You are on page 1of 43

‫حتديد وقت دخول صالة الفجر عملياً مبنطقة القصيم‬

‫تنبيه مهم‪:‬‬
‫مهما كانت نتيجة البحث العلمي امليداين الذي هو بني يديك اآلن ‪..‬‬
‫فإننا نرى أن يعتمد كل مسجد مواقيت الصالة املعتمدة من مرجعه‬
‫احلكومي وذلك يف الدول اإلسالمية‪ ،‬أو املركز اإلسالمي يف الدول غري‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وذلك حفاظاً على مجع الصف‪ ،‬ووحدة الكلمة‪ ،‬ومنعاً‬
‫للشقاق والفراق بني املصلني‪ ،‬وهذا حصل مع األسف يف أكثر من‬
‫مرة‪ ،‬حىت ترتب على التصحيح تفريق‪ ،‬وخالف‪ ،‬وشقاق‪ ،‬وفتنة؛ وعليه‬
‫نرى أن يكون تصحيح التقومي يف السعودية‪ ،‬ويف غريها موكل به‬
‫املختصون مع اجلهات املعنية‪ ،‬دون أن يتدخل عامة الناس يف هذا درءاً‬
‫للفتنة‪.‬‬
‫ومن يرى أن التقومي أخطأ يف حساب وقت صالة الفجر مثالً؛ فليأخذ‬
‫بنتيجة هذا البحث‪ ،‬أو غريه حسب ما يطمئن إليه‪ ،‬فقط إذا صلى يف‬
‫بيته أو مزرعته أو يف الرب أو يف سفر وحنو ذلك‪ ،‬وال يِرب املصلني يف‬
‫املسجد على رأيه‪ ،‬جتنباً لتشتيت اجلماعة‪ ،‬ويدع التصحيح دائراً بني‬
‫املختصني املهتمني باملوضوع واجلهة الرمسية املعنية ‪ ...‬هذا وهللا أعلم‪.‬‬

‫الباحثان‪ :‬د‪ .‬عبداهلل املسند و د‪ .‬عبداهلل السكاكر‪.‬‬


‫حتديد وقت دخول صالة الفجر عملياً مبنطقة القصيم‬
‫‪Determining the Prayer Time of the True Dawn Practically in Qassim Area‬‬

‫د‪ .‬عبداهلل عبدالرمحن املسند‬

‫قسم اجلغرافيا جباعةة القصيم‬


‫‪almisnid@yahoo.com‬‬

‫د‪ .‬عبداهلل محد السكاكر‬

‫قسم الفقه ـ كلية الشريةة جباعةة القصيم‬


‫‪faal26@gmail.com‬‬

‫‪2344 - 2341‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫قال تعاىل‪:‬‬

‫ني كِتَاباً َم ْوقُوتاً‪‬‬‫ِِ‬


‫ت َعلَى الْ ُم ْؤمن َ‬ ‫‪‬إِ َّن َّ‬
‫الصال َة َكانَ ْ‬

‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر‪‬‬ ‫ط ْاْلَب يض ِمن ْ ِ‬


‫اْلَْيط ْاْل ْ‬ ‫اْلَْي ُ ْ َ ُ َ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫‪َ ‬وُكلُوا َوا ْشَربُوا َح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬

‫‪َ ‬س َال ٌم ِه َي َح ََّّت َمطْلَ ِع الْ َف ْج ِر‪‬‬

‫‪2‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫ينتهز الباحثان الفرصة لتقدمي الشكر والتقدير إىل جامعة القصيم ممثلة مبديرها معايل اْلستاذ الدكتور‬

‫خالد احلمودي حفظه هللا على تشجيعه الدائم للبحث والباحثني‪ ،‬والشكر والثناء موصول وموفور‬

‫لسعادة اْلستاذ الدكتور يوسف السليم عميد البحث العلمي‪ ،‬ووكليه سعادة الدكتور أمحد احلركان‪،‬‬

‫وسعادة الدكتور نزار الشوميان‪ ،‬على ما بذلوا وسهلوا لتحقيق أهداف البحث‪ ،‬وال ننسى فريق العمل‬

‫املميز يف عمادة البحث العلمي‪ ،‬وكذلك الشكر واالمتنان لكل أعضاء الفريق الذين شاركوا الباحثَ ْني‬

‫يف عملية رصد ظاهرة الفجر الصادق‪ ،‬وهم‪ :‬أ‪ .‬حممد السعوي‪ ،‬أ‪ .‬أمحد احلميضي‪ ،‬أ‪ .‬سلطان‬

‫الضويان أ‪ .‬إبراهيم الربدي أ‪.‬عمر الربيدي ‪ ،‬أ‪ .‬عبدالعزيز احلماد‪ ،‬أ‪ .‬عبدهللا الركف‪ ،‬أ‪ .‬عبدالرمحن‬

‫السعوي‪ ،‬وغريهم ممن شارك يف طلعة أو طلعتني‪.‬‬

‫ونسأل هللا تعاىل أن يكتب اْلجر للجميع‪ ،‬وصلى هللا على نبيه حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫الباحثان‬
‫د‪ .‬عبدهللا املسند و د‪ .‬عبدهللا السكاكر‬
‫جامعة القصيم‬
‫‪3311‬ه ‪2132 -‬م‬

‫‪3‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬

‫جاءت نتائج الدراسة العلمية امليدانية ممتزجة بني علمي الفقه واجلغرافيا الفلكية للعمل على رصد‬

‫بزوغ الفجر الصادق لتحقيق اهلدف املنشود‪ ،‬وذلك خالل أوقات الرصد امليداين اليت امتدت عرب‬

‫شهور السنة وفصوهلا اْلربعة‪ ،‬خالل الفرتة من ‪ 1341‬حَّت ‪1344‬ه ‪ ،‬يف موقع جغرايف حنسب‬

‫أنه مثايل يقع شرق القصيم‪ ،‬مع خنبة من الراصدين‪ ،‬وعرب عشر طلعات رصد ناجحة‪ ،‬فُعلت من‬

‫خالهلا معايري صارمة للحصول على أدق النتائج يف شأن بزوغ الفجر الصادق‪ ،‬وقد اعتمدت هذه‬

‫الدراسة على أن بداية ظهور النور املعرتض جهة املشرق هو بداية الفجر الصادق‪ ،‬الذي تصح‬

‫به صالة الفجر‪ ،‬وحيرم به الطعام والشراب وسائر املفطرات على الصائم‪ ،‬وبطلوعه فجر يوم النحر‬

‫ينتهي وقت الوقوف بعرفة‪ ،‬ولقد تبني للباحثني أن وقت دخول الفجر الصادق وفقاً حلاالت الرصد‬

‫املتعددة يتأخر ‪ 21‬دقيقة يف املتوسط‪ ،‬وذلك مقارنة مع تقومي أم القرى (طبعة ‪1341‬ه )‪،‬‬

‫وبعبارة أخرى يدخل وقت الفجر عندما تكون الشمس منخفضة حتت اْلفق الشرقي بنحو ‪21‬‬

‫درجة قوسية‪ ،‬ولقد مت تسمية هذه النتيجة العلمية امليدانية مبعيار جامعة القصيم (‪ 11-‬درجة)‪.‬‬

‫وتعد هذه الدراسة العلمية امليدانية الفقهية الفلكية اْلكادميية الثانية يف اململكة العربية السعودية‪،‬‬

‫وذلك بعد دراسة مشاهبة قام هبا خنبةُ من الفقهاء والفلكيني بدعم من مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم‬

‫والتقنية بالرياض وذلك عام ‪1311‬ه برماح مشال شرق مدينة الرياض‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه ومن اهتدى هبداه أما بعد‪:‬‬

‫فتتمثل أمهية أي علم من العلوم إما بشرف املعلوم كالعلم باهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬أو بأمهية العلم الذي‬

‫يبحث فيه وعظيم أثره‪ ،‬وهذه الدراسة تكتسب أمهيتها بارتباطها بعبادات من أعظم العبادات يف‬

‫اإلسالم بل هي من أركان اإلسالم وهي الصالة والصيام واحلج‪ .‬وطلوع الفجر الصادق الذي هو‬

‫جمال الدراسة هو بداية وقت صالة الفجر‪ ،‬وبداية وجوب اإلمساك يف الصيام‪ ،‬وبطلوعه ليلة عيد‬

‫وصحت صالة‬
‫اْلضحى يفوت احلج وينتهي وقت الوقوف بعرفة‪ ،‬فإذا طلع الفجر الصادق وجبت ّ‬
‫الفجر‪ ،‬وحرم اْلكل والشرب وسائر املفطرات على الصائم‪ ،‬وأي خطأ يف حتديد الوقت الصحيح‬

‫لطلوع الفجر الصادق يلزم منه احتمال أن يوقع املسلم الصالة خارج وقتها وهو ما مينع صحتها‬

‫بعض‬ ‫الصالةَ َكانَت علَى الْم ْؤِمنِ ِ‬


‫لقوله سبحانه‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫ني كتَاباً َم ْوقُوتاً‪ ،‬كما يلزم منه أن يأكل ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اْلَْي ِط‬
‫ض ِم َن ْ‬
‫ط ْاْلَبْيَ ُ‬
‫اْلَْي ُ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫الصائمني بعد حترمي اْلكل لقوله سبحانه‪َ  :‬وُكلُوا َوا ْشَربُوا َح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬
‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر‪ .. ‬اآلية‪ ،‬وبطلوع الفجر الصادق ليلة عيد اْلضحى ينتهي وقت الوقوف بعرفة‬
‫ْاْل ْ‬
‫ويفوت احلج على من مل يقف بعرفة إىل تلك اللحظة قال صلى هللا عليه وسلم‪« :‬احلج عرفة من‬

‫جاء ليلة مجع قبل طلوع الفجر فقد أدرك»‪ ،1‬ومما يزيد اْلمر أمهية أنه ال جمال لالحتياط يف هذا‬

‫الباب‪ ،‬فاالحتياط للصالة بتأخري وقت اْلذان حَّت يتأكد من دخول الوقت سيكون تفريطاً يف باب‬

‫الصيام إذ قد يأكل الصائم بعد طلوع الفجر‪ ،‬واالحتياط للصيام بتقدمي اْلذان ليتأكد الصائم أنه‬

‫أمسك كامل املدة الواجب إمساكها سيكون على حساب الصالة فقد يصلي الفجر أح ٌد قبل‬

‫‪5‬‬
‫دخول وقتها‪ ،‬وعليه فالبد من حتري وقت دخول الفجر الصادق بدقة‪ ،‬وهذ ال يتسىن إال من خالل‬

‫عمل مجاعي منظم‪ ،‬ووفق خطط منهجية ودراسة حبثية ميدانية‪ ،‬وهذا ما قام به الباحثان مع فريق‬

‫الرصد امليداين‪.‬‬

‫‪ .1‬مشكلة البحث‪:‬‬

‫تتمثل مشكلة البحث يف الشك احلاصل بتوافق طلوع الفجر الصادق مع التقومي املعتمد يف اململكة‬

‫العربية السعودية وهو تقومي أم القرى‪ ،‬بعد أن تعالت بعض اْلصوات‪ ،‬وظهرت بعض البحوث‬

‫والدراسات اليت حتاول تدعيم وتربير آلية تقومي أم القرى خبصوص وقت صالة الفجر أو ختطئ آلية‬

‫عمله وحتاول تصحيح مساره‪ ،‬حيث تذهب نتائج رصد ميدانية مجاعية وفردية‪ ،‬رمسية وشخصية يف‬

‫داخل اململكة العربية السعودية وخارجها إىل أحد املسارين السابقني مابني مصحح ومستدرك‪،‬‬

‫فجاءت فكرة هذا املشروع والبحث يف حتري املسألة ميدانياً عرب املراقبة البصرية املتكررة طول فصول‬

‫السنة اْلربعة يف نقطة جغرافية تقع شرق منطقة القصيم؛ وذلك لتحرى احلقيقة يف ما يقال ويكتب‬

‫يف هذا اجلانب‪.‬‬

‫‪ .4‬أهداف البحث‪:‬‬

‫يهدف البحث إىل حتقيق ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬مراقبة ميدانية لتحديد وقت دخول الفجر الصادق لسنة كاملة مبعدل مرة يف الشهر‪ ،‬يف شرق‬

‫منطقة القصيم‪.‬‬

‫‪ 1‬بيان الفارق الزمين والشكلي بني الفجرين الكاذب والصادق‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫‪ 4‬مقارنة معيار الدراسة (معيار جامعة القصيم) مع معيار تقومي أم القرى (‪ 11..-‬درجة) ‪،‬‬

