You are on page 1of 121

‫&‪²‬‬

‫جامعة يحيى فارس باملدية‬


‫كلية العلوم إلانسانية والاجتماعية‬
‫قسم العلوم الاجتماعية‬

‫المستوى‪ :‬سنة ثانية ماستر‬ ‫التخصص‪ :‬إرشاد وتوجيه‬

‫مطبوعة خاصة بمقياس‬


‫إلارشاد ألاسري‬
‫من إعدإد إ ألس تاذة‪:‬‬
‫د‪ /‬زهرة محيدة‬

‫إلسنــــــــــة إجلامعـــــــــــية ‪2222/2222‬‬


‫الصفحة‬ ‫الفهرس‬
‫ب‬ ‫‪ -‬وصف املطبوعة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -‬مقدمة‬
‫‪ -‬املحاضرة ألاولى‪ :‬الزواج‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -‬تعريفالزواج‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -‬أهداف الزواج‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -‬مراسيم الاستعداد للزواج‬
‫‪5‬‬ ‫‪ -‬مراحل نمو الحياة ألاسرية‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -‬الصحة النفسية من خالل أطوار حياة ألاسرة‬
‫املحاضرة الثانية‪ :‬ألاسرة‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -‬تعريف ألاسرة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬أنواع ألاسر‬
‫‪00‬‬ ‫‪ -‬خصائص ألاسرة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ -‬وظائف ألاسرة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬مهمات ألاسرة‬
‫‪05‬‬ ‫‪ -‬مقومات ألاسرة‬
‫‪06‬‬ ‫‪ -‬القواعد ألاسرية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬معايير ألاسرة الصحية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬املشكالت ألاسرية‬
‫‪01‬‬ ‫‪ -‬ألانماط الوالدية املولدة للمرض في ألاسرة‬
‫‪21‬‬ ‫املحاضرة الثالثة‪ :‬الخلفية النظرية لإلرشاد ألاسري‬
‫املحاضرة الرابعة‪ :‬إلارشاد ألاسري‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -‬تعريف إلارشاد ألاسري‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -‬أهداف إلارشاد ألاسري‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -‬مبادئ إلارشاد ألاسري‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -‬خدمات إلارشاد ألاسري‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -‬أسباب إلارشاد ألاسري‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -‬أهمية إلارشاد ألاسري‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -‬اوجه الشبه بين إلارشاد والعالج ألاسري‬
‫‪ -‬املحاضرة الخامسة‪ :‬املداخل النظرية لإلرشاد ألاسري‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬نظرية النظم العامة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬

‫‌أ‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬مبادئ النظرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬ألاساليب املستخدمة مع ألاسرة‬
‫املحاضرة السادسة‪ :‬النظرية البنائية‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬مصطلحات النظرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬العالقات في البناء ألاسري‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -‬أهداف العالج ألاسري البنائي‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -‬ألاساليب العالجية في النظرية البنائية‬
‫املحاضرة السابعة‪ :‬نظرية العالج ألاسري الاستراتيجي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -‬املفاهيم ألاساسية في نظرية هيلي‬
‫‪59‬‬ ‫‪ -‬مصطلحات النظرية‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -‬أهداف العالج‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -‬فنيات العالج ألاستراتيجي‬
‫‪63‬‬ ‫‪ -‬ألاساليب العالجية‬
‫املحاضرة الثامنة‪ :‬نظرية العالج ألاسري املتعدد‬
‫‪66‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -‬مفاهيم نظرية بوين‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬أهداف العالج عند بوين‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬تقنيات العالج عند بوين‬
‫‪ -‬املحاضرة التاسعة‪ :‬نظرية التواصل لساتير‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬نموذج فرجينيا ساتير‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -‬افتراضات النظرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬مصطلحات النظرية‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -‬ألاساليب العالجية‬
‫‪12‬‬ ‫املحاضرة العاشرة‪ :‬النموذج ألادلري في العالج ألاسري‬
‫املحاضرة الحادية عشر‪ :‬العالج ألاسري السلوكي املعرفي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -‬مصطلحات النظرية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -‬ألاساليب العالجية‬
‫‪91‬‬ ‫املحاضرة الثانية عشر‪ :‬أخالقيات العمل إلارشادي‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -‬الاعتبارات ألاخالقية‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -‬مهام املرشد ألاسري الناجح‬

‫‌‬
‫ب‬
‫‪011‬‬ ‫‪ -‬املتطلبات الشخصية‬
‫‪012‬‬ ‫‪ -‬دور املعالج النفس ي ألاسري‬
‫‪013‬‬ ‫‪ -‬خدمات إلارشاد ألاسري‬
‫‪015‬‬ ‫املحاضرة الثانية عشر‪ :‬خطوات وفنيات إلارشاد ألاسري‬
‫‪011‬‬ ‫‪ -‬تمهيد‬
‫‪011‬‬ ‫‪ -‬خطوات إلارشاد‬
‫‪016‬‬ ‫‪ -‬فنيات إلارشاد‬
‫‪000‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪002‬‬ ‫‪ -‬قائمة املراجع‬

‫‌‬
‫ت‬
‫وصف املطبوعة‬
‫‪ -‬اسم املقياس‪ :‬يعتبر إلارشاد ألاسري من بين املقاييس الهامة في التخصص الذي يندرج ضمن إلارشاد النفس ي‬

‫ويهتم بدراسة ألاسرة‪ ،‬حيث يمكن الدارس له من الوقوف على مختلف املشاكل ألاسرية التي قد تمس النسق ألاسري‬

‫وكيف تنعكس على العالقات ألاسرية وعلى هذا النسق ككل‪ ،‬كما يعنى هذا املقياس بتقديم معلومات حول مختلف‬

‫النظريات التي اهتمت باإلرشاد ألاسري من بينها نظرية النظم العامة‪ ،‬النظرية البنائية‪ -‬نظرية العالج الجيلي ونظرية‬

‫العالج الاستراتيجي‪ ،‬وكذا مختلف الاستراتيجيات العالجية املستخدمة في كل نظرية‪.‬‬

‫‪ -‬مقياس إلارشاد ألاسري‪ :‬موجه لطلبة السنة الثانية ماستر تخصص علوم التربية إرشاد وتوجيه وهو من املقاييس‬

‫ألاساسية والسداسية في التخصص حيث يدرس لسداس ي واحد وقد حاولنا من خالل املقياس تغطية جميع محاور‬

‫البرنامج‪.‬‬

‫‪ -‬الرصيد‪:‬‬

‫‪ -‬املعامل‪:‬‬

‫‪ -‬البرنامج‪:‬‬

‫‪ -‬أهداف املقياس‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على مفهوم الزواح‪ -‬أهدافه ومراحل نمو الصحة ألاسرية من خالل أطوار الحياة‬

‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على مفهوم ألاسرة‪ ،‬أنواعها‪ ،‬وظائفها‪ ،‬وأهم املشكالت ألاسرية‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على إلارشاد ألاسري من حيث نشأته‪ -‬تعريفه‪ -‬أهدافه‪ -‬مبادئه وأهم رواده وكذلك أهم أسباب‬

‫ظهور هذا التخصص‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على أهم النظريات إلارشاد ألاسري من حيث مفاهيمها وإلاستراتيجيات العالجية املستخدمة‬

‫‪ -‬أن يتعرف الطالب على خطوات و فنيات إلارشاد ألاسري‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر إلارشاد ألاسري أحد تخصصات إلارشاد النفس ي الرئيسية يقوم على ألاسس الفلسفية ذاتها‪ ،‬أي العالج‬

