You are on page 1of 46

‫)‪(46‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫صياغة بيانات الحكم الجزائي‬
‫تتمث ل بيان ات الحكم الج زائي ك ل م ا يحتوي ه الحكم من بيان ات وعناص ر تتعل ق بمض مونه‬
‫وجوهره ‪,‬وتكون جزءًا ال يتجزأ منه ‪ ,‬والزمة لوجوده قانونًا ‪ ,‬وتتمثل بديباجة الحكم ومنطوقه وأسبابه‬
‫‪ ،‬ومن ثم ف أن مخالف ة ه ذه البيان ات أو اإلخالل به ا ق د ي ترتب علي ه نقض الحكم الج زائي في بعض‬
‫األحيان ‪ ،‬وعليه أن الحكم الجزائي البد أن يشتمل على بيانات هي الديباجة ومنطوق الحكم وأسبابه ‪،‬‬
‫إذا تشكل هذه البيانات مجموعًا واحدًا يًك مل بعضه بعضًا(‪.)1‬‬

‫إن مجرد اشتمال الحكم الجزائي على تلك البيانات ‪ ،‬انما يجعل منه حكم ًا جزائي ًا صحيحًا وموافق ًا‬
‫للق انون ‪ ،‬يش ترط ان يك ون ترتيبه ا بالش كل المق رر قانون ًا ‪ ،‬وم ع ذل ك ف ان ص ياغتها انم ا تختل ف من‬
‫(‪.)2‬‬
‫محكمة الى اخرى ‪ ،‬وحسب األسلوب المَتبع في صياغة اإلحكام الجزائية‬
‫ول ذا ‪ ،‬ف أن بيان ات الحكم الج زائي تتك ون من ديباج ة ومنط وق الحكم ‪ ،‬وأس بابه ‪ ،‬ول ذلك س وف يتم‬
‫تناوله في هذا الفصل تباعًا وفق مبحثين‪ :‬األول سنتناول فيه صياغة ديباجة ومنطوق الحكم الجزائي ‪،‬‬
‫والثاني خصص لصياغة أسباب الحكم الجزائي ‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫صياغة ديباجة الحكم الجزائي ومنطوقه‬
‫ُتعد ديباجة الحكم اإلجراء األول الذي يسبق األسباب مباشرة ‪ ,‬وتعد به مثابة التمهيد له ‪ ,‬والتعريف‬
‫‪ ،‬ل ذا يجب أن تتضمن ديباج ة الحكم الجزائي‬ ‫(‪)3‬‬
‫به بطريقة يمنع اللبس في ش أنه أو االختالط مع غير‬
‫معلومات كافية تستطيع من خاللها التعرف على موضوع الحكم الجزائي ومقوماته وبياناته ‪.‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمود محمود مصطفى ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.452‬‬


‫‪ )?(2‬د ‪ .‬كم ال الس عيد ‪ ،‬ش رح ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة ‪ ،‬نظريت ا االحك ام والطعن فيه ا ‪ ،‬مكتب ة دار الثقاف ة ‪،‬‬
‫عمان ‪ ، 2001،‬ص‪.45‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬عوض محمد عوض ‪ ،‬المبادئ العامة في قانون االجراءات الجنائية ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعي ة ‪ ،‬االس كندرية ‪،‬‬
‫‪ ، 1999‬ص ‪.734‬‬
‫)‪(47‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما فيما يخص منطوق الحكم الجزائي فهو اإلجراء األخير منه الذي يأتي في نهاية األسباب‪ ,‬الذي‬
‫يشتمل على ما قضى به قضاء محكمة الموضوع بالدعوى الجزائية المرفوعة أمامها (‪.)1‬‬
‫استنادًا لما تقَدم فإننا سوف نتناول في هذا المبحث مطلبين‪ ,‬األول‪ :‬نخصصه ‪ ،‬لبيان مفهوم ديباجة‬
‫ومنطوق الحكم الجزائي ‪ ،‬وألهمية بيانات الديباجة سنتناولها بمطلب الثاني‪.‬‬
‫المطلب االول‬
‫تعريف ديباجة الحكم الجزائي ومنطوقه‬
‫إن الديباج ة هي الم دخل ال تي يس تهل ب ه الك اتب كتاب ه ‪ ،‬بينم ا تع د ص ياغة المنط وق الخالص ة‬
‫المنطقي ة للأس باب المؤدي ة للحكم ‪ ،‬وتس مى أيض ًا ( ألفق ره الحكمي ة)(‪ ، )2‬ويتم بوس اطتها تعين المراك ز‬
‫القانونية ألطراف الدعوى ‪ ،‬ويترتب على ذلك جزء من الحكم الذي يح وز الحجية ‪ ,‬والذي ترد عليه‬
‫طرق الطعن التي حددها القانون(‪ ، )3‬وُيعد منطوق الحكم حاص ل تط بيق النص القانوني على الواقعة ‪,‬‬
‫بحيث ال تخ الف وال تن اقض معه ا لكي يك ون الحكم ص حيحًا من حيث الص ياغة والإج راءات اللازم ة‬
‫إلصداره (‪.)4‬‬
‫في ضوء ذلك سأقسَم المطلب على ثالثة فروع ‪ ,‬أخصص األول‪ :‬لمفهوم ديباجة الحكم الجزائي إّم ا‬
‫الف رع الث اني‪ :‬فسأكرَس ه للتع رف على مفه وم منط وق الحكم‪ ,‬والث الث‪ :‬لمض مون منط وق الحكم‬
‫وإ جراءات تالوته وعلى النحو االتي ‪:‬‬
‫الفرع االول‬
‫ديباجة الحكم الجزائي‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬رؤوف عبي د ‪ ،‬المش كالت العلمي ة الهام ة في االج راءات الجنائي ة‪ ،‬ج‪ ،2‬دار الفك ر الع ربي‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬بال س نة‬
‫طبع ‪ ،‬ص‪.673‬‬
‫‪ )?(2‬نبيل البياتي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.101‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمد نجيب حسني ‪ ،‬مصدر سابق ‪.938 ،‬‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬عبد المنعم الشقراوي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫)‪(48‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمثل التعرف على ديباجة الحكم ‪ ،‬أهمية كبيرة إذ البد من بيان ماهيتها وفق ماورد ذكرها في‬
‫التش ريعات ‪ ،‬وم ايعبر عنه ا فقه اء الق انون ‪ ،‬وعلى وف ق ذل ك س نتناول ه ذا الف رع بنقط تين‪ :‬نخص ص‬
‫األولى للمفهوم التشريعي لديباجة الحكم ‪ ,‬و الثانية سنبحث فيها المفهوم الفقهي لديباجة الحكم ‪.‬‬
‫اوال‪ /‬المفه''وم التش''ريعي لديباج''ة الحكم‪ :‬إن من المالح ظ عن د اس تقراء النص وص التش ريعية في‬
‫القوانين الجزائية ‪ ،‬العربية ‪ ،‬فإن المشرع لم يحدد ماهية ديباجة الحكم ‪ ،‬كما لم يضع تعريف ًا لها ‪ ،‬بل‬
‫إقتصر على تحديد البيانات الواجبة توافرها فيها ‪.‬‬
‫فالمش رع المص ري نج ده ‪ ،‬ق د ع بَر عن الديباج ة ض منًا وفق ًا م اورد النص في الم ادة (‪ )276‬من‬
‫ق انون اإلج راءات الجنائي ة ال تي ج اءت به ا (يجب أن يح رر محض راً بم ا يج رى فى جلس ة المحاكم ة ‪,‬‬
‫ويوق ع على ك ل ص فحة من ه رئيس المحكم ة وكاتبه ا فى الي وم الت الى على األك ثر ‪ ،‬ويش تمل ه ذا‬
‫المحض ر على ت اريخ الجلس ة ‪ ،‬ويبَين ب ِه م ا إذا ك انت علني ة أو س ريه ‪ ،‬وأس ماء القض اة والك اتب‬
‫‪,‬وعضو النيابة العامة الحاضر بالجلسة ‪ ,‬وأسماء الخصوم والمدافعين عنهم ‪ ,‬وشهادة الشهود وأقوال‬
‫الخص وم ‪ ،‬ويش ار في ه إلى األوراق ال تي تليت ‪,‬وس ائر اإلج راءات ال تي تمت وت دون ب ه الطلب ات ال تي‬
‫قدمت أثناء نظر الدعوى ‪,‬وما قضى به في المسائل الفرعية ‪ ،‬ومنطوق األحكام الصادرة ‪ ،‬وغير ذلك‬
‫مما يجرى فى الجلسة)(‪.)1‬‬
‫بينم ا نالح ظ المش رع اللبن اني في ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة ‪ ،‬ق د بين بيان ات الديباج ة في‬
‫المادة (‪ )235‬التي نصت على ان ( يجب إن يدون في محضر المحاكمة‪ ،‬في مستهل كل جلسة‪ ،‬أسماء‬
‫كل من رئيس المحكمة ومستشاريها ‪ ,‬وممثل النيابة العامة ‪,‬والكاتب‪ ,‬وساعة افتتاح الجلسة ‪,‬وأن يوقع‬
‫هؤالء‪ ,‬ما خال ممثل النيابة العامة‪ ،‬على المحضر في نهاية كل جلسة‪، ...‬يملي الرئيس على الكاتب‬
‫ما يجب تدوينه)‪.‬‬
‫أما فيما يخص المشرع العراقي ‪ ،‬فقد عبر ضمنًا عن بيانات الديباجة في المادة (‪/224‬أ) من قانون‬
‫اص ول المحاكم ات الجزائي ة ال تي نص ت على ان (أ – يش تمل الحكم أو الق رار على أس م القاض ي أو‬

‫‪ )?(1‬الم ادة (‪ )276‬من ق انون االج راءات الجنائي ة المص رية ‪ ،‬وتقابله ا الم ادة ( ‪ )376‬من ق انون االج راءات الجنائي ة‬
‫الفرنسي‪.‬‬
‫)‪(49‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القضاة الذين أصدروه وأسم المتهم وبقية الخصوم‪ ,‬وممثل االدعاء العام‪ ,‬ووصف الجريمة المسندة إلى‬
‫المتهم‪ ,‬ومادتها القانونية ‪,‬واألسباب التي استندت إليها المحكمة في إصدار حكمها ‪,‬أو قرارها وأسباب‬
‫تخفيف العقوبة ‪,‬أو تشديدها‪ ,‬وأن يشتمل الحكم بالعقوبة على العقوبات الأصلية والفرعية التي فرضتها‬
‫المحكمة ‪,‬ومقدار التعويض الذي حكمت به على المتهم و المسؤول مدنيا عنه أن وجد ‪,‬أو قرارها برد‬
‫الطلب في ه ‪,‬كم ا ي بين في الحكم األم وال والأش ياء ال تي تق رر رده ا أو مص ادرتها أو إتالفه ا‪ ,‬ويوق ع‬
‫القاضي أو هيئة المحكمة على كل حكم أو قرار مع تدوين تاريخ صدوره ويختم بختم المحكمة) ‪ ،‬أن‬
‫عدم ايراد تعريف محدد لديباجة الحكم الجزائي في النصوص التشريعية ‪ ،‬انما هو امر طبيعي ‪ ،‬اذا ال‬
‫يك ون من اختص اص المش رع ع ادة وض ع التع اريف في النص وص القانوني ة ب ل ي ترك ذل ك ع ادة للفق ه‬
‫والقضاء ‪.‬‬
‫ثاني''ا‪ /‬المفه''وم الفقهي لديباج''ة الحكم‪ :‬ع رف فقه اء الق انون الج زائي الديباج ة تعريف ات عدي دة من‬
‫حيث المفهوم باتجاهين‪ :‬أحداهما ض يق ‪,‬واألخر واس ع ‪ ،‬إذا فقد عرف االتجاه األول الض يق لديباج ة‬
‫الحكم ‪ ،‬كونه ا الأج راء األول في ص ياغة الحكم من قب ل محكم ة الموض وع ‪ ،‬وال ذي يس بق وي أتي قب ل‬
‫ورود الأسباب ‪ ،‬ويكون دليلًا وعنوانًا لما يريد تسبيبه ‪ ،‬إذ إنه يتضمن بيانات تفيد أن الحكم صادر من‬
‫هيأة مختص ة قانوناً بالفصل في نزاع قضائي بين خصوم معينين في مسألة معينة (‪ ،)1‬أو إنها (فاتحة‬
‫الحكم وعنوانه الذي يشهد بصدوره من محكمة مختصة في نزاع معين وضد متهم ما) (‪.)2‬‬
‫أما االتجاه الثاني الفقهي فأنه فقد أعطى لديباجة الحكم مفهومًا أوسع وأشمل ‪ ,‬وذلك باعتبار البيانات‬
‫الواردة فيها ‪ ,‬فيعرفها بأنها‪ ،‬مقدمة الحكم الذي تستهدف التعريف به ببيان عناصره واستظهار مقوماته‬
‫من حيث التعرف على المحكمة التي اصدرت الحكم وتاريخ اصداره والدعوى التي صدر فيها وأسماء‬
‫أطراف الدعوى وبيان الواقعة المستوجبة للعقوبة وتاريخ ومحل ارتكابها مع اإلشارة إلى نص القانون‬
‫الذي طبقه الحكم(‪ ،)3‬أو إنها ذلك الجزء من الحكم الذي يأتي في مقدمته ‪ ,‬ويحتوي على مجموعة من‬
‫البيانات التي يكون الغرض منها التعريف بالحكم ‪ ,‬وهي تسبق أس بابه وتمهد له ا لتدل على أن الحكم‬
‫‪ )?(1‬د‪ .‬رؤوف عبي د ‪ ،‬ض وابط تس بيب االحك ام الجزائي ة وأوام ر التص رف في التحقي ق ‪ ،‬ط‪ ، 3‬دار الجي ل للطباع ة ‪،‬‬
‫مصر‪ ، 1986 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬معوض عبد التواب‪ ،‬االحكام واالوامر الجنائية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص‪.76‬‬
‫)‪(50‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ص در من محكم ة مختص ة قانون ًا للفص ل في ن زاع م ا بين خص وم معي نين(‪ ،)1‬ل ذلك ف إن ديباج ة الحكم‬
‫تش مل جمل ة بيان ات ‪ ،‬منه ا يجب أن يص در الحكم بأس م الش عب ‪ ،‬أو تص در من محكم ة مختص ة ‪ ،‬أو‬
‫غيرها (‪.)2‬‬
‫يت بين لن ا مم ا س بق بيان ه ‪ ،‬ب أن ديباج ة الحكم الج زائي م اهي اال اج راء يجب اتباع ه من قب ل‬
‫محكم ة الموض وع عن د اص دارها للحكم تك ون م دخًال الي ة ‪ ،‬وس ابقة لبي ان اس بابه ‪ ،‬وتحت وي على ع دة‬
‫بيانات يجب ادراجها فيها بشكل واضح ودقيق ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫تعريف منطوق الحكم الجزائي‬
‫لمعرفة منطوق الحكم الجزائي سنتناول هذا الفرع في نقطتين‪ :‬نتناول في األولى منها تعريف‬
‫منطوق الحكم ‪ ,‬ونخصص الثانية لمعرفة أهمية منطوق الحكم الجزائي‪ ,‬وعلى النحو اآلتي ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تعريف منطوق الحكم ‪ :‬كم ا ه و الح ال بالنس بة لديباج ة الحكم‪ ،‬ف أن المش رع الج زائي لم يح دد‬
‫تعريف ًا جامع ًا لمنطوق الحكم ‪ ،‬تارك ًا ذلك للفقة الجزائي ‪ ،‬والذي عرف منطوق الحكم بعدة تعاريف ‪،‬‬
‫اختلفت في التعب ير ‪ ،‬وتوح دت في المض مون ‪ ،‬أذ ع رُف بعض ُهم ‪ ،‬بأن ه ه و الج زء النه ائي من الحكم‬
‫ال ذي يش كل خالص ة بس يطة لمحت وى تفص يلي س ابق علي ه ‪ ,‬ويفصِح عن إرادة المحكم ة في موض وع‬
‫ال دعوى ليح وز حجي ة الش يء المقض ي في ه ‪ ,‬ويتلى علن ًا في الجلس ة المح ددة للنط ق ب الحكم(‪ ،)3‬وع رف‬
‫على أَنه الجزء الثالث واألخير من الحكم‪ ,‬والذي يتضمن النتيجة التي انتهت إليها محكمة الموضوع في‬
‫الدعوى الجزائية ‪,‬والدعوى المدنية التابعة لها من حيث الحكم بالبراءة ‪,‬أو اإلدانة والحكم بالتعويض من‬

‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمود نجيب حسني‪ ،‬الموجز في شرح قانون االجراءات الجنائي ة‪ ،‬المحاكم ة والطعن في االحك ام‪ ،‬دار النهض ة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1987 ،‬ص ‪ ،65 -64‬د‪ .‬واثبة داود السعدي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية‪،‬‬
‫مؤسسة حماد‪ ،‬للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬االردن‪ ،2003 ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ )?(1‬نبيل البياني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ )?(2‬المادة (‪ )128‬من الدستور العراقي الدائم لسنة ‪ ، 2005‬والمادة (‪ )6‬من ق انون التنظيم القض ائي المع دال رقم ‪160‬‬
‫لسنة ‪.1979‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬مصطفى عبد المحسن‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪ ، 707‬نسرين محسن نعمه ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪. 121‬‬
‫)‪(51‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عدم ه(‪ ،)1‬كم ا ع رف بأن ه الق رار ال ذي انتهت إلي ه المحكم ة في األم ر المع روض ‪ ،‬س واء فيم ا يتعل ق‬
‫بالدعوى الجنائية ‪ ,‬أو المدنية إن وجدت ‪ ،‬وبهذا المنطوق تحدد حقوق الخص وم (‪ ،)2‬وك ذلك يع َر ف بأن ه‬
‫الجزاء األخير الذي يأتي في نهاية الأسباب ‪ ،‬والذي يشتمل على قضاء المحكمة في الدعوى ‪ ،‬ويفصل‬
‫في جمي ع الطلب ات المقدَم ة في ال دعوى من الخص وم ‪ ،‬وإن إغف ال الفص ل في إي طلب منه ا ‪ ،‬ي ؤدي‬
‫حتم ا إلى النقض ‪ ،‬والمنط وق يلي الأس باب ‪ ,‬ومن الج ائز تكمل ة المنط وق من أس بابه ؛ لأن كال منهم ا‬
‫متمم للأخ ر في الحكم (‪ ،)3‬ام ا م ا يخص القض اء فق د ‪ ،‬عرف ه ‪ ،‬بأن ه النتيج ة ال تي نتهت له ا المحكم ة ‪,‬‬
‫وهو القسم الرئيسي الذي يقبل التنفيذ ‪ ،‬ويتمتع بقوة القضية المقضية ‪ ،‬مما يترتب على إن خلو القرار‬
‫من منطوقه عيب جوهري يتصل بالنظام العام ‪ ،‬يترتب عليه نقض الحكم (‪.)4‬‬
‫ونعتقد بأن المراد من منطوق الحكم الجزائي هو الفقرة الحكمية المشار اليها في نهاية الحكم بعد‬
‫اس بابه ‪ ،‬لتحدي د النتيج ة ال تي توص لت اليه ا المحكم ة بع د المحاكم ة ‪ ،‬ب براءة المتهم أو الغ اء التهم ة‬
‫واالفراج عنه أو عدم مسؤوليته ‪ ،‬وتخضع للطعن من قبل أطراف الدعوى الجزائية ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهمية منطوق الحكم ‪ :‬يعد منطوق الحكم الجزء األساسي في الحكم ‪ ،‬وهو الأكثر أهمية من‬
‫مقدمة منطقية لمنطوق الحكم الذي يتحدد ب ه المركز القانوني‬
‫األسباب ‪ ،‬لأن هذه األسباب ما هي إال َ‬
‫للخص وم ‪ ,‬وٌيع د الحكم ال ذي يخل و من المنط وق حكم ًا منع دماً ‪ ،‬إذ ليس للحكم وج ودٌ ق انونيٌ م ا لم يتم‬
‫شموله على المنطوق (‪.)5‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬عبد الوهاب حومد‪ ،‬الوسيط في االجراءات الجزائية الكويتية‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة جامعة الكويت‪ ،‬بال ناشر وسنة طبع‪،‬‬
‫ص‪.205‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬محمد امين الخرشة ‪ ،‬تسبب االحكام الجزائية ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ، 2011،‬ص‪. 30‬‬
‫(?) د‪ .‬مع وض عب د الت واب ‪ ،‬نظري ة االحك ام في الق انون الجن ائي ‪ ،‬دار الكتاب ة الع ربي ‪ ،‬ب يروت‪ ،1988 ،‬ص‪،96‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪.‬رؤوف عبيد ‪ ،‬المشكالت العملية الهامة في اإلجراءات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.673‬‬
‫(‪ )2‬قرار محكمة التمييز االردنية المرقم ‪ 1506‬في ‪ ، 16/2/2004‬نقًال عن د‪ .‬محمد امين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ )3(4‬د‪ .‬محمد امين ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ،29‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات الجنائية ‪،‬‬
‫مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.937‬‬
‫‪5‬‬
‫)‪(52‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وي ترتب على أهميت ه منط وق الحكم خ روج ال دعوى الجزائي ة من ح وزة محكم ة الموض وع ‪,‬‬
‫ال إذا ألغي حكمها‬
‫وانقطاع صلتها بها ‪ ،‬فال يعود بإمكانها إعادتها إلى حوزتها لتصحيحها أو تعديلها ‪ ،‬إ َ‬
‫من قب ل جه ة الطعن ‪،‬أو يكن هنال ك خط أ م ادي‪ ,‬أو حس ابي ‪ ،‬فيج وز للمحكم ة أن تع ود إلى ال دعوى‬
‫لتصحيح مثل هذه األخطاء (‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫مضمون منطوق الحكم الجزائي وإ جراءات تالوته‬
‫حيث يشترط للحكم الجزائي يكون له منطوق ‪ ،‬فانه يشترط في االخير أن يكون بمضمون محدد من‬
‫جهة ‪ ،‬وان تتم تالوت ُه بأجراءات معينة ‪ ،‬االمر الذي يستوجب لبيان مضمون الحكم الجزائي ابتداًء ‪،‬‬
‫وتحديد إجراءات تالوته ألحقًا ‪ ،‬وهذا ماسوف يتم تفصيله في هذا الفرع على النحو االتي ‪:‬‬
‫أولًا‪ :‬مضمون منطوق الحكم الجزائي ‪ :‬يعد لصحة منطوق الحكم توافر ضوابط معينة ‪ ,‬فمن حيث‬
‫مض مونه يجب أن يُح دد منط وق الحكم ن وع العقوب ة المحك وم به ا ومق دارها ‪ ,‬واحتس اب م دة الموقوفي ه‬
‫وهذا ما سارت عليه احكام القضاء العراقي أذ جاء في احد أحكام محكمة جنايات بابل بانه ( حكمت‬
‫المحكمة على المدان (خ ‪،‬ن‪،‬ع) بالسجن لمدة خمس عشر سنة استنادًا إلحكام المادة ‪ 422‬بداللة المادة‬
‫‪/421‬ج ‪/‬ه عقوبات المعدل بأمر مجلس الوزراء رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 2004‬وبداللة المادة ‪ 132/1‬عقوبات‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫واحتساب مدة موقوفيته للفترة من ‪ 16/5/2013‬ولغاية ‪).. 10/3/2014‬‬
‫ف إذا ك ان منط وق الحكم الج زائي يقض ي باإلدان ة‪ ,‬وجب أن ي ُذكر الحكم في منطوق ه الواقع ة‬
‫المستوجبة للعقوبة ‪ ،‬وأن يشار إلى النص القانوني الذي حُكم بموجبه ‪ ،‬وأن يحُدد نوع العقوبة المحكوم‬
‫بها ومدتها(‪ ، )3‬وال يعيب على المنط وق أن ينص على العقوب ة المفروضة‪ ,‬وال ُيحدد طريقة إتباعها أو‬
‫تنفي ذها ‪ ،‬بالنس بة للعقوب ات ال تي ت وجب إج راءات معين ة للتنفي ذ ‪ ،‬مث االً على ذل ك عقوب ة اإلع دام حيث‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات الجنائية ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ، 938‬د‪ .‬احمد فتحي‬
‫سرور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.1134‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة جنايات بابل المرقم ‪/ 215‬جزائية‪ 2014/‬في ‪( 11/3/2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمد سعيد نمور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.515‬‬
‫)‪(53‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ،‬وكما‬ ‫(‪)1‬‬
‫حدد قانون أصول المحاكمات الجزائية ‪ ،‬طريقة واحدة فقط‪ ،‬وهي اإلعدام شنقًا حتى الموت‬
‫أش ار ق انون أص ول المحاكم ات العس كري إج راء تنفي ذ عقوب ة اإلع دام في الم ادة (‪ )104‬ال تي ج اَء به ا‬
‫(تنفذ عقوبة اإلعدام رميًا بالرصاص ‪.)...‬‬
‫والمالحظ أن منطوق الحكم في مضمونه ‪ ,‬شأنه شأن بقيه أجزاء الحكم األخرى ‪ ,‬قد تشوبه بعض‬
‫العي وب ال تي ت ؤدي إلى نقض الحكم الج زائي‪ ,‬ولع ل من أك ثر عي وب المنط وق ح دوثًا في الواق ع هي‬
‫تناقض ه م ع أس باب الحكم‪ ،‬ويحص ل ذل ك التن اقض عن دما ينتهي الحكم في منطوق ة إلى مخالف ة األس باب‬
‫واضحة وصريحةً‪ ,‬بحيث ال تؤدي الأسباب مطلقًا إلى النتيجة التي انتهى إليها الحكم في منطوقه‬
‫ً‬ ‫مخالفة‬
‫‪ ،‬ومثال ه أن تقض ي أس باب الحكم ب براءة المتًهم من التهم ة‪ ,‬ثم ينتهي المنط وق إلى إدان ة المتهم وتحدي د‬
‫ارتكِبت عم دًا ثم يخ الف منط وق الحكم أس بابه ‪,‬‬
‫عقوبت ه‪ ،‬أو ق د تش ير أس باب الحكم إلى إن الجريم ة ُ‬
‫ويؤكد على عدم توافر القصد الجنائي لدى الجاني ‪ ،‬وتطبيق ًا بذلك فقد قضت محكمة التمييز االتحادية‬
‫بأنه (‪ ...‬مما تقدم يظهر من مجريات الحادث أن المتهمة هي التي تشاجرت مع المجنى علية وانها بعد‬
‫الشجار قامت بقتله بعد تأكدها من نومه حيث قامت بقتله بعد ان هيئات السالح بالصورة المتقدمة وان‬
‫حالة النوم تنهي مقاومة المجنى عليه وبذلك يكون القتل الواقع مع سبق االصرار وان ادانة المحكمة‬
‫له ا وف ق الم ادة (‪ )405‬عقوب ات والحكم عليه ا بموجبه ا غ ير ص حيح لتحق ق ظ رف س بق االص رار في‬
‫الفع ل ‪ ....‬ق رر نقض كاف ة الق رارات الص ادرة بال دعوى واعادته ا الى محكمته ا الجراءالمحاكم ة بح ق‬
‫المته ة وف ق أحك ام الم ادة (‪/406/1‬أ) من ق انون العقوب ات ‪,)2( )....‬وك ذلك الش أن ل و أدانت المحكم ة‬
‫المًتهم بجريم ة أخ ف مم ا ورد من أس باب ‪ ,‬ك أن ت ذكر عن د عرض ها للواقع ة بأنه ا ك انت حي ازه م واد‬
‫ُ‬
‫مخ درة بقص د االتج ار به ا‪ ,‬ثم يق رر منطوق ه ب أن اس تعمال الم واد المخ َدرة ك ان بقص د االس تعمال‬
‫الشخصي دون ان ترفع ذلك التناقض‪ ,‬مما يؤدي إلى نقض الحكم الصادر عنها ‪ ,‬وذلك بسبب االرتباط‬
‫الوثي ق بين المنط وق واالس باب‪ ,‬ب ل ه و النتيج ة المترتب ة عليه ا‪ ,‬ل ذا يجب أن ي أتي متوافق ًا معه ا‪ ,‬ف إن‬
‫خالفها أصبح مستوجبًا للنقض(‪.)3‬‬
‫‪ )?(1‬المادة (‪ )288‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي ‪.‬‬
‫‪ )1(2‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ / 1838‬الهيأة الجزائية الثانية ‪ 2007 /‬في ‪ ( 2007 /5/ 20‬غير منشور )‪.‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمد علي الكيك ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ ،194‬نسرين نعمه ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪. 120‬‬
‫)‪(54‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بالنسبة للتناقض الحاصل بين المنطوق واألسباب القانونية للحكم‪ ,‬فال ُيعتَد به‪ ,‬طالما لم يؤثر في‬
‫النتيجة التي انتهى إليها الحكم‪ ,‬وكذا الحال بالنسبة للتناقض الحاصل بسبب االخطاء المادية التي تشوب‬
‫الحكم عند تدوينه كالخطأ عند ذكر أسماء الخصوم ‪,‬أو الخطأ في مبالغ التعويض والغرامات المحكوم‬
‫به ا‪ ,‬فه ذه ال ت ؤثر على ص حة الحكم ‪,‬ويمكن تص حيحها ب إجراءات تص حيح االخط اء المادي ة (‪ ،)1‬وق د‬
‫يش وب منط وق الحكم بعض الغم وض ‪,‬وأن ك ان ص حيحًا من الناحي ة القانوني ة ‪ ,‬فهن ا يج وز للجه ة‬
‫المختصة بتنفيذه أن تستوضح من المحكمة التي أصدرت الحكم لتفهيم ذوي العالقة ‪,‬دون اإلخالل بتنفي ذ‬
‫الج زء الواض ح من ه ‪ ،‬حيث نص ت الم ادة (‪ )10‬من ق انون التنفي ذ ق انون التنفي ذ الع راقي رقم ‪ 40‬لس نة‬
‫‪ 1980‬المعدل على ان ( للمنفذ العدل‪ ،‬ان يستوضح من المحكمة التي اصدرت الحكم عما ورد فيه من‬
‫غموض‪ ،‬واذا اقتضى االمر صدور قرار منها افهم ذوو العالقة بمراجعتها دون االخالل بتنفيذ ما هو‬
‫واضح من الحكم الواجب التنفيذ)‪.‬‬
‫يالحظ أنه يجب إن يتطابق مضمون منطوق الحكم المكتوب مع المنطوق الذي حصل شفويًا‪،‬‬
‫ويبطل الحكم أذا جاء منطوق ه مخالف ًا لما حصل النطق ب ه شفويًا ‪ ،‬ذل ك ألنه نسخة قرار الحكم ليست‬
‫إال تسجيل لما نطقت به المحكمة شفويًا‪.‬‬
‫ثاني'ًا‪ :‬إج''راءات تالوة منط''وق الحكم‪ :‬يُتلى منط وق الحكم علن ًا بع د تحري ره‪ ,‬وه ذا م ا نص ت علي ه‬
‫الم ادة (‪ )1167‬من ق انون االج راءات الجنائي ة الفرنس ي‪ ،‬حيث يجب أن يُتلى المنط وق على م رأى من‬
‫ويتلى الحكم من الرئيس بصوتٍ مرتفع (‪.)2‬‬
‫الجمهور ‪ُ ،‬‬
‫وكما جاء المشرع المصري في المادة (‪ )302‬من قانون اإلجراءات الجنائية ‪ ،‬مؤكدًا صدور الحكم‬
‫بصوره علنية ‪ ،‬بعد التحرير‪ ,‬أذ نصت على ان ( يصدر الحكم فى الجلسة العلنية ‪ ،‬ولو كانت الدعوى‬
‫نظرت فى جلسة سرية ‪ ،‬ويجب إثباته في محضر الجلسة ‪,‬ويوقع عليه رئيس المحكمة والكاتب‪،)....‬‬
‫ونج د أيض ًا في م ادة أخ رى أن المش رع المص ري أك د تحري ر منط وق الحكم بع د تالوت ه في الم ادة (‬

‫‪ )?(1‬د‪.‬محمد سعيد نمور ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.516‬‬


‫‪ )?(2‬نقًال عن ‪ ،‬د‪ .‬فتحي توفيق الفاغوري ‪ ،‬عالنية المحاكم ة الجزائي ة ‪،‬في التش ريع االردني مقارن ة بالتش ريع الفرنس ي‬
‫والمصري ‪،‬ط‪، 1‬دار وائل لنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪ ،‬االردن‪، 2007 ،‬ص‪.135‬‬
‫)‪(55‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )276‬ال تي نصًت على (‪....‬وت دون ب ه الطلب ات ال تى ق دمت أثن اء نظ ر ال دعوى وماقض ى ب ه فى‬
‫المسائل الفرعية ‪ ،‬ومنطوق األحكام الصادرة ‪ ،‬وغير ذلك مما يجرى فى الجلسة‪.) ...‬‬
‫وأك د المش رع الع راقي على أن يتلى منط وق الحكم علن ًا بع د تحري ر في الم ادة (‪/223‬أ) من ق انون‬
‫أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ‪,‬على أن ه ( تختلي المحكم ة لوض ع ص يغة الحكم ‪ ,‬أو الق رار في‬
‫الجلسة المعينة لإصداره ‪,‬وبعد الفراغ من وضعهِ‪ ,‬تستأنف الجلسة علناً‪ ,‬وتتلى صيغته على المتهم ‪,‬أو‬
‫يفهم بمض مونه) ‪ ،‬يُفهم من ه ذا النص أن تتم ق راءة منط وق الحكم بص وتٍ مرتف عٍ على م رأى ومس معٍ‬
‫من الحاض رين في الجلس ة المخصص ة ل ذلك ‪ ،‬وه و أم ر يف ترض ب أن الحكم تمت كتابت ه بالص يغة ال تي‬
‫فرضها القانون‪ ,‬وفي ضوء ما يرتأيه القاضي أو هيأة المحكمة ‪ ،‬والمالحظ أن منطوق الحكم هو أمر‬
‫وجوبي بموجب النص السابق ‪ ,‬وبالتالي فهو من موجبات صدور الحكم الجزائي ‪,‬على أن يتم تحرير‬
‫ذلك بمحضر ينظم من المحكمة يخصص لتالوة قرار الحكم ‪.‬‬
‫يت بين من نص وص الم واد أعاله وج وب ت وافر ش رطين لص ياغة منط وق الحكم الج زائي‪ ,‬اوًال‪ :‬أن‬
‫يكون علنًا سواء كانت جلسات المحاكمة علنية (وهو األصل ) أم سرية ‪ ,‬بناء على قرار من المحكمة‬
‫من تلقاء نفسها‪ ,‬أو بناء على طلب أحد الخصوم بهدف المحافظة على النظام العام ‪ ,‬أو مراع اة لآلداب‪،‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن يكون منطوق الحكم بعد تحرير مسوًدته وكتابة أسبابه الموجبة في الجلسة المحددة لذلك ‪،‬وأن‬
‫يكون بعد التوقيع عليه من قبل القاضي ‪,‬أو من رئيس الهيأة وأعضائها قبل النطق به‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫صياغة بيانات ديباجة الحكم‬
‫إن ديباج ة الحكم تتض من المعلوم ات الكافي ة ال تي يمكن التع رف من خالله ا على موض وع الحكم‬
‫ومقوماته ‪ ,‬وتتجلى هذه المعلومات في صورة عدة بيانات اشترط المشرع ذكرها في الديباجة ‪ ،‬يستلزم‬
‫األمر عرض هذه البيانات ‪ ,‬وتوضيح أثر كل منها على صياغة صحة الحكم الجزائي‪.‬‬
‫استنادًا لما تقدم سنتناول هذا المطلب في فرعين‪ُ :‬يخصص األول للبيانات التي تخص المحكمة في‬
‫ديباج ة الحكم ‪ ,‬ونتط رق في الف رع الث اني‪ :‬لبيان ات تخص اط راف ال دعوى الجزائي ة في ديباج ة الحكم‬
‫الجزائي‪.‬‬
‫)‪(56‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع االول‬
‫البيانات التي تخص المحكمة في ديباجة الحكم‬
‫لديباجة الحكم الجزائي ‪ ،‬العديد من البيانات الواجب توافرها فيها ‪ ،‬بشكل مفصل ال لبس فيها وال‬
‫غم وض ‪ ،‬بحيث يمكن من خالله ا التع رف ح ول م دى ص حة ص ياغة الحكم الج زائي من عدم ه ‪ ،‬وأن‬
‫البيانات الواجب توافرها في ديباجة الحكم تتمثل باالتي ‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬بيان اسم المحكمة التي أصدرت الحكم في ال''دعوى ‪ :‬يجب أن تتض من ديباج ة الحكم الج زائي‬
‫اس م المحكم ة ال تي أص درته ‪ ،‬والغاي ة من ه ذا البي ان تكمن في مراقب ة م دى ص حة ص ياغة‬
‫الحكم ‪,‬وصدوره من هيئة قضائية مختصة بالفصل في نزاع بين خصوم معينين في مسألة معينة (‪.)1‬‬
‫ويالح ظ ب أن المش رع اللبن اني ق د أوجب بي ان اس م المحكم ة ال تي ص درت الحكم‪ ،‬وذل ك لغ رض‬
‫مراقب ة م دى ص حة ص دور الحكم الج زائي من محكم ة مختص ة بإص داره في ن زاع بين الخص وم عن‬
‫مسألة معينة(‪.)2‬‬
‫أم ا المش رع الع راقي فق د أوجب إتب اع قواع د االختص اص لتعين ذك ر المحكم ة ‪ ،‬حيث اعتبره ا‬
‫أساس إصدار الحكم الجزائي (‪.)3‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬الوسيط في قانون االجراءات الجنائية ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.843‬‬
‫‪ )?(2‬يالح ظ الم ادة (‪ )194‬من ق انون أص ول المحاكم ات اللبن اني ال تي نص ت على (إص دار الحكم وبيانات ه بع د خت ام‬
‫موقعا من القاضي‬
‫ً‬ ‫المحاكمة يصدر القاضي المنفرد حكمه في آخر الجلسة‪ ,‬أو في جلسة الحقة‪ ,‬إذ يجب إن يكون الحكم‬
‫ومن الكاتب ومذيال بتاريخ صدوره ‪ .....‬يجب ان يذكر فيه السند القانوني الذي بموجبه وضع القاضي المنفرد يده على‬
‫ال دعوى‪ ...... .‬ال يج وز ل ه ان يتط رق في حكم ه الى وق ائع لم ي دع به ا او الى اش خاص لم ي دع عليهم)‪ ،‬ام ا الم ادة (‬
‫‪ )274‬فقد نصت (‪....‬يجب ان يشتمل حكم محكمة الجنايات على ما يأتي‪ :‬أ ‪ -‬ذكر قرار االتهام الذي بموجبه وضعت‬
‫المحكمة يدها على الدعوى واالشارة الى ادعاء النيابة العامة امامها وفقا لقرار االتهام‪.)....‬‬
‫‪ )?(3‬المادة (‪ ) 138‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي التي حددت انواع المحاكم واختصاصاتها حيث نصت‬
‫على ان (ا – تختص محكمة الجنح بالفصل في دعاوى الجنح والمخالفات ويجوز تخصيصها بالفصل في دعاوى الجنح‬
‫= = وحدها او في المخالفات وحدها ‪ ،‬ب – تختص محكمة الجنايات بالفصل في دعاوى الجنايات وبالنظر في دعاوى‬
‫الج رائم االخ رى ال تي ينص عليه ا الق انون ‪ ،‬جـ ‪ -‬تختص محكم ة التمي يز ب النظر في االحك ام والق رارات الص ادرة في‬
‫الجنايات والجنح وفي القضايا االخرى التي ينص عليها القانون) ‪ ،‬وتقابلها المواد ( ‪ ) 216-215‬من قانون االجراءات‬
‫الجنائية المصري حيث نصت المادة (‪ )215‬على انه ( تحكم المحكمة الجزئية فى كل فعل يعد بمقتضى القانون مخالفة‬
‫)‪(57‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وقد أوجب الفقه الجزائي بأن يتضمن الحكم اسم المحكمة التي أصدرته ‪ ،‬لغرض معرفة فيما اذا قد‬
‫ص در من هي أة قض ائية مختص ة ‪ ,‬من عدم ه ‪ ،‬بحيث ي ترتب على إغف ال ذل ك البي ان جهال ة في الحكم‬
‫الج زائي(‪ ،)1‬وتطبيق ًا ل ذلك ‪ ,‬ق د قض ت محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التمييزي ة ب أن(( ‪ ...‬ق رار محكم ة‬
‫الجنح غير صحيح ومخالف للقانون ‪,‬وذلك لعدم مراعاة قواعد األختصاص ‪,‬حيث إن طرفي الدعوى‬
‫من إف راد الش رطة‪ ,‬وان المحكم ة المختص ة بمح اكمتهم هي محكم ة ق وى الأمن ال داخلي بم وجب الم ادة‬
‫‪ /25‬اوال ‪/‬أ من قانون أصول المحاكمات الجزائية لقوى االمن الداخلي رقم ‪ 17‬لسنة ‪.)2())2008‬‬
‫وقد استقرت أحكام القضاء المصري على وجوب بيان أسم المحكمة التي صدرت الحكم الجزائي في‬
‫ديباجت ه ‪ ،‬كون ه من البيان ات الجوهري ة ‪ ،‬أذ إن خل و الحكم الج زائي من ه ي ؤدي الى جهالت ه ‪ ،‬ويك ون‬
‫عرضة للنقض (‪.)3‬‬
‫يت بين لن ا أن بي ان أس م المحكم ة ال تي اص درت الحكم يع د من البيان ات الجوهري ة للحكم الج زائي ‪،‬‬
‫والغاي ة من اس م المحكم ة ؛ كونه ا تُع د من النظ ام الع ام ‪ ،‬وارتباطه ا بقواع د االختص اص ‪ ،‬لتحدي د‬
‫المحكمة التي لها الوالية بصدور الحكم ‪ ،‬و يعرج على ذلك في الواقع العملي أنها تعتبر من المسلمات‬
‫ال تي يمكن اس تكمالها ‪,‬أو معرفته ا من محاض ر الجلس ات ‪ ,‬وال تي ت أتي غالب ًا في المح اكم في ص يغة‬
‫( تش كلت محكم ة جناي ات‪ ،)..‬إال أن ه ال يمكن إغفاله ا كم ا تم بي ان ذل ك مس بقًا‪ ,‬حيث ُتع د اإلج راءات‬
‫الجوهرية في الصياغة‪.‬‬

