Professional Documents
Culture Documents
عندما تضربك الحياة بقوة ترجمة عمرو محمد
عندما تضربك الحياة بقوة ترجمة عمرو محمد
فقط
ومسارا قويًا
ً "سيكون هذا الكتاب رفي ًقا حيويًا ألي شخص يعاني من آالم الخسارة .إنه يوفر األمل
قائ ًما على األدلة عبر مصاعب الحياة .يكتب روس هاريس من القلب بتوازن رائع بين الحكمة
والوداعة ،ويترجم العمليات الرئيسية من أحدث العلوم السلوكية إلى اللغة اليومية واألدوات العملية.
ستتعلم كيف تتقبل ألمك بشجاعة ورحمة ،وكيف تعيش بشكل جيد وتزدهر في مواجهة الشدائد .ال
يمكنني أن أوصي بهذا الكتاب بدرجة كافية و سأشجع عمالئي وأقاربي وأصدقائي للحصول على
نسخة ".
مايك سينكلير ،DPSych ،والمدير السريري في City Psychology
، Groupومؤلف مشارك في "اليقظة لألشخاص المشغولين" ،و The
، Little ACT Workbookو The Little Depression Workbook
،و The Little Anxiety Workbook
"روس هاريس هو خبير في مساعدتنا في تطبيق القوة التي تغير الحياة من العالج بالتقبل
وااللتزام ( )ACTفي حياتنا اليومية ،و When Life Hits Hardليست استثنا ًء.
يرشدنا هذا الكتاب الواضح والمكتوب جيدًا وفي الوقت المناسب بلطف إلى فهم عميق
لكيفية العمل بفعالية مع أصعب تجارب الحياة .الكثير منا يكافح اآلن .سيساعدك هذا الكتاب
المليء بالتفسيرات الواضحة والنقوش القصيرة من العالم الواقعي واالقتراحات البراغماتية
".
—رسيل كولتس ،دكتوراه ،أستاذ في جامعة شرق واشنطن ،ومؤلف كتاب CFT
Made Simple and The Compassionate-Mind Guide to
Managing Your Anger
"هذا الكتاب جوهرة حقيقية .ال يقتصر األمر على كونه مليئًا باالقتراحات العملية التي يمكن
التعامل معها حول كيفية التعامل مع األزمات والخسارة والحزن ؛ يأخذك خالل رحلة سهلة
ضا .اقرأ هذا
القراءة ،وفي بعض األحيان شخصية للغاية ،ومتواضعة ،ورحيمة ،ومحبّة أي ً
الكتاب .سوف تحتاج إليها عندما تضرب الحياة بشدة ".
—ريكي كيلجاردوطبيب نفساني ومؤلف ومدرب ACT
عندما يكون Life Hits Hardكتابًا رائعًا للعمالء واألطباء على ح ٍد سواء .ينقل صوت
كتابات هاريس التعاطف العميق والتعاطف مع األلم والمعاناة العالميين اللذين يصاحبان
وصبورا وعملية للمساعدة في توجيه القارئ في أي
ً كونك إنسانًا ،ويوفر أدوات بسيطة
رحلة صعبة قد يسافر بها ".
—سوزان إم ماكوري ،دكتوراه ،مؤلف كتاب عندما يعاني أحد أفراد األسرة
من الخرف ،وأستاذ باحث في كلية التمريض بجامعة واشنطن
"شخصيًا وعمليًا ،تقدم شركة When Life Hits Hardإستراتيجيات ملموسة قائمة
على العلم لمساعدتك على اإلبحار في أكثر المياه اضطرابًا في الحياة -وتقوم بذلك بطريقة
يسهل الوصول إليها وصدقها .قراءته مثل الحصول على نصيحة من صديقك األكثر حكمة
ضا على درجة الدكتوراه في التعامل مع وتواضعًا إذا صادف أن هذا الصديق حصل أي ً
الحزن والخسارة .في حين أنه ال يوجد شيء يمكن أن يعدنا لخسائر الحياة األكثر إيال ًما
وأحداث تحطيم الهوية ،إال أن هناك أشياء يمكن أن تساعدنا في إرشادنا خالل ما بعد ذلك
-وهذا الكتاب هو بالتأكيد أحدها ".
—جينا ليجون ،دكتوراهوعالمة نفسية مرخصة وأعضاء هيئة تدريس
منتسبين في جامعة أوريغون للصحة والعلوم ومؤلف مشارك لقيم العالج
"من الصعب إيصال األفكار المعقدة بطريقة يسهل على الناس فهمها واالرتباط بها .إنه
صعب بشكل خاص عند معالجة موضوع مهم مثل الحزن والخسارة .روس هاريس هو
مؤلف يمتلك هذه القدرة في البستوني ،ويغطي كيفية إدارة بعض أكثر التجارب إيال ًما التي
يمكن أن نمر بها بأسلوبه المعتاد الذي يسهل الوصول إليه .هذا الكتاب صادق بشكل منعش
ويثبت صحة ألم الخسارة ،فضالً عن كونه مفيدًا جدًا في تقديم مجموعة من األدوات القائمة
على األدلة لرسم طريق للتغلب على هذا األلم ".
—ريتشارد بينيت ،ClinPsyD ،أخصائية نفسية إكلينيكية ،ومحاضرة في مركز علم
النفس التطبيقي بجامعة برمنغهام ،ومؤلفة مشاركة للقبول وااللتزام
عالج نفسي وكتاب اليقظة وبالتقبل لتقدير الذات
"عندما تضرب الحياة بقوة هو مورد حيوي -كتاب عملي ألولئك الذين يرغبون في إعادة بناء
حياة ذات معنى بعد خسارة مدمرة ،ينيرها صوت روس الدافئ والودي .أوالً ،سوف يوضح
لك روس كيف تتعلم تدريجيا ً كيفية التعامل مع الخسارة بشكل أكثر فاعلية بطريقة فعالة بقدر
ما هي غير بديهية :التخلص من األفكار غير المفيدة وإفساح المجال اللطيف للمشاعر المؤلمة.
بعد ذلك ،سيوضح لك روس كيفية إعادة بناء حياة قيمة -حياة أكثر ثرا ًء في العمق والمعنى
-والتي تقف كنصب تذكاري حي لما هو أكثر أهمية لك ولحياتك" .
—بنجامين شويندورف ،ماجستير ،ماجستير ،مدير معهد علم النفس السياقي في
مونتلاير ،كيو سي ،كندا ؛ محرر مشارك في ACT Matrix؛ وشارك في تأليف
كتاب دليل ممارس ACTلعلم التراحم
مالحظة الناشر
تم تصميم هذا المنشور لتوفير معلومات دقيقة وموثوق بها فيما يتعلق بالموضوع الذي يتم تناوله .يتم بيعها على أساس أن الناشر ال
يشارك في تقديم خدمات نفسية أو مالية أو قانونية أو غيرها من الخدمات المهنية .إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة خبير أو مشورة ،
فيجب طلب خدمات متخصص مختص.
تُعد NEW HARBINGER PUBLICATIONSعالمة تجارية مسجلة لشركة New Harbinger
Publications، Inc.
وزعت في كندا من قبل Raincoast Books
حقوق النشر © 2021بواسطة Russ Harris
منشورات New Harbinger ، Inc.
5674شارع شاتوك
أوكالند ،كاليفورنيا 94609
www.newharbinger.com
تصميم الغالف :إيمي شوب
استحوذت عليها Tesilya Hanauer
حرره جان بلومكويست
كل الحقوق محفوظة
المالحق
.Aتحييد
.Bيقظة التنفس
.Cتحديد األهداف
موارد
شكر وتقدير
الجزء األول:
أعد التجميع
1.
ال شيء يعدنا لتلك الخسائر الفادحة والمؤلمة التي مزقت عالمنا :موت أحد األحباء ؛ فقدان صحتنا واستقاللنا
من خالل المرض أو اإلصابة ؛ فقدان العالقة الحميمة من خالل الطالق أو االنفصال أو االنفصال ؛ فقدان
الوظيفة ومعها المكانة والثروة .وهناك فقدان لألمان أو الثقة أو الرفاهية يتبع عادة ً خسارتنا األساسية .في بعض
األحيان نتعرض لخسائر عديدة في وقت واحد ،خاصةً عندما نواجه أحداثًا محطمة للحياة مثل الجرائم العنيفة
،والحوادث الغريبة ،والموت غير المتوقع ،واإلفالس ،والحرب ،والحرائق ،والفيضانات ،والزالزل ،
واألوبئة ،وما إلى ذلك .كلنا نخشى مثل هذه الخسائر ونحاول تجنبها ،لكن عاجالً أم آجالً ،إذا عشنا طويالً
بما يكفي ،فإننا جميعًا نحصل عليها.
وهناك شيء واحد مؤكد :كلما زادت الخسارة ،زاد ألمنا .اعتمادًا على طبيعة ومدى خسارتنا ،
قد نشعر بالصدمة أو الحزن أو الغضب أو الخوف أو القلق أو الرهبة أو الذنب أو الخزي -وربما حتى
الكراهية أو اليأس أو االشمئزاز .في بعض األحيان يكون األلم شديدًا جدًا ،وال يطاق ،لدرجة أن
نظامنا العصبي يتولى زمام األمور ،ويطفئ مشاعرنا ،ويتركنا نشعر بالخدر ،أو الفراغ ،أو الموت
من الداخل.
غالبًا ما نتعافى بسرعة إلى حد ما من الخسائر الطفيفة ،لكن الخسارة الكبيرة عادة ما تؤدي إلى أزمة:
وقت من الصعوبة الشديدة وعدم اليقين عندما نتعامل مع شيء فظيع ال نملك سوى القليل من السيطرة عليه.
(هذا على األرجح مع تلك األحداث التي تدمر الحياة وتدمر الروح والتي يشير إليها علماء النفس باسم
"الصدمة") .في نفس الوقت ،أو بعد ذلك بوقت قصير ،يأتي الحزن .خالفا لالعتقاد السائد ،فإن الحزن ليس
حزنا .إنه ليس عاطفة على اإلطالق .الحزن هو عملية نفسية للرد على أي خسارة كبيرة .عندما نحزن ،قد
نشعر بالعواطف التي تتراوح من الحزن والقلق إلى الغضب والشعور بالذنب ،باإلضافة إلى ردود الفعل
الجسدية مثل اضطراب النوم والتعب والخمول والالمباالة وتغيرات الشهية.
مراحل الحزن الخمس
وصفت الدكتورة إليزابيث كوبلر روس مراحل الحزن على أنها إنكار وغضب ومساومة واكتئاب وقبول .على
الرغم من أنها كانت تشير إلى الموت والم وت ،إال أن هاتين المرحلتين تنطبقان على جميع أنواع الخسارة .هذه
المراحل ليست منفصلة ومحددة جيدًا ،ومعظم الناس ال يختبرونها جمي ًعا ،وال تحدث بترتيب ثابت .تميل إلى المد
والجزر واالندماج مع بعضها البعض ،وغالبًا ما يبدو أنها تنتهي ولكن بعد ذلك تبدأ من جديد .مهما كانت خسارتك
،سوف تمر على األقل ببعض هذه المراحل ،لذلك دعونا نناقشها بإيجاز.
إنكار يشير إلى الرفض الواعي أو الالواعي أو عدم القدرة على االعتراف بحقيقة الموقف.
قد يتجلى هذا في عدم الرغبة في التحدث أو التفكير في األمر ،أو التظاهر بأنه ال يحدث ،أو
الشعور بالخدر أو "االنغالق" ،أو تجربة إحساس منتشر بعدم الواقعية -الشعور وكأنه مجرد حلم
سيء.
وكثيرا ما يزور
ً في مرحلة الغضب ،قد تغضب من نفسك أو من اآلخرين أو من الحياة نفسها.
أقرباء الغضب -االستياء ،أو السخط ،أو الغضب ،أو الغضب ،أو الشعور القوي بالظلم أو الظلم -
.
مساومة يعني محاولة عقد صفقات تغير الواقع -على سبيل المثال ،مطالبة هللا بتأجيل التنفيذ
أو مطالبة الجراح بضمان نجاح العملية .غالبًا ما يتضمن التفكير بالتمني والتخيل بشأن الحقائق
البديلة" :لو حدث هذا فقط" أو "إذا لم يحدث ذلك فقط".
ال تشير مرحلة االكتئاب إلى االضطراب السريري الشائع المعروف باالكتئاب .بدالً من ذلك
،يشير إلى مشاعر الحزن واألسى والندم والخوف والقلق وعدم اليقين ،وهي ردود فعل بشرية
طبيعية على خسارة كبيرة.
أخيرا ،تشير مرحلة بالتقبل إلى صنع السالم مع واقعنا الجديد بدالً من الصراع معه أو تجنبه. ً
هذا يحررنا الستثمار طاقتنا في إعادة بناء حياتنا تدريجياً.
كان وجه ناتالي شاحبًا مثل قمر الشتاء .تنهمرت الدموع على خديها وتناثرت على بلوزتها ،وارتجف
جسدها كله وهي تبكي .قبل عشرة أيام ،أصيب ابنها المراهق بالضرب وقتل على الفور من قبل سائق
صدم وهرب .ولم تجد الشرطة الجاني بعد .بكت ناتالي" :لقد تحطم قلبي إلى مليون قطعة"" .ماذا
بإمكاني أن أفعل؟ ماذا بإمكاني أن أفعل؟" ظلت تقول" .أنا ال أعرف ما يجب القيام به".
كلمات طيبة
عندما تضرب الحياة بشدة وتتركك تترنح ،ما الذي تريده أكثر من أولئك المقربين إليك؟ يرغب معظمنا في
معرفة وجود شخص ما من أجلنا -شخص يهتم بنا حقًا ،ويأخذ وقتًا لفهمنا ،ويعترف بألمنا ويقدر مدى سوء
عا أو نتظاهر
معاناتنا ؛ من يسمح لنا بمشاركة مشاعرنا الحقيقية دون أن يتوقع منا أن نبتهج أو نظهر وج ًها شجا ً
بأن كل شيء على ما يرام ؛ من يدعمنا ويعاملنا بلطف ويعرض المساعدة ؛ الذين يوضحون من خالل أفعالهم
أننا لسنا وحدنا .لذا ،إذا كنا نرغب في أن يعاملنا اآلخرون بعناية وتفهم ولطف ،فلماذا يعامل معظمنا أنفسنا
بشكل سيء؟
نحن بحاجة إلى كل اللطف الذي يمكننا الحصول عليه ،لكننا غالبًا ما نجد صعوبة في الوصول إليه.
لماذا ا؟ ألن عقولنا تميل بشكل طبيعي إلى الحكم علينا وانتقادنا وضربنا ؛ لنخرج عصا غليظة ونضربنا ؛
لركلنا عندما نكون محبطين بالفعل .قد تخبرنا عقولنا أننا لسنا أقوياء بما فيه الكفاية ،يجب أن نتعامل مع
األمور بشكل أفضل ،أو أن اآلخرين أسوأ بكثير مما نحن عليه ،لذلك ليس لدينا ما نشكو منه .قد يطلبون
مثيرا للشفقة .في بعض
ً منا السيطرة على أنفسنا ،أو التخلص من أنفسنا ،أو التوقف عن كوننا ضعيفًا أو
األحيان قد تقول عقولنا أننا مسؤولون عن خسارتنا.
عندما يموت شخص نحبه ،قد يلومنا العقل على عدم حبه بما فيه الكفاية ،أو عدم وجوده بما يكفي
،أو عدم إخباره بما يكفي كم أحببناه ،وأحيانًا حتى لعدم منع موته (شائع بشكل خاص في حاالت االنتحار)
! ألقى أحد العمالء باللوم على نفسه في النجاة من حادث تحطم طائرة .أخبره عقله أنه ليس من العدل أن
ينجو من وفاة اثني عشر راكبًا -وأنه ال يستحق أن يعيش( .يُعرف هذا باسم "ذنب الناجية") .وألقت زبون
أخرى باللوم على نفسها في مرض انفصام الشخصية لدى ابنها" :لقد كان خطأي ؛ أعطيته جينات سيئة ".
حتى لو لم تهاجمنا شخصيًا ،فالعقل غالبًا ما يكون قاسيًا وباردًا وغير مكترث :إنه يسحق أرواحنا
،ويخبرنا أننا ال نستطيع التأقلم ،وأن الحياة ال تستحق أن نعيشها ،وعلينا أن نتوقف عن الشكوى واألنين
والشكوى -أو ذلك
قد تثير مخاوف رهيبة بشأن ما سيأتي .كما أواصل القول ،هذا طبيعي ،لكنه ليس مفيدًا بشكل
خاص .إذن ما هو البديل؟
الهبي القرف!
تجهم أنطونيو .شرطي ضخم مقيّد العضالت ،عقد ذراعيه بقوة عبر صدره" .ال تعطيني هذا الهراء!"
هدر .كانت زوجة أنطونيو ،كاثي ،قد دفعته لرؤيتي واستاء منها .قبل عدة أسابيع ،ماتت صوفيا الطفلة
أنطونيو من متالزمة موت الرضيع المفاجئ ( .)SIDSتعرض هو وكاثي للدمار ،لكن كالهما كانا
يتعامالن مع حزنهما بشكل مختلف.
كانت كاثي تقوم بالعديد من األشياء التي ناقشناها في الفصل الثاني :التواصل مع األصدقاء
والعائلة ،والتعبير عن مشاعرها ،والسماح لنفسها بالبكاء (أحيانًا لساعات متتالية) ،واالعتناء
بنفسها في الغالب .في تناقض صارخ ،كان أنطونيو يعزل نفسه عن الجميع تقريبًا ويقضي كل
مساء أمام التلفزيون ،ويقول القليل ولكن يشرب بكثرة .كلما حاولت كاثي التحدث معه عن خسارتهم
،وجع قلبهم ،ومعاناتهم ،كان أنطونيو يغضب ويغلقها.
على الرغم من استيائه من رؤيتي ،اهتم أنطونيو بشدة بكاثي وأراد تحسين األمور .وسرعان
ما أدرك أن سلوكه كان إلى حد كبير محاولة للهروب من األلم .كان يحب عمله ،وأثناء النهار ألقى
بنفسه فيه ونسي خسارته في الغالب .لكن ليس في المنزل .كل شيء ذكره بالطفل صوفيا ،وخاصة
زوجته .وبتلك التذكيرات جاء األلم وكأنه لم يعرفه من قبل .الشرب ،ورفض الحديث ،والتقسيم
إلى مناطق أمام التلفزيون :هذه السلوكيات أعطته بعض الراحة من هذا األلم الرهيب -ولكن بتكلفة
باهظة لعالقته بزوجته.
قال "أنا أحمق سخيف"" .يجب أن أكون هناك من أجلها ،لكنني لست كذلك .إنه فقط ،إنه
ضا ...آه ،أنا ضعيف جدًا .أنا مثير
ضا ،إنه أي ً
فقط ...أنا فقط ال أريد التفكير في األمر .إنه أي ً
للشفقة".
قلت" :أنت جيد في ضرب نفسك".
"نعم ،حسنًا ،أنا أستحق ذلك ،أليس كذلك؟"
"وهل كل هذا الضرب على نفسك يساعدك على التعامل مع الموقف؟"
"ما رأيك؟" سأل بسخرية" .بالطبع األمر ليس سخيفًا".
"نظرا ألنه ال يساعد ح ًقا ،هل أنت منفتح لتجربة شيء مختلف؟"
ً "لذا "،قلت ،
نظر أنطونيو إلي بارتياب" .مثل ماذا؟" "مثل أن تكون لطيفًا مع
نفسك"" .ال تعطيني هذا الهراء!" هدر.
كان رد فعل أنطونيو شائعًا .كثير من الناس يقاومون في البداية فكرة اللطف مع الذات" .ما
هو الهبيش عن ذلك؟" انا سألت.
قال "أنا أعرف ما الذي تنوي فعله"" .كاثي كانت تدق حول هذا األمر أليام ،ما هذا؟ -
التعاطف مع الذات .ستحاول بجدية بيع هذا الهراء لي؟ "
أخذت نفسا عميقا" .إذا طرحت عليك سؤاالً ،هل ستعطيني إجابة صادقة؟"
هز كتفيه" .بالتأكيد".
"تمام .لنفترض أنك تسافر مع صديق .إنها رحلة صعبة وخطيرة ،وكل أنواع األشياء الفظيعة
مستمرة في الحدوث .أنت تكافح حقًا لالستمرار ".
تحرك أنطونيو في كرسيه بشكل غير مريح.
واصلت " ،اآلن ،بينما تستمر في الرحلة ،ما نوع الصديق الذي تريده معك -صديق يقول
"،آه ،اخرس! توقف عن النحيب .توقف عن كونك جبانا ً امتصها واستمر في ذلك ،أيها المخنث
الكبير! '؟ أم تريد صديقًا يقول " ،هذا حقًا هراء .لكن مهال ،نحن في هذا معًا .أنا أؤيدك ،وأنا معك
في كل خطوة على الطريق" .
تطهير أنطونيو حلقه .قال "حسنًا ،من الواضح أنه الثاني".
"إذن ما نوع الصديق الذي تتعامل معه مع نفسك؟" انا سألت" .هل أنت مثل األول أم الثاني؟"
ما هو التعاطف مع الذات؟
هناك العديد من التعريفات للتعاطف مع الذات ،وكلها تتلخص في هذا :االعتراف بألمك ،واالستجابة
بلطف .تلخص هذه الكلمات الست البسيطة ثروة من الحكمة .التعاطف مع الذات يعني إدراك أنك تتألم
ثم القيام بشيء لطيف ورعاية ودعم للمساعدة في تخفيف معاناتك.
إذا تمكنا من تعلم كيفية التعامل مع أنفسنا بلطف ،فسنكون أفضل بكثير في التعامل مع آالمنا
والتعامل مع كل تلك المشاكل التي ألقتها الحياة علينا .ومع ذلك ،يتجاهل الكثير من الناس في البداية
التعاطف مع الذات .قد يظنون أنها منمقة ،أو خرافية ،أو عصر جديد ،أو هيبيش ،أو حساسة.
يراها البعض على أنها قابلة لالضطراب النفسي دون أي صحة علمية .يرى آخرون أنها ممارسة
دينية .قد يراه الرجال على أنه "مخنث" أو "غير رجولي" .وبغض النظر عن الجنس ،يرى كثير
من الناس أنه "ضعيف" أو "ناعم" أو "ال يتعامل حقًا مع مشاكلك".
لكن أيا من هذه االنتقادات ليست صحيحة .نعم ،هناك ممارسات دينية للتعاطف مع الذات ،وعلى مر
السنين ،غالبًا ما تم الترويج لمزايا التعاطف مع الذات من قبل الهيبيين و أتباع العصر الجديد .لكن الزمن
يتغير .إن التع اطف مع الذات يقع اآلن بقوة في مجال العلوم الغربية .بحث العديد من العلماء المحترمين عن
فوائد التعاطف مع الذات (بدون أي عنصر ديني) ووجدوا أنه مفيد في مجموعة واسعة من المشاكل ،من القلق
واالكتئاب إلى الحزن والصدمات.
ال يوجد شيء ضعيف أو غير رجولي في التعامل بلطف مع صديق يعاني من ألم شديد ،لذا أال
ينبغي أن يكون األمر نفسه صحي ًحا عندما نكون لطفاء مع أنفسنا؟ ويخبرنا البحث أن التعاطف مع الذات
يساعدنا في الواقع على التعامل مع مشاكلنا ؛ إنها تساعدنا على إعادة التجميع وإعادة الشحن حتى يكون
لدينا الدافع والطاقة التخاذ إجراءات فعالة.
أحيا ًنا يخلط الناس بين التعاطف الذاتي والشفقة على الذات" .ما فائدة الشعور باألسف على
نفسك؟" هم يسألون .لكن الشفقة على الذات هي نقيض التعاطف مع الذات ؛ إنه امتصاص مفرط
لمشاكلك الخاصة ،واالنغماس فيها دون أن تفعل أي شيء لمساعدة نفسك .هذا بعيد كل البعد عن
استراتيجيات التعاطف مع الذات الموجزة التي ستتعلمها في هذا الكتاب ،حيث تعترف سريعًا بألمك
(بدون شفقة ،بدون ترنح) وتفعل شيئًا عمليًا لتخفيفه.
لدي العديد من العمالء الذين عارضوا التعاطف مع الذات ،قائلين " ،ليس لدي وقت لهذا ؛ ال بد لي من
رعاية عائلتي " .أسألهم " ،هل سبق لك أن سافرت على متن طائرة؟ تذكر التحذير الذي قدموه لك :ضع دائ ًما
قناع األكسجين الخاص بك أوالً قبل تقديم المساعدة لآلخرين؟ هذا ألنه إذا لم ترتدي قناعك في غضون ثالثين
ثانية تقريبًا ،فسوف تفقد الوعي ،وبعد ذلك ال يمكنك مساعدة أي شخص .لذا فكر في التعاطف مع الذات على
أنه ارتداء قناع األكسجين حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل والعناية باآلخرين أيضًا " .في بعض األحيان ،
يسيء الناس الفهم ويعتقدون أن التعاطف مع الذات يعني "االستسالم" أو "عدم التعامل مع مشاكلك" .في الواقع
،يساعدك التعاطف مع الذات على االستمرار بدالً من االستسالم ،ويمنحك القوة للتعامل مع مشاكلك بالفعل.
يقاوم بعض الناس التعاطف مع الذات ألنهم يعتقدون أنها أنانية أو منغمسة في الذات .ولكن إذا كان
أفضل صديق لك يعاني من خالل رقعة صعبة حقًا ،ألن تدعم وتساعد صديقك من خالله؟ وإذا قبلوا مساعدتك
ولطفك ،فهل ستحكم عليهم بأنهم متسامحون مع أنفسهم أو أنانيون؟ بالطبع لن تفعل .ولم االزدواجية في
المعايير؟ إذا كان صديقك يستحق اللطف واالهتمام في وقت الحاجة ،فأنت كذلك.
اآلن الحظ ما يقوله عقلك عن ذلك .هل توافق أم هي احتجاج ،ال ،أنت ال تستحقها !؟ إذا كان
هذا هو األخير ،يرجى العلم أن لدينا نس ًخا مختلفة من قصة "أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية" ،وهذا
االختالف -أنا ال أستحق اللطف ،وال أستحق اللطف -شائع للغاية .في وقت الحق ،سوف نتعلم كيفية
التعامل مع القصص "ليست جيدة بما فيه الكفاية" ،ولكن في الوقت الحالي ،يرجى ببساطة االعتراف
بهذه الفكرة .قل لنفسك ،حسنًا ،ها هو عقلي يضربني وينتقدني ويخبرني أنني ال أستحق هذا .بعد ذلك
،دع عقلك يقول ما يشاء .ال تجادل معه ،ألنك بالتأكيد لن تفوز .فقط دع عقلك يقوم بـ ""schtick
أثناء قيامك بالتمارين الحقًا في هذا الفصل.
االعتراف بألمك
قال أنطونيو" :حسنًا ،فهمت وجهة نظرك"" .لكنني ال أعتقد أنني أستطيع فعل هذا النوع من األشياء.
بصفتك شرطيًا ،تتعلم التملص من األمر ".
أومأت" .نعم ،إعدادك االفتراضي هو مثل الصديق األول ":امتص األمر ،استمر في
األمر ،توقف عن النحيب ،ال أحد يهتم! "
أومأ أنطونيو برأسه" .هذا الى حد كبير ذلك".
"ولكن إذا ماتت ابنة صديقك المفضل ،فهذا ليس ما ستقوله له ،أليس كذلك؟"
"ال بالطبع أل!"
"ماذا ستقول له؟"
"آه ،يسوع! لن يكون لدي أي فكرة! "
"حسنًا ،فقط فكر في األمر .عادة عندما يشعر الناس بألم شديد ،فإنهم يريدون سماع شيئين:
(" )1أستطيع أن أرى أنك تتألم" ؛ (" )2أنا هنا من أجلك ".فكيف تقول ذلك بكلماتك الخاصة؟ "
فكر أنطونيو للحظة ،ثم قال بهدوء " ،أعتقد أنني سأقول "،هذا حقًا هراء يا رجل .إنه األسوأ
على اإلطالق .ال ينبغي أن يحدث ذلك ألي شخص .ال سيما أنت .أنا هنا من أجلك ...كل ما تحتاجه
" ...في هذه المرحلة ،تكسر صوته .اختفى قناع الشرطي القاسي ،وانهمرت الدموع في عينيه.
مثل كثيرين منا ،عرف أنطونيو كيف يتعاطف مع اآلخرين لكنه كافح من أجل التعاطف مع نفسه.
إذا كنت ال ترتبط بهذا الصراع ،فأنت محظوظ جدًا .سأفترض أن معظم القراء -مثلي عندما علمت بها
ألول مرة -سيجدون التعاطف مع الذات صعبًا للغاية ،لذلك سأقدمه في خطوات صغيرة .والخطوة األولى
هي ببساطة االعتراف بألمنا -ألن الخسائر مؤلمة .كانوا يؤلمون كثيرا .ونريد بشدة أن يتوقف هذا األلم ،
لكن في كثير من األحيان ،ال يحدث ذلك.
يحتوي الحديث اللطيف مع النفس على عنصرين رئيسيين ،يمكنك أن ترى فيهما
خطاب أنطونيو المتخيل:
.1نعترف بألمك
.2رد بلطف
اعترف بألمك
توقف لحظة لمالحظة أي مشاعر صعبة موجودة في الوقت الحالي وصنفها :الغضب والحزن والقلق
والوحدة وما إلى ذلك.
وبعد ذلك ،ببطء شديد ،باستخدام صوت داخلي هادئ ولطيف ومسالم ،اعترف بذلك :أالحظ
...أو هنا….
سا بطيئًا ولطيفًا ،داخل وخارج.
توقف اآلن للحظة ،وخذ نف ً
واآلن ،جرب هذا مرة أخرى.
ببطء شديد ،بصوت داخلي هادئ ولطيف ومسالم ،اعترف بذلك:
أالحظ ...أو هنا….
اذا ماذا حصل؟ إذا لم يحدث أي شيء ،أو إذا تسببت في أفكار ومشاعر صعبة ،فهذه ليست مشكلة
؛ أنا واثق من أن هذا سيتغير أثناء العمل من خالل الكتاب .في الوقت الحالي ،اعترف فقط أنه في هذه
المرحلة الزمنية ،هذا النوع من الحديث الذاتي اللطيف ال يناسبك .الخبر السار هو أن هناك العديد من
الطرق األخرى لتعامل نفسك بلطف .على سبيل المثال ،ضع في اعتبارك أعمال الرعاية الذاتية التي
ناقشناها في الفصل .2إذا قمت بهذه األشياء على طيار آلي ،أو بدافع االلتزام ألن عقلك يقول ،عليك
القيام بذلك ؛ عليك أن تعتني بنفسك ،فهي ال تزال مفيدة ،لكن من غير المرجح أن تمنحك هذا الشعور
بالطيبة مع نفسك .ومع ذلك ،يمكنك تغيير ذلك .استمر في فعلها ولكن ،أثناء قيامك بها ،انظر ما إذا كان
بإمكانك "رش" شعور بالدفء الحقيقي واالهتمام( .قد ال تتمكن من القيام بذلك ،ولكن جربه ) .وبالمثل ،
في الفصول القليلة التالية ،ستتعلم عددًا من المهارات للتعامل مع األلم بشكل مختلف وتقليل تأثيره .في كل
مرة تقوم بتطبيق هذه المهارات للتخفيف من معاناتك هو عمل طيب في حد ذاته.
من ناحية أخرى ،ربما ساعدك هذا التمرين في االستفادة من اإلحساس بالطيبة الذاتية .حتى
لو كان لديك بصيص صغير منه ،فهذه بداية جيدة ؛ التعاطف مع الذات هو مهارة ،ومثل أي مهارة
،فإنه يتحسن بالممارسة .لذا ،يرجى التالعب في حديثك اللطيف مع نفسك حتى تجد عبارة يتردد
صداها معك ،ثم كررها لنفسك طوال اليوم ،خاصة في تلك اللحظات التي تكون فيها الحياة مؤلمة
للغاية .الحظ كيف يكون األمر عندما تتجه نحو نفسك بلطف حقيقي ،وقدر هذا اإلحساس بمصادقة
نفسك .عندما تضربك الحياة بشدة ،فإن اللطف الذاتي هو أعظم حليف لك.
4.
إسقاط النضال
كان باستطاعة شانتي بالكاد النظر إلي .كان صوتها هادئًا ومبلالً باليأس" :أريد فقط أن أتوقف عن الشعور بهذه
الطريقة!" قد تتذكر شانتي من الفصل .2كان زوجها ،رافي ،على عالقة مع أقرب أصدقاء شانتي ألكثر من
عامين .عندما اكتشفت شانتي األمر ،تركها رافي وهرب مع صديقتها .العار ،والغضب ،والخيانة ،والظلم
،والوحدة ،والحزن ،والقلق -استمرت هذه المشاعر وغيرها في الظهور .بالطبع أراد شانتي "التوقف عن
الشعور بهذه الطريقة" .ال أحد منا يحب األلم ؛ كلنا نريده ذهب .لكن ما مقدار السيطرة التي نمتلكها حقًا على
مشاعرنا؟
كرضع وأطفال صغار وأطفال صغار ،تتحكم عواطفنا إلى حد كبير .الخوف والغضب والحزن
والشعور بالذنب واإلحباط والقلق :هذه المشاعر والعديد من المشاعر األخرى تدفع األطفال كما لو كانوا
روبوتات يتم التحكم فيها عن بعد .إذا ظهر الغضب ،فإنهم يصرخون ،أو يصرخون ،أو ينتقدون ،
أو يطأنون بأقدامهم .إذا ظهر الخوف ،يختبئون أو يبكون أو يهربون .إذا ظهر الحزن أو خيبة األمل
،فإنهم يبكون أو يبكون.
لحسن الحظ ،نحن كبالغين أقل تحك ًما في مشاعرنا ،وهذا شيء جيد .سنواجه مشكلة كبيرة إذا
كانت مشاعرنا تسيطر علينا .تخيل ما إذا كان الخوف والغضب والحزن والشعور بالذنب يدفعك إلى
األمام كما كان يحدث عندما كنت طفالً .ما مدى صعوبة الحياة بالنسبة لك؟
ومع ذلك ،في بعض األحيان ،تدفعنا عواطفنا جميعًا .قد نفقد أعصابنا ،أو ننجرف في
مخاوفنا ،أو نجد أنفسنا غارقة في الحزن ،أو يسحقنا الشعور بالذنب ،أو ندخل في نوبة من
الغضب األعمى .لكن لحسن الحظ ،بالنسبة لمعظم الناس ،يحدث هذا أقل بكثير مما حدث في
الطفولة .لماذا ا؟ ألننا مع تقدمنا في السن تعلمنا طرقًا مختلفة للتحكم في مشاعرنا.
على سبيل المثال ،تعلمنا أن نلهي أنفسنا عن المشاعر غير السارة عن طريق الطعام أو الموسيقى
أو التلفزيون أو الكتب أو األلعاب .ومع تقدمنا في السن ،تضاعفت عوامل اإللهاء المحتملة :التمرين ،
والعمل ،والدراسة ،والهوايات ،والدين ،وألعاب الكمبيوتر ،والبريد اإللكتروني ،والقمار ،والجنس ،
والمواد اإلباحية ،والموسيقى ،والرياضة ،والمخدرات ،
ضا الهروب من المشاعر غيرالكحول والبستنة ومشي الكلب والطبخ والرقص وغيرها .تعلمنا أي ً
السارة من خالل تجنب المواقف التي من المرجح أن تحدث فيها ؛ بمعنى آخر ،سننسحب أو نبتعد
عن األشخاص أو األماكن أو األنشطة أو المهام التي وجدناها صعبة أو صعبة.
لقد طورنا استراتيجيات تفكير يمكن أن تعطينا بعض الراحة من األلم العاطفي .يمتلك معظمنا ثروة من
هذه االستراتيجيات ،مثل هذه:
آخرا ،اكتشفنا جمي ًعا أن وضع مواد في أجسامنا -سواء كانت شوكوالتة ،أو
وأخيرا وليس ً
ً
آيس كريم ،أو بيتزا ،أو سكر ،أو شاي ،أو قهوة ،أو أسبرين ،أو كحول ،أو تبغ ،أو عقاقير
ترفيهية ،أو عالجات عشبية ،أو أدوية موصوفة -غالبًا ما يعطي راحة قصيرة المدى من المشاعر
المؤلمة.
لكن حتى مع كل هذه الطرق الذكية للسيطرة على مشاعرنا ،ما زلنا نعاني نفسيا .فكر في
أسعد يوم في حياتك :إلى متى استمرت هذه المشاعر السعيدة والمبهجة قبل ظهور بعض القلق أو
اإلحباط أو خيبة األمل أو االنزعاج؟ لم يمض وقت طويل ،أليس كذلك؟ وهذا في أسعد يوم في
حياتك! لذلك عندما تضرب الحياة بشدة ،تفشل معظم استراتيجيات التحكم في المشاعر هذه فشالً
ذريعاً.