‫الوقاية وتنمية املهارات ويخدم عموما تمكين ألاسرة على مختلف ألاصعدة الزوجية‪ ،‬الوالدية وإدارة الحياة وبالتالي فإن‬

‫له مجال عالجي يتمثل في إرشاد العالقات الزوجية‪ ،‬وعالج ألاسرة باعتبارها منظومة حية نامية‪ ،‬كما يهتم بعالج‬

‫مشكالت ألابناء وتكيفهم ضمن ألاسرة وفي املدرسة‪ .‬كما له جوانب وقائية لحماية ألاسرة كوحدة وأعضائها من ألاخطار‬

‫التي تهدد توازنهم وتوافقهم الذاتي وفاعليتهم الحياتية‪.‬‬

‫إال أن البعد النمائي يشغل مكانة متزايدة في أهميتها في برامج إلارشاد ألاسري‪ ،‬ويتراوح مابين إرشاد إلاعداد‬

‫للزواج‪ ،‬الصحة إلانجابية‪ ،‬تعزيز التوافق الزواجي والسعادة والرض ي العاطفي الجنس ي‪ ،‬ومرورا باملهارات الوالدية‬

‫وبرامجها الهامة وصوال إلى تنمية مهارات الحياة وإدارة الذات على صعيد ألاسرة (التواصل‪ ،‬حل املشكالت‪ ،‬التفكير‬

‫إلايجابي‪ ،‬وإدارة ميزانية ألاسرة‪ ،‬وضع ألاهداف‪ ،‬واتخاذ القرارات‪ ،‬سياسات الشراء والادخار‪ ،‬العالقات الاجتماعية)‪.‬‬

‫وفي كل هذه املحاور فاإلرشاد ألاسري يستفيد من مختلف فروع علم النفس ومختلف العلوم ألاخرى‪.‬‬

‫وقد يكون من أبرز توجهات إلارشاد النفس ي في اختصاصه ألاساس ي التأكيد من جديد على املسؤولية الذاتية‬
‫ّ‬
‫والقيم الروحية للوجود‪ ،‬فهناك تحول تدريجي من التركيز على أسباب والعوامل الخارجية إلى التركيز على‬ ‫ومعنى الحياة‬

‫الوعي باملسؤولية الذاتية والحياة وقيمها ودوافعها‪ ،‬فاالهتمام بتقدير الذات واحترامها واملسؤولية الذاتية عن قراراتنا‬

‫كيف نفكر ونشعر ونتصرف يحول التركيز من الحلول إلاجرائية العملية (ذات ألاهمية التي الشك فيها) إلى البحث عن‬

‫معنى الحياة ألاسرية والزوجية فيما يتجاوز املاديات‪.‬‬

‫وبالتالي فاإلرشاد ألاسري يركز على التفاعالت والتواصل بايجابياتهما ومعوقاتهما‪ ،‬فيعالج هذه املعوقات ويعزز‬

‫إلايجابيات ويقوم ذلك على مبدأين علميين ثابتين‪ ،‬يتمثل أولهما بأن الاضطراب ليس فرديا ذاتي املنشأ‪ ،‬وإنما قد يكون‬

‫نتاج لعالقة صراعية على مستوى إلامكانات وألادوار والدالالت ضمن ألاسرة‪ ،‬إذ قد ُيحمل أعضاء ألاسرة (أحد ألابناء‪،‬‬

‫أو إلاخوة‪ ،‬أو أحد الزوجين) عبئ أزمة عالئقية ضمن هذه ألاسرة وهو ما أصبح يعرف في علم النفس املرض ي بظاهرة‬

‫تفويض الاضطراب‪ ،‬حيث يمرض الطفل نيابة عن ألام أو ألاب أو نيابة عن أزمة عالقتهما الزوجية املتعثرة‪ ،‬وبالتالي‬

‫فالعالج ال ينجح بالضرورة إذا اتخذ املنحى الفردي‪ ،‬وإذا هو نجح وتخلص عضو ألاسرة من حمل عبئ املرض بالنيابة‬

‫عن آلاخرين في ألاسرة‪ ،‬فإن املرض سينفجر في موقع آخر (عند عضو آخر أو في عالقة أخرى) ذلك ألامر يتكرر في عالج‬

‫اضطرابات أحد أعضاء ألاسرة‪ .‬ولذلك فاملرض الفردي هو مجرد العارض املرض ي ملرض ألاسرة ذاتها‪ ،‬أو أحد مراكز‬

‫‪1‬‬
‫القوى فيها‪ .‬ومن هنا تبرز أهمية عالج ألاسر بمثابة وحدة كلية دينامية أو عالج العالقة الزوجية في دينامياتها ودوافعها‬

‫الكامنة‪( .‬مصطفى حجازي‪)10-39:2100 ،‬‬

‫ولقد انبثقت الحاجة إلى إلارشاد ألاسري من قناعة بأن معظم مشكالت الحياة تظهر من خالل ألاسرة ويمكن‬

‫أن تعالج في إطار ألاسرة‪ ،‬فالعالقات ألاسرية يمكن أن تكون مصدر إثراء ودعم لكل فرد منها‪ ،‬كما يمكن أن تكون‬

‫مصدرا للضغوط واملعاناة‪ ،‬وهي في معظم الحاالت مزيج من الدعم والضغط‪ .‬وإلارشاد ألاسري يستهدف تحسين الجو‬

‫ألاسري بحيث يصبح مصدرا للدعم بدال من أن يكون مصدرا للضغط‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)1:2101 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫املحاضرة ألاولى‬

‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزواج‬

‫الزواج هو تلك العالقة الاجتماعية الوحيدة الدائمة بين الرجل واملرأة التي يباركها هللا سبحانه وتعالى‬

‫باعتبارها ألاساس الشرعي السليم لتكوين الخلية ألاولى للمجتمع أال وهي ألاسرة‪ .‬فالزواج مطلب أساس ي من مطالب‬

‫النمو إذا تحقق إشباعه بنجاح أدى إلى الشعور بالسعادة وبالتالي تحقيق مطالب النمو مستقبال‪ ،‬بينما الفشل في‬

‫إشباعه يؤدي إلى نوع من الشقاء وعدم التوافق مع مختلف مطالب الحياة‪( .‬بلميهوب كلثوم‪)2101 ،‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الزواج‪:‬‬

‫فالزواج في اللغة هو الازدواج والاقتران‪ ،‬وهو نظام القتران الذكر باألنثى‪ ،‬وهو نظام اجتماعي منظم بينهما‪،‬‬

‫وأيضا نظام نفس ي ديناميكي من الطرفين الستمرار الحياة ودوامها‪.‬‬

‫‪ -‬الزواج في الشريعة إلاسالمية‪:‬‬

‫النكاح أو الزواج عقد يحل لكل من الزوجين الاستمتاع بصاحبه‪ ،‬والنكاح مشروع لقوله تعالى { وان خفتم أال‬

‫تقسطوا فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث وربع فان خفتم أال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك‬

‫أدنى أال تعولوا} (سورة النساء ‪.)13‬‬

‫وعليه تعددت التعريفات التي تحدثت عن الزواج وقد ركزت على ثالثة مجاالت رئيسية نوضحها كما يلي‪:‬‬