‫أو جنحة عدا الجنح التي تقع بواسطة الصحف أو غيرها من طرق النشر على غير األفراد ) ‪ ،‬اما المادة (‪ )216‬نصت‬
‫على ( تحكم محكمة الجنايات فى كل فعل يعد بمقتضى القانون جناية وفي الجنح التى التى تقع بواسطة الصحف أو‬
‫غيره ا من ط رق النش ر ع دا الجنح المض رة ب أفراد الن اس وغيره ا من الج رائم األخ رى ال تى ينص الق انون على‬
‫إختصاصها بها )‬
‫‪ )?(1‬د‪ .‬فوزية عبد الستار ‪ ،‬شرح قانون االجراءات الجنائية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1986 ،‬ص‪ ،621‬محمد‬
‫علي سالم الحلبي ‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اصول المحاكمات الجزائية ج‪ ، 3‬المحاكمات وطرق الطعن في االحكام ‪،‬‬
‫دار الثقافة ‪،‬عمان ‪ ، 1996،‬ص‪.184‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة استئناف بابل االتحادية بصفتها التميزية الع دد ‪/ 70‬ت‪ /‬جزائي ة ‪ 2014 /‬في ‪ ( 2014 /2/ 11‬غ ير‬
‫منشور )‬
‫‪ )?(3‬نقض مص ري رقم ‪ 180‬في ‪ ، 2/12/1981‬مجموع ة أحك ام محكم ة النقض ‪ ،‬س‪ ، 32‬ص‪ ،1029‬نقال عن د‪.‬‬
‫محمد سعيد نمور ‪ ،‬اصول االجراءات الجزائية ‪،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة ‪ ،‬عمان ‪ ، 2005،‬ص‪.499‬‬
‫)‪(58‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثاني 'ًا‪ :‬بي''ان الس''لطة العلي''ا ال''تي يص''در باس''مها الحكم في ال''دعوى ‪ :‬ورد ه ذا البي ان في الكث ير من‬
‫دس اتير الدول(‪ ، )1‬وكم ا ورد في القوانين الداخلية لذلك ك ان من الضروري أن نعرج علي ه في بيانات‬
‫صياغة الحكم الجزائي‪.‬‬
‫إذا تن اول المش رع الع راقي بق انون التنظيم القض ائي الع راقي في الم ادة (‪ )6‬ال تي نص ت على أن ه‬
‫(تصدر اإلحكام ‪ ,‬وتنفذ باسم الشعب ) ‪ ،‬وهناك من يرى أن هذا البيان من البيانات الجوهرية المتعلقة‬
‫فقده عنصرًا من عناصر وجوده قانون ًا‪ ,‬مما‬
‫بصياغة ذاتية الحكم ‪ ,‬لذا ف إن خلو الحكم من هذا البيان ُي ُ‬
‫ي ترتب نقض ه‪ ,‬كون ه يتعل ق بالنظ ام الع ام ‪,‬وذل ك اس تنادًا إلى المب دأ الدس توري ال ذي يقض ي ب أن الش عب‬
‫مص در الس لطات ‪,‬فالقض اء عن دما يم ارس وظيف ة الفص ل في المنازع ات ‪,‬والحكم في ال دعوى ‪,‬إنم ا‬
‫يمارسها بالوكالة عن الشعب ‪,‬وبالتالي يقرر حكم الشعب فيها‪ ,‬وليس رأيه الشخصي(‪.)2‬‬
‫فقد اختلف الفقة الجزائي ‪ ،‬حول االثار المترتبة على عدم ايراد السلطة العليا في الحكم الجزائي ‪ ،‬فقد‬
‫اتج ة ج انب من الفق ه إلى وج وب ذك ر ذل ك البي ان ‪ ،‬باعتب ار أن ص دور اإلحك ام باس م الش عب ش رط‬
‫لص حتها ‪ ,‬وه و ال ذي يكس ب الحكم ش رعيته ‪ ،‬وي ترتب على مخالف ة ذل ك حس ب ه ذا ال رأي أن يك ون‬
‫الحكم الجزائي فاقدًا ألحد مقوماته ووجوده ‪ ،‬ويجعله عرضه للنقض (‪.)3‬‬
‫في حين ذهب جانب من إح د الفقه اء إلى أن عدم ذكر البي ان أعاله ال يجع ل من الحكم الجزائي‬
‫معرض ًا للنقض‪ ،‬باعتب ار إن ص دور الحكم الجزائي باسم الش عب إنما هو أمر مفترض ‪ ،‬وهو ناشىء‬
‫عن أص ل دس توري ‪ ،‬وإ ن إي راده في الحكم الج زائي ه و كاش ف ل ه ‪ ،‬وأن ذل ك البي ان ال يتعل ق بحق وق‬

‫‪ )?(1‬ورد نص البيان العدي د من دس اتير ال دول‪ ،‬ينظ ر الم ادة (‪ )128‬من الدس تور الع راقي ال دائم لع ام ‪ ،2005‬الم ادة (‬
‫‪ )100‬من الدس تور المص ري لع ام ‪ ،2014‬الم ادة (‪ )20‬من الدس تور اللبن اني لع ام ‪1926‬المع دل ‪ ،‬الم ادة (‪ )27‬من‬
‫الدستور االردني لعام ‪.2012‬‬
‫‪ )?(2‬عب د االم ير العكيلي‪ ،‬د‪ .‬س ليم حرب ة ‪ ،‬مص در س ابق‪ ،‬ص ‪ ،180‬د‪ .‬ج واد ال رهيمي‪ ،‬البطالن في ق انون اص ول‬
‫المحاكم ات الجزائي ة‪ ،‬ط‪ ،2‬المكتب ة القانوني ة‪ ،‬بغ داد‪ ، .2006 ،‬ص ‪ ، 293‬د‪ .‬الطيب ب رادة‪ ،‬اص دار الحكم الم دني‬
‫وص ياغته الفني ة في ض وء الفق ه والقض اء‪ ،‬مطبع ة المع ارف الجدي دة‪ ،‬دار نش ر المعرف ة‪ ،‬الرب اط‪ ،1996 ،‬ص ‪-432‬‬
‫‪ ، 433‬نسرين نعمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ )?(3‬د‪.‬احم د فتحي س رور ‪ ،‬الوس يط في ق انون االج راءات ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‪ ،116‬د‪.‬رؤوف عبي د ‪ ،‬المش كالت‬
‫العمليه‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪640‬‬
‫)‪(59‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الخصوم‪ ,‬كما ال يؤثر على دفاعهم ‪ ،‬وأن إغفال ذكره في الحكم إنما يجعله خطأ مادي ًا يمكن تصحيحه‬
‫بالطرق القانونية(‪.)1‬‬
‫أم ا عن اإلحك ام القض ائية الص ادرة به ذا الص دد ‪ ،‬فأنن ا لم نج د‪ ,‬بع د االطالع على بعض اإلحك ام‬
‫للقض اء الع راقي ‪ ,‬إلى م ا يش ير لنقض الحكم الج زائي ‪,‬لخل و من ذك ر ه ذا البي ان أعاله‪ ،‬وذل ك الن ه ذا‬
‫البيان أمر مفترض ومشار عليه بالدستور‪ ,‬وال حاجة للنص عليه بصورة صريحه ‪ ,‬فالسلطة القضائية‬
‫هي إحدى السلطات العامة في الدولة ‪ ,‬والمخولة بموجب الدستور حسم النزاعات المعروضة عليها ‪,‬‬

‫وإ صدار اإلحكام باسم الشعب‪ ،‬ولم أجد فيما اطلعت عليه من القرارات الحديثة للقضاء العراقي قرارًا‬
‫بنقض الحكم الجزائي الخالي من هذا البيان ‪.‬‬
‫أما فيما يخص القضاء المصري فقد استقرت أحكامه على أن خلو الحكم من هذا البيان ‪,‬ال‬
‫ينال من شرعيته أو يمس ذاتيته وال يترتب نقضه ‪ ،‬ذلك ألنه يُع د من األصل الذي ينهض عليه نظام‬
‫الدولة ‪ ،‬كشأن األصل الدستوري الذي يقتضي بأن اإلسالم هو دين الدولة(‪.)2‬‬
‫نحن بدورنا نعتقد بأن هذا البيان غير مؤثر مما لمسنا من خالل متابعتنا لموضوع رسالتنا في‬
‫المحاكم ‪ ,‬في صياغة الحكم الجزائي بالصيغة النموذجية ؛ ألنه يُع د أمرًا مفترض ًا بقوة القانون صدور‬
‫االحكام باسم الشعب ‪ ،‬وأن السلطة القضائية مخُو لة مسبقًا بأن تصدر إحكامها باسم الشعب ‪ ،‬واغفال‬
‫هذا البيان بمكان تصحيحه والرجوع إليه ألنه ال يؤثر في صياغة الحكم الجزائي‪.‬‬
‫ثالث''ًا‪ :‬بي ''ان أس ''ماء القض ''اء ال ''ذي حكم في ال ''دعوى ‪ :‬يجب أن يتض من الحكم الج زائي على أس م‬
‫القاض ي أو القض اة ال ذين اش تركوا في تش كيل المحكم ة ‪ ,‬واص دار الحكم ‪ ،‬حيث ي رد ه ذا البي ان في‬
‫مقدمة الحكم الجزائي الصادر من محكمة الموضوع ‪ ،‬وقد ورد النص عليه صراحة المادة (‪ /224‬أ)‬
‫من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي بأن (يشتمل الحكم أو القرار على اسم القاضي أو القضاة‬
‫الذين اصدروه واسم المتهم وباقي الخصوم وممثل االدعاء العام ‪ ،...،‬ويوقع القاضي او هيئة المحكمة‬
‫على كل حكم او قرار مع تدوين تاريخ صدوره ويختم بختم المحكمة)‪.‬‬
‫‪ )?(1‬د ‪ .‬حامد الشريف ‪ ،‬بطالن الحكم في المواد الجنائية ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،‬مصر ‪ ، 2003 ،‬ص‪. 90‬‬
‫‪ )?(2‬ق رار محكم ة النقض المص رية في ه ذا الش أن رقم ‪ 2358‬في ‪ ، 1985 /1 / 24‬نقآل د‪ .‬مع وض عب د الت واب‪،‬‬
‫نظرية االحكام في القانون الجنائي ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.308‬‬
‫)‪(60‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يكفي الستيفاء هذا البيان ذكر أسماء أعضاء هيأة المحكمة في مقدمة الحكم دون حاجة لتكراره في‬
‫نهاي ة الحكم ؛ألن أس اس ه ذا البي ان معرف ة القض اه ‪ ,‬ح تى إذا ورد في محض ر الجلس ات(‪ ،)1‬وفي حال ة‬
‫حصول خطأ في ذكر اسم القاضي أو إحدى قضاة هيأة المحكمة التي أصدرت الحكم ‪ ،‬فأن ذلك يعد‬
‫خطأ مادي ًا يمكن تصحيحه بأتباع الطرق المقررة قانون ًا ‪ ،‬إما إذا لم يكن باإلمكان تصحيح هذا الخطأ‬
‫‪,‬أو أن اس م القاض ي ال ذي أص در الحكم لم ي ذكر بص ورة مطلق ة ولم ي رد في محض ر الجلس ات ؛ألن‬
‫محضر الجلس ات مٌك م ل للحكم في م ا يخص هذا البيان ‪ ،‬برغم أن ه كان حاضرًا يٌع د قصورًا في ذكر‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫بيان جوهري في صياغة الحكم‪ ,‬فأن ذلك يجعل صياغة الحكم معٌر ضة للنقض‬
‫وتطبيق ًا ل ذلك قض ت محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التميزي ة على ان ه (‪ ...‬وج د أن ق رار المحكم ة‬
‫غ ير ص حيح ومخ الف للق انون ‪,‬وذل ك لأن ه ق د ج اء خالي ًا من اس م القاض ي عن د توجي ه التهم ة‪ ,‬وه ذا‬
‫مخالف ألحكام المادة (‪/187‬أ) أصول المحاكمات الجزائية )(‪ ، )3‬وإن مجرد الخطأ المادي في اس م أح د‬
‫القضاة ‪,‬أو عند ذكر اسم أحد قضاة المحكمة في ديباجة الحكم خطأ‪ ,‬على رغم من كونه لم يشترك في‬
‫عملي ة اصدار الحكم ‪ ,‬ف أن هذه االخط اء المادي ة يمكن تص حيحها مما هو ث ابت في محاضر الجلسات‪,‬‬
‫وال يترتب نقض الحكم ‪ ،‬كون باألمكان تصحيح هذا الخطأ (‪.)4‬‬
‫أما بالنسبة لممثل االدعاء العام‪ ,‬فيجب أن ُيذكر اسمه أيضًا في ديباجة الحكم ‪,‬إال إن إغفاله ال‬
‫يترتب عليه نقض الحكم‪ ,‬طالما ثبت من محاضر الجلسات أنه كان حاضرًا فيها‪ ,‬وأبدى رأيه وطلباته‬
‫فيها ‪,‬وان المتهم ال يدعي عدم حضوره(‪.)5‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمد علي سليمان ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪24‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪،‬المشكالت العملية الهامة في االجراءات الجنائية‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪497‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة استئناف بابل االتحادية المرقم ‪/ 450‬ت‪ /‬جزائية ‪ 2014 /‬في ‪ ( 2014 /6/ 19‬غ ير منش ور ) ‪،‬‬
‫وجاء نص المادة (‪/187‬أ) من قانون اصول المحاكمات العراقي (تحرر التهمة في ورقة خاصة يتصدرها اسم القاضي‬
‫ووظيفته وتتضمن اسم المتهم وهويته ومكان وقوع الجريمة وزمانه ووصفها القانوني واسم المجني عليه والشيء الذي‬
‫وقعت علي ه الجريم ة والوس يلة ال تي ارتكبت به ا والم واد القانوني ة المنطبق ة عليه ا وت ؤرخ ويوقعه ا رئيس المحكم ة او‬
‫القاضي)‪.‬‬
‫‪ )?(4‬د ‪ .‬جالل ثروت ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.566‬‬
‫‪ )?(5‬د‪ .‬محمد سعيد نمور‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.499‬‬
‫)‪(61‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن من المالحظ على ذكر النيابه العامة من عدمه ‪ ,‬احدى الفقهاء قد اورد وجب المشرع المصري‬
‫ذك ر النياب ة العام ة في ديباج ة الحكم الج زائي ‪ ،‬إال إن إغف ال ذل ك البي ان ال ي ترتب علي ه نقض الحكم‬
‫الجزائي ‪ ،‬بأعتبار الغرض من ذلك اطالع النيابة العامة على الدعوى الجزائية ‪ ،‬انطالقًا من مبدأ وحدة‬
‫النيابة العامة فيها(‪.)1‬‬
‫وهذا ماسار عليه المشرع اللبناني في المادة (‪ )235‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية اللبناني‬
‫لسنة ‪ 1948‬التي جاء فيها بيانات محضر المحاكمة الجنائية ( يجب ان يدون في محضر المحاكمة‪ ،‬في‬
‫مس تهل ك ل جلس ة‪ ،‬اس ماء ك ل من رئيس المحكم ة ومستش اريها وممث ل النياب ة العام ة والك اتب وس اعة‬
‫افتتاح الجلسة وان يوقع هؤالء ما خال ممثل النيابة العامة‪ ،‬على المحضر في نهاية كل جلسة‪ .‬اذا اغفل‬
‫اح دهم التوقي ع ك انت الجلس ة باطل ة‪ .‬ت دون في المحض ر جمي ع اج راءات التحقي ق والمحاكم ة‪ .‬يملي‬
‫الرئيس على الكاتب ما يجب تدوينه)(‪.)2‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫بيانات تخص اطراف الدعوى الجزائية في ديباجة الحكم الجزائي‬
‫أذا كانت البيانات المشار اليها في الفرع االول ‪ ،‬تمثل بيانات تمهيدية لديباجة الحكم الجزائي ‪،‬‬
‫فأن هنالك بيانات اساسية يجب ادراجها في مضمون تلك الديباجة ‪ ،‬بحيث تكون مدخًال واضحًا للحكم‬
‫الجزائي ‪ ،‬يمكن ايجاز تلك البيانات باالتي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬بي''ان أس''ماء الخص''وم في ال'دعوى‪ :‬تب دأ المحاكم ة ع ادة بت دوين هوي ة الط رفين أي المش تكي‬
‫والمتهم ‪ ،‬ب ذكر االس م الكام ل والتول د والعم ل ومح ل الس كن ‪ ،‬وفق ًا لم ا ورد علي ه نص الم ادة ( ‪/224‬أ)‬
‫من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي ‪ ،‬فأن من البيانات التي يجب ذكرها في الحكم الجزائي‬
‫هو اسم المتهم وأسماء الخصوم في الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫وبق در تعل ق األم ر بالق انون المق ارن ‪ ،‬ف إن المش رع الفرنس ي ق د أوجب على رئيس المحكم ة أن‬
‫يسأل المتهم عند مثوله إمام المحكمة عن اسمه وشهرته ‪,‬وفيما إذا كان قد كلف محامي ًا لدفاع عنه من‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬عصام شكيب صعب ‪ ،‬بطالن الحكم الجزائي‪ ،‬مشورات الحلبي ‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان ‪ ، 2007،‬ص‪. 293‬‬
‫‪ )?(2‬المادة (‪ )235‬من قانون اصول المحاكات الجزائية البناني‪.‬‬
‫)‪(62‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عدم ه ‪ ،‬وه و االتج اه ذات ه ال ذي س ار علي ه المش رع المص ري ال ذي أوجب أيض ا على رئيس المحكم ة‬
‫سؤال المتهم عن هويته لغرض االستدالل عليه (‪.)1‬‬
‫ونحن ب دورنا نعتق د أن المش رع الع راقي ك ان موفق ًا ب أدراج كاف ة المعلوم ات عن المتهم لغ رض‬
‫إزال ة م ا يمكن إن يع تري اس م المتهم من غم وض‪ ,‬أو حص ول الغل ط في ه ‪ ،‬بحيث يك ون الحكم الص ادر‬
‫بحقه قاطع الداللة بالنسبة ألطراف الدعوى الجزائية‪.‬‬
‫وبذلك قضت محكمة التمييز االتحادية بنقض قرار محكمة جنايات بابل المتضمن (اإلفراج عن‬
‫المتهم (ع‪.‬ي‪.‬ج) كون قد (‪ ...‬لوحظ بأنه لم يرد في ورقة التهمة مايش ير الس م المتهم‪ ،)2()..‬كم ا قض ت‬
‫أيض ا بنقض ق رار محكم ة جناي ات باب ل المتض من (‪ ...‬إلغ اء التهم ة الموجه ه للمتهم (ظ‪.‬ر‪.‬ي) ك ون‬
‫شاهدًا اإلثبات بينا بأن المتهم المذكور ليس المقصود وإ نما لديه شقيق يدعى (ي‪.‬ر‪.‬ي) فكان المقتضى‬
‫‪ ،‬وبدورها قضت محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التمييزي ة على ان ( ‪...‬‬ ‫ربط صورة قيد العائلة ‪)...‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ع دم ص حة ق رار محكم ة جنح أب و غ رق ‪ ,‬ومخالفت ة للق انون لع دم إتب اع اج راءات المحاكم ة الص حيحة‬
‫والتي رسمتها المادة ‪ 167‬األصولية‪ ,‬فلم تدون المحكمة هوية المتهم ‪ ,‬على الرغم من اإلشارة إلى ذل ك‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫في محضر الجلسة ‪,‬وقرار الحكم‪ ....‬وصدر القرار باالتفاق)‬
‫يالحظ إن إيراد المعلومات بكافة أطراف الدعوى في ديباجة الحكم الجزائي ‪ ،‬له أهمية خاصة في‬
‫العديد من الجوانب ‪ ،‬فتحديد سن المتهم إنما يكون مهم في تحديد ما إذا كان مسؤوًال جزائيًا من عدمه ‪،‬‬
‫كما إن تحديد سن المجني عليه قد يكون ظرف ًا مشددًا عند فرض العقوبة على المتهم ‪ ،‬كما هو الحال‬
‫بالنسبة للجرائم المخلة باألخالق ‪,‬واالداب العامة ‪ ,‬وفق ما ورد في نصوص المواد (‪ )397 ،393‬من‬
‫قانون العقوبات العراقي ‪ ،‬فضًال عن األهمية في تأكيد عن مدى صالحية المحكمة للفصل في الدعوى‬