ومع ذلك ،فإن عيش حياة بشرية كاملة هو تجربة مجموعة كاملة من المشاعر اإلنسانية -
وليس فقط تلك التي "تشعر بالرضا" .تتغير مشاعرنا مثل الطقس -أحيانًا يكون لطيفًا وأحيانًا غير
مريح للغاية .وماذا سيحدث إذا اعتقدنا أنه يجب أن يكون لدينا طقس جيد كل يوم؟ إذا كان هذا هو
موقفنا ،فكم سنكافح مع الواقع؟ إلى أي مدى ستتقلص حياتنا إذا قلنا ألنفسنا ،ال يمكنني فعل ما
يهمني حقًا ،أو أن أكون الشخص الذي أريد أن أكونه ،إال إذا كان الطقس جيدًا؟
الحديث عن الطقس بهذه الطريقة يبدو سخيفًا .نحن نعلم أننا ال نستطيع التحكم في الطقس ،لذلك ال
نحاول حتى ذلك .نحن نتكيف مع ما نقوم به ونرتديه مع الظروف الجوية .ولكن مع المشاعر ،يفعل معظمنا
العكس -نحاول جاهدًا السيطرة عليها! هذا طبيعي جدا .ألننا نريد أن نشعر بالرضا ،وليس بالسوء ،فإننا
نحاول التخلص من مشاعرنا غير المرغوب فيها من خالل إصالحات سريعة مثل تلك المذكورة أعاله.
وبالطبع ،فإن معظم هذه األشياء تقلل األلم بشكل جيد في بعض األحيان -ولكن إلى متى؟ بضع دقائق؟
ربما بضع ساعات إذا كنا محظوظين؟
أثناء رحلتنا في الحياة ،نشعر جمي ًعا بمشاعر شديدة وغير مريحة ال يمكننا إيقافها ببساطة بضغطة
زر .وقد اكتشفت بال شك أن االستراتيجيات التي نستخدمها للتحكم في عواطفنا غالبًا ما تؤدي في النهاية
إلى إضعاف جودة حياتنا على المدى الطويل ،خاصةً مع المخدرات والكحول والتبغ والشوكوالتة
والمقامرة .ولكن إذا نظرت عن كثب وبعقل منفتح ،ستجد أن أي استراتيجية للتحكم في المشاعر عند
استخدامها بشكل مفرط أو صارم يمكن أن تسبب مشاكل.
حتى شيء صحي مثل التمرين سيصبح مشكلة إذا استخدمناه بشكل مفرط أو صارم لمحاولة
السيطرة على مشاعرنا .على سبيل المثال ،بعض األشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية
يمارسون الرياضة بقوة كل يوم .على المدى القصير ،يساعدهم هذا على التحكم في مشاعر القلق
لديهم عن طريق التخلص من كل تلك المخاوف بشأن السمنة ،ولكن على المدى الطويل ،يبقي
أجسادهم في حالة من النحافة غير الصحية للغاية .من الواضح أن هذا يختلف تما ًما عن التمرين
المرن من أجل االعتناء بصحتك ورفاهيتك بحكمة.
في كثير من األحيان ،فإن خيبات األمل والنكسات التي نمر بها عندما نحاول السيطرة على عواطفنا
تدفعنا فقط إلى المحاولة بجدية أكبر ،إليجاد طرق أكثر ذكا ًء للتحكم في ما نشعر به .ما زلنا نأمل أن نجد يو ًما
ممتازا في مشاعرنا .لكن عاجالً أم آجالً ،ندرك أن هذه قضية ً ما اإلستراتيجية النهائية ،التي ستمنحنا تحك ًما
خاسرة .للتأكيد
هذه النقطة ،عندما أعطي ورش عمل أو محاضرات ،أطلب من جميع اآلباء في الغرفة أن يرفعوا
أيديهم .عادة ما يكون هذا حوالي ثالثة أرباع الجمهور .أقول " ،إنجاب طفل يثري حياتك بشكل
ضا من أروع المشاعر التي ستشعر بها على اإلطالق -حب وفرح وحنان ال يمكن هائل ويمنحك بع ً
تصوره .لكن هل هذه هي المشاعر الوحيدة التي يعطونك إياها؟ "
يهز الجميع رؤوسهم ويقولون " ،ال!" "ما هي المشاعر األخرى التي
يمنحك إياها األطفال؟" أسأل.
هناك تنافر في االستجابات :الخوف ،والغضب ،واإلرهاق ،والقلق ،والشعور بالذنب ،
والحزن ،واأللم ،واإلحباط ،والرفض ،والملل ،والغضب ،من بين أمور أخرى.
إليكم األمر :األشياء التي تجعل الحياة غنية وذات مغزى تؤدي إلى مجموعة واسعة من
المشاعر ،سواء كانت ممتعة أو مؤلمة( .هذا ،بالطبع ،ينطبق على كل عالقة حب ،وليس فقط
العالقات مع أطفالنا).
لسوء الحظ ،قد يستغرق األمر منا وقتًا طويالً للوصول إلى هذا اإلدراك .قد يستغرق األمر منا مئات
كتب المساعدة الذاتية ،أو عشرين عا ًما من العالج ،أو خمسة أنواع مختلفة من األدوية الموصوفة ،أو عشرات
دورات التمكين الذاتي ،أو عقودًا من النضال الصامت ،أو مدى الحياة في طلب المشورة من مختلف "الخبراء"
قبل أن ندرك حقًا الحقيقة البسيطة :عندما يتعلق األمر بالعواطف المؤلمة ،لم نتعلم جيدًا من قبل مجتمعنا .لقد
تعلمنا طريقتين فقط للرد :السيطرة أو السيطرة .وإذا كان هذان الخياران الوحيدان أمامنا ،فسنكافح دائ ًما.
أحيا ًنا يكون لدي عمالء يتفاعلون بشكل سلبي مع هذه األفكار ؛ إنهم يتشبثون بفكرة أن التعافي من
خسارتهم ال يعني المزيد من األفكار والمشاعر المؤلمة .فقط لو! بينما نتعافى من خسائرنا ونعالج جراحنا ،ال
تختفي تلك األفكار والمشاعر والذكريات الصعبة .بدالً من ذلك ،نجد طريقة جديدة للرد عليها .نتعلم كيفية
التعامل معها بشكل مختلف ،وكيفية تقليل تأثيرها بحيث عندما تظهر ،ال يمكنها منعنا من االنخراط في الحياة.
نتعلم كيفية الوصول إلى مرك ز السكون في خضم ألمنا ،وكيفية إنشاء مساحة داخل أنفسنا يمكن لمشاعرنا أن
تتدفق من خاللها بحرية -دون دفعنا أو إحباطنا .أسمي هذا "إسقاط النضال".
تعلم إسقاط النضال
عندما يكون لدينا خياران فقط للرد على األفكار والمشاعر الصعبة -السيطرة أو السيطرة -تصبح
الحياة مرهقة ،ألننا نستثمر الكثير من الوقت والطاقة في هذا الصراع غير المجدي مع عالمنا الداخلي.
لكن هناك طريقة ثالثة للرد على هذه التجارب الداخلية الصعبة .وهي تختلف اختالفًا جذريًا عن
الطريقتين األخريين ،وغالبًا ما يستغرق فهمها بعض الوقت .لذا ،لفهم ما تتضمنه ،أدعوك للقيام
بتجربة صغيرة.
هل الحظت كيف كان ترك الكتاب في حضنك أسهل بكثير من إبقائه على مسافة ذراع؟ هل
الحظت أنه عندما تفسح المجال لذلك ،عندما تتوقف عن الكفاح معه ودفعه بعيدًا ،يمكنك أن تكون
حاضرا تما ًما مع العالم من حولك؟
ً
إن إسقاط الصراع ،كما سميته أعاله ،طريقة مختلفة جذريًا لالستجابة للتجارب الداخلية
المؤلمة .إنه ينطوي على االنفتاح وإفساح المجال ألفكارنا ومشاعرنا وذكرياتنا .تركناهم يأتون
ويبقون ويذهبون في أوقاتهم السعيدة .نحن ال نسمح لهم بدفعنا أو طردنا بعيدًا ،وال نستثمر طاقتنا
في القتال معهم أو الهروب منهم.
عندما أخذت شانتي خالل هذا التمرين ،قالت " ،نعم ،لكن هذا مجرد كتاب .ال يمكنني فعل
ذلك بمشاعر حقيقية " .وكانت على حق .من السهل أن تضع كتابًا في حضنك ولكن من الصعب
جدًا أن تفعل شيئًا مشاب ًها لألفكار والمشاعر الفعلية .لكن يمكننا تعلم كيفية القيام بذلك ،كما سترى
في الفصل التالي.
5.
مع الخسارة الكبيرة يأتي األلم الشديد .غالبًا ما يكون هناك حزن وأسى ،وشعور بالذنب أو الندم ،خاصة
إذا ساهمنا في ما حدث -أو اعتقدنا أننا فعلنا ذلك .كما أننا قد نشعر بالكثير من الغضب والخوف ،ألن كل
خطرا علينا .قد يهددون أسلوب حياتنا أو أمننا أو صحتنا الجسدية أو العقلية أو
ً الخسائر الكبيرة تشكل
كبيرا ،ننتقل
رفاهيتنا أو أحبائنا أو أشياء أخرى نعتز بها .كما ناقشنا في الفصل األول ،عندما نواجه تهديدًا ً
فورا إلى وضع القتال أو الطيران .ولكن إذا بدا القتال أو الهروب عديم الجدوى ،فإن االستجابة للتجميد ً
تبدأ .عند البشر ،تثير استجابة القتال الغضب أو االنزعاج أو االستياء أو الغضب ،بينما تعزز استجابة
الرحلة الخوف أو القلق أو انعدام األمن أو الذعر .في المقابل ،تؤدي استجابة التجميد إلى الشعور بالخدر
والخمول والالمباالة والتعب.
أفكارا قلقة أو غاضبة أو
ً ثم ،عالوة على ذلك ،تصب عقولنا وقودها على النار .إنهم يولدون
ضا .نتعلق بهذه األفكار ونقلق بشأن
تصدر أحكا ًما أو يائسة ،وغالبًا ما تستخرج ذكريات مؤلمة أي ً
المستقبل ،أو نتأمل الماضي ،أو نلوم أنفسنا أو اآلخرين ،أو نستحوذ على أشياء خارجة عن سيطرتنا.
هذه استجابات طبيعية للمواقف الصعبة وغير المؤكدة وغير المستقرة ،لذلك نتوقع حدوثها
بشكل متكرر بعد خسارة كبيرة .يمكننا أن نفكر في ردود الفعل هذه على أنها "عواصف عاطفية":
األفكار الصعبة تنفجر بعنف داخل رؤوسنا ،بينما تنتشر المشاعر والعواطف الشديدة في أجسادنا.
ضا على قدرتنا على التعامل بفعالية مع
وعندما تجتاحنا عاصفة عاطفية بعيدًا ،فإنها تقضي أي ً
التحديات الصعبة التي نواجهها.
فكيف نتعامل مع العواصف العاطفية؟ حس ًنا ،في الحياة الواقعية ،عندما تهب عاصفة في بلدة
ساحلية ،تسقط جميع القوارب في الميناء مرساة .لماذا ا؟ ألنه إذا لم يفعلوا ذلك ،فسوف يتضررون أو
ينجرفون في البحر .ولكن حتى عندما يسقط قارب مرساة ،فإن العاصفة ال تختفي بطريقة سحرية .ال
تستطيع المراسي التحكم في الطقس ،لكن يمكنها تثبيت القارب حتى ذلك الحين
العاصفة تمر .لذلك سنفعل شيئًا مشاب ًها جدًا -ونتعلم كيفية "إسقاط المرساة" عندما تندلع العواصف
العاطفية بداخلنا.
إذا كان المرض المزمن أو اإلصابة يحدان مما يمكنك فعله بجسمك المادي ،فكيّف هذا التمرين
وفقًا لذلك .بسبب األلم العضلي الليفي واأللم الشديد في الجزء العلوي من جسدها ،تجنبت رادا معظم
الحركات أعاله ،على الرغم من أنها يمكن أن تدفع قدميها إلى األرض .توصلنا معًا إلى هذه البدائل:
ببطء وبلطف ،شهيق وزفير.
ببطء وبلطف ،اضبط وضعك على الكرسي بحيث يكون أكثر راحة.
حرك عينيك ببطء وبلطف من جانب إلى آخر.
ببطء وبلطف ،ارفعي حاجبيك ،ثم أنزليهما.
كن مبدعا؛ يكفي أي شيء يساعدك على التواصل مع جسدك .أثناء قيامك بذلك ،فأنت ال تحاول
الهروب أو تجنب أو إلهاء نفسك عما يحدث في عالمك الداخلي .وال تحاول التخلص من األفكار
والمشاعر الصعبة( .تذكر :المراسي ال تجعل العواصف تختفي ).الهدف هو أن تظل مدر ًكا ألفكارك
ومشاعرك ،وأن تعترف بوجودهم ،وفي نفس الوقت ،تتصل بجسمك وتحركه بنشاط .لماذا ا؟ حتى
تتمكن من التحكم بشكل أكبر في أفعالك الجسدية — على ما تفعله بذراعيك ويديك ورجليك وقدميك
ووجهك وفمك .غالبًا ما تفشل محاولة التحكم في أفكارك ومشاعرك أو تخلق مشاكل جديدة .لكن السيطرة
على أفعالك الجسدية ستمكنك من التصرف بفعالية مع استمرار العاصفة العاطفية.
إنتربرايز :انخرط في ما تفعله
ضا على مكانك وأعد تركيز
اآلن بعد أن تعترف بأفكارك ومشاعرك ،وتتواصل مع جسدك ،تعرف أي ً
ضا من االقتراحات التالية أو كلها ،أو ابحث عن طرقك
انتباهك على النشاط الذي تقوم به .جرب بع ً
الخاصة:
انظر حول الغرفة والحظ خمسة أشياء يمكنك رؤيتها.
الحظ ثالثة أو أربعة أشياء يمكنك سماعها.
الحظ ما يمكنك أن تشمه أو تتذوقه أو تشعر به داخل أنفك أو فمك.
الحظ ما تفعله.
أنه التمرين بإعطاء انتباهك الكامل للنشاط الذي تقوم به.
تكمن الفكرة في إجراء دورة ACEببطء ثالث أو أربع مرات وتحويلها إلى تمرين من دقيقتين
إلى ثالث دقائق .لمساعدتك في ذلك ،قمت بإنشاء تسجيالت صوتية مجانية لتمارين "إسقاط المرساة"
(من 1إلى 11دقيقة) .يمكنك تنزيلها من الروابط الموجودة في كتابي اإللكتروني المجاني ،عندما
تضرب الحياة صعبًا :بتات إضافية ،والتي ستجدها في صفحة الموارد المجانية على www.the
happinesstrap.com.
الكتساب المزيد من السيطرة على أفعالنا الجسدية حتى نتمكن من التصرف بشكل أكثر
فعالية عند ظهور األفكار والمشاعر الصعبة ،
لتقليل تأثير وتأثير أفكارنا ومشاعرنا :عندما ندرك بوعي أفكارنا ومشاعرنا ،فإنهم
يفقدون سيطرتهم علينا ،ولكن عندما نكون في وضع الطيار اآللي ،فإنهم يهزونا مثل
دمية على خيط ،
لمقاطعة القلق أو االجترار أو االستحواذ أو بأي طريقة أخرى نضيع داخل رؤوسنا ،
لمقاطعة السلوكيات اإلشكالية ،مثل الشجار والجدل مع أحبائهم ،واالنسحاب واالختباء
بعيدًا عنهم ،أو تعاطي المخدرات والكحول بشكل غير الئق ،و
لمساعدتنا على إعادة التركيز واالنخراط في النشاط الذي نقوم به عندما تستمر أفكارنا
ومشاعرنا في إخراجنا منه.
سنستكشف الفوائد األخرى لهذه الممارسة الحقًا ،لكني أود توضيح أمر واحد مهم :أنت ال
تحاول تشتيت انتباهك عن أفكارك ومشاعرك الصعبة.
تذكر " ،أ" لإلقرار .االعتراف باألفكار ،والمشاعر ،والعواطف ،واألحاسيس ،واإللحاحات ،
والذكريات التي نمر بها هو عكس اإللهاء .إذا حاولنا تشتيت انتباهنا عن هذه التجارب الداخلية -حاول
االبتعاد عنها ،وتجاهلها ،وتظاهر بأنها غير موجودة -فإننا نعود مباشرة إلى صراع "السيطرة أو
السيطرة" الذي ناقشناه في الفصل الرابع .ليس خاطئًا أو سيئًا ،لكنك تعرف بالفعل كيفية القيام بذلك ،وأنت
تعلم أنه يعطي راحة قصيرة المدى فقط .هدفنا هنا هو القيام بشيء مختلف جذريًا :الخروج من هذا الصراع
،وترك أفكارنا ومشاعرنا كما هي ،والسماح لها بالحضور والذهاب في أوقاتها الجيدة .فكر مرة أخرى
في أن القارب قد ألقى مرساة في المرفأ -إنه ال يحاول التخلص من العاصفة أو إلهاء نفسه عنها.
لذا ،إذا كنت تعاني من ألم عاطفي شديد -على سبيل المثال ،إذا كان الشخص الذي تحبه
يحتضر ،أو تغمره الذعر أو تكافح الوحدة -فمن غير المرجح أن يختفي األلم عند سقوطك المرساة.
كثيرا .وإذا
ً ضا من تأثيره ؛ سوف تستنزف قوتها حتى ال تزعجك لكن يمكنك أن تتوقع أنه سيفقد بع ً
مارست التمرين لعدة دقائق ،فستبدأ غالبًا في الشعور بالهدوء ،حتى مع استمرار العاصفة الداخلية.
ومع ذلك ،إذا كنت تشعر بالحزن أو القلق قليالً ،فعندما تسقط المرساة ،غالبًا ما يخف األلم أو
حتى يختفي .يمكنك االستمتاع بذلك ،بالطبع ،عندما يحدث -لكن ضع في اعتبارك أن هذه مكافأة
وليست الهدف الرئيسي .إذا بدأت في استخدام هذه األساليب لمحاولة تجنب األفكار والمشاعر المؤلمة
أو الهروب منها أو التخلص منها أو تشتيت انتباهك عنها ،فسوف تشعر باإلحباط قريبًا وستشتكي من
أنها ال تعمل.
في المرة األولى التي أخذت فيها شانتي خالل هذا التمرين ،أمضينا خمس دقائق جيدة فيه ،وركوب
الدراجات عدة مرات عبر إيس .كان تحولها عميقًا .تغير وضعيتها من االنحناء إلى المنتصبة .أصبح صوتها
أقوى وأكثر حيوية ؛ تغيرت تعابير وجهها من اليأس إلى السلمية ؛ بدالً من التحديق في األرض ،نظرت إلي
مباشرة .قلت لها " ،هل تعرف تلك اللحظات التي تنفصل فيها الغيوم ،ويبدأ ضوء الشمس من خاللها؟ هذا ما
يشبه هذا بالنسبة لي .قبل خ مس دقائق ،كنت ضائعا للغاية في كل تلك السحب السوداء السميكة من األفكار
والمشاعر ،كان األمر كما لو كنت قد اختفت من الغرفة ،ولكن اآلن ،لقد عدت " .ظهرت ابتسامة دافئة على
وجهها .لم تختف أفكار ومشاعر شانتي (المراسي ال تجعل العواصف تختفي) ،لكن تأثيرها قل ،واآلن يمكنها
المشاركة بشكل كامل في جلستنا.
عندما تريد تعطيل القلق أو الهوس أو اجترار األفكار -أو أي عملية تفكير أخرى
تخرجك من حياتك ؛
عندما يكون من الصعب التركيز على ما تفعله أو االنخراط فيه -عندما تستمر في تقسيم
المناطق ،أو االنجراف ،أو الذهاب إلى الطيار اآللي ؛
عندما تكون في وضع القتال أو الهروب ،ممس ًكا بالغضب أو الخوف وتحتاج إلى
الهدوء والتحكم في أفعالك حتى تتمكن من التصرف بهدوء حتى لو لم تشعر بذلك ؛ و
عندما تكون في وضع التجميد (اإلغالق ،أو التقليب ،أو االنهيار ،أو تقسيم المناطق ،أو
فك االرتباط ،أو ،في الحاالت القصوى " ،التجميد" حرفيًا) لمساعدتك على االستيقاظ ،
والحصول على الطاقة ،واستعادة السيطرة على أفعالك ،والمساعدة عليك االنخراط في ما
تفعله.
إسقاط المرساة هو عمل من أعمال اللطف الذاتي :طريقة رعاية وداعمة لالستجابة لمعاناتك .لذا ،
إذا كنت تجد التحدث مع النفس اللطيف مفيدًا ،فمن الجيد إدخاله بنشاط في هذا التمرين .على سبيل المثال
،مثل
أنت تقر بألمك ،يمكنك أن تقول لنفسك ،هذا مؤلم حقًا.
امسك نفسك بلطف ،أو األفضل من ذلك ،استخدم عبارة خاصة بك.
مع العديد من الخيارات المختلفة إلسقاط المرساة ،يمكنك تخصيصها لتناسب احتياجاتك الخاصة.
طالما أنك تستخدم صيغة ، ACEفأنت تقوم بالتمرين .يمكنك القيام بذلك بالسرعة أو ببطء كما تريد ،
وبقدر ما تريد ،ومهما كان ما تشعر به .وإذا مارست هذا بانتظام ،فسوف يعود عليك بفوائد كبيرة من
حيث الصحة والرفاهية .قد يستغرق األمر بعض الوقت ،لذا يرجى المثابرة والتحلي بالصبر .تذكر هذه
الكلمات من المؤلف االسكتلندي العظيم ،روبرت لويس ستيفنسون" :ال تحكم على كل يوم من خالل الحصاد
الذي تحصده ،ولكن من البذور التي تزرعها".
6.
أيمكنك سماعه؟ هذا الصوت داخل رأسك؟ الشخص الذي يكاد ال يصمت أبدًا؟ هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن
األشخاص الذين "يسمعون أصواتًا" هم أشخاص غير طبيعيين ،ولكن لدينا جميعًا صوت واحد على األقل
داخل رؤوسنا ،ومعظمنا لديه عدد قليل جدًا! على سبيل المثال ،يكون لدى معظمنا أحيانًا نقاشات عقلية
داخلية بين "صوت العقل والمنطق" و "صوت الهالك والكآبة" أو "صوت االنتقام" و "صوت التسامح".
ونحن جمي ًعا على دراية بهذا الصوت الذي يصدر أحكا ًما على الذات والذي يُطلق عليه غالبًا "الناقد الداخلي".
(سألت أحد العمالء ذات مرة " ،هل سمعت عن" الناقد الداخلي "؟" "نعم ،قالت "،لدي لجنة داخلية! ")
من الواضح أن القدرة على التفكير ذات قيمة ال تُصدق ،وتضيف بشكل كبير إلى جودة
حياتنا .بدون القدرة على التفكير ،ال يمكننا إنشاء أو تقدير الكتب أو األفالم أو الموسيقى أو الفن ؛
وال يمكننا االستمتاع بأحالم اليقظة السعيدة أو التخطيط للمستقبل أو مشاركة مشاعرنا مع أحبائنا.
ومع ذلك ،فإن العديد من أفكارنا ليست مفيدة بشكل خاص .لنفترض أنني أدخلت في عقلك ،وس ّجلت
كل أفكارك اليوم ،ونسخها على ورقة .ثم أطلب منك قراءة النص وإبراز أي أفكار كانت مفيدة حقًا
لك في االستجابة بشكل فعال لخسارتك .ما هي النسبة المئوية لألفكار التي تود إبرازها؟
بالنسبة لمعظمنا ،ستكون النسبة صغيرة .يبدو األمر كما لو أن العقل له عقل خاص به ؛ يتحدث
طوال اليوم عن كل ما يحلو له ،سواء كان ذلك يساعدنا أم ال .يبدو مغر ًما بشكل خاص بالمسكن في ألم
الماضي ،أو القلق بشأن المستقبل ،أو الهوس بمشاكل الحاضر .ومع ذلك ،على الرغم من أن ما يجب
أن يقوله غالبًا ما يكون غير مفيد ،إال أنه بطريقة ما ينجح دائ ًما في استيعابنا في قصصه.
اآلن ،اسمحوا لي أن أوضح ما أعنيه بكلمة "قصص" ألن الناس في بعض األحيان يهاجمون الكلمة:
القصة هي سلسلة من الكلمات أو الصور التي تنقل المعلومات .يمكنني أن أقول "أفكار" أو "إدراك" ،لكن
يساعدنا وصفها بـ "القصص" في التعامل معها بشكل أكثر فعالية .كما ترى ،تخبرنا أذهاننا القصص طوال
صا حقيقية" ،فإننا نسميها "حقائق" ،لكن الحقائق ال تشكل سوى نسبة ضئيلة من اليوم .إذا كانت "قص ً
أفكارنا .تتضمن أفكارنا جميع أنواع األفكار واآلراء واألحكام والنظريات واألهداف واالفتراضات وأحالم
اليقظة والتخيالت والتنبؤات والمعتقدات التي يصعب وصفها بالحقائق .لذا فإن كلمة "قصة" ال تعني أن
األفكار خاطئة أو غير دقيقة أو غير صالحة -إنها ببساطة طريقة لوصف ماهية األفكار :الكلمات أو الصور
التي تنقل المعلومات( .إذا كنت ال تحب مصطلح "قصة" ،فاستبدله بكلمة "اإلدراك" أو "الفكر").
ظا في الليل أو يستهلك أجزاء كبيرة مناآلن ضع في اعتبارك هذا :كم مرة يبقيك عقلك مستيق ً
يومك بقصص تثير الشعور بالذنب أو الخوف أو الغضب أو القلق أو الحزن أو خيبة األمل أو اليأس؟
كم مرة تدفعك إلى قصص اللوم أو االستياء أو القلق أو الندم؟ كم مرة تجعلك تشعر بالتوتر أو االنهيار
أو الغضب أو القلق ،مما يجعل وضعك أكثر صعوبة؟
إذا أجبت "في كثير من األحيان" ،فهذا يعني أن لديك ً
عقال بشريًا عاديًا ،ألن هذا ما تفعله العقول
البشرية الطبيعية بشكل طبيعي .لقد عرف الفالسفة الشرقيون هذا منذ آالف السنين ،لكننا في الغرب اقتنعنا
بفكرة أنه عندما يعمل العقل بهذه الطريقة يكون "غير طبيعي" .لسوء الحظ ،هذا يجعلنا نكافح مع عقولنا (وهو
أمر غير مجدٍ) أو نحكم على أنفسنا بقسوة على الطريقة التي نفكر بها (أيضًا غير مجدية).
القلق والتنبؤ باألسوأ .عقلك يجهزك ليجهزك للعمل .إنه يقول " ،انتبه! من المحتمل أن تحدث أشياء
سيئة .قد تتأذى .قد تعاني .إستعد .جهز نفسك .تحمي نفسك".
اجترار الماضي والتأمل فيه .هنا يساعدك عقلك على التعلم من األحداث الماضية .إنه يقول " ،حدثت
أشياء سيئة .إذا لم تتعلم من هذا ،فقد يحدث مرة أخرى .لذا اكتشف هذا :لماذا حدث ذلك؟ ما الذي
كان يمكن أن تفعله بشكل مختلف؟ تعلم من هذا حتى تعرف ماذا تفعل إذا حدث شيء مشابه مرة
أخرى ".
النقد الذاتي ،اللوم الذاتي ،الحكم على الذات .يريد عقلك أن يحميك من الفشل أو الرفض أو خيبة األمل
أو العالقات المحطمة أو المشاكل الصحية أو من العواقب السلبية األخرى .يمنحك وقتًا عصيبًا بشأن
األشياء التي قمت بها أو استمررت في فعلها ،ألنه يريدك أن تتوقف ؛ إنها تتوقع أنه إذا واصلت فعل
هذه األشياء ،فسيحدث شيء سيء .إنها تحاول مساعدتك على القيام باألشياء بشكل أفضل حتى تحصل
على نتائج أفضل .نفس الصفقة عندما يحكم عليك على أنك "ضعيف" " ،معيب" " ،ال قيمة له" ،
"أناني" " ،محطم" " ،غير محبوب" ،وما إلى ذلك .إنه يقول أنك بحاجة إلى تغيير ما تفعله ،ألنه إذا
واصلت هذا الطريق ،فستحدث أشياء سيئة :الرفض ،والفشل ،وما إلى ذلك.
سبب العطاء .يأتي عقلك مع جميع أنواع األسباب التي تجعلك ال تستطيع التغيير ،أو ال يجب أن تتغير ،
أو ال يجب عليك حتى التغيير -التغيير صعب للغاية ،مؤلم للغاية ،مخيف للغاية ؛ ليس لديك ما يلزم .أو
أنه ميؤوس منه ألن األمور ال يمكن أن تتحسن .إنه يحميك من التعرض لألذى .إنها تعلم أنك إذا خرجت
من منطقة الراحة الخاصة بك وعملت على تحسين األشياء ،فقد تفشل ،وسيكون ذلك مؤل ًما .لذا مرة
أخرى ،تحاول أن تنقذك من النتائج المؤلمة واألحداث السلبية.
اليأس ،الالمباالة ،الالمعنى .في محاولة أخرى إلنقاذك من األلم ،يقول عقلك إنه ال فائدة من محاولة
تحسين األشياء ،ألن الحياة نفسها ال معنى لها ؛ فقط استسلم ،توقف عن االهتمام بأي شيء ،تعامل مع
الحياة على أنها عبثية .إذا تمكنت حقًا من عدم االهتمام بأي شيء ،فسوف تنقذ من ألم الرفض والخسارة
والفشل الذي يأتي عندما تهتم حقًا -باإلضافة إلى كل الخوف والقلق الذي يأتي عندما تخرج من حياتك
منطقة الراحة ،كل اإلحباط وخيبة األمل عندما ال تحصل على ما تريد .الرسالة األساسية" :ال تحاول حتى
،ألنك ستتأذى أكثر".
االنتحار .مرة أخرى ،يحاول عقلك أن يخلصك من األلم .تبدو الحياة ال تطاق ،لذا فإن عقلك
سيحسب إذا قتلت نفسك ،فهذا سيوقف معاناتك( .مالحظة :األفكار االنتحارية شائعة جدًا بعد الخسائر
الفادحة .ومع ذلك ،فإن هذا الكتاب ال يعالج االنتحار ،لذا إذا كنت تفكر في االنتحار ،فيرجى طلب
المشورة المهنية على الفور).
اللوم واالنتقام واالستياء .في محاولة إلنقاذك من الظلم والظلم والمعاملة السيئة من قبل اآلخرين ،
يشير عقلك إلى األخطاء التي ارتكبها هؤالء األشخاص أو يفكر في كيفية معاقبتهم .يهدف إلى
مساعدتك على التعلم من األحداث الماضية حتى تكون مستعدًا بشكل أفضل للتعامل مع األحداث
المستقبلية.
الشك الذاتي وعدم األمان .يعاني الكثير منا من شك كبير في الذات أو انعدام األمن أو التردد بعد خسارة
كبيرة :نسأل أنفسنا :هل أتعامل مع هذا بشكل صحيح؟ هل أتخذ القرارات الصحيحة ،أم أفعل األشياء
الصحيحة -أم أنني أفشلها؟ هل يمكنني التعامل مع هذا؟ هل يمكنني فعل هذا؟ مرة أخرى ،يحاول عقلك
حذرا ،هذه منطقة جديدة ،هناك قواعد لعبة جديدة ،قد تتأذى .قد يثير هذا أسئلة
حمايتك :احترس ،وكن ً
ي ...طفلي؟ من أنا بدون صحتي؟ هنا مثل من أنا؟ من أنا بدون وظيفتي؟ من أنا بدون شريكي ...والد ّ
يريد عقلك أن تفكر بعمق في أي نوع من األشخاص تريد أن تكون ،وما هي القيم التي تريد أن تعيش بها
،وما الذي تريد الدفاع عنه في مواجهة خسارتك( .سنستكشف هذه األسئلة بعمق في الجزء ، 2إعادة
البناء).
عالي التأثر .بعد خسارة كبيرة ،قد يزداد إحساسنا بالضعف ،وال نشعر بالقوة أو أنه ال يقهر كما اعتدنا .قد
نشعر أن العالم ليس آمنًا ،والحياة ال يمكن التنبؤ بها ،واألشياء السيئة تحدث ألشخاص طيبين ،ولم يعد بإمكاننا
أن نثق تما ًما في أنفسنا أو باآلخرين أو في الكون .تنشأ هذه األفكار والمشاعر عندما تذكرنا عقولنا بـ a
الحقيقة غالبًا ما ننسى :نحن ضعفاء .تخبرنا عقولنا أن نعتني بأنفسنا ،وأن نمارس الرعاية الذاتية ؛ االهتمام
بصحتنا العاطفية والجسدية والنفسية والروحية ؛ ونفعل الشيء نفسه ألحبائنا.
القلق من النذير والعذاب والموت .عندما تنطوي الخسارة على الموت ،يعاني الكثيرون من الشعور بالهالك
أو النذير ،أو زيادة الوعي بحتمية موتنا .يذكرك عقلك هنا بأن الحياة ثمينة وال تعرف أبدًا كم بقيت ،لذا
استفد منها إلى أقصى حد( .سننظر في كيفية القيام بذلك في الجزء ، 3التنشيط).
سأتوقف هنا ،لكن آمل أن تفهم هذه النقطة .مهما كانت األشياء غير المفيدة التي يفعلها عقلك ،
فهي في األساس محاولة مضللة لمساعدتك ،إلنقاذك من األلم ،أو مساعدتك في الحصول على المزيد
مما تريد .هل سبق لك أن كان لديك صديق مفيد للغاية ،شخص يحاول جاهدًا مساعدتك حتى يصبح
صا مثل تلك المذكورة أعاله ،حاول أن تفكر في األمر على مصدر إزعاج؟ عندما يُصدر عقلك قص ً
أنه صديق مفيد للغاية يحاول جاهدًا مساعدتك -ولكنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة.
أوقفوا المعركة
تشجعك العديد من مناهج علم النفس الشائعة على محاربة هذا الصوت في رأسك .يقولون لك أن تتحدى
أو تعارض أو تبطل تلك األفكار "السلبية" واستبدلها بأفكار "إيجابية" -يا له من افتراض مغر! إنه
يروق للفطرة السليمة لدينا :دس األفكار "السيئة" واستبدلها بأفكار "جيدة" .لكن المشكلة هي أننا إذا بدأنا
حربًا بأفكارنا الخاصة ،فلن ننتصر أبدًا .لماذا ا؟ ألن هناك عددًا ال حصر له مما يسمى باألفكار
"السلبية" ،ولم يجد أحد طريقة للتخلص منها.
أساتذة زن ،مثل الرياضيين األولمبيين في تدريب العقل ،يعرفون ذلك جيدًا .هناك قصة زن كالسيكية
عن راهب متحمس يسأل رئيسه " ،كيف يمكنني أن أجد أعظم سيد زن في األرض؟" يجيب رئيس الدير ،
"اعثر على الرجل الذي يدعي أنه تخلص من كل األفكار السلبية .وعندما تجد هذا الرجل ...تعلم أنه ليس هو!
"
نعم ،يمكننا جميعًا أن نتعلم كيف نفكر بشكل أكثر إيجابية ،لكن هذا لن يمنع عقولنا من توليد كل
أنواع القصص المؤلمة وغير المفيدة .لما ال؟ ألن تعلم التفكير بشكل أكثر إيجابية يشبه تعلم التحدث بجديد
اللغة :إذا تعلمت التحدث باللغة الهنغارية ،فلن تنسى فجأة كيف تتحدث اإلنجليزية.
لذلك إذا كانت طريقتنا الوحيدة للتعامل مع هذه األفكار هي القتال معها واستبدال األفكار السلبية
بأفكار إيجابية ،فإننا سنعاني بال داع .لماذا ا؟ ألنه بالنسبة لمعظم الناس ،هذا ال يعمل بشكل جيد على
المدى الطويل .عادة ما يحدث هو أن األفكار تختفي لفترة من الوقت ،ولكن مثل الزومبي في فيلم رعب ،
فإنها تعود قريبًا.
ضباب دخاني
لدينا العديد من الطرق للتحدث عن هذا الميل البشري للوقوع في فخ أفكارنا .قد نستخدم استعارات ملونة
مثل "إنه على بعد مليون ميل" " ،رأسها في الغيوم" " ،لقد ضاع في التفكير" ،أو قد نتحدث عن القلق
،أو االجترار ،أو إعادة صياغة الماضي ،أو التوتر ،أو الهوس ،أو االنشغال .
في األساس ،هذه القدرة البشرية الفريدة والقيمة بشكل ال يصدق على توليد األفكار يمكن أن تجعلنا
نتجول في ضباب دخان ،ونضيع في أفكارنا ،ونفقد الحياة .بالطبع ،الضباب الدخاني ليس سيئًا بالضرورة.
يمكن أن يكون الضباب الدخاني ألعواد البخور مهدئًا ومري ًحا .يمكن أن يكون الضباب الدخاني الناتج عن
نار النار مبه ًجا وممتعًا .لكن ماذا يحدث عندما يصبح الدخان كثيفًا جدًا؟ تبدأ في السعال ،ويسيل أنفك ،
وتدمع عينيك .وإذا واصلت استنشاق كل هذا الدخان ،فسوف تتلف رئتيك في النهاية .وبالمثل ،هناك وقت
ومكان حيث يكون االنغماس في أفكارنا في تحسين الحياة :أحالم اليقظة على الشاطئ ،والتمرن ذهنيًا على
خطاب مهم ،وخلق أفكار جديدة لمشروع ما .لكن معظمنا يخطئ في الميزان .نقضي الكثير من الوقت
داخل عقولنا ،
وال شيء يثخن هذا الضباب مثل خسارة كبيرة .كلما زاد التناقض بين الحياة التي نعيشها اآلن والحياة
التي عشناها من قبل ،زاد احتجاج أذهاننا .قد يكون هناك إنكار (ال يمكن أن يحدث هذا) ،أو غضب (ما كان
يجب أن يحدث هذا!) ،أو اليأس (ال أستطيع التأقلم ،لن أتغلب على هذا مطلقًا) .قد تتألم عقولنا بسبب الظلم
كله ،أو تقارن حياتنا بحياة اآلخرين وتجدها راغبة ،أو تستحضر كل أنواع السيناريوهات المستقبلية الرهيبة.
