Professional Documents
Culture Documents
الفصل الثالث
الفصل الثالث
الفصل الثالث
تصحيح الخطأ في الحكم الجزائي وأثره في الصياغة
إن الحكم الجزائي عند اصداره قد ترد العديد من االخطاء ،التي قد ترتب اثارها عليه ،االمر
ال ذي ي وجب تص حيح تل ك االخط اء ،لكن ه ذه األخط اء ليس ت على درج ة واح دة ،فق د تك ون اخط اء
جوهري ة ي ترتب عليه ا نقض الحكم الج زائي ،أو أخط اء غ ير جوهري ة يمكن لمحكم ة الموض وع ال تي
ص اغت الحكم تص حيحها من تلق اء نفس ها ،ل ذا ح دد المش رع ط رق معين ة لتالفي ه ذه األخط اء ،
لمايترتب على هذه األخطاء من اثار في الحكم الجزائي(. )1
وتتبع محكمة الموضوع عند صياغة الحكم الجزائي مجموعة من الإجراءات التي تقوم بها لصياغة
حكمه ا باالش كل النه ائي ،ومن ه ذه األج راءات ال تي تتبعه ا محكم ة الموض وع من حيث ثب ات وق ائع
الدعوى الجزائية ونسبتها من عدمه للمتهم بالدعوى الجزائية ،وتحديد الوصف الق انوني لها ،وعليه
ف إن العم ل ال ذي تق وم ب ه محكم ة الموض وع لص ياغة الحكم الج زائي عم ل ق انوني من جه ة ،وعم ل
واقعي من جهة أخرى ،وهذه األعمال يمكن أن يشوبها خطأ ،وبالتالي فقد تقع محكمة الموضوع في
أخطاء معينة عند صياغة الحكم الجزائي(.)2
وبناًء على ما تقدم يتضح أن هنالك أخطاء قد ترد على صياغة الحكم الجزائي ،وهذه األخطاء
أّما تكون اخطاء مادية ،أو قانونية ،أو واقعية ،ولتصحيح هذا األخطاء التي ترد على صياغة الحكم
الجزائي ،فقد حدد المشرع طرق ًا معينة تتناسب مع كل خطأ ،واألثر المترتب على هذا التصحيح ،
)?(1يقص د الخط أ الج وهري :بان ه مخالف ة قواع د األج راءات األساس ية المتعلق ة بالنظ ام الع ام أو بمص لحة أط راف
ال دعوى الجزائي ة ،أي مخالف ة القواع د القانوني ة أو الخط أ في تطبيقه ا أو تأويله ا ،مم ايترتب بطالن الحكم ،ام ا الخط أ
الغير جوهري :يقصد به مخالفة األجراءات المتعلقة بالخصوم في الدعوى الجزائية ،ول ايترتب على مخالفتها لبطألن
لتعلقه ا بقواع د غ ير اساس ية في الحكم الج زائي وألي ؤثر في ص حة اص دار الحكم الج زائي ،د .احم د فتحي س رور ،
الش ريعة والج راءات الجنائي ة ،دار النهض ة العربي ة الق اهرة ،1977،ص ، .239د .رؤوف عبي د ،المش كالت العملي ة
،مصدر سابق ،ص ،.317د .احمد ابو الوفا ،مصدر سابق ،ص ،346أيمن صباح جواد ،مدى سلطة المحكمة في
تعديل نطاق الدعوى الجزائية ،دراسة مقارنه ،رساله ماجستير ،بغداد ، 2006 ،ص.218_217
)?(2نبيل البياتي ،مصدر سابق ،ص.108
)(92 الفصل الثالث
لكون هنالك بعض األخطاء تؤثر على سالمة وصحة شروط صياغة الحكم الجزائي ،ما يترتب عليها
نقض الحكم بسبب هذه األخطاء ،ويتم تصحيحها من المحكمة نفسها التي صاغت الحكم في حالتين :
أّما تكون الدعوى التزال منظورة من قبلها ،أو اعيدت من قبل محكمة التمييز لتصحيح الخط أ الم ادي
،أو تث ار عن طري ق محكم ة التمي يز في حال ه تص حيح الخط أ ال واقعي والق انوني ،اذ وإ ن له ا الوألي ة
العامة في رقابه األحكام الجزائية ،أو من خالل طعن ذوي الشأن بالحكم الجزائي (.)1
استنادًا لما تقدم سوف نتنأول هذا الفصل من خالل مبحثين :األول نتن اول فيه الخطأ وتصحيحه
في صياغة الحكم الجزائي ،أّم ا المبحث الثاني سنفرده الى االثار المترتبه على تصحيح ص ياغة الحكم
الجزائي .
المبحث األول
األخطاء وتصحيحها في صياغة الحكم الجزائي
قد يشوب الحكم الجزائي عند اصداره ،مجموعة من االخطاء ،قد تكون هذه األخطاء التي تقع
فيه ا المحكم ة عن د الص ياغة تمس المتهم بص ورة مباش رة في حال ة الإدان ة ،أي عن دما تطب ق محكم ة
الموض وع نص ًا عقابي ًا على واقع ة ال ينطب ق عليه ا ه ذا النص ،فيق ع خط أ في تط بيق النص العق ابي
مما يترتب نقض الحكم ،أو تشديد عقوبه على واقعة التستوجب التشديد بسبب ذلك الخطأ ،فإن هذا
الخطأ الذي وقع في صياغة الحكم وقع مباشره ضد المتهم ،بينما قد يرد خطأ بالبراءة ،فإن الخطأ
في هذه الحالة يضر بصورة مباشره مصلحة المجتمع ،ذلك لعدم فرض العقاب ضد المتهم( ،)2وعلي ه
ف إن الخط أ ال ذي يص يب الحكم الج زائي ق د يق ع في قواع د اساس ية في المحاكم ة ،وبيان ات الحكم أو
تس بيبه األحكام الجزائي ة مما يس توجب تصحيحة وفق ًا الجراءات قانوني ة مح ددة ،فقد حددت القوانين
وس ائل لتص حيح األخط اء ال تي ت رد على ص ياغة الحكم الج زائي تتناس ب م ع الخط أ ال ذي ش ابه الحكم
عند صياغته .
أن الخط أ في الحكم الج زائي أم ر متوق ع ،فأم ا أن يك ون خط أ م ادي أو واقعي (موض وعي) أو
ق انوني ،ل ذا س يتم التط رق في ه ذا المبحث الى مطل بين ،األول :نخصص ُه لمعرف ة تص حيح الخط أ
المادي والواقعي في صياغة الحكم الجزائي ،والثاني سأكرسه للخطأ القانوني وكيفية تصحيحة .
المطلب األول
تصحيح الخطأ المادي والواقعي
عن د ص ياغة الحكم الج زائي ق د ت رد علي ه بعض األخط اء ،وق د تك ون ه ذه األخط اء مادي ة يمكن
تص حيحها من المحكم ة ال تي ص در الحكم منه ا ،أو ت رد علي ه أخط اء واقعي ة تتمث ل في المس ائل
الموضوعية التي ص در الحكم على اساسها ،وبناًء على ذلك ألب د من اتباع إجراءات معينة تحددتها
القوانين في اصالح وتصحيح مثل هكذا أخط اء ،لذا ارتأينا تقسيم هذا المطلب الى فرعين ،سنتأول
في األول :تصحيح الخطأ المادي ،أًما الفرع الثاني سأبحث فيه تصحيح الخطأ الواقعي .
الفرع األول
تصحيح الخطأ المادي
يتحقق الخطأ المادي عند صياغة الحكم الجزائي في حالة اغفال ،أو عدم ذكر بعض بيانات الحكم
ال تي ال ت ؤثر في الحكم ،وال ي ترتب عليه ا نقض ه ،لأن باإلمك ان تص حيح ه ذه األخط اء من محكم ة
الموضوع التي صاغت الحكم الجزائي ،ويقصد بذلك الخطاء المادي الخطاء الذي يتعلق بالرقام او
بالت اريخ والعالق ة له ا ب المواد القانوني ة ووص ف الجريم ة ،وعلي ه س نتناول ه ذا الفرع وف ق نقط تين ،
األولى :سنتنأول فيها الخطأ المادي في الحكم الجزائي ،والثانية إجراءات تصحيح الخطأ المادي في
الحكم الجزائي ،وكاألتي:
)(94 الفصل الثالث
أوًال :الخطأ المادي في صياغة الحكم الجزائي :ترد على صياغة الحكم أخطاء لكن هذه األخطاء
التنقض الحكم ،والتؤثر في ص حته و سالمته ومض مونه ،وعلى ال رغم من ذلك البد من تص حيحها
لكي ال يترتب على الحكم الجزائي عند صدوره أي عيب في الصياغة (.)1
هذا ،وأن هنالك بعض األخطاء المادية التي ترد على الحكم ،والتؤثر عليه وال يترتب عليها
نقض الحكم ،منه ا ماق د يك ون متعلق ه ب ذكر اس م اح د القض اة ف إن الخط أ في ذك ر اس م القض اة ال ذي
أصدر الحكم أليترتب عليه نقض الحكم بناء على هذا الخطأ ،ويمكن تصحيحه ب الرجوع الى محاض ر
محل اسم قاضي أخر ك ان حاض رًا في مراحل المحاكمة ،وهذا
َ قاض
ِ الجلسات ،و بينما قد يرد اسم
الخط أ لاينقض الحكم ،ك ون المش رع في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي في الم ادة (
قاض أخر ،واستنادآ الى األجراءات والتحقيقات التي اتخذها القاضي
ِ ، )161أجاز حلول قاضِ محل
السابق في اصدار الحكم الجزائي .
ومن األخطاء المادية في الحكم الجزائي ،حالة ورود اسم المتهم في الديباجه أو األسباب بصوره
كامله ،وعدم ذكر اسم المتهم في منطوق الحكم بصوره كامله ولاترتب عليه نقض الحكم ،كون أن
ورود األس م في الديباج ة أو األس باب ،أمّا اذا تم األختالف في اس م المتهم بين األس باب والمنط وق ،
فإنه المعول عليه في ماتم ذك ره في منط وق الحكم ( ، )2وفيم ا يخص س ن المتهم في حال ة ع دم ذك ره
لايؤثر في حالة اذا كأن ليس هنالك مايدعي بأنه يقع تحت طائلة عدم المسؤولية عند ارتكاب ه الجريمة
(.)3
)?(1د .محمد زكي ابو عامر ،مصدر سابق ،ص ،868محمد سلمان محمد الطائي ،الخطأ في الحكم الجزائي وطرق
تصحيحة ،بحث مقدم الى المعهد القضائي ،2008،ص.9
)?(2د .احمد فتحي سرور ،نظرية البطالن في قانون االج راءات الجنائي ة ،دار النهض ة العربي ة ،الق اهرة ،1959 ،ص
.104
)?(3د.احمد فتحي سرور ،المصدر السابق ،ص.104
)(95 الفصل الثالث
كذلك يُعد من األخطأ المادية التي تشوب صياغة الحكم الجزائي في حالة عدم ذكر المك ان الذي
تم ارتك اب الجريم ه في ه أو الم ادة المس تخدمة الرتك اب الجريم ة ،إذا ك أن ه ذا ألي ؤثر في الحكم من
حيث تشديد العقوبه المقررة على المتهم (.)4
أّما في ما يخص المادة العقابية ُفتعد خطأ ماديًا في حالة عدم ذكر المادة القانونيه بصوره كاملة
في نص الحكم ،وال يترتب عليه النقض ،إذا تمت الإشاره لها ولرقم المادة المطبقة في الحكم ،إمّا
في حال ة الخط أ في رقم الم ادة العقابي ة وق د وص ف الفع ل وص فًا قانوني ًا وقض ى بعقوب ه التخ رج عن
حدود المادة الواجب تطبيقها فإن الحكم ال يترتب عليه النقض أيض ًا ،وُيعد من األخطاء المادية التي
يمكن لمحكمة الموضوع التي صاغت الحكم تصحيحها كون ه قد تقوم المحكمة بوصف المادة المعاقب
عليها وصف دقيق على الرغم من الخطأ في رقمها (.)2
كم ا يُع د من االخط اء المادي ه في حال ة اش تراك شخص ين مح الين على تهم ة واح دة ،فيص اغ
الحكم الج زائي ويق رر ب راءة أح دهما ،وإدأن ه األخ ر ،مم ايؤدي الى اختالف في االس ماء ،وك أن من
األصح هو العكس ،والعلة في عَد ه خطأ ماديًا أليؤثر في صحة الحكم ،ألن التصحيح هذا لايغير في
مضمون الحكم أنما يقتصر على تصحيح الخطأ الذي شابه اسم المتهم في قرار الحكم الصادر (.)3
أيض ًا يق ع الخط أ الم ادي في منط وق الحكم الج زائي في حال ة اختالف م انطقت ب ه المحكم ة
م اموجود في النس خة األص لية في الحكم الجزائي ،ف إن المعول علي ه هو م انطقت ب ه المحكم ة ،ويتم
تصحيح ذلك وفق األجراءات التي نص عليها القانون ،لأن هذا الخطأ مادي يمكن تصحيحه وال يؤثر
في الحكم الجزائي وال يرتب عليه النقض (.)4
يتبين مما تقدم أن األخطاء المادية التي تصيب الحكم الجزائي التؤثر في سالمته ،مادام الخطأ
ليس خطأ جوهريًا ،إنما الخطأ كأن خطأ في تدوين ماتم من المحكمة عند صياغتها للحكم الجزائي ،
وكون ه ليس خط أ قأنوني ًا ،م ا ي ترتب علي ه ع دم نقض الحكم الص ادر من المحكم ة ،ل ذا ف إن المش رع
حدد طريق معين لتصيح هذا الخطأ المادي وفق ًا للمادة ( )225من قانون اصول المحكمات الجزائية
العراقي التي نصت (ال يجوز للمحكمة ان ترجع عن الحكم او القرار الذي اصدرته او تغير او تبدل
فيه اال لتصحيح خطا مادي على ان يدون ذلك حاشية له ويعتبر جزءا منه) .
