You are on page 1of 40

‫)‪(91‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫تصحيح الخطأ في الحكم الجزائي وأثره في الصياغة‬
‫إن الحكم الجزائي عند اصداره قد ترد العديد من االخطاء ‪ ،‬التي قد ترتب اثارها عليه ‪ ،‬االمر‬
‫ال ذي ي وجب تص حيح تل ك االخط اء ‪ ،‬لكن ه ذه األخط اء ليس ت على درج ة واح دة ‪ ،‬فق د تك ون اخط اء‬
‫جوهري ة ي ترتب عليه ا نقض الحكم الج زائي‪ ،‬أو أخط اء غ ير جوهري ة يمكن لمحكم ة الموض وع ال تي‬
‫ص اغت الحكم تص حيحها من تلق اء نفس ها ‪ ،‬ل ذا ح دد المش رع ط رق معين ة لتالفي ه ذه األخط اء ‪،‬‬
‫لمايترتب على هذه األخطاء من اثار في الحكم الجزائي(‪. )1‬‬
‫وتتبع محكمة الموضوع عند صياغة الحكم الجزائي مجموعة من الإجراءات التي تقوم بها لصياغة‬
‫حكمه ا باالش كل النه ائي ‪ ،‬ومن ه ذه األج راءات ال تي تتبعه ا محكم ة الموض وع من حيث ثب ات وق ائع‬
‫الدعوى الجزائية ونسبتها من عدمه للمتهم بالدعوى الجزائية ‪ ،‬وتحديد الوصف الق انوني لها‪ ،‬وعليه‬
‫ف إن العم ل ال ذي تق وم ب ه محكم ة الموض وع لص ياغة الحكم الج زائي عم ل ق انوني من جه ة ‪ ،‬وعم ل‬
‫واقعي من جهة أخرى ‪ ،‬وهذه األعمال يمكن أن يشوبها خطأ ‪ ،‬وبالتالي فقد تقع محكمة الموضوع في‬
‫أخطاء معينة عند صياغة الحكم الجزائي(‪.)2‬‬
‫وبناًء على ما تقدم يتضح أن هنالك أخطاء قد ترد على صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬وهذه األخطاء‬
‫أّما تكون اخطاء مادية ‪ ،‬أو قانونية ‪ ،‬أو واقعية ‪ ،‬ولتصحيح هذا األخطاء التي ترد على صياغة الحكم‬
‫الجزائي ‪ ،‬فقد حدد المشرع طرق ًا معينة تتناسب مع كل خطأ ‪ ،‬واألثر المترتب على هذا التصحيح ‪،‬‬

‫‪ )?(1‬يقص د الخط أ الج وهري ‪ :‬بان ه مخالف ة قواع د األج راءات األساس ية المتعلق ة بالنظ ام الع ام أو بمص لحة أط راف‬
‫ال دعوى الجزائي ة ‪ ،‬أي مخالف ة القواع د القانوني ة أو الخط أ في تطبيقه ا أو تأويله ا ‪ ،‬مم ايترتب بطالن الحكم ‪ ،‬ام ا الخط أ‬
‫الغير جوهري ‪ :‬يقصد به مخالفة األجراءات المتعلقة بالخصوم في الدعوى الجزائية ‪ ،‬ول ايترتب على مخالفتها لبطألن‬
‫لتعلقه ا بقواع د غ ير اساس ية في الحكم الج زائي وألي ؤثر في ص حة اص دار الحكم الج زائي ‪ ،‬د‪ .‬احم د فتحي س رور ‪،‬‬
‫الش ريعة والج راءات الجنائي ة ‪ ،‬دار النهض ة العربي ة الق اهرة‪ ،1977،‬ص‪ ، .239‬د‪ .‬رؤوف عبي د ‪ ،‬المش كالت العملي ة‬
‫‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ،.317‬د‪ .‬احمد ابو الوفا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ،346‬أيمن صباح جواد ‪ ،‬مدى سلطة المحكمة في‬
‫تعديل نطاق الدعوى الجزائية ‪ ،‬دراسة مقارنه ‪ ،‬رساله ماجستير ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2006 ،‬ص‪.218_217‬‬
‫‪ )?(2‬نبيل البياتي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫)‪(92‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لكون هنالك بعض األخطاء تؤثر على سالمة وصحة شروط صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬ما يترتب عليها‬
‫نقض الحكم بسبب هذه األخطاء ‪ ،‬ويتم تصحيحها من المحكمة نفسها التي صاغت الحكم في حالتين ‪:‬‬
‫أّما تكون الدعوى التزال منظورة من قبلها ‪ ،‬أو اعيدت من قبل محكمة التمييز لتصحيح الخط أ الم ادي‬
‫‪ ،‬أو تث ار عن طري ق محكم ة التمي يز في حال ه تص حيح الخط أ ال واقعي والق انوني ‪ ،‬اذ وإ ن له ا الوألي ة‬
‫العامة في رقابه األحكام الجزائية ‪ ،‬أو من خالل طعن ذوي الشأن بالحكم الجزائي (‪.)1‬‬
‫استنادًا لما تقدم سوف نتنأول هذا الفصل من خالل مبحثين ‪ :‬األول نتن اول فيه الخطأ وتصحيحه‬
‫في صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬أّم ا المبحث الثاني سنفرده الى االثار المترتبه على تصحيح ص ياغة الحكم‬
‫الجزائي ‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫األخطاء وتصحيحها في صياغة الحكم الجزائي‬
‫قد يشوب الحكم الجزائي عند اصداره ‪ ،‬مجموعة من االخطاء ‪ ،‬قد تكون هذه األخطاء التي تقع‬
‫فيه ا المحكم ة عن د الص ياغة تمس المتهم بص ورة مباش رة في حال ة الإدان ة ‪ ،‬أي عن دما تطب ق محكم ة‬
‫الموض وع نص ًا عقابي ًا على واقع ة ال ينطب ق عليه ا ه ذا النص ‪ ،‬فيق ع خط أ في تط بيق النص العق ابي‬
‫مما يترتب نقض الحكم ‪ ،‬أو تشديد عقوبه على واقعة التستوجب التشديد بسبب ذلك الخطأ ‪ ،‬فإن هذا‬
‫الخطأ الذي وقع في صياغة الحكم وقع مباشره ضد المتهم ‪ ،‬بينما قد يرد خطأ بالبراءة ‪ ،‬فإن الخطأ‬
‫في هذه الحالة يضر بصورة مباشره مصلحة المجتمع ‪ ،‬ذلك لعدم فرض العقاب ضد المتهم(‪ ،)2‬وعلي ه‬
‫ف إن الخط أ ال ذي يص يب الحكم الج زائي ق د يق ع في قواع د اساس ية في المحاكم ة ‪ ،‬وبيان ات الحكم أو‬
‫تس بيبه األحكام الجزائي ة مما يس توجب تصحيحة وفق ًا الجراءات قانوني ة مح ددة ‪ ،‬فقد حددت القوانين‬
‫وس ائل لتص حيح األخط اء ال تي ت رد على ص ياغة الحكم الج زائي تتناس ب م ع الخط أ ال ذي ش ابه الحكم‬
‫عند صياغته ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمد زكي ابو عامر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫‪ )?(2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫)‪(93‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أن الخط أ في الحكم الج زائي أم ر متوق ع ‪ ،‬فأم ا أن يك ون خط أ م ادي أو واقعي (موض وعي) أو‬
‫ق انوني ‪ ،‬ل ذا س يتم التط رق في ه ذا المبحث الى مطل بين ‪ ،‬األول ‪ :‬نخصص ُه لمعرف ة تص حيح الخط أ‬
‫المادي والواقعي في صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬والثاني سأكرسه للخطأ القانوني وكيفية تصحيحة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تصحيح الخطأ المادي والواقعي‬
‫عن د ص ياغة الحكم الج زائي ق د ت رد علي ه بعض األخط اء ‪ ،‬وق د تك ون ه ذه األخط اء مادي ة يمكن‬
‫تص حيحها من المحكم ة ال تي ص در الحكم منه ا‪ ،‬أو ت رد علي ه أخط اء واقعي ة تتمث ل في المس ائل‬
‫الموضوعية التي ص در الحكم على اساسها ‪ ،‬وبناًء على ذلك ألب د من اتباع إجراءات معينة تحددتها‬
‫القوانين في اصالح وتصحيح مثل هكذا أخط اء ‪ ،‬لذا ارتأينا تقسيم هذا المطلب الى فرعين ‪ ،‬سنتأول‬
‫في األول ‪ :‬تصحيح الخطأ المادي ‪ ،‬أًما الفرع الثاني سأبحث فيه تصحيح الخطأ الواقعي ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫تصحيح الخطأ المادي‬
‫يتحقق الخطأ المادي عند صياغة الحكم الجزائي في حالة اغفال ‪ ،‬أو عدم ذكر بعض بيانات الحكم‬
‫ال تي ال ت ؤثر في الحكم ‪ ،‬وال ي ترتب عليه ا نقض ه ‪ ،‬لأن باإلمك ان تص حيح ه ذه األخط اء من محكم ة‬
‫الموضوع التي صاغت الحكم الجزائي ‪ ،‬ويقصد بذلك الخطاء المادي الخطاء الذي يتعلق بالرقام او‬
‫بالت اريخ والعالق ة له ا ب المواد القانوني ة ووص ف الجريم ة ‪ ،‬وعلي ه س نتناول ه ذا الفرع وف ق نقط تين ‪،‬‬
‫األولى ‪ :‬سنتنأول فيها الخطأ المادي في الحكم الجزائي ‪ ،‬والثانية إجراءات تصحيح الخطأ المادي في‬
‫الحكم الجزائي ‪ ،‬وكاألتي‪:‬‬
‫)‪(94‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوًال‪ :‬الخطأ المادي في صياغة الحكم الجزائي ‪ :‬ترد على صياغة الحكم أخطاء لكن هذه األخطاء‬
‫التنقض الحكم ‪ ،‬والتؤثر في ص حته و سالمته ومض مونه ‪ ،‬وعلى ال رغم من ذلك البد من تص حيحها‬
‫لكي ال يترتب على الحكم الجزائي عند صدوره أي عيب في الصياغة (‪.)1‬‬
‫هذا ‪ ،‬وأن هنالك بعض األخطاء المادية التي ترد على الحكم ‪ ،‬والتؤثر عليه وال يترتب عليها‬
‫نقض الحكم ‪ ،‬منه ا ماق د يك ون متعلق ه ب ذكر اس م اح د القض اة ف إن الخط أ في ذك ر اس م القض اة ال ذي‬
‫أصدر الحكم أليترتب عليه نقض الحكم بناء على هذا الخطأ ‪ ،‬ويمكن تصحيحه ب الرجوع الى محاض ر‬
‫محل اسم قاضي أخر ك ان حاض رًا في مراحل المحاكمة ‪ ،‬وهذا‬
‫َ‬ ‫قاض‬
‫ِ‬ ‫الجلسات ‪ ،‬و بينما قد يرد اسم‬
‫الخط أ لاينقض الحكم ‪ ،‬ك ون المش رع في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي في الم ادة (‬
‫قاض أخر ‪ ،‬واستنادآ الى األجراءات والتحقيقات التي اتخذها القاضي‬
‫ِ‬ ‫‪، )161‬أجاز حلول قاضِ محل‬
‫السابق في اصدار الحكم الجزائي ‪.‬‬
‫ومن األخطاء المادية في الحكم الجزائي ‪ ،‬حالة ورود اسم المتهم في الديباجه أو األسباب بصوره‬
‫كامله ‪ ،‬وعدم ذكر اسم المتهم في منطوق الحكم بصوره كامله ولاترتب عليه نقض الحكم ‪ ،‬كون أن‬
‫ورود األس م في الديباج ة أو األس باب ‪ ،‬أمّا اذا تم األختالف في اس م المتهم بين األس باب والمنط وق ‪،‬‬
‫فإنه المعول عليه في ماتم ذك ره في منط وق الحكم (‪ ، )2‬وفيم ا يخص س ن المتهم في حال ة ع دم ذك ره‬
‫لايؤثر في حالة اذا كأن ليس هنالك مايدعي بأنه يقع تحت طائلة عدم المسؤولية عند ارتكاب ه الجريمة‬
‫(‪.)3‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمد زكي ابو عامر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ،868‬محمد سلمان محمد الطائي ‪ ،‬الخطأ في الحكم الجزائي وطرق‬
‫تصحيحة ‪ ،‬بحث مقدم الى المعهد القضائي ‪،2008،‬ص‪.9‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬نظرية البطالن في قانون االج راءات الجنائي ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪ ،‬الق اهرة‪ ،1959 ،‬ص‬
‫‪.104‬‬
‫‪ )?(3‬د‪.‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫)‪(95‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كذلك يُعد من األخطأ المادية التي تشوب صياغة الحكم الجزائي في حالة عدم ذكر المك ان الذي‬
‫تم ارتك اب الجريم ه في ه أو الم ادة المس تخدمة الرتك اب الجريم ة ‪ ،‬إذا ك أن ه ذا ألي ؤثر في الحكم من‬
‫حيث تشديد العقوبه المقررة على المتهم (‪.)4‬‬
‫أّما في ما يخص المادة العقابية ُفتعد خطأ ماديًا في حالة عدم ذكر المادة القانونيه بصوره كاملة‬
‫في نص الحكم ‪ ،‬وال يترتب عليه النقض ‪ ،‬إذا تمت الإشاره لها ولرقم المادة المطبقة في الحكم ‪ ،‬إمّا‬
‫في حال ة الخط أ في رقم الم ادة العقابي ة وق د وص ف الفع ل وص فًا قانوني ًا وقض ى بعقوب ه التخ رج عن‬
‫حدود المادة الواجب تطبيقها فإن الحكم ال يترتب عليه النقض أيض ًا ‪ ،‬وُيعد من األخطاء المادية التي‬
‫يمكن لمحكمة الموضوع التي صاغت الحكم تصحيحها كون ه قد تقوم المحكمة بوصف المادة المعاقب‬
‫عليها وصف دقيق على الرغم من الخطأ في رقمها (‪.)2‬‬
‫كم ا يُع د من االخط اء المادي ه في حال ة اش تراك شخص ين مح الين على تهم ة واح دة ‪ ،‬فيص اغ‬
‫الحكم الج زائي ويق رر ب راءة أح دهما ‪ ،‬وإدأن ه األخ ر ‪ ،‬مم ايؤدي الى اختالف في االس ماء ‪ ،‬وك أن من‬
‫األصح هو العكس ‪ ،‬والعلة في عَد ه خطأ ماديًا أليؤثر في صحة الحكم ‪ ،‬ألن التصحيح هذا لايغير في‬
‫مضمون الحكم أنما يقتصر على تصحيح الخطأ الذي شابه اسم المتهم في قرار الحكم الصادر (‪.)3‬‬
‫أيض ًا يق ع الخط أ الم ادي في منط وق الحكم الج زائي في حال ة اختالف م انطقت ب ه المحكم ة‬
‫م اموجود في النس خة األص لية في الحكم الجزائي ‪ ،‬ف إن المعول علي ه هو م انطقت ب ه المحكم ة ‪ ،‬ويتم‬
‫تصحيح ذلك وفق األجراءات التي نص عليها القانون ‪ ،‬لأن هذا الخطأ مادي يمكن تصحيحه وال يؤثر‬
‫في الحكم الجزائي وال يرتب عليه النقض (‪.)4‬‬
‫يتبين مما تقدم أن األخطاء المادية التي تصيب الحكم الجزائي التؤثر في سالمته ‪ ،‬مادام الخطأ‬
‫ليس خطأ جوهريًا ‪ ،‬إنما الخطأ كأن خطأ في تدوين ماتم من المحكمة عند صياغتها للحكم الجزائي ‪،‬‬