قد تدور أذهاننا في دوائر ،في محاولة لفهم كل شيء :لماذا أنا؟ لماذا االن؟ كيف يمكن هذا
يحدث؟ لماذا تحدث أمور سيئة ألناس طيبون؟ ماذا فعلت الستحق ذلك؟قد تخبرنا عقولنا أن الحياة
سيئة ،هذا ال يطاق ،أنا ضعيف جدًا ،أنا شخص سيء ،ال أتجاوز هذا بالسرعة الكافية ،الحياة
صعبة للغاية ،إنها خطأي ،هم المسؤولون ،ال يمكنك الوثوق بهم ،أو بآالف التعليقات القضائية
المماثلة.
وكما قلت من قبل ،فإن أنماط التفكير هذه كلها طبيعية جدًا -إنها ليست مفيدة جدًا .عادة ما
يؤدي الوقوع في هذه األفكار إلى زيادة كفاحنا وألمنا!
قبل أن نذهب إلى أبعد من ذلك ،أود أن أوضح شيئًا واحدًا :أفكارنا ليست هي المشكلة.
أفكارنا ال تخلق ضبابًا نفسيًا .إن الطريقة التي نستجيب بها ألفكارنا هي التي تخلق الضباب الدخاني.
دعنا نستكشف هذا قليالً.
ما هي األفكار؟
في الجوهر ،األفكار هي صور وكلمات في رؤوسنا .ال تأخذ كالمي لهذا ؛ التحقق من ذلك لنفسك .توقف عن
القراءة ،وأغلق عينيك لمدة دقيقة والحظ أفكارك .الحظ المكان الذي يبدو أنهم يتواجدون فيه ،سواء كانوا يتحركون
أم ال يزالون ،وما إذا كانوا أشبه بالصور أو الكلمات أو األصوات( .في بعض األحيان يخجل عقلك عندما تحاول
ذلك ؛ تختفي أفكارك وترفض الخروج .إذا حدث هذا ،فقط الحظ المساحة الفارغة والصمت داخل رأسك وانتظر
بصبر .عاجالً أم آجالً ،سيبدأ عقلك مرة أخرى ،حتى لو فقط ألقول ،ليس لدي أي أفكار!)
غا في البداية ،فستالحظ وجود مساحة فارغة وصمت .ولكن في ماذا الحظت؟ إذا كان عقلك فار ً
النهاية ظهرت بعض األفكار ،ومن المفترض أنها كانت كلمات يمكنك رؤيتها أو الشعور بها أو سماعها
شعورا في جسدك ،فهذا
ً سا أو
أو الصور التي يمكنك رؤيتها أو مزيج من االثنين م ًعا( .إذا الحظت إحسا ً
هو بالضبط ما هو عليه :إحساس أو شعور .ال تخلط بين هؤالء واألفكار).
عندما نسمح لهذه الكلمات والصور أن تأتي وتذهب بحرية مثل الطيور في السماء ،فإنها ال تسبب أي
مشاكل .ولكن عندما نتمسك بها بإحكام ،فهذا عندما تتحول إلى ضباب دخاني وتخرجنا من حياتنا .ضاع كل
ثراء الحياة .ال يمكننا تذوق حالوة الدخان .على الجانب اآلخر من ذلك الضباب الدخاني ،قد يكون هناك أعظم
عرض على وجه األرض ،لكننا لن نعرفه .إذا كنت قد قضيت وقتًا داخل هذا الضباب الدخاني ،كما تعلم
كيف يمكن أن تكون غير قابلة لالختراق ؛ على الرغم من أننا محاطون بفرص غير محدودة لتعزيز
وإثراء حياتنا ،إال أننا غير قادرين تما ًما على رؤيتها.
التخلص من أفكارنا
هناك العديد من أنواع الضباب الدخاني النفسي ،وعندما نكون في غمرة واحدة ،نواجه صعوبة في التنقل في
مسارنا والتعامل مع العقبات التي نواجهها .في ، ACTلدينا اسم مجازي لهذه الحالة -التعلق .عندما "تعلقنا"
أفكارنا ،فإنها تهيمن علينا .إنهم يلفوننا مثل سمكة على حبل ،ويهزونا مثل دمية على خيط .عندما تعلقنا أفكارنا ،
يكون لديهم قوة هائلة علينا .يبدو أنها أوامر يجب أن نطيعها ،أو تهديدات يجب أن نتجنبها ،أو عقبات نحتاج إلى
إزالتها ،أو شيء مهم للغاية يجب أن نوليه اهتمامنا الكامل.
في تناقض صارخ ،عندما "نتفكك" من أفكارنا ،يفقدون قوتهم علينا .يعني إلغاء الحجز أننا نفصل
عن أفكارنا ونراها على حقيقتها :تراكيب من الكلمات والصور .عندما نتفكك من أفكارنا ،فإنها لم تعد
تسيطر علينا ،وال يتعين علينا طاعتها أو منحها كل انتباهنا ،وال يتعين علينا محاولة التخلص منها .بدالً
من ذلك ،نرى طبيعتهم الحقيقية ؛ ندرك أنها ليست أكثر أو أقل من الكلمات والصور ؛ ونسمح لهم بالمجيء
والبقاء والذهاب في أوقاتهم السعيدة.
بطبيعة الحال ،إذا كانت أفكارنا مفيدة -إذا كانت تساعدنا على أن نكون طيبين ومتعاطفين
مع أنفسنا ،أو أن نتصرف مثل الشخص الذي نريد أن نكون أكثر ،لوضع خطط فعالة واتخاذ
إجراءات فعالة إلثراء حياتنا وتعزيزها بطرق عملية -ثم نستفيد منها .نحن ال ندعهم يتحكمون بنا
-يدفعوننا في األرجاء ،ويفرضون علينا ما نفعله -لكننا ندعهم يرشدوننا.
نادرا ما نشعر بالقلق ،إذا كان هناك أي شيء ،بشأن ما إذا
عندما نتبنى هذا النهج في أفكارنا ً ،
كانت صحيحة أم ال .ما يهمنا هو ،هل هم مفيدون -هل سيساعدوننا على التكيف مع خسارتنا؟ إذا
تركنا هذه األفكار ترشدنا ،فهل سنتصرف بفاعلية ،ونتصرف مثل ذلك النوع من األشخاص الذين
نريد أن نكون -أم أنهم سيفعلون العكس تما ًما؟
بينما كانت رادا تتصارع مع جميع المشكالت الناشئة عن األلم العضلي الليفي لديها ،كان عقلها
وتكرارا على سلسلة من الذات القاسية-
ً مرارا
ً يهرول
أفكار نقدية :انظروا كم أنا مثير للشفقة .ال أستطيع الرقص ،ال أطبخ ،ال يمكنني التواصل مع
اآلخرين .أنا عديمة الفائدة .حاول معالجها السابق جاهدًا أن يتحدى هذه األفكار ؛ للبحث عن أدلة
لدحضهم واستبدالهم بأفكار أكثر إيجابية .هذا لم يساعد على اإلطالق .قلت لها " ،عقلك يحب أن
يعطيك وقتًا عصيبًا ،أليس كذلك؟"
قالت" :أنا أستحق ذلك"" .انظروا كم أنا مثير للشفقة".
"وعندما يضربك عقلك بهذه الطريقة ،هل يساعدك ذلك على التعامل مع حالتك؟"
توقفت للحظة ،ثم أجابت بهدوء" :ال".
"حس ًنا ،لن ندخل أبدًا في نقاش حول ما إذا كانت أفكارك صحيحة أم خاطئة ،أو ما إذا كنت تستحق
مثل هذه األحكام القاسية .بدالً من ذلك ،هل يمكننا فقط االعتراف بأن (أ) هذه األفكار تستمر في الظهور ،و
(ب) عندما تتورط فيها ،فهذا يجعل الحياة أكثر صعوبة ،وليس أسهل" .
"تمام".
"حسن .إذن ،بالنظر إلى هذه الحالة ،ماذا عن العمل على بعض المهارات غير المثبتة؟
دعونا ال نناقش ما إذا كانت هذه األفكار صحيحة أم ال .دعونا نتعلم فقط كيفية فك الخطاف منهم ".
بالطبع ،إذا كانت أفكارنا مفيدة ،فمن الحكمة استخدامها بنشاط( .سترى هذا بوضوح في الجزء 2من
الكتاب ،حيث نركز على ات خاذ إجراءات إلعادة بناء حياتنا ).ولكن إذا كانت غير مفيدة ،فمن األفضل فك
الخطاف ،والسماح لها بالحضور والذهاب ،كما لو كانت سيارات القيادة بالقرب من منزلنا.
إذا كنت في أي مكان بالقرب من طريق اآلن ،فاستمع ألصوات حركة المرور .في بعض األحيان
يكون هناك الكثير من االزدحام في الخارج وفي بعض األحيان يكون هناك القليل جدا من االزدحام .لكن
ماذا يحدث إذا حاولنا إيقاف حركة المرور؟ هل نستطيع إنجازها؟ هل يمكننا بطريقة سحرية أن نتمنى ذلك
ً
ونزوال ،صاخبًا وهذيانًا حيالها؟ هل بعيدًا؟ وماذا يحدث إذا غضبنا من حركة المرور ،إذا سرناها صعودًا
هذا يساعدنا على العيش مع حركة المرور؟ أليس من األسهل ترك تلك السيارات تأتي وتذهب ،ثم نستثمر
طاقتنا في شيء أكثر فائدة؟
لنفترض أن سيارة قديمة مزعجة تسير ببطء أمام منزلك ،ويصدر صوت هدير ،وينفث العادم ،
وتزدهر الموسيقى بصوت عا ٍل .تنظر من النافذة وترى السيارة مغطاة بالصدأ والكتابات على الجدران ،
وفيها مجموعة من الشبان بداخلها يغنون ويصرخون ويصرخون بكلمات بذيئة .ما هو أفضل شيء تفعله؟
ليخرج من المنزل ويصرخ " ،اذهب بعيدا.
ليس لديك الحق في أن تكون هنا! "؟ للقيام بدوريات في الشارع طوال الليل لضمان عدم عودة السيارة؟ لمحاولة
إبقاء مثل هذه السيارات بعيدًا في المستقبل ،من خالل مطالبة الكون بتوفير سيارات جميلة فقط خارج منزلك؟
أسهل وأبسط طريقة هي ترك السيارة تأتي وتذهب :اعترف بوجودها واسمح لها بالمرور في الوقت المناسب
لها .إلعطائك فكرة عن كيفية القيام بذلك ،جرب هذه التجربة.
سا في حضنك وكيف كان من هل الحظت كيف أنه كان أقل تشتيتًا عندما كان الكتاب جال ً
السهل جدًا التركيز على العالم من حولك واالنخراط فيه؟ بالطبع ،من السهل القيام بذلك من خالل
كتاب ،لكن األمر صعب جدًا باألفكار الحقيقية .لذا ،في الفصل التالي ،دعونا نفعل ذلك بشكل
حقيقي!
7.
اإلشعار واالسم
هل سبق لك أن تجولت في الضباب الدخاني الحقيقي؟ عندما تكون فيه ،فأنت تعلم ذلك :من الصعب
التنفس ،ومن الصعب رؤيته .ولكن عندما نضيع في الضباب الدخاني النفسي ،فإننا عادة ال ندرك ذلك
-لذلك فإننا نشعر بالقلق أو االجترار أو الهوس لساعات متتالية.
وبالتالي ،فإن الخطوة األولى في التخلص من أفكارنا هي ببساطة مالحظة أننا مدمن مخدرات .هذا
يشبه إلى حد ما التقاط نفسك وتصحيحها تما ًما كما تقوم برحلة أو تدرك فجأة ،وسط محادثة ،أنك لم تستمع
واآلن ليس لديك أي فكرة عما يتحدث عنه الشخص اآلخر .إنها "آها!" الوقت الحاضر؛ هزة خفيفة ،مثل
االستيقاظ فجأة من غفوة .أدعوك لترى ،على مدار اليوم ،ما إذا كان بإمكانك مالحظة متى وأين ينشأ
الضباب الدخاني النفسي .هل هو في سيارتك ،ركوب دراجتك ،في العمل ،في المنزل ،في السرير ،
أثناء العشاء ،اللعب مع أطفالك ،االستحمام ،التحدث إلى شريكك ،المشي مع الكلب؟ حاول أن تتذكر ما
يثير الضباب الدخاني :جدال ،رفض ،فشل ،عمل غير عادل ،تعبير وجه شخص ما ،خبر (جيد أو
سيئ) ،شخص ،أغنية ،ذكر اسم أحد األحباء ،
الحظ أنواع الضباب الدخاني التي تحبس نفسك :القلق ،اللوم ،النفس-النقد ،اليأس ،الهوس
،التفكير بالتمني ،الخوض في المشاكل ،استعادة أهوال الماضي ،أو توقع األسوأ في المستقبل.
هذه معلومات مفيدة للخطوة التالية.
فن التسمية
الخطوة الثانية في إلغاء الحجز هي تسمية الفكر أو عملية التفكير ؛ هذا يعطينا بعض المسافة من أفكارنا .إنه
مثل االستيقاظ من كابوس .أوالً ،الحظت أنك مستيقظ وفي غرفة نومك .بعد ذلك ،سميت التجربة" :لقد كان
مجرد حلم" .وأنت تفعل هذا ،تستيقظ أكثر ؛ يصبح الحلم أبعد ،غرفة النوم أكثر حضورا.
الخبر السار هو أنك تعلمت بالفعل كيفية القيام بذلك من خالل الحديث الذاتي اللطيف في الفصل
3وخطوة "االعتراف" عند إسقاط المرساة .هدفنا اآلن هو تطوير هذه المهارة بشكل أكبر ،وتكثيفها ،
ومنحها المزيد من "الجاذبية" .لذلك دعونا نجرب هذا بفكرة لها تأثير سلبي قوي عليك -ربما حكم ذاتي
قاس كأنني سيء ،أو ال قيمة لي ،أو ضعيف ،أو سلعة تالفة أو فكرة مخيفة مثلي .أنا مريض ،لن ٍ
أتعافى أبدًا ،ال يمكنني االستمرار .بمجرد أن تختار أفكارك ،فأنت على استعداد لبدء هذا التمرين.
تمرين التسمية
الخطوة :1قل الفكرة لنفسك ،ودعها تجذب انتباهك ،واشترها بقدر ما تستطيع.
الخطوة :2بمجرد أن تشعر أنك مدمن ،الحظ الفكرة وقم بتسميتها .فيما يلي خمس تقنيات تسمية ؛
أدعوك لتجربتها جمي ًعا لمعرفة األفضل منها:
من فضلك جرب هذا اآلن ،قبل مواصلة القراءة .على سبيل المثال ،إذا أخبرك عقلك أنك عديم
الفائدة ،قل لنفسك ،أنا عديم الفائدة .دعه يربطك ويثيرك .بمجرد أن تصبح مدمن مخدرات ،قل لنفسك
،لدي فكرة أن "أنا عديم الفائدة" .جرب ذلك بفكرتين أو أكثر ،واستخدم طريقتين أو ثالث تقنيات تسمية
مختلفة .الحظ ما يحدث.
آمل أن يكون ذلك مفيدًا .عندما نالحظ فكرة ونسميها ،فإننا عادة ما ننزع الخطاف عنها ،على األقل
قليالً .هذا ال يعني بالضرورة أن الفكر يختفي .في بعض األحيان ،وأحيانًا لن يحدث ذلك .وال يعني ذلك أننا
سنشعر بتحسن ؛ أحيانًا سنفعل ،وأحيانًا ال نفعل ذلك .ال تخلصنا هذه التقنية من األفكار غير المرغوب فيها أو
تتحكم في مشاعرنا -لذلك إذا استخدمناها بهذه الطريقة ،فسنصاب قريبًا بخيبة أمل أو إحباط .بدالً من ذلك ،
هذه طريقة لتقليل قوة الفكر بحيث لم يعد يهيمن علينا ،
تدفعنا إلى سلوكيات هزيمة للذات ،أو تشتت انتباهنا حتى ال نتمكن من التركيز على ما نفعله أو
االنخراط فيه.
إذا لم يحدث هذا على الفور ،فإن الخطوة التالية هي إسقاط المرساة .نقوم بتشغيل صيغة ACE
،ونقوم بإدخال التسمية في مكون "إقرار" .عندما نعترف باألفكار الموجودة ،نقول ألنفسنا ،إنني
أالحظ األفكار حول اليأس -ومشاعر الحزن واليأس .ثم نتواصل مع أجسادنا وننخرط في ما نفعله ،
ثم نكرره حسب الحاجة.
تسمية النمط
غالبًا ما تدور أفكار كثيرة في رؤوسنا لدرجة أنه ليس من العملي تسمية كل منها .في مثل هذه الحاالت ،من
أفكارا حول أشياء قد تسوء ،يمكننا تسميتها
ً األفضل تسمية نمط التفكير نفسه .على سبيل المثال ،عندما نالحظ
"مقلقة" أو "توقع األسوأ" .إذا كنا نتطرق إلى المظالم واألحقاد ،فقد نطلق على ذلك "اللوم" أو "االستياء" .إذا
"اجترارا" .إذا فقدنا الذكريات المؤلمة
ً تجاوزنا مشاكلنا دون الوصول إلى أي نتائج مفيدة ،فقد نسميها "تأنيبًا" أو
،فقد نطلق عليها "جرني إلى الماضي" .إذا كنا نضرب أنفسنا ،فقد نطلق عليها "الحكم" أو "النقد الذاتي" .وإذا
لم تكن متأكدًا من تسميته ،فيمكنك دائ ًما استخدام مصطلح "التفكير" الشامل.
يرجى اللعب بهذا المفهوم .قد تفضل عبارات مثل "هنا عقلي يحكم" " ،هنا مقلق" " ،أنا أالحظ اللوم"
" ،أالحظ أن عقلي يجذبني إلى الماضي" " ،هذا عقلي يركبني "،أو ربما ببساطة "الحصول على مدمن
مخدرات ".حاول العثور على مصطلح يسمح لك بتسمية ما يفعله عقلك بسرعة .إليك كيف يمكن أن يحدث
هذا:
أوالً ،الحظت أنك مدمن مخدرات.
ثم تالحظ ما يربك.
بعد ذلك ،ستطلق على نمط التفكير هذا اس ًما :آها! هذا مقلق.
كما تسميها ،الحظ ما هو :بناء الكلمات والصور.
وبعد ذلك ،دون محاولة تجنب هذه األفكار أو الهروب منها ،الحظ مكانك وماذا
تفعل.
سا بالخفة ،كما لو أن الضباب الدخاني قد تضاءل وترى
وفي تلك اللحظة ،قد تالحظ إحسا ً
العالم اآلن بوضوح أكبر.
إذا لم يحدث ذلك على الفور ،فمرر عبر المرساة --روتين اإلسقاط:
تسمية القصة
"تسمية القصة" هو بديل شائع لتسمية النمط .تخيل أنك تكتب كتابًا أو تصنع فيل ًما وثائقيًا عن خسارتك
الحالية ،وبطريقة سحرية ستضع كل أفكارك ومشاعرك وذكرياتك المؤلمة فيه .ستعطيه عنوانًا يبدأ
بكلمة " "theوينتهي بكلمة "قصة" .على سبيل المثال ،قد تسميها The Life's Over Storyأو
The Old and Lonely Storyأو .The Never-Get-Over-Over-This Storyيحتاج
العنوان إلى
تحييد
عادة ما تكون مالحظة وتسمية أفكارنا كافية لكسر قبضتها علينا .إذا لم يكن األمر كذلك ،فإن إضافة مرساة تسقط
أو تشكر عقلك عادة ما تؤدي المهمة .ومع ذلك ،في بعض األحيان نحتاج إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك واستخدام
ما أسميه "تحييد" -فنحن نفعل شيئًا ألفكارنا "لتحييد" قوتها ولمساعدتنا على رؤيتها مجرد بناء للكلمات والصور.
تتضمن تقنيات التحييد غناء أفكارك بصمت على نغمات شعبية ،وقولها لنفسك بأصوات مختلفة ،ورسمها في
فقاعات فكرية ،وتصورها على شاشة الكمبيوتر ،وتخيلها قادمة من شخصيات كرتونية أو شخصيات تاريخية ،
والمزيد .في الملحق أ ،ستجد العديد من تمارين التحييد ،لذلك إذا كنت بحاجة إلى مزيد من المساعدة في فك
االرتباط بأفكارك ،فالرجاء الذهاب إلى هناك واللعب بالتقنيات قبل مواصلة القراءة.
ال يمكننا منع عقولنا من إخبارنا بالقصص ،لكن يمكننا أن نتعلم كيفية اإلمساك بها أثناء الفعل.
ويمكننا أن نتعلم كيف نختار الطريقة التي نستجيب بها :للسماح للقصص المفيدة بتوجيهنا والسماح لألحداث
غير المفيدة بالرحيل.
8.
ما هي المشكلة الكبيرة في التنفس؟ لماذا تتح ّمس الكثير من التقاليد الروحية حيال ذلك؟ في العهد القديم من
الكتاب المقدس ،شكل هللا اإلنسان من تراب األرض ،ثم نفخ الحياة فيه من خالل فتحتي أنفه .في الميثولوجيا
اإلغريقية ،خلق بروميثيوس اإلنسان من الوحل -ثم بثت أثينا الحياة فيه .تأتي كلمتنا "روح" من الالتينية
" " Spiritusأو "الروح" أو "التنفس" .وبالمثل ،في اللغة العبرية ،تعني كلمة " ruahنفس" أو "ريح"
ضا "روح" .وبالمثل ،فإن الكلمة اليونانية ، psycheوهي أصل "علم النفس" و "الطب النفسي" ولكن أي ً
،تعني "الروح" أو "الروح" أو "النفس" .وتشمل الفروع التأملية أو الصوفية للديانات األكثر شعبية في
العالم -بما في ذلك المسيحية واإلسالم والهندوسية والسيخية والبوذية واليهودية -تمارين التنفس لمساعدة
المرء في الوصول إلى حالة أعلى من الوعي أو تجربة مباشرة لإلله.
فلماذا هذه العالقة القوية بين النفس والروحانية؟ األول هو الرابط بين التنفس والحياة .عندما تتنفس ،
فأنت على قيد الحياة .ثانيًا ،غالبًا ما تكون تمارين التنفس مهدئة أو تساعد على االسترخاء .إنها تساعدنا في
الوصول إلى الشعور بالسالم الداخلي ،إليجاد مكان آمن وهادئ .ثالثًا ،يمكننا استخدام أنفاسنا لترسيخ أنفسنا
في الحاضر .عندما ننشغل جميعًا بأفكارنا ومشاعرنا ،يمكننا التركيز على أنفاسنا لتثبيط أنفسنا وإعادة االتصال
بتجربتنا هنا واآلن.
نحن على وشك استكشاف تمرينين يركزان على التنفس -لكن أوالً ،بضع كلمات تحذير .يستفيد
ً
أشكاال منها في العديد من كتب المساعدة الذاتية. معظم الناس من هذه األنواع من التمارين ،ولهذا تجد
ومع ذلك ،عندما يركزون على تنفسهم أو يقومون بتعديله ،يكون لديهم ردود فعل غير سارة مثل الدوخة
،والدوخة ،والدبابيس واإلبر ،وضيق الصدر ،أو القلق .هذه غير مرجحة للغاية ،ولكن في حالة حدوث
أي منها ،يرجى القيام بأحد اإلجراءات التالية( :أ) إذا كان التمرين يركز بشكل أساسي على التنفس (مثل
تلك الموجودة في هذا الفصل) ،فتخطه ببساطة ؛ (ب) إذا لم يكن التنفس هو المحور الرئيسي ،ولكن هناك
سا بطيئًا" (كما هو الحال في بعض التمارين الحقًا
بعض اإلرشادات مثل "تنفس فيه" أو "خذ نف ً
الفصول) ،ثم تجاهل تلك التعليمات وقم ببقية التمرين.
اآلن أدعوك للقيام بتمرين موجز .قد تتمكن من القيام بذلك أثناء القراءة ،أو قد تحتاج إلى
قراءة التعليمات أوالً ،ثم ضع الكتاب أسفل للقيام بذلك.
أنا أشجعك على تجربة هذا التمرين بانتظام ومعرفة الفرق الذي يحدثه .جرب ذلك عندما تتمسك
بشدة بشيء ما -بعض األذى أو االستياء أو اللوم الذي يستنزف حيويتك .ابدأ بمالحظة وتسمية ما شدَّك:
إليك اللوم أو أنني أالحظ الغضب أو ها هو عقلي يسكن في الماضي .ثم تنفس ،امسك ،وزفر .قد يكون
من المفيد أن تقول بصمت ،دعنا نذهب أو لنكن.
لنفترض أنك تخوض معركة مع شريكك ،وتعيد التعليقات غير اللطيفة التي أدلى بها رئيسك
في العمل ،وتشعر بالذنب ألنك فقدت أعصابك مع األطفال ،أو تسكن في التفكير في مدى الحياة
غير العادلة .هذه األشكال من "التمسك بإحكام" ال تساعد ولكن مجرد زيادة التوتر واستنزاف
سا عميقًا
حيويتك .لذلك ،بمجرد أن تالحظ أنك متمسك ،ما عليك سوى تسمية ما يربطك ،وخذ نف ً
،واحبسه لمدة ثالثة ،ثم ببطء شديد ...دعه ...يذهب.
9.
حلفاؤنا في الداخل
من الظل ،تظهر يد مشوهة .فقد إصبعان من أصابعهما ؛ االثنان اآلخران واإلبهام مجرد جذوع .بين
هذين االصبعين الكبيرين يوجد سيجار يدخن ثم يخرج وجه المدخن المرعب -المنتفخ والمغطى بالكتل
والقروح -من الظالم .يسأل " ،هل تحب السيجار؟"
قد تتعرف على هذا المشهد من الفيلم القديم .Papillonفي هذه اللحظة المتوترة ،يسقط البطل في
خندق مظلم ويجد نفسه وجها ً لوجه مع أبرص .عندما كنت طفالً ،كان هذا المشهد يخيفني حقًا .لم يكن لدي أي
فكرة عن مرض الجذام ،لكنني كنت أعرف أنه مروع وكنت أخشى أن أصاب به .بعد سنوات ،في كلية الطب
،تعلمت كيف يتسبب الجذام في مثل هذه التشوهات الرهيبة .إنها عدوى بكتيرية لها العديد من اآلثار الضارة
على الجسم -وم ن أسوأها تلف األعصاب الشديد في الذراعين والساقين .تفقد األعصاب التالفة قدرتها على
الشعور باأللم .عادة ،عندما تضع يدك على لوح معدني ساخن ،فإن األلم على الفور يجعلك تبتعد عن يدك.
تخيل عدد اإلصابات التي ستتعرض لها ،وكم ستكون أسوأ ،إذا لم تشعر باأللم .ألن المصابين بالجذام ال
يشعرون باأللم ،فإنهم يتعرضون ألضرار بالغة في أيديهم وأقدامهم ،
نظرا لمقدار الضرر الذي تسببه
ً كثيرا عن األلم في هذا الكتاب ،وهو أمر مفهوم ،
ً لقد تحدثنا
الخسارة .لكن لماذا لدينا هذه األفكار والمشاعر المؤلمة؟ ما الغرض المفيد الذي يخدمونه؟
في الفصل ، 6ناقشنا هذا فيما يتعلق باألفكار المؤلمة .نظرنا إلى كيف أن تلك األشياء المؤلمة التي تقوم
بها العقول -القلق ،االجترار ،الحكم الذاتي -كلها تخدم غرضًا :عقولنا تحاول حمايتنا ،إنقاذنا ،تبحث عنا.
وبالمثل ،في الفصل األول ،رأينا كيف ينق ر الجهاز العصبي علينا في وضع القتال أو الهروب أو التجميد
لحمايتنا من األذى والخطر .اآلن دعنا نستكشف األغراض الثالثة الرئيسية لعواطفنا.
التواصل والتحفيز واإلضاءة
عواطفنا هي في األساس رسل يأتيون إلينا بمعلومات مهمة ،محاولين مساعدتنا .لديهم ثالثة أغراض
رئيسية :التواصل والتحفيز واإللقاء الضوء.
نقل
عندما يتمكن اآلخرون من قراءة مشاعرنا ،فإنه يسمح لنا بالتواصل مع بعضنا البعض بطرق
قيمة .على سبيل المثال:
ينقل الخوف "احترس ؛ هناك خطر! " أو "أجد أنك تهدد".
يقول الغضب "هذا ليس عدالً أو صحي ًحا" ،أو "أنت تتعدى على أرضي" أو "أنا أدافع
عما يخصني".
يقول الحزن "لقد فقدت شيئًا مه ًما".
ينقل الشعور بالذنب "لقد فعلت شيئًا خاطئًا وأريد تصحيحه".
يقول الحب "أنا أقدر لك" " ،أريدك أن تبقى قريبًا".
عندما نكون مع أشخاص يهتمون بنا ،أشخاص يمكننا الوثوق بهم ،غالبًا ما تكون هذه االتصاالت
ذات قيمة كبيرة .على سبيل المثال ،إذا شاهدت صديقة جيدة أنك خائف أو حزين ،فستستجيب غالبًا بلطف
ودعم .إذا رأت أنك تشعر بالذنب لشيء فعلته وأضر بها ،فسيساعد ذلك غالبًا في إصالح الضرر الذي
حدث .إذا رأت أنك غاضب من شيء تفعله ،فقد تتراجع وتعيد النظر في األمر .من الواضح أننا أحيانًا
"نرسل إشارات خاطئة" أو يسيء اآلخرون تفسيرها أو يتفاعلون بشكل سلبي ؛ ال يوجد نظام يعمل بشكل
مثالي .ولكن في معظم األوقات ،تعمل العواطف بشكل جيد كوسيلة للتواصل.
تحفيز
عواطفنا أيضا تحفز .كلمات "العاطفة" " ،التحفيز" " ،الحركة" ،و "التحرك" كلها مشتقة من
الكلمة الالتينية ، movereوالتي تعني "التحرك" .العواطف تعدنا لتحريك جسدنا بشكل خاص
طرق والتصرف بطرق يحتمل أن تكون مفيدة وتعزز الحياة .على سبيل المثال:
يحفزنا الخوف على الهروب واالختباء واتخاذ إجراءات مراوغة وحماية أنفسنا.
يدفعنا القلق إلى االستعداد ألشياء قد تؤذينا أو تؤذينا.
يحفزنا الغضب على الوقوف على أرض الواقع والقتال من أجل ما نهتم به.
الحزن يحفزنا على اإلبطاء ،واالسترخاء ،واالستراحة ،والراحة ،واالنتعاش.
يحفزنا الشعور بالذنب على التفكير في سلوكنا وكيفية تأثيره على اآلخرين ،
والتعويض إذا كنا قد آذيناهم.
يحفزنا الحب على أن نكون محبين ورعاية ومشاركة ورعاية.
ومع ذلك ،تظهر المشاعر أحيا ًنا عندما ال تكون مفيدة ؛ يعلقوننا ويدفعوننا إلى سلوكيات إشكالية.
لكن في أغلب األحيان ،تعمل هذه المشاعر بشكل جيد ،بشرط أال نكافح معها .إذا تشاجرنا مع المشاعر
أو هربنا منها ،فإننا نخلق مشاكل كبيرة ألنفسنا .تذكر تمرين دفع الكتاب في الفصل 4؟ دفعه بعيدًا بقوة
يستهلك طاقتك ويشتت انتباهك ويجعل من الصعب عليك التصرف بفعالية .لكن إذا أسقطنا الصراع مع
عواطفنا ،وفسح المجال لها ،ودعها تتدفق من خاللنا -كما ستتعلم القيام بذلك في الفصل - 10سنجد أنه
يمكننا في كثير من األحيان االستفادة منها بطرق تعزز الحياة.
ينير
أخيرا ،توضح عواطفنا ما هو مهم بالنسبة لنا .إنهم ينبهوننا إلى أن شيئًا ما يحدث مه ًما ،وهو شيء
ً
نحتاج إلى الحضور إليه .إنهم "يسلطون الضوء" على أعمق احتياجاتنا ورغباتنا .على سبيل المثال:
فقدت
كتب جيمس جويس في دبلن " ،السيد .عاش دافي على مسافة قصيرة من جسده " .أنا أحب هذا االقتباس .ألكون
صري ًحا ،لم أقرأ سكان دبلن ،لذلك ليس لدي أي فكرة لماذا عاش السيد دافي على مسافة قصيرة من جسده ،لكن
يمكنني أن أخبرك أنه ليس الوحيد .في بعض األحيان ،ينفصل معظمنا عن أجسادنا ،خاصة عندما تكون مليئة
بالمشاعر المؤلمة .هذا يبدو منطقيا .كنا سنبقى بعيدًا عن الماء ،إذا علمنا بوجود سمكة قرش بيضاء كبيرة تكمن
هناك .وبالمثل ،فإننا نبقى خارج أجسادنا إذا علمنا أننا سنواجه مشاعر مؤلمة هناك.
في بعض األحيان ،يتخذ الجهاز العصبي الالإرادي هذا القرار لنا :إنه "يقطع" عواطفنا ،ويتركنا
عا ،عا ،نقوم بتخدير أنفسنا :باألدوية أو بالمخدرات أو بالكحول .واألكثر شيو ً مخدرين .بشكل أكثر شيو ً
أننا نهرب من أجسادنا من خالل اإللهاء .تأتي كلمة "إلهاء" من كلمتين التينيتين ، dis :والتي تعني "بعيدًا"
،و ، trahereوالتي تعني "الرسم" .لذلك عندما نلهي أنفسنا ،فإننا "نبتعد" عن شيء غير سار أو غير
مرغوب فيه .عندما نلهي أنفسنا عن المشاعر المؤلمة ،فإننا "نبتعد" عن الجسد الذي يضمهم.
كلما فقدنا االتصال بأجسادنا ،زادت المشاكل التي يسببها هذا .ربما يكون أكثرها شيوعًا هو اإلحساس
المروع بانعدام الحياة الذي يعززه ،والذي يصفه الناس بأنه خدر ،فارغ ،أجوف ،ميت من الداخل ،قشر
فارغ ،قشرة ،زومبي ،جثة تسير ،ال تشعر بأي شيء ،نصف
على قيد الحياة ،بالكاد على قيد الحياة ،أو هامدة .تصف هذه الكلمات حالة معاكسة تما ًما لـ
"الحيوية".
تأتي كلمة "حيوية" من الكلمة الالتينية ، vitaوتعني "الحياة" .تشير الحيوية إلى قوة الحياة
بداخلنا :طاقتنا ،دافعنا وشغفنا ؛ تقديرنا للحياة .قدرتنا على الشعور بالحياة الكاملة والمشاركة الكاملة
في العالم .أجسادنا تبقينا على قيد الحياة ،ومشاعرنا تذكرنا بأننا على قيد الحياة ؛ لذلك ليس من
المستغرب أنه عندما ننفصل عنهم ،نفقد حيويتنا.
لكن المشاكل ال تتوقف عند هذا الحد .تظهر ثروة من البحث العلمي أنه عندما نعزل أنفسنا
عن أجسادنا ،فإننا نفقد تلك الحكمة العاطفية التي ناقشناها أعاله ،والتي بدورها تقودنا إلى المعاناة
من نواح كثيرة .على سبيل المثال:
لدينا سيطرة أقل على دوافعنا ودوافعنا ،مما يجعلنا أكثر عرضة للسلوكيات مثل
العدوانية ،وتعاطي المخدرات والكحول ،أو اإلفراط في تناول الطعام.
نحن نفتقر إلى الوعي الذاتي وحكمنا ضعيف ،مما يؤدي غالبًا إلى "قرارات سيئة" ،
والتي نأسف عليها الحقًا.
نواجه صعوبة في قراءة مشاعر اآلخرين ،والتي ،جنبًا إلى جنب مع نقص الوعي
الذاتي ،تؤدي إلى الصراع والتوتر في العالقات.
نواجه صعوبة في أن نكون حميمين مع اآلخرين ،مما يؤدي إلى االنفصال
والشعور بالوحدة.
يتفاجأ الكثير من الناس بهذه اآلثار الجانبية لالنفصال العاطفي ،لذلك أود أن أشرح بإيجاز
سبب حدوثها.
نظرة فضوليّة
صنع الغرفة
حان الوقت لممارسة أخرى! سوف نتعلم كيفية االنفتاح وإفساح المجال للمشاعر الصعبة ،لكن الحظ
أوالً ما يجب أن يقوله عقلك .هل هو متحمس أم فضولي أم متحمس أم يحتج :ال! أريد أن أتخلص من
هذه المشاعر ال أن أفسح المجال لها !؟
إذا كان هذا األخير ،فربما يكون عقلك قد نسي لماذا نحن على وشك القيام بهذا العمل المهم .تذكر
الفصل ، 4حيث نظرنا إلى كل ما قمت به لتجنب هذه المشاعر ،وكيف يعمل ذلك على المدى القصير
ولكن ليس على المدى الطويل؟ كيف كلما بذلت المزيد من الجهد والطاقة في تجنب هذه المشاعر والتخلص
منها ،كلما كنت أكثر إرهاقًا واستنزافًا ،كلما كان من الصعب التصرف بشكل فعال في مواجهة كل
الصعوبات التي تواجهها ،وصعوبة االنخراط في أي جانب .من الحياة؟ وتذكرون الفصل األخير ،حيث
نظرنا إلى تكاليف االبتعاد عن عواطفنا؟ تعلم كيفية التخلص من الصراع مع مشاعرك والسماح لها بالتدفق
بحرية من خاللك هو فعل من أعمال اللطف الذاتي .أنت ال تقوم بهذا العمل فقط من أجله ؛ أنت تفعل ذلك
حتى تتمكن من إعادة بناء حياتك.