‫ومعايري جهات إسالمية أخرى لوقت دخول صالة الفجر‪ ،‬وفقاً للموقع اجلغرايف املختار للرصد‪.‬‬

‫‪ 3‬تقدمي معيار رقمي يعتمد عليه يف حساب وقت الفجر‪.‬‬

‫‪ 5‬حتديد الفجر الصادق عن طريق التصوير الضوئي املتتايل‪.‬‬

‫‪ 1‬حتديد وقت دخول الفجر عن طريق جهاز ‪.Sky Quality Meter‬‬

‫‪ .3‬جغرافية منطقة الرصد‪:‬‬

‫رصد ظاهرة ضوئية فلكية كالفجر الصادق تتطلب مساء صافية‪ ،‬وخالية من التلوث الضوئي سواء‬

‫كان الضوء الطبيعي كضوء القمر أو الضوء الصناعي الناتج عن املدن واحملافظات والقرى‪ ،‬أو الناجتة‬

‫عن السيارات‪ ،‬أو املزارع‪ ، ،‬لذا عمد فريق الرصد إىل اختيار منطقة جغرافية مناسبة ومالئمة لرصد‬

‫ظاهرة الفجر الصادق وفقاً للمتاح‪ ،‬والتأكيد على أال يكون يف اجتاه القبة الفلكية الشرقية ملوقع‬

‫الرصد مدن قريبة أو طرق حميطة وحنوها‪ْ ،‬لن القبة الفلكية الشرقية هي اجلهة اجلغرافية املستهدفة يف‬

‫عملية الرصد امليداين‪.‬‬

‫وعليه فقد مت البحث بني عدة أماكن جغرافية تتوافر فيها الشروط املرعية‪ ،‬وتتوافر فيها املعايري اليت‬

‫يتهيأ فيها وهبا اْلجواء املناسبة للرصد الفلكي لظاهرة الفجر الصادق‪ ،‬وبعد مراجعة خرائط قوقل‬

‫إيرث‪ ،‬وخرائط اململكة العربية السعودية ‪ 101111111‬وخرائط ‪ 10511111‬وخرائط‬

‫‪7‬‬
‫‪ 10151111‬وخرائط التلوث الضوئي الصناعي‪ ،‬وجد فريق الرصد أن زبارة‪ 2‬وخبة‪ 3‬بيضاء‬

‫الواقعة على عرق اْلشعلي جنوب غرب عروق املظهور‪ ،‬وعلى وجه التحديد شرق بلدة أبا الورود‬

‫الواقعة شرق القصيم‪ ،‬وجد الفريق أهنا هي اْلنسب واْلفضل (نسبياً) واليت تبعد عن مدينة بريدة حنو‬

‫‪ 111‬كم شكل رقم (‪ )1‬و (‪.)1‬‬

‫وبُعد منطقة الرصد أفقياً عن حميطها احلضري على النحو التايل‪ :‬بلدة الطراق ‪ 43‬كم‪ ،‬حمافظة‬

‫اْلسياح ‪ 43‬كم‪ ،‬بلدة أبا الورود ‪ 31‬كم‪ ،‬بلدة قبة ‪ 35‬كم‪ ،‬بلدة الثوير ‪ 31‬كم‪ ،‬بلدة مشذوبة‬

‫‪ 14‬كم‪ ،‬بلدة الطرفية ‪ 31‬كم‪ ،‬وعن الدائري الشرقي لربيدة ‪ 11‬كم‪ ،‬وعن حمافظة أم اجلماجم‬

‫‪ 11‬كم‪ ،‬وعن حمافظة الزلفي ‪ 11‬كم‪ ،‬علماً أن املسافة املثالية بني مكان الرصد الفلكي وأقرب‬

‫قرية حنو ‪ 11‬كيلومرت ‪.4‬‬

‫واجلهة الشرقية من القبة الفلكية املستهدفة بالرصد غري ملوثة ضوئياً‪ ،‬إذ إن أقرب إضاءة هلا أم‬

‫اجلماجم وتبعد ‪ 11‬كم‪ ،‬وهي حمافظة صغرية ال يصدر منها تلوث ضوئي كبري‪ ،‬وهذا جيعل املوقع‬

‫املختار حيقق املعايري اليت يبحث عنها الراصد إىل حد كبري‪ .‬وموقع الرصد يقع فوق زبارة (قمة نفود)‬

‫عالية‪ ،‬ترتفع عن سطح اْلرض حنو ‪ 51‬مرتاً‪ ،‬بينما عن سطح البحر حنو ‪ 514‬مرتاً‪ ،‬وإحداثياهتا‬

‫كما يلي‪ ، N26°59′470 E044°29′798 :‬وجتدر اإلشارة إىل أن فريق الرصد يقطع‬

‫ما يزيد عن ‪ 411‬كم ذهاباً وإياباً منها ‪ 11‬كم صحراء‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫شكل رقم (‪ )3‬خريطة توضح موقع رصد ظاهرة الفجر الصادق‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫املصدر‪ :‬أطلس اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )2‬صورة فضائية توضح املوقع اجلغرايف لرصد ظاهرة الفجر الصادق‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬برنامج ‪.6 Google Earth 2012‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .5‬العمل امليداين وعقباته‪:‬‬

‫عمد الباحثان ومن أجل حتقيق أهداف البحث إىل اختيار أعضاء ميثلون فريق الرصد امليداين والذين‬

‫سيشاركون الباحثَ ْني يف رصد ظاهرة الفجر الصادق يف امليدان‪ ،‬وبل متوسط عدد الراصدين حنو ‪3‬‬

‫راصدين يف كل طلعة رصد‪ ،‬حيث إن الظروف تعيق أحياناً واحداً أو أكثر عن اْلروج واملشاركة يف‬

‫عملية الرصد امليداين‪.‬‬

‫وتقتضي خطة البحث باختيار مكان جغرايف مناسب‪ ،‬ومالئم للرصد الفلكي لظاهرة الفجر‬

‫الصادق‪ ،‬حيث َحتقق ذلك وفق معايري منطقية‪ ،‬فقد مت اختيار موقع يبعد عن مدينة بريدة حنو‬

‫‪ 111‬كم‪ ،‬يف خبة بيضاء‪ ،‬فوق عرق اْلشعلي جنوب عروق املظهور‪ ،‬إىل الشرق من بلدة أبا‬

‫الورود وفق تفاصيل بسطناها حتت عنوان "جغرافية منطقة الرصد"‪.‬‬

‫تال ذلك وضع برنامج زمين يف حتديد موعد الرصد املقرتح وذلك يف هناية أو بداية كل شهر هجري‪،‬‬

‫حيث يشرق القمر متأخراً بعد الفجر‪ ،‬أو يغرب قبل الفجر‪ ،‬وذلك من أجل أال يؤثر ضوء القمر‬

‫على صفاء ووضوح القبة الفلكية الشرقية اليت منها يبزغ الفجر الصادق‪ ،‬وعليه فقد مت حتديد ليايل‬

‫الرصد من أجل اْلروج إىل املوقع اجلغرايف املستهدف وفقاً لتقومي أم القرى‪ ،‬الثنيت عشرة طلعة متثل‬

‫السنة كاملة‪ ،‬وهي بالتايل متثل فصول السنة اْلربعة‪ ،‬واليت يرى الباحثان أن املشاهدات امليدانية‬

‫للظاهرة البصرية الضوئية (بزوغ الفجر) ستتأثر جراء تغري املناخ من حرارة ورطوبة من فصل آلخر‪،‬‬

‫وتغري وضع الشمس من اْلرض ورحلتها السنوية الظاهرية بني املدارين‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة‬

‫أخرى تغري القبة الفلكية إذ إن لكل فصل جنومه وجمموعته النجومية‪ ،‬كما أن وضع اجملرة يف السماء‬

‫‪11‬‬
‫مؤثر يف حتديد ظاهرة الفجر الصادق‪ ،‬كما أن تواجد كوكب الزهرة يف اجتاه اهلدف املرصود يؤثر‬

‫نسبياً على عملية الرصد كما ثبت ذلك لدينا من خالل التجربة امليدانية‪ ،‬كما أن الغبار الكوين‬

‫الذي يعكس أشعة الشمس خملفاً ظاهرة الفجر الكاذب ختتلف قوته من فصل آلخر‪ ،‬وعليه فإن‬

‫آلية الرصد أخذت كل هذا باالعتبار عندما حددت أوقات عملية مراقبة الفجر الصادق على أن‬

‫تغطي السنة كاملة بفصوهلا اْلربعة قدر اإلمكان‪.‬‬

‫ولقد واجه فريق الرصد مجلة من الصعوبات والعقبات يف طريقه لتحقيق أهداف البحث املرسومة‪،‬‬

‫ومنها أن الظروف اجلوية مل تكن دائماً مواتية ومالئمة لعملية الرصد‪ ،‬حيث يتم قبل ليلة الرصد‬

‫بنحو مخسة أيام مراقبة التوقعات والتنبؤات اجلوية وفق خمرجات النماذج العددية املناخية العاملية ملعرفة‬

‫أحوال الطقس ليلة الرصد‪ ،‬خاصة عاملي التغييم (تواجد السحب) ونشاط الرياح ومدى إثارهتا‬

‫للعواصف الرملية والغبارية‪ ،‬وأيضاً مراقبة مدى صفاء السماء (مدى الرؤية) وخلوها من العوالق‬

‫الغبارية‪ ،‬وطول مدى الرؤية عرب قراءة مقاييس التلوث اجلوي بالعوالق الغبارية واليت من شأهنا أن تؤثر‬

‫على عملية رصد الفجر الصادق‪.‬‬

‫ووفقاً ملخرجات النماذج العددية املناخية يقرر الفريق اْلروج من عدمه‪ ،‬وذلك قبل موعد اْلروج‬

‫بيومني أو يوم وأحياناً بساعات‪ ،‬بل وصل اْلمر إىل إلغاء اْلروج إىل رحلة الرصد قبل وقتها بدقائق‪،‬‬

‫نظراً لتطورات جوية آنية حرمت وحبست الفريق عن اْلروج إىل املوقع بسبب تكونات سحابية أو‬

‫عواصف رملية وحنوها من معوقات جوية ليس أمام الفريق إال االستسالم هلا واالنتظار أو التعليق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫بل رمبا خرج الفريق إىل املوقع وفقاً ملعطيات جوية إجيابية‪ ،‬فيفاجأ قبيل الفجر بنشاط للرياح مل يكن‬

‫متوقعاً من قبل النماذج العددية املناخية‪ ،‬فتثري الغبار يف موقع الرصد بصورة يصعب معها رؤية‬

‫الشمس فضالً عن الفجر كما حصل يف مايو ‪1111‬م صورة رقم (‪.)1‬‬

‫صورة رقم (‪ )3‬توضح أثر شدة العاصفة الغبارية اليت دامهت الفريق أثناء نومه بعيد منتصف الليل‬
‫وتوضح اختفاء الفرشة وأجزاء من الفراش حتت الرمال الزاحفة‪.‬‬

‫هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد تعذر على الفريق اْلروج إىل الرصد يف شهور يناير ومارس‬

‫وأبريل ومايو لعام ‪1111‬م؛ وذلك بسبب الظروف اجلوية من تواجد السحب‪ ،‬أو تلوث اْلجواء‬

‫بالغبار جراء العواصف الرملية املتتالية واملتتابعة‪ ،‬لذا عمد الفريق إىل متديد فرتة الرصد امليداين لسنة‬

‫أخرى (‪1111‬م) حَّت يتسىن للفريق تغطية كل اْلشهر امليالدية على اْلقل‪ ،‬ومع دخول سنة‬

‫‪12‬‬
‫‪1111‬م هتيأت الظروف وهلل احلمد لتغطية الرصد يف شهري يناير ومارس وتعذرت لشهري أبريل‬

‫ومايو وذلك للمرة الثانية للمشكلة نفسها‪.‬‬

‫ومن العقبات اليت واجهت الفريق الربد الشديد يف شهور فصل الشتاء ديسمرب ويناير وفرباير حيث‬

‫تبل درجة احلرارة احملسوسة أحياناً الصفر أو أقل من ذلك‪ ،‬حيث يعمد فريق الرصد إىل اختيار قمة‬

‫النفود لعملية الرصد وهي أعلى بقعة يف املنطقة اْلمر الذي يعرض الفريق لسرعة الرياح والربد‪.‬‬

‫ومن العقبات اليت واجهت فريق الرصد بُعد املكان إذ يبعد عن بريدة ‪ 111‬كم (حنو ‪ 411‬كم‬