‫‪ )?(1‬المواد (‪ )275 ،273،274‬من قانون االجراءات الفرنسي ‪ ،‬والمادة( ‪ )276‬قانون االجراءات الجنائي ة المص رية ‪،‬‬
‫وتقابلها نفس الغرض ايضا المادة (‪ )251‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية اللبناني ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬ق رار محكم ة التم يز االتحادي ه الم رقم‪ / 233‬الهي أة الموس عة الجزائي ة ‪ 2010 /‬في ‪ ، 24/10/2010‬ويض آ بنفس‬
‫االتجاه سار قرارها المرقم ‪ / 367‬الهيأة الجزائية االولى‪ 2011 /‬في ‪( 3/1/2011‬غير منشوران)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ / 9392‬الهيأة الجزائية الثانية ‪ 2010 /‬في ‪( 19/9/2010‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(4‬قرار محكمة ستئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪/537‬ت‪ /‬جزائية ‪ 2014/‬في ‪( 20/7/2014‬غير منشور )‪.‬‬
‫)‪(63‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفق ًا لقواع د االختص اص ‪ ،‬بحيث ي ترتب على مخالف ة ذل ك نقض الحكم الج زائي الص ادر بال دعوى ‪،‬‬
‫لتعلق تلك القواعد بالنظام العام ‪ ،‬وتطبيق ًا لذلك ‪ ,‬قررت محكمة التمييز االتحادية نقض الحكم الصادر‬
‫من محكم ة جناي ات باب ل المتض من الحكم على المتهم (م‪.‬ج‪.‬ع) بع د م ا ت بين ك ون المتهم الم ذكور ك ان‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫حدثًا وقت الحادث ‪ ,‬األمر الذي يوجب إحالته على محكمة األحداث ‪,‬ال محكمة الجنايات‬
‫ويغني عن ذلك ذكره في أسباب الحكم أو منطوقة ‪ ,‬إال إذا تعدد المتهمون في الدعوى ‪,‬وكان لكل‬
‫منهم موقف ُه الخ اص‪ ,‬وال ي ؤثر في ص حة الحكم الخط أ في تع يين المتهم ‪ ,‬م ادامت البيان ات األخ رى ال‬
‫تدع مجاًال للشك في شخصيته(‪ ،)2‬وبخالفه يصبح الحكم غ ير ص حيح من حيث الص ياغة مم ا ي ؤدي إلى‬
‫‪ ،‬وعليه‬ ‫(‪)3‬‬
‫النقض ‪ ,‬وذلك لأن ه ال يجوز للمحكمة إن تقيم قضائها على مجرد الشك في شخصية المتهم‬
‫ال يمكن من حيث المبدأ أن يعاقب إنسان إال عن فعله الشخصي ‪ ،‬كون العقوبة يجب ان تكون شخصية‬
‫‪.‬‬
‫وتطبيقًا لذلك جاء في قرار لمحكمة التمييز االتحادية ‪ ،‬ما نصتُه (بتصديق حكم محكمة جنايات بابل‬
‫المتضمن ادانة المتهم ع‪.‬ع‪.‬ن وفق احكام القسم ‪/6/2‬ب من االمر ‪( 3‬النص المنقح والمعدل ) الصادر‬
‫عن سلطة االئتالف المؤقته لسنة ‪ 2003‬والحكم علية لمدة ثالثين سنة ‪ ،‬مع تصحيح اسم المحكوم في‬
‫اديباجة القرار المكتوب باليد والمطبوع من ع‪.‬ف‪.‬أ إلى ع‪.‬ع‪.‬ن ‪.)4().‬‬
‫ثاني''ًا‪ :‬ص''ياغة بي''ان الجريم''ة المس''ندة للمتهم بديباج''ة الحكم في ال''دعوى ‪ :‬م تى أكملت المحكم ة‬
‫مرحل ة التحقي ق القض ائي ‪ ،‬بت دوين أق وال المش تكي وش هود إثبات ه ‪ ،‬ب ادرت الى تالوة المحاض ر‬
‫والكشوفات والتقارير المتعلقة بموضوع الدعوى ‪ ،‬واستمعت القوال المتهم ‪ ،‬فإن المرحلة الالحقة إنما‬
‫تمثل مرحلة توجيه التهمة(‪ ، )5‬وهذا ماجاء به المشرع الع راقي وف ق التفاص يل المبين ة في المادة( ‪/187‬‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ / 6925‬الهيأة الجزائية االولى ‪ 2011 /‬في ‪ ( 26/7/2011‬غير منشور )‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬عادل جواد ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.19‬‬
‫‪ )?(3‬ق رار محكم ة اس تئناف باب ل بص فتها التميزي ة الم رقم ‪/ 450‬ت‪ /‬جزائي ة ‪ 2014 /‬في ‪ ( 2014 /6/ 19‬غ ير‬
‫منشور )‬
‫‪ )3(4‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /13745‬الهيأه الجزائية األولى ‪ 2013/‬في ‪( 2013 /22/9‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(5‬د‪ .‬محمد علي سالم الحلبي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.358‬‬
‫)‪(64‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ ) من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي ال تي نص ت على ان (أ‪ /‬تح رر التهم ة في ورق ة‬
‫خاص ة يتص درها اس م القاض ي ووظيفت ه‪ ,‬وتتض من اس م المتهم وهويت ه ومك ان وق وع الجريم ة وزمان ه‬
‫ووصفها القانوني ‪ ,‬واسم المجني عليه ‪ ,‬والشيء الذي وقعت عليه الجريمة ‪,‬والوسيلة التي ارتكبت بها‬
‫‪,‬والمواد القانونية المنطبقة عليها ‪,‬وتؤرخ ‪ ,‬ويوقعها رئيس المحكمة أو القاضي)‪.‬‬
‫وقد أوجب المشرع العراقي أن يتضمن الحكم الجزائي بيان الجريمة المسندة للمتهم ‪ ،‬وإ خضاع‬

‫التك ييف الق انوني له ا ‪ ،‬بحيث ي ترتب على إغف ال ذل ك البي ان إن يك ون الحكم عرض ة للنقض ‪ ،‬وتطبيق ًا‬
‫ل ذلك قض ت محكم ة اس تئناف باب ل االتحادي ة بص فتها التميزي ة بنقض حكم محكم ة الجنح‪ ,‬كون ه غ ير‬
‫صحيح ومخالف للقانون بقولها(‪...‬حيث تمثل هذا الخطأ بفرض العقوبة على المميز (ك‪ ،‬ز‪ ،‬م) وفق‬
‫المادة (‪ )432‬من قانون العقوبات بدون أي قرار إدانة وفق هذه المادة ‪ ،‬وحيث أنها ذكرت ب أن فعل‬
‫المييز يشكل جريمة ينطبق عليها أحكام المادة (‪/182‬أ) أصول ‪ ،‬حيث هذه المادة متعلقة باإلجراءات‬
‫وليس م ادة عقابي ة ‪,‬حيث نقض كاف ة ق رارات محكم ة الجنح وإ عادته ا للس ير به ا ‪ ، )1()....‬وق د يح دد‬
‫مقدار الغرامة في الحكم‪ ,‬ويتم تنزيله من مَد ة التوقيف الذي قضاها في مرحلة التحقيق االبتدائي (‪.)2‬‬
‫ثالثًا‪ :‬صياغة بيان المادة القانونية الموجبة للحكم في الدعوى ‪ :‬أوجب المشرع العراقي بيان المادة‬
‫القانوني ة المنطبق ة على واقع ة ال دعوى الجزائي ة من قب ل محكم ة الموض وع ‪ ،‬وذل ك م ا يع رف ب التكيف‬
‫القانوني للجريمة ‪ ،‬الذي يعد جوهر العمل القضائي ويع ًر ف بأنه ربط الوقائع المادية التي تثبت ضد‬
‫المتهم بالقانون الواجب التطبيق (‪.)3‬‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪/66‬ت‪/‬جزائية ‪ 2011 /‬في ‪( 2011 /16/3‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة استئناف بابل االتحادية بصفتها التميزية المتضمن (‪ ...‬ان قرار محكمة الجنح ص حيح بأس تثناء ق رار‬
‫العقوب ة اذ لم يثبت ارتك اب المتهم لجريم ة ال تزوير وثبت ارتكاب ة لجريم ة اس تعمال المح رر الم زور ‪ ،....،‬ل ذا ق رر‬
‫تصديق قرار االفراج عند تهمة التزوير وقرار االدانة عند استعمال المحرر المزور اما بشأن العقوبة المفروضة فقد‬
‫وجد ان المحكمة قد فرضتها واحتسبت فتره توقيف المتهم وقرار تنزيل خمسين الف عن كل يوم قضاه المتهم بالتوقيف‬
‫من مبل غ الغرام ة لمفروض ة في حين انه ا حكمت ب الحبس والغرام ة وك ان المقتض ى احتس اب م دة الموقوفي ة م ع عقوب ة‬
‫الحبس كونها هي العقوبة المقيدة ااحرية عمال بالمادة (‪ )90‬من قانون العقوبات لذا قرر نقض قرار فرض العقوبة ‪)...‬‬
‫قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪/278‬ت‪/‬ج‪ 2014/‬في ‪( 23/4/2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(65‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن إعطاء الوصف القانوني السليم للجريمة ‪ ،‬يقتضي تطابق وقائع الجريمة المرتكبة مع الوقائع‬
‫المنص وص عليه ا في النص العق ابي ‪ ،‬أي أن يك ون هنال ك تط ابق بين النم وذج ال واقعي م ع النم وذج‬
‫الق انوني (‪ ،)1‬ويكش ف عن م دى اح ترام مب دأ ش رعية الج رائم والعقوب ات ‪ ,‬ويس اعد محكم ة التمي يز في‬
‫(‪.)2‬‬
‫ممارسة وظيفتها الرقابية على اإلحكام الجزائية ‪ ،‬وفيما إذا كانت مطابقة إلحكام القانون من عدمه‬
‫وتطبيقًا لذلك فقد قضت محكمة التمييز االتحادية بأنه (‪ ...‬محكمة جنايات بابل أخطأت في التكيف‬
‫والوص ف للجريم ة وف ق الم ادة ( ‪/421‬ب‪/‬ج‪/‬عقوب ات ‪,‬وبدالل ة أم ر مجلس ال وزراء ‪3‬لس نة ‪)2004‬‬
‫عقوب ات وذلك إن من وق ائع ال دعوى المستخلص ة من أدلته ا ف إن فع ل المتهم ( ع‪،‬ح‪ ،‬ع) يش كل جريم ة‬
‫تنطب ق علي ه وأحك ام الم ادة (‪ 4/1‬بدالل ة الم ادة ‪ 2/8‬من ق انون مكافح ة اإلره اب) وعلي ه ‪,‬فأن ه اس تنادا‬
‫إلحكام المادة (‪ )260‬من األصول ‪,‬قرر تبديل الوصف القانوني للجريمة إلى المادة (‪ 4/1‬وبداللة المادة‬
‫‪ 2/8‬من ق انون مكافح ة اإلره اب) وتجريم ه بموجبه ا وحيث أص بحت العقوب ة متناس بة والوص ف‬
‫الجديد ‪.)3()...‬‬
‫أن اإلشارة إلى نص القانون يجب أن تكون واضحًا ودقيقًا فال تكفي اإلشارة إلى رقم القانون أو سنة‬
‫ص دوره دون بي ان رقم الم ادة المنطبق ة على الواقع ة‪ ،‬أو اإلش ارة إلى نص الم ادة ال تي تعًرف الجريم ة‬
‫المرتكبة ‪,‬والظرف المشدد لها ‪,‬دون بيان عقوبتها ‪,‬وكذا الحال إذا استندت المحكمة في اصدار حكمها‬
‫إلى عدة نصوص ‪,‬أو نص واحد مكوًن من عدة فقرات وجب عليها ذكر هذه النصوص جميعها ‪ ,‬أو‬
‫الفقرة من النص التي حكمت بموجبها(‪ ،)4‬ومن جهة أخرى ف أن المحكم ة ال يجوز له ا ان تحكم بعقوبة‬
‫الوج ود له ا قانون ًا واال تع رض الحكم للنقض فق د قض ي ب أن المحكم ة ال يج وز له ا أن تحكم على‬

‫‪ )?(3‬د‪ .‬احم د فتحي س رور ‪ ،‬اص ول االج راءات الجنائي ة ‪ ،‬للجريم ة ‪ ،‬دار النهظ ة العربي ة ‪ ،‬الق اهرة ‪ ، 1969 ،‬ص‬
‫‪.717‬‬
‫‪ )?(1‬هدى سالم محمد ‪ ،‬التكيف القانوني للجرائم في قانون العقوبات العراقي ‪ ،‬اطروحة دكتوراه مقدمة الى كلي ة الق انون‬
‫‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،2000 ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ )?(2‬د ‪.‬الطيب برادة ‪ ،‬مصدر سابق ‪.287،‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /18486‬الهيأة الجزائية الثانية ‪ 2012 /‬في ‪( 13/1/2013‬غير منشور)‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬محمدعلي سالم ‪ ،‬مصدر سابق ‪.359،‬‬
‫)‪(66‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الش خص بعقوب ة أك ثر من م ا يق رره الق انون الخ اص به ا (‪ ،)5‬وفض ًال عن ذل ك فق د ينقض الحكم لعيب‬
‫ص ادر من محكم ة الموض وع ال تي ص اغت الحكم كونه ا اخط أت في اإلج راءات األص ولية ‪ ،‬ولكونه ا‬
‫وجهت تهم متعدده لمتهمين وقد أحيلوا باالشتراك عن فعل واحد ‪ ,‬بينما يجب إن تكون التهمه واحده ‪،‬‬
‫وقد ينقض الحكم أيضا لعدم وجود اشتراك يستلزم محاكمهم مع ًا ذلك كون كل متهم قام بفعل مستقل‬
‫عن االخر (‪ ،)2‬وقد يرد إغفال النص القانوني الذي حكم بموجبه اغفاًال تام ًا ف أن ذلك ي ترتب علي ه عيب‬
‫في صياغة الحكم الجزائي(‪.)3‬‬
‫رابعًا‪ :‬بيان ت''اريخ إص''دار الحكم في ال'دعوى ‪ :‬إن ورق ة الحكم من األوراق الرس مية ويع د بي ان‬
‫تاريخ اصدار الحكم من البيانات االساسيه في الحكم الجزائي ‪ ,‬أذا البد من ان تحمل ورقة الحكم تاريخ‬
‫ص دوره ‪ ,‬وال يمكن أكم ال ه ذا البي ان من محاض ر الجلس ات ‪ ,‬فهي مكمل ة للحكم في س ائر بيان ات‬
‫الديباجة إال فيما يتعلق بتاريخ اصداره(‪ ،)4‬وأن خلو الحكم من ذكر تاريخ صدوره ينقضه قانونًا ‪ ،‬وأن‬
‫هذا النقض متعلق بالنظام العام وعلى المحكمة أن تقضي به من تلقاء نفسها(‪ ،)5‬إال انه أذا ك ان خط أ في‬
‫تاريخ الحكم ‪ ،‬كأن يذكر تاريخ بجانب إمضاء الرئيس ‪ ,‬غير التاريخ الذي صدر فيه الحكم ‪ ،‬فذلك ال‬
‫يترتب عليه شيئًا ألنه يكون من األخطاء المادية التي يمكن تصحيحها(‪.)6‬‬
‫وق د أش ارت إلى ه ذا البي ان م (‪ /224‬أ) من ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة ((‪ ...‬م ع ت دوين‬
‫ت اريخ ص دوره‪ ))...‬وي ترتب على تحدي د ت اريخ ص دور الحكم بعض اآلث ار المهم ة في ال دعوى ‪ ,‬فمن‬
‫هذا الت اريخ يسري ميع اد الطعن في الأحك ام إذا ك انت محًال لذلك‪ ,‬كما إن هذا الت اريخ هو الذي يعول‬
‫عليه في حساب مدة تنفيذ العقوبة ‪,‬أو سقوطها ‪,‬أو تقادمها(‪.)7‬‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التمييزيه المرقم ‪/ 106‬ت‪/‬جزائية في ‪ (12/2/2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرارت محكمة استئناف بابل بصفتها التمييزي ة الم رقم ‪/232‬ت‪/‬جزائي ة ‪ 2014‬في ‪ ، 9/4/2014‬وقراره ا الم رقم‬
‫‪/451‬ت‪/‬جزائية‪ 2014/‬في ‪( 20/6/2014‬غير منشوران)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التمييزية المرقم ‪/66‬ت‪/‬جزائية ‪ 2011 /‬في ‪( 2011 /16/3‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬مصطفى عبد المحسن ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.452‬‬
‫‪ )?(5‬د‪ .‬محمد علي سالم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫‪ )?(6‬د‪ .‬محمد سعيد نمور ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.500‬‬
‫‪ )?(7‬د‪ .‬كمال السعيدي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫)‪(67‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لذا يجب على المحكمة أن تحدد تاريخ إصدار الحكم تحديدًا كافي ًا نافي ًا لجهالة وبخالفه فأن الحكم‬
‫الج زائي الخ الي من ت اريخ ص دوره ‪ ,‬أو الذي ذك ر تاريخ ه ولكن بص ورة مبهم ة‪ ,‬يكون عرض لنقض‬
‫كون ه متعلق ًا بالنظ ام الع ام ‪,‬ويمكن للمحكم ة إن تقض ي ب ه من تلق اء ذاته ا‪ ,‬لفقدان ه أح د مقوم ات وج وده‬
‫قانونًا(‪.)1‬‬
‫وتطبيق ًا لذلك جاء في قرار لمحكمة التمي يز االتحادية على انه ( بتصديق حكم محكمة جنايات بابل‬
‫المتضمن الغاء التهمتين الموجهتين إلى المتهمين أ‪.‬أ‪.‬ح و ح ‪.‬م ‪ .‬ه وفق احكام المادة ‪ 1/ 393‬و‪/ 2‬أ‬
‫ود من ق انون العقوب ات وبدالل ة االم ر ‪ 31‬لس نة ‪ 2003‬القس م ‪ 3/2‬من ه كون ه ص حيح ومواف ق الحك ام‬
‫القانون ‪ ،‬مع التنوية لمحكمة الجنايات بتصحيح تاريخ اصدار الحكم في أعلى القرار المطبوع وجعلة‬
‫‪ 19/11/2013‬بدال من ‪.)2() 19/11/2012‬‬
‫والي ؤثر في ص ياغة الحكم وس المته الخط أ الم ادي ال ذي يق ع في بي ان ت اريخ الحكم ‪,‬م ادام الت اريخ‬
‫الحقيقي للحكم تم تثبيته بمحضر الجلسات ‪,‬ويجوز للمحكمة تصحيح هذا الخطأ استنادًا ألحكام المادة (‬
‫‪ )225‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي ‪,‬الذي جاء بها (ال يجوز للمحكمة أن ترجع عن‬
‫الحكم أو القرار الذي أصدرته أو تغير أو تبدل فيه‪ ,‬إال لتصحيح خط أ مادي على أن يدوُن ذلك حاشية‬
‫له ويعتبر جزءاً منه) ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫صياغة اسباب الحكم الجزائي‬
‫تتمثل أسباب األحكام من أهم ضمانات التقاضي ‪ ،‬ولهذا عمدت معظم التشريعات إلى النص على‬
‫وجوبه ‪ ،‬فالمحكمة عندما تعمد إلى تسبيب حكمها فإنه تضطر إلى الرجوع إلى الوقائع والحجج واألدلة‬
‫المقدم ة في ال دعوى ‪ ،‬وأن التس بيب يمنح الخص وم الطمأنين ة والثق ة في أن دف وعهم وحججهم ك انت‬
‫موض ع ت دقيق وعناي ة من المحكم ة ‪ ،‬وه ذا يول د الثق ة بعدال ة القض اء وص حة اجراءات ه ‪ ،‬و ي وفر لهم‬

‫‪ )?(1‬هشام زوين‪ ،‬الموسوعة العلمية في البطالن ودفوعه‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪ ،1‬مطبعة السيدة زينب‪ ، .2007 ،‬ص ‪.414‬‬
‫(‪ )6‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /737‬الهيأه الجزائية األولى ‪ 2014/‬في ‪( 2014 /20/1‬غير منشور)‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫)‪(68‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرصة على األطالع على حيثيات الحكم ومناقشتها عند الطعن بالحكم الصادر في الدعوى‪ ,‬وأنه يبعد‬
‫بناء على هوى أو تحيز من قبل القاضي‪،‬‬
‫الحكم الجزائي عن الريبة والشك‪ ،‬وكذلك أن الحكم لم يأت ً‬
‫بل رجع إلى معايير وموازيين ثابتة تحكم كل المنازعات‪.‬‬
‫وألهمي ة ص ياغة أس باب الحكم الج زائي ‪ ،‬بالش كل ال ذي يجع ل من ه حكم ًا جزائي ًا مص اغًا بش كل‬
‫أنم وذجي ‪ ،‬فق د ارتأين ا تخص يص ه ذا المبحث لبي ان اس باب الحكم ‪ ،‬وتقس يمه إلى مطل بين ‪ ،‬نتن اول في‬
‫األول من ه مفه وم أس باب الحكم وأهميته ا ‪ ،‬ونتط رق في الث اني لبحث ص ياغة بيان ات أس باب الحكم‬
‫الجزائي‪ ,‬والعيوب التي يمكن إن ُترد عليها ‪.‬‬

‫المطلب االول‬
‫مفهوم أسباب الحكم وأهميتها‬
‫إن أسباب الحكم هي ما بني عليه الحكم من مسائل الواق ع والقانون مع ًا(‪ ،)1‬كم ا يقص د بأس باب الحكم‬
‫بيان النشاط االجرائي التي حمل المحكمة الموضوع إلى الحكم التي انتهت إليه للكشف عن مدى كفاية‬
‫هذا النشاط‪ ,‬ومنطقيته للوصول إلى ذات النتيجة التي انتهت إليها محكمة الموضوع(‪ ،)2‬زي ادًة على ذل ك‪,‬‬
‫ف إن ألس باب الحكم أهمي ة تكمن بت وافر الض مانات لحس ن س ير العدال ة ‪,‬وتحقي ق مزاي ا مختلف ة ‪,‬منه ا م ا‬
‫يخص الخص وم ‪,‬إض افة إلى أهميته ا بالنس بة لجه ات الطعن ‪,‬والمحكم ة ال تي تص در الحكم ‪,‬ولإلدع اء‬
‫العام‪.‬‬
‫في ض وء ذل ك سأقس م المطلب إلى ف رعين‪ :‬س نتناول في الف رع األول تعري ف أس باب الحكم‬
‫الجزائي ‪,‬أما الفرع الثاني فسأكرسه لبيان أهمية صياغة أسباب الحكم الجزائي وعلى النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع االول‬
‫تعريف أسباب الحكم الجزائي‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬ضوابط التسبيب ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.634‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬يوس ف محم د المص اروة‪ ،‬تس بيب االحك ام وفق ًا لق انون اص ول المحاكم ات المدني ة‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار الثقاف ة للنش ر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص ‪.49 -48‬‬
‫)‪(69‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من أج ل الوق وف على مع نى أس باب الحكم‪ ,‬الب د من تعريفه ا ‪ ،‬وس نتناول التعري ف في‬
‫نقطتين‪ :‬األول‪ :‬تعريف السبب لغةً‪ ، ,‬ثانيًا‪ :‬تعريف السبب اصطالحًا ‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬السبب لغ''ًة‪ :‬ه و الحب ل ‪ ,‬وك ل ش يء يتوص ل ب ه إلى غ يره(‪ ،)1‬و التس بيب لغ ًة‪ :‬مص در لكلم ة‬
‫سبب‪ ,‬فتسبيب الحكم ‪ ,‬يقصد به لغةً‪ :‬التوصل للحكم من خالل أسباب معين ة(‪ ،)2‬وق د تس بب إلي ه والجم ع‬
‫أسباب‪ ,‬وكل شيء يتوصل إلى الشيء فهو سبب ‪ ،‬وجعلت فالنًا لي سببًا إلى فالن في حاجتي واهلل عز‬
‫وج ل مس بب األس باب ومن ه التس بيب(‪ ،)3‬ومن ُه قول ه تع الى‪ ( :‬وآتين اه من ك ل ش يء س ببًا ف أتبع س ببًا)‬
‫(‪،)4‬وقول ه تع الى‪( :‬تقًطعت بهم األس باب )(‪ ،)5‬وقول ه تع الى‪ ( :‬لعلى أبُل غ األس باب )(‪ ،)6‬وقول ه تع الى‪:‬‬
‫(‪.)8‬‬
‫(أسباب السموات)(‪،)7‬إي أبوابها‪ ,‬إي فليصعدوا في األسباب التي توصلهم إلى السماء‬

