You are on page 1of 3

‫خارطة" هولمز‪/‬توري"‬

‫أ‪.‬د‪ .‬كاظم خلف العلي‬


‫‪2007-07-31‬‬
‫قراءات‪9672 :‬‬

‫كان بحث جيمز س‪ .‬هولمز الموسوم "اسم و طبيعة دراس ات الترجم ة" (‪ )Holmes 1992/2000‬فري دا في‬
‫تط ور الحق ل كمنهج مم يز‪ .‬و يص ف جن تزلر (‪ )92:1993‬في كتاب ه نظري ات الترجم ة‬
‫المعاصرة ‪ Contemporary Translation Theories‬بحث هولمز على انه "مقبول بشكل واس ع على ان ه‬
‫البيان التأسيسي للحقل "‪ .‬من المثير انه في ضوء نقاشنا في أعاله لكيفية تطور الحقل من مناهج أخرى‪ ،‬ان النسخة‬
‫المنشورة هي ص ورة موس عة لبحث ألق اه ه ولمز أص ال في ‪ 1972‬في الج زء المخص ص للترجم ة في الم ؤتمر‬
‫الدولي الثالث للغويات التطبيقية المنعقد في كوبنه اغن‪ .‬يلفت ه ولمز االنتب اه للقي ود المفروض ة في ذل ك ال وقت‬
‫بحقيقة ان البحث الترجمي كان مبعثرا بين المناهج األكثر ق دما‪ .‬و يؤك د أيض ا على الحاج ة إلى تأس يس "قن وات‬
‫اتصال أخرى تؤثر في المناهج التقليدية لتصل إلى جميع الباحثين العاملين في الميدان ‪ ،‬و من أي خلفية ك انوا" (‬
‫‪.)1988b/2000:173‬‬

‫يقدم هولمز بشكل حاسم إطارا كليا واصفا فيه م ا تغطي ه دراس ات الترجم ة‪ .‬و ه ذا اإلط ار عرض ه ‪،‬فيم ا بع د‪،‬‬
‫باحث الترجمة اإلسرائيلي البارز جدعون ت وري كم ا في الش كل ‪ . 1.1‬و ق د ك انت أه داف الن واحي "الص رفة"‬
‫للبحث كما جاء في شروح هولمز لإلطار (‪ )Holmes 1988b/2000:176-81‬هي‪:‬‬

‫وصف ظاهرة الترجمة (نظرية الترجمة الوصفية)‬ ‫•‪.1‬‬

‫تأسيس المبادئ العامة لشرح مثل هذه الظاهرة و التنبؤ لها (نظرية الترجمة)‬ ‫•‪.2‬‬

‫و يقسم الفرع "النظري" إلى النظري ات العام ة و الجزئي ة‪ .‬و يقص د ه ولمز "بالعام ة" تل ك الكتاب ات ال تي تبغي‬
‫وصف أو تفسير كل نوع من الترجمة و القيام بالتعميمات التي ستكون مناسبة للترجمة عموما‪ .‬الدراسات النظرية‬
‫الجزئية مقيدة طبقا للمعايير التي نناقشها في أدناه‪.‬‬

‫الفرع اآلخر للبحث "الصرف" في خارطة هولمز وصفي‪ .‬للدراسات الوصفية الترجمي ة (دوت) ثالث اهتمام ات‬
‫ممكنة هي‪ :‬فحص (‪ )1‬المنتج و (‪ )2‬الوظيفة و (‪ )3‬العملية‪:‬‬

‫‪ .1‬تتفحص الدراس ات الوص فية الترجمي ة الموجه ة نح و المنتج الترجم ات الموج ودة‪ .‬و يمكن ان يتض من ه ذا‬
‫وصف أو تحليل زوج مفرد من نص اصلي‪-‬نص هدف أو تحليل مق ارن لع دد من نص وص اله دف لنص اص لي‬
‫واحد (إلى واحدة أو أكثر من لغات الهدف)‪ .‬و هذه الدراسات ذات المستوى األص غر يمكن ان تنم و إلى دراس ات‬
‫اكبر من تحليل الترجمة و تدرس فترة معينة أو لغة معين ة أو ن وع نص معين أو خط اب معين‪ .‬و يمكن ان تك ون‬
‫الدراس ات ذات المس توى األك بر أم ا تاريخي ة ‪( diachronic‬متتبع ة التط ور ع بر ال زمن) أو تزامني ة‬
‫‪ ( synchronic‬متتبعة نقطة زمنية محددة او مرحلة زمنية محددة) ‪ ،‬و مثلما يتنبأ هولمز (ص ‪ )177‬فإن "احد‬
‫األهداف النهائية للدراسات الوص فية الترجمي ة الموجه ة نح و المنتج (دوت) من الممكن ان يك ون تاريخ ا عام ا‬
‫للترجمات‪،‬مهما بدا مثل هذا الهدف طموحا في هذه الفترة"‪.‬‬

