You are on page 1of 12

‫الملخص‬

‫المقدمة‬

‫التفاعل االجتماعي واألسرة هما جزءان ال يتجزأن من نسيج حياتنا االجتماعية‪ .‬األسرة تعد‬
‫الوحدة األولى واألساسية التي ينشئ فيها األفراد تواصلهم مع العالم الخارجي‪ُ .‬تعتبر‬
‫األسرة مالًذ ا آمًنا ومكاًنا لتطوير العالقات وتشكيل الهويات االجتماعية‪ .‬في الوقت نفسه‪،‬‬
‫يحيط بنا التفاعل االجتماعي في المجتمع بأكمله‪ ،‬ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على أساليب‬
‫تفكيرنا وسلوكنا‪.‬‬

‫تثير هذه العالقة بين التفاعل االجتماعي واألسرة تساؤالت مهمة حول كيفية تأثير العوامل‬
‫االجتماعية على األسرة وكيف يمكن لألسرة أن تؤثر بدورها على المجتمع المحيط بها‪.‬‬
‫وهنا يأتي السؤال األساسي‪" :‬كيف يمكن لألسرة أن تلعب دوًر ا فّعااًل في تعزيز التفاعل‬
‫االجتماعي اإليجابي وتعزيز االستقرار والتنمية في المجتمعات؟" يعكس هذا السؤال‬
‫تحدياتنا االجتماعية الحالية ويشير إلى الضرورة الملحة لفهم عميق لهذه العالقة والبحث‬
‫في كيفية تحقيق التوازن بينهما بشكل مستدام‪.‬‬
‫تعريف التفاعل االجتماعي‬

‫التفاعل االجتماعي أساسي في علم النفس االجتماعي وعلم االجتماع‪ ،‬حيث يدرس كيفية تأثير تفاعل‬
‫األفراد مع بيئتهم على سلوكهم وقيمهم‪ .‬يلعب دوًرا مهًم ا في تطوير نظريات الشخصية والتعلم والعالج‬
‫النفسي‪ .‬هذا التفاعل يؤثر أيًض ا في تطور األطفال من خالل الفهم المتزايد لتفاعالتهم في السياق األسري‬
‫وجماعة األصدقاء‪ ،‬مما يؤثر على عالقاتهم وسلوكهم‪.‬‬
‫يذكر كل من توفيق مرعى وأحمد بلقيس ان التفاعل االجتماعي يشير إلى تلك العمليات المتبادلة بين‬
‫طرفين اجتماعيين فردين أو جماعتين صغيرتين‪ ،‬أو فرد وجماعة صغيرة أو كبيرة في موقف أو وسط‬
‫اجتماعي معين‪ ،‬بحيث يكون سلوك أي منهما منبهًا أو مثيرًا لسلوك الطرف األخر‪ .‬ويجرى هذا التفاعل‬
‫عادة عبر وسيط معين (لغة أعمال أشياء) ‪ ،‬ويتم خالل ذلك تبادل رسائل معينة ترتبط بغاية أو هدف‬
‫محدد‪ .‬ولتنفيذ عمليات التفاعل أشكال ومظاهر مختلفة تؤدى إلى عالقات اجتماعية معينة‪.‬‬
‫ويشير رمضان القذافي إلى ان التفاعل االجتماعي نوع من االتصال بمعناه الواسع ويعني أشياء كثيرة‬
‫منها التحدث مع اآلخرين‪ ،‬أو االستماع إليهم‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والقراءة‪ ،‬كما قد يشتمل على اإلشارات والنظرات‬
‫وتحريك أعضاء الجسم بما يفيد توصيل المعاني المقصودة من شخص آلخر‪ .‬ويعـرف مـاهـر عمـر‬
‫التفاعل االجتماعي بانه عملية ارتباط الفرد مع اآلخرين في عالقات متبادلة مشروعة يستفيد منها كل‬
‫األطراف المشتركة فيها‬
‫ويعرف فؤاد البهي التفاعل االجتماعي بانه عبارة عن التأثير المتبادل بين فردين بحيث يؤثر كل منهما‬
‫في األخر ويتأثر به‪ ،‬وتصبح بذلك استجابة أحدهما مثيرًا لآلخر‪ ،‬ويتوالى التبادل بين المثير واالستجابة‬
‫إلى ان ينتهي التفاعل القائم بينهما‬
‫ويعرف االمبرت التفاعل االجتماعي بانه العملية التي يؤثر بها الناس على بعضهم البعض من خالل‬
