Professional Documents
Culture Documents
المشروعات الصغيرة والمتوسطة اهمياتها ومعوقاتها
المشروعات الصغيرة والمتوسطة اهمياتها ومعوقاتها
أهميتها ومعىقاتها
مقدمة:ـ
تعتبر المنشآت الصغيرة حجر الزاوية في عممية التنمية الصناعية
واألجتماعية ،ويعود ذلك لمردودىا األقصادي اإليجابي عمى األقتصاد الوطني ،من
حيث دورىا الرائد في توفير فرص عمل جديدة ،وتحقيق زيادة متنامية في حجم
األستثمار ،وزيادة حجم المبيعات .وتساىم فى دفع عجمة االقتصاد القومى وخمق ميزة
تنافسية وبخاصة لمصناعات الصغيرة والمتوسطة التى ظمت ولفترة طويمة قادرة عمى
البناء وراء أسوار الحماية التى كانت تفرضيا الدول النامية عمى التجارة الخارجية
1
وتعتبر المشروعات المتوسطة والصغيرة محتمية بذلك من المنافسة األجنبية.
(والمعروفة بـ ) SMEsالعمود الفقري لمتنمية القتصاديات الدول المتقدمة والنامية
عمى حد سواء من خالل مساىمتيا في توظيف العمالة وتوفير فرص لمتدريب ومن ثم
رفع القدرات والميارات لشريحة ضخمة من المجتمع وتحسين مستوى اإلنتاج
والمساىمة في اجمالى القيمة المضافة وتوفير السمع والخدمات والعمل عمى زيادة
مستويات الدخول ،كما أنيا وسيمة فعالة في توجيو المدخرات الصغيرة إلى االستثمار
فضال عن ارتباطيا بكافة فروع الصناعات األخرى في االقتصاد .كما أن ىذه
المشروعات كانت بمثابة قاطرة النمو لمثورة الصناعية بدول جنوب شرق أسيا.
1د/خالد مصطفى قاسم :دور حاضنات المشروعات فى تنمية القدرات التنافسية للصناعات الصغيرة
والمتوسطة،الملتقى الدولي الرابع للصناعات الصغيرة والمتوسطة ،صنعاء ،نوفمبر 2002
ضمور في دور الجيات المعنية بتنمية وتطوير ىذه المشروعات سواء كانت جيات
حكومية او غيرىا .
مشكمة البحث:
يرى العديد من االقتصاديين أن تطوير المشاريع الصـغيرة ،وتشجيع إقامتيا
من أىم روافد عممية التنمية االقتصادية واالجتماعية في الدول المتقدمة بشكل عام
والدول النامية بشكل خاص ،ولذلك اىتمت دول كثـيرة؛ بيذه المشاريع اىتمـاماً متزايداً
وقدمت ليا يد المـساعدة بمختمف السـبل وفقاً لإلمكانات المتاحة ،خاصة بعد أن أثبتت
قدرتيا وكفاءتيا في معالجة المشـكالت الرئيسية التي تواجو االقتـصادات المختمفة
كاستيعاب اليد العاممة رغم قمة حجم االستثمار فييا مقارنة مع المشروعات الكبيرة،
كما أنيا تشكل ميداناً لتطوير الميارات اإلدارية ،والفنية ،واإلنتاجية ،والتسويقية .وتفتح
مجاالً واسعاً أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي ..وحتى تتخمص ىذه
المشروعات من أىم العقبات والمعوقات التي تواجييا ،خاصة المعوقات االقتصادية
حصر ىذه المعوقات أوال ،ثم إيجاد اآلليات الناجحة
ُ وجب
َ واالجتماعية والثقافية،
لتجاوزىا وتطوير ىذه المشروعات ..وانطالقا مما سبق جاء ىذا البحث إللقاء الضوء
عمى المشروعات الصغيرة والمتوسطة و المعوقات التي تواجيا ،خاصة المعوقات
االقتصادية واالجتماعية والثقـافية.
-تقديم بعض اإلجراءات واآلليات الكفيمة معالجة أىم المعوقات التي تمس
المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،والرفع من إسياميا في التنمية االقتصادية لممجتمع.
أىمية البحث
السياسات اىتمام محور اليوم تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة
الصناعية اليادفة إلى تخفيض معدالت البطالة في الدول النامية والدول المتقدمة
صناعيا بصرف النظر عن فمسفاتيا االقتصادية وأسموب إدارة اقتصادىا الوطني
وتكتسي المشروعات الصغيرة أىميتيا في الدول العربية من مجموعة اعتبارات تتعمّق
بخصائص ىياكميا االقتصادية واالجتماعية ،ونسب توفر عوامل اإلنتاج ،والتوزيع
المكاني لمسكان والنشاط .وتتمخص ىذه األىمية في اآلتي:ـ
تتميز ىذه المشروعات باالنتشار الجغرافي مما يساعد عمى تقميل التفاوتات ّ
اإلقميمية ،وتحقيق التنمية المكانية المتوازنة ،وخدمة األسواق المحدودة التي ال
تغرى المنشآت الكبيرة بالتوطّن بالقرب منيا أو بالتعامل معيا.
توفر ىذه المشروعات سمعاً وخدمات لفئات المجتمع ذات الدخل المحدود
والتي تسعى لمحصول عمييا بأسعار رخيصة نسبياً تتفق مع قدراتيا الشرائية.