‫‪ )?(4‬أ‪ .‬عبد األمير العكيلي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.182‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬رؤف عبيد ‪ ،‬المشكالت العملية ‪ ،‬مصدر سابق ‪.328 ،‬‬
‫‪ )?(3‬د‪.‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬المصدر سابق ‪ ،‬ص‪.107‬‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬عب د ال رحيم ص دقي ‪ ،‬ق انون األج راءات الجنائي ة ‪ ،‬المحاكم ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة ‪ ،‬الق اهرة ‪، 1977 ،‬ص‬
‫‪.252‬‬
‫)‪(96‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وكون ه ليس خط أ قأنوني ًا ‪ ،‬م ا ي ترتب علي ه ع دم نقض الحكم الص ادر من المحكم ة ‪ ،‬ل ذا ف إن المش رع‬
‫حدد طريق معين لتصيح هذا الخطأ المادي وفق ًا للمادة (‪ )225‬من قانون اصول المحكمات الجزائية‬
‫العراقي التي نصت (ال يجوز للمحكمة ان ترجع عن الحكم او القرار الذي اصدرته او تغير او تبدل‬
‫فيه اال لتصحيح خطا مادي على ان يدون ذلك حاشية له ويعتبر جزءا منه) ‪.‬‬
‫ثأنيًا ‪ :‬إج‪/‬راءات تص‪/‬حيح الخط‪/‬أ الم‪/‬ادي في الحكم الج‪/‬زائي ‪ :‬تخض ع األخط اء المادي ة الحس ابية أو‬
‫الكتابي ة في الحكم الج زائي لنظ ام خ اص لتص حيحها ‪ ،‬إذ يتم التص حيح من محكم ة الموض وع ال تي‬
‫ص اغت الحكم ‪ ،‬وح ددت بعض التش ريعات إج راءات تص حيح األخط اء المادي ة ال تي تق ع على الحكم‬
‫الج زائي ‪ ،‬إذ ج اء في ق انون األج راءات الجنائي ة المص ري في الم ادة (‪( )337‬المعدل ة بالق انون رقم‬
‫‪ 107‬لسنة ‪ ) 1962‬التي نصت ( إذا وقع خطأ مادى فى حكم ‪ ،‬أو في أمر صادر من قاضى التحقيق‬
‫‪ ،‬أو من محكم ة الجنح المس تأنفة المنعق دة فى غرف ة المش ورة ‪ ،‬ولم يكن ي ترتب علي ه البطألن تت ولى‬
‫الهيئ ة ال تى أص درت الحكم ‪ ،‬أو األم ر تص حيح الخط أ من تلق اء نفس ها ‪ ،‬أو بن اء على طلب أح د‬
‫الخصوم وذلك بعد تكليفهم بالحضور)‪.‬‬
‫أمّا المش رع الع راقي فإنن ا نج ده فيم ا يخص تص حيح الخط أ الم ادي أن ه ق د وض ح ذل ك في الم ادة (‬
‫‪ )225‬من قانون اصول المحاكمات الجزائي ة العراقي رقم ‪ 23‬لسنة ‪ 1971‬المعدل إذ نصت على أنه‬
‫(لايجوز للمحكمة أن ترجع عن الحكم أو القرار الذي اصدرته أو تغير أو تبدل فية األ لتصحيح خطأ‬
‫م ادي على أن ي دون ذل ك حاشية ل ه ويعت بر جزءًا من ه) ‪ ،‬وعملي ة اج راء التص حيح تتم أمّا بن اء على‬
‫طلب اح د اط راف ال دعوى الجزائي ة ‪ ،‬أو من قب ل محكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ‪ ،‬فهي ال تي‬
‫تصحح الحكم من تلقاء نفسها إذا ك انت الدعوى بحوزتها أو اعيدت من محكمة التمييز‪ ،‬وفي األحوال‬
‫كلها الب د بع د اج راء التص حيح أن ي دون ذل ك في حاش ية الحكم الج زائي (‪ ،)1‬ويجب أن يك ون تص حيح‬
‫الخط أ الم ادي ال ذي س يتنأوله ص ياغة الحكم الج زائي تص حيحًا لاي ؤثر في مض مون الحكم الج زائي ‪،‬‬
‫ولايؤدي الى أنحراف ماهو مرسوم للحكم من صدوره بعد تصحيحه ‪ ،‬ولهذا تم إعط اء مهمة تصحيح‬
‫الخط أ الم ادي لمحكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ‪ ،‬لكن هنال ك أخط اء باألمك ان محكم ة التمي يز‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬جمال ابراهيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.176‬‬


‫)‪(97‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تص حيحها من تلق اء نفس ها على ال رغم من أنه ا أخط اء مادي ه ‪ ،‬اال ان ه يجب التنوي ه به ا من اج ل‬
‫تصحيحها ‪ ،‬ومن التطبيقات القضائية التي ترد بهذا الصدد بتصحيح الخطأ المادي بعد التنويه علي ه من‬
‫قبل محكمة التمييز ‪ ،‬كأن يرد اختالف في تاريخ الحكم الصادر من محكمة الموضوع ‪ ،‬وهذا الخطأ‬
‫الكت ابي من األخط اء المادي ة ال تي باألمك ان الرج وع لمحكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ‪ ،‬وتق وم‬
‫بتصحيحه كونه أليؤثر في صحة الحكم الصادر‪ ،‬لكن هذا لايمنع محكمة التمييز من التنوية و تصحيح‬
‫الخطأ المادي في حالة خروج الدعوى من حوزة محكمة الموضوع ‪ ،‬وهذا ماجاءت به محكمة التمييز‬
‫األتحادية في احد قراراتها ( لدى التدقيق والمدأولة وجد أن القرار الصادر بتاريخ ‪ 19/11/2013‬في‬
‫ال دعوى المرقم ه ‪/1349‬ج‪ 1013/‬من محكم ة جناي ات باب ل‪ ،‬ق رار ص حيح وتم تص ديقة لكن هنال ك‬
‫اختالف في تاريخ القرار المطبوع وجعل الصحيح هو ‪ 19/11/2013‬بدلآ من ‪.)1()19/11/2012‬‬
‫وأيضًا من األخطاء المادية التي تم مالحظتها في األحكام ‪ ،‬الخطأ باسم المتهم ‪ ،‬فهذا أليؤثر على‬
‫س المه الحكم الج زائي ‪ ،‬وال ي ترتب علي ه نقض الحكم ‪ ،‬كون ه من األخط اء ال تي يمكن تص حيحها من‬
‫قبل محكمة الموضوع التي صاغت الحكم الجزائي ‪ ،‬وجاء بهذا الصدد قرار محكمة التمييز بتصديق‬
‫الحكم م ع تص حيح اس م المتهم وتعديل ه ‪ ،‬وذل ك ل ذكر اس مه خط أ في ديباج ة الحكم من قب ل محكم ة‬
‫الموضوع (‪.)2‬‬
‫يت بين لن ا مم ا تق دم أن تص حيح األخط اء المادي ة ال تي ت رد في ص ياغة الحكم الج زائي أم ر ج ائز‬
‫ووارد كونها هي اخط اء التؤثر على المضون األساسي الذي جاء من اجلة الحكم والتؤخر في حسم‬
‫الدعوى الجزائيه ‪ ،‬والتؤثر في تنفيذ الحكم ‪ ،‬إذ أنه عند تصحيح هذا الخطأ المادي اليغير معنى الحكم‬
‫‪ ،‬ولاينش يء حقوق ًا جديدة يحق لأطراف الدعوى الطعن بها‪ ،‬وبذلك يكون القرار الص ادر من محكمة‬
‫الموضوع صحيحًا ‪ ،‬وغير مخالف للقانون وال يرتب أثار على الحكم الصادر ؛ ألن األخطاء المادية‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪ / 737‬الهيئة الجزائية األولى ‪ 2014/‬في ‪( 2/1/2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫ق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة الم رقم ‪ / 14745‬الهيئ ة الجزائي ة األولى ‪ 2013/‬في ‪( 22/9/2013‬غ ير‬ ‫‪)?(2‬‬
‫منشور )‪.‬‬
‫)‪(98‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التي وردت في صياغة الحكم الجزائي هي اخطاء تتعلق بجوانب حسابية وكتابية في الحكم الجزائي ‪،‬‬
‫أي بمعنى أنها أخطاء شكلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تصحيح الخطأ الواقعي‬
‫ي رد على الحكم الج زائي عن د الص ياغة أخط اء من محكم ة الموض وع ال تي أص درت الحكم وه ذه‬
‫األخطاء ليست أخطاء مادية حسابيه أوكتابيه فحسب ‪ ،‬إّنما هي أخطاء واقعيه أيض ًا قد تقع به ا محكمة‬
‫الموضوع عند صياغة حكمها ‪ ،‬وهذا الخطأ قد يكون راجع ًا الى الواقعة التي استندت عليه ا المحكمة‬
‫عند اصدارها الحكم ‪ ،‬أي بعد توفر وتحقق اركأن الجريمة ونسبتها الى المتهم وثبوت التهمة عليه ‪،‬‬
‫تظهر هنالك أخطأ واقعية تقع بها محكمة الموضوع عند صياغة الحكم الجزائي هذا من ج انب ‪ ،‬ومن‬
‫ج انب أخ ر الب د من تص حيح ه ذه األخط اء كونه ا ت ؤثر في الحكم وت رتب نقض ه ؛ ألنه ا تتعل ق ب ذات‬
‫الحكم واألس اس ال ذي اس تندت علي ة المحكم ة من الوق ائع في ص ياغة حكمه ا (‪ ،)1‬ولم ا تق دم ذك ره‬
‫سنتنأول هذا الفرع في نقطتين ‪ ،‬األول‪ :‬نتناول فيها الخطأ الواقعي في صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬وفي‬
‫الثانية سنتطرق فيها إلى اجراءات تصحيح الخطأ الواقعي ‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬الخط‪//‬أ ال‪/‬واقعي في ص‪//‬ياغة الحكم الج‪//‬زائي‪ :‬يقص د ب ه الخط أ ال ذي لاي رد في مج ال الق انون ‪،‬‬
‫إّنم ا ي رد في مج ال الوق ائع ؛ أي الخط أ ال ذي يق ع في المس ائل الموض وعية ‪ ،‬ويحص ل من محكم ة‬
‫الموضوع عند وجود الدليل الواقعي ‪ ،‬حيث تقوم المحكمة بتقدير هذا الدليل الواقعي في الدعوى ‪ ،‬إذ‬
‫تأخذ المحكمة ما يفيد في إصدار الحكم وصياغته وترك ما لايفيد في الحكم ‪ ،‬وبهذه الحالة فإنه عند‬
‫الخط أ في تق دير ال دليل ال واقعي ك ون أم ام خط أ في الص ياغة من الج انب ال واقعي للحكم الج زائي(‪، )2‬‬
‫وبه ذا ف إن العبـرة بفهـم الواق ع يك ون بوض ع جميـع العناص ر الالزم أخ ذها بالحس بان ‪ ،‬إلصـدار حكم‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمد زكي ابو عامر ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬محمود محمد هاشم ‪ ،‬النظام القضائي ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 1984 ،‬ص‪.139‬‬
‫)‪(99‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جزائي وفقآ لصياغة ص حيحه(‪ ، )1‬وه ذا الخط أ ال واقعي على الحكم لايق ع على قواع د قانوني ة من حيث‬
‫تط بيق الق انون ‪ ،‬أو تأويل ه ‪ ،‬ل ذا التباش ر محكم ة التمي يز بالرقاب ه علي ه ؛ ألن محكم ة التمي يز محكم ة‬
‫ق انون ال محكمة موضوع ‪ ،‬وقد حددت المادة (‪ )249‬من ق انون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‬
‫إجراءات الطعن تمييزًا ‪ ،‬ومايحق لمحكمة التمييز اتباع ه ‪ ،‬ولايدخل الخطأ الواقعي في الحكم الجزائي‬
‫من واجباته ا ‪ ،‬فه ذا الخط أ يخض ع الج راءات خاص ة للتص حيح ‪ ،‬لكن ه ذا لايمن ع من رقاب ه محكم ة‬
‫التمييز ‪ ،‬وتدخلها في الحكم الجزائي في حالة الخطأ الواقعي ‪ ،‬بحالة صياغة محكمة الموضوع للحكم‬
‫على واقع ة لا وج ود له ا ‪ ،‬أو موج ودة لكن متناقض ة لم ا تم إثبات ه ‪ ،‬في ه ذه الحال ة تك ون محكم ة‬
‫الموضوع قد أخطأت في تسبيبها ‪ ،‬لذا يكون حكمها خاضعًا لرقابه محكمة التمييز‪.‬‬
‫ومن األخط أ الواقعي ة هي الخط أ في تق دير األع تراف من قب ل المتهم حيث ي رد اع تراف غ ير‬
‫ص حيح يتن اقض م ع الواقع ة ال تي اس تند عليه ا الحكم الج زائي ‪ ،‬و ق د ي رد احيان ًا أك ثر من ش اهد في‬
‫ال دعوى ‪ ،‬اح دهما ه و ش اهد اثب ات الواقع ة ‪ ،‬وتم اص دار الحكم على ه ذه الش هادة ‪ ،‬ويثبت أن ه ذه‬
‫الشهادة التي على اساسها صدر الحكم متناقضه في دوري التحقيق والمحاكمة (‪.)2‬‬
‫ثأنيًا ‪ :‬اجراءات تص‪//‬حيح الخط‪//‬أ ال‪//‬واقعي‪ :‬إن الخط أ ال واقعي في ص ياغة الحكم الج زائي ‪ ،‬ي رد في‬
‫مجال الواقعة وليس في مجال القانون ‪ ،‬لذا حددت أكثر القوانين المقارنة طرقًا معينة لتالفي مثل هكذا‬
‫أخطاء ترد في الحكم الجزائي‪.‬‬
‫إن من االجراءات المتبعة في التشريعات المقارنه لتصحيح الخطأ الواقعي الذي يصيب الحكم‬
‫الجزائي ‪ ،‬ماجاء في ق انون الإجراءات الجنائية المصري فقد حدد طريق تصحيح الخطأ الواقعي في‬
‫الم ادة(‪ )441‬ال ذي ج اء به ا(يج وز طلب إع ادة النظ ر فى األحك ام النهائي ة الص ادرة بالعقوب ه فى م واد‬
‫الجنايات والجنح فى األحوال الاتية ‪/1:‬إذا حكم على المتهم فى جريمة قتل ‪ ،‬ثم وجد المدعى قتله حيا‬
‫‪/2‬إذا ص درحكم على ش خص من أج ل واقع ة ‪ ،‬ثم ص در حكم على ش خص أخ ر من أج ل الواقع ة‬
‫‪1‬‬
‫)‪Chistine van den wyngarests, criminal procedure systems in the European community, London (3‬‬

‫‪.p. 42 .1993 .‬‬

‫‪ )?(2‬قرار محكمة استئناف باب ل األتحادي ة بص فتها التميزي ة ‪ ،‬الم رقم ‪/464‬ت‪/‬جزائي ة‪،2013/‬في ‪ ( 9/10/2013‬غ ير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫)‪(100‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عينه ا ‪ ،‬وك أن بين الحكمين تن اقض بحيث يس تنتج من ه ب راءة أح د المحكوم عليهم ا‪/3‬إذا حكم على أحد‬
‫الشهود أو الخبراء بالعقوبه لشهادة الزور ‪ ،‬وفقا ألحكام الباب السادس من الكتاب الثالث من ق انون‬
‫العقوب ات ‪ ،‬أو إذا حكم بتزوير ورق ة قدمت أثناء نظر الدعوى ‪ ،‬وكأن للشهادة أو تقرير الخبير أو‬
‫الورق ة ت أثير فى الحكم ‪/4‬إذا ك أن الحكم مبني ا على حكم ص ادر من محكم ة مدني ة أومن إح دى مح اكم‬
‫األحوال الشخصية وألغى هذا الحكم ‪/5‬إذا حدثت أو ظهرت بعد الحكم وقائع ‪ ،‬أو إذا قدمت أوراق لم‬
‫تكن معلومة وقت المحاكمة ‪ ،‬وكأن من شأن هذه الوقائع أو األوراق ثبوت براءة المحكوم عليه)‪.‬‬
‫أمّا م ايخص ه ذا التص حيح في التش ريع الع راقي فق د ج اء في الم ادة (‪ )270‬من ق انون اص ول‬
‫المحاكم ات الجزائي ة وال تي ح ددت ط رق تص حيح الخط أ ال واقعي حيث نص ت على ان ه ( يج وز طلب‬
‫إعادة المحاكمة في الدعاوى التي صدر فيها حكم بات بعقوبه أو تدبير في جناية أو جنحة في األحوال‬
‫األتية ‪/1‬اذا حكم على المتهم بجريم ة قت ل ثم وجد الم دعى بقتله حيا‪/2 ،‬اذا كأن قد حكم على شخص‬
‫الرتكاب ه جريم ة ثم ص در حكم ب ات على ش خص اخ ر الرتكاب ه الجريم ة نفس ها وك أن بين الحكمين‬
‫تن اقض من مقتض اه ب راءة اح د المحك وم عليهم ا‪/3 ،‬اذا حكم على ش خص اس تنادا الى ش هادة ش اهد أو‬
‫رأي خبير أو سند ثم صدر حكم بات على الشاهد أو الخبير بعقوبه شهادة الزور عن هذه الشهادة أو‬
‫ال رأي أو ص در حكم ب ات ب تزوير الس ند‪/4،‬اذا ظه رت بع د الحكم وق ائع أو ق دمت مس تندات ك أنت‬
‫مجهول ة وقت المحاكم ة وك أن من ش أنها ثب وت ب راءة المحك وم علي ه‪/5،‬اذا ك أن الحكم مبني ا على حكم‬
‫نقض أو الغي بع د ذلك ب الطرق المق ررة قأنون ا‪/6 ،‬اذا ك أن ق د ص در حكم باألدأن ة أو ال براءة أو ق رار‬
‫نهائي باألفراج أو ما في حكمهما عن الفعل نفسه سواء كون الفعل جريمة مستقلة أو ظرفا لها‪/7 ،‬اذا‬
‫كأنت قد سقطت الجريمة أو العقوبه عن المتهم ألي سبب قانوني)‪.‬‬
‫يالحظ لما تقدم من نصوص المواد أعاله أن التش ريع حدد أصول محددة للطعن في األحكام التي‬
‫ُيصيبها الخطأ الواقعي ‪ ،‬وحدد طرق تصحيحها من خالل الطعن بها بإعادة المحاكمة ‪ ،‬وذلك لوجود‬