قبل أن نبدأ التمرين ،بعض التذكيرات السريعة .أوالً ،إذا كنت تريد صوتي كدليل ،فقم بتنزيل
الصوت من الكتا ب اإللكتروني المجاني ،عندما تضرب الحياة بقوة :بتات إضافية ،من صفحة المصادر
المجانية على موقع الويب الخاص بي ،
، www.the happinesstrap.comوإذا كنت تواجه صعوبات في تمارين التنفس ،مثل تلك
التي تمت مناقشتها في الفصل ، 8فتجاهل أي تعليمات تتعلق بأنفاسك.
ثانيًا ،يبدأ التمرين بإسقاط المرساة .هذا ضروري .من فضلك ال تخطيه .وإذا أصبح التمرين ساحقًا
في أي وقت (ال أتوقع هذا -فقط توخي الحذر) ،فالرجاء التوقف عن القيام بذلك ،وإسقاط المرساة حتى
يتم إيقافك مرة أخرى.
ثالثًا ،ال بأس في القيام بذلك في خطوات صغيرة .ال أحد يتوقع من رجل إطفاء أن يتعامل مع
جحيم شاهق دون أي تدريب .يتدرب رجل اإلطفاء المتدرب على حرائق صغيرة وآمنة ،مضاءة في
كثيرا ،
ً صا .فقط عندما تتدرب ظل ظروف يتم التحكم فيها بعناية داخل ساحات تدريب مصممة خصي ً
تعرف معداتها من الداخل إلى الخارج ،تعرف كل التدريبات والمناورات -عندها فقط ستخرج وتكافح
الحرائق الحقيقية.
نهج مماثل حكيم عندما تفسح المجال لمشاعر صعبة .ال تبدأ بمشاعرك األكثر إرهاقًا .ابدأ
بتلك المشاعر األصغر واألقل تحديًا :نفاد الصبر اليومي ،واإلحباط ،وخيبة األمل ،والحزن ،
والقلق .إذا لزم األمر ،ابدأ بإحساس صغير واحد في مكان ما في جسمك ،وتدريجيًا ،بمرور
الوقت ،اعمل على زيادة اإلحساس األكبر.
الحظ مشاعرك
خذ بضع لحظات إلسقاط المرساة .افعل ذلك بطريقتك الخاصة -االعتراف بتجربتك الداخلية ،والتواصل
مع جسدك ،واالنخراط في العالم من حولك -حتى تشعر أنك على األرض.
ثم توقف للحظة.
أنت على وشك الشروع في رحلة استكشافية -الستكشاف شعور صعب ورؤيته بعيون جديدة.
إذا لم يكن هذا الشعور موجودًا ،فراجع ما إذا كان يمكنك طرحه :خذ بضع لحظات للتفكير في طبيعة
خسارتك والطريقة التي تؤثر بها عليك حاليًا .عادة أثناء قيامك بذلك ،ستظهر مشاعر صعبة.
سا بطيئًا ولطيفًا وركز انتباهك على جسمك.
خذ نف ً
ابدأ من أعلى رأسك وقم بالمسح ألسفل .الحظ أين يكون هذا الشعور أقوى في جسدك :جبهتك ،
عينيك ،فكك ،فمك ،
الحلق أو العنق أو الكتفين أو الصدر أو البطن أو الحوض أو األرداف أو الذراعين أو الساقين( .إذا كنت
مخدرا ،فركز على المكان الذي يكون فيه الخدر أكثر وضو ًحا :غالبًا الصدر أو البطن).
ً
شعورا صعبًا ،راقب ذلك بفضول بعيون واسعة كما لو كنت عالم أحياء بحرية
ً بمجرد أن تجد
قابل بعض المقيمين الجدد الرائعين في األعماق .معرفة ما إذا كان يمكنك اكتشاف شيء جديد حول هذا
الموضوع -مكانه ،وكيف يبدو ،أو كيف يتصرف.
الحظ طاقتها أو نبضها أو اهتزازها .الحظ "الطبقات" المختلفة بداخلها.
الحظ أين يبدأ ويتوقف.
هل هو عميق بداخلك أم على السطح؟ تتحرك أم ال تزال؟
تخيل هذا الشعور كشيء بداخلك :ما هو شكله وحجمه؟ هل هو خفيف أم ثقيل؟
ما هي درجة حرارته؟ هل يمكنك مالحظة وجود بقع ساخنة أو باردة بداخلها؟
ما هو لونه؟ هل هو شفاف أم معتم؟
إذا كان بإمكانك لمس سطح هذا الشيء ،فماذا سيكون شعورك؟
اسم مشاعرك
كما تالحظ مشاعرك ،سمها .قل لنفسك بصمت ،ها هو الخوف ،أنا أالحظ الغضب ،أو أشعر بالذنب.
فجرب هنا األلم ،أو هنا التوتر ،أو التنميل هنا).
(إذا لم تتمكن من تحديد االسم الدقيق للشعور ّ ،
استمر في مالحظة هذا الشعور .اآلن بعد أن أصبح لها اسم ،فأنت تعرف ما الذي تتعامل معه.
تنفس في مشاعرك
تنفس ببطء وعمق ،وتخيل أن أنفاسك تتدفق داخل العاطفة وحولها.
وبينما تفعل أنفاسك هذا ،يبدو األمر كما لو أنك تتوسع بطريقة ما وتنفتح مساحة بداخلك.
هذا هو فضاء الوعي.
وكما أن المحيط به مساحة لجميع سكانه ،فإن وعيك الواسع يمكن أن يحتوي بسهولة على كل
مشاعرك.
لذا استنشق هذا الشعور وافتح من حوله .إرخاء من حوله .امنحها مساحة.
ضا.
تنفس في أي مقاومة داخل جسمك :التوتر ،والعقد ،واالنكماش ،وإفساح المجال لذلك أي ً
تنفس في أي مقاومة من عقلك :ضباب الدخان ال ،سيء ،أو ابتعد.
ضاً .
بدال من التمسك بها ،دعها تأتي وتذهب مثل أوراق وبينما تطلق أنفاسك ،حرر أفكارك أي ً
الشجر في النسيم.
اسمح لمشاعرك
ليست هناك حاجة إلبداء اإلعجاب أو الرغبة أو الموافقة على هذا الشعور .فقط انظر إذا كان يمكنك
السماح بذلك.
ضا ؛ جسمك يحاول المساعدة
تذكر أن هذا الشعور يخدم غر ً
أنت.
يخبرك هذا الشعور بشيء مهم للغاية.
يخبرك أنك تهتم ؛ أن لديك قلب أن هناك شيئًا يهمك حقًا.
إنها ليست عالمة ضعف أو مرض عقلي .إنها عالمة على أنك إنسان طبيعي يعيش ويهتم.
اعلم أنك تشارك هذا الشعور مع مليارات اآلخرين ؛ كلنا نعاني من الخسارة واأللم المصاحب
لها.
هل يمكنك إسقاط النضال والتصالح معه؟
هذا الشعور جزء منك .إنه جزء منك تما ًما مثل يديك وقدميك وعينيك وأذنيك.
ما الذي تحصل عليه من القتال مع أجزاء من نفسك؟ هل يمكنك الخروج من تلك المعركة وتحقيق
السالم؟
بينما تستمر في مالحظة هذا الشعور ،تحقق مما إذا كان هناك أي شيء تحته .على سبيل المثال
،إذا كان الغضب أو التنميل ظاهريًا ،فربما يوجد خوف أو حزن أو خجل تحته .ال تحاول إظهار شعور
جديد ؛ فقط اسمح لمشاعرك أن تكون كما هي في هذه اللحظة .إذا ظهر شعور جديد من العمق ،فال
ضا.
بأس بذلك ؛ إذا لم يحدث ذلك ،فال بأس بذلك أي ً
مهما كان الشعور الموجود في هذه اللحظة ،دعه يأخذ مساحته .امنحها مساحة كبيرة للتحرك.
واسمحوا لها أن تأتي وتذهب بحرية ،في وقتها المناسب.
كما هو الحال مع جميع التمارين الواردة في هذا الكتاب ،يمكنك التدرب على هذا في أي وقت وفي
أي مكان وألي مدة .لتحسين قدرتك على إفساح المجال للمشاعر الصعبة ،يمكنك تمديد هذا إلى تمرين
طويل ،يستغرق من عشر إلى خمس عشرة دقيقة .أو يمكنك التدرب على إصدار من عشر إلى خمس
عشرة ثانية في أي مكان تقريبًا :ببساطة الحظ وتسمية المشاعر ،وتنفسها ،واسمح لها بالتواجد هناك ،
ضا مزج "إفساح المجال" مع تمارين أخرى. وقم بتوسيع وعيك للتواصل مع العالم من حولك .يمكنك أي ً
على سبيل المثال ،بعد المالحظة والتسمية والسماح لمشاعرك ،من الرائع أن تنتهي ببعض الحديث الذاتي
اللطيف أو االستسالم.
قد تتساءل ،ماذا بعد؟ بعد أن أنهي هذه الممارسة ،ماذا أفعل؟ اإلجابة هي ،إذا كنت تفعل
شيئًا هادفًا ويعزز حياتك ،فاستمر في فعل ذلك وانخرط فيه بشكل كامل ؛ ركز كل انتباهك عليها
وانغمس فيها تما ًما .وإذا كنت ال تفعل شيئًا هادفًا ويعزز حياتك ،فتوقف وانتقل إلى نشاط أكثر
أهمية( .إذا كنت ال تستطيع التفكير في أي أنشطة ذات مغزى ،فسنصل إلى ذلك في الجزء ).2
تذكير مهم :استراتيجيات التحكم في المشاعر -األشياء التي تفعلها للهروب من المشاعر غير
المرغوب فيها أو تجنبها أو التخلص منها -تمثل مشكلة فقط إذا وعندما تستخدمها بشكل مفرط ،أو عندما
تمنحك الراحة على المدى القصير ولكنها تضعف حياتك في على المدى الطويل .لذا ،إذا ساعدوك في
التأقلم ولم يؤثروا سلبًا على حياتك على المدى الطويل ،فاستمر في استخدامها .نقدم لك هنا المزيد من
الخيارات حتى ال تضطر إلى القتال أو الهروب من مشاعرك ،أو االنقطاع عن جسدك للهروب منها.
أنا أشجعك على بذل الجهد ،على األقل عدة مرات في اليوم ،إللقاء نظرة فضوليّة جيدة على مشاعرك.
راقبهم عن كثب واكتشف عاداتهم .متى تظهر؟ ما الذي يخرجهم؟ ما هي أجزاء جسمك التي يحبون احتاللها؟
وكيف يتفاعل جسدك معها؟ أين تالحظ المقاومة والتوتر والصراع؟
عند مشاهدة فيلم وثائقي ،يمكننا أن نشعر بسعادة غامرة لرؤية سمكة قرش أو تمساح أو سمكة
ستينغراي .هذه المخلوقات القاتلة تمألنا بالرهبة والتقدير .التحدي الذي نواجهه هو أن ننظر إلى عواطفنا
بنفس الطريقة .على الرغم من أن مشاعرنا قد تبدو خطيرة ،إال أنها في الواقع غير قادرة على إيذائنا بأي
شكل من األشكال .على عكس سمكة القرش أو التمساح ،ال يمكنهم أكلنا .على عكس الراي اللساع ،ال
يمكنهم تسميمنا .لذلك ،عندما نشاهد مشاعرنا بانفتاح وفضول ،فلن يكون األمر أكثر خطورة من مشاهدة
فيلم وثائقي عن الحياة البرية .لذا ألق نظرة فضوليّة ،متى استطعت .ليس من الضروري أن تكون نظرة
طويلة ،فقط نظرة فضوليّة.
11.
يد لطيفة
لديك حمار أليف ،أليس كذلك؟ وفي نهاية كل أسبوع ،ينقل حمارك بضاعتك إلى السوق لبيعها هناك .ال؟
أوه .اه حسنا ال تهتم .حتى لو لم يكن لديك حمار ،فأنا متأكد من أنك تعلم أن الحمير مشهورة بكونها عنيدة.
لذلك إذا كنت تريد أن يتعاون حمارك ،فعليك أن تعرف كيف تحفزه .وإذا كنت تتساءل ما عالقة هذا
بالخسارة على وجه األرض ،فستكتشف ذلك قريبًا جدًا.
غالبًا ما تُفرض علينا خسائرنا ،من خالل الموت أو المرض أو الكوارث .في أوقات أخرى ،نساهم
في خسائرنا ،جزئيًا على األقل ،من خالل سلوكنا المهزوم للذات .كلنا نفشل ،ونخطئ ،ونرتكب أخطاء
حمقاء .نحن جميعًا ،في بعض األحيان ،نتدافع من عواطفنا مثل دمية على خيط ونتصرف بطرق تهزم
أنفسنا .نكافح مع أفكارنا ومشاعرنا ،نقول ونفعل أشياء بعيدة كل البعد عن الشخص الذي نريده حقًا .نحن
نؤذي األشخاص الذين نحبهم أكثر من غيرهم ،أو نتجنبهم ألننا نشعر بأننا ال نستحق حبهم.
كثيرا
ً أثناء ممارسة وتطبيق المبادئ في هذا الكتاب ،سنجد أن هذا النوع من األشياء يحدث
وتكرارا ألننا بشر.
ً مرارا
ً ،لكننا لن نكون مثاليين أبدًا .سوف نفشل
إذن ما الذي يميل عقلك إلى فعله عندما تفشل؟ إذا كان األمر يشبه عقلي ،فإنه يسحب عصا
كبيرة ويبدأ في ضربك ؛ يخبرك أنك لست جيدًا بما يكفي ،أو ال يمكنك فعل ذلك ،أو أن هناك شيئًا
خاطئًا معك ؛ أو تلقي محاضرات حول المحاولة بجدية أكبر ،والعمل بشكل أفضل ،وتحسين
ً
أطفاال ،غالبًا ما ينتقدنا البالغون لحملنا على تغيير سلوكنا ؛ فال نفسك .هذا ليس مفاجئًا ،ألننا كنا
عجب إذن أننا تعلمنا أن نفعل هذا بأنفسنا.
اآلن نعود إلى هذا الحمار الذي ذكرته سابقًا .ربما سمعت القول المأثور عن "الجزرة مقابل العصا" .إذا
كنت تريد أن يحمل الحمار حملك ،فيمكنك تحفيز ذلك بجزرة أو عصا .كلتا الطريقتين تجعل الحمار يتحرك ،
ولكن بمرور الوقت ،كلما صدمت هذا الحمار باستخدام
سا وغير صحي .ولكن إذا كافأت الحمار بجزرة كلما فعل ما تريد ،فمع العصا ،يصبح أكثر بؤ ً
مرور الوقت سينتهي بك األمر بحمار أكثر صحة.
ضرب نفسك غير فعال مثل ضرب الحمار بالعصا .من المؤكد أن النقد الذاتي أحيانًا يجعلك
سا وغيرتتحرك في االتجاه الصحيح ،ولكن كلما أصبح األمر أكثر اعتيادًا ،كلما كنت أكثر بؤ ً
صحي .من المستبعد جدًا أن تغير سلوكك ؛ من المرجح أن تجعلك تشعر بأنك عالق وبائس .لذا ،
سواء كانت خسارتنا ناتجة عن الحظ السيئ أو ما إذا كنا قد ساهمنا فيه بطريقة ما ،فإن ممارسة
التعاطف مع الذات أمر ضروري.
بالمناسبة ،المهارات التي تعلمتها -التخلي عن المرساة ،وإلغاء االهتمام بالقصص غير المفيدة
،وإفساح المجال للمشاعر الصعبة -تُعرف باسم "مهارات اليقظة الذهنية"ً .
نظرا ألن اليقظة الذهنية
جزء كبير من ، ACTفقد تتساءل لماذا لم أذكرها من قبل .السبب ببساطة هو وجود العديد من المفاهيم
الخاطئة عن اليقظة .يعتقد الناس أنها ممارسة دينية ،أو نوع من التأمل ،أو أسلوب استرخاء ،أو شكل
من أشكال التفكير اإليجابي .ال شيء من هذه األفكار صحيح" .اليقظة" لها العديد من التعريفات المختلفة
،وليس هناك اتفاق عالمي على التعريف األفضل.
أعرف اليقظة بأنها مجموعة من المهارات النفسية للعيش الفعال ،والتي تتضمن جميعها أنا شخصيا ً ّ
ا النتباه بانفتاح وفضول ومرونة .عندما نتخلى عن المرساة ،ونتخلص من القصص غير المفيدة ،ونفسح
المجال للمشاعر الصعبة ،فإننا نستجيب بمرونة لتجربتنا ،مع االنتباه إلى ما هو موجود بموقف من االنفتاح
والفضول ؛ بمعنى آخر ،نحن نمارس اليقظة.
بالطبع ،بعض الناس أكثر وعيًا من غيرهم :أكثر قدرة على التركيز على ما يفعلونه
واالنخراط فيه ،واالنفتاح وإفساح المجال لمشاعرهم ،والتخلص من أفكارهم .هذا يرجع إلى حد
كبير إلى مقدار الممارسة التي يقومون بها .حتى اآلن ،تحدثت فقط عن الممارسة غير الرسمية:
تمارين اليقظة الذهنية السريعة والبسيطة التي يمكنك القيام بها بسهولة على مدار اليوم ،تقريبًا في
أي وقت وفي أي مكان .ومع ذلك ،إذا كنت ترغب حقًا في تطوير قدرتك على اليقظة ،فقد ترغب
ضا في التفكير في ممارسة رسمية ،مثل تأمل اليقظة ،أو هاثا يوجا ،أو تاي تشي. أي ً
إحدى الممارسات الرسمية المعينة ،التي أوصي بها بشدة ،مفيدة جدًا :االنتباه للتنفس .إنه ينطوي
على تركيز االنتباه على تنفسك وجذب انتباهك مرة أخرى بشكل متكرر ،بغض النظر عن عدد المرات
التي يتجول فيها .يقدم الملحق "ب" وصفًا تفصيليًا للتمرين .ومع ذلك ،إذا لم تقم بممارسة مثل هذه من
ثوان
ٍ قبل ،فسوف تندهش من مدى التحدي الذي تمثله .إذا استطعت التركيز على أنفاسك لمدة عشر
قبل أن يتشتت انتباهك ،فستكون بخير.
جميع مهارات اليقظة التي غطيناها حتى اآلن هي عناصر مهمة للتعاطف مع الذات ؛ إنها طرق لطيفة
لالستجابة لخسارتك والتعامل مع األ فكار والمشاعر والذكريات المؤلمة .سنقوم اآلن بدمج مهارات اليقظة
الذهنية هذه معًا ،جنبًا إلى جنب مع بعض الكلمات الطيبة واألفعال اللطيفة ،لنمنحك التجربة الكاملة للتعاطف
مع الذات( .يتوفر إصدار صوتي في كتابي اإللكتروني المجاني عندما تضرب الحياة بشدة :بتات إضافية .راجع
صفحة الموارد المجانية على موقع الويب الخاص بي ).www.thehappinesstrap.com ،بعض
العمالء ،وخاصة الرجال ،يترددون في البداية في القيام بهذا التمرين التالي ؛ يحتجون على أنه "سخيف" أو
"منمق" أو "حساس" .ولكن بمجرد أن يجربوها ،فإنهم يجدونها عادة مفيدة( .لقد فعل أنطونيو بالتأكيد ،كما
سترون).
يد لطيفة
سا على كرسي ، ً
متمركزا ومتنب ًها .على سبيل المثال ،إذا كنت جال ً ابحث عن وضع مريح تكون فيه
يمكنك االنحناء قليالً إلى األمام ،وتقويم ظهرك ،وإسقاط كتفيك ،والضغط بقدميك برفق على األرض.
خذ بضع لحظات إلسقاط المرساة .افعل ذلك بطريقتك الخاصة -االعتراف بتجربتك الداخلية ،
والتواصل مع جسدك ،واالنخراط في العالم من حولك -حتى تشعر بأنك على أسس.
اآلن تذكر خسارتك .خذ بضع لحظات لتفكر فيما حدث ،والحظ األفكار والمشاعر التي تنشأ.
.1كن حاضرا.
يوقف.
هذا كل ما تحتاجه -توقف مؤقتًا.
توقف لبضع ثوان والحظ ما يخبرك به عقلك.
الحظ اختيار الكلمات وسرعة وحجم حديثه.
كن فضوليًا :هل هذه القصة قديمة ومألوفة أم أنها جديدة؟ هل عقلك يأخذك إلى الماضي أو
الحاضر أو المستقبل؟ ما هي األحكام التي تصدرها؟ ما هي التسميات التي تستخدمها؟
ال تحاول أن تناقش عقلك أو تحاول إسكاته ؛ عليك فقط إثارة ذلك.
ببساطة الحظ القصة التي تخبرك بها.
والحظ بفضول كل المشاعر المختلفة التي تنشأ في جسدك .ماذا تكتشف؟ الشعور بالذنب أم الحزن
أم الغضب أم الخوف أم اإلحراج؟ استياء أم يأس أم كرب أم غضب أم قلق؟ خدر ،فراغ ،المباالة؟
انتبه ،كطفل فضولي ،لما يحدث داخل جسمك.
قم بتسمية هذه المشاعر فور ظهورها :ها هو الخوف ،ها هو الحزن ،ها هو التنميل.
قل شيئًا عطوفًا على نفسك :اعترف بألمك ورد بلطف .إذا لم تكن متأكدًا مما ستقوله ،فحاول ،
فهذا صعب .امسك نفسك بلطف.
.2فتح.
اكتشف اآلن الشعور الذي يزعجك أكثر والحظه كطفل فضولي.
أين هو موقعه؟ هل هو على السطح أم في الداخل؟
ما هو حجمه وشكله؟ هل حدودها واضحة المعالم أم غامضة وغامضة؟
ما هي درجة حرارة هذا الشعور؟ هل يمكنك مالحظة أي بقع ساخنة أو باردة بداخلها؟
هل تتحرك أم ال تزال؟ خفيف أم ثقيل أم عديم الوزن؟
هل يمكنك مالحظة أي أحاسيس أخرى بداخله؟ اهتزاز ،وخز ،أم خفقان؟ ضغط أم حرق أم
قطع؟
اآلن تنفس ببطء وبلطف في الشعور ،مع موقف من الدفء واللطف.
تخيل أن أنفاسك تتدفق داخل وحول هذا األلم أو التنميل.
تخيل ،بطريقة سحرية ،أن هناك مساحة شاسعة تنفتح بداخلك ،مما يوفر مساحة كبيرة لهذا
الشعور الصعب.
مهما كان هذا الشعور غير مرغوب فيه ،فال تقاومه .اخرج من المعركة .بدال من ذلك ،اصنع
السالم معها.
دع هذا الشعور يكون كما هو .امنحها مساحة كبيرة بدالً من دفعها بعيدًا.
ضا .إفساح المجال
وإذا الحظت أي مقاومة في جسمك -شد أو تقلص أو توتر -فتنفس في ذلك أي ً
لذلك.
اترك مساحة لكل ما ينشأ :أفكارك ومشاعرك ومقاومتك.
.4تحدث بلطف.
اآلن قل بضع كلمات لطيفة لنفسك.
إذا لم تكن متأكدًا مما ستقوله ،فحاول ،فهذا صعب ؛ تمسك بنفسك بلطف.
أو قد تقول ،هذا صعب -ويمكنني القيام بذلك.
إذا فشلت أو ارتكبت خطأ ،فقد ترغب في تذكير نفسك ،نعم ،أنا إنسان .مثل أي شخص آخر ،
أفشل وأرتكب أخطاء.
اعترف أن ألمك يخبرك بشيء مهم جدًا.
صا يهمك حقًا.
يخبرك أن لديك قلبًا ،وأنك تهتم ،وفقدت شيئًا أو شخ ً
هذا ما يشعر به كل البشر في مواجهة الخسارة الفادحة.
إنها ليست عالمة ضعف أو خطأ فيك ؛ إنها عالمة على أنك كائن حي ومهتم .وهو شيء تشترك
فيه مع كل حي ،واالهتمام بوجودك على هذا الكوكب.
أثناء قيام أنطونيو بهذا التمرين معي ،انفجر هدير الحلق من حلقه .وارتفع جسده وانهمرت الدموع
على وجهه .طلبت منه بلطف أن يبقي يديه على جسده ،ليواصل إرسال اللطف .وهو أيضا .بقي على هذا
النحو لمدة عشر دقائق ،وهو يبكي ويرجف ويمسك نفسه بلطف .في النهاية توقف بكائه وأصبح هادئًا.
نظر إلي بخجل ،وقال بصوت خافت " ،كنت أحاول بشدة أال أشعر بذلك".
"واآلن ،كيف تشعر؟"
"كما لو أنه تم طرد عشرة أنواع من الهراء مني!"
قلت" :تبدو أكثر هدو ًءا" .تبخر القلق والتوتر الذي أحدثه في الجلسة ؛ بدا مسال ًما.
قال مبتس ًما" :نعم -أعتقد أنني كذلك".
مثيرا .بالنسبة لمعظم الناس ،هذا ال يحدث.
ً كان رد فعل أنطونيو على تمرين اليد اللطيف
عا ،ستستفيد من اإلحساس بالدفء والراحة .إنه مهدئ ومهدئ ،ويميل إلى توسيطك بشكل أكثر شيو ً
وتهدئتك .إذا قمت باالستفادة من بعض المشاعر المؤلمة القوية ،فهناك خيار يتعين عليك القيام به.
يمكنك إنهاء التمرين وإسقاط المرساة ،أو االستمرار في "ركوب العاصفة" .بعد ذلك ،عندما تنحسر
العاصفة في النهاية ،من المحتمل أن تكون في حالة مماثلة ألنطونيو ؛ ستشعر وكأنك مررت بالكثير
ضا بالهدوء والراحة.مهتزا أو ضعيفًا -ولكنك ستشعر أي ً
ً -ربما كنت
أنا أشجعك على القيام بهذا التمرين بشكل متكرر -على األقل يوميًا (ولكن حتى أسبوعيًا
مفيد) .إذا شعرت أنه طويل جدًا ،فقم بتجريده في إصدار مدته دقيقتان .من األفضل القيام بذلك على
ضا القيام بذلك في السرير ،خاصةً إذا كنت ال تستطيع النوم .إذا لم تحصل على
انفراد .من الرائع أي ً
الكثير منه ،يرجى المحاولة مرة أخرى على األقل .مع التكرار ،يجد معظم الناس أنه مفيد( .ومع
ذلك ،إذا كنت ال ترغب في القيام بذلك ،أو إذا لم تحصل على أي شيء منه ،أو إذا تسبب في رد
فعل سلبي يصعب عليك التعامل معه -اتركه فقط).
ال تتردد في تكييف أو تعديل هذا التمرين .على سبيل المثال ،إذا كنت ال تحب وضع يديك
على النحو المقترح أعاله ،فاستبدل إيماءة أخرى من اللطف ،مثل فرك رقبتك أو كتفيك ،أو تدليك
صدغك أو جفونك.
الذهاب أبعد
إلى جانب ممارسة هذا التمرين ،ما هي األعمال اللطيفة األخرى التي يمكنك القيام بها مع نفسك؟ ماذا عن
تخصيص وقت لتسلية المفضلة لديك؟ ماذا عن ممارسة الرياضة ،أو العبث بسيارتك ،أو قراءة الكتب ،أو
التمرين في صالة األلعاب الرياضية؟ الحصول على حمام مهدئ؟ الحصول على تدليك؟ أكل بعض لذيذ
الطعام الصحي؟ الذهاب للمشي؟ هل تمنح نفسك بعض الوقت "لي"؟ هل تستمع إلى موسيقاك
المفضلة؟
لقد تطرقنا عدة مرات إلى الحديث الذاتي اللطيف ،وأريد استكشاف هذا بشكل أكبر .كما تعلم ،
ال يوجد زر حذف في الدماغ ؛ ال يمكننا القضاء بطريقة سحرية على كل تلك األفكار القاسية التي تحكم
على الذات .في ، ACTال نتحدى أو نعارض أو نحاول دحض أو التخلص من أفكار النقد الذاتي تلك
؛ نحن ال نحول األفكار "السلبية" إلى "اإليجابية" .بدالً من ذلك ،نعترف باألفكار التي تصدر أحكا ًما ،
ونسمح لها أن تكون حاضرة -باإلضافة إلى أننا نجلب الحديث مع النفس ؛ نتحدث مع أنفسنا بالطريقة
التي نتحدث بها مع صديق جيد محتاج.
على سبيل المثال ،افترض أن عقلك يقول ،أنا ضعيف جدًا .لماذا ال استطيع ان اكون اقوى؟
أفكارا حول كونك ضعيفًا.
ً لماذا ال يمكنني التعامل مع هذا مثل األشخاص اآلخرين؟ قد ترد ،أالحظ
هذا يؤلمني حقًا ،وأنا أعاني -ولكن على الرغم من صعوبة ذلك ،يمكنني التعامل مع هذا األمر.
سآخذها يو ًما واحدًا في كل مرة وأركز على ما هو في سيطرتي.
أو افترض أن عقلك يقول أنك شخص سيء ألنك لم تكن موجو ًدا من أجل أحد أفراد أسرته ،
قادرا على إنقاذه من شيء سيء ،أو أنك عاملته بشكل سيء -وهذا يصدر أحكا ًما سيئة أو لم تكن ً
على النفس .قد ترد ،ها هي قصة لقد أخفقت .نعم ،أنا نادم على الكثير من األشياء .أتمنى أن أتمكن
من العودة والقيام باألشياء بشكل مختلف -ومن المؤلم حقًا أنني ال أستطيع .لكن ضرب نفسي لن
يغير ما حدث .لكن ما يمكنني فعله هو التعلم من هذا ،لذا يمكنني التصرف بشكل مختلف إذا حدث
شيء مشابه مرة أخرى.
الحظ في هذه الردود أنه ال يوجد شفقة على الذات أو محاولة إنكار أو استبعاد ألمك الحقيقي.
ال يوجد تفكير إيجابي مبتذل" :إذا أعطتك الحياة ليمونًا ،اصنع عصير ليمونادة" أو "انظر إلى
الكوب نصف ممتلئ ".يشرحون جميعًا تلك الصيغة األساسية المكونة من خطوتين :االعتراف بألمك
،واالستجابة بلطف.
كثيرا من فعله :كما هو الحال مع أي مهارة جديدة ،فإن التعاطف مع الذاتً بالطبع ،قول هذا أسهل
يتطلب الممارسة .ولكن أيضًا ،يصبح األمر أسهل مع الممارسة .لذلك ،على مدار كل يوم ،ابحث عن فرص
لمالحظة وتسمية أفكارك القاسية التي تصدر أحكا ًما على الذات والسماح لها بالحضور .ثم ضع في اعتبارك:
كيف يمكنك أن تكون لطيفًا وداع ًما لمن تحب يعاني من خسارة فادحة؟ ماذا تقول؟ ثم قل شيئًا مشاب ًها لنفسك.
فكر باألساسيات
لتطوير التعاطف مع الذات ،ال يتعين علينا القيام بشيء كبير ودرامي .أصغر فعل لطف يحدث فرقًا .على
سبيل المثال ،إليك بعض األعمال اللطيفة التي قمت بها هذا الصباح :مددت ظهري ورقبتي ،وأخذت حما ًما
فطورا صحيًا ،واستمعت إلى الطيور خارج النافذة. ً ساخنًا ،ولعبت مع الكلب ،وأمزح مع ابني ،وتناولت
.تتراكم أفعال الرعاية الصغيرة هذه بمرور الوقت إلى عالقة داعمة ورحيمة مع نفسك .وحتى لو تخيلت
سا بالطيبة الذاتية.
مجرد القيام بهذه األعمال ،فإن ذلك في حد ذاته يمكن أن يولد إحسا ً
ذكرت سابقًا كريستين نيف ،أكبر باحثة في العالم في مجال التعاطف مع الذات .تحدد نيف ثالثة عناصر
أساسية للتعاطف مع الذات .األولين هما اليقظة واللطف .والثالث يسمى "اإلنسانية المشتركة" ،وهو يشير إلى
حالة اإلنسان والطبيعة ال عالمية للمعاناة .عندما نتألم ونتألم ،دعنا نذكر أنفسنا بأن هذه تجارب بشرية طبيعية ؛
أنه في جميع أنحاء الكوكب ،في هذه اللحظة ،يعاني الماليين والماليين من البشر بطرق مشابهة لطرقنا .نحن
بشرا ،كشيء مشترك ال نفعل ذلك للتخلص من آالمنا أو التقليل من شأنها ،بل االعتراف بها كجزء من كوننا ً
بيننا وبين أي شخص آخر ،كشيء يمكن أن يساعدنا على فهم معاناة اآلخرين وإثارة تعاطفنا .لهم أيضا.
في كثير من األحيان عندما نعاني ،تخبرنا أذهاننا أننا الوحيد الذي يعاني وأن الجميع أكثر سعادة منا!
إذا اشترينا هذه القصة ،فستزيد معا ناتنا بشدة .الحقيقة هي أن جميع البشر يعانون ،والخسارة والمشقة تمس
كل حياة بشرية ،في كثير من األحيان .كجزء من حديثنا اللطيف مع الذات ،قد يكون من المفيد أن نذكر أنفسنا
بهذا.
أنا شخصيا ً أجد التعاطف مع الذات أصعب في تلك المناسبات عندما صرخت في ابني .مثل كل اآلباء
،في بعض األحيان أفقد أعصابي .بسبب بعض القصص القضائية ،أفقد االتصال بقيم الصبر والهدوء ،وألتقط
الكلمات القاسية وأقولها .بعد لحظات ،خرجت ذهني مع العصا الكبيرة :األب السيئ! يا لها من عمل رديء
تقوم به! إنه مجرد طفل ،اسهل عليه ؛ لماذا تفقد أعصابك؟ تسمي نفسك معالج ACT؟ يا لك من منافق! ماذا
سيفكر القراء إذا كان بإمكانهم رؤيتك اآلن؟ قبل أن أعرف ذلك ،أنا أتجول في عاصفة عاطفية من الذنب
واإلحراج واإلحباط.
وبعد ذلك ...بعد فترة ...أدركت ما يحدث .أزرع قدمي على األرض ،وأتنفس بعمق ،
وأالحظ ما يمكنني رؤيته ،وسماعه ،ولمسه ،وتذوقه ،وش ّمه .أنا أتواصل مع العالم .أصبحت
حاضرا .وأقر أنني أتألم .ثم أضع يدي بلطف على صدري أو بطني -أينما كان األلم -وأتنفس
بعمق .أذكر نفسي :أنت إنسان .ومثل أي والد آخر على هذا الكوكب ،فإنك تفشل أحيانًا .هذا ما
تشعر به عندما تهتم حقًا بأن تكون والدًا صال ًحا وال تتمكن من االرتقاء إلى مستوى ُمثُلك الخاصة.
وبعد ذلك أنظر بعمق إلى ما يكمن وراء كل هذا الذنب .وهناك
الحب .الحب المطلق الالمحدود .بعد كل شيء ،إذا لم أحبه ،فلن أفعل
تشعر بالذنب بشأن الصراخ في وجهه.
لذا ،إذا خصصت وقتًا للجلوس بهدوء ،وأن تكون لطيفًا ولطيفًا مع نفسك ،وألقيت نظرة فضوليّة على
ألمك العاطفي ،فأعتقد أنك ستجد شيئًا مشاب ًها بداخلك .مهما كانت المشاعر -الغضب ،أو الخوف ،أو الحزن
،أو الذنب -أمسكها بلطف واسأل نفسك ،ماذا يكشف هذا األلم عن قلبي؟ ما الذي يذكرني بأني أهتم به حقًا؟
ما الذي يخبرني به أنني بحاجة إلى مواجهته أو التعامل معه أو القيام به بشكل مختلف؟
تساعدك هذه األسئلة على تذكر أنك لست "سيئًا" ،حتى لو قال عقلك أنك كذلك .أنت إنسان
مهتم .بعد كل شيء ،إذا لم تهتم ،فلن تؤذي.
لذلك عندما تضرب الحياة بشدة وينهار عالمنا ،فإن إلقاء المرساة وإمساك أنفسنا بلطف
يساعدنا على إعادة تجميع أنفسنا بعد الضربة ،للوقوف على أقدامنا وجمع أنفسنا .بعد ذلك ،سنكون
أكثر فاعلية عندما ننتقل إلى وضع االستراتيجيات وحل المشكالت :اتخاذ اإلجراءات ،مسترشدين
بقيمنا ،لبدء عملية إعادة البناء المؤلمة .لذا طوال اليوم ،باإلضافة إلى السقوط المتكرر للمرساة ،
ابحث عن فرص لممارسة أفعال صغيرة من اللطف الذاتي .كل واحد منهم يحدث فرقا.
12.
في بعض األحيان ،تثير الذكريات الجميلة واألغنى المشاعر األكثر إيال ًما .يحدث هذا بشكل خاص عندما فقدنا
صا نحبه من خالل الموت أو االنفصال أو انهيار العالقة .بينما نتذكر األوقات الجيدة -تلك اللحظات من الحبشخ ً
واللعب ،واأللفة والتواصل ،والمشاركة واالهتمام -تواجهنا فداحة خسارتنا .فجأة ،تغمر تلك الذكرى الجميلة
السعيدة بالحزن أو القلق أو الوحدة أو غيرها من المشاعر المؤلمة .وتلك هي الذكريات الجميلة! مع الذكريات السيئة
،نعاني أكثر ألنه ال يوجد حب أو حالوة فيها -فقط المزيد من األلم.
