You are on page 1of 33

‫جملة كلية اآلداب‬

‫العدد الثامن واألربعون‬


‫أكتوبر ‪1027‬‬
‫مجمة كمية اآلداب‪.‬ـ مج ‪ ،1‬ع ‪( 1‬أكتوبر ‪1991‬م) ـ‬
‫بنها ‪ :‬كمية اآلداب ـ جامعة بنها‪1991 ،‬م‬
‫مج؛ ‪ 42‬سم‪.‬‬
‫مرتان سنويا (‪ )1991‬وأربعة مرات سنويا (أكتوبر ‪ )4111‬ومرتان سنويا (‪)4112‬‬

‫‪ . 1‬العموم االجتماعية ـ دوريات ‪ .4 .‬العموم اإلنسانية ـ دوريات‪.‬‬

‫مجمة كمية اآلداب جامعة بنها‬


‫مجمة دورية محكمة‬
‫العدد الثامن واألربعون‬
‫الشهر ‪ :‬أكتوبر ‪4112‬‬
‫عميد الكمية ورئيس التحرير ‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬عبير فتح اهلل الرباط‬
‫نائب رئيس التحرير ‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬عربى عبدالعزيز الطوخى‬
‫اإلشراف العام ‪ :‬أ‪.‬د‪ /‬عبدالقادر البحراوى‬
‫المدير التنفيذى ‪ :‬د‪ /‬أيمن القرنفيمى‬
‫مدير التحرير ‪ :‬د‪ /‬عادل نبيل الشحات‬
‫ا‬
‫‪ :‬د‪ /‬محسن عابد محمد السعدنى‬
‫سكرتير التحرير ‪ :‬أ‪ /‬إسماعيل عبد الاله‬
‫رقم اإليداع ‪ 3636 : 3631‬لسنة ‪1991‬‬
‫‪1687-2525: ISSN‬‬

‫المجمة مكشفة من خالل اتحاد المكتبات الجامعية المصرية‬


‫ومكشفة ومتاحة عمى قواعد بيانات دار المنظومة عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.mandumah.com‬‬
‫ومكشفة ومتاحة عمى بنك المعرفة عمى الرابط‪:‬‬
‫‪http://jfab.journals.ekb.eg‬‬
‫هيئة حترير اجمللة‬
‫عميد الكليت ورئيس مجلس إلادارة‬
‫أ‪0‬د‪ /‬عبري فتح اهلل الرباط‬
‫ورئيس التحرير‬

‫نائب رئيس التحرير‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عربي عبدالعزيز الطوخي‬

‫إلاشراف العام‬ ‫أ‪.‬د‪ /‬عبدالقادر البحراوى‬

‫املدرر التفييى‬ ‫د‪ /‬أمين القرنفيلي‬

‫مدرر تحرير املجلت‬ ‫د‪ /‬عادل نبيل‬

‫مدرر تحرير املجلت‬ ‫د‪ /‬حمسن عابد السعدني‬

‫سكرتير التحرير‬ ‫أ ‪ /‬إمساعيل عبد الاله‬


‫املشروعاث الصغرية واملتىسطت‬

‫أهميتها ومعىقاتها‬

‫د‪ /‬حممىد البنداري‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪892‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫مقدمة‪:‬ـ‬
‫تعتبر المنشآت الصغيرة حجر الزاوية في عممية التنمية الصناعية‬
‫واألجتماعية ‪ ،‬ويعود ذلك لمردودىا األقصادي اإليجابي عمى األقتصاد الوطني‪ ،‬من‬
‫حيث دورىا الرائد في توفير فرص عمل جديدة‪ ،‬وتحقيق زيادة متنامية في حجم‬
‫األستثمار‪ ،‬وزيادة حجم المبيعات ‪ .‬وتساىم فى دفع عجمة االقتصاد القومى وخمق ميزة‬
‫تنافسية وبخاصة لمصناعات الصغيرة والمتوسطة التى ظمت ولفترة طويمة قادرة عمى‬
‫البناء وراء أسوار الحماية التى كانت تفرضيا الدول النامية عمى التجارة الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫وتعتبر المشروعات المتوسطة والصغيرة‬ ‫محتمية بذلك من المنافسة األجنبية‪.‬‬
‫(والمعروفة بـ ‪ ) SMEs‬العمود الفقري لمتنمية القتصاديات الدول المتقدمة والنامية‬
‫عمى حد سواء من خالل مساىمتيا في توظيف العمالة وتوفير فرص لمتدريب ومن ثم‬
‫رفع القدرات والميارات لشريحة ضخمة من المجتمع وتحسين مستوى اإلنتاج‬
‫والمساىمة في اجمالى القيمة المضافة وتوفير السمع والخدمات والعمل عمى زيادة‬
‫مستويات الدخول‪ ،‬كما أنيا وسيمة فعالة في توجيو المدخرات الصغيرة إلى االستثمار‬
‫فضال عن ارتباطيا بكافة فروع الصناعات األخرى في االقتصاد‪ .‬كما أن ىذه‬
‫المشروعات كانت بمثابة قاطرة النمو لمثورة الصناعية بدول جنوب شرق أسيا‪.‬‬

‫وبالنظر إلى دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية‬


‫االقتصادية واالجتماعية في جميوريتنا الحبيبة‪ ،‬فنجد ان ىذا المجال مازال ال يحقق‬
‫المساىمة المتوقعة منو كقطاع اقتصادي فعال وعنصر محفز لدفع عجمة التنمية في‬
‫مصر‪ .‬حيث تعترض ىذه المشروعات بعض العقوبات والصعوبات‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫‪ 1‬د‪/‬خالد مصطفى قاسم‪ :‬دور حاضنات المشروعات فى تنمية القدرات التنافسية للصناعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪،‬الملتقى الدولي الرابع للصناعات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،‬صنعاء ‪،‬نوفمبر ‪2002‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪899‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫ضمور في دور الجيات المعنية بتنمية وتطوير ىذه المشروعات سواء كانت جيات‬
‫حكومية او غيرىا ‪.‬‬

‫مشكمة البحث‪:‬‬
‫يرى العديد من االقتصاديين أن تطوير المشاريع الصـغيرة‪ ،‬وتشجيع إقامتيا‬
‫من أىم روافد عممية التنمية االقتصادية واالجتماعية في الدول المتقدمة بشكل عام‬
‫والدول النامية بشكل خاص‪ ،‬ولذلك اىتمت دول كثـيرة؛ بيذه المشاريع اىتمـاماً متزايداً‬
‫وقدمت ليا يد المـساعدة بمختمف السـبل وفقاً لإلمكانات المتاحة‪ ،‬خاصة بعد أن أثبتت‬
‫قدرتيا وكفاءتيا في معالجة المشـكالت الرئيسية التي تواجو االقتـصادات المختمفة‬
‫كاستيعاب اليد العاممة رغم قمة حجم االستثمار فييا مقارنة مع المشروعات الكبيرة‪،‬‬
‫كما أنيا تشكل ميداناً لتطوير الميارات اإلدارية‪ ،‬والفنية‪ ،‬واإلنتاجية‪ ،‬والتسويقية‪ .‬وتفتح‬
‫مجاالً واسعاً أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي‪ ..‬وحتى تتخمص ىذه‬
‫المشروعات من أىم العقبات والمعوقات التي تواجييا‪ ،‬خاصة المعوقات االقتصادية‬
‫حصر ىذه المعوقات أوال‪ ،‬ثم إيجاد اآلليات الناجحة‬
‫ُ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫واالجتماعية والثقافية‪،‬‬
‫لتجاوزىا وتطوير ىذه المشروعات‪ ..‬وانطالقا مما سبق جاء ىذا البحث إللقاء الضوء‬
‫عمى المشروعات الصغيرة والمتوسطة و المعوقات التي تواجيا‪ ،‬خاصة المعوقات‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقـافية‪.‬‬

‫ىدف البحث ‪:‬‬


‫ييدف البحث إلى التعرف عمى التيديدات ‪Threats‬والفرص‪Opportunities‬‬
‫التى تواجو الصناعات الصغيرة والمتوسطة فى مصر والوقوف عمى الدور المنوط‬
‫بحاضنات األعمال فى تنمية القدرات التنافسية ليذه الصناعات‪ .‬ولما كان ذلك كذلك‬
‫فأننا نستطيع أن نجمل أىداف البحث في اآلتي‪:‬ـ‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫‪ -‬كشف المعوقات التي تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة خاصة المعوقات‬


‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم بعض اإلجراءات واآلليات الكفيمة معالجة أىم المعوقات التي تمس‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬والرفع من إسياميا في التنمية االقتصادية لممجتمع‪.‬‬

‫أىمية البحث‬
‫السياسات‬ ‫اىتمام‬ ‫محور‬ ‫اليوم‬ ‫تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫الصناعية اليادفة إلى تخفيض معدالت البطالة في الدول النامية والدول المتقدمة‬
‫صناعيا بصرف النظر عن فمسفاتيا االقتصادية وأسموب إدارة اقتصادىا الوطني‬
‫وتكتسي المشروعات الصغيرة أىميتيا في الدول العربية من مجموعة اعتبارات تتعمّق‬
‫بخصائص ىياكميا االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ونسب توفر عوامل اإلنتاج‪ ،‬والتوزيع‬
‫المكاني لمسكان والنشاط‪ .‬وتتمخص ىذه األىمية في اآلتي‪:‬ـ‬