‫تعريفه‬ ‫املجال‬
‫نظام اجتماعي جوهري مقيد بشرائع دينية مختلفة تبعا للشعوب وألامم‪ ،‬هذا‬ ‫‪ -‬من الناحية الاجتماعية‬
‫باإلضافة إلى أنه رابطة تربط النفوس لكائنين عاقلين مستعينين بالصبر والاتفاق‬
‫ليستطيعا إنشاء عائلة صالحة في املجتمع إلانساني‪.‬‬
‫عقد يوقعه الرجل واملرأة من أجل حياة مشتركة تحت سقف واحد يتضمن‬ ‫‪ -‬من الناحية القانونية‬
‫مجموعة من البنود والضوابط التي تنظم عالقاتهما املتشابكة من أجل إرساء‬
‫دعائم بناء متين يحفظ حقوقهما ويحدد واجباتهما‪.‬‬
‫عالقة ديناميكية بين شخصين نتوقع فيهما ألاوقات الهادئة وألاوقات العصبية‪،‬‬ ‫‪ -‬من الناحية النفسية‬
‫فالسعادة فيها تقوم على جهد يبذل من الطرفين ويهدف إلى التفاهم العميق‪ ،‬كما‬
‫تقوم على إدراك وتقدير متبادل من كل طرف ملحاسن ومساوئ الطرف ألاخر‪.‬‬
‫(أحمد عبد اللطيف‪)06-05:2111 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهداف الزواج‪:‬‬

‫يرى الكثير من علماء النفس وألانثربولوجيا وعلماء الاجتماع العائلي بأن الزواج هو املؤسسة الاجتماعية ألاكثر‬

‫قبوال ومشروعية على مر التاريخ‪ ،‬حيث يسعى فيها كل من الزوج والزوجة إلى محاولة تكوين أسرة قائمة بذاتها قادرة‬

‫‪3‬‬
‫على دفع الزواج إلى الاستقرار وال يكون ذلك إال من خالل تحقيق ألاهداف التالية والتي تتمثل حسب بلميهوب كلثوم‬

‫(‪ )0202‬في‪:‬‬

‫الحاجة للحب والتقدير‪ -‬الحاجة إلى تأكيد الذات وإثبات الهوية‪ -‬الحاجة إلى ألامومة وألابوة‪ .‬كما يهدف أيضا إلى‪:‬‬

‫‪ -‬إشباع الجوانب الجنسية‪ -‬تكوين صداقة وزمالة دائمة‪ -‬إشباع الجوانب العاطفية‪ -‬الحصول على الدعم‪ -‬تكوين أسرة‬

‫مستقرة‪ -‬الاستقرار النفس ي‪ -‬تلبية حاجة ألابوة‪ -‬الحصول على الحب‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)06-05:2111 ،‬‬

‫ثالثا ‪ -‬العالقات التي تتم قبل الاستعداد للزواج بين الطرفين‪:‬‬

‫يشير محمد خليفة (‪ )0711‬إلى أنواع العالقات التي تتم قبل الاستعداد للزواج بين الطرفين من ذلك‪:‬‬

‫عالقة صداقة‪ -‬عالقة امليل الجنس ي‪ -‬عالقة الحب ‪ -‬العالقة الزوجية‬

‫رابعا ‪ -‬مراسيم الاستعداد للزواج‪:‬‬

‫على الرغم من الاختالف فيما بين الناس في مراسم الاستعداد للزواج في املجتمعات املعاصرة طبقا ملستوى‬

‫التحضر والتعليم إال أن العادة جرت في معظم املجتمعات إلى وجود مراحل مختلفة يتم من خاللها تكوين ألاسر هي‪:‬‬

‫‪ -3‬شهر العسل‪( .‬أحمد محمد‪)10:0992 ،‬‬ ‫‪ -0‬الزفاف‪.‬‬ ‫‪ -0‬الخطبة‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬مراحل نمو الحياة ألاسرية‪:‬‬

‫يفترض املرشد أن الناس غالبا ما يطورون مشاكلهم أثناء الانتقال من مرحلة نمائية إلى أخرى‪ ،‬وتتمثل هذه‬

‫املراحل في‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة (فترة) املغازلة أو الخطوبة‪:‬‬

‫تختلف هذه املرحلة باختالف املجتمعات واختالف تقاليدها وعاداتها ففي بعض املجتمعات العربية تعتبرها‬

‫فترة الاتفاق على الزواج‪ ،‬وقد ال تستمر إال بضعة أيام ويكون فيها التعارف بين الزوجين تحت إشراف العائلة‪ ،‬وفي‬

‫مجتمعات عربية أخرى تمتد إلى مدة أطول حتى يتهيأ الزوجان للزواج‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪ )20:2111 ،‬ويؤكد كثير من‬

‫علماء النفس أن فترة الخطوبة عبارة عن‪:‬‬

‫أ‪ -‬فترة لتعرف كل واحد منهما على آلاخر‪ ،‬وذلك من حيث الاستعداد للحياة الزوجية وتكوين ألاسرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬فترة التخطيط‪ ،‬وتوزيع املهام بين الطرفين في الحياة ألاسرية‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة الانتقال من حياة العزوبية إلى مرحلة الحياة الزوجية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ -‬فترة التجريب والاختيار ملعرفة امليول والاتجاهات املتوافقة‪ ،‬وإما أن يكتشف أحدهما أو كالهما أن التوافق أمر غير‬

‫محتمل‪ ،‬الختالف الطباع وامليول‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون كل منهما في حل من ترك آلاخر بسهولة‪ ،‬قبل إلاقدام على‬

‫خطوة الزواج بمواثيقها وقيودها املحكمة‪( .‬أحمد محمد‪)10:0992 ،‬‬

‫‪ -0‬السنوات ألاولى من الزواج‪ :‬ويمكن تقسيم هذه املرحلة إلى ثالث مراحل أساسية وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة شهر العسل‪ :‬وهي فترة راحة واستجمام للعروسين وتعرف كل منهما على عادات آلاخر كاالستيقاظ‪ ،‬النوم‬

‫وعادات الطعام وما يحبان وما ال يحبان وألاشياء املفضلة لكل منهما‪.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة الزواج ألاولى‪ :‬وفي هذه الفترة يعود الزوجان إلى البيت ويستريحان فيه ويحضران ما يلزم له وإعداده‬

‫للسكن ووضع املسؤوليات لكل منهما حيث تصبح الزوجة مسؤولة عن إرادته وإعداد ميزانيته والاتفاق عليه من حيث‬

‫امللبس والسكن‪.‬‬

‫ج‪ -‬استقرار الزواج حتى الطفل ألاول‪ :‬وهنا تكتشف الزوجة بأنها حامل‪ ،‬ألامر الذي يتطلب التهيئة للقيام باألعمال‬

‫والواجبات القادمة من رعاية صحية وتغذية ووالدة‪.‬‬

‫‪ -3‬ميالد وتربية الطفل‪:‬‬

‫وهنا يأتي الطفل الجديد وهو ضيف مرغوب به‪ -‬في العادة‪ -‬عند الزوجين‪ ،‬ولكنه يشكل عبئا من حيث وقت‬

‫الفراغ‪ ،‬والنشاطات‪ ،‬الجانب الاجتماعي واملالي وتقسم هذه املرحلة إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسرة بأطفال قبل املدرسة‪ :‬أكبر طفل من ‪ 6-0‬سنوات وهنا يقوم الزوجان بإعداد ألاطفال للذهاب للمدرسة أو‬

‫إلحاقهم بالروضة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أسرة بأطفال املدرسة‪ :‬أكبر طفل من ‪ 03-6‬سنة ولكل مرحلة من هذه املراحل خصوصيتها من ألادوار الواجب‬