تحافظ عمى األعمال التراثية (حرفية /يدوية) التي تمثل اىمية قصوي
لالقتصاد المصري وتنمية ىذه المشروعات الحرفية التقميدية الصغيرة يفتح
االبواب لتشغيل الشباب خاصة المرأة وايضا يفتح ابوابا لمتصدير بكميات
كبيرة تدر دخال لالقتصاد القومي ،ولذا يجب الحفاظ عمي ىذه الصناعات
التقميدية من االندثار .والمطموب من رجال األعمال والدولة إقامة جمعيات
أىمية متخصصة لمساندة الحرفيين واتاحة الفرصة أماميم لمتدريب والتعميم
أكتوبر 7102 033 العدد الثامن واألربعون
الجزء الخامس :الفمسفة واالجتماع مجمة كمية اآلداب -جامعة بنيا
طبقا ألحدث التقنيات مع الحفاظ عمي اليوية المصرية األصيمة ،مع التأكيد
عمى أىمية رعاية الدولة ليم نفسيا وماديا واجتماعيا حتي يستطيعوا الخروج
بمنتجات تتميز باالبداع واالصالة..
.يمكن أن تكون مصد اًر لمتجديد واالبتكار وتسيم في خمق كوادر إدارية وفنية
يمكنيا االنتقال لمعمل في المشروعات الكبيرة.
إنيا وعاء لمتكوين الرأسمالي من حيث امتصاصيا لممدخرات الفائضة
والعاطمة فضالً عن إنيا توفر فرصاً استثمارية ألصحاب المدخرات الصغيرة.
منيج البحث:
إن أي بحث عممي يخضع لمجموعة من المناىج ،والتقنيات العممية .ومن المعروف
أن أول أساس تبنى عميو أي دراسة عممية ىو اختيار المنيج .وبما أن المنيج ال
يخضع إلى اختيارات الباحث الشخصية بل إلى طبيعة الموضوع وأىدافو وحدودىا.
فقد اعتمدنا في بحثنا عمى األسموب الوصفي التحميمي ألنو يتالءم وموضوع البحث
من خالل مختمف المفاىيم والمعطيات وتحميميا وربطيا بأسبابيا والوصول في األخير
إلى نتائج عممية .وتم االعتماد أيضا عمى المصادر الرسمية التي تيميا المشروعات
الصغيرة كالصندوق االجتماعي لمتنمية ،ثم البحوث المتخصصة ،وكذا الكتب
والمراجع العممية األكاديمية التي تناولت الموضوع مثل االقتصاد والمتخصصة في
موضوع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
عناصر البحث
فالبن ــك ال ــدولي عم ــى س ــبيل المث ــال يع ــرف المش ــروعات الص ــغيرة والمتوس ــطة
باســتخدام معيــار عــدد العمــال والــذي يعتبــر معيــا اًر مبــدئياً ،وتعتبــر المنشــأة صــغيرة إذا
كانــت توظــف أقــل مــن 55عــامالً .وىنــاك العديــد مــن دول العــالم التــي تســتخدم ىــذا
المعي ــار لتعري ــف المنش ــآت الص ــغيرة والمتوس ــطة .فف ــي الوالي ــات المتح ــدة األمريكي ــة،
ايطاليــا وفرنســا تعتبــر المنشــأة صــغيرة ومتوســطة إذا كانــت توظــف حتــى 555عامــل،
فــي الســويد لغايــة 055عامــل ،فــي كنــدا واســتراليا حتــى 99عــامالً ،فــي حــين أنيــا فــي
الدنمارك ىي المنشآت التي توظف لغاية 55عامالً.
إن استخدام عدد العمال كمعيار لتعريف المنشآت الصغيرة والمتوسطة يمتاز بعـدد
من المزايا منيا:
وىناك دول أخرى تسـتخدم حجـم رأس المـال لتعريـف المشـروع الصـغير والمتوسـط،
مما يؤدي إلى صعوبة المقارنة بين ىذه الدول إلختالف أسعار صرف العمالت.
وىكــذا مــن اليســير وصــف المشــروعات الصــغيرة والمتوســطة ولكــن مــن العســير تعريفيــا
تعريفاً مقبـوالً عمـى المسـتوى الـدولي بـل وحتـى اإلقميمـي ويعـزي ىـذا إلـى االخـتالف فـي
اليياكــل االجتماعيــة واالقتصــادية مــن دولــة إلــى أخــرى فض ـالً عــن تبــاين المعــايير فــي
تحديد األسس التي يتم بموجبيا تحديـد شـكل المشـروع ومنيـا البيانـات اإلحصـائية التـي
تسـ ـ ـ ــتخدم فـ ـ ـ ــي تعريفيـ ـ ـ ــا حيـ ـ ـ ــث أن ىنـ ـ ـ ــاك نقص ـ ـ ـ ـاً فـ ـ ـ ــي ىـ ـ ـ ــذه البيانـ ـ ـ ــات ولـ ـ ـ ــذا ف ـ ـ ـ ـ ن
تعري ــف المش ــروعات الص ــغيرة والمتوس ــطة س ــيظل متباينـ ـاً إال أن المتخصص ــين ي ــرون
بوجــود أســموبين يمكــن اســتخداماىما األول :يعتمــد عمــى الصــفات النوعيــة التــي توضــح
الفروق األساسية بين األحجام المختمفـة لممشـروعات مثـل نمـط اإلدارة والممكيـة والفنـون
اإلنتاجيــة المتبعــة .والثــاني :باألخــذ بالمؤش ـرات الكميــة مثــل العمالــة ورأس المــال .وفــي
مصــر يقصــد بالمنشــأة الصــغيرة كــل شــركة أو منشــأة فرديــة تمــارس نشــاطا اقتصــاديا
إنتاجيا أو تجاريا أو خدميا وال يقل رأسماليا المدفوع عن خمسين ألـف جنيـو وال يجـاوز
مميون جنيو وال يزيد عدد العاممين فييا عمـي خمسـين عـامال .ويقصـد بالمنشـأة متناىيـة
الصغر كل شركة أو منشأة فردية تمـارس نشـاطا اقتصـاديا إنتاجيـا أو خـدميا أو تجاريـا
والتي يقل رأسماليا المدفوع عن خمسين ألف جنيو.