‫‪ ،‬ل ذا تع د إع ادة المحاكم ة طريق ًا‬ ‫خطأ موضوعي في تقدير الواقعة التي اس تند عليه ا الحكم الج زائي‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ )?(1‬سعيد حسب الله ‪ ،‬إعادة المحاكمة واثارها القانونية ‪ ،‬رسالة ماجس تير ‪ ،‬كلي ة الق انون ‪ ،‬جامع ة بغ داد ‪ ،1983 ،‬ص‬
‫‪.106‬‬
‫)‪(101‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لتصحيح األخط اء الواقعية وسببًا لتفادي األخطاء التي وقعت فيها محكمة الموضوع في حالة صدور‬
‫حكمها البات الصادر بالإدانه (‪ ،)1‬لذا ُتع د إع ادة المحاكم ة طريق ًا اس تثنائيًا نص علي ه المش رع الص الح‬
‫وتص حيح الخط أ ال واقعي عن د ص ياغة الحكم الج زائي ‪ ،‬ويش ترط لإع ادة المحاكم ة أن يك ون الحكم‬
‫الجزائي باتآ ‪.‬‬
‫فقد حدد المشرع العراقي في المادة (‪ )270‬من قانون اصوال المحكمات الجزائية العراقي الحاألت‬
‫ال تي يج وز فيه ا إع ادة المحاكم ة ‪ ،‬إذ لايج وز التوس ع أو القي اس في غ ير الح األت ال واردة في الم ادة‬
‫اعاله(‪.)2‬‬
‫أمّا من حيث األج راء المتب ع في إع ادة المحاكم ة فق د ج اء في الم ادة (‪ )271‬من ق انون اص ول‬
‫المحاكمات الجزائية العراقي بانه (يقدم طلب إعادة المحاكم ة الى األدعاء الع ام من المحكوم علي ه أو‬
‫من يمثله قأنونا واذا كأن المحكوم عليه متوفى فيقدم الطلب من زوجه أو احد اقاربه على أن يبين في‬
‫الطلب موضوعه واألسباب التي يستند اليها ويرفق به المستندات التي تؤيده)(‪.)3‬‬
‫يتبين من النص أعاله أن األدعاء العام يقوم بدراسة الطلب ‪ ،‬ومعرفة األسباب التي بنى عليها طلب‬
‫إعادة المحاكم ة ‪ ،‬بعد ذلك يحرر األدعاء الع ام مطالع ة بهذا الخصوص الى محكم ة التمي يز من اجل‬
‫إع ادة المحاكم ة للاس باب ال تي ب نى علي ه طلب ه باإلع ادة ‪ ،‬وق د أج از الق انون تجدي د الطلب في حال ة‬
‫ال رفض ألول م ره ‪ ،‬لكن أل زم أن يك ون هنال ك أس باب جدي د في الطلب الالح ق ‪ ،‬وأن يك ون رفض‬
‫الطلب األول كأن لسبب موضوعي (‪ ،)4‬أّما من ناحية المدة المقررة لتقديم طلب إعادة المحاكم ة ‪ ،‬فعن د‬
‫الرجوع الى قأنون اصول المحاكمات العراقي لم نجد هنالك مدة محددة لتقديم الطلب ‪ ،‬لكن يجب تق ديم‬
‫الطلب في حالة توفر الحاألت السبعة التي نصت عليه المادة (‪.)270‬‬

‫‪ )?(1‬سعيد حسب اهلل ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫‪ )?(2‬سعيد حسب الله ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪ )?(3‬المادة (‪ )271‬من قانون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ‪ ،‬تقابله ا الم واد ( ‪ )442،443‬من ق انون األج راءات‬
‫الجنائية المصري ‪.‬‬
‫‪ )?(4‬الم ادة (‪ )279‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ‪ ،‬تقابله ا الم ادة ( ‪ )452‬من ق انون األج راءات‬
‫المصري ‪.‬‬
‫)‪(102‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقدر تعلق االمر بالجهة التي تنظر في الحكم بعد الموافقة على إعادة المحاكمة‪ ،‬نجد إن المشرع‬
‫العراقي أناط المهمة الى المحكمة التي أصدرت الحكم ‪ ،‬أو الى المحكمة التي حلت محلها إستنادآ إلى‬
‫المادة (‪ )275‬من قأنون أصول المحاكمات الجزائية العراقي التي جاء بها (اذا وجدت محكمة التمييز‬
‫أن طلب إعادة المحاكمة لم يستوف شروطه القانونية فتقرر رده واذا وجدته مستوفيا لها فتقرر احالته‬
‫مع األوراق الى المحكمة التي اصدرت الحكم أو الى المحكمة التي حلت محلها‪ ،‬مرفقا بقرارها بإعادة‬
‫المحاكمة)‪.‬‬
‫وبدورنا نتمنى على المشرع العراقي تعديل المادة (‪ )275‬من ق انون اصول المحاكمات الجزائية ‪،‬‬
‫وتحديد مدة معينة للنظر بقرار إعادة المحاكمة ‪ ،‬كون اعطأ نفس المحكمة التي اصدرت الحكم ‪ ،‬بأن‬
‫تصحح الحكم من جديد بعد صدور قرار إعادة المحاكمة‪ ،‬ليكون كاألتي (اذا وجدت محكمة التمييز أن‬
‫طلب إعادة المحاكمة لم يستوف شروطه القانونية ‪ ،‬فتقرر رده ‪ ،‬واذا وجدته مستوفيًا لها فتقرر احالته‬
‫م ع األوراق الى المحكم ة ال تي اص درت الحكم ‪ ،‬أو الى المحكم ة ال تي حلت محله ا ‪ ،‬مرفق ا بقراره ا‬
‫بإعادة المحاكمة ‪ ،‬وعلى المحكمة التي اعيده اليها أوراق الدعوى البت بها خالل مدة تحددها المحكمة‬
‫التي اعيدت اليه الدعوى ) وبذلك تكون على محكمة التي أعيد لها الحكم األسراع بحسم الدعوى ‪،‬‬
‫كون أنها محددة بمده ‪ ،‬وسبب تحديد المدة كون أنها لديها معلومات مسبقة بالدعوى وحيثياتها ‪ ،‬وألن‬
‫كأن قد صدر بها الحكم ‪ ،‬وتم نقضه واعيدت أوراق الدعوى هذه كلها مدة يترتب عليها اثر في حالة‬
‫تصحيح الحكم ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫تصحيح الخطأ القانوني في صياغة الحكم الجزائي‬
‫يمكن أن ي رد خط أ ق انوني عن د ص ياغة الحكم الج زائي الب د من تص حيحه ‪ ،‬الى ج انب األخط اء‬
‫المادية والواقعية التي حدد المشرع طرق معينة لتصحيحها ‪ ،‬وب الرجوع الى محكمة الموضوع التي‬
‫ص اغت الحكم ‪ ،‬ولكن ه ذه األخط اء القانوني ة التص حح من المحكم ة ال تي أص درت الحكم الج زائي‬
‫وص اغته ‪ّ ،‬أنم ا تص حيحها يتم من قب ل محكم ة التمي يز نفس ها ‪ ،‬ودون حاج ة للرج وع الى محكم ة‬
‫الموضوع للتصحيح ‪ ،‬كون هذا الإجراء يدخل ضمن اختصاص محكمة التمييز ؛ ألنها محكمة ق انون‬
‫)‪(103‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وله ا الرقاب ه على الحكم الج زائي عن د ص ياغة ‪ ،‬حيث ان األخط اء القانوني ة ال تي تص در من محكم ة‬
‫الموضوع عند صياغة الحكم ‪ ،‬قد تكون اخطاء تتحدد في تطبيق النص أو في تفسيره ‪ ،‬أو أخط اء تقع‬
‫في المسائل القانونية للحكم ‪ ،‬وبالنتيجة النهائية ُتعد أخطاء قانونية في صياغة الحكم الجزائي(‪.)1‬‬
‫إس تنادًا لم ا تق دم سأقس م المطلب الى ف رعين ‪ ،‬نخص ص األول ‪ :‬الخط أ الق انوني في ص ياغة‬
‫الحكم الجزائي ‪ ،‬والثاني ‪ :‬أكرسه إلجراءات تصحيح الخطأ القانوني لصياغة الحكم الجزائي ‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫الخطأ القانوني في الحكم الجزائي‬
‫أن الخط أ الق انوني في الحكم الجزائي إمّا خط أ لمخالف ة القواعد الموضوعية التي على إساسها‬
‫‪ ،‬لذا سنتنأول هذا الفرع في نقطتين ‪ ،‬نخصص‬ ‫(‪)2‬‬
‫صدر الحكم ‪ ،‬أو خطأ لمخالفة القواعد الشكلية للحكم‬
‫النقط ة األولى للبحث في الخط أ عن د مخالف ة القواع د الموض وعية ‪ ،‬وس نتنأول في الثاني ة الخط أ عن د‬
‫مخالفة القواعد الشكلية ‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬الخطأ الموضوعي في الحكم الجزائي ‪ :‬يقص د بالخط أ في القواع د الموض وعية مخالف ة قواع د‬
‫قانون العقوبات عند تطبيقها على الواقعة المعروضة المتمثل في الخطأ في تطبيق الق انون ‪ ،‬والخطأ‬
‫في تأويل القانون ‪ ،‬إذ يرد الخطأ في تطبيق القانون عندما تطبق المحكمة مادة قانونية على واقعة غير‬
‫المادة الواجب تطبيقها ‪ ،‬ويحصل هذا الخطأ إذا كييفت محكمة الموضوع جريمة السرقة باكراه التي‬
‫تطب ق عليه ا احك ام الم ادة (‪ )443/1‬عقوب ات بأن ه غص ب على وف ق للم ادة (‪ )452‬عقوب ات ع راقي ‪،‬‬
‫وك ان الج اني ‪ ،‬وهو الذي استولى على مال المجنى عليه ‪ ،‬في حين أن مادة الغصب تخضع الحكام‬
‫الم ادة (‪ )452‬إذا س لم المج ني علي ه مال ه الى الج اني وه و تحت ت أثير الإك راه ‪ ،‬يُع د خط أ في حال ة‬
‫عَد ت المحكمة مجرد األستفزاز المجنى عليه عذرًا قانونيًا مخفف وفق احكام المادة (‪ )130‬عقوبات ‪،‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمود مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.621‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬المشكالت العملية ‪ ،‬مصدر سابق ‪.792 ،‬‬
‫)‪(104‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في حين أن الع ذر الق انوني المخف ف للعق اب وال ذي يطب ق في ه ذه الحال ة طبق ًا للم ادة (‪ )128‬عقوب ات‬
‫وأن يرتكب الجاني جريمة ‪ ،‬بناء على اسفزاز خطير ‪ ،‬وليس مجرد استفزاز(‪.)1‬‬
‫من التطبيقات القضائية بهذا الصدد في حالة صياغة الحكم الجزائي من محكمة الموضوع جاء‬
‫مخالف ًا بص ورة واض حة لم ا تقض ي ب ه القواع د القانوني ة واجب ه التط بيق ‪ ،‬وق د ذهبت محكم ة التمي يز‬
‫األتحادي ة في ه ذا الص دد ‪ ،‬ونقض ت الحكم الص ادر وذل ك لمخالف ة محكم ة الموض وع تط بيق الق انون‬
‫تطبيقًا صحيحًا حيث تم معاقبه المتهم وفقًا ألحكام المادة (‪ )421‬عقوبات ‪ ،‬والتطبيق الصحيح هو وفق‬
‫ق انون مكافح ة األره اب ‪ ،‬ك ون الفع ل ال ذي ارتكب ه المتهم ذا ط ابع اره ابي ‪ ،‬ألن الخط ف لغ رض‬
‫الاب تزاز واخ ذ فدي ة ‪ُ ،‬يع د عملًا ارهابي ًا ‪ ،‬ل ذا أخط أت المحكم ة في اس نادها للم ادة ‪ ،‬وتم نقض الحكم‬
‫الصادر في الدعوى(‪ ،)2‬وقد يكون الخطأ في القانون بصورة صريحة وواضحة وذل ك في حال ة إص دار‬
‫محكمة الموضوع حكم جزائي على المتهم متعارض مع ما يوجبه القانون‪ ،‬واقرت بهذا الصدد محكمة‬
‫استئناف بابل بصفتها التميزية بنقض الحكم الصادر بحق المتهم وذلك لوجود خطأ في تطبيق الق انون‬
‫تطبيقًا صحيحًا من قبل محكمة الموضوع(‪. )3‬‬
‫ومن تطبيق ات الخط أ الق انوني في الحكم الج زائي ‪ ،‬ان تص در محكم ة الموض وع حكمه ا بش كل‬
‫يخالف التطبيق السليم للنص القانوني ‪ ،‬فقد تصدر المحكمة حكمها بالغاء التهمة واالفراج عن المتهم‬
‫اس تنادًا الحك ام الم ادة (‪ )398‬من ق انون العقوب ات ‪ ،‬بينم ا ي وجب تط بيق احك ام الم ادة اعاله ‪ ،‬ايق اف‬
‫‪ ،‬وك ذلك ي رد خط أ ق انوني في الحكم‬ ‫(‪)4‬‬
‫االجراءات القانونية بحق المتهم عن د ت وفر ش روطها القانوني ة‬
‫الجزائي في حالة تطبيق مادة عقابية تفرض بها العقوبات األصلية بسجن ومصادرة اموال ‪ ،‬كالمادة (‬
‫‪/14‬أوًال‪/‬ب‪ )2/‬من قأنون مكافحة المخدرات رقم ‪ 68‬لسنة ‪ 1965‬المعدل ‪ ،‬فتصدر محكمة الموضوع‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬جمال محمد مصطفى ‪،‬شرح قانون اصوال المحاكمات الجزائية ‪ ،‬بغداد‪، 2005،‬ص‪.67‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز المرقم ‪/916‬الهيئة الجزائية الثأنية ‪ ، 2013/‬في ‪(،6/5/2013‬غير منشور )‪.‬‬
‫‪ )?(3‬ق رار محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التميزي ة الم رقم ‪/393‬ت‪/‬جزائي ة ‪ ، 2013/‬في ‪ ( 9/9/2013‬غ ير‬
‫منشور ) ‪.‬‬
‫‪ )?(4‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 17215‬الهيئة الجزائية الثأنية ‪ 2012/‬في ‪ ( 5/11/2012‬غير منشور) ‪.‬‬
‫)‪(105‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عن د ص ياغة حكمه ا بتط بيق ش ق منه ا واغف ال الش ق الاخ ر(‪ ،)5‬وق د ي رد تط بيق م ادة عقابي ة من قب ل‬
‫المحكمة على اجراء لم يتخذه المتهم مما يترتب عليه نقض وتغيير الوصف القانوني (‪.)2‬‬
‫أمّا م ا يخص الخط أ في تأوي ل الق انون فيقص د ب ه خط أ محكم ة الموض وع في فهم المص طلحات‬
‫المس تخدمة في النص ال واجب التط بيق على الحكم الج زائي في ال دعوى(‪ ، )3‬والتأوي ل يعت بر ن وع من‬
‫أن واع التفس ير ويع بر عن ه ه و ص رف المع نى الظ اهري للف ظ الى مع نى اخ ر لمناس به بينه م ا‪ ،‬ل ذا ق د‬
‫يص اغ الحكم الج زائي وب ه مخالف ة الق انون وع دم ص حته وذل ك بس بب تأوي ل النص من قب ل المحكم ة‬
‫الموضوع مما يترتب النقض الحكم الجزائي بالدعوى ‪.‬‬
‫ومثال على التأويل الخطأ في تطبيق النص القانوني ‪ ،‬تفسير لفظ الصاحب الواردة في المادة (‬
‫‪/428/1‬أ) من قانون العقوبات العراقي الذي جاء به (‪ ،....‬أ‪/‬من دخل محال مسكونا أو معدا للسكنى‬
‫أو اح د ملحقات ه وك أن ذل ك ب دون رض ا ص احبه ‪ ،‬وفي غ ير األح وال ال تي ي رخص فيه ا الق أنون‬
‫ب ذلك‪، ).....،‬حيث ب أن المقص ود في الم ادة اعاله المال ك فق ط ‪ ،‬وأليش مل الح ائز بس بب مش روع‬
‫كالمستأجر ‪ ،‬وذلك ألن قانون العقوبات عندما يقصد المالك بالذات يورد هذا اللفظ صراحة مثل مأورد‬
‫ب المواد (‪ )439،453،454‬من ق انون العقوب ات ‪ ،‬فل و أراد المش رع قص ر النص في الم ادة (‪)428‬‬
‫عقوبات على المالك لنص عليها أيضآ(‪ ،)4‬وقد يرد خطأ قأنوني بتفس ير نص الم ادة العقابي ة من محكم ة‬
‫الموض وع ال تي ص اغت الحكم م ا ي ؤدي الى إفالت المتهم من العق اب وك أن الب د من معاقبت ه ‪ ،‬لكن‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 92‬الهيئة الجزائية الثأنية ‪ 2014/‬في ‪ ( 15/1/2014‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 11756‬الهيئة الجزائية ‪ 2014/‬في ‪ ( 13/11/2014‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬مأمون محمد سالمه ‪ ،‬األجراءات الجنائية في التشريع المصري ‪ ،‬مكتبه القاهرة ‪ ،1980 ،‬ص‪.900‬‬
‫‪ )?(4‬المادة (‪ )428‬من قانون العقوبات العراقي التي نصت (‪ ..‬يعاقب بالحبس م دة ال تزي د على س نة وبغرام ة ال تزي د‬
‫على مائ ة دين ار أو باحدى ھاتین العقوب تین‪.‬أ ‪/‬من دخ ل محال مس كونا أو معدا للسكنى أو احد ملحقات ه وك أن ذلك ب دون‬
‫رضاء صاحبه وفي غیر األحوال التي يرخص فیھا القانون بذلك‪ ،‬ب ‪/‬من وجد في محل مما ذكر متخفیا عن اعین من‬
‫له حق في اخراجه منه‪ .).....،.‬و المواد (‪ )439،453،454‬التي تم المقارنة بيها من نفس القانون‪.‬‬
‫)‪(106‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫محكمة الموضوع اغفلت في تفسير نص المادة ‪ ،‬ما أدى لنقض الحكم الجزائي من قبل محكمة التمييز‬
‫لوجود خطأ في تفسير القانون تفسيرًا صحيحًا (‪.)1‬‬
‫ثأنيًا‪ :‬الخطأ الشكلي في الحكم الجزائي‪ُ :‬يراد بالخطأ الشكلي الخطأ الذي شابه تطبيق ق انون أصول‬
‫المحاكمات الجزائي ة ‪ ،‬أي شاب اجراء من األجراءات خط اء ما يترتب عليه نقض الحكم ‪ ،‬أي يكون‬
‫هنال ك خط أ ج وهري في الحكم ‪ ،‬وذل ك م اورد علي ه النص في الم ادة (‪/249‬أ) من ق أنون اص ول‬
‫المحاكمات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت(‪...‬خط أ ج وهري في األج راءات األص ولية )(‪ ،)2‬فالخط أ في‬
‫القواع د الش كلية في ه ذه الحال ة يتص ل في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة واليتعل ق في ق انون‬
‫العقوبات ‪ ،‬وعليه فإن هنالك جزاء اجرائي ًا يترتب على مخالفة الشكليات الجوهرية المتعلقة بصياغة‬
‫الحكم الجزائي ‪ ،‬عندما يكون الحكم خاليًا من البيانات الواجبه للصياغة وإصداره بشكله الُأنموذجي‪ ،‬و‬
‫تعت بر ه ذه البيان ات من البيان ات الجوهري ة ال تي نص عليه ا المش رع في الم ادة (‪/244‬أ) من ق أنون‬
‫اصوال المحاكمات الجزائية ‪.‬‬
‫أمّا فيم ا يخص الخط أ في تط بيق ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة تطبيق ًا ص حيحًا على الواقع ة‬
‫واصدار الحكم الجزائي خالف ذلك ‪ ،‬ومثل الحكم من قبل محكمة الموضوع بألغاء التهمة عن المتهم‬
‫بالرغم من أنه في كل مراحل المحاكمة والتحقيق قد اعترف بارتكابه للجريمة ‪ ،‬وعدم وجود أي اثار‬
‫توحي بأن األعتراف تم بسبب الإكراه ‪ ،‬ما يدفع محكمة التمييز الى نقض الحكم الصادر من محكمة‬