‫القيام بها من طرف الوالدين‪.‬‬

‫‪ -4‬السنوات الوسطى من الزواج‪.‬‬

‫‪ -5‬فطام‪ /‬عزل الوالدين عن ألاطفال‪.‬‬

‫‪ -6‬التقاعد والشيخوخة‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)23-22:2111 ،‬‬

‫‪-‬سادسا‪ -‬الصحة النفسية خالل أطوار حياة ألاسرة‪:‬‬

‫‪ -0‬مرحلة تكوين الشراكة الزوجية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫يأتي كل من الزوجين إلى حياتهما ألاسرية الجديدة وهو يحمل موروثة من أسرة ألاصل‪ ،‬وهو موروث متعدد‬

‫الجوانب نفسيا‪ ،‬اجتماعيا‪ ،‬اقتصاديا وثقافيا (عادات وتقاليد‪ ،‬قيم‪ ،‬ومعايير وقواعد سلوك وتوجهات حياتية وأنظمة‬

‫عالقة) والبد لتوفير فرص نجاح الحياة الزوجية وتمتعها بالصحة النفسية من خالل عمليات تفاعل وتفاهم وتوافق‬

‫على رؤى مشتركة للذات وللقريبين ولحياتهما معا‪.‬‬

‫بذلك يتأسس الزواج على قواعد واقعية قابلة لتوفير الشراكة الفعلية من جميع الجوانب العاطفية‪،‬‬

‫الجنسية‪ ،‬النفسية والاجتماعية والحياتية العامة‪.‬‬

‫‪ -0‬الحياة الزوجية الجديدة‪:‬‬

‫يتطلب نجاح الحياة الزوجية توافق على عادات وإجراءات حياتية مشتركة‪ ،‬وعلى إيجاد قواسم مشتركة لنظم‬

‫التوقعات الذاتية لكل من الزوجين (ماذا ينتظر كل طرف من آلاخر ومن الرباط الزوجي وما هي تصوراته)‪ ،‬ومن‬

‫الضروري أن ال تظل هذه التوقعات ضمنية يطغى عليها حماس شهر العسل وتساهالته وتنازالته املعروفة‪ ،‬بل البد‬

‫للزوجين من التمتع بهناء الرباط الزوجي وتوفير أسباب استمراره‪.‬‬

‫‪ -3‬الوالدية الجديدة ومهامها‪:‬‬

‫انطالقا من بناء الجدارة الزوجية يدخل الزوجان إلى مرحلة بناء الجدارة الوالدية ومهاراتها‪ ،‬فإذا كانا سليمين‬

‫جسميا فإنهما سينجبان‪ ،‬ولكن إلانجاب ال يعني بالضرورة بروز الجدارة الوالدية تلقائيا‪ ،‬فهذه لها متطلباتها ومهامها‬

‫وتحتاج إلى التمكن من مهاراتها التي تتطلب إجراءات تكيفيه وتطور نفس ي يؤديان إلى الصحة النفسية أو يولدان‬

‫املشكالت‪.‬‬

‫‪ -4‬ألاسرة وألاوالد في سن املراهقة‪:‬‬

‫إنها مرحلة حساسة وقد تكون صعبة على الوالدين وألاوالد معا‪ ،‬وتطرح بالتالي ضرورة إعادة نظر في العالقات‬

‫والتفاعالت وألادوار‪ ،‬يعتز الوالدان لرؤية ألاوالد يكبرون ويتقدمون نحو سن الشباب‪ ،‬وكذلك يعتز ألابناء إال أن‬

‫الهواجس تشغل بال الوالدين حول سالمة ألابناء وحسن تصرفهم وتعاملهم مع التحوالت الجسمية التي يمرون بها‪.‬‬

‫‪ -5‬مرحلة أواسط العمر وتحدياتها‪:‬‬

‫يكبر ألابناء ويعبرون سن الرشد ويستقلون نفسيا وماديا‪ ،‬وأسريا‪ .‬ويعتز الوالدان بهذا الاستقالل وببناء أبنائهم‬

‫لحياة جديدة وأسر جديدة‪ ،‬إال أنهم يجدون أنفسهم من جديد بمفردهم‪ ،‬يتعين على الوالدين إجراء الفطام النفس ي في‬

‫‪6‬‬
‫عالقاتهم مع ألابناء‪ ،‬وبمقدار ما يتمكن الوالدان من ملء حياتهم مهنيا واجتماعيا فإنهم يتجاوزون بيسر أزمة الفطام‬

‫النفس ي عن ألابناء‪( .‬كل عائلة لها إستراتيجية مللئ الفراغ مثال السفر‪ ،‬تبادل الزيارات)‬

‫‪ -6‬التقدم نحو الشيخوخة‪:‬‬

‫وهي مرحلة تحمل تحديات خاصة على صعيد الصحة النفسية والتوازن النفس ي‪ ،‬إنها مرحلة التقاعد واحتمال‬

‫الخروج من دائرة النشاط املنتج بالنسبة للبعض‪ ،‬بينما هي مرحلة الانتهاء من طور والدخول في طور آخر تتجدد فيه‬

‫املشاريع الحياتية بتوجهات وكيفيات مغايرة‪( ..‬مصطفى حجازي‪ )90-11:2105 ،‬فمن املهام الارتقائية الرئيسية في‬

‫هذه املرحلة إعادة تحديد ألادوار بين ألازواج املسنين والتعامل معه وفاة البعض من داخل ألاسرة أو من ألاصدقاء‪.‬‬

‫فالتقاعد والسنوات املتقدمة قد تعني فقدان أو نقصان الدخل وفقدان املكانة املهنية‪ ،‬كما تعني أوقات طويلة من‬

‫الفراغ في املنزل وفقدانا لألدوار التي كانت تؤدى لسنوات طويلة‪ .‬واملواطنين كبار السن قد يخبرون فقدان بيوتهم‬

‫ومجتمعاتهم وراحتهم الجسمية أو كفاءتهم العقلية‪ .‬وعندما يموت أحد الزوجين فإن الزوج آلاخر عليه أن يعيد صياغة‬

‫هوية شخصية جديدة كأرمل أو أرملة وأن يعيد تنظيم العالقات مع ألابناء أو أفراد ألاسرة املمتدة حسب الوضع‬

‫الجديد إذا كان آلاباء الكبار مرض ى أو عاجزين فإن على ألابناء أن يتباحثوا حول مهام الرعاية لهؤالء آلاباء‪ .‬وقد أظهر‬

‫بحث أجراه كل من سبارك وبرودى (‪Spark and Brody )0712‬أنه على عكس الاعتقاد الشائع بأن آلاباء كبار السن‬

‫يتعرضون للهجر وإلاهمال فإن البحث قد أظهر أن معظم هؤالء آلاباء محل رعاية ألابناء وأن آلاباء يحظون بسؤال‬

‫ألابناء عنهم وبشكل ما من أشكال الاهتمام‪( .‬عالء الدين كفافى‪)223:2101 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫املحاضرة الثانية‬

‫ألاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعددت التعريفات التي تقدم بها الباحثون والكتاب واملنظمات املعنية بامور املجتمع العالمي بمنظمة حقوق‬

‫إلانسان لألسرة‪ ،‬إال أن تلك التعريفات كانت قد اختلفت فيما بينها تبعا الختالف ما يحمله هؤالء من أفكار واتجاهات‬