‫ثانيًا‪ :‬التسبيب اصطالحًا‪ :‬ويراد بكلمة السبب اصطالحًا‪ :‬إيراد األس!!انيد الواقعي!!ة والقانوني!!ة ال!!تي ب!ُنَي‬
‫على أساسها منطوق الحكم (‪ ، )9‬كما يعرف بأنه مجموعة من األسانيد‪ ,‬واألدلة الواقعية ‪,‬والحجج القانونية‬
‫التي بنت المحكمة على أساسها منطوق الحكم باإلدانة أو البراءة(‪.)10‬‬
‫أم ا على الص عيد التش ريعي ‪ ,‬فعلى ال رغم من تأكي د أكثري ة الق وانين الجزائي ة على ض رورة تس بيب‬
‫الأحكام(‪،)11‬ولم يبيٌن المشرع الفرنسي والمصري والعراقي ماهية التس بيب ‪ ،‬و اقتص ر في النص على‬

‫‪ )?(1‬جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬محمد علي الكيك ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 38‬‬
‫‪ )?(3‬جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪ )?(4‬سوره الكهف ‪ ،‬اية ‪.84 ،‬‬
‫‪ )?(5‬سوره البقرة ‪ ،‬اية ‪.166 ،‬‬
‫‪ )?(6‬سوره غافر ‪ ،‬اية ‪36‬‬
‫‪ )?(7‬سوره غافر ‪ ،‬اية ‪.37‬‬
‫‪ )?(8‬الشيخ صخر الدين الطريحي ‪ ،‬مجمع البحرين ‪ ،‬ج‪،2‬مطبعة االداب النجف االشرف‪ ،‬بدون سنة طبع ‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪)?(9‬د‪ .‬يوسف محمد ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.22‬‬
‫‪ )?(10‬د‪ .‬رؤوف عبيد‪ ،‬ضوابط التسبيب ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ )?(11‬المادة (‪ )485‬من قانون االج راءات الجزائي ة الفرنس ي ‪ ،‬الم ادة (‪ )310‬من ق انون االج راءات الجنائي ة المص ري‪،‬‬
‫المادة (‪ /244‬أ) من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪ ،‬المادة (‪ )233‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية‬
‫االردني‪ ،‬الم ادة (‪ )310‬من ق انون اص ول المحاكم ات الجزائي ة الس وري‪ ،‬الم ادة (‪ )70‬من ق انون اص ول االج راءات‬
‫)‪(70‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وج وب اش تمال الق رار أو الحكم على األس باب الواقعي ة والقانوني ة‪ ,‬وأس باب ال رد على الطلب ات المهم ة‬
‫والدفوع الجوهرية التي قادت مصدر القرار أو القاض ي إلى الحكم ال ذي انتهى إلي ه(‪،)1‬إّلا إن أي ًا منه ا لم‬
‫تضع تعريفًا محددًا ألسباب الحكم ‪ ,‬وبالنسبة لقانون اإلجراءات الجنائي المصري‪ ,‬فأن المادة (‪)310‬‬
‫من القانون نصت على (يجب أن يشتمل الحكم على األسباب التي بني عليها‪ ,‬وكل حكم باإلدانة يجب‬
‫أن يش تمل على بي ان الواقع ة المس توجبة للعقوب ة ‪ ,‬والظ روف ال تى وقعت فيه ا ‪ ،‬وأن يش ير إلى نص‬
‫الق انون ال ذي حكم بموجب ه ) ‪ ،‬فض ًال عن إل زام المحكم ة في أن تفص ل في الطلب ات ال تي تق دم له ا من‬
‫وتبين األسباب التي تستند إليها في المادة (‪ )311‬من ق انون اإلج راءات الجنائي ة المصري‬
‫الخصوم ‪ّ ،‬‬
‫ال تي نص ت على أن ه (يجب على المحكم ة أن تفص ل فى الطلب ات ال تى تق دم له ا من الخص وم ‪ ،‬وت بين‬
‫األسباب التى تستند إليها)(‪.)2‬‬
‫إّم ا المش رع الع راقي فق د أل زمت الم ادة (‪/224‬أ) من ق انون أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي‬
‫تس بيب األحك ام ض مانًا لج ديتها ‪ ,‬وثق ًة في عدالت ه ‪ ,‬أذ نص ت على (‪....‬والأس باب ال تي اس تندت إليه ا‬
‫المحكمة في إصدار حكمها‪ ,‬أو قرارها وأسباب تخفيف العقوبة أو تشديدها‪ ,‬وإن يشتمل الحكم بالعقوبة‬
‫على العقوب ات الأص لية والفرعي ة ال تي فرض تها المحكم ة‪ ,‬ومق دار التع ويض ال ذي حكمت ب ه على‬
‫المتهم ‪ ،)..‬وأيض ًا فق د ج اء في الأس باب الموجب ة ل ه ب أن اس باب الحكم هي ال دالئل ال تي تس تند إليه ا‬
‫المحكمة في إصدار حكمها باإلدانة قد حددتها المادة (‪ )213‬التي جاء بها (أ‪/‬تحكم المحكمة في الدعوى‬
‫المحاكم ة‪,‬‬
‫بن اء على اقتناعه ا ال ذي تك ون ل ديها من الأدل ة المقدم ة في إي دور من أدوار التحقي ق‪ ,‬أو ُ‬
‫وهي اإلق رار وش هادة الش هود ‪ ,‬ومحاض ر التحقي ق والمحاض ر والكش وف الرس مية الأخ رى‪ ,‬وتق ارير‬
‫قانونا‪.)3().....‬‬
‫ً‬ ‫الخبراء والفنيين والقرائن والأدلة الأخرى المقررة‬

‫اللبناني‪ ،‬المادة (‪ )310‬من قانون االجراءات الجزائري‪.،‬‬


‫‪ )?(1‬د‪.‬علي محمود حمودة ‪ ،‬النظرية العامة في تسبيب الحكم الجنائي في مراحله المختلفة ‪ ،‬بدون دار نشر ‪، 2003 ،‬‬
‫ص ‪.25‬‬
‫‪ )?(2‬المواد (‪ )310،311‬من قانون االجراءات الجنائية المصري‪.‬‬
‫‪ )?(3‬المواد (‪/224 ،213‬أ) من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي‪.‬‬
‫)‪(71‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما على الصعيد الفقهي‪ ,‬فعلى الرغم من تعدد اآلراء حول تعريف أسباب الحكم‪ ,‬إال أنها اتفقت في‬
‫المضمون ‪ ,‬كونها أسانيده القانونية والواقعية ‪ ,‬أو أنها الحجج القانونية والواقعية التي استخلص الحكم‬
‫منه ا منطوق ه‪ ,‬فهي األس انيد ال تي تق ود إلى النتيج ة ال تي خلص إليه ا الحكم من حيث إدان ة المتهم ‪ ,‬أو‬
‫براءته ‪ ،‬فهي األدلة المادية والقانونية التي تعتمد عليها المحكمة كمص در لقناعته ا ‪ ,‬وإ ص دار حكمه ا(‪،)1‬‬
‫إذ إن بي ان األس باب الواقعي ة والحجج القانوني ة ‪,‬وكيفي ة اإلجاب ة على طلب ات الخص وم و دف وعهم ‪ ,‬من‬
‫شأنها إن تؤدي إلى النتيجة التي خلص أليها القاضي في حكمه الذي انتهى إليه (‪.)2‬‬
‫وتك ون اس باب الحكم من الأس باب الواقعي ة واألس باب القانوني ة ‪ ،‬ويقص د بالأس باب الواقعي ة بي ان‬
‫الوقائع والأدلة التي يستند إليها الحكم‪ ,‬التي محتواها ما قدٌمه الخصوم من دفوع وإثباتات تتصل بالواقع‪,‬‬
‫وما يتعلق بوجود الواقعة أو عدم وجودها وإ سنادها إلى نص قانوني من خالل الدعوى ‪ ،‬إما األسباب‬
‫القانونية فيقصد بها النصوص القانونية التي صدر الحكم على وفقها‪ ،‬بمعنى خضوع الواقعة المطروحة‬
‫للقانون بعد تكيفها التكييف القانوني الذي ينطبق عليها ‪ ،‬وتختلف الأسباب الواقعية عن األسباب القانونية‬
‫في الحكم‪ ,‬من حيث أن الخط أ في األس باب الواقعي ة للحكم يجع ل من ه ق ابلًا للبطالن ‪ ،‬بينم ا الخط أ في‬
‫الأسباب القانونية ال يجعله كذلك إذا كانت النتيجة التي توصل إليها القاضي صحيحة قانونًا (‪.)3‬‬
‫ومن ه ذه التع اريف يتض ح أنه ا تؤك د ض رورة فهم محكم ة الموض وع للواقع ة المعروض ة عليه ا‬
‫‪,‬فالتس بيب إج راء من خالل ه تع رض المحكم ة مجموع ة االعتب ارات وال دوافع القانوني ة والواقعي ة ال تي‬
‫قادتها إلى النتيجة التي خلصت إليها في قضائها ‪ ،‬وبمعنى أخر فأن التسبيب نتيجة هو خالصة الصراع‬
‫الذي دار في عقل القاضي‪ ,‬ويعينه في البحث عن الحكم المناسب للنزاع الذي أُنيط به للفصل فيه ‪ ،‬فما‬
‫من ن زاع يع رض على القاض ي إّال ويتطلب من ه تقليب األم ر ومراجع ة نفس ه في ش أن وقائع ه وأعم ال‬
‫ملكاته في تقدير أدلته ‪,‬واستخالص حقيقة أمره ‪,‬لينتهي من كل ذلك إلى حل أو حكم يحقق العدالة ‪,‬أو‬
‫يكون أقرب للعدالة على نحو يؤكد أن التسبيب نتيجة‪.‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬مأمون محمد سالمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.248‬‬


‫‪ )?(2‬نسرين نعمه ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون االجراءات الجنائية ‪ ،‬ص‪ ، 1120‬محمد س عيد نم ور ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.504‬‬
‫)‪(72‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬
‫أهمية صياغة أسباب الحكم الجزائي‬
‫إن من المهام الصعبة التي تواجه المحكمة هو تسبيب حكمها ألنه إضافه لقناعتها بما إختارت ُه من‬
‫قضاء ‪ ،‬عليها أن تقنع به الخصوم وكل من له صفة الرقابة على الحكم ‪ ،‬لذا فأن للتسبيب أهمية ضمان‬
‫لحسن سير العدالة ‪ ،‬للخصم ‪ ،‬وللقاضي ‪ ،‬وللجهات الطعن ‪ ،‬ولالدعاء العام ‪ .‬لذلك سوف نتناول أهمية‬
‫صياغة التسبيب كاالتي ‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬أهمية أسباب الحكم لحسن سير العدالة ‪ :‬لكي تصدر األحكام ناطق ًة بعدالتها‪ ,‬وموافقة للقانون‬
‫أوجب المشرع على محكمة الموضوع أن تذكر في أسبابها ما خلصت إلى ثبوته من والوقائع وطرق‬
‫ثبوتيتها ما طبقتُه من نصوص قانونية على الواقعة المنظورة من قبلها‪ ،‬وأن مراعاة التسبيب له أهمية‬
‫في رصانة وصياغة الحكم‪ ,‬التي تضيف عليه حجية الشيء المحكوم في ه ‪ ،‬وأن كانت هذه الحجية في‬
‫الأصل لمنطوق الحكم ‪ ،‬كما تعد أسباب الحكم من المظاهر الدالة على أن محكمة الموضوع قد أطلعت‬
‫على القض ية موض وع ال نزاع من األوراق ‪ ،‬والمس تندات‪ ،‬أو م ا قدم ه الخص م ‪ ،‬من طلب ات ودف وع ‪،‬‬
‫وعند تعدد طلبات الخصوم يتوجب على المحكمة عند الفصل في كل منها أن تسبب القضاء فيها‪ ,‬طالم ا‬
‫إن لكل منها استقالله‪ ,‬فانه يجب النظر إلى هذا األجراء على أن كل واحد منها يمثل حكماً مستقلًا (‪.)1‬‬
‫وتطبيق ًا ل ذلك ج اء ق رار محكم ة التمي يز االتحادي ة بنقض الق رار لع دم تس بيب الحكم‪ ,‬وك ون التس بيب‬
‫حج ة المحكم ة للن اس‪ ,‬ويؤك د حس ن س ير العدال ة‪ ,‬وق د تض من الق رار أن ه ( ‪ ..‬غ ير ص حيح ومخ الف‬
‫للقانون حيث من شروط الحكم إن يكون مسببًا وفق ًا إلحكام المادة (‪ )159‬من ق انون المرافعات والتي‬
‫أوجبت إن تكون اإلحكام مشتملة على الأسباب التي بنيت عليها‪ ,‬وأن تسند إلى أسباب الحكم المبينة في‬
‫القانون‪ ,‬وعلى المحكمة إن تذكر في حكمها األوجه التي حملتها على قبول‪ ,‬أو رد االدعاءات والدفوع‬
‫ال تي أورده ا الخص وم ‪,‬والم واد القانوني ة ال تي اس تندت إليه ا‪ ,‬وحيث إن التس بيب حج ة القاض ي للن اس‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬احمد ابو الوفا ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪ ،634‬د‪ .‬فاضل زي دان محم د‪ ،‬فلس فة االج راءات الجنائي ة (اهميته ا واساس ها‬
‫وخصائص ها) بحث منش ور في مجل ة الق انون المق ارن‪ ،‬مجل ة دوري ة تص درها جمعي ة الق انون المق ارن العراقي ة‪ ،‬ع ‪،58‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.57‬‬
‫)‪(73‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وحيث ‪ ,‬إن الحكم المي يز لم ي راعي م ا تق دم‪ ,‬حيث أح الت المحكم ة أس بابه إلى ذات األس باب ال تي‬
‫استندت عليها محكمة الموضوع من الناحية القانونية والموضوعية‪ ,‬لذا قرر نقض الحكم ‪.)1( ) .....‬‬
‫وتمث ل أس باب الحكم وس يلة لحس ن س ير العدال ة ‪ ،‬فض ًال عن دوره ا في تحقي ق الت وازن الق انوني‬
‫واألخالقي في المجتمع ‪,‬من خالل عَد الحكم وسيلة القناع الرأي العام ‪ ،‬مما يدفع عن المحكمة ُم ص ٌد ره‬
‫الحكم الريبة والشك ‪ ،‬عند صياغة الحكم الجزائي ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أهمية أسباب الحكم بالنسبة للخصوم‪ :‬يعد تسبيب الحكم حق ًا طبيعي ًا للخصوم ‪ ,‬ويعد من أثمن‬
‫نه يجد مصدره في‬
‫الحقوق التي يجب أن يتمتع بها اإلنسان؛ ألنه أداة فعٌالة لحماية الحقوق ‪ ،‬ولهذا فإ ُ‬
‫القانون الطبيعي الذي من قواعده أن من يتمتع بسلطة ال بد من وجود وسيلة أخرى معها تضمن عدم‬
‫تعس فه‪ ,‬وال ي أتي ه ذا إال بالتس بيب ‪,‬إض افة ل ذلك ف أن تس بيب الحكم يبعث الطمأنين ة والثق ة في نف وس‬
‫الخصوم‪ ,‬فيعرف كل منهم على أي أساس صدر الحكم لكي يمارس حقهُ في الطعن‪ ,‬إن كان له مأخذ‬
‫وسيلة إلقناع الخصوم بصحة الحكم وعدالته الذي يؤدي إلى ثقة اإلفراد في القضاء‬
‫ً‬ ‫‪ ،‬فهو إذن‬ ‫(‪)2‬‬
‫عليه‬
‫‪,‬ولكي ي ؤدي التس بيب ه ذا ال دور‪ ,‬الب د أن تك ون األس باب كافي ة للوص ول إلى الحكم ال ذي انتهى إلي ه‬
‫القاضي‪ ,‬وهذا هو قصد المشرع عندما أوجب تسبيب اإلحكام ‪.‬‬
‫مهما يكفل الرقابة على عمل المحكمة‬
‫ً‬ ‫تتجلى أهمي ه التسبيب كذلك بنسبة للخصوم كونه يعد ضمانًا‬
‫في تطبيق القانون‪ ,‬والتزامها بمبدأ الحياديه‪ ,‬وما يفرضه من متطلبات مهمة لمصلحة الخصوم ‪ ،‬كما أنهُ‬
‫يف رض على المحكم ة ال تروي‪ ,‬وب ذل جه د عن د إص دار اإلحك ام خش ية نقض ها من جه ات الطعن ال تي‬
‫تفرض رقابتها عليها من زاوية التسبيب ‪ ،‬كما أنه يدفع المتقاضين إلى احترام اإلحكام؛ ألنها بنيت على‬
‫أساس من الواقع والقانون ‪ ،‬ف إن لم تتولد لهم القناعة بما جاء بها من أسباب فهذه األسباب تمكنهم من‬
‫الطعن فيها(‪. )3‬‬
‫على ال رغم من أهمي ة التس بيب بالنس بة للخص وم إال إن ذل ك ال يع ني أن المحكم ة ملزم ة بتتب ع‬
‫الخصوم في نواحي أقوالهم‪ ,‬والرد على أقوال الخصوم وحججهم جميعها وتفنيدها ‪ ،‬أو بالرد على أي‬
‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪/6537‬استئناف عقار ‪ 2012 /‬في ‪( 10/12/2012‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬عصام شكيب صعب ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.296-295‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬محمد امين الخرشة ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 68-67‬‬
‫)‪(74‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مستند يقدم إليها ‪ ،‬بل يكفي تضمين الحكم أسباب واضحة يمكن أن يستنتج منها ‪,‬ولو بطريقة ضمنية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫حصول الرد على هذه الحجج واألقوال والمستندات‬
‫وعليه أن التسبيب من وسائل حماية الخصوم من خطأ القاضي الشخصي ‪ ،‬أذ قد يتعرض القاضي‬
‫لظ روف ص حية أو نفس ية أو اجتماعي ة ق د ت ؤثر في قض ائه أو عدالت ه ‪ ,‬فاألس باب تكش ف م ا يعيب‬
‫القاض ي من الظ واهر الكاذب ة والمص لحة واأله واء ‪,‬ك ون أخط اء القاض ي هي مص در ألم المتخاص مين‬
‫وبالتسبيب تنكشف األخط اء ‪ ,‬وعدم صحة الحكم ‪ ,‬ولذلك رص د القانون وس ائل عدي دة لعالج األخطاء‬
‫في الحكم‪ ,‬منه ا الطعن ب ه أم ام جه ات الطعن ‪ ,‬فالتس بيب يفتح الب اب واس عًا للخص وم للطعن في الحكم‬
‫عند توافر أسبابه ‪.‬‬
‫ويتض ح من ذل ك أن المش رع بالق در ال ذي أوجب ض رورة تط بيق النص وص القانوني ة على الوق ائع‬
‫المعروض ة أم ام القض اء فق د ش دد على وج وب التس بيب باألحك ام القض ائية ‪,‬وفي ذل ك ض مانة لحماي ة‬
‫حقوق الخصوم لأن للتسبيب دور فاعل في احترام حقوق أطراف الدعوى وحماية مصالحهم الخاصة‬
‫‪,‬والمتمثل ة في الحص ول على ص ياغة حكم ج زائي ع ادل تص ان في ه حق وقهم اإلجرائي ة ‪ ،‬كح ق ال دفاع‬
‫وما يتعلق بالدعوى أثباتًا أو نفيًا سواء في الطلبات أو الدفوع ‪,‬وحقهم في أن يكون القاضي محايدًا ليس‬
‫ل ه مص لحة في ال دعوى‪ ,‬وإ نم ا هدف ه الوص ول إلى الحقيق ة ال تي سيجس دها في حكم ه‪ ,‬وب الطرق ال تي‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫حددها القانون ‪ ،‬فالحكم المسبب يبعد الشك ويدفع الشبهات ويبث الثقة بالحكم الصادر‬
‫ثالثًا‪ :‬أهمية صياغة أسباب الحكم بالنسبة للإدعاء العام‪ :‬مما الشك فيه أن قانون االدعاء العام رقم (‬
‫‪ )159‬لسنة ‪ 1979‬قد ضم مبادئ جديدة وسعت من دور االدعاء العام في العملية القضائية‪ ,‬إذ شمل‬
‫فضًال عن القضايا الجزائية المراقبة العامة للمشروعية‪ ,‬حماية أموال الدولة ‪,‬وحماية األسرة والطفولة‪,‬‬
‫وك ل ذل ك من خالل حض وره ال دعاوى المدني ة ال تي تك ون الدول ة طرف ًا فيه ا‪ ,‬وبعض دع اوى األح وال‬