مشروعات إنتاجية :أساسيا التحويل ،بمعنى تحويل مادة خام إلى منتج نيائي
أو وسيط والقيمة المضافة ،بمعنى زيادة قيمة المخرجات (الناتج) عن
المتدخالت (عناصر اإلنتاج) والتماثل بمعنى تطابق كل مواصفات الوحدات
المنتج.
مشروعات خدمية :أساسيا القيام نيابة عن العميل بخدمة كان سيقوم بيا
بنفسو أو ال يستطيع القيام بيا بنفسو.
مشروعات تجارية :أساسيا شراء وبيع وتوزيع سمعة مصنعة أو عدة سمع
مختمفة ،واعادة استثمار الربح .وأيا كان نوع المشروعات الصغيرة أو مجال
نشاطيا ف نيا جميعا تشترك في عناصر ومكونات واحدة.
مشروعات صغيرة :ليا مكان ثابت وأوراق رسمية ورأسمال يتراوح بين 15
و 55ألف جنيو وعمالة في حدود 5أفراد.
مشروعات صغيرة جدا :ليا مكان ثابت وأوراق رسمية ورأسمال يتراوح بين 5
و 15آالف جنيو وعمالة في حدود فردين.
مشروعات متناىية الصغر :ليس ليا مكان ثابت في أغمب األحوال ويقوم بيا
فرد واحد ىو صاحب المشروع ،وال يتجاوز رأس المال عن 5آالف جنيو،
وغالبا ما يكون ليا أوراق رسمية أو يكون ليا حد أدنى من األوراق يتمثل في
مشروعات المجال الصناعي ،والزراعي والخدمي والتربوي.
ـ الرأسمال :ويعني كل المبالغ النقدية الالزمة إلقامة المشروع ،أو المال الالزم
اإلنتاج. عوامل لتجميع
ـ اآلالت والتجييزات :وىي كل ما يمزم إلنتاج السمعة أوالخدمة.
المشروع. لتشغيل الالزمين األفراد كل العمالة: ـ
ـ اإلدارة :وىي المسؤولة عن إحداث التشغيل األمثل لممشروع وتحقيق أىدافو
العمالة. من جزء وىي
اإلنتاج. عناصر وأسموب طريقة ىي التكنولوجيا: ـ
أما بالنسبة ألىمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ،فنجد أن ليا أىمية ودو ار
ميما في عممية النيوض االقتصادي لمبمد من خالل تقديميا خدمات واسعة
تستفيد منيا جميع القطاعات وتشغيميا عددا متنوعا من األيدي العاممة .ففي
الوقت الذي اىتمت بو معظم البمدان النامية بالتصنيع الثقيل واقامة
المشروعات الكبيرة واإلستراتيجية ،لم تمغ اىتماميا بتنمية وتشجيع الصناعات
الصغيرة بوصفيا إحدى القنوات األساسية الميمة في استيالك ما تنتجو
الصناعات الكبيرة من مستمزمات إنتاج ومواد بسيطة محققة بذلك نوعا من
الناشظين. كال بين المتبادل واالعتماد التفاعل
ساىمت الصناعات الصغيرة والمتوسطة في زيادة حجم اإلنتاج الصناعي في
معظم البمدان ووفرت فرص االستخدام والتشغيل لمقوى العاطمة عن العمل.
إضافة إلى استقطاب مدخرات األفراد وتوجيييا الواجية االستثمارية المطموبة
لخدمة أىداف خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية في معظم البمدان .فعمى
تمك المشروعات تحقيق األىداف ألن نشاطاتيا ليا تأثيرات عمى مستوى
التنظيم وعمى المجتمع .ولممشروعات الصغيرة والمتوسطة أىمية كبيرة في
اقتصادات الدول النامية تكمن في مساىمتيا بنصيب كبير في توفير فرص
العمل والحد من البطالة ومكافحة الفقر ،عالوة عمى دورىا التكاممي مع
المنشآت الصناعية الكبيرة .وجرت العادة أن يتم قياس أىمية ودور
المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومساىمتيا في االقتصاد من خالل ثالثة
معايير رئيسية ىي :المساىمة في التشغيل ،واإلنتاج وحصتيا من العدد الكمي
لممشروعات في االقتصاد.
إن ليذه الصناعات دور ال يستيان بو في بناء االقتصاد الوطني ،وتظير أىميتيا
من خالل استغالل الطاقات واإلمكانيات وتطوير الخبرات والميارات كونيا تعتبر أحد
أىم روافد العممية التنموية .وعمى الرغم من الجدل القائم حول قدم أوحداثة الصناعات
الصغيرة والمتوسطة ،فقد تبين أن ىذه الصناعات قديمة ألنيا كانت النواة والبداية
أكتوبر 7102 032 العدد الثامن واألربعون
د .محمود البنداري المشروعات الصغيرة والمتوسطة :أىميتيا ومعوقاتيا
لحركة التصنيع فعمى سبيل المثال إن شركة بينيتون لأللبسة ( United Colors of
، ) Benettonبدأ صاحبيا بالعمل عمى ماكنة خياطة واحدة في مدخل العمارة التي
يسكنيا وكان يجمع بواقي القماش من المصنع ويحيكيا عمى شكل مالبس جاىزة .وما
توصمت إليو من ىذه المشروعات تطور واتساع ،وىي كذلك جديدة من حيث
استحواذىا عمى االىتمام األكبر من جانب الميتمين بالقضايا االقتصادية واالجتماعية
والتنموية ،وعمى الرغم من ىذا التباين في ترتيب األولوية التي تتمتع بيا الصناعات
الصغيرة والمتوسطة ،إال أنيا تستحوذ عمى خصائص معينة تميزىا عن غيرىا من
الصناعات ،وىي كما يمي:
.1مالك المنشأة ىو مديرىا ،إذ يتولى العمميات اإلدارية والفنية ،وىذه الصفة غالبة
عمى ىذه المشروعات كونيا ذات طابع أسري في أعمب األحيان.