‫الموض وع لخط أ في تط بيق األج راءات األص ولية من المحكم ة ‪ ،‬ويص در الحكم أيض ًا مخالف ًا‬
‫(‪)3‬‬

‫اء على تس جيل أو فحص دم أخ ذ خالف األج راءات‬


‫اإلج راءات األص ولية عن دما يص در الحكم بن ً‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 13952‬الهيئة الجزائية الثأنية ‪ 2012/‬في ‪ ( 9/10/2012‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬الم ادة (‪/249‬أ)من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت (أ‪ /‬لك ل من األدع اء الع ام والمتهم‬
‫والمشتكي والمدعي المدني والمسؤول مدنيا أن يطعن لدى محكمة التمييز في األحكام والقرارات والتدابير الصادرة من‬
‫محكمة الجنح أو محكمة الجنأيات في جنحة أو جنأية اذا كأنت قد بنيت على مخالفة للقانون أو خطا في تطبيقه أو تأويله‬
‫أو اذا وقع خطا جوهري في األجراءات األصولية أو في تقدير األدلة أو تقدير العقوبه وكأن الخطا مؤثرا في الحكم)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 11284‬الهيئة الجزائية ‪ 2014/‬في ‪ ( 12/11/2014‬غير منشور) ‪.‬‬
‫)‪(107‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األصولية المحدده من قبل الق انون ‪ ،‬وتكون هذه األجراءات هي التي بني عليها صياغة الحكم ‪ ،‬مما‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫يؤدي الى نقض الحكم من قبل محكمة التمييز ؛ لعدم تطبيق األجراءات األصولية الصحيحه‬
‫كما يعد خطا اجرائي ًا من قبل محكمة الموضوع في تقدير االدلة المتوفرة بالدعوى ‪ ،‬كأن تحكم‬

‫اء على ش اهد واح د في ال دعوى ‪ ،‬والش هادة الواح دة أليمكن اعتباره ا دليلًا قطعي ًا‬
‫محكم ة الموض وع بن ً‬
‫في الحكم الجزائي ‪ ،‬مما يترتب على نقض الحكم من محكمة التمييز لمخالفة الق انون من حيث تطبيق‬
‫النص األجرائي بصوره كاملة على واقعة الدعوى ‪ ،‬أو ترد أدلة كافية لإدانة وتحكم محكمة الموضوع‬
‫‪ ،‬وق د ي رد رفض طلب من محكم ة الموض وع في ال دعوى‬ ‫(‪)2‬‬
‫على المتهم بإلغ اء التهم ة عن المتهم‬
‫يكون فيصل في الحكم‪ ،‬ويُعد الطلب كل ما كأن ظاهر التعلق بموضوع الدعوى مباشرة لتحقيق دليل‬
‫معين فيها(‪.)3‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬عب د الحمي د الش ورابي ‪ ،‬ع ز ال دين الديناص وري ‪ ،‬المس ؤولية المدني ة في ض ؤ الفق ة والقض اء‪ ،‬الق اهرة الحدي ة‬
‫للطباعة ‪ ،1988،‬ص‪.1238‬‬
‫‪ )?(2‬المادة ( ‪/213‬ب) من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت على(ال تكفي الش هادة الواح دة س ببا‬
‫للحكم ما لم تؤيد بقرينة أو ادلة اخرى مقنعة أو باقرار من المتهم األ اذا رسم القانون طريقا معينا لالثبات فيجب التقيد‬
‫به) ‪ ،‬كذلك جاء تطبيقآ قضائي بذلك ‪ ،‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪/393‬ت‪/‬جزائية‪ 2013/‬في‬
‫‪( 9/9/2013‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪Rojere E.‬‬

‫‪Salnany،‬‬

‫‪Canadian‬‬
‫‪criminal‬‬

‫‪procedure،‬‬

‫‪third edition،‬‬

‫‪(1 )Canada‬‬
‫‪law book‬‬

‫‪limited‬‬

‫‪p167 ،1978 .‬‬


‫)‪(108‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أم ا الخط أ في تأوي ل نص ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ‪ ،‬فإن ه ي رد ذل ك في حال ة ع دم فهم‬


‫المحكم ة لمص طلحات النص في حال ة تطبيق ه على الواقع ة المعروض ة للحكم به ا ‪ ،‬مم ا ي ترتب علي ه‬
‫نقض الحكم الجزائي لعدم اتباعه ا األج راءات الص حيحه لتفس ير النص(‪ ،)1‬أذ ق د يص اغ الحكم الج زائي‬
‫في احدى فقراته ويتضمن اجراءات مصادرة األموال المنقولة وغير المتقولة‪ ،‬في حين تطبيق المادة‬
‫العقابي ه التقتض ي مص ادرة تل ك األم وال ‪ ،‬مم ا يع رض الحكم الج زائي للنقض في ه ذه الفق رة وع دم‬
‫التطبيق ‪ ،‬وكذلك عدم فهم محكمة الموضوع لمصطلحات النص العقابي وتفسيره بصورة صحيحه ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫على تطبيق بعض فقرات الحكم الصادر في الدعوى‬
‫الفرع الثاني‬
‫اجراءات تصحيح الخطأ القانوني‬
‫تم ارس محكم ة التمي يز الرقاب ه القانوني ة المخول ة له ا من قب ل المش رع من اج ل ض مان تط بيق‬
‫القانون تطبيق ًا صحيجًا عند صياغة الحكم الجزائي ‪ ،‬وعند مايتضح لمحكمة التمييز أن هنالك مخالفة‬
‫لق انون العقوب ات أو خط أ في األج راءات األص ولية تنقض الحكم الج زائي ‪ ،‬وتطلب من محكم ة‬
‫الموضوع تعديله أو تبديلة ‪ ،‬ومنحها المشرع حق التعديل في حاألت معينة من أجل الاسراع في حسم‬
‫الدعوى الجزائية وعدم األطالة(‪ ،)3‬لذا فإن محكمة التمي يز ت راقب الج انب الق انوني للحكم ؛ أي المس ائل‬
‫القانونية ‪ ،‬وعليه فإن مخالف ة الق انون والخط أ الق انوني يتم تص حيحه من محكم ة التمي يز(‪ ،)4‬إذ تنحص ر‬
‫مهمة محكمة التمييز ووظيفتها في مراقبة األحكام النهائية الصادرة من محكمة الموصوع ‪ ،‬للتأكد بأن‬
‫الحكم قد صدر على وفق الق انون وعلى وفق األجراءات األصولية المحددة ‪ ،‬وهذا ما اكده المشرع‬
‫العراقي حينما اشار في المادة (‪ )249‬من ق انون اصول المحاكمات الجزائي ة الذي حصر فيها رقابه‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬رمسيس بهنام ‪ ،‬األجراءات الجنائية تأصيل وتحليل ‪ ،‬ج‪ ،2‬منشاء المعارف‪ ،‬األسكندرية ‪،‬دون سنه طباعة ‪،‬ص‬
‫‪.420‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 11887‬الهيئة الجزائية ‪ 2014/‬في ‪( 6/11/2014‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬الفقره (‪ )31‬من المذكرة األيضاحية لقانون اصول المحاكمات الجزائية ‪.‬‬
‫‪ )?(4‬ذكرى محمد حسين الياسين‪ ،‬التدخل التمييزي في ال دعوى الجزائي ة‪ ،‬رس الة ماجس تير‪ ،‬جامع ة باب ل‪ ،‬كلي ة الق انون‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪14‬‬
‫)‪(109‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫محكم ة التمي يز في مراقب ه الخط أ الق انوني الص ادر من محكم ة الموض وع فق د ج اء في ه ذه الم ادة (أ‪/‬‬
‫لك ل من األدع اء الع ام والمتهم والمش تكي والم دعي الم دني والمس ؤول م دنيا أن يطعن ل دى محكم ة‬
‫التمي يز في األحك ام والقرارات والت دابير الص ادرة من محكم ة الجنح أو محكم ة الجناي ات في جنح ة أو‬
‫جناية اذا كانت قد بنيت على مخالفة للقانون أو خطا في تطبيقه أو تأويله أو اذا وقع خطا جوهري في‬
‫األجراءات األصولية أو في تقدير األدلة أو تقدير العقوبه وكأن الخطا مؤثرا في الحكم)‪.‬‬
‫أمّا المشرع المصري فقد ج اء محددًا الجه ة المختص ة بالتص حيح في حالة الخط أ الق انوني في‬
‫الحكم الجزائي في قانون حالات وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض الصادر بالق انون رقم ‪ 57‬لسنة‬
‫‪ 1959‬المعدل بالقانون رقم ‪ 1.6‬لسنة ‪1962‬بشأن حاألت وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض في‬
‫الم ادة (‪ )30‬ال ذي ج اء به ا ( لك ل من النياب ه العام ة والمحك وم علي ه والمس ئول عن الحق وق المدني ة‬
‫والمدعي بها الطعن بالنقض في الحكم النهائي الصادر من درجة في مواد الجنأيات والجنح وذلك في‬
‫األحوال األتية‪:‬‬
‫‪/1‬أن ك أن الحكم المطع ون في ه مبني ا على مخالف ة الق أنون أو على خط أ في تطبيق ه أو تأويل ه ‪/2‬إذا‬
‫وقع بطألن في الحكم ‪/3‬إذا وقع في األجراءات بطألن اثر في الحكم ‪.)...‬‬
‫من ك ل ذل ك يتض ح أن وظيفت ة محكم ة التمي يز مراقب ة الحكم الج زائي في حال ة الخط أ في تط بيق‬
‫الق انون ‪ ،‬أو الخط أ الج وهري في األج راءات األص ولية ‪ ،‬عندئ ذ تق رر نقض الحكم ‪ ،‬وتتب ع محكم ة‬
‫التمييز هذا األجراء بالنقض بموجب الصالحيات المخوله لها من قبل المشرع على الحكم الصادر من‬
‫محكمة الموضوع في حالة المخالفة ‪ ،‬أو الخطأ بالقانون ‪ ،‬وتصدر محكمة التمييز عدّة قرارات منها ‪:‬‬
‫نقض الحكم وإ ع ادة األوراق الى المحكم ة لإع ادة النظ ر في الحكم ب البراءة بغي ة ادأن ة المتهم لكون ه ق د‬
‫ارتكب جريمة من الجرائم ‪ ،‬وقد نصت على هذه الحالة المادة (‪ )259/5‬من قأنون اصوال المحاكمات‬
‫الجزائية العراقي على (إعادة األوراق الى المحكمة مرة واحدة إلعادة النظر في الحكم بالبراءة بغية‬
‫ادأنة المتهم)‪.‬‬
‫وأيضًا جاء المشرع المصري في هذا الصدد حيث نص عليها في المادة (‪ )39‬من ق انون رقم ‪57‬‬
‫لسنة ‪ 1959‬المعدل بالقأنون رقم ‪ 1.6‬لسنة ‪1962‬بشأن حاألت وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض‬
‫)‪(110‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ال تي نص ت (تنقض المحكم ة الحكم وتعي د ال دعوى الى المحكم ة ال تي اص درته لتحكم فيه ا من جدي د‬
‫مشكلة من قضاة اخرين)‪.‬‬
‫وقد اصدرت محكمة التمييز االتحادية العديد من القرارات التي تقضي بموجبها االحكام الصادره‬
‫من محكمة الموضوع والمتضمنه الغاء التهمة واالفراج عن المتهم ‪ ،‬او براءته من التهمة الموجة اليه‬
‫‪ ،‬كون االدلة المتوفرة بالدعوى كافية الدانته وفرض العقوبة عليه وفق القانون (‪.)1‬‬
‫ومن ضمن القرارات التي تصدرها محكمة التمييز لتصحيح الخطأ الق انوني قرارها بنقض الحكم‬
‫الص ادر من محكم ة الموض وع بالإدان ة على المتهم ‪ ،‬وتحكم ب براءة المتهم وإلغ اء التهم ة واألف راج‬
‫واخالء السبيل ‪ ،‬وتصحح الخطأ في الحكم الصادر باألدأنة استنادآ للمادة (‪ )6 /259‬من قانون اص ول‬
‫المحاكم ات الجزائي ة الع راقي‪ ،‬وق د ذهبت محكم ة التمي يز في ه ذا الص دد بالغ اء التهم ة واألف راج عن‬
‫المتهم ما لم يكن مطل وب على قض يه اخ رى(‪ ،)2‬وق د تص در ق رارًا بنقض الحكم واج راء المحاكم ة من‬
‫جدي د كلًا أوج زءًا ‪ ،‬أو نقض الق رار لخل ل في مراح ل التحقي ق إس تنادًا للفق رات (‪ )8 ،7‬من الم ادة (‬
‫‪ )259‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ‪ ،‬وق د اخ ذت محكم ة التمي يز به ذا الص دد في قرارته ا‬
‫ونقض ت الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ؛ ألنه ا لم تتب ع األج راءات األص ولية الص حيحة اثن اء‬
‫التحقيق والمحاكمة (‪.)3‬‬
‫ك ذلك لمحكم ة التمي يز أن تق رر بنفس ها إب دال الوص ف الق انوني غ ير الص حيح الص ادر من محكم ة‬
‫الموضوع بوصف قانوني اخر يوصف اخر اكثر انطباقًا على الجريمة المرتكبة بدلًا من ارسال أوراق‬
‫ال دعوى مج ددًا الى المحكم ة ال تي ص درت الحكم في ال دعوى الجزائي ة ‪ ،‬وه ذا مااش ارت الي ه الم ادة (‬
‫‪)260‬من ق أنون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي إذ نص ت (لمحكم ة التميي يز أن تب دل الوص ف‬