‫اف للجهد‪ ،‬بل مدعاة للضياع‬


‫هدر للوقت واستنز ٌ‬
‫ذهاباً وإياباً)‪ ،‬منها ‪ 11‬كم صحراء‪ ،‬وهذا فيه ٌ‬
‫وهذا حصل تكراراً ومراراً‪.‬‬

‫ومن صعوبات العمل يف عملية الرصد اعتذار بعض الراصدين لسبب أو آلخر‪ ،‬والذي نضطر معه‬

‫أحياناً إىل تقدمي أو تأخري ليلة الرصد حَّت يكتمل نصاب أعضاء الرصد فنخرج‪.‬‬

‫ويف ليلة الرصد يستيقظ فريق الرصد قبل الفجر بفرتة كافية ملراقبة الفجر الكاذب وسلوكه يف القبة‬

‫الفلكية ومن مث الصادق‪ ،‬ويف فصل الصيف ال ينام فريق الرصد لقصر الليل‪ ،‬وبالتايل يراقبون‬

‫الفجرين الكاذب والصادق معاً‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .1‬طريقة رصد الفجر‪:‬‬

‫رأى الباحثان أن تتم عملية رصد الفجر الصادق بشكل مجاعي‪ ،‬حيث يتوجه اجلميع إىل أعلى قمة‬

‫يف النفود‪ ،‬متوجهني ومتسمرين إىل القبة الفلكية الشرقية قُبيل الفجر بوقت ال يقل عن ثلث ساعة‬

‫تقريباً حسب تقومي أم القرى وُمينع إشعال اْلنوار أو النار أو استخدام الساعة أو اجلوال‪ ،‬ويبقى‬

‫الراصد متعلقاً نظره بالسماء متطلعاً إىل بزوغ الفجر‪ ،‬وهو يف احلالة تلك جيهل الوقت متاماً حَّت ال‬

‫يؤثر على قراره يف حتديد الفجر الصادق‪ ،‬ويبقى الفريق خالل الدقائق احلرجة تلك متطلعاً إىل‬

‫السماء‪ ،‬وحمدداً الفجر الكاذب يف السماء‪ ،‬شكله وطوله وعرضه‪ ،‬وارتفاعه‪ ،‬وتباين ضوئه‪ ،‬وتغري‬

‫درجة ملعانه‪ ،‬وتأثريه على خلفيته النجومية‪ ،‬كما يعمد الفريق إىل حتديد جنم أو أكثر أو كوكب يف‬

‫جهة مطلع الفجر الصادق ملراقبة ضوئه ومدى تأثره ببزوغ الفجر الصادق‪ ،‬وذلك الختاذه كمعيار يف‬

‫حتديد التغريات الضوئية وتباينات املشهد بشكل دقيق‪ ،‬كما اختذ فريق الرصد خط اْلفق الشرقي‬

‫عالمة مشاهدة يف تغريات الضوء إذ إن تضاريس اجلهة الشرقية تكون حمدداً طبيعياً ملراقبة التغريات‬

‫الضوئية شبه اْلفية املصاحبة لبزوغ الفجر الصادق‪ ،‬وكل هذا ال تعدوا كوهنا وسائل للمساعدة يف‬

‫التحليل والتحديد واملناقشة بني أعضاء فريق الرصد يف امليدان من أجل حتديد دقيق وسريع للظاهرة‬

‫الضوئية املتمثلة بالفجر الصادق الذي تبني من خالل التجربة أنه ليس مسألة سهلة التحديد‪.‬‬

‫وبعد رصد مضن وشاق ويف أجواء باردة جداً أحياناً‪ُ ،‬ميسك الراصد بأول اْليط اْلبيض والنور‬

‫املنبثق معه فيحددها عرب قلم ليزر فلكي ال يؤثر على بؤبؤ العني ويوجه بقية الراصدين إىل رؤيته‪،‬‬

‫وخالل دقيقة أو حنوها يوافق بعض الراصدين على مالحظة الراصد اْلول‪ ،‬أن ما مت مراقبته هو‬

‫‪14‬‬
‫الفجر الصادق بالفعل‪ ،‬والبعض قد ال يوافق إال بعد مضي أكثر من دقيقة واحدة‪ ،‬وقد ال تصل إىل‬

‫مخس دقائق‪ ،‬وبعدها يُسجل الوقت الذي عنده ُجيمع اْلكثرية بدخول وقت الفجر‪.‬‬

‫يعقب ذلك وبسرعة انفجار ضوء الفجر املستطري يف القبة الشرقية بشكل متسارع ورؤية رؤوس‬

‫الكثبان الرملية بوضوح‪ ،‬ويف الوقت نفسه يتم تسجيل معطيات الطقس يف املوقع ليشمل درجة‬

‫احلرارة‪ ،‬ودرجة الرطوبة النسبية‪ ،‬والضغط اجلوي‪ ،‬وسرعة الرياح واجتاهها‪ ،‬وحالة السماء‪.‬‬

‫وبعد صالة الفجر وقبيل اإلفطار يتم التوقيع على حمضر الرصد من قِبِل احلاضرين والبيانات الالزمة‪،‬‬

‫وبعد اإلفطار يغادر فريق الرصد عائداً إىل منازهلم‪ ،‬يعقب ذلك حتليل النتائج املرصودة من قبل‬

‫الباحثَ ْني‪.‬‬

‫ويشار إىل أن الفريق وبصعوبة يسجل اْلوقات والثواين اْلوىل من انبالج الصبح‪ ،‬وعليه قد يفوت‬

‫على كثري ممن ليس له دراية وخربة‪ ،‬أو ممن يكون قريباً من اْلضواء‪ ،‬أو ليس حاداً بصره أن يلحظ‬

‫الفجر يف الوقت نفسه الذي حدده الفريق االحرتايف‪ ،‬إذ قد حيتاج الراصد العادي إىل بضع دقائق‬

‫حَّت يلحظ ضوء الفجر الصادق يف القبة الفلكية الشرقية‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل إن فريق الرصد قد عمد إىل استخدام جهاز ‪Sky Quality Meter‬‬

‫وذلك لقياس درجة تلوث السماء باْلضواء‪ ،‬وحتديد درجة الضوء الذي يتزامن مع ظهور الفجر‬

‫الصادق ورصده عرب العني اجملردة‪ ،‬من أجل إجياد الدرجة اليت تكون ممثلة لفرتة بزوغ الفجر الصادق‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كما قام الفريق الرصدي باستخدام كامرية متطورة عالية التقنية والدقة وذلك لتصوير القبة الفلكية‬

‫الشرقية قبيل بزوغ الفجر الصادق وأثناء بزوغه وبعده عرب صور متتالية يفصل بني الصورة واْلخرى‬

‫‪ 41‬ثانية‪ ،‬ومن مث القيام بتحليل الصور الحقاً ومقارنة نتائج الرصد بالعني اجملردة مع الصور امللتقطة‬

‫انظر صورة رقم (‪ )1‬اليت توضح صورة شفق الشروق يف موقع الرصد‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ )1‬توضح صورة شفق الشروق يف موقع الرصد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .7‬عالمة طلوع الفجر اليت اعتمدهتا الدراسة‪:‬‬

‫حترير حمل النزاع‬

‫اتفق أهل العلم على أن الفجر فجران‪ :‬فجر كاذب ال يتعلق به شيء من اْلحكام الشرعية‪ ،‬وفجر‬

‫صادق تتعلق به مجيع اْلحكام الشرعية‪ ،‬فبطلوعه يدخل وقت صالة الفجر ويصح أداؤها‪ ،‬وبطلوعه‬

‫وسائر املفطرات‪ ،‬وبطلوعه ينتهي وقت‬


‫ُ‬ ‫الشرب‬
‫اْلكل و ُ‬
‫ُ‬ ‫يبدأ وقت اإلمساك للصائم وحيرم عليه‬

‫الوقوف بعرفة ويفوت احلج على من مل يقف فيها إىل تلك اللحظة‪ ،‬قال ابن رشد يف بداية اجملتهد‪:‬‬
‫‪7‬‬
‫واتفقوا على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق‪.‬‬

‫وقال النووي يف اجملموع‪ :‬قال أصحابنا الفجر فجران‪ :‬أحدمها يسمى الفجر اْلول والفجر الكاذب‪،‬‬

‫واآلخر يسمى الفجر الثاين والفجر الصادق ‪ ..‬قال أصحابنا واْلحكام كلها متعلقة بالفجر الثاين‬

‫فبه يدخل وقت صالة الصبح وخيرج وقت العشاء ويدخل يف الصوم وحيرم به الطعام والشراب على‬

‫الصائم وبه ينقضي الليل ويدخل النهار وال يتعلق بالفجر اْلول شيء من اْلحكام بإمجاع‬
‫‪8‬‬
‫املسلمني‪.‬‬

‫كما اتفق أهل العلم على أن الفجر الكاذب خيرج يف السماء بشكل عمودي يشبه ذنب السرحان‬

‫(الذئب) كما وصفه النيب صلى هللا عليه وسلم بقوله‪ « :‬الْ َف ْج ُر فَ ْجَر ِان‪ :‬فَأ ََّما الْ َف ْج ُر الَّ ِذى يَ ُكو ُن‬

‫ب ُم ْستَ ِطيالً ِِف اْلُفُ ِق فَِإنَّهُ ُِحي ُّل‬ ‫َّ ِ‬ ‫ان فَالَ ُِحي ُّل َّ‬ ‫َك َذنَ ِ ِ‬
‫السرح ِ‬
‫الصالَةَ َوالَ ُحيَِّرُم الطَّ َع َام‪َ ،‬وأ ََّما الذى يَ ْذ َه ُ‬ ‫ب ّْ َ‬

‫صالََة َوُحيَِّرُم الطَّ َع َام »‪ .‬رواه البيهقي واحلاكم والدارقطين‪ ،‬وقال البيهقي‪ :‬روي موصوالً ومرسالً‬
‫ال َّ‬

‫‪17‬‬
‫واملرسل أصح‪ ،‬وصححه اْللباين‪ ،‬وروى أبو داود والرتمذي وابن خزمية يف صحيحه عن طَْلق بن‬

‫صعِ ُد‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ُ « :‬كلُوا واشربوا‪ ،‬وال يَ ِه َ‬


‫يدن ُك ُم الساطع املُ ْ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫علي قال‪ :‬قال رسول هللا َ‬
‫‪9‬‬
‫اْلمحر »‪.‬‬
‫فكلوا واشربوا حَّت يعرتض لكم ُ‬

‫َح ًدا ِمْن ُك ْم أَ َذا ُن بِ َالل‬


‫َح َد ُك ْم أ َْو أ َ‬
‫ويف الصحيحني أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪َ « :‬ال ميَْنَ َع َّن أ َ‬

‫ول الْ َف ْج ُر أَ ِو ُّ‬


‫الصْب ُح‬ ‫س أَ ْن يَ ُق َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َس ُحوره فَإنَّهُ يُ َؤذّ ُن أ َْو يُنَادي بلَْيل ليَ ْرج َع قَائ َم ُك ْم َوليُنَبّهَ نَائ َم ُك ْم َولَْي َ‬
‫ول َه َك َذا َوقَ َال ُزَهْي ٌر بِ َسبَّابَتَ ْي ِه إِ ْح َد ُ‬
‫امهَا فَ ْو َق‬ ‫َس َف ُل َح ََّّت يَ ُق َ‬ ‫وقَ َال بِأ ِ ِ‬
‫َصابِعه َوَرفَ َع َها إِ َىل فَ ْو ُق َوطَأْطَأَ إِ َىل أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّها َع ْن َميِينِ ِه َوِمشَالِِه »‪ .‬هذا لفظ البخاري‪ ،10‬ولفظ مسلم‪ « :‬إن الفجر ليس الذى‬
‫ُخَرى ُمثَّ َمد َ‬
‫ْاْل ْ‬
‫يقول هكذا»‪ .‬ومجع أصابعه مث نكسها إىل اْلرض « ولكن الذى يقول هكذا »‪ .‬ووضع املسبحة‬

‫على املسبحة ومد يديه‪ 11.‬ويف صحيح مسلم من طريق محاد بن زيد مرفوعاً‪ « :‬ال يغرنكم من‬

‫سحوركم أذان بالل وال بياض اْلفق املستطيل هكذا حَّت يستطري هكذا »‪ .‬وحكاه محاد بيديه قال‬
‫‪12‬‬
‫يعين معرتضاً‪.‬‬

‫لكنهم اختلفوا بعد ذلك يف بداية الفجر الصادق‪ ،‬فقال قوم هو‪ :‬بياض الصبح يف سواد الليل‪ ،‬قال‬