ثأنيًا :إج/راءات تص/حيح الخط/أ الم/ادي في الحكم الج/زائي :تخض ع األخط اء المادي ة الحس ابية أو
الكتابي ة في الحكم الج زائي لنظ ام خ اص لتص حيحها ،إذ يتم التص حيح من محكم ة الموض وع ال تي
ص اغت الحكم ،وح ددت بعض التش ريعات إج راءات تص حيح األخط اء المادي ة ال تي تق ع على الحكم
الج زائي ،إذ ج اء في ق انون األج راءات الجنائي ة المص ري في الم ادة (( )337المعدل ة بالق انون رقم
107لسنة ) 1962التي نصت ( إذا وقع خطأ مادى فى حكم ،أو في أمر صادر من قاضى التحقيق
،أو من محكم ة الجنح المس تأنفة المنعق دة فى غرف ة المش ورة ،ولم يكن ي ترتب علي ه البطألن تت ولى
الهيئ ة ال تى أص درت الحكم ،أو األم ر تص حيح الخط أ من تلق اء نفس ها ،أو بن اء على طلب أح د
الخصوم وذلك بعد تكليفهم بالحضور).
أمّا المش رع الع راقي فإنن ا نج ده فيم ا يخص تص حيح الخط أ الم ادي أن ه ق د وض ح ذل ك في الم ادة (
)225من قانون اصول المحاكمات الجزائي ة العراقي رقم 23لسنة 1971المعدل إذ نصت على أنه
(لايجوز للمحكمة أن ترجع عن الحكم أو القرار الذي اصدرته أو تغير أو تبدل فية األ لتصحيح خطأ
م ادي على أن ي دون ذل ك حاشية ل ه ويعت بر جزءًا من ه) ،وعملي ة اج راء التص حيح تتم أمّا بن اء على
طلب اح د اط راف ال دعوى الجزائي ة ،أو من قب ل محكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ،فهي ال تي
تصحح الحكم من تلقاء نفسها إذا ك انت الدعوى بحوزتها أو اعيدت من محكمة التمييز ،وفي األحوال
كلها الب د بع د اج راء التص حيح أن ي دون ذل ك في حاش ية الحكم الج زائي ( ،)1ويجب أن يك ون تص حيح
الخط أ الم ادي ال ذي س يتنأوله ص ياغة الحكم الج زائي تص حيحًا لاي ؤثر في مض مون الحكم الج زائي ،
ولايؤدي الى أنحراف ماهو مرسوم للحكم من صدوره بعد تصحيحه ،ولهذا تم إعط اء مهمة تصحيح
الخط أ الم ادي لمحكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ،لكن هنال ك أخط اء باألمك ان محكم ة التمي يز
تص حيحها من تلق اء نفس ها على ال رغم من أنه ا أخط اء مادي ه ،اال ان ه يجب التنوي ه به ا من اج ل
تصحيحها ،ومن التطبيقات القضائية التي ترد بهذا الصدد بتصحيح الخطأ المادي بعد التنويه علي ه من
قبل محكمة التمييز ،كأن يرد اختالف في تاريخ الحكم الصادر من محكمة الموضوع ،وهذا الخطأ
الكت ابي من األخط اء المادي ة ال تي باألمك ان الرج وع لمحكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم ،وتق وم
بتصحيحه كونه أليؤثر في صحة الحكم الصادر ،لكن هذا لايمنع محكمة التمييز من التنوية و تصحيح
الخطأ المادي في حالة خروج الدعوى من حوزة محكمة الموضوع ،وهذا ماجاءت به محكمة التمييز
األتحادية في احد قراراتها ( لدى التدقيق والمدأولة وجد أن القرار الصادر بتاريخ 19/11/2013في
ال دعوى المرقم ه /1349ج 1013/من محكم ة جناي ات باب ل ،ق رار ص حيح وتم تص ديقة لكن هنال ك
اختالف في تاريخ القرار المطبوع وجعل الصحيح هو 19/11/2013بدلآ من .)1()19/11/2012
وأيضًا من األخطاء المادية التي تم مالحظتها في األحكام ،الخطأ باسم المتهم ،فهذا أليؤثر على
س المه الحكم الج زائي ،وال ي ترتب علي ه نقض الحكم ،كون ه من األخط اء ال تي يمكن تص حيحها من
قبل محكمة الموضوع التي صاغت الحكم الجزائي ،وجاء بهذا الصدد قرار محكمة التمييز بتصديق
الحكم م ع تص حيح اس م المتهم وتعديل ه ،وذل ك ل ذكر اس مه خط أ في ديباج ة الحكم من قب ل محكم ة
الموضوع (.)2
يت بين لن ا مم ا تق دم أن تص حيح األخط اء المادي ة ال تي ت رد في ص ياغة الحكم الج زائي أم ر ج ائز
ووارد كونها هي اخط اء التؤثر على المضون األساسي الذي جاء من اجلة الحكم والتؤخر في حسم
الدعوى الجزائيه ،والتؤثر في تنفيذ الحكم ،إذ أنه عند تصحيح هذا الخطأ المادي اليغير معنى الحكم
،ولاينش يء حقوق ًا جديدة يحق لأطراف الدعوى الطعن بها ،وبذلك يكون القرار الص ادر من محكمة
الموضوع صحيحًا ،وغير مخالف للقانون وال يرتب أثار على الحكم الصادر ؛ ألن األخطاء المادية
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 737الهيئة الجزائية األولى 2014/في ( 2/1/2014غير منشور).
ق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة الم رقم / 14745الهيئ ة الجزائي ة األولى 2013/في ( 22/9/2013غ ير )?(2
منشور ).
)(98 الفصل الثالث
التي وردت في صياغة الحكم الجزائي هي اخطاء تتعلق بجوانب حسابية وكتابية في الحكم الجزائي ،
أي بمعنى أنها أخطاء شكلية.
الفرع الثاني
تصحيح الخطأ الواقعي
ي رد على الحكم الج زائي عن د الص ياغة أخط اء من محكم ة الموض وع ال تي أص درت الحكم وه ذه
األخطاء ليست أخطاء مادية حسابيه أوكتابيه فحسب ،إّنما هي أخطاء واقعيه أيض ًا قد تقع به ا محكمة
الموضوع عند صياغة حكمها ،وهذا الخطأ قد يكون راجع ًا الى الواقعة التي استندت عليه ا المحكمة
عند اصدارها الحكم ،أي بعد توفر وتحقق اركأن الجريمة ونسبتها الى المتهم وثبوت التهمة عليه ،
تظهر هنالك أخطأ واقعية تقع بها محكمة الموضوع عند صياغة الحكم الجزائي هذا من ج انب ،ومن
ج انب أخ ر الب د من تص حيح ه ذه األخط اء كونه ا ت ؤثر في الحكم وت رتب نقض ه ؛ ألنه ا تتعل ق ب ذات
الحكم واألس اس ال ذي اس تندت علي ة المحكم ة من الوق ائع في ص ياغة حكمه ا ( ،)1ولم ا تق دم ذك ره
سنتنأول هذا الفرع في نقطتين ،األول :نتناول فيها الخطأ الواقعي في صياغة الحكم الجزائي ،وفي
الثانية سنتطرق فيها إلى اجراءات تصحيح الخطأ الواقعي .
أوًال :الخط//أ ال/واقعي في ص//ياغة الحكم الج//زائي :يقص د ب ه الخط أ ال ذي لاي رد في مج ال الق انون ،
إّنم ا ي رد في مج ال الوق ائع ؛ أي الخط أ ال ذي يق ع في المس ائل الموض وعية ،ويحص ل من محكم ة
الموضوع عند وجود الدليل الواقعي ،حيث تقوم المحكمة بتقدير هذا الدليل الواقعي في الدعوى ،إذ
تأخذ المحكمة ما يفيد في إصدار الحكم وصياغته وترك ما لايفيد في الحكم ،وبهذه الحالة فإنه عند
الخط أ في تق دير ال دليل ال واقعي ك ون أم ام خط أ في الص ياغة من الج انب ال واقعي للحكم الج زائي(، )2
وبه ذا ف إن العبـرة بفهـم الواق ع يك ون بوض ع جميـع العناص ر الالزم أخ ذها بالحس بان ،إلصـدار حكم
جزائي وفقآ لصياغة ص حيحه( ، )1وه ذا الخط أ ال واقعي على الحكم لايق ع على قواع د قانوني ة من حيث
تط بيق الق انون ،أو تأويل ه ،ل ذا التباش ر محكم ة التمي يز بالرقاب ه علي ه ؛ ألن محكم ة التمي يز محكم ة
ق انون ال محكمة موضوع ،وقد حددت المادة ( )249من ق انون اصول المحاكمات الجزائية العراقي
إجراءات الطعن تمييزًا ،ومايحق لمحكمة التمييز اتباع ه ،ولايدخل الخطأ الواقعي في الحكم الجزائي
من واجباته ا ،فه ذا الخط أ يخض ع الج راءات خاص ة للتص حيح ،لكن ه ذا لايمن ع من رقاب ه محكم ة
التمييز ،وتدخلها في الحكم الجزائي في حالة الخطأ الواقعي ،بحالة صياغة محكمة الموضوع للحكم
على واقع ة لا وج ود له ا ،أو موج ودة لكن متناقض ة لم ا تم إثبات ه ،في ه ذه الحال ة تك ون محكم ة
الموضوع قد أخطأت في تسبيبها ،لذا يكون حكمها خاضعًا لرقابه محكمة التمييز.
ومن األخط أ الواقعي ة هي الخط أ في تق دير األع تراف من قب ل المتهم حيث ي رد اع تراف غ ير
ص حيح يتن اقض م ع الواقع ة ال تي اس تند عليه ا الحكم الج زائي ،و ق د ي رد احيان ًا أك ثر من ش اهد في
ال دعوى ،اح دهما ه و ش اهد اثب ات الواقع ة ،وتم اص دار الحكم على ه ذه الش هادة ،ويثبت أن ه ذه
الشهادة التي على اساسها صدر الحكم متناقضه في دوري التحقيق والمحاكمة (.)2
ثأنيًا :اجراءات تص//حيح الخط//أ ال//واقعي :إن الخط أ ال واقعي في ص ياغة الحكم الج زائي ،ي رد في
مجال الواقعة وليس في مجال القانون ،لذا حددت أكثر القوانين المقارنة طرقًا معينة لتالفي مثل هكذا
أخطاء ترد في الحكم الجزائي.
إن من االجراءات المتبعة في التشريعات المقارنه لتصحيح الخطأ الواقعي الذي يصيب الحكم
الجزائي ،ماجاء في ق انون الإجراءات الجنائية المصري فقد حدد طريق تصحيح الخطأ الواقعي في
الم ادة( )441ال ذي ج اء به ا(يج وز طلب إع ادة النظ ر فى األحك ام النهائي ة الص ادرة بالعقوب ه فى م واد
الجنايات والجنح فى األحوال الاتية /1:إذا حكم على المتهم فى جريمة قتل ،ثم وجد المدعى قتله حيا
/2إذا ص درحكم على ش خص من أج ل واقع ة ،ثم ص در حكم على ش خص أخ ر من أج ل الواقع ة
1
)Chistine van den wyngarests, criminal procedure systems in the European community, London (3
)?(2قرار محكمة استئناف باب ل األتحادي ة بص فتها التميزي ة ،الم رقم /464ت/جزائي ة،2013/في ( 9/10/2013غ ير
منشور).
)(100 الفصل الثالث
عينه ا ،وك أن بين الحكمين تن اقض بحيث يس تنتج من ه ب راءة أح د المحكوم عليهم ا/3إذا حكم على أحد
الشهود أو الخبراء بالعقوبه لشهادة الزور ،وفقا ألحكام الباب السادس من الكتاب الثالث من ق انون
العقوب ات ،أو إذا حكم بتزوير ورق ة قدمت أثناء نظر الدعوى ،وكأن للشهادة أو تقرير الخبير أو
الورق ة ت أثير فى الحكم /4إذا ك أن الحكم مبني ا على حكم ص ادر من محكم ة مدني ة أومن إح دى مح اكم
األحوال الشخصية وألغى هذا الحكم /5إذا حدثت أو ظهرت بعد الحكم وقائع ،أو إذا قدمت أوراق لم
تكن معلومة وقت المحاكمة ،وكأن من شأن هذه الوقائع أو األوراق ثبوت براءة المحكوم عليه).
أمّا م ايخص ه ذا التص حيح في التش ريع الع راقي فق د ج اء في الم ادة ( )270من ق انون اص ول
المحاكم ات الجزائي ة وال تي ح ددت ط رق تص حيح الخط أ ال واقعي حيث نص ت على ان ه ( يج وز طلب
إعادة المحاكمة في الدعاوى التي صدر فيها حكم بات بعقوبه أو تدبير في جناية أو جنحة في األحوال
األتية /1اذا حكم على المتهم بجريم ة قت ل ثم وجد الم دعى بقتله حيا/2 ،اذا كأن قد حكم على شخص
الرتكاب ه جريم ة ثم ص در حكم ب ات على ش خص اخ ر الرتكاب ه الجريم ة نفس ها وك أن بين الحكمين
تن اقض من مقتض اه ب راءة اح د المحك وم عليهم ا/3 ،اذا حكم على ش خص اس تنادا الى ش هادة ش اهد أو
رأي خبير أو سند ثم صدر حكم بات على الشاهد أو الخبير بعقوبه شهادة الزور عن هذه الشهادة أو
ال رأي أو ص در حكم ب ات ب تزوير الس ند/4،اذا ظه رت بع د الحكم وق ائع أو ق دمت مس تندات ك أنت
مجهول ة وقت المحاكم ة وك أن من ش أنها ثب وت ب راءة المحك وم علي ه/5،اذا ك أن الحكم مبني ا على حكم
نقض أو الغي بع د ذلك ب الطرق المق ررة قأنون ا/6 ،اذا ك أن ق د ص در حكم باألدأن ة أو ال براءة أو ق رار
نهائي باألفراج أو ما في حكمهما عن الفعل نفسه سواء كون الفعل جريمة مستقلة أو ظرفا لها/7 ،اذا
كأنت قد سقطت الجريمة أو العقوبه عن المتهم ألي سبب قانوني).
