرع وارث أو جمع من االخوة أو االخوات‪ ،‬اثنان‬
‫ُّ‬ ‫األم‬
‫ذكور أم إناثًا‪ ،‬أو‬
‫أم فقط‪ً ،‬ا‬
‫أم ‪ ،‬أم من أب فقط‪ ،‬أو من ٍ‬
‫فأكثر ‪ ،‬سواء أكانوا من أب و ٍ‬
‫معا‪ ،‬والتمثيل لها على النحو اآلتي‪:‬‬
‫مجتمعين ً‬
‫أم وعم‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬ ‫مثال‪ :‬توفي رجل عن أخت ألب و ٍ‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن االخت ألب نالت نصفها ؛‬ ‫أصل‬
‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬
‫الستيفائها للشروط‪ ،‬فكان نصيبها ثالثة‬ ‫المسألة‪6:‬‬

‫أسهم‪ ،‬واألم نالت الثلث ؛ الستيفائها‬ ‫‪2/1‬‬


‫‪3‬‬ ‫أخت ألب‬
‫شروط استحقاقها له‪ ،‬فكان نصيبها‬ ‫‪3/1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أم‬
‫تعصيبا‪ ،‬فكان‬ ‫العم له الباقي‬
‫سهمين‪ ،‬و ُّ‬ ‫الباقي‬
‫ً‬ ‫‪1‬‬ ‫عم‬
‫احدا‪.‬‬ ‫تعصيبا‬
‫سهما و ً‬
‫نصيبه ً‬ ‫ً‬
‫أما األخوة واألخوات ألم‪ ،‬إذا اجتمعوا ‪ ،‬اثنان فاكثر ‪ ،‬يستوي فيه الذكر واألنثى ‪،‬‬
‫و َّ‬
‫فلهم الثلث‪ ،‬والتمثيل لهم ‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ | 724‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫مثال‪ :‬توفي رجل عن زوجة وأخ ألم وأخت ألم وعم‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن الزوجة أخذت ربعها ؛‬ ‫أصل المسألة‪12:‬‬ ‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬

‫لعدم وجود فرع وارث معها‪ ،‬واالخ‬ ‫‪4/1‬‬


‫‪3‬‬ ‫زوجة‬
‫ألم مع االخت ألم اشتركا في الثلث‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخ ألم‬
‫بالتساوي ‪ ،‬فكان ٍ‬
‫لكل منهما سهمان‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫أخت ألم‬
‫تعصيبا ‪ ،‬فكان‬ ‫العم له الباقي‬
‫‪ ،‬و ُّ‬ ‫الباقي‬
‫ً‬ ‫‪5‬‬ ‫عم‬
‫نصيبه خمسة أسهم(‪.)194‬‬ ‫تعصيبا‬
‫ً‬

‫االم‬ ‫‪ -6‬أمثلة على فرض السدس‪ :‬أصحاب السدس سبعة أصناف‪ :‬االب‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد ‪ ،‬و ُّ‬
‫‪ ،‬و َّ‬
‫الجدة ‪ ،‬وبنت االبن ‪ ،‬واالخت ألب ‪ ،‬واألخوة أو األخوات ألم ‪ ،‬أذا انفردوا ‪،‬‬
‫جمعهم الباحث في مسألة واحدة‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫وجد ٍة ‪ ،‬وبنت ابن ‪ ،‬وأخت ألب ‪ ،‬وأخت ألم‬
‫أم ‪َّ ،‬‬ ‫مثال‪ :‬توفي رجل عن أب‪ٍ ،‬‬
‫وجد ‪ ،‬و ٍ‬
‫‪،‬وأخ ألم ‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫استحق السدس‬
‫َّ‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن االب‬ ‫أصل‬
‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬
‫سهما‬
‫بالفرض‪ ،‬فكان نصيبه ً‬
‫المسألة‪6:‬‬

‫سهما آخر‬
‫احدا ‪ ،‬وبالتعصيب ً‬
‫و ً‬ ‫‪2 =1+1‬‬ ‫أب‬ ‫تعصيبا‬
‫ً‬ ‫‪ +6/1‬الباقي‬

‫مجمل نصيبه سهمين‪،‬‬


‫ُ‬ ‫‪ ،‬فكان‬ ‫×‬ ‫جد‬ ‫محجوب‬

‫ألم‬ ‫و ُّ‬
‫الجد واألخت ألب واألخت ٍ‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬ ‫‪6/1‬‬

‫واألخ ألم محجوبون به ‪ ،‬واألم‬ ‫×‬ ‫َّ‬


‫جدة‬ ‫محجوبة‬
‫َّ‬
‫استحقت السدس ؛لوجود فرع‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪2/1‬‬

‫وارث معها باإلضافة إلى جمع‬ ‫×‬ ‫أخت ألب‬ ‫محجوبة‬

‫من األخوة واألخوات مطلًقا ‪،‬‬ ‫×‬ ‫أخت ألم‬ ‫=‬

‫احدا‪ ،‬وبنت‬ ‫×‬ ‫أخ ألم‬ ‫=‬


‫سهما و ً‬
‫فكان نصيبها ً‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪725‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫استحقت ِّ‬
‫النصف ؛ النعدام البنت معها ‪ ،‬والنعدام بنت ابن مماثلة لها‪ ،‬والنعدام‬ ‫َّ‬ ‫االبن‬
‫ِّ‬
‫معصب لها ‪ ،‬فكان نصيبها ثالثة أسهم(‪.)195‬‬

‫المطلب السابع ‪:‬بعض األمثلة التطبيقية على أصحاب التعصيب‪:‬‬


‫النسبية ‪ -1 :‬وهي العصبة َّ‬
‫بالنفس‬ ‫هذه بعض األمثلة على أنواع العصبات َّ‬
‫‪ -2،‬والعصبة بالغير ‪-3 ،‬والعصبة مع الغير‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫العصبة بالنفس‪ :‬وهم الذكور مجتمعون‬ ‫‪-1‬‬
‫في هذا المثال أدناه‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫أصل‬
‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬
‫المسألة‪6:‬‬

‫استحق السدس بالفرض فقط‪،‬‬


‫َّ‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن االب‬ ‫أب‬
‫‪1‬‬ ‫‪6/1‬‬
‫مقدمة على‬ ‫وقد سلبه االبن التعصيب ؛ َّ‬
‫ألن البنوة َّ‬ ‫جد‬
‫×‬ ‫محجوب‬
‫احدا ‪ ،‬واالبن أخذ‬
‫سهما و ً‬
‫األبوة فيه‪ ،‬فاألب أخذ ً‬ ‫ابن‬
‫‪5‬‬ ‫العصبة‬
‫أما‬
‫تعصيبا ‪ ،‬فكان نصيبه خمسة أسهم‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫الباقي‬ ‫ابن ابن‬
‫×‬ ‫محجوب‬
‫ُّ‬
‫الجد فمحجوب باالب ‪،‬وابن االبن محجوب باالبن‬ ‫أخ شقيق‬
‫×‬ ‫=‬
‫‪ ،‬والباقون محجوبون باالب واالبن وابن االبن ؛‬ ‫أخ ألب‬
‫×‬ ‫=‬
‫َّ‬
‫ألن البنوة واالبوة تحجب االخوة والعمومة في‬ ‫ابن أخ شقيق‬
‫×‬ ‫=‬
‫ِّ‬
‫المعتق ذو الوالء فهو محجوب‬ ‫أما‬
‫التعصيب ‪ ،‬و َّ‬ ‫ابن أخ ألب‬
‫×‬ ‫=‬
‫بالجميع فمرتبته تأتي بعد العمومة‪ ،‬فهو يرث إذا‬ ‫عم شقيق‬
‫×‬ ‫=‬
‫لم يكن أحد من أصحاب العصبات بالنفس‬ ‫عم ألب‬
‫×‬ ‫=‬
‫موجودا معه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ابن عم شقيق‬
‫×‬ ‫=‬
‫ابن عم ألب‬
‫×‬ ‫=‬
‫ِّ‬
‫المعتق ذو‬
‫×‬ ‫=‬
‫الوالء‬

‫‪ | 726‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -2‬العصبة بالغير‪ :‬وهم البنت وبنت االبن واالخت الشقيقة واالخت ألب ‪ ،‬عندما‬
‫طبقتهن‪ ،‬فالبنت ِّ‬
‫يعصبها االبن‪ ،‬وبنت االبن ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يجتمعن مع إخو َّ‬
‫انهن ‪ ،‬وهم من‬
‫يعصبها االخ الشقيق‪ ،‬واالخت الب ِّ‬
‫يعصبها االخ‬ ‫يعصبها ابن االبن‪ ،‬واالخت الشقيقة ِّ‬
‫ِّ‬
‫الب‪ ،،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫مثال‪ :‬توفي رجل عن بنت وابن ‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن البنت مع االبن عصبة‬ ‫أصل المسألة‪3:‬‬ ‫الوارثون‬ ‫األنصباء‬

‫بالغير ‪ ،‬للذكر فيها مثل حظ االنثيين‪،‬‬ ‫عصبة‬


‫‪2‬‬ ‫بنت‬
‫فيكون أصل المسألة من عدد رؤوسهم‬ ‫بالغير‬
‫‪1‬‬ ‫ابن‬
‫‪ ،‬فاالبن برأسين والبنت برأس واحد؛‬
‫َّ‬
‫ألن الذكر ضعف نصيب االنثى‪،‬‬
‫فيكون عدد رؤوسهم ثالثة ‪ ،‬لالبن سهمان ‪ ،‬وللبنت سهم واحد‪ ،‬وهكذا لو اجتمعت‬
‫بنت االبن مع ابن االبن أو االخت الشقيقة مع االخ الشقيق أو االخت ألب مع االخ‬
‫ألب‪ ،‬فالنتيجة واحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬العصبة مع الغير‪َّ :‬‬
‫وهن البنات مع االخوات حين يجتمعن‪ ،‬فالبنت ‪ ،‬أو بنت‬
‫َّ‬
‫معهن عصبة‪ ،‬كما في المثال‬ ‫االبن تأخذ نصيبها ‪ ،‬واالخوات الشقيقات أو ألب َّ‬
‫يكن‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫مثال‪ :‬توفي رجل عن بنت وبنت ابن وأخت شقيقة وأخت ألب‪ ،‬فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬

‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫أن البنت وبنت االبن أخذا‬ ‫أصل المسألة‪6:‬‬ ‫الوارثات‬ ‫األنصباء‬

‫نصيبهما ‪ ،‬فللبنت ثالثة أسهم ‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪2/1‬‬


‫‪1‬‬ ‫بنت ابن‬ ‫‪6/1‬‬
‫ولبنت االبن سهم واحد ‪ ،‬واالخت‬
‫‪2‬‬ ‫أخت شقيقة‬ ‫عصبة مع الغير‬
‫َّ‬
‫معهن ‪ ،‬لها ما‬ ‫الشقيقة عصبة‬
‫×‬ ‫أخت ألب‬ ‫محجوبة‬
‫تبقى‪ ،‬وهو سهمان‪ ،‬وال شيء‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪727‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫لْلخت ألب ؛ َّ‬


‫ألنها محجوبة باالخت الشقيقة‪ ،‬التي تكون بقوة االخ الشقيق عندما‬
‫تكون عصبة ؛ لذا حجبت االخت ألب (‪.)196‬‬
‫***‬
‫اث ِ‬
‫الجد واألخوة واألخوات وضوابطها‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬الموازنة في مير ِ‬
‫المطلب األول‪ :‬اختالف الصحابة ‪ ‬والفقهاء عموما في ميراث ِ‬
‫الجد واألخوة واألخوات‬ ‫ً‬
‫ِّ‬
‫اختلف الصحابة ‪ ‬والفقهاء من بعدهم في ميراث الجد عند اجتماعه مع األخوة‬
‫يبق منها‬ ‫ِّ‬ ‫(‪)197‬‬
‫‪ ،‬إلى أقوال عديدة قد ُهجرت جميعها ‪ ،‬ولم َ‬ ‫واألخوات األشقاء أو ألب‬
‫عموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫أن َّ‬
‫الجد كاألب في حجبه لْلخوة‬ ‫سوى قولين عليهما العمل(‪ ،)198‬فالقول األول‪َّ :‬‬
‫أن ال َّ‬
‫جد كأ ٍخ من األخوة واألخوات‪ ،‬األشقاء أو ألب‪،‬‬ ‫عند عدم وجوده معه ‪ ،‬والثاني ‪َّ :‬‬
‫يرث معهم ‪ ،‬وتفصيله على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الجد كاألب في حجبه لألخوة واألخوات عند عدم وجوده معه‬ ‫القول األول ‪ُّ :‬‬
‫ِّ‬
‫الصديق‪ ،‬وعائشة ُّأم المؤمنين‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وعبد للا‬ ‫وقال به من الصحابة أبو بكر‬
‫بن عمر‪ ،‬وعبد للا بن عباس ‪ ، ‬وغيرهم ‪ ،‬وذهب إليه أبو حنيفة ‪ ،‬والمـَُزِّني وابن‬
‫سريج من الشافعيَّة ‪ ،‬ورواية عن اإلمام أحمد ‪ ،‬أخذ بها ابن تيميَّة وابن مفلح من الحنابلة‬
‫(‪)199‬‬
‫المرداوي ‪ ،‬والظاهريَّة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ورجحها‬
‫َّ‬
‫القول الثاني ‪ُّ :‬‬
‫الجد يرث مع األخوة واألخوات كاألخ معهم‬
‫وقال به عثمان بن َّ‬
‫عفان‪ ،‬وعلي بن أبي طالب‪ ،‬وزيد بن ثابت ‪ ،‬وعبد للا بن مسعود‬
‫‪ ، ‬وغيرهم ‪ ،‬وذهب إليه أبو يوسف ومحمد بن حسن الشيباني من الحنفية‪ ،‬والمالكية‪،‬‬
‫(‪)200‬‬
‫األصح عندهم ‪ ،‬وأكثر أهل العلم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والشافعية‪ ،‬والحنابلة في‬
‫أدلة أصحاب القول األول‪:‬‬‫َّ‬
‫السكوتي(‪ ،)201‬والقياس‪:‬‬ ‫استدلوا ‪:‬بالكتاب‪ ،‬و َّ‬
‫السنة ‪ ،‬واألثر‪ ،‬واإلجماع ُّ‬
‫أما الكتاب ‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪-1‬فقولهً تعاىل‪ًً:‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓﭼ(‪ً ً.ً)202‬‬

‫‪ | 728‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪-2‬وقولهًتعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭼً(‪ً ً.ً)203‬‬


‫‪-3‬وقولهًتعاىل‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼً(‪ً ً.ً)204‬‬
‫وجه الداللة فيما َّ‬
‫تقدم من اآليات‪:‬‬
‫اس ُم‬ ‫ِّ‬
‫األجداد َّ‬ ‫َّ‬
‫ان ْ‬
‫الماوردي‪َ (:‬وإِّ َذا َك َ‬
‫ُّ‬ ‫آباء‪ ،‬وكما قال‬ ‫بأنهم ٌ‬ ‫أطلق على‬ ‫َ‬ ‫أن للا تعالى‬
‫َن َي ُكو َن ِّفي اْلح ْك ِّم َك ْاأل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َب)(‪،)205‬‬ ‫ُ‬ ‫طلًِّقا َعَلى اْل َجد َو َج َب أ ْ‬ ‫ْاأل ِّ‬
‫َب ُم ْن َ‬
‫(‪)206‬‬
‫ات مطلًقا ‪ ،‬فكذلك ُّ‬
‫الجد يحجبهم‪.‬‬ ‫فكما يحجب األب األخوة واألخو ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪-4‬وقولهً تعاىل‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬
‫ﮖ ﮗﭼً(‪ً ً.)207‬‬
‫‪-5‬وقولهً تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼً(‪ً.)208‬‬
‫وجه الداللة فيهما‪:‬‬
‫ألم بالولد أو بالوالد‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الكاللة(‪ )209‬في اآلية األولى يفيد حجب األخوة واألخوات ٍ‬ ‫مفهوم‬ ‫َّ‬
‫أن‬
‫َ‬
‫وفي الثانية يفيد حجب األخوة واألخوات‪،‬األشقاء وألب‪ ،‬بالولد أو الوالد أيضا ‪،‬ولم يكن‬
‫فيهما التفريق بين األب و ِّ‬
‫الجد في الحجب‬
‫عموما(‪ ،)211‬وكما قال‬
‫ً‬ ‫الد(‪ ،)210‬فهو كاألب يحجب األخوة واألخوات‬ ‫أن َّ‬
‫الجد و ٌ‬ ‫‪ ،‬وبما َّ‬
‫ألن للا تعالى وَّر َث األخوة واألخو ِّ‬
‫فلما لم يرث‬
‫ات في الكاللة‪َّ ...‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الحنفي‪( :‬و َّ َ‬ ‫ُّ‬ ‫القدور ُّي‬
‫الج ِّد‪َ ،‬د َّل على َّأنه ال يرث معه األخوة لْلب واألمِّ) (‪.)212‬‬
‫لْلم مع َ‬
‫األخوة ِّ‬
‫أما َّ‬
‫السنة‪:‬‬ ‫و َّ‬
‫يل َفِإ َّن أََب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك ْم‬ ‫(ارُموا َبني ِإ ْس َماع َ‬
‫بي ‪ْ : ‬‬ ‫األكوع(‪  )213‬قال ‪ ،‬قال َّ‬
‫الن ُّ‬ ‫‪-1‬فعن َسَل َم َة بن َ‬
‫َكان ر ِ‬
‫امًيا)(‪.)214‬‬ ‫َ َ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫أن األجداد‬ ‫يدل على َّ‬ ‫مما ُّ‬‫الجد وهو نبي للا اسماعيل ‪َّ ،‬‬ ‫أطلق اسم األب على ِّ‬
‫(‪)215‬‬
‫‪.‬‬ ‫هم كذلك آباء‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪729‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫واعترض عليه‪:‬‬
‫يل َعَل ْي ِّه‬ ‫َن اْلج َّد أَب‪ ،‬و َّ ِّ‬
‫الدل ُ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ ِّ‬
‫ال الشافع ُّي ‪َ : ‬ال ُن َسل ُم أ َّ َ ٌ َ‬‫الرازي في تفسيره‪َ( :‬ق َ‬
‫قال َّ‬
‫ُو ُجوهٌ‪:‬‬
‫َب‪َ ،‬ف َن ْح ُن َن ْستَِّد ُّل َعَلى أََّن ُه َل ْي َس‬ ‫َن اْل َج َّد أ ٌ‬
‫ات َعَلى أ َّ‬ ‫أَحدها‪ :‬أََّن ُكم َكما استَدَلْلتُم ِّبه ِّذِّه ْاآلي ِّ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ ْ ْ َ‬ ‫َُ َ‬
‫َّللاَ تَ َعاَلى َما أ َْد َخ َل‬ ‫َب ِّبَق ْولِّ ِّه تَ َعاَلى‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ(‪َ ،)216‬فِّإ َّن َّ‬ ‫ِّبأ ٍ‬

‫اع ُد ِّفي األبوة أباً لكان النازل في َّ‬ ‫الص ِّ‬ ‫يعُق ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫البنوة‬ ‫ان َّ‬ ‫وب في َبنيه ؛ ألََّن ُه َمي ََّزهُ َع ْن ُه ْم‪َ ،‬فَل ْو َك َ‬ ‫َْ َ‬
‫َن اْلج َّد َل ْيس ِّبأ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َب‪.‬‬ ‫ْاب ًنا في اْل َحقيَقة‪َ ،‬فَل َّما َل ْم َي ُك ْن َك َذل َك ثََب َت أ َّ َ َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َن‬‫َن ُي ْنَفى أ َّ‬ ‫ص َّح لِّ َم ْن َم َ‬
‫ات أ َُبوهُ َو َج ُّدهُ َح ٌّي أ ْ‬ ‫ان اْل َج ُّد أ ًَبا َعَلى اْل َحقيَقة َل َما َ‬ ‫يها‪َ :‬ل ْو َك َ‬
‫َوثَان َ‬
‫َب ِّفي اْل َح ِّقيَق ِّة‬
‫يب وَل َّما ص َّح َذلِّ َك َعلِّم َنا أََّن ُه َل ْيس ِّبأ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َل ُه أ ًَبا‪َ ،‬ك َما َال َيص ُّح في ْاألَب اْلَق ِّر َ‬
‫‪...‬‬
‫ُما َو َآباء َكِّث ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ين‬‫ير َ‬ ‫ً‬ ‫ف أ ًّ‬ ‫ات َو َخل َ‬ ‫ص َّح اْلَق ْو ُل ِّبأََّن ُه َم َ‬ ‫ان اْل َج ُّد أ ًَبا َعَلى اْل َحقيَقة َل َ‬ ‫َوثَالثُ َها‪َ :‬ل ْو َك َ‬
‫ير‪.‬‬‫الل َغ ِّة َوالتَّْف ِّس ِّ‬
‫اب ُّ‬ ‫اء وأ َْرَب ِّ‬‫ِّ‬
‫َحٌد م َن اْلُفَق َه َ‬
‫طلِّْقه أ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َوَذل َك م َّما َل ْم ُي ْ ُ َ‬
‫الل َغ ِّة َل َما َك ُانوا َي ْخَتلُِّفو َن ِّفي‬ ‫الصحاب َة ع ِّارُفو َن ِّب ُّ‬
‫َن َّ َ َ َ‬ ‫ان اْل َج ُّد أ ًَبا َوَال َش َّك أ َّ‬ ‫َوَرِّاب ُع َها‪َ :‬ل ْو َك َ‬
‫الش ْب َه ُة ِّفي‬ ‫ان َك َذلِّ َك َلما وَق َع ِّت ُّ‬ ‫ان اْل َج ُّد أ ًَبا َل َك َان ِّت اْل َج َّدةُ أ ًّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َ َ‬ ‫ُما‪َ ،‬وَل ْو َك َ‬ ‫م َيراث اْل َجد‪َ ،‬وَل ْو َك َ‬
‫ال ع ْنه ‪...‬وخ ِّ‬ ‫اث الج َّد ِّة حتَّى يحتاج أَبو بك ٍر ر ِّ‬ ‫ِّمير ِّ‬
‫ام ُس َها‪َ :‬ق ْولُ ُه‬ ‫الس َؤ ِّ َ ُ َ َ‬ ‫َّللاُ َع ْن ُه ِّإَلى ُّ‬ ‫ضي َّ‬
‫َ ْ َ َ َ َْ َ ُ َْ َ َ‬
‫ان اْل َج ُّد أ ًَبا‬ ‫‪َ ،‬فَل ْو َك َ‬
‫(‪)217‬‬
‫تَ َعاَلى‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ‬
‫اث ِّال ْب ِّن ِّاال ْب ِّن‬‫َل َكان ابن ِّاالب ِّن ابنا َال محاَل َة َف َكان يْل َزم ِّبمْقتَضى ه ِّذِّه ْاآلي ِّة حصول اْل ِّمير ِّ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ُ ْ ًْ‬
‫َن اْلج َّد َل ْيس ِّبأ ٍ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫مع ِّقي ِّ ِّ‬
‫َب)(‪.)218‬‬ ‫ام اال ْب ِّن‪َ ،‬وَل َّما َل ْم َي ُك ْن َك َذل َك َعل ْم َنا أ َّ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِبأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َهل َها َف َما‬ ‫ال‪ (:‬أَْلحُقوا اْل َفَرائ َ‬ ‫الن ِب ِي ‪َ ‬ق َ‬ ‫ا‪،‬ع ْن َّ‬ ‫َّللا َعْن ُه َم َ‬ ‫‪،‬رض َي َّ ُ‬ ‫وع ْن ْاب ِن َعَّب ٍ‬
‫اس َ‬ ‫‪َ -2‬‬
‫َب ِقي َف ُه َو ِأل َْوَلى َر ُج ٍل َذ َك ٍر)(‪.)219‬‬
‫َ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫بعد إعطاء أصحاب الفروض فروضهم ‪ ،‬فما بقي من نصيب يكون عصبة ألقرب‬
‫الجد عندما يكون معه األخوة ؛ َّ‬
‫ألنه األقرب للميت من األخ‪ ،‬وال‬ ‫‪ ،‬وهو ُّ‬ ‫(‪)220‬‬
‫رجل ذكر‬
‫يتصور اشتراك جهتين مختلفتين في التعصيب؛ لذا يلزم منه عدم اشتراك االخوة معه‬

‫‪ | 730‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫مخالف لتعصيب اإلخوة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫في َّ‬


‫النصيب(‪ ، )221‬كما قال القدور ُّي ‪(:‬و َّ‬
‫ٌ‬ ‫تعصيب الجد نوعٌ‬
‫َ‬ ‫ألن‬
‫والميراث ال يشترك فيه عصبتان مختلفتان ‪ ،‬كما ال يشترك األعمام واألخوة والموالي‬
‫بسائر العصبات؛ و َّ‬
‫ألنه عصبة يرث معه األوالد كاألب؛ و َّ‬
‫ألن الميراث إذا تعلق بجهة‬
‫تعصيب لم تشاركها جهة أخرى‪ ،‬وإنما ينتقل اإلرث بانقطاع الجهة‪...‬والجد أقرب عندنا‬
‫من األخ فهو أولى) (‪.)222‬‬
‫أما األثر‪:‬‬
‫و َّ‬
‫احتج به أبو حنيفة ‪ ،‬رحمه للا تعالى‪ ،‬كما جاء‬ ‫َّ‬ ‫فبما قاله ابن عبَّاس ‪ ، ‬وقد‬
‫ول أ ََال َيتَّ ِّق َّ‬ ‫احتَ َّج ِّبما ُن ِّق َل َع ْن ْاب ِّن َعب ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َّللاَ‬ ‫ان َيُق ُ‬ ‫َّاس أََّن ُه َك َ‬ ‫َ‬ ‫َما أ َُبو َحن َيف َة ْ‬ ‫في المبسوط‪َ( :‬فأ َّ‬
‫َب أَبا ومعنى ه َذا اْل َك َال ِّم أ َّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ال‬‫صَ‬ ‫َن االت َ‬ ‫َب ْاأل ِّ ً َ َ ْ َ َ‬ ‫َزْي ُد ْب ُن ثَ ِّابت َي ْج َع ُل ْاب َن اال ْب ِّن ْاب ًنا‪َ ،‬وَال َي ْج َع ُل أ َ‬
‫ص َّوُر التََّف ُاو ُت َب ْي َن ُه َما ِّب َم ْن ِّزَل ِّة اْل ُم َما َثَل ِّة َب ْي َن‬ ‫ِّ ِّ ٍ ِّ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫باْلُق ْرب م ْن اْل َجانَب ْي ِّن َي ُكو ُن بصَفة َواح َدة َال ُيتَ َ‬
‫ِّ ِّ ِّ‬
‫ان اْل َج ُّد َمِّيتًا ُي ْج َع ُل ْاب ُن ِّاال ْب ِّن‬ ‫ِّ َّ ِّ‬ ‫َخوي ِّن‪َ .‬فِّإ َذا َك ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ان في اْل َم ْوض ِّع الذي َك َ‬ ‫َ‬ ‫ُخَّوِّة َب ْي َن ْاأل َ َ ْ‬
‫م ْثَل ْي ِّن َو ْاأل ُ‬
‫ال ِّفي‬ ‫ان مع َنى اْلُقربى و ِّاالِّتص ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َق ِّائما مَقام ِّاالب ِّن ِّفي حج ِّب ِّْ ِّ ِّ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َي َجان ٍب َك ُانوا َوَك َ َ ْ‬ ‫اإل ْخ َوة م ْن أ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ً َ َ ْ‬
‫َب ِّفي َح ْج ِّب‬ ‫ان ْاب ُن ْاب ِّن اْلمِّي ِّت مِّيتًا َي ُكو ُن اْلج ُّد َق ِّائما مَقام ْاأل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َجان ِّبه ُم َر َّج ًحا‪َ .‬ف َك َذل َك إ َذا َك َ‬
‫َن ِّاالِّتصال و ِّ‬ ‫صاُل ُه َوُق ْرُب ُه إَلى اْل َمِّي ِّت ِّباْل َمِّي ِّت ُم َر َّج ًحا ِّأل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫احٌد َال‬ ‫َ َ َ‬ ‫َجمي ِّع ْاإل ْخ َوة‪َ ،‬وَي ُكو ُن ات َ‬
‫ُي ْعَق ُل التََّف ُاو ُت َب ْي َن اْل َج ِّانَب ْي ِّن ِّبَو ْج ٍه)(‪.)223‬‬