‫ض‬
‫ط ْاْلَبْيَ ُ‬
‫اْلَْي ُ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫ابن جرير الطربي يف تفسريه‪ :‬اختلف أهل التأويل يف تأويل قوله‪َ  :‬ح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬
‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر‪ 187 ‬البقرة‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬يعين بقوله‪ :‬اْليط اْلبيض‪ :‬ضوء النهار‬ ‫ِمن ْ ِ‬
‫اْلَْيط ْاْل ْ‬ ‫َ‬
‫وبقوله‪ :‬اْليط اْلسود‪ :‬سواد الليل‪ .‬فتأويله على قول قائل هذه املقالة‪ :‬وكلوا بالليل يف شهر‬

‫صومكم‪ ،‬واشربوا‪ ،‬وباشروا نساءكم‪ ،‬مبتغني ما كتب هللا لكم من الولد‪ ،‬من أول الليل إىل أن يقع‬

‫لكم ضوء النهار بطلوع الفجر من ظلمة الليل وسواده‪. 13‬‬

‫‪18‬‬
‫وقد فسر بعض أصحاب هذا القول اْليط اْلبيض بأنه أول ضوء الصبح الذي خيرج من حتت ظلمة‬

‫الليل معرتضاً بني الشمال واجلنوب‪ ،‬قال ابن قدامة يف املغين‪ :‬روي معىن ذلك عن عمر‪ ,‬وابن‬
‫‪14‬‬
‫عباس‪ ,‬وبه قال عطاء‪ ,‬وعوام أهل العلم‪.‬‬

‫بياضه‬
‫وفسر بعض أصحاب هذا القول البياض يف اآلية بأنه‪ :‬البياض املنتشر يف السماء الذي ميأل ُ‬
‫ض‬
‫ط ْاْلَبْيَ ُ‬
‫اْلَْي ُ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫اق والدور‪ .‬قال ابن جرير‪ :‬وقال متأولو قول هللا تعاىل ذكره‪َ  :‬ح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬
‫اْلسو َ‬

‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر‪ ‬أنه بياض النهار وسواد الليل‪ ،‬صفة ذلك البياض أن يكون منتشراً‬ ‫ِمن ْ ِ‬
‫اْلَْيط ْاْل ْ‬ ‫َ‬
‫مستفيضاً يف السماء ميأل بياضه‪ ،‬وضوؤه الطرق‪ ،‬فأما الضوء الساطع يف السماء فإن ذلك غري الذي‬

‫َس َوِد‪.15‬‬ ‫ط ْاْلَب يض ِمن ْ ِ‬


‫اْلَْيط ْاْل ْ‬ ‫اْلَْي ُ ْ َ ُ َ‬
‫عناه هللا بقوله‪ْ  :‬‬

‫قال ابن قدامة‪ :‬وقال مسروق‪ :‬مل يكونوا يعدون الفجر فجركم‪ ،‬إمنا كانوا يعدون الفجر الذي ميأل‬

‫ض ِم َن‬
‫ط ْاْلَبْيَ ُ‬
‫اْلَْي ُ‬
‫ني لَ ُك ُم ْ‬
‫البيوت والطرق‪ ،‬وهذا قول اْلعمش‪ ،‬ولنا قول هللا تعاىل‪َ :‬ح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬
‫َس َوِد ِم َن الْ َف ْج ِر ‪ .‬يعين بياض النهار من سواد الليل‪ .‬وهذا حيصل بطلوع الفجر‪ .‬قال ابن‬ ‫ْ ِ‬
‫اْلَْيط ْاْل ْ‬
‫عبد الرب‪ ،‬يف قول النيب صلى هللا عليه وسلم‪ « :‬إن بالال يؤذن بليل‪ ،‬فكلوا واشربوا حَّت يؤذن ابن أم‬

‫مكتوم » دليل على أن اْليط اْلبيض هو الصباح‪ ،‬وأن السحور ال يكون إال قبل الفجر‪ .‬وهذا‬
‫‪16‬‬
‫إمجاع مل خيالف فيه إال اْلعمش وحده‪ ،‬فشذ ومل يعرج أحد على قوله‪.‬‬

‫وحكى الطربي قوالً آخر يف املسألة هو‪ :‬أن اْليط اْلبيض‪ :‬هو ضوء الشمس‪ ،‬واْليط اْلسود‪ :‬هو‬

‫سواد الليل‪ .17‬لكنه رجح التفسري اْلول لآلية فقال رمحه هللا‪ :‬وأوىل التأويلني باآلية‪ ،‬التأويل الذي‬

‫‪19‬‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال اْليط اْلبيض‪ :‬النهار‪ ،‬واْليط اْلسود سواد الليل‬

‫وهو املعروف يف كالم العرب‪ ،‬قال أبو دؤاد اإليادي‪:‬‬

‫َوالَ َح ِم َن ُّ‬
‫‪18‬‬
‫ط أَنَ َارا‬
‫الصْب ِح َخْي ٌ‬ ‫ت لَنَا ُس ْدفَةٌ‬
‫َضاءَ ْ‬
‫فَلَ َّما أ َ‬

‫مث رجح رمحه هللا أن صفة اْليط اْلبيض هي البياض أو النور الذي يظهر معرتضاً يف اْلفق حتت‬

‫ظلمة الليل‪ ،‬قال رمحه هللا‪ :‬وأما قوله‪ِ  :‬م َن الْ َف ْج ِر‪ ‬فإنه تعاىل ِذ ْك ُره يعين‪ :‬حَّت يتبني لكم اْليط‬

‫اْلبيض من اْليط اْلسود الذي هو من الفجر‪ .‬وليس ذلك هو مجيع الفجر‪ ،‬ولكنه إذا تبني لكم‬

‫أيها املؤمنون من الفجر ذلك اْليط اْلبيض الذي يكون من حتت الليل الذي فوقه سواد الليل‪ ،‬فمن‬

‫حينئذ فصوموا‪ ،‬مث أمتوا صيامكم من ذلك إىل الليل‪ .‬ومبثل ما قلنا يف ذلك كان ابن زيد يقول‪:‬‬

‫‪ -3138‬حدثين يونس‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا ابن وهب‪ ،‬قال‪ :‬قال ابن زيد يف قوله‪ِ  :‬م َن الْ َف ْج ِر‪ ‬قال‬

‫ذلك اْليط اْلبيض هو من الفجر نسبة إليه‪ ،‬وليس الفجر كله‪ ،‬فإذا جاء هذا اْليط وهو أوله فقد‬

‫حلت الصالة وحرم الطعام‪ ،‬والشراب على الصائم‪.19‬‬

‫وقال القرطيب يف تفسريه عند هذه اآلية‪ :‬ومسي الفجر خيطاً ْلن ما يبدو من البياض يرى ممتداً‬

‫كاْليط‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬

‫واْليط اْلسود جنح الليل مكتوم‬ ‫اْليط اْلبيض ضوء الصبح منفلق‬

‫‪21‬‬
‫واْليط يف كالمهم عبارة عن اللون‪ .‬والفجر مصدر فجرت املاء أفجره فجراً إذا جرى وانبعث‪،‬‬

‫وأصله الشق‪ ،‬فلذلك قيل للطالع من تباشري ضياء الشمس من مطلعها‪ :‬فجراً النبعاث ضوئه‪ ،‬وهو‬
‫‪20‬‬
‫أول بياض النهار الظاهر املستطري يف اْلفق املنتشر‪ ،‬تسميه العرب اْليط اْلبيض‪ ،‬كما بينا‪.‬‬

‫وقال أيضا رمحه هللا‪ :‬وقد تسميه أيضا الصديع‪ ،‬ومنه قوهلم‪ :‬انصدع الفجر‪ ،‬قال بشر بن أيب خازم‬

‫أو عمرو بن معديكرب‪:‬‬

‫كأن بياض لبته صديع‬ ‫ترى السرحان مفرتشاً يديه‬

‫وشبهه الشماخ مبفرق الرأس فقال‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫أشق كمفرق الرأس الدهني‪.‬‬ ‫إذا ما الليل كان الصبح فيه‬

‫والذي يظهر لنا أن اْلالف احلاصل بني الباحثِني والر ِ‬


‫اصدين للفجر يف دراسات كثرية ممتدة ْلكثر‬

‫من مخسني سنة مبين على سبب واحد أو أكثر من اْلسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اختالف أهل العلم يف صفة اْليط اْلبيض الذي جعله هللا عز وجل بداية للصيام ‪ ،‬فبينما يرى‬

‫بعضهم أن اْليط اْلبيض هو بداية النور املعرتض جهة املشرق من الشمال إىل اجلنوب‪ ،‬فإن‬

‫آخرين يفسرون اْليط اْلبيض بالنور املنتشر يف السماء جهة املشرق الذي ميأل الطرقات‬

‫والبيوت وبني هذا وذاك عدة دقائق‪.‬‬

‫وسبب اخلالف بني أهل العلم يف (بداية الفجر الصادق) هو ورود عدد من اْلوصاف اليت‬

‫تصف الفجر الصادق‪ ،‬واليت تتفاوت يف الظهور ويسبق بعضها بعضا من مثل (اْليط اْلبيض)‬

‫‪21‬‬
‫(بََرق الفجر) (الصبح) (املستطري) (اْلمحر) (التبني) (الفجر) فمن نظر ْلول هذه العالمات‬

‫كاْليط اْلبيض‪ ،‬وبرق الفجر والفجر‪ ،‬اعترب بداية الضوء املعرتض يف اْلفق بدايةً للفجر‬

‫الصادق‪ ،‬ومن اعترب املتأخر من العالمات الواردة يف النصوص كاْلمحر‪ ،‬واملستطري‪ ،‬والصبح‬

‫جعل انتشار النور يف السماء‪ ،‬وعلى اْلسواق‪ ،‬والدور‪ ،‬هو بداية الفجر الصادق‪ ،‬وبكل قول‬

‫من القولني قال مجاعة من الصحابة ومن بعدهم من اْلئمة إىل يوم الناس هذا‪.‬‬

‫‪ -2‬أن نور الفجر الصادق حيدث شيئاً فشيئاً‪ ،‬وبدايته تكون ضعيفة خفية خيتلف يف إثباهتا‬

‫الراصدون‪ ،‬فبينما يراها البعض ينكرها البعض اآلخر‪ ،‬وعليه قد يعتمد اْلول درجة غري درجة‬

‫الثاين هلذا السبب‪.‬‬

‫‪ -3‬أن من أهل العلم من جعل التبني املنصوص عليه يف اآلية قدراً زائداً على جمرد البزوغ‪ ،‬وعليه‬

‫فال يرى احلكم بطلوع الفجر الصادق حَّت يتبني ويظهر ظهوراً ال خفاء فيه على أحد‪ ،‬أما‬

‫جمرد بداية بزوغ اْليط اْلبيض قبل أن يستطري وينتشر فال تعد صبحاً شرعياً تصح فيه الصالة‬

‫وحيرم على الصائم فيه اْلكل‪ ،‬والشك أن بني بداية الظهور واالنتشار والتبني مدة قد متتد لعدة‬

‫دقائق‪.‬‬

‫وقد اعتمدت هذه الدراسة القول األول‪ ،‬الذي يرى أن بداية ظهور النور املعرتض جهة املشرق‬

‫هو بداية الفجر الصادق الذي تصح به صالة الفجر وحيرم به الطعام‪ ،‬والشراب‪ ،‬وسائر املفطرات‬

‫على الصائم‪ ،‬وبطلوعه فجر يوم النحر ينتهي وقت الوقوف بعرفة‪ ،‬وهو الذي اختاره اإلمام ابن جرير‬

‫الطربي كما سلف آنفاً‪ ،‬وهو الذي قرره جممع الفقه اإلسالمي التابع لرابطة العامل اإلسالمي يف‬

‫‪22‬‬
‫دورته التاسعة املنعقدة مبكة املكرمة يف الفرتة من ‪ 19-12‬رجب ‪1416‬ه برئاسة مساحة الشيخ‬

‫عبد العزيز بن عبد هللا بن باز رمحه هللا ونص القرار‪ " :‬الفجر‪ :‬ويوافق بزوغ أول خيط من النور‬

‫اْلبيض وانتشاره عرضاً يف اْلفق (الفجر الصادق) ويوافق الزاوية (‪ )18‬درجة حتت اْلفق الشرقي"‬

‫‪. 22‬‬

‫اجمللس اْلورويب لإلفتاء والبحوث يف دورته العادية الثانية عشرة املنعقدة يف مقر‬
‫ُ‬ ‫وقد اعتمد هذا القر َار‬