‫‪ )?(1‬ق رارات محكم ة التمي يز األتحادي ة المرقم ة ‪/1935‬الهيئ ة الجزائي ة ‪ 2012/‬في ‪ ، 7/2/2012‬قراره ا الم رقم‬
‫‪ /12028‬الهيئ ة الجزائي ة ‪ 2014/‬في ‪ ، 23/11/2014‬وقراره ا الم رقم ‪/11284‬الهيئ ة الجزائي ة ‪ 2014/‬في ‪12‬م‬
‫‪ ( 11/2014‬غير منشوره)‬
‫‪ )?(2‬ق رار محكم ة التمي يز الم رقم ‪/63‬هيئ ه عام ة ‪ /90/‬في ‪ ، 15/10/1990‬نقآل عن د‪ .‬اب راهيم المش اهدي ‪ ،‬مص در‬
‫سابق ص‪.34‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/ 11987‬الهيأة الجزائية األولى‪ 2010/‬في ‪( 3/11/2010‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(111‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫القأنوني للجريم ة التي ص در الحكم بادأن ة المتهم الى وصف اخر يتفق مع طبيع ة الفعل الذي ارتكبه‬
‫وتقرر ادأنتة ‪.)....‬‬
‫كم ا س ار المش رع المص ري بنفس األتج اة في الم ادة (‪ )40‬من ق أنون رقم ‪ 57‬لس نة‪ 1959‬حيث‬
‫نصت على أنه (إذا اشتملت أسباب الحكم على خطأ فى القانون أو إذا وقع خطأ فى ذكر نصوصه فال‬
‫يج وز نقض الحكم م تى ك انت العقوب ه المحك وم به ا مق ررة فى الق انون للجريم ة ‪ ،‬وتص حح المحكم ة‬
‫الخطأ الذى وقع فيه)‪.‬‬
‫ولمحكمة التمييز أيضًا الحق في تصحيح الوصف القانوني للواقعة الجرمية دون الحاجة للرجوع‬
‫الى محكم ة الموض وع ب ذلك من اج ل األس راع بحس م ال دعوى الجزائي ة ومنع آ لألطال ة ‪ ،‬إذ ج اء في‬
‫اح دى ق رارات محكم ة التمي يز أن ه (‪ ...‬لق د اخط أت في التكي ف الق انوني للجريم ة والوص ف محكم ة‬
‫الموضوع ووصفتها وفق المادة (‪/421‬ب‪/‬ج‪ /‬عقوبات وبداللة امر مجلس الوزراء ‪ 3‬لسنة ‪)2004‬‬
‫عقوب ات وذل ك أن الث ابت من وق ائع ال دعوى ‪ ، ....‬أن فع ل المتهم يش كل جريم ة تنطب ق علي ه احك ام‬
‫المادة (الرابعة‪ 1/‬وبداللة المادة الثأنية ‪ 8/‬من قأنون مكافحة األرهاب) وعليه استنادآ الحكام المادة (‬
‫‪ )260‬اصول قرر تبديل الوصف القأنوني )‪ ،‬من ذلك يتبين أن محكمة التميز قامت بتغي ير الوصف‬
‫الق انوني وتص حيح الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ‪ ،‬دون الحاج ة الى نقض الق رار ‪ ،‬واع ادة‬
‫الدعوى الى المحكمة التي صاغت الحكم الجزائي (‪.)1‬‬
‫يتبين لنا من خالل ما تقدم أن من اختصاص ت محكمة التمييز هو تصحيح الخطأ الق انوني الذي‬
‫يشوب الحكم الجزائي الصادر من محكمة الموضوع ‪ ،‬وعليه فإن محكمة التمييز لها أن تصدر عدّة‬
‫ق رارات عن د وج ود الخط أ الق انوني‪ ،‬إمّا تنقض الق رار الص ادر من محكم ة الموض وع لوج ود ه ذه‬
‫األخط اء عن د ص ياغة الحكم من اج ل تص حيحها وإ ع ادة النظ ر بقراره ا الص ادر ‪ ،‬أو تق وم بتغ ير‬
‫الوص ف الق انوني وتص ادق على الحكم الص ادر ‪ ،‬دون الحاج ة للرج وع الى محكم ة الموض وع ‪ ،‬ألن‬
‫المشرع أعطاها الحق في الرقابه والتدخل في الحكم الجزائي الصادر في الدعوى‪.‬‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪ / 18386‬الهيأة الجزائية الثأنية ‪ 2012/‬في ‪( 13/1/2013‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(112‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‬
‫أثر التصحيح في صياغة الحكم الجزائي‬
‫يمثل تصحيح الحكم الجزائي المنقوض من قبل محكمة التمييز نتيجة األخطاء التي تصيب الحكم‬
‫بس بب ع دم الص ياغة الص حيحة أث ارًا تلح ق ب ه ؛ الب د لن ا من تبّين تل ك األث ار المترتب ه على الحكم في‬
‫مأيخص األثار المتعلقة بالحكم ذاته ‪ ،‬أو األجراءات السابقة للحكم ‪ ،‬وتأثير لنقض الحكم الجزائي على‬
‫الدعوى المدنية ‪ ،‬وأثر األجراءات الالحقة المتمثلة بتنفيذ مايترتب على مسئولية المحكمة التي صاغت‬
‫الحكم الجزائي ‪ ،‬كون أن نقض الحكم الجزائي قد زالت عنه األثار القانونية ‪ ،‬وأصبح الحكم الجزائي‬
‫كأنه لم يكن (‪.)1‬‬
‫ووفق ًا لم اورد علي ه النص في الم ادة (‪ )262‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ‪ ،‬ف أن نقض‬
‫الحكم الصادر بالدعوى الجزائية ‪ ،‬من قبل محكمة التمييز االتحادية ‪ ،‬قد يكون نقض كليًا لذلك الحكم ‪،‬‬
‫وق د يك ون ذل ك النقض نقض ًا جزئي ًا يتعل ق بفق رة مح ددة ض من الحكم الج زائي ‪ ،‬بحيث يبقى االج راء‬
‫االخر صحيح وموافق للقانون (‪.)2‬‬
‫إستنادًا الى ما تقدم سوف نتناول في هذا المبحث مطلبين ‪ ،‬األول نخصصه لأثار تصحيح الحكم‬
‫الجزائي والإجراءات السابقة عليه ‪ ،‬وأثاره على الدعوى المدنية والث اني اثار تصحيح الحكم الجزائي‬
‫في تفيذ الحكم وقوه الشيء المقضي فيه ‪ ،‬ومسؤولية المحكمة عن صياغتها للحكم الخطأ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫اثار التصحيح على الحكم الجزائي واألجراءات السابقة له والدعوى المدنية المرتبطة به‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬عبد الحميد الشواربي ‪ ،‬الدفوع الجنائية ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.901‬‬


‫‪ )?(2‬الم ادة (‪ )262‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت (نقض الحكم واعي د الج راء المحاكم ة‬
‫مجددا فتجري المحكمة المحاكمة مجددا في الدعوى كلها أو في الجزء المنقوض منها ويتبع في ذلك ما ورد في قرار‬
‫النقض دون مس اس ب القرارات واألج راءات ال تي لم يتنأوله ا ق رار النقض وتص در حكم ا جدي دا في ال دعوى أو الج زء‬
‫المنقوض منها)‪.‬‬
‫)‪(113‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أن الدعوى الجزائية تتكون من مجموعة من األجراءات المختلفة في جميع مراحلها لذا فأن اثر‬
‫التص حيح في األج راء المعيب ‪ ،‬أم ّا يك ون ب الحكم ذات ه ‪ ،‬وي رتب اث اره مح دده أو ق د ي رد في‬
‫األجراءات السابقة له ‪ ،‬وبسبب ترابط إجراءات الدعوى واسنادها للوصول إلى غايتها في صدور حكم‬
‫عادل مبني على إجراءات سليمة ومنتظمة ‪ ،‬وألجل توضيح ذلك ‪ ،‬أرتأيت تقسيم المطلب على ثالثة‬
‫ف روع ‪ ،‬نخص ص األول من ه لدراس ة أث ر التص حيح على الحكم الج زائي ‪ ،‬أمّا الث اني فأكرس ه لدراس ة‬
‫أث ر التص حيح في األج راءات الس ابقة ل ه ‪ ،‬والث الث أث ار التص حيح على ال دعوى المدني ة المرتبط ة‬
‫بالحكم ‪ ،‬وكاألتي‪:‬‬
‫الفرع األول‬
‫اثار التصحيح على الحكم الجزائي‬
‫إن اثار العيوب التي تشوب الحكم الجزائي تثار في اللحظة ذاتها أيضًا مسألة اخرى ترتبط بها‬
‫ارتباطًا وثيقًا ‪ ،‬وهي مسألة عدم توليد الحكم المعيب آلثاره القانونية ‪ ،‬إذ أن عيب الحكم الجزائي ال بد‬
‫من إثارته ‪ ،‬إّما عدم توليده آلثاره ‪ ،‬فهو النتيجة التي يترتب عليها عند مخالفته النموذج الق انوني الذي‬

‫نظمته القاعدة القانونية المنظم ة ل ذلك لإلج راء المتخ ذ ‪ ،‬وإن العم ل المعيب س وف يظ ل العيب كامن ًا‬
‫(‪)1‬‬

‫في ه منتج ًا آلث اره القانوني ة إلى أن يتق رر نقض ه ‪ ،‬فتقري ر النقض اذن يع ني إعط اءه فرص ة األنطالق‬
‫لترتيب آثاره القانونية بصورة محددة واألعتداد به امام الكافة ليعلن عجز األجراء عن ترتيب اثاره‬
‫القانونية التي كأن يجب أن يرتبها لو نشأ صحيحًا ‪ ،‬فالقاعدة األصولية في هذا الشأن تقضي بأن العم ل‬
‫غير الصحيح ال ينتج اثرًا ؛ ألنه يخالف القانون والمشرع ال يرتب على هذه المخالفة حكمًا (‪.)2‬‬

‫مما الشك فيه أن لكل األعمال الإجرائية ‪ ،‬بصورة عامة والحكم الجزائي بصورة خاصة اثارًا‬
‫ت ترتب عليه ا عن د اتخاذه ا ‪ ،‬إذ ي ترتب على ص دور الحكم الج زائي في ال دعوى أنته اء ال دعوى‬
‫وخروجه ا من ي د المحكم ة ال تي ص اغت الحكم ‪ ،‬وبالت الي يص بح الحكم س ندًا تنفي ذيًا يح ق لط رفي‬

‫‪ )?(1‬أيه اب عب د المطلب‪ ،‬موس وعة الحكم القض ائي في الم واد المدني ة والجزائي ة ‪ ،‬ج‪ ، 2‬المرك ز الق ومي لإلص دارات‬
‫القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬توفيق الشأوي‪ ،‬فقه األجراءات الجنائية‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬مطبعة دار الكتاب العربي‪ ،‬مصر‪ ،1954 ،‬ص‪.442‬‬
‫)‪(114‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ال دعوى أن يط الب بتنفي ذه م تى ك ان ح ائزًا لحجي ة الش يء المقض ي ب ه‪ ،‬ف إذا ق ررت محكم ة التمي يز‬
‫نقضة ترتب على ذلك اهدار جميع آثاره وتجريده من كل قيمة قانونية له (‪.)1‬‬
‫ويترتب على اثار تصحيح الحكم الجزائي ‪ ،‬نجد ان في حالة نقض الحكم الجزائي في احدى البيانات‬
‫االنموذجية لصياغة الحكم ‪ ،‬كا يكون النقض بسبب الخطأ في بيان الديباجة ‪ ،‬يترتب عليه نقض الحكم‬
‫كله النه يعتبر جزءًا اليتجزاء من بيانات الحكم الصيحيح ‪ ،‬والبد ان يكون صحيح في جمي ع اجراءات ه‬
‫‪ ،‬لكي ينتج حكمًا صحيحًا صادر وفق االجراءات الالزمة الصياغة أنموذجية ‪ ،‬الن نتيجة نقض احدى‬
‫البيانات يترتب علية نقض الحكم الجزائي(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اثار التصحيح على الإجراءات السابقة للحكم‬
‫في الواقع أن الحكم الجزائي اذا كان مشوبًا بخطأ أوعيب فإنه يؤثر في صحه األجراءات السابقة‬
‫ال تي س بقت ص ياغة الحكم الج زائي ‪ ،‬وال تي ب نى عليه ا الحكم ‪ ،‬مم ا ي رتب على ذل ك اث ار في حال ة‬
‫تصحيحح تلك األجراءات ‪ ،‬وعليه أن نقض الحكم نتيجة عيب أو خطأ في األجراءات السابقة يترتب‬
‫علي ه نقض الحكم الج زائي كل ة(‪ ، )3‬لكن ه ذا لايمن ع مم ا ق د ي ترتب على نقض الحكم الم ترتب تص حيح‬
‫اح دى فق رات الحكم المعيب ه ‪ ،‬وب اقي الحكم ص حيح في األج راءات الس ابقة المتبع ة ‪ ،‬وب ذلك يك ون‬
‫التصحيح فقط في الفقرات المنقوضه ‪ ،‬واثار التصحيح ترد فقط على تلك الفقرات ‪ ،‬أمّا ماعداها فإنها‬
‫تعد صحيحه وال ثؤثر في الحكم(‪.)4‬‬
‫لكن نالح ظ ان ه ق د تمت د اث ار التص حيح نتيج ة نقض الحكم الج زائي الى األج راءات الس ابقة‬
‫لص دور الحكم ‪ ،‬إذا ك أن هنال ك ارتب اط بين الحكم و الاث ار ال تي ت رتب عليه ا نقض الحكم ‪ ،‬أي اس تند‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬نبيل اسماعيل عمر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬الي اس أب و عي د‪ ،‬اص ول المحاكم ات الجزائي ة بين النص واألجته اد والفق ه‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬منش ورات الحل بي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2003 ،‬ص‪.504‬‬
‫‪ )?(3‬د‪.‬عبد الحميد الشروبي ‪ ،‬الدفوع الجنائية ‪ ،‬ص‪.900‬‬
‫‪ )?(4‬المادة(‪ )262‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي ‪.‬‬
‫)‪(115‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الحكم عند صدوره على تلك األجراءات المنقوضة ‪ ،‬مم ا ي ترتب علي ه نقض الحكم وتص حيحه(‪ ،)5‬مف اد‬
‫ذلك أن محكمة التمييز تصدر حكمه ا بنقض الحكم الص ادر من قب ل محكم ة الموض وع ‪ ،‬لكون هنالك‬
‫خطأ في األجراءات السابقة في الحكم ‪ ،‬مما يترتب نقض الحكم كل ه ‪ ،‬ألن األجراءات التي بنى عليه‬
‫الحكم ال دعوى الجزائي ة مرتبط ه ارتباط ًا وثيق ًا في ص دوره ‪ ،‬ب االجراءات الس ابقة ‪ ،‬وه ذه االج راءات‬
‫كان غير صحيحية ممايترتب نقضه ‪ ،‬وتطبيقًا لذلك قرار جاء لمحكمة التمييز بهذا الصدد إعادة أوراق‬
‫الدعوى الى محكمة الموضوع ‪ ،‬لوجود خطأ في تطبيق القأنون واألجراءات األصولية ‪ ،‬واغفال من‬
‫قبل محكمة الموضوع في األجراءات السابقة في اثناء سير التحقيق والمحاكمة ‪ ،‬ما ي ترتب على ذلك‬
‫نقض الحكم من محكمة التمييز (‪.)2‬‬
‫في حين قد يتم تصحيح الحكم الجزائي الذي يشوبه الخطأ في الإجراءات السابقة الصداره ‪ ،‬دون‬
‫ان يترتب على ذلك نقض الحكم الصادر من محكمة الموضوع ‪ ،‬كون ماشابه من خطأ في اإلجراءات‬
‫اعتم د عن د ص ياغة الحكم الج زائي ‪ ،‬مم ا يالح ظ أن ورود التص حيح‬
‫الس ابقة ‪ ،‬لم تكن األس اس ال ذي ُ‬
‫على اجراء معين لم يكن له تأثير ‪ ،‬وبني عليه الحكم الجزائي ‪ ،‬فمثًال قد يشوب خطأ في األجراءات‬
‫من حيث اعتراف المتهم بالإكراه ‪ ،‬ولكن الحكم عند صدوره قد بني على أدلّة غير اعتراف للمتهم عند‬
‫صدور الحكم من محكمة الموضوع فبهذه الحالة يكون الخطأ في األجراءات السابقة غير مؤثر على‬
‫صياغة الحكم (‪.)3‬‬
‫وعلي ه ف إن الجه ة ال تي تق رر تص حيح الخط أ كلًا أو ج زءًا في الحكم الج زائي في الإج راءات‬
‫الس ابقة للص ياغة ‪ ،‬هي محكم ة التمي يز من خالل قرارته ا بنقض الق رار لوج ود خط أ في الإج راءات‬
‫وإ عادة اجراءات المحاكمة والتحقيق ‪ ،‬أو تصحيح فقرة حكمية معينة م ا يُرتب اثارًا معينه في حدود‬
‫تلك الفقرة المنقوضة(‪.)4‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬جمال ابراهيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.246-245‬‬


‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪ /11987‬الهيأة الجزائية األولى ‪ 2010/‬في ‪ ، 3/11/2010‬وقرارها المرقم‬
‫‪/ 11632‬الهيئة الجزائية ‪ 2014/‬في ‪ ( 5/11/2014‬غير منشورأن)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬عبد الحميد الشواربي ‪ ،‬الدفوع الجنائية ‪ ،‬ص‪.899‬‬
‫‪ )?(4‬المادة (‪ )262‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫)‪(116‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتطبيق ًا لذلك جاء في قرار محكمة التمييز أن الحكم الص ادر من محكم ة الموضوع وفق احكام‬
‫الم ادة الرابع ة عش ر ‪/‬ثأني ًا من ق انون المخ درات عن جريم ة حي ازة الحب وب المخ درة بقص د التع اطي‬
‫واألستعمال الشخصي قرار صحيح لذا تم تص ديقه استنادآ للماده ‪/259‬أ‪ )1/‬أصول بينما نقض الفقرة‬
‫الحكمية الخاصة بمصادرة السيارة كون مصادرة األموال المنقولة وغير المنقولة ترد على المتاجرة‬
‫وليس التعاطي‪ ،‬اوصدور حكم من المحكمة التي صاغت الحكم بمصادره السياره التي تمت بها عملية‬
‫وبه ذا الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ال تي‬ ‫(‪)1‬‬
‫السرقه ‪ ،‬ما يؤدي الى نقض ه ذه الفق ره الحكمي ة‬
‫تم نقض فقره حكمية فيه فقط ‪ ،‬لكون ه غير مرتبطة بنص المادة القانونية ‪ ،‬واغفال محكمة الموضوع‬
‫التي صدرت الحكم الجزائي للتفسير الصحيح لنص المادة (‪ ، )14/2‬فإن محكمة التمييز صادقت على‬
‫الحكم الصادر من محكمة الموضوع مع نقض هذه الفقره الحكمية فقط كونها التنطبق مع نص المادة‬
‫المعاقبه عليها ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫اثار تصحيح على الدعوى المدنية المرتبطة بالحكم الجزائي‬
‫أن قاعدة حجية الحكم الجزائي امام المحاكم المدنية من اهم اجراءات األرتباط بين الدعوى المدنية‬
‫وال دعوى الجزائي ة ‪ ،‬واهم م ا ي برز ت أثير تص حيح الحكم الج زائي على ال دعوى المدني ة يتمث ل بم دى‬
‫األرتباط بين الدعويين المدنية والجزائية‪ ،‬إذ إن كًال منها ينش أ عن جريم ة واح دة‪ ،‬اض ف إلى ذل ك (‪،)2‬‬
‫إذ نجد أن قانون اصول المحاكمات الجزائية اجاز لمن لحقه ضررُ ماديَ أو معنويَ من أية جريمة أن‬
‫يقيم دع واه ب الحق الم دني ض د المتهم والمس ؤول م دنيًا عن فعل ه(‪ ،)3‬تارك ًا في ذل ك ل ه الخي ار في أن‬
‫يقيمها امام المحكمة المدنية مباشرة وبصورة مستقلة عن الدعوى الجزائية على أن يوقف الفصل فيها‬
‫لحين البت في الدعوى الجزائية المرفوعة امام المحكمة الجزائية استنادًا إلى القاعدة التي تقضي بأن‬