‫‪ .2‬يع ني ه ولمز بالدراس ات الوص فية الترجمي ة الموجه ة وظيفي ا وص ف "وظيف ة (الترجم ات) في الظ رف‬
‫االجثقافي[‪ ]1‬الُم ستْقِِبل‪ :‬و هي دراسة للسياقات أكثر منها دراسة للنصوص" (ص ‪ . )177‬و تتضمن القضايا التي‬
‫يمكن بحثها نوع الكتب المترجمة و زمان و مكان ترجمتها و التأثير الذي مارس ته‪ .‬و ه ذا المي دان‪ ،‬ال ذي ي دعوه‬
‫هولمز "بدراسات الترجمة االجتماعية"و الذي يحتمل ان يدعى اليوم بدراسات الترجمة الموجهة ثقافيا ‪ ،‬كان اقل‬
‫بحثا في زمن ظهور دراسة هولمز إال انه أكثر شعبية في العمل الذي يجري حالي ا في دراس ات الترجم ة (انظ ر‬
‫الفصلين ‪ 8‬و ‪.) 9‬‬

‫‪ .3‬إن الدراسات الوصفية الترجمية الموجهة نحو العملية (دوت) في اطار هولمز معنية بسيكولوجية الترجم ة‪ ،‬و‬
‫ه ذا يع ني أنه ا مهتم ة بمحاول ة اكتش اف م ا يحص ل في ذهن الم ترجم‪ .‬و ب الرغم من بعض العم ل الالح ق في‬
‫بروتوكوالت التفكير بصوت مسموع ‪ ( think-aloud protocols‬حيث تعم ل تس جيالت لح ديث الم ترجمين‬
‫أثناء قيامهم بالترجمة) ‪ ،‬فإن هذا ميدان بحث لم يتم تحليله بصورة نظامية لحد اآلن‪.‬‬

‫و يمكن ان يغذى الفرع النظري بنتائج البحث في الدراسات الوصفية الترجمية لتطوير نظرية عامة للترجمة أو و‬
‫هذا هو األكثر احتماال‪ ،‬نظريات الترجمة الجزئية "المقيدة" باألقسام الفرعية على نح و م ا يظه ر في الش كل ‪1.1‬‬
‫أعاله‪.‬‬

‫تنقسم النظريات المقيدة بالوسط طبقا للترجمة ان كان يقوم بها الحاسوب أو البشر‪ ،‬م ع تقس يمات فرعي ة‬ ‫•·‬
‫ًا‬
‫إضافية إذا ما كانت اآللة‪/‬الحاسوب يعمل بمفردها أو بوصفها ُم عين للم ترجم البش ري أو فيم ا إذا ك انت الترجم ة‬
‫البشرية تحريرية أو منطوقة أو إذا ما كانت الترجمة المنطوقة (الترجمة الشفوية) تتابعية أم فورية‪.‬‬

‫النظري ات المقي دة مي دانيا مقي دة بلغ ات أو مج اميع لغ ات و‪/‬أو ثقاف ات معين ة‪ .‬و ق د الح ظ ه ولمز ان‬ ‫•·‬
‫النظريات المقيدة باللغات متعلقة بشكل وثيق بالعمل في اللغويات المقارنة و األسلوبيات‪.‬‬

‫النظريات المقيدة بالرتبة هي نظريات لغوي ة قي دت بمس توى مح دد (اعتيادي ا) بالكلم ة أو الجمل ة‪ .‬و في‬ ‫•·‬
‫الوقت الذي كان هولمز يكتب دراسته كان هناك ميل مسبق نحو لسانيات النص‪ ،‬و هذا يعني التحليل عن د مس توى‬
‫النص‪ ،‬الذي أصبح منذ ذلك الحين أكثر شعبية (انظر الفصلين ‪ 5‬و ‪ 6‬من هذا الكتاب)‪.‬‬

‫النظريات المقيدة بن وع النص ت درس أنواع ا مح ددة من الخط اب أو األجن اس مث ل الترجم ة األدبي ة و‬ ‫•·‬
‫التجاري ة و التقني ة‪ .‬ب رزت م داخل ن وع النص بعم ل رايس و فيرم ير‪،‬من بين آخ رين‪ ،‬في س بعينيات الق رن‬
‫العشرين(انظر الفصل ‪.)5‬‬

‫المصطلح مقيد بالزمن يشرح نفسه بنفسه و يشير للنظريات و الترجمات المحددة طبق ا إلط ارات زمني ة‬ ‫•·‬
‫أو مرحلية‪ .‬و يقع تاريخ الترجمة ضمن هذا الصنف‪.‬‬

‫النظري ات المقي دة بمش كلة يمكن ان تع ود إلى بعض المش اكل مث ل التك افؤ‪ ،‬و هي ‪-‬قض ية أساس ية من ذ‬ ‫•·‬
‫ستينيات و سبعينيات القرن العشرين ‪ -‬أو إلى قضية أوسع مثل فيما إذا كانت عموميات لغة الترجمة موج ودة أم‬
‫ال‪.‬‬