‫حول ألاسرة وكذلك تبعا للغرض الذي وضع من أجله التعريف‪.‬‬

‫أوال‪ - :‬تعريف ألاسرة‪:‬‬

‫ألاسرة هي الخلية الاجتماعية الرئيسية التي تقوم بتنفيذ جميع النشاطات إلانسانية منذ الوالدة وحتى الوفاة‪،‬‬

‫وهي ثمرة من ثمرات املجتمع‪ ،‬واملجتمع بدوره يحدد لها أغراضها وتقاليدها وعاداتها وعالقاتها الداخلية والخارجية وما‬

‫تشمله هذه العالقات من حقوق وواجبات كما يرسم لها املجتمع طبيعة اتجاهاتها وتقيدها بااللتزام بها‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فهي تحدد وتضبط تصرفات أفرادها وتورثهم قيمها فهي املعلم ألاول الذي يقوم بتكييف‬

‫أفرادها اجتماعيا‪.‬‬

‫ألاسرة هي الجماعة املكونة من الزوج والزوجة وأوالدهما غير املتزوجين اللذين يقيمون معا في مسكن واحد‬

‫كما تعرف بأنها جماعة من ألاشخاص يرتبطون معا بروابط الزواج أو الدم أو التبني ويعيشون معيشة واحدة في بيت‬

‫واحد ويتفاعلون مع بعضهم البعض وفق أدوار اجتماعية محددة‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)29:2106 ،‬‬

‫ألاسرة وحدة اجتماعية يقوم فيها الناس عن طريق الاختيار املتبادل بإشباع حاجاتهم املتمثلة في الحاجة‬

‫البيولوجية وألامن والانتماء وتقدير الذات وتحقيقها‪ .‬وتتكون ألاسرة بنائيا من ألاب وألام وألاوالد وتتكون وظيفيا من‬

‫نمط العالقات التي تحكم كيان ألاسرة‪ ،‬وتضمن استمرارها وتوافقها وهي أقوى الجماعات تأثيرا في تكوين شخصية‬

‫الفرد وتوجيه سلوكه‪ ،‬والحياة ألاسرية تؤثر في التوافق النفس ي إيجابا وسلبا حسب نوع التجارب والخبرات ألاسرية‪.‬‬

‫(عبد الحميد وآخرون‪)11-16:2111 ،‬‬

‫وتعرف القصيد (‪ )0795‬ألاسرة على أنها منظومة اجتماعية صغيرة تتألف من الزوج والزوجة وألافراد‬

‫وتتكون بينهم روابط قانونية واجتماعية وأخالقية وروحية وتعتبر نواة املجتمع والركن ألاساس ي في كيانه‪ .‬كما أنها‬

‫‪8‬‬
‫وحدته ألاساسية حيث يتكون منها البناء الاجتماعي العام كما أنها مؤسسة دائمة ومستمرة تعتمد على أواصر الدم‬

‫واملصير املشترك‪( .‬منى يونس ونازك عبد الحليم‪)05:2100،‬‬

‫وعليه فاألسرة هي مؤسسة اجتماعية تتشكل من منظومة بيولوجية اجتماعية‪ ،‬وتقوم على دعامتين‪ :‬ألاولى‬

‫بيولوجية‪ ،‬وتتمثل في عالقات الزواج وعالقات الدم بين الوالدين وألابناء وساللة ألاجيال‪ .‬أما الثانية فهي اجتماعية‬

‫ثقافية‪ ،‬حيث تنشأ عالقات املصاهرة من خالل الزواج‪ ،‬ويقوم الرباط الزوجي تبعا لقوانين ألاحوال الشخصية حيث‬

‫يتم الاعتراف بها‪( .‬مصطفى حجازي‪)05:2105 ،‬‬

‫وتعرف ألاسرة كنسق اتصالي حيث تتكون ألاسرة من أفراد وال تستطيع فهم سلوكهم فهما كامال من خالل‬

‫دراسة كل فرد فيها على حدا وفهمه بعيدا عن ألاسرة وإنما عن طريق معرفة كيف يعمل هؤالء ألافراد معا‪ .‬ويستند‬

‫تعريف النظام أن الكل ال يمكن فهمه إال من خالل دراسة إجرائية في عالقاتها ببعضها البعض وفي عالقاتها بالعملية‬

‫الكلية لألداء حيث يعرف النسق بأنه نظام معقد لعناصر متفاعلة بعضها مع بعض‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)32:2106 ،‬‬

‫وعليه يمكن تعريف ألاسرة من عدة نواح كما سنوضح في الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)20‬يوضح مفهوم ألاسرة‬

‫تعريفه‬ ‫املجال‬
‫النظام الاجتماعي الذي تنشأ عنه أول خلية اجتماعية تبدأ بالزوجين‪ ،‬وتمتد حتى تشمل ألابناء‬ ‫من الناحية الاجتماعية‬
‫وآلاباء وألامهات وإلاخوة وألاخوات وألاقارب جميعا‪.‬‬
‫تلك ألاحكام واملبادئ والقوانين التي تتناول ألاسرة بالتنظيم بدء من تكوينها مرورا بقيامها‬ ‫من الناحية القانونية‬
‫واستقرارها وانتهاء بتفرقها‪ ،‬وما يترتب على ذلك من آثار تؤدي إلى ارسائها على اسس متينة‬
‫تكفل ديمومتها وإعطاء الثمرات الخيرة املرجوة منها‪.‬‬
‫هي الوحدة ألاولى للمجتمع وأولى مؤسساته التي تكون العالقات فيها في الغالب مباشرة ويتم‬ ‫من الناحية النفسية‬
‫داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا ويكتسب فيها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله وعواطفه‬
‫واتجاهاته في الحياة ويجد فيه أمنه وسكنه‪.‬‬
‫(أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز‪)31:2105 ،‬‬

‫ثانيا‪ - :‬أنواع ألاسر‪ :‬يفصل علم الاجتماع ألاسري (العائلي) نوعين رئيسين من ألاسر هما‪:‬‬

‫‪ -0‬ألاسرة النووية‪:‬‬

‫تشكل ألاسرة النووية النوع املستجد منهما الذي يتزايد انتشاره مع ازدياد التحضر والدخول في الحداثة‪ .‬تتكون‬

‫ألاسرة النووية من الزوجين وأوالدهما غير البالغين وتقوم بمثابة وحدة مستقلة عن باقي الوحدات ألاسرية في املجتمع‬

‫‪9‬‬
‫املحلي‪ .‬ويشيع فيها صغر الحجم ودرجة نسبية من الحرية الفردية والعالقات ألافقية التشاركية التبادلية والسكن‬

‫املستقل‪ ،‬وكذلك الحياة الاقتصادية املستقلة نسبيا عن أسر ألاصل (مصطفى حجازي‪)05:2105 ،‬‬

‫‪ -2‬ألاسرة املمتدة‪:‬‬

‫وهي تركيبة اجتماعية مكونة من عائلتين أو أكثر يقيمون جميعا في بيت واحد وغالبا ما يكونون على صلة قرابة‬

‫بعضهم‪ ،‬وغالبا ما يجمع بينهم عمل معين كما في املجتمعات الزراعية‪( .‬أحمد محمد مبارك‪)36:0992 ،‬هي النمط ساد‬

‫تقليديا في املجتمع العربي‪ ،‬حيث أنها تشكل أحد فروع القبيلة أو العشيرة‪ .‬وتتكون عادة من ثالثة أجيال‪ :‬ألاجداد‪،‬‬