‫تتميز ىذه المشروعات باالنتشار الجغرافي مما يساعد عمى تقميل التفاوتات‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫اإلقميمية‪ ،‬وتحقيق التنمية المكانية المتوازنة‪ ،‬وخدمة األسواق المحدودة التي ال‬
‫تغرى المنشآت الكبيرة بالتوطّن بالقرب منيا أو بالتعامل معيا‪.‬‬
‫‪ ‬توفر ىذه المشروعات سمعاً وخدمات لفئات المجتمع ذات الدخل المحدود‬
‫والتي تسعى لمحصول عمييا بأسعار رخيصة نسبياً تتفق مع قدراتيا الشرائية‪.‬‬
‫‪ ‬تحافظ عمى األعمال التراثية (حرفية ‪ /‬يدوية) التي تمثل اىمية قصوي‬
‫لالقتصاد المصري وتنمية ىذه المشروعات الحرفية التقميدية الصغيرة يفتح‬
‫االبواب لتشغيل الشباب خاصة المرأة وايضا يفتح ابوابا لمتصدير بكميات‬
‫كبيرة تدر دخال لالقتصاد القومي‪ ،‬ولذا يجب الحفاظ عمي ىذه الصناعات‬
‫التقميدية من االندثار‪ .‬والمطموب من رجال األعمال والدولة إقامة جمعيات‬
‫أىمية متخصصة لمساندة الحرفيين واتاحة الفرصة أماميم لمتدريب والتعميم‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫طبقا ألحدث التقنيات مع الحفاظ عمي اليوية المصرية األصيمة‪ ،‬مع التأكيد‬
‫عمى أىمية رعاية الدولة ليم نفسيا وماديا واجتماعيا حتي يستطيعوا الخروج‬
‫بمنتجات تتميز باالبداع واالصالة‪..‬‬
‫‪.‬يمكن أن تكون مصد اًر لمتجديد واالبتكار وتسيم في خمق كوادر إدارية وفنية‬ ‫‪‬‬
‫يمكنيا االنتقال لمعمل في المشروعات الكبيرة‪.‬‬
‫‪ ‬إنيا وعاء لمتكوين الرأسمالي من حيث امتصاصيا لممدخرات الفائضة‬
‫والعاطمة فضالً عن إنيا توفر فرصاً استثمارية ألصحاب المدخرات الصغيرة‪.‬‬
‫منيج البحث‪:‬‬

‫إن أي بحث عممي يخضع لمجموعة من المناىج‪ ،‬والتقنيات العممية‪ .‬ومن المعروف‬
‫أن أول أساس تبنى عميو أي دراسة عممية ىو اختيار المنيج‪ .‬وبما أن المنيج ال‬
‫يخضع إلى اختيارات الباحث الشخصية بل إلى طبيعة الموضوع وأىدافو وحدودىا‪.‬‬
‫فقد اعتمدنا في بحثنا عمى األسموب الوصفي التحميمي ألنو يتالءم وموضوع البحث‬
‫من خالل مختمف المفاىيم والمعطيات وتحميميا وربطيا بأسبابيا والوصول في األخير‬
‫إلى نتائج عممية‪ .‬وتم االعتماد أيضا عمى المصادر الرسمية التي تيميا المشروعات‬
‫الصغيرة كالصندوق االجتماعي لمتنمية‪ ،‬ثم البحوث المتخصصة‪ ،‬وكذا الكتب‬
‫والمراجع العممية األكاديمية التي تناولت الموضوع مثل االقتصاد والمتخصصة في‬
‫موضوع المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫عناصر البحث‬

‫يتضمن البحث العناصر التالية ‪:‬‬


‫– تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫تصنيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪038‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫ــ دور المشروعات الصغيرةوالمتوسطة في مواجية مشكمة البطالة‬


‫خصائص ومميزات المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬
‫ـــ المعوقات التى تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫ــ كيفية معالجة ىذه المعوقات‬
‫ـــ كيف واجيت مصر ىذه المعوقات‬
‫النتائج والتوصيات‬
‫مراجع البحث‬

‫تعريف المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬


‫ممــا الشــك فيــو أنــو ال يمكــن التوصــل إلــى تعريــف محــدد وموحــد لممشــروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ .‬ىذا باإلضافة إلى أن كممة "صغيرة" و"متوسـطة" ىـي كممـات ليـا‬
‫مفاىيم نسبية تختمف من دولة إلى أخرى ومن قطاع آلخر حتى في داخل الدولـة‪ .‬فقـد‬
‫أشــارت احــدى الد ارســات الصــادرة عــن معيــد واليــة جورجيــا بــأن ىنــاك أكثــر مــن (‪)55‬‬
‫تعريف ـ ـاً لممشـ ــروعات الصـ ــغيرة والمتوسـ ــطة فـ ــي (‪ )75‬دولـ ــة‪ .‬ويـ ــتم تعريـ ــف المنشـ ــآت‬
‫الصغيرة والمتوسطة اعتماداً عمى مجموعة من المعايير منيـا عـدد العمـا‪ ،‬حجـر رأس‬
‫الما‪ ،‬أو خمـيط مـن المعيـارين معـاً‪ ،‬وىنـاك تعريفـات أخـرى تقـوم عمـى اسـتخدام حجـم‬
‫المبيعات أو معايير أخرى‪.‬‬

‫فالبن ــك ال ــدولي عم ــى س ــبيل المث ــال يع ــرف المش ــروعات الص ــغيرة والمتوس ــطة‬
‫باســتخدام معيــار عــدد العمــال والــذي يعتبــر معيــا اًر مبــدئياً‪ ،‬وتعتبــر المنشــأة صــغيرة إذا‬
‫كانــت توظــف أقــل مــن ‪ 55‬عــامالً‪ .‬وىنــاك العديــد مــن دول العــالم التــي تســتخدم ىــذا‬
‫المعي ــار لتعري ــف المنش ــآت الص ــغيرة والمتوس ــطة‪ .‬فف ــي الوالي ــات المتح ــدة األمريكي ــة‪،‬‬
‫ايطاليــا وفرنســا تعتبــر المنشــأة صــغيرة ومتوســطة إذا كانــت توظــف حتــى ‪ 555‬عامــل‪،‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪030‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫فــي الســويد لغايــة ‪ 055‬عامــل‪ ،‬فــي كنــدا واســتراليا حتــى ‪ 99‬عــامالً‪ ،‬فــي حــين أنيــا فــي‬
‫الدنمارك ىي المنشآت التي توظف لغاية ‪ 55‬عامالً‪.‬‬

‫إن استخدام عدد العمال كمعيار لتعريف المنشآت الصغيرة والمتوسطة يمتاز بعـدد‬
‫من المزايا منيا‪:‬‬

‫‪ ‬يسيل عممية المقارنة بين القطاعات والدول‪.‬‬

‫‪ ‬مقيــاس ومعيــار ثابــت وموحــد ‪ ،Stable Yardstick‬خصوصـاً أنــو ال يـرتبط‬


‫بتغيرات األسعار واختالفيا مباشرة وتغيرات أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ ‬من السيولة جمع المعمومات حول ىذا المعيار‪.‬‬

‫وىناك دول أخرى تسـتخدم حجـم رأس المـال لتعريـف المشـروع الصـغير والمتوسـط‪،‬‬
‫مما يؤدي إلى صعوبة المقارنة بين ىذه الدول إلختالف أسعار صرف العمالت‪.‬‬

‫وىكــذا مــن اليســير وصــف المشــروعات الصــغيرة والمتوســطة ولكــن مــن العســير تعريفيــا‬
‫تعريفاً مقبـوالً عمـى المسـتوى الـدولي بـل وحتـى اإلقميمـي ويعـزي ىـذا إلـى االخـتالف فـي‬
‫اليياكــل االجتماعيــة واالقتصــادية مــن دولــة إلــى أخــرى فض ـالً عــن تبــاين المعــايير فــي‬
‫تحديد األسس التي يتم بموجبيا تحديـد شـكل المشـروع ومنيـا البيانـات اإلحصـائية التـي‬
‫تسـ ـ ـ ــتخدم فـ ـ ـ ــي تعريفيـ ـ ـ ــا حيـ ـ ـ ــث أن ىنـ ـ ـ ــاك نقص ـ ـ ـ ـاً فـ ـ ـ ــي ىـ ـ ـ ــذه البيانـ ـ ـ ــات ولـ ـ ـ ــذا ف ـ ـ ـ ـ ن‬
‫تعري ــف المش ــروعات الص ــغيرة والمتوس ــطة س ــيظل متباينـ ـاً إال أن المتخصص ــين ي ــرون‬
‫بوجــود أســموبين يمكــن اســتخداماىما األول‪ :‬يعتمــد عمــى الصــفات النوعيــة التــي توضــح‬
‫الفروق األساسية بين األحجام المختمفـة لممشـروعات مثـل نمـط اإلدارة والممكيـة والفنـون‬
‫اإلنتاجيــة المتبعــة‪ .‬والثــاني‪ :‬باألخــذ بالمؤش ـرات الكميــة مثــل العمالــة ورأس المــال‪ .‬وفــي‬
‫مصــر يقصــد بالمنشــأة الصــغيرة كــل شــركة أو منشــأة فرديــة تمــارس نشــاطا اقتصــاديا‬
‫إنتاجيا أو تجاريا أو خدميا وال يقل رأسماليا المدفوع عن خمسين ألـف جنيـو وال يجـاوز‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫مميون جنيو وال يزيد عدد العاممين فييا عمـي خمسـين عـامال‪ .‬ويقصـد بالمنشـأة متناىيـة‬
‫الصغر كل شركة أو منشأة فردية تمـارس نشـاطا اقتصـاديا إنتاجيـا أو خـدميا أو تجاريـا‬
‫والتي يقل رأسماليا المدفوع عن خمسين ألف جنيو‪.‬‬