‫‪ )?(1‬ق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة الم رقم ‪/ 11887‬الهيئ ة الجزائي ة ‪ 2014 /‬في ‪ ، 6/11/2014‬وقراه ا الم رقم‬
‫‪ / 5569/6198‬الهيأة الجزائية االولى ‪ 2010/‬في ‪( 3/2010 /24‬غير منشوران)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬احم د يوس ف الزواه رة ‪ ،‬حجي ة الحكم الج زائي ام ام القض اء الم دني (دراس ة مقارن ه) ‪ ،‬رس الة ماجس تير‪ ،‬جامع ة‬
‫جرش ‪ ،‬األردن‪،2012 ،‬ص‪ 193‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ )?(3‬المادة (‪ )10‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫)‪(117‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجن ائي يوق ف الم دني وذل ك به دف اس تفادة المحكم ة المدني ة من األج راءات ال تي تتخ ذ ام ام المحكم ة‬
‫الجزائي ة ‪ ،‬فض ًال عن من ع الت أثير ال ذي يمكن أن يحدث ه الحكم الم دني على الحكم الجن ائي عن د تقري ره‬
‫للوقائع المطروحة امامه لو تم الفصل في الدعوى المدنية أوًال قب ل ال دعوى الجزائي ة (‪ ،)1‬وق د نص ت‬
‫على ه ذه القاع دة الم ادة (‪ )26‬من ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي بقوله ا ((على المحكم ة‬
‫المدنية وقف الفصل في الدعوى حتى يكتسب القرار الصادر في الدعوى الجزائية المقامة بشأن الفعل‬
‫الذي اسست عليه الدعوى درجة البتات وللمحكمة المدنية ان تقرر ما تراه من االجراءات االحتياطية‬
‫والمس تعجلة))(‪ ، )2‬وب ذلك يُع د الحكم الج زائي الب ات الص ادر باألدأن ة أو ال براءة حج ة أم ام المحكم ة‬
‫المدني ة فيم ا يتعل ق بتع يين الواقع ة المكون ة للجريم ة ‪ ،‬ونس بتها إلى فاعله ا ووص فها الق انوني ‪ ،‬وه ذا‬
‫ماجاءت به نص المادة ( ‪/227‬أ) من قانون اصول المحاكمات الجزائي العراقي التي نصت على (أ‪/‬‬
‫يك ون الحكم الج زائي الب ات باالدان ة او ال براءة حج ة في م ا يتعل ق بتع يين الواقع ة المكون ة للجريم ة‬
‫ونسبتها الى فاعلها ووصفها القانوني) ‪.‬‬
‫يت بين لن ا أن ه إذا ك انت ال دعوى المدني ة مرفوع ة ام ام المحكم ة المدني ة وأوق ف الفص ل فيه ا لحين‬
‫الفص ل في ال دعوى الجزائي ة وبع د الفص ل في ه ذه األخ يرة وص دور الحكم الج زائي تم نقض ة لكون ه‬
‫صدر معيبًا‪ ،‬فمن الطبيعي أن ذلك النقض ال اثر له على الدعوى المدنية وذلك ألن الفصل فيها توقف‬
‫على اكتس اب الحكم الج زائي لدرج ة البت ات على النح و ال ذي أوض حته الم ادة (‪ )26‬من ق انون اص ول‬
‫المحاكمات الجزائية سالفة الذكر اما إذا لم ينقض واكتسب الدرجة القطعية بمضي المدة فإن ذلك سوف‬
‫يؤدي إلى تطهيره من جميع العيوب التي تشوبه ومن ثم يصبح حجة امام المحكمة المدنية‪.‬‬

‫‪ )?(1‬مكي ابراهيم لطفي‪ ،‬ضوابط األرتباط بين الدعويين الجنائية والمدنية الناشئة عن واقعة واحدة‪ ،‬ج‪( 1‬قاعدة الجن ائي‬
‫يوقف المدني)‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬بغداد‪ ،1986 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ )?(2‬المادة (‪ )26‬من قانون اصول المحاكمات الجزائي ة الع راقي ‪ ،‬تقابله ا الم ادة (‪ )265‬من ق انون األج راءات الجنائي ة‬
‫المص ري ال تي نص ت (إذا رفعت ال دعوى المدني ة أم ام المح اكم المدني ة ‪ ،‬يجب وق ف الفص ل فيه ا ح تى يحكم نهائي ا فى‬
‫الدعوى الجنائية المقامة قبل رفعها أو فى أثناء السير فيها على أنه إذا أوقف الفصل فى الدعوى الجنائية لجنون المتهم‬
‫يفصل فى الدعوى المدنية ) ‪.‬‬
‫)‪(118‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وقد ترفع الدعوى المدنية امام المحاكم الجزائية تباعآ فإن أي تصحيح يرد على الحكم الجزائي‬
‫يؤثر على الدعوى المدنية ‪ ،‬حيث ليس منطقيًا أنه يقضى بتصحيح الحكم الجزائي وبقاء الحكم المدني‬
‫س يما وأن ه ص در من المحكم ة الجزائي ة وبص ورة تبعي ة للحكم الج زائي ‪ ،‬اذ يُع د في ه ذه الحال ة وكأن ه‬
‫ج زء من ه‪ ،‬ممثًال أن تقري ر ب راءة المتهم واألف راج عن ه يع ني أن المتهم لم يص در عن ه فع ل يس توجب‬
‫التع ويض ف البراءة أم ر يتن افى م ع التع ويض بي د أن ذل ك ال يمن ع الم دعي ب الحق الم دني من مراجع ة‬
‫المحاكم المدنية لغرض الحكم له بالتعويض وذلك ألن األفراج عن المتهم ال يعني أن المتهم بريء من‬
‫الجريمة بصورة مطلقة بل أن األدلة المتوفرة ضده ال تكفي لإلدأنة‪ ،‬مع ذلك قد يستطيع المدعي ب الحق‬
‫المدني أن يثبت صدور الفعل المتوجب للتعويض امام المحكمة المدنية وأن لم يعاقب عليه لعدم كفأية‬
‫األدلة امام المحكمة الجزائية ‪ ،‬وهذا ماجاءت به نص المادة ( ‪/182‬ج) من قانون اصول المحاكمات‬
‫الجزائي العراقي التي نصت على ( ج‪ /‬اذا تبين للمحكمة ان االدلة ال تكفي الدانة المتهم فتصدر قرارا‬
‫بالغاء التهمة واالفراج عنه) ‪.‬‬
‫وعلي ه ف إن تص حيح الحكم الج زائي ي ؤثر بص ورة مباش ره على ال دعوى المدني ة ‪ ،‬س واء ك انت‬
‫الدعوى المدنية مستقلة عن الدعوى الجزائية ام ال ‪ ،‬أو ك انت الدعوى المدنية مرفوعه تباع ًا للدعوى‬
‫الجزائية ‪ ،‬فإن أي عيب في األجراءات األصولية للحكم الجزائي ما ي رتب نقضه يضر بذلك بالدعوى‬
‫المدني ة ألنه ا مرتبط ه ب ه ارتباط ًا وثيق ًا ومس تندة عليه ا في حكم ال دعوى على الحكم الج زائي ‪ ،‬ل ذلك‬
‫نالحظ أن تصحيح الحكم الجزائي الصادر من محكمة الموضوع ‪ ،‬يرتبط بال دعوى المدنية ‪ ،‬فإن هذا‬
‫التصيحح يؤثر في الدعوى المدنية ‪ ،‬حيث إن اثر تصحيح الشيء تصحيحًا مافي ضمنه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫اثار التصحيح ب تفيذ الحكم وقوه الشيء المقضي به ومسؤولية المحكمة عن صياغة الخطأ‬
‫إن بيان االثار المترتبه على تصحيح الحكم الجزائي يُع د من األم ور التي تثير صعوبه بالنسبه‬
‫للحكم ذات ه ‪ ،‬وي رتب على ذل ك اج راءات الب د من اتباعه ا عن د تص حيح الحكم الص ادر من محكم ة‬
‫الموض وع ‪ ،‬فينب ني على ذل ك اث ار على الش يء المقض ي ب ه ‪ ،‬والب د من أن نبّين اخ يرًا مس ؤولية‬
‫المحكمة الموضوع عن الخطأ في صياغة الحكم‪.‬‬
‫)‪(119‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إس تنادًا لم ا تق دم فإنن ا س وف نتن اول ه ذا المطلب ثالث ف روع ‪ :‬األول نخصص ه الث ار تص حيح‬
‫الحكم الج زائي في التنفي ذ ‪ ،‬والث اني س نتناول في ه اث ار التص حيح بق وة الش يء المقض ي ب ه ‪ ،‬والث الث‬
‫سيتحدد البحث فيه عن مسؤولية محكمة الموضوع عن الصياغة الخاطئة‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫اثار التصحيح بتنفيذ الحكم الجزائي‬
‫يتمثل تصحيح الحكم الجزائي نتيجة عيب في صحته ‪ ،‬ولمّا يرتب هذا العيب بنقض الحكم مما‬
‫ي ؤدي الى نقض األعم ال األجرائي ة الالحق ة ل ه (‪ ،)1‬ألن ص حة الإج راءات الالحق ة للحكم تس توجب أن‬
‫يك ون الحكم الص ادر ص حيحًا وغ ير مخ الف للق انون ؛ ألن مخالف ة الق انون وع دم التط بيق الص حيح‬
‫لالج راءات األص ولية عن د ص ياغة الحكم ي ؤدي لنقض ه ‪ ،‬ل ذا الب د من أن تك ون ص ياغة الحكم‬
‫واألجراءات السابقة التي بنى عليها صحيحه ألن تلك األجراءات هي التي يعتمد عليه ا في تنفيذ الحكم‬
‫بع دة ص دوره (‪ ،)2‬ل ذا تع د مرحل ة تنفي ذ الحكم المرحل ة التالي ة لص دور الحكم ‪ ،‬وال تي تمت از بكونه ا‬
‫مرحل ة متع ددة الج وأنب ومعق دة ال تراكيب‪ ،‬القاع دة األساس ية ال تي تحكمه ا هي وج وب ت وفر الس ند‬
‫التنفي ذي ؛ أي الحكم النه ائي القاب ل للتنفي ذ الص ادر باألدأن ة س واء ك أن ص ادرًا بعقوب ه ‪ ،‬أو ت دبير‬
‫احترازي فإذا ص در الحكم الج زائي واص بح نهائي ًا فإن ه يُع د س ندًا تنفي ذيًا(‪ ،)3‬وب ذلك يجب على األدع اء‬
‫العام وهي الجهة المنوط بها متابعة تنفيذ األحكام الجزائية أن تتابع تنفيذه(‪ ،)4‬ويُعد توافر الس ند التنفي ذي‬
‫من الض مأنات المق ررة لمص لحة المحك وم علي ه ذل ك ألن تنفي ذ العقوب ه يجب أن يتم بص فة ق انوني ة ‪،‬‬
‫وبخالفه يُعد أنتهاكًا للحرية الشخصية وخرقًا لمبدأ الشرعية األجرائية(‪.)5‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬احمد فتحي السرور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.384-383‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬محمد علي الكيك ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪ )?(3‬محمد حماد م رهج الهي تي‪ ،‬ض مأنات المحك وم علي ه اثن اء تنفي ذ العقوب ه‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬رس الة ماجس تير‪ ،‬جامع ة‬
‫بغداد‪ ،‬كلية القانون‪ ،1988 ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ )?(4‬المادة (‪ )281‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫‪ )?(5‬محمد حماد الهيتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫)‪(120‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وق د اك د المش رع الع راقي على القاع دة المش ار اليه ا اعاله ‪ ،‬في الم ادة ( ‪ )280‬من ق انون اص ول‬
‫المحاكمات الجزائية ‪ ،‬التي تنص ت على أنه ((ال يجوز تنفيذ العقوبات والتدابير المقررة بالقأنون ألية‬
‫جريمة إّال بمقتضى حكم واجب التنفيذ صادر من محكمة مختصة))‪.‬‬
‫ويشترط لكي يصبح الحكم الجزائي سندًا صحيحًا للتنفيذ أن يكون صحيحًا فاص ًال في موضوع‬
‫الدعوى ‪ ،‬أي أنه مستوفيًا للواقعة واركأنها وظروفها مستجمعًا لكاف ة مقومات ه الشكلية والموضوعية‪،‬‬
‫صادرًا من محكمة مختصة‪ ،‬فإذا صدر عن محكمة غير مختصة فقد احد شروط صحته ‪ ،‬وبالتالي ال‬
‫يمكن تنفيذه ‪ ،‬كما يجب أن يكون قد صدر بصورة نهائية ‪ ،‬اما بأن يكون قد استنفد كافة طرق الطعن‬
‫أو أنتهت المدة القانونية المحددة لها‪ ،‬والذي قد يوصل المتهم إلى براءته مما نسب اليه أو إلى تعديل‬
‫ذل ك الحكم لمص لحة ‪ ،‬ف إن المنط ق يقض ي بع دم تنفي ذ الحكم الج زائي إلا بع د اس تنفاد ط رق الطعن أو‬
‫أنته اء الم دة المح ددة له ا واأل ف إن المحك وم علي ه س وف يتض رر من ج راء تنفي ذ الحكم بحق ه س يما إذا‬
‫توصلت محكمة التمييز بنتيجة الطعن إلى نقض الحكم الجزائي ما يرتب اثارًا عند تصحيحه (‪.)1‬‬
‫تطبيق ًا لما تقدم ذهب المشرع المصري إلى عدم جواز تنفيذ األحكام الجزائية التي لم تستنفد‬
‫ط رق الطعن ومن ذلك ما نصت علي ه المادة (‪ )460‬من ق انون األجراءات الجنائي ة المص رية (التنفذ‬
‫األحكام الصادر من المحاكم الجنائية األ متى صارت نهائية ‪ ،‬مالم يكن فى القأنون نص على خالف‬
‫ذلك) (‪.)2‬‬
‫لكن نالح ظ المش رع الع راقي في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة في الم ادة (‪ )282‬ج اء‬
‫مخالف ًا لم ا ورد في التش ريع المص ري من حيث ص دور الحكم الج زائي اذ نص المش رع الع راقي على‬
‫تنفي ذ األحك ام ف ور ص دورها ‪ ،‬ه ذا ماج اء ب ه نص الم ادة اعاله (تنف ذ األحك ام الجزائي ة ف ور ص دورها‬
‫وجاه ا أو اعتباره ا بمنزل ة الحكم الوج اهي ويس تثنى من ذل ك احك ام األع دام فال تنف ذ األ وف ق القواع د‬
‫المنصوص عليها في الباب الخاص بها من هذا الق انون وكذلك احكام الحبس الصادرة في المخالفات‬