.0انخفاض الحجم المطمق لرأس المال الالزم إلنشاء المشروعات الصغيرة وذلك في
ظل تدني حجم المدخرات ليؤالء المستثمرين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
.0االعتماد عمى الموارد المحمية األولية ،مما يساىم في خفض الكمفة االنتاجية
وبالتالي يؤدي إلى انخفاض مستويات معامل رأس المال/العمل.
.8مالءمة أنماط الممكية من حيث حجم رأس المال ومالءمتو ألصحاب ىذه
المشروعات ،حيث أن تدني رأس المال يزيد من اقبال من يتصفون بتدني
مدخراتيم عمى مثل ىذه المشروعات نظ اًر النخفاض كمفتيا مقارنة مع المشروعات
الكبيرة.
.5تدني قدراتيا الذاتية عمى التطور والتوسع نظ اًر إلىمال جوانب البحث والتطوير
وعدم االقتناع بأىميتيا وضرورتيا.
.6االرتقاء بمستويات االدخار واالستثمار عمى اعتبار أنيا مصد اًر جيداً لإلدخارات
الخاصة وتعبئة رؤوس األموال.
.7المرونة والمقدرة عمى االنتشار نظ اًر لقدرتيا عمى التكيف مع مختمف الظروف من
جانب مما يؤدي إلى تحقيق التوازن في العممية التنموية.
.9صعوبة العمميات التسويقية والتوزيعية ،نظ اًر الرتفاع كمفة ىذه العمميات ،وعدم
قدرتيا عمى تحمل مثل ىذه التكاليف.
االفتقار إلى ىيكل اداري ،كونيا تدار من قبل شخص واحد مسؤول إدارياً .15
ومالياً وفنياً.
تكمفة خمق فرص العمل فييا متدنية مقارنة بتكمفتيا في الصناعات الكبيرة. .11
إن نمو وتطور قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم
يواجو مجموعة من المشاكل ،وىذه قد تكون مختمفة من منطقة ألخرى ومن قطاع
آلخر ولكن ىناك بعض المشاكل التي تعتبر مشاكل موحدة أو متعارف عمييا تواجو
أكتوبر 7102 033 العدد الثامن واألربعون
د .محمود البنداري المشروعات الصغيرة والمتوسطة :أىميتيا ومعوقاتيا
المشروعات الصغيرة والمتوسطة في كافة أنحاء العالم .وتعتبر طبيعة المشاكل التي
تتعرض ليا المشروعات الصغيرة والمتوسطة متداخمة مع بعضيا البعض .وبشكل عام
يعتبر جزء من ىذه المشاكل داخمي وىي المشاكل التي تحدث داخل المؤسسة أو
بسبب صاحبيا ،في حين أنيا تعتبر مشاكل خارجية إذا حدثت بفعل وتأثير عوامل
خارجية أو البيئة المحيطة بيذه المنشآت .ومن خالل مراجعة األدبيات والدراسات
السابقة بيذا الخصوص ،كان باالمكان تمخيص أىم المشاكل التي تواجو المشروعات
الصغيرة والمتوسطة وبشكل عام في كافة أنحاء العالم:
.1كمفة رأس المال :إن ىذه المشكمة تنعكس مباشرة عمى ربحية ىذه المشروعات من
خالل الطمب من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدفع سعر فائدة مرتفع مقارنة
بالسعر الذي تدفعو المنشآت الكبيرة .إضافة إلى ذلك تعتمد المنشآت الصغيرة
والمتوسطة عمى االقتراض من البنوك مما يؤدي إلى زيادة الكمفة التي تتحمميا.
.0التضخم :من حيث تأثيره في ارتفاع أسعار المواد األولية وكمفة العمل مما
سيؤدي حتماً إلى ارتفاع تكاليف التشغيل .وىنا تعترض ىذه المنشآت مشكمة رئيسية
وىي مواجيتيا لممنافسة من المشروعات الكبيرة مما يمنعيا ويحد من قدرتيا عمى رفع
األسعار لتجنب أثر ارتفاع أجور العمالة وأسعار المواد األولية.
.0التمويل :تواجو المشروعات الصغيرة والمتوسطة صعوبات تمويمية بسبب حجميا
(نقص الضمانات) وبسبب حداثتيا ( نقص السجل االئتماني ) وعميو ،تتعرض
المؤسسات التمويمية إلى جممة من المخاطر عند تمويل المشروعات الصغيرة
والمتوسطة في مختمف مراحل نموىا ( .التأسيس – األولية – النمواألولي –
النموالفعمي – االندماج ) .ونط اًر ليذه المخاطر تتجنب البنوك التجارية توفير التمويل
الالزم ليذه المشروعات نظ اًر لحرصيم عمى نقود المودعين.
.8اإلجراءات الحكومية :وىذه مشكمة متعاظمة في الدول النامية خصوصاً في جانب
األنظمة والتعميمات التي تيتم بتنظيم عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
أكتوبر 7102 033 العدد الثامن واألربعون
الجزء الخامس :الفمسفة واالجتماع مجمة كمية اآلداب -جامعة بنيا
.5الضرائب :يعتبر نظام الضرائب أحد أىم المشاكل التي تواجو المشروعات
الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء العالم .وتظير ىذه المشكمة من جانبين سواء
ألصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة من حيث ارتفاع الضرائب وىي كذلك
مشكمة لمضرائب ،نظ اًر لعدم توفر البيانات الكافية عن ىذه المنشآت مما يضيق عمل
جياز الضرائب.