‫السكوتي‪:‬‬
‫أما اإلجماع ُّ‬
‫و َّ‬
‫أن َّ‬
‫الجد‬ ‫ِّ‬
‫الصديق ‪ ‬لم يختلفوا معه في َّ‬ ‫فقد كان الصحاب ُة ‪ ‬في زمن أبي بكر‬
‫كاألب في حجبه لْلخوة واألخوات مطلًقا ‪ ،‬إذا اجتمع معهم ‪ ،‬ولم يكن معه األب ‪،‬‬
‫الماوردي‬
‫ُّ‬ ‫إجماعا ُسكوتيًّا آنذاك ‪ ،‬و َّإنما اختلفوا بعد وفاته ‪ ، ‬كما َّنوه عنه‬ ‫ً‬ ‫فكان‬
‫ات ِّباْل َج ِّد ‪َ ...‬ب ْل ُرِّو َي‬ ‫َ َ ََ‬
‫الصحابةُ ومن بعدهم ِّفي سُق ِّ‬
‫وط ا ِّْإل ْخوِّة و ْاألَخو ِّ‬
‫ُ‬ ‫ف َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ‬ ‫اخ َتَل َ‬
‫بقوله‪َ( :‬ف ْ‬
‫القطان‪( :‬وأجمع‬ ‫يه أَيَّام أَِّبي ب ْك ٍر حتَّى مات ‪ ، )224( )‬وقال ابن َّ‬ ‫عنهم أََّنهم َلم يختلُِّفوا ِّف ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ‬
‫الجد أب ِّ‬
‫األب ال يحجبه عن الميراث غير‬ ‫أن َّ َ‬ ‫أهل العلم من أصحاب رسول للا ‪َّ ‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪731‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الجد منزلة ِّ‬


‫األب في الحجب والميراث‪ ،‬إذا لم يترك الميت األقرب منه في‬ ‫األب‪ ،‬وأنزلوا َّ‬
‫(‪)225‬‬
‫جميع المواضع إالَّ مع اإلخوة واألخوات‪ ،‬فاختلفوا فيه بعد وفاة أبي بكر ‪)  -‬‬
‫بي‬ ‫‪ ،‬وقال ابن حجر العسقالني‪( :‬قوله أن أحدا خالف أبا بكر في زمانه وأصحاب َّ‬
‫الن ِّ‬
‫السكوتي ُح َّجة‬
‫فان اإلجماع ُّ‬ ‫‪ ‬متوافرون‪َّ ،‬‬
‫كأنه يريد بذلك تقوية ُح َّجة القول المذكور‪َّ ،‬‬
‫‪،‬وهو حاصل في هذا) (‪. )226‬‬
‫أما القياس‪:‬‬
‫و َّ‬
‫الجد يحجبهم‬ ‫يحجب االخوة واالخوات مطلًقا ‪ ،‬فكذلك ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ابن االبن‬
‫أن َ‬ ‫أوالً‪ -‬فكما َّ‬
‫َن لِّْل َمِّي ِّت َ‬
‫ط َرَف ْي ِّن‬ ‫(وِّأل َّ‬
‫ونوه عن هذا القياس الماوردي ‪ ،‬حيث قال‪َ :‬‬ ‫قياسا عليه‪َّ ،‬‬ ‫مطلًقا ً‬
‫ان ْاب ُن ِّاال ْب ِّن‬ ‫ِّ‬
‫َب َو َم ْن َع َال‪َ ،‬و ْاأل َْدَنى اال ْب ُن َو َم ْن َسَف َل‪َ ،‬فَل َّما َك َ‬
‫َعَلى ْاأل ُ‬ ‫َعَلى َوأ َْدَنى‪َ ،‬ف ْاأل ْ‬ ‫أْ‬
‫َب ِّفي َح ْج ِّب ِّْ‬
‫َب َك ْاأل ِّ‬‫َن َي ُكو َن أ َُبو ْاأل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإل ْخ َوِّة ‪َ ،‬وتَ ْح ِّر ُ‬
‫يرهُ‬ ‫َكاال ْب ِّن في حجب اإلخوة ‪ ،‬وجب أ ْ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫استََوى حكم أوله وآخره كالطرف اآلخر) (‪. )227‬‬ ‫َح ُد الط َرَف ْي ِّن َف ْ‬‫اسا أََّن ُه أ َ‬
‫ق َي ً‬
‫الجد لعموم اللفظ‪ ،‬فهو‬ ‫آني الذي يتناول اسم األب حقيقة‪ ،‬ويتناول اسم ِّ‬ ‫ص القر ُّ‬ ‫ثانيا‪َّ -‬‬
‫الن ُّ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫الباحث بعض‬
‫ُ‬ ‫مجاز(‪ ،)229‬وقد أورد‬
‫ًا‬ ‫يستح ُّق اسم األبوة عند انعدام ِّ‬
‫األب(‪ ،)228‬وإن كان‬
‫النصوص القرآنيَّة‪ ،‬في معرض استدالله لمن قال بعدم توريث االخوة واالخوات مع ِّ‬
‫الجد‬ ‫ُّ‬
‫منعقد على عدم توريثهم مع األب ‪،‬كما‬ ‫ٌ‬ ‫اإلجماع‬
‫َ‬ ‫َّن وجوه االستدالل بها‪ ،‬وبما َّ‬
‫أن‬ ‫‪ ،‬وبي َ‬
‫شيئا)(‪ ،)230‬فكذلك يجري‬ ‫األخوة ال يرثون مع ِّ‬
‫األب ً‬ ‫َ‬ ‫ابن المنذر‪( :‬وأجمعوا على َّ‬
‫أن‬ ‫قال ُ‬
‫ان‬ ‫الجد ‪ ،‬فهو األرجح عند تعارض الظنون ‪،‬كما قال‬ ‫عدم توريثهم مع ِّ‬
‫الماوردي‪َ (:‬وإِّ َذا َك َ‬
‫ُّ‬
‫َن َي ُكو َن ِّفي اْلح ْك ِّم َك ْاأل ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َب) (‪.)231‬‬ ‫ُ‬ ‫طلًِّقا َعَلى اْل َجد َو َج َب أ ْ‬ ‫اسم ْاأل ِّ‬
‫َب ُم ْن َ‬ ‫ُْ‬
‫أدلة أصحاب القول الثاني‪:‬‬ ‫َّ‬
‫استدلوا بالكتاب و َّ‬
‫السنة والمعقول‪:‬‬
‫أما الكتاب‪:‬‬
‫َّ‬
‫‪ -1‬فقول هللا تعالى‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﭼً(‪ً ً.)232‬‬

‫‪ | 732‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪-2‬وقولهً تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬


‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﭼً(‪ً .)233‬‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫نص في الكتاب‬
‫آنفا‪ ،‬ولم يرد ٌّ‬ ‫ثبت ميراث األخوة واألخوات ِّ‬
‫بنص اآليتين الكريمتين ً‬
‫السنة ‪َّ ،‬أنهم ُيحجبون‬
‫أو َّ‬
‫ِّ‬
‫بالجد‪ ،‬وال إجماع ورد بحجبهم به وال قياس صحيح ؛ لذلك ُّ‬
‫الجد ال يحجبهم(‪.)234‬‬
‫أما َّ‬
‫السنة‪:‬‬ ‫و َّ‬
‫ُمِتي أَُبو َب ْك ٍر‪...‬‬
‫ُم ِتي ِبأ َّ‬ ‫س ب ِن مالِ ٍك ‪َ ، ‬قال‪َ :‬قال رسول َّ ِ‬
‫َّللا ‪( : ‬أَْر َح ُم أ َّ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫فع ْن أََن ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم َزْي ُد ْب ُن َثا ِب ٍت) ‪.‬‬
‫(‪)235‬‬
‫َوأَ ْفَر ُ‬
‫وجه الداللة‪:‬‬
‫بي ‪ ‬شهد َّ‬
‫بأن زيد بن ثابت هو أعلم الصحابة ‪ ‬بالفرائض ؛ لذا األولى‬ ‫أن َّ‬
‫الن َّ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫بالجد(‪.)236‬‬ ‫اتباعه ‪ ،‬وكان ال يحجب االخوة واألخوات‬

‫أما المعقول ‪:‬‬ ‫و َّ‬


‫المي ِّت ‪ ،‬فكالهما يدليان إليه‬ ‫فالجد واألخوة واألخوات متساوون في اإلدالء إلى ْ‬ ‫ُّ‬
‫عن طريق األب ‪ ،‬فهم متساوون في سبب االستحقاق ؛ لذلك هم متساوون فيه فيشتركون‬
‫ِّ‬ ‫معا به ‪ ،‬قال ابن قدامة‪( :‬وِّألََّن ُهم تَساوْوا ِّفي س َب ِّب ِّاال ْسِّت ْحَق ِّ‬
‫اق َفَيتَ َس ُاوو َن ِّفيه‪َ ،‬فِّإ َّن ْاأل َ‬
‫َخ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫ً‬
‫ص َع ْن َق َرَاب ِّة ا ْأل ُُبَّوِّة‪َ ،‬ب ْل‬
‫َخ ْاب ُن ُه‪َ ،‬وَق َرَابةُ اْل ُبُنَّوِّة َال تَْنُق ُ‬ ‫َواْل َج َّد ُي ْدلِّ َي ِّ‬
‫ان ِّب ْاأل ِّ‬
‫َب‪ ،‬اْل َج ُّد أ َُبوهُ‪َ ،‬و ْاأل ُ‬
‫َّللاُ َع ْن ُه ‪-‬‬ ‫ضي َّ‬ ‫َب‪ ،‬ولِّذِّلك مَّثله عِّلي ‪ -‬ر ِّ‬ ‫صيب ْاأل ِّ‬ ‫ربَّما َكان ْت أَ ْقوى؛ َفِّإ َّن ِّاالبن يس ِّق ُ ِّ‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ ٌّ َ َ‬ ‫ط تَ ْع َ‬ ‫َْ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫اح ٍد ِّم ْن ُه َما إَلى ْاآل َخ ِّر أَ ْق َر ُب ِّم ْن ُه إَلى‬ ‫ان‪ُ ،‬ك ُّل و ِّ‬
‫َ‬ ‫ص َن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ص ًنا‪َ ،‬ف ْانَف َر َق م ْن ُه ُغ ْ‬
‫ِّ ٍ‬
‫ب َش َج َرة أ َْن َبتَ ْت ُغ ْ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪733‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫اح ٍد ِّم ْن ُه َما إَلى‬


‫َزيٌد ِّبو ٍاد َخرج ِّم ْنه َنهر‪ْ ،‬انَفر َق ِّم ْنه ج ْدوَال ِّن‪ُ ،‬ك ُّل و ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ٌْ‬ ‫ْ َ‬ ‫الش َج َرِّة‪َ ،‬و َمَّثَل ُه‬
‫أَص ِّل َّ‬
‫ْ‬
‫اْل َو ِّادي) ‪.‬‬
‫(‪)237‬‬
‫ْاآل َخ ِّر أَ ْق َر ُب ِّم ْن ُه إَلى‬
‫ُّ‬
‫ويرد عليه‪:‬‬
‫َن يقتسمها ِّفي ُك ِّل‬ ‫َخ َوْي ِّن َل َو َج َب أ ْ‬
‫اس َم اْل َج َّد َك ْاأل َ‬
‫َخ َل ْو َق َ‬
‫(األ َ‬
‫بما قاله الماوردي ‪ْ :‬‬
‫َخ‪َ ،‬فَل َّما َلم يَق ِّ‬ ‫اسم ْاألَخ ْاألَخ ِّفي ُك ِّل َف ِّر ٍ‬ ‫َف ِّر ٍ‬
‫اس ْم ُه‬ ‫ْ ُ‬ ‫يها أ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫يضة َوِّر َث ف َ‬ ‫َ‬ ‫يها َجٌّد َك َما ُيَق ِّ ُ ُ َ‬ ‫ِّ‬
‫يضة َوِّر َث ف َ‬ ‫َ‬
‫اسمه ِّفي ه َذا اْلمو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫في َغ ْي ِّر َه َذا اْل َم ْوض ِّع‪َ ،‬ل ْم ُيَق ْ ُ‬
‫(‪)238‬‬
‫ض ِّع) ‪.‬‬ ‫َ َْ‬
‫القول الراجح‪:‬‬
‫على ما يبدو لي َّ‬
‫أن القول الراجح هو ما ذهب إليه أصحاب القول األول ‪ ،‬القائلين‬
‫عموما ؛ لقوة أدلتهم ‪ ،‬و َّ‬
‫ألن أدلة أصحاب القول‬ ‫ً‬ ‫الجد هو كاألب يحجب األخوة‬ ‫بأن َّ‬
‫َّ‬
‫الثاني َّ‬
‫كلها قابلة للتفنيد والتضعيف‪ ،‬وللا أعلم‪.‬‬
‫***‬
‫المطلب الثاني‪ :‬سبب اختالف الصحابة ‪ ‬والفقهاء في ميراث ِ‬
‫الجد واالخوة واالخوات‪،‬‬
‫مع بعض أقوالهم‬
‫فيه‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬سبب اختالف الصحابة ‪ ‬والفقهاء في ميراث ِ‬
‫الجد واالخوة واالخوات‪.‬‬
‫إن سبب اختالف الصحابة ‪ ‬في حالة اجتماع ِّ‬
‫الجد مع األخوة واألخوات ‪ ،‬هو‬ ‫َّ‬
‫سنة نبيِّه المصطفى ‪ ، ‬فيه بيان عن‬ ‫عدم وجود ٍ‬
‫نص في كتاب للا تعالى ‪ ،‬وال في َّ‬
‫اضطر الصحابة ‪ ‬إلى االجتهاد ‪ ،‬فكان‬‫َّ‬ ‫ميراث ِّ‬
‫الجد مع األخوة واألخوات ؛ لذا‬
‫(‪)239‬‬
‫كبير‬‫‪.‬‬
‫اختالفهم فيه اختالًفا ًا‬
‫الجد واالخوة واالخوات‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أقوال بعض الصحابة ‪ ‬في ميراث ِ‬
‫ُك ْم‬
‫َج َأر ُ‬ ‫ِّ‬ ‫عن س ِّع ِّيد ب ِّن اْلمسِّي ِّب‪َ ،‬قال‪َ :‬قال رسول َّ ِّ‬
‫ُك ْم َعَلى َق ْس ِّم اْل َجد أ ْ‬
‫َج َأر ُ‬
‫َّللا ‪(: ‬أ ْ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َْ َ‬
‫الملقن عنه ‪(:‬قال‬ ‫ار)( ‪ ،‬لم يصح هذا األثر عن رسول للا ‪ ، ‬قال ابن ِّ‬ ‫)‬ ‫‪240‬‬
‫الن ِّ‬
‫َعَلى َّ‬
‫ويؤكد ما ذهب إليه ابن‬ ‫علي)(‪ِّ ،)241‬‬ ‫عمر أو َّ‬ ‫يصح رفعه؛ إنما هو عن َ‬ ‫ُّ‬ ‫الدارقطني‪ :‬ال‬

‫‪ | 734‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫َج َرُؤُك ْم َعَلى ِّق ْس ِّم اْل َج ِّد‬‫َّللاُ َع ْن َها ‪ :-‬أ ْ‬


‫ضي َّ‬ ‫الملقن قول الرملي‪ (:‬قال عمر وعلِّي ‪ -‬ر ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُّ َ َ ُ َ ُ َ َ ُّ َ َ‬
‫ار)(‪.)242‬‬ ‫الن ِّ‬
‫َج َرُؤُك ْم َعَلى َّ‬ ‫أْ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(م ْن َس َّرهُ‬ ‫ال‪َ :‬‬ ‫َخ َب َرِّني َش ْي ٌخ‪ ،‬م ْن ُم َراد َع ْن َعل ٍي‪ ،‬أََّن ُه َق َ‬ ‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫يد ْب ُن ُجَب ْي ٍر‪َ ،‬ق َ‬ ‫وعن َسع ُ‬
‫ض َب ْي َن اْل َج ِّد و ِّْ‬
‫اإل ْخ َوِّة)(‪.)243‬‬ ‫َن َيتََق َّحم َج َرِّاثيم َج َهَّنم َفْل َيْق ِّ‬
‫أْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ونا ِّم َن اْل َج ِّد َال حياه‬ ‫ضلِّ ُك ْم َوَد ُع َ‬
‫ونا َع ْن َع َ‬‫ود ‪ ‬قال‪َ (:‬سلُ َ‬ ‫َّللاِّ ْب ِّن مس ُع ٍ‬‫وعن َع ْب ِّد َّ‬
‫َْ‬
‫للا )(‪.)244‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الموازنة عند من قال بعدم ميراث ِ‬
‫الجد مع األخوة واألخوات وضابطها‬
‫األول‪ :‬الموازنة عندهم‪:‬‬
‫الفرع َّ‬
‫إما أن تكون بين مصلحتين‪ ،‬أو بين مفسدتين ‪ ،‬أو بين مصلحة ومفسدة‬ ‫الموازنة َّ‬
‫‪ ،‬كما بيَّناه سابًقا‪ ،‬ولما كان ميراث ِّ‬
‫الجد مع األخوة واألخوات هو من المسائل االجتهاديَّة‬
‫نص فيه‪ ،‬على ما‬ ‫عي فيما ال َّ‬ ‫الحكم الشر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الوسع للوصول إلى‬
‫َ‬ ‫بذل‬
‫المجتهد قد َ‬
‫َ‬ ‫‪ ،‬و َّ‬
‫أن‬
‫يتحرى‬ ‫كل مجتهد َّ‬
‫البد له أن َّ‬ ‫ط بالمصلحة(‪ ،)245‬إذن ُّ‬ ‫عي منو ٌ‬
‫وكل حك ٍم شر ٍ‬
‫يبدو له ‪ُّ ،‬‬
‫مما‬
‫عتد به ‪ ،‬وهذا َّ‬ ‫المرجوة فيما اجتهد فيه ‪ ،‬وإالَّ كان ِّ‬
‫مقص ًار ‪ ،‬واجتهاده ال ُي ُّ‬ ‫َّ‬ ‫المصلحة‬
‫أن ما قاله بعض‬‫فيستنتج من ذلك ‪َّ ،‬‬ ‫(‪)246‬‬
‫العلماء فيه ‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫ُيفهم من تعريف االجتهاد وما قال‬
‫الصحابة ‪ ، ‬واعتمده أبو حنيفة في مذهبه‪ -‬رحمه للا‪َّ -‬إنما نتج عن مواز ٍ‬
‫نة بين‬ ‫ََ َ‬
‫أحد على وجه الخصوص‪ ،‬بحسب‬ ‫المصالح ‪ ،‬على ما يبدو للباحث ‪ ،‬وإن لم يقل به ٌ‬‫ِّ‬
‫علمه؛ و َّإنما استشف ذلك الباحث من الخيرية التي في أقوال بعض الصحابة ‪ ‬في‬
‫َخير له في َّ‬
‫النصيب بمعنى‬ ‫َخير‪ ،‬إذا كان بين نصيبين لينال أحدهما‪ ،‬واأل ْ‬ ‫إعطاء ِّ‬
‫الجد األ ْ‬
‫طالِّ ٍب َوَزْي ُد ْب ُن ثَ ِّاب ٍت َو َع ْبِّد‬
‫ال َعلِّ ُّي ْب ُن أَِّبي َ‬ ‫(وَق َ‬ ‫المصلحة األرجح‪ ،‬فقد جاء في المبسوط‪َ :‬‬
‫َب ِّفي َح ْج ِّب‬ ‫اإل ْر ِّث مع ْاألَوَالِّد وَيُقوم مَقام ْاأل ِّ‬ ‫َب ِّفي ِّْ‬ ‫ود اْلج ُّد َيُقوم مَقام ْاأل ِّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫ََ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َّللا ْب ِّن َم ْس ُع ٍ َ‬
‫اس ُم ُه ْم‬ ‫ُم َف َال‪ ،‬وَل ِّكن يَق ِّ‬ ‫َب َوأ ٍ‬ ‫ات ِّأل ٍ‬
‫اإل ْخوِّة و ْاألَخو ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ات ِّألُمٍ‪َ .‬فأ َّ ِّ‬‫اإل ْخوِّة و ْاألَخو ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫َما في َح ْجب ْ َ َ َ َ‬ ‫ْ َ َ ََ‬
‫الش ِّاف ِّع ُّي‬
‫ف وم َح َّمٌد ومالِّ ٌك و َّ‬ ‫َخ َذ س ْفي ُ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ويجعل هو َكأَح ِّد ُّ‬
‫الذ ُك ِّ ِّ‬
‫ََ َ‬ ‫وس َ َ ُ‬ ‫ان الث ْوِّر ُّي َوأ َُبو ُي ُ‬ ‫ور م ْن ُه ْم َوبِّه أ َ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ُ َُ َ‬
‫اس َم ُة َخ ْي ًار َل ُه ِّم ْن ُثُل ِّث‬ ‫ام ْت اْل ُمَق َ‬
‫ِّ‬
‫ول ُيَقاس ُم ُه ْم َما َد َ‬ ‫ان َيُق ُ‬ ‫َن َزْي ًدا َك َ‬ ‫َّللاُ ‪َّ -‬إال أ َّ‬‫‪َ -‬ر ِّح َم ُه ُم َّ‬
‫اإل ْخوِّة و ْاألَخو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َخ َذ ُّ‬ ‫ان ُّ‬ ‫يع اْلم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ان َما َبق َي َب ْي َن ْ َ َ َ َ‬ ‫الثُل َث َوَك َ‬ ‫الثُل ُث َخ ْي ًار َل ُه أ َ‬ ‫ال‪َ .‬فِّإ َذا َك َ‬ ‫َجم ِّ َ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪735‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الس ُد ُس‬
‫ان ُّ‬ ‫س اْلم ِّ‬
‫ال‪َ ،‬وإِّ َذا َك َ‬ ‫َ‬
‫س ُد ِّ‬
‫ُ‬ ‫اس َمةُ َخ ْي ًار َل ُه ِّم ْن‬
‫ام ْت اْل ُمَق َ‬
‫وَقال علِّ ٌّي ‪ِّ ‬‬
‫‪:‬يَقاس ُم ُه ْم َما َد َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫الجد النصيب‬‫األرجح بإعطاء ِّ‬ ‫أن المصلح َة‬ ‫‪،‬ويرى الحنفيةُ َّ‬ ‫(‪)247‬‬
‫الس ُد َس)‬
‫َخ َذ ُّ‬
‫َ‬ ‫َخ ْي ًار َل ُه أ َ‬
‫َخير له‪ ،‬فيحجب األخوة واألخوات مطلًقا‪ ،‬من دون أن يشاركه أحد منهم‪،‬‬
‫األوفر واأل ْ‬
‫كامال مصلح ٌة ُيرجى تحقيقها ‪ ،‬ومشاركة األخوة واألخوات معه في‬ ‫فإعطاء ِّ‬
‫الجد نصيبه ً‬
‫مرجوة أيضا ؛ َّ‬
‫ولكنها مرجوحة‬ ‫َّ‬ ‫النصيب‪ ،‬إذا اجتمعوا في مسألة وأحدة‪ ،‬ذلك مصلحة‬
‫الجد ًأبا‬ ‫الجد نصيبه كامالً كاألب وحرمانهم؛ َّ‬
‫ألنهم يرون َّ‬ ‫مقارنة بالمصلحة التي تعطي َّ‬
‫اجحة عندهم‪ ،‬على ما يبدو للباحث ‪ ،‬وهذا يدخل في عموم‬ ‫الر ِّ‬
‫مجاز ‪ ،‬فهي المصلحة َّ‬ ‫ًا‬
‫عذَر‬ ‫ان وتَ َّ‬ ‫ض ْت َمصلحتَ ِّ‬ ‫أقوال العلماء‪ ،‬التي منها ما قاله ُّ‬
‫عار َ‬
‫العز بن عبد السالم‪( :‬إ َذا تَ َ‬
‫ظ َه َر ْت‬ ‫(فإ َذا َ‬‫جحان إحداها ُق ِّدم ْت) (‪، )248‬وما قاله ابن قيم الجوزية‪ِّ :‬‬ ‫ِّ‬
‫جمعهما ‪َ ،‬فإن ُعل َم ُر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫َّللا َوِّد ُين ُه‬ ‫ط ِّر ٍ‬ ‫ص ْب ُح ُه ِّبأ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ان؛ َفثَ َّم َش ْرعُ َّ‬
‫يق َك َ‬ ‫َي َ‬ ‫َسَف َر ُ‬
‫ام ْت أَدل ُة اْل َعْقل‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ات اْل َح ِّق‪َ ،‬وَق َ‬
‫َم َار ُ‬
‫أَ‬
‫صالِّ ِّح)‬ ‫ار اْل َم َ‬‫اعِّتَب ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َن َّ‬
‫الش ِّر َ‬
‫يع َة َم ْبنَّيةٌ َعَلى ْ‬ ‫اطبي ‪( :‬أ َّ‬
‫الش ُّ‬ ‫ضاه وأَم ُره) (‪ ، )249‬وما قاله َّ‬
‫َوِّر َ ُ َ ْ ُ‬
‫(عند‬
‫َ‬ ‫الي‪:‬‬‫أهم مقتضيات االجتهاد ‪ ،‬إذ قال الغز ُّ‬ ‫(‪ ،)250‬وتحري المصلحة األقوى من ِّ‬
‫ترجيح األقوى)(‪ ،)251‬وكما َّنوه عنه‬ ‫ِّ‬ ‫يجب‬
‫ين‪ ،‬وعند ذلك ‪ُ ،‬‬ ‫ومقصود ِّ‬
‫َ‬ ‫تين‬ ‫ِّ‬
‫تعارض مصَل َح ِّ‬
‫ص ِّال ُح ‪ ...‬فإذا‬ ‫ِّ‬ ‫ابن تيميَّة بقوله‪َ (:‬فِّإَّنه ي ِّجب تَر ِّجيح َّ ِّ ِّ‬
‫يما إ َذا ْازَد َح َم ْت اْل َم َ‬
‫الراج ِّح م ْن َها‪ ،‬ف َ‬ ‫َُ ُ ْ ُ‬
‫(‪)252‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اه َما‪ ...‬هو المشروع) ؛ لذا‬ ‫صَل َحتَْي ِّن ِّبتَْف ِّويت أ َْدَن ُ‬
‫ظ ِّم اْل َم ْ‬
‫َع َ‬
‫يل أ ْ‬
‫كان تَ ْحص ُ‬‫ض ْت َ‬ ‫عار َ‬
‫تَ َ‬
‫معا‪ ،‬مبنيَّة‬ ‫ِّ‬
‫فالموازنة عند من قال بعدم توريث األخوة واألخوات مع الجد عند اجتماعهم ً‬
‫على مصلحة أقوى وأرجح من توريثهم معه عند الحنفية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬ضابط الموازنة عندهم‬
‫ط المرجوحة عند المقارَن ِّة بينهما‪ ،‬إذا ما‬ ‫الراجح َة تُ ِّ‬
‫سق ُ‬ ‫أن المصلح َة َّ‬ ‫الضابط‪ :‬هو َّ‬
‫رجحان َها‪ ،‬فال ينبغي له إالَّ األخذ بها من دون المرجوحة‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫ظن المجتهد‬‫َغَل َب على ِّ‬
‫طا‪،‬‬ ‫صار اآلخر َس ِّاق ً‬ ‫طرف َ‬
‫ظنه ٌ‬ ‫الدهان بقوله‪( :‬والمجتهد ِّإذا َغَل َب على َ‬ ‫َّنوه عن ذلك ابن َّ‬
‫ص َح ِّة‬‫ط ِّ‬ ‫منا َ‬
‫َن َ‬ ‫نعاني‪( :‬أ َّ‬
‫الص ُّ‬
‫‪ ،‬وكما قال َّ‬
‫(‪)253‬‬
‫تعارض الظنون)‬ ‫ِّ‬
‫َوبِّاْل ُج ْمَلة يرجع النظر ِّإَلى َ‬
‫كم ِّعنده‪َ ،‬فما دام الحكم مظنونا ‪ ،‬فاحتمال ِّخ َال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّاال ْجِّت َه ِّاد‪ُ ،‬ه َو َ‬
‫فه َم ْر ُجو ٌح‬ ‫ً‬ ‫َ ََ‬ ‫الح ِّ ْ‬‫ظ ُّن أرجحيَّة ُ‬
‫الجد بحجبهم به‪ ،‬إذا‬ ‫أن عدم توريث األخوة واألخوات مع ِّ‬ ‫َوَال ُي ْعتَبر) (‪ ، )254‬وهذا يعني َّ‬

‫‪ | 736‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫عد ذلك مصلحةٌ راجحةٌ‪ ،‬ال ينبغي العدول عنها؛ لْلدلة‬ ‫اجتمعوا في مسألة واحدة‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫الجد من دون االخوة‬ ‫المتضافرة عند الحنفية آنفة الذكر؛ ولجملة األحكام التي تميَّز بها ُّ‬
‫َب ما ِّل ْْل ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫َب‬ ‫رخسي حيث قال‪َ (:‬فاْل َج ُّد َل ُه م ْن اْلوَال َية ع ْن َد َع َد ِّم ْاأل َ‬ ‫ُّ‬ ‫الس‬
‫واالخوات ‪ ،‬وقد بيَّنها َّ‬
‫اإل ْر ِّث َن ْوعُ ِّوَال َي ٍة‪.‬‬ ‫اإل ْخوِّة‪ ،‬واْل ِّخ َالَف ُة ِّفي ِّْ‬ ‫النْف َس َج ِّم ً ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫يعا‪ ،‬بخ َالف ْ َ َ‬ ‫ال َو َّ‬ ‫َحتَّى أ َّ‬
‫َن ِّوَال َيته تَ ُع ُّم اْل َم َ‬
‫اإل ْخ َوِّة‪َ ،‬و َّ‬ ‫ف ِّْ‬ ‫َب ِّب ِّخ َال ِّ‬‫ين ِّبم ْن ِّزَل ِّة ْاأل ِّ‬ ‫النَفَق ِّة مع ْ ِّ ِّ ِّ‬ ‫اسِّت ْحَق ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫النَفَق ُة‬ ‫اخت َالف الد ِّ َ‬ ‫اق َّ َ َ‬ ‫َوَك َذل َك اْل َج ُّد في ْ‬
‫الش َه َاد ِّة َو ُح ْرَم ِّة‬ ‫ول َّ‬ ‫الزَك ِّاة وحرم ِّة َقب ِّ‬
‫ض ِّع َّ َ ُ ْ َ ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫صَلةٌ َكاْلم َيراث ‪َ ،‬وَك َذلِّ َك اْل َج ُّد في ُح ْك ِّم ُح ْرَمة َو ْ‬
‫ِّ‬
‫وت َح ِّق التَّ َمُّل ِّك َل ُه‬ ‫الن ِّافَل ِّة وثُب ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫وب اْل ِّقص ِّ‬ ‫الن ِّافَل ِّة ‪ ،‬واْلم ْنع ِّم ْن وج ِّ‬ ‫َحلِّيَلِّت ِّه‪َ ،‬ك َّ‬
‫اص َعَل ْيه ِّبَق ْتل َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َب‪،‬‬ ‫ام ِّبم ْن ِّزَل ِّة ْاأل ِّ‬ ‫اإل ْخ َوِّة‪َ ،‬فِّإ َذا ُج ِّع َل ُه َو ِّفي َج ِّم ِّ‬
‫ف ِّْ‬ ‫َب ِّب ِّخ َال ِّ‬‫يال ِّد َق ِّائم مَقام ْاأل ِّ‬ ‫ِّب ِّاال ْسِّت َ‬
‫َح َك ِّ َ‬ ‫يع ْاأل ْ‬ ‫ٌ َ َ‬
‫بأن ِّ‬
‫للجد‬ ‫نلخص ما جاء في هذا النص ‪َّ ،‬‬ ‫اإل ْخوِّة)‪ ، )255(.‬ويمكن أن ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َف َك َذل َك في َح ْجب ْ َ‬
‫عموما‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬ ‫ات من دون األخوة واألخوات‬ ‫ميز ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ً‬
‫األب‪.‬‬‫‪ -1‬الواليةُ (‪ )256‬له عند فقد ِّ‬
‫للنفقة عند اختالف ِّ‬
‫الدين‪.‬‬ ‫‪ -2‬استحقاقه َّ‬
‫(‪)257‬‬
‫على االبن وابن االبن وإن نزلوا‪.‬‬ ‫حرمة حليلته‬ ‫‪-3‬‬
‫إيالدا‪ ،‬ولو ازدحمت الفروض‬ ‫الزركشي‪ (:‬والجد أولى من األخ؛ َّ‬
‫ألن له ً‬ ‫ُّ‬ ‫‪ -4‬وكما قال‬
‫(‪)258‬‬
‫سقط األخ دونه)‪.‬‬
‫ممن تجب نفقته على الحفيد‪.‬‬ ‫الزكاة ِّ‬
‫للجد ؛ َّ‬
‫ألنه َّ‬ ‫‪ -5‬حرمة دفع َّ‬
‫‪ -6‬عدم قبول شهادة الفرع لْلصل‪ ،‬وال شهادة األصل للفرع ‪ ،‬و ُّ‬
‫الجد أصل لحفيده ‪،‬‬
‫‪ ،‬أي ولد االبن‪.‬‬ ‫(‪)259‬‬
‫الن ِّ‬
‫ص آنف الذكر ‪ ،‬إذ قال كالنافلة‬ ‫السرخسي في َّ‬
‫ُّ‬ ‫كما َّنوه عنه‬
‫مما يجعل حكم‬
‫‪ -7‬المنع من وجوب القصاص عليه بقتله ألحد أحفاده ‪ ،‬وغيرها َّ‬
‫حجب االخوة واالخوات به كحجبهم باألب‪ ،‬كما ‪.)260( )،‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪737‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الموازنة عند من قال بميراث ِ‬


‫الجد مع األخوة واألخوات وضابطها‬
‫الفرع األول‪ :‬الموازنة عندهم‬
‫مرجوة ‪ ،‬وتشريك األخوة واألخوات معه في‬
‫َّ‬ ‫إعطاء ِّ‬
‫الجد ميراثه كامالً مصلحة‬ ‫ُ‬
‫يستحق أن يصار‬
‫ُّ‬ ‫مرجوة أخرى وال يوجد ِّ‬
‫مرجح لْلولى على الثانية‬ ‫َّ‬ ‫الميراث‪ ،‬مصلحة‬
‫إليه من دون الجمع بينهما‪ ،‬واألصل في اجتماع المصالح هو الجمع بينها ما أمكن ذلك‬
‫قدمنا مصلحة تشريك ال ِّ‬
‫جد مع األخوة‬ ‫‪ ،‬وبما َّأنه يمكننا الجمع بين المصلحتين ؛ لذا َّ‬
‫بعده كأخ يرث معهم على انفراد ِّ‬
‫الجد به من دونهم ؛ لذا يستلزم‬ ‫واألخوات في الميراث ِّ‬
‫أن ِّ‬
‫نشرك بينهم في الميراث من دون تحقيق مصلحة على حساب األخرى مع امكانية‬ ‫َّ‬
‫الجمع بينهما(‪.)261‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الضابط عندهم‬
‫الجد واألخوة‬ ‫مقدم على الترجيح‪ ،‬وإمكانية الجمع بين مصلحة ِّ‬ ‫أن الجمع َّ‬ ‫هو‪َّ :‬‬
‫اطبي ِّ‬
‫‪(:‬إ ْن أ َْم َك َن اْل َج ْم ُع َف َال‬ ‫الش ُّ‬ ‫ِّ‬
‫متحققة بالتشريك بينهما في الميراث‪ ،‬كما قال َّ‬ ‫واألخوات‬
‫مقدم على الترجيح) (‪ ، )263‬فينال ٌّ‬
‫كل‬ ‫نعاني‪( :‬الجمع َّ‬
‫الص ُّ‬‫ض) ‪ ،‬وكما قال َّ‬
‫(‪)262‬‬
‫تَ َع ُار َ‬
‫الجد في‬ ‫الجد بالميراث من دونهم‪ ،‬إذ مصلحة ِّ‬ ‫منهم نصيبه ‪ ،‬ذلك أفضل من انفراد ِّ‬
‫نيل نصيبه كامالً مقتصرة عليه‪ ،‬ومصلحة التشريك بينه وبين االخوة واالخوات في‬
‫مقدمة عليه‪ ،‬وقد َّنوه عن هذا المعنى ُّ‬
‫العز بن عبد‬ ‫النصيب ِّ‬
‫متعدية لغيره‪ ،‬لذا كانت َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َج ُرَها َوُذ ْخ ُرَها‪،‬‬ ‫ُخ َرِّوَّي ًة َقاص َرةً َعَل ْيه‪َ ،‬ك َ‬
‫ان َل ُه أ ْ‬ ‫صَل َح ًة أ ْ‬ ‫قال‪(:‬و َم ْن أَتَى َم ْ‬
‫َ‬ ‫السالم‪ ،‬حيث‬ ‫َّ‬
‫إن َك َان ْت ِّفي‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َج ُرَها ْاآل ِّج ُل‪ْ ،‬‬
‫َج ُرَها َولِّ َم ْن تَ َع َّد ْت إَل ْيه ‪،‬أ ْ‬
‫ان َل ُه أ ْ‬
‫صَل َح ًة ُمتَ َعدَي ًة‪َ ،‬ك َ‬
‫َو َم ْن أَتَى َم ْ‬
‫‪،‬إن َك َان ْت ِّفي ُد ْنَياهُ)(‪.)264‬‬ ‫ان َنْفعها اْلع ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫اج ُل ْ‬ ‫دينه‪َ ،‬وَك َ ُ َ َ‬
‫الجد واألخوة واألخوات‪:‬‬ ‫المطلب الخامس ‪:‬بعض األمثلة التطبيقية على ميراث ِ‬
‫مثال تطبيقي على رأي الحنفية ومن معهم‪ :‬يرى أصحاب هذا الرأي ‪ ،‬أن َّ‬
‫الجد‬
‫كاالب في تعامله مع االخوة واالخوات‪ ،‬فهو يحجبهم‪ ،‬عند اجتماعه بهم‪ ،‬كما يحجبهم‬
‫االب‪ ،‬عند عدم وجود االب معه‪ ،‬واألمثلة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ | 738‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫مثال(‪ :)1‬توفي رجل عن زوجة ‪ٍ ،‬‬


‫وجد ‪ ،‬وأخ شقيق ‪ ،‬وأخت ألب‪ ،‬وأخت ألم‪ ،‬فما‬
‫نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫استحق الباقي‬
‫َّ‬ ‫أن َّ‬
‫الجد‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬ ‫أصل المسألة‪4:‬‬ ‫الوارثون‬ ‫االنصباء‬

‫تعصيبا ‪ ،‬بعدما أخذت الزوجة‬


‫ً‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4/1‬‬
‫سهمها الوحيد‪ ،‬فكان نصيبه ثالثة‬ ‫‪3‬‬ ‫جد‬ ‫تعصيبا‬ ‫الباقي‬
‫ً‬
‫أسهم ؛ لعدم وجود فرع وارث معه‪،‬‬ ‫×‬ ‫أخ شقيق‬ ‫محجوب‬
‫وجميع االخوة واالخوات محجوبون‬ ‫×‬ ‫أخت ألب‬ ‫=‬
‫به‪.‬‬ ‫×‬ ‫وأخت ألم‬ ‫=‬

‫أن َّ‬
‫الجد ال‬ ‫أمثلة تطبيقية على رأي جمهور الفقهاء ‪ :‬يرى أصحاب هذا الرأي ‪َّ ،‬‬
‫يحجب األخوة واألخوات إذا اجتمع معهم ؛ بل يكون كأخ معهم يشاركهم في الميراث‪.‬‬
‫جد ‪ ،‬وأخ شقيق ‪ ،‬وأخت ألب‪،‬‬‫مثال إذا لم يكن معهم صاحب فرض‪ :‬توفي رجل عن ٍ‬
‫فما نصيب ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫أن َّ‬
‫الجد شارك االخ واالخت ‪ ،‬كأخ معهما ‪ ،‬فكان أصل المسألة من عدد‬ ‫نالحظ‪َّ :‬‬
‫فكل من ِّ‬
‫الجد واالخ ‪ ،‬يحسب‬ ‫رؤوسهم ‪ٍ ،‬‬ ‫أصل م (‪)5‬‬ ‫الوارثون‬ ‫االنصباء‬
‫الجد‬ ‫عدد‬
‫برأسين ‪ ،‬واألخت برأس واحد ‪ ،‬على قاعدة‬ ‫‪2‬‬
‫أخ شقيق‬ ‫رؤوسهم‬
‫‪ :‬للذكر مثل ِّ‬ ‫‪2‬‬
‫حظ االنثيين‪ ،‬فكان أصل‬ ‫أخت‬ ‫= ‪ 5‬رؤوس‬
‫‪1‬‬
‫لكل من ِّ‬
‫المسألة "‪ ، "5‬سهمان ٍ‬ ‫ألب‬
‫الجد‬
‫واألخ‪ ،‬وسهم وأحد لْلخت ألب‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪739‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫مثال إذا كان معهم صاحب فرض‪ :‬توفي رجل عن زوجة ‪ ،‬وبنتين وجد‪ ،‬فما نصيب‬
‫ٍ‬
‫كل منهم؟‬
‫نالحظ‪ :‬بعد َّ‬
‫أن أخذت الزوجة والبنتان‬ ‫أصل المسألة‪:‬‬
‫الوارثون‬ ‫االنصباء‬
‫أنصبتهم ‪ ،‬أخذ َّ‬ ‫‪24‬‬
‫الجد االخير له ‪،‬وهو‬
‫السدس ‪ ،‬فهو أخير من المقاسمة مع‬ ‫‪3‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪8/1‬‬
‫االخت‪ ،‬فكان نصيب ِّ‬
‫الجد أربعة أسهم ‪،‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪/2‬بنت‬ ‫‪3/2‬‬

‫ولْلخت سهم واحد(‪. )265‬‬ ‫‪4‬‬ ‫جد‬ ‫‪6/1‬‬


‫‪1‬‬ ‫أخت ش‬ ‫ع‬

‫***‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــة‬
‫توصل إليها الباحث في بحثه‪ ،‬وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫أهم النتائج التي َّ‬
‫وفي الختام فهذه ُّ‬
‫مبني ٌة ُّ‬
‫كلها على جلب المصالح ‪ ،‬وعلى درء المفاسد ‪ ،‬وكيفيَّة‬ ‫أحكام للا تعالى َّ‬ ‫َّ‬
‫إن‬ ‫‪-1‬‬
‫َ‬
‫الموازنة بينهما‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن فقه الموازنات هو فقه مستنبط من مقاصد الشريعة وأحكامها ‪ ،‬وإن لم يكن‬ ‫‪-2‬‬
‫موجودا بهذا االسم عند الفقهاء القدامى‪.‬‬ ‫ً‬
‫اشدة تقتضي بضرورة العمل بفقه الموازنات ‪ ،‬بتقديم‬ ‫ِّ‬
‫العقول البشريَّة الر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫إن طبيع َة‬ ‫‪-3‬‬
‫ِّ‬
‫المصلحة على المفسدة‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬
‫األفسد قبل الفاسد‪ ،‬وبتقديم‬ ‫الصالح ‪ ،‬وبدرِّء‬
‫ِّ‬ ‫األصلح على‬
‫ِّ‬
‫بالعكس ‪ ،‬متى ما تبيَّن أيُّهما أعظم‪ ،‬فيستوجب تحصيل المصلحة األعظم مع احتمال‬
‫ُّ‬
‫تحقق المفسدة األقل ‪ ،‬ويستوجب دفع المفسدة األعظم مع فوات المصلحة األقل ‪.‬‬
‫أخف الضررين ‪ ،‬وأهون المفسدتين‪،‬‬
‫‪ -4‬تتعارض المفاسد فيما بينها ‪ ،‬وعندها ُيرتكب ُّ‬
‫تحمل الضرر الخاص لدفع العام‬‫وي َّ‬
‫تحمل الضرر األدنى لدفع األعلى‪ُ ،‬‬‫في َّ‬
‫ُ‬
‫‪ -5‬يتنوع فقه الموازنات إلى ثالثة أنواع ‪ ،‬النوع األول في الموازنة بين المصالح‪،‬‬
‫والثاني في الموازنة بين المفاسد‪ ،‬والثالث في الموازنة بينهما‪.‬‬

‫‪ | 740‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -6‬تضافرت األدلة النقليَّة والعقليَّة على مشروعيَّة فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد‬
‫بمعناه المتَّفق عليه بين العلماء في أقوالهم‪ ،‬وإن لم نجده بصورة صريحة في كتب الفقهاء‬
‫القدامى‪.‬‬
‫‪ -7‬جميع الخالفات بين الصحابة الكرام ‪ ‬في ميراث ِّ‬
‫الجد واألخوة واألخوات ‪َّ ،‬إنما‬
‫مما ألجأهم ذلك‬
‫السنة في كيفيَّة توريثهم صراحة ‪َّ ،‬‬ ‫سببه عدم وجود ِّ‬
‫نص من الكتاب أو َّ‬
‫كبيرا‪.‬‬
‫إلى االجتهاد فيه ؛ لذلك اختلفوا فيه اختالًفا ً‬
‫‪-8‬سبب اختالف الصحابة ‪ ‬في ميراث ِّ‬
‫الجد واألخوة واألخوات ‪ ،‬هو اختالفهم في‬
‫رؤيتهم للمصالح بين راجحة ومرجوحة‪ ،‬على ما يبدو للباحث‪ ،‬فمن رأى َّ‬
‫أن األمر يدور‬
‫بين مصلحة حجب ِّ‬
‫الجد لهم ‪ ،‬ومصلحة تشريكهم معه َّ‬
‫قدم المصلحة األرجح‪ ،‬فقال‬
‫شركهم في الميراث بالجمع بينهما‬ ‫بحجبه لهم‪ ،‬ومن رأى َّ‬
‫أن األمر يدور بين مصلحتين َّ‬
‫‪َّ ،‬‬
‫فعد المصلحة األرجح في تشريكهم معه في الميراث‪.‬‬
‫‪ -9‬الراجح في حكم توريث الجد مع األخوة واالخوات‪ ،‬هو قول جمهور الفقهاء‪ ،‬أبو‬
‫يوسف ومحمد بن الحسن من الحنفية‪ ،‬والمالكية والشافعية والحنابلة‪ ،‬القائل بمشاركة‬
‫الجد لمن وجد معه من األخوة واألخوات) األشقاء أو ألب (في الميراث ألسباب َّ‬
‫عدة‬
‫ذكرها الباحث عند ذكره للقول الراجح‬
‫أن الذين قالوا بحجب ِّ‬
‫الجد‬ ‫توصل الباحث في بحثه هذا‪ ،‬على ما يبدو له‪ ،‬إلى َّ‬
‫‪َّ -10‬‬
‫مرجوتين ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫لْلخوة واالخوات عند اجتماعه معهم في مسألة ما‪ ،‬وازنوا بين مصلحتين‬
‫بالنصيب‪ ،‬فوجدوا َّ‬
‫أن‬ ‫األولى إعطاء ِّ‬
‫الجد نصيبه كامالً ‪ ،‬والثانية أن يتشاركوا فيما بينهم َّ‬
‫مجاز ‪ ،‬والذين‬
‫ًا‬ ‫النصيب األوفر ِّ‬
‫للجد ‪،‬الذي يرونه ًأبا‬ ‫ألنها ِّ‬
‫تحق ُق َّ‬ ‫األولى هي األرجح ؛ َّ‬
‫قالوا بعدم حجب ِّ‬
‫الجد لهم ؛ بل يشاركهم كأخ معهم ‪َّ ،‬إنما كانت نتيجة الموازنة عندهم‬
‫قدموا الجمع بينهما بتشريكهم في َّ‬
‫النصيب‪،‬‬ ‫المرجوتين نفسيهما ‪ ،‬ولكن َّ‬
‫َّ‬ ‫بين المصلحتين‬
‫على ترجيح أحداهما على األخرى ‪ ،‬فالنفع يقع على جهتين بدالً من جهة واحدة‪.‬‬
‫وللا تعالى أعلم‬
‫***‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪741‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫التوصيات‬
‫يوصي الباحث بضرورة إثراء علم الفرائض والمواريث بالبحوث والدراسة والتدريس‬ ‫‪-1‬‬
‫بأنه نصف‬ ‫النبي ‪َّ ‬‬
‫حث عليه ‪ ،‬ونعته َّ‬ ‫أن َّ‬ ‫خاصا ‪ ،‬فقد ثبت َّ‬
‫اهتماما ًّ‬ ‫له ‪ ،‬واالهتمام به‬
‫ً‬
‫العلم‪.‬‬
‫اختصت بالفرائض‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬يوصي الباحث بطباعة الرسائل واألطروحات الجامعيَّة التي‬
‫والمواريث على هيئة كتب تثري علميَّة طالب هذا العلم وتساهم في نشر هذا العلم‬
‫والتثقيف فيه‪.‬‬
‫***‬
‫المقترحات‬
‫‪ -1‬يقترح الباحث بإنشاء معهد يعنى بدراسة علم الفرائض والمواريث بشكل مكثف‬
‫الناحية الشرعيَّة والقانونيَّة‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫مختصين فيه من َّ‬ ‫وبتخريج‬
‫يقترح الباحث بإقامة مسابقات سنوية في علم الفرائض والمواريث على غرار ما‬ ‫‪-2‬‬
‫يقام سنويًّا في تحفيظ القرآن الكريم وتالوته ‪ ،‬فذلك يساهم في نشر هذا العلم وتثقيف‬
‫َّ‬
‫الناس به‪.‬‬
‫رب‬ ‫سيدنا محمد وعلى آله وصحبه َّ‬
‫وسلم ‪ ،‬وآخر دعوانا أن الحمد هلل ِّ‬ ‫وصلى للا على ِّ‬
‫العالمين‪.‬‬
‫***‬ ‫***‬ ‫***‬
‫الهوامش‬

‫ِّ‬ ‫الشيء صلُ ِّ‬


‫ضا‬ ‫ص َال ًحا أ َْي ً‬‫‪،‬و َ‬‫وحا م ْن َباب َق َع َد َ‬‫(صَل َح َّ ْ ُ ُ ً‬ ‫(‪ )1‬قال الفيومي في تعريف المصلحة لغة‪َ :‬‬
‫صَل َح‬ ‫الض ِّم لُ َغةٌ ‪،‬وهو ِّخ َالف َفس َد وصَلح يصَلح ِّبَف ْتحتَي ِّن لُ َغةٌ ثَالِّثَةٌ َفهو ِّ‬ ‫صلُ َح ِّب َّ‬
‫َصَل ْحتُ ُه َف َ‬‫‪،‬وأ ْ‬‫صال ٌح َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َْ ُ َْ‬ ‫َ َُ‬ ‫َو َ‬
‫صالِّ ُح)‪.‬‬ ‫‪،‬واْل َج ْم ُع اْل َم َ‬
‫‪:‬خ ْيٌر َ‬
‫َي َ‬‫صَل َحةٌ أ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬وِّفي ْاأل َْم ِّر َم ْ‬
‫الص َو ُ‬ ‫َصَل َح أَتَى ِّب َّ‬
‫الص َال ِّح‪َ ،‬و ُه َو اْل َخ ْي ُر َو َّ‬ ‫‪،‬وأ ْ‬
‫َ‬
‫مصلحة‪:‬‬
‫َ‬ ‫المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (‪،)345 /1‬وجاء في المعجم الوسيط تعريفها لغة‪(:‬اْل‬
‫اصطالحا‪( :‬المصلحة فهي عبارة‬
‫ً‬ ‫الصالح َواْل َم ْنَف َعة)‪ ،)520 /1(.‬وقال الغزالي في تعريف المصلحة‬
‫في األصل عن جلب منفعة أو دفع مضرة‪ ...‬على مقصود الشرع ‪ ...‬وهو أن يحفظ عليهم دينهم‬

‫‪ | 742‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم‪ ،‬فكل ما يتضمن حفظ هذه األصول الخمسة فهو مصلحة)‪ .‬المستصفى‬
‫(‪.)417-416 /1‬‬
‫ويْف ِّس ُد‪ ،‬وَف ُس َد َفساداً‬‫الص َال ِّح‪َ ،‬ف َس َد َيْف ُس ُد َ‬
‫يض َّ‬ ‫ِّ‬
‫لغة‪(:‬الفساد‪َ :‬نق ُ‬
‫ُ‬ ‫(‪ )2‬قال ابن منظور في تعريف المفسدة‬
‫المصَلحة)‪ .‬لسان العرب (‪،)335 /3‬وقال الفيومي‬ ‫ِّ‬ ‫فاسد وَف ِّس ٌ ِّ ِّ‬
‫ف ْ‬ ‫المْف َس َدةُ‪ :‬خ َال ُ‬
‫يد فيه َما‪ ...‬و َ‬ ‫وُف ُسوداً‪َ ،‬ف ُه َو ٌ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الشيء ُفس ِّ‬
‫‪...‬واْل َمْف َس َدةُ‬
‫‪،‬واْل َج ْم ُع َف ْس َدى َواال ْس ُم اْلَف َس ُاد َ‬ ‫في تعريفها لغة‪َ (:‬ف َس َد َّ ْ ُ ُ ً‬
‫ودا م ْن َباب َق َع َد َف ُهَو َفاسٌد َ‬
‫العز بن عبد السالم في تعريفه‬ ‫اس ُد)‪ .‬المصباح المنير (‪ ،)472 /2‬وقال ُّ‬ ‫ِّخ َالف اْلمصَلح ِّة‪ ،‬واْلجمع اْلمَف ِّ‬
‫ُ َ ْ َ َ َُْ َ‬
‫اصطالحا‪(:‬والمفاسد أربعة أنواع اآلالم واسبابها والغموم واسبابها)‪.‬قواعد األحكام في مصالح‬ ‫ً‬ ‫للمفسدة‬
‫اصطالحا‪(:‬الضرر‪ :‬هو المفسدة)‪.‬التعيين في شرح األربعين‬
‫ً‬ ‫األنام (‪ ،)10 /1‬وقال الطوفي في تعريفها‬
‫اصطالحا‪(:‬المفسدة هي مطلق المنافر والمشقة)‪.‬مقاصد‬
‫ً‬ ‫(‪ ،)238 /1‬وقال ابن عاشور في تعريفها‬
‫الشريعة اإلسالمية (‪.)214 /3‬‬
‫(‪ )3‬ينظر ‪ :‬مجموع الفتاوي البن تيمية (‪، )48/20‬وفقه األولويات للقرضاوي ص‪ ،31-30‬وفقه‬
‫الموازنات بين المصالح والمفاسد في ضوء مقاصد الشريعة د‪ .‬إبراهيم عبد الرحمن العاني ص‪-289‬‬
‫‪.290‬‬
‫(‪ )4‬معجم مقاييس اللغة (‪ ،)442 /4‬ولسان العرب البن منظور (‪.)522/13‬‬
‫(‪ )5‬منحة السلوك في شرح تحفة الملوك‪-‬بدر الدين العيني ص‪.30‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪:‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق البن نجيم (‪.)6/1‬‬
‫(‪ )7‬شرح مختصر خليل للخرشي(‪ ،)19/7‬والغرر البهية في شرح البهجة الوردية(‪ ،)8/1‬ومن فقهاء‬
‫الحنفية من عرفه التعريف أعاله نفسه سوى كلمة "المكتسب" قالوا بدال عنها "المكتسبة" ويقصدون بها‬
‫االحك ام الشرعية العملية وليس العلم ‪.‬ينظر ‪ :‬منحة السلوك في شرح تحفة الملوك للعيني (ص‪،)30 :‬‬
‫ومن فقهاء الحنابلة من عرفه التعريف أعاله نفسه سوى كلمة " المكتسب" قالوا بدال عنها " الفرعية"‪،‬‬
‫ويقصدون االحكام الشرعية العملية الفرعية‪ ،‬وليس الكليَّة‪.‬ينظر‪ :‬المبدع في شرح المقنع البن مفلح (‪/1‬‬
‫‪.)17‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬نهاية السول لْلسنوي شرح منهاج الوصول للبيضاوي ص‪ ،13-11‬الغيث الهامع لولي‬
‫الدين العراقي شرح جمع الجوامع ص‪ ،27‬وأصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله – د‪ .‬عياض‬
‫السلمي ص‪،12‬واالستدراك األصولي دراسة تأصيلية تطبيقية‪ -‬أطروحة دكتوراه‪ -‬ص‪.368-367‬‬
‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬القواعد والفوائد األصولية وما يتبعها من األحكام الفرعية البن اللحام ص‪.160‬‬
‫(‪ )10‬سورة البقرة – من اآلية ‪.43‬‬
‫(‪ )11‬معجم مقاييس اللغة (‪.)107/6‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪743‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫(‪ )12‬لسان العرب (‪.)447 /13‬‬


‫(‪ )13‬القاموس المحيط ‪ -‬ص‪.1238‬‬
‫(‪ )14‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)184-183/1(،)49 /1‬‬
‫(‪ )15‬مجموع الفتاوى (‪.)228 /29( ،)129 /28‬‬
‫(‪ )16‬سورة الكهف‪ -‬اآلية ‪79‬‬
‫(‪ )17‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي (‪.)36 /11‬‬
‫(‪ )18‬ينظر ‪:‬تفسير القرآن العظيم البن كثير(‪ ،)184 /5‬وروح المعاني لآللوسي (‪.)333 /8‬‬
‫(‪ )19‬سورة طه‪-‬اآلية ‪94‬‬
‫(‪ )20‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي (‪ ، )239 /11‬وتفسير القرآن العظيم البن كثير (‪/5‬‬
‫‪.)312‬‬
‫(‪ )21‬سورة الزمر – اآلية ‪18‬‬
‫(‪ )22‬ينظر‪ :‬تفسير مفاتيح الغيب للرازي (‪ ،)437 /26‬والجامع ألحكام القرآن للقرطبي (‪.)244 /15‬‬
‫(‪ )23‬سورة عبس‪-‬اآلية ‪1‬‬
‫َّللا‪ ،‬وعمرو أكثر‪ ،‬وهو ابن قيس بن زائدة‬
‫(‪ )24‬هو ‪:‬عمرو بن أم مكتوم القرشي ‪ ،‬ويقال اسمه عبد َّ‬
‫َّللا بن عنكثة‪ ،‬وكان من المهاجرين األولين‪ ،‬روى عن‬
‫بن األصم‪ ،‬واسم أمه أم مكتوم عاتكة بنت عبد َّ‬
‫‪،‬ثم رجع‬
‫النبي ‪ ، ‬وحديثه في كتب السنن ‪،‬خرج إلى معركة القادسية عام (‪15‬ه) ‪ ،‬فشهد القتال َّ‬
‫إلى المدينة بعدها ومات فيها‪ .‬ينظر‪ :‬اإلصابة في تمييز الصحابة (‪ ،)495-494 /4‬ومعرفة‬
‫الصحابة ألبي نعيم (‪.)1659 /3‬‬
‫فوعا – باب ومن سورة عبس‪-‬كتاب أبواب تفسير القرآن‪-‬‬ ‫(‪ )25‬أخرجه الترمذي في سننه مر ً‬
‫(‪-)432/5‬ح(‪ -)3331‬وقال عنه الترمذي‪َ (:‬ه َذا َح ِّد ٌ‬
‫يث َغ ِّر ٌ‬
‫يب)‪ ،‬وقال الحافظ العراقي عنه‪(:‬قلت‪:‬‬
‫الص ِّحيح)‪.‬المغني عن حمل األسفار في تخريج أحاديث اإلحياء (ص‪.)1549‬‬ ‫َوِّر َجاله رجال َّ‬
‫‪ ،‬وأخرجه مالك في الموطأ مرسالً عن رواية أبي مصعب الزهري عن طريق هشام بن عروة عن ابيه‪-‬‬
‫رضي للا عنهما‪ -‬بألفاظ متقاربه لما في سنن الترمذي – جامع القراءة‪-)105 /1(-‬ح(‪.)271‬‬
‫(‪ )26‬ينظر ‪ :‬شرح صحيح البخاري البن بطال (‪ ،)230 /9‬وتفسير مفاتيح الغيب للرازي (‪،)52 /31‬‬
‫والجامع ألحكام القرآن للقرطبي(‪.)214-213 /19‬‬
‫ص ِّب اْل َم ِّاء َعَلى‬
‫(‪)27‬أخرجه البخاري في الجامع المسند الصحيح المختصر‪ -‬كتاب الوضوء‪َ -‬باب َ‬
‫اْل َب ْو ِّل ِّفي اْل َم ْس ِّج ِّد‪)54 /1( -‬ح (‪.)220‬‬
‫(‪ )28‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪.)191 /3‬‬

‫‪ | 744‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫(‪ )29‬فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر (‪.)325-324 /1‬‬
‫(‪)30‬المنثور في القواعد الفقهية (‪.)348 /1‬‬
‫(‪ )31‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري (‪)126 /5‬‬
‫(‪)32‬التاج واإلكليل لمختصر خليل (‪.)319 /8‬‬
‫(‪ )33‬ينظر‪ :‬تحفة الملوك لعبد القادر الحنفي ‪ -‬ص‪ ،240‬وعدة البروق في جمع ما في المذهب من‬
‫الجموع والفروق للونشريسي المالكي‪ -‬ص‪ ، 563‬ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج للرملي (‪/8‬‬
‫‪ ،)163‬ومجموع الفتاوي البن تيمية (‪ ،)343/23-57/20‬والمبدع في شرح المقنع البن مفلح الحنبلي‬
‫(‪،)139 /4‬والقواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة ‪ -‬د‪ .‬محمد الزحيلي (‪-226-219 /1‬‬
‫‪.)230‬‬
‫(‪ )34‬ينظر‪ :‬إعالم الموقعين البن القيم (‪ ،)219 ،80-79 /1‬وفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد‬
‫في ضوء مقاصد الشريعة‪-‬د‪ .‬ابراهيم عبد الرحمن العاني ص‪.220-219‬‬
‫(‪ )35‬بشرط عدم مخالفة المصطلحات لْلصل اللغوي والشرعي لها‪ ،‬و َّ‬
‫أن األلفاظ قوالب للمعاني‪،‬‬
‫والهدف منها نقل األفكار من ذهن المتكلم أو الكاتب إلى أذهان اآلخرين‪ ،‬وما دام اللفظ المعين أياً‬
‫فن معين ‪،‬وال يستعمل إال داخل هذا الفن فال بأس باستعماله‪.‬ينظر‪:‬‬ ‫كان موضوعاً بإزاء معنى في ٍ‬
‫شرح التلويح على التوضيح للتفتازاني (‪ ، )50 /1‬والثبات والشمول في الشريعة اإلسالمية للسفياني‬
‫ص ‪ ،98‬والمصطلح األصولي ومشكلة المفاهيم‪ -‬د‪ .‬علي جمعة ص‪. 15‬‬
‫هو‪:‬س ِّع ِّيد ْب ِّن َزْي ِّد ْب ِّن َع ْم ِّرو ْب ِّن ُنَفْي ٍل ‪ ،‬القرشي العدوي‪ ،‬أَُبو األعور‪ ،‬أحد العشرة المشهود لهم‬
‫َ‬ ‫(‪)36‬‬
‫ثم روى ع ْنه جمع من الصحابة منهم‪ :‬ابن عمر‪ ،‬وأَبو ُّ‬
‫الطَفْي ِّل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫بالجنة ‪ ،‬روى عن رسول للا ‪ُ َ َ َ َّ ، ‬‬
‫ُحدا وما بعدها‪ ،‬تُُوِّفي ‪َ ‬سَنة إحدى وخمسين‪َ ،‬و ُه َو ابن بضع‬
‫وغيرهم ‪ ،‬وشهد مع رسول للا ‪ ‬أ ً‬
‫َ‬
‫وسبعين َس َنة‪ ،‬وُقبر بالمدينة‪.‬ينظر‪ :‬تاريخ اإلسالم للذهبي (‪ ، )495/2‬وتهذيب الكمال في أسماء‬
‫الرجال للمزِّي (‪.)446 /10‬‬
‫(‪ )37‬تاريخ الرسل والملوك (‪ ،)207 /3‬وينظر‪ :‬الكامل في التاريخ البن األثير (‪ ،)192 /2‬والسيرة‬
‫النبوية البن كثير (‪.)517 /4‬‬
‫(‪ )38‬ينظر‪ :‬نهاية اإلقدام في علم الكالم للشهرستاني ص‪ ،477-475‬والجامع ألحكام القرآن‬
‫للقرطبي (‪.)264 /1‬‬
‫(‪ )39‬أخرجه مسلم في المسند الصحيح المختصر – كتاب الطالق – باب طالق الثالث ‪/4( -‬‬
‫‪)183‬ح(‪.)3746‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪745‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫(‪ )40‬ينظر‪ :‬مجموع الفتاوى البن تيمية (‪ ،)16-13 /33‬والطرق الحكمية في السياسة الشرعية البن‬
‫القيم الجوزية (‪ ، )43-42 /1‬وفقه الموازنات بين المصالح والمفاسد في ضوء مقاصد الشريعة‪-‬د‪.‬‬
‫إبراهيم عبد الرحمن العاني ص‪.252-251‬‬
‫(‪ )41‬هو‪:‬السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن األسود بن عبد للا ابن الحارث الوالدة بن عمرو بن‬
‫معاوية بن الحارث األكبر الكندي ‪ ،‬له صحبة وحدث عن النبي ‪ ، ‬وروى عنه الزهري ويوسف بن‬
‫يعقوب وغيرهم‪ ،‬واختلف في سنة وفاته ‪ ،‬واألكثر قالوا توفي بالمدينة سنة إحدى وتسعين وهو ابن ثمان‬
‫وثمانين سنة‪.‬ينظر‪ :‬مشاهير علماء األمصار للبستي – ص‪ ،52‬وتاريخ دمشق البن عساكر (‪/20‬‬
‫‪.)121-106‬‬
‫آخر ُعَّد الثالث‪ ،‬والزوراء مكان مرتفع‬
‫أذان ٌ‬
‫ُضيف ٌ‬ ‫(‪ )42‬األذان األول مع اإلقامة ُع َّدا أذانين ‪َّ ،‬‬
‫فلما أ َ‬
‫في سوق المدينة‪ ،‬قرب المسجد النبوي‪.‬ينظر‪ :‬شرح صحيح البخارى البن بطال (‪ ، )504 /2‬وعمدة‬
‫القاري شرح صحيح البخاري (‪.)212-210 /6‬‬
‫ان َي ْوَم اْل ُج ُم َع ِّة ‪/2( -‬‬
‫(‪ )43‬أخرجه البخاري في الجامع الصحيح المختصر‪-‬كتاب الجمعة‪َ -‬باب ْاألَ َذ ِّ‬
‫‪)8‬ح(‪.)912‬‬
‫(‪ )44‬ينظر‪ :‬شرح صحيح البخارى البن بطال (‪ ، )504 /2‬وعمدة القاري شرح صحيح البخاري (‪/6‬‬
‫‪ ،)212-210‬وأصول الفقه اإلسالمي للزحيلي(‪.)567/2‬‬
‫ص ِّباْل ِّعْل ِّم َق ْو ًما ُد َ‬
‫ون‬ ‫(‪ )45‬أخرجه البخاري في الجامع الصحيح المختصر‪-‬كتاب العلم‪َ -‬باب َم ْن َخ َّ‬
‫َن َال َيْف َه ُموا‪)37 /1(-‬ح(‪.)127‬‬ ‫ِّ‬
‫َق ْو ٍم َك َراه َي َة أ ْ‬
‫يث ِّب ُك ِّل َما َس ِّم َع‪-‬‬ ‫النه ِّى ع ِّن اْلح ِّد ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫(‪ )46‬أخرجه مسلم في المسند الصحيح المختصر‪-‬المقدمة‪ -‬باب َّ ْ َ‬
‫(‪)9 /1‬ح(‪.)14‬‬
‫(‪ )47‬ينظر‪ :‬الالمع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (‪ ،)109 /2‬وفتح الباري البن حجر (‪)225 /1‬‬
‫‪ ،‬ومنار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (‪.)228 /1‬‬
‫(‪ )48‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)4 /1‬‬
‫(‪ )49‬مجموع الفتاوى (‪.)54 /20‬‬
‫(‪ )50‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي (‪.)296 /3‬‬
‫(‪ )51‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)9 /1‬‬
‫(‪ )52‬مجموع الفتاوى (‪.)48 /20‬‬
‫(‪ )53‬مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (‪.)225 -224 /1‬‬
‫(‪ )54‬سورة ِّ‬
‫النساء‪ -‬من اآلية ‪25‬‬

‫‪ | 746‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫(‪ )55‬سورة ِّ‬


‫النساء‪ -‬اآلية ‪28‬‬
‫(‪ )56‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة (‪.)22 /2‬‬
‫(‪ )57‬ينظر‪ :‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪،)63-62 /1‬ومجموع الفتاوى البن تيميَّة (‪.)48 /20‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )58‬قال ابن السكيت‪ (:‬ضَّن ٌة‪ٌ :‬‬
‫بخل)‪.‬كتاب األلفاظ – ص‪.111‬‬
‫(‪ )59‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)63-62 /1‬‬
‫بي ‪ ، ‬في شهر شوال‬ ‫(‪ )60‬هو يوم غزوة ُح َنين ‪ ،‬إذ دارت معركة بين الكفار والمسلمين‪ ،‬بقيادة َّ‬
‫الن ِّ‬
‫سنة ‪8‬هـ‪ ،‬وكان ذلك بعد اليوم التاسع عشر من يوم دخوله ‪ ‬في فتح مكة ‪ ،‬حيث دارت المعركة في‬
‫وادي ُح َنين وهو واد بالقرب من مكة المكرَّمة‪ ،‬انهزم فيها أكثر المسلمين في البداية ‪ ،‬ثم انتصروا‬
‫بي ‪ ‬بين المؤلفة‬ ‫قسمها َّ‬
‫الن ِّ‬ ‫بعدما رجعوا إليها بعد مناداة رسول للا ‪ ‬إليهم‪ ،‬وقد غنموا الغنائم‪ ،‬وقد َّ‬
‫بعدها‪،‬ثم عاد إلى المدينة‪.‬ينظر‪ :‬سيرة‬
‫َّ‬ ‫بي ‪‬‬ ‫قلوبهم دون غيرهم‪ ،‬وبعدما استتب أمر الحرب اعتمر َّ‬
‫الن ِّ‬
‫ابن هشام (‪،)459-437 /2‬والرحيق المختوم للمباركفوري ص‪.385-381‬‬
‫(‪ )61‬مجموع الفتاوى (‪ ،)580 -579 /28‬وينظر‪ :‬الموافقات للشاطبي (‪.)92-89 /3‬‬
‫بأنه‬ ‫ِّ‬
‫الشيء َّ‬ ‫اعتقاد‬ ‫(‪ )62‬قال الجرجاني‪(:‬اليقين‪ :‬في اللغة‪ :‬العلم الذي ال شك معه‪ ،‬وفي االصطالح‪:‬‬
‫ُ‬
‫كذا مع اعتقاد َّأنه ال يمكن إال كذا‪ ،‬مطابًقا للواقع غير ممكن الزوال)‪ .‬التعريفات‪ -‬ص‪ ،259‬وعر َ‬
‫َّف‬
‫يشك ًّ‬
‫األمر ُّ‬ ‫ِّ‬
‫ومتعدًيا بالحرف‪ ،‬فيقال‪َّ :‬‬ ‫الفيومي َّ‬
‫شكا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شك‬ ‫الزما‬
‫الفعل ً‬
‫ُ‬ ‫الش َّك لغة‪( :‬االر ُ‬
‫تياب‪ ،‬ويستعمل‬ ‫ُّ‬
‫اصطالحا‪(:‬هو التَّ ُّ‬
‫ردَد بين‬ ‫ً‬ ‫التب َس)‪ [.‬المصباح المنير (‪ ،])320 /1‬وعرَّف الجرجاني ال َّش َّك‬‫إذا َ‬
‫اك)‪ .‬التعريفات ‪ -‬ص‪.128‬‬ ‫الش ِّ‬
‫اآلخر‪ ،‬عند َّ‬
‫ِّ‬ ‫النقيضين‪ ،‬بال ترجيح ألحدهما على‬ ‫َّ‬
‫الع َّدة في أصول الفقه البن الفرَّاء (‪ ،)1268-1267 /4‬واألشباه و َّ‬
‫النظائر البن نجيم‬ ‫(‪ )63‬ينظر‪ُ :‬‬
‫ص‪ ، 48-47‬ومقاصد َّ‬
‫الشريعة اإلسالمية (‪ )10 /3‬البن عاشور‪.‬‬
‫ولزَم)‪ .‬لسان العرب‬ ‫لغة‪(:‬و َج َب الشيء َي ِّج ُب ُوجوباً ِّإذا ثََب َت‪ِّ ،‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )64‬قال ابن منظور في تعريفه للواجب‬
‫ُ‬
‫الش ِّارِّع‪َّ ،‬الِّذي ُي َال ُم‬
‫ضى ِّم َن َّ‬ ‫ِّ‬
‫اصطالحا ‪ ،‬كما عرَّفه الطوفي ‪ُ (:‬هَو اْلف ْع ُل اْل ُمْقتَ َ‬
‫ً‬ ‫(‪ ،)793 /1‬والواجب‬
‫اج َب ُهَو َما‬ ‫الدين البخاري‪ ( :‬اْلو ِّ‬ ‫تَ ِّارُكه َشرعا)‪.‬شرح مختصر الروضة (‪ ،)274 /1‬أو كما عرَّفه عالء ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ ًْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اب َعَلى ف ْعله َوُي َعا َق ُب َعَلى تَ ْركه)‪.‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي (‪ ،)119 /1‬أو كما عرَّفه د‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُيثَ ُ‬
‫محمد الزحيلي‪( :‬هو‪ :‬ما طلب الشارع فعله طلباً جازماً‪ ،‬ويثاب فاعله ويعاقب تاركه)‪ .‬القواعد الفقهية‬
‫وتطبيقاتها في المذاهب األربعة (‪ .)740 /2‬وينقسم الواجب باعتبار فاعله‪ ،‬أي‪ :‬باعتبار المخاطبين به‬
‫إلى قسمين‪ :‬الواجب العيني‪ ،‬والواجب الكفائي ‪ ،‬فالواجب العيني هو‪ :‬ما يتحتم أداؤه على مكلف بعينه‪،‬‬
‫فهذا الواجب يلزم اإلتيان به من ِّ‬
‫كل واحد من المكلفين بعينه‪ ،‬بحيث ال تب أر ذمته إال بفعله‪،‬‬
‫مثل‪:‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والحج‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬والواجب الكفائى فهو‪ :‬ما يتحتم أداؤه على جماعة من‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪747‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫اإلثم والحرج‬
‫ط ُ‬ ‫المكلفين فقد أ ُِّدي الواجب وسق َ‬
‫َّ‬ ‫المكلفين‪ ،‬ال من ِّ‬
‫كل فرد منهم‪ ،‬بحيث إذا قام به بعض‬
‫عاماً‪ ،‬والصالة على الميت‪ ،‬ورد السالم‪،‬‬‫َّللا ‪ ،‬إن لم يكن النفير َّ‬
‫عن الباقين‪ ،‬مثل‪ :‬الجهاد في سبيل َّ‬
‫ونحو ذلك‪.‬ينظر‪ :‬المهذب في علم أصول الفقه المقارن َّ‬
‫للنملة (‪ ،)161-160 /1‬والوجيز في أصول‬
‫الفقه اإلسالمي للزحيلي(‪.)327-326 /1‬‬
‫(‪ )65‬ينظر‪ :‬شرح صحيح البخارى البن بطال (‪ ، )159 /5(،)190 /4‬وشرح َّ‬
‫السنة للبغوي (‪/10‬‬
‫‪ ،)378‬وفتح الباري البن رجب (‪.)213 /4‬‬
‫َّللا بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن هذيل الهذلي‪ ،‬أبو عبد الرحمن‪،‬‬
‫(‪ )66‬هو ‪ :‬عبد َّ‬
‫المشاهد بعدها‪ ،‬والزم النبي ‪َّ ،‬‬
‫وحد َث عنه بالكثير‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وش ِّهد ًا‬
‫بدر و‬ ‫قديما وهاجر الهجرتين‪َ ،‬‬
‫صحابي أسلم ً‬
‫ٌّ‬
‫وعن عمر‪ ،‬وسعد بن معاذ‪ ،‬وروى عنه ابناه‪ :‬عبد الرحمن‪ ،‬وأبو عبيدة‪ ،‬وآخرون بكثرة‪ ،‬مات بالمدينة‬
‫سنة اثنتين وثالثين للهجرة‪ .‬ينظر‪ :‬اإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر(‪.)200-198 /4‬‬
‫َّللا بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن لؤي القرشي السهمي‪،‬كنيته‬
‫(‪ )67‬هو ‪:‬عبد َّ‬

‫صحابي روى عن النبي ‪ً ‬‬


‫كثيرا‪ ،‬وعن عمر‪ ،‬وأبي الدرداء‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وغيرهم ‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫أبو محمد عند األكثر ‪،‬‬
‫َّ‬
‫وحد َث عنه من الصحابة ابن عمر‪ ،‬وأبو الطفيل‪ ،‬وآخرون‪ ،‬وعدد كثير من التابعين‪ ،‬مات بالشام سنة‬
‫خمس وستين للهجرة‪ ،‬وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين‪.‬ينظر‪ :‬اإلصابة في تمييز الصحابة البن حجر‬
‫(‪.)167-165 /4‬‬
‫ظ َر‬ ‫(‪ )68‬الحديثان أخرجهما البخاري في الجامع الصحيح المختصر‪ -‬كتاب الجمعة‪َ -‬ب ُ‬
‫اب َم ْن ْانتَ َ‬
‫َحتَّى تُْد َف َن ‪ ،‬األول في (‪)156 /9‬ح(‪ ، )7534‬والثاني في (‪)59 /4‬ح(‪.)3004‬‬
‫(‪ )69‬ينظر‪ :‬شرح صحيح البخاري البن بطال (‪ ، )159 /5(،)190 /4‬وشرح َّ‬
‫السنة للبغوي (‪/10‬‬
‫‪ ،)378‬وفتح الباري البن رجب (‪.)213 /4‬‬
‫ٍ‬
‫كلمات‪:‬‬ ‫(‪ )70‬قال ابن فارس في تعريفه للمندوب لغة الذي هو من الندب‪(:‬النون والدال والباء ُ‬
‫ثالث‬
‫جل َن ْد ٌب‪ :‬خفيف‪.‬‬
‫ة* في شيء‪...‬واألصل الثالث ر ٌ‬
‫تدل على خف ٍ‬
‫طر‪ ،‬والثالثة ُّ‬
‫أحداها األثَر‪ ،‬والثانية اْل َخ َ‬
‫إن َّ‬
‫الن ْدب ما‬ ‫ألن الفقهاء يقولون‪َّ :‬‬
‫يب من هذا؛ َّ‬ ‫الف َرس الماضي‪ .‬وعندنا أن َّ‬
‫الن ْد َب في األمر قر ٌ‬ ‫و َّ‬
‫الن ْدب‪َ :‬‬
‫ليس بفرض‪ .‬وإن كان هذا صحيحاً فْلن الحال فيه خفيفة)‪.‬معجم مقاييس اللغة (‪.)413 /5‬وقال أبو‬
‫يعاقب على‬
‫ُ‬ ‫ثاب على فعلِّه‪ ،‬وال‬
‫اصطالحا‪ (:‬هو الذي ُي ُ‬
‫ً‬ ‫الوفاء الظفري في تعريفه للمندوب‬
‫اصطالحا ‪( :‬المندوب‪:‬‬
‫ً‬ ‫وعرف د‪ .‬محمد الزحيلي المندوب‬ ‫تركه)‪.‬الواضح في أصول الفقه (‪َّ ،)151 /4‬‬ ‫ِّ‬
‫طلبا غير جازم)‪.‬الوجيز في أصول الفقه اإلسالمي (‪.)333 /1‬‬ ‫هو ما طلب الشارع فعله ً‬
‫(‪ )71‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪ ،)58 /1‬وينظر ‪:‬أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (‪/2‬‬
‫‪، )122‬ورد المحتار(حاشية ابن عابدين) على الدر المختار (‪.)126-125 /1‬‬

‫‪ | 748‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫(‪ )72‬أنوار البروق في أنواء الفروق (‪.)122 /2‬‬


‫(‪ )73‬المصدر نفسه (‪.)130 /2‬‬
‫(‪ )74‬المصدر نفسه (‪.)127-126 /2‬‬
‫الص َال َة َف َعَل ْي ُك ْم‬ ‫ِّ‬
‫بلفظ‪":‬إ َذا أَتَْيتُ ْم َّ‬ ‫(‪ )75‬أخرجه البخاري في الجامع المسند الصحيح عن أبي قتادة ‪‬‬
‫صُّلوا َو َما َفاتَ ُك ْم َفأَِّت ُّموا"‪ -‬كتاب األذان – باب قول الرجل فاتتنا الصالة‪-‬‬ ‫ِّب َّ ِّ ِّ‬
‫السك َينة َف َما أ َْد َرْكتُ ْم َف َ‬
‫(‪)129/1‬ح(‪ ، )635‬واللفظ األقرب للفظ المذكور في نص القرافي هو ما أخرجه مسلم في المسند‬
‫ون‬ ‫ودى ِّب َّ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الصحيح المختصر عن أَبي هريرة ‪َ ، ‬قال رسول َّ ِّ‬
‫وها َوأ َْنتُ ْم تَ ْم ُش َ‬‫الصالَة َفأْتُ َ‬ ‫َّللا ‪ (: ‬إ َذا ُن َ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َُ ْ َ َ‬
‫الصالَةِّ‬
‫ان َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الس ِّك َين ُة َفما أ َْدرْكتُم َفصُّلوا وما َفاتَ ُكم َفأَت ُّموا )‪-‬كتاب المساجد‪-‬باب است ْحَب ِّ‬
‫اب ِّإ ْتَي ِّ‬ ‫َو َعَل ْي ُك ُم َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ََ‬
‫ِّب َوَق ٍار َو َس ِّك َين ٍة (‪)100/2‬ح (‪.)1391‬‬
‫(‪ )76‬أنوار البروق في أنواء الفروق (‪.)130-129 /2‬‬
‫(‪ )77‬حاشية إدرار الشروق على أنوار الفروق (‪.)131،149 /2‬‬
‫(‪ )78‬المصدر نفسه (‪.)130 /2‬‬
‫(‪)79‬رد المحتار(حاشية ابن عابدين) على الدر المختار (‪ ،)125 /1‬وينظر‪ :‬األشباه والنظائر للسبكي‬
‫(‪.)191 /1‬‬
‫اع ِّد السنية ِّفي ْاألَسرِّار اْلِّفْق ِّهي ِّ‬
‫َّة على الفروق(‪.)148 /2‬‬ ‫وق واْلَقو ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َْ‬ ‫(‪ )80‬حاشية تَ ْهذيب اْلُف ُر َ َ‬
‫(‪ )81‬المصدر نفسه (‪.)147 /2‬‬
‫(‪ )82‬المستصفى (‪.)430 /1‬‬
‫(‪ )83‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)53 /1‬‬
‫(‪ )84‬المصدر نفسه (‪.)57-56 /1‬‬
‫(‪ )85‬األشباه والنظائر ‪ -‬ص‪.147‬‬
‫كالمبارِّز‬
‫ِّ‬ ‫هز في مشي ِّ‬
‫ته الكتَف ِّ‬
‫ين‪،‬‬ ‫وي ُّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫َ‬ ‫يعا ‪َ ،‬‬
‫َّمل‪ :‬هو أن يمشي في الطواف َسر ً‬
‫جاني‪(:‬الر ُ‬
‫(‪ )86‬قال الجر ُّ‬
‫الص َفي ِّن)‪[.‬التعريفات‪ -‬ص‪.]112‬‬
‫بين َّ‬
‫(‪ )87‬األشباه والنظائر ‪ -‬ص‪.147‬‬
‫(‪ )88‬المستصفى (‪.)426 /1‬‬
‫(‪ )89‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)79 /1‬‬
‫(‪ )90‬المصدر نفسه (‪.)79 /1‬‬
‫(‪)91‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)80 /1‬‬
‫(‪ )92‬المصدر نفسه ‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪749‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫(‪ )93‬المصدر نفسه (‪.)81 /1‬‬


‫السالم (‪ ،)53 -51 /1‬واألشباه والنظائر‬ ‫(‪ )94‬ينظر‪ :‬قواعد األحكام في مصالح األنام ِّ‬
‫للعز بن عبد َّ‬
‫البن نجيم ص‪ ، 78‬ومقاصد الشريعة اإلسالمية البن عاشور(‪.)565 -563 /2‬‬
‫(‪ )95‬مجموع الفتاوى (‪.)228 /29( ،)129 /28‬‬
‫(‪ )96‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)104 /1‬‬
‫(‪ )97‬المصدر نفسه (‪.)112 /1‬‬
‫(‪ )98‬اإلبهاج للسبكي في شرح المنهاج للبيضاوي(‪.)178 /3‬‬
‫للغالء)‪ .‬التعريفات‪ -‬ص‪ .11‬وقال ابن تيميَّة‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫عام‬ ‫الجرجاني‪(:‬االحتكار‪ :‬حبس َّ‬
‫الط ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫(‪ )99‬قال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الناس ِّمن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫إغ َال َءهُ‬
‫يد ْ‬ ‫ام َفَي ْحِّب ُس ُه َع ْن ُه ْم‪َ ،‬وُي ِّر ُ‬
‫الط َع ِّ‬ ‫اج إَل ْيه َّ ُ ْ‬
‫(اْل ُم ْحتَك َر ‪ُ :‬ه َو الذي َي ْع َم ُد إَلى ش َراء َما َي ْحتَ ُ‬
‫عَلي ِّهم‪ ،‬وهو َ ِّ ِّ‬
‫ين)‪ .‬مجموع الفتاوى (‪.)75 /28‬‬ ‫ظال ٌم لْل َخْل ِّق اْل ُم ْشتَ ِّر َ‬ ‫َ ْ ْ َ َُ‬
‫(‪ )100‬المحيط البرهاني في الفقه النعماني (‪ ،)146 /7‬وينظر ‪:‬‬
‫(‪ )101‬الموافقات (‪ ،)62 /3‬وينظر ‪:‬فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫د‪ .‬إبراهيم عبد الرحمن العاني‪-‬ص‪.293‬‬
‫(‪ )102‬ينظر‪ :‬مجموع الفتاوى البن تيميَّة (‪.)228 /29( ،)129 /28‬‬
‫(‪ )103‬األشباه والنظائر ‪ -‬ص‪.88‬‬
‫(‪ )104‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح البن تيمية (‪.)216-215 /2‬‬
‫ِّ‬
‫النص البن تيمية رحمه للا‬ ‫(‪ )105‬ليس الكالم على إطالقه‪ ،‬وإنما يخضع لموازنات – كما يفهم من‬
‫تعالى – بمعنى إذا دار األمر بين تهديم الصوامع من قبل الكفار عموما ‪ ،‬مجوسا أو غيرهم ‪،‬فذلك‬
‫ويبنى مكانها مساجد فذلك فيه مصلحة‬ ‫مفسدة ؛ لكن إذا كان َّ‬
‫البد منه بهدمها وكان بيد المسلمين ُ‬
‫شر أعظم كقيام حرب بين َّ‬
‫النصارى‬ ‫أعظم من مفسدة هدمها‪ ،‬شريطة أن ال يتكون بسبب ذلك ٌّ‬
‫والمسلمين ‪ ،‬فذلك يوجب االمتناع عنه ؛ ألن فيه مفسدة أعظم من مفسدة هدم الصوامع ‪ ،‬وأعظم من‬
‫النص بتقديم خير الخيرين على أدناهما‪ ،‬ودفع ِّ‬
‫شر‬ ‫مصلحة بناء المساجد عليها‪ ،‬وهذا ما يفهم من َّ‬
‫الشرَّين بخيرهما ‪ .‬وللا أعلم‪.‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )106‬األشباه والنظائر ‪ -‬ص‪ ،76‬وينظر‪ :‬فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد في ضوء مقاصد‬
‫الشريعة د‪ .‬إبراهيم عبد الرحمن العاني‪-‬ص‪.295‬‬
‫(‪ )107‬قال الجرجاني‪(:‬االجتهاد في اللغة‪ :‬بذل الوسع‪ ،‬وفي االصطالح‪ :‬استفراغ الفقيه الوسع‬
‫ليحصل له ظن بحكم شرعي وبذل المجهود في طلب المقصود من جهة االستدالل)‪.‬التعريفات‪-‬‬
‫الشيء ِّبَي ِّدِّه‪َ :‬رَزنه‬
‫َ‬ ‫ِّن‪َ .‬‬
‫ورَج َح‬ ‫ص‪ ،10‬وعرَّف ابن منظور الترجيح لغة‪ ،‬حيث قال‪( :‬رج َح‪ :‬الر ِّ‬
‫َّاج ُح‪ :‬الوازُ‬ ‫ََ‬

‫‪ | 750‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫َّحت تَ ْرجيحاً ِّإذا أَعطيته‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬


‫ورج ْ‬ ‫ان أَي أَثقله َحتَّى َم َ‬
‫ال‪ .‬وأَ ْرَج ْح ُت لُف َال ٍن َ‬ ‫ونظر َما ثْقُله‪ .‬وأ َْر َج َح الميز َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫اصطالحا‪ ،‬حيث قال‪( :‬التَّْرِّج َ‬
‫يح‪ :‬عَب َارةٌ َع ْن‬ ‫اجحاً)‪.‬لسان العرب (‪ ،)445 /2‬وعرَّف الزركشي الترجيح‬ ‫ر ِّ‬
‫ً‬
‫صحَّتُ ُه)‪ .‬البحر المحيط في أصول الفقه (‪/8‬‬ ‫الظ ِّن ِّ‬ ‫تَْق ِّوي ِّة أ ِّ َّ‬
‫الطرَفي ِّن عَلى ْاآل َخ ِّر َكي ي ْغلِّب عَلى َّ‬
‫ْ َ َ َ‬ ‫َحد َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫‪.)147‬‬
‫(‪ )108‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)104 /1‬‬
‫(‪ )109‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة (‪.)16 /2‬‬
‫(‪ )110‬الموافقات (‪.)51 /2‬‬
‫(‪ )111‬أنوار البروق في أنواء الفروق (‪ ،)212-211 /4‬وينظر‪ :‬ترتيب الفروق واختصارها للبقورِّي‬
‫(‪.)443 /2‬‬
‫(‪ )112‬فتح الباري البن حجر (‪)113 /5‬‬
‫(‪ )113‬األشباه والنظائر ‪ -‬ص ‪78‬‬
‫للحصني (‪.)356 /1‬‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )114‬القواعد‬
‫ِّ‬
‫الحق من‬ ‫(‪ )115‬ينظر‪ :‬شرح التلويح على التوضيح للتفتازاني (‪ ،)207 /2‬وإرشاد الفحول إلي تحقيق‬
‫علم األصول للشوكاني(‪.)264 /2‬‬
‫(‪ )116‬لسان العرب (‪.)200-199 /2‬‬
‫(‪ )117‬االختيار لتعليل المختار للموصلي (‪.)85 /5‬‬
‫(‪ )118‬مواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطاب(‪.)406 /6‬‬
‫(‪ )119‬إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين للبكري(‪.)261 /3‬‬
‫(‪ )120‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف للمرداوي (‪.)303 /7‬‬
‫(‪ )121‬لسان العرب (‪.)203-202 /7‬‬
‫(‪ )122‬المصدر نفسه (‪.)203 /7‬‬
‫(‪ )123‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي (‪.)468 /2‬‬
‫(‪ )124‬سورة النساء‪ -‬من اآلية ‪11‬‬
‫(‪ )125‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل(‪.)476 /1‬‬
‫(‪ )126‬مفاتيح الغيب (‪.)519 /9‬‬
‫(‪ )127‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطالني(‪،)421 /9‬وسبل السالم للصنعاني(‪/2‬‬
‫‪)143‬‬
‫(‪ )128‬سورة النساء‪ -‬من اآلية ‪7‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪751‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫(‪ )129‬فتح الباري البن حجر (‪.)3 /12‬‬


‫(‪ )130‬فتح القريب المجيب بشرح كتاب الترتيب (‪.)5/1‬‬
‫(‪ )131‬ينظر‪ :‬شرح الفصول المهمة في مواريث األمة للمارديني (‪.)145-142/1‬‬
‫أعم من مصطلح الفرائض ‪ ،‬فهو كذلك أقدم منه ‪،‬‬‫أن مصطلح المواريث هو ُّ‬ ‫(‪ )132‬وباإلضافة إلى َّ‬
‫فكانت العرب تعرف المواريث قبل اإلسالم ‪ ،‬وهو متفق على ثبوته في الجاهلية دون االسالم‪ ،‬مثل‬
‫توريث الرجال دون النساء ‪ ،‬والكبار دون الصغار‪ ،‬وتوريث األخ‪ ،‬وابن األخ‪ ،‬وزوجة األخ ‪ ،‬وال ِّ‬
‫عم‬
‫فلما جاء االسالم جاء بالفريضة َّ‬
‫المقدرة في كتاب للا ‪ ،‬لم تعرفها العرب سابًقا بجميع تفاصيلها‬ ‫كرًها‪َّ ،‬‬
‫فولد مصطلح الفرائض مع ما جاء في االسالم‪ .‬قال الروياني‪َّ :‬‬
‫(إن‬ ‫‪ ،‬فنسخ ما كان وفرض ما جاء به ُ‬
‫جميع‬ ‫سخ َّ‬
‫بهن‬ ‫المستحقين لها في ِّ‬
‫ثالث ٍ‬
‫آي من سورة النساء‪َ ،‬ن َ‬ ‫ِّ‬ ‫وبيَّن‬ ‫يث َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقدرها‪َ ،‬‬ ‫فرض الموار َ‬
‫للا تعالى َ‬
‫قد َم من المواريث)‪.‬بحر المذهب (‪ ،)388 /7‬وينظر‪ :‬فتح القريب المجيب بشرح كتاب الترتيب‬ ‫ما تَ َّ‬
‫للشنشوري (‪ ،)10/1‬وفقه المواريث في ضوء الكتاب و َّ‬
‫السنة‪-‬مصطفى محمد محمد عنبوه‪-‬ص‪-16‬‬
‫‪.24‬‬
‫موقعا من َحاجته‪َ ،‬وكسب َيلِّيق ِّب ِّه ‪ ...‬اْل ِّم ْس ِّكين‪ :‬من‬ ‫السيوطي‪(:‬الَفقير‪ :‬من َال َيقع َماله ً‬ ‫ُّ‬ ‫(‪ )133‬قال‬
‫يه)‪ .‬معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم ‪ -‬ص‪ ،51‬وجاء في‬ ‫يقع ماله‪ ،‬أَو َكسبه موقعها وَال ي ْك ِّف ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ين ِّإ َذا اجتمعا ا ْفترَقا‪ ،‬وإذا افترقا اجتمعا‪َ ،‬فهل يَقال ِّفي َقولِّهِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ير َواْلم ْسك ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫شرح الطحاوية‪َ (:‬فِّإ َّن َلْف َ‬
‫ظي اْلَفق ِّ‬
‫ْ‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ََ‬
‫س؟‬ ‫ون اْلم ْع ِّدمِّ‪ ،‬أ َْو ِّباْل َع ْك ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫تَ َعاَلى‪ :‬ﭽ ﯠ ﯡ ﯢ ﭽ – سورة المائدة‪ -‬من اآلية ‪ - 89‬أََّن ُه ُي ْع َ‬
‫طى اْل ُمق ُّل ُد َ ُ‬
‫ﭬ ﭬ ﭮﭽ – سورة البقرة – من اآلية ‪ .)271‬شرح العقيدة‬ ‫َوَك َذا ِّفي َق ْولِّ ِّه تَ َعاَلى‪ :‬ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫العز الحنفي‪ -‬ص‪ ،336‬وينظر‪ :‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج(‪/4‬‬ ‫الطحاوية ألبي ِّ‬
‫‪.)7-6‬‬
‫(‪ )134‬معجم مقاييس اللغة (‪.)431-430/2‬‬
‫(‪ )135‬لسان العرب (‪.)186-185 /13‬‬
‫(‪ )136‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (‪.)237 /1‬‬
‫(‪ )137‬التعريفات ‪ -‬ص‪112‬‬
‫(‪ )138‬العذب الفائض ‪-‬إلبراهيم المشرقي‪ -‬شرح عمدة الفارض‪ -‬لصالح البهوتي‪.)23-22/1(-‬‬
‫الش ِّ‬
‫رط‪،‬‬ ‫خيار َّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )139‬اْلخ َي ُار لغة‪ُ :‬ه َو اال ْخت َي ُار‪ ،‬وهو يطابق المعنى االصطالحي‪ ،‬ومنه يقال له‪ُ :‬‬
‫أقل‪ ،‬وغيرها من‬ ‫العقد ِّ‬
‫ورده ثالث َة أيَّا ٍم أو َّ‬ ‫قبول ِّ‬
‫ين‪ ،‬أو كالهما الخيار بين ِّ‬ ‫ِّ‬
‫المتعاق َد ِّ‬ ‫أحد‬
‫َ‬ ‫ط ُ‬ ‫وهو أن يشتر َ‬
‫الخيارات‪.‬ينظر‪ :‬المصباح المنير للفيومي (‪،)185 /1‬وكشاف اصطالحات الفنون والعلوم للتهانوي(‪/1‬‬
‫‪.)766‬‬

‫‪ | 752‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫جبر بما قام على المشتري بالشركة والجوار)‪.‬التعريفات‪-‬‬


‫وقال الجرجاني‪(:‬الشفعة‪ :‬هي تملك البقعة ًا‬
‫مثل ما َف َع َل)‪.‬التعريفات‪-‬ص‪.176‬‬ ‫ِّ‬
‫فع َل بالفاعل َ‬
‫ص‪ ،127‬وقال الجرجاني أيضا‪( :‬القصاص‪ :‬هو أن ُي َ‬
‫(‪ )140‬العذب الفائض ‪-‬إلبراهيم المشرقي‪ -‬شرح عمدة الفارض‪ -‬لصالح البهوتي‪.)23-22/1(-‬‬
‫(‪ )141‬معجم مقاييس اللغة (‪.)260 /3‬‬
‫(‪ )142‬البحر المحيط في أصول الفقه (‪.)437 /4‬‬
‫(‪ )143‬ينظر‪ :‬أنوار البروق في أنواء الفروق للقرافي (‪ ،)60 /1‬والبحر المحيط في أصول الفقه‬
‫للزركشي(‪ ،)437 /4‬و َّ‬
‫المهذب في علم أصول الفقه المقارن لعبد الكريم نملة (‪.)434-433 /1‬‬
‫(‪ )144‬ينظر‪ :‬إرشاد الفارض إلى كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪،41-35‬‬
‫(‪ )145‬البعض اشترط ُّ‬
‫تحق ِّق استقرار حياة الوارث حيًّا بعد موت الموروث منه‪ ،‬فلو ُذِّبح ٌ‬
‫رجل وهو‬
‫يتحرك فمات أبوه أو ابنه في تلك الساعة لم يرث المذبوح منهما؛ ألن حياته غير مستقرة‪ ،‬وهذا الشرط‬
‫مختلف فيه بين الفقهاء‪.‬ينظر‪ :‬شرح الفصول المهمة في مواريث األمة لسبط المارديني (‪،)111 /1‬‬
‫إرشاد الفارض إلى كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪.40-38‬‬
‫بسبب ِّ‬
‫عقد‬ ‫ِّ‬ ‫لك ِّه‪ ،‬أو‬
‫شخص في ِّم ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫بسبب ِّ‬
‫عتق‬ ‫اث ي َّ‬
‫ستحق ُه المرُء‬ ‫الء‪ :‬هو مير ٌ َ‬
‫جاني‪(:‬الو ُ‬
‫(‪ )146‬قال الجر ُّ‬
‫المواالة)‪.‬التعريفات‪-‬ص‪ .255‬وسيأتي تفصيله أكثر عند الكالم عن أسباب الميراث بإذن للا تعالى‪.‬‬
‫(‪ )147‬لسان العرب (‪.)458 /1‬‬
‫(‪ )148‬شرح مختصر الروضة (‪.)434 /1‬‬
‫(‪ )149‬ينظر‪ :‬شرح تنقيح الفصول للقرافي‪ -‬ص‪ ،81‬وشرح مختصر الروضة للطوفي (‪، )434 /1‬‬
‫واإلبهاج للسبكي في شرح المنهاج للبيضاوي (‪.)207-205 /1‬‬
‫(‪ )150‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع ُّ‬
‫الدرَّة البهيَّة بتحقيق مباحث الرَّحبية لمحمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد‪ -‬ص‪.11-10‬‬
‫(‪)151‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع الدرة البهية ص‪.11-10‬‬
‫(‪ )152‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،33-32‬وشرح الرَّحبية لسبط‬
‫المارديني مع الدرة البهية ص‪ ،12-11‬والعذب الفائض ‪-‬إلبراهيم المشرقي‪ -‬شرح عمدة الفارض‪-‬‬
‫لصالح البهوتي‪.)27-25/1(-‬‬
‫غير اآلدميين ‪ ،‬فال توارث بينهم ؛ لعدم‬
‫أما ُ‬ ‫(‪ )153‬قال البقر ُّي ‪" (:‬قوله ميراث الورى" أي اآلدميين‪َّ ،‬‬
‫أما ُّ‬
‫الجن فهم كاآلدميين)‪.‬شرح الرحبية لسبط‬ ‫تكليفهم‪ ،‬كالمالئكة عليهم الصالة والسالم‪ ،‬و َّ‬
‫الدواب‪َّ .‬‬
‫المارديني مع حاشية البقري – ص‪.31‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪753‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫سببا من أسباب اإلرث أو ال‪ ،‬وهو بيت مال المسلمين‪،‬‬ ‫ِّ‬


‫أما السبب الرابع فهو مختلف بعده ً‬
‫(‪َّ )154‬‬
‫يختص به أحد من المسلمين دون غيره ‪ ،‬ويجتهد اإلمام في مصرفه ‪ ،‬فالحنفية والحنابلة‬
‫ُّ‬ ‫فهو عام ال‬
‫ذهبوا إلى أن بيت المال ال يكون سببا لْلرث أصال‪ ،‬ولكن إذا كان لبعض المسلمين ما ٌل فمات عنه‪،‬‬
‫العامة‬
‫مما تقتضيه المصلحة َّ‬ ‫وال يوجد من يرثه‪ ،‬ممكن أن يوضع في= =بيت المال على َّ‬
‫أن ذلك َّ‬
‫ُمة ‪ ،‬ال على َّأنه ٌ‬
‫سبب للميراث فيرثه بيت المال‪ ،‬بينما المالكيَّة قالوا بإرث بيت المال من دون شرط‬ ‫لْل َّ‬
‫في المشهور عنهم والمتأخرون منهم قالوا باشتراط انتظامه ‪ ،‬وهو ما ذهب إليه متأخرو الشافعية ‪،‬‬
‫ولهم رأي يوافق مانعي إرثه ‪ ،‬وآخر يوافق المالكية في المشهور عنهم‪ ،‬ومعنى انتظامه هو أن يكون‬
‫القائم عليه عادال يصرف األموال في مصارفها المشروعة‪.‬ينظر‪ :‬رد المحتار(حاشية ابن عابدين) على‬
‫الدر المختار (‪ ،)767-766/6‬وبداية المجتهد ونهاية المقتصد البن رشد (‪ ،)136 /4‬وأسنى‬
‫المطالب في شرح روض الطالب للسنيكي (‪ ، )4 /3‬واإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف‬
‫للمرداوي (‪ ،)303 /7‬وأحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب األربعة لمحمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد ص‪.29-27‬‬
‫الباب‬ ‫(‪ )155‬الخلوةُ َّ‬
‫َّجل َ‬ ‫جاني‪ ،‬حيث قال ‪(:‬الخلوة الصحيحة‪ :‬هي غلق الر ُ‬ ‫عيةُ ‪ ،‬كما بيَّنها الجر ُّ‬ ‫الشر َّ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫على منكوحته بال مانع وطء)‪ .‬التعريفات‪ -‬ص‪ ،101‬وقال النكر ُّي عن الموانع‪ (:‬أن َال ُيوجد ف َ‬
‫يها‬
‫َحدهما اْل َم ِّانع‬ ‫ِّ‬
‫ان ‪،‬حسيًّا‪ ،‬أَو َش ْرعيًّا‪ ،‬أَو طبعيًّا‪ .‬األول‪َ :‬ك َم َرض أ َ‬ ‫َي َمان ٍع َك َ‬‫بالمنكوح ِّة ‪ ،‬أ ُّ‬
‫َ‬ ‫اْل َم ِّان ُع للوطء‬
‫ضاء َوالنذر َواْل َكَّف َارة َو َّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫ص َالة فرض‬ ‫النْفل‪َ ،‬ومثل َ‬ ‫ضان دون َ‬
‫ص ْوم اْلَق َ‬ ‫ص ْوم َرَم َ‬ ‫َعن الوطء‪َ .‬والثاني‪ :‬مثل َ‬
‫اضة َوالثَّالِّث َم َع الثَّ ِّاني مثل حيض ونفاس)‪ .‬دستور العلماء (‪.)64 /2‬‬ ‫دون نفل‪ .‬والثَّالِّث‪:‬مثل ِّ‬
‫است َح َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(‪ )156‬معجم مقاييس اللغة (‪.)278 /5‬‬
‫(‪ )157‬سورة القلم‪ -‬من اآلية ‪.12‬‬
‫(‪ )158‬لسان العرب (‪.)343 /8‬‬
‫(‪ )159‬شرح مختصر الروضة (‪.)436 /1‬‬
‫للطوفي (‪، )436 /1‬‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )160‬ينظر‪ :‬شرح تنقيح الفصول للقرافي ص‪ ، 82‬وشرح مختصر الروضة‬
‫ماللي (‪.)100-99 /2‬‬
‫للس ِّ‬‫ورفع النقاب عن تنقيح الشهاب ِّ‬
‫(‪ )161‬وهنالك موانع ثالث مختلف فيها ‪ ،‬وهي‪ -1:‬االختالف في ذوي الكفر األصلي ‪ ،‬فال توارث‬
‫بين ذمي وحربي‪ِّ -2 .‬‬
‫الرَّدة‪ ،‬فالمر ُّتد ال يرث وال يورث سوى ما كان قبل الردة‪ -3.‬الدور الحكمي ‪،‬‬

‫في ِّثب ُت َن َ‬
‫سب ُه وال‬ ‫تعصيبا بإبن للميت ‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫وهو أن يلزم من توريثه عدم توريثه ‪ ،‬كإقرار أخ حائز للتركة‬
‫ألن إثبات اإلرث لْلخ يؤدي إلى نفي نسب االبن‪ ،‬وإثبات نسب االبن يؤدي إلى نفي‬ ‫يرث ؛ للدور؛ َّ‬

‫‪ | 754‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫اإلرث لْلخ ‪ .‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،35‬ورد المحتار (حاشية‬
‫ابن عابدين) على الدر المختار(‪.)767-766 /6‬‬
‫(‪ )162‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،36-35‬وشرح الرَّحبية لسبط المارديني‬
‫مع الدرة البهية ص‪.13‬‬
‫(‪ )163‬مختار الصحاح ص ‪.216‬‬
‫(‪ )164‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،36-35‬وينظر‪:‬شرح الرَّحبية لسبط‬
‫المارديني مع الدرة البهية ص‪.13‬‬
‫(‪ )165‬مختار الصحاح ص ‪.127‬‬
‫(‪ )166‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪.36‬‬
‫(‪ )167‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (‪.)490 /2‬‬
‫للجرجاني ص‪.172‬‬
‫ِّ‬ ‫(‪ )168‬التعريفات‬
‫(‪ )169‬شرح السراجيَّة – منظومة السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للجرجاني‪ -‬ص‪. 18‬‬
‫(‪ )170‬قال الجرجاني‪(:‬القصاص‪ :‬هو أن ُيفعل بالفاعل مثل ما َف َع َل)‪ .‬التعريفات (ص‪.)176 :‬وقال‬
‫النكر ُّي‪(:‬اْل َكَّفارة‪ِّ :‬إسَقاط ما َل ِّزم على ِّ‬
‫الذ َّمة ِّبسبب َّ‬
‫الذنب َواْل ِّجَن َاية)‪.‬دستور العلماء (‪.)89 /3‬وقال‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِّ‬
‫جاني‪(:‬الديَّة‪ :‬المال الذي هو بدل النفس)‪ .‬التعريفات (ص‪ .)106 :‬وقال الزمخشر ُّي‪(:‬اْل َعاقَلة‪:‬‬ ‫الجر ُّ‬
‫الد َية من قبله)‪ .‬الفائق في غريب الحديث واألثر (‪.)241 /1‬‬ ‫اْلَقرابة َّالِّتي تعقل عن اْلَق ِّاتل أَي تُع ِّطي ِّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫(‪ )171‬ينظر‪ :‬شرح السراجيَّة – منظومة السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للجرجاني‪ -‬ص‪، 20 -18‬‬
‫وأحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب األربعة لمحمد محيي الدين عبد الحميد‬
‫ص‪.40-34‬‬
‫(‪ )172‬ينظر‪ :‬شرح مختصر خليل للخرشي (‪.)222 /8‬‬
‫(‪ )173‬ينظر‪ :‬مغني المحتاج للشربيني (‪.)46-45 /4‬‬
‫(‪ )174‬ينظر‪ :‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف للمرداوي (‪ ،)368 /7‬والعذب الفائض‬
‫لصالح البهوتي (‪،)39/1‬وأحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب األربعة لمحمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد ص‪. 38‬‬
‫(‪ )175‬ينظر‪ :‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني (‪ ،)249 /7‬وشرح السراجيَّة – منظومة‬
‫السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للجرجاني‪ -‬ص‪ ، 21 -18‬وشرح مختصر خليل للخرشي (‪،)222 /8‬‬
‫ومغني المحتاج للشربيني (‪ ،)46-45 /4‬واإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف للمرداوي (‪/7‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪755‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ ،) 369-368‬وأحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب األربعة لمحمد محيي الدين عبد‬
‫الحميد ص‪.40-34‬‬
‫(‪ )176‬لسان العرب (‪.)144 /5‬‬
‫(‪ )177‬الفصل في الملل واألهواء والنحل (‪.)118 /3‬‬
‫(‪ )178‬أخرجه البخاري في الجامع المسند الصحيح المختصر‪ -‬كتاب الجمعة – باب من انتظر‬
‫حتى تُدفن‪)156 /8( -‬ح(‪.)6764‬‬
‫َّللاِّ ‪ ‬وابن ِّحبه ومواله‪ ،‬أَُبو زيد‪،‬‬ ‫(‪)179‬أسامة بن زيد بن حارثه بن شراحيل اْل َكْلِّب ُّي‪ِّ ،‬ح ُّب رس ِّ‬
‫ول َّ‬ ‫َُ‬
‫عاما ‪ ،‬توفي في‬ ‫أقل من عشرين ً‬ ‫أمره رسول للا ‪ ، ‬وعمره ُّ‬ ‫ال‪ :‬أ َُبو حارثة‪َّ ،‬‬
‫ال‪ :‬أ َُبو محمد‪َ ،‬وُيَق ُ‬
‫َوُيَق ُ‬
‫المدينة ما بين‪51 :‬ه ‪60 -‬ه‪ ،‬وقيل في أواخر خالفة معاوية ‪ ، ‬واألصح في أربع وخمسين‬
‫هجرية‪.‬ينظر‪ :‬االستيعاب في معرفة األصحاب البن عبد ِّ‬
‫البر (‪ ،)77 /1‬وتاريخ اإلسالم للذهبي‬
‫(‪.)473/2‬‬
‫(‪ )180‬شرح السراجيَّة – منظومة السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للجرجاني‪ -‬ص‪ ،22 -21‬وشرح‬
‫الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،39-38‬وسبل السالم للصنعاني(‪.)144 /2‬‬
‫(‪ )181‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص ‪ ، 39‬والتحفة الخيريَّة للباجوري على‬
‫الفوائد الشنشورية ص‪.59‬‬
‫(‪ )182‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص ‪ ، 46‬وشرح الرَّحبية لسبط المارديني مع‬
‫ُّ‬
‫الدرَّة البهيَّة بتحقيق مباحث الرَّحبية لمحمد محيي الدين عبد الحميد‪ -‬ص‪.20-19‬‬
‫(‪ )183‬ينظر ‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،86-45‬وإرشاد الفارض إلى‬
‫كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪.71-61‬‬
‫(‪ )184‬مختار الصحاح ص‪ ،210‬وينظر‪ :‬لسان العرب البن منظور(‪.)605 -602 /1‬‬
‫(‪ )185‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،86-77‬وإرشاد الفارض إلى‬
‫كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪ ،80-72‬وأحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب‬
‫األربعة لمحمد محيي الدين عبد الحميد ص‪.84-77‬‬
‫يحق له االفتاء فيه ‪ ،‬أو ِّ‬
‫حل مسائله ‪،‬‬ ‫(‪ )186‬الحجب باب مهم في علم المواريث ‪ ،‬فمن لم يفقهه ال ُّ‬
‫والحجب لغة ‪ :‬المنع ‪ ،‬وشرًعا ‪ :‬المنع من اإلرث بالكلية ‪ ،‬وهو حجب حرمان ‪ ،‬أو من بعضه ‪ ،‬وهو‬
‫حجب نقصان ‪ ،‬والمقصود فيما ذكرناه ‪ ،‬هو حجب حرمان ‪.‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع‬
‫حاشية البقري ص‪ ،-87‬والميراث على المذاهب األربعة‪ -‬دراسة وتطبيًقا – لحسين يوسف غزال –‬

‫‪ | 756‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫ص‪ ،100-97‬وإعانة الطالب في بداية الفرائض ‪ -‬ألحمد بن يوسف بن محمد األهدل‪ -‬ص ‪-64‬‬
‫‪.66‬‬
‫(‪ )187‬ينظر‪ :‬المصادر نفسها‪.‬‬
‫إما بطريقة التحليل للوصول إلى المضاعف المشترك البسيط‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫(‪ )188‬لمعرفة أصل المسألة َّ‬
‫أصغر عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر بدون ٍ‬
‫باق ‪ ،‬أو بطريقة النسب االربعة ‪ ،‬التماثل‬
‫‪،‬والتداخل ‪ ،‬والتوافق ‪ ،‬والتباين ‪ ،‬أما التماثل‪ :‬فيعني تماثل عددين في المسألة مثل ‪ ، 3 ،3 :‬فنختار‬
‫أحدهما ‪ ،‬وأما التداخل ‪:‬أن يكون العدد االكبر يقبل القسمة على االصغر من دون باق ‪ ،‬كما في‬
‫العددين ‪ 6،3‬فيؤخذ األكبر منهما‪ ،‬وأما التوافق فيعني توافق عددين على عدد ثالث مشترك بينهما‬
‫يقبالن القسمة عليه‪ ،‬مثل توافق ‪ 4،6 :‬في العدد ‪ ،2‬فكال العددين يقبل القسمة على العدد ‪ 2‬الذي هو‬
‫الوفق ‪ ،‬فوفق العدد ‪ ، 2=2/4‬ووفق العدد ‪ 3=2/6‬فيكون المضاعف المشترك البسيط أن يضرب‬
‫وفق أحدهما في كامل اآلخر فينتج‪ :‬وفق العدد ‪×2=4‬كامل اآلخر ‪ ،‬وهو ‪ ،12=6‬أو وفق العدد‬
‫‪ ×3=6‬كامل اآلخر‪ ،‬وهو ‪ ، 12 =4‬وأما التباين فهو ما كان بين عددين ال يقبل أحدهما القسمة على‬
‫اآلخر ‪ ،‬وال يقبالن القسمة على عدد ثالث ‪ ،‬كما في العددين ‪ ، 3،4:‬فيكون المضاعف المشترك‬
‫البسيط بينهما هو حاصل ضرب أحدهما باآلخر‪.12=4×3 :‬ينظر‪ :‬الميراث على المذاهب األربعة –‬
‫دراسة تطبيقية لحسين يوسف غزال ص‪ ،61-55‬وإعانة الطالب في بداية علم الفرائض ألحمد بن‬
‫يوسف بن محمد األهدل ص‪.85-79 ،32-23‬‬
‫(‪)189‬ينظر‪ :‬شرح الرَّحبية لسبط المارديني مع حاشية البقري ص‪ ،76-45‬والميراث على المذاهب‬
‫األربعة –دراسة تطبيقية لحسين يوسف غزال ص‪ ،87-26‬وإعانة الطالب في بداية علم الفرائض‬
‫ألحمد بن يوسف بن محمد األهدل ص‪.85-79 ،49-23‬‬
‫(‪)190‬ينظر‪ :‬المصادر نفسها‪.‬‬
‫(‪ )191‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‬
‫(‪ )192‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )193‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )194‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )195‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )196‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪.‬‬
‫(‪ )197‬عندما نذكر ميراث األخوة واألخوات مع الجد ‪ ،‬فالمقصود بهم من جهة االب واالم "االشقاء"‬
‫إجماعا‪.‬ينظر‪ :‬شرح السراجيَّة‬ ‫ِّ‬
‫بالجد‬ ‫ألم فهم محجوبون‬
‫أما األخوة واألخوات ٍ‬
‫‪ ،‬ومن جهة االب فقط ‪َّ ،‬‬
‫ً‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪757‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫– منظومة السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للجرجاني ص‪ ،143‬واإلقناع في مسائل اإلجماع البن‬


‫القطان (‪.)100 /2‬‬
‫(‪ )198‬أشهر األقوال المهجورة هو التَّوقف عن توريث ِّ‬
‫الجد حال اجتماعه مع األخوة واألخوات‪،‬‬
‫َّ‬
‫الخطاب ‪ ، ‬وقد أخذ به محمد بن حسن‬ ‫االشقاء أو ألب ‪ ،‬وهو آخر األقوال عن اإلمام عمر بن‬
‫الشيباني صاحب أبي حنيفة ‪ ، ‬وله قوالن آخران‪ ،‬أحدهما مع من قال أن الجد كاألب يحجب ما‬
‫يحجبه األب ‪ ،‬واآلخر أنه كاألخ يرث معهم ‪ ،‬وقد رجع عنهما إلى التوقف في آخر حياته ‪، ‬‬
‫وهنالك أقوال مهجورة أخرى في ميراث الجد مع األخوة واألخوات ‪،‬منها ‪ :‬الصلح بين الجد واألخوة‪،‬‬
‫ومنها توريث الجد إذا كان أحوج من األخوة أو األخوات‪ ،‬أو توريثهم إذا كانوا هم األحوج‪ ،‬ومنها دفع‬
‫ثم الصلح على الباقي مع االخوة واألخوات‪ .‬ينظر‪:‬المبسوط للسرخسي(‪ ،)180/29‬وشرح‬
‫السدس للجد َّ‬
‫السراجيَّة – منظومة السراجيَّة للسجاوندي‪ -‬وشرحها للشيخ زاده‪ -‬أطروحة دكتوراه تحقيق الطالب رائد‬
‫كريم‪ -‬ص‪ ،163-162‬وإرشاد الفارض إلى كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪.102-101‬‬
‫(‪ )199‬ينظر‪ :‬المبسوط للسرخسي (‪ ، )180-179/29‬والحاوي الكبير للماوردي (‪، )123-122/8‬‬
‫والمغني البن قدامة (‪ ، )307-306/6‬والفروع البن مفلح (‪ ، )18/8‬واالنصاف للمرداوي (‪)306/7‬‬
‫‪ ،‬والمحلى البن حزم (‪ ،)330-327/8‬والعذب الفائض إلبراهيم الحنبلي(‪.)145-144/1‬‬
‫(‪ )200‬ينظر‪ :‬المصادر السابقة نفسها‪ ،‬وينظر‪ :‬شرح مختصر خليل للخرشي (‪.)203-202 /8‬‬
‫أحد منهم)‪.‬‬
‫جمع‪ ،‬ولم ينكر عليه ٌ‬
‫احد بحضرة ٍ‬
‫(‪ )201‬قال الكوراني‪(:‬اإلجماع السكوتي‪ :‬هو أن َيفتي و ٌ‬
‫الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (‪.)163 /3‬‬
‫(‪ )202‬سورة األعراف – من اآلية ‪27‬‬
‫(‪ )203‬سورة يوسف – من اآلية ‪38‬‬
‫(‪ )204‬سورة الشعراء – من اآلية ‪26‬‬
‫(‪ )205‬الحاوي الكبير (‪.)122 /8‬‬
‫(‪ )206‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجصاص (‪ ،)100 /1‬ومفاتيح الغيب للرازي (‪.)67 /4‬‬
‫(‪ )207‬سورة ِّ‬
‫النساء‪ -‬من اآلية ‪12‬‬
‫(‪ )208‬سورة ِّ‬
‫النساء‪-‬من اآلية ‪176‬‬
‫المورث والو ِّ‬‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ارث ‪ ،‬وعلى‬ ‫طلق على‬ ‫وي ْ‬
‫الولد‪ُ ،‬‬ ‫المطرز ُّي‪( :‬ما خال الو َ‬
‫الد و َ‬ ‫الكاللة لغة ‪،‬كما عرَّفها‬ ‫(‪َ )209‬‬
‫العص ِّ‬
‫ابة ‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الك ِّ‬ ‫القرابة من غير ِّ‬
‫الض ْعف أو من " اإل ْكليل " ‪َ :‬‬ ‫الل " ‪َ :‬‬ ‫جهة الوالد والولد ‪ ...‬وهي من " َ‬
‫عرب (‪ ، )231 /2‬والكاللة اصطالحا‪،‬‬ ‫غرب في ترتيب المـُ ِّ‬‫كلل " ‪ :‬المستدير)‪ .‬المـُ ِّ‬ ‫ومنه ‪ :‬السحاب " الم َّ‬
‫ُ‬
‫الهروي‬
‫ُّ في‬ ‫ي‬ ‫ِّ‬
‫خسي‪َ (:‬م ْن َل ْي َس َل ُه َوَلٌد َوَال َوالٌد)‪ .‬المبسوط (‪ ، )53 /17‬وقال األزهر ُّ‬‫السر ُّ‬
‫كما عرَّفها َّ‬

‫‪ | 758‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫توضيح له ‪( :‬والكاللة من دون الوالد والولد من القرابات‪ ،‬يدخل فيهم األخوة واالخوات‪ ،‬واالعمام ‪،‬‬
‫ثم من دونهم من سائر العصبات ِّم ْن ُه ‪ ...‬ان مات رجل في حال كاللته‪ ،‬أي لم يخلف‬ ‫وبنو االعمام‪َّ ،‬‬
‫فكل من مات عن ورثة ولم‬
‫ولدا وورثه أخ أو أخت‪ ،‬أو ماتت امرأة كذلك وورثها أخ وأخت ‪ُّ ...‬‬ ‫الدا وال ً‬
‫وً‬
‫ولدا‪ ،‬فهو كاللة‪ ...‬وقد يقال للورثه الذين يرثون الميت وليس فيهم أب وال ولد كاللة‬ ‫خلف فيهم ًأبا وال ً‬
‫َي ْ‬
‫أيضا)‪ .‬الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي (ص‪.)270-269 :‬‬
‫اث من االخ من االب واالم‬‫جد أولى ِّباْل ِّمير ِّ‬
‫ال بقوله اْل ُّ‬
‫َ‬ ‫ال ابو حنيَفة َومن َق َ‬
‫الشيباني‪(:‬وَق َ‬
‫َ‬ ‫(‪ )210‬قال‬
‫جد ِّب َم ْن ِّزَلة اْل َوالِّد)‪ .‬الحجة على أهل المدينة (‪.)253 /4‬‬
‫ألن اْل َّ‬
‫وأحق بوالء اْلمولى من االخ لالب واالم؛ َّ‬
‫(‪ )211‬ينظر‪ :‬الجامع ألحكام القرآن للقرطبي(‪ ،)79-78 /5‬والتحفة الخيرية على الفوائد الشنشورية‬
‫للباجوري ص‪.119‬‬
‫(‪ )212‬التجريد (‪.)3946 /8‬‬
‫َّللاِّ ْب ِّن ُق َش ْي ٍر األ َْسَل ِّم ُّي اْل َم َدِّن ُّي‪ ،‬كنيته‬
‫ان ْب ِّن َع ْب ِّد َّ‬‫(‪َ )213‬سَل َمةُ ْب ُن األ ْك َوِّع‪ُ :‬ه َو َسَل َمةُ ْب ُن َع ْم ِّرو ْب ِّن ِّسَن ِّ‬
‫الش َج َ ِّرة‪ ،‬روى عنه‬ ‫َح ُد م ْن َب َاي َعه تَ ْح َت َّ‬ ‫ول َّ ِّ‬ ‫اح ِّب رس ِّ‬ ‫أَبو مسلِّم‪ ،‬ويقال أبو عامر‪ ،‬وأبو إياس‪ ،‬ص ِّ‬
‫َّللا ‪ ‬وأ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُْ‬
‫‪ ‬أحدايث عديدة‪ ،‬توفي سنة أربع وسبعين للهجرة في المدينة‪ .‬ينظر‪ :‬مشاهير علماء األمصار للبستي‬
‫ص‪ ،42‬وتاريخ اإلسالم للذهبي (‪.)819-817 /2‬‬
‫(‪ )214‬أخرجه البخاري في الجامع المسند الصحيح المختصر‪ -‬كتاب الجمعة – باب من انتظر‬
‫حتى تدفن‪)38 /4( -‬ح(‪.)2899‬‬
‫(‪ )215‬ينظر‪ :‬الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني(‪.)32 /14‬‬
‫(‪ )216‬سورة البقرة‪ -‬من اآلية ‪132‬‬
‫(‪ )217‬سورة النساء – من اآلية ‪11‬‬
‫(‪ )218‬مفاتيح الغيب (‪.)67 /4‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ظ َر‬ ‫(‪ )219‬أخرجه البخاري في الجامع الصحيح المسند المختصر ‪ -‬كتَاب اْل ُج ُم َعة ‪َ -‬ب ُ‬
‫اب َم ْن ْانتَ َ‬
‫َحتَّى تُْد َف َن ‪)150/8( -‬ح(‪.)6732‬‬
‫(‪ )220‬معنى ذلك‪َّ :‬‬
‫أن اإللحاق جنس‪ ،‬يتنوع عنه نوعان‪ ،‬هما ‪ :‬الفرض والتعصيب‪ ،‬فال يوجد مبرر‬
‫في تأخير الثاني عن األول في اإللحاق؛ لذا كانت الفاء في قوله ‪ ": ‬فما بقي" هي للتعقيب والترتيب‬
‫األقرب للميت ‪،‬‬ ‫‪ ،‬والتي في ‪ ":‬فهو" هي الفاء الفاصحة التي تفصح عن الحكم‪ ،‬وهو الرجل َّ‬
‫الذ َك ُر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُكد الرجل َّ‬
‫بالذ َكر لبيان سبب االستحقاق‪ ،‬وهو الذكورة‪ ،‬وليخروج عنه ما لم يقصد فيه ‪ ،‬كالخنثي ‪،‬‬ ‫وأ ِّ‬
‫ُ‬
‫والرجل صاحب السطوة ‪ ،‬كما كان في الجاهليَّة ِّ‬
‫يورثونه والصغير يمنعون عنه الميراث ؛ لذا شمل‬
‫وكبيرا‪ .‬ينظر‪ :‬المنهاج شرح النووي على مسلم (‪ )53 /11‬الدر المختار‬
‫ً‬ ‫صغير‬
‫ًا‬ ‫المعنى من كان‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪759‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫َّجل ُذ ِّك َر بقبال المرأة‪ ،‬إشارة إلى‬ ‫وحاشية ابن عابدين (رد المحتار) (‪ ، )554 /1‬ويرى الباحث َّ‬
‫‪:‬أن الر ُ‬
‫ظنا‪ ،‬كالجنين في‬ ‫يقينا‪ ،‬فاإللحاق الذي ال ينبغي تأخيره ‪َّ ،‬إنما هو له‪ ،‬وما كانت حياته ًّ‬ ‫ُّ‬
‫تحقق حياته ً‬
‫ِّ‬
‫ثم توفي‬‫استهل بصرخة َّ‬
‫َّ‬ ‫بطن أمه غير مقصود بهذا اإللحاق‪ ،‬حتى تكون ً‬
‫يقينا بعد أن يولد‪ ،‬ولو‬
‫مقصودا باإللحاق‪ .‬وللا تعالى أعلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫بعدها‪ ،‬فيكون عندئذ‬
‫ِّ‬
‫الموقعين عن‬ ‫(‪ )221‬ينظر‪:‬المبسوط للسرخسي(‪ ،)144/29‬والمغني البن قدامة(‪ ،)278/6‬وإعالم‬
‫ِّ‬
‫رب العالمين البن قيم الجوزية(‪.)288/1‬‬
‫(‪ )222‬التجريد للقدوري (‪)3951-3950 /8‬‬
‫(‪ )223‬السرخسي (‪.)182/29‬‬
‫(‪ )224‬الحاوي الكبير (‪.)122/8‬‬
‫(‪ )225‬اإلقناع في مسائل اإلجماع (‪. )100 /2‬‬
‫(‪ )226‬فتح الباري شرح صحيح البخاري (‪.)20 /12‬‬
‫(‪ )227‬الحاوي الكبير (‪.)122/8‬‬
‫{يا َبِّني َآد َم}‬
‫َّللاُ تَ َعاَلى َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َن اْل َجَّد ع ْن َد َع َد ِّم ْاألَب َي ْستَح ُّق ْ‬
‫اس َم ْاألُُب َّوة‪َ ،‬ق َ‬ ‫(‪ )228‬قال السرخسي‪(:‬أ َّ‬
‫يم}‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ال َج َّل َج َاللُ ُه‪َ {:‬قالُوا َن ْعُب ُد إَل َه َك َوإَِّل َه َآبائ َك إ ْب َراه َ‬
‫[األعراف‪َ ،]27 :‬و َم ْن ُك ْنت ْاب َن ُه َف ُه َو أ َُبوك‪َ ،‬وَق َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ َّ ِّ‬ ‫ال َع َّز و َج َّل‪َّ :‬‬ ‫ِّ‬
‫اق} [يوسف‪]38 :‬‬ ‫ِّس َح َ‬ ‫يم َوإ ْ‬
‫{واتَب ْعت مل َة َآبائي ْإب َراه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪،‬وَق َ‬ ‫يم َج ًّدا َ‬‫ان ْإب َراه ُ‬
‫[البقرة‪َ ]133 :‬وَك َ‬
‫َوَك َانا َج َّد ْي ِّن َل ُه)‪ [.‬المبسوط (‪.])182 /29‬‬
‫(‪ )229‬قال األرموي الهندي‪( :‬الجد ال يسمى أبا بطريق الحقيقة؛ بل على وجه التجوز‪ ،‬ولهذا يصح‬
‫ولكنه َّ‬
‫جده)[ نهاية الوصول في دراية األصول (‪/7‬‬ ‫نفى اسم األب عنه فيقال‪ :‬ليس هو ًأبا للميت َّ‬
‫‪.])3117‬‬
‫(‪ )230‬اإلجماع ص‪ ،70‬وينظر ‪ :‬شرح السراجيَّة للجرجاني ص(‪.)45 -43‬‬
‫(‪ )231‬الحاوي الكبير (‪.)122 /8‬‬
‫(‪ )232‬سورة ِّ‬
‫النساء‪ -‬من اآلية ‪12‬‬
‫(‪ )233‬سورة ِّ‬
‫النساء‪ -‬اآلية ‪176‬‬
‫(‪ )234‬ينظر‪ :‬المغني البن قدامة (‪. )307/6‬‬
‫(‪ )235‬أخرجه الترمذي في سننه – كتاب أبواب المناقب‪ -‬باب مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت‬
‫يح )‪.‬‬ ‫يث حس ٌن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صح ٌ‬ ‫الترمذي عنه‪َ (:‬ه َذا َحد ٌ َ َ َ‬
‫ُّ‬ ‫– (‪)665/5‬ح(‪ ،)3791‬وقال‬
‫(‪ )236‬ينظر‪ :‬المبسوط للسرخسي(‪ ،)181/19‬والمغني البن قدامة (‪ ، )307/6‬ومغني المحتاج‬
‫للشربيني(‪.)38-25،32/4‬‬

‫‪ | 760‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫(‪ )237‬المغني البن قدامة (‪.)307/6‬‬


‫(‪ )238‬الحاوي الكبير (‪. )122 /8‬‬
‫(‪ )239‬ينظر ‪ :‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد البن رشد (‪ ،)132-131 /4‬والمغني البن قدامة‬
‫(‪ ،)307/6‬وإرشاد الفارض إلى كشف الغوامض لسبط المارديني ص‪.99‬‬
‫(‪ )240‬أخرجه سعيد بن منصور في سننه‪-‬كتاب الفرائض – باب قول عمر في ِّ‬
‫الجد‪-‬‬
‫(‪)48/1‬ح(‪.)55‬‬
‫(‪ )241‬التوضيح لشرح الجامع الصحيح (‪.)480 /30‬‬
‫(‪ )242‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (‪.)24 /6‬‬
‫(‪ )243‬أخرجه سعيد بن منصور في سننه‪-‬كتاب الفرائض – باب قول عمر في ِّ‬
‫الجد‪-‬‬
‫(‪)48/1‬ح(‪،)56‬وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى‪ -‬كتاب الفرائض – باب التشديد في الكالم في‬
‫الجد مع األخوة ‪)402 /6( -‬ح(‪،)12416‬والحديث ضعيف ‪،‬كما جاء في القطوف الدانية‪(:‬‬ ‫مسألة ِّ‬
‫في سنده مجهول‪ ،‬وأخرجه ‪ ...‬ابن منصور (السنن ‪ ،48 /1‬رقم ‪ ،57‬وعنده مرسل من طريق ابن‬
‫المسيب قال‪ :‬قال رسول للا ‪ -‬صلى للا عليه وسلم ‪ :-‬أجرأكم على قسم الجد‪ ،‬أجرأكم على النار)‬
‫والبيهقي (السنن الكبير ‪ .)245 /6‬القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية (ص‪)289 :‬‬
‫للدكتور مرزوق بن هياس الزهراني ‪ -‬بدون طبعة ‪1428 -‬هـ ‪ ،‬وينظر‪ :‬الباعث الحثيث إلى اختصار‬
‫علوم الحديث البن كثير ‪ -‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )244‬لم أجده في كتب التخريج؛ ولكنه مشهور في كتب الفقه‪ .‬ينظر‪ :‬الحاوي الكبير للماوردي (‪/8‬‬
‫‪ ، )122‬وبحر المذهب للروياني (‪.)443 /7‬‬
‫صالِّ ُح لِّ ِّعَب ِّادِّه) قواعد األحكام في مصالح األنام‬ ‫العز بن عبد السالم‪( :‬وأَح َكام َّ ِّ ُّ‬
‫(‪ )245‬قال ُّ‬
‫َّللا ُكل َها َم َ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫اب لِّ ِّع َب ِّادِّه) المصدر نفسه(‪/2‬‬
‫الش ِّريعةُ ُكُّلها مصالِّ ُح ِّم ْن ر ِّب ْاأل َْرَب ِّ‬
‫َ‬ ‫(و َ َ َ َ‬
‫(‪ ،)167 /1‬وقال في موضع آخر‪َّ :‬‬
‫َ‬
‫‪.)168‬‬
‫ِّ‬ ‫‪:‬ب َذ َل اْل ُو ْس َع ِّفي َ‬
‫طَل ِّب األَمر‪َ ،‬و ُهَو ا ْفت َع ٌ‬
‫ال‬ ‫(‪ )246‬قال ابن منظور في تعريفه لالجتهاد لغة‪ ( :‬االجتهاد َ‬
‫(هَو‬
‫الشاطبي‪ُ :‬‬
‫ُّ‬ ‫اصطالحا حيث قال‬ ‫ً‬ ‫ِّم َن اْل ُج ْه ِّد) لسان العرب (‪ ، )135 /3‬وفي تعريف االجتهاد‬
‫الظ ِّن ِّباْل ُح ْكمِّ) الموافقات (‪ ،)51 /5‬وقال الصنعاني‪( :‬هو استفراغ‬ ‫يل اْل ِّعْل ِّم أ َِّو َّ‬ ‫اسِّتْف ارغُ اْلوس ِّع ِّفي تَح ِّ‬
‫ص ِّ‬
‫ْ‬ ‫ْ َ ُْ‬
‫ان‪ ،‬أَو ظنيا على َوجه‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫طعيا َك َ‬ ‫نقليا َق ْ‬
‫ان‪ ،‬أَو ً‬ ‫عقليا َك َ‬
‫الوسع وبذل المجهود في طلب الحكم الش ْرعي ً‬
‫النفس اْل َعجز َعن اْل َم ِّزيد َعَل ْي ِّه) إرشاد النقاد إلى تيسير االجتهاد (ص ‪ ،)8‬وقال ابن الموقت‬ ‫يحس من َّ‬
‫المقص ِّر وهو الذي يقف عن الطلب مع تمكنه من‬ ‫ِّ‬ ‫قصر في اجتهاده ‪( :‬اجتهاد‬ ‫عن= =المجتهد إذا َّ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪761‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫معتبرا)‬
‫ً‬ ‫اجتهادا‬
‫ً‬ ‫الزيادة على ما فعل من السعي‪ ،‬فإن هذا االجتهاد ال ُي ُّ‬
‫عد في اصطالح األصوليين‬
‫التقرير والتحبير على تحرير الكمال بن الهمام (‪.)388 /3‬‬
‫(‪ )247‬السرخسي(‪. )180 /29‬‬
‫(‪ )248‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)51 /1‬‬
‫(‪ )249‬إعالم الموقعين عن ِّ‬
‫رب العالمين (‪.)284 /4‬‬
‫(‪ )250‬الموافقات (‪.)42 /5‬‬
‫(‪ )251‬المستصفى (‪.)430 /1‬‬
‫(‪ )252‬مجموع الفتاوى (‪.)129،284 /28‬‬
‫(‪)253‬تقويم النظر في مسائل خالفية ذائعة (‪.)197 /1‬‬
‫(‪)254‬إجابة السائل شرح بغية اآلمل (ص‪.)396 :‬‬
‫(‪ )255‬المبسوط (‪.)183-182 /29‬‬
‫ال‪:‬‬ ‫النصرة و َّ‬ ‫‪(:‬بَف ْتح اْل َواو َوكسرَها‪َ ،‬فمن فتح َجعلها من‪ُّ :‬‬ ‫الهروي ِّ‬
‫النسب‪َ.‬ق َ‬ ‫ُّ‬ ‫(‪ )256‬الوالية لغة كما عرَّفها‬
‫اصطالحا كما عرَّفها ابن‬ ‫ً‬ ‫ورة)‪ .‬تهذيب اللغة (‪ ، )323 /15‬والوالية‬ ‫الوالية‪َّ ،‬الِّتي ِّبم ْن ِّزَلة ِّْ‬
‫اإل َم َارة‪َ ،‬م ْك ُس َ‬ ‫و ِّ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫اء أ َْو أََبى ‪،‬‬ ‫امةٌ ‪َ ،‬ش َ‬ ‫ك‪َ ،‬وَوَال ٌء‪َ ،‬وإِّ َم َ‬ ‫عابدين‪(:‬واْل َوَال َيةُ‪ :‬تَْنفي ُذ اْلَق ْو ِّل َعَلى اْل َغ ْي ِّر ‪ ،‬تَ ْث ُب ُت ِّبأ َْرَب ٍع‪َ :‬ق َرَابةٌ‪َ ،‬و ِّمْل ٌ‬
‫َ‬
‫يرة وَلو ثَِّيبا ومعتوهةٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫الصغ َ ِّ َ ْ ً َ َ ْ ُ َ‬ ‫إجَب ٍار َعَلى َّ‬ ‫ان‪ِّ :‬وَال َيةُ َن ْدب َعَلى اْل ُم َكلَفة َوَل ْو ِّب ْك ًار َوِّوَال َيةُ ْ‬ ‫َو ِّهي ُه َنا َن ْو َع ِّ‬
‫َ‬
‫َو َم ْرُقوَق ٍة)‪ .‬رد المحتار (حاشية ابن عابدين)على الدر المختار (‪.)55 /3‬‬
‫ضا َم ْن ُي َح ُّال َك‬ ‫الزْو َجةُ َو ُه َما أ َْي ً‬‫الزْو ُج و "اْل َحلِّيَلةُ" َّ‬
‫َ‬
‫يل" َّ‬ ‫ِّ‬
‫(‪ )257‬الحليلة لغة كما عرَّفها الرَّازي‪َ ( :‬و "اْل َحل ُ‬
‫الزْو َج َة‬ ‫اسم اْل َحلِّيَل ِّة َيتََناو ُل َّ‬ ‫اح َد ٍة)‪ .‬مختار الصحاح (ص‪ .)79‬وعرَّفها‬ ‫ِّفي َد ٍار و ِّ‬
‫َ‬ ‫(و ْ ُ‬ ‫اصطالحا‪َ :‬‬‫ً‬ ‫الموصلي‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ام‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫طء؛ أل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َن َّ‬ ‫وك َة‪َ ،‬غ ْي َر أ َّ‬
‫اش َقائ ٌم َمَق َ‬‫َن اْلف َر َ‬ ‫الزْو َج َة تَ ْح ُرُم ب ُم َجرَّد اْل َعْقد‪َ ،‬و ْاأل ََم َة َال تَ ْح ُرُم إال باْل َو ْ‬ ‫َواْل َم ْملُ َ‬
‫ين)‪ .‬االختيار لتعليل المختار (‪.)85 /3‬‬ ‫ون ِّمْل ِّك اْل َي ِّم ِّ‬ ‫ود ِّفي ِّمْل ِّك ِّ‬ ‫ط ِّء‪َ ،‬و ُه َو َم ْو ُج ٌ‬
‫اح ُد َ‬ ‫الن َك ِّ‬ ‫اْل َو ْ‬
‫(‪ )258‬شرح الزركشي على مختصر الخرقي (‪.)472 /4‬‬
‫الولد‪ ،‬وهو ِّمن َذلِّك ألَن األَصل َكان اْلوَلد َفصار ولد ِّ‬
‫الولد ِّزَي َاد ًة‬ ‫الن ِّافَلةُ‪ :‬ولد ِّ‬ ‫(‪ )259‬قال ابن منظور‪(:‬و َّ‬
‫َ َ ََ َ َ ُ‬ ‫َ َُ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َعَلى األَصل)‪ .‬لسان العرب (‪.)672 /11‬‬
‫(‪ )260‬المبسوط (‪.)183-182 /29‬‬
‫(‪ )261‬ينظر‪ :‬مجموع الفتاوى البن َّ‬
‫تيمية (‪ ، )48 /20‬والموافقات للشاطبي (‪ ،)342 /5‬والتحفة‬
‫الخيرية على الفوائد الشنشورية للباجوري ص‪.119‬‬
‫(‪ )262‬الموافقات (‪.)342 /5‬‬
‫(‪ )263‬السيل الجرار المتدفق على حدائق األزهار‪ -‬ص ‪.74‬‬

‫‪ | 762‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫(‪ )264‬قواعد األحكام في مصالح األنام (‪.)48 /1‬‬


‫(‪ )265‬ينظر‪ :‬ترتيب المجموع في علم الفرائض وحساب الوصايا‪ -‬لمحمد بن محمد بن سبط‬
‫المارديني – ص‪ ،92-81‬والميراث على المذاهب االربعة‪ -‬لحسين يوسف غزال‪-‬ص‪،302-265‬‬
‫وإعانة الطالب في بداية علم الفرائض – أحمد بن يوسف بن محمد األهدل – ص‪.130-106‬‬

‫المصادر والمراجع‬
‫• القرآن الكريم‬
‫‪ -1‬اإلبهاج في شرح المنهاج = منهاج الوصول إلي علم األصول للقاضي البيضاوي (ت‪785 :‬هـ)‪ -‬تقي‬
‫الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن حامد بن يحيي السبكي وولده تاج الدين أبو‬
‫نصر عبد الوهاب‪ -‬دار الكتب العلمية ‪-‬بيروت‪-‬بدون طبعة ‪1995 -‬م ‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلجماع‪ -‬أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت‪319 :‬هـ)‪-‬المحقق ‪ :‬فؤاد عبد المنعم‬
‫أحمد‪ -‬دار المسلم ‪ -‬الرياض‪ -‬ط‪2004 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬أحكام القرآن‪ -‬أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي (ت‪370 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬محمد صادق‬
‫القمحاوي ‪ -‬عضو لجنة مراجعة المصاحف باألزهر الشريف‪ -‬دار إحياء التراث العربي – بيروت ‪-‬‬
‫بدون طبعة ‪1405 -‬هـ‪.‬‬
‫أحكام المواريث في الشريعة اإلسالمية على المذاهب األربعة ‪ -‬محمد محيي الدين عبد‬ ‫‪-4‬‬
‫الحميد(ت‪1972:‬م)‪ -‬دار الطالئع‪ -‬القاهرة‪ -‬بدون طبعة‪2009-‬م‪.‬‬
‫اإلحكام في أصول األحكام‪ -‬أبو الحسن سيد الدين علي بن أبي علي بن محمد بن سالم الثعلبي اآلمدي‬ ‫‪-5‬‬
‫(ت‪631:‬هـ)‪ -‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬سيد الجميلي‪ -‬دار الكتاب العربي ‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪1404 -1‬ه‪.‬‬
‫اختصار علوم الحديث‪ -‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪774‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪ -2‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫االختيار لتعليل المختار‪ -‬عبد للا بن محمود بن مودود الموصلِّي البلدحي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل‬ ‫‪-7‬‬
‫الحنفي (المتوفى‪683 :‬هـ)‪-‬عليها تعليقات‪ :‬الشيخ محمود أبو دقيقة ‪-‬مطبعة الحلبي – القاهرة‪-‬‬
‫(وصورتها دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬وغيرها)‪-‬بدون طبعة ‪1937 -‬م‪.‬‬
‫‪ -8‬إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري‪ -‬أحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطالني القتيبي‬
‫المصري‪ ،‬أبو العباس‪ ،‬شهاب الدين (ت‪923:‬هـ)‪ -‬المطبعة الكبرى األميرية‪ ،‬مصر‪ -‬ط‪1323 -7‬هـ‪.‬‬
‫‪ -9‬إرشاد الفارض إلى كشف الغوامض في علم الفرائض والمواريث‪ -‬بدر الدين أبو عبد للا محمد بن محمد‬
‫سبط المارديني(ت‪912:‬ه)‪-‬تحقيق‪ :‬مجدي محمد سرور باسلوم المكي‪ -‬مكتبة دار االستقامة‪ -‬مكة‬
‫المكرمة‪-‬ط‪2000-1‬م‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪763‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ -10‬إرشاد الفحول إلي تحقيق الحق من علم األصول‪ -‬محمد بن علي بن محمد بن عبد للا الشوكاني‬
‫اليمني (ت‪1250 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬الشيخ أحمد عزو عناية ‪ -‬وقدم له‪ :‬الشيخ خليل الميس ‪،‬والدكتور ولي‬
‫الدين صالح فرفور‪ -‬دار الكتاب العربي‪ -‬دمشق ‪-‬ط‪1999 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -11‬إعانة الطالب في بداية علم الفرائض – أحمد بن يوسف بن محمد األهدل‪ -‬مراجعة وتقديم‪ :‬د‪ .‬هاشم‬
‫بن محمد بن علي مهدي – خبير الدراسات في رابطة العالم االسالمي بمكة المكرَّمة – دار طوق النجاة‬
‫– مكة المكرمة‪ -‬ط‪2007 -4‬م‪.‬‬
‫‪ -12‬االستدراك األصولي‪ -‬دراسة تأصيلية تطبيقية على المصنفات األصولية من القرن الثالث إلى القرن‬
‫الرابع عشر هجريا‪-‬أطروحة دكتوراه في أصول الفقه ‪ -‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ -‬جامعة أم‬
‫القرى‪ -‬السعودية‪ -‬إيمان بنت سالم قبوس‪-‬بإشراف‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬محمود بن حامد عثمان‪2015 -‬م‪.‬‬
‫‪ -13‬االستيعاب في معرفة األصحاب ‪ -‬أبو عمر يوسف بن عبد للا بن محمد بن عبد البر بن عاصم‬
‫النمري القرطبي (ت‪463 :‬هـ)‪ -‬المحقق‪ :‬علي محمد البجاوي‪ -‬دار الجيل‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪1992 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -14‬أسنى المطالب في شرح روض الطالب ‪ -‬زكريا بن محمد بن زكريا األنصاري‪ ،‬زين الدين أبو يحيى‬
‫السنيكي (ت‪926 :‬هـ)‪ -‬دار الكتاب اإلسالمي‪ -‬بدون طبعة ‪ -‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -15‬األشباه والنظائر‪ -‬تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (ت‪771 :‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية‪-‬‬
‫بيروت‪-‬ط‪1991 -1‬م‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ان‪ -‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف بابن‬ ‫ظ ِّائ ُر َعَلى َم ْذ َه ِّب أَِّبي َحن ْيَف َة ُّ‬
‫الن ْع َم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ْ -16‬األ َْش َباهُ َو َّ‬
‫الن َ‬
‫ْ‬
‫نجيم المصري (ت‪970:‬هـ)‪-‬وضع حواشيه وخرَّج أحاديثَه‪ :‬الشيخ زكريا عميرات ‪ -‬دار الكتب العلمية‪-‬‬
‫بيروت ‪-‬ط‪1999 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -17‬األشباه والنظائر‪-‬عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي(ت‪ 911 :‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت ‪-‬‬
‫بدون طبعة‪1403 -‬ه‪.‬‬
‫‪ -18‬اإلصابة في تمييز الصحابة‪ -‬أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني (ت‪:‬‬
‫‪852‬هـ)‪ -‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪1‬‬
‫‪1415 -‬هـ‪.‬‬
‫‪ -19‬أصول الفقه اإلسالمي – د‪ .‬وهبة الزحيلي – دار الفكر‪-‬دمشق‪ -‬ط‪1986-1‬م‪.‬‬
‫يه َجهَل ُه‪-‬د‪.‬عياض بن نامي بن عوض السلمي‪-‬دار التدمرية‪ ،‬الرياض‬ ‫فقه الذي ال يسع الَف ِّق ِّ‬ ‫‪ -20‬أصول الِّ ِّ‬
‫ََ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫– السعودية‪-‬ط‪ 2005 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -21‬إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين (هو حاشية على فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات‬
‫الدين)‪ -‬أبو بكر (المشهور بالبكري) عثمان بن محمد شطا الدمياطي الشافعي (ت‪1310 :‬هـ)‪ -‬دار‬
‫الفكر‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1997 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -22‬اإلقناع في مسائل اإلجماع‪ -‬علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحميري الفاسي‪ ،‬أبو الحسن ابن‬
‫القطان (ت‪628 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬حسن فوزي الصعيدي ‪ -‬دار الفاروق الحديثة ‪ -‬ط‪2004 - 1‬م‪.‬‬

‫‪ | 764‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -23‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف‪ -‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي‬
‫الصالحي الحنبلي (ت‪885 :‬هـ)‪ -‬دار إحياء التراث العربي‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪ - 2‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -24‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف‪ -‬عالء الدين أبو الحسن علي بن سليمان المرداوي الدمشقي‬
‫الصالحي الحنبلي (ت‪885 :‬هـ)‪ -‬دار إحياء التراث العربي‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪ - 2‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -25‬إيضاح األسرار المصونة في الجواهر المكنونة في صدف الفرائض المسنونة – الشيخ أحمد بن‬
‫سليمان الرسموكي(ت‪1133:‬ه)‪ -‬إعداد وتقديم‪:‬أ‪.‬د‪ .‬إبراهيم إبراهيم التامري‪ -‬منشورات و ازرة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪ -‬الدار البيضاء ‪ -‬المغرب‪ -‬ط‪2004-1‬م‪.‬‬
‫‪ -26‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق‪-‬زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف بابن نجيم المصري (ت‪:‬‬
‫‪970‬هـ)‪-‬وفي آخره‪ :‬تكملة البحر الرائق لمحمد بن حسين بن علي الطوري الحنفي القادري (ت بعد‬
‫‪ 1138‬هـ)وبالحاشية‪ :‬منحة الخالق البن عابدين‪ -‬دار الكتاب اإلسالمي‪-‬ط‪ - 2‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -27‬البحر المحيط في أصول الفقه‪ -‬أبو عبد للا بدر الدين محمد بن عبد للا بن بهادر الزركشي (ت‪:‬‬
‫‪794‬هـ)‪ -‬دار الكتبي‪-‬القاهرة‪-‬ط‪1994 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -28‬الميراث على المذاهب األربعة – القاضي حسين بن يوسف الغزال‪ -‬دار الفكر – بيروت‪ -‬ط‪-2‬‬
‫‪1424‬ه‪.‬‬
‫‪ -29‬بحر المذهب (في فروع المذهب الشافعي)‪ -‬الروياني‪ ،‬أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل (ت‪:‬‬
‫‪502‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬طارق فتحي السيد‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪2009 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬بداية المجتهد ونهاية المقتصد‪ -‬أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير‬
‫بابن رشد الحفيد (ت‪595 :‬هـ)‪ -‬دار الحديث ‪ -‬القاهرة‪ -‬بدون طبعة ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ -31‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪ -‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (ت‪:‬‬
‫‪587‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1986 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -32‬البدر المنير في تخريج األحاديث واألثار الواقعة في الشرح الكبير‪ -‬ابن الملقن سراج الدين أبو حفص‬
‫عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (ت‪804 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬مصطفى أبو الغيط وعبد للا بن‬
‫سليمان وياسر بن كمال‪ -‬دار الهجرة ‪ -‬الرياض‪ -‬ط‪2004-1‬م‪.‬‬
‫‪ -33‬التاج واإلكليل لمختصر خليل‪ -‬محمد بن يوسف بن أبي القاسم بن يوسف العبدري الغرناطي‪ ،‬أبو‬
‫المواق المالكي(ت‪897 :‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬ط‪1994-1‬م‪.‬‬ ‫عبد للا َّ‬
‫‪ -34‬تاريخ اإلسالم َوَوفيات المشاهير َواألعالم‪ -‬شمس الدين أبو عبد للا محمد بن أحمد بن عثمان بن‬
‫َق ْايماز الذهبي (ت‪748 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ -‬دار الغرب اإلسالمي‪ -‬بيروت‪-‬‬
‫ط‪2003 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -35‬تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك‪ ،‬وصلة تاريخ الطبري‪ -‬محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن‬
‫غالب اآلملي‪ ،‬أبو جعفر الطبري (ت‪310:‬هـ)‪(،‬صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي‪ ،‬ت‪:‬‬
‫‪369‬هـ)‪ -‬دار التراث ‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪1387 - 2‬هـ‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪765‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ -36‬تاريخ دمشق‪ -‬أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة للا المعروف بابن عساكر(ت‪571:‬هـ)‪-‬‬
‫المحقق‪:‬عمرو بن غرامة العمروي ‪ -‬دار الفكر– بيروت ‪ -‬بدون طبعة ‪1995 -‬م‪.‬‬
‫‪ -37‬التحفة الخيريَّة على الفوائد الشنشورية‪ -‬إبراهيم بن محمد بن أحمد الباجوري الشافعي(ت‪1277:‬ه)‪-‬‬
‫وبالهامش الفوائد الشنشوريَّة في شرح المنظومة الرحبيَّة لعبد للا بن بهاء الدين محمد بن عبد للا بن‬
‫علي الشنشوري الشافعي(ت‪999:‬ه)‪ -‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر– بدون طبعة –‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -38‬تحفة الملوك (في فقه مذهب اإلمام أبي حنيفة النعمان)‪ -‬زين الدين أبو عبد للا محمد بن أبي بكر‬
‫بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت‪666 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬د‪ .‬عبد للا نذير أحمد‪ -‬دار البشائر اإلسالمية –‬
‫بيروت ‪ -‬ط‪1417 -1‬ه‪.‬‬
‫‪ -39‬ترتيب المجموع في علم الفرائض وحساب الوصايا – محمد بن محمد سبط المارديني (ت‪907:‬ه)‪-‬‬
‫تحقيق‪ :‬سعيد بن عيضة الجابري‪ -‬دار الضياء‪-‬الكويت‪-‬ط‪2017-1‬م‪.‬‬
‫‪ -40‬التعريفات‪ -‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني (ت‪816 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬ضبطه وصححه‬
‫جماعة من العلماء ‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1983-1‬م‪.‬‬
‫‪ -41‬التعيين في شرح األربعين‪ -‬سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري‪ ،‬أبو الربيع‪،‬‬
‫نجم الدين (ت‪ 716 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬أحمد َحاج محمد عثمان‪ -‬مؤسسة الريان ‪ -‬بيروت ‪ -‬المكتَبة المكية‬
‫السعودية‪-‬ط‪1998 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -42‬تفسير القرآن العظيم‪ -‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت‪:‬‬
‫‪774‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬سامي بن محمد سالمة‪ -‬دار طيبة ‪ -‬الرياض‪-‬ط‪1999 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -43‬تهذيب الكمال في أسماء الرجال‪ -‬يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬أبو الحجاج‪ ،‬جمال الدين ابن‬
‫الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي (ت‪742:‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ -‬مؤسسة الرسالة‬
‫‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪1980- 1‬م‪.‬‬
‫‪ -44‬التهذيب في علم الفرائض والوصايا‪ -‬الشيخ أبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن‬
‫الكلوذاني(ت‪510:‬ه)‪ -‬حققه وعلق عليه‪ :‬محمد أحمد الخولي‪ -‬مكتبة العبيكان – الرياض – ط‪-1‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫‪ -45‬التوضيح لشرح الجامع الصحيح ‪ -‬ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي‬
‫المصري (ت‪804 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬دار الفالح للبحث العلمي وتحقيق التراث ‪ -‬دار النوادر‪ -‬دمشق ‪-‬‬
‫ط‪2008 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -46‬الثبات والشمول في الشريعة اإلسالمية‪ -‬د‪.‬عابد بن محمد السفياني‪ -‬أصل هذا الكتاب‪ :‬رسالة دكتوراه‬
‫في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فرع الفقه واألصول ‪ ،‬قدمت لكليَّة الشريعة بجامعة أم القرى‪ ،‬بمكة المكرمة ‪-‬‬
‫‪ 1407‬هـ ‪ ،‬ومنحت الدرجة العلمية بتقدير ممتاز‪ -‬مكتبة المنارة‪ ،‬مكة المكرمة‪ -‬ط‪1988 -1‬م‪.‬‬

‫‪ | 766‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -47‬الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول للا صلى للا عليه وسلم وسننه وأيامه‪ -‬محمد بن‬
‫إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري‪ ،‬أبو عبد للا (ت‪256 :‬هـ)‪ -‬المحقق‪ :‬محمد زهير بن ناصر‬
‫الناصر‪ -‬دار طوق النجاة ‪ -‬ط‪1422 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -48‬الجامع ألحكام القرآن ‪ -‬أبو عبد للا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس‬
‫الدين القرطبي (ت‪671 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش‪ -‬دار الكتب المصرية – القاهرة‪-‬‬
‫ط‪1964 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح‪ -‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني‬
‫الحنبلي الدمشقي (ت‪728 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬علي بن حسن ‪ -‬عبد العزيز بن إبراهيم ‪ -‬حمدان بن محمد‪-‬‬
‫دار العاصمة‪ -‬السعودية‪ -‬ط‪1999 -2‬م‪.‬‬
‫‪ -50‬حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو حنيفة‪ ،‬ابن عابدين (ت‪1252 :‬هـ)‪-‬‬
‫دار الفكر‪ -‬بيروت – بدون طبعة‪2000 -‬م‪.‬‬
‫‪ -51‬الحاوي الكبير في فقه مذهب اإلمام الشافعي وهو شرح مختصر المزني أبو الحسن علي بن محمد‬
‫بن محمد بن حبيب البصري البغدادي‪ ،‬الشهير بالماوردي (ت‪450 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬الشيخ علي محمد‬
‫معوض ‪ -‬الشيخ عادل أحمد عبد الموجود‪-‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1999- 1‬م‪.‬‬
‫‪ -52‬حكم الميراث في الشريعة االسالمية –د‪ .‬أبو اليقظان عطيَّة الجبوري‪ -‬دار النعمان بن ثابت‪ -‬بيروت‬
‫– ط‪2012-1‬م‪.‬‬
‫صني المعروف بعالء‬ ‫ِّ‬
‫‪ -53‬الدر المختار شرح تنوير األبصار وجامع البحار‪ -‬محمد بن علي بن محمد الح ْ‬
‫الدين الحصكفي الحنفي (ت‪1088 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬عبد المنعم خليل إبراهيم‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‬
‫‪ -‬ط‪2002 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -54‬الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع‪ -‬شهاب الدين أحمد بن إسماعيل الكوراني(ت‪ 893 :‬هـ) ‪-‬‬
‫المحقق‪ :‬سعيد بن غالب كامل المجيدي ‪ -‬أصل الكتاب‪ :‬رسالة دكتوراة بالجامعة اإلسالمية بالمدينة‬
‫المنورة ‪ -‬بدون طبعة ‪2008 -‬م‪.‬‬
‫‪ -55‬دستور العلماء = جامع العلوم في اصطالحات الفنون‪ -‬القاضي عبد النبي بن عبد الرسول األحمد‬
‫نكري (ت‪ :‬ق ‪1200‬هـ ‪ -‬وتاريخ تأليفه لهذا الكتاب في ‪1183‬هـ)‪-‬عرب عباراته الفارسية‪ :‬حسن هاني‬
‫فحص‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪2000 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -56‬الرحيق المختوم ‪ -‬صفي الرحمن المباركفوري (ت‪1427:‬هـ)‪ -‬دار الهالل ‪ -‬بيروت (نفس طبعة‬
‫وترقيم دار الوفاء)‪-‬ط‪ -1‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫اب عن ِّ‬
‫تنقيح الش ِّ‬ ‫ِّ‬
‫هاب ‪ -‬أبو عبد للا الحسين بن علي بن طلحة الرجراجي ثم الشوشاوي‬ ‫‪َ -57‬رْف ُع النَق ِّ َ‬
‫محمد السراح‪ ،‬د‪ .‬عبد الرحمن بن عبد للا الجبرين‪-‬‬ ‫َح َمد بن َّ‬ ‫ِّ‬
‫الس ْماللي (ت‪899 :‬هـ)‪ -‬المحقق‪ :‬د‪ .‬أ ْ‬
‫أصل هذا الكتاب‪ :‬رسالتي ماجستير‪ -‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض ‪ -‬ط‪2004 - 1‬م‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪767‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ -58‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني‪ -‬شهاب الدين محمود بن عبد للا الحسيني‬
‫األلوسي (ت‪1270 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬علي عبد الباري عطية‪ -‬دار الكتب العلمية – بيروت ‪-‬ط‪- 1‬‬
‫‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ -59‬سبل السالم‪ -‬محمد بن إسماعيل بن صالح بن محمد الحسني‪ -‬الكحالني ثم الصنعاني‪ -‬أبو إبراهيم‪،‬‬
‫عز الدين‪ -‬المعروف كأسالفه باألمير(ت‪1182:‬هـ)‪ -‬دار الحديث‪ -‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫الخ ْس َرْو ِّجردي الخراساني‪ ،‬أبو بكر البيهقي‬ ‫‪ -60‬سنن البيهقي الكبرى‪-‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ُ‬
‫(ت‪458 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪2003 - 3‬م‪.‬‬
‫‪ -61‬سنن الترمذي‪ -‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى (ت‪279 :‬هـ)‪-‬‬
‫تحقيق وتعليق‪:‬أحمد محمد شاكر (جـ ‪ -)2 ،1‬ومحمد فؤاد عبد الباقي (جـ ‪-)3‬وإبراهيم عطوة عوض‬
‫المدرس في األزهر الشريف (جـ ‪ -)5 ،4‬شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ‪ -‬مصر‪ -‬ط‪2‬‬
‫‪1975 -‬م‪.‬‬
‫‪ -62‬سنن سعيد بن منصور(ت‪227 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي‪ -‬دار الكتب العلمية – بيروت‬
‫‪ -‬ط‪1985-1‬م‪.‬‬
‫بوية (من البداية والنهاية البن كثير)‪ -‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي‬ ‫السيرة َّ‬
‫الن َّ‬ ‫‪َّ -63‬‬
‫(ت‪774 :‬هـ) ‪ -‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد الواحد‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬بيروت – بدون طبعة ‪1976 -‬م‪.‬‬
‫النبويَّة البن هشام‪ -‬عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري‪ ،‬أبو محمد‪ ،‬جمال الدين‬ ‫‪ -64‬السيرة َّ‬
‫(ت‪213 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬مصطفى السقا وإبراهيم األبياري وعبد الحفيظ الشلبي‪ -‬شركة ومطبعة مصطفى‬
‫البابي الحلبي وأوالده بمصر‪ -‬ط‪1955 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -65‬شرح التلويح على التوضيح‪ -‬سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (ت‪793:‬هـ)‪ -‬مكتبة صبيح ‪-‬‬
‫مصر‪ -‬بدون طبعة ‪ -‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫الدين عبد للا‬ ‫ط جمال ِّ‬
‫افعي‪ ،‬سب ُ‬
‫الش ُّ‬ ‫مشقي َّ‬
‫الد ُّ‬‫‪ -66‬شرح الرَّحبيَّة – محمد بن محمد بن أحمد بدر الدين‪ِّ ،‬‬
‫أدلتها د‪ .‬مصطفى ديب‬ ‫علق عليها وخرَّج َّ‬ ‫المارديني(ت‪912:‬ه)‪َّ -‬‬
‫ِّ‬ ‫بن خليل بن يوسف بن عبد للا‬
‫افعي (ت‪1146:‬ه)‪-‬دار القلم – دمشق – ط‪-8‬‬ ‫البغا‪ -‬ومعها حاشية البقري لمحمد بن عمر البقرِّي َّ‬
‫الش ِّ‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫الدين عبد للا‬ ‫ط جمال ِّ‬
‫افعي‪ ،‬سب ُ‬
‫الش ُّ‬ ‫مشقي َّ‬
‫الد ُّ‬‫‪ -67‬شرح الرَّحبيَّة – محمد بن محمد بن أحمد بدر الدين‪ِّ ،‬‬
‫مباحث الرَّحبي ِّ‬
‫َّة‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫المارديني(ت‪912:‬ه)‪ -‬ومعه كتاب ُّ‬
‫الدرَّة البهيَّة بتحقيق‬ ‫ِّ‬ ‫بن خليل بن يوسف بن عبد للا‬
‫الدين عبد الحميد(ت‪1972:‬م)‪ -‬ومنظومة الرَّحبيَّة للشيخ العالمة أبي عبد للا محمد بن‬ ‫محمد محيي ِّ‬
‫َّحبي (ت‪577 :‬هـ) ‪ -‬دار الطالئع‪ -‬القاهرة‪ -‬بدون طبعة ‪2005 -‬م‪.‬‬ ‫علي بن محمد بن الحسن الر ِّ‬
‫ِّ‬
‫السجاوندي‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -68‬شرح السراجيَّة – منظومة السراجيَّة لسراج َّ‬
‫الملة والد ِّ‬
‫ين محمد بن محمد بن عبد الرَّشيد‬
‫الحنفي(ت‪600:‬ه)‪ -‬وشرح السراجيَّة للسيد الشريف علي بن محمد الجرجاني(ت‪814 :‬ه)‪ -‬تحقيق‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫محمد محيي الدين عبد الحميد‪ -‬مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده‪ -‬مصر‪1944 -‬م‪.‬‬

‫‪ | 768‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫السنة‪-‬محيي السنة‪ ،‬أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (ت‪:‬‬ ‫‪ -69‬شرح َّ‬
‫‪516‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪-‬محمد زهير الشاويش‪ -‬المكتب اإلسالمي – دمشق‪ -‬بيروت‪-‬ط‪- 2‬‬
‫‪1983‬م‪.‬‬
‫‪ -70‬شرح العقيدة الطحاوية‪ -‬صدر الدين محمد بن عالء الدين علي بن محمد ابن أبي العز الحنفي‪،‬‬
‫األذرعي الصالحي الدمشقي (ت‪792:‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ -‬و ازرة الشؤون اإلسالمية‪ ،‬واألوقاف‬
‫والدعوة واإلرشاد‪-‬مكتبة الرياض‪-‬السعودية ‪ -‬ط‪1418 - 1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -71‬شرح الفصول المهمة في مواريث األمة‪-‬المؤلف‪ :‬محمد بن محمد بن أحمد الغزال الدمشقي‪ ،‬بدر‬
‫الدين‪ ،‬الشهير بسبط المارديني (ت‪912:‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬أحمد بن سليمان بن يوسف العريني‪ -‬دار‬
‫العاصمة ‪ -‬الرياض‪ -‬بدون طبعة ‪2004 -‬م‪.‬‬
‫‪ -72‬شرح تنقيح الفصول ‪ -‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي الشهير‬
‫بالقرافي (ت‪684 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬طه عبد الرؤوف سعد‪ -‬شركة الطباعة الفنية المتحدة ‪ -‬القاهرة ‪ -‬ط‪1‬‬
‫‪1973 -‬م‪.‬‬
‫‪ -73‬شرح صحيح البخارى البن بطال‪ -‬ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (ت‪449:‬هـ)‪-‬‬
‫تحقيق‪ :‬أبو تميم ياسر بن إبراهيم‪ -‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪ -‬ط‪2003 - 2‬م‪.‬‬
‫‪ -74‬شرح مختصر الروضة‪ -‬سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري‪ ،‬أبو الربيع‪ ،‬نجم الدين‬
‫(ت‪716:‬هـ)‪-‬المحقق ‪ :‬عبد للا بن عبد المحسن التركي‪ -‬مؤسسة الرسالة‪ -‬ط‪1987 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -75‬شرح مختصر خليل للخرشي‪ -‬محمد بن عبد للا الخرشي المالكي أبو عبد للا (ت‪1101 :‬هـ)‪ -‬دار‬
‫الفكر – بيروت‪ -‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -76‬صحيح مسلم بشرح النووي‪-‬أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي(ت‪676 :‬ه)‪-‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ -‬بيروت‪-‬بدون طبعة‪1392 -‬ه‪.‬‬
‫‪ -77‬الطرق الحكمية في السياسة الشرعية‪ -‬أبو عبد للا محمد بن أبي بكر بن أيوب بن قيم الجوزية(ت‪:‬‬
‫‪751‬هـ) ‪ -‬المحقق ‪ :‬نايف أحمد الحمد‪ -‬دار عالم الفوائد‪ -‬مكة المكرمة ‪ -‬ط‪1428 -1‬هـ‪.‬‬
‫‪ -78‬عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق‪ -‬أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي‬
‫التلمساني المالكي(ت‪914:‬ه)‪-‬دراسة وتحقيق‪ :‬حمزة أبو فارس‪-‬جزء من الكتاب رسالة ماجستير من‬
‫اإلسالمية بجامعة الفاتح بطرابلس ‪ -‬ثم أكمل المحقق الكتاب بعد ذلك ‪ -‬دار الغرب‬ ‫قسم الدراسات ِّ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪ -‬ط‪1990 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -79‬العدة في أصول الفقه‪ -‬القاضي أبو يعلى ‪ ،‬محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفرَّاء (ت ‪:‬‬
‫نصه ‪ :‬د‪ .‬أحمد بن علي بن سير المباركي‪ -‬األستاذ المشارك في كليَّة‬
‫‪458‬هـ)‪-‬حققه وعلق عليه وخرج َّ‬
‫الشريعة ‪ -‬جامعة الملك محمد بن سعود اإلسالمية ‪ -‬الرياض‪ -‬ط‪1990 - 2‬م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ -80‬العذب الفائض شرح عمدة الفارض‪ -‬للشيخ إبراهيم بن عبد للا بن إبراهيم بن سيف بن عبد للا‬
‫كل فارض في علم الوصايا والفرائض‬‫الحنبلي (ت‪1189:‬ه) على منظومة عمدة ِّ‬
‫ِّ‬ ‫المشرقي‬
‫ِّ‬ ‫الفرضي‬
‫ِّ‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪769‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫الحنبلي (ت‪1121:‬ه)‪ -‬خرَّج‬


‫ِّ‬ ‫البهوتي األزهرِّي‬
‫ِّ‬ ‫المعروفة ‪ :‬بألفيَّة الفرائض‪ -‬للشيخ صالح بن حسن‬
‫الدمياطي‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪-‬ط‪1999-1‬ه‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫أحاديثه ووضع حواشيه‪ :‬محمود عمر‬
‫‪ -81‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري‪ -‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى‬
‫الحنفى بدر الدين العينى (ت‪855:‬هـ)‪ -‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‪ -‬بدون طبعة – بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -82‬الغرر البهية في شرح البهجة الوردية‪ -‬زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا األنصاري‪ ،‬زين الدين أبو‬
‫يحيى السنيكي (ت‪926 :‬هـ)‪-‬المطبعة الميمنية‪-‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -83‬الفائق في غريب الحديث واألثر‪ -‬أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد‪ ،‬الزمخشري جار للا (ت‪:‬‬
‫‪538‬هـ) ‪-‬المحقق‪ :‬علي محمد البجاوي ‪ -‬محمد أبو الفضل إبراهيم ‪ -‬دار المعرفة ‪ -‬لبنان‪ -‬ط‪-2‬‬
‫بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -84‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ -‬أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي(ت‪)852:‬‬
‫‪ -‬رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ -‬وقام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه‪ :‬محب‬
‫الدين الخطيب‪-‬عليه تعليقات العالمة‪ :‬عبد العزيز بن عبد للا بن باز‪ -‬دار المعرفة – بيروت‪ -‬بدون‬
‫طبعة‪1379 -‬ه‪.‬‬
‫‪ -85‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ -‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن‪َ ،‬‬
‫السالمي‪،‬‬
‫البغدادي‪ ،‬ثم الدمشقي‪ ،‬الحنبلي (ت‪795 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪-:‬محمود بن شعبان بن عبد المقصود ومجدي بن‬
‫عبد الخالق الشافعي وغيرهم‪ -‬مكتبة الغرباء األثرية ‪ -‬المدينة النبوية‪-‬الحقوق‪ :‬مكتب تحقيق دار الحرمين‬
‫‪ -‬القاهرة‪-‬ط‪1996 – 1‬م‪.‬‬
‫‪ -86‬فتح القريب المجيب بشرح كتاب الترتيب‪ -‬عبد للا بن الشيخ بهاء الدين محمد بن الشيخ عبد للا بن‬
‫الشيخ صالح نور الدين علي الجمعي الشنشوري الفرضي الخطيب بالجامع األزهر‪-‬مطبعة التقدم‬
‫العلمية‪-‬لصاحبها محمد عبد الواحد بك الطوبي‪ -‬مصر – بدون طبعة‪1245 -‬ه‪.‬‬
‫‪ -87‬الفروق = أنوار البروق في أنواء الفروق‪ -‬أبو العباس شهاب الدين أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن‬
‫المالكي الشهير بالقرافي (ت‪684 :‬هـ)‪ -‬عالم الكتب‪ -‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪ -‬بأعلى الصفحة‪ :‬كتاب‬
‫«الفروق = أنوار البروق في أنواء الفروق» للقرافي‪ -‬بعده (مفصوال بفاصل) ‪« :‬إدرار الشروق على أنوار‬
‫الفروق» وهو حاشية الشيخ قاسم بن عبد للا المعروف بابن الشاط (ت‪723:‬هـ) لتصحيح بعض األحكام‬
‫وتنقيح بعض المسائل‪ -‬بعده (مفصوال بفاصل) ‪« :‬تهذيب الفروق والقواعد السنية في األسرار الفقهية»‬
‫للشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم مفتى المالكية بمكة المكرمة (ت‪1367:‬هـ) ‪ ،‬وفيها اختصر‬
‫الفروق ولخصه وهذبه ووضح بعض معانيه‪.‬‬
‫‪ -88‬الفصل في الملل واألهواء والنحل‪ -‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي‬
‫الظاهري (ت‪456 :‬هـ)‪ -‬مكتبة الخانجي – القاهرة‪ -‬بدون طبعة – بدون تاريخ‪.‬‬
‫السنة‪-‬مصطفى محمد محمد عنبوه‪ -‬مكتبة اإليمان‪-‬القاهرة‪-‬بدون‬ ‫‪ -89‬فقه المواريث في ضوء الكتاب و َّ‬
‫طبعة‪2003-‬م‪.‬‬

‫‪ | 770‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -90‬فقه الموازنات بين المصالح والمفاسد في ضوء مقاصد الشريعة ‪-‬د‪ .‬إبراهيم عبد الرحمن العاني –‬
‫دار السالم – دمشق‪-‬ط‪2008-1‬م‪.‬‬
‫‪ -91‬في فقه األولويات – دراسة جديدة في ضوء القرآن والسنة‪-‬د‪ .‬يوسف القرضاوي‪ -‬مكتبة وهبة‪-‬‬
‫القاهرة‪ -‬ط‪1996-2‬م‪.‬‬
‫‪ -92‬القاموس المحيط‪-‬مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى (ت‪817 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬مكتب‬
‫قسوسي‪-‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪8‬‬ ‫تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة‪-‬بإشراف‪ :‬محمد نعيم العر ُ‬
‫‪2005 -‬م‪.‬‬
‫‪ -93‬القطوف الدانية فيما انفرد به الدارمي عن الثمانية (ص‪ )289 :‬للدكتور مرزوق بن هياس الزهراني ‪-‬‬
‫بدون طبعة وهي وقف على طلبة العلم‪1428 -‬هـ‪.‬‬
‫عز الدين بن عبد السالم أبو محمد السلمي الدمشقي‬ ‫‪ -94‬قواعد األحكام في مصالح األنام ‪ُّ -‬‬
‫الشافعي(ت‪660:‬ه)‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت‪-‬بدون طبعة‪ -‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -95‬القواعد الفقهية وتطبيقاتها في المذاهب األربعة‪ -‬د‪ .‬محمد مصطفى الزحيلي ‪ ،‬عميد كلية الشريعة‬
‫والدراسات اإلسالمية ‪ -‬جامعة الشارقة‪ -‬دار الفكر ‪ -‬دمشق‪ -‬ط‪2006 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -96‬القواعد والفوائد األصولية وما يتبعها من األحكام الفرعية‪-‬ابن اللحام‪ ،‬عالء الدين أبو الحسن علي بن‬
‫محمد بن عباس البعلي الدمشقي الحنبلي (ت‪803:‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬محمد حامد الفقي‪-‬مطبعة السنة‬
‫المحمدية – القاهرة‪ -‬بدون طبعة – ‪1956‬م‪.‬‬
‫‪ -97‬الكامل في التاريخ‪ -‬أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد‬
‫الشيباني الجزري‪ ،‬عز الدين ابن األثير (ت‪630:‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬عمر عبد السالم تدمري‪ -‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1997 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -98‬كتاب األلفاظ (أقدم معجم في المعاني)‪ -‬ابن السكيت‪ ،‬أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (ت‪244:‬هـ)‪-‬‬
‫المحقق‪ :‬د‪ .‬فخر الدين قباوة‪ -‬مكتبة لبنان ناشرون‪-‬ط‪1998 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -99‬كتاب التلخيص في علم الفرائض‪ -‬العالمة أبو حكيم عبد للا بن ابراهيم الخبري الفرضي(ت‪-)476:‬‬
‫تحقيق‪ :‬د‪ .‬ناصر بن فنخير الفريدي‪ -‬مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة‪-‬بدون طبعة – بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -100‬كتاب الفروع ومعه تصحيح الفروع لعالء الدين علي بن سليمان المرداوي‪ -‬محمد بن مفلح بن محمد‬
‫بن مفرج‪ ،‬أبو عبد للا‪ ،‬شمس الدين المقدسي الرامينى ثم الصالحي الحنبلي (ت‪763 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬عبد‬
‫للا بن عبد المحسن التركي‪ -‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬ط‪2003 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -101‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل‪ -‬أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد‪ ،‬الزمخشري جار للا‬
‫(ت‪538:‬هـ)‪ -‬دار الكتاب العربي – بيروت ‪ -‬ط‪1407- 3‬هـ‪.‬‬
‫‪ -102‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪ -‬عبد العزيز بن أحمد بن محمد‪ ،‬عالء الدين البخاري الحنفي‬
‫(ت‪730 :‬هـ)‪ -‬دار الكتاب اإلسالمي‪ -‬بدون طبعة ‪-‬وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -103‬الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري‪ -‬محمد بن يوسف بن علي بن سعيد‪ ،‬شمس الدين‬
‫الكرماني(ت‪786:‬هـ)‪ -‬دار إحياء التراث العربي‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪1981 -2‬م‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪771‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ -104‬الالمع الصبيح بشرح الجامع الصحيح ‪ -‬شمس الدين ِّ‬


‫الب ْرماوي‪ ،‬أبو عبد للا محمد بن عبد الدائم بن‬
‫موسى النعيمي العسقالني المصري الشافعي (ت‪ 831:‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬لجنة مختصة من المحققين بإشراف‬
‫نور الدين طالب‪ -‬دار النوادر‪ -‬سوريا‪ -‬ط‪2012 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -105‬لسان العرب‪ -‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى‬
‫اإلفريقى (ت‪711 :‬هـ)‪ -‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪-‬ط‪ 1414 - 3‬هـ‪.‬‬
‫‪ -106‬المبدع في شرح المقنع‪ -‬إبراهيم بن محمد بن عبد للا بن محمد ابن مفلح‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬برهان الدين‬
‫(ت‪884 :‬هـ)‪-‬دار الكتب العلمية‪ -‬بيروت ‪-‬ط‪1997 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -107‬المبسوط‪ -‬محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي (ت‪483 :‬هـ)‪ -‬دار المعرفة ‪-‬‬
‫بيروت‪ -‬بدون طبعة‪1993 -‬م‪.‬‬
‫‪ -108‬مجموع الفتاوى‪ -‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت‪728 :‬هـ)‪-‬المحقق‪:‬‬
‫عبد الرحمن بن محمد بن قاسم‪ -‬مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف‪،‬المدينة النبوية‪ ،‬السعودية‪-‬‬
‫بال طبعة‪1995 -‬م‪.‬‬
‫‪ -109‬المحلى باآلثار‪ -‬أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلسي القرطبي الظاهري (ت‪:‬‬
‫‪456‬هـ)‪ -‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪ -‬بدون طبعة وبدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -110‬المحيط البرهاني في الفقه النعماني فقه اإلمام أبي حنيفة رضي للا عنه‪ -‬أبو المعالي برهان الدين‬
‫محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن َم َازَة البخاري الحنفي (ت‪616 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬عبد الكريم‬
‫سامي الجندي‪ -‬دار الكتب العلمية‪-‬بيروت ‪ -‬ط‪2004 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -111‬مختار الصحاح‪ -‬زين الدين أبو عبد للا محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت‪:‬‬
‫‪666‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬يوسف الشيخ محمد‪ -‬المكتبة العصرية ‪ -‬الدار النموذجية‪ -‬بيروت – صيدا ‪-‬ط‪5‬‬
‫‪1999 -‬م‪.‬‬
‫‪ -112‬مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين‪ -‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس‬
‫الدين ابن قيم الجوزية (ت‪751:‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬محمد المعتصم باهلل البغدادي‪ -‬دار الكتاب العربي ‪-‬‬
‫بيروت‪-‬ط‪1996 - 3‬م‪.‬‬
‫‪ -113‬المستصفى في علم األصول‪ -‬أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (ت ‪505 :‬هـ) ‪-‬المحقق‬
‫‪ :‬محمد بن سليمان األشقر‪ -‬مؤسسة الرسالة‪ -‬بيروت‪-‬ط‪1997-1‬م‪.‬‬
‫‪ -114‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول للا ‪ - ‬أبو الحسين مسلم بن الحجاج‬
‫بن مسلم القشيري النيسابوري(ت‪261:‬هـ) ‪ -‬دار الجيل ‪ -‬بيروت ‪ -‬الطبعة التركية المطبوعة في‬
‫استانبول سنة ‪1334‬هـ‪.‬‬
‫‪ -115‬مشاهير علماء األمصار وأعالم فقهاء األقطار‪ -‬محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن‬
‫البستي (ت‪354 :‬هـ)‪-‬حققه ووثقه وعلق عليه‪ :‬مرزوق على ابراهيم‪-‬‬
‫َم ْع َبد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو حاتم‪ ،‬الدارمي‪ُ ،‬‬
‫دار الوفاء ‪ -‬مصر‪-‬ط‪1991 - 1‬م‪.‬‬

‫‪ | 772‬العدد الخامس والعشرون‬


‫فقه الموازنات في ميراث األخوة واألخوات – دراسة فقهية مقارنة‬

‫‪ -116‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير‪ -‬أحمد بن محمد بن علي الفيومي ثم الحموي‪ ،‬أبو العباس‬
‫(ت‪ :‬نحو ‪770‬هـ)‪ -‬المكتبة العلمية – بيروت‪ -‬بدون طبعة‪-‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -117‬المصطلح األصولي ومشكلة المفاهيم‪ -‬د‪ .‬على جمعة محمد عبد الوهاب (مفتي مصر)‪ -‬المعهد‬
‫العالمي للفكر اإلسالمي – القاهرة ‪ -‬ط‪1996 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -118‬المعجم الوسيط‪ -‬مجمع اللغة العربية بالقاهرة‪-‬إبراهيم مصطفى وآخرون معه‪ -‬دار الدعوة‪ -‬القاهرة‪-‬‬
‫بدون طبعة – بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -119‬معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم‪ -‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين السيوطي (ت‪:‬‬
‫‪911‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬أ‪.‬د محمد إبراهيم عبادة‪ -‬مكتبة اآلداب ‪ -‬القاهرة ‪-‬ط‪2004 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -120‬معجم مقاييس اللغة‪-‬أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا(ت‪395:‬ه)‪-‬المحقق ‪ :‬عبد السالم محمد‬
‫هارون‪ -‬دار الفكر‪-‬بدون طبعة ‪1979 -‬م‪.‬‬
‫‪ -121‬معرفة الصحابة‪ -‬أبو نعيم أحمد بن عبد للا بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران األصبهاني‬
‫(ت‪430 :‬هـ)‪-‬تحقيق‪ :‬عادل بن يوسف العزازي‪ -‬دار الوطن ‪-‬الرياض‪ -‬ط‪1998 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -122‬مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‪ -‬شمس الدين‪ ،‬محمد بن أحمد الخطيب الشربيني‬
‫الشافعي (ت‪977 :‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية‪ -‬ط‪1994 - 1‬م‪.‬‬
‫‪ -123‬المغني عن حمل األسفار في األسفار‪ ،‬في تخريج ما في اإلحياء من األخبار (مطبوع بهامش إحياء‬
‫علوم الدين)‪ -‬أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم‬
‫العراقي (ت‪806 :‬هـ)‪ -‬دار ابن حزم‪ -‬بيروت ‪ -‬ط‪2005 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -124‬المغني البن قدامة‪ -‬أبو محمد موفق الدين عبد للا بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي‬
‫ثم الدمشقي الحنبلي‪ -‬الشهير بابن قدامة المقدسي (ت‪620 :‬هـ)‪-‬مكتبة القاهرة ‪ -‬بدون طبعة ‪1968 -‬م‪.‬‬
‫‪ -125‬مفاتيح الغيب = التفسير الكبير‪ -‬أبو عبد للا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي‬
‫الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الرِّي (ت ‪606‬هـ)‪ -‬دار إحياء التراث العربي – بيروت ‪ -‬ط‪- 3‬‬
‫‪1420‬هـ‪.‬‬
‫‪ -126‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة‪ -‬محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين‬
‫ابن قيم الجوزية (ت‪751:‬هـ)‪ -‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت – بدون طبعة – بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -127‬مقاصد الشريعة اإلسالمية‪ -‬محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (ت‪:‬‬
‫‪1393‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬محمد الحبيب ابن الخوجة ‪ -‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ -‬قطر‪-‬بدون طبعة‪-‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ -128‬منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري‪ -‬حمزة محمد قاسم (ت‪1431:‬ه)‪-‬راجعه‪ :‬الشيخ عبد‬
‫القادر األرناؤوط‪-‬عني بتصحيحه ونشره‪ :‬بشير محمد عيون‪ -‬مكتبة دار البيان‪ -‬دمشق ‪ -‬مكتبة المؤيد‪-‬‬
‫الطائف ‪ -‬السعودية‪-‬بدون طبعة‪1990-‬م‪.‬‬
‫‪ -129‬المنثور في القواعد الفقهية‪ -‬أبو عبد للا بدر الدين محمد بن عبد للا بن بهادر الزركشي (ت‪794:‬هـ)‪-‬‬
‫و ازرة األوقاف الكويتية ‪ -‬ط‪1985 - 2‬م‪.‬‬

‫مجلة مداد اآلداب | ‪773‬‬


‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬سعد محمد علي حسين القيسي‬

‫‪ -130‬منحة السلوك في شرح تحفة الملوك‪ -‬أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬
‫الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (ت‪855 :‬هـ)‪-‬المحقق‪ :‬د‪ .‬أحمد عبد الرزاق الكبيسي‪ -‬قطر‪ -‬ط‪-1‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫ِّ‬
‫لمسائلِّه ودراستها دراس ًة نظرَّي ًة‬ ‫ِّ‬ ‫‪ -131‬اْلمه َّذب في ِّعْل ِّم أُص ِّ ِّ‬
‫تطبيقي ًة)‪ -‬عبد الكريم‬
‫َّ‬ ‫ول الفْقه اْل ُمَق َارِّن‪(-‬تحر ٌ‬
‫ير‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫النملة‪ -‬مكتبة الرشد ‪ -‬الرياض‪-‬ط‪1999 - 1‬م‪.‬‬ ‫بن علي بن محمد َّ‬
‫‪ -132‬الموافقات‪ -‬إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي(ت‪790:‬هـ) ‪-‬المحقق‪:‬‬
‫أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪ -‬دار ابن عفان‪-‬ط‪1997 -1‬م‪.‬‬
‫‪ -133‬مواهب الجليل في شرح مختصر خليل‪ -‬شمس الدين أبو عبد للا محمد بن محمد بن عبد الرحمن‬
‫الطرابلسي المغربي‪ ،‬المعروف بالحطاب الرُّعيني المالكي (ت‪954 :‬هـ)‪ -‬دار الفكر‪ -‬بيروت‪ -‬ط‪- 3‬‬
‫‪1992‬م‬
‫‪ -134‬موسوعة كشاف اصطالحات الفنون والعلوم‪ -‬محمد بن علي ابن القاضي محمد حامد بن محمد‬
‫صابر الفاروقي الحنفي التهانوي (ت‪ :‬بعد ‪1158‬هـ)‪-‬تقديم وإشراف ومراجعة‪ :‬د‪ .‬رفيق العجم‪-‬تحقيق‪:‬‬
‫د‪ .‬علي دحروج‪-‬نقل النص الفارسي إلى العربية‪ :‬د‪ .‬عبد للا الخالدي‪-‬الترجمة األجنبية‪ :‬د‪ .‬جورج‬
‫زيناني‪ -‬مكتبة لبنان ناشرون ‪ -‬بيروت‬
‫‪ -135‬موطأ اإلمام مالك‪ -‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي المدني (ت‪179 :‬هـ)‪-‬المحقق‪:‬بشار‬
‫عواد معروف ‪ -‬ومحمود خليل‪ -‬مؤسسة الرسالة‪ -‬بدون طبعة ‪1412 -‬هـ‪.‬‬
‫‪ -136‬نهاية اإلقدام في علم الكالم‪ -‬محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشافعي‬
‫حرره وصحَّحه‪ :‬ألفريد جيوم – مكتبة الثقافة الدينيَّة – القاهرة – ط‪-1‬‬ ‫الشهرستاني(ت‪548:‬ه)‪َّ -‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫‪ -137‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪ -‬شمس الدين محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين‬
‫الرملي (ت‪1004 :‬هـ)‪ -‬دار الفكر‪ -‬بيروت‪ -‬ط أخيرة ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫الفقه‪ -‬أبو الوفاء‪ ،‬علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الظفري‪( ،‬ت‪:‬‬ ‫ول ِّ‬‫اضح في أص ِّ‬ ‫‪ -138‬الو ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المحسن التركي‪ -‬مؤسسة الرسالة ‪ -‬بيروت ‪-‬ط‪1999 - 1‬م‪.‬‬ ‫َ ُ‬‫بد‬‫ع‬ ‫بن‬ ‫للا‬ ‫بد‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫الدكتور‬ ‫المحقق‪:‬‬ ‫‪-‬‬‫ـ)‬ ‫ه‬ ‫‪513‬‬
‫‪ -139‬الوجيز في أصول الفقه اإلسالمي‪ -‬أ‪.‬د‪ .‬محمد مصطفى الزحيلي‪ -‬دار الخير ‪-‬دمشق ‪-‬ط‪- 2‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬

‫‪ | 774‬العدد الخامس والعشرون‬

You might also like