في هذا الفصل ،سنلقي نظرة على استراتيجيتين مختلفتين ولكنهما متصلتان إلى حد ما .أوالً
،سوف نستكشف "ممارسات الحزن" للتعامل مع ألم الذكريات الجيدة ثم "إعطاء تمارين" للتعامل
مع ألم الذكريات السيئة.
تذكير قوي
غالبًا ما يكون من المفيد أن يكون لديك شيء يذكرك بشدة بمن تحب .يمكن أن تكون هذه
عنصرا من مالبسهم أو لعبة أو دمية دب أحبها.
ً صورة فوتوغرافية أو لوحة أو
فعل رمزي
افعل شيئًا يرمز إلى حبك لهذا الشخص -أشعل شمعة ،أو ضع الزهور على قبر ،أو اعزف
موسيقى خاصة ،أو اقرأ قصيدة ،أو صل ،أو
مجلة .إذا شارك شخص آخر ،فيمكنك أن تمسك بيده أو تعانقه أو تغني أو تصلي معًا.
التذكر والسماح
خالل هذا الوقت ،تذكر من تحب واسمح لمشاعرك أن تكون كما هي .إفساح المجال لكل أفكارك
ومشاعرك :الحب والحزن ،الفرح والخوف ،الضحك والوحدة .اعترف بمدى األلم ،وعامل نفسك بلطف.
يجد الكثير من الناس أنه من المريح ممارسة تمرين األيدي اللطيفة من الفصل .11
تذكر أنه قد تظهر ذكريات غير مرغوب فيها .إذا حدث هذا ،فمن المهم أال تدفعهم بعيدًا ،ألن
القيام بذلك عادة ما ينتج عنه تأثير ارتداد :تختفي الذكريات غير المرغوب فيها لفترة وجيزة ،ثم ترتد
مرة أخرى باالنتقام .لذا إذا ظهرت ذكرى غير مرغوب فيها ،الحظها ،وسمها ،واسمح لها — وكن
لطيفًا.
اختيار الذكريات
لدينا القليل من السيطرة على ذاكرتنا .يأتون ويذهبون كما يحلو لهم .غالبًا ما يظهرون عندما
ال نريدهم ؛ في أوقات أخرى ،ال يمكننا استعادتها ،بغض النظر عن الطريقة التي نحاول بها .ومع
ذلك ،خالل طقوس الحزن ،يمكنك اختيار التركيز على الذكريات التي ترغب في االحتفاظ بها
عزيزة .فكر في الطريقة التي تريد أن تتذكر بها هذا الشخص :هل كانت هناك مناسبات أو أحداث
معينة كانت مميزة حقًا؟ األشياء التي قالوها أو فعلوها والتي تهمك حقًا؟ هل وجدت المراوغات في
شخصيتهم محببة؟ الصفات الشخصية التي اعجبتك؟ إذا كان األمر كذلك ،فقد ترغب في استعادة
هذه اللحظات الجميلة والتفكير فيها بوعي ،وتذوق الحالوة بداخلها.
التحدث مع من تحب
وأخيرا ،يجد الكثير من الناس أنه من المفيد التحدث إلى أحبائهم .إذا لم تفعل هذا من قبل ،فقد
ً
ً
يبدو األمر غريبا ،ألن من تحبهم قد مات .ومع ذلك ،فإن هذه المحادثات الخيالية غالبًا ما تكون شافية
للغاية .إذا كنت ترغب في تجربة ذلك ،فيمكنك اختيار التحدث بصوت عا ٍل أو التحدث بلغة
رئي س .قد ترغب في التحدث إلى أحبائك عن األوقات القديمة ،أو إخبارهم باألشياء التي ترغب في
قولها ،أو إطالعهم على ما يحدث اآلن في حياتك .إذا كنت ترغب في ذلك ،يمكنك أن تتخيل أنهم
يتحدثون معك.
كانت ناتالي ،التي مات ابنها في حادث الكر والفر ،متدينة تما ًما .كانت تقوم بزيارة قبر ابنها مرتين
أسبوعيا ً -وخالل تلك الزيارات ،صليت ،وتحدثت معه ،ووضعت الزهور على شاهد قبره .باإلضافة
إلى ذلك ،كانت تضيء شمعة في غرفة نومه كل ليلة وتلتقط قطعة من مالبسه .كانت تمارس تمرين اليدين
اللطيفين -حمل المالبس على جسدها ،وتحت يديها -وتترك نفسها تبكي .ثم تنتهي بالصالة.
ابتكر أنطونيو وكاثي ممارسة حيث يذهبان مرة في األسبوع إلى غرفة نوم الطفلة صوفيا
ويقفان أمام سريرها ويمسكان بأيديهما .كانوا يضيئون شمعة ،ويعزفون الموسيقى ،ويتشاركون
مع بعضهم البعض أعز ذكرياتهم عن طفلتهم الجميلة .عادة ما ينتهي بهم األمر بالبكاء ومعانقة
بعضهم البعض بإحكام.
من الصعب المبالغة في تقدير قوة هذه األنواع من الممارسات .إنها ليست للجميع (ال بأس
إذا تخطيتها) ،لكن معظم الناس يجدونها مريحة للغاية -على الرغم من أنها غالبًا ما تكون مؤلمة
للغاية .لهذا السبب ،من الجيد أن تبدأ بإسقاط المرساة ،وإعادتها مرة أخرى كلما دعت الحاجة.
ومثل أي شيء آخر في هذا الكتاب ،جرب واعثر على ما يناسبك.
بالنسبة ألنواع الخسارة األخرى -الوظيفة أو الصحة أو عالقة مهمة -يمكن أن تكون هذه
ضا ،ولكنها عادة ً ما تكون أساسية منخفضة .على سبيل المثال ،كانت ممارسة الممارسات مفيدة أي ً
شانتي ،بعد انفصال زواجها ،هي الجلوس على األريكة لمدة عشر دقائق كل ليلة ،واالعتراف بحزنها
،وإفساح المجال لجميع الذكريات التي ظهرت على السطح ،وممارسة تمرين اليدين اللطيفين .كانت
ممارسة رادا -التي تعترف بكل ما فقدته بسبب مرضها المزمن -مطابقة تقريبًا لممارسة شانتي ،إال
أنها فعلت ذلك في الصباح قبل النهوض من السرير.
طا .كلما زادت الخسارة ،زادت عمق إن إعادة التجميع بعد الخسارة عادة ال يكون سريعًا وال بسي ً
الجروح -وال تلتئم الجروح العميقة بسرعة .ستستمر العواصف العاطفية في الظهور ،وسيستمر عقلك في
إخبارك بقصص غير مفيدة ،وغالبًا ما تنسى كل ما غطيناه حتى اآلن في هذا الكتاب .لكن ...يمكنك أن
تتحسن في التذكر ،وعندما تتذكر ،يكون لديك خيار :يمكنك ،إذا كنت ترغب في ذلك ،أن تسقط المرساة
،وتعترف بألمك ،وتستجيب لنفسك بلطف .وفي كل مرة تقوم فيها بهذا االختيار ...يحدث القليل من
الشفاء.
الجزء الثاني:
إعادة بناء
13.
بدون أي إحساس بالمعنى ،تفتقر الحياة إلى اللون والثراء .إنه مثل العيش باألبيض واألسود .ليس هناك
سوى القليل من الفرح أو الرضا .الشيء الغريب في الخسائر الفادحة هو أنها إما تمأل حياتنا بالمعنى -
لتذكيرنا بما يهم حقًا ،وتربطنا بعمق بقلبنا -أو أنها تستنزفها بالكامل ،وتتركنا فارغين وغير راضين.
في كثير من األحيان يكون هذا هو األخير ،على األقل خالل فترة ما بعد ذلك مباشرة .لذا فإن هدفنا في
الجزء ، 2إعادة البناء ،هو تغيير ذلك .إذا قال عقلك أن هذا مستحيل ،فهذا رد فعل طبيعي تما ًما.
وكثيرا من الصبر -إلعادة بناء حياتك بعد الخسارة.
ً يتطلب األمر وقتًا وجهدًا وشجاعة -
كلما أصابتنا الحياة الصعبة ،قل دافعنا للتفكير في إعادة البناء .غالبًا ما نشعر باإلرهاق
واالستنزاف لدرجة أننا نخشى اتخاذ إجراء ،لذلك من المهم أن تتباطأ وتفكر بشكل صغير .هل
جدارا من الطوب؟ ال ،وال أنا .لكنني متأكد من أنك رأيت عمال البناء في العمل:
ً سبق لك أن بنيت
فهم ال يضعون عشرين لبنة مختلفة في نفس الوقت .يضعون لبنة واحدة في كل مرة .نفس المبدأ
ينطبق على إعادة بناء حياتك .أنت ال تعمل في كل جانب من جوانب حياتك في وقت واحد ؛ هذه
وصفة للشعور باإلرهاق واليأس .بدالً من ذلك ،ركز على جانب واحد صغير من الحياة في كل
مرة.
ما هي النقطة؟
ضا -بد ًءا من الغسيل وانتها ًء بتناول اآليس كريم ؛ من الزواج إلى استكمال اإلقرار
يخدم كل إجراء نتخذه غر ً
الضريبي ؛ من تقسيم المناطق أمام التلفزيون في وقت متأخر من الليل إلى الذهاب لممارسة رياضة العدو في
الصباح .تكمن النية وراء كل إجراء -فنحن نتخذ إجرا ًء لتحقيق شيء ما .لكن كم مرة ندرك هذه النية؟ وكم
ضا أعظم يهمنا؟ مرة تخدم أفعالنا بوعي غر ً
كثيرا" .نحن نميل إلى خوض الحياة على ً بالنسبة لمعظمنا ،فإن اإلجابة على كال السؤالين "ليست
الطيار اآللي بدالً من أن نختار بوعي ما نقوم به وكيف نقوم به .نتيجة لذلك ،قد نقضي أجزاء كبيرة من
أيامنا في التصرف بطرق ال تتحقق إلى حد كبير .ومع ذلك ،إذا قمنا بمواءمة أفعالنا بوعي مع قضية ذات
سا باالتجاه من خالل
أهمية شخصية ،فحينئ ٍذ يتغير كل شيء .تصبح حياتنا مشبعة بالمعنى .نطور إحسا ً
سا بالحيوية مفقودًا تما ًما من الحياة على الطيار
التصرف مثل الشخص الذي نريد أن نكونه .ونختبر إحسا ً
اآللي.
في نموذج ، ACTتسمى هذه العملية لجعل الحياة ذات مغزى "العيش وفقًا لقيمك" .القيم هي في
األساس أعمق رغبات قلبك فيما يتعلق بالطريقة التي تريد أن تتصرف بها كإنسان .يصفون نوع الشخص
الذي تريد أن تكونه ،وكيف تريد أن تعامل نفسك واآلخرين والعالم من حولك .إنها مثل البوصلة الداخلية
التي ترشدك خالل رحلة الحياة المتعرجة .إنها توفر الطاقة التي تحفزك وتلهمك لفعل ما هو مهم ،حتى
عندما ال تشعر بذلك.
سيساعدك التمرين التالي على التفكير في قيمك .لكن أوالً ،من المهم معرفة أنه ال توجد "قيم
صحيحة" أو "قيم خاطئة" .إنه مثل ذوقك في اآليس كريم .إذا كانت النكهة المفضلة لديك هي الشوكوالتة
صا آخر يفضل الفانيليا ،فهذا ال يعني أن مذاقها في اآليس كريم صحيح وأن مذاقك خاطئ ، ولكن شخ ً
أو العكس .هذا يعني ببساطة أن لديك أذواق مختلفة .وبالمثل ،لدينا جمي ًعا قي ًما مختلفة.
قيم
يتضمن هذا التمرين قراءة قائمة بأربعين قيمة مشتركة ،وهي قيم يشترك فيها كثير من الناس .اقرأ
القائمة واكتشف ما إذا كان أي منها له صدى معك( .ربما سيكون لكل منهم صدى أو ال شيء .إنه ليس
اختبارا -مجرد تمرين لتجعلك تفكر في القيم ).اقرأ القائمة ببطء ،وتوقف مؤقتًا لمدة ثانيتين بعد كل
ً
كلمة لتفكر فيما إذا كانت تصف كيف تريد أن تتصرف تجاه نفسك أو تجاه اآلخرين أو تجاه العالم من
حولك ،إذا كان بإمكانك اختيار القيام بذلك.
أود أن أتصرف بطرق هي:
عدل افتح
إذا كانت بعض الكلمات تصف كيف تريد أن تعامل نفسك أو مع اآلخرين أو العالم من حولك
،ففي نموذج ، ACTنطلق عليها "قيمك"( .إذا كانت بعض الكلمات ال تصف كيف تريد أن
تتصرف ،فهي ليست قيمك -وال بأس بذلك).
على طاولة حياتنا الواسعة ،نجد العديد من األطباق المختلفة -بعضها ممتع بشكل رائع ،والبعض
اآلخر مؤلم بشدة .عندما تضربنا الحياة بشدة ،يتم إزالة األطباق الممتعة واستبدالها باألطباق المؤلمة .بالطبع
نريد التخلص من كل تلك األطباق المؤلمة :تلك المشاكل الصعبة واألفكار المؤلمة والمشاعر والذكريات .نريد
أن نكتسحهم
الجدول وإعادة كل تلك األشياء الثمينة التي فقدناها .لسوء الحظ ،ال يمكننا فعل ذلك .فماذا يمكننا
أن نفعل؟
حس ًنا ،هذا هو المكان الذي تكون فيه القيم مفيدة .فكر في قيمك على أنها ما تريد أن تجلبه إلى
طاولة الحياة .هل تريد أن تجلب الحب والشجاعة واللطف؟ هل تريد أن تجلب المرح واالنفتاح والفضول؟
هل تريد أن تجلب الصدق والفكاهة والمساعدة؟ يمكنك إحضار هذه األشياء إلى الطاولة من خالل كلماتك
وأفعالك وإيماءاتك .ال يمكنك أن تغير بطريقة سحرية ما اختفته الحياة من أجلك ،ولكن يمكنك إضافة ما
هو على الطاولة ،وأثناء قيامك بذلك ،ستتحول األطباق الموجودة بالفعل.
لقد اختبرت هذا بالفعل في الجزء .1لقد خدمت الحياة العديد من األفكار والمشاعر والذكريات
المؤلمة -وما أحضرته إلى الطاولة كان اللطف واالهتمام والرحمة .هل هذه الكلمات -اللطف ،واالهتمام
،والرحمة -تصف كيف تريد ،في أعماق قلبك ،أن تعامل نفسك واآلخرين؟ إذا كان األمر كذلك ،يمكنك
التفكير فيها على أنها قيمك.
كان عقل ناتالي عالقًا حقًا ،ووصفها بأنها أم سيئة بعدة طرق مختلفة .في الصباح الذي مات فيه
ابنها ،كان بينهما جدال محتدم ،ووصفته بقسوة بأنه أناني وكسول .كانت هذه الكلمات األخيرة التي تحدثت
إليه على اإلطالق .كانت لديها إصدارات مختلفة من The Bad Mother Storyلسنوات عديدة ،ولكن
اآلن كان عقلها يقوم بعمل فظيع -يعيد عرض الكتالوج الخلفي بالكامل لجميع األوقات التي تخلت فيها عن
ابنها أو عاملته بطريقة غير الئقة .كانت ترمي المرساة ،وتسمي القصة ،وتفسح المجال ،وتتدرب على
الحديث الذاتي اللطيف ،وتمرين اليد اللطيف ،باإلضافة إلى أداء طقوسها المعتادة الحزينة ،وكان هذا
مفيدًا للغاية -لكن عقلها ظل يضربها بال رحمة .
عندما أطلعت ناتالي على األسئلة أعاله ،كان لديها بعض اإلجابات الممتعة .من الواضح أن
عقلها كان يربطها بحبها العميق والعميق البنها ويريدها أن تكون أما ً "جيدة" بدالً من "سيئة".
سألته" :إذن ،حسب رأيك ،ما هي صفات" األم الصالحة "؟ مع قليل من التحفيز ،حددت
ناتالي صفات مثل المحبة والطيبة والمتسامحة والداعمة والموثوقة.
"وهذه األشياء مهمة بالنسبة لك؟ في أعماق قلبك ،هذا هو نوع األم التي تريد أن تكون؟ "
"نعم!" بكت" .لكن فات األوان لذلك! هو ميت".
من خالل التفكير في األسئلة أعاله ،استفادت ناتالي من بعض القيم المهمة للغاية .وبالطبع كانت
محقة .كان ابنها
ماتت ،ولم تستطع العودة وتغيير الماضي.
لذلك سألت " ،هذه القيم الخاصة بك -أن تكون محبًا ،ولطيفًا ،ومتسام ًحا ،وداع ًما ،وموثوقًا
صا آخرين في حياتك -هل هي فقط لتلك العالقة الواحدة ،عالقتك بريتشارد؟ أم أن هناك أشخا ً
ترغب في معاملتهم بهذه الطريقة؟ "
ي "...
أجابت "بالطبع هناك"" .زوجي ،ابنتي ،أصدقائي ،والد ّ
"هل هذا ما يحاول عقلك مساعدتك به؟ لتحقيق المزيد من هذه القيم في عالقاتك األخرى؟ من
الواضح أن هذا لن يعيد ريتشارد أو يغير الماضي أو يخلصك من ألمك ،ولكن هل يمكن أن يكون
هناك شيء مفيد بالنسبة لك؟ " تومض بصيص أمل على وجه ناتالي.
مع ، Radaكانت العملية أكثر تعقيدًا .بسبب مرضها المزمن (فيبروميالغيا) ،تخلت رادا عن العديد
من األنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا ،مثل الرقص الالتيني والتمارين الرياضية ،لكن أكبر خسارة لها
كانت هواية غير عادية إلى حد ما .أحب رادا صنع منحوتات مجردة من الخشب والطين والفوالذ .لسوء الحظ
ً
مستحيال .لهذا السبب ،ظل عقل ،فإن النحت شاق جسديًا ،واأللم في ذراعي وظهر ورقبة رادا جعل ذلك
رادا يصفها بأنها مثيرة للشفقة ،ضعيفة ،عديمة الجدوى ،وعديمة القيمة.
قالت "ال أستطيع أن أرى كيف يحاول عقلي مساعدتي".
تحدثنا من قبل عن طريقتين لتحفيز الحمار -الجزرة والعصا -لذلك قلت " ،أعتقد أن عقلك
يستخدم طريقة العصا الكبيرة -ضربك لمحاولة إقناعك بفعل شيء ما .ماذا تعتقد أنه يريد منك أن
تفعل؟
"لبدء الرقص والنحت والقيام بكل األشياء التي اعتدت القيام بها" ".نعم ،أظن ذلك
أيضا".
"لكن ال يمكنني فعل هذه األشياء بعد اآلن!" بكت رادا.
"هذا صحيح .على األقل في الوقت الحالي ،ال يمكنك ذلك .لذلك على الرغم من أن عقلك يريد
المساعدة ،إال أنه في الواقع يعيق الطريق .أوالً ،استخدام العصا الكبيرة ،وثانيًا ،يدفعك إلى القيام بأشياء
غير واقعية حاليًا .إذًا ،ماذا لو تركت العصا ودعنا ننظر إلى ما هو واقعي بالنسبة لك ،بالنظر إلى القيود
التي تفرضها صحتك؟ "
وافقت رادا على القيام بذلك ،لذلك كانت خطوتنا التالية هي استنباط القيم الكامنة وراء
األنشطة مثل الرقص والنحت .كنت أرغب في مساعدتها على رؤية أنه على الرغم من أنها ال
تستطيع حاليًا القيام بهذه األنشطة ،إال أنها ال تزال قادرة على عيش القيم التي قامت عليها.
لذلك سألت " ،إذا أراد شخص ما الدخول ح ًقا في النحت -لالستمتاع به ،وتقديره ،وفعله
جيدًا -ما هي الصفات التي تعتقد أنها ستساعده على القيام بذلك؟"
، "Errmحس ًنا -أعتقد التفاني ...تجربة أشياء جديدة ...التركيز ...المثابرة ...اإلبداع
...السعي للنمو أو التحسين ...أن تكون حقيقيًا ...تسمح لنفسك بارتكاب األخطاء والتعلم منها".
"وهل هذه الصفات مهمة بالنسبة لك؟ هل يصفون كيف تحب النحت؟ "
"نعم! لكن ال يمكنني فعل ذلك بعد اآلن! "
"نعم ،وهذا مؤلم للغاية بالطبع".
عند هذه النقطة ،انفجرت رادا بالبكاء ،وغمرها الحزن والغضب ،فأسقطنا المرساة ومارسنا
تمرين األيدي اللطيفة( .أثناء قيامنا بالعمل المؤلم المتمثل في إعادة البناء ،يمكننا أن نتوقع استمرار
العواصف العاطفية ،لذلك من المهم االستمرار في استخدام جميع مهارات اليقظة والتعاطف مع
الذات التي غطيناها في الجزء ).1بعد التمرين ،عدنا إلى المناقشة .
"ما كنت تصفه هناك -المثابرة ،واإلبداع ،والتفاني ،والتركيز ،والنمو ،وما إلى ذلك -
يبدو كقيم مهمة".
قال رادا "نعم"" .هم انهم".
"إذن ،هل هذه القيم فقط لهذا النشاط الواحد ،النحت؟ أو هل هناك أنشطة أخرى في حياتك -
أنشطة يمكنك القيام بها اليوم حتى مع كل القيود التي يفرضها مرضك -حيث يمكنك تفعيل بعض هذه
القيم؟ من الواضح أن هذا لن يكون مثل النحت ،ولن يخلصك من ألمك .لكني أتساءل ،هل يمكن أن
يكون هناك شيء مفيد بالنسبة لك؟ "
توقفت رادا لوقت طويل وهي تفكر مليًا .ثم أومأت برأسها ببطء شديد.
إذا لم تفعل فعالً "كيف عقلك يحاول المساعدة؟" تمرن سابقًا في هذا الفصل ،أو قمت بالتصفح
سريعًا دون التفكير في األسئلة ،يرجى الرجوع إليها وخذ وقتك معها .انظر إذا كان يمكنك
استخالص بعض القيم.
إذا كان عقلك مثل رادا ،يدفعك إلى القيام بشيء غير واقعي أو مستحيل حاليًا ،فقم بتحديد
القيم التي يقوم عليها هذا النشاط .من الطرق الجيدة للقيام بذلك أن تسأل نفسك ،إذا أراد شخص ما
االستمتاع بهذا النشاط أو تقديره أو القيام به جيدًا ،ما هي الصفات الشخصية التي ستساعده على
القيام بذلك؟
قد تتذكر أنني ذكرت ساب ًقا أن الكثير من الناس يسألون أنفسهم بعد خسارة كبيرة :من أنا؟ من
ي ...طفلي؟ إذا كان عقلك يفعل هذا ، أنا بدون وظيفتي؟ من أنا بدون شريك ...صحتي ...والد ّ
فإنه يحاول مساعدتك على التفكير بعمق في نوع الشخص الذي تريد أن تكون ،وما هي القيم التي
تريد أن تعيش بها ،وما الذي تريد الدفاع عنه في مواجهة خسارتك .نأمل أن تساعدك التمارين
الواردة في هذا الفصل في اإلجابة على هذه األسئلة.
تذكر أن هدفنا في هذه المرحلة هو مجرد فهم ما هي قيمنا .في الفصل التالي ،سننظر في
كيفية ترجمتها إلى أفعال (وستكتشف ما فعلته ناتالي ورادا بعد ذلك) .لذا ،للحصول على مزيد من
الوضوح حول قيمك ،إليك تمرين آخر يسمى "االتصال والتفكير"( .هذا مستوحى من تمرين مشابه
يسمى " ، "The Sweet Spotابتكره أحد مرشدي ،كيلي ويلسون ).أدعوك لتجربته.
االتصال والتفكير
الجزء :1التوصيل
ابدأ هذا التمرين بأخذ بضع لحظات إلسقاط المرساة.
فكر اآلن في شخص نشط في حياتك اليوم -شخص تهتم ألمره ،وتراه بانتظام ،والذي ترغب
في قضاء وقت ممتع معه .تذكر وقتًا قريبًا كنت فيه مع بعضكما البعض ،تفعل شيئًا تحبه حقًا.
اجعل هذه الذكرى حية قدر اإلمكان ،كما لو كانت تحدث هنا واآلن.
استرجعها .تشعر به عاطفيا.
الحظ أين أنت وكيف تبدو :الوقت في اليوم؟ في الداخل أو في الهواء الطلق؟ طقس؟ منظر
طبيعى؟ درجة حرارة؟ كيف يبدو الهواء؟ ماذا ترى؟ ماذا تستطيع ان تسمع؟ ماذا يمكنك أن تلمس…
طعم… رائحة؟
الحظ الشخص اآلخر :كيف تبدو؟ ماذا يقول او يفعل؟ ما هي نبرة صوتها ،والتعبير على وجهه
،ووضعية جسدها ،والطريقة التي يتحرك بها؟
في هذه الذكرى ،ما الذي تفكر فيه؟ والشعور؟ وماذا تفعل؟ ماذا تفعل بذراعيك ...ساقيك ...
فمك؟ هل تتحرك ام ال تزال؟ ادخل إلى جسدك (في هذه الذاكرة) ؛ ما هو شعورك مثل؟
معرفة ما إذا كان يمكنك االستفادة من عاطفة هذه الذاكرة ؛ ما هو شعورك مثل؟ اشربه واتركه
يتدفق من خاللك ؛ افتح وفسح المجال لذلك .قد تجد جيدًا أثناء قيامك بذلك ،أنك تواجه بعض الحزن أو
الشوق أو الندم .هذا ليس مفاجئًا ،ألن كل ما نملكه هو ثمين ،عادة ما يجلب لنا األلم .لذا ،عندما
تتفاعل مع هذه الذكرى ،كن منفت ًحا وافسح المجال لكل ما ينشأ :اللذة واأللم.
استمتع باللحظة .جعل أكثر من ذلك .نقدر ذلك حقا.
فكيف وجدت ذلك؟ هل وجدتها ممتعة؟ هل نشأ الحزن أو غيرها من المشاعر المؤلمة؟ إذا
كان األمر كذلك ،فهل فتحت لهم وأفسحت لهم المجال ،ومارست التعاطف مع الذات؟ كان هذا في
الواقع مجرد الجزء األول من التمرين .الجزء الثاني هو العودة إلى تلك الذكرى ،وإلقاء نظرة
فاحصة على نفسك -والتفكير.
أظن أنك تذكرت في تمرين "االتصال والتفكير" عالقة عميقة مع شخص ما .اآلن ضع في
اعتبارك ،في تلك الذكرى ،ما الذي تقدمه إلى الطاولة؟ على سبيل المثال ،هل تساهم بالحب ،
والحماس ،والفضول ،واالنفتاح ،واالنتباه ،والتقدير ،واالمتنان ،واإلثارة ،واللطف ،واالهتمام
،والمرح ،والفكاهة ،والدفء ،والعاطفة ،والحنان ،والصدق ،والثقة؟
ابحث عن ثالث أو أربع كلمات تصف على أفضل وجه صفات سلوكك في تلك الذاكرة .هل
تلك الصفات التي تريد أن تضيفها إلى مائدة الحياة؟ هل تلك الصفات التي تريد أن تضفيها على
ضا هي قيمك.عالقاتك من خالل كلماتك وإيماءاتك وأفعالك وأفعالك؟ إذا كان األمر كذلك ،فهذه أي ً
حسنًا ،لنقم اآلن بتمرين أخير.
افترض أن العالقة األكثر أهمية اآلن هي مع جسمك .هل يمكنك جلب االنفتاح والفضول إلى
الطاولة؟ هل يمكن أن تالحظ ما يفعله جسدك؟ كيف تتحرك؟ أين هي متوترة ومسترخية؟ أين هي
قوية وضعيفة؟ ما الذي يجعلها تعمل بشكل أفضل -وأسوأ؟ هل يمكنك أن تجلب بعض اللطف
والعناية بجسمك من خالل التمدد ،أو ممارسة الرياضة ،أو تناول الطعام بشكل جيد ،أو النوم
جيدًا ،أو الراحة ،أو المشي ،أو تعليمه مهارة جديدة؟
إذا كانت العالقة األهم مع عقلك ،فهل يمكنك أن تجلب االنفتاح والفضول إلى طاولة
المفاوضات؟ الحظ ما هو عقلك على وشك القيام به .هل تقوم بشيء مفيد؟ هل هو تخيل أم تذكر أم
قلق أم تفكير أم تخطيط؟ إذا كنت تريد أن تكون مهت ًما ومفيدًا ،فهل يمكنك أن تمنح عقلك قس ً
طا من
الراحة ،هل يمكنك تعليمه مهارة جديدة ،أم يمكنك تعريفه بشيء مثير لالهتمام مثل بعض الكتب
أو الموسيقى أو األفالم الجديدة؟
إذا كانت العالقة األهم مع فنك أو رياضتك أو هوايتك أو عملك أو دراستك ،ماذا يحدث
عندما تجلب االهتمام واالنتباه إلى الطاولة؟ عندما تغمر انتباهك الكامل في المهمة؟ عندما تمنحها
حماسك ،وفضولك ،وشجاعتك ،وإبداعك ،ورعايتك ،واحترامك ،أو صبرك؟
وإذا كانت أهم عالقتك مع شخص ما ،فحينئ ٍذ ينطبق السؤال نفسه ،أيا ً كان هذا الشخص -شريكك ،
أو ابنك ،أو والدك ،أو صديقك ،أو جارك ،أو معلمك ،أو طالب ،أو صاحب العمل ،أو زميلك في العمل
،أو أي شخص آخر .هل تريد أن تكون منخر ً
طا ،أو فضوليًا ،أو منتب ًها ،أو منفت ًحا ،أو مهت ًما -أو غير
مندمج ،أو غير مهتم ،أو غافل ،أو منغلق ،أو غير مهتم؟ إذا كان األمر األول ،فهناك طرق يمكنك من
خالل ها القيام بذلك على الفور .قد تولي مزيدًا من االهتمام لوجههم ونبرة صوتهم ووضعية جسدهم أو الكلمات
التي يقولونها .قد تكون مهت ًما بمشاعرهم أو أفكارهم أو معتقداتهم أو مواقفهم ،
واالفتراضات .قد تحاول فهم عالمهم واحتياجاتهم ،أو القيام بأعمال صغيرة من اللطف واالهتمام.
بالطبع ،إذا كان هذا الشخص اآلخر يعاملك معاملة سيئة ،فستحتاج إلى االهتمام بصحتك
ورفاهيتك والمساهمة فيها من خالل القيام بما هو ضروري لحماية نفسك وتلبية احتياجاتك الخاصة.
وإذا استمرت المعاملة السيئة ،يمكنك التفكير في إنهاء العالقة ،إذا كان ذلك ممكنًا .في كلتا الحالتين
،بينما تستمر العالقة ،يجب أن تكون أولويتك االهتمام بنفسك داخلها.
في الفصل األخير ،ارتبطت بقيمك .التحدي اآلن هو ترجمة القيم إلى أفعال .ماذا يمكنك أن تقول
لنفسك بصمت أو لآلخرين بصوت عا ٍل والذي يجلب قيمك إلى طاولة المفاوضات؟ ماذا يمكنك أن تفعل
بذراعيك وساقيك ،ويديك وقدميك ،والتعبيرات على وجهك ،ومواقف جسدك ،ونبرة صوتك التي
تضع قيمك موضع التنفيذ؟
كل أسبوع ،أوصيك باختيار واحد فقط من هذه المجاالت األربعة للعمل بنشاط عليه.
يشمل مجال العمل والتعليم العمل بأجر أو العمل التطوعي أو أي مجال من مجاالت الدراسة أو التدريب
أو التعلم .يمكن أن تشمل العائلة واألصدقاء أطفالك ووالديك وشريكك وأقاربك وأصدقائك وأي شخص آخر
تهتم به بشدة .يتضمن اللعب وأوقات الفراغ هواياتك واهتماماتك ومساعيك اإلبداعية والرياضات التي تمارسها
أو تتابعها وأي شيء تحب القيام به للراحة أو االسترخاء .تشمل الصحة والرفاهية أي شيء تفعله بنشاط
تساهم في حياتك جسديًا وعاطفيًا وروحيًا ونفسيًا( .بالطبع ،هذه المجاالت متداخلة -فهي ليست
منفصلة حقًا على اإلطالق .هذه مجرد طريقة مالئمة للنظر إلى جوانب مختلفة من حياتك .والخبر
السار هو أنه بسبب الترابط بين هذه المجاالت ،غالبًا ما يكون هناك تأثير الدومينو :أثناء العمل
على واحد ،فإنه يؤثر بشكل إيجابي على اآلخر).
بمجرد اختيار مجال للعمل عليه ،اختر قيمتين أو ثالث قيم تريد إحضارها إلى الجدول( .إذا كنت
تريد ذلك حقًا ،يمكنك اختيار ما يصل إلى أربع أو خمس قيم ،ولكن من الصعب تذكر أكثر من ذلك) .ثم
ضع في اعتبارك كيف يمكنك أن تعيش بنشاط هذه القيم داخل هذا المجال .ما هي األنشطة الجديدة التي قد
تبدأ؟ ك يف يمكنك تعديل األنشطة التي تقوم بها بالفعل؟ ما هي اإلجراءات التي قد تتخذها؟ ما هي الكلمات
التي قد تقولها؟ كيف يمكن أن تعامل نفسك أو اآلخرين أو العالم من حولك؟
اختار أنطونيو العمل أوالً في مجال العائلة واألصدقاء ،مع التركيز بشكل خاص على عالقته
بكاثي .واختار قيم اللطف والتفاهم واالنفتاح .توقف عن شرب الخمر بكثرة ،وقسم المناطق أمام التلفاز
،واشتبك في المعارك .بدأ يستمع إليها بلطف حقيقي ،يمسكها عندما تبكي ،ويذهب في نزهة طويلة
معها في المساء عندما يتحدثان بصراحة وصدق عن حزنهما .لم يسلب هذا حزن أنطونيو ومعاناته ،
سا بأنه صادق مع نفسه ،وبأنه نوع من الشريك الذي أراد حقًا أن يكون عميقًا في قلبه.
لكنه منحه إحسا ً
ضا مجال العائلة واألصدقاء ،وقيم الشجاعة واالنفتاح والصدق .بدأت واحدةاختارت شانتي أي ً
عا جدًا ألنه أثار مشاعر كبيرة من
تلو األخرى في إعادة التواصل مع أصدقائها وعائلتها .كان هذا شجا ً
ضا أن تكون صادقة ومنفتحة بشأن تلك المشاعر بدالً من إخفائها ووضع وجه الخجل والقلق .اختارت أي ً
سعيد .لدهشتها ،وجدت أن معظم أحبائها كانوا لطفاء ومتفهمين .لسوء الحظ ،كان بعضهم غير كفؤ
في تقديم الدعم الذي تحتاجه -وألقت والدتها ،بشكل مروع ،باللوم على شانتي في هذه القضية" :لو
ضا قيمها الخاصة بالتعاطف مع الذات كنت زوجة أفضل ،لما ذهب للبحث ".لذلك جلبت شانتي أي ً
والحماية الذاتية .قللت من الوقت مع والدتها وعاملت نفسها بلطف كلما كانت والدتها سامة .بدالً من
ذلك ،أمضت معظم وقتها مع األشخاص الذين يمكنهم حقًا أن يكونوا هناك من أجلها بطريقة محبة
سا باستعادة
ورعاية .هذا لم يخلصها من حزنها أو غضبها أو ذكرياتها المؤلمة ،لكنه منحها إحسا ً
حياتها.
لقد فقد ديف وظيفته ،لذلك ليس من المستغرب أن المجال الذي اختاره أوالً كان العمل والتعليم .كانت
القيم التي اختارها هي الصبر والمثابرة والمسؤولية .لقد خصص ثماني ساعات كل يوم حيث كان إما يتابع
بنشاط هدف إيجاد وظيفة جديدة ،أو يثقف نفسه بنشاط في المهارات والمعرفة التي من شأنها أن تساعده في
هذا المسعى .إن المهام الشاقة المتمثلة في كتابة السيرة الذاتية والبحث عن الوظائف والتقدم للوظائف والذهاب
صا كبيرة ليعيش قيمه .كل صباح ،بينما كان يعد نفسه لكل تلك المهام غير إلجراء المقابالت أعطت ديف فر ً
السارة (وغير المدفوعة) التي كان يحتاج إلى القيام بها ،كان يسقط المرساة ويكرر قيمه بصمت ،مثل تعويذة:
سا بالتمكين .لم يكن لديه
الصبر ،والمثابرة ،والمسؤولية .لم يجعل هذا مهامه سهلة أو ممتعة ،لكنه منحه إحسا ً
القدرة على الهروب من كل االنزعاج والمشاحنات التي ينطوي عليها العثور على وظيفة جديدة .لم يكن لديه
أيضًا سلطة لضمان حصوله على الوظيفة التي يريدها .لكنه كان لديه القدرة على اختيار موقفه ،واختيار ما
سيأتي به إلى الطاولة في مواجهة الصعوبات التي يواجهها.
اختارت ناتالي التركيز على الصحة والرفاهية .كانت القيم التي اختارتها هي الرعاية الذاتية
واللطف الذاتي .لقد مارست تمرين األيدي اللطيفة كل يوم وعملت بجد إلخراج قصة األم السيئة .لقد
فقدت الكثير من وزنها منذ وفاة ريتشارد وأصبحت اآلن نحيفة بشكل غير صحي .لذلك ،على الرغم
من أنها ال تزال تفتقر إلى الشهية ،في خدمة الرعاية الذاتية ،بدأت في شرب مشروب البروتين لزيادة
كمية السعرات الحرارية التي تتناولها .بالطبع ،هذا ال يمكن أن يعيد ابنها أو يخفف من معاناتها من
سا بإقامة القليل من السيطرة وسط كل هذه الفوضى .وقد ساعدها ذلك على خسارته .لكنها أعطتها إحسا ً
االستفادة من غرائز الرعاية والرعاية التي لطالما كانت تتمتع بها كأم.