‫تصنيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة ‪:‬ـ‬

‫يمكن تصنيف المشروعات الصغيرة والمتوسطة عمى عدة أسس‪:‬‬

‫‪ ‬المشروعات الصغيرة والمتوسطة التقميدية‪ :‬حيث تتميز ىذه المشروعات‬


‫بضعف اقتصادات الحجم (عمالة غير كفأة‪ ،‬وانتاجية منخفضة البيع‪ ،‬إلى‬
‫ضيقة)‪.‬‬ ‫وتعاقدات‬ ‫قميمة‬ ‫أسواق‬ ‫جانب‬
‫ـ المشروعات الصغيرة والمتوسطة الناتجة عن البيئة السوقية‪ :‬وتتميز بالفاعمية‬
‫والبحث عن الفرص المتاحة في األسواق المحمية والخارجية والتزاميا بالمرونة‬
‫كما نجد بيا عمالة كفأة‪.‬‬

‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة الرائدة‪ :‬تتميز برجال أعمال مغامرين‬ ‫‪‬‬


‫وأصحاب تأىيل‪ ،‬حيث يمارسون نشاطات اقتصادية جديدة مع استثمار في‬
‫القوى البشرية‪ ،‬باإلضافة إلى االستعانة ببرامج تمويمية والمجازفة في توظيف‬
‫رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات إنتاجية‪ :‬أساسيا التحويل‪ ،‬بمعنى تحويل مادة خام إلى منتج نيائي‬
‫أو وسيط والقيمة المضافة‪ ،‬بمعنى زيادة قيمة المخرجات (الناتج) عن‬
‫المتدخالت (عناصر اإلنتاج) والتماثل بمعنى تطابق كل مواصفات الوحدات‬
‫المنتج‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫‪ ‬مشروعات خدمية‪ :‬أساسيا القيام نيابة عن العميل بخدمة كان سيقوم بيا‬
‫بنفسو أو ال يستطيع القيام بيا بنفسو‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات تجارية‪ :‬أساسيا شراء وبيع وتوزيع سمعة مصنعة أو عدة سمع‬
‫مختمفة‪ ،‬واعادة استثمار الربح‪ .‬وأيا كان نوع المشروعات الصغيرة أو مجال‬
‫نشاطيا ف نيا جميعا تشترك في عناصر ومكونات واحدة‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات صغيرة‪ :‬ليا مكان ثابت وأوراق رسمية ورأسمال يتراوح بين ‪15‬‬
‫و‪ 55‬ألف جنيو وعمالة في حدود ‪ 5‬أفراد‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات صغيرة جدا‪ :‬ليا مكان ثابت وأوراق رسمية ورأسمال يتراوح بين ‪5‬‬
‫و‪ 15‬آالف جنيو وعمالة في حدود فردين‪.‬‬

‫‪ ‬مشروعات متناىية الصغر‪ :‬ليس ليا مكان ثابت في أغمب األحوال ويقوم بيا‬
‫فرد واحد ىو صاحب المشروع‪ ،‬وال يتجاوز رأس المال عن ‪ 5‬آالف جنيو‪،‬‬
‫وغالبا ما يكون ليا أوراق رسمية أو يكون ليا حد أدنى من األوراق يتمثل في‬
‫مشروعات المجال الصناعي‪ ،‬والزراعي والخدمي والتربوي‪.‬‬

‫‪ ‬ويمكن تقسيم المشروع الصغير إلى عدة عناصر ىي‪:‬‬

‫ـ الرأسمال‪ :‬ويعني كل المبالغ النقدية الالزمة إلقامة المشروع‪ ،‬أو المال الالزم‬
‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫عوامل‬ ‫لتجميع‬
‫ـ اآلالت والتجييزات‪ :‬وىي كل ما يمزم إلنتاج السمعة أوالخدمة‪.‬‬
‫المشروع‪.‬‬ ‫لتشغيل‬ ‫الالزمين‬ ‫األفراد‬ ‫كل‬ ‫العمالة‪:‬‬ ‫ـ‬
‫ـ اإلدارة‪ :‬وىي المسؤولة عن إحداث التشغيل األمثل لممشروع وتحقيق أىدافو‬
‫العمالة‪.‬‬ ‫من‬ ‫جزء‬ ‫وىي‬
‫اإلنتاج‪.‬‬ ‫عناصر‬ ‫وأسموب‬ ‫طريقة‬ ‫ىي‬ ‫التكنولوجيا‪:‬‬ ‫ـ‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫أما بالنسبة ألىمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فنجد أن ليا أىمية ودو ار‬
‫ميما في عممية النيوض االقتصادي لمبمد من خالل تقديميا خدمات واسعة‬
‫تستفيد منيا جميع القطاعات وتشغيميا عددا متنوعا من األيدي العاممة‪ .‬ففي‬
‫الوقت الذي اىتمت بو معظم البمدان النامية بالتصنيع الثقيل واقامة‬
‫المشروعات الكبيرة واإلستراتيجية‪ ،‬لم تمغ اىتماميا بتنمية وتشجيع الصناعات‬
‫الصغيرة بوصفيا إحدى القنوات األساسية الميمة في استيالك ما تنتجو‬
‫الصناعات الكبيرة من مستمزمات إنتاج ومواد بسيطة محققة بذلك نوعا من‬
‫الناشظين‪.‬‬ ‫كال‬ ‫بين‬ ‫المتبادل‬ ‫واالعتماد‬ ‫التفاعل‬
‫ساىمت الصناعات الصغيرة والمتوسطة في زيادة حجم اإلنتاج الصناعي في‬
‫معظم البمدان ووفرت فرص االستخدام والتشغيل لمقوى العاطمة عن العمل‪.‬‬
‫إضافة إلى استقطاب مدخرات األفراد وتوجيييا الواجية االستثمارية المطموبة‬
‫لخدمة أىداف خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية في معظم البمدان‪ .‬فعمى‬
‫تمك المشروعات تحقيق األىداف ألن نشاطاتيا ليا تأثيرات عمى مستوى‬
‫التنظيم وعمى المجتمع‪ .‬ولممشروعات الصغيرة والمتوسطة أىمية كبيرة في‬
‫اقتصادات الدول النامية تكمن في مساىمتيا بنصيب كبير في توفير فرص‬
‫العمل والحد من البطالة ومكافحة الفقر‪ ،‬عالوة عمى دورىا التكاممي مع‬
‫المنشآت الصناعية الكبيرة‪ .‬وجرت العادة أن يتم قياس أىمية ودور‬
‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومساىمتيا في االقتصاد من خالل ثالثة‬
‫معايير رئيسية ىي‪ :‬المساىمة في التشغيل‪ ،‬واإلنتاج وحصتيا من العدد الكمي‬
‫لممشروعات في االقتصاد‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫دور المشروعات الصغيرةوالمتوسطة في مواجية مشكمة البطالة‬

‫تتميز بارتفاع كثافة‬


‫تستخدم الصناعات الصغيرة فنوناً إنتاجية بسيطة نسبياً ّ‬
‫العمل‪ ،‬وىي تعمل عمى خمق فرص عمل تمتص جزءاً من البطالة وتعمل في ذات‬
‫الوقت عمى الحد من الطمب المتزايد عمى الوظائف الحكومية؛ مما يساعد الدول التي‬
‫تكبد تكاليف‬
‫تعانى من وفرة العمل وندرة رأس المال عمى مواجية مشكمة البطالة دون ّ‬
‫رأسمالية عالية‪ ،‬وتوفر ىذه المشروعات فرصاً عديدة لمعمل لبعض الفئات‪ ،‬وبصفة‬
‫المؤىمين بعد لالنضمام‬
‫ّ‬ ‫خاصة اإلناث والشباب والنازحين من المناطق الريفية غير‬
‫المنظّم بصفة عامة‪ .‬وقد فطنت الدول المتقدمة إلى‬
‫إلى المشروعات الكبيرة والقطاع ُ‬
‫أىمية الصناعات الصغيرة فقد أصبحت الصناعات الصغيرة اليابانية تستوعب حوالي‬
‫‪ % 88‬من العمالة اليابانية الصناعية وتساىم بحوالي ‪ %50‬من إجمالي قيمة اإلنتاج‬
‫الصناعي الياباني وفي إيطاليا ‪ 0‬مميون و‪ 055‬ألف مشروع فردي صغير‪ !..‬وفي‬
‫أمريكا‪ ...‬وفرت الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالواليات المتحدة األمريكية خالل‬
‫الفترة من ‪ 1990‬وحتى عام ‪1998‬أكثر من ‪ 15‬مميون فرصة عمل‪ ،‬مما خفف من‬
‫حدة البطالة وآثارىا السيئة‪ ،‬وأن المشاريع الصغيرة تستوعب ‪ %75‬من قوة العمل‬
‫األمريكية‪ .‬وفي دراسة عن دول االتحاد األوربي في عام ‪ ،1998‬تبين أن‬
‫الصناعات الصغيرة والمتوسطة توفر حوالي ‪ % 75‬من فرص العمل بدول االتحاد‪.‬‬