يالحظ لما تقدم من نصوص المواد أعاله أن التش ريع حدد أصول محددة للطعن في األحكام التي
ُيصيبها الخطأ الواقعي ،وحدد طرق تصحيحها من خالل الطعن بها بإعادة المحاكمة ،وذلك لوجود
،ل ذا تع د إع ادة المحاكم ة طريق ًا خطأ موضوعي في تقدير الواقعة التي اس تند عليه ا الحكم الج زائي
()1
)?(1سعيد حسب الله ،إعادة المحاكمة واثارها القانونية ،رسالة ماجس تير ،كلي ة الق انون ،جامع ة بغ داد ،1983 ،ص
.106
)(101 الفصل الثالث
لتصحيح األخط اء الواقعية وسببًا لتفادي األخطاء التي وقعت فيها محكمة الموضوع في حالة صدور
حكمها البات الصادر بالإدانه ( ،)1لذا ُتع د إع ادة المحاكم ة طريق ًا اس تثنائيًا نص علي ه المش رع الص الح
وتص حيح الخط أ ال واقعي عن د ص ياغة الحكم الج زائي ،ويش ترط لإع ادة المحاكم ة أن يك ون الحكم
الجزائي باتآ .
فقد حدد المشرع العراقي في المادة ( )270من قانون اصوال المحكمات الجزائية العراقي الحاألت
ال تي يج وز فيه ا إع ادة المحاكم ة ،إذ لايج وز التوس ع أو القي اس في غ ير الح األت ال واردة في الم ادة
اعاله(.)2
أمّا من حيث األج راء المتب ع في إع ادة المحاكم ة فق د ج اء في الم ادة ( )271من ق انون اص ول
المحاكمات الجزائية العراقي بانه (يقدم طلب إعادة المحاكم ة الى األدعاء الع ام من المحكوم علي ه أو
من يمثله قأنونا واذا كأن المحكوم عليه متوفى فيقدم الطلب من زوجه أو احد اقاربه على أن يبين في
الطلب موضوعه واألسباب التي يستند اليها ويرفق به المستندات التي تؤيده)(.)3
يتبين من النص أعاله أن األدعاء العام يقوم بدراسة الطلب ،ومعرفة األسباب التي بنى عليها طلب
إعادة المحاكم ة ،بعد ذلك يحرر األدعاء الع ام مطالع ة بهذا الخصوص الى محكم ة التمي يز من اجل
إع ادة المحاكم ة للاس باب ال تي ب نى علي ه طلب ه باإلع ادة ،وق د أج از الق انون تجدي د الطلب في حال ة
ال رفض ألول م ره ،لكن أل زم أن يك ون هنال ك أس باب جدي د في الطلب الالح ق ،وأن يك ون رفض
الطلب األول كأن لسبب موضوعي ( ،)4أّما من ناحية المدة المقررة لتقديم طلب إعادة المحاكم ة ،فعن د
الرجوع الى قأنون اصول المحاكمات العراقي لم نجد هنالك مدة محددة لتقديم الطلب ،لكن يجب تق ديم
الطلب في حالة توفر الحاألت السبعة التي نصت عليه المادة (.)270
وقدر تعلق االمر بالجهة التي تنظر في الحكم بعد الموافقة على إعادة المحاكمة ،نجد إن المشرع
العراقي أناط المهمة الى المحكمة التي أصدرت الحكم ،أو الى المحكمة التي حلت محلها إستنادآ إلى
المادة ( )275من قأنون أصول المحاكمات الجزائية العراقي التي جاء بها (اذا وجدت محكمة التمييز
أن طلب إعادة المحاكمة لم يستوف شروطه القانونية فتقرر رده واذا وجدته مستوفيا لها فتقرر احالته
مع األوراق الى المحكمة التي اصدرت الحكم أو الى المحكمة التي حلت محلها ،مرفقا بقرارها بإعادة
المحاكمة).
وبدورنا نتمنى على المشرع العراقي تعديل المادة ( )275من ق انون اصول المحاكمات الجزائية ،
وتحديد مدة معينة للنظر بقرار إعادة المحاكمة ،كون اعطأ نفس المحكمة التي اصدرت الحكم ،بأن
تصحح الحكم من جديد بعد صدور قرار إعادة المحاكمة ،ليكون كاألتي (اذا وجدت محكمة التمييز أن
طلب إعادة المحاكمة لم يستوف شروطه القانونية ،فتقرر رده ،واذا وجدته مستوفيًا لها فتقرر احالته
م ع األوراق الى المحكم ة ال تي اص درت الحكم ،أو الى المحكم ة ال تي حلت محله ا ،مرفق ا بقراره ا
بإعادة المحاكمة ،وعلى المحكمة التي اعيده اليها أوراق الدعوى البت بها خالل مدة تحددها المحكمة
التي اعيدت اليه الدعوى ) وبذلك تكون على محكمة التي أعيد لها الحكم األسراع بحسم الدعوى ،
كون أنها محددة بمده ،وسبب تحديد المدة كون أنها لديها معلومات مسبقة بالدعوى وحيثياتها ،وألن
كأن قد صدر بها الحكم ،وتم نقضه واعيدت أوراق الدعوى هذه كلها مدة يترتب عليها اثر في حالة
تصحيح الحكم .
المطلب الثاني
تصحيح الخطأ القانوني في صياغة الحكم الجزائي
يمكن أن ي رد خط أ ق انوني عن د ص ياغة الحكم الج زائي الب د من تص حيحه ،الى ج انب األخط اء
المادية والواقعية التي حدد المشرع طرق معينة لتصحيحها ،وب الرجوع الى محكمة الموضوع التي
ص اغت الحكم ،ولكن ه ذه األخط اء القانوني ة التص حح من المحكم ة ال تي أص درت الحكم الج زائي
وص اغته ّ ،أنم ا تص حيحها يتم من قب ل محكم ة التمي يز نفس ها ،ودون حاج ة للرج وع الى محكم ة
الموضوع للتصحيح ،كون هذا الإجراء يدخل ضمن اختصاص محكمة التمييز ؛ ألنها محكمة ق انون
)(103 الفصل الثالث
وله ا الرقاب ه على الحكم الج زائي عن د ص ياغة ،حيث ان األخط اء القانوني ة ال تي تص در من محكم ة
الموضوع عند صياغة الحكم ،قد تكون اخطاء تتحدد في تطبيق النص أو في تفسيره ،أو أخط اء تقع
في المسائل القانونية للحكم ،وبالنتيجة النهائية ُتعد أخطاء قانونية في صياغة الحكم الجزائي(.)1
إس تنادًا لم ا تق دم سأقس م المطلب الى ف رعين ،نخص ص األول :الخط أ الق انوني في ص ياغة
الحكم الجزائي ،والثاني :أكرسه إلجراءات تصحيح الخطأ القانوني لصياغة الحكم الجزائي .
الفرع األول
الخطأ القانوني في الحكم الجزائي
أن الخط أ الق انوني في الحكم الجزائي إمّا خط أ لمخالف ة القواعد الموضوعية التي على إساسها
،لذا سنتنأول هذا الفرع في نقطتين ،نخصص ()2
صدر الحكم ،أو خطأ لمخالفة القواعد الشكلية للحكم
النقط ة األولى للبحث في الخط أ عن د مخالف ة القواع د الموض وعية ،وس نتنأول في الثاني ة الخط أ عن د
مخالفة القواعد الشكلية .
أوًال :الخطأ الموضوعي في الحكم الجزائي :يقص د بالخط أ في القواع د الموض وعية مخالف ة قواع د
قانون العقوبات عند تطبيقها على الواقعة المعروضة المتمثل في الخطأ في تطبيق الق انون ،والخطأ
في تأويل القانون ،إذ يرد الخطأ في تطبيق القانون عندما تطبق المحكمة مادة قانونية على واقعة غير
المادة الواجب تطبيقها ،ويحصل هذا الخطأ إذا كييفت محكمة الموضوع جريمة السرقة باكراه التي
تطب ق عليه ا احك ام الم ادة ( )443/1عقوب ات بأن ه غص ب على وف ق للم ادة ( )452عقوب ات ع راقي ،
وك ان الج اني ،وهو الذي استولى على مال المجنى عليه ،في حين أن مادة الغصب تخضع الحكام
الم ادة ( )452إذا س لم المج ني علي ه مال ه الى الج اني وه و تحت ت أثير الإك راه ،يُع د خط أ في حال ة
عَد ت المحكمة مجرد األستفزاز المجنى عليه عذرًا قانونيًا مخفف وفق احكام المادة ( )130عقوبات ،
في حين أن الع ذر الق انوني المخف ف للعق اب وال ذي يطب ق في ه ذه الحال ة طبق ًا للم ادة ( )128عقوب ات
وأن يرتكب الجاني جريمة ،بناء على اسفزاز خطير ،وليس مجرد استفزاز(.)1
من التطبيقات القضائية بهذا الصدد في حالة صياغة الحكم الجزائي من محكمة الموضوع جاء
مخالف ًا بص ورة واض حة لم ا تقض ي ب ه القواع د القانوني ة واجب ه التط بيق ،وق د ذهبت محكم ة التمي يز
األتحادي ة في ه ذا الص دد ،ونقض ت الحكم الص ادر وذل ك لمخالف ة محكم ة الموض وع تط بيق الق انون
تطبيقًا صحيحًا حيث تم معاقبه المتهم وفقًا ألحكام المادة ( )421عقوبات ،والتطبيق الصحيح هو وفق
ق انون مكافح ة األره اب ،ك ون الفع ل ال ذي ارتكب ه المتهم ذا ط ابع اره ابي ،ألن الخط ف لغ رض
الاب تزاز واخ ذ فدي ة ُ ،يع د عملًا ارهابي ًا ،ل ذا أخط أت المحكم ة في اس نادها للم ادة ،وتم نقض الحكم
الصادر في الدعوى( ،)2وقد يكون الخطأ في القانون بصورة صريحة وواضحة وذل ك في حال ة إص دار
محكمة الموضوع حكم جزائي على المتهم متعارض مع ما يوجبه القانون ،واقرت بهذا الصدد محكمة
استئناف بابل بصفتها التميزية بنقض الحكم الصادر بحق المتهم وذلك لوجود خطأ في تطبيق الق انون
تطبيقًا صحيحًا من قبل محكمة الموضوع(. )3
ومن تطبيق ات الخط أ الق انوني في الحكم الج زائي ،ان تص در محكم ة الموض وع حكمه ا بش كل
يخالف التطبيق السليم للنص القانوني ،فقد تصدر المحكمة حكمها بالغاء التهمة واالفراج عن المتهم
اس تنادًا الحك ام الم ادة ( )398من ق انون العقوب ات ،بينم ا ي وجب تط بيق احك ام الم ادة اعاله ،ايق اف
،وك ذلك ي رد خط أ ق انوني في الحكم ()4
االجراءات القانونية بحق المتهم عن د ت وفر ش روطها القانوني ة
الجزائي في حالة تطبيق مادة عقابية تفرض بها العقوبات األصلية بسجن ومصادرة اموال ،كالمادة (
/14أوًال/ب )2/من قأنون مكافحة المخدرات رقم 68لسنة 1965المعدل ،فتصدر محكمة الموضوع
)?(1د .جمال محمد مصطفى ،شرح قانون اصوال المحاكمات الجزائية ،بغداد، 2005،ص.67
)?(2قرار محكمة التمييز المرقم /916الهيئة الجزائية الثأنية ، 2013/في (،6/5/2013غير منشور ).
)?(3ق رار محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التميزي ة الم رقم /393ت/جزائي ة ، 2013/في ( 9/9/2013غ ير
منشور ) .
)?(4قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 17215الهيئة الجزائية الثأنية 2012/في ( 5/11/2012غير منشور) .
)(105 الفصل الثالث
عن د ص ياغة حكمه ا بتط بيق ش ق منه ا واغف ال الش ق الاخ ر( ،)5وق د ي رد تط بيق م ادة عقابي ة من قب ل
المحكمة على اجراء لم يتخذه المتهم مما يترتب عليه نقض وتغيير الوصف القانوني (.)2
أمّا م ا يخص الخط أ في تأوي ل الق انون فيقص د ب ه خط أ محكم ة الموض وع في فهم المص طلحات
المس تخدمة في النص ال واجب التط بيق على الحكم الج زائي في ال دعوى( ، )3والتأوي ل يعت بر ن وع من
أن واع التفس ير ويع بر عن ه ه و ص رف المع نى الظ اهري للف ظ الى مع نى اخ ر لمناس به بينه م ا ،ل ذا ق د
يص اغ الحكم الج زائي وب ه مخالف ة الق انون وع دم ص حته وذل ك بس بب تأوي ل النص من قب ل المحكم ة
الموضوع مما يترتب النقض الحكم الجزائي بالدعوى .
ومثال على التأويل الخطأ في تطبيق النص القانوني ،تفسير لفظ الصاحب الواردة في المادة (
/428/1أ) من قانون العقوبات العراقي الذي جاء به ( ،....أ/من دخل محال مسكونا أو معدا للسكنى
أو اح د ملحقات ه وك أن ذل ك ب دون رض ا ص احبه ،وفي غ ير األح وال ال تي ي رخص فيه ا الق أنون
ب ذلك، ).....،حيث ب أن المقص ود في الم ادة اعاله المال ك فق ط ،وأليش مل الح ائز بس بب مش روع
كالمستأجر ،وذلك ألن قانون العقوبات عندما يقصد المالك بالذات يورد هذا اللفظ صراحة مثل مأورد
ب المواد ( )439،453،454من ق انون العقوب ات ،فل و أراد المش رع قص ر النص في الم ادة ()428
عقوبات على المالك لنص عليها أيضآ( ،)4وقد يرد خطأ قأنوني بتفس ير نص الم ادة العقابي ة من محكم ة
الموض وع ال تي ص اغت الحكم م ا ي ؤدي الى إفالت المتهم من العق اب وك أن الب د من معاقبت ه ،لكن
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 92الهيئة الجزائية الثأنية 2014/في ( 15/1/2014غير منشور) .
)?(2قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 11756الهيئة الجزائية 2014/في ( 13/11/2014غير منشور) .