.6المنافسة :المنافسة والتسويق من المشاكل الجوىرية التي تتعرض ليا المشروعات
الصغيرة والمتوسطة ،وأىم مصادر المنافسة ىي الواردات والمشروعات الكبيرة.
. 7ندرة المواد األولية :من حيث الندرة الطبيعية وعدم القدرة عمى التخزين وضرورة
المجوء الى االستيراد وتغيرات أسعار الصرف.
يالحظ مما سبق مدى تدني مساىمة مختمف الجيات التمويمية في توفير التمويل ليذا
القطاع ،يعود ىذا لمعديد من األسباب والعوامل التي سنحاول استعراضيا بشيء من
االختصار ،وىي تنحصر في المعوقات التي تواجييا البنوك التجارية في توفير
التمويل ،وكذلك المعوقات التي تعترض سير النشاط التمويمي لممؤسسات اإلقراضية
المتخصصة.
وبناء عمى ما تقدم يمكن إسناد امتناع وتراجع أداء البنوك التجارية المرخصة في
ً
توفير التمويل لممشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى ما يمي:
ارتفاع الكمفة اإلدارية المرتبطة بتنفيذ ىذه القروض.
ارتفاع المخاطر المصرفية ليذا النوع من القروض مقارنة مع اإلقراض العادي،
وعادةً ما تمجأ البنوك إلى االبتعاد عن أي نوع من أنواع المخاطر المصرفية،
وتكتنف المشاريع الصناعية الصغيرة تحديداً ،والمتوسطة بصورة عامة مخاطر
تكفي البتعاد البنوك التجارية.
تدني الضمانات الالزمة والكافية التي تقبميا البنوك لتقديم القروض ،وىذا يؤدي
إلى تراجع حجم االئتمان المقدم لممشروعات الصغيرة والمتوسطة.
أكتوبر 7102 038 العدد الثامن واألربعون
د .محمود البنداري المشروعات الصغيرة والمتوسطة :أىميتيا ومعوقاتيا
أوال :معوقـات تمويـ ،الصــناعات الصـغيرة والمتوسـطة مــن قبـ ،مرسسـات ا قـ ار
المتخصصة:
يـؤدي تـدخل الدولـة فــي أي مؤسسـة إق ارضـية ،إلـى خمــق فكـرة لـدى المقترضــين
بأن الدولة ىي التي تعمل عمى دعم وتقديم القروض من خالل تمك المؤسسـة ،فيشـجع
األف ـراد عمــى الحصــول عمــى ىــذه القــروض واســتخداميا ألغ ـراض غيــر تمــك التــي تــم
اإلعــالن عنيــا مســبقاً عنــد الحصــول عمييــا ،ويحــاولون عــدم االلت ـزام بالتســديد ،أوعــدم
اعتبارىا التزاماً مالياً يجب القيام بتسديده في األوقات المحددة.
وال بد ىنا من التذكير بـأن إنشـاء المؤسسـات اإلق ارضـية المتخصصـة جـاء محاولـة
لس ــد ج ــزء م ــن الفج ــوة التمويمي ــة ،وت ــوفير التموي ــل لك ــل قط ــاع م ــن القطاع ــات بص ــورة
متخصصة ،فيدف ىذه المؤسسـات منـذ إنشـائيا كـان محاولـة تصـحيح سـوق االئتمـان،
غيــر أنيــا لــم تــتمكن مــن تجنــب مخــاطر المجازفــة فــي تقــديم القــروض ،وىــذا الجــزء مــن
المجازفــة تمكنــت البنــوك التجاريــة مــن تجــاوزه بوضــعيا الضــمانات كعــائق أمــام تمويــل
المؤسس ــات الص ــغيرة .ويمك ــن الق ــول بش ــكل ع ــام أن أي نش ــاط تم ــويمي تمارسـ ـو أي
مؤسســة - ،بغــض النظــر عــن طبيعتيــا -ال بــد أن تعتــرض مســيرتو بعــض المعوقــات،
وتتنوع ىذه المعوقات بتنوع الجيات المقرضة ،فـ ذا كانـت بنكـاً تجاريـاً تتمثـل المعوقـات
فــي صــعوبة تــوفير المقتــرض لمضــمانات الالزمــة لمحصــول عمــى التمويــل .واذا كانــت
المؤسس ــة المقرض ــة (الممول ــة) متخصص ــة تتمث ــل المعوق ــات ف ــي ع ــدم االلتـ ـزام بالغاي ــة
الحقيقيــة مــن الحصــول عمــى القــرض أوفــي عــدم االلت ـزام بالتســديد .واذا كانــت الجي ــة
المقرضة جية حكومية ف ن المقترض يتعامـل مـع القـرض عمـى أنـو معونـة أودعـم لـيس
من الضروري تسديده .وتختمف المعوقات من وجية نظـر مؤسسـات التمويـل عنيـا مـن
وجية نظر القائمين عمى المشاريع الصغيرة ،فالمعوقات التـي تواجـو مؤسسـات التمويـل
ىي:
افتقــاد عنصــر الثقــة فــي القــائمين عمــى المشــروع الصــغير ،ويــنجم ذلــك فــي أغمــب
األحيان عن فقدان صاحب المشروع لمجدارة االئتمانية المقنعة لممؤسسة التمويمية.
انخفاض القدرة عمى تسويق المنتجات ،مما ينعكس سمبياً عمى المشروع.