‫الشخصية ‪ ،‬وفضًال يعتبر االدعاء العام بوص فه مدافعًا عن الحق العام في ال دعاوى‪ ,‬و بوص فه ممثًال‬
‫(‪)3‬‬

‫عن الهي أة االجتماعي ة ‪ ,‬فه و من خالل تس بيب اإلحك ام في تل ك ال دعاوى‪ ,‬يم ارس وظيفت ه لبي ان م ا‬
‫‪ )?(1‬د‪.‬ع وض احم د الزغ بي ‪،‬الوج يز في ق انون اص وال المحاكم ات المدني ة ‪ ،‬دار النف ائس لنش ر والتوزي ع ‪ ،‬االردن‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.382‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬يوسف محمد المصاروة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫)‪(75‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تضمنته تلك اإلحكام من أسباب واقعية ‪ ,‬أو قانونية متفقة مع القانون ‪ ,‬أو مخالفة له ‪ ,‬ويسجل ذلك من‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫خالل حضوره جلسات المحاكمة أمام المحاكم كافة ‪ ،‬من اجل تحقيق العدالة‬
‫فض ًال عن ذل ك ف ان لعض و االدع اء الع ام الح ق في الطعن بإالحك ام والق رارات ال تي تص درها‬
‫المحكم ة‪ ,‬ومتابعته ا‪ ,‬وه ذا م ا ج اء بنص الم ادة (‪ )13/2‬من ق انون االدع اء الع ام (‪ ، )2‬كم ا ل ه ح ق‬
‫الحض ور في ال دعاوي المدني ة ال تي تك ون الدول ة طرف اً فيه ا ‪ ,‬ومراجع ة ط رق الطعن في الق رارات‬
‫والأحكام الصادرة في تلك القضايا‪ ,‬ومتابعتها‪ ,‬وهذا ما أكدٌته المادة (‪ )14/1‬من قانون االدعاء العام ‪،‬‬
‫يت بين من ذل ك أن الق انون ق د أعطى الح ق لعض و االدع ام الع ام ح ق مراقب ة المش روعية‪ ,‬والطعن‬
‫بالقرارات والأحكام التي تكون مخالفة للقانون‪ ,‬والصادرة من المحاكم بأنواعها‪ ,‬ويكتشف أنها مخالفة‬
‫للمش روعية من خالل أس باب الحكم ال تي تض منها في منطوق ه‪ ,‬تظه ر مخالف ة بس بب قص ور العم ل‬
‫القضائي عن أسبابه‪ ,‬فأعطى القانون لعضو االدعاء العام الطعن بها أمام المحاكم العليا المختصة ‪.‬‬
‫يج در بن ا اإلش ارة في ه ذا الص دد إلى إن الق انون رقم (‪ )5‬لس نة ‪ 1987‬وه و ق انون التع ديل األول‬
‫لقانون االدعاء العام رقم (‪ )159‬لسنة ‪ 1979‬الذي بموجبه ألغيت المادة (‪ )30‬منه‪ ,‬وتضمن قيام رئيس‬
‫االدعاء العام بالحدود التي تسمح بها القوانين واألنظمة والتعليمات باتخاذ ‪ ,‬أو طلب اتخاذ اإلجراءات‬
‫التي تكفل تالفي خرق القانون‪ ,‬أو انتهاكه‪ ,‬إذا تبين حصول خرق للقانون في أي حكم أو قرار صادر‬
‫من إي محكمة عدا المحاكم الجزائية من شأنه اإلضرار بمصلحة الدولة وأموالها ومخالفة النظام العام ‪،‬‬
‫ويباشر الطعن في الحكم أو القرار لمصلحة القانون على ال رغم من مضي المدة القانونية‪ ,‬إذ لم يطعن‬
‫ب ه أح د من ذوي العالق ة ‪ ،‬وال يج وز الطعن بتل ك اإلحك ام والق رارات إذا مض ت ثالث س نوات على‬
‫اكتساب الحكم‪ ,‬أو القرار الدرجة القطعية ‪ ،‬ويتم الطعن لمصلحة القانون إمام محكمة التميز االتحادية ‪.‬‬

‫‪ )?(3‬د‪ .‬عب د الك ريم العكيلي ‪ ،‬د ض اري خلي ل محم ود ‪ ،‬النظ ام الق انون الالدع اء الع ام في الع راق وال دول العربي ة ‪،‬‬
‫بغداد ‪،1999 ،‬ص ‪. 19-18‬‬
‫‪ )3(1‬د‪ .‬علي حمزة عسل الخفاجي ‪ ،‬الحق العام في الدعوى الجزائية ‪ ،‬اطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية القانون ‪،‬‬
‫‪ ، 2000‬ص‪.91‬‬
‫‪ )?(2‬الم ادة (‪ )13/2‬من ق انون االدع اء الع ام رقم (‪ )159‬لس نة ‪ 1979‬المع دل نص ت (على أن االدع اء الع ام بي ان‬
‫المطالعة وأبداء الرأي ‪ ...‬ومراجعة طرق الطعن في القرارات واالحكام الصادرة فيها ومتابعتها)‪.‬‬
‫)‪(76‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابع' 'ًا‪ :‬أهمي ''ة ص ''ياغة أس ''باب الحكم لجه ''ة الطعن‪ :‬تمث ل محكم ة التمي يز أعلى س لطة في النظ ام‬
‫القض ائي في ك ل بل دان الع الم تقريب ًا‪ ,‬وأن اختلفت تس ميتها من بل د آلخ ر(‪،)1‬وأن من أولى مهامه ا ت دقيق‬
‫األحكام القضائية الصادرة من المحاكم األدنى ‪ ،‬وهي تمارس مهام أخرى ‪,‬إضافة لذلك تتمثل في تفسير‬
‫القواع د القانوني ة‪ ,‬وتحقي ق االس تقرار في االجته اد القض ائي من خالل المب ادئ القانوني ة ال تي تض عها ‪،‬‬
‫وهي ليست درجة من درجات المحاكم‪ ,‬وتمارس دورها الرقابي عند الطعن أمامها باإلحكام للتأكد من‬
‫صحتها من النواحي القانونية سواء الموضوعية منها‪ ,‬أم اإلجرائية‪ ,‬أما األخطاء التي تصيب الأحكام‪,‬‬
‫فقد تقع بالقياس االستدالل القضائي التي تقوم بها المحكمة؛ الن الحكم ما هو إال نتيجة لقياس االستدالل‬
‫القض ائي‪ ,‬مقدمت ه الك برى القاع دة القانوني ة‪ ,‬وواجب ة التط بيق على ال نزاع ‪ ،‬ومقدمت ه الص غرى الوق ائع‬
‫الثابت ة والتك ييف الق انوني له ا‪ ,‬والنتيج ة هي الحكم‪ ,‬وه و نت ائج ومحص لة تط بيق المقدم ة الك برى على‬
‫المقدمة الصغرى‪ ,‬إي تطبيق القانون على الوقائع (‪.)2‬‬
‫أما بالنسبة لألسباب الخاصة ب الطعن فهي وسيلة يستطيع بواسطتها االطراف مراقبة األخطاء التي‬
‫تق ع فيه ا مح اكم الموض وع وبالخص وص إذا ح اول القاض ي إخف اء بعض المعلوم ات ال تي ب ني عليه ا‬
‫الحكم‪ ,‬وإ حاط ة الحكم بأس باب غير واض حه او غير ما تم ت دوينها براح ل المحاكم ة ‪ ,‬لذا ف إن المشرع‬
‫أوجب تس بيب الأحك ام لتمكين جه ة الطعن من مراقب ة إحك ام المح اكم ح تى تش رف على تط بيق الق انون‬
‫(‪.)3‬‬
‫ويجب تسبيب األحكام لهذا المعنى بإخضاعها لرقابة جهة الطعن في الحدود المثبتة في القانون ‪ ،‬تلك‬
‫الرقاب ة ال تي ال تتحق ق إال إذا ك انت الأحك ام مس ببة تس بيبًا واض حًا كافي ًا ‪ ،‬إذ من غ ير ذل ك تس تطيع‬
‫المحكمة أن تجهل طريق هذه المراقبة على جهة الطعن بأن يذكر أسباباً غامضة أو ناقصة ‪ ،‬فاألسباب‬
‫هي الس بيل ال ذي يمكن جه ة الطعن من أداء دوره ا الرق ابي في م دى نج اح الحكم ب التوفيق بين الواق ع‬

‫‪ )?(1‬توجد في كل بالد العالم تقريبآ محكمة عليا على قمة النظام القضائي ‪ ،‬حيث توجد محكمة النقض في فرنسا ومصر‬
‫وسوريا ‪ ،‬بينما في انكنترا تسمى مجلس اللوردات ‪ ،‬اما السويد وروسيا والواليات المتحدة تسمى المحكمة العليا ‪ ،‬بينما‬
‫نجد تسميتها محكمة التمييز في العراق ولبنان‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬يوسف محمد المصاروة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ )?(3‬د‪.‬أحمد ابو الوفا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪.633‬‬
‫)‪(77‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والق انون‪ ,‬واإلحاط ة ب ذلك إحاط ة س ليمة‪ ,‬والتط بيق الس ليم للق انون ‪ ،‬وتطبيق ًا ل ذلك فق د قض ت محكم ة‬
‫التمييز بنقض حكم محكمة جنايات بابل المتض من ( ‪ ...‬الحكم على المتهم (م‪.‬ط‪.‬ع) وفق احكام المادة‬
‫الرابع ة ‪/‬أ بدالل ة الم ادة الثاني ة ‪/‬أ من ق انون مكافح ة االره اب رقم ‪ 13‬لس نه ‪ 2005‬كون ه غير ص حيح‬
‫ومخالف للقانون ‪ ،‬وذلك كون المتهم احيل عن قتل المجنى عليهما (ح‪.‬خ‪.‬ن ‪ /‬س‪.‬ح‪.‬ع) فبالنسبة لحادث‬
‫قت ل المج نى علي ه (ح‪.‬خ‪.‬ن) ف ان المحكم ة لم تتخ ذ ق رارًا حاس م فيه ا‪ ,‬واكتفت ب القول ( إن األدل ة‬
‫المتٌح صلة في هذه القضية غير كافية ‪,‬وغير مقنعة إلدانة المتهم ‪ ،‬ولم تقرر مصير المتهم عنها ‪ ...،‬لذا‬
‫قرر نقض كافة القرارات الصادرة بالدعوى‪.)1( ).....‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫صياغة بيانات اسباب الحكم الجزائي والعيوب التي ترد عليها‬
‫يقصد بها تلك البيانات الجوهرية المطلوب توافرها في اسباب الحكم الصادر باإلدانة أو بالبراءة ‪،‬‬
‫أذا يبين في الأحكام الصادر باإلدانة الواقعة والظروف المحيطة بها بيان ًا كافي ًا ‪ ،‬وعناصرها القانونية‬
‫بم ا يكش ف عن التط بيق الس ليم للق انون ‪ ،‬ك ذلك ي ورد في األس باب طلب ات الخص وم المهم ة ودف وعهم‬
‫الجوهرية ‪ ،‬على أن يأتي الرد كافيًا لتسويغ رفضها ‪ ،‬أما إذا كان الحكم صادرًا بالبراءة فيجب أن بيان‬
‫األسباب التي بنى الحكم عليها ‪ ,‬و إنه قد فهم حقيقة الواقعة ‪ ,‬ويتحقق ذلك بما قد يشوب اإلج راءات من‬
‫مخالفة للقانون‪ ,‬أو بتوافر أسباب قانونية تؤدي إلى الحكم ب البراءة(‪ ،)2‬وق د يلح ق بأس باب الحكم الج زائي‬
‫عي وب ي ترتب عليه ا نقض الحكم ‪ ،‬منه ا عيب إنع دام األس باب و عيب الخط أ في االس ناد (الفس اد في‬
‫االس تدالل) وعيب القص ور في االس باب ‪ ،‬وفي ض وء ذل ك سأقس م المطلب إلى ف رعين‪ :‬أك رس األول‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمي يز االتحادي ة الم رقم ‪ / 608‬الهي أة الجزائي ة الثاني ة ‪ 2010/‬في ‪ ، 12/10/2010‬وب ذات االتج اه‬
‫ايض ًا ق رار محكم ة أس تئناف باب ل بص فتها التميزي ة الم رقم ‪/525/546/563‬ت‪/‬جزاءي ة ‪ 2013/‬في ‪25/11/2013‬‬
‫(غير منشوران)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬علي محمد حمودة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.686‬‬
‫)‪(78‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لصياغة بيانات أسباب الحكم الجزائي‪ ,‬إما الثاني سأبحث فيه العيوب المؤثرة على صياغة اسباب الحكم‬
‫الجزائي‪.‬‬
‫الفرع االول‬
‫صياغة بيانات أسباب الحكم الجزائي‬
‫أن بيان أسباب الحكم يجب ان تتم وفق منهج معين ‪ ،‬بأن تأتي معبره عن المضمون الحقيقي القتناع‬
‫المحكمة ‪ ،‬والذي أفضى إليه منطوق الحكم ‪ ،‬وبما يتفق مع الحقيقة الواقعة ‪ ،‬ومؤدى األدلة الثابتة في‬
‫الدعوى ‪ ،‬ول ذلك ف إن مجرد تس طير المحكم ة ألس باب الحكم غير ك اٍف ‪ ،‬وال يتحقق ب ذلك الوف اء به ذه‬
‫الضمانة المهمة لكل أطراف الدعوى الجزائية ‪ ،‬إذ يجب أن تأتي هذه األسباب كافية في بيانها للواقعة‬
‫والظ روف المحيط ة به ا ‪ ،‬ولألدل ة الثابت ة في األوراق ‪ ،‬وإ يراده ا لطلب ات الخص وم المهم ة ودف وعهم‬
‫الجوهري ة وال رد عليه ا(‪ ،)1‬ويمكن إيج از أهم البيان ات الالزم إيراده ا في أس باب الحكم الج زائي على‬
‫النحو األتي ‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬بي''ان الواقع''ة المس''توجبة للعقوب''ة والظ''روف المحيط''ة به''ا واركانه''ا ‪ :‬يع ني اظه ار عناص ر‬
‫الجريم ة المستخلص ة من الوق ائع والظ روف ‪ ,‬وال تي اعتم دت عليه ا المحكم ة في اص دار الحكم‪ ،‬وبي ان‬
‫الواقع ة ال يك ون الزم ًا إال في اإلحك ام الص ادرة باإلدان ة‪ ,‬إم ا اإلحك ام الص ادرة ب البراءة‪ ,‬أو ع دم‬
‫المسؤولية‪ ,‬فيكفي لصحتها إن ن بين فيه ا س بب ال براءة(‪ ،)2‬وإ س نادها إلى النص القانوني ال ذي يتم تطبيق ه‬
‫عليها للوصول من ذلك إلى المنطوق ‪ ،‬وأن وقوع الواقعة وما يترتب عليها من أثر في العالم الخ ارجي‬
‫سبق وإ ن احتاط له المشرع‪ ,‬وقرر العقاب عن ه في حالة تحققه‪ ،‬ف إن نقص البيان وغموض ه ‪ ،‬يترتب‬
‫عليه قصور الحكم في أساسه القانوني ‪ ،‬مما يجعل محكمة التمييز عاجزًة عن مراقبة التطبيق الصحيح‬
‫للق انون على النح و ال ذي انتهت إلي ه محكم ة الموض وع ‪ ،‬فتمت د رقابته ا إلي ه‪ ,‬وتنقض الحكم للخط أ في‬
‫أساس ه الق انوني‪ ,‬أو للقص ور في البي ان‪ ،‬وتك ون رقاب ة محكم ة التمي يز علي ه رقاب ة قانوني ة أساس ها‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬أصول قانون اإلجراءات ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬رؤوف عبيد ‪ ،‬ضوابط تسبيب ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪ ،502‬حسين محي الدين‪ ،‬الحكم في ال دعوى الجزائي ة‪ ،‬بحث‬
‫منشور في مجلة العل وم القانوني ة والسياسية‪ ،‬تصدرها كلية الق انون في جامعة بغداد‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬م ايس‪ ،1984 ،‬ص‬
‫‪ 136‬وما بعدها‬
‫)‪(79‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النصوص اإلجرائية التي تلزم محكمة الموضوع بالبيان الكافي للواقعة والظروف المحيطة بها ‪ ،‬ألنها‬
‫ال تُعيد النظر في الواقعة فهي محكمة قانون ال موضوع ‪ ،‬حيث تلزم محكمة الموضوع ببي ان الشروط‬
‫الموجب ة للعق اب‪ ،‬إذ إن هن اك بعض الج رائم ‪ ،‬اش ترط المش رع فيه ا ت وافر ش روط معين ة تك ون الزم ة‬
‫لصحة العقاب عليها ‪ ،‬وذلك ليس ألنها تدخل في تكوين أركان الجريمة والظروف المحيطة بها ‪ ،‬وإ نما‬
‫لكي يوقع العقاب المقرر لها(‪ ،)1‬وإ غفال بي ان هذه الشروط يؤدي إلى نقض الحكم‪ ,‬لتعذر رقاب ة محكمة‬
‫التمييز عليها ‪ ،‬فالشرط الزم للعقاب على جريمة توافرت من قبل كل أركانها(‪.)2‬‬
‫ويجب ان يش تمل الحكم على الوق ائع المكون ة للرك نين الم ادي والمعن وي للجريم ة المرتكب ة‪ ,‬ونس بتها‬
‫إلى المتهم‪ ,‬وذلك بعرض عناصر الركن المادي‪ ،‬السلوك اإلجرامي‪ ,‬والنتيجة المترتبة عليه‪ ,‬والعالقة‬
‫السببية بينهما‪ ،‬لذا يجب أثبات في الواقعة الركن المادي للجريمة في جميع عناصره من سلوك مادي‬
‫ايج ابي‪ ,‬أو امتن اع‪ ,‬ومن نتيج ة إجرامي ة ت ترتب على ه ذا الس لوك‪ ,‬ومن عالق ة س ببية ترب ط بين الفع ل‬
‫والنتيجة ‪ ،‬فإن جاءت صياغة الحكم الجزائي ناقص ًا في بيانه لها ‪ ،‬فإن يكون عرض للنقض من قبل‬
‫محكم ة التمي يز ال تي ت راقب التط بيق الص حيح للق انون على الواقع ة ‪ ،‬ف إذا م ا ص در حكم ج زائي من‬
‫محكمة مختصة وفق ًا للمادة (‪ )456‬من قانون العقوبات العراقي ولم يبين الصلة بين الطرق االحتيالية‬
‫التي استخدمها المتهم‪,‬التي اشترطها القانون‪ ,‬وبين استالمه للمبلغ موضوع الجريمة‪ ,‬فإن الحكم الصادر‬
‫يكون مشوبًا بعيب يستوجب نقضه (‪.)3‬‬
‫وذلك ماأستقرت علية احكام القضاء العراقي من حيث إن الحكم عندما يكون قاصرًا في بيانه للركن‬
‫المادي فأن مصيره يستوجب نقض الحكم‪ ،‬وأكدته عليه إحكام القضاء العراقي من حيث توفر عناصر‬
‫ال ركن الم ادي‪ ،‬حيث ج اء ق رار محكم ة التمي يز (‪...‬أن س بب الوف اة ليس بس ب قت ل ال زوج زوجت ه (ر)‬
‫بحرقها إنما هي الزوجة التي حرقت نفسها و باإلضافة إلى إن المتهمين قد نفيا ما أسند إليهما في جميع‬
‫أدوار التحقي ق والمحاكم ة‪ ,‬وه ذا يتض ح أن المتهمين لم يرتكب ا فعًال مادي ًا ض د المج ني علي ه والنقط اع‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬علي محمود حمودة ‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪.696‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون العقوبات ‪ ،‬ط‪ ،5‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،1982 ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ )?(3‬المادة (‪ )456‬من قانون العقوبات العراقي‪.‬‬
‫)‪(80‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرابطة السببية بين الفعل والنتيجة‪ ,‬تكون الأدلة المتوفرة بخصوص حادث قتل المجني عليه (ر) غير‬
‫كافية‪ ,‬وليست مقنعة لإلدانة لذا قررت المحكمة إلغاء التهمة والإفراج عن المتهم‪.)1( )...‬‬
‫كم ا ينبغي على المحكم ة بي ان ال ركن المعن وي للجريم ة ‪ ،‬إذ يتعين للعق اب على الجريم ة أن يثبت‬
‫صياغة الحكم في أسبابه توافر القصد الجنائي ‪ ،‬إذا كانت الجريمة عمدية ‪ ،‬وتوافر الخطأ غير العمدي‬
‫إذا كانت الجريمة غير عمدية ‪ ،‬إذ يجب بيان أسباب خاصة في بعض الجرائم تبرر الحكم‪ ,‬وإ ّال شابه‬
‫القصور في البيان وبالتالي بطالنه ‪ ،‬ولما الحكم الصادر في جريمة القتل العمد قد بّين الركن المادي‪,‬‬
‫والفعل المادي الذي أرتكبه الجاني ‪ ،‬من دون أن يكشف الحكم عن توافر نية القتل ‪ ،‬إذ إن قصد إزه اق‬
‫الروح إنما هو القصد الخاص المطلوب بيانه ‪ ،‬بإيراد األدلة والمظاهر الخارجية التي رأت المحكمة‬
‫أنه ا ت دل علي ه ‪ ،‬فعن دها يس توجب نقض الحكم واإلحال ة ‪ ،‬والقص د الجن ائي يتك ون من العلم واإلرادة‬
‫المتجه ة إلى تحقي ق نتيج ة معين ة ‪ ،‬ف إن الحكم يجب أن ي بين في بعض الج رائم ت وافر العلم ل دى المتهم‬
‫بالفعل الجرمي الذي ارتكبه ‪ ،‬إذ هناك قصد عام يتكون من علم وإ رادة يجب توافرها ‪ ،‬وأيض ًا توافر‬
‫القص د الخ اص ال ذي يكش ف عن ه بأدل ة معين ة ‪ ،‬ووق ائع خاص ة تس اهم في تحدي د األنم وذج الق انوني‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫للجريمة ‪ ،‬فإن بيان ذلك الزمًا من أجل التطبيق الصحيح للقانون‬
‫وتطبيق ًا ل ذلك فق د قض ت محكم ة جناي ات باب ل به ذا الش أن (‪...‬ان القص د الجن ائي ال ذي ه و ال ركن‬
‫المعنوي لقيام الجريمة يكون غير متوفر فيها بالنسبة للمتهم فأن االدلة المتحصلة في هذه القضية غير‬
‫كافي ة لتج ريم المتهم ل ذا ق ررت المحكم ة إلغ اء التهم ة الموجه ة ألي ه واإلف راج عن ه وإ خالء س بيله م ا لم‬
‫يكون مطلوب عن سبب آخر‪.)3( )..‬‬
‫أم ا فيم ا يخص ت اريخ وق وع الجريم ة فه و من البيان ات الجوهري ة ال تي ي ترتب على تخلفه ا ع دم‬
‫ص ياغة الحكم الج زائي بالش كل الص حيح مم ا ي ترتب علي ه نقض الحكم‪ ,‬وه و م ا ذهبت إلي ه محكم ة‬
‫التمي يز في قراره ا أذ ج اء في ه (‪ ...‬إن الق رارات الص ادرة في ال دعوى ق د ب نيت على أخط اء أص ولية‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /9740‬الهيأة الجزائية ‪ 214 /‬في ‪( 2014 /8 /26‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬محم ود نجيب حس ني ‪ ،‬النظري ة العام ة للقص د الجن ائي ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار النهض ة العربي ة ‪ ،‬الق اهرة ‪ ، 1988 ،‬ص‬
‫‪ ، 204‬نسرين نعمه ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة جنايات بابل المرقم ‪ /242‬جنايات‪ 2010 /‬في ‪( 2010 /4 /29‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(81‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جوهري ة رافقت ص دورها منه ا أن المحكم ة لم تح دد ت اريخ وق وع الح ادث لمعرف ة الق انون ال واجب‬
‫الأتباع‪.)1( )...‬‬
‫أم ا فيم ا يخص الظ روف المش ددة‪ ,‬أو المخفف ة ال تي ت ترتب على تحققه ا زي ادة أو نقص في لجس امة‬
‫الجريمة‪ ,‬وتشديد العقاب أو تخفيفه‪ ,‬وهذا ما استقرت عليه أحكام القضاء حيث تحدد جسامة الح ادث من‬
‫‪ ،‬وق د ي رد تخفي ف العقوب ة دون‬ ‫(‪)2‬‬
‫حيث الواقع ة‪ ,‬إذ نج د له ا ق رارات تش دد العقوب ة وأخ رى تخفض ها‬
‫تحديد األسباب ما يؤدي إلى عدم الصياغة اُألنموذجية للحكم‪ ,‬فيترتب على ذلك نقض القرار‪ ,‬وهذا ما‬
‫جاء بقرار محكمة التمييز على أن (‪ ...‬إدانة المتهم (ن) وفق المادة ‪ 2 /396‬قانون العقوبات والمعدل‬
‫باالمر رقم ‪ 3‬القسم ‪/3/2‬لسنة ‪ 2003‬والحكم عليه بالسجن سبع سنوات غير صحيح ومخالف للقانون‬
‫لأن األم ر ‪ 3‬لس نة ‪ 2003‬ع دل العقوب ة المنص وص عليه ا‪ ,‬وأص بحت خمس عش رة س نة ‪ ...‬وبم ا أن‬
‫المحكمة حكمت بالسجن سبع سنوات على ‪..‬دون أن تحدد سبب تخفيف العقوبة ‪.)3( )...‬‬
‫ثانيًا‪ :‬بيانات األدلة و ال'رد على الطلب'ات الهام'ة وال'دفوع الجوهري'ة ال'تي يق'دمها الخص'وم‪ :‬ينبغي على‬
‫المحكم ة بي ان األدل ة ال تي اس تند عليه ا في الحكم‪ ,‬فال يكفي بي ان الواقع ة والنص الق انوني ال ذي تخض ع‬
‫له ‪ ،‬إذ إن األصل في اإلنسان هو البراءة ‪ ،‬وهذا يقين يجب أن ال يهدر إال بيقين مثله‪ ,‬أو أقوى منه ‪،‬‬
‫فيجب بي ان أدل ة الحكم بيان ًا كافي ًا ويقين ًا ‪ ،‬بم ا تثبت إدان ة المتهم ‪ ،‬وال تي تس تطيع محكم ة التمي يز من‬
‫خاللها بسط رقابتها على مدى احترام المحكمة ‪ ،‬لقواعد اإلثبات‪ ,‬فقد نصت المادة (‪/224‬أ) من قانون‬
‫أصول المحاكمات الجزائية العراقي على بيان أسباب الحكم‪ ,‬وتشمل أسبابه القانونية والموضوعية التي‬
‫من ضمنها بيان األدلة بيان ًا كافي ًا‪ ،‬وقد أشار قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي إلى هذه الأدلة‬
‫المادة (‪/213‬أ‪/‬ب) التي نصت على (أ‪/‬تحكم المحكمة في الدعوى بناء على اقتناعها التي تكون لديها‬
‫من األدلة المقدمة في أي دور من أدوار التحقيق أو المحاكمة‪ ,‬وهي اإلقرار وشهادة الشهود‪ ,‬ومحاضر‬
‫التحقي ق والمحاض ر والكش وف الرس مية األخ رى‪ ,‬وتق ارير الخ براء والفن يين والق رائن والأدل ة األخ رى‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /254‬هيأة عامه‪ 2008 /‬في ‪( 2008 /4 / 28‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /5148‬هيئة جزائية ‪ 2011 /‬في ‪ ، 2011 /5 /11‬وقرارها المرقم ‪8733‬‬
‫‪/ 8933/8935/‬الهيأة الجزائية‪ 2014 /‬في ‪ (7/8/2014‬غير منشوران) ‪.‬‬
‫‪ )?(3‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /7603‬هيئة جزائية ‪ 2010 /‬في ‪( 2010 /10/8‬غير منشور)‬
‫)‪(82‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المقررة قانونا ‪ ،‬ب ‪/‬ال تكفي الشهادة الواحدة سببا للحكم ما لم تؤيد بقرينة او ادلة ‪ ، )، ...‬وعلي ه نجد‬
‫في تحدي د عب ارة‪ ,‬واألدل ة األخ رى المق ررة قانون ًا فه ذه العب ارة ت دل على أن األدل ة غ ير مح ددة على‬
‫سبيل الحصر بنصوص قانونية معينة أحالت إليها هذه المادة‪ ،‬وهذا ما يطابق المبدأ العام الذي يقضي‬
‫بحرية المحكمة في تكوين قناعتها من أي دليل‪ ،‬ثم أن هذه األدلة متطورة ومتجددة بتطور الزمن‪ ,‬سيما‬
‫بالنسبة لألدلة العلمية حيث التطور العلمي والتقني في شتى المجاالت التي أمدت القاضي بوسائل قائمة‬
‫على أسس علمية رصينة للكشف السريع والفعال عن الجرائم المرتكبة‪ ,‬وتقصي أدق مخلفاتها‪ ,‬بحيث لم‬
‫يعد االثبات الجنائي قاصرًا على الأدلة التقليدية‪ ,‬ومن هذه الوسائل المستحدثة المكرسكوب االلكتروني‪,‬‬
‫واس تخدامات األش عة ف وق البنفس جية‪ ,‬واألش عة تحت الحم راء‪ ,‬وبص مة الحمض الن ووي ‪ ،‬ل ذا ليس من‬
‫الصحيح حصر الأدلة الجنائية في مجال ضيق ومحدود‪.‬‬
‫كما ورد النص في المادة (‪ )310‬من قانون اإلجراءات الجنائية المصري التي جاء فيها (يجب أن‬
‫يش تمل الحكم على األس باب ال تى ب نى عليه ا وك ل حكم باإلدان ة يجب أن يش تمل على بي ان الواقع ة‬
‫المس توجبة للعقوب ة والظ روف ال تى وقعت فيه ا ‪ ،‬وأن يش ير إلي نص الق انون ال ذى حكم بموجب ه )‪،‬‬
‫وب ذلك يجب لص حة تس بيب الحكم الص ادر باإلدان ة أن ي بين مض مون ك ل دلي ل من أدل ة اإلثب ات ‪ ،‬حتى‬
‫يتبين وجه االستدالل به وسالمته ‪ ،‬إذ يتم ذكر األدلة التي اعتمد عليها بشكل مفصل إلمكانية الوقوف‬
‫على مسوغات ما قضى به ‪.‬‬
‫يقص د باألدل ة اإلج راءات والوس ائل كاف ة ال تي يس تعين به ا القاض ي في تك وين قناعت ه القض ائية‬
‫للوصول إلى الحقيقة من خالل تقديره السليم لها‪ ,‬وهي قد تكون أدلة قوليه‪ ,‬تتمثل بما يصدر عن الغير‬
‫من أقوال كالشهادة ‪ ،‬وتعّر ف ‪ ،‬بأنها ‪ ،‬وهي ما يقرره الشخص في المحكمة باعتبارها بينه على حقيقة‬
‫‪ ،‬أو االع تراف‪ ,‬أو أدل ة مادي ة ت ؤثر في اقتن اع محكم ة الموض وع بص ورة مباش رة‬ ‫(‪)1‬‬
‫م ا يتم توكي دها‬
‫‪,‬وهي ع ادة المعاين ة والتف تيش‪ ,‬أو أدل ة علمي ة تك ون في ص ورة تق ارير فني ة علمي ة بش أن وق ائع معين ة‬
‫تص در عن الخب ير‪ ,‬كمعالج ة مختل ف اآلث ار المادي ة عن طري ق التحالي ل الكيماوي ة المختبري ة لألنس جة‪,‬‬
‫وبصمات األص ابع‪ ,‬وآثار اإلق دام‪ ,‬وغيره ا من الوس ائل الأخرى التي يمكن اس تخدامها في الكشف عن‬