‫آلاباء‪ ،‬وألابناء‪ .‬ومن الشائع أن تعيش هذه ألاجيال ضمن حيز مكاني واحد قبل الزواج وبعده‪ .‬كما تندرج ضمنها قرابة‬

‫الدم من أعمام وأخوال‪.‬‬

‫توفر ألاسرة املمتدة الحماية والرعاية والفرص الاقتصادية واملهنية والاجتماعية ألعضائها مقابل الطاعة‬

‫والوالء‪ .‬وتمارس ألاسرة املمتدة عادة مستوى عاليا من الضوابط السلوكية على أعضائها‪ ،‬مما يحد من حرية القرار‬

‫والاختيار والاستقاللية والحراك الاجتماعي‪ ،‬وتتصف ألاسرة املمتدة بمرتبيه املكانة‪ ،‬حيث املرجعية للكبار على الصغار‬

‫على مدى سلسلة ألاجيال‪ .‬كما تتصف بتحديد واضح لألدوار الزوجية والوالدية والبنوة ألاخوة‪( .‬مصطفى حجازي‪،‬‬

‫‪)01-06:2105‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬خصائص ألاسرة‪:‬‬

‫‪ -‬تعد ألاسرة الخلية ألاولى لتكوين املجتمع كما أنها جماعة أولية ومنظمة اجتماعية وأكثر الظواهر الاجتماعية عمومية‬

‫وانتشارا وهي أساس استقرار املجتمع البشري‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم ألاسرة على أساس عالقات زواجيه اصطلح املجتمع على مشروعيتها في إطار من ألاسس والروابط الاجتماعية‬

‫املقبولة‪.‬‬

‫‪ -‬تتكون ألاسرة من أشخاص تربطهم روابط الزواج والدم أو التبني طبقا للعادات وألاعراف والتقاليد السائدة في‬

‫املجتمع‪ ،‬فالرابطة بين الزوجين هي رابطة الزواج والعالقة بين الوالدين وأطفالهما قائمة على رباط الدم‪.‬‬

‫‪ -‬يلعب التفاعل في ألاسرة دورا مهما بين أفرادها وبينهم وبين بقية أفراد املجتمع مما يجعل منها وحدة اجتماعية‬

‫تتجاوب مع الظروف واملتغيرات السائدة في املجتمع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -‬تعد ألاسرة إلاطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي الوعاء الذي تتشكل به حياتهم وبذلك تضفي عليهم‬

‫خصائصها وطبيعتها فهي مصدر العادات والعرف والتقاليد وقواعد السلوك وهي دعامة الدين وعليها تقوم عملية‬

‫التنشئة الاجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تعد ألاسرة الجماعة املرجعية وجماعة التوجيه والتأثير التي تحدد تصرفات أفرادها‪ ،‬فاألسرة ينظر إليها باعتبارها‬

‫تشكل حياتهم فهي املعيار املرجعي الذي يتحكم إليه ضبط السلوك الفردي قبوال أو ردا وفي التكيف الاجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬تعد ألاسرة وحدة اقتصادية فقد كانت قائمة في املاض ي بكل مستلزمات الحياة واحتياجاتها وكان انتاج ألاسرة رهن‬

‫استهالكها وعندما اتسع نطاق ألاسرة أصبح إلانتاج العائلي من خصائص املرأة وأصبح الرجل يعمل تابعا لهيئات أو‬

‫ملؤسسات أخرى مازلت ألاسرة تؤدي وظائفها الاقتصادية بالرغم من التطورات التي طرأت على نظمها ففي ألاسرة‬

‫الحديثة يتعين لكل فرد فيها عمل اقتصادي يناسبه حيث خرجت املرأة تزاحم الرجل في مجال العمل نظرا الرتفاع‬

‫تكاليف املعيشة أو وجود أسر وحيدة العائل هذا وينظر معظم ألافراد إلى ألاسرة الحديثة على أنها شراكة اقتصادية بين‬

‫طرفين هما الزوج والزوجة فاألسرة هي النظام الذي يؤمن وسائل املعيشة ألفرادها‪.‬‬

‫‪ -‬تعد ألاسرة مصدر الاستقرار وإلاقامة لألبناء فهي التي تشكل الهوية ألاولى للفرد حيث ينتسب أبنائها إلى اسم عائلي‬

‫واحد يحظى باحترامهم جميعا ويرتبطون به برباط القرابة الدموية فلكل أسرة جد أكبر يحمل اسم العائلة وبذلك‬

‫تحفظ ألالقاب وألانساب الخاصة بكل أسرة‪.‬‬

‫‪ -‬تعد ألاسرة املجال ألاول والطبيعي وألاساس ي للعالقة والارتباط بين الزوجين عن طريق الزواج وبينهم وبين ألابناء عن‬

‫طريق ألابوة وألامومة كما أنها البيئة املناسبة واملؤسسة الاجتماعية الصالحة للقيام بعمليات التنشئة الاجتماعية‬

‫والتطبيع الاجتماعي ألبنائها باحترام ألاعراف والتنشئة والتربية ألاسرية ألفرادها في إطار وظائفهم املتعددة التي تفرضها‬

‫طبيعة تكوينها وممارستها لألدوار واملسئوليات الفردية والاجتماعية التي تشكل شبكة العالقات بين أفرادها‪ ،‬وبينهم وبين‬

‫آلاخرين ويتم ذلك في إطار من الالتزامات بالحقوق والواجبات واملسئوليات وألادوار املنوطة بكل فرد من أفرادها وفي‬

‫إطار قيم املجتمع وأعرافه ونظمه وعاداته وتقاليده واتجاهاته وتنظيماته وعالقاته‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)11-39:2106 ،‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬وظائف ألاسرة‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫تعد ألاسرة املهد الحقيقي للطبيعة إلانسانية فضال عن أن تجربة الحياة خاللها ضرورية لتحويل املولود إلى‬

‫كائن إنساني يعيش في انسجام مع آلاخرين وتتمثل فيما يلي ‪ :‬الوظيفة البيولوجية ‪-‬الوظيفة الاقتصادية‪-‬الوظيفة‬

‫النفسية ‪ -‬الوظيفة الاجتماعية‬

‫‪ -0‬الوظيفة الجنسية‪:‬‬

‫وهي وظيفة إشباع الدافع الجنس ي للزوجين بموجب رابطة الزواج الشرعية املقدسة بينهما والتي بموجبها‬

‫ينتظم نسب ألاطفال في املجتمع وتضمن لهم حقوقهم‪ .‬وداء ألاسرة لهذه الوظيفة بصورة سليمة يمكن الزوجين من‬

‫الانسجام الزواجين فتمتع الزوجين بثقافة جنسية مناسبة يمكن أن يساعدهما في التربية الجنسية الصحيحة‬

‫لألطفال من خالل مراحل نمو مختلفة‪ ،‬كما ويساعدهما في توفير الوقاية ألفراد ألاسرة من الرذيلة والفشل ألاخالقي‬

‫الذي هو من أسباب إساءة معاملة أفراد ألاسرة لبعضهم البعض‪.‬‬

‫‪ -2‬الوظيفة البيولوجية‪:‬‬

‫وتتمثل في الارتباط بين الزوجين والطفل الذي يولد نتيجة العالقة الزوجية‪ ،‬إن العامل البيولوجي يقرب ألام و‬

‫الطفل ‪ ،‬وألاب والطفل‪ ،‬فكال الطرفين يستمد السعادة من ملس الطفل‪ ،‬فاألم التي ترضع طفلها تتبادل وإياه‬