‫التبادل المشترك لألفكار والمشاعر‪ ،‬وردود الفعل‬
‫وتشير منيرة حلمى إلى ان التفاعل االجتماعي هو التقاء سلوك شخص مع سلوك شخص آخر أو مجموعة‬
‫أشخاص في عملية توافق متبادلة تجعل سلوك كل منهما استجابة لسلوك اآلخر‪ ،‬ومنبها لهذا السلوك في‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬كما يقصد بالتفاعل االجتماعي ان تستمر هذه العملية التبادلية حتى يصبح الموقف سلسلة من‬
‫السلوك يبدو للرائي كمتابعة سلوكية موصولة الحلقات‪.‬‬
‫ويعرف نبيل عبد الفتاح وآخرون التفاعل االجتماعي على انه عملية تأثير وتأثر بين مجموعة من األفراد‬
‫تؤدى إلى وجود اتصال دائم لتحقيق األهداف المتفق عليها بينهم‪ ،‬فالطالب يتفاعلون داخل الفناء أثناء‬
‫الفسحة لالستمتاع بلعبة جماعية‬
‫العوامل المؤثرة في التفاعل االجتماعي تشمل‪:‬‬
‫‪ .1‬السن ‪ :‬األفراد يميلون إلى التواصل مع أشخاص من نفس الفئة العمرية‪ ،‬ويمكن أن يؤثر العمر على نوع العالقات والتفاعالت‪.‬‬
‫‪ .2‬الجنس ‪ :‬االختالف بين الذكور واإلناث يؤثر على نمط التفاعل االجتماعي‪ ،‬ويمكن أن يتضمن تمييًز ا بين الجنسين‪.‬‬
‫‪ .3‬االتجاهات ‪ :‬اتجاهات الفرد تؤثر على تفضيالته وسلوكه في التفاعل االجتماعي‪ .‬فالقيم والمعايير الشخصية تحكم سلوك الفرد‪.‬‬
‫‪ .4‬القيم والمعايير‪ :‬قيم الفرد ومعاييره تلعب دوًر ا مهًم ا في توجيه سلوكه وتحديد أولوياته واختياراته في التفاعل مع اآلخرين‪ .‬تشكل‬
‫هذه العوامل جزًءا أساسًيا من عملية التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في التفاعل االجتماعي‪:‬‬
‫مما ال شك فيه ان قدرة الفرد على التواصل والتفاعل االجتماعي مع األفراد اآلخرين في‬
‫المجتمع تتم وفق مجموعة من العوامل المؤثرة فيه منها على سبيل المثال ال الحصر ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬السن ‪Age‬‬
‫األفراد يميلون إلى إقامة صداقات مع من في نفس فئة العمر ويشاركونهم أسرارهم‪.‬‬
‫العالقات تعتمد على األدوار واألنشطة التي يشاركون فيها‪ .‬مع تقدم العمر‪ ،‬يزيد عدد‬
‫العالقات االجتماعية والمشاركة في األنشطة‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع الجنس ‪:Sex‬‬
‫األسرة التقليدية في دول العالم النامي تميز بين الذكور واإلناث‪ ،‬وتميل إلى منح األبناء‬
‫الذكور واألكبر سنًا مزيًد ا من االمتيازات‪ .‬هذا التمييز يظهر في توزيع الطعام ويؤدي إلى‬
‫منح األبناء الذكور سلطة على إخوتهم‪ .‬الدراسة تشير إلى أن األطفال في مرحلة الطفولة‬
‫يستمتعون بالقصص التي تحتوي على العدوان‪ .‬يظهر األوالد سلوكيات أكثر توجًها نحو‬
‫العدوان في مرحلة عمرية معينة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬الجنس يؤثر في سلوكيات األفراد‪ ،‬حيث‬
‫يظهر الذكور أكثر مياًل للعدوان‪ ،‬بينما تظهر اإلناث ميًال أكبر نحو سلوكيات غير تنافسية‪.‬‬
‫‪ -3‬االتجاهات ‪Attitudes‬‬
‫قدرة الفرد على التفاعل االجتماعي تعتمد على تجاربه مع أفراد أسرته واتجاهاته‬