‫اجمللس بدبلن أيرلندة يف الفرتة من ‪ 11-6‬من ذي القعدة ‪1424‬ه املوافق ل ‪ 31‬ديسمرب‬

‫‪2113‬م إىل ‪ 4‬يناير ‪2114‬م‪.23‬‬

‫واختار هذا القول أيضا الشيخ حممد بن صاحل العثيمني رمحه هللا فقد قال يف إحدى ُخطبه‪ :‬أما‬
‫‪24‬‬
‫وقت الفجر‪ :‬فمن طلوع الفجر الصادق ‪ -‬وهو‪ :‬البياض املعرتض يف اْلفق ‪ -‬إىل طلوع الشمس‪،‬‬

‫وقال يف املمتع‪ :‬إذا رأيت البياض ممتداً من الشمال إىل اجلنوب فقد دخل وقت الفجر‪.25‬‬

‫كما اختاره مساحة مفيت عام اململكة احلايل الشيخ عبد العزيز بن عبد هللا آل الشيخ كما يظهر من‬

‫تقدميه لكتاب الشيخ إبراهيم الصبيحي (طلوع الفجر الصادق بني حتديد القرآن وإطالق اللغة)‬

‫الذي يرجح أن عالمة الفجر هي أول النور الذي يظهر جهة املشرق‪ ،‬وقد جاء يف مقدمة مساحة‬

‫املفيت للكتاب املذكور‪ :‬فهذه رسالة قيمة بعنوان‪( :‬طلوع الفجر الصادق بني حتديد القرآن وإطالق‬

‫اللغة) لفضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الصبيحي ناقش فيها موضوعاً مهماً أال وهو وقت الفجر‪ ،‬وقرر‬

‫فيها ما استقر العمل عليه يف هذه البالد منذ عشرات السنني‪ ،‬وتتابع على إقراره علماء هذه البالد‬

‫املباركة وقد أوصينا بطباعته لتعميم النفع به ‪.26‬‬

‫‪23‬‬
‫وليس من أهداف هذه الدراسة بسط اْلالف الفقهي يف مسألة بداية الفجر الصادق وإمنا هدفها‬

‫الرئيس إجراء دراسة ميدانية تبني مدى مطابقة تقومي أم القرى مع عالمة الفجر الصادق (الثاين) اليت‬

‫اعتمدها من ذكرنا من أهل العلم واختارها ابن جرير الطربي وهي املعتمدة عند كبار علماء هذه‬

‫البالد وجهة الفتوى الرمسية فيها ‪ ....‬يف دراسة ميدانية تبحث مدى التوافق من عدمه بني هذه‬

‫العالمة وتوقيت أم القرى يف نقطة الرصد اجلغرافية املختارة على مدى الفصول اْلربعة‪ ،‬مستمدة‬

‫العون والتوفيق والتسديد من هللا الكرمي‪.‬‬

‫‪ .8‬تعريف الفجر الكاذب ‪The Zodiacal Light‬‬

‫ضوء ينتشر يف الفضاء‪ ،‬نتيجة انعكاس وتشتت ضوء الشمس على جزيئات غبارية كونية عالقة‬
‫‪27‬‬
‫‪ ،‬وهذه‬ ‫ومتناهية الصغر‪ ،‬قيل إهنا من بقايا املذنبات والكويكبات اليت تدور حول الشمس‬

‫اجلزئيات تسبح خارج نطاق الغالف اجلوي‪.‬‬

‫وظاهرة الفجر الكاذب الضوئية ‪( The zodiacal band‬الضوء الربوجي) تظهر قبيل‬

‫الفجر الصادق وشفق الشروق يف اجلهة الشرقية‪ ،‬كما يظهر أيضاً مرة أخرى بعيد شفق الغروب يف‬

‫اجلهة الغربية‪ ،‬وباختفائه (شفق الغروب) يدخل وقت صالة العشاء‪ .‬والفجر الكاذب ظاهرة ضوئية‬

‫ال تُرى إال يف املناطق املظلمة‪ ،‬والسماء املعتمة اْلالية من ضوء القمر‪ ،‬وإذا كان الفجر الكاذب‬

‫ظاهرة ضوئية تتشكل خارج نطاق الغالف اجلوي‪ ،‬فإن الفجر الصادق ظاهرة ضوئية تتشكل داخل‬

‫الغالف اجلوي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫والفجر الكاذب ضوء يظهر قبيل الفجر الصادق يف أوقات زمنية متباينة وفقاً للفصول اْلربعة‪،‬‬

‫وذلك يف مساء القبة الفلكية الشرقية‪ ،‬ويكون عادة على هيئة ذنب السرحان صورة رقم (‪ )4‬كما‬

‫وصفه الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو بعبارة هندسية يكون على هيئة خمروط رأسه إىل اْلعلى‬

‫وقاعدته إىل اْلسفل كما تصفه كتب الفلك احلديث‪ ،‬وعادة يصل ارتفاع رأسه يف السماء إىل حنو‬

‫‪ 41‬درجة أو يزيد قليالً شكل رقم (‪ ،)4‬والفجر الكاذب أحياناً يكون نوره أشد من نور جمرة درب‬

‫التبانة نفسها‪ ،‬ويف أحيان أخرى قد يصعب متييزه بالعني‪ ،‬وأفضل اْلوقات لرؤيته خالل فصلي‬

‫اْلريف والشتاء‪ ،‬وعلى وجه التحديد شهري أكتوبر ونوفمرب‪ ،28‬وهذا ثبت لدى فريق الرصد‬

‫ميدانياً‪ ،‬وضوء الفجر الكاذب يظهر مع اجتاه مشرق الكواكب والشمس والقمر والربوج‪ ،‬واليت هي‬

‫حمصورة يف فلك أو جمرى الربوج باجتاه ما يُسمى دائرة الربوج أو خط الكسوف ‪.ecliptic‬‬

‫صورة رقم (‪ )1‬صورة لذنب السرحان (الذئب) واليت شبه الرسول عليه الصالة والسالم ذنبه بشكل‬
‫الفجر الكاذب‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫شكل رقم (‪ )4‬حماكاة لظاهرة الفجر الكاذب املصدر‪ :‬برنامج ‪TheSky Professional‬‬

‫‪.Edition Astronomy Software‬‬

‫وعلى الرغم أن ظاهرة الفجر الكاذب الضوئية الفلكية كشف عنها املصطفى صلى هللا عليه وسلم‬

‫قبل ‪ 1311‬عام وشبه الظاهرة تلك بذنب السرحان حيث قال‪ « :‬الفجر فجران‪ ،‬فجر يقال له‪:‬‬

‫ذنب السرحان‪ ،‬وهو الكاذب يذهب طوالً‪ ،‬وال يذهب عرضاً‪ ،‬والفجر اآلخر يذهب عرضاً‪ ،‬وال‬

‫صعِ ُد‪ ،‬فكلوا واشربوا حَّت يعرتض‬ ‫يذهب طوالً» ‪ ,‬وقوله‪ُ « :‬كلُوا واشربوا‪ ،‬وال يَ ِه َ‬
‫يدن ُك ُم الساطع املُ ْ‬
‫‪29‬‬

‫اْلمحر»‪ 30.‬فإن علم الفلك مل يلحظها ويشرحها إال عام ‪1161‬م بواسطة ‪Gian‬‬ ‫ُ‬ ‫لكم‬

‫‪ 31Domenico Cassini‬ومثلوها مبخروط هندسي صورة رقم (‪.)3‬‬

‫‪26‬‬
‫صورة رقم (‪ )3‬صورة حقيقية ومعاجلة عرب فالتر للفجر الكاذب‪ ،‬املصدر جمهول‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة هنا إىل أن بعض الفقهاء أشاروا إىل أن الفجر الكاذب تعقبه ظلمة تليها ظاهرة‬

‫الفجر الصادق‪ ،‬ويف الواقع ومن خالل الرصد امليداين‪ ،‬واملعاينة البصرية تبني لفريق الرصد خالف‬

‫ذلك‪ ،‬حيث تبني أن الفجر الكاذب يسبق الفجر الصادق مبدد زمنية ختتلف وتتباين من فصل‬

‫آلخر‪ ،‬وأطول فرتة زمنية فاصلة بني ظهور الفجرين مت رصدها تصل إىل حنو ساعة ومخسني دقيقة‬

‫تقريباً وذلك يف هناية فصل اْلريف‪ ،‬قال الشيخ حممد بن عثيمني رمحه هللا‪" :‬والفجر اْلول خيرج قبل‬

‫الثاين بنحو ساعة‪ ،‬أو ساعة إال ربعاً‪ ،‬أو قريباً من ذلك"‪ 32‬أ‪.‬ه ‪ ،‬ويدخل الفجر الصادق ويبقى‬

‫الفجر الكاذب ظاهراً ويكون بينهما متازج وتداخل حىت ينجلي الكاذب بنور الفجر الصادق‪،‬‬

‫وما توصل إليه فريق الرصد من أن الفجر الكاذب ال يُظلم وال خيتفي هو ما قرره أيضا الباحث م‪.‬‬

‫حممد شوكت عودة يف حبثه الذي قدمه إىل مؤمتر اإلمارات الفلكي الثاين املنعقد يف أبو ظيب‬

‫‪27‬‬
‫باْلمارات العربية املتحدة عام ‪1111‬م بعنوان (إشكاليات فلكية وفقهية حول حتديد مواقيت‬

‫الصالة) ص‪. 33 5‬‬

‫وجاء يف بعض الدراسات والتقارير اليت تُعىن بشأن وقت دخول الفجر‪ ،‬أن الفجر الكاذب يقع‬

‫عندما تكون الشمس حتت اْلفق ب ‪ 11‬درجة‪ ،‬وهو ما يسمى بالشفق الفلكي‬

‫‪ ،Astronomical Twilight‬ويف الواقع ومن خالل الرصد امليداين تبني لنا أن الفجر‬

‫الكاذب الذي هو كذنب السرحان خيتلف وقت ظهوره من فصل آلخر بل من شهر آلخر وال‬

‫نستطيع أن نضبطه بدرجة قوسية فلكية معينة‪.‬‬

‫‪ .9‬تعريف الفجر الصادق ‪The True Dawn‬‬

‫وبناء على عالمة الفجر الصادق اليت اعتمدهتا الدراسة راقب الراصدون القبة الفلكية بكل جترد من‬

‫معايري سابقة‪ ،‬أو دراسات سالفة‪ ،‬وواقع احلال ويف امليدان فإن ظاهرة الفجر الكاذب الضوئية ال‬

‫تكاد ختطئها العني‪ ،‬بشكلها اهلندسي املميز‪ ،‬خاصة يف فصل اْلريف حيث يتضح أكثر‪ ،‬وظهور‬

‫وبزوغ الفجر الصادق وفقا لآلية واحلديث أيضاً تفرقه وتبينه العني اجملردة عن ضوء الفجر الكاذب‪،‬‬

‫واإلنسان العادي العامي والذي ال يوجد لديه أي معايري مسبقة‪ ،‬أو علم يف االختالفات الفقهية‬

‫بشأن الفجر الصادق يستطيع أن حيدد الوقت الشرعي انطالقا من النصوص دومنا احلاجة إىل معرفة‬

‫اختالف الفقهاء‪ ،‬وتقعيد العلماء خبصوص تعريف الفجر الصادق وحتديده‪ ،‬وهذا مصداق لقوله‬

‫‪28‬‬
‫تعاىل‪َ  :‬وَما َج َع َل َعلَْي ُك ْم ِيف ال ِّدي ِن ِم ْن َحَرج‪ ،‬إذ وجد الراصدون عند مراقبة الفجر الصادق ـ‬

‫وهو النور الذي يبدأ بزوغه من قلب ووسط كتلة نور الفجر الكاذب ـ وجدوا أن الفجر‬

‫الكاذب ال يغيب بل يضمحل يف نور الصادق‪ ،‬ومن مث يبدأ ميد جناحيه ـ أي الصادق ـ جهة‬

‫الشمال واجلنوب مستطرياً حىت يزداد‪ ،‬وخيفي خلفه نور الفجر الكاذب‪ ،‬وتبدأ النجوم اْلافتة من‬
‫‪34‬‬
‫وحنوها باالضمحالل‪ ،‬قال املهندس حممد عودة‪" :‬الفجر الصادق يف أول ظهوره‬ ‫القدر الرابع‬
‫‪35‬‬
‫يتداخل مع الفجر الكاذب حبيث ميكننا رؤية الفجرين معا ‪"..‬‬