‫‪ )?(1‬حسن بشيت خوين‪ ،‬ضمأنات المتهم في الدعوى العمومية اثن اء مرحل ة المحكم ة‪ ،‬رس الة ماجس تير‪ ،‬جامع ة بغ داد‪،‬‬
‫كلية القانون‪ ،1979 ،‬ص‪.248‬‬
‫‪ )?(2‬الم ادة (‪ )460‬من ق انون األج راءات الجنائي ة المص رية ‪ ،‬الم ادة ( ‪ )345‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة‬
‫السورية ‪.‬‬
‫)‪(121‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فال تنفذ األ بعد اكتسابها درج ة البتات على أن يقدم المحكوم عليه فيها كفيال ضامنا بالحضور لتنفيذ‬
‫عقوبه الحبس متى طلب منه ذلك واأل نفذت عليه العقوبه فورا)‪.‬‬
‫ونحن ن رى أن موق ف المش رع الع راقي ه ذا مح ل نظ ر اذ أن ه يجع ل س لوك المتهم لط رق الطعن‬
‫أمرًا عديم الفائدة ما دام أن المشرع لم يرتب على ذلك الطعن وقف التنفيذ ‪ ،‬بل إنه اجاز تنفيذها فور‬
‫صدورها باستثناء حالتين اشارت اليهما المادة (‪ )282‬في اعاله ‪ ،‬ولو أن المشرع العراقي اجاز وقف‬
‫تنفيذ الحكم الجزائي لحين الفصل في الطعن المقدم ضده أو أنتهاء مدته أي حتى يصبح الحكم نهائي ًا ‪،‬‬
‫كون الحكم الجزائي قد تعرض للنقض ممايرتب ذلك اثار في مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫ومن التطبيق ات القض ائية من حيث اث ار التص حيح على تنفي ذ الحكم الج زائي الص ادر من محكم ة‬
‫الموض وع ماج اء بق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة على األل تزام بقواع د األختص اص من اج ل تنفي ذ‬
‫األحك ام الص ادرة أي يجب أن تك ون ص حيحه ‪ ،‬ألن بص حتها تنف ذ األج راءات الالحق ة المترتب ه على‬
‫الحكم الج زائي ‪ ،‬ف إن تص حيح تل ك األج راءات ي ؤدي الى عيب في الحكم الص ادر من قب ل محكم ة‬
‫الموضوع مما يرتب نقضة من قبل محكمة التمييز ‪ ،‬ألنه أليمكن تنفيذ الحكم الجزائي لوجود خلل في‬
‫األج راءات الالحق ة لتنفي ذة وهي ع دم ص دوره وف ق األج راءات األص ولية لع دم ص دوره من محكم ة‬
‫مختصة (‪.)1‬‬
‫وقد يرد حكم ص ادر من محكم ة الموض وع لكن لايمكن تنفيذ األج راءات اللاحق ة ‪ ،‬ألنه ا غير‬
‫صحيحة مما يترتب عليه اثارآ معينه مثل عدم اتباع األجراءات األصولية في اثناء اصدار الحكم من‬
‫محكمة الموضوع ‪ ،‬والمتمثل بمراجعة صحيفة سوابقة ‪ ،‬وألنه محكوم سابقًا أم ال وصدر حكم بأيقاف‬
‫تنفي ذ العقوب ه بح ق المتهم ‪ ،‬مم ا جع ل محكم ة التمي يز تنقض الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع‬
‫لغ رض رب ط ص حيفة س وابقة واص دار الحكم المناس ب ‪ ،‬من اج ل تنفي ذ األج راءات اللاحق ة للحكم‬
‫الجزائي (‪.)2‬‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪ /14366‬الهيئة الجزائية الثأنية ‪ 2012 /‬في ‪( 18/9/2012‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪/440‬ت‪/‬جزائية‪ 2014 /‬في ‪19‬م‪ ( 6/2014‬غير منشور )‪.‬‬
‫)‪(122‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفرع الثاني‬
‫اثار التصحيح على مبدأ قوة الشيء المقضي به‬
‫أن الحكم الجزائي عند صدوره من محكمة الموضوع يتمتع بقوة الشيء المقضي به ‪ ،‬فإنة يُع د‬
‫صحيحًا ؛ أي يوافق النموذج القانوني للحكم ‪ ،‬لذا فأن الحكم المشوب بعيب لايتمتع بهذه القوه ألنه يفقد‬
‫احدى شروط صحته ‪ ،‬أوصدوره نتيجة اجراءات غير صحيحة أو مخالفة للقأنون (‪ ،)1‬وفي حالة الحكم‬
‫المعيب يحق الطراف الدعوى الجزائية الطعن به امام محكمة التمييز بغية تصحيحه بأعادة اجراءات‬
‫المحاكمة من جديد من قبل المحكمة التي اصدرت الحكم ‪ ،‬وبذلك يكون لمحكمة الموضوع الصالحية‬
‫بإعادة األجراءات واصدار حكم بموضوع الدعوى ‪ ،‬لكن بعد اجراء عملية التصحيح بشأنه ‪،‬وبعدها‬
‫سوف يتمتع بهذه القوه الشيء المقضي به ويترتب عليه م ايترتب بالنسبه لالحكام الصحيحة ‪ ،‬وذلك‬
‫يحق لمن تثار الدعوى مجدد ضدة أن يدفع بقوه الشيء المقض ي ب ه لص الحة ويح ق ل ه التمس ك ب ه (‪،)2‬‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ألن ُيعد هذا الدفع الذي يقوم به من اثار ال دعوى علي ه من جدي د من النظ ام الع ام ويح ق ل ه ال دفع‬
‫وله التمسك بهذا الدفع في جميع أدوار الدعوى الجزائية (‪.)4‬‬
‫نالحظ أن الحكم الجزائي إذا كان صحيحًا وعدم وجود شائبه تعيبه يتمتع بحجية الشيء المقتضى‬
‫به ‪ ،‬لكن متى ماكان الحكم لايحقق الوظيفة التي صدرت من اجلها وهي حسم نزاع الدعوى الجزائية ‪،‬‬
‫وتطبيق القانون تطبيقًا صحيحًا واعطاء كل صاحب حق حقه ‪ ،‬ولايحقق هذه الوظيفه لايتمتع بالحجية‬
‫كون قد شابه خطأ في صياغة‪.‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬جمال ابراهيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.261-260‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬مبادئ األجراءات الجنائية في القانون المصري ‪ ،‬دار الجيل للطباعة ‪ ، 1982 ،‬ص‪.163‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬ادوار غ الي ال ذهبي ‪ ،‬األج راءات الجنائي ة في التش ريع المص ري ن دار النهظ ة العربي ة ‪ ، 1980،‬ص‪،164‬‬
‫اقبال عبد العباس الخالدي‪ ،‬النظام العام بوصفه قيدًا على الحريات العامة‪ ،‬رسالة ماجستير جامعة بابل‪ ،‬كلية القانون‪،‬‬
‫‪،2009‬ص ‪ ،25‬عب د اهلل بن بي ه‪ ،‬مفه وم النظ ام الع ام‪ ،‬مقال ة نش رت على ش بكة األن ترنت على الموق ع الت الي‪:‬‬
‫‪ ،www.smotaibi.com، 2011‬ص‪.1‬‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬احمد فتحي السرور ‪ ،‬اصول قانون األجراءات ‪ ،‬دار النهظة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1970 ،‬ص‪.1001‬‬
‫)‪(123‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ومن التطبيقات القضائية بهذا الصدد ماستقرت عليه احكام القضاء العراقي بتقرير الخطأ الذي‬

‫يص يب الحكم الجزائي ويجعل ه لايتمتع بحجي ة الش يء المقتضى به عند ص دور الحكم الج زائي مخالف ًا‬
‫لقواع د األختص اص ‪ ،‬ك ان يص در حكم من محكم ة الموض وع لاي دخل ض من اختصاص ها القض ائي ‪،‬‬
‫وب ذلك تكون مخالفة قواعد األختص اص الوظيفي ‪ ،‬مما ي ترتب علي ه اثار في التنفيذ ‪ ،‬ويجعل الحكم‬
‫الصادر أليتمتع بحجية الشيء المقضي به ‪ ،‬ويتم نقضه وإ عادة الأوراق الى المحكمة الجراء المحاكمة‬
‫من جديد ‪ ،‬وضمن اختصاص المحكمة المختصه به(‪.)1‬‬
‫أيضًا نجد حالة عدم تمتع الحكم بحجية الشيء المقتضى به كأن صدوره من محكمة مخالفة فيها‬
‫لتش كيلها الق انوني الص حيح ‪ ،‬مم ا ي رتب اث ار على الحكم الص ادر المعيب ويعرض للنقض‪ ،‬أوص دوره‬
‫من اشخاص لايحق لهم اصدار حكم قضاء باسم الشعب ‪ ،‬إّما لكونهم غير قضاه بحيث لايمكنهم اصدار‬
‫األحك ام ‪ ،‬أو قض اة لكن زالت عنهم ص فه القض اء بس بب ق انوني مم ا يحع ل حكمهم غ ير ص حيح ‪،‬‬
‫ومخالف للقانون ولايتمتع بحجية الشيء المقضي به (‪ ،)2‬وكذلك لايتمت ع الحكم بق وة الش يء المقض ي ب ه‬
‫‪ ،‬ويرتب اثاره عند تصحيحه كما في حاله صدور الحكم على شخص متوفي فإن الحكم الصادر يُع د‬
‫منع دمًا وليس ل ه وج ود ق انوني ‪ ،‬كم ا يك ون الحكم منع دمًا في حال ة ع دم كتاب ه الحكم وب ذلك لايتمت ع‬
‫‪ ،‬وق د يص در‬ ‫(‪)3‬‬
‫بحجية الشي المقضي به كونه لاياخذ الشكل القانوني الصحيح ‪ ،‬مما ي ؤدي الى نقض ه‬
‫الحكم الجزائي مكتوبًا لكن لايتم التوقيع عليه مما ينقضة كون التوقيع من الإجراءات األصولية اللأزمه‬
‫للحكم ‪ ،‬ألن عدم التوقيع يجعل الحكم معدومًا ألنه لايمكن معرفه المحكمة التي اصدرت الحكم ‪ ،‬وهل‬
‫ص در وفق ًا للقواع د األجرائي ة الص حيحة ‪ ،‬مم ا يجع ل الحكم في ه ذه الحال ة أليتمت ع بحجي ة الش يء‬
‫المقضي به(‪.)4‬‬

‫أن اكتس اب الحكم الج زائي حجي ة ق وة الش يء المقض ي ب ه يس توجب أن يك ون منطوق ه موافق ًا‬
‫السباب الحكم الجزائي ‪ ،‬فبتسبيبه يقوم الحكم بتطبيقه تطبيقًا صحيحًا ‪ ،‬وبذلك يكون بإداء الوظيف ة ال تي‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزيةالمرقم ‪ /70‬ت‪ /‬جزائية‪ 2014 /‬في ‪ ( 11/2/2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬جمال ابراهيم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.270.271‬‬
‫‪ )?(3‬فتحي ولي ‪ ،‬الوسيط في قانون القضاء المدني ‪ ،‬دار النهظة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1980،‬ص ‪.630‬‬
‫‪ )?(4‬المادة (‪ )224‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫)‪(124‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ج اء به ا الحكم ‪ ،‬ه ذا أليمن ع من ص دور الحكم ب دون تس بيبه أو بتس بيب غ ير ك افِ م ا يجع ل الحكم‬
‫مع رض لنقض وي ترتب على ذل ك تص حيح الحكم الج زائي على وف ق الإج راءات الاص وليه ‪ ،‬وُبع د‬
‫تصحيحه يتمتع بحجية الشيء المقضي به ‪ ،‬وجاء بهذا الصدد قرار محكمة التمييز( ‪ ...‬وجد أنه الحكم‬
‫غ ير ص حيح ومخ الف للق أنون حيث أن من ش روط الحكم أن يك ون مس ببًا ‪ ...‬حيث أن التس بيب حج ة‬
‫القاضي للناس ‪ ...‬لذا قرر نقض الحكم ‪.)1()...‬‬
‫ولكي يكتس ب الحكم الج زائي حجي ة الش يء المقض ي ب ه ‪ ،‬يجب أن تك ون هنال ك اج راءات‬
‫صحيحة بحق المتهم من حيث تبليغ بالحضور لكي يتسنى له الدفاع عن نفسه ‪ ،‬ففي حالة صدور حكم‬
‫غي ابي‪ ،‬وتم القبض على المتهم يجب إع ادة محاكمت ه من جدي د وف ق احك ام الم واد (‪ 244‬و‪ )245‬من‬
‫قانون اصول المحاكمات الجزائية ‪ ،‬ويلغي الحكم الغيابي السابق أو تعدله ‪ ،‬ومن ثم تصدر قرار وفق‬
‫الق انون ‪ ،‬لكي يكتس ب الحكم الحجي ة المقض ي به ا ‪ ،‬وفي حال ه تجاهل هذه األج راءات لايكتس ب الحكم‬
‫الج زائي ه ذا الش يء ‪ ،‬مم ا الحكم يجع ل مع رض للنقض من قب ل محكم ة التمي يز من اج ل تص حيح‬
‫األج راء المتب ع من قب ل المحكم ه ال تي ص اغت الحكم لكي يكتس ب الحكم بع د التص حيح ق وة الش ي‬
‫المقتضى به (‪.)2‬‬
‫يتبن لن ا مم ا تق دم أن الحكم الج زائي يح وز حجي ة الش يء المقض ي ب ه إذا ك ان ص ادرًا وف ق‬
‫األجراءات الصحيحة والتي لايترتب عليه ا أي اثار ‪ ،‬ما يعرض الحكم لنقض ‪ ،‬وعدم تطبيق الوظيفة‬
‫التي ارادت محكمة الموضوع صياغة الحكم وهو أنهاء الدعوى الجزائية ‪ ،‬وحسم النزاع ‪ ،‬فاذا صدر‬

‫الحكم غير مخالف للق انون وصحيح ترتب عليه الحجية المقصودة من الصياغة ‪ ،‬أمًا اذا كأن مخالف ًا‬
‫للق انون فيجب تص حيحه لكي يكتس ب ه ذه الحجي ة ألن ُتع د ه ذه الحجي ة من النظ ام الع ام ال ذي يح ق‬
‫الط راف ال دعوى في حال ة اكتس اب الحكم ه ذه الحجي ة التمس ك به ا في جمي ع مراح ل ال دعوى في‬
‫التحقيق والمحاكمة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪ /6537‬استئناف عقار‪ 2012/‬في ‪ ( 10/12/2012‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم ‪/859‬الهيئة الجزائية ‪ 2012 /‬في ‪( 22/4/2012‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(125‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مسؤولية محكمة الموضوع عن الصياغة الخاطئة‬

‫على من قامة بصياغة الحكم الجزائي توخي الدقة والحرص عند اداء ألعماله وذلك حرص ًا‬
‫على أن ال ي ترتب التص حيح نقض الحكم ‪ ،‬ومن ثم تقري ر مس ؤوليته من ق ام بأص دار الحكم وف ق‬
‫اجراءات غير صحيحه ‪ ،‬لذا فقد وضعت التشريعات الخاصة بتنظيم السلطة القضائية القواعد الخاصة‬
‫بأث ارة مس ؤولية المحكم ة والمتمثل ه بقض اتها ‪ ،‬ولكي تن أى بهم عن ال دعاوى الكيدي ة ال تي يمكن أن‬
‫يحركها من ال يرضى بحكم الذي قضت به المحكمة ولو كأن صحيحًا‪.‬‬
‫وعليه سوف نتن اول في هذا الفرع نقطتين ‪ :‬نخصص األولى لبيان المسؤولية الجزائية التأديبية‬
‫على محكم ة الموض وع عن الص ياغة الخاطئ ة للحكم ‪ ،‬والث اني نتن اول فيه ا المس ؤولية المدني ة على‬
‫محكمة الموضوع عن الصياغة الخاطئة للحكم وكاألتي‪:‬‬
‫أوًال ‪:‬المس‪/‬ؤولية الجزائي‪/‬ة والتأديبي‪/‬ه على قض‪/‬اه محكم‪/‬ة الموض‪/‬وع عن الص‪/‬ياغة الخاطئ‪/‬ة للحكم‪:‬‬
‫تع د المس ؤولية الجزائي ة المترتب ه على محكم ة الموض وع في حال ة خط أ الحكم ذات نم ط خ اص ‪ ،‬لم ا‬
‫تتمت ع ب ه الس لطة القض ائية من اس تقاللية ولايج وز الت دخل بش ؤونها (‪ ،)1‬على ال رغم من ذل ك ف إن‬
‫المسؤولية التي تخضع لها المحكمة تختلف عن اسلوب المالحقة القضائية لألفراد العاديين بما يوفر‬
‫لهم ق درًا من الحمأي ة الالزم ة لممارس ة وظ ائفهم ‪ ،‬ال تي من ش أنها أن تن اى بهم عن ال دعاوى ال تي‬
‫يرفعها األفراد والتي يمكن أن تنطوي في جوهرها على مساٍع كيدية واجراءات تعسفية غأيتها الض غط‬
‫على المحكم ة (‪ ،)2‬اذن األس تقالل القض ائي يقص د ب ه اس تقالل الس لطة القض ائية عن الس لطات األخ رى‬
‫في الدولة من جهة ‪ ،‬وكذلك استقالل المحكمة عن المؤثرات الخارجية من الجهة األخرى (‪.)3‬‬
‫ج اء المش رع الع راقي في ق انون العقوب ات الع راقي فح دد المس ؤولية الجزائي ة على المحكم ة عن‬
‫اعماله ا األجرائية غير الصحيحة التي ترتب عليها اثار تصحيح الحكم الجزائي وعدم تنفيذه ‪ ،‬كأن‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬ع دنان عاج ل عبي د‪ ،‬اث ر اس تقالل القض اء عن الحكوم ة في دول ة الق انون‪ ،‬دراس ة دس تورية مقارن ة باألنظم ة‬
‫القضائية العربية والعالمية‪ ،‬مطبعة سومر‪ ،‬الديوأنية‪ ،2008،‬ص‪.224‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬نبيه صالح‪ ،‬الوسيط في شرح مبادئ األجراءات الجزائية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ج‪ ،1‬شركة الجالل للطباعة‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.243‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬عدنان عاجل عبيد‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫)‪(126‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تق وم المحكم ة اخ ذ اع تراف المتهم ب الاكراه ‪ ،‬أوتف رض علي ه عقوب ه اش د من العقوب ه الواجب ه ‪ ،‬أو تتم‬
‫المعاقب ه على وف ق نص لم ي رد في الق انون ‪ ،‬أو أي عيب من العي وب ال تي تم ذكره ا في الفص ول‬
‫الس ابقة ال تي ت ؤدي الى الص ياغة الخط أ في الحكم الج زائي و ومن ثم ه ذه الإج راءات الخاطئ ة ت ترتب‬
‫عليه ا المسؤولية ‪ ،‬كما تقرر المسؤولية في حالة س وء نية المحكمة أو الواسطة من اجل اصدار حكم‬
‫الح دى ط رفي ال دعوى الجزائي ة ‪ ،‬وه ذا ماج اءت ب ه نص الم ادة (‪ )234‬من ق انون العقوب ات الع راقي‬
‫التي نصت انه ( يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل قاضي اصدر حكم ًا ثبت أنه‬
‫غير حق وكأن ذلك نتيجة التوسط لديه) (‪.)1‬‬
‫أيض ًا جاء المشرع العراقي ونظم حماية المحكمة والقضاه من المساءلة في حاألت معينه فقد‬
‫ورد النص في ق انون التنظيم القضائي في المادة (‪ )64‬التي نص ت على (ال يجوز توقيف القاضي أو‬
‫اتخ اذ األج راءات الجزائي ة ض ده في غ ير حال ة ارتكاب ه جناي ة مش هودة األ بع د استحص ال إذن من‬
‫رئيس مجلس القضاء األعلى)‪ ،‬يتبين لنا بأن المشرع في هذه المادة فرق بين نوعين من الجرائم التي‬
‫يرتكبها القضاة األولى ‪ :‬هي جريمة الجناية المشهودة ‪ ،‬وهنا يسأل القاضي جزائي ًا حال ه حال األفراد‬
‫الع ادين ‪ ،‬أم ّا الثاني ة ‪ :‬هي الجريم ة االعتيادي ة ولم تكن جناي ة مش هودة ‪ ،‬فلايج وز مس اءلة إّال بع د‬
‫أستحصال الإذن من رئيس مجلس القضاء‪.‬‬
‫اما فيما يخص المسؤولية التأديبية لقضاه المحكمة جاء ق انون التنظيم القضائي العراقي ‪ ،‬فاوجبت‬
‫الم ادة (‪ )56/1‬ال تي نص ت على ان ه (‪/1‬على الهيئ ات التمييزي ة وهيئ ات مح اكم االس تئناف ومح اكم‬
‫الجناي ات ان تنظم تق ارير فص لية ت بين فيه ا االحك ام والق رارات ال تي ارتكب فيه ا القاض ي خط ا فاحش ا‬
‫نتيجة جهل بالمبادئ القانونية االولية او اغفال للوقائع التي تظهر لها عند تدقيقها االحكام والقرارات‬
‫وان ترس ل ص ورة منه ا الى وزارة الع دل ومجلس الع دل لحفظه ا في االض بارة الشخص ية للقاض ي‬
‫الخ ذها بنظ ر االعتب ار عن د النظ ر في ترفيع ه او ترقيت ه‪ ، )...‬وب ذلك على الهي أت التمييزي ة وهي أت‬
‫مح اكم األس تئناف والجناي ات أن تق وم بتنظيم تق ارير دوري ة فص لية توض ح فيه ا األحك ام والق رارات‬
‫المشوبه بخطأ جسيم نتيجة جهل القاضي بالمبادئ القانونية األولية‪ ،‬أو اغفال الوقائع التي تظهر لها‬