‫الشخصية‪ .‬االتجاهات تشير إلى المشاعر والمعتقدات التي يمكن أن تؤثر على سلوك الفرد‪.‬‬
‫تلعب االتجاهات دوًر ا مهًم ا في تحديد كيف يتفاعل الفرد مع اآلخرين في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -4‬القيم والمعايير ‪:Values&norml‬‬
‫القيم والمعايير تختلف من تخصص آلخر‪ ،‬واالتجاهات الشخصية تلعب دوًر ا مهًما في‬
‫تحديد سلوك الفرد وتفاعله مع اآلخرين‪ .‬المعايير هي مقاييس نستخدمها لتقييم سلوك األفراد‬
‫في مواقف معينة وتلعب دوًر ا في تنظيم السلوك االجتماعي وتأثير القيم على العالقات بين‬
‫األفراد‪.‬‬
‫أشكال التفاعل االجتماعي‪:‬‬
‫لقد أكدت الدراسات على شكلين أساسيين من أشكال التفاعل االجتماعي‪- :‬‬
‫‪ -1‬التفاعل االجتماعي المباشر‪:‬‬
‫وهو الذي يحدث بشكل مباشر بين شخصين أو أكثر وجهًا لوجه‪ .‬كموقف المعلم أثناء‬
‫المحاضرة مع طالبه أو الوالدين مع أبنائهما في األسرة‪.‬‬
‫‪ -2‬التفاعل االجتماعي غير المباشر‪:‬‬
‫وهو الذي يحدث بواسطة وسيط‪ ،‬كالهاتف أو كتابة رسالة لصديق أو بالبريد االلكتروني ‪....‬‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫وسائل التفاعل االجتماعي‬


‫تحدث عملية التفاعل االجتماعي عبر وسائط ‪ Media‬مختلفة ومتنوعة يمكن‬
‫تصنيفها إلى نوعين رئيسيين هما‪-:‬‬
‫أ ‪ -‬الوسائط اللفظية ‪:Verbal media‬‬
‫الكالم يتنوع في أشكاله وأنماطه مثل اإلعطاء للتعليمات‪ ،‬وطرح األسئلة‪ ،‬والمدح والنقد‪،‬‬
‫ويمكن استخدام المكافآت مثل النجوم الخارقة لزيادة التفاعالت االجتماعية‪ .‬هذا الكالم يتأثر‬
‫بعوامل مثل نبرة الصوت والوقت واالستماع واأللفاظ والبيئة والفرص‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الوسائط غير اللفظية ‪: Non - verbal media‬‬
‫التواصل غير اللفظي يشمل كل العوامل والعناصر التي ليست كلمات مكتوبة أو منطوقة‬
‫والتي يمكن أن تثير تفاعالت سلوكية متنوعة‪ .‬يشمل ذلك حركات الجسم واإليماءات‬
‫وتعبيرات الوجه والمالبس واأللوان واألصوات واالقتراب واالبتعاد واللمس واستخدام‬
‫األدوات واألجهزة والروائح وأنماط الجلوس والوقوف وغيرها‪ .‬مثًال‪ ،‬تعبيرات الوجه تعد‬
‫جزًءا هاًم ا من هذا التواصل ويمكن لألفراد تعلم كيفية استخدامها للتفاعل مع اآلخرين‪.‬‬
‫الباحثون قاموا بدراسة تأثير التعبيرات الوجهية وطرق طرح األسئلة في هذا السياق‪.‬‬
‫أسس التفاعل االجتماعي‬
‫تستند عملية التفاعل االجتماعي إلى عدة أسس ال تستقيم وال تستمر بدونها‬
‫‪ -1‬التواصل ‪:Communication‬‬
‫التفاعل االجتماعي بين األفراد يتم من خالل اللغة والرموز واإلشارات‪ ،‬ويتأثر بالثقافة‪.‬‬
‫االتصال بين األفراد ضروري لنجاح المجموعات في أداء مهامها بفعالية‪ .‬دراسة‬
‫استعرضت طرًق ا لتعزيز التفاعل االجتماعي واالتصال لدى األطفال‪ ،‬مثل تغيير أنماط‬
‫التواصل واستخدام الصمت بشكل فني وتقديم المدح والتشجيع‪.‬‬
‫‪ -2‬التوقع ‪:Expectation‬‬