ثانيا :المعوقات والمشـكتت التمويميـة التـي تواجـو القـائمين عمـى المشـاريع فتتمثـ،
في:
ارتفــاع نســبة المديونيــة مقارنــة بأصــول المشــروع ،وىــذه نقطــة ذات أىميــة خاصــة،
ألن أص ــول المش ــروع الص ــغير ال ت ــوفر أص ــول الض ــمان الك ــافي لمحص ــول عم ــى
تمويــل جديــد إذا مــا احتــاج إليــو فــي فت ـرة تشــغيمو مــن أجــل االســتمرار فــي العمميــة
اإلنتاجية.
تــدخل مؤسســات التمويــل وفــرض الوصــاية عمــى المشــروع الصــغير ،وذلــك عنــد
غي ـ ــاب الثق ـ ــة في ـ ــو ،مم ـ ــا ي ـ ــؤدي إل ـ ــى ظي ـ ــور مش ـ ــكالت ب ـ ــين مؤسس ـ ــات التموي ـ ــل
والمشروعات الصغيرة وخاصة في الدول النامية.
والجــدير بال ــذكر ىنــا أن مباشـ ـرة المؤسســات المحمي ــة والدوليــة التطوعي ــة ألعماليــا ف ــي
مجال خدمات توفير التمويل لممشروعات الصـغيرة ،إنمـا جـاءت لخمـق نـوع مـن التـوازن
في السياسة االئتمانية.
1ـ عمى المستوى االقتصادي :ينبغي اتخاذ مجموعة من اإلجراءات وتتمثل في:
ـ تقديم تسييالت التمويل الذاتي حيث يعد الدعم المالي من أىم المعوقات األساسية
لممشروعات الصغيرة والمتوسطة الناشئة وجعميا تخرج إلى حيز النور بتوفير مجموعة
من التسييالت االئتمانية والحوافز المالية من خالل منح قروض طويمة أو قصيرة
األمد بفوائد وشروط ميسرة وتساعد المشاريع عمى مواجية المشكالت أثناء فترة
التشغيل واإلنتاج وبقاء قاعدة أساسية لممشروع الصناعي.
ـ أما عمى المستوى التنظيمي والقانوني فيعمل عمى إصدار تشريع ينظم ىذا المجال
وتطوير القوانين والتشريعات واألنظمة والتعميمات التي تحكم نشاطات المؤسسات
وأعماليا بما يوفر البيئة المناسبة المطموبة في ىذا القطاع بالتعاون مع الجيات
الرسمية المعنية.
ـــ عمى المستوى االجتماعي والثقافي :ينبغي اتخاذ مجموعة من ا جراءات وتتمث،
في:
ـ تبسيط إجراءات منح اإلجازات لممشاريع الصغيرة والمتوسطة ويتحقق ذلك عن طريق
تبسيط اإلجراءات وازالة العقبات وسمسمة المراجع الروتينية ،اختصا ار لموقت وتخفيضا
لمتكاليف المالية الالزمة لتأسيسيا .واالىتمام بتنمية وتوفير الخدمات األساسية في
المجمعات الصناعية والتنسيق بين الجيات المعنية من اجل تحديد الضوابط
والمحددات الموقعية لممشاريع.
ـ التحرر من أسر التصورات القديمة والخرافات واألخذ بأسس تحديث اإلنسان لتكوين
مجتمع معاصر في مؤىالتو وعالقاتو المتبادلة السياسية واالجتماعية لتكون ىناك
عالقات أكثر اتساعا عمى مستوى المجتمع والوعي بالمسؤولية وخمق ما يعرف
ب التعبئة االجتماعية التي تشمل تحديث األفراد من حيث التوزيع الديمغرافي والناحية
الثقافية والعالقات االجتماعية والنظم السائدة .غير أن ما يتعمق بالتعبئة االجتماعية
لمتنمية الصناعية فتوجد ثالثة مستويات تتمثل في المستوى التكنولوجي واالقتصادي
واالجتماعي.
ـ التحد يث وىو التغير الذي يحدث في البناء االجتماعي ،وما يحدثو ىذا التغير في
اتجاىات اإلنسان وسموكاتو .والتحديث يتضمن أشكاالً محددة في النواحي االجتماعية
واالقتصادية والسياسية.
ـ الحراك األفقي ويتمثل في اليجرة من الريف إلى المدن؛ والحراك الرأسي وىو صعود
األفراد بمنزلتيم االجتماعية نتيجة لمتعميم والكفاءة وليس بواسطة العائمة أو القبيمة.
من الناحية المالية :العالقة بين البنوك والمشروعات الصغيرة والمتوسطة فييا
الكثير من اإلشكاالت فيما يتعمق بالضمانات ،فترات السداد ،اإلجراءات البيروقراطية.
غياب خدمة تمويمية تمبي احتياجات قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة اآلخذ في
النمو ،حيث أوضح أحدث تقارير البنك الدولي عن مناخ االستثمار في مصر صعوبة
الحصول والنفاذ إلى التمويل وارتفاع تكمفتو أمام المشروعات الصغيرة ،حيث يتم
تمويل %56من المشروعات القائمة بالتمويل الذاتي بينما تمثل مساىمة البنوك في
تمويميا أقل من %85منيا %10لمبنوك العامة و %06لمبنوك الخاصة .وتشير
خريطة النفاذ إلي قنوات التمويل إلى أنو كمما كبر حجم المشروع ،زادت قدرتو عمي
أكتوبر 7102 039 العدد الثامن واألربعون
الجزء الخامس :الفمسفة واالجتماع مجمة كمية اآلداب -جامعة بنيا
-من الناحية التسويقية :التباين الشديد في أسعار المواد األولية كاالرتفاع المفاجىء
في أسعارىا بسبب عوامل السوق مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف اإلنتاج لدييا وبالتالي
عدم القدرة عمى المنافسة السعرية ،وتعدد الوسطاء التجاريين والمنافسة الشديدة من
قبل الشركات الكبرى ،وضعف القدرة التنافسية ليذه المشروعات السيما عندما تعمل
بشكل أفراد كما ىو واقع الحال ،وضعف القدرة الرأسمالية الالزمة لمترويج والمشاركة
في معارض وميرجانات التسوق الداخمية والخارجية ومحاولة الدخول إلى أسواق
جديدة.