‫العواطف الجميلة الظاهرة فهي تشبع عنده الحاجة إلى الغذاء وهو يشبع عندها دافع ألامومة وهي بذلك تمد‬

‫وتستمد في الوقت نفسه‪ .‬ويمكن أن يكون لألب دور في تلقين الطفل دور القوة والسيطرة لكونه ذكر تسانده السلطة‬

‫املستمدة من ثقافة املجتمع وقيمه ومعاييره الاجتماعية إن الوحدة ألاسرية تقوم على زواج الذكر وألانثى بحيث تكون‬

‫هذه ألاخيرة مرتبطة بسيطرة زوجها ‪( .‬منى يونس ونازك عبد الحليم‪)01:2100،‬‬

‫‪ -3‬الوظيفة النفسية‪:‬‬

‫يتأثر النمو النفس ي والاجتماعي والجسمي للطفل باملناخ ألاسري العام‪ .‬لذلك فإن الشخصية السوية تنمو في‬

‫جو أسري قوامه املحبة والدفء العاطفي‪ ،‬وفي ظل كيان أسري يحترم شخصية الطفل ويقدر مهاراته ويغرس فيه‬

‫الثقة بالنفس‪ .‬أما إذا كان الجو ألاسري مضطربا ومفككا فإنه يحرم الطفل حقه في الدفء العاطفي‪ ،‬ويسلبه حرية‬

‫(بسام محمد‪ )60:2103 ،‬فتوفير الدعم النفس ي لألبناء يشعرهم باألمن‬ ‫التعبير‪ ،‬ويحرمه من النضج السليم‪.‬‬

‫والقبول في ألاسرة التي تحافظ على تقدير ألاطفال لذواتهم وتمنحهم الحماية الالزمة للنمو بشكل نفس ي سليم‪،‬‬

‫وتؤمن الاستقرار النفس ي ألفراد العائلة وتفريغ الشحنات العاطفية التي تزيل العديد من عوامل القلق والاضطراب‬

‫التي تنتاب أفرادها لتحقيق هذه الوظيفة يجب أن تراعي ألاسرة ما يلي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫أ‪ -‬مناقشة ألاب جميع أفراد ألاسرة في الصعوبات واملشكالت التي تواجه ألاسرة بين فترة وأخرى‪.‬‬

‫ب‪ -‬تنمية معايير الاستقالل والاعتماد على الذات عند ألابناء‪.‬‬

‫ج‪ -‬إشعار كل فرد في ألاسرة بقيمته وأهميته في ألاسرة‪( .‬عطا هللا فؤاد ودالل سعد الدين‪)06:2119 ،‬‬

‫‪ -1‬الوظيفة الثقافية‪ :‬إن ألاسرة وسيط بين املجتمع وأفراد ألاسرة‪ ،‬فاملرأة والرجل عندما يتزوجان يكونوا وحدة تتميز‬

‫بأساس ثقافي ويتم اختياره من قبلها‪ ،‬وبمستوى اجتماعي وتعليمي واقتصادي يميز أسرتهما ولهما مهنة ومستوى‬

‫معيش ي خاص بهما‪ .‬وتقوم ألاسرة ببث القيم في نفوس أفرادها‪ .‬وبإكسابهم املفاهيم والعادات والتقاليد التي تضبط‬

‫سلوك أفرادها وتحكم عالقاتهم الاجتماعية داخل ألاسرة وخارجها وبما يوفر لألسرة مكانة مقبولة في املجتمع‪.‬‬

‫‪ -5‬الوظيفة الاقتصادية‪ :‬وهذه الوظيفة مستمرة ولها صور مختلفة وأساليب وأهداف وقد كانت ألاسرة في املاض ي‬

‫وحدة جماعية مشتركة ومتكاملة تقوي عالقاتها والروابط بين أفرادها سلطة رب ألاسرة وسيطرته على مقوماتها‬

‫وكانت امللكية فيها جماعية‪ .‬وفي الوقت الحاضر تقوم الوظيفة الاقتصادية على أداء أدوار تتجه الفردية‬

‫والاستقاللية في أداء ألاعمال لتنظيم الحاجات الاقتصادية لألسرة‪.‬‬

‫‪ -6‬الوظيفة التربوية التعليمية‪ :‬ألاسرة هي املؤسسة ألاولى التي تقوم بتربية وتعليم أطفالها ما تشاء دون تدخل سلطة‬

‫من سلطات املجتمع وفي املاض ي كان آلاباء يعلمون ألابناء فيها ما يمارسونه من مهن وحروف‪ .‬وإذا كانت هناك حاجة‬

‫إلى معلم فاألسرة تستقدمه إلى البيت لتعليم أوالدها‪.‬‬

‫أما اليوم فهناك مؤسسات تربوية واجتماعية تساعد ألاسرة على القيام بهذه الوظيفة كالحضانة ورياض‬

‫ألاطفال ما قبل املدرسة‪ .‬واملدارس الابتدائية واملهنية وغيرها لتربية وتعليم ألاطفال في مرحلتي طفولتهم الوسطى‬

‫واملتأخرة‪( .‬منى يونس ونازك عبد الحليم‪)21-09:2100،‬‬

‫‪ -1‬الوظيفة الدينية‪ :‬تعتبر ألاسرة هي املكان ألاول الذي يتشرب فيه الطفل التعاليم الدينية الصحيحة‪ ،‬عن طريق‬

‫التعلم‪ ،‬أو التقليد أو التلقين‪ .‬فعن طريق ألاسرة يتعلم الطفل معاني الحالل والحرام‪ ،‬الخير والشر‪ ،‬الصحيح والخطأ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى بعض العبادات كالصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والصدقة وصلة الرحم‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬العطف على املساكين‬

‫واملحتاجين‪...‬الخ‪( .‬بسام محمد‪)62:2103 ،‬‬

‫‪ -1‬وظيفة الحماية‪ :‬توفر ألاسرة الحماية وألامن والرعاية ألفرادها صغار السن منهم واليافعين والكبار وكبار السن‬

‫في حاالت الصحة واملرض والعجز وتوفر لهم العيش الكريم فاألسرة كانت ومازالت تقوم بهذه الوظيفة‪ .‬كما أنها تقوم‬

‫بإزالة الخالفات والنزعات بين أفرادها وتحكم بالعدل بينهم وتقوم سلوكهم من خالل أساليب التنشئة الاجتماعية‬

‫‪13‬‬
‫التي تتبعها والثواب والعقاب للحفاظ على حقوقهم وتمكينهم من أداء واجباتهم وتحقي النظام في حياتهم والحيلولة‬

‫دون وقوع الفوض ى والتفكك فيها‪( .‬منى يونس ونازك عبد الحليم‪)20-21:2100،‬‬

‫كما أشار وليم اجبرن " ‪ Willim Ogburn‬أن لألسرة وظائف أخرى هي‪:‬‬

‫‪ -‬وظيفة منح املكانة‪ :‬أعضاء ألاسرة يستمدون مكانتهم الاجتماعية من مكانة أسرهم في الوقت الذي كان اسم‬

‫ألاسرة يحظى بأهمية وقيمة كبرى‪.‬‬

‫‪ -‬الوظيفة الترفيهية‪:‬كقضاء وقت معا‪ ،‬و الخروج معا في رحالت وزيارات مختلفة في أوقات الفراغ‪ ).‬احمد عبد‬