‫وجود توقعات مشتركة بين األفراد الذين يتفاعلون يوجه سلوكهم االجتماعي‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬في المباريات الرياضية‪ ،‬يتوقع األفراد سلوًك ا معيًن ا من بعضهم البعض ويتصرفون‬
‫وفًق ا لهذه التوقعات‪ ،‬مما يسهم في تنظيم التفاعل االجتماعي بينهم ويزيد من معرفتهم‬
‫ببعضهم البعض‪.‬‬
‫‪ - 3‬التوافق ‪:Adjustment‬‬
‫ويقصد بالتوافق أال يكون هناك صراع أو نزاع بل يكون هناك توازن وحل وسط يعبر عن‬
‫تقريب وجهات النظر بين األفراد وبين الجماعات والعمل على إيجاد نوع اآلخر من التوافق‬
‫بين األطراف المتنازعة‪ ،‬ويتضمن مثل هذا التفاعل االجتماعي نوعًا من التضحية ألنهاء‬
‫الصراع أو النزاع ويتدخل فيه أطراف للوساطة وتقريب وجهات النظر‪.‬‬
‫‪ 4-‬لعب الدور ‪Role plaging‬‬
‫الدور االجتماعي يشير إلى السلوك المتوقع من الفرد في مواقف معينة ويعتمد على المعايير‬
‫المجتمعية‪ ،‬والتواصل يعتمد على وجود رموز ذات داللة مثل اللغة وتعبيرات الوجه‬
‫وحركة اليدين‪ ،‬ويجب أن تكون هذه الرموز مفهومة لدى األفراد‪.‬‬
‫‪ -5‬التقييم ‪:Evaluation‬‬
‫ويقصد به تقييم الفرد لسلوكه وسلوك اآلخرين ومدى تحقيق أهداف الجماعة وهو ما‬
‫تتحقق به عملية التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫صور التفاعل االجتماعي‬
‫‪ -1‬التعاون ‪:Cooperation‬‬
‫التعاون هو جزء أساسي من التفاعل االجتماعي ويشمل العمل المشترك بين األفراد أو‬
‫الجماعات لتحقيق أهداف مشتركة‪ .‬يلعب التعاون دوًر ا مهًما في تقدم وازدهار المجتمع‪،‬‬
‫ويعكس تأثير األفراد على بعضهم في أداء مهام مشتركة‪ .‬يتم تعلم أنماط السلوك االجتماعي‬
‫المناسبة من خالل التعاون‪ ،‬واألسرة تعتبر أول مكان يتعلم فيه األفراد كيفية التعاون وتكامل‬
‫الجهود لتحقيق أهداف مشتركة‪.‬‬
‫‪ -2‬التوافق ‪:Adiustment‬‬
‫التوافق االجتماعي يعتمد على تكامل االستجابات لتحقيق أهداف مشتركة ويشمل التسامح‬
‫مع اآلخرين والتصالح بين الرغبات المختلفة‪ .‬يسهم في تعزيز العالقات الودية والتوحد في‬
‫األفكار والقيم واالتجاهات ويتطلب التعاون بين مؤسسات مثل األسرة والمدرسة والدور‬
‫الدينية ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -3‬المنافسة ‪:Competition‬‬
‫المنافسة هي عملية تنافس بين األفراد أو الجماعات لتحقيق أهداف معينة‪ .‬تشمل هذه العملية‬
‫التسابق والصراع من أجل الفوز بالهدف‪ ،‬ويمكن أن تكون إما عدائية عنيفة أو بناءة‬
‫وتعزيز التعاون‪ .‬في المجتمع‪ ،‬يتنافس األفراد للوصول إلى أهدافهم الشخصية‪ ،‬وتكون‬
‫المنافسة جزًءا طبيعًيا من الحياة في مختلف المجاالت مثل الرياضة والمسابقات العلمية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ - :‬األسرة‬
‫تعريف األسرة لغة واصطالحا‬
‫لغة‪ :‬األسرة مأخوذة من األسر وهو القوة والشدة‪ ،‬ولذلك فإنها الدرع الحصين ألعضاء‬
‫االسرة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬األسرة هي تجمع اجتماعي قانوني ألفراد اتحدوا بروابط الزواج والقرابة‪ ،‬أو‬