اختارت رادا التركيز على مجال اللعب وأوقات الفراغ ،وجلب قيم اإلبداع والمثابرة واالنفتاح -االنفتاح
على تجربة أشياء جديدة وكذلك االنفتاح على ارتكاب األخطاء والتعلم منها .لم تستطع النحت أو الرقص ،لكنها
وجدت طرقًا أخرى إلحضار هذه القيم إلى الطاولة .على سبيل المثال ،جربت تمارين اإلطالة والتقوية ،وطرق
الق يام بها في الوقت المناسب لموسيقى هادئة للغاية ،إيقاعية ،ومهدئة -مثل روتين رقص بسيط للغاية بطيء
الحركة .لقد كان بعيدًا عن الرقص الالتيني ،لكنه مع ذلك قدم لها طريقة لتعيش قيمها في اإلبداع واالنفتاح
طا إبداعيًا جديدًا ،وهو شيء لم والمثابرة (وجعل روتين العالج الطبيعي أكثر إثارة لالهتمام) .بدأت أيضًا نشا ً
تفعله منذ المدرسة الثانوية :الرسم بالقلم الرصاص .لم يكن شيئًا مثل النحت بعيدًا ،
"الموهبة الطبيعية" ،على حد تعبيرها ،لكنها أعطتها الرضا بكونها مبدعة ومنفتحة على التعلم.
واآلن ،دعنا نعود إليك .أنا أشجعك ،على األقل الشهر المقبل ،على اختيار مجال واحد كل
مضطرا للتغيير ،
ً أسبوع للتركيز عليه( .يمكن أن يكون نفس النطاق كل أسبوع ،إذا أردت ؛ لست
إذا كنت تفضل عدم القيام بذلك ).واختر قيمتين أو ثالث قيم (خمسة على األكثر) لتلعب بها ،وابدأ
في إدخالها بنشاط لما تفعله.
إذا لم تكن واض ًحا بشأن ما يجب القيام به بشكل مختلف ،فاستمر في فعل ما تفعله -ولكن
اآلن ،أثناء قيامك بهذه األنشطة ،ابحث عن فرص "لتذوقها" بقيمك .على سبيل المثال ،لنفترض
أنك اخترت مجال العائلة واألصدقاء ،وقيم الدفء والمرح .عندما تكون مع أحبائك ،ابحث عن
فرص لبث القليل من الدفء واللطف في التفاعل من خالل الكلمات التي تقولها أو األشياء التي
تفعلها ،أو حتى من خالل التعبير على وجهك ونبرة صوتك.
ضا لتذوقها .الحظ بنشاط وقدر الفرق الذي
وبينما تتذوق اللحظة بهذه القيم ،خذ الوقت أي ً
يحدثه .الحظ كيف يبدو أن تتصرف بالطريقة التي تريدها حقًا ،في أعماق قلبك .كيف هو الحال
بالنسبة لك؟ كيف يبدو األمر بالنسبة لألشخاص الذين تهتم ألمرهم؟ هل الحياة ذات مغزى أكثر ،
وأكثر إرضا ًء؟ هل هذا شيء تود القيام به في كثير من األحيان؟ تذوق لحظاتك بالقيم وتذوق ما
يحدث عندما تفعل ذلك.
توابل ومذاق
سواء بدأت بفعل أشياء جديدة -مثل Radaمع رسمها و Daveمع بحثه عن عمل -أو واصلت فعل الشيء
نفسه كما كان من قبل ،انثر قيمك بحرية في حياتك .تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في تمرين بسيط يستغرق أقل
من دقيقة .مرة أو مرتين في اليوم ،خذ بضع لحظات إلسقاط نقطة االرتكاز ،وفكر في قيمتين أو ثالث قيم تريد
طرحها على الطاولة في الساعات القليلة القادمة( .قد تكون نفس قيمتين أو ثالث قيم في كل مرة ،أو قد تفضل
تغييرها) .ثم مع تقدمك خالل اليوم ،ابحث عن فرص إلضفاء نكهة على أنشطتك بهذه القيم.
مضطرا لاللتزام بالشخص
ً ضا ؛ لست
كن مرنا مع هذا .يمكنك رش قيمك في المجاالت األخرى أي ً
الذي اخترت التركيز عليه.
وبالمثل ،إذا كانت هناك فرصة لرش بعض القيم المختلفة (على سبيل المثال ،مختلفة عن تلك التي
اخترتها في الصباح) ،فعندئذ من فضلك ،ال تتراجع .تذوق تجاربك بقيمك ،وتذوق ما يحدث عندما
تفعل ذلك.
15.
صيغة التحدي
الحياة لطيفة وقاسية .إنه يخرج من العجب والرهبة في الوجبات السخية .خالل سنوات عملي كممارس عام ،
ً
وأطفاال مصابين بأمراض ً
أطفاال مشوهين بالنار التقيت بالعديد من األشخاص الذين عانوا بشدة في الحياة .رأيت
وكبارا أقوياء قادرين يتحولون إلى معاقين وعقول المعة يمحوها الخرف ،وأجساد مشوهة ومشوهة منً قاتلة ،
أراض أجنبية يكافحون من أجل
ٍ خالل جميع أنواع اإلصابات -ضحايا العنف والكوارث .رأيت الجئين من
إعادة بناء حياتهم بعد االغتصاب والتعذيب ،أو للبدء من جديد بعد فقدان معظم أفراد أسرهم .رأيت المفجوعين
ً
رجاال يعانون من تقرحات حديثًا يعويون في كربهم .أمهات مذهوالت يمسكن بأطفالهن المولودين ميتين .رأيت
وبثور في الجلد ،ونساء مصابات بكسور في العظام ونزيف في الشرايين .رأيت المكفوفين والصم والمشلولين
والمصابين بأمراض خطيرة ،
صا يتواصلون ويساعدون بعضهم ووسط كل هذا األلم رأيت الشجاعة واللطف والرحمة .رأيت أشخا ً
ً
رجاال وأسرا تترابط خالل األزمات ،وأصدقاء وجيران يمسكون بأيدي بعضهم البعض .رأيت ً البعض ،
ونساء يواجهون الموت بكرامة ومحبة وحنان يتدفقون من قلوب مكسورة .رأيت اآلباء يعيدون ببطء بناء
الحياة الممزقة ويجدون القوة في الداخل لالستمرار والنمو.
يمكن ألزمة رهيبة أن تدفعنا لفتح قلوبنا والبحث في الداخل -للوصول إلى الداخل واكتشاف
ما نحن مصنوعون .ومع ذلك ،قد يستغرق هذا بعض الوقت -وقد تختلف قدرتنا على القيام بذلك
من ساعة إلى أخرى ،ومن يوم آلخر ،ومن أسبوع آلخر .من المحتمل أن تكون هناك أوقات نريد
فيها التخلي عن الحياة -ونفعل ذلك ،وأوقات عندما يكون كل شيء أكثر من الالزم ،ونريد فقط
التراجع.
هذا ،كما قلت من قبل ،أمر طبيعي .نحاول الهروب بطرق مختلفة -أي شيء من األفالم والموسيقى
إلى الشرب والمخدرات .حتى لو كان هروبنا مؤقتًا ،فإن الراحة كبيرة .ومع ذلك ،فإن الحياة التي نعيشها
في تراجع ليست مرضية ،ومحاربة أفكارنا ومشاعرنا
مرهقة .وكما قال الشاعر الهندي رابندرانات طاغور " ،ال يمكنك عبور البحر بمجرد الوقوف والتحديق في
الماء ".لذلك إذا أردنا االزدهار في مواجهة الخسارة ،فإن أفضل خيار لدينا هو أن نفتح أنفسنا للحياة كما هي
في هذه اللحظة وأن ندافع عن شيء مهم في أعماق قلوبنا.
صيغة التحدي
لمساعدتنا على االزدهار في مواجهة الخسارة ،أود مشاركة إستراتيجية جديدة معك — صيغة التحدي ،
الموضحة في الخيارات أدناه .ولكن قبل أن ندخل في تفاصيله ،يرجى تذكر أنه بغض النظر عن حجم التحدي
الذي نواجهه ،فنحن لسنا عاجزين .لدينا خيارات .حتى في أصعب المواقف ،لدينا دائ ًما خياران أو ثالثة
خيارات:
الخيار .1يترك.
الخيار .2ابق وعش وفقًا لقيمك :افعل كل ما في وسعك لتحسين الوضع ،وفسح
المجال لأللم الحتمي المصاحب له ،وكن لطيفًا.
الخيار .3ابق وافعل أشياء ال تُحدث فر ًقا أو تزيد األمر سو ًءا.
الخيار - 1مغادرة -ليس متا ًحا دائ ًما .على سبيل المثال ،إذا كنت في سجن أو في مخيم
لالجئين ،فال يمكنك المغادرة .إذا كنت مصابًا بمرض خطير أو فقدت أحد أفراد أسرتك ،فال يمكنك
ببساطة ترك هذا الموقف ؛ أينما تذهب ،تذهب المشكلة معك .لكن في بعض األحيان ،يكون ترك
خيارا -وفي هذه الحالة ،فكر بجدية في ذلك .على سبيل المثال ،إذا كنت في عالقة سامة
ً الموقف
،أو وظيفة فظيعة ،أو حي عنيف ،ففكر في هذا :هل من المحتمل أن تكون حياتك أكثر ثرا ًء
وامتال ًء وذات مغزى إذا تركت هذا الموقف بدالً من البقاء؟
اآلن إذا كنت ال تستطيع المغادرة ،أو لن تغادر ،أو ال تفكر في المغادرة لتكون الخيار األفضل ،
فأنت تصل إلى الخيارين 2و .3لسوء الحظ ،بالنسبة لمعظمنا ،الخيار 3يأتي بشكل طبيعي :البقاء و
تفعل أشياء ال تحدث فرقا أو تزيد األمر سوءا .في المواقف الصعبة ،نتورط في األفكار والمشاعر الصعبة
،وننجذب إلى أنماط السلوك المهزومة للذات والتي إما تجعلنا عالقين أو تزيد األمور سو ًءا .قد نلجأ إلى
اإلفراط في تعاطي المخدرات والكحول ،أو القتال مع أحبائهم أو االنسحاب منهم ،أو االنقطاع عن أجزاء
مهمة من الحياة ،أو
العديد من السلوكيات األخرى المدمرة للذات( .لقد وقعت في كثير من األحيان في هذه األنماط ،
ضا).
وأنا متأكد من أنك فعلت ذلك أي ً
لذا فإن الطريق إلى حياة أفضل يكمن بوضوح في الخيار :2ابق وعش وفقًا لقيمك ،وافعل كل ما في
وسعك لتحسين الوضع .وبالطبع ،ال يمكنك أن تتوقع أن تشعر بالسعادة عندما تكون في موقف صعب حقًا ؛
سيكون لديك الكثير من األفكار والمشاعر المؤلمة .لذا فإن الجزء الثاني من الخيار - 2إفساح المجال لأللم
الحتمي وتمسك بنفسك بلطف -مالئم للغاية .لهذا السبب قضينا الكثير من الوقت في وقت سابق في تعلم كيفية
إفساح المجال لألفكار والمشاعر والذكريات المؤلمة ،وكيفية تقليل تأثيرها ،وكيفية السماح لها بالحضور دون
إثارة غضبنا ،وكيفية االستجابة أللمنا بلطف حقيقي. .
ً
ممتازا على صيغة التحدي قيد التنفيذ .لمدة سبعة وعشرين عا ًما ،تم تقدم حياة نيلسون مانديال مثاالً
سجنه من قبل حكومة جنوب إفريقيا .لماذا ا؟ ألنه تجرأ على النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومعارضة
الفصل العنصري ،السياسة الحكومية الرسمية للتمييز العنصري .اآلن كان الخيار 1من الصيغة واض ًحا :ال
يمكنه مغادرة السجن .لذلك اختار الخيار الثاني في الغالب .أفسح المجال لمشاعره المؤلمة ،وعاش وفقًا لقيمه:
الدفاع عن الحرية والمساواة والسالم .على سبيل المثال ،خالل السنوات السبع عشرة األولى له في السجن في
جزيرة روبن ،كان على مانديال أن يقوم باألشغال الشاقة في محجر الجير .لكنه حول الوضع لصالحه .كان
مانديال يعلم أن التعليم ضروري للمساواة والديمقراطية ،لذلك رتب لقاءات غير قانونية في أنفاق المحجر حيث
كان السجناء يعلمون ويوجهون بعضهم البعض( .أصبحت هذه فيما بعد تُعرف باسم "جامعة مانديال").
من أبرز جوانب قصة مانديال أنه في عام ، 1985بعد 22عا ًما في السجن ،عرضت حكومة جنوب
إفريقيا إطالق سراحه ،لكنه رفضهم! لماذا ا؟ ألن شرط اإلفراج كان عليه أن يظل صامتًا ،وأن يمتنع عن
التحدث عالنية ضد الفصل العنصري .لكي يفعل مانديال هذا ،كان عليه أن يتعارض مع قيمه األساسية ،لذلك
اختار البقاء في السجن بدالً من ذلك .وهذا يعني خمس سنوات أخرى في السجن قبل أن يطلق سراحه نهائيا ً
دون هذا الشرط! ومع ذلك ،وعلى الرغم من هذه الضربة الهائلة ،فقد استطاع أن يجد إشباعًا في الدفاع عن
شيء ما :الحرية والديمقراطية والمساواة .حالة مانديال استثنائية ،لكن معادلة التحدي تنطبق على كل واحد منا
،بغض النظر عن وضعنا .إذا لم نستطع أو لم نغادر ،فيمكننا البقاء والعيش وفقًا لقيمنا ،
في الفصل األول ،ذكرت برنامج ACTالذي كتبته لمنظمة الصحة العالمية الستخدامه في مخيمات
الالجئين حول العالم .يتكون البرنامج في الغالب من التسجيالت الصوتية .الالجئون ،في مجموعات صغيرة
،يستمعون إليهم .تشرح التسجيالت مفاهيم ACTثم تطلب من أعضاء المجموعة القيام بتمارين مشابهة
لتلك الموجودة في هذا الكتاب .تأتي صيغة التحدي في وقت مبكر ،في الجلسة األولى .الحقيقة هي أنه إذا
كنت في مخيم لالجئين ،فال يمكنك المغادرة فقط ،لذا فإن الخيار 1قد خرج .ولكن ال يزال لديك خيارات
بين الخيارين 2و .3على سبيل المثال ،يمكنك مشاركة خيمتك مع اآلخرين ،ويمكنك معاملتهم بلطف
ودفء وانفتاح -أو يمكنك معاملتهم بالعدوانية أو البرودة أو العداء .واالختيارات التي تقوم بها ستغير
تجربتك داخل تلك الخيمة .وعندما تغادر الخيمة ،فإن الشيء نفسه ينطبق .يمكنك أن تكون لطيفًا وودودًا
مع جيرانك في الخيام األخرى ،أو يمكنك أن تكون بعيدًا وغير ودود .يمكنك االنضمام إلى األنشطة
المجتمعية مثل الغناء أو الصالة ،أو يمكنك عزل نفسك عنها .كلما اخترت الخيار الثاني -ابق وعش وفقًا
مجاال لأللم الحتمي الذي يصاحب ذلك ،وتمسك بلطف -ً لقيمك :افعل ما بوسعك لتحسين الوضع ،وفسح
كلما كانت نوعية حياتك أفضل داخل المخيم.
الرغبة
عندما أقدم صيغة التحدي لعمالئي ،يشعر معظمهم بالتمكين :يساعدهم ذلك على إدراك أن لديهم خيارات .ومع
ذلك ،في بعض األحيان ،يتفاعل شخص ما بقوة وسلبية ،وعادة ما يكون ذلك بمزيج من الغضب والقلق .لماذا
ا؟ عادة ما يجدونها صعبة للغاية .تواجهنا صيغة التحدي بحقيقة أن لدينا خيارات ،وبالتالي نحن مسؤولون عن
كيفية تصرفنا .يقدم الخيار 3ارتيا ًحا قصير المدى ألننا نشتري القصة القائلة بأنه ال يوجد شيء يمكننا القيام به
،لذلك قد نستسلم ونتوقف عن المحاولة .هذا يعفينا من المسؤولية .لكن أي راحة من هذا القبيل ال تدوم طويال.
على المدى الطويل ،هذا الخيار يستنزف منا الحياة .تكمن حيويتنا فقط في اتخاذ موقف :في اختيار الخيار 1
أو .2ومع ذلك ،فإننا لن نختبر هذه الحيوية إال إذا اتخذنا موقفنا بجودة تُعرف باسم "االستعداد".
ماذا تعني الرغبة؟ يشرح عالم النفس هانك روب األمر على النحو التالي :لنفترض أنك سلمت 20
دوالرا مقابل تذكرة فيلم .يمكنك التبرع بالمال باستياء أو على مضض ،أو يمكنك التبرع بالمال عن طيب
ً
خاطر ،ولكن في كلتا الحالتين عليك تسليم المال .عندما تدفع عن طيب خاطر ،تكون التجربة أكثر إرضا ًء
مما لو كنت تفعل ذلك بامتعاض.
لذلك عندما نتخذ موقفًا ،فلنفعل ذلك عن طيب خاطر .إذا اتخذنا هذا الموقف مدمنًا عليه ،
فلن يكون لدي خيار ،أكره االضطرار إلى القيام بذلك ،ال ينبغي أن أفعل هذا ،هذا نصيبي في
الحياة ،أو يجب أن أفعله ؛ إنه واجبي ،سوف نشعر بالعبء أو الضعف أو االستنزاف .ليس هناك
"يجب" أو "يجب" أو "يجب" أو "ينبغي" في القيمة .مثل هذه الكلمات فقط تحول قيمنا إلى قواعد
تستنزف الحياة.
كيف نميز القواعد عن القيم؟ حسنًا ،يمكن عادة ً تحديد "القواعد" من خالل كلمات أو عبارات
مثل هذه:
صحيح خطأ
جيد سيئ
يجب /ال ينبغي
يجب /يجب /يجب
ال يمكن إال ...
ال يجب ألن ...
لن حتى ...
تخبرك القواعد كيف تعيش حياتك :الطريقة الصحيحة والخاطئة لفعل األشياء .القيم ال تفعل هذا ؛
تصف القيم ببساطة الصفات التي ترغب في إضفاءها على سلوكك المستمر .لذلك "ال تقتل" قاعدة .يخبرك
بما يجب عليك فعله وما ال يجب عليك فعله ؛ ما هو الصواب والخطأ .القيم الكامنة وراء هذه القاعدة هي
رعاية واحترام الحياة البشرية .إذا كان كونك محبًا هو قيمتك ،فمن الواضح أن هذا يختلف تما ًما عن قاعدة
مثل "يجب أن تكون دائ ًما محبًا ،بغض النظر عن أي شيء!" إذا كان كونك طيبًا هو قيمتك ،فهذا عالم
بعيد عن قاعدة مثل "يجب أن تكون لطيفًا في جميع األوقات ،حتى عندما يسيء الناس إليك ".إذا كانت
القيمة التي تتمتع بها هي الكفاءة ،فهذا بعيد جدًا عن القاعدة القائلة "يجب عليك القيام بذلك على أكمل وجه
وإال ال جدوى من ذلك".
بالطبع ،يمكننا استخدام قيمنا للمساعدة في وضع القواعد التي ترشدنا ،لكننا نحتاج إلى أن نكون
نظرا لوجود العديد من الطرق المختلفة سا بالحرية ً واضحين أنها ليست نفس الشيء .تمنحنا القيم إحسا ً
التي يمكننا من خاللها التصرف وفقًا لها .في المقابل ،تمنحنا القواعد غالبًا إحسا ً
سا بالقيود أو االلتزام
صا ما ألننا على اتصال بقيمنا بوعي: ؛ غالبًا ما يثقلوننا ويحدون من خياراتنا .لنفترض أننا نساعد شخ ً
نرغب في أن نكون طيبين وكريمين .قارن اآلن هذا بمساعدة شخص ما ألننا مرتبطون بالقواعد" :إنه
الشيء الصحيح الذي يجب القيام به" ،و "يجب أن نفعل ذلك" ،أو "نحن مدينون لهم" ،أو "نحن
ملزمون بذلك" .يميل نهج القيم إلى التحرر والتنشيط ؛ غالبًا ما يكون نهج القواعد مقيدًا ومستنزفًا
ومرهقًا.
لذلك إذا شعرت باإلرهاق أو اإلرهاق أو االستياء وأنت تتخذ موقفًا ،توقف للحظة والحظ القصة غير
المفيدة التي شدتك .ثم قم بتسمية القصة وإسقاط المرساة لمساعدة نفسك على فك الخطاف .بعد ذلك ،عد إلى
مضطرا لذلك.
ً خيارا .يمكنك اختيار الوقوف من أجل شيء ما -أو ال .أنت بالتأكيد لست
ً قيمك وأدرك أن لديك
األسئلة الكبيرة التي يجب أن تطرحها على نفسك هي :هل أنا على استعداد التخاذ موقف في
مواجهة هذه الخسارة؟ هل اناعلى استعداد إلفساح المجال أللمي والعمل على قيمي؟
16.
سجن االستياء
هل سبق لك الوقوع في حالة من االستياء؟ كثير منا يفعل ذلك ،خاصة بعد خسارة فادحة .قد نستاء من
اآلخرين ألنهم خذلونا ،وعاملونا بشكل سيئ ،ولم يهتموا بنا ،وحققوا أكثر منا ،وحالهم أفضل منا ،
أو لعشرات األسباب األخرى .االستياء هو نسخة مثبتة بشكل خاص من The Not Good Enough
، Storyوهي مفعمة بالغضب والصالح الذاتي والشعور القوي بالظلم.
عندما يعلقنا االستياء ،فإنه يدفعنا دائ ًما إلى صراعات تهزم الذات .في البوذية ،يقولون ،
"االستياء يشبه اإلمساك بفحم ملتهب من أجل رميها على شخص آخر ".في Alcoholics
، )Anonymous (AAيقولون " ،االستياء مثل ابتالع السم وتأمل وفاة الشخص اآلخر ".تشترك
هذه األقوال في فكرة أنه عندما نتورط في االستياء ،كل ما نفعله هو إيذاء أنفسنا أكثر مما كنا عليه
بالفعل.
يأتي االستياء من الكلمة الفرنسية ، resentirوالتي تعني "الشعور مرة أخرى" .في كل مرة يعلقنا
االستياء نشعر مرة أخرى باألذى والغضب واإلحساس بالظلم أو الظلم .حدثت األحداث في الماضي ،ولكن
بينما نتناولها في الوقت الحاضر ،نشعر مرة أخرى بكل هذا األلم .وبينما نتغاضى عن غضبنا واستيائنا ،
تتسرب حيويتنا.
وتكرارا بما
ً مرارا
ً اللوم الذاتي -االستياء الذي انقلب على أنفسنا -مشابه .تذكرنا عقولنا
ارتكبناه من خطأ ،ثم نغضب ونحكم على أنفسنا أو نعاقبها .نشعر مرة أخرى بكل األلم والندم
والقلق وخيبة األمل والقلق .هذا ال يغير الماضي وال يمكننا من التعلم والنمو من أخطائنا .كل ما
نحققه هو إيذاء أنفسنا أكثر .على الرغم من أننا نعرف هذا منطقيًا وعقالنيًا ،إال أننا ما زلنا نفعل
ذلك.
مغفرة
إذن ما هو الترياق المضاد لالستياء ولوم الذات؟ إنها "مغفرة" -لكنها ليست مغفرة كما نعتقد عادة .في
نموذج ، ACTالمسامحة ال تعني النسيان ،كما أنها ال تعني أن ما حدث كان جيدًا أو معذورا ً أو غير
مهم ،كما أنه ال ينطوي على قول أو فعل أي شيء لشخص آخر.
لفهم فكرة المغفرة ، ACTضع في اعتبارك أصل الكلمة .كلمة "سامح" مشتقة من كلمتين
منفصلتين" :أعط" و "قبل" .لذا في ، ACTالمسامحة تعني ببساطة أن تعيد لنفسك ما كانت عليه
الحياة قبل أن يسيطر االستياء .في وقت ما في الماضي ،حدث شيء مؤلم للغاية .إما أنك فعلت
شيئًا تلوم نفسك عليه اآلن ،أو أن اآلخرين فعلوا شيئًا تلومهم عليه اآلن .منذ ذلك الحين ،أعادك
وتكرارا ،جنبًا إلى جنب مع اللوم
ً مرارا
ً وتكرارا إلى تلك األحداث بحيث تشعر باأللم
ً مرارا
ً عقلك
والحكم والصراع.
كيف كانت حياتك قبل أن يسيطر االستياء؟ هل كنت تواصل حياتك وتستفيد منها إلى أقصى حد؟ هل
كنت تعيش في الحاضر؟ حتى لو لم تكن حياتك جيدة جدًا قبل أن يسيطر االستياء ،على األقل لم تضيع في
ضباب االستياء ولوم الذات .إذًا ،ماذا عن إعادة صفاء وحرية الحياة لنفسك بدون كل هذا الضباب الدخاني؟
في ، ACTالمسامحة شيء تفعله من أجل نفسك فقط .إنه يمنح نفسك حياة خالية من عبء االستياء أو لوم
الذات.
صا تغذي االستياء أو لوم الذات ،
كيف ننمي هذا النوع من المغفرة؟ عندما تولد عقولنا قص ً
نالحظها ونسميها ،ونقول شيئًا مثل أنني أالحظ أن عقلي يضربني ،أو لدي ذاكرة مؤلمة ،أو ها
هو عقلي يحكم علي ،أو أنا وجود أفكار حول كونه سيئًا .نحن أيضا نلطف أنفسنا .بغض النظر
عن المكان الذي نلقي فيه اللوم -على أنفسنا أو على اآلخرين -فإننا نتألم .لذلك دعونا نكون طيبين
،ورحيمين ،ونمسك أنفسنا بلطف ،ونفسح المجال لمشاعرنا ،ونحضر.
وتكرارا لالنخراط مرة أخرى في الحاضر .عندما نكون ً مرارا
ً سنحتاج غالبًا إلى إسقاط المرساة
حاضرين ،يمكننا التصرف من خالل قيمنا ،وغرس أفعالنا مع الغرض .يمكننا بعد ذلك اتخاذ موقف
في مواجهة خسارتنا.
ً
"مهمال" -ولم يكن العقل مجرد انتقاد على سبيل المثال ،إذا فعلنا حقًا شيئًا "خاطئًا" أو "سيئًا" أو
مفرط -فيمكننا اآلن اتخاذ موقف إلصالح األمر .مايكل مدمن على الكحول وفيتنام
أخبرني المخضرم أن هذا مستحيل بالنسبة له :لقد قتل العديد من األشخاص في الحرب ولم يكن هناك
طريقة لتعويض ذلك .كان من الصعب الجدال في ذلك ،لذلك لم أحاول حتى .بدالً من ذلك قلت ،
"ضرب نفسك وشرب نفسك في القبر ال يغير الماضي .ونعم ،بالطبع ،ال يمكنك تعويض الموتى ؛ ال
يمكنك فعل أي شيء لهم .لكن يمكنك اآلن أن تفعل شيئًا يمكن أن يساهم بطرق مفيدة في الحياة .إذا
ضيعت حياتك ،فلن يأتي شيء جيد من أهوال الماضي تلك .ولكن إذا كنت تستخدم حياتك للمساهمة
مع اآلخرين ،وإلحداث فرق في العالم ،فقد خرج شيء جيد من تلك األهوال ".
بالنسبة لمايكل ،كان هذا بمثابة الوحي .مع الكثير من العمل الشاق ،تمكن في النهاية من إخراج
نفسه من تلك القصص التي تلوم نفسه وتعامل نفسه بلطف .على مدى تسعة أشهر ،انضم إلى مجموعة
، AAوتوقف عن الشرب ،وبدأ العمل التطوعي في منظمتين خيريتين :واحدة للمشردين واألخرى
قدرا هائالً من الجهد ،واضطر إلى إفساح المجال
لالجئين .لم يكن هذا سهالً بالنسبة له .لقد تطلب األمر ً
لكميات هائلة من األلم ،لكنه أتى بثماره جيدًا .على الرغم من أنه لم يستطع تغيير الماضي ،إال أنه وجد
أنه يمكن أن يحدث فرقًا مفيدًا في الحاضر -وبينما فعل ذلك ،أصبحت حياته أكثر إرضا ًء.
بينما يتورط معظمنا في لوم الذات في بعض األحيان ،ربما ال تكون قصصنا درامية مثل قصص
مايكل ؛ بعد كل شيء ،معظمنا لم يقتل أحدا ً أبدًا .ومع ذلك ،هذا ال يقلل من عبء قصصنا .الشيء
األساسي هو أن تتدرب على أن تكون لطيفًا مع نفسك (حتى لو قال عقلك أنك ال تستحق ذلك) ،وأن تقول
أشياء مثل أنا إنسان غير معصوم .مثل أي شخص آخر على هذا الكوكب ،أرتكب أخطاء ،وأفسد األشياء
،وأخطأت في فهم األمور .هذا جزء من كونك بشر .ثم ضع يدك الرحيمة على جسدك ،وتنفس في األلم
،واعترف بأنه يؤلمك .ذ ّكر نفسك أن عقاب النفس ال يحقق شيئًا مفيدًا ؛ الحيوية تكمن فقط في اتخاذ موقف.
إذا كان هناك شيء يمكنك القيام به للتعويض أو إصالح الضرر أو تغيير الوضع ،فمن المنطقي القيام
بذلك .إذا لم يكن هناك شيء يمكنك الق يام به على هذا المنوال (أو إذا لم تكن على استعداد للقيام بذلك بعد)
،فيمكنك استثمار طاقتك في بناء العالقات التي لديك من خالل التواصل واالهتمام والمساهمة .القيام بهذا
هو فعل من أفعال الغفران.
ولكن ماذا لو فعل شخص آخر "األشياء السيئة"؟ حس ًنا ،يمكننا الرد بعدة طرق مختلفة ،اعتمادًا على
تفاصيل الموقف والنتائج التي نبحث عنها .قد نختار اتخاذ إجراءات حاسمة ل
تأكد ،قدر اإلمكان ،من أن شيئًا كهذا لن يحدث مرة أخرى :إحضار هذا الشخص إلى المحكمة ،أو
تقديم شكوى ضده ،أو قطع أي اتصال معه .أو قد نختار تعلم مهارات جديدة تؤهلنا بشكل أفضل للتعامل
مع مثل هؤالء األشخاص في المستقبل ؛ يمكن أن يشمل ذلك أي شيء من دروس الدفاع عن النفس إلى
مهارات الحزم والتواصل إلى حضور دورة حول التعامل مع األشخاص الصعبين .أو قد ننضم إلى
منظمات أو نوقع عرائض أو ننطلق في مسيرات أو نجمع األموال أو ندعم أسبابًا لتغيير القوانين أو
تحسين المجتمع أو جعل العالم مكانًا أفضل .أو قد نختار ببساطة أن نضعه وراءنا ونركز على إعادة
بناء حياتنا ،هنا واآلن.
تتكون المسامحة إذن من هذه الخطوات األربع )1( :إسقاط المرساة )2( ،فك الخطاف من
القصة )3( ،التعامل بلطف )4( ،اتخاذ موقف .والشيء الجميل هو ...لم يفت األوان بعد لفعل
هذا.
17.
لم أكن ألتصور أن ذلك ممكن -ليس خالل مليون سنة .كان والدي رجالً نموذجيًا إلى حد ما بالنسبة لجيله .اعتنى
بأطفاله بالطرق التقليدية :لقد عمل بجد لدفع الفواتير وتأكد من أن أطفاله الستة لديهم طعام ومالبس وسقف فوق
رؤوسهم وتعليم جيد .كان لطيفًا جدًا ومحبًا بطريقته الخاصة .ومثل معظم رجال جيله (وكثير من رجال أنا) ،كان
خائفًا من العالقة الحميمة .وبالعالقة الحميمة ،ال أقصد ممارسة الجنس ؛ أعني الحميمية العاطفية والنفسية.
لكي تكون حميميًا عاطفيا ً ونفسيا ً مع إنسان آخر يتطلب شيئين:
أنت بحاجة إلى االنفتاح وأن تكون حقيقيًا " ،دع الشخص اآلخر يدخل" ،ومشاركة أفكارك
ومشاعرك الحقيقية بدالً من إخفائها.
ً
وقبوال بما يكفي تحتاج إلى إنشاء مساحة للشخص اآلخر ليقوم بالمثل -ليكون دافئًا ومنفت ًحا
ليكون هو اآلخر حقيقيًا ومنفت ًحا معك.
والدي لم يتحدث قط عن أي شيء شخصي بعمق .كان يحب تبادل الحقائق واألرقام واألفكار.
لمناقشة األفالم والكتب والعلوم .على الرغم من أننا أجرينا الكثير من المحادثات الممتعة ،إال أنني
لم أعرفه جيدًا أبدًا .لم أعرف قط عن المشاعر التي كافح معها ،وآماله وأحالمه ،ونكساته وإخفاقاته
،وأهم تجارب حياته وما تعلمه منها .لم أعرف أبدًا ما الذي جعله خائفًا أو غاضبًا أو غير آمن أو
حزينًا أو مذنبًا .لم أكن أعرف شيئًا تقريبًا عن عالمه الداخلي.
في الث امنة والسبعين ،أصيب بسرطان الرئة ،لكنه لم يخبرني .لم أكن أعرف تشخيص حالته ،ذهبت
سا ممتلئًا بشعر أبيض كثيف ،لكن
في رحلة خارجية مدتها ستة أسابيع .قبل أن أغادر ،كان أبي يمتلك رأ ً
عندما عدت كان أصلعًا تما ًما .لم يخبرني أن ذلك بسبب العالج الكيميائي .بدال من ذلك ،هو
أخبرني أنه حلق شعره ألنه كان عصريًا واعتقد أنه يجعله يبدو أصغر سنًا .وأنا صدقته.
عندما أصبح مريضا وضعيفا ،ظهرت القصة الحقيقية .لكن حتى ذلك الحين ،لم يكن يريد التحدث
عن مرض السرطان أو العالج أو مخاوفه .كلما حاولت التحدث عن ذلك ،كان يغير الموضوع أو يصمت.
لم أكن أعرف كم من الوقت سيعيش ،حاولت أن أخبره بما يعنيه بالنسبة لي :كم أحببته ،والدور الذي
لعبه في حياتي ،وكيف ألهمني ،واألشياء األكثر فائدة التي فعلها علمتني ،وأعز ذكرياتي عنه .غير مرتاح
لمثل هذه المحادثات ،خاصة عندما امتألت عيني بالدموع ،كان ينهيها بمجرد بدئها.
تعافى بأعجوبة .كنت آمل أن تساعده هذه الفرشاة مع الموت على االنفتاح قليالً ،لكنني
شعرت بخيبة أمل .ظل مغلقًا كما كان دائ ًما ،إن لم يكن أكثر من ذلك.
بعد ثالث سنوات ،في سن الحادية والثمانين ،أصيب بنوبة قلبية .تتطلب االنسدادات الرئيسية في العديد
من الشرايين التاجية إجراء جراحة قلب مفتوح ،مما ينطوي على مخاطر كبيرة .أثناء حديثي معه قبل الجراحة
بفترة وجيزة ،حاولت مرة أخرى أن أشاركه ما كان يعنيه بالنسبة لي كأب .اغرورقت الدموع في عيني -
دموع الحب والحزن -وانغلق على الفور .التفت بعيدًا وقال بصوت شديد اللهجة" :اصمت اآلن .وامسح تلك
الدموع ".
نجا أبي من العملية ،ولكن بعد ذلك تعرض لمضاعفات تلو األخرى وقضى قرابة العام في
المستشفى .قرب نهاية ذلك العام ،أصبح ضعيفًا ومحبطا ً بشكل متزايد .لكنه ما زال ال يسمح لي
بالتحدث معه على مستوى حميمي .في النهاية ،قرر أنه سئم حياته وأوقف كل أدويته .لكونه طبيبًا ،
كان يعرف ما يعنيه هذا :فعليًا كان يقتل نفسه .بمجرد توقف الدواء ،كان يعلم أنه لن يعيش سوى بضعة
أيام .حتى مع علمه بذلك ،ما زال يرفض السماح لي بإخباره كم أحببته وماذا كان يعنيه بالنسبة لي.
عندما اقترب من الموت ،بدأ أبي في الهلوسة .ولكن بين الهلوسة ،كان يمر بفترات واضحة ،حيث
يكون لعدة دقائق في المرة الواحدة واعيًا تما ًما ويق ً
ظا عقليًا .خالل إحدى هذه الفترات ،حاولت مرة أخيرة أن
أخبره بما كان يعنيه بالنسبة لي وكم أحببته .كنت في حالة من الفوضى ،والدموع تنهمر على وجهي وتخرج
من أنفي .لدهشتي المطلقة ،استدار أبي ونظر بعمق في عيني .أضاء وجهه بابتسامة مشرقة ،مليئة باللطف و
الرحمة ،وأخذ يدي بين يديه واستمع باهتمام إلى كل ما قلته ،ولم يبتعد أو يقاطعني أبدًا.
بعد أن انتهيت من البكاء وأخبره بكل ما كنت أرغب في إخباره به لسنوات ،قال بصوت
ضا".
"شكرا لك" .ثم أضاف" :أنا أحبك أي ً
ً مليء بالحنان والحب ،
أروي هذه القصة لتوضيح نقطتين أساسيتين ،كل منهما حيوي يجب تغطيتهما قبل أن ننهي هذا القسم.