)?(3د .مأمون محمد سالمه ،األجراءات الجنائية في التشريع المصري ،مكتبه القاهرة ،1980 ،ص.900
)?(4المادة ( )428من قانون العقوبات العراقي التي نصت ( ..يعاقب بالحبس م دة ال تزي د على س نة وبغرام ة ال تزي د
على مائ ة دين ار أو باحدى ھاتین العقوب تین.أ /من دخ ل محال مس كونا أو معدا للسكنى أو احد ملحقات ه وك أن ذلك ب دون
رضاء صاحبه وفي غیر األحوال التي يرخص فیھا القانون بذلك ،ب /من وجد في محل مما ذكر متخفیا عن اعین من
له حق في اخراجه منه .).....،.و المواد ( )439،453،454التي تم المقارنة بيها من نفس القانون.
)(106 الفصل الثالث
محكمة الموضوع اغفلت في تفسير نص المادة ،ما أدى لنقض الحكم الجزائي من قبل محكمة التمييز
لوجود خطأ في تفسير القانون تفسيرًا صحيحًا (.)1
ثأنيًا :الخطأ الشكلي في الحكم الجزائيُ :يراد بالخطأ الشكلي الخطأ الذي شابه تطبيق ق انون أصول
المحاكمات الجزائي ة ،أي شاب اجراء من األجراءات خط اء ما يترتب عليه نقض الحكم ،أي يكون
هنال ك خط أ ج وهري في الحكم ،وذل ك م اورد علي ه النص في الم ادة (/249أ) من ق أنون اص ول
المحاكمات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت(...خط أ ج وهري في األج راءات األص ولية )( ،)2فالخط أ في
القواع د الش كلية في ه ذه الحال ة يتص ل في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة واليتعل ق في ق انون
العقوبات ،وعليه فإن هنالك جزاء اجرائي ًا يترتب على مخالفة الشكليات الجوهرية المتعلقة بصياغة
الحكم الجزائي ،عندما يكون الحكم خاليًا من البيانات الواجبه للصياغة وإصداره بشكله الُأنموذجي ،و
تعت بر ه ذه البيان ات من البيان ات الجوهري ة ال تي نص عليه ا المش رع في الم ادة (/244أ) من ق أنون
اصوال المحاكمات الجزائية .
أمّا فيم ا يخص الخط أ في تط بيق ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة تطبيق ًا ص حيحًا على الواقع ة
واصدار الحكم الجزائي خالف ذلك ،ومثل الحكم من قبل محكمة الموضوع بألغاء التهمة عن المتهم
بالرغم من أنه في كل مراحل المحاكمة والتحقيق قد اعترف بارتكابه للجريمة ،وعدم وجود أي اثار
توحي بأن األعتراف تم بسبب الإكراه ،ما يدفع محكمة التمييز الى نقض الحكم الصادر من محكمة
الموض وع لخط أ في تط بيق األج راءات األص ولية من المحكم ة ،ويص در الحكم أيض ًا مخالف ًا
()3
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 13952الهيئة الجزائية الثأنية 2012/في ( 9/10/2012غير منشور) .
)?(2الم ادة (/249أ)من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت (أ /لك ل من األدع اء الع ام والمتهم
والمشتكي والمدعي المدني والمسؤول مدنيا أن يطعن لدى محكمة التمييز في األحكام والقرارات والتدابير الصادرة من
محكمة الجنح أو محكمة الجنأيات في جنحة أو جنأية اذا كأنت قد بنيت على مخالفة للقانون أو خطا في تطبيقه أو تأويله
أو اذا وقع خطا جوهري في األجراءات األصولية أو في تقدير األدلة أو تقدير العقوبه وكأن الخطا مؤثرا في الحكم).
)?(3قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 11284الهيئة الجزائية 2014/في ( 12/11/2014غير منشور) .
)(107 الفصل الثالث
األصولية المحدده من قبل الق انون ،وتكون هذه األجراءات هي التي بني عليها صياغة الحكم ،مما
. ()1
يؤدي الى نقض الحكم من قبل محكمة التمييز ؛ لعدم تطبيق األجراءات األصولية الصحيحه
كما يعد خطا اجرائي ًا من قبل محكمة الموضوع في تقدير االدلة المتوفرة بالدعوى ،كأن تحكم
اء على ش اهد واح د في ال دعوى ،والش هادة الواح دة أليمكن اعتباره ا دليلًا قطعي ًا
محكم ة الموض وع بن ً
في الحكم الجزائي ،مما يترتب على نقض الحكم من محكمة التمييز لمخالفة الق انون من حيث تطبيق
النص األجرائي بصوره كاملة على واقعة الدعوى ،أو ترد أدلة كافية لإدانة وتحكم محكمة الموضوع
،وق د ي رد رفض طلب من محكم ة الموض وع في ال دعوى ()2
على المتهم بإلغ اء التهم ة عن المتهم
يكون فيصل في الحكم ،ويُعد الطلب كل ما كأن ظاهر التعلق بموضوع الدعوى مباشرة لتحقيق دليل
معين فيها(.)3
)?(1د .عب د الحمي د الش ورابي ،ع ز ال دين الديناص وري ،المس ؤولية المدني ة في ض ؤ الفق ة والقض اء ،الق اهرة الحدي ة
للطباعة ،1988،ص.1238
)?(2المادة ( /213ب) من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت على(ال تكفي الش هادة الواح دة س ببا
للحكم ما لم تؤيد بقرينة أو ادلة اخرى مقنعة أو باقرار من المتهم األ اذا رسم القانون طريقا معينا لالثبات فيجب التقيد
به) ،كذلك جاء تطبيقآ قضائي بذلك ،قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم /393ت/جزائية 2013/في
( 9/9/2013غير منشور).
3
Rojere E.
Salnany،
Canadian
criminal
procedure،
third edition،
(1 )Canada
law book
limited
)?(1د .رمسيس بهنام ،األجراءات الجنائية تأصيل وتحليل ،ج ،2منشاء المعارف ،األسكندرية ،دون سنه طباعة ،ص
.420
)?(2قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 11887الهيئة الجزائية 2014/في ( 6/11/2014غير منشور) .
)?(3الفقره ( )31من المذكرة األيضاحية لقانون اصول المحاكمات الجزائية .
)?(4ذكرى محمد حسين الياسين ،التدخل التمييزي في ال دعوى الجزائي ة ،رس الة ماجس تير ،جامع ة باب ل ،كلي ة الق انون،
،1998ص 14
)(109 الفصل الثالث
محكم ة التمي يز في مراقب ه الخط أ الق انوني الص ادر من محكم ة الموض وع فق د ج اء في ه ذه الم ادة (أ/
لك ل من األدع اء الع ام والمتهم والمش تكي والم دعي الم دني والمس ؤول م دنيا أن يطعن ل دى محكم ة
التمي يز في األحك ام والقرارات والت دابير الص ادرة من محكم ة الجنح أو محكم ة الجناي ات في جنح ة أو
جناية اذا كانت قد بنيت على مخالفة للقانون أو خطا في تطبيقه أو تأويله أو اذا وقع خطا جوهري في
األجراءات األصولية أو في تقدير األدلة أو تقدير العقوبه وكأن الخطا مؤثرا في الحكم).
أمّا المشرع المصري فقد ج اء محددًا الجه ة المختص ة بالتص حيح في حالة الخط أ الق انوني في
الحكم الجزائي في قانون حالات وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض الصادر بالق انون رقم 57لسنة
1959المعدل بالقانون رقم 1.6لسنة 1962بشأن حاألت وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض في
الم ادة ( )30ال ذي ج اء به ا ( لك ل من النياب ه العام ة والمحك وم علي ه والمس ئول عن الحق وق المدني ة
والمدعي بها الطعن بالنقض في الحكم النهائي الصادر من درجة في مواد الجنأيات والجنح وذلك في
األحوال األتية:
/1أن ك أن الحكم المطع ون في ه مبني ا على مخالف ة الق أنون أو على خط أ في تطبيق ه أو تأويل ه /2إذا
وقع بطألن في الحكم /3إذا وقع في األجراءات بطألن اثر في الحكم .)...
من ك ل ذل ك يتض ح أن وظيفت ة محكم ة التمي يز مراقب ة الحكم الج زائي في حال ة الخط أ في تط بيق
الق انون ،أو الخط أ الج وهري في األج راءات األص ولية ،عندئ ذ تق رر نقض الحكم ،وتتب ع محكم ة
التمييز هذا األجراء بالنقض بموجب الصالحيات المخوله لها من قبل المشرع على الحكم الصادر من
محكمة الموضوع في حالة المخالفة ،أو الخطأ بالقانون ،وتصدر محكمة التمييز عدّة قرارات منها :
نقض الحكم وإ ع ادة األوراق الى المحكم ة لإع ادة النظ ر في الحكم ب البراءة بغي ة ادأن ة المتهم لكون ه ق د
ارتكب جريمة من الجرائم ،وقد نصت على هذه الحالة المادة ( )259/5من قأنون اصوال المحاكمات
الجزائية العراقي على (إعادة األوراق الى المحكمة مرة واحدة إلعادة النظر في الحكم بالبراءة بغية
ادأنة المتهم).
وأيضًا جاء المشرع المصري في هذا الصدد حيث نص عليها في المادة ( )39من ق انون رقم 57
لسنة 1959المعدل بالقأنون رقم 1.6لسنة 1962بشأن حاألت وإ جراءات الطعن أمام محكمة النقض
)(110 الفصل الثالث
ال تي نص ت (تنقض المحكم ة الحكم وتعي د ال دعوى الى المحكم ة ال تي اص درته لتحكم فيه ا من جدي د
مشكلة من قضاة اخرين).
وقد اصدرت محكمة التمييز االتحادية العديد من القرارات التي تقضي بموجبها االحكام الصادره
من محكمة الموضوع والمتضمنه الغاء التهمة واالفراج عن المتهم ،او براءته من التهمة الموجة اليه
،كون االدلة المتوفرة بالدعوى كافية الدانته وفرض العقوبة عليه وفق القانون (.)1
ومن ضمن القرارات التي تصدرها محكمة التمييز لتصحيح الخطأ الق انوني قرارها بنقض الحكم
الص ادر من محكم ة الموض وع بالإدان ة على المتهم ،وتحكم ب براءة المتهم وإلغ اء التهم ة واألف راج
واخالء السبيل ،وتصحح الخطأ في الحكم الصادر باألدأنة استنادآ للمادة ( )6 /259من قانون اص ول
المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ،وق د ذهبت محكم ة التمي يز في ه ذا الص دد بالغ اء التهم ة واألف راج عن
المتهم ما لم يكن مطل وب على قض يه اخ رى( ،)2وق د تص در ق رارًا بنقض الحكم واج راء المحاكم ة من
جدي د كلًا أوج زءًا ،أو نقض الق رار لخل ل في مراح ل التحقي ق إس تنادًا للفق رات ( )8 ،7من الم ادة (
)259من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ،وق د اخ ذت محكم ة التمي يز به ذا الص دد في قرارته ا
ونقض ت الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ؛ ألنه ا لم تتب ع األج راءات األص ولية الص حيحة اثن اء
التحقيق والمحاكمة (.)3
ك ذلك لمحكم ة التمي يز أن تق رر بنفس ها إب دال الوص ف الق انوني غ ير الص حيح الص ادر من محكم ة
الموضوع بوصف قانوني اخر يوصف اخر اكثر انطباقًا على الجريمة المرتكبة بدلًا من ارسال أوراق
ال دعوى مج ددًا الى المحكم ة ال تي ص درت الحكم في ال دعوى الجزائي ة ،وه ذا مااش ارت الي ه الم ادة (
)260من ق أنون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي إذ نص ت (لمحكم ة التميي يز أن تب دل الوص ف
)?(1ق رارات محكم ة التمي يز األتحادي ة المرقم ة /1935الهيئ ة الجزائي ة 2012/في ، 7/2/2012قراره ا الم رقم
/12028الهيئ ة الجزائي ة 2014/في ، 23/11/2014وقراره ا الم رقم /11284الهيئ ة الجزائي ة 2014/في 12م
( 11/2014غير منشوره)
)?(2ق رار محكم ة التمي يز الم رقم /63هيئ ه عام ة /90/في ، 15/10/1990نقآل عن د .اب راهيم المش اهدي ،مص در
سابق ص.34
)?(3قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 11987الهيأة الجزائية األولى 2010/في ( 3/11/2010غير منشور).
)(111 الفصل الثالث
القأنوني للجريم ة التي ص در الحكم بادأن ة المتهم الى وصف اخر يتفق مع طبيع ة الفعل الذي ارتكبه
وتقرر ادأنتة .)....
كم ا س ار المش رع المص ري بنفس األتج اة في الم ادة ( )40من ق أنون رقم 57لس نة 1959حيث
نصت على أنه (إذا اشتملت أسباب الحكم على خطأ فى القانون أو إذا وقع خطأ فى ذكر نصوصه فال
يج وز نقض الحكم م تى ك انت العقوب ه المحك وم به ا مق ررة فى الق انون للجريم ة ،وتص حح المحكم ة
الخطأ الذى وقع فيه).
ولمحكمة التمييز أيضًا الحق في تصحيح الوصف القانوني للواقعة الجرمية دون الحاجة للرجوع
الى محكم ة الموض وع ب ذلك من اج ل األس راع بحس م ال دعوى الجزائي ة ومنع آ لألطال ة ،إذ ج اء في
اح دى ق رارات محكم ة التمي يز أن ه ( ...لق د اخط أت في التكي ف الق انوني للجريم ة والوص ف محكم ة
الموضوع ووصفتها وفق المادة (/421ب/ج /عقوبات وبداللة امر مجلس الوزراء 3لسنة )2004
عقوب ات وذل ك أن الث ابت من وق ائع ال دعوى ، ....أن فع ل المتهم يش كل جريم ة تنطب ق علي ه احك ام
المادة (الرابعة 1/وبداللة المادة الثأنية 8/من قأنون مكافحة األرهاب) وعليه استنادآ الحكام المادة (
)260اصول قرر تبديل الوصف القأنوني ) ،من ذلك يتبين أن محكمة التميز قامت بتغي ير الوصف
الق انوني وتص حيح الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ،دون الحاج ة الى نقض الق رار ،واع ادة
الدعوى الى المحكمة التي صاغت الحكم الجزائي (.)1
يتبين لنا من خالل ما تقدم أن من اختصاص ت محكمة التمييز هو تصحيح الخطأ الق انوني الذي
يشوب الحكم الجزائي الصادر من محكمة الموضوع ،وعليه فإن محكمة التمييز لها أن تصدر عدّة
ق رارات عن د وج ود الخط أ الق انوني ،إمّا تنقض الق رار الص ادر من محكم ة الموض وع لوج ود ه ذه
األخط اء عن د ص ياغة الحكم من اج ل تص حيحها وإ ع ادة النظ ر بقراره ا الص ادر ،أو تق وم بتغ ير
الوص ف الق انوني وتص ادق على الحكم الص ادر ،دون الحاج ة للرج وع الى محكم ة الموض وع ،ألن
المشرع أعطاها الحق في الرقابه والتدخل في الحكم الجزائي الصادر في الدعوى.