‫اللطيف ‪(21 ،2101،‬‬

‫‪ -‬خامسا‪ :‬مهمات ألاسرة‪:‬‬

‫يمكن تقسيم مهمات ألاسرة إلى ثالثة أنواع من املهمات هي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬مهمات أساسية‪ :‬ألاسرة تقدم شيئا أساسيا لألفراد وهو الطعام واملأوى والحماية‪.‬‬

‫ب‪ -‬مهمات تطورية‪ :‬مرتبطة بالنضج ألافراد وتطورهم وتغيرات في تركيب ألاسرة مثل فترة املراهقة أو دخول الطفل‬

‫املدرسة أو نقل ألاب وزواج البنت‪.‬‬

‫ج‪ -‬مهمات أزمات‪ :‬مثل املرض أو الهجرة من أجل العمل أو الدراسة وهناك اسر اقدر على التكيف من اسر أخرى‪،‬كما‬

‫أن أسرا يأخذ ذلك منها وقتا حتى تتكيف‪ ).‬احمد عبد اللطيف‪( 21 ،2101،‬‬

‫‪ -‬سادسا‪ :‬مقومات الاسرة‪:‬‬

‫يتوقف نجاح ألاسرة على عملية التفاعل بين أفرادها وعلى نجاحها في تربية أبنائهم وتنشئتهم وفي حسن‬

‫قيامها بوظائفها وأدوارها ومسئولياتها وعلى مدى توفر املقومات الالزمة لوجود ألاسرة من البداية لدعم قدرتها البنائية‬

‫والاستمرارية والوظيفية ومن أهم هذه املقومات‪:‬‬

‫‪ -0‬الرابطة الزوجية‪ :‬يعد الزواج الرابطة ألاساسية لقيام ألاسرة وتكوينها وهو قائم على الارتباط املنظم بين رجل‬

‫وامرأة على حين أن ألاسرة تدل على الزواج مضافا إليه الانجاب‪ .‬حيث يشير مصطلح ألاسرة إلى الحاالت وألادوار املكتسبة‬

‫عن طريق الزواج وألاوالد وبذلك نجد أنه من املألوف اعتبار الزواج شرطيا أوليا لقيام ألاسرة واعتبار ألاسر نتاجا للتفاعل‬

‫والزواج فالزواج هو الوسيلة الثقافية الرئيسية لضمان استمرار ألاسرة والجماعات ألاخرى القائمة على القرابة‪.‬‬

‫‪ -2‬الركيزة املكانية‪ :‬يشكل السكن دعامة أساسية من دعائم استقرار ألاسرة بعد الزواج‪ ،‬حيث يعتبر السكن من‬

‫الحاجات ألاولية التي تتطلبها املعيشة ألاسرية وتشعر ألاسرة بالحماية وآلامان في إطار مسكنها الذي يأوي أفرادها وألاسرة‬

‫‪14‬‬
‫املستقرة هي ألاسرة التي يتوافر لها متطلبات الحياة ألاساسية داخل مسكنها فيتوافر فيه ألفرادها احتياجاتهم املعيشية‬

‫ويوفر لهم أسباب الراحة والخصوصية‪.‬‬

‫‪ -3‬الدعامة القانونية‪ :‬تبدأ العالقة بصورة قانونية تشريعية بعقد قران من خالل تحرير عقد كتابي بالزواج وبه كافة‬

‫الحقوق والواجبات لكل من الزوجين والجزاءات والعقوبات على كل من يخالف شروط عقد الزوجية‪ ،‬وهذا يوضح أنه‬

‫بجانب الركيزة الدينية كأساس لتنظيم شؤون ألاسرة وبنائها وتحديد وظائفها وحقوقها فقد وضعت الدول التشريعات‬

‫القانونية التي تحدد أسلوب بناء ألاسرة وصحة عقد الزواج وتوثيقه والطالق أو الهجر حيث يطلق على الجانب الخاص‬

‫بقوانين ألاسرة قوانين ألاحوال الشخصية‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)10:2106 ،‬‬

‫‪ -4‬الجوانب الاقتصادية‪ :‬تأثرت ألاسرة بغض النظر عن مستوياتها الاقتصادية‪ -‬أي مستوى الدخل – والاجتماعية‪ -‬أي‬

‫املكانة الاجتماعية والثقافية أي مستوى التعليم للوالدين بالتغيرات املادية املعاصرة والتي تشتمل على الغير في أسلوب‬

‫الحياة سواء من حيث املسكن أو املواصالت ووسائل الاتصال بأنواعها املتعددة وطرائق العالج والوقاية من ألامراض‪،‬‬

‫كما تأثرت بالعديد من املتغيرات ألاخرى املتصلة بوسائل إلانتاج ووسائل التسلية والترويح‪ ،‬وهكذا يعد العمل بقصد‬

‫جلب الرزق نشاطا اقتصاديا من الدرجة ألاولى يؤدي للعائد املادي املطلوب لتوفير حاجات أفراد ألاسرة والذي يوظف‬

‫في جوانب عديدة تتصل باحتياجات ألاسرة في الاستهالك وتربية ألابناء ورعايتهم وغير ذلك من متطلبات الحياة اليومية‪.‬‬

‫‪ -5‬الجوانب الاجتماعية والعالقات ألاسرية‪ :‬تشتمل العالقات ألاسرية والاجتماعية على مفهوم العالقات ألاسرية‬

‫املنزلية والعالقات في نطاق ألاسرة الانسانية والتفاعل القائم بين هذه العالقات واملمارسات السلوكية والاجتماعية‬

‫املتصلة بهذا التفاعل‪.‬‬

‫‪ -6‬الركيزة الصحية‪ :‬بمعنى دور ألاسرة في الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية ألعضائها ملا لها من دور‬

‫فعال في الجانب الوقائي والانمائي والعالجي وما تغرسه في أعضائها من عادات صحية سليمة وتغيير اتجاهاتهم‬

‫وسلوكياتهم وعاداتهم الصحية الخاطئة باإلضافة إلى التربية النفسية والسلوكية التي تولد الصحة النفسية والتوافق‬

‫والاستقرار النفس ي بين أعضاء ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -1‬الركيزة الدينية‪ :‬وقد قصدنا من ذكرها في الختام املقومات إعطائها مزيدا من الشرح إن ألاسرة املتدينة التي ينشا‬

‫أفرادها في جو يسوده ممارسة الشعائر والفروض الدينية من الصالة والزكاة والصيام هي أسرة تغرس في أبنائها منذ‬

‫نشأتهم ووعيهم بالحياة ألاسس الدينية السليمة ولذا فإن توفير املناخ الديني ألاسري يساعد على إفراز أبناء يعرفون‬

‫دينهم ويمارسون شعائره كما يقع على ألاسرة العبء ألاكبر في غرس السلوكيات ألاخالقية في نفوس أبنائها منذ صغرهم‬

‫‪15‬‬
‫مما يساعد في انتاج أشخاص يقدرون املسئولية ويعتمدون على أنفسهم‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬

‫‪)12:2106‬‬

‫‪ -‬سابعا‪ :‬القواعد ألاسرية‪:‬‬

‫ألاسرة منظومة محكومة بنظام من القواعد‪ .‬فالتفاعل بين أفرادها يتبع القواعد املتبعة في بنية السلطة فيها‪.‬‬

‫هذه القواعد تتيح لكل فرد أن يعرف املسموح واملنوع‪ ،‬وقد تكون هذه القواعد غير معلنة ولكنها تضبط نشاط ألاسرة‬

‫وتعمل على استقرارها وكيفية نشاطها بمثابة وحدة وهو ما يؤسس لتقاليد حياة ألاسرة وتوقعات كل من أعضائها من