‫و على الرغم من هذا التصنيف فإن هولمز ذاته يعاني في تبيان ان عددا من التقييدات المختلفة يمكن ان تعم ل في‬
‫أي وقت محدد‪ .‬و هكذا فإن دراسة ترجمات روايات الروائي الكولومبي المعاصر غابرييل غارسيا ماركيز‪ ،‬التي‬
‫تحلل في الفصل ‪ ،11‬ستكون مقيدة بالميدان (الترجمة من األسبانية الكولومبية إلى اإلنكليزية و اللغات األخ رى و‬
‫بين الثقافة الكولومبية و ثقافات لغة الهدف) و مقيدة بنوع النص (روايات و قصص قصيرة) و مقيدة بالزمن ( من‬
‫ستينيات القرن العشرين إلى تسعينياته)‪.‬‬
‫يعنى الفرع "التطبيقي" الطار هولمز ب‪:‬‬

‫تدريب المترجمين‪ :‬طرائق التدريس و تقنيات االختبار وتصميم المناهج‬ ‫•·‬

‫معينات الترجمة ‪ :CAT TOOLS‬مثل المعاجم و كتب القواعد و تكنولوجيا المعلومات‬ ‫•·‬

‫النقد الترجمي‪ :‬تقييم الترجمات بما فيها تصحيح ترجمات الطلبة و مراجعة الترجمات المنشورة‬ ‫•·‬

‫يذكر هولمز ميدانا آخر هو سياسات الترجمة إذ يرى باحث الترجمة ناص حا بموق ع الترجم ة في المجتم ع ‪ ،‬بم ا‬
‫فيها نوع المكانة ‪ ،‬ان كانت موجودة‪ ،‬التي يجب ان تحتلها في مناهج تدريس اللغة و تعلمها‪.‬‬

‫إذا طورت جوانب الفرع التطبيقي هذه‪ ،‬فإن الجانب األيمن للشكل ‪ 1.1‬سيبدو نوعا ما مثل الشكل ‪.1.2‬‬

‫الفرع التطبيقي لدراسات الترجمة‬

‫ان التقسيمات الموجودة في "الخارطة" عموما مفتعلة من عدة وجوه‪ ،‬و ان هولمز (‪ )1988b/2000:78‬نفس ه‬
‫معني بتبيان ان الميادين النظري ة و الوص فية و التطبيقي ة ت ؤثر على بعض ها البعض‪ .‬على أي ة ح ال ف إن الم يزة‬
‫الرئيسة للتقسيمات هي‪ ،‬كما يبين ذلك توري (‪ ، )1991:180,1995:9‬في انه ا تس مح بتوض يح و تقس يم العم ل‬
‫بين الميادين المختلفة لدراسات الترجمة التي غالبا ما شوشت في الماضي‪ .‬مع ذل ك ف إن التقس يم م رن إلى درج ة‬
‫يسمح بدمج تطورات مثل التطورات التقنية في السنوات األخيرة على الرغم من ان هذه التطورات ال تزال تحتاج‬
‫إلى مزيد من البحث‪.‬‬

‫يكمن الدور الهام الذي قامت به دراسة هولمز في رسم الخطوط العريضة إلمكانية دراس ات الترجم ة‪ .‬و م ازالت‬
‫الخارطة تستعمل غالبا كنقطة افتراق‪ ،‬حتى و إن كانت المناقشات النظرية الالحقة (مثل (‪Pym 1998 Snell-‬‬
‫‪ ، Hornby 1991‬قد حاولت إعادة أجزاء منها‪ ،‬كما ان البحث الحالي قد تطور بص ورة معت برة من ذ ‪ .1972‬و‬
‫تؤشر حقيقة تكريس هولمز لثلثي اهتمامه للجوانب "الصرفة" من النظرية و الوص ف بالتأكي د اهتمامات ه البحثي ة‬
‫أكثر من افتقار إمكاني ات الج انب التط بيقي‪ .‬و من المحتم ل ان تك ون "سياس ة الترجم ة" ه ذه األي ام أك ثر ص لة‬
‫باأليدلوجية التي تحدد الترجمة منها بالحالة التي كانت في وص ف ه ولمز‪ .‬ان التقيي دات المختلف ة ‪ ،‬ال تي يص فها‬
‫توري على انها تتعل ق ب الفرع الوص في عالوة على الف رع النظ ري الص رف (الخط وط العمودي ة المتقطع ة في‬
‫الشكل ‪ ، )1.1‬ربما تتضمن أيضا نوع الخطاب باإلض افة إلى تقيي د ن وع النص‪ .‬و س يختلف بعض الب احثين على‬
‫تضمين الترجمة الشفوية كص نف ف رعي للترجم ة البش رية‪ .‬و في ض وء المتطلب ات و الفعالي ات المختلف ة ج دا‬
‫المرتبطة بالترجمة الشفوية ربما يكون من األفضل اعتبار الترجم ة الش فوية كحق ل م واز ينض وي تحت عن وان‬
‫"دراسات الترجمة الشفوية" ‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬و كما يبين بم ‪ ،‬ف إن خارط ة ه ولمز تح ذف أي ذك ر لخصوص ية‬
‫األسلوب و عمليات اتخاذ القرار و ممارسات عمل المترجمين البشريين المعنيين بعملية الترجمة‪.‬‬

You might also like