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم / 18386الهيأة الجزائية الثأنية 2012/في ( 13/1/2013غير منشور).
)(112 الفصل الثالث
المبحث الثاني
أثر التصحيح في صياغة الحكم الجزائي
يمثل تصحيح الحكم الجزائي المنقوض من قبل محكمة التمييز نتيجة األخطاء التي تصيب الحكم
بس بب ع دم الص ياغة الص حيحة أث ارًا تلح ق ب ه ؛ الب د لن ا من تبّين تل ك األث ار المترتب ه على الحكم في
مأيخص األثار المتعلقة بالحكم ذاته ،أو األجراءات السابقة للحكم ،وتأثير لنقض الحكم الجزائي على
الدعوى المدنية ،وأثر األجراءات الالحقة المتمثلة بتنفيذ مايترتب على مسئولية المحكمة التي صاغت
الحكم الجزائي ،كون أن نقض الحكم الجزائي قد زالت عنه األثار القانونية ،وأصبح الحكم الجزائي
كأنه لم يكن (.)1
ووفق ًا لم اورد علي ه النص في الم ادة ( )262من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ،ف أن نقض
الحكم الصادر بالدعوى الجزائية ،من قبل محكمة التمييز االتحادية ،قد يكون نقض كليًا لذلك الحكم ،
وق د يك ون ذل ك النقض نقض ًا جزئي ًا يتعل ق بفق رة مح ددة ض من الحكم الج زائي ،بحيث يبقى االج راء
االخر صحيح وموافق للقانون (.)2
إستنادًا الى ما تقدم سوف نتناول في هذا المبحث مطلبين ،األول نخصصه لأثار تصحيح الحكم
الجزائي والإجراءات السابقة عليه ،وأثاره على الدعوى المدنية والث اني اثار تصحيح الحكم الجزائي
في تفيذ الحكم وقوه الشيء المقضي فيه ،ومسؤولية المحكمة عن صياغتها للحكم الخطأ.
المطلب األول
اثار التصحيح على الحكم الجزائي واألجراءات السابقة له والدعوى المدنية المرتبطة به
أن الدعوى الجزائية تتكون من مجموعة من األجراءات المختلفة في جميع مراحلها لذا فأن اثر
التص حيح في األج راء المعيب ،أم ّا يك ون ب الحكم ذات ه ،وي رتب اث اره مح دده أو ق د ي رد في
األجراءات السابقة له ،وبسبب ترابط إجراءات الدعوى واسنادها للوصول إلى غايتها في صدور حكم
عادل مبني على إجراءات سليمة ومنتظمة ،وألجل توضيح ذلك ،أرتأيت تقسيم المطلب على ثالثة
ف روع ،نخص ص األول من ه لدراس ة أث ر التص حيح على الحكم الج زائي ،أمّا الث اني فأكرس ه لدراس ة
أث ر التص حيح في األج راءات الس ابقة ل ه ،والث الث أث ار التص حيح على ال دعوى المدني ة المرتبط ة
بالحكم ،وكاألتي:
الفرع األول
اثار التصحيح على الحكم الجزائي
إن اثار العيوب التي تشوب الحكم الجزائي تثار في اللحظة ذاتها أيضًا مسألة اخرى ترتبط بها
ارتباطًا وثيقًا ،وهي مسألة عدم توليد الحكم المعيب آلثاره القانونية ،إذ أن عيب الحكم الجزائي ال بد
من إثارته ،إّما عدم توليده آلثاره ،فهو النتيجة التي يترتب عليها عند مخالفته النموذج الق انوني الذي
نظمته القاعدة القانونية المنظم ة ل ذلك لإلج راء المتخ ذ ،وإن العم ل المعيب س وف يظ ل العيب كامن ًا
()1
في ه منتج ًا آلث اره القانوني ة إلى أن يتق رر نقض ه ،فتقري ر النقض اذن يع ني إعط اءه فرص ة األنطالق
لترتيب آثاره القانونية بصورة محددة واألعتداد به امام الكافة ليعلن عجز األجراء عن ترتيب اثاره
القانونية التي كأن يجب أن يرتبها لو نشأ صحيحًا ،فالقاعدة األصولية في هذا الشأن تقضي بأن العم ل
غير الصحيح ال ينتج اثرًا ؛ ألنه يخالف القانون والمشرع ال يرتب على هذه المخالفة حكمًا (.)2
مما الشك فيه أن لكل األعمال الإجرائية ،بصورة عامة والحكم الجزائي بصورة خاصة اثارًا
ت ترتب عليه ا عن د اتخاذه ا ،إذ ي ترتب على ص دور الحكم الج زائي في ال دعوى أنته اء ال دعوى
وخروجه ا من ي د المحكم ة ال تي ص اغت الحكم ،وبالت الي يص بح الحكم س ندًا تنفي ذيًا يح ق لط رفي
)?(1أيه اب عب د المطلب ،موس وعة الحكم القض ائي في الم واد المدني ة والجزائي ة ،ج ، 2المرك ز الق ومي لإلص دارات
القانونية ،القاهرة ،2003 ،ص.183
)?(2د .توفيق الشأوي ،فقه األجراءات الجنائية ،ج ،1ط ،1مطبعة دار الكتاب العربي ،مصر ،1954 ،ص.442
)(114 الفصل الثالث
ال دعوى أن يط الب بتنفي ذه م تى ك ان ح ائزًا لحجي ة الش يء المقض ي ب ه ،ف إذا ق ررت محكم ة التمي يز
نقضة ترتب على ذلك اهدار جميع آثاره وتجريده من كل قيمة قانونية له (.)1
ويترتب على اثار تصحيح الحكم الجزائي ،نجد ان في حالة نقض الحكم الجزائي في احدى البيانات
االنموذجية لصياغة الحكم ،كا يكون النقض بسبب الخطأ في بيان الديباجة ،يترتب عليه نقض الحكم
كله النه يعتبر جزءًا اليتجزاء من بيانات الحكم الصيحيح ،والبد ان يكون صحيح في جمي ع اجراءات ه
،لكي ينتج حكمًا صحيحًا صادر وفق االجراءات الالزمة الصياغة أنموذجية ،الن نتيجة نقض احدى
البيانات يترتب علية نقض الحكم الجزائي(.)2
الفرع الثاني
اثار التصحيح على الإجراءات السابقة للحكم
في الواقع أن الحكم الجزائي اذا كان مشوبًا بخطأ أوعيب فإنه يؤثر في صحه األجراءات السابقة
ال تي س بقت ص ياغة الحكم الج زائي ،وال تي ب نى عليه ا الحكم ،مم ا ي رتب على ذل ك اث ار في حال ة
تصحيحح تلك األجراءات ،وعليه أن نقض الحكم نتيجة عيب أو خطأ في األجراءات السابقة يترتب
علي ه نقض الحكم الج زائي كل ة( ، )3لكن ه ذا لايمن ع مم ا ق د ي ترتب على نقض الحكم الم ترتب تص حيح
اح دى فق رات الحكم المعيب ه ،وب اقي الحكم ص حيح في األج راءات الس ابقة المتبع ة ،وب ذلك يك ون
التصحيح فقط في الفقرات المنقوضه ،واثار التصحيح ترد فقط على تلك الفقرات ،أمّا ماعداها فإنها
تعد صحيحه وال ثؤثر في الحكم(.)4
لكن نالح ظ ان ه ق د تمت د اث ار التص حيح نتيج ة نقض الحكم الج زائي الى األج راءات الس ابقة
لص دور الحكم ،إذا ك أن هنال ك ارتب اط بين الحكم و الاث ار ال تي ت رتب عليه ا نقض الحكم ،أي اس تند
الحكم عند صدوره على تلك األجراءات المنقوضة ،مم ا ي ترتب علي ه نقض الحكم وتص حيحه( ،)5مف اد
ذلك أن محكمة التمييز تصدر حكمه ا بنقض الحكم الص ادر من قب ل محكم ة الموض وع ،لكون هنالك
خطأ في األجراءات السابقة في الحكم ،مما يترتب نقض الحكم كل ه ،ألن األجراءات التي بنى عليه
الحكم ال دعوى الجزائي ة مرتبط ه ارتباط ًا وثيق ًا في ص دوره ،ب االجراءات الس ابقة ،وه ذه االج راءات
كان غير صحيحية ممايترتب نقضه ،وتطبيقًا لذلك قرار جاء لمحكمة التمييز بهذا الصدد إعادة أوراق
الدعوى الى محكمة الموضوع ،لوجود خطأ في تطبيق القأنون واألجراءات األصولية ،واغفال من
قبل محكمة الموضوع في األجراءات السابقة في اثناء سير التحقيق والمحاكمة ،ما ي ترتب على ذلك
نقض الحكم من محكمة التمييز (.)2
في حين قد يتم تصحيح الحكم الجزائي الذي يشوبه الخطأ في الإجراءات السابقة الصداره ،دون
ان يترتب على ذلك نقض الحكم الصادر من محكمة الموضوع ،كون ماشابه من خطأ في اإلجراءات
اعتم د عن د ص ياغة الحكم الج زائي ،مم ا يالح ظ أن ورود التص حيح
الس ابقة ،لم تكن األس اس ال ذي ُ
على اجراء معين لم يكن له تأثير ،وبني عليه الحكم الجزائي ،فمثًال قد يشوب خطأ في األجراءات
من حيث اعتراف المتهم بالإكراه ،ولكن الحكم عند صدوره قد بني على أدلّة غير اعتراف للمتهم عند
صدور الحكم من محكمة الموضوع فبهذه الحالة يكون الخطأ في األجراءات السابقة غير مؤثر على
صياغة الحكم (.)3
وعلي ه ف إن الجه ة ال تي تق رر تص حيح الخط أ كلًا أو ج زءًا في الحكم الج زائي في الإج راءات
الس ابقة للص ياغة ،هي محكم ة التمي يز من خالل قرارته ا بنقض الق رار لوج ود خط أ في الإج راءات
وإ عادة اجراءات المحاكمة والتحقيق ،أو تصحيح فقرة حكمية معينة م ا يُرتب اثارًا معينه في حدود
تلك الفقرة المنقوضة(.)4
وتطبيق ًا لذلك جاء في قرار محكمة التمييز أن الحكم الص ادر من محكم ة الموضوع وفق احكام
الم ادة الرابع ة عش ر /ثأني ًا من ق انون المخ درات عن جريم ة حي ازة الحب وب المخ درة بقص د التع اطي
واألستعمال الشخصي قرار صحيح لذا تم تص ديقه استنادآ للماده /259أ )1/أصول بينما نقض الفقرة
الحكمية الخاصة بمصادرة السيارة كون مصادرة األموال المنقولة وغير المنقولة ترد على المتاجرة
وليس التعاطي ،اوصدور حكم من المحكمة التي صاغت الحكم بمصادره السياره التي تمت بها عملية
وبه ذا الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع ال تي ()1
السرقه ،ما يؤدي الى نقض ه ذه الفق ره الحكمي ة
تم نقض فقره حكمية فيه فقط ،لكون ه غير مرتبطة بنص المادة القانونية ،واغفال محكمة الموضوع
التي صدرت الحكم الجزائي للتفسير الصحيح لنص المادة ( ، )14/2فإن محكمة التمييز صادقت على
الحكم الصادر من محكمة الموضوع مع نقض هذه الفقره الحكمية فقط كونها التنطبق مع نص المادة
المعاقبه عليها .
الفرع الثالث
اثار تصحيح على الدعوى المدنية المرتبطة بالحكم الجزائي
أن قاعدة حجية الحكم الجزائي امام المحاكم المدنية من اهم اجراءات األرتباط بين الدعوى المدنية
وال دعوى الجزائي ة ،واهم م ا ي برز ت أثير تص حيح الحكم الج زائي على ال دعوى المدني ة يتمث ل بم دى
األرتباط بين الدعويين المدنية والجزائية ،إذ إن كًال منها ينش أ عن جريم ة واح دة ،اض ف إلى ذل ك (،)2
إذ نجد أن قانون اصول المحاكمات الجزائية اجاز لمن لحقه ضررُ ماديَ أو معنويَ من أية جريمة أن
يقيم دع واه ب الحق الم دني ض د المتهم والمس ؤول م دنيًا عن فعل ه( ،)3تارك ًا في ذل ك ل ه الخي ار في أن
يقيمها امام المحكمة المدنية مباشرة وبصورة مستقلة عن الدعوى الجزائية على أن يوقف الفصل فيها
لحين البت في الدعوى الجزائية المرفوعة امام المحكمة الجزائية استنادًا إلى القاعدة التي تقضي بأن
)?(1ق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة الم رقم / 11887الهيئ ة الجزائي ة 2014 /في ، 6/11/2014وقراه ا الم رقم
/ 5569/6198الهيأة الجزائية االولى 2010/في ( 3/2010 /24غير منشوران).
)?(2احم د يوس ف الزواه رة ،حجي ة الحكم الج زائي ام ام القض اء الم دني (دراس ة مقارن ه) ،رس الة ماجس تير ،جامع ة
جرش ،األردن،2012 ،ص 193ومابعدها.
)?(3المادة ( )10من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي.