‫‪1‬‬
‫‪Steven Emanuel , Criminal Procedure new rochelle , evidence, 1985, p.17.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫)‪(83‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجريم ة(‪ ، )2‬وتطبيق ًا ل ذلك فق د قض ت محكم ة التمي يز االتحادي ة الى نقض الحكم الص ادر من محكم ة‬
‫جناي ات باب ل المتض من االف راج عن المتهم (ط‪.‬ع‪.‬ج) كون ه غ ير ص حيح ومخ الف للق انون كون ه(‪...‬‬
‫المحكمة قد اخطأت في تقدير االدلة وفي تطبيق احكام القانون التطبيق السليم حيث اعتراف المتهمان‬
‫بالح ادث في كاف ة ادوار التحقي ق وبت وافر كاف ة الض مانات القانوني ة وتعزي ز اعترافهم ا بأقوالهم ا بص فة‬
‫شاهدين‪ ,‬وأقوال المدعين بالحق الشخصي ومحضر الكشف على جثت المجنى عليهم‪ ,‬وشهادات وفاتهم‬
‫ومحض ر الكش ف على مح ل الح ادث ومخطط ة‪ ,‬وهي أدل ة كافي ة ومقنع ة للتج ريم‪ ,‬وال يقل ل كفاءته ا‬
‫رجوع المتهمين عن أقواله ا إمام المحكم ة‪ ,‬لذا ق رر نقض الحكم الص ادر ‪ ،)2()...‬وكما قض ت محكمة‬
‫اس تئناف باب ل االتحادي ة بأن ه (‪ ..‬وج دت أن ه غ ير ص حيح ومخ الف للق انون؛ لأن األدل ة المتحص لة في‬
‫الدعوى هي شهادة واحدة ‪ .....‬ولم تعزز بقرينة اخرى وبما ان الشهادة الواحدة التكفي التخاذها سبب‬
‫للحكم م الم تع زز بادل ة او ب أقرار من المتهم وفق ًا للم ادة (‪/213‬ب) من ق انون اص ول المحاكم ات‬
‫الجزائي ة فتك ون االدل ة المتحص لة في ال دعوى غ ير كافي ة لالدان ة وبم ان ان محكم ة الحنح اتجهت الى‬
‫االدانة خالف للقانون مماتطلب نقضة‪.)3( )...‬‬
‫أما فيما يخص الرد على الطلبات المهمة والدفوع الجوهرية التي يقدمها الخصوم‪ ,‬فينبغي على‬
‫المحكمة تحقيق التوازن بينها ‪ ،‬لذا وحتى تكون هناك موازنة بين حق الدولة في العقاب‪ ,‬وحق المتهم‬
‫وبحريته الشخصية‪ ,‬وعدم المساس بها‪ ,‬كان البد أن تكون هناك ضمانة للمتهم ‪ ،‬وهي حقه في الدفاع‬
‫عن نفسه‪ ،‬كما ألزم المشرع على محكمة الموضوع ببيان أسباب الحكم الذي تصدره ‪ ،‬وألزمته ا كذلك‬
‫بيان األسباب التي من خاللها يرد على طلبات الخصوم ودفوعهم الجوهرية ‪ ،‬والتي لها تأثير واضح‬
‫في ثبوت أو عدم ثبوت الواقعة ‪ ،‬فإذا قدم الخصوم طلبات مهمة إلى محكمة الموضوع فإنه ا ملزم ة إذا‬
‫ق ررت رفض ها ب أن ت رد على ذل ك بأس باب كافي ة لتتمكن محكم ة التمي يز من مراقب ة أس باب حكمه ا في‬
‫الرد على هذه الطلبات ‪ ،‬فلو صح الطلب الجوهري لترتب عليه هدم أركان الجريمة‪ ,‬أو نفي عنصر‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬سلطان الشاوي‪ ، ،‬اصول التحقيق االجرامي‪ ،‬مطبعة جامعة بغداد‪ ،1982 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ /5559‬الهيأة الجزائية الثانية‪ 2014 /‬في ‪( 4/5/2013‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ )?(3‬ق رارات محكم ة اس تئناف باب ل االتحادي ة بص فتها التميزي ة الم رقم ‪/464‬ت ‪/‬جزائي ة‪2013 /‬في ‪، 9/10/2013‬‬
‫وبذات المعنى قرارها المرقم ‪/393‬ت‪/‬جزائية ‪2013/‬في ‪(9/9/203‬غير منشوران)‪.‬‬
‫)‪(84‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيه ا ‪ ،‬فعليه ا عن دما ت رفض الطلب ات عليه ا بي ان األس باب ال تي رفض ت الطلب ات بحكمه ا ‪ ،‬والمحكم ة‬
‫ملزمه بأن تبني حكمها على أدلة لها مصدر في أوراق الدعوى ‪ ،‬فإذا عولت في حكمه ا على أدلة ليس‬
‫لها أصل في أوراق الدعوى ‪ ،‬فهي بذلك تخالف نظام اإلثبات السائد في المواد الجنائية والذي بموجبه‬
‫تكون قيمة الدليل ‪ ،‬وذلك مانصت عليه المادة (‪ )212‬من قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي‬
‫بأنه (ال يجوز للمحكمة أن تستند في حكمها إلى دليل لم يطرح للمناقشة أو لم يشر إليه في الجلسة وال‬
‫إلى ورقة قدمها أحد الخصوم من دون أن يمكن باقي الخصوم من االطالع عليها ‪ ،‬وليس للقاضي أن‬
‫يحكم في ال دعوى بن اء على علم ه الشخص ي) ‪ ،‬وك ذلك نص ت الم ادة (‪ )302‬من ق انون اإلج راءات‬
‫الجنائية المصري التي جاءت بها (يحكم القاضى فى الدعوى حسب العقيدة التى تكونت لديه بكامل‬
‫حريت ه ‪ ،‬وم ع ذل ك ال يج وز ل ه أن يب نى حكم ه على أى دلي ل لم يط رح أمام ه فى الجلس ة وك ل ق ول‬
‫يثبت أن ه ص در من أح د المتهمين أو الش هود تحت وط أة اإلك راه أو التهدي د ب ه يه در واليع ول علي ه ‪،‬‬
‫وبهذا فإن القاضي ال يجوز له أن يبني حكمه على أي دليل لم يطرح أمامه في الجلسة)‪.‬‬
‫أما الدفع فيقصد به كل ما أنصب على أوجه الدفاع القانونية التي يتقدم بها أحد الخصوم لنفي القوة‬
‫الثبوتية لألدلة المطروحة في الدعوى الجزائية ‪ ،‬وهذه الدفوع إما أن تكون موض وعية‪ ,‬أو ش كلية‪ ,‬وهي‬
‫تختل ف من دع وى إلى أخ رى بحس ب وقائعه ا وظروفه ا‪ ,‬وتك ون جوهري ة م تى ك انت منتج ة ومتعلق ه‬
‫بموض وع ال دعوى (‪ ،)1‬فق د ي ترتب عليه ا إلغ اء التهم ة كلي ةً‪ ,‬وانتف اء س ندها‪ ,‬مم ا ي وجب اإلف راج عن‬
‫المتهم‪ ,‬أو تبرئته كالدفع بانتفاء ركن من أركان الجريمة كما قد يكون الدفع بالتقرير الطبي الخاص به‬
‫لم يتضمن تعرضه لالصابه من جراء الضرب المبرح ‪ ،‬ويُعد هذا الدفع جوهريًا بالحكم ما يترتب علي ه‬
‫إلغاء التهمة الموجهة للمتهم (‪.)2‬‬
‫يتبين لنا مما سبق بيانه أعاله ‪ ،‬إن صياغة بيانات أسباب الحكم‪ ،‬حتى تكون صحيحة ونموذجية وال‬
‫ي ترتب عليه ا نقض الحكم لع دم ص حة ص ياغة ه ذه البيان ات ‪ ،‬يجب أن تك ون ش املة ‪ ،‬لبي ان الواقع ة‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬عبد الحكم فودة ‪ ،‬موسوعة الحكم القضائي في المواد المدنية والجزائية ‪ ،‬منشاة المعارف ‪ ،‬االس كندريه ‪2003،‬‬
‫ص ‪ ، 238-237‬د‪ .‬كمال السعيد‪ ،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪ ،778‬عودة يوسف سلمان الموسوي‪ ،‬حق المتهم في الصمت بين‬
‫الشريعة االسالمية والقانون المقارن‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية القانون‪ ،2005 ،‬ص‪.150‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة استئناف بابل بصفتها التميزية المرقم ‪ /393‬ت‪ /‬جزائية ‪ 2013 /‬في ‪(2013 /9 / 9‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(85‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المستوجبة للعقوبة والظروف المحيطة بها‪ ,‬وأركانها‪ ،‬لما له من أهمية في تحديد أسباب الحكم ‪ ،‬وما‬
‫يترتب على الواقعة من ظروف من حيث التشديد‪ ,‬او التخفيف في إصدار الحكم بالعقوبة ‪ ،‬وما يشوبه‬
‫من أركانها نقص أو اكتمال إلصدار الحكم ؛ ألنها من األسباب القانونية ‪،‬أما ما يخص األدلة والدفوع‬
‫فتعد بيانًا جوهريُا تستند عليه المحكمة في اصدارها واسنادها للحجج القوية من األسباب الواقعية التي‬
‫يترتب عليها صياغة الحكم الجزائي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫العيوب التي ترد على أسباب الحكم الجزائي‬
‫لكي يصدر الحكم الجزائي صحيحًا و أسبابه موافقة للقانون البد أن تقوم محكمة الموضوع بجملة‬

‫من االجراءات لتحقيق هذة الغاية ‪ ،‬وهي أن موضوع الوقائع وكما يثبت لديها البد من تس جيلها تس جيًال‬
‫دقيقًا و كامال‪ ,‬وبطريقة تسمح لمحكمة التمييز بمراقبة صحة تطبيق القانون (‪ ،)1‬وعليه أن صحة صدور‬
‫الحكم الجزائي تستجوب صحة االسباب التي تم االستناد إليها ‪ ،‬وال يمكن القيام بذلك ‪ ،‬مالم يتم عرض‬