‫بروابط التبني‪،‬‬
‫وهم في الغالب يشاركون بعضهم بعضا في منزل واحد‪ ،‬ويتفاعلون تفاعل متبادل طبقا‬
‫ألدوار اجتماعية محددة ‪.1‬‬
‫من أهم تعريفات األسرة ما جاء في اآلتي‪:‬‬
‫يعرف كونت ‪ Connt‬األسرة بأنها النقطة األولى التي يبدأ منها التطور وهي الخلية األولى‬
‫في جسم المجتمع هي الوسط الطبيعي االجتماعي الذ ويتربى وينشط ويكبر ويترعرع منه‬
‫الفرد‪ .‬يعرفها "مالينوفسكي " بأنها مجموعة من األفراد تربطهم عالقة تميزهم عن غيرهم‬
‫من الجماعات ويعيشون في منزل مشترك وتربطهم عواطف مشتركة‬
‫أنواع األسرة‬
‫‪ -1‬األسرة السوية‪ :‬هي التي يحافظ أفرادها على تماسكهم األسري لما يسود بينهم الحب‬
‫والمودة والعطف والتقدير والتعاون واالحترام دور ومكانة كل واحد منهم‪.‬‬
‫‪ -2‬األسرة االسيوية ‪ :‬هي األسرة التي كثرت مشاكلها وزال منها التماسك والحب والمودة‬
‫بين أفرادها‬
‫ثانيا‪ :‬األسرة الجزائرية‬
‫‪ -1‬تعريف األسرة الجزائرية‪:‬‬
‫هي مؤسسة اجتماعية تتشكل من منظومة بيولوجية‪ ،‬وتقوم على دعامتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬بيولوجية‪ ،‬وتتمثل في عالقات الزواج وعالقات الدم بين الوالدين واألبناء وساللة‬
‫األجيال‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬العالقات المصاهرة في المجتمع‪ ،‬تنشأ عبر الزواج‪ ،‬والرباط الزوجي يتم بموجب‬
‫قوانين األحوال الشخصية‪ .‬األسرة تلعب دوًرا مهًم ا في التنشئة االجتماعية لألطفال‪ ،‬حيث‬
‫تساهم في نقل القيم والسلوكيات والثقافة لألجيال الجديدة‪ ،‬وبذلك تحافظ على الهوية الثقافية‬
‫للمجتمع‪.‬‬
‫أشكال األسرة الجزائرية‬
‫‪ -1‬األسرة النووية واألسرة الممتدة‪:‬‬
‫األسرة النووية أو أسرة "النواة هي األسرة التي تستند الى الزوج والزوجة وأوالدهما الذين‬
‫معهم داخل بيت واحد في نفس الوقت‪ ،‬فهي أسرة التناسل والرعاية األولية – ويمر الفرد في‬
‫حياته بنوعين من أسرة "النواة"‪.‬‬
‫أسرة التوجيه وهي األسرة التي يولد فيها الفرد والمتكونة من األخوة ومن والديه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫أسرة اإلنجاب فحين يتزوج الفرد يترك أسرة ويشكل بالتالي لنفس اسرة نووية أخرى‬ ‫ب‪-‬‬
‫تتكون من زوجته وأطفاله‪.‬‬
‫األسرة الممتدة‪ :‬أما العائلة أو األسرة الممتدة أو المركبة أو المتصلة فهي "األسرة" المكونة‬
‫من زوج وزوجة وأوالدهما سواء الذكور أو اإلناث غير المتزوجين واألوالد المتزوجين مع‬
‫زوجاتهم وأبنائهم وقد تمتد الى األقارب اآلخرين كالعم والعمة واألرملة واألخوال والخاالت‬
‫وغيرهم ويقيمون جميعهم تحت سقف واحد ويشاركون حياة اقتصادية او اجتماعية واحدة‬
‫برئاسة األكبر أو رئيس العائلة‬

‫األسرة األموية واألسرة األبوية‪:‬‬


‫أ‪ -‬األسرة األموية‪ :‬هي األسرة التي تكون فيها السلطة ومن خصائصها‪:‬‬
‫يتم تبليغ األصل العربي واالنحدار فيها من خالل األم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المسكن يكون في بيت األم أو أحد أقاربها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تعود السلطة في الغالب الى األم بقدر ما تعود الى أحد أقاربها كاألخ األكبر‬ ‫‪‬‬