‫خصائص ومميزات المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫إن ليذه الصناعات دور ال يستيان بو في بناء االقتصاد الوطني‪ ،‬وتظير أىميتيا‬
‫من خالل استغالل الطاقات واإلمكانيات وتطوير الخبرات والميارات كونيا تعتبر أحد‬
‫أىم روافد العممية التنموية‪ .‬وعمى الرغم من الجدل القائم حول قدم أوحداثة الصناعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فقد تبين أن ىذه الصناعات قديمة ألنيا كانت النواة والبداية‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪032‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫لحركة التصنيع فعمى سبيل المثال إن شركة بينيتون لأللبسة ( ‪United Colors of‬‬
‫‪ ، ) Benetton‬بدأ صاحبيا بالعمل عمى ماكنة خياطة واحدة في مدخل العمارة التي‬
‫يسكنيا وكان يجمع بواقي القماش من المصنع ويحيكيا عمى شكل مالبس جاىزة‪ .‬وما‬
‫توصمت إليو من ىذه المشروعات تطور واتساع‪ ،‬وىي كذلك جديدة من حيث‬
‫استحواذىا عمى االىتمام األكبر من جانب الميتمين بالقضايا االقتصادية واالجتماعية‬
‫والتنموية‪ ،‬وعمى الرغم من ىذا التباين في ترتيب األولوية التي تتمتع بيا الصناعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬إال أنيا تستحوذ عمى خصائص معينة تميزىا عن غيرىا من‬
‫الصناعات‪ ،‬وىي كما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬مالك المنشأة ىو مديرىا‪ ،‬إذ يتولى العمميات اإلدارية والفنية‪ ،‬وىذه الصفة غالبة‬
‫عمى ىذه المشروعات كونيا ذات طابع أسري في أعمب األحيان‪.‬‬

‫‪ .0‬انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إلنشاء المشروعات الصغيرة وذلك في‬
‫ظل تدني حجم المدخرات ليؤالء المستثمرين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪ .0‬االعتماد عمى الموارد المحمية األولية‪ ،‬مما يساىم في خفض الكمفة االنتاجية‬
‫وبالتالي يؤدي إلى انخفاض مستويات معامل رأس المال‪/‬العمل‪.‬‬

‫‪ .8‬مالءمة أنماط الممكية من حيث حجم رأس المال ومالءمتو ألصحاب ىذه‬
‫المشروعات‪ ،‬حيث أن تدني رأس المال يزيد من اقبال من يتصفون بتدني‬
‫مدخراتيم عمى مثل ىذه المشروعات نظ اًر النخفاض كمفتيا مقارنة مع المشروعات‬
‫الكبيرة‪.‬‬

‫‪ .5‬تدني قدراتيا الذاتية عمى التطور والتوسع نظ اًر إلىمال جوانب البحث والتطوير‬
‫وعدم االقتناع بأىميتيا وضرورتيا‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪039‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫‪ .6‬االرتقاء بمستويات االدخار واالستثمار عمى اعتبار أنيا مصد اًر جيداً لإلدخارات‬
‫الخاصة وتعبئة رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ .7‬المرونة والمقدرة عمى االنتشار نظ اًر لقدرتيا عمى التكيف مع مختمف الظروف من‬
‫جانب مما يؤدي إلى تحقيق التوازن في العممية التنموية‪.‬‬

‫‪ .8‬صناعات مكممة ‪ Subcontractors‬لمصناعات الكبيرة وكذلك مغذية ليا‪.‬‬

‫‪ .9‬صعوبة العمميات التسويقية والتوزيعية‪ ،‬نظ اًر الرتفاع كمفة ىذه العمميات‪ ،‬وعدم‬
‫قدرتيا عمى تحمل مثل ىذه التكاليف‪.‬‬

‫االفتقار إلى ىيكل اداري‪ ،‬كونيا تدار من قبل شخص واحد مسؤول إدارياً‬ ‫‪.15‬‬
‫ومالياً وفنياً‪.‬‬

‫تكمفة خمق فرص العمل فييا متدنية مقارنة بتكمفتيا في الصناعات الكبيرة‪.‬‬ ‫‪.11‬‬

‫يالحظ مما تقدم أن خصائص المشروعات الصغيرة والمتوسطة منيا ما ىوسمبي‬


‫ومنيا ما ىوايجابي‪ ،‬غير أن الجوانب السمبية في ىذه المشروعات ال ترجع إلييا‬
‫مباشرة بقدر ما ىي مرتبطة بالمشكالت التي تواجييا وىوما سيتم تفصيمو أيضاً في‬
‫ىذه الورقة‪ .‬أما ما يجب التأكيد عميو ىنا فيوأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫يمكنيا االستمرار مدة طويمة دون تحقيق أرباح‪ ،‬ولكنيا سرعان ما تنيار حين تواجييا‬
‫دفعة مالية حرجة ال تقبل التأجيل‪ ،‬ولذلك ف ن التدفقات النقدية المباشرة لمثل ىذه‬
‫المشروعات أكثر أىمية من حجم الربح أوعوائد االستثمار‪.‬‬

‫المعوقات والمشاك‪ ،‬التي تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫إن نمو وتطور قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم‬
‫يواجو مجموعة من المشاكل‪ ،‬وىذه قد تكون مختمفة من منطقة ألخرى ومن قطاع‬
‫آلخر ولكن ىناك بعض المشاكل التي تعتبر مشاكل موحدة أو متعارف عمييا تواجو‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم‪ .‬وتعتبر طبيعة المشاكل التي‬
‫تتعرض ليا المشروعات الصغيرة والمتوسطة متداخمة مع بعضيا البعض‪ .‬وبشكل عام‬
‫يعتبر جزء من ىذه المشاكل داخمي وىي المشاكل التي تحدث داخل المؤسسة أو‬
‫بسبب صاحبيا‪ ،‬في حين أنيا تعتبر مشاكل خارجية إذا حدثت بفعل وتأثير عوامل‬
‫خارجية أو البيئة المحيطة بيذه المنشآت‪ .‬ومن خالل مراجعة األدبيات والدراسات‬
‫السابقة بيذا الخصوص‪ ،‬كان باالمكان تمخيص أىم المشاكل التي تواجو المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة وبشكل عام في كافة أنحاء العالم‪:‬‬
‫‪ .1‬كمفة رأس المال‪ :‬إن ىذه المشكمة تنعكس مباشرة عمى ربحية ىذه المشروعات من‬
‫خالل الطمب من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدفع سعر فائدة مرتفع مقارنة‬
‫بالسعر الذي تدفعو المنشآت الكبيرة‪ .‬إضافة إلى ذلك تعتمد المنشآت الصغيرة‬
‫والمتوسطة عمى االقتراض من البنوك مما يؤدي إلى زيادة الكمفة التي تتحمميا‪.‬‬
‫‪ .0‬التضخم‪ :‬من حيث تأثيره في ارتفاع أسعار المواد األولية وكمفة العمل مما‬
‫سيؤدي حتماً إلى ارتفاع تكاليف التشغيل‪ .‬وىنا تعترض ىذه المنشآت مشكمة رئيسية‬
‫وىي مواجيتيا لممنافسة من المشروعات الكبيرة مما يمنعيا ويحد من قدرتيا عمى رفع‬
‫األسعار لتجنب أثر ارتفاع أجور العمالة وأسعار المواد األولية‪.‬‬
‫‪ .0‬التمويل‪ :‬تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة صعوبات تمويمية بسبب حجميا‬
‫(نقص الضمانات) وبسبب حداثتيا ( نقص السجل االئتماني ) وعميو‪ ،‬تتعرض‬
‫المؤسسات التمويمية إلى جممة من المخاطر عند تمويل المشروعات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في مختمف مراحل نموىا‪ ( .‬التأسيس – األولية – النمواألولي –‬
‫النموالفعمي – االندماج )‪ .‬ونط اًر ليذه المخاطر تتجنب البنوك التجارية توفير التمويل‬
‫الالزم ليذه المشروعات نظ اًر لحرصيم عمى نقود المودعين‪.‬‬
‫‪ .8‬اإلجراءات الحكومية‪ :‬وىذه مشكمة متعاظمة في الدول النامية خصوصاً في جانب‬
‫األنظمة والتعميمات التي تيتم بتنظيم عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫‪ .5‬الضرائب‪ :‬يعتبر نظام الضرائب أحد أىم المشاكل التي تواجو المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم‪ .‬وتظير ىذه المشكمة من جانبين سواء‬
‫ألصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث ارتفاع الضرائب وىي كذلك‬
‫مشكمة لمضرائب‪ ،‬نظ اًر لعدم توفر البيانات الكافية عن ىذه المنشآت مما يضيق عمل‬
‫جياز الضرائب‪.‬‬
‫‪ .6‬المنافسة‪ :‬المنافسة والتسويق من المشاكل الجوىرية التي تتعرض ليا المشروعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وأىم مصادر المنافسة ىي الواردات والمشروعات الكبيرة‪.‬‬
‫‪ . 7‬ندرة المواد األولية‪ :‬من حيث الندرة الطبيعية وعدم القدرة عمى التخزين وضرورة‬
‫المجوء الى االستيراد وتغيرات أسعار الصرف‪.‬‬
‫يالحظ مما سبق مدى تدني مساىمة مختمف الجيات التمويمية في توفير التمويل ليذا‬
‫القطاع‪ ،‬يعود ىذا لمعديد من األسباب والعوامل التي سنحاول استعراضيا بشيء من‬
‫االختصار‪ ،‬وىي تنحصر في المعوقات التي تواجييا البنوك التجارية في توفير‬
‫التمويل‪ ،‬وكذلك المعوقات التي تعترض سير النشاط التمويمي لممؤسسات اإلقراضية‬
‫المتخصصة‪.‬‬
‫وبناء عمى ما تقدم يمكن إسناد امتناع وتراجع أداء البنوك التجارية المرخصة في‬
‫ً‬
‫توفير التمويل لممشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع الكمفة اإلدارية المرتبطة بتنفيذ ىذه القروض‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع المخاطر المصرفية ليذا النوع من القروض مقارنة مع اإلقراض العادي‪،‬‬
‫وعادةً ما تمجأ البنوك إلى االبتعاد عن أي نوع من أنواع المخاطر المصرفية‪،‬‬
‫وتكتنف المشاريع الصناعية الصغيرة تحديداً‪ ،‬والمتوسطة بصورة عامة مخاطر‬
‫تكفي البتعاد البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬تدني الضمانات الالزمة والكافية التي تقبميا البنوك لتقديم القروض‪ ،‬وىذا يؤدي‬
‫إلى تراجع حجم االئتمان المقدم لممشروعات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪038‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫‪ ‬الصعوبة التي تواجو البنوك التجارية في محاولتيا لتسييل موجودات ىذه‬