وىنا نتساءل :ىل توجد مشروعات صغيرة أو متناىية الصغر في ظل الركود الحالي
يوم كل السوق من والمتوسطة عشرات المشروعات الكبيرة يخرج الذي
ويسحق المشروعات الصغيرة؟ ىل يمكن قيام مشروعات صغيرة دون توافر آليات
لمتكامل مع المشروعات المتوسطة والكبيرة ودون حل مشاكل التمويل والدعم الفني
والتسويق؟ ىل يوجد مستقبل ليذه المشروعات في ظل انييار النظام التعاوني
وحصاره؟
ومــن أجــل ذلــك فــي جميوريــة مصــر العربيــة تــم انشــاء شــركة ضــمان مخــاطر
االئتمان المصرفي لممشروعات الصغيرة كشركة مساىمة عامـة ،طبقـاً لقـانون الشـركات
المص ـرية رقــم ( )159لســنة ،1981بمســاىمة مــن تســعة بنــوك مص ـرية وذات ممكيــة
مشــتركة ،وشــركة تــأمين ،وكــان ذلــك فــي عــام .1991وتيــدف الشــركة إلــى تشــجيع
وتنميــة المشــروعات الصــغيرة فــي مختمــف المجــاالت اإلنتاجيــة والخدميــة وتطويرىــا مــن
خالل تيسير حصول تمك المشروعات عمى االئتمان المصرفي الالزم إلقامة المشـروع،
أو لتط ــوير أدائ ــو ،أو تيس ــير مزاولت ــو لمنش ــاط ،وذل ــك كم ــو م ــن خ ــالل ت ــوفير الض ــمان
لألموال الممنوحة من قبل البنوك ،وتمارس الشركة عمميا من خالل اتفاقية تـم توقيعيـا
مع اثنين وثالثين بنكاً في مصر.
وتقوم الشركة بتغطية ما نسبتو %55من قيمة التمويل المطموب ،عمى أن
يكون الحد األدنى لقيمة الضمان لممنشأة الواحدة 15آالف جنيو والحد األقصى 755
ألف جنيو مصري ،وعميو ،يمكن لممنشأة أن تحصل عمى تمويل يتراوح ما بين 05
ألفاً إلى ما مقداره 1.8مميون جنيو ،وتبمغ مدة الضمان ما بين ستة أشير وخمس
سنوات كحد أقصى ويجوز مدىا ،كما يجوز أن تكون ىناك فترة سماح .وتتقاضى
الشركة %1سنوياً من رصيد القرض أوالتسييل كمصروفات إدارية .وتقدم الشركة
أنواعاً مختمفة من الضمانات تتمثل في ضمانات األطباء والصيادلو والمراكز الطبية
ومعامل التحميل ،وقروض الصندوق االجتماعي ،إضافة إلى عدد آخر من النشاطات
المختمفة .وقد تمكن برنامج ضمان مخاطر القروض المنفذ في ىذه الشركة من تحقيق
نتائج كبيرة خالل السنوات الخمس األولى من عممو ،حيث تمكن من توفير تمويل
قيمتو 697مميون جنيو ،ضمنت الشركة منيا 005مميون جنيو ،ومتوسط قيمة
القرض الواحد 180ألف جنيو لممشروعات الصغيرة والمتوسطة .وتقتضي السياسة
المتبعة حالياً في الشركة عدم الموافقة عمى ضمان أي مشروع ما لم يكن مموالً ذاتياً
بنسبة %05إلى %55من قيمة االستثمار الكمية.
الخاتمة
تشير نتائج البحث عن وجود معوقات اقتصادية واجتماعية وثقافية لمتنمية الصناعية
بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة .والجدير بالذكر أن العوامل االجتماعية ال تقل
أىمية عن العوامل التكنو ـ اقتصادية في عممية التنمية الصناعية .وميما كانت ىذه
المعوقات ،ف ن التغمب عمييا ممكن من خالل عممية التصنيع والتنمية في ىذا المجال
عبر سمسمة من الحمقات المتصمة ذات طبيعة فنية واقتصادية واجتماعية .وال تكون
بحمول مؤقتة بل بالخروج بشكل نيائي من ىذه المعوقات واتباع آليات واستراتيجيات
كفيمة بتطوير ىذا النوع من المشاريع ولمخروج من دائرة التبعية االقتصادية لممؤسسات
الكبيرة .وعمى ضوء ىذه النتائج ،يستمزم عمى ىذه المشروعات ومسيرييا السعي إلى
القضاء النيائي عن ىذه المعوقات بجميع الوسائل الحديثة من أجل زيادة كفاءتيا
ودورىا في التنمية في ظل الظروف البيئية االجتماعية واالقتصادية والتنظيمية التي
تعيش بيا .كما عمى الجيات المسؤولة عن ىذا القطاع مضاعفة وتنسيق جيودىا
واالضطالع بدور فعال وأكثر ديناميكية من أجل زيادة وتنويع الدعم والمساندة الالزمة
لتمكين ىذه الصناعات من تجاوز ما تعانيو من معوقات والنيوض بيا لمتكيف مع
متطمبات المنافسة في األسواق المحمية والدولية والمتطورة باستمرار ،وأيضا القيام
بتنشيط ىذه المشروعات وتشجيع اإلقبال عمييا .واألخذ بيد إدارتيا نحو النجاح
والنيوض في ظل اقتصاد جديد المعالم يتميز باالتساع والتعقيد والمنافسة الشديدة.