‫يميل هذا النظام الى ادماج جماعة أقارب األسرة بداخلها مما يضعفها‪ ،‬وقد حدا ذلك‬ ‫‪‬‬
‫ببعض المجتمعات الى االعتقاد بعدم وجود حقيقة األبوة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األسرة األبوية‪ :‬تعد السلطة في هذا النوع من األسرة الى األب‪ ،‬وقد توجد عاشقات الى‬
‫جانب الزوج كما في الصين القديمة‪ ،‬وفي المجتمع القبائلي حيث يحيط األبناء باألسرة في‬
‫منازلهم‪ ،‬وتشكل هنا قاعدة المسكن الركيزة المحددة لهذا النوع‪ ،‬وتعتبر من أكثر األشكال‬
‫انتشارا‪ ،‬ودرجات ممارسة األب لسلطته متباينة من مجتمع آلخر‪ ،‬وقد تكون األسرة األبوية‬
‫أحادية الزوج كما قد تكون متعددة الزوجات‬
‫وظائف األسرة الجزائرية‪:‬‬
‫‪ - 1‬الوظيفة االقتصادية‪ :‬حيث كانت األسرة في الماضي وحدة اقتصادية مكتفية ذاتيا؛ ألنها‬
‫تقوم باستهالك ما تنبته‪ ،‬وبالتالي لم تكن هناك حاجة للبنوك أو المصانع أو المتاجر‪.‬‬
‫‪ 2‬وظيفة منح المكانة‪ :‬كان اعضاء األسرة يستمدون مكانتهم االجتماعية من مكانة أسرهم‬
‫في الوقت الذي كان اسم األسرة يحظى بأهمية وقيمة كبرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوظيفة التعليمية‪ :‬كانت األسرة تقوم بتعليم أفرادها وال يعني ذلك تعليم القراءة والكتابة‬
‫وإنما يعني الحرفة أو الصنع‪ ،‬أو الزراعة‪ ،‬والتربية البدنية‪ ،‬والشؤون المنزلية ‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫‪ 4‬وظيفة الحماية‪ :‬كانت األسرة أيضا مسؤولة عن حماية أعضاءها‪ ،‬فاألب ال يمنح ألبنائه‬
‫الحماية الجسمانية فقط‪ ،‬وإنما يمنحهم ايضا الحماية االقتصادية والنفسية‪ ،‬وكذلك يفعل األبناء‬
‫ألبنائهم عندما يتقدم بهم السن‪.‬‬
‫‪ 5‬الوظيفة الدينية مثل صالة الشكر عند تناول الطعام‪ ،‬وصلوات األسرة الجماعية‪ ،‬وقراءة‬
‫الكتب المقدسة‪ ،‬وممارسة الطقوس الدينية‬
‫‪ 6‬الوظيفة الترفيهية‪ :‬كانت الوظيفة الترفيهية محصورة ايضا في األسرة أو بين عدة أسر‬
‫وليس في مراكز خارجية‪ ،‬مثل المدرسة أو المجتمع المحلي‪ ،‬أو وسائل الترفيه المختلفة‬
‫أهمية األسرة الجزائرية‬
‫أنها مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة باالتزان واالستقرار والطمأنينة وان‬ ‫‪‬‬
‫تبعد عنهم جميع ألوان العنف والكراهية‪.‬‬
‫أنها مسؤولة عن مراقبة االبناء ومتابعتهم دائما في مسار حياتهم اليومية سيما في‬ ‫‪‬‬
‫ابعادهم عن سبل االنحراف‬
‫أنها مسؤولة عن تعليم االبناء الكيفية السليمة للتكيف االجتماعي وتكوين العالقات‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية من خالل ما يتعلمه عن أشكال التفاعل على النحو الذي يتوافق مع قيم‬
‫المجتمع ومثله ومعاييره بما يجعلهم قادرين على التفاعل مع األخرين في المجتمع‬
‫تعتبر األسرة من أهم المؤسسات االجتماعية نظرًا لعالقاتها الوثيقة بالفرد والمجتمع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫العالقات والمشكالت األساسية‬