‫المشروعات نظ اًر النخفاضيا من جانب‪ ،‬واالعتبارات االجتماعية من الجانب‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫محدودية الثقافة المصرفية لدى أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬وقد‬ ‫‪‬‬
‫دفعيم ذلك لالبتعاد عن البنوك لمحصول عمى التمويل الالزم لمشروعاتيم‪.‬‬
‫ولم يقبل المجتمع بيذه المحددات كمبرر البتعاد البنوك عن القيام بدورىا في ىذا‬
‫المجال‪ ،‬وخاصة أنيا تتمتع بعدد من المزايا‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫‪ ‬كفاءة اإلدارة ومالءتيا المالية وكفاءة رؤوس األموال وشفافيتيا‪.‬‬
‫‪ ‬توفر البنية التحتية المناسبة واالنتشار الواسع لفروعيا‪ ،‬مما يؤمن وصوليا إلى‬
‫معظم األماكن‪ ،‬ولذوي الحاجة من المقترضين‪.‬‬
‫‪ ‬كفاءة أنظمتيا الرقابية والمحاسبية وأحيزة المتابعة‪.‬‬
‫‪ ‬ممكيتيا من قبل القطاع الخاص مما يجعميا تركز عمى كفاءة وادارة المشاريع‬
‫المجدية وذات‬
‫‪ ‬الربحية األكيدة إلى حد ما‪.‬‬
‫‪ ‬استقرار مصادرىا المالية‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر قدرة عمى تمبية االحتياجات المصرفية ليذا القطاع‪ ،‬نظ اًر لتنوع الخدمات‬
‫المالية التي تقدميا‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪030‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫أشير معوقات المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬

‫أوال‪ :‬معوقـات تمويـ‪ ،‬الصــناعات الصـغيرة والمتوسـطة مــن قبـ‪ ،‬مرسسـات ا قـ ار‬
‫المتخصصة‪:‬‬

‫يـؤدي تـدخل الدولـة فــي أي مؤسسـة إق ارضـية‪ ،‬إلـى خمــق فكـرة لـدى المقترضــين‬
‫بأن الدولة ىي التي تعمل عمى دعم وتقديم القروض من خالل تمك المؤسسـة‪ ،‬فيشـجع‬
‫األف ـراد عمــى الحصــول عمــى ىــذه القــروض واســتخداميا ألغ ـراض غيــر تمــك التــي تــم‬
‫اإلعــالن عنيــا مســبقاً عنــد الحصــول عمييــا‪ ،‬ويحــاولون عــدم االلت ـزام بالتســديد‪ ،‬أوعــدم‬
‫اعتبارىا التزاماً مالياً يجب القيام بتسديده في األوقات المحددة‪.‬‬

‫وال بد ىنا من التذكير بـأن إنشـاء المؤسسـات اإلق ارضـية المتخصصـة جـاء محاولـة‬
‫لس ــد ج ــزء م ــن الفج ــوة التمويمي ــة‪ ،‬وت ــوفير التموي ــل لك ــل قط ــاع م ــن القطاع ــات بص ــورة‬
‫متخصصة‪ ،‬فيدف ىذه المؤسسـات منـذ إنشـائيا كـان محاولـة تصـحيح سـوق االئتمـان‪،‬‬
‫غيــر أنيــا لــم تــتمكن مــن تجنــب مخــاطر المجازفــة فــي تقــديم القــروض‪ ،‬وىــذا الجــزء مــن‬
‫المجازفــة تمكنــت البنــوك التجاريــة مــن تجــاوزه بوضــعيا الضــمانات كعــائق أمــام تمويــل‬
‫المؤسس ــات الص ــغيرة‪ .‬ويمك ــن الق ــول بش ــكل ع ــام أن أي نش ــاط تم ــويمي تمارسـ ـو أي‬
‫مؤسســة‪ - ،‬بغــض النظــر عــن طبيعتيــا‪ -‬ال بــد أن تعتــرض مســيرتو بعــض المعوقــات‪،‬‬
‫وتتنوع ىذه المعوقات بتنوع الجيات المقرضة‪ ،‬فـ ذا كانـت بنكـاً تجاريـاً تتمثـل المعوقـات‬
‫فــي صــعوبة تــوفير المقتــرض لمضــمانات الالزمــة لمحصــول عمــى التمويــل‪ .‬واذا كانــت‬
‫المؤسس ــة المقرض ــة (الممول ــة) متخصص ــة تتمث ــل المعوق ــات ف ــي ع ــدم االلتـ ـزام بالغاي ــة‬
‫الحقيقيــة مــن الحصــول عمــى القــرض أوفــي عــدم االلت ـزام بالتســديد‪ .‬واذا كانــت الجي ــة‬
‫المقرضة جية حكومية ف ن المقترض يتعامـل مـع القـرض عمـى أنـو معونـة أودعـم لـيس‬
‫من الضروري تسديده‪ .‬وتختمف المعوقات من وجية نظـر مؤسسـات التمويـل عنيـا مـن‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫وجية نظر القائمين عمى المشاريع الصغيرة‪ ،‬فالمعوقات التـي تواجـو مؤسسـات التمويـل‬
‫ىي‪:‬‬

‫‪ ‬افتقــاد عنصــر الثقــة فــي القــائمين عمــى المشــروع الصــغير‪ ،‬ويــنجم ذلــك فــي أغمــب‬
‫األحيان عن فقدان صاحب المشروع لمجدارة االئتمانية المقنعة لممؤسسة التمويمية‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توافر الضمانات الكافية لمنح التمويل لممشروع الصغير‪.‬‬

‫‪ ‬افتقار المشروع الصغير لمخبرة في أساسيات المعامالت المصرفية‪.‬‬

‫‪ ‬انخفاض القدرة عمى تسويق المنتجات‪ ،‬مما ينعكس سمبياً عمى المشروع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعوقات والمشـكتت التمويميـة التـي تواجـو القـائمين عمـى المشـاريع فتتمثـ‪،‬‬
‫في‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع تكمفة التمويل الذي يرغبون في الحصول عميو‪.‬‬

‫‪ ‬ارتفــاع نســبة المديونيــة مقارنــة بأصــول المشــروع‪ ،‬وىــذه نقطــة ذات أىميــة خاصــة‪،‬‬
‫ألن أص ــول المش ــروع الص ــغير ال ت ــوفر أص ــول الض ــمان الك ــافي لمحص ــول عم ــى‬
‫تمويــل جديــد إذا مــا احتــاج إليــو فــي فت ـرة تشــغيمو مــن أجــل االســتمرار فــي العمميــة‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬

‫تــدخل مؤسســات التمويــل وفــرض الوصــاية عمــى المشــروع الصــغير‪ ،‬وذلــك عنــد‬ ‫‪‬‬
‫غي ـ ــاب الثق ـ ــة في ـ ــو‪ ،‬مم ـ ــا ي ـ ــؤدي إل ـ ــى ظي ـ ــور مش ـ ــكالت ب ـ ــين مؤسس ـ ــات التموي ـ ــل‬
‫والمشروعات الصغيرة وخاصة في الدول النامية‪.‬‬

‫والجــدير بال ــذكر ىنــا أن مباشـ ـرة المؤسســات المحمي ــة والدوليــة التطوعي ــة ألعماليــا ف ــي‬
‫مجال خدمات توفير التمويل لممشروعات الصـغيرة‪ ،‬إنمـا جـاءت لخمـق نـوع مـن التـوازن‬
‫في السياسة االئتمانية‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫كيفية معالجة ىذه المعوقات‬