األول هو أن التغييرات الصغيرة يمكن أن يكون لها تأثير عميق .والدي لم يغير شخصيته .كل ما فعله هو
حاضرا ومنفت ًحا .على الرغم من انتهاء حديثنا في غضون دقائق
ً إجراء تغيير صغير واحد :لقد بذل جهدًا للبقاء
،إال أن هذا التغيير الصغير أدى إلى تجربة جميلة ومحبة سأتذكرها باعتزاز حتى أموت.
يقصفنا مجتمعنا بفكرة أنه من أجل الحصول على حياة أفضل ،يتعين علينا إصالحها بالكامل بشكل
جذري ،أو تغيير شخصيتنا بشكل جذري ،أو تغيير طريقة تفكيرنا بشكل أساسي -أو الثالثة كلها! ولكن
عندما نؤيد هذه الفكرة ،فإنها ال تساعدنا في العادة ؛ بدالً من ذلك ،ينتهي بنا األمر ببساطة إلى ممارسة
ضغط هائل على أنفسنا .ندفع أنفسنا لنكون مختلفين و "أفضل" -ونهزم أنفسنا لعدم تلبية تلك التوقعات.
لألسف ،بدالً من رفعنا ،هذا فقط ينزل بنا.
فلماذا ال تخفف العبء؟ لماذا ال نزيل الضغط عن أنفسنا؟ لم تُبنى روما في يوم واحد ،ولم
تكن كذلك حياة غنية وذات مغزى .لماذا ال تسترخي قليال؟ خذ خطوات صغيرة .سير ببطء .وتذكر
المغزى من قصة إيسوب المحبوبة للغاية " :The Crow and the Pitcherشيئًا فشيئًا يفعل
الحيلة".
إن محاولة إجراء تغييرات ضخمة في فترة زمنية قصيرة هي دائ ًما وصفة للفشل .من حين
عا أننا ال نفعل ذلك .ومع ذلك ،فإن التغييرات الصغيرة ،بمرور
آلخر ،قد نديرها ،لكن األكثر شيو ً
الوقت ،يمكن أن تحدث فرقًا هائالً .كما قال رئيس األساقفة ديزموند توتو " ،افعل القليل من الخير
أينما كنت ؛ إنها تلك األجزاء الصغيرة من الخير مجتمعة التي تطغى على العالم ".
الن قطة الثانية المهمة في هذه القصة هي أنه لم يفت األوان بعد إلجراء هذه التغييرات الصغيرة .بالطبع
،قد ال تتفق أذهاننا مع ذلك ألنها تشبه إلى ح ٍد ما "آلة إعطاء العقل" :فهي رائعة في الخروج بجميع أنواع
األسباب التي تجعلنا ال نستطيع التغيير ،أو ال ينبغي لنا أن نتغير ،أو ال ينبغي أن يكون لدينا للتغيير .أحد
األشياء المفضلة لديها هو هذا :لقد فات األوان! ال يمكنني التغيير اآلن .هذا ما أنا عليه اآلن .هذه هي الطريقة
التي كنت عليها دائ ًما .ولكننا
مضطرا للدخول في مثل هذه األفكار .بدالً من رؤية أنفسنا على أننا "منحوتون في الحجر" ، ً لست
يمكننا أن نعترف بأن لدينا قدرة ال تنتهي أبدًا على التعلم والنمو ،والتصرف والتفكير بشكل مختلف.
كل ما علينا القيام به هو ضبط قلوبنا ونسأل أنفسنا ،ما هو التغيير الصغير الذي يمكنني القيام به؟
ما هو الشيء الصغير الوحيد الذي يمكنني قوله أو فعله بشكل مختلف ويتوافق أكثر مع الشخص
الذي أريد أن أكونه؟
أتمنى لو كان والدي قد أجرى تغييره قبل ذلك بقليل ،بدالً من االنتظار حتى يكون على فراش
حاضرا ،وسمح لي بمشاركة مشاعريً الموت .لكنني ممتن جدًا لهدية فراقه الثمينة :لقد انفتح ،وظل
الحقيقية معه .وقد فعل هذا عن طيب خاطر .إنها ذكرى جميلة :تثلج الصدر وتؤذي القلب في نفس
الوقت .وهو تذكير قوي بأنه طالما أننا ما زلنا نتنفس ،فلم يفت األوان بعد لفعل شيء ذي معنى.
18.
قال مارك توين ذات مرة " ،اإلقالع عن التدخين هو أسهل شيء في العالم .أنا أعلم ألنني فعلت ذلك
ألف مرة " .حتى لو لم ندخن مطلقًا ،يمكن لمعظمنا أن يرتبط بمالحظة توين الذكية .كم مرة قلت " ،لن
أفعل ذلك مرة أخرى!" وفي اليوم التالي ،هل تفعل ذلك مرة أخرى؟ أو "في المرة القادمة ،سأتعامل
مع هذا بشكل مختلف! وفي المرة القادمة ينتهي بك األمر بفعل نفس الشيء القديم!
حتى عندما تسير الحياة على ما يرام ،من السهل الوقوع في "العادات السيئة" .ولكن عندما نتعامل
مع خسارة كبيرة ،فإن ميلنا للقيام بذلك يكون أكبر بكثير .أعني بـ "العادات السيئة" أنماط السلوك التي
تشكل الخيار 3من صيغة التحدي :ابق وافعل أشياء إما ال تحدث فرقًا أو تزيد األمر سو ًءا .يمكن أن يشمل
ذلك أي شيء من االستخدام المفرط للمخدرات والكحول إلى االنسحاب من األصدقاء والعائلة ،ومن
العدوانية والصراع إلى تجنب المهام الهامة أو ممارسة الرياضة البدنية.
لدينا جميعًا عادات سيئة ،وسيكون من التهور محاولة كسرها جميعًا .كما قلت من قبل ،يأتي النجاح
من خالل إجراء تغييرات صغيرة :ضع لبنة واحدة في كل مرة .إذا حاولت العمل على العديد من العادات
السيئة في وقت واحد ،فمن المحتمل أن تشعر باإلرهاق واالستسالم .ومع ذلك ،إذا كانت هناك عادة سيئة
واحدة من المهم حقًا العمل عليها ،فإن الخبر السار هو أن لديك اآلن كل المهارات التي تحتاجها لكسرها
ضا الوقت والجهد وااللتزام الضروريين .لنقتبس من مارك توين مرة أخرى" :العادة هي عادة إذا بذلت أي ً
،أال يُطرد أي رجل من النافذة ،ولكن يتم إقناعه في الطابق السفلي خطوة تلو األخرى ".إذا كان األمر
مه ًما بالنسبة لك ،فيمكنك القيام بذلك.
.3ما هي المكافآت؟
.4ما هي التكاليف؟
.5ما البديل؟
.6ما هي المهارات التي يمكنني استخدامها؟
.1ماذا أفعل؟
تتمثل الخطوة األولى في تغيير نمط السلوك اإلشكالي في تحديد ما يتضمنه :ما الذي تقوله
وتفعله بالفعل؟ على سبيل المثال ،مصطلح "المماطلة" ال يحدد ما تفعله ؛ إنه يشير إلى ما ال تفعله.
إذا كنت تماطل في مهمة أو نشاط مهم ،فحدد ما تفعله بدالً من ذلك :هل تلعب ألعاب الكمبيوتر ،
أو تقرأ األخبار ،أو تحدق في الحائط ،أو تتناول وجبات خفيفة ،أو تداعب الكلب ،أو تستلقي في
السرير؟
إذا كانت العادة هي "تجنب األصدقاء" ،فماذا تقول وتفعل؟ هل تتجاهل الرسائل النصية أو
ترفض الدعوات أو تختلق األعذار أو تلغي المناسبات االجتماعية في اللحظة األخيرة؟
قال أنطونيو في البداية إن سلوكه اإلشكالي هو "اإلفراط في الشرب" .سألته أن يكون أكثر
تحديدًا" :كم تشرب؟" أجاب" :سبع أو ثماني زجاجات بيرة في الليلة".
.3ما هي المكافآت؟
عا من الفوائد) وتكاليف (نتائج ضارة بطريقة
أي نوع من السلوك له مردود (نتائج تحمل نو ً
ما) .غالبًا ما يكون من المفيد تحديد المكاسب .لماذا ا؟ ألنه يعطي نظرة ثاقبة عن سبب استمرارك
في القيام بذلك .إذا لم تكن هناك مكافآت ،فستتوقف عن فعل هذا السلوك ،لذلك من الجيد أن تعرف
ما الذي ستخرج منه .في األساس ،تتلخص المكافآت في هذا:
تبتعد عن شيء ال تريده تحصل على شيء تريده
نحن نهرب أو نتجنب األشخاص أو األماكن أو المواقف أو األحداث التي نجدها صعبة.
نحن نهرب أو نتجنب األفكار أو المشاعر أو الذكريات أو األحاسيس أو
اإللحاحات غير المرغوب فيها.
نشعر بتحسن.
نحصل على احتياجاتنا تلبية.
نلفت االنتباه.
نحن نبدو جيدًا (لآلخرين أو ألنفسنا).
نشعر أننا على حق (واآلخرون على خطأ).
نشعر أننا نتبع قواعد مهمة بنجاح.
نشعر أننا نعمل بجد لحل مشاكلنا.
نشعر أننا نفهم الحياة ،والعالم ،وأنفسنا ،واآلخرين ،وما إلى ذلك.
يمكن أن يرى أنطونيو أن الشرب ساعده على (أ) الهروب من األفكار والمشاعر الصعبة ،و
(ب) جعله يشعر بمزيد من االسترخاء .إذا لم تتمكن من معرفة مردود سلوكك ،فال بأس بذلك .ال
تحتاج إلى معرفتهم لتغييره ؛ إنه مفيد ،لكنه ليس ضروريًا.
.4ما هي التكاليف؟
من المفترض أنك تدرك بالفعل بعض التكاليف المترتبة على هذا السلوك أو أنك ال ترغب في تغييره.
ومع ذلك ،يجدر التفكير بعمق أكبر في هذه المسألة .ما الذي يكلفك هذا السلوك من حيث الصحة والرفاهية
والحيوية والعالقات والمال والوقت الضائع والفرص الضائعة؟ ما األشياء ذات المعنى أو القيمة التي تفقدها
أو تفقدها عند القيام بذلك؟ ما الذي تحصل عليه وال تريده؟ (ال تضغط على نفسك .إذا كان عقلك يضربك
بتلك العصا الكبيرة ويقرأ ، The Not Good Enough Storyفقم بإسقاط المرساة ،وفك الخطاف
،وتمسك بنفسك بلطف).
ضا التأثير السلبي على زواجه.
عرف أنطونيو التكاليف الصحية لإلفراط في تناول الكحول وأي ً
لكن بينما كان يفكر بعمق أكبر ،أدرك التكاليف اإلضافية :كان ينام بشكل سيئ في الليالي عندما
ً
تركيزا وأكثر غضبًا في العمل. يشرب بكثرة ،مما يعني أنه استيقظ وهو يشعر بالخمول ،وكان أقل
عالوة على ذلك ،فقد أبعده عن قيمه األساسية المتمثلة في كونه محبًا وداع ًما كشريك ،مما أثار
بدوره الشعور بالذنب والقلق.
.5ما هو البديل؟
من السهل أن تقول " ،ال أريد أن أفعل XYZبعد اآلن" ؛ من الصعب جدًا أن أقول " ،بدالً من
ذلك ،أريد أن أفعل ". ABCومع ذلك ،فهذه خطوة أساسية في التخلص من هذه العادة .عندما تكون
هذه المحفزات موجودة -كل تلك المواقف واألفكار والمشاعر الصعبة التي حددتها في السؤال - 2ولن
تقوم بالسلوك الذي حددته في السؤال ، 1فماذا ستفعل بدالً من ذلك؟ هذا هو المكان الذي تعود فيه إلى
قيمك :ما هي اإلجراءات القائمة على القيم التي ستتخذها؟
حدد أنطونيو أنه بدالً من اإلفراط في الشرب ،أراد أن يشرب باعتدال :زجاجتان من البيرة في الليلة
بدالً من ثمانية .لذلك كان سلوكه الجديد هو شرب هاتين الجيرتين ببطء ،وإطالةهما أكثر من ساعتين -ثم
شرب شاي األعشاب أو الماء لبقية المساء.
تذكير
يمكننا إنشاء جميع أنواع األدوات البسيطة لتذكيرنا بسلوكنا الجديد .على سبيل المثال ،قد نقوم بإنشاء
نافذة منبثقة أو شاشة توقف على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي الخاص بنا مع كلمة أو عبارة أو رمز مهم
يذكرنا بالتصرف بحذر أو استخدام قيمة معينة .يمكننا كتابة رسالة على بطاقة ولصقها على الثالجة أو مرآة
الحمام أو لوحة أجهزة القياس في السيارة .أو قد نكتب شيئًا ما في مفكرة أو تقويم أو تطبيق "مالحظات" على
هاتف ذكي -ربما كلمة واحدة فقط مثل "تنفس" أو "توقف مؤقتًا" أو "صبر" أو عبارة مثل "" ترك "أو" رعاية
" ورحيمة " .بدالً من ذلك ،قد نضع ملصقًا بألوان زاهية على حزام ساعة اليد أو ظهر الهاتف الذكي أو لوحة
مفاتيح جهاز الكمبيوتر الخاص بنا ،بحيث في كل مرة نرى الملصق ،فإنه يذكرنا بالقيام بالسلوك الجديد.
السجالت
يمكننا االحتفاظ بسجل لسلوكنا على مدار اليوم ،مع اإلشارة إلى متى وأين نقوم بالسلوك
ضا متى وأين نقوم بالسلوك القديم وما هي التكاليف .يمكن ألي مفكرة
الجديد وما هي الفوائد -وأي ً
أو دفتر مالحظات -على الورق أو على شاشة الكمبيوتر -أن يخدم هذا الغرض.
المكافآت
عندما نقوم بسلوك جديد يتضمن العمل على قيمنا ،نأمل أن يكون ذلك مجزيًا في حد ذاته .ومع ذلك
،يمكننا تعزيز السلوك الجديد بمكافآت إضافية .أحد أشكال المكافأة هو اللطف ،وتشجيع الحديث مع النفس
-على سبيل المثال ،أن تقول لنفسك ،أحسنت .لقد فعلتها! شكل آخر هو مشاركة تقدمك مع أحد أفراد
أسرتك والذي سيستجيب بشكل إيجابي .لكنك قد تفضل المزيد من المكافآت المادية .على سبيل المثال ،إذا
حافظت على هذا السلوك الجديد لمدة أسبوع ،فقد تشتري أو تفعل شيئًا تحبه حقًا ،مثل الحصول على
تدليك أو شراء كتاب.
الروتين
إذا كنت تستيقظ كل صباح في نفس الوقت لممارسة الرياضة أو ممارسة اليوجا ،فإن هذا
الروتين المعتاد يبدأ في النهاية بشكل طبيعي ويتطلب قوة إرادة أقل .لذا ،حاول بناء روتين أو
طقوس حول سلوكك الجديد بحيث يصبح جز ًءا عاديًا من حياتك .على سبيل المثال ،إذا كنت تقود
سيارتك إلى المنزل من العمل ،فكل ليلة قبل أن تخرج من سيارتك ،يمكنك قضاء دقيقتين في
إسقاط المرساة والتفكير في القيم التي تريد أن تعيشها في ذلك المساء.
العالقات
سواء كنت تدرس أو تمارس الرياضة ،فمن األسهل القيام بذلك إذا كان لديك "رفيق" .في برامج
ظا عندما تصبح األمور صعبة .هل يمكنك أن تجد راع يساعدك على البقاء متيق ً
ٍ ، AAيتعاونون معك مع
صا طيبًا ومهت ًما ومشجعًا لدعمك في سلوكك الجديد؟ ربما يمكنك تسجيل الوصول مع هذا الشخص شخ ً
بانتظام لمشاركة حسن أدائك ،أو إرسال تلك السجالت التي تحتفظ بها بالبريد اإللكتروني ،أو اطلب منه
تذكيرك بـ
افعل السلوك الجديد .على سبيل المثال ،قد تقول " ،عندما أرفع صوتي ،هل يمكنك تذكيرني بإسقاط
المرساة؟"
تعكس
فكر بانتظام في سلوكك وكيف يؤثر على حياتك .يمكنك التفكير كتابة (تسجيالت) أو من
خالل التحدث مع شخص ما (عالقات) .أو يمكنك القيام بذلك كتمرين عقلي طوال اليوم ،قبل النوم
مباشرة ،أو عند االستيقاظ في الصباح .خذ بضع لحظات للتفكير في أسئلة مثل هذه:
كيف حالى؟
ماذا أفعل هذا العمل؟
ما الذي أفعله وال يعمل؟
ما الذي يمكنني فعله أكثر -أو أقل -من ،أو القيام به بشكل مختلف؟
ضا من التفكير في األوقات التي تعود فيها إلى العادة القديمة .الحظ ما الذي يؤدي إلى تلك
تأكد أي ً
االنتكاسات والنكسات ،والحظ ما يكلفك ذلك -أي كيف ستعاني عندما يحدث ذلك؟ مرة أخرى ،ال
تضغط على نفسك ،ولكن فكر بطريقة غير قضائية في التكاليف الحقيقية لصحتك ورفاهيتك -واستخدم
هذا الوعي لتحفيز نفسك على العودة إلى المسار الصحيح.
إعادة الهيكلة
يمكننا في كثير من األحيان إعادة هيكلة بيئتنا لجعل سلوكنا الجديد أسهل وزيادة فرصنا في
الحفاظ عليه .على سبيل المثال ،إذا كان السلوك الجديد هو "األكل الصحي" ،فيمكننا إعادة هيكلة
المطبخ :التخلص من الوجبات السريعة أو إخفائها ،وتخزين الثالجة والمخزن بأشياء صحية .إذا أردنا
الذهاب إلى صالة األلعاب الرياضية في الصباح ،فيمكننا حزم معداتنا الرياضية ووضعها في مكان
ضا كتذكير).
واضح ومريح بحيث تكون جاهزة للذهاب عندما نستيقظ( .تعمل حقيبتنا الرياضية أي ً
إذاً لديك ".The Seven Rs" ،اآلن امزج هذه األساليب وطابقها مع محتوى قلبك وأنشئ مجموعة
أدوات خاصة بك تدوم
يتغيرون .حظا طيبا وفقك هللا!
تنشيط
19.
ممثال كوميديًا يقول لمقاطع صاخب " ،مائتي مليون حيوان منوي -وكان عليك أن ً سمعت ذات مرة
تكون الشخص الذي نجح في المرور!" عندما نفكر في األمر بهذه المصطلحات -أن واحدًا فقط من
مائتي مليون حيوان منوي سوف يخصب البويضة بنجاح -فإننا ندرك أننا محظوظون جدًا ألننا على
قيد الحياة .عندما تفكر في سلسلة األحداث التي كان يجب أن تحدث من أجل أن تكون هنا -كيف كان
على والدتك مقابلة والدك ،وكيف كان على آباءهم وأمهاتهم أن يلتقوا ببعضهم البعض ،وما إلى ذلك ،
مرة أخرى إلى فجر الحياة -يكاد يكون وجودك على اإلطالق معجزة .بعبارة أخرى ،نحن محظوظون
ألن نكون على قيد الحياة.
"االمتياز" يعني الميزة الممنوحة لشخص أو مجموعة معينة ،و "الميزة" هي شرط أو ظرف يضعنا
في وضع مالئم أو يوفر لنا فرصة ثمينة .كل واحد منا هو عضو في مجموعة معينة يشير إليها العلماء باسم
اإلنسان العاقل ،وحقيقة أننا على قيد الحياة ،عندما يموت الكثير من جنسنا البشري ،تضعنا في وضع مالئم.
إنه يمنحنا فرصة ثمينة للتواصل والعناية والمساهمة والحب والتعلم والنمو .إن معاملة الحياة على أنها امتياز
يعني اغتنام تلك الفرصة -لتقديرها واحتضانها واالستمتاع بها .لقد ذكرت سابقًا أنه عندما تنطوي الخسارة
سا بالهالك أو النذير بعد ذلك .نحن ندرك تما ًما حتمية الموت لكل على الموت ،فإن الكثيرين يختبرون إحسا ً
واحد منا .غالبًا ما يؤدي هذا إلى القلق أو الضعف أو انعدام األمن .لكن إذا اكتشفنا تلك األفكار والمشاعر بدالً
من دفعها بعيدًا ،فسنكتشف أنها تخبرنا بشيء مهم ؛ يذكروننا بأننا جمي ًعا معرضون للخطر ،ولكن أيضًا أن
الحياة ثمينة .ال نعرف أبدًا كم من الوقت بقي لدينا ،لذلك نحن بحاجة إلى االستفادة القصوى من الوقت المتاح
لنا .كيف نفعل ذلك في الواقع؟ حسنًا ،إذا كنت تطبق المبادئ الواردة في هذا الكتاب ،فأنت بالفعل على الطريق
الصحيح.
ضع في اعتبارك فكرة أن الحياة مثل عرض مسرحي .كل أفكارك ،وعواطفك ،وذكرياتك ،وأحاسيسك
،ودوافعك ،إلى جانب كل ما يمكنك رؤيته وسماعه ولمسه وتذوقه ورائحته على خشبة المسرح .يمكنك التكبير
لرؤية ملف
التفاصيل أو التصغير اللتقاط الصورة الكبيرة ؛ قم بتعتيم األضواء في منطقة ما أو تسليط الضوء على
منطقة أخرى .ليس لدينا كلمة طيبة عن هذا .أسميها إما "ذات المراقبة" أو "الجزء منك الذي يالحظ".
لقد كنت تستخدم هذا في كل تمرينات اليقظة طوال هذا الكتاب :مالحظة أفكارك ومشاعرك وجسدك ،
باإلضافة إلى مالحظة أفعالك والعالم من حولك .إنه متاح دائ ًما ،ويمكنك استخدامه في أي وقت إللقاء
الضوء على جوانب العرض المسرحي المتغير باستمرار الذي ترغب في استكشافه .يبدو المسرح
أحيانًا مليئًا بالبهجة والفرح ،لكنه في أحيان أخرى مزدحم باأللم والبؤس.
عندما تضربنا الحياة بشدة ،تسقط األضواء على ألمنا وتظلم بقية المرحلة :يبدو أنه ال يوجد
شيء في الحياة سوى معاناتنا .لكن لنفترض أننا نضيء كل المسرح .ماذا يحدث إذا الحظنا ألمنا
وكل الحياة من حوله؟ ماذا لو استطعنا ،من مساحة اإلدراك التوسعية تلك ،أن نالحظ الطرق التي
سا ال تنقص فيها الحياة أو تتضرر؟ ماذا لو اكتشفنا شيئًا ثمينًا للغاية ً -
كنزا مخفيًا يمنحنا إحسا ً
باإلنجاز ،حتى في خضم ألمنا العظيم؟
بالطبع ،أذهاننا تستجيب ،بينما لدي هذه المشكلة /الخسارة للتعامل معها ،ال شيء آخر مهم ،
بدون ، XYZحياتي فارغة /بال معنى ،أو ال أهتم بأي شيء آخر .إذا تأثرنا بهذه األفكار ،فسوف نضيع
في الضباب الدخاني .ولكن إذا أردنا التخفيف من هذا الضباب الدخاني ،فيمكننا إلقاء المرساة والحصول
على الحاضر ؛ يمكننا أن نتخلص من تلك األفكار ،وننمي الوعي ،ونالحظ حياتنا كلها ،وليس األلم فقط.
أمرا مفرو ً
غا منه -ولم تالحظه فقط ،بل ماذا يمكن أن يحدث إذا الحظت كل شيء يعتبره معظمنا ً
نقدره وتذوقه ونقدره؟ ماذا لو كنت ،في هذه اللحظة ،تقدر تنفسك ،وبصرك ،وسمعك ،أو استخدام
ذراعيك ورجليك؟ ماذا لو كنت تعتز بلقائك التالي مع األصدقاء أو العائلة أو الجيران؟ هل سبق لك أن
تمشيت واحتفلت بالجمال من حولك؟ هل سبق لك أن استنشقت الهواء وابتهجت بنضارته؟ هل سبق لك أن
استمتعت بدفء النار المفتوحة أو السرير المريح؟ هل سبق لك أن استمتعت بوجبة مطبوخة في المنزل ،
أو استمتعت بالخبز الطازج ،أو أحببت كل دقيقة من االستحمام الساخن الطويل؟ هل سبق لك أن وجدت
الفرح في حضن أو قبلة أو كتاب أو فيلم أو غروب الشمس أو زهرة أو طفل أو حيوان أليف؟
اآلن قد يقول عقلك ،هذا كل شيء على ما يرام يا روس ،ولكن ماذا عن األشخاص العالقين في
ظروف مروعة حقًا؟ بالتأكيد هذا
ليست ذات صلة بهم.
جوابي هو :أول األشياء أوال .عندما نتألم ،نحتاج أوالً إلى ترك المرساة ونلطف أنفسنا .بعد ذلك ،
نحتاج إلى اتخاذ موقف :إذا لم نستطع المغادرة أو لم نغادر ،فإننا نغير ما يمكن تغييره ،ونقبل ما ال يمكن
عا ،إذن ،نعم ،سيكون من الصعب جدًا تغييره ،ونعيش وفقًا لقيمنا .إذا فعلنا كل ذلك وظل الموقف مرو ً
ً
مستحيال. العثور على أي شيء لتقديره أو تذوقه أو تقديره -لكن ذلك لن يكون
في سيرته الذاتية ، Long Walk to Freedomيصف نيلسون مانديال كيف أنه ،خالل فترة سجنه
الطويلة في جزيرة روبن ،كان يستمتع بمسيراته في الصباح الباكر إلى المحجر ويقدر نسيم البحر المنعش
والحياة البرية الجميلة .أو خذ حالة بريمو ليفي ،وهو يهودي إيطالي ،أُرسل إلى أوشفيتز في العام األخير من
رجال ،كيف تح ّمل عمالً شاقًا يوميًا في
ً الحرب العالمية الثانية .يصف ليفي في كتابه المؤثر ،إذا كان هذا
قادرا حقًا على
ً الشتاء البولندي المتجمد ،وكان يرتدي فقط أنحف المالبس .ولكن عندما ظهر الربيع ،كان
أخيرا ،فكر في فيكتور فرانكل ،وهو سجين يهودي آخر في أوشفيتز .في كتابه بحث ً تذوق دفء الشمس.
قادرا على االحتفاظ بذكريات الرجل عن المعنى ،يكشف كيف أنه ،حتى وسط كل هذا الرعب ،كان ال يزال ً
جميلة لزوجته ،من حياتهما معًا قبل أن تبدأ الفظائع.
الحظ أنني ال أقترح أن نلهي أنفسنا أو نتظاهر بأن الخسارة لم تحدث أبدًا .أنا ال أقترح أن نفكر
بشكل إيجابي وأن نقول ألنفسنا أن هذا كله لألفضل .وأنا بالتأكيد ال أدعي أن هذا سوف يخلصك من
ألمك ويجعلك تشعر بالسعادة!
ما أقترحه هو ببساطة :دعنا نلقي الضوء على العرض المسرحي بأكمله .دعونا نعترف بكل
ضا بالمتعة والعجائب التي تمنحنا
الصعوبات ،ونعترف بكل األفكار والمشاعر المؤلمة -ونعترف أي ً
إياها الحياة .دعونا نقدر امتياز البقاء على قيد الحياة لمشاهدة هذا العرض المسرحي المذهل -
والعثور على شيء بداخله يمكننا تقديره.
بالطبع ،قول هذا أسهل بكثير من فعله .لماذا ا؟ ألنه ،بشكل افتراضي ،يركز العقل على ما
ليس لدينا ،على ما هو غير جيد بما فيه الكفاية ،على ما يجب إصالحه أو حله أو تغييره قبل أن نقدر
الحياة .هذا يعني أنه عندما يبدأ شخص ما في الحديث عن تقدير ما لدينا ،فقد تصبح عقولنا ساخرة .لذا
إذا احتج عقلك ،يرجى معاملته كما لو كان صوتًا مرتفعًا في الزاوية البعيدة من a
مقهى :دعها تقول كلمتها ،لكن ال تنشغل بها أو تنغمس في أي نوع من الجدل .بدالً من ذلك ،دعونا
نفكر في هذا :كيف يمكننا أن نقدر ما لدينا؟
فن التقدير
في الواقع ،من السهل جدًا تطوير التقدير لألشياء التي لدينا .كل ما علينا فعله هو االنتباه بطريقة معينة:
باالنفتاح والفضول .لنجربها اآلن .أثناء قراءة هذه الجملة ،الحظ كيف تمسح عيناك الصفحة ؛ الحظ
كيف ينتقلون من كلمة إلى أخرى دون أي جهد واع من جانبك ؛ كيف تسير بالسرعة المناسبة لك لتلقي
المعلومات.
قادرا على قراءة الكتب
تخيل اآلن مدى صعوبة الحياة إذا فقدت بصرك .كم ستفتقد؟ تخيل أنك لم تعد ً
أو مشاهدة األفالم أو تمييز تعابير وجه أحبائك أو التحقق من انعكاسك في المرآة أو مشاهدة غروب الشمس
أو قيادة السيارة.
خمسة أشياء
عندما تصل إلى نهاية هذه الفقرة ،توقف عن القراءة لبضع ثوان ،انظر حولك ،والحظ -وأعني
الحظت حقًا -خمسة أشياء يمكنك رؤيتها .ابقَ على كل عنصر لعدة ثوان ،والحظ شكله ولونه وملمسه
،كما لو كنت ً
طفال فضوليًا لم ير شيئًا مثله من قبل .الحظ أي أنماط أو عالمات على سطح هذه األشياء.
الحظ كيف ينعكس الضوء عنها أو الظالل التي تلقيها .الحظ معالمها ومخططاتها وما إذا كانت تتحرك
أم ال تزال .كن منفت ًحا على التجربة الكتشاف شيء جديد ،حتى لو أصر عقلك على أنها ستكون مملة.
بمجرد االنتهاء ،توقف لحظة لتفكر في مقدار ما تضيفه عيناك إلى حياتك ؛ ضع في اعتبارك ما
تمنحه لك موهبة الرؤية .كيف ستكون الحياة لو كنت أعمى؟ كم ستفتقد؟
يجمع هذا التمرين المختصر بين مهارتين مهمتين من مهارات اليقظة الذهنية:
"االنخراط" و "المذاق" .كما نولي اهتماما بصراحة و
الفضول ،نحن منخرطون في ما نفعله ؛ بعبارة أخرى ،ننخرط بعمق في تجربتنا .وبما أننا نقدر أعيننا
شعورا باالمتنان والوفاء ؛ بمعنى آخر ،نحن نستمتع
ً حقًا ونعتز بمعجزة الرؤية نفسها ،فإن هذا يثير
بالتجربة.
تقدير
نقدر يديك
اآلن بينما تستمر في القراءة ،الحظ كيف تمسك يديك بهذا الكتاب دون عناء .عندما تصل إلى نهاية
سا على عقب واقلبه برفق في الهواء وامسكه .اقض دقيقة جيدة أو هذه الفقرة ،التقط الكتاب واقلبه رأ ً
نحو ذلك في اللعب بالكتاب بطرق مختلفة .قم برميها من يد إلى يد ،أو مرر كل الصفحات ،أو ارفعها
عاليا ً واتركها تسقط ،وامسكها قبل أن تصل إلى األرض .أثناء قيامك بهذه األشياء ،انتبه إلى حركات
يديك .كن فضوليًا بشأن يديك :الحظ كيف يعرفون بالضبط ما يجب عليهم فعله ؛ كيف تعمل األصابع
واإلبهام معًا بسالسة .وكن منفت ًحا على التجربة ؛ كن منفت ًحا على التعلم منه ،حتى لو كنت ال تريد فعل
ذلك حقًا.
لذا ،ما مدى روعة يديك؟ ما مدى صعوبة الحياة إذا لم يكن لديك؟ عندما تصل إلى نهاية هذه
الفقرة ،استخدم يديك لفعل شيء لطيف لنفسك -دلك فروة رأسك برفق ،أو دلك صدغيك ،أو افرك
جفونك ،أو دلك كتفك .افعل ذلك لمدة دقيقة أو نحو ذلك ،ببطء وبلطف ،ثم قم بإحضار ذلك الفضول
واالنفتاح الطفولي مرة أخرى إلى العملية .الحظ كيف تتحرك يديك ،واألحاسيس التي تولدها ،والطريقة
التي يستجيب بها جسمك.
بمجرد القيام بذلك ،فكر في مقدار مساهمة يديك في حياتك ومدى تمكينك من القيام به .جرب
اآلن تمرينًا آخر يركز على التنفس.
نقدر أنفاسك
سا عميقة وبطيئة ودع كتفيك تسقط .عندما
اآلن بينما تستمر في القراءة ،أبطئ من تنفسك .خذ أنفا ً
تقدر متعة التنفس البسيطة ،فكر في الدور الذي تلعبه رئتيك في حياتك .ضع في اعتبارك مقدار االعتماد
عليهم .النظر في كم هم
تساهم في رفاهيتك .يعاني الماليين من األشخاص جميعًا من أمراض القلب والرئة التي تجعل التنفس
صعبًا للغاية -وإذا كنت مصابًا بالربو أو االلتهاب الرئوي ،فأنت تعلم مدى صعوبة هذا األمر ومخيفه.
ربما قمت بزيارة شخص ما في مستشفى أو دار رعاية كان يعاني من مرض حاد في القلب أو الرئة ؛
تمتلئ رئتاهما بالسوائل ،والطريقة الوحيدة للتنفس هي استنشاق األكسجين من خالل قناع .تخيل لو
كان هذا الشخص أنت .تخيل أنك في هذا الموقف وتراجع حياتك ،وتتذكر متى كانت رئتيك تعمالن
بشكل جيد وكم كانت حياتك أسهل في ذلك الوقت .إلى أي مدى نعتمد على رئتينا وأنفاسنا -وكم مرة
نأخذها كأمر مسلم به؟ هل يمكنك ،للحظة ،أن تالحظ عمل رئتيك وتالحظ أن التنفس يتدفق بانتظام -
للداخل والخارج -واالستمتاع بالتجربة؟
التجربة الكاملة
لنفترض أنك في غرفة فندق جميلة وباردة ومكيفة الهواء .أنت تنظر من خالل النوافذ وتلهث في إعجاب على
الشاطئ األبيض البكر والمحيط األزرق الصافي ،على مد البصر .تتألأل األمواج في ضوء الشمس وتتأرجح أشجار
النخيل برفق في النسيم .إنه منظر رائع حقًا .لكن ...ال يمكنك سماع دقات األمواج ،وال يمكنك الشعور بأشعة
الشمس على وجهك ،وال يمكنك الشعور بالنسيم يمأل شعرك ،وال يمكنك التنفس ورائحة هواء البحر المنعش .هذا
ما يعنيه أن تكون "نصف حاضر" .تأخذ بعضًا من تجربتك ،لكنك تفقد الكثير منها.
لنفترض اآلن أنك غادرت غرفتك وخرجت إلى الشرفة .على الفور ،تشعر أنك على قيد الحياة.
يمكنك أن تشعر بقبلة ضوء الشمس على بشرتك ،والرياح تشعرك بلطف ،والهواء المالح النقي يمأل
حاضرا بالكامل ،وأن تشارك في الحياة كما هي في هذه اللحظة وأنً رئتيك .هذا ما يعنيه أن تكون
تستمتع بثرائها ،وأن تشربها وتتذوقها .في األقسام السابقة من هذا الكتاب ،نظرنا إلى اليقظة بشكل
أساسي كوسيلة لتقليل المعاناة :إسقاط المرساة ،وإفساح المجال للمشاعر المؤلمة ،والتخلص من األفكار
الصعبة ،وما إلى ذلك .سنستكشف اآلن جانبًا مختلفًا من اليقظة :استخدامه لالنخراط بشكل كامل في
الحياة.
لحظات الخطوبة
لحظات المشاركة طبيعية .عندما نلتقي ألول مرة بشخص نعجب به أو نجده جذابًا ،فمن المحتمل أن نكون منخرطين
صا ما لديه "حضور قوي" أو أننا نجدهللغاية :فنحن نوليه اهتمامنا الكامل ونتشبث بكل كلمة .عندما نقول أن شخ ً
ً
"متفاعال" ،فإننا نعني أنه يجذب ا نتباهنا بسهولة وبشكل طبيعي .ولكن ماذا عن هؤالء األصدقاء وأفراد األسرة
غا منه أو نصف نصغي إليهم فقط؟ قد نشكو حتى أمرا مفرو ً
والزمالء الذين نراهم طوال الوقت :كم مرة نعتبرهم ً
من صعوبة البقاء حاضرين عندما "يتابعون األمور" ؛ قد نعتبرها "مملة".
وبالمثل ،عندما نتذوق أول جرعة من وجبة لذيذة ،أو نشم رائحة جديدة مبهجة ،أو نضع أعيننا على
أمرا
قوس قزح ،فإننا بطبيعة الحال نوليها اهتمامنا الكامل بسهولة -ولكن بسرعة كبيرة ،نبدأ في اعتبارها ً
مفرو ً
غا منه.
دعنا نخلق بعض لحظات المشاركة اآلن .في التمرين التالي ،قم بتنفيذ كل إرشاد لمدة خمس إلى
ثوان قبل االنتقال.
ٍ عشر
اليقظة من األصوات
أوالً " ،افتح أذنيك" والحظ ببساطة ما يمكنك سماعه.
الحظ أي أصوات قادمة منك (على سبيل المثال ،جسمك يتحرك في مقعدك أو تنفسك).
اآلن "قم بتمديد أذنيك" لتالحظ األصوات القريبة.