وأخي اًر؛ يمكن القول إن ىذا الموضوع ما يزال يحتاج إلى عناية خاصة من قبل
المختصين وتكثيف مجال البحث في معرفة أىم المعوقات واإلجراءات الكفيمة لعالجيا
نظ اًر ألن لممشروعات الصغيرة والمتوسطة أىمية كبيرة في تنمية اقتصاد المجتمع.
النتائج
أظيرت الدراسات التي أجريت عمى بعض االقتصاديات القوية ومنيا اقتصاد
معظم الدول األوروبية ،أن اقتصاد ىذه الدول يعتمد أساساَ عمى المشروعات الصغيرة
المتوسطة ،حيث نجد مثالً أن أكثر من 75في المائة من جميع الشركات في المممكة
المتحدة ،يعمل فييا أقل من مائة شخص وتعتبر شركات صغيرة ومتوسطة .من ىذا
المنطمق ومن أجل المحافظة عمى النمو االقتصادي في ىذه الدول كان ال بد من
العمل عمى الحفاظ عمى ديناميكية وحيوية ىذا القطاع الميم من االقتصاد الوطني.
وال شك أن التقدم التكنولوجي اليائل وتحرير األسواق من خالل منظمة
التجارة العالمية وفكر العولمة قد أديا إلى إيجاد أجيال جديدة من المؤسسات
واألعمال ،والتي يمكن ليا االستفادة من مميزات ىذا الوضع العالمي الجديد الذي
يسمح بالحصول عمى المعرفة ورؤوس األموال واألسواق في آن واحد.
ونظ اًر إلى الطبيعة المرنة ليذه المشروعات األكثر استعداداً لمتواؤم والتوافق
مع ىذا الوضع الجديد والذي يتطمب سرعة االستجابة لمتغيرات السوق وحركة العرض
والطمب فقد باتت فرصة المشروعات الصغيرة في البقاء والنمو أكبر بكثير من فرص
الشركات الكبيرة والمؤسسات ذات اليياكل الضخمة قميمة المرونة أمام متغيرات
السوق.
تساىم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في عمميات التنمية بمفيوميا الشامل
من حيث اعتبارىا من أىم العوامل االستراتيجية التي تعتمد عمييا اقتصاديات دول
العالم من حيث االعتبارات الميمة ومنيا :أن المشروعات الصغيرة من أىم اآلليات
الفعالة في تنويع وتوسيع قاعدة المنتجات والصناعات ،وكذلك الخدمات التي تكون
بدورىا الييكل االقتصادي لمعظم دول العام المتقدم ،حيث تمثل إحدى حمقات التوازن
في اليياكل االقتصادية بما تتميز بو من مرونة وسرعة استجابة لمتغيرات األسواق
أكتوبر 7102 080 العدد الثامن واألربعون
الجزء الخامس :الفمسفة واالجتماع مجمة كمية اآلداب -جامعة بنيا
التوصيات
بعض المقترحات لتنمية المشروعات الصغيرة
-العمل عمى تغيير القيم واالتجاىات بالتخمي عن الوظيفة الحكومية واإلقبال عمى
العمل الحر.
-تقديم التمويل الكافي من خالل تحفيز البنوك عمى اإلقراض بفترات سماح مقبولة
وأسعار فائدة مميزة.
-ضرورة توفير غطاء تنظيمى قانونى حاضن ليذه المنشآت لمتعامل السريع مع
المشاكل التى تواجييا وتوفير الحماية الالزمة من خالل اجراءات نظامية وقانونية
خاصة.
-أن تقدم الحكومة الحوافز المناسبة ألصحاب المنشآت فى ىذه الصناعات لتشغيل
الشباب وجعل الحصول عمى ىذه الحوافز مشروطا بتوفير فرص عمل لمشباب المؤىل
والمعد لسوق العمل فى المجاالت الصناعية المختمفة.
-توفير التدريب لمكوادر العاممة في ىذه المشروعات وتشجيع ودعم االبتكار والتوسع
في مراكز التدريب.
-إيجاد روابط بين المشروعات ذات األحجام المختمفة بعضيا البعض بما يحسن من
القدرة التسويقية ليذه المشروعات ويوفر ليا إمكانات تسويق منتجاتيا من المدخالت
إلى المشروعات الكبيرة.
المراجع
1ـ عبد الوىاب إبراىيم ،أسس البحث االجتماعي ،مكتبة نيضة الشرق .)1975
0ـ ـ سمير الشيخ عمي ،االقتصاد السياسي لمبمدان العربية والنامية (دمشق :منشورات
جامعة دمشق 0556
ناصر عدون ،اقتصاد المؤسسة (دار المحمدية ـ الجزائرـ ـ )1998 0ـ
8ـ ـ خميل محمد حسن الشماع ،خضير كاظم حمود ،نظرية المنظمة ،ط( 1دار
المسيرة لمنشر والتوزيع والطباعة )0555
5ـ ـ عمي الخضر وبيان حرب ،إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة (دمشق:
منشورات جامعة دمشق 0555ـ ـ )0556
6ـ عمي الشرقاوي ،التنظيم (الدار الجامعية لمطباعة والنشر ،االسكندرية بدون
7ـ فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد ،الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودورىا في
0558االسكندرية الجامعة شباب (مؤسسة التنمية
8ـ محمد ،السيد عبد السالم( ،التكنولوجيا الحديثة) ـ ـ سمسمة المعرفة .العدد 50
( )1980الكويت
9ـ محمد عاطف غيث ،ومحمد عمي محمد ،دراسات في :التنمية والتخطيط
االجتماعي (دار المعرفة الجامعية1990 .االسكندرية