‫إن المراجعة الدقيقة ليذه المعوقات التي تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة من‬
‫حيث شموليتيا وأثرىا‪ ،‬توضح لنا حجم التحدي الذي نواجيو إلزالة ىذه المعوقات‪،‬‬
‫وذلك من خالل توفير المتطمبات الالزمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬
‫كخطوة في طريق تحقيق التنمية االقتصادية‪ .‬وعميو‪ ،‬ف ن موضوع دعم الصناعات‬
‫الصغيرة والمتوسطة أصبح أم ار ميما بالنسبة لعممية استمرار التصنيع والتنمية‬
‫االقتصادية‪ .‬وبالتالي ينبغي إبراز موقع ىذه األنشطة ضمن إطار التنمية الصناعية‬
‫حيث يضم ىذا النشاط العديد من المشاريع اإلنتاجية ذات األىمية االقتصادية لسد‬
‫متطمبات الحاجة المحمية من السمع والخدمات التي يوفرىا وخمق الميارات الفنية‪،‬‬
‫واإلدارية المطموبة وتوفير المستمزمات المادية والتشغيمية األساسية لممنشآت الصناعية‬
‫التغمب عمى الصعوبات التي تواجو المشاريع الصغيرة‬
‫َ‬ ‫باختالف أحجاميا‪ .‬إن‬
‫والمتوسطة والحفاظ عمى بقائيا ونجاحيا وتطويرىا يتحقق من خالل توفير السبل‬
‫المتاحة لدعم ىذا القطاع وفيم متطمباتيا والوقوف عمى الصعوبات التي تعترضيا‬
‫لمعمل عمى معالجتيا وتفادييا وتييئة المناخ التشريعي والقانوني المناسب والتمويل‬
‫الالزم بوضع استراتيجيات واضحة ومحددة لتنمية االقتصاد الوطني من خالل وضع‬
‫نظام األولويات الختيار المشاريع الصناعية وتحديد دور القطاع الحكومي والقطاع‬
‫الخاص في تنفيذ الخطة‪ .‬كما يتطمب من الجيات المسؤولة عن ىذا القطاع مضاعفة‬
‫وتنسيق جيودىا واالطالع بدور فعال وأكثر ديناميكية من أجل زيادة وتنويع الدعم‬
‫والمساندة الالزمة لتمكين ىذه الصناعات من تجاوز ما تعانيو من معوقات والنيوض‬
‫بيا لمتكيف مع متطمبات المنافسة في األسواق المحمية‪ ،‬والدولية والمتطورة باستمرار‪.‬‬
‫ولكي تنطمق الدول النامية‪ ،‬خاصة الجزائر إلى التنمية الصناعية فعمى األفراد واإلدارة‬
‫في المجتمع اتخاذ بعض الخطوات اإلستراتيجية التالية‪:‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫‪ 1‬ـ عمى المستوى االقتصادي‪ :‬ينبغي اتخاذ مجموعة من اإلجراءات وتتمثل في‪:‬‬

‫ـ تقديم تسييالت التمويل الذاتي حيث يعد الدعم المالي من أىم المعوقات األساسية‬
‫لممشروعات الصغيرة والمتوسطة الناشئة وجعميا تخرج إلى حيز النور بتوفير مجموعة‬
‫من التسييالت االئتمانية والحوافز المالية من خالل منح قروض طويمة أو قصيرة‬
‫األمد بفوائد وشروط ميسرة وتساعد المشاريع عمى مواجية المشكالت أثناء فترة‬
‫التشغيل واإلنتاج وبقاء قاعدة أساسية لممشروع الصناعي‪.‬‬

‫ـ االىتمام بالجانب التسويقي ودعمو لغرض تنمية وتطوير المشاريع الصغيرة‬


‫والمتوسطة حيث يتطمب األمر تنمية القدرات التسويقية واإللمام بالسوق ومعرفة آلياتو‬
‫والقدرة عمى المنافسة وايجاد السبل الناجحة لمتسوق من خالل إجراءات البحوث‬
‫والدراسات التسويقية وتقديم المعمومات واإلحصائيات عن األسواق العالمية‪ .‬إضافة‬
‫إلى تأىيل المالكات التسويقية واقامة الحمالت الترويجية لممنتجات الوطنية في‬
‫األسواق الخارجية‪.‬‬

‫ـ أما عمى المستوى التنظيمي والقانوني فيعمل عمى إصدار تشريع ينظم ىذا المجال‬
‫وتطوير القوانين والتشريعات واألنظمة والتعميمات التي تحكم نشاطات المؤسسات‬
‫وأعماليا بما يوفر البيئة المناسبة المطموبة في ىذا القطاع بالتعاون مع الجيات‬
‫الرسمية المعنية‪.‬‬

‫ـــ عمى المستوى االجتماعي والثقافي‪ :‬ينبغي اتخاذ مجموعة من ا جراءات وتتمث‪،‬‬
‫في‪:‬‬

‫ـ تطوير ميارات العاممين في ىذه الصناعات من خالل إدخاليم دورات تدريبية‬


‫تتضمن ورش عمل متخصصة لتطوير قدراتيم الكتساب ميارات فنية وتقنية في جميع‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪033‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫المجاالت لغرض توفير العمالة الوطنية الماىرة في المشاريع الصناعية الصغيرة‬


‫والمتوسطة‪.‬‬

‫ـ تبسيط إجراءات منح اإلجازات لممشاريع الصغيرة والمتوسطة ويتحقق ذلك عن طريق‬
‫تبسيط اإلجراءات وازالة العقبات وسمسمة المراجع الروتينية‪ ،‬اختصا ار لموقت وتخفيضا‬
‫لمتكاليف المالية الالزمة لتأسيسيا‪ .‬واالىتمام بتنمية وتوفير الخدمات األساسية في‬
‫المجمعات الصناعية والتنسيق بين الجيات المعنية من اجل تحديد الضوابط‬
‫والمحددات الموقعية لممشاريع‪.‬‬

‫ـ التحرر من أسر التصورات القديمة والخرافات واألخذ بأسس تحديث اإلنسان لتكوين‬
‫مجتمع معاصر في مؤىالتو وعالقاتو المتبادلة السياسية واالجتماعية لتكون ىناك‬
‫عالقات أكثر اتساعا عمى مستوى المجتمع والوعي بالمسؤولية وخمق ما يعرف‬
‫ب التعبئة االجتماعية التي تشمل تحديث األفراد من حيث التوزيع الديمغرافي والناحية‬
‫الثقافية والعالقات االجتماعية والنظم السائدة‪ .‬غير أن ما يتعمق بالتعبئة االجتماعية‬
‫لمتنمية الصناعية فتوجد ثالثة مستويات تتمثل في المستوى التكنولوجي واالقتصادي‬
‫واالجتماعي‪.‬‬

‫ـ التحد يث وىو التغير الذي يحدث في البناء االجتماعي‪ ،‬وما يحدثو ىذا التغير في‬
‫اتجاىات اإلنسان وسموكاتو‪ .‬والتحديث يتضمن أشكاالً محددة في النواحي االجتماعية‬
‫واالقتصادية والسياسية‪.‬‬

‫ـ الحراك األفقي ويتمثل في اليجرة من الريف إلى المدن؛ والحراك الرأسي وىو صعود‬
‫األفراد بمنزلتيم االجتماعية نتيجة لمتعميم والكفاءة وليس بواسطة العائمة أو القبيمة‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪032‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫كيف واجيت مصر ىذه المعوقات‬


‫من الناحية التنظيمية‪ :‬نالحظ أن ىذه المشروعات ترتبط بجيات مختمفة‬
‫كالو ازرات المعنية كو ازرة الصناعة والتجارة واالتحادات كاالتحاد العام لمحرفيين والغرف‬
‫الزراعية والصناعية والتجارية والجمعيات التعاونية لمحرفيين والغرف الزراعية‬
‫والصناعية والتجارية والجمعيات التعاونية والبمديات مع غياب العالقة التنظيمية‬
‫المباشرة بين تمك الجيات المتعددة لتكوين رؤية شاممة حول مصير ىذه المشروعات‪.‬‬
‫وبصفة عامة تشير التقديرات إلى أن نسبة ‪ %85‬إلى ‪ %65‬من تكمفة القيام باألعمال‬
‫من‬ ‫الشكاوى‬ ‫تكثر‬ ‫حيث‬ ‫اإلجرائية‬ ‫القيود‬ ‫من‬ ‫تأتي‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫في‬
‫اضطرار المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى التعامل مع المسؤولين الحكوميين‬
‫والمكاتب الحكومية المركزية والمحمية وعدم توافر المعمومات وعدم الرغبة في تقديم‬
‫المساعدة‬

‫المنظمة‬ ‫والقوانين‬ ‫التشريعات‬ ‫بأن‬ ‫نرى‬ ‫القانونية‪:‬‬ ‫الناحية‬ ‫من‬


‫ليذه المشروعات ال زالت في وضع ال يسمح لنا بالقول بأنيا وسيمة تحفيز لنشاط‬
‫ىذه المشروعات خاصة تمك التي وضعت منذ فترة طويمة‪.‬‬