‫وفري ق الرص د عم د إىل رص د الفج ر بش كل مج اعي‪ ،‬ومعه م قل م لي زر فلك ي يس اعد الراص دين عل ى‬
‫حتدي د الظ واهر الض وئية واْلج رام الس ماوية عن د مراقب ة الظ واهر الض وئية يف الس ماء وحتدي د موقعه ا‬
‫وشكلها وحدودها‪ ،‬وعندما يتبني الفجر يف عني أول راصد يذكر هذا للبقية ويقوم بتحديده عرب قل م‬
‫الليزر‪ ،‬ويوجه البقية للرتكيز واملراقب ة يف جه ة الض وء‪ ،‬و لرمب ا وافق ه آخ رون أو ت أخروا قل يالً ح َّت ُجيم ع‬
‫البقية على ما مت حتديده يف السماء أنه هو الفج ر الص ادق‪ ،‬وعل ى ض وئه ي تم تس جيل الوق ت لظه ور‬
‫الفج ر الص ادق‪ ،‬واعتم دت ه ذه الطريق ة اجلماعي ة لوج ود ف وارق فردي ة ب ني الراص دين‪ ،‬مث إن ق ول‬
‫املثب ت مق دم عل ى ق ول الن ايف‪ ،‬ل ذا ف إن املثب ت هن ا ي دفع اآلخ رين إىل توض يح الظ اهرة املش اهدة يف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الس ماء ع رب قل م اللي زر الفلك ي وتلقائي اً يتب ني للبقي ة رؤي ة الفج ر مباش رة أو ع رب ت أخر ق د ي رتاوح يف‬
‫املعدل ‪ 3‬دقائق‪ ،‬وال يُثبت طلوع الفج ر يف ه ذه الدراس ة ح َّت يتف ق أف راد الفري ق عل ى ذل ك ألن هللا‬
‫عز وجل رتب احلكم علـى التبـني الـذي الشـك معـه‪ ،‬روى اب ن أيب ش يبة يف مص نفه َع ْن ُم ْس لِ ِم بْ ِن‬
‫س ِعْن َدهُ‪ُ :‬ك ْل‬ ‫ِ‬ ‫ص بَ ْيح‪ ،‬قَ َال ‪َ :‬ج اءَ َر ُج ٌل َإىل ابْ ِن َعبَّ اس‪ ،‬فَ َق َال‪َ :‬م ََّت أ ََدعُ ُّ‬
‫الس ُح َورج فَ َق َال َر ُج ٌل َج ال ٌ‬ ‫ُ‬
‫ك‪ 36.‬وق ال ش يخ اإلس الم اب ن تيمي ة‬ ‫َح ََّّت إ َذا َش َككْت فَ َد ْع هُ‪ ،‬فَ َق َال‪ُ :‬ك ْل َم ا َش َككْت َح ََّّت الَ تَ ُش َّ‬
‫َس َوِد ِم َن‬ ‫ط ْاْلَب يض ِمن ْ ِ‬
‫اْلَْيط ْاْل ْ‬ ‫اْلَْي ُ ْ َ ُ َ‬ ‫ني لَ ُك ُم ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّللَ قَ َال ِيف كتَابِه ‪َ ‬وُكلُوا َوا ْشَربُوا َح ََّّت يَتَبَ َّ َ‬
‫رمحه هللا‪ :‬إِ َّن َّ‬
‫ور بِ ْاْلَ ْك ِل َإىل‬ ‫َّيب ص لَّى َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َفج ِر‪ ‬وه ِذهِ ْاآليةُ مع ْاْل ِ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ه َو َس لَّ َم تُبَ ِّ ُ‬
‫ني أَنَّهُ َم أْ ُم ٌ‬ ‫َحاديث الثَّابِتَة َع ْن النِ ِّ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ْ ََ‬

‫‪29‬‬
‫ط ِيف َم ْو ِض عِ ِه ‪ 37.‬ويش ار هن ا‬
‫ور بِ ْاْلَ ْك ِل َك َم ا قَ ْد بُ ِس َ‬ ‫ِِ‬ ‫الش ِّ‬
‫ك ِيف طُلُوع ه َم أْ ُم ٌ‬ ‫أَ ْن يَظْ َه َر الْ َف ْج ُر فَ ُه َو َم َع َّ‬
‫إىل أن استخدام قلم الليزر الفلكي ال ينتج عنه تلوث ضوئي يؤثر على مستوى الرصد‪ ،‬وبؤبؤ الع ني‪،‬‬
‫إذ إن التقنية تلك خمصصة للعمل يف التعرف على النجوم واْلجرام السماوية‪.‬‬

‫حتليل النتائج‬ ‫‪.21‬‬

‫بعد انتهاء فرتات الرصد امليدانية قام الباحثان بتسجيل البيانات امليدانية يف جداول خاصة‪ ،‬وبعد أن‬

‫اكتملت طلعات الرصد ُمجعت البيانات خالل فرتة املشروع الذي امتد حنو ‪ 11‬شهراً يف جدول‬

‫شامل جدول رقم (‪ )1‬والذي يوضح أن عدد الرحالت خالل فرتة الدراسة بل ‪ 11‬رحالت‪ ،‬بينما‬

‫مت إلغاء ست رحالت بسبب الظروف اجلوية من غيم أو غبار‪ ،‬ويُشار إىل أن الرصد يستهدف طلعة‬

‫واحدة يف كل شهر ميالدي‪ ،‬حَّت نتمكن من تغطية السنة امليالدية كلها بظروفها اجلوية والفلكية‬

‫الدورية‪ ،‬وهذه احملاوالت امتدت من ‪ 1‬شوال ‪1341‬ه املوافق ‪ 13‬سبتمرب ‪1111‬م‪ ،‬حيث‬

‫جنح الفريق بتغطية عشرة أشهر من السنة امليالدية عدا شهري أبريل ومايو‪ ،‬علماً أن رصد شهر‬

‫مارس يف الثالثني منه قد متثل شهري مارس وأبريل‪ ،‬لكوهنا جاءت يف هناية شهر مارس‪ ،‬بينما شهر‬

‫يونيو غُطي برحلتني‪ ،‬ومشلت رحالت الرصد وفقاً للجدول الفصول اْلربعة كافة‪ ،‬كما يبني اجلدول‬

‫أن عدد الراصدين يرتاوح بني ‪ 3‬إىل ‪ 11‬مبعدل ‪ 3‬راصدين يف الرحلة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬تاريخ خروج فريق الرصد امليداين إىل موقع الرصد‪ ،‬وحالة كل رحلة‪.‬‬
‫حالة‬ ‫عدد‬ ‫التاريخ‬
‫موقع الرصد‬ ‫اليوم‬ ‫م‬
‫الراصدين اجلو‬ ‫ميالدي‬ ‫هجري‬
‫‪ 31‬سبتمرب‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 8‬شوال ‪3313‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪3‬‬
‫‪2131‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪31‬‬ ‫‪ 1‬أكتوبر ‪2131‬‬ ‫اْلميس ‪ 28‬شوال ‪3313‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 28‬ذو القعدة‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪31‬‬ ‫‪ .‬نوفمرب ‪2131‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪1‬‬
‫‪3313‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 9‬ديسمرب ‪1 2131‬‬ ‫اْلميس ‪ 1‬حمرم ‪3312‬‬ ‫‪3‬‬
‫مت تعليق رحلة الرصد يف شهر صفر (يناير) لوجود السحب‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 31‬ربيع اْلول‪ 31 3312‬فرباير ‪1 2133‬‬ ‫اْلحد‬ ‫‪6‬‬
‫مت تعليق رحلة الرصد يف شهر ربيع ثاين ‪( 3312‬مارس ‪ )2133‬لوجود السحب‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫مت تعليق رحلة الرصد يف شهر مجادى اْلوىل ‪( 3312‬أبريل ‪ )2133‬لوجود السحب‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫مت تعليق رحلة الرصد يف شهر مجادى اآلخرة ‪( 3312‬مايو ‪ )2133‬لوجود عاصفة غبارية‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 31‬يونيو ‪6 2133‬‬ ‫‪ 9‬رجب‪3312‬‬ ‫‪ 31‬اجلمعة‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 11‬يونيو ‪8 2133‬‬ ‫‪ 33‬اْلميس ‪ 28‬رجب ‪3312‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 11‬يوليو ‪. 2133‬‬ ‫‪ 32‬السبت ‪ 29‬شعبان ‪3312‬‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ 6‬يناير ‪2132‬‬ ‫‪ 32‬صفر ‪3311‬‬ ‫‪ 31‬اجلمعة‬
‫‪ 1‬مجادى اْلوىل‬
‫زبارة وخبة بيضاء (عرق اْلشعلي)‬ ‫صحو‬ ‫‪ 11‬مارس ‪6 2132‬‬ ‫‪ 33‬اجلمعة‬
‫‪3311‬‬
‫‪ 3.‬مت تعليق رحلة الرصد يف شهر مجادى اْلوىل ‪( 3311‬أبريل ‪ )2132‬لوجود السحب‪.‬‬
‫‪ 36‬مت تعليق رحلة الرصد يف شهر مجادى اآلخرة ‪( 3311‬مايو ‪ )2132‬لوجود السحب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وبالنظر إىل جدول رقم (‪ )1‬فإنه يوضح وقت دخول وبزوغ الفجر الصادق يف منطقة الرصد‬

‫املختارة‪ ،‬وفقاً للتاريخ املسجل يف اجلدول‪ ،‬كما يبني اجلدول درجة اخنفاض الشمس حتت اْلفق‬

‫الشرقي وقت بزوغ الفجر الصادق‪ ،‬والنتائج الوسطية للدراسة تدل على أن وقت بزوغ الفجر‬

‫الصادق وفقاً للرصد امليداين من قِبل فريق الرصد يقع عندما تكون الشمس حتت اْلفق الشرقي‬

‫مبقدار ‪ 11‬درجة قوسية‪ ،‬وبعبارة زمنية يتأخر عن تقومي أم القرى بنحو ‪ 11‬دقيقة باملتوسط‪.‬‬

‫هذا وتعترب النتيجة السالفة أول نتيجة علمية ميدانية يف منطقة القصيم‪ ،‬وثاين نتيجة علمية على‬

‫مستوى اململكة العربية السعودية بعد دراسة الشفق يف رماح مبنطقة الرياض‪ ،‬والذي قامت هبا مدينة‬

‫امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض عام ‪1311‬ه ‪.38‬‬

‫وحنسب أن النتيجة اليت حنن بصددها تنسحب على كل البقاع اليت تشارك اململكة العربية السعودية‬

‫يف دوائر عرضها اجلغرايف‪ ،‬بينما املواقع املتطرفة مشاالً قد يكون هناك اختالف بني الفصول اْلربعة‬

‫اْلمر الذي حيتاج إىل متابعة ورصد خالل أشهر السنة وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫جدول رقم (‪ )2‬وقت صالة الفجر املرصود ودرجة اخنفاض الشمس حتت اْلفق الشرقي إبان ظهور‬
‫الفجر الصادق يف موقع الرصد‪.‬‬
‫درجة اخنفاض الشمس حتت اْلفق‬ ‫دخول وقت‬ ‫التاريخ‬
‫اليوم‬ ‫م‬
‫الشرقي وقت بزوغ الفجر الصادق‬ ‫الفجر‬
‫‪3..8‬‬ ‫‪03:19‬‬ ‫‪ 31‬سبتمرب ‪2131‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪3‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪13:36‬‬ ‫‪ 1‬أكتوبر ‪2131‬‬ ‫‪ 2‬اْلميس‬
‫‪36.1‬‬ ‫‪1.:11‬‬ ‫‪ .‬نوفمرب ‪2131‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪1‬‬
‫‪36.1‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪ 9‬ديسمرب ‪2131‬‬ ‫‪ 3‬اْلميس‬
‫‪36..‬‬ ‫‪1.:28‬‬ ‫‪ 31‬فرباير ‪2133‬‬ ‫اْلحد‬ ‫‪.‬‬
‫‪36..‬‬ ‫‪11:31‬‬ ‫‪ 31‬يونيو ‪2133‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪6‬‬
‫‪36.2‬‬ ‫‪11:39‬‬ ‫‪ 11‬يونيو ‪2133‬‬ ‫‪ 1‬اْلميس‬
‫‪36.2‬‬ ‫‪13:18‬‬ ‫‪ 11‬يوليو ‪2133‬‬ ‫‪ 8‬السبت‬
‫‪3..6‬‬ ‫‪1.:31‬‬ ‫‪ 6‬يناير ‪2132‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪9‬‬
‫‪3..6‬‬ ‫‪13:31‬‬ ‫‪ 11‬مارس ‪2132‬‬ ‫‪ 31‬اجلمعة‬
‫متوسط درجة اخنفاض الشمس حتت اْلفق‬
‫‪61‬‬ ‫‪33‬‬
‫الشرقي وقت بزوغ الفجر الصادق‬