‫‪ )?(1‬المادة (‪ )234‬من قانون العقوبات العراقي ‪.‬‬


‫)‪(127‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عن د ت دقيق تل ك األحك ام والق رارات م ع ارس ال ص ورة منه ا إلى مجلس القض اء األعلى لتحف ظ في‬
‫اضبارة القاضي ‪ ،‬وتؤخذ بنظر األعتبار عن تقرير ترفيعه أو ترقيته‪.‬‬
‫أيض ًا فلك ل من رئيس مجلس القض اء األعلى ورئيس محكم ة التمي يز والاس تئناف أن ينب ه القاض ي‬
‫إلى األخطاء القانونية التي تشكل مخالفة لواجبات وظيفته بكتاب يوجه اليه وتبلغ نسخة منه إلى مجلس‬
‫القضاء األعلى وتوضع نسخة اخرى في اضبارته الشخصية‪ ،‬ويتم تحريك المسؤولية التأديبية للقاضي‬
‫من خالل ال دعأوى األنض باطية المقام ة علي ه ام ام لجن ة ش ؤون القض اة المش كلة بم وجب ق أنون وزارة‬
‫الع دل ف اذا ثبت اخالل القاض ي بواجب ات وظيفت ه و تق رر مس ؤوليته التأديبي ة تص در اللجن ة اح دى‬
‫العقوبات الانضباطية حسب جسامة المخالف ‪ ،‬و فضًال عن منح مجلس القضاء األعلى صالحية إنهاء‬
‫خدمة القضاة من الصنف الرابع أو نقلهم إلى وظيفة مدنية بناء على قرار مسبب بعدم اهليته للقضاء‬
‫على أن يتم ذلك بمرسوم جمهوري(‪.)1‬‬
‫الحظنا مما تقدم ذكره أن هنالك مسؤولية جزائية تفرض على القضاه محكمة الموضوع في حالة‬
‫شابه خطأ نتيجة حالة اصدار الحكم سؤ نية المحكمة أو الواسطة من اجل اصدار حكم الحدى طرفي‬
‫الدعوى الجزائية ‪ ،‬مايرتب مساءلة محكمة الموضوع التي صاغت الحكم المتمثلىة بقضاتها جزائيًا عن‬

‫‪ )?(1‬كل من المواد االتية من قانون التنظيم القضائي العراقي تباعّا ‪ ،‬المادة (‪ )57‬التي نصت على (اوال – لوزير العدل‬
‫ان ينبه القاضي الى االخطاء القانونية واالدارية التي تظهر بنتيجة التفتيش على عمله‪ ،‬والى كل ما يقع منه مخالفات‬
‫لواجبات ومقتضيات وظيفته‪ .‬ثانيا – لرئيس محكمة التمييز ورئيس االستئناف ان ينبه القاضي الى االخطاء القانونية‬
‫التي تظهر اثناء التدقيقات التمييزية‪ .‬ثالثا – لرئيس محكمة االستئناف ان ينبه القاضي في منطقته الى ما يقع منه مخالفا‬
‫لواجبات وظيفته‪ .‬رابعا – يكون التنبيه بكتاب يوجه الى القاضي وتبلغ نسخة منه الى وزارة العدل ومجلس العدل‪،‬‬
‫وتودع اخرى في اضبارته الشخصية) ‪ ،‬والمادة (‪ )58‬التي نصت على(تصدر لجنة شؤون القضاة المشكلة بموجب‬
‫قانون وزارة العدل‪ ،‬في الدعاوى االنضباطية المقامة على القاضي احدى العقوبات االنضباطية االتية ‪( :‬ا – االنذار –‬
‫ويترتب عليه تاخير عالوة القاضي وترفيعه لمدة ستة اشهر‪ .‬ب – تاخير الترفيع او العالوة او كليهما‪ ،‬مدة ال تقل عن‬
‫سنة وال تزيد على ثالث سنوات من تاريخ القرار اذا كان قد اكمل المدة القانونية للترفيع واال من تاريخ اكمالهما‪ .‬جـ ‪-‬‬
‫انهاء الخدمة – وتفرض هذه العقوبة على القاضي اذا صدر عليه حكم بات بعقوبة من محكمة مختصة عن فعل ال‬
‫ياتلف وشرف الوظيفة‪ ،‬او اذا ثبت عن محاكمة تجريها اللجنة‪ ،‬عدم اهلية القاضي لالستمرار في الخدمة ) و المادة (‬
‫‪/59‬أ) التي نصت على ( لمجلس العدل انهاء خدمة القاضي من الصنف الرابع او نقله الى وظيفة مدنية بناء على قرار‬
‫مسبب بعدم اهليته لالستمرار بالخدمة في جهاز االدعاء العام‪ ،‬ويتم ذلك بمرسوم جمهوري)‪.‬‬
‫)‪(128‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ه ذه المخالف ة عن د ص ياغة حكمهم الج زائي ‪ ،‬كم ا هنال ك مس ؤولية تأديبي ة متمثل ة بعقوب ات أنض باطية‬
‫تف رض على القض اه في حال ة الص ياغة الخاطئ ة من حيث ع دم اتب اع األج راءات األص ولية في حال ة‬
‫الخط أ الجس يم نتيج ة جه ل القاض ي بالمب ادئ القانوني ة األولي ة‪ ،‬أو إغف ال الوق ائع ال تي تظه ر له ا عن د‬
‫تدقيق تلك األحكام والقرارات التي تبنى عليه صياغة الحكم ‪.‬‬
‫ثأنيًا ‪ :‬المس‪/‬ؤولية المدني‪/‬ة على قض‪/‬اه محكم‪/‬ة الموض‪/‬وع عن الص‪/‬ياغة الخاطئ‪/‬ة للحكم‪ :‬فض ًال عن‬
‫المسؤولية التأديبية والمسؤولية الجزائية التي تنشأ في مواجهة محكمة الموضوع التي اتخذت األجراء‬
‫المعيب فق د يتس بب ذل ك العيب في ح دوث ض رر م ادي أو معن وي للمتهم أو بقي ة اط راف ال دعوى م ا‬
‫يؤدي إلى نهوض المسؤولية المدنية لجبر الضرر الذي يقوم على اساس مقدار الضرر الذي يترتب‬
‫على العم ل المعيب ‪ ،‬ومن تطبيق ات ه ذه المس ؤولية بالنس به للقاض ي اص دار الق رار بتوقي ف المتهم‬
‫توقيف غير مشروع أو الحكم على المتهم بعقوبه الحبس أو السجن ثم يظهر بعد ذلك نقض هذا القرار‬
‫أو الحكم ومن ثم يس أل القاض ي مدنيًا عن خطئ ه ه ذا ويلزم بتع ويض المتهم عن الض رر الذي اص ابه‬
‫المتمث ل بتقيي د حريت ه وتعطي ل اعمال ه ويتم التع ويض وفق أ مافات ه من كس ب ومالحقت ه من خس ارة (‪، )1‬‬
‫وه ذا يع ني أن الخط أ ب األجراء ال يس تلزم حتم ًا المس اءلة ب التعويض األ إذا ت رتب عليه ا ض رر لمن‬
‫وقعت المخالفة في حقه‪ ،‬فاألصل أن القضاة ال يسألون عن أخطائهم االعتيادية ولو ترتب عليها ضرر‬
‫بالخص وم ب ل ول و ك ان الض رر نتيج ة تس بب في ه القاض ي م ا لم ينص الق انون على خالف ذل ك ويع ود‬
‫ذل ك إلى تحقي ق مص لحة اجتماعي ة ج ديرة بالرعاي ة واألعتب ار وهي المحافظ ة على هيب ه القض اء و‬
‫استقالله‪ ،‬إذ يتمتع القاضي بحص انة قضائية اجرائية تحول دون اقامة دعوى المسؤولية عليه من قبل‬
‫األش خاص المتض ررين وعن كاف ة األخط اء ال تي يرتكبه ا وبخالف ة يص بح القاض ي م ترددًا كث يرًا عن د‬
‫ممارسته مهام وظيفته خشية الوقوع في الخطأ ومن ثم تقرير مسؤوليته األمر الذي يترتب عليه عرقلة‬
‫عمل القضاء(‪.)2‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬وع دي س ليمان علي الم زوري‪ ،‬ض مأنات المتهم في ال دعوى الجزائي ة‪ ،‬الج زاءات األجرائي ة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الحام د‬
‫للنشر ‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص‪.280‬‬
‫)‪(129‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لقد اصبحت مسؤولية الدولة عن األداء السيئ لوظيفتها العامة مبدأ مستقر ال يمكن مخالفته حتى في‬
‫حالة غياب النص‪ ،‬إذ يرى بعض الفقه ضرورة تقرير مسؤولية الدولة عن األعمال غير المشروعة‬
‫التي تصدر عن رجال السلطة القضائية وك ذلك األخط اء األجرائي ة ال تي تص در عن القض اة(‪ ،)1‬بي د أن‬
‫ه ؤالء الفقه اء ق د اختلف وا ح ول األس اس ال ذي تس تند الي ه مس ؤولية الدول ة‪ ،‬إذ ي ذهب بعض هم إلى أن‬
‫مسؤولية الدولة عن األفعال التي يقترفها هؤالء األشخاص هو مسؤوليتها عن توفير ضمأنات تحقيق‬
‫العدالة الجزائية وفي حالة اخاللها بذلك بسبب احد عمالها فإنها تصبح مسؤولة في حين يذهب بعضهم‬
‫األخر إلى التفرق ة بين امرين األول وهو قيام مسؤولية الدولة عن األخطاء المرفقي ة للقض اء المتمثلة‬
‫بح الات الخط أ الجس يم وأنك ار العدال ة ام ا الث أني فه و ع دم مس ؤولية الدول ة عن األخط اء الشخص ية‬
‫للقض اة وإنم ا يطب ق بش أنها القواع د العام ة للمس ؤولية التقص يرية على أن ه يش ترط لقي ام المس ؤولية‬
‫الشخصية أن تكون المخالفة المرتكبه على درجة عالية من الجسامة كأن تتم بالعمد والغش والتدليس‬
‫أو ترتكب بطريقة تدل على الجهل البين باألصول القانونية فهنا تكون الدولة غير مسؤولة عنها وإنما‬
‫يقتص ر دورها على ضمان حصول المضرور على التعويض ويذهب الرأي الغ الب في الفق ه إلى أن‬
‫األس اس ال ذي تس تند إلي ه مس ؤولية الدول ة ه و مس ؤولية المتب وع عن عم ل تابع ه ألن اعض اء الس لطة‬
‫القضائية هم موظفون تابعون للدولة وأن الخطأ الذي يرتكبونه هو بمناسبه ممارستهم لوظائفهم لذا فإن‬
‫الدولة هي التي تتحمل العبء النهائي للتعويض بصفتها مسؤولة عن اعمال التابع له ا(‪ ،)2‬وعلي ه يح ق‬
‫للمتض رر من الجريم ة المطالب ة ب التعويض الذي سببته الجريم ة أن لم يس قط حق ه هذا بالتقادم أو بأي‬
‫سبب اخر يسقطه ينص عليه القانون(‪.)3‬‬

‫‪ )?(2‬د‪ .‬ف ؤاد علي ال راوي‪ ،‬توقي ف المتهم في التش ريع الع راقي‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬ط ‪ ،1‬مطبع ة عش تار‪ ،‬بغ داد‪،1983 ،‬‬
‫ص ‪ ،148 -147‬نسرين نعمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.152‬‬
‫‪ )?(1‬د‪ .‬وعدي سليمان علي المزوري‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬احمد فتحي سرور‪ ،‬نظرية البطألن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪ ،9‬د‪ .‬سليمان الطماوي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫(‪Roger Merle- Andre Vitu- Trait de droit criminal- paris 1967- p. )2‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪857‬‬
‫)‪(130‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واس تنادًا إلى م ا تق دم ادع و المش رع الع راقي إلى تقري ر مس ؤولية الدول ة عن األض رار ال تي‬
‫يس ببها القض اة عن الص ياغة الخاطئ ة للحكم الج زائي وم ايترتب ه ذه الص ياغة الخط أ من ت أثير على‬
‫اط راف ال دعوى الجزائي ة وذل ك من خالل اض افة فق رة جدي دة إلى نص الم ادة (‪ )234‬من ق أنون‬
‫العقوبات العراقي المعدل وتكون االفقره (أ) في المادة األصلية وفقره (ب) هي المضافة وتكون نصها‬
‫كاألتي ( أ‪ /‬يعاقب بالحبس وبالغرامة أو باحدى ھاتین العقوبتین كل قاض اصدر حكما ثبت أنه غیر‬
‫ح ق وك أن ذل ك نتیج ة التوس ط لدي ه ‪ ،‬ب‪ /‬تك ون الدول ة هي المس ؤولة عن تع ويض األش خاص‬
‫المتضررين من األجراءات المعيبه الصادرة عن القضاة في حالة الصياغة الخطأ للحكم الجزائي ) ‪،‬‬
‫و إذ يك ون بإمك ان المتض ررين من األعم ال األجرائي ة المعيب ه الص ادرة من محكم ة الموض وع اقام ة‬
‫دع وى التع ويض العادي ة للحص ول على حق ه في التع ويض‪ ،‬أمّا بالنس به لمق دار التع ويض فيتح د على‬
‫وفق القاعدة التي تقضي بجبر المضرور عما فاته من كسب ‪ ،‬وما لحقته من خسارة‪.‬‬
‫وعلي ه يت بين مم ا تق دم ان ج زاء التص حيح ال ذي يف رض على الحكم الج زائي المعيب ال تي تمت‬
‫صياُغ ته من محكمة الموضوع جزاء تأديبيًا المتمثل بالعقوبات االنضباطية التي توقع على الذي ينتهك‬
‫الضمانات االجرائية بما يمثل إخالًال بصياغة الحكم ‪ ،‬وكذلك الجزاء العقابي الذي يفرض على الذي‬
‫يحقق بتصرفه جريمة من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات ‪ ،‬وكذلك الجزاء المدني الذي‬
‫يتحدد في تعويض من أضرت بهم االجراءات الغير صحيحة التي خالف النصوص القانونية الواجبة‬
‫التطبيق من قبل محكمة الموضوع لصياغة حكم صحيح وخاِل من ايه شائبة‪.‬‬

You might also like