)(117 الفصل الثالث
الجن ائي يوق ف الم دني وذل ك به دف اس تفادة المحكم ة المدني ة من األج راءات ال تي تتخ ذ ام ام المحكم ة
الجزائي ة ،فض ًال عن من ع الت أثير ال ذي يمكن أن يحدث ه الحكم الم دني على الحكم الجن ائي عن د تقري ره
للوقائع المطروحة امامه لو تم الفصل في الدعوى المدنية أوًال قب ل ال دعوى الجزائي ة ( ،)1وق د نص ت
على ه ذه القاع دة الم ادة ( )26من ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي بقوله ا ((على المحكم ة
المدنية وقف الفصل في الدعوى حتى يكتسب القرار الصادر في الدعوى الجزائية المقامة بشأن الفعل
الذي اسست عليه الدعوى درجة البتات وللمحكمة المدنية ان تقرر ما تراه من االجراءات االحتياطية
والمس تعجلة))( ، )2وب ذلك يُع د الحكم الج زائي الب ات الص ادر باألدأن ة أو ال براءة حج ة أم ام المحكم ة
المدني ة فيم ا يتعل ق بتع يين الواقع ة المكون ة للجريم ة ،ونس بتها إلى فاعله ا ووص فها الق انوني ،وه ذا
ماجاءت به نص المادة ( /227أ) من قانون اصول المحاكمات الجزائي العراقي التي نصت على (أ/
يك ون الحكم الج زائي الب ات باالدان ة او ال براءة حج ة في م ا يتعل ق بتع يين الواقع ة المكون ة للجريم ة
ونسبتها الى فاعلها ووصفها القانوني) .
يت بين لن ا أن ه إذا ك انت ال دعوى المدني ة مرفوع ة ام ام المحكم ة المدني ة وأوق ف الفص ل فيه ا لحين
الفص ل في ال دعوى الجزائي ة وبع د الفص ل في ه ذه األخ يرة وص دور الحكم الج زائي تم نقض ة لكون ه
صدر معيبًا ،فمن الطبيعي أن ذلك النقض ال اثر له على الدعوى المدنية وذلك ألن الفصل فيها توقف
على اكتس اب الحكم الج زائي لدرج ة البت ات على النح و ال ذي أوض حته الم ادة ( )26من ق انون اص ول
المحاكمات الجزائية سالفة الذكر اما إذا لم ينقض واكتسب الدرجة القطعية بمضي المدة فإن ذلك سوف
يؤدي إلى تطهيره من جميع العيوب التي تشوبه ومن ثم يصبح حجة امام المحكمة المدنية.
)?(1مكي ابراهيم لطفي ،ضوابط األرتباط بين الدعويين الجنائية والمدنية الناشئة عن واقعة واحدة ،ج( 1قاعدة الجن ائي
يوقف المدني) ،مطبعة المعارف ،بغداد ،1986 ،ص .10
)?(2المادة ( )26من قانون اصول المحاكمات الجزائي ة الع راقي ،تقابله ا الم ادة ( )265من ق انون األج راءات الجنائي ة
المص ري ال تي نص ت (إذا رفعت ال دعوى المدني ة أم ام المح اكم المدني ة ،يجب وق ف الفص ل فيه ا ح تى يحكم نهائي ا فى
الدعوى الجنائية المقامة قبل رفعها أو فى أثناء السير فيها على أنه إذا أوقف الفصل فى الدعوى الجنائية لجنون المتهم
يفصل فى الدعوى المدنية ) .
)(118 الفصل الثالث
وقد ترفع الدعوى المدنية امام المحاكم الجزائية تباعآ فإن أي تصحيح يرد على الحكم الجزائي
يؤثر على الدعوى المدنية ،حيث ليس منطقيًا أنه يقضى بتصحيح الحكم الجزائي وبقاء الحكم المدني
س يما وأن ه ص در من المحكم ة الجزائي ة وبص ورة تبعي ة للحكم الج زائي ،اذ يُع د في ه ذه الحال ة وكأن ه
ج زء من ه ،ممثًال أن تقري ر ب راءة المتهم واألف راج عن ه يع ني أن المتهم لم يص در عن ه فع ل يس توجب
التع ويض ف البراءة أم ر يتن افى م ع التع ويض بي د أن ذل ك ال يمن ع الم دعي ب الحق الم دني من مراجع ة
المحاكم المدنية لغرض الحكم له بالتعويض وذلك ألن األفراج عن المتهم ال يعني أن المتهم بريء من
الجريمة بصورة مطلقة بل أن األدلة المتوفرة ضده ال تكفي لإلدأنة ،مع ذلك قد يستطيع المدعي ب الحق
المدني أن يثبت صدور الفعل المتوجب للتعويض امام المحكمة المدنية وأن لم يعاقب عليه لعدم كفأية
األدلة امام المحكمة الجزائية ،وهذا ماجاءت به نص المادة ( /182ج) من قانون اصول المحاكمات
الجزائي العراقي التي نصت على ( ج /اذا تبين للمحكمة ان االدلة ال تكفي الدانة المتهم فتصدر قرارا
بالغاء التهمة واالفراج عنه) .
وعلي ه ف إن تص حيح الحكم الج زائي ي ؤثر بص ورة مباش ره على ال دعوى المدني ة ،س واء ك انت
الدعوى المدنية مستقلة عن الدعوى الجزائية ام ال ،أو ك انت الدعوى المدنية مرفوعه تباع ًا للدعوى
الجزائية ،فإن أي عيب في األجراءات األصولية للحكم الجزائي ما ي رتب نقضه يضر بذلك بالدعوى
المدني ة ألنه ا مرتبط ه ب ه ارتباط ًا وثيق ًا ومس تندة عليه ا في حكم ال دعوى على الحكم الج زائي ،ل ذلك
نالحظ أن تصحيح الحكم الجزائي الصادر من محكمة الموضوع ،يرتبط بال دعوى المدنية ،فإن هذا
التصيحح يؤثر في الدعوى المدنية ،حيث إن اثر تصحيح الشيء تصحيحًا مافي ضمنه.
المطلب الثاني
اثار التصحيح ب تفيذ الحكم وقوه الشيء المقضي به ومسؤولية المحكمة عن صياغة الخطأ
إن بيان االثار المترتبه على تصحيح الحكم الجزائي يُع د من األم ور التي تثير صعوبه بالنسبه
للحكم ذات ه ،وي رتب على ذل ك اج راءات الب د من اتباعه ا عن د تص حيح الحكم الص ادر من محكم ة
الموض وع ،فينب ني على ذل ك اث ار على الش يء المقض ي ب ه ،والب د من أن نبّين اخ يرًا مس ؤولية
المحكمة الموضوع عن الخطأ في صياغة الحكم.
)(119 الفصل الثالث
إس تنادًا لم ا تق دم فإنن ا س وف نتن اول ه ذا المطلب ثالث ف روع :األول نخصص ه الث ار تص حيح
الحكم الج زائي في التنفي ذ ،والث اني س نتناول في ه اث ار التص حيح بق وة الش يء المقض ي ب ه ،والث الث
سيتحدد البحث فيه عن مسؤولية محكمة الموضوع عن الصياغة الخاطئة.
الفرع األول
اثار التصحيح بتنفيذ الحكم الجزائي
يتمثل تصحيح الحكم الجزائي نتيجة عيب في صحته ،ولمّا يرتب هذا العيب بنقض الحكم مما
ي ؤدي الى نقض األعم ال األجرائي ة الالحق ة ل ه ( ،)1ألن ص حة الإج راءات الالحق ة للحكم تس توجب أن
يك ون الحكم الص ادر ص حيحًا وغ ير مخ الف للق انون ؛ ألن مخالف ة الق انون وع دم التط بيق الص حيح
لالج راءات األص ولية عن د ص ياغة الحكم ي ؤدي لنقض ه ،ل ذا الب د من أن تك ون ص ياغة الحكم
واألجراءات السابقة التي بنى عليها صحيحه ألن تلك األجراءات هي التي يعتمد عليه ا في تنفيذ الحكم
بع دة ص دوره ( ،)2ل ذا تع د مرحل ة تنفي ذ الحكم المرحل ة التالي ة لص دور الحكم ،وال تي تمت از بكونه ا
مرحل ة متع ددة الج وأنب ومعق دة ال تراكيب ،القاع دة األساس ية ال تي تحكمه ا هي وج وب ت وفر الس ند
التنفي ذي ؛ أي الحكم النه ائي القاب ل للتنفي ذ الص ادر باألدأن ة س واء ك أن ص ادرًا بعقوب ه ،أو ت دبير
احترازي فإذا ص در الحكم الج زائي واص بح نهائي ًا فإن ه يُع د س ندًا تنفي ذيًا( ،)3وب ذلك يجب على األدع اء
العام وهي الجهة المنوط بها متابعة تنفيذ األحكام الجزائية أن تتابع تنفيذه( ،)4ويُعد توافر الس ند التنفي ذي
من الض مأنات المق ررة لمص لحة المحك وم علي ه ذل ك ألن تنفي ذ العقوب ه يجب أن يتم بص فة ق انوني ة ،
وبخالفه يُعد أنتهاكًا للحرية الشخصية وخرقًا لمبدأ الشرعية األجرائية(.)5
وق د اك د المش رع الع راقي على القاع دة المش ار اليه ا اعاله ،في الم ادة ( )280من ق انون اص ول
المحاكمات الجزائية ،التي تنص ت على أنه ((ال يجوز تنفيذ العقوبات والتدابير المقررة بالقأنون ألية
جريمة إّال بمقتضى حكم واجب التنفيذ صادر من محكمة مختصة)).
ويشترط لكي يصبح الحكم الجزائي سندًا صحيحًا للتنفيذ أن يكون صحيحًا فاص ًال في موضوع
الدعوى ،أي أنه مستوفيًا للواقعة واركأنها وظروفها مستجمعًا لكاف ة مقومات ه الشكلية والموضوعية،
صادرًا من محكمة مختصة ،فإذا صدر عن محكمة غير مختصة فقد احد شروط صحته ،وبالتالي ال
يمكن تنفيذه ،كما يجب أن يكون قد صدر بصورة نهائية ،اما بأن يكون قد استنفد كافة طرق الطعن
أو أنتهت المدة القانونية المحددة لها ،والذي قد يوصل المتهم إلى براءته مما نسب اليه أو إلى تعديل
ذل ك الحكم لمص لحة ،ف إن المنط ق يقض ي بع دم تنفي ذ الحكم الج زائي إلا بع د اس تنفاد ط رق الطعن أو
أنته اء الم دة المح ددة له ا واأل ف إن المحك وم علي ه س وف يتض رر من ج راء تنفي ذ الحكم بحق ه س يما إذا
توصلت محكمة التمييز بنتيجة الطعن إلى نقض الحكم الجزائي ما يرتب اثارًا عند تصحيحه (.)1
تطبيق ًا لما تقدم ذهب المشرع المصري إلى عدم جواز تنفيذ األحكام الجزائية التي لم تستنفد
ط رق الطعن ومن ذلك ما نصت علي ه المادة ( )460من ق انون األجراءات الجنائي ة المص رية (التنفذ
األحكام الصادر من المحاكم الجنائية األ متى صارت نهائية ،مالم يكن فى القأنون نص على خالف
ذلك) (.)2
لكن نالح ظ المش رع الع راقي في ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة في الم ادة ( )282ج اء
مخالف ًا لم ا ورد في التش ريع المص ري من حيث ص دور الحكم الج زائي اذ نص المش رع الع راقي على
تنفي ذ األحك ام ف ور ص دورها ،ه ذا ماج اء ب ه نص الم ادة اعاله (تنف ذ األحك ام الجزائي ة ف ور ص دورها
وجاه ا أو اعتباره ا بمنزل ة الحكم الوج اهي ويس تثنى من ذل ك احك ام األع دام فال تنف ذ األ وف ق القواع د
المنصوص عليها في الباب الخاص بها من هذا الق انون وكذلك احكام الحبس الصادرة في المخالفات
)?(1حسن بشيت خوين ،ضمأنات المتهم في الدعوى العمومية اثن اء مرحل ة المحكم ة ،رس الة ماجس تير ،جامع ة بغ داد،
كلية القانون ،1979 ،ص.248
)?(2الم ادة ( )460من ق انون األج راءات الجنائي ة المص رية ،الم ادة ( )345من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة
السورية .
)(121 الفصل الثالث
فال تنفذ األ بعد اكتسابها درج ة البتات على أن يقدم المحكوم عليه فيها كفيال ضامنا بالحضور لتنفيذ
عقوبه الحبس متى طلب منه ذلك واأل نفذت عليه العقوبه فورا).
ونحن ن رى أن موق ف المش رع الع راقي ه ذا مح ل نظ ر اذ أن ه يجع ل س لوك المتهم لط رق الطعن
أمرًا عديم الفائدة ما دام أن المشرع لم يرتب على ذلك الطعن وقف التنفيذ ،بل إنه اجاز تنفيذها فور
صدورها باستثناء حالتين اشارت اليهما المادة ( )282في اعاله ،ولو أن المشرع العراقي اجاز وقف
تنفيذ الحكم الجزائي لحين الفصل في الطعن المقدم ضده أو أنتهاء مدته أي حتى يصبح الحكم نهائي ًا ،
كون الحكم الجزائي قد تعرض للنقض ممايرتب ذلك اثار في مرحلة التنفيذ.
ومن التطبيق ات القض ائية من حيث اث ار التص حيح على تنفي ذ الحكم الج زائي الص ادر من محكم ة
الموض وع ماج اء بق رار محكم ة التمي يز األتحادي ة على األل تزام بقواع د األختص اص من اج ل تنفي ذ
األحك ام الص ادرة أي يجب أن تك ون ص حيحه ،ألن بص حتها تنف ذ األج راءات الالحق ة المترتب ه على
الحكم الج زائي ،ف إن تص حيح تل ك األج راءات ي ؤدي الى عيب في الحكم الص ادر من قب ل محكم ة
الموضوع مما يرتب نقضة من قبل محكمة التمييز ،ألنه أليمكن تنفيذ الحكم الجزائي لوجود خلل في
األج راءات الالحق ة لتنفي ذة وهي ع دم ص دوره وف ق األج راءات األص ولية لع دم ص دوره من محكم ة
مختصة (.)1
وقد يرد حكم ص ادر من محكم ة الموض وع لكن لايمكن تنفيذ األج راءات اللاحق ة ،ألنه ا غير
صحيحة مما يترتب عليه اثارآ معينه مثل عدم اتباع األجراءات األصولية في اثناء اصدار الحكم من
محكمة الموضوع ،والمتمثل بمراجعة صحيفة سوابقة ،وألنه محكوم سابقًا أم ال وصدر حكم بأيقاف
تنفي ذ العقوب ه بح ق المتهم ،مم ا جع ل محكم ة التمي يز تنقض الحكم الص ادر من محكم ة الموض وع
لغ رض رب ط ص حيفة س وابقة واص دار الحكم المناس ب ،من اج ل تنفي ذ األج راءات اللاحق ة للحكم
الجزائي (.)2
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم /14366الهيئة الجزائية الثأنية 2012 /في ( 18/9/2012غير منشور).