‫وجدول رقم (‪ )4‬يبني وقت صالة الفجر املرصود مقارنة بوقت شروق الشمس‪ ،‬والفرتة الزمنية‬

‫الفارقة بينهما يف موقع الرصد‪ ،‬حيث جند أن الفروقات ترتاوح بني ساعة ومثان دقائق‪ ،‬وساعة وأربع‬

‫وعشرين دقيقة‪ ،‬مبعدل ساعة ومخس عشرة دقيقة‪ ،‬والبيانات تلك تسفر عن أن الفروق تكون أطول‬

‫يف فصل الصيف وأقصر يف فصلي اْلريف والربيع وتكون متوسطة يف فصل الشتاء إىل حد ما‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫جدول رقم (‪ )1‬وقت صالة الفجر املرصود مقارنة بوقت شروق الشمس والفرتة الزمنية الفارقة‬
‫بينهما يف موقع الرصد‪.‬‬
‫الفرق بني دخول‬
‫دخول‬
‫الفجر املرصود مع‬ ‫شروق‬ ‫التاريخ‬
‫وقت‬ ‫اليوم‬ ‫م‬
‫شروق الشمس‬ ‫الشمس‬
‫الفجر‬
‫(دقيقة)‬
‫‪13:19‬‬ ‫‪1.:38 03:19‬‬ ‫‪ 31‬سبتمرب ‪2131‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪3‬‬
‫‪13:32‬‬ ‫‪1.:.8 13:36‬‬ ‫‪ 1‬أكتوبر ‪2131‬‬ ‫اْلميس‬ ‫‪2‬‬
‫‪13:3.‬‬ ‫‪16:3. 1.:11‬‬ ‫‪ .‬نوفمرب ‪2131‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪1‬‬
‫‪13:21‬‬ ‫‪16:31 1.:21‬‬ ‫‪ 9‬ديسمرب ‪2131‬‬ ‫اْلميس‬ ‫‪3‬‬
‫‪13:31‬‬ ‫‪16:33 1.:28‬‬ ‫‪ 31‬فرباير ‪2133‬‬ ‫اْلحد‬ ‫‪.‬‬
‫‪13:23‬‬ ‫‪1.:11 11:31‬‬ ‫‪ 31‬يونيو ‪2133‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪6‬‬
‫‪13:22‬‬ ‫‪1.:33 11:39‬‬ ‫‪ 11‬يونيو ‪2133‬‬ ‫اْلميس‬ ‫‪1‬‬
‫‪13:31‬‬ ‫‪1.:2. 13:18‬‬ ‫‪ 11‬يوليو ‪2133‬‬ ‫السبت‬ ‫‪8‬‬
‫‪13:32‬‬ ‫‪16:.2 1.:31‬‬ ‫‪ 6‬يناير ‪2132‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪9‬‬
‫‪13:18‬‬ ‫‪1.:.. 13:31‬‬ ‫‪ 11‬مارس ‪2132‬‬ ‫‪ 31‬اجلمعة‬
‫‪56:60‬‬ ‫متوسط الفروقات بني الفجر املرصود ووقت شروق الشمس‬ ‫‪33‬‬

‫وبالنظر إىل جدول رقم (‪ )3‬فإنه يبني وقت دخول الفجر الصادق املرصود‪ ،‬مقارنة بوقت الفجر‬

‫احملسوب وفقاً ملعيار تقومي أم القرى (‪ ،)°11..-‬واملقارنة تلك توضح أن الفروقات بني املعيارين‬

‫ترتاوح بني ‪ 1‬و ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬مبعدل ‪1121‬دقيقة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫جدول رقم (‪ )3‬وقت الفجر املرصود باملوقع مقارنة بوقت الفجر احملسوب وفقاً ملعيار تقومي أم القرى‪.‬‬

‫الفرق بني دخول‬ ‫وقت دخول الفجر‬


‫الفجر املرصود مع‬
‫وفقاً ْلم‬ ‫وفقاً ملتوسط‬ ‫التاريخ‬
‫احملسوب وفقاً ْلم‬ ‫اليوم‬ ‫م‬
‫القرى‬ ‫الرصد امليداين‬
‫القرى‬
‫‪°38..‬‬ ‫‪°36‬‬
‫(دقيقة)‬
‫‪31‬‬ ‫‪13:26‬‬ ‫‪03:19‬‬ ‫اجلمعة ‪ 31‬سبتمرب ‪2131‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪13:16‬‬ ‫‪13:36‬‬ ‫‪ 2‬اْلميس ‪ 1‬أكتوبر ‪2131‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪13:.3‬‬ ‫‪1.:11‬‬ ‫اجلمعة ‪ .‬نوفمرب ‪2131‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1.:32‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪ 3‬اْلميس ‪ 9‬ديسمرب ‪2131‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪1.:38‬‬ ‫‪1.:28‬‬ ‫‪ 31‬فرباير ‪2133‬‬ ‫اْلحد‬ ‫‪.‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪11:13‬‬ ‫‪11:31‬‬ ‫اجلمعة ‪ 31‬يونيو ‪2133‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪11:13‬‬ ‫‪11:39‬‬ ‫‪ 1‬اْلميس ‪ 11‬يونيو ‪2133‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪11:.3‬‬ ‫‪13:18‬‬ ‫‪ 8‬السبت ‪ 11‬يوليو ‪2133‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪1.:2.‬‬ ‫‪1.:31‬‬ ‫‪ 6‬يناير ‪2132‬‬ ‫اجلمعة‬ ‫‪9‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪13:12‬‬ ‫‪13:31‬‬ ‫‪ 11‬مارس ‪2132‬‬ ‫‪ 31‬اجلمعة‬
‫متوسط الفروقات بني املرصود واحملسوب وفقاً ْلم القرى‬
‫‪ 12.1‬دقائق‬ ‫‪33‬‬
‫(دقيقة)‬

‫وجدول رقم (‪ )5‬يبني وقت صالة الفجر مقارنة بني معيار جامعة القصيم ومعايري إسالمية عاملية‬

‫أخرى‪ ،‬مطبقاً على أول يوم من كل شهر ميالدي وفقاً ملوقع الرصد‪ ،‬ومعدل النتائج يكشف أن‬

‫معيار اإلسنا مث معيار جامعة القصيم الذي حنن بصدده مها اْلقرب للمعدل ووسطاً بني املعايري‪،‬‬

‫وهذا قد يعطي مؤشراً لالطمئنان لوسطية املعيار وعدم تطرفه كما يف معيار أم القرى أو معيار مدينة‬
‫‪35‬‬
‫امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية‪ .‬وجتدر اإلشارة إىل أن حسابات املقارنة بني نتيجة الرصد امليداين مع‬

‫بقية املعايري العاملية الواردة يف جدول رقم (‪ )5‬أخذ بعني االعتبار أن تكون وفقاً إلحداثيات موقع‬

‫الرصد‪ ،‬ال ملدينة بريدة‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ ).‬وقت صالة الفجر مقارنة بني معيار جامعة القصيم ومعايري إسالمية عاملية أخرى‪،‬‬
‫مطبقاً على أول يوم من كل شهر ميالدي وفقاً ملوقع الرصد‪.‬‬
‫وقت دخول الفجر وفقاً ملعيار‪:‬‬
‫الرابطة‬
‫معيار مدينة‬ ‫أم القرى‬
‫إسنا‬ ‫و جامعة‬
‫امللك‬ ‫جامعة‬ ‫التاريخ‬
‫متوسط‬ ‫(‪)°31..‬‬ ‫العلوم‬ ‫م‬
‫عبدالعزيز‬ ‫القصيم‬
‫املعايري‬ ‫بعد التعديل‪.‬‬ ‫اإلسالمية‬
‫بالرياض‬ ‫(‪)°38..‬‬ ‫(‪)°36‬‬
‫(املصدر‪)39‬‬ ‫بكراتشي‬
‫(‪)°33.6‬‬
‫(‪)°38‬‬
‫‪05:32‬‬ ‫‪1.:31‬‬ ‫‪1.:29‬‬ ‫‪1.:23‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪1.:16‬‬ ‫‪ 3‬يناير‬ ‫‪3‬‬
‫‪05:33‬‬ ‫‪1.:32‬‬ ‫‪1.:29‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪1.:16‬‬ ‫‪ 3‬فرباير‬ ‫‪2‬‬
‫‪05:12‬‬ ‫‪1.:22‬‬ ‫‪1.:19‬‬ ‫‪1.:13‬‬ ‫‪1.:11‬‬ ‫‪1.:36‬‬ ‫‪ 3‬مارس‬ ‫‪1‬‬
‫‪04:38‬‬ ‫‪13:39‬‬ ‫‪13:1.‬‬ ‫‪13:11‬‬ ‫‪13:11‬‬ ‫‪13:32‬‬ ‫‪ 3‬أبريل‬ ‫‪3‬‬
‫‪04:04‬‬ ‫‪13:36‬‬ ‫‪13:13‬‬ ‫‪11:..‬‬ ‫‪11:.8‬‬ ‫‪13:19‬‬ ‫‪ 3‬مايو‬ ‫‪.‬‬
‫‪03:42‬‬ ‫‪11:..‬‬ ‫‪11:19‬‬ ‫‪11:11‬‬ ‫‪11:16‬‬ ‫‪11:38‬‬ ‫‪ 3‬يونيو‬ ‫‪6‬‬
‫‪03:45‬‬ ‫‪11:.8‬‬ ‫‪11:32‬‬ ‫‪11:1.‬‬ ‫‪11:19‬‬ ‫‪11:.1‬‬ ‫‪ 3‬يوليو‬ ‫‪1‬‬
‫‪04:05‬‬ ‫‪13:31‬‬ ‫‪13:12‬‬ ‫‪11:..‬‬ ‫‪11:.9‬‬ ‫‪13:31‬‬ ‫‪ 3‬أغسطس‬ ‫‪8‬‬
‫‪04:2.‬‬ ‫‪13:16‬‬ ‫‪13:21‬‬ ‫‪13:31‬‬ ‫‪13:21‬‬ ‫‪13:11‬‬ ‫‪ 3‬سبتمرب‬ ‫‪9‬‬
‫‪04:43‬‬ ‫‪13:.3‬‬ ‫‪13:18‬‬ ‫‪13:11‬‬ ‫‪13:16‬‬ ‫‪13:3.‬‬ ‫‪ 3‬أكتوبر‬ ‫‪31‬‬
‫‪04:56‬‬ ‫‪1.:11‬‬ ‫‪13:.3‬‬ ‫‪13:39‬‬ ‫‪13:.2‬‬ ‫‪1.:13‬‬ ‫‪ 3‬نوفمرب‬ ‫‪33‬‬
‫‪05:16‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪1.:31‬‬ ‫‪1.:11‬‬ ‫‪1.:33‬‬ ‫‪1.:21‬‬ ‫‪ 3‬ديسمرب‬ ‫‪32‬‬

‫‪36‬‬
‫وجتدر اإلشارة أن الباحثَ ْني وعرب ثالث طلعات رصدية قاما بالتقاط أكثر من ‪ 311‬صورة متعاقبة‪،‬‬

‫وذات فاصل زمين مقداره ‪ 41‬ثانية قبيل الفجر الصادق حَّت قبيل الشروق‪ ،‬عرب كامرية موديل‬

‫‪ ، Canon EOS 5D Mark II‬وصور ذات مواصفات‪ :‬بعد بؤري ‪mm 11‬‬

‫‪ ، Focal length‬وزمن التعريض ‪ 41‬ثانية ‪ ،Exposure time 30 s‬وقيمة فتحة‬

‫‪.Shutter speed value 32.000000 s ، F/2.8‬‬

‫واهلدف من تصوير ظاهرة ضوء الفجر الصادق يف اجلهة الشرقية من القبة الفلكية‪ ،‬بصور عالية‬

‫الدقة وكامرية احرتافية‪ ،‬ويف فواصل زمنية قصرية‪ ،‬هو حماولة التقاط ضوء الفجر الصادق فور تبينه‪،‬‬

‫ومقارنة الصور امللتقطة قُبيل وأثناء وبُعيد طلوع الفجر من أجل مقارنة الصور وتغرياهتا مع وقت‬

‫دخول الفجر الذي مت حتديده بالعني اجملردة‪ ،‬وبعد اإلطالع على تلك الصور‪ ،‬وحتليلها مل جند أن‬