‫أهم النظم األساسية التي تؤثر في تشكيل البناء االجتماعي واستمراره وفاعليته‬ ‫‪‬‬
‫هي الوحدة االساسية في تثبيت السمات الجوهرية للمؤسسات البنيوية المادية والغير‬ ‫‪‬‬
‫المادية‪.‬‬
‫هي المؤسسة االجتماعية ذات األهمية الكبرى في غرس القيم اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساهمة في تحقيق مستلزمات اإلنسان ومقتضيات العصر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المبحث الثالث التنشئة األسرية‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التنشئة األسرية‬
‫أنها اإلجراءات واألساليب التي يتبعها الوالدان في تطبيع أو تنشئة أبنائها اجتماعيا‪ .‬أي تحويلها من‬
‫مجرد كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية وما يعتنقانه من اتجاهات توجه سلوكها في هذا المجال‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العوامل األساسية المساهمة في التنشئة األسرية‬
‫‪ -1‬العالقات االنسانية بين اآلباء واألبناء‪:‬‬
‫تؤكد االبحاث في مجال التنشئة االجتماعية على أن هناك اختالفا وتباينا في العالقات االجتماعات‬
‫االسرية بين ابناء األسرة الواحدة؛ حيث كثيرا ما نسمع ان هناك اباء يفضل ابنه فالن على بقية أبنائه‬
‫وكم نرى أن بعض األمهات تعامل البنت أو الولد األصغر معاملة خاصة؛ هذه المعاملة تجعل بقية االبناء‬
‫يشعرون بأنهم ليسوا اخوة أو بأنهم غير مرغوب فيهم‪ ،‬ويؤكد الباحثون ايضا ان عالقة اآلباء هي‬
‫األمال الكثيرة على هذا الطفل مستقبال‪.‬‬
‫‪ -2‬عدد األفراد في األسرة‪:‬‬
‫ويشير معظم علماء النفس إلى أن االتجاه األسري نحو التقليص في حجم األسرة له مزاياه وعيوبه‬
‫حيث من مزاياه أن يتيح للوالدين فرص التعامل مع الطفل ومتابعته بدقة وفهمه بصورة أفضل أما‬
‫عيوب التخلص في حجم األسرة فمنها ذلك التركز والعمق في العالقات العاطفية بين اعضائها مما يترتب‬
‫عليه زيادة القلق أو الحماية الزائدة لفعل او تضييق مجاالت تحركه وتعلمه وخبرته‪.‬‬
‫‪ -3‬نوع األبناء والتنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫في المجتمعات الشرقية نجد حتى عهد قريب أن للذكر مكانة خاصة بل كان العرب في الجاهلية يقومون‬
‫بوأد البنات‪ ،‬خوفا من العار وفي ذلك يقول هللا سبحانه وتعالى (َو ِإَذ ا ُبِّش َر َأَح ُدُهْم ِباُأْلْنَثى َظَّل َو ْج ُهُه‬
‫ُم ْس َو ًّد ا َو ُهَو َك ِظ يٌم * يتوارى ِم َن اْلَقْو ِم ِم ن ُس وٍء َم ا ُبِّش َر ِبِه َأْم ِس ُك ُه َع َلى ُهوٍن َأْم َيُد ُّسُه ِفي الُّتَر اِب َأاَل َس اَء‬
‫َم ا َيْح ُك ُم وَن ) (سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪)59 ،58‬‬
‫‪ - 4‬الناحية التعليمية لألسرة‪:‬‬
‫البحث الذي أجراه عبد الفتاح القرشي في عام ‪ 1986‬يؤكد أهمية التعليم في توجيه األبناء نحو اكتساب القيم والمعايير‬
‫االجتماعية في المجتمع‪ .‬وجد البحث أن مستوى التعليم للوالدين يرتبط بشكل إيجابي بالتوجيه اإليجابي لألبناء وبناء‬