‫من الناحية المالية‪ :‬العالقة بين البنوك والمشروعات الصغيرة والمتوسطة فييا‬
‫الكثير من اإلشكاالت فيما يتعمق بالضمانات‪ ،‬فترات السداد‪ ،‬اإلجراءات البيروقراطية‪.‬‬
‫غياب خدمة تمويمية تمبي احتياجات قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة اآلخذ في‬
‫النمو‪ ،‬حيث أوضح أحدث تقارير البنك الدولي عن مناخ االستثمار في مصر صعوبة‬
‫الحصول والنفاذ إلى التمويل وارتفاع تكمفتو أمام المشروعات الصغيرة‪ ،‬حيث يتم‬
‫تمويل ‪ %56‬من المشروعات القائمة بالتمويل الذاتي بينما تمثل مساىمة البنوك في‬
‫تمويميا أقل من ‪ %85‬منيا ‪ %10‬لمبنوك العامة و‪ %06‬لمبنوك الخاصة‪ .‬وتشير‬
‫خريطة النفاذ إلي قنوات التمويل إلى أنو كمما كبر حجم المشروع‪ ،‬زادت قدرتو عمي‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪039‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫النفاذ لمتمويل وتدل األرقام أن ‪ %78‬من المشروعات الصغيرة لم تتقدم مطمقا‬


‫لمحصول عمي قروض بنكية‪ ،‬وأن نسبة ‪ %90‬من المشروعات الصغيرة التي تقدمت‬
‫لمحصول عمى تمويل بنكي تم رفضيا‪.‬‬

‫‪-‬من الناحية التسويقية‪ :‬التباين الشديد في أسعار المواد األولية كاالرتفاع المفاجىء‬
‫في أسعارىا بسبب عوامل السوق مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج لدييا وبالتالي‬
‫عدم القدرة عمى المنافسة السعرية‪ ،‬وتعدد الوسطاء التجاريين والمنافسة الشديدة من‬
‫قبل الشركات الكبرى‪ ،‬وضعف القدرة التنافسية ليذه المشروعات السيما عندما تعمل‬
‫بشكل أفراد كما ىو واقع الحال‪ ،‬وضعف القدرة الرأسمالية الالزمة لمترويج والمشاركة‬
‫في معارض وميرجانات التسوق الداخمية والخارجية ومحاولة الدخول إلى أسواق‬
‫جديدة‪.‬‬

‫وىنا نتساءل‪ :‬ىل توجد مشروعات صغيرة أو متناىية الصغر في ظل الركود الحالي‬
‫يوم‬ ‫كل‬ ‫السوق‬ ‫من‬ ‫والمتوسطة‬ ‫عشرات المشروعات الكبيرة‬ ‫يخرج‬ ‫الذي‬
‫ويسحق المشروعات الصغيرة؟ ىل يمكن قيام مشروعات صغيرة دون توافر آليات‬
‫لمتكامل مع المشروعات المتوسطة والكبيرة ودون حل مشاكل التمويل والدعم الفني‬
‫والتسويق؟ ىل يوجد مستقبل ليذه المشروعات في ظل انييار النظام التعاوني‬
‫وحصاره؟‬

‫ومــن أجــل ذلــك فــي جميوريــة مصــر العربيــة تــم انشــاء شــركة ضــمان مخــاطر‬
‫االئتمان المصرفي لممشروعات الصغيرة كشركة مساىمة عامـة‪ ،‬طبقـاً لقـانون الشـركات‬
‫المص ـرية رقــم (‪ )159‬لســنة ‪ ،1981‬بمســاىمة مــن تســعة بنــوك مص ـرية وذات ممكيــة‬
‫مشــتركة‪ ،‬وشــركة تــأمين‪ ،‬وكــان ذلــك فــي عــام ‪ .1991‬وتيــدف الشــركة إلــى تشــجيع‬
‫وتنميــة المشــروعات الصــغيرة فــي مختمــف المجــاالت اإلنتاجيــة والخدميــة وتطويرىــا مــن‬
‫خالل تيسير حصول تمك المشروعات عمى االئتمان المصرفي الالزم إلقامة المشـروع‪،‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪083‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫أو لتط ــوير أدائ ــو‪ ،‬أو تيس ــير مزاولت ــو لمنش ــاط‪ ،‬وذل ــك كم ــو م ــن خ ــالل ت ــوفير الض ــمان‬
‫لألموال الممنوحة من قبل البنوك‪ ،‬وتمارس الشركة عمميا من خالل اتفاقية تـم توقيعيـا‬
‫مع اثنين وثالثين بنكاً في مصر‪.‬‬

‫وتقوم الشركة بتغطية ما نسبتو ‪ %55‬من قيمة التمويل المطموب‪ ،‬عمى أن‬
‫يكون الحد األدنى لقيمة الضمان لممنشأة الواحدة ‪ 15‬آالف جنيو والحد األقصى ‪755‬‬
‫ألف جنيو مصري‪ ،‬وعميو‪ ،‬يمكن لممنشأة أن تحصل عمى تمويل يتراوح ما بين ‪05‬‬
‫ألفاً إلى ما مقداره ‪ 1.8‬مميون جنيو‪ ،‬وتبمغ مدة الضمان ما بين ستة أشير وخمس‬
‫سنوات كحد أقصى ويجوز مدىا‪ ،‬كما يجوز أن تكون ىناك فترة سماح‪ .‬وتتقاضى‬
‫الشركة ‪ %1‬سنوياً من رصيد القرض أوالتسييل كمصروفات إدارية‪ .‬وتقدم الشركة‬
‫أنواعاً مختمفة من الضمانات تتمثل في ضمانات األطباء والصيادلو والمراكز الطبية‬
‫ومعامل التحميل‪ ،‬وقروض الصندوق االجتماعي‪ ،‬إضافة إلى عدد آخر من النشاطات‬
‫المختمفة‪ .‬وقد تمكن برنامج ضمان مخاطر القروض المنفذ في ىذه الشركة من تحقيق‬
‫نتائج كبيرة خالل السنوات الخمس األولى من عممو‪ ،‬حيث تمكن من توفير تمويل‬
‫قيمتو ‪ 697‬مميون جنيو‪ ،‬ضمنت الشركة منيا ‪ 005‬مميون جنيو‪ ،‬ومتوسط قيمة‬
‫القرض الواحد ‪ 180‬ألف جنيو لممشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬وتقتضي السياسة‬
‫المتبعة حالياً في الشركة عدم الموافقة عمى ضمان أي مشروع ما لم يكن مموالً ذاتياً‬
‫بنسبة ‪ %05‬إلى ‪ %55‬من قيمة االستثمار الكمية‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪083‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫الخاتمة‬
‫تشير نتائج البحث عن وجود معوقات اقتصادية واجتماعية وثقافية لمتنمية الصناعية‬
‫بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬والجدير بالذكر أن العوامل االجتماعية ال تقل‬
‫أىمية عن العوامل التكنو ـ اقتصادية في عممية التنمية الصناعية‪ .‬وميما كانت ىذه‬
‫المعوقات‪ ،‬ف ن التغمب عمييا ممكن من خالل عممية التصنيع والتنمية في ىذا المجال‬
‫عبر سمسمة من الحمقات المتصمة ذات طبيعة فنية واقتصادية واجتماعية‪ .‬وال تكون‬
‫بحمول مؤقتة بل بالخروج بشكل نيائي من ىذه المعوقات واتباع آليات واستراتيجيات‬
‫كفيمة بتطوير ىذا النوع من المشاريع ولمخروج من دائرة التبعية االقتصادية لممؤسسات‬
‫الكبيرة‪ .‬وعمى ضوء ىذه النتائج‪ ،‬يستمزم عمى ىذه المشروعات ومسيرييا السعي إلى‬
‫القضاء النيائي عن ىذه المعوقات بجميع الوسائل الحديثة من أجل زيادة كفاءتيا‬
‫ودورىا في التنمية في ظل الظروف البيئية االجتماعية واالقتصادية والتنظيمية التي‬
‫تعيش بيا‪ .‬كما عمى الجيات المسؤولة عن ىذا القطاع مضاعفة وتنسيق جيودىا‬
‫واالضطالع بدور فعال وأكثر ديناميكية من أجل زيادة وتنويع الدعم والمساندة الالزمة‬
‫لتمكين ىذه الصناعات من تجاوز ما تعانيو من معوقات والنيوض بيا لمتكيف مع‬
‫متطمبات المنافسة في األسواق المحمية والدولية والمتطورة باستمرار‪ ،‬وأيضا القيام‬
‫بتنشيط ىذه المشروعات وتشجيع اإلقبال عمييا‪ .‬واألخذ بيد إدارتيا نحو النجاح‬
‫والنيوض في ظل اقتصاد جديد المعالم يتميز باالتساع والتعقيد والمنافسة الشديدة‪.‬‬