قم بتوسيع نطاق السمع تدريجيًا حتى تتمكن من سماع األصوات البعيدة الممكنة .هل يمكنك سماع
أصوات الطقس أو حركة المرور البعيدة؟
اجلس في وسط كل هذا الصوت والحظ الطبقات المختلفة:
االهتزازات والنبضات واإليقاعات.
الحظ األصوات التي تتوقف واألصوات الجديدة التي تبدأ .تعرف على ما إذا كان بإمكانك مالحظة
صوت مستمر -طنين كهربائي أو طنين مروحة -واستمع إليه كما لو كان مقطوعة موسيقية رائعة.
الحظ درجة الصوت والحجم والجرس.
ابق مع هذا والحظ كيف أنه ليس مجرد صوت واحد .الحظ الطبقات داخل الطبقات ،واإليقاعات
داخل اإليقاعات ،والدورات داخل الدورات.
الحظ اآلن الفرق بين األصوات التي تسمعها والكلمات والصور التي يحاول عقلك إرفاقها بها.
ليزا والضفادع
قالت ليزا" :ال يمكنني تحمل ذلك"" .إذا اضطررت إلى االستماع إلى تلك الضفادع الملعونة ليلة أخرى ،فسوف
أصاب بالجنون!" قبل أسبوع ،انتقلت ليزا إلى منزل جديد جميل .لسوء الحظ ،كان لدى جارتها المجاورة بركة
كبيرة ،كانت موطنًا لعائلة من الضفادع الصاخبة للغاية .كما وصفتها ليزا ،أحدثت الضفادع ضوضاء مثل كتلتين
من الخشب تضربان معًا ،وجعلوها طوال الليل .كان الضجيج مزع ًجا للغاية وأبقىها مستيقظة لساعات .لقد جربت
ثالثة أنواع مختلفة من سدادات األذن ،ولكن دون جدوى ،واعترفت -بشعور شديد بالذنب -بأنها فكرت حتى في
تسميم الضفادع.
لقد أخذتها من خالل تمرين الذهن لألصوات ،وقرب نهايتها ،طلبت منها أن تركز انتباهها على الصوت
المزعج إلى حد ما لجزازة العشب ،التي تطن بصوت عا ٍل عبر الطريق من مكتبي .طلبت منها أن تكون
حاضرة بشكل كامل مع الصوت ،وأن تترك عقلها يثرثر بعيدًا في الخلفية ،وأن تركز انتباهها على الصوت
نفسه ،وتالحظ بفضول كبير جميع العناصر المختلفة ذات الصلة -اإليقاعات ،واالهتزازات ،والنغمات العالية
،والمنخفضة المالحظات والتغييرات في درجة الصوت ومستوى الصوت -كما لو كانت تستمع إلى صوت
مغنية رائعة .بعد ذلك ذكرت أن الضوضاء تحولت بسرعة من كونها مزعجة إلى مثيرة لالهتمام .لقد اندهشت
ألنها سمعت صوت جزازة العشب مئات المرات ،لكنها لم تدرك أبدًا أنها معقدة للغاية .طلبت منها ممارسة
هذا التمرين في السرير ليالً ،لالستماع بانتباه إلى نعيق الضفادع المجاورة .بعد أسبوع ،أخبرتني ،بابتسامة
عريضة ،أنها مارست التمرين كل ليلة ،وأنها اآلن تستمتع بصوت الضفادع -وجدته مهدئًا ومري ًحا ،وقد
ساعدها بالفعل على النوم!
ال تحقق تمارين كهذه دائ ًما مثل هذه النتائج الدراماتيكية ،خاصةً عندما نكون جددًا عليها
حاضرا أمر صعب ،ألن
ً ومهارات اليقظة الذهنية لدينا غير متطورة نسبيًا .باإلضافة إلى أن البقاء
عقولنا لديها العديد من الطرق الذكية إللهاءنا .لذا إذا أردنا أن نجيد هذا ،فنحن بحاجة فقط إلى
التدرب .فيما يلي تمرينان سريعان وبسيطان يمكنك القيام بهما بسهولة كل يوم.
تركيز كامل للذهن
اليقظة من الناس
صا كل يوم والحظ وجهه كما لو لم تره من قبل :لون عيونهم وأسنانهم وشعرهم ونمط التجاعيداختر شخ ً
في بشرتهم والطريقة التي يتحدثون بها .الحظ كيف يتحركون ويمشون وتعابير وجههم ولغة جسدهم
ونبرة صوتهم .انظر إذا كان بإمكانك قراءة مشاعرهم وضبط ما يشعرون به .عندما يتحدثون إليك ،
انتبه كما لو أنهم المتحدثون األكثر روعة الذي سمعته على اإلطالق وقد دفعت مليون دوالر مقابل
امتياز االستماع( .نصيحة :اختر الشخص في الليلة السابقة ثم ذ ّكر نفسك بما هو عليه في الصباح .بهذه
الطريقة ،من المرجح أن تتذكر ).هام :الحظ ما يحدث نتيجة هذا التفاعل اليقظ.
اليقظة من المتعة
أمرا مفرو ً
غا منه أو تقوم طا بسي ً
طا وممتعًا -وهو نشاط مثالي غالبًا ما تعتبره ً اختر كل يوم نشا ً
أخيرا منه .قد يكون هذا
ً به على الطيار اآللي -واكتشف ما إذا كان يمكنك استخراج كل إحساس بالمتعة
عناق أحد أفراد أسرتك ،أو مداعبة قطتك ،أو تمشية كلبك ،أو اللعب مع أطفالك ،أو شرب كوب ماء
بارد أو كوب شاي دافئ ،أو تناول الغداء أو العشاء ،أو االستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك ،أو
االستحمام بماء ساخن .أو االستحمام ،المشي في الحديقة -سمها ما شئت( .مالحظة :ال تجرب هذا مع
األنشطة التي تتطلب منك أن تضيع في أفكارك ،مثل القراءة أو سودوكو أو الشطرنج أو الكلمات
حاضرا بالكامل :الحظ ماذا يمكنك
ً المتقاطعة ).أثناء قيامك بهذا النشاط ،استخدم حواسك الخمسة لتكون
أن ترى ،تسمع ،تلمس ،تذوق ،وتشم ،وتذوق كل جانب من جوانبها.
بالطبع ،هناك عدد ال حصر له من الممارسات التي يمكن أن تساعدنا في تطوير القدرة على
صا بك؟ كل ما عليك القيام به هو
ضا خا ً
االنخراط في تجربتنا واالستمتاع بها .لماذا ال تخترع بع ً
اختيار شيء -شيء ،أو نشاط ،أو حدث -ومنحه انتباهك الكامل والمنفتح والفضولي .خذ كل
التفاصيل من خالل حواسك الخمس -وفي نفس الوقت ،اعترف بكيفية مساهمتها في حياتك.
ظا للقصة القديمة ليست جيدة بما فيه الكفاية ،والتي تكمن دائ ًما في الخلفية .إذا كان ابق متيق ً
يربطنا ،فهو مثل مكوك فائق السرعة إلى الجحيم .لحظة واحدة نحن نقدر الحياة هنا واآلن .في اليوم
نظرا ألننا نتخلص
ضا مكوك إلى الجنةً . التالي نحن في أعماق أحشاء األرض .لحسن الحظ ،هناك أي ً
من القصص غير المفيدة ،ونفسح المجال لمشاعرنا الصعبة ،ونثبت أنفسنا بقوة في الحاضر ،فإننا
نصعد من األعماق ونخرج إلى النور .وعندما نتقدم خطوة إلى األمام ونقدر بوعي ما لدينا ،نكتشف
أن واقعنا قد تغير .ألمنا ال يختفي ،لكنه لم يعد يهيمن على انتباهنا ؛ لذلك ،باإلضافة إلى االعتراف
بما فقدناه ،يمكننا مالحظة وتقدير ما لدينا.
21.
الفرح والحزن
عندما تم تشخيص إصابة موكلي كلوي بسرطان الثدي ،انضمت إلى ما يسمى بـ "مجموعة الدعم" .كانت تأمل
أن تجد مجتمعًا عطوفًا وواعيًا للذات يمكنه أن يعترف بواقعية بمدى األلم والمخيف والصعوبة للسرطان ،مع
تقديم الدعم والتشجيع الحقيقي .ما وجدته بدالً من ذلك ،حسب كلماتها " ،مجموعة من المتعصبين للتفكير
اإليجابي" .لم يعترفوا بألم كلوي وخوفها ،لكنهم قالوا لها أن تفكر بشكل إيجابي -ليروا السرطان الذي تعاني
منه على أنه "هدية" .قالوا إنها يجب أن تعتبر نفسها محظوظة ألن هذا المرض منحها فرصة "لالستيقاظ"
وتقدير حياتها ،وفرصة للتعلم والنمو والحب بشكل كامل.
أنا جميعًا من أجل التعلم والنمو والحب بشكل كامل ،وهذا الكتاب كله يدور حول االستيقاظ
وتقدير الحياة .لكنها قفزة كبيرة من ذلك إلى رؤية السرطان كهدية أو اعتبار نفسك محظو ً
ظا
للحصول عليه .استبدل كلمة "سرطان" بكلمة "موت طفلك" ،أو "منزلك دمرته النيران" ،أو
"االعتداء الجنسي" ،أو "العيش في مخيم لالجئين" ،أو "فقد أطرافك" .يا له من قسوة تسمية هذه
التجارب "هدايا" وإخبار الناس بأنهم "محظوظون"! هذا هو النقيض تما ًما لالستجابة الحنونة
والحنونة .إذا حدث شيء فظيع ،فلنتعلم منه وننمو منه ،لكن دعونا ال نتظاهر بأنه شيء رائع أو
أننا محظوظون المتالكه.
ومع ذلك ،في بعض األحيان ستلتقي أو تسمع عن شخص يقول إن مرضه أو إصابته أو تجربة
االقتراب من الموت كانت "أفضل شيء حدث له على اإلطالق" ألنه غير حياته بطريقة إيجابية .لقد
قابلت اثنين من هؤالء األشخاص ،وقرأت عن آخرين -األشخاص الحقيقيون ملهمون حقًا .ومع ذلك
،فإن هؤالء األشخاص نادرون للغاية ،ولن يرى معظمنا األشياء بنفس الطريقة أبدًا .فلماذا ال نكون
صادقين مع أنفسنا؟ عندما تحدث أشياء سيئة ،دعونا نعترف بألمنا ونكون لطيفين مع أنفسنا .عندها
فقط يمكننا التفكير في كيفية التعلم أو النمو من التجربة.
لذا ،إذا اعترفت بألمك ،وأجبت بلطف ،وفعلت ما بوسعك لتحسين الموقف ،فقد حان الوقت
اآلن للنظر في عدة أسئلة .بالنظر إلى حدوث هذه الخسارة الفادحة ،قد يكون من المفيد أن تسأل
نفسك:
كيف يمكنني التعلم أو النمو من هذه التجربة؟
ما هي الصفات الشخصية التي يمكنني تطويرها؟
ما هي المهارات العملية التي قد أتعلمها أو أحسنها؟
ما هي نقاط القوة التي يمكنني تطويرها؟
ما العالقات التي يمكنني تعميقها؟
كل خسارة كبيرة تدعونا إلى النمو .ال نريد هذه الدعوة ،لكن إذا رفضناها ،فمن المؤكد أن حياتنا
ستزداد سو ًءا .فكيف نقبله ونستفيد منه إلى أقصى حد؟ دعونا نستخدمها لتطوير اليقظة والنفس --الرحمة
،للتواصل مع قيمنا والتصرف بهدف.
جزء من امتياز الحياة هو أن لدينا الفرصة للتعلم والنمو ،ويمكننا االستفادة من هذه الفرصة في
أي وقت وفي أي مكان حتى الموت .لنكن فضوليين :كيف يمكننا تعميق حياتنا استجابة للضيق؟ هل
يمكننا ربما تطوير المزيد من الصبر أو الشجاعة؟ أم رحمة أم إصرار أم مغفرة؟
هل سمعت مقولة "عندما يكون التلميذ جاهز يظهر المعلم"؟ ذات مرة اعتبرتها هراء "العصر
الجديد" ،واعتقدت أنها تعني أنه بمجرد أن تكون مستعدًا لسر التنوير ،سيظهر بعض المعلم بطريقة
سحرية من فراغ .لكنني اآلن أفسرها بشكل مختلف تما ًما :إذا كنا على استعداد للتعلم ،فيمكننا فعل
ذلك من خالل أي شيء تتخبط فيه الحياة .بغض النظر عن مدى األلم أو الرعب ،يمكننا دائ ًما تعلم
شيء مفيد منه.
صغيرا به زر أحمر فاتح في
ً لنفترض اآلن أنني أقول لك " ،لدي هذه األداة" ،وسحبت صندوقًا فضيًا
األعلى" .هذا الجهاز مذهل "،أواصل" .فقط اضغط على هذا الزر األحمر وستختفي كل الذكريات المؤلمة
والخوف والغضب والشعور بالوحدة والحزن -وستختفي أيضًا الذكريات المؤلمة .في الواقع ،لن تشعر باأللم
مرة أخرى أبدًا .هناك تأثير جانبي واحد فقط .عندما تضغط على هذا الزر ،فلن تهتم بأي شخص أو أي شيء.
لن تهتم بأصدقائك أو شريكك أو عائلتك ؛ لن تهتم إذا كانوا سعداء أو حزينين ،إذا عاشوا أو ماتوا .لن تهتم
بحياتك المهنية
منزل ،حيك ،بلدك ،كوكب األرض ؛ لن تهتم بأي شيء يحدث على اإلطالق .لن يكون لديك أهداف وال
رغبات وال رغبات .ستفتقر حياتك إلى أي إحساس بالمعنى أو الهدف ،ألنك ال تهتم بأي شيء على
اإلطالق .لكن مهال -لن تشعر باأللم بعد اآلن" .
هل تضغط على هذا الزر؟
هذا ما تعطينا الحياة .إذا كنا نهتم بأي شخص أو أي شيء ،فعاجالً أم آجالً سنواجه فجوة بين
ما نريد وما لدينا -وكلما كانت هذه الفجوة أكبر ،زاد ألمنا .تلك األشياء التي تهم حقًا تؤلم أي ً
ضا.
فهل يمكننا إفساح المجال لتلك المشاعر المؤلمة ونراها كجزء قيم منا؟ هل يمكننا أن نقدر أنهم
يخبروننا بشيء مهم :نحن أحياء ولدينا قلب ونهتم حقًا؟
هل يمكننا أن نرى ألمنا كجسر إلى قلوب اآلخرين ،جسر يمتد عبر خالفاتنا ويوحدنا في القواسم
المشتركة للمعاناة البشرية؟ فقط عندما نعرف ما هو شعور األذى يمكننا أن نتعامل جيدًا مع اآلخرين
الذين يعانون ؛ عندها فقط سوف نفهم المعنى الحقيقي للتعاطف .هل يمكننا أن نقدر كيف يساعدنا األلم
في بناء عالقات ثرية ،والتواصل مع آالم اآلخرين ،واالهتمام بهم بنشاط ،والمساهمة عن طيب
خاطر في تقديم اللطف عندما يتأذون؟
تعتبر عواطفنا جز ًءا منا مثلها مثل أذرعنا وأرجلنا ،فهل يتعين علينا حقًا تجنبها أو الهروب
منها أو محاربتها؟ عندما تصاب أذرعنا وأرجلنا ،نشعر باأللم -لكننا ال نتشاجر مع أطرافنا بسبب
ذلك ،أو نتمنى أن نعيش بدونها .نحن نقدر ما يساهمون به في حياتنا.
اآلن دعونا ننظر في الجزء منا الذي يهتم .ماذا لو استطعنا ح ًقا أن نعتز بهذا الجزء وأن نكون
ضا لن نشعر بالفرحممتنين لكل ما يوفره لنا في الحياة؟ نعم ،إذا لم نهتم ،فلن نشعر بأي ألم ،لكننا أي ً
أو الحب أو الضحك .كنا نعيش حياة مثل الزومبي ؛ كل شيء سيكون بال معنى أو ال معنى له .لن يكون
ضا رضا أو رضا .تمكننا قدرتنا على الرعاية من هناك خيبة أمل أو إحباط ،ولكن لن يكون هناك أي ً
أن نعيش حياة هادفة :بناء عالقات ثرية ،وتحفيز أنفسنا ،والعثور على كنوز الحياة ،واالستمتاع بها.
فهل يمكننا أن نكون ممتنين للرعاية ،على الرغم من أنها تسبب لنا الكثير من األلم؟
ضا في قدرتنا على الشعور بالعواطف .هل يمكننا أن نقدر قدرة الدماغ المذهلة
دعونا نفكر أي ً
على أخذ مليارات اإلشارات الكهروكيميائية من جميع أنحاء الجسم ،وفك تشفيرها وتفسيرها في
لحظة ،لتمكيننا من الشعور بما نشعر به؟
فقط تخيل لو لم يعمل هذا النظام .تخيل لو لم نشعر بشيء مرة أخرى .كم سنفتقده؟ كيف ستكون
الحياة فارغة؟
من وجهة نظر عقلية من التعاطف مع الذات ،بعد أن تراجعت واتخذت موقفًا هادفًا ،هل يمكننا أن
ننظر إلى هذه المشاعر المؤلمة داخل أجسادنا ونعاملها بلطف واحترام؟ هل يمكننا منحهم المساحة والسالم
واهتمامنا؟ هل يمكننا التفكير في كيفية تذكيرنا بما نهتم به؟ هل يمكننا التخلي عن الحكم على هذه المشاعر
على أنها "سيئة" وبدالً من ذلك ننمي التساؤل عن وجودها على اإلطالق؟
لقد حفظت هذا الفصل حتى النهاية ألن هذا أصعب شيء أقترحه في هذا الكتاب .من الصعب
تحمل األلم .قبوله أصعب بكثير .لكن تقدير ذلك هو التحدي األصعب على اإلطالق.
ومع ذلك ،هذا ممكن .كلما زاد تفكيرنا في امتياز المشاعر اإلنسانية -أننا نهتم ونشعر بالعديد
من الطرق المختلفة -كلما زاد تقديرنا لكل مشاعرنا .لكن هذا االمتياز ال يأتي بدون ثمن .مع الشغف
يأتي األلم .مع االهتمام تأتي الخسارة .مع العجب يأتي الخوف والرهبة.
عبّر الكاتب اللبناني الشهير خليل جبران عن هذه األفكار بشكل رائع في كتابه الشعري الرائع
"النبي" .هذا مقتطف من قصيدته "في الفرح والحزن":
فرحتك هي حزنك غير مقنع.
والحقيقة نفسها التي يرتفع عنها ضحكك كانت في كثير من األحيان مملوءة بدموعك.
وكيف ستكون غير ذلك؟
كلما تعمق الحزن في كيانك ،زادت فرحتك.
أليست الكأس التي بها خمرك هي نفس الكأس التي احترقت في تنور الخزاف؟
أليس العود هو الذي يريح روحك ،هو نفس الخشب الذي تم تجويفه بالسكاكين؟
عندما تكون سعيدًا ،انظر بعمق في قلبك وستجد أن ما يمنحك الحزن هو فقط ما يمنحك الفرح.
عندما تكون حزينًا ،انظر إلى قلبك مرة أخرى ،وسترى أنك في الحقيقة تبكي على ما كان
بهجتك.
يقول البعض منكم "الفرح أعظم من الحزن" والبعض اآلخر يقول "كال ،الحزن أكبر".
لكني اقول لكم انهما ال ينفصالن.
يأتون معًا ،وعندما يجلس أحدهم بمفردك على لوحتك ،تذكر أن اآلخر نائم على
سريرك.
الحياة امتياز عظيم ،ونواجه تحديًا لتحقيق أقصى استفادة منها .هل يمكننا ترك قيمنا ترشدنا ،وهل
يمكننا معاملة أنفسنا بلطف ،وإفساح المجال لكل من حزننا وفرحنا ،واالنخراط بشكل كامل في العظماء
والدائمة--عرض مسرحي متغير للحياة؟ نعم ،نستطيع -على الرغم من أننا غالبًا ما ننسى القيام بذلك .ولكن
عندما نتذكر ،لدينا خيار .يمكننا أن نلطف أنفسنا ،ونرسي المراس ،ونتخذ موقفًا .وهناك ،في تلك اللحظة ،
يمكننا أن نجد الكنز ؛ إنها موجودة دائ ًما ،حتى عندما تضرب الحياة بشدة.
الملحقات
أ.
تحييد
إن تحييد أفكارك يعني وضعها في سياق جديد حيث يمكنك بسهولة التعرف على أنها مكونة من كلمات
وصور ؛ هذا يحيد قوتهم ،مما يجعل من السهل فك الخطاف منهم.
تتضمن تقنيات التحييد عادة ً إما إبراز الخصائص المرئية لألفكار (أي "رؤيتها") أو
الخصائص السمعية لألفكار (أي "سماعها") أو كليهما .تذكر أن الغرض من عدم الحجز ليس
التخلص من األفكار غير المرغوب فيها أو تقليل المشاعر غير السارة .إنها تمكنك من االنخراط
بشكل كامل في الحياة بدالً من الضياع أو االنغماس في أفكارك .عندما نتخلص من األفكار غير
المفيدة ،نجد غالبًا أنها "تختفي" بسرعة أو تقل المشاعر غير السارة بسرعة ،لكن هذه النتائج هي
مكافآت محظوظة وليست الهدف الرئيسي.
جرب األساليب التالية وكن فضوليًا بشأن ما يحدث .قد يعمل البعض بشكل جيد حقًا ،والبعض
اآلخر ال يعمل على اإلطالق .إذا وجدت واحدة أو اثنتين تساعدك حقًا على فك الخطاف ّ ،
فجربها خالل
األسابيع القليلة المقبلة واعرف الفرق الذي تحدثه .ومع ذلك ،إذا كانت هناك أي تقنية تجعلك تشعر
بأنك تافه أو تتعرض للسخرية ،فال تستخدمها.
شاشة الكمبيوتر
يمكنك القيام بهذا التمرين في خيالك أو على جهاز كمبيوتر( .بالنسبة لمعظم الناس ،يكون أكثر فاعلية
على جهاز الكمبيوتر ).اكتب أوالً (أو تخيل) أفكارك بنص صغير أسود قياسي على شاشة الكمبيوتر ،
ثم العب بها .قم بتغييره إلى ألوان وخطوط وأحجام مختلفة ،والحظ التأثير الذي يحدثه كل تغيير.
(مالحظة :من المرجح أن تجذب الحروف الكبيرة ذات اللون األحمر الغامق معظم الناس ،بينما من
المرجح أن يساعدنا الخط الوردي الباهت الصغير في التخلص من األفكار غير المفيدة).
ثم قم بتغيير النص مرة أخرى إلى أحرف صغيرة سوداء .هذه المرة العب مع التنسيق:
باعد بين الكلمات ،مع وضع فجوات كبيرة بينها.
قم بتشغيل الكلمات مع عدم وجود فراغات بينها حتى يصنعوا كلمة واحدة
طويلة.
قم بتشغيلها عموديًا أسفل الشاشة.
ثم ضعهم معًا مرة أخرى في جملة واحدة.
كيف تتصل بهذه األفكار اآلن؟ هل من األسهل أن نرى أنها كلمات؟ (تذكر أننا لسنا مهتمين بما
إذا كانت األفكار صحيحة أم خاطئة ؛ نريد رؤيتها على حقيقتها -مجرد كلمات).
كرة كاريوكي
تخيل أفكارك على أنها كلمات على شاشة كاريوكي .تخيل "كرة مرتدة" تقفز من كلمة إلى أخرى عبر
الشاشة .كرر هذا عدة مرات.
إذا كنت ترغب في ذلك ،يمكنك حتى تخيل نفسك على خشبة المسرح تغني جنبًا إلى جنب مع
الكلمات التي تظهر على الشاشة.
السيناريوهات المتغيرة
ثوان لتخيل كل سيناريو
ٍ تخيل أفكارك في مجموعة متنوعة من اإلعدادات المختلفة .خذ من 5إلى 10
،ثم انتقل إلى السيناريو التالي .انظر إلى أفكارك مكتوبة
بأحرف ملونة مرحة على غالف كتاب لألطفال ،كرسومات أنيقة في قائمة مطعم
،مثل كعكة على قمة كعكة عيد ميالد ،
في الطباشير على السبورة ،
كشعار على قميص عداء ببطء ..
أصوات سخيفة
قل أفكارك بصوت سخيف -إما بصمت أو بصوت عا ٍل( .غالبًا ما يكون الصوت العالي مفيدًا ،ولكن
من الواضح أنك بحاجة إلى اختيار الوقت والمكان المناسبين) .يمكنك اختيار صوت شخصية كرتونية
أو نجم سينمائي أو معلق رياضي أو شخص بلكنة أجنبية شائنة .جرب عدة أصوات مختلفة والحظ ما
يحدث.
بطيء وسريع
قل أفكارك -إما بصمت أو بصوت عا ٍل -أوالً ببطء شديد ،ثم بسرعة فائقة (بحيث يبدو صوتك
كالسنجاب).
الغناء
غني بأفكارك -إما بصمت أو بصوت مرتفع -على أنغام "عيد ميالد سعيد" .ثم جربها بعدة
نغمات مختلفة.
يقظة التنفس
هذا التمرين مفيد جدًا في تطوير مهارات اليقظة الذهنية لديك( .قم بتنزيل تسجيل صوتي مجاني من رابط في
كتابي اإللكتروني ، When Life Hits Hard: Extra Bits ،والذي ستجده في صفحة Free
Resourcesعلى www
)..thehappinesstrap.comقبل البدء ،حدد المدة التي ستقضيها في هذه الممارسة -عشرة إلى
عشرين دقيقة مثالية ،ولكن يمكنك القيام بذلك لفترة قصيرة أو طويلة كما تريد( .من الجيد استخدام
ضا أنه أحيانًا يكون لدى األشخاص ردود فعل غير سارة عند التركيز على التنفس ، مؤقت ).تذكر أي ً
مثل الدوخة أو الدبابيس واإلبر أو القلق ؛ إذا حدث هذا لك ،توقف عن التمرين.
ابحث عن مكان هادئ خا ٍل من المشتتات مثل الحيوانات األليفة واألطفال والمكالمات الهاتفية .اتخذ
وض ًعا مري ًحا ،واجلس بشكل مثالي على كرسي أو على وسادة( .االستلقاء على ما يرام ،لكنك قد تنام!)
سا ،افرد ظهرك واترك كتفيك ينزالن .ثم أغمض عينيك أو أصلحهما في مكان ما( .من إذا كنت جال ً
ً
األسهل أن تظل مستيقظا إذا كانت عيناك مفتوحتين).
في األنفاس القليلة األولى ،ركز على إفراغ رئتيك بلطف ؛ ببطء شديد ،قم بالزفير حتى تفرغ
رئتيك تما ًما .ثم توقف لمدة ثانية ،ثم اسمح لهم بالملء بأنفسهم ،من األسفل إلى األعلى.
بعد خمسة أو ستة من هذه األنفاس ،اسمح لتنفسك بتحديد وتيرته وإيقاعه الطبيعي ؛ ليست هناك
حاجة للسيطرة عليه.
اآلن ابق انتباهك على أنفاسك .راقب األمر كما لو كنت طفالً فضوليًا لم يتنفس من قبل .عندما
تتدفق أنفاسك للداخل والخارج ،الحظ األحاسيس التي تشعر بها في جسدك .الحظ ما يحدث في أنفك
...في كتفيك ...في صدرك ...في بطنك.
مع االنفتاح والفضول ،تتبع أنفاسك أثناء تدفقها عبر جسمك ؛ تتبع درب األحاسيس في أنفك
وكتفيك وصدرك وبطنك.
أثناء قيامك بذلك ،دع عقلك يثرثر بعيدًا مثل الراديو في الخلفية :ال تحاول إسكاته .ما عليك سوى
السماح لعقلك بالثرثرة بعيدًا والحفاظ على انتباهك في أنفاسك.
من حين آلخر ،سوف يربطك عقلك باألفكار والمشاعر .هذا أمر طبيعي وطبيعي -وسيستمر
في الحدوث .بمجرد أن تدرك أنك كنت مدمن مخدرات ،اعترف بذلك برفق .قل بصمت ،مدمن
مخدرات ،أو أومئ برأسك برفق وأعد التركيز على أنفاسك.
وتكرارا .في كل مرة تقوم فيها بإخراج نفسك من الخطاف وإعادة
ً مرارا
ً سيحدث هذا "التثبيت"
انتباهك إلى أنفاسك ،فإنك تبني قدرتك على التركيز .لذا ،إذا جذبك عقلك ألف مرة ،فإنك تعترف بذلك
ألف مرة وتعيد التركيز على تنفسك.
مع االستمرار ،ستتغير المشاعر واألحاسيس في جسدك :قد تالحظ مشاعر لطيفة ،مثل
االسترخاء والهدوء والسالم ،أو المشاعر غير المريحة ،مثل آالم الظهر أو اإلحباط أو القلق .اسمح
لمشاعرك ،المؤلمة أو الممتعة ،أن تكون كما هي.
تذكر ،هذه ليست تقنية استرخاء .أنت ال تحاول االسترخاء .ال بأس إذا كنت تشعر بالتوتر أو
القلق أو الملل أو نفاد الصبر .فقط اسمح لمشاعرك أن تكون كما هي في هذه اللحظة -دون صراع.
إذا كان هناك شعور صعب ،فسمه بصمت :ها هو الملل ،هنا اإلحباط ،أو هنا القلق .فليكن ،
وابق انتباهك على أنفاسك.
استمر على هذا النحو -مراقبة التنفس ،واالعتراف بالمشاعر غير المريحة ،وإبعاد نفسك عن
األفكار -حتى تصل إلى نهاية الوقت المخصص لك.
تمدد اآلن على مهل ،وانخرط مع العالم من حولك ،وهنئ نفسك على قضاء الوقت في ممارسة
هذه المهارة الحياتية القيمة.
ج.
تحديد األهداف
تحديد الهدف الفعال هو مهارة مهمة؛ عليك أن تتدرب لتتعلم منه .تم تعديل هذه الطريقة بإذن من كتاب The
Weight Escapeبقلم آن بيلي وجو سياروتشي وروس هاريس .يمكنك تنزيل ورقة العمل هذه من كتابي
اإللكتروني المجاني ، When Life Hits Hard: Extra Bits ،والذي ستجده في صفحة الموارد المجانية
www.thehappinesstrap.com.
ضا أو ضعيف التحديد مثل "سأكون أكثر حبًا" .بدالً من ضا أو غام ً = Sمحدد .ال تضع هد ًفا غام ً
ذلك ،كن محددًا" :سأمنح شريكي عناقًا طويالً جيدًا عندما أعود إلى المنزل من العمل ".بمعنى آخر
،حدد اإلجراءات التي ستتخذها.
م = مدفوع بالقيم .تأكد من أن هذا الهدف يتماشى مع القيم التي اخترتها.
أ = التكيف .هل من الحكمة متابعة هذا الهدف؟ هل من المحتمل أن تجعل حياتك أفضل؟
= Rواقعي .تأكد من أن الهدف واقعي بالنسبة للموارد المتاحة لديك .يمكن أن تشمل الموارد الوقت
والمال والصحة البدنية والدعم االجتماعي والمعرفة والمهارات .إذا كانت هذه الموارد ضرورية ولكنها
غير متوفرة ،فستحتاج إلى التغيير إلى هدف أكثر واقعية .قد يكون الهدف الجديد هو العثور على
الموارد المفقودة :توفير المال ،أو تطوير المهارات ،أو بناء شبكة اجتماعية ،أو تحسين صحتك.
إطارا زمنيًا محددًا .حدد اليوم والتاريخ والوقت -بأكبر قدر ممكن من الدقة
ً = Tإطار زمني .حدد
-الذي ستتخذ فيه اإلجراءات المقترحة.
اكتب هدف SMARTالخاص بك هنا:
الخطوة الثالثة :تحديد الفوائد.
ما هي النتيجة (النتائج) األكثر إيجابية لتحقيق هدفك؟ (ومع ذلك ،ال تبدأ في التخيل حول
مدى روعة الحياة بعد تحقيق هدفك ؛ تظهر األبحاث أن تخيل المستقبل يقلل في الواقع من فرصك
في المتابعة!) اكتب الفوائد أدناه:
قل اآلن التزامك بصوت عا ٍل -بشكل مثالي لشخص آخر ،ولكن إذا لم يكن األمر كذلك ،
فقل لنفسك.
فخ السعادة يستكشف كيفية جعل الحياة أكثر ثرا ًء واكتماالً وذات مغزى ،مع تجنب "مصائد السعادة" الشائعة.
استنادًا إلى ( ACTعالج بالتقبل وااللتزام) ،فإنه ينطبق على كل شيء من ضغوط العمل واإلدمان والقلق
واالكتئاب ،إلى ضغوط األبوة واألمومة وتحديات المرض العضال .تستخدم على نطاق واسع من قبل ممارسي
ACTوعمالئهم في جميع أنحاء العالم ،وقد بيعت مصيدة السعادة أكثر من مليون نسخة ،وترجمت إلى أكثر
من ثالثين لغة.
تصرف بحب
يعلمك كتاب المساعدة الذاتية الملهم والقوي هذا كيفية تطبيق مبادئ ACTعلى قضايا العالقات
المشتركة ،ويوضح كيفية االنتقال من الصراع والصراع واالنفصال إلى التسامح وبالتقبل واأللفة
والمحبة الحقيقية.
فجوة الثقة
هل تريد أن تفعل شيئًا مه ًما في عملك أو حياتك الشخصية أو األسرية ،لكن الخوف أو الشك أو
عدم األمان يقف في طريقك؟ يكشف هذا الكتاب عن كيفية التغلب على الخوف وتنمية الثقة الحقيقية
باستخدام مبادئ .ACTرحيمة وعملية وملهمة ،ستساعدك فجوة الثقة على تحديد شغفك والنجاح
في مواجهة التحديات وخلق حياة ُمرضية حقًا.
ACTأصبح بسي ً
طا :كتاب تمهيدي سهل القراءة عن عالج بالتقبل وااللتزام (اإلصدار الثاني)
يعد هذا الكتاب المدرسي العملي والممتع لعلماء النفس والمستشارين والمعالجين والمدربين مفيدًا بنفس
القدر لممارسي ACTوالوافدين الجدد على هذا النهج .تقدم ACT Made Simpleتفسيرات واضحة
لعمليات ACTاألساسية ،ونصائح وحلول واقعية لتنفيذها بسرعة وفعالية في التدريب أو ممارسة العالج.
قراءة هذا الكتاب هي كل التدريب الذي تحتاجه لبدء استخدام تقنيات ACTمع عمالئك للحصول على
نتائج مبهرة.
مجموعات الفيسبوك
المهنيين الصحيين (من أي نوع) :تحقق من مجموعة الفيسبوك " ."ACT Made Simpleيقوم
عشرات اآلالف من الممارسين الصحيين من جميع أنحاء العالم بطرح األسئلة وتقديم اإلجابات ومشاركة
الموارد حول أي شيء وكل شيء يتعلق باالستخدام المهني لـ ACTفي االستشارة والتدريب والعالج.
النمو الشخصي /المساعدة الذاتية :انضم إلى مجموعة " "Happiness Trap Onlineعلى
.Facebookإنها مجموعة خاصة حيث يمكننا جمي ًعا مشاركة نضاالتنا واستكشاف كيفية استخدام
ACTمعهم.
شكر وتقدير
أو ً
ال وقبل كل شيء ،أنا مدين للغاية وممتن للغاية لشريكتي ،ناتاشا ،على كل حبها ودعمها أثناء تأليف هذا
الكتاب -فضالً عن كل حبها ودعمها عندما لم أكن أكتب الكتاب!
بعد ذلك ،شكرا ً بحجم كوكب األرض لستيفن هايز ،مبتكر ، ACTليس فقط لتقديم هذا النموذج
ضا
ضا لكل مساعدته وتشجيعه في كتبي وحياتي المهنية .يمتد هذا االمتنان أي ً المذهل للعالم ،ولكن أي ً
إلى مجتمع ACTاألكبر في جميع أنحاء العالم ،والذي دائ ًما ما يكون داع ًما للغاية ،ويعطي ،ويهتم.
ثالثًا ،شكري لجو سياروتشي وآن بيلي على السماح لي باستخدام مواد تحديد األهداف التي
أنشأناها من أجل The Weight Escape.
رابعًا ،شكرا ً جزيالً لفريق أستراليا /نيوزيلندا في - Exisle Publishingخاصةً
Gareth Thomasو Anouska Jonesو Karen Geeعلى كل عملهم الشاق ورعايتهم
واهتمامهم.
آخرا ،شكر كبير لفريق ، New Harbingerوخاصة Jean Blomquist
وأخيرا وليس ً
ً
على وظيفة تحرير رائعة ،و Clancy Drakeو Tesilya Hanauerو Catharine
Meyersلدعم هذه النسخة الجديدة ورعايتها.
روس هاريس هو ممارس طبي ومعالج نفسي ومؤلف كتاب The Happiness Trapاألكثر مبي ًعا
-والذي تمت ترجمته اآلن إلى ثالثين لغة وبيع منه أكثر من مليون نسخة .روس هي إحدى السلطات
الرائدة في العالم في عالج بالتقبل وااللتزام ( ، )ACTوقد دربت أكثر من 50000ممارس صحي
في هذا النهج .في عام ، 2015كتب بروتوكول ACTلمنظمة الصحة العالمية ( )WHOالستخدامه
في مخيمات الالجئين -ويظهر بحثهم أن هذا التدخل القصير يؤدي إلى تحسينات كبيرة في اضطراب
ما بعد الصدمة ( )PTSDواالكتئاب.