‫تل ك األس باب من قب ل محكم ة الموض وع ‪ ،‬وبالش كل الذي يس مح بمراقب ة ص حة تطبيقه ا للق انون تطبيق ًا‬
‫سليما ‪ ،‬إذ قد يعتري أسباب الحكم الجزائي من العيوب التي يمكن أن ترتب آثارها عليه بنقضة من قبل‬
‫محكم ة التمي يز ‪ ،‬ومن تل ك العي وب عيب انع دام األس باب‪ ,‬أو عيب الخط أ في اإلس ناد أو عيب القص ور‬
‫في األسباب ‪ ،‬وهذا ما سوف يتم تناوله في هذا الفرع تباعًا‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬عيب انعدام األسباب في الحكم‪ :‬إن وجود األسباب يعد من المكونات الجوهرية لصياغة الحكم‬
‫‪ ،‬وتخلفه ا ي ترتب علي ه نقض الحكم ‪ ،‬وذل ك على أس اس أن أس باب الحكم تك ونت في مرحل ة المداول ة‬
‫وحتى إصدار الحكم ‪ ،‬والتي صدر الحكم بناًء عليها ‪ ،‬إذ إن الحكم الجزائي يتكون من مكونات ثالثة‪.‬‬
‫الديباجة ‪ ،‬والمنطوق‪ ,‬واألسباب ‪ ،‬فإن عدم ذكر األسباب كلي ًا بعد النطق بالحكم ‪ ،‬يجعل الحكم عرض‬
‫للنقض ويتساوى مع عدم بيان أي أسباب للحكم أن تأتي األسباب عامة وغامضة أو متناقضة ‪ ،‬إذ يبدو‬

‫‪ )?(1‬المادة (‪ )593‬من ق انون اإلج راءات الجنائي ة الفرنس ي نص ت على (بطالن الحكم إذا ج اءت أس بابه غ ير كافي ة وال‬
‫تس مح لمحكم ة النقض من ان ت راقب التط بيق الص حيح للق انون) ‪ ،‬تقابله ا الم ادة ( ‪/224‬أ) من ق انون أص ول المحاكم ات‬
‫الجزائية العراقي‪.‬‬
‫)‪(86‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫معه ا الحكم كأن ه بال أس باب ت ؤدي إلي ه(‪ ،)2‬إذ ي أتي ه ذا العيب في مقدم ة عي وب التس بيب ال تي تنقض‬
‫الحكم‪ ,‬ويتحقق عندما تقوم المحكمة بإصدار حكمه ا خالي ًا من األسباب التي تثبت الواقعة األساسية له‪,‬‬
‫والظ روف المحيط ة به ا‪ ,‬واألدل ة ال تي اس تند إليه ا‪ ,‬أي بمع نى إن الحكم يص در دون أدنى تس ويغ ل ه‪,‬‬
‫ويترتب على توافر هذا العيب أن يكون الحكم معيبًا في صياغته القانونية‪ ,‬مما يترتب نقض الحكم دون‬
‫‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫حاجة للتعرض إلى أوجه الطعن األخرى التي قد تشوب الحكم‪ ,‬وانعدام األسباب هو عيب شكلي‬
‫لذا تستطيع محكمة التمييز أن تلتفت إليه بمجرد إطالعها على األسباب ‪ ،‬فإذا لم تجد أية أسباب للحكم‬
‫أو ك انت األس باب غامض ة‪ ,‬أو متناقض ة ‪ ،‬فهي والع دم س واء ‪ ،‬فإنه ا تس تطيع أن تنقض الحكم النع دام‬
‫أس بابه وذل ك ماتض منته ق رار محكم ة التمي يز االتحادي ة بنقض ق رار محكم ة الموض وع ؛ ألن محكم ة‬
‫عندما أصدرت حكمها ( على قول المخبر السري الذي جاءت مخالفة إلحكام المادة (‪/63‬أ) من قانون‬
‫أصول المحاكمات الجزائية ‪ ،‬كما لم تربط صوره ضوئية من أقواله ‪ ،‬و أيضا لم يحلف الشاهد وكانت‬
‫‪.‬‬ ‫شهاده بشكل سرد لواقع وليس تفصيلي ‪ ،...‬ولكل هذه األخطاء والتناقض قرر نقض ‪)...‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ويالحظ عادة بان محكمة الموضوع نادرًا ما تغفل اإلشارة إلى أسباب الحكم إغفاال تاما إال أنه من‬
‫الواقع ما يدون بصورة تبدو كأنها بال أسباب إي بصورة انعدام األسباب الكلية المستترة ‪ ،‬حيث تتمثل‬
‫بوج ود عب ارات غامض ة ال ت بين العناص ر الواقع ة القانوني ة للجريم ة‪ ،‬ك أن ي ذكر في ص ياغة الحكم أن‬
‫التهمة ثابتة قبل المتهم من التحقيقات ‪,‬وشهادة الشهود‪ ,‬واعتراف المتهم‪ ,‬أو من التقرير الطبي‪ ,‬وتقارير‬
‫الخ براء‪ ,‬دون أن ي بين مض مون هذه الأدل ة‪ ,‬ف ذلك ال يكفي لتس بيب الحكم‪ ,‬إذ لم ت بين المحكم ة مض مون‬
‫هذه االدلة في حكمها(‪ ،)4‬والحكم يعد غير واضح الصياغة أذا تم تحرير أسباب الحكم بخط غ ير مق روء‬
‫بحيث يس تحيل مع ه فهم المع نى الم راد من ه وتحقي ق الغ رض ال ذي قص ده المش رع من تس بيب الحكم‪,‬‬

‫‪ )?(1‬د‪ .‬محمد امين الخرشة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.155_154‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬احم د الس يد ص اوي‪ ،‬الوس يط في ش رح ق انون المرافع ات المدني ة والتجاري ة‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪ ،628‬عبد الستار ناهي عبد عون ‪ ،‬االحكام القضائية المدنية وتسبيبها ‪ ،‬بحث يتقدم الى المعهد القضائي ‪،‬‬
‫‪،2014‬ص‪.58‬‬
‫‪ )1(3‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ / 299/295‬الهيأة العامة ‪ 2010 /‬في ‪ ( 2011 /31/1‬غير منشور)‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬عبد الحميد الشواربي ‪ ،‬الدفوع الجنائية ‪ ،‬منشاة المعارف ‪ ،‬األسكندرية ‪،1989 ،‬ص‪.24‬‬
‫)‪(87‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويبرر هذا نقضه على أساس إن هذه األسباب وأن كان لها معنى‪ ,‬فأنه مستور في ضمير قضاة محكمة‬
‫الموض وع ال تي أص درت الحكم‪ ,‬وال يعرف ه غ يرهم ‪ ,‬وإ ذا ك ان الغ رض من التس بيب ه و أن تع رف‬
‫المحكمة لماذا حكمت لكان اشتراط المشرع للتسبيب امرًا عيني ًا بل العكس أن الغرض من التسبيب هو‬
‫أن يع رف من ل ه ح ق الرقاب ة على الحكم م ا هي مس وغاته‪ ,‬وط بيعي أن ذل ك ال يت أتى إال بالتس بيب‬
‫الواض ح والك افي‪ ,‬أم ا األس باب العام ة والغامض ة‪ ,‬فق د تخفي في طياته ا س وء فهم المحكم ة للواقع ة‬
‫المعروضة عليها(‪.)1‬‬
‫وقد استقرت احكام القضاء العراقي على المبادئ اعاله في العديد من القرارات التي حددتها محكمة‬
‫التمييز االتحادية ‪ ،‬اذ ورد في احداها بانه (‪ ...‬وجد أن المحكمة أصدرت قرارها قبل التأكد من صحة‬
‫وقوع الحوادث التي وردت باعتراف المتهم بغية التوصل الى قناعة كافية لصحة هذا االعتراف وأن‬
‫ع دم اكم ال تل ك التحقيق ات اخلت بص حة قراراته ا ل ذا ق رر نقض كاف ة الق رارات الص ادرة في ال دعوى‬
‫وإعادة اضبارتها إلى المحكمة إلجراء المحاكمة مجددًا ‪.)2()...‬‬
‫مما تقدم يتض ح أن المحكمة ملزم ه بتسبيب حكمه ا ‪ ،‬فإن انعدمت األسباب‪ ,‬أو كانت غامض ة غير‬
‫واض حة أو متناقض ة ‪ ،‬فق د يك ون إبه ام األس باب وغموض ها س تارًا يخفي س وء فهم يحم ل على محم ل‬
‫واحد هو عدم تطبيق القانون بالشكل الصحيح‪ ,‬ما يؤدي إلى عدم الصياغة اُألنموذجية للحكم‪ ,‬ما يترتب‬
‫على عدم ذكر األسباب نقض الحكم ‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬عيب اإلسناد الخاطئ في أسباب الحكم‪ :‬يتمثل هذا العيب في عدم صحه االستدالل أو اإلحاطة‬
‫الكافي ة بالدليل وفهم ه الفهم الس ائغ الذي ي ترتب علي ه عدم ص حة النتيج ة المستنبطة من ه ‪ ،‬وفي ه تعوي ل‬
‫محكمة الموضوع في اإلسناد على أدلة لم تستوف شروط قبولها كأدلة إثبات تتحقق بها اإلدانة ‪ ،‬ويكمن‬
‫عن د إس نادها على أدل ة غ ير مش روعة‪ ،‬أو بنائه ا لحكمه ا على دالئ ل وش بهات ال تص ح أن تب نى عليه ا‬

‫‪ )?(1‬قضت محكمة النقض الفرنسية بهذا الشأن بأن (عدم ايراد الحكم اس باب ل ه وك ذلك االس باب العام ة والمجهل ة ي ؤدي‬
‫الى بطالن الحكم وذل ك اس تنادًا الى نظري ة النقض في االس اس الق انوني للحكم) ‪ ،‬نقآل د‪ .‬علي محم ود حم ودة‪ ،‬مص در‬
‫سابق‪ ،‬ص‪.644‬‬
‫‪ )?(2‬قرار محكمة التمييز االتحادية المرقم ‪ / 261‬هيأة عامة‪ 2008 /‬في ‪( 28/5/2008‬غير منشور)‪.‬‬
‫)‪(88‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلدان ة(‪ ،)3‬وي دخل ض من االس ناد الخ اطئ االس تدالل الخط أ ‪ ،‬وذل ك إذا اس تمدت المحكم ة قناعته ا‬
‫الموضوعية من أدلة ليس لها مصدر ثابت في أوراق الدعوى التي اصدر حكمها فيها ‪ ،‬كأن ينسب إلى‬
‫المتهم اعترافًا ‪ ،‬وال يكون له وجود في أوراق الدعوى ‪ ،‬بل كان المتهم متمسكأ باإلنكار ونفيه ارتكاب‬
‫الفعل الجرمي ‪ ،‬فعندما تنطوي أسباب الحكم على عيب يمس سالمة االستنباط ‪ ،‬فهذا العيب يكش ف عن‬
‫ع دم س المة المنط ق القض ائي بس بب م ا يع تري االس تنباط من عي وب(‪ ،)2‬ولكي يك ون أس تناد المحكم ة‬
‫قناعته ا الموض وعية منطقي ًا ‪ ،‬يجب أن يك ون استخالص ها للواقع ة والظ روف المحيط ة به ا ‪ ،‬وفهمه ا‬
‫لألدل ة القائم ة في األوراق ق د ج اء على وف ق قواع د العق ل والمنط ق الس ليم ‪ ،‬فتك ون مقوم ات اقتناعه ا‬
‫مؤدية إلى النتيجة التي انتهى إليها(‪.)3‬‬
‫يتمث ل ه ذا العيب في الواق ع العملي ‪ ،‬عن دما تس ند المحكم ة في الحكم إلى أدل ة متناقض ة فيم ا بينهم ا‪,‬‬
‫كتناقض اعترافات المتهم وأقوال الشهود‪ ,‬ولم تبين إي من االدلة أخذت بها المحكمة في إسناد حكمها‬
‫ألس باب الحكم ‪ ،‬وك ذلك يجب إن يك ون إس ناد المحكم ة ألدل ة ال يش وبها الش ك والغم وض ‪ ،‬و إال ك ان‬
‫‪.‬‬
‫الحكم غير دقيق في الصياغة مما يترتب عليه نقض ؛ ألن الشك والغموض يفسر لصالح المتهم‬
‫أما فيما يخص اعتراف المتهم فيجب إن ال تكون هذه االعترف مأخوذ بإجراءات غير صحيحة من‬
‫حيث اس تعمال اإلك راه والق وه في ن زع االع تراف من أج ل اتخ اذه دلي ل في اس ناد اس باب الحكم ‪ ،‬اي‬
‫يجب ان يصدر االعتراف من قبل المتهم بمحض ارادته (‪.)4‬‬
‫وقد اكد الدستور العراقي لعام ‪ 2005‬على ذلك في المادة (‪/ 37‬أوًال‪-‬ج) منه والتي نصت على ان‬
‫(( يحرم جميع انواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير االنسانية وال عبرة باي اعتراف انتزع‬
‫ب اإلكراه او التهدي د او التع ذيب وللمتض رر المطالب ة ب التعويض عن الض رر الم ادي والمعن وي ال ذي‬
‫اصابه وفقًا للقانون))‪.‬‬

‫‪ )?(1‬عوض محمد عوض ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 8‬‬


‫‪ )?(2‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬الوسيط في القانون الجنائي ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 195‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬علي محمود حموده ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 730‬‬
‫‪ )1(4‬د‪ .‬علي حمزه عسل الخفاجي ‪ ،‬الظروف القضائية المخففة في التشريع العراقي (دراسة مقارنة) ‪ ،‬رسالة ماجستير ‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬كلية القانون ‪ ، 1990 ،‬ص‪. 82‬‬
‫)‪(89‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتطبيقًا لذلك فقد قررت محكمة التمييز االتحادية تصديق الحكم الصادر من محكمة جنايات القادسية‬
‫المتضمن االف راج عن المتهمين (ع‪.‬ع‪.‬ث‪/‬أ‪.‬م‪.‬ع) كون ه ص حيح ومواف ق للق انون (‪ ...‬حيث ان المتهمين‬
‫وان اعترفوا امام المحقق وقاضي التحقيق بأشتراكهم بالحادث اال انهم رجعوا عن هذا االعتراف إمام‬
‫محكم ة الموض وع أنهم ق د استحص لوا على تق ارير طبي ة تؤي د تعرض هم للتع ذيب في دور التحقيق‪ ,‬مم ا‬
‫يجعل االعتراف مشوبًا ومحل شك وحيث أن الشك يفسر لصالح المتهم ‪.)1()....‬‬
‫ثالث'ًا‪ :‬عيب القص''ور في أس''باب الحكم‪ :‬يقص د ب ذلك أن البي ان غ ير ك اف لوق ائع ال دعوى والظ روف‬
‫المحيط ة به ا واألدل ة ومض مون ك ل منه ا ‪ ،‬بم ا يش كل نقص ًا في األس اس الق انوني للحكم يتع ذر على‬
‫محكم ة التمي يز ‪ ،‬م ع وج وده أن ت راقب ص حة تط بيق محكم ة الموض وع للق انون‪ ،‬ومن ثم فإنه ا تنقض‬
‫الحكم ‪ ،‬وذلك لكون هذا العيب يتصل بالمضمون الموضوعي ‪ ،‬أي باألسباب الواقعية التي تعبر عنه(‪،)2‬‬
‫فاألس باب ال تي ت رد في الحكم يجب أن تك ون كافي ة للمحكم ة ‪ ,‬وإ ال ك ان الحكم معيب ًا بالقص ور‪ ،‬ف إذا‬
‫جاءت هذه األسباب قاصرة ‪ ،‬فال يكفي العتبار الحكم صحيح الش كل من ناحي ة التسبيب(‪ ،)3‬إذ ينصرف‬
‫القص ور في التس بيب ال ذي ي ترتب علي ه نقض الحكم إلى األس باب الواقعي ة ؛ ألنه ا هي المع برة عن‬
‫المض مون ‪ ،‬وال ذي أفض ى ب ه إلى الحكم ال ذي انتهى إلي ه س واء ك ان الحكم باإلدان ة أو ال براءة ‪ ،‬أم ا‬
‫القصور في األسباب القانونية فال يترتب عليه نقض الحكم مع اإلحالة ‪ ،‬ألن محكمة التمييز تملك عند‬
‫اإلقتضاء تكملة هذه األسباب أو تعديلها بما يتفق مع القانون(‪.)4‬‬

‫إن القصور في التسبيب ال يعد عيبًا شكليًا يقف عند ظاهر األسباب ‪ ،‬أي أنه يكون للحكم أسباب أي ًا‬
‫كانت هذه األسباب ‪ ،‬وإ نما هو عيب موضوعي ‪ ،‬يتعلق بمضمون األسباب الواقعية ‪ ،‬فإذا جاءت هذه‬
‫األس باب قاص رة في الكش ف عن المض مون ‪ ،‬ف إن محكم ة التمي يز ال تس تطيع مراقب ة التط بيق الص حيح‬
‫للقانون ‪ ،‬وتنقض الحكم الصادر بالدعوى ‪ ,‬وذلك بسبب القصور في أسباب الحكم ‪ ،‬أما انعدام األسباب‬

‫‪ )?(1‬قرار محكمة التميييز االتحادية المرقم ‪/16‬هيأة عامة ‪ 2010/‬في ‪ ( 29/6/2010‬غير منشور) ‪.‬‬
‫‪ )?(2‬د‪ .‬علي محمود حمودة ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 671‬‬
‫‪ )?(3‬د‪ .‬احمد أبو الوفا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 305‬‬
‫‪ )?(4‬د‪ .‬احمد فتحي سرور ‪ ،‬الوسيط في القانون الجنائي ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫)‪(90‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فأن ه يع د عيب ًا ش كليًا في الحكم ‪ ،‬حيث ان القص ور في األس باب عيب ًا موض وعيًا ال ش كليًا ‪ ،‬وأن ك ان‬
‫كالهما يؤدي إلى نقض الحكم (‪.)1‬‬
‫وفقًا على ماورد عليه النص في المادة (‪ )593‬من قانون اإلجراءات الجنائية الفرنسي‪ ,‬فقد أصبحت‬
‫رقابة محكمة النقض الفرنسية مقررة على مضمون األسباب الواقعية ومدى كفايتها ألن يترتب عليها‬
‫المنط وق ال ذي انتهى إلي ه قاض ي الموض وع ‪ ،‬فتس تطيع أن تس تند إلي ه في إبط ال األحك ام ال تي ت أتي‬
‫أسبابها‪ ,‬أو أسباب الرد على الطلبات المهمة والدفوع الجوهرية غير كافية(‪.)2‬‬
‫أم ا ق انون اإلج راءات الجنائي ة المص ري‪ ,‬فإن ه ج اء خالي ًا من نص يق رر بطالن ه تل ك األحك ام ال تي‬
‫يش وبها القص ور في بي ان أس باب للحكم الواقعي ة ‪ ،‬وه ذا ال يع ني أن الق انون المص ري يجه ل نقض‬
‫األحكام التي يشوبها القصور في التسبيب ‪ ،‬إذ إن هذا األمر مقرر وفق ًا لنص المادة (‪ )310‬من قانون‬
‫اإلج راءات المص ري نص ت على (يجب أن يش تمل الحكم على األس باب ال تى ب نى عليه ا ن وك ل حكم‬
‫باإلدانة يجب أن يشتمل على بيان الواقعة المستوجبة للعقوبة والظروف التى وقعت فيها ‪ ،‬وأن يشير‬
‫إلي نص القانون الذى حكم بموجبه )‪ ،‬إذ إن هذه المواد قد ألزمت محكمة الموضوع بتسبيب حكمه ا ‪،‬‬
‫ومن ثم فإن إخالله بالتزام قانوني ‪ ،‬يؤدي بحكمه إلى النقض ‪ ،‬جزاًء إلخالله بااللتزام القانوني ال واجب‬
‫إتباعه‪.‬‬
‫أما قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي فقد جاء خالي ًا من نص يقرر نقض تلك األحكام التي‬
‫يش وبها القص ور في بي ان أس باب الحكم الواقعي ة ‪ ،‬وه ذا ال يع ني أن الق انون الع راقي ال يع ترف بنقض‬
‫األحكام التي يعيبها القصور في التسبيب ‪ ،‬إذ إن هذا األمر مقررًا وفق ًا لنص المادة (‪/224‬أ) من قانون‬
‫أص ول المحاكم ات الجزائي ة الع راقي إذ إن ه ذه الم اده ق د أل زمت محكم ة الموض وع بتس بيب حكمه ا ‪،‬‬
‫ومن ثم ف إن إخالل المحكم ة ب التزام ق انوني ‪ ،‬ي ؤدي بحكمه ا إلى النقض ‪ ،‬ج زاًء إلخالل ه ب االلتزام‬

‫القانوني الواجب إتباعه في صياغة اسباب الحكم ‪ ،‬وكان يجدر بالمشرع العراقي أن يورد نصًا صريحًا‬
‫في قانون أصول المحاكمات الجزائية العراقي يقرر من خالله نقض الحكم كجزاء للقصور في صياغة‬
‫‪ )?(1‬د‪ .‬وجدي راغب فهمي ‪ ،‬مبادئ القضاء المدني في قانون المرافعات ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 1986 ،‬ص‪. 92‬‬
‫‪ )?(2‬المادة (‪ )593‬من ق انون اإلج راءات الجنائي ة الفرنس ي نص ت على (بطالن الحكم إذا ج اءت أس بابه غ ير كافي ة وال‬
‫تسمح لمحكمة النقض من ان تراقب التطبيق الصحيح للقانون) ‪.‬‬
‫)‪(91‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اس باب الحكم ‪ ،‬وعلي ه نأم ل من المش رع أن يض يف على نص الم ادة (‪ )224‬من ق انون أص ول‬
‫المحاكمات الجزائية العراقي الفقره (و) وتكون على الشكل االتي ( و_ يجب على المحكمة أن تراعي‬
‫االحك ام ال واردة في الفق رات اعاله وبخالف ه يع د الحكم مس توجب التص حيح من ذات المحكم ة ل و ك ان‬
‫ماديًا ‪ ،‬ومن محكمة اعلى لو كان موضوعيًا )‪.‬‬

You might also like