‫وأخي اًر؛ يمكن القول إن ىذا الموضوع ما يزال يحتاج إلى عناية خاصة من قبل‬
‫المختصين وتكثيف مجال البحث في معرفة أىم المعوقات واإلجراءات الكفيمة لعالجيا‬
‫نظ اًر ألن لممشروعات الصغيرة والمتوسطة أىمية كبيرة في تنمية اقتصاد المجتمع‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪088‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫النتائج‬
‫أظيرت الدراسات التي أجريت عمى بعض االقتصاديات القوية ومنيا اقتصاد‬
‫معظم الدول األوروبية‪ ،‬أن اقتصاد ىذه الدول يعتمد أساساَ عمى المشروعات الصغيرة‬
‫المتوسطة‪ ،‬حيث نجد مثالً أن أكثر من ‪ 75‬في المائة من جميع الشركات في المممكة‬
‫المتحدة‪ ،‬يعمل فييا أقل من مائة شخص وتعتبر شركات صغيرة ومتوسطة‪ .‬من ىذا‬
‫المنطمق ومن أجل المحافظة عمى النمو االقتصادي في ىذه الدول كان ال بد من‬
‫العمل عمى الحفاظ عمى ديناميكية وحيوية ىذا القطاع الميم من االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وال شك أن التقدم التكنولوجي اليائل وتحرير األسواق من خالل منظمة‬
‫التجارة العالمية وفكر العولمة قد أديا إلى إيجاد أجيال جديدة من المؤسسات‬
‫واألعمال‪ ،‬والتي يمكن ليا االستفادة من مميزات ىذا الوضع العالمي الجديد الذي‬
‫يسمح بالحصول عمى المعرفة ورؤوس األموال واألسواق في آن واحد‪.‬‬
‫ونظ اًر إلى الطبيعة المرنة ليذه المشروعات األكثر استعداداً لمتواؤم والتوافق‬
‫مع ىذا الوضع الجديد والذي يتطمب سرعة االستجابة لمتغيرات السوق وحركة العرض‬
‫والطمب فقد باتت فرصة المشروعات الصغيرة في البقاء والنمو أكبر بكثير من فرص‬
‫الشركات الكبيرة والمؤسسات ذات اليياكل الضخمة قميمة المرونة أمام متغيرات‬
‫السوق‪.‬‬
‫تساىم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عمميات التنمية بمفيوميا الشامل‬
‫من حيث اعتبارىا من أىم العوامل االستراتيجية التي تعتمد عمييا اقتصاديات دول‬
‫العالم من حيث االعتبارات الميمة ومنيا‪ :‬أن المشروعات الصغيرة من أىم اآلليات‬
‫الفعالة في تنويع وتوسيع قاعدة المنتجات والصناعات‪ ،‬وكذلك الخدمات التي تكون‬
‫بدورىا الييكل االقتصادي لمعظم دول العام المتقدم‪ ،‬حيث تمثل إحدى حمقات التوازن‬
‫في اليياكل االقتصادية بما تتميز بو من مرونة وسرعة استجابة لمتغيرات األسواق‬
‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪080‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬
‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫المحمية والعالمية‪ .‬وتساىم المشروعات الصغيرة في استخدام واستثمار المدخ ارت‬


‫ورؤوس األموال المحمية وتمبي بذلك الطمب عمى تنشيط االستثمار اإلنتاجي‬
‫والتصنيعي‪ ،‬حيث تتسم عادة بصغر حجم االستثمارات مما يتيح ألكبر عدد ممكن من‬
‫المستثمرين اإلقدام عمى إقامتيا‪ ،‬إضافة عمى انخفاض حجم الخسائر المالية وتوجيو‬
‫االستثمارات بشكل مباشر إلى عمميات اإلنتاج فقط ‪ .‬وأخي اًر ف ن ىناك مساىمة مؤكدة‬
‫لممشروعات الصغيرة في التخفيف من حدة الفقر ورفع المستوى المعيشي لمفئات‬
‫األكثر فق اًر عن طريق فرص العمل التي توفرىا لمعمالة غير الماىرة والفقيرة وتوليد‬
‫دخل إضافي ليذه المجتمعات‪.‬‬

‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة تستطيع أن تقيم توازناً اقتصادياً واجتماعياً‬


‫أكثر وضوحاً وذلك بسبب قدرتيا العالية عمى االنتشار الجغرافي والتوسع داخل المدن‬
‫والقرى وفي أطرافيا يساعد عمى إيجاد فرص ومعارف وميارات ألفراد المجتمع المحمي‬
‫الذي تقام فيو ورفع مستوى المعيشة بشكل عام‪ ،‬ألن المشروع الصغير يتيح فرصة‬
‫اقتصادية جيدة لم تكن موجودة من قبل بالنسبة لكثير من النشء وأصحاب الدخل‬
‫المنخفض كما تساعد عمى تمبية احتياجاتيم من السمع والخدمات البسيطة ومنخفضة‬
‫التكمفة‪ .‬وتمعب المشروعات الصغيرة والمتوسطة دو اًر ميما كذلك في تقميل مخاطر‬
‫وعواقب اليجرة من المناطق األقل نمواً إلى المناطق األكثر نمواً في الدولة نفسيا‪ .‬بل‬
‫إن ىذه المشروعات ربما تعتبر أداة فعالة في تحقيق نوع من اليجرة العكسية اليادفة‬
‫إلى تحقيق التنمية المتوازنة‪ .‬كذلك تعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمثابة‬
‫معامل وورش عمل لتدريب واعداد الكوادر البشرية في جميع التخصصات‪.‬‬
‫ونستطيع أن نطمق عمى المشروعات الصغيرة والمتوسطة أنيا أداة لتحقيق التنمية‬
‫العادلة والمتوازنة والمستدامة وتساعد عمى تحقيق األىداف الوطنية التي رسمتيا‬
‫وترسميا المممكة لنشر التنمية وخيرىا عمى كامل رقعتيا‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪083‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫د‪ .‬محمود البنداري‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬أىميتيا ومعوقاتيا‬

‫التوصيات‬
‫بعض المقترحات لتنمية المشروعات الصغيرة‬

‫‪-‬العمل عمى تغيير القيم واالتجاىات بالتخمي عن الوظيفة الحكومية واإلقبال عمى‬
‫العمل الحر‪.‬‬

‫‪-‬توفير المعمومات والبيانات عن قطاع المشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫‪-‬وضع سياسة عامة واضحة ومحددة األىداف‪.‬‬

‫‪-‬التنسيق بين مختمف الجيات المعنية بالمشروعات الصغيرة‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم التمويل الكافي من خالل تحفيز البنوك عمى اإلقراض بفترات سماح مقبولة‬
‫وأسعار فائدة مميزة‪.‬‬

‫‪-‬ضرورة توفير غطاء تنظيمى قانونى حاضن ليذه المنشآت لمتعامل السريع مع‬
‫المشاكل التى تواجييا وتوفير الحماية الالزمة من خالل اجراءات نظامية وقانونية‬
‫خاصة‪.‬‬

‫‪-‬أن تقدم الحكومة الحوافز المناسبة ألصحاب المنشآت فى ىذه الصناعات لتشغيل‬
‫الشباب وجعل الحصول عمى ىذه الحوافز مشروطا بتوفير فرص عمل لمشباب المؤىل‬
‫والمعد لسوق العمل فى المجاالت الصناعية المختمفة‪.‬‬

‫‪-‬توفير التدريب لمكوادر العاممة في ىذه المشروعات وتشجيع ودعم االبتكار والتوسع‬
‫في مراكز التدريب‪.‬‬

‫‪-‬إيجاد روابط بين المشروعات ذات األحجام المختمفة بعضيا البعض بما يحسن من‬
‫القدرة التسويقية ليذه المشروعات ويوفر ليا إمكانات تسويق منتجاتيا من المدخالت‬
‫إلى المشروعات الكبيرة‪.‬‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪083‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬


‫الجزء الخامس‪ :‬الفمسفة واالجتماع‬ ‫مجمة كمية اآلداب ‪ -‬جامعة بنيا‬

‫المراجع‬
‫‪ 1‬ـ عبد الوىاب إبراىيم‪ ،‬أسس البحث االجتماعي‪ ،‬مكتبة نيضة الشرق ‪.)1975‬‬
‫‪0‬ـ ـ سمير الشيخ عمي‪ ،‬االقتصاد السياسي لمبمدان العربية والنامية (دمشق‪ :‬منشورات‬
‫جامعة دمشق ‪0556‬‬
‫ناصر عدون‪ ،‬اقتصاد المؤسسة (دار المحمدية ـ الجزائرـ ـ ‪)1998‬‬ ‫‪0‬ـ‬
‫‪ 8‬ـ ـ خميل محمد حسن الشماع‪ ،‬خضير كاظم حمود‪ ،‬نظرية المنظمة‪ ،‬ط‪( 1‬دار‬
‫المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة ‪)0555‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ عمي الخضر وبيان حرب‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة (دمشق‪:‬‬
‫منشورات جامعة دمشق ‪ 0555‬ـ ـ ‪)0556‬‬
‫‪ 6‬ـ عمي الشرقاوي‪ ،‬التنظيم (الدار الجامعية لمطباعة والنشر ‪ ،‬االسكندرية بدون‬
‫‪ 7‬ـ فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد‪ ،‬الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودورىا في‬
‫‪0558‬االسكندرية‬ ‫الجامعة‬ ‫شباب‬ ‫(مؤسسة‬ ‫التنمية‬
‫‪ 8‬ـ محمد‪ ،‬السيد عبد السالم‪( ،‬التكنولوجيا الحديثة) ـ ـ سمسمة المعرفة‪ .‬العدد ‪50‬‬
‫(‪ )1980‬الكويت‬
‫‪ 9‬ـ محمد عاطف غيث‪ ،‬ومحمد عمي محمد‪ ،‬دراسات في‪ :‬التنمية والتخطيط‬
‫االجتماعي (دار المعرفة الجامعية‪1990 .‬االسكندرية‬

‫أكتوبر ‪7102‬‬ ‫‪083‬‬ ‫العدد الثامن واألربعون‬

You might also like