‫عالقات إيجابية معهم‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪ُ ،‬يظهر البحث أن مستوى التعليم للوالدين يرتبط سلًبا بالتوجيه السلبي لألبناء‬
‫وانتشار السلوكيات غير اإليجابية بينهم‪.‬‬
‫في العصر الحديث‪ُ ،‬يولى اهتمام كبير للتعليم في المجتمعات العربية‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل رغبة اآلباء واألمهات في‬
‫تحفيز أطفالهم على تحقيق النجاح المدرسي‪.‬‬

‫‪ -5‬الطبقة االجتماعية لآلباء‬


‫القيم والقوانين االجتماعية تختلف بين الطبقات االجتماعية‪ ،‬وهذه االختالفات تؤثر على توجيه اآلباء ألطفالهم‪ .‬في‬
‫الطبقات االجتماعية األدنى‪ ،‬يتعزز تقدير االحترام والطاعة والدقة‪ ،‬واآلباء يفضلون توجيه أطفالهم الكتساب هذه القيم‪.‬‬
‫وهم يولون اهتماًم ا كبيًر ا للنتائج المباشرة لسلوك أطفالهم‪ .‬في الطبقات االجتماعية الوسطى‪ ،‬يتركز اهتمام اآلباء على‬
‫نمو الطفل وتطوير قدراته الشخصية‪ ،‬مثل الشعور بالمسؤولية والقدرة على الضبط الذاتي والتحفيز لتحقيق النجاح‬
‫والتفوق في الحياة‪.‬‬

‫مبحث الرابع‪ :‬األدوار والعالقات االجتماعية داخل االسرة‬


‫المطلب األول‪ :‬الدور االجتماعي‬
‫أوًال‪ :‬الدور االجتماعي‬
‫الدور االجتماعي يشير إلى السلوك المتوقع من الفرد في سياق معين داخل المجتمع‪ .‬هناك مفهومين‬
‫للدور‪ :‬األول يتعلق بسلوك الفرد الشخصي والثاني يتعلق بالتوقعات واألنماط االجتماعية المتوقعة‬
‫لشخص يشغل مكانة معينة في المجتمع‪.‬‬
‫يتأثر أداء الدور بالعوامل النفسية واالجتماعية‪ .‬تحدد الثقافة والقيم االجتماعية أداء األفراد ألدوارهم‬
‫وتتطلب معايير محددة‪ .‬ينشأ أداء الدور من تفاعل الفرد مع العوامل النفسية واالجتماعية‪ ،‬ويكون هذا‬
‫التفاعل محصلة التربية والتعلم والتأثير بالقوالب واألمثلة في المجتمع‪ .‬الثقافة تلعب دوًر ا مهًم ا في‬
‫تحديد أداء الدور‪ ،‬ويجب أن يتماشى سلوك الفرد مع توقعات المجتمع والقيم الثقافية‪.‬‬
‫تالكوت بارسونز يرى أن الدور هو أفعال الشخص خالل عالقاته مع اآلخرين ضمن النظام االجتماعي‪.‬‬
‫تقسيم العمل في المجتمع يؤدي إلى تعدد وتباين األدوار‪ ،‬وكل مجموعة من هذه األدوار المتخصصة‬
‫المترابطة تشكل نظاًم ا معيًنا في البنية االجتماعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العالقات االجتماعية األسرية‬


‫توضح العبارة أن اإلنسان ال يمكن أن يعيش بمعزل عن المجتمع بل يتفاعل مع اآلخرين ويتأثر بالعوامل‬
‫االجتماعية والثقافية والبيئية‪ .‬األسرة تلعب دوًر ا مهًم ا في تكوين شخصية الفرد حيث يتعلم األطفال‬
‫قيمهم وسلوكياتهم األولية من األبوين‪ .‬العوامل البيئية واالجتماعية في األسرة يمكن أن تؤثر بشكل‬
‫كبير على سلوك األفراد‪ .‬الحوار والتفاهم داخل األسرة يمكن أن يعززان العالقات الصحية ويساهمان في‬
‫تطوير شخصيات قوية‪ ،‬في حين أن اإلهمال والسلوك السلبي يمكن أن يؤديان إلى سلوك غير صحي‬
‫لدى األفراد‪.‬‬

You might also like