)?(2قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم /440ت/جزائية 2014 /في 19م ( 6/2014غير منشور ).
)(122 الفصل الثالث
الفرع الثاني
اثار التصحيح على مبدأ قوة الشيء المقضي به
أن الحكم الجزائي عند صدوره من محكمة الموضوع يتمتع بقوة الشيء المقضي به ،فإنة يُع د
صحيحًا ؛ أي يوافق النموذج القانوني للحكم ،لذا فأن الحكم المشوب بعيب لايتمتع بهذه القوه ألنه يفقد
احدى شروط صحته ،أوصدوره نتيجة اجراءات غير صحيحة أو مخالفة للقأنون ( ،)1وفي حالة الحكم
المعيب يحق الطراف الدعوى الجزائية الطعن به امام محكمة التمييز بغية تصحيحه بأعادة اجراءات
المحاكمة من جديد من قبل المحكمة التي اصدرت الحكم ،وبذلك يكون لمحكمة الموضوع الصالحية
بإعادة األجراءات واصدار حكم بموضوع الدعوى ،لكن بعد اجراء عملية التصحيح بشأنه ،وبعدها
سوف يتمتع بهذه القوه الشيء المقضي به ويترتب عليه م ايترتب بالنسبه لالحكام الصحيحة ،وذلك
يحق لمن تثار الدعوى مجدد ضدة أن يدفع بقوه الشيء المقض ي ب ه لص الحة ويح ق ل ه التمس ك ب ه (،)2
، ()3
ألن ُيعد هذا الدفع الذي يقوم به من اثار ال دعوى علي ه من جدي د من النظ ام الع ام ويح ق ل ه ال دفع
وله التمسك بهذا الدفع في جميع أدوار الدعوى الجزائية (.)4
نالحظ أن الحكم الجزائي إذا كان صحيحًا وعدم وجود شائبه تعيبه يتمتع بحجية الشيء المقتضى
به ،لكن متى ماكان الحكم لايحقق الوظيفة التي صدرت من اجلها وهي حسم نزاع الدعوى الجزائية ،
وتطبيق القانون تطبيقًا صحيحًا واعطاء كل صاحب حق حقه ،ولايحقق هذه الوظيفه لايتمتع بالحجية
كون قد شابه خطأ في صياغة.
ومن التطبيقات القضائية بهذا الصدد ماستقرت عليه احكام القضاء العراقي بتقرير الخطأ الذي
يص يب الحكم الجزائي ويجعل ه لايتمتع بحجي ة الش يء المقتضى به عند ص دور الحكم الج زائي مخالف ًا
لقواع د األختص اص ،ك ان يص در حكم من محكم ة الموض وع لاي دخل ض من اختصاص ها القض ائي ،
وب ذلك تكون مخالفة قواعد األختص اص الوظيفي ،مما ي ترتب علي ه اثار في التنفيذ ،ويجعل الحكم
الصادر أليتمتع بحجية الشيء المقضي به ،ويتم نقضه وإ عادة الأوراق الى المحكمة الجراء المحاكمة
من جديد ،وضمن اختصاص المحكمة المختصه به(.)1
أيضًا نجد حالة عدم تمتع الحكم بحجية الشيء المقتضى به كأن صدوره من محكمة مخالفة فيها
لتش كيلها الق انوني الص حيح ،مم ا ي رتب اث ار على الحكم الص ادر المعيب ويعرض للنقض ،أوص دوره
من اشخاص لايحق لهم اصدار حكم قضاء باسم الشعب ،إّما لكونهم غير قضاه بحيث لايمكنهم اصدار
األحك ام ،أو قض اة لكن زالت عنهم ص فه القض اء بس بب ق انوني مم ا يحع ل حكمهم غ ير ص حيح ،
ومخالف للقانون ولايتمتع بحجية الشيء المقضي به ( ،)2وكذلك لايتمت ع الحكم بق وة الش يء المقض ي ب ه
،ويرتب اثاره عند تصحيحه كما في حاله صدور الحكم على شخص متوفي فإن الحكم الصادر يُع د
منع دمًا وليس ل ه وج ود ق انوني ،كم ا يك ون الحكم منع دمًا في حال ة ع دم كتاب ه الحكم وب ذلك لايتمت ع
،وق د يص در ()3
بحجية الشي المقضي به كونه لاياخذ الشكل القانوني الصحيح ،مما ي ؤدي الى نقض ه
الحكم الجزائي مكتوبًا لكن لايتم التوقيع عليه مما ينقضة كون التوقيع من الإجراءات األصولية اللأزمه
للحكم ،ألن عدم التوقيع يجعل الحكم معدومًا ألنه لايمكن معرفه المحكمة التي اصدرت الحكم ،وهل
ص در وفق ًا للقواع د األجرائي ة الص حيحة ،مم ا يجع ل الحكم في ه ذه الحال ة أليتمت ع بحجي ة الش يء
المقضي به(.)4
أن اكتس اب الحكم الج زائي حجي ة ق وة الش يء المقض ي ب ه يس توجب أن يك ون منطوق ه موافق ًا
السباب الحكم الجزائي ،فبتسبيبه يقوم الحكم بتطبيقه تطبيقًا صحيحًا ،وبذلك يكون بإداء الوظيف ة ال تي
)?(1قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزيةالمرقم /70ت /جزائية 2014 /في ( 11/2/2014غير منشور).
)?(2د .جمال ابراهيم ،مصدر سابق ،ص.270.271
)?(3فتحي ولي ،الوسيط في قانون القضاء المدني ،دار النهظة العربية ،القاهرة ، 1980،ص .630
)?(4المادة ( )224من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي.
)(124 الفصل الثالث
ج اء به ا الحكم ،ه ذا أليمن ع من ص دور الحكم ب دون تس بيبه أو بتس بيب غ ير ك افِ م ا يجع ل الحكم
مع رض لنقض وي ترتب على ذل ك تص حيح الحكم الج زائي على وف ق الإج راءات الاص وليه ،وُبع د
تصحيحه يتمتع بحجية الشيء المقضي به ،وجاء بهذا الصدد قرار محكمة التمييز( ...وجد أنه الحكم
غ ير ص حيح ومخ الف للق أنون حيث أن من ش روط الحكم أن يك ون مس ببًا ...حيث أن التس بيب حج ة
القاضي للناس ...لذا قرر نقض الحكم .)1()...
ولكي يكتس ب الحكم الج زائي حجي ة الش يء المقض ي ب ه ،يجب أن تك ون هنال ك اج راءات
صحيحة بحق المتهم من حيث تبليغ بالحضور لكي يتسنى له الدفاع عن نفسه ،ففي حالة صدور حكم
غي ابي ،وتم القبض على المتهم يجب إع ادة محاكمت ه من جدي د وف ق احك ام الم واد ( 244و )245من
قانون اصول المحاكمات الجزائية ،ويلغي الحكم الغيابي السابق أو تعدله ،ومن ثم تصدر قرار وفق
الق انون ،لكي يكتس ب الحكم الحجي ة المقض ي به ا ،وفي حال ه تجاهل هذه األج راءات لايكتس ب الحكم
الج زائي ه ذا الش يء ،مم ا الحكم يجع ل مع رض للنقض من قب ل محكم ة التمي يز من اج ل تص حيح
األج راء المتب ع من قب ل المحكم ه ال تي ص اغت الحكم لكي يكتس ب الحكم بع د التص حيح ق وة الش ي
المقتضى به (.)2
يتبن لن ا مم ا تق دم أن الحكم الج زائي يح وز حجي ة الش يء المقض ي ب ه إذا ك ان ص ادرًا وف ق
األجراءات الصحيحة والتي لايترتب عليه ا أي اثار ،ما يعرض الحكم لنقض ،وعدم تطبيق الوظيفة
التي ارادت محكمة الموضوع صياغة الحكم وهو أنهاء الدعوى الجزائية ،وحسم النزاع ،فاذا صدر
الحكم غير مخالف للق انون وصحيح ترتب عليه الحجية المقصودة من الصياغة ،أمًا اذا كأن مخالف ًا
للق انون فيجب تص حيحه لكي يكتس ب ه ذه الحجي ة ألن ُتع د ه ذه الحجي ة من النظ ام الع ام ال ذي يح ق
الط راف ال دعوى في حال ة اكتس اب الحكم ه ذه الحجي ة التمس ك به ا في جمي ع مراح ل ال دعوى في
التحقيق والمحاكمة.
الفرع الثالث
)?(1قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم /6537استئناف عقار 2012/في ( 10/12/2012غير منشور).
)?(2قرار محكمة التمييز األتحادية المرقم /859الهيئة الجزائية 2012 /في ( 22/4/2012غير منشور).
)(125 الفصل الثالث
على من قامة بصياغة الحكم الجزائي توخي الدقة والحرص عند اداء ألعماله وذلك حرص ًا
على أن ال ي ترتب التص حيح نقض الحكم ،ومن ثم تقري ر مس ؤوليته من ق ام بأص دار الحكم وف ق
اجراءات غير صحيحه ،لذا فقد وضعت التشريعات الخاصة بتنظيم السلطة القضائية القواعد الخاصة
بأث ارة مس ؤولية المحكم ة والمتمثل ه بقض اتها ،ولكي تن أى بهم عن ال دعاوى الكيدي ة ال تي يمكن أن
يحركها من ال يرضى بحكم الذي قضت به المحكمة ولو كأن صحيحًا.
وعليه سوف نتن اول في هذا الفرع نقطتين :نخصص األولى لبيان المسؤولية الجزائية التأديبية
على محكم ة الموض وع عن الص ياغة الخاطئ ة للحكم ،والث اني نتن اول فيه ا المس ؤولية المدني ة على
محكمة الموضوع عن الصياغة الخاطئة للحكم وكاألتي:
أوًال :المس/ؤولية الجزائي/ة والتأديبي/ه على قض/اه محكم/ة الموض/وع عن الص/ياغة الخاطئ/ة للحكم:
تع د المس ؤولية الجزائي ة المترتب ه على محكم ة الموض وع في حال ة خط أ الحكم ذات نم ط خ اص ،لم ا
تتمت ع ب ه الس لطة القض ائية من اس تقاللية ولايج وز الت دخل بش ؤونها ( ،)1على ال رغم من ذل ك ف إن
المسؤولية التي تخضع لها المحكمة تختلف عن اسلوب المالحقة القضائية لألفراد العاديين بما يوفر
لهم ق درًا من الحمأي ة الالزم ة لممارس ة وظ ائفهم ،ال تي من ش أنها أن تن اى بهم عن ال دعاوى ال تي
يرفعها األفراد والتي يمكن أن تنطوي في جوهرها على مساٍع كيدية واجراءات تعسفية غأيتها الض غط
على المحكم ة ( ،)2اذن األس تقالل القض ائي يقص د ب ه اس تقالل الس لطة القض ائية عن الس لطات األخ رى
في الدولة من جهة ،وكذلك استقالل المحكمة عن المؤثرات الخارجية من الجهة األخرى (.)3
ج اء المش رع الع راقي في ق انون العقوب ات الع راقي فح دد المس ؤولية الجزائي ة على المحكم ة عن
اعماله ا األجرائية غير الصحيحة التي ترتب عليها اثار تصحيح الحكم الجزائي وعدم تنفيذه ،كأن
)?(1د .ع دنان عاج ل عبي د ،اث ر اس تقالل القض اء عن الحكوم ة في دول ة الق انون ،دراس ة دس تورية مقارن ة باألنظم ة
القضائية العربية والعالمية ،مطبعة سومر ،الديوأنية ،2008،ص.224
)?(2د .نبيه صالح ،الوسيط في شرح مبادئ األجراءات الجزائية ،دراسة مقارنة ،ج ،1شركة الجالل للطباعة ،الق اهرة،
،2004ص .243
)?(3د .عدنان عاجل عبيد ،مصدر سابق ،ص.243
)(126 الفصل الثالث
تق وم المحكم ة اخ ذ اع تراف المتهم ب الاكراه ،أوتف رض علي ه عقوب ه اش د من العقوب ه الواجب ه ،أو تتم
المعاقب ه على وف ق نص لم ي رد في الق انون ،أو أي عيب من العي وب ال تي تم ذكره ا في الفص ول
الس ابقة ال تي ت ؤدي الى الص ياغة الخط أ في الحكم الج زائي و ومن ثم ه ذه الإج راءات الخاطئ ة ت ترتب
عليه ا المسؤولية ،كما تقرر المسؤولية في حالة س وء نية المحكمة أو الواسطة من اجل اصدار حكم
الح دى ط رفي ال دعوى الجزائي ة ،وه ذا ماج اءت ب ه نص الم ادة ( )234من ق انون العقوب ات الع راقي
التي نصت انه ( يعاقب بالحبس وبالغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل قاضي اصدر حكم ًا ثبت أنه
غير حق وكأن ذلك نتيجة التوسط لديه) (.)1
أيض ًا جاء المشرع العراقي ونظم حماية المحكمة والقضاه من المساءلة في حاألت معينه فقد
ورد النص في ق انون التنظيم القضائي في المادة ( )64التي نص ت على (ال يجوز توقيف القاضي أو
اتخ اذ األج راءات الجزائي ة ض ده في غ ير حال ة ارتكاب ه جناي ة مش هودة األ بع د استحص ال إذن من
رئيس مجلس القضاء األعلى) ،يتبين لنا بأن المشرع في هذه المادة فرق بين نوعين من الجرائم التي
يرتكبها القضاة األولى :هي جريمة الجناية المشهودة ،وهنا يسأل القاضي جزائي ًا حال ه حال األفراد
الع ادين ،أم ّا الثاني ة :هي الجريم ة االعتيادي ة ولم تكن جناي ة مش هودة ،فلايج وز مس اءلة إّال بع د
أستحصال الإذن من رئيس مجلس القضاء.
اما فيما يخص المسؤولية التأديبية لقضاه المحكمة جاء ق انون التنظيم القضائي العراقي ،فاوجبت
الم ادة ( )56/1ال تي نص ت على ان ه (/1على الهيئ ات التمييزي ة وهيئ ات مح اكم االس تئناف ومح اكم
الجناي ات ان تنظم تق ارير فص لية ت بين فيه ا االحك ام والق رارات ال تي ارتكب فيه ا القاض ي خط ا فاحش ا
نتيجة جهل بالمبادئ القانونية االولية او اغفال للوقائع التي تظهر لها عند تدقيقها االحكام والقرارات
وان ترس ل ص ورة منه ا الى وزارة الع دل ومجلس الع دل لحفظه ا في االض بارة الشخص ية للقاض ي
الخ ذها بنظ ر االعتب ار عن د النظ ر في ترفيع ه او ترقيت ه ، )...وب ذلك على الهي أت التمييزي ة وهي أت
مح اكم األس تئناف والجناي ات أن تق وم بتنظيم تق ارير دوري ة فص لية توض ح فيه ا األحك ام والق رارات
المشوبه بخطأ جسيم نتيجة جهل القاضي بالمبادئ القانونية األولية ،أو اغفال الوقائع التي تظهر لها
عن د ت دقيق تل ك األحك ام والق رارات م ع ارس ال ص ورة منه ا إلى مجلس القض اء األعلى لتحف ظ في
اضبارة القاضي ،وتؤخذ بنظر األعتبار عن تقرير ترفيعه أو ترقيته.
أيض ًا فلك ل من رئيس مجلس القض اء األعلى ورئيس محكم ة التمي يز والاس تئناف أن ينب ه القاض ي
إلى األخطاء القانونية التي تشكل مخالفة لواجبات وظيفته بكتاب يوجه اليه وتبلغ نسخة منه إلى مجلس
القضاء األعلى وتوضع نسخة اخرى في اضبارته الشخصية ،ويتم تحريك المسؤولية التأديبية للقاضي
من خالل ال دعأوى األنض باطية المقام ة علي ه ام ام لجن ة ش ؤون القض اة المش كلة بم وجب ق أنون وزارة
الع دل ف اذا ثبت اخالل القاض ي بواجب ات وظيفت ه و تق رر مس ؤوليته التأديبي ة تص در اللجن ة اح دى
العقوبات الانضباطية حسب جسامة المخالف ،و فضًال عن منح مجلس القضاء األعلى صالحية إنهاء
خدمة القضاة من الصنف الرابع أو نقلهم إلى وظيفة مدنية بناء على قرار مسبب بعدم اهليته للقضاء
على أن يتم ذلك بمرسوم جمهوري(.)1
الحظنا مما تقدم ذكره أن هنالك مسؤولية جزائية تفرض على القضاه محكمة الموضوع في حالة
شابه خطأ نتيجة حالة اصدار الحكم سؤ نية المحكمة أو الواسطة من اجل اصدار حكم الحدى طرفي
الدعوى الجزائية ،مايرتب مساءلة محكمة الموضوع التي صاغت الحكم المتمثلىة بقضاتها جزائيًا عن
)?(1كل من المواد االتية من قانون التنظيم القضائي العراقي تباعّا ،المادة ( )57التي نصت على (اوال – لوزير العدل
ان ينبه القاضي الى االخطاء القانونية واالدارية التي تظهر بنتيجة التفتيش على عمله ،والى كل ما يقع منه مخالفات
لواجبات ومقتضيات وظيفته .ثانيا – لرئيس محكمة التمييز ورئيس االستئناف ان ينبه القاضي الى االخطاء القانونية
التي تظهر اثناء التدقيقات التمييزية .ثالثا – لرئيس محكمة االستئناف ان ينبه القاضي في منطقته الى ما يقع منه مخالفا
لواجبات وظيفته .رابعا – يكون التنبيه بكتاب يوجه الى القاضي وتبلغ نسخة منه الى وزارة العدل ومجلس العدل،
وتودع اخرى في اضبارته الشخصية) ،والمادة ( )58التي نصت على(تصدر لجنة شؤون القضاة المشكلة بموجب
قانون وزارة العدل ،في الدعاوى االنضباطية المقامة على القاضي احدى العقوبات االنضباطية االتية ( :ا – االنذار –
ويترتب عليه تاخير عالوة القاضي وترفيعه لمدة ستة اشهر .ب – تاخير الترفيع او العالوة او كليهما ،مدة ال تقل عن
سنة وال تزيد على ثالث سنوات من تاريخ القرار اذا كان قد اكمل المدة القانونية للترفيع واال من تاريخ اكمالهما .جـ -
انهاء الخدمة – وتفرض هذه العقوبة على القاضي اذا صدر عليه حكم بات بعقوبة من محكمة مختصة عن فعل ال
ياتلف وشرف الوظيفة ،او اذا ثبت عن محاكمة تجريها اللجنة ،عدم اهلية القاضي لالستمرار في الخدمة ) و المادة (
/59أ) التي نصت على ( لمجلس العدل انهاء خدمة القاضي من الصنف الرابع او نقله الى وظيفة مدنية بناء على قرار
مسبب بعدم اهليته لالستمرار بالخدمة في جهاز االدعاء العام ،ويتم ذلك بمرسوم جمهوري).
)(128 الفصل الثالث
ه ذه المخالف ة عن د ص ياغة حكمهم الج زائي ،كم ا هنال ك مس ؤولية تأديبي ة متمثل ة بعقوب ات أنض باطية
تف رض على القض اه في حال ة الص ياغة الخاطئ ة من حيث ع دم اتب اع األج راءات األص ولية في حال ة
الخط أ الجس يم نتيج ة جه ل القاض ي بالمب ادئ القانوني ة األولي ة ،أو إغف ال الوق ائع ال تي تظه ر له ا عن د
تدقيق تلك األحكام والقرارات التي تبنى عليه صياغة الحكم .
ثأنيًا :المس/ؤولية المدني/ة على قض/اه محكم/ة الموض/وع عن الص/ياغة الخاطئ/ة للحكم :فض ًال عن
المسؤولية التأديبية والمسؤولية الجزائية التي تنشأ في مواجهة محكمة الموضوع التي اتخذت األجراء
المعيب فق د يتس بب ذل ك العيب في ح دوث ض رر م ادي أو معن وي للمتهم أو بقي ة اط راف ال دعوى م ا
يؤدي إلى نهوض المسؤولية المدنية لجبر الضرر الذي يقوم على اساس مقدار الضرر الذي يترتب
على العم ل المعيب ،ومن تطبيق ات ه ذه المس ؤولية بالنس به للقاض ي اص دار الق رار بتوقي ف المتهم
توقيف غير مشروع أو الحكم على المتهم بعقوبه الحبس أو السجن ثم يظهر بعد ذلك نقض هذا القرار
أو الحكم ومن ثم يس أل القاض ي مدنيًا عن خطئ ه ه ذا ويلزم بتع ويض المتهم عن الض رر الذي اص ابه
المتمث ل بتقيي د حريت ه وتعطي ل اعمال ه ويتم التع ويض وفق أ مافات ه من كس ب ومالحقت ه من خس ارة (، )1
وه ذا يع ني أن الخط أ ب األجراء ال يس تلزم حتم ًا المس اءلة ب التعويض األ إذا ت رتب عليه ا ض رر لمن
وقعت المخالفة في حقه ،فاألصل أن القضاة ال يسألون عن أخطائهم االعتيادية ولو ترتب عليها ضرر
بالخص وم ب ل ول و ك ان الض رر نتيج ة تس بب في ه القاض ي م ا لم ينص الق انون على خالف ذل ك ويع ود
ذل ك إلى تحقي ق مص لحة اجتماعي ة ج ديرة بالرعاي ة واألعتب ار وهي المحافظ ة على هيب ه القض اء و
استقالله ،إذ يتمتع القاضي بحص انة قضائية اجرائية تحول دون اقامة دعوى المسؤولية عليه من قبل
األش خاص المتض ررين وعن كاف ة األخط اء ال تي يرتكبه ا وبخالف ة يص بح القاض ي م ترددًا كث يرًا عن د
ممارسته مهام وظيفته خشية الوقوع في الخطأ ومن ثم تقرير مسؤوليته األمر الذي يترتب عليه عرقلة
عمل القضاء(.)2
)?(1د .وع دي س ليمان علي الم زوري ،ض مأنات المتهم في ال دعوى الجزائي ة ،الج زاءات األجرائي ة ،ط ،1دار الحام د
للنشر ،األردن ،2009 ،ص.280
)(129 الفصل الثالث
لقد اصبحت مسؤولية الدولة عن األداء السيئ لوظيفتها العامة مبدأ مستقر ال يمكن مخالفته حتى في
حالة غياب النص ،إذ يرى بعض الفقه ضرورة تقرير مسؤولية الدولة عن األعمال غير المشروعة
التي تصدر عن رجال السلطة القضائية وك ذلك األخط اء األجرائي ة ال تي تص در عن القض اة( ،)1بي د أن
ه ؤالء الفقه اء ق د اختلف وا ح ول األس اس ال ذي تس تند الي ه مس ؤولية الدول ة ،إذ ي ذهب بعض هم إلى أن
مسؤولية الدولة عن األفعال التي يقترفها هؤالء األشخاص هو مسؤوليتها عن توفير ضمأنات تحقيق
العدالة الجزائية وفي حالة اخاللها بذلك بسبب احد عمالها فإنها تصبح مسؤولة في حين يذهب بعضهم
األخر إلى التفرق ة بين امرين األول وهو قيام مسؤولية الدولة عن األخطاء المرفقي ة للقض اء المتمثلة
بح الات الخط أ الجس يم وأنك ار العدال ة ام ا الث أني فه و ع دم مس ؤولية الدول ة عن األخط اء الشخص ية
للقض اة وإنم ا يطب ق بش أنها القواع د العام ة للمس ؤولية التقص يرية على أن ه يش ترط لقي ام المس ؤولية
الشخصية أن تكون المخالفة المرتكبه على درجة عالية من الجسامة كأن تتم بالعمد والغش والتدليس
أو ترتكب بطريقة تدل على الجهل البين باألصول القانونية فهنا تكون الدولة غير مسؤولة عنها وإنما
يقتص ر دورها على ضمان حصول المضرور على التعويض ويذهب الرأي الغ الب في الفق ه إلى أن
األس اس ال ذي تس تند إلي ه مس ؤولية الدول ة ه و مس ؤولية المتب وع عن عم ل تابع ه ألن اعض اء الس لطة
القضائية هم موظفون تابعون للدولة وأن الخطأ الذي يرتكبونه هو بمناسبه ممارستهم لوظائفهم لذا فإن
الدولة هي التي تتحمل العبء النهائي للتعويض بصفتها مسؤولة عن اعمال التابع له ا( ،)2وعلي ه يح ق
للمتض رر من الجريم ة المطالب ة ب التعويض الذي سببته الجريم ة أن لم يس قط حق ه هذا بالتقادم أو بأي
سبب اخر يسقطه ينص عليه القانون(.)3
)?(2د .ف ؤاد علي ال راوي ،توقي ف المتهم في التش ريع الع راقي ،دراس ة مقارن ة ،ط ،1مطبع ة عش تار ،بغ داد،1983 ،
ص ،148 -147نسرين نعمة ،مصدر سابق ،ص.152
)?(1د .وعدي سليمان علي المزوري ،مصدر سابق ،ص .283
)?(2د .احمد فتحي سرور ،نظرية البطألن ،مصدر سابق ،ص ،9د .سليمان الطماوي ،مصدر سابق ،ص .205
(Roger Merle- Andre Vitu- Trait de droit criminal- paris 1967- p. )2 3
857
)(130 الفصل الثالث
واس تنادًا إلى م ا تق دم ادع و المش رع الع راقي إلى تقري ر مس ؤولية الدول ة عن األض رار ال تي
يس ببها القض اة عن الص ياغة الخاطئ ة للحكم الج زائي وم ايترتب ه ذه الص ياغة الخط أ من ت أثير على
اط راف ال دعوى الجزائي ة وذل ك من خالل اض افة فق رة جدي دة إلى نص الم ادة ( )234من ق أنون
العقوبات العراقي المعدل وتكون االفقره (أ) في المادة األصلية وفقره (ب) هي المضافة وتكون نصها
كاألتي ( أ /يعاقب بالحبس وبالغرامة أو باحدى ھاتین العقوبتین كل قاض اصدر حكما ثبت أنه غیر
ح ق وك أن ذل ك نتیج ة التوس ط لدي ه ،ب /تك ون الدول ة هي المس ؤولة عن تع ويض األش خاص
المتضررين من األجراءات المعيبه الصادرة عن القضاة في حالة الصياغة الخطأ للحكم الجزائي ) ،
و إذ يك ون بإمك ان المتض ررين من األعم ال األجرائي ة المعيب ه الص ادرة من محكم ة الموض وع اقام ة
دع وى التع ويض العادي ة للحص ول على حق ه في التع ويض ،أمّا بالنس به لمق دار التع ويض فيتح د على
وفق القاعدة التي تقضي بجبر المضرور عما فاته من كسب ،وما لحقته من خسارة.
وعلي ه يت بين مم ا تق دم ان ج زاء التص حيح ال ذي يف رض على الحكم الج زائي المعيب ال تي تمت
صياُغ ته من محكمة الموضوع جزاء تأديبيًا المتمثل بالعقوبات االنضباطية التي توقع على الذي ينتهك
الضمانات االجرائية بما يمثل إخالًال بصياغة الحكم ،وكذلك الجزاء العقابي الذي يفرض على الذي
يحقق بتصرفه جريمة من الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات ،وكذلك الجزاء المدني الذي
يتحدد في تعويض من أضرت بهم االجراءات الغير صحيحة التي خالف النصوص القانونية الواجبة
التطبيق من قبل محكمة الموضوع لصياغة حكم صحيح وخاِل من ايه شائبة.