‫الصور امللتقطة قد قدمت لنا الكثري يف حتقيق هدف املقارنة بني العني اجملردة والكامرية يف حتديد‬

‫الوقت املستهدف‪ ،‬على الرغم كون الفاصل ‪ 41‬ثانية‪ ،‬ومل تكن فكرة الصور عملية يف املساعدة يف‬

‫حتديد الوقت املستهدف‪ ،‬وعليه مت جتاهلها‪.‬‬

‫هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى ومن أجل وضع معايري رقمية عددية حمسوبة توضح وقت بزوغ‬

‫وظهور الفجر الصادق آلياً يف أي مكان وزمان‪ ،‬عمد الباحثان إىل استخدام تقنية جهاز ‪Sky‬‬

‫‪ (SQM) Quality Meter‬شكل رقم (‪ ،)3‬والذي يقيس مدى شدة الضوء الطبيعي أو‬

‫الصناعي يف السماء‪ ،‬حيث قام الباحثان بتعريض اجلهاز لضوء السماء الطبيعي‪ ،‬وقياس درجة‬

‫التلوث الضوئي أو مدى انتشار الضوء الطبيعي يف السماء‪ ،‬من أجل الوصول إىل الدرجة املمثلة‬

‫‪37‬‬
‫لظهور بزوغ الفجر الصادق للعني اجملردة‪ ،‬ووفقاً للبيانات املسجلة من خالل امليدان تبني أن ظهور‬

‫الفجر الصادق وفقاً للرؤية البصرية من امليدان تتزامن مع درجة ترتاوح بني ‪ 11214‬و ‪11251‬‬

‫‪ ،magnitudes/arcsecond2‬إال أن نتائج جهاز ‪Sky Quality Meter‬‬

‫بعد التدقيق والتحليل واملقارنة بني طلعات الرصد وجدنا فروقاً كبرية إىل حد ما بني نتائج الرصد‬

‫نفسها‪ ،‬وعليه قد ال يعتمد على تلك النتائج حَّت يتم اختبارها تكراراً ومراراً يف أماكن أخرى وخالل‬

‫الفصول اْلربعة‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ )3‬جهاز ‪.(SQM) Sky Quality Meter‬‬

‫‪38‬‬
‫اخلامتة والتوصيات‪:‬‬ ‫‪.22‬‬

‫غطت فرتة الرصد شهور السنة وفصوهلا اْلربعة‪ ،‬واعتمدت الدراسة على أن بداية ظهور النور‬

‫املعرتض جهة املشرق هو بداية الفجر الصادق‪ ،‬ورغم أن الفجر حيدث شيئاً فشيئاً وأن بداياته قد‬

‫ختفى بعض الشيء لضعف ضياء الفجر يف بداية بزوغه‪ ،‬ولعدم خلو اْلجواء يف هذا الزمن من‬

‫العوالق والتلوث‪ ،‬وانعكاس شيء من اإلضاءة الصناعية على تلك العوالق مبا يؤثر ولو بشكل يسري‬

‫على رؤية الفجر يف بداياته فلقد كشفت نتائج هذه الدراسة أن وقت دخول الفجر الصادق وفقاً‬

‫حلاالت الرصد املتعددة يتأخر ‪ 21‬دقيقة تقريباً يف املتوسط‪ ،‬وذلك وفقاً لتقومي أم القرى (طبعة‬

‫‪1341‬ه )‪ ،‬أي أن وقت الفجر يدخل عندما تكون الشمس منخفضة حتت اْلفق الشرقي بنحو‬

‫‪ 21‬درجة قوسية‪ ،‬ولقد مت تسمية هذه النتيجة العلمية امليدانية مبعيار جامعة القصيم (‪11-‬‬

‫درجة)‪.‬‬

‫وتوصي الدراسة مبزيد من الدراسات امليدانية يف جهات اململكة العربية السعودية اجلغرافية اْلربع‪،‬‬

‫ومن مث العمل اجلاد من قِبل اجلهات املعنية بتقومي أم القرى على متحيص وتدقيق وتصحيح وقت‬

‫صالة الفجر يف التقومي حسبما تثبته الدراسات امليدانية املعتمدة‪ ،‬حَّت يطمئن املسلمون إىل صحة‬

‫صالهتم‪ ،‬وصيامهم‪ ،‬ويغلق ملف اإلشكال الذي دام بضعة عقود وهللا أعلم‪ ،‬وهو اهلادي إىل سواء‬

‫السبيل‪.‬‬

‫‪39‬‬
Determining the Prayer Time of the True Dawn Practically in
Qassim Area

Dr. Abdullah Almisnid1 and Dr. Abdullah Alskaker2

1 Department of Geography at the University of Qassim


2 College of Sharia at the University of Qassim

Abstract

This study aims to monitor the start of dawn in the field. This
monitoring has been gone through the whole year including the
four seasons, and done by a number of elite monitors who
chose the location in the East of Qassim, and they have done
ten flied trips. Moreover, the field trip were very strict to get
very precise results regarding the start of the true dawn. The
study depended of the beginning of the appearance of the light
that comes from the East, which is the true dawn. The true
dawn is the correct time of the Fajr prayer. This is also the time
when fasters stop eating or drinking. By starting that time on
the 10 th of The alHija on the Hijri calendar, "the sacrifice day",
the Arafa day will finish. Researcher have noticed that the
correct time of the true dawn is 12 minutes after in the average
compared with Um alQura calendar (1432 H). In other words,
the Fajr time starts when the sun is in a low position below the
eastern horizon about 16 degrees. This standard is called
"Qassim University Standard" (-16 degrees). This study also
considered as the second scientific, astronomical and
jurisprudential field study in Saudi Arabia. There was a
previous study, which was quite similar, done by a number of
scholars and astronomers who were supported by King
Abdulaziz City for Science and Technology (KACST) in 1426H.
It was to northern east of Riyadh.

41
‫املراجع‪:‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪ 1‬رواه اإلمام أحمد في المسند (‪ )11333‬طبعة الرسالة بتحقيق األرنؤوط وقال األرنؤوط‪:‬إسناده صحيح‪ ،‬ورواه الترمذي‬
‫(‪ )116‬طبعة بشار عواد‪ ,‬وقال الترمذي‪ :‬والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي‬
‫صلى هللا عليه و سلم وغيرهم ‪ ،‬والنسائي(‪ )4133()4111‬طبعة دار المعرفة ببيروت بشرح السيوطي وحاشية السندي‪،‬‬
‫وابن ماجة (‪ )4115‬طبعة بشار عواد‪ .‬وصححه األلباني كما في الجامع الصغير وزيادته برقم(‪)5314‬‬
‫‪ 2‬مرتفع من الرمل (قمة كثيب)‪.‬‬
‫‪ 3‬الخب األرض المنخفضة بين كثيبين من الرمال المرتفعة‪.‬‬
‫‪www.skyandtelescope.com/community/skyblog/observingblog/86394942.html 4‬‬
‫‪ 5‬أطلس المملكة العربية السعودية‪ ،‬ط ‪1316‬هـ ‪ ،‬وزارة التعليم العالي‪.‬‬
‫‪ 6‬برنامج ‪Google Earth 2012‬‬
‫‪ 7‬بداية المجتهد ‪ 63/1‬طبعة مصطفى الحلبي الرابعة ‪1465‬هـ‪.‬‬
‫‪ 8‬المجموع شرح المهذب ‪ 33/4‬الناشر دار الفكر‪.‬‬
‫‪ - 9‬سنن أبي داود كتاب الصوم باب وقت السحور (‪ )2351‬والترمذي كتاب الصوم باب بيان الفجر (‪ )715‬وقال عنه‪:‬‬
‫حديث حسن غريب‪ ,‬ورواه ابن خزيمة في صحيحه ‪ ,211/3‬وقال عنه األلباني في صحيح أبي داود (‪ :)2133‬إسناده‬
‫حسن صحيح‪ ,‬ومعنى يهيد‪ :‬يمنع‪.‬‬
‫‪ 10‬كتاب بدء الوحي ‪ ,‬باب األذان قبل الفجر رقم (‪ )621‬ترقيم فتح الباري كتاب الشعب ‪.‬‬
‫‪ - 11‬كتاب الصيام باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر (‪.)2594‬‬
‫‪ - 12‬كتاب الصيام باب بيان أن الدخول فى الصوم يحصل بطلوع الفجر (‪.)2598‬‬
‫‪ 13‬تفسير الطبري ‪ 131/4‬طبعة دار هجر األولى‪.‬‬
‫‪ - 14‬المغني بتحقيق التركي والحلو طبعة دار هجر ‪325/4‬‬
‫‪ 15‬المرجع السابق ‪. 151/4‬‬
‫‪ - 16‬المرجع السابق ‪ 325/4‬ونسبه لحذيفة بن اليمان وعلي رضي هللا عنهما ‪.‬‬
‫‪ 17‬المرجع السابق ‪.154/4‬‬
‫‪ 18‬المرجع السابق ‪.111/4‬‬
‫‪ 19‬المرجع السابق ‪. 111/4‬‬
‫‪ - 20‬الجامع ألحكام القرآن ‪ 321/2‬طبعة دار الكتب المصرية‪.‬‬
‫‪ - 21‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 22‬عن موقع الرابطة ‪www.themwl.org/Fatwa/default.aspx?d=1&cidi=110&l=AR&cid=11‬‬
‫والجدير ذ كره أن هذا المجلس يضم عددا من علماء العالم اإلسالمي الكبار ومنهم‪ :‬المشايخ عبد هللا البسام وصالح الفوزان‬
‫ومصطفى الزرقا ويوسف القرضاوي وعبد هللا عمر نصيف كما يضم لجنة من الفلكيين يرأسها أ‪.‬د محمد الهواري‪.‬‬
‫‪ 23‬عن موقع المجلس ‪http://e-cfr.org/ar/index.php?ArticleID=280‬‬
‫‪ 24‬عن موقع الشيخ الرسمي ‪www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_385.shtml‬‬
‫‪ 25‬الشرح الممتع ‪ 114-111/1‬طبعة مؤسسة آسام األولى ‪1315‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 26‬طلوع الفجر الصادق بين تحديد القرآن وإطالق اللغة أ‪.‬د إبراهيم الصبيحي ص ‪ 5‬الطبعة األولى ‪1311‬هـ ‪.‬‬
‫‪www.skyandtelescope.com/community/skyblog/observingblog/86394942.html 27‬‬
‫‪www.weatherscapes.com/techniques.php?cat=astronomy&page=zodiacallight 28‬‬
‫‪ 29‬سبق تخريجه ص ‪.13‬‬
‫‪ - 30‬سبق تخريجه ص ‪.17‬‬
‫‪ 31‬عن موقع ‪www.infoplease.com/ce6/sci/A0853475.html‬‬
‫‪ 32‬الشرح الممتع على زاد المستقنع‪ ،‬محمد بن صالح اعثيمين‪ ،‬المكتبة الوقفية‪،‬‬
‫‪www.waqfeya.com/book.php?bid=2831‬‬
‫‪ 32‬عودة‪ ،‬محمد شوكت‪1111( ،‬م)‪ ،‬إشكاليات فلكية وفقهية حول تحديد مواقيت الصالة‪ ،‬مؤتمر اإلمارات الفلكي الثاني‬
‫المنعقد في أبو ظبي باإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬
‫‪ 34‬قسم علماء الفلك النجوم التي تُرى بالعين المجردة إلى ستة أقدار‪ ،‬فالقدر األول هو األكثر لمعاناً‪ ،‬بينما نجوم القدر‬
‫السادس األقل لمعاناً‪.‬‬
‫‪ 35‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ - 36‬المصنف ‪)9161(25/3‬‬
‫‪ - 37‬مجموع الفتاوى ‪.233/25‬‬
‫‪ 38‬زكي المصطفى وآخرون‪ ،)2115( ،‬التقرير النهائي‪ 0‬مشروع دراسة الشفق (المرحلة األولى)‪ ،‬مدينة الملك‬
‫عبدالعزيز للعلوم والتقنية – معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء – قسم الفلك‪ ،‬الرياض‪ ،‬المملكة العربية والسعودية‪2‬‬

‫‪ 39‬جمعية إسنا تعتمد زوايا جديدة للفجر والعشاء‪:‬‬


‫‪www.icoproject.org/%D8%AC%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A5%D8%B3%D9%86%D8%A7-‬‬
‫‪%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%AF-‬‬
‫‪%D8%B2%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7-‬‬
‫‪%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-‬‬
‫‪%D9%84%D9%84%D8%AC%D8%B1-‬‬
‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%A7%D8%A1_ad-id!81.ks‬‬

‫‪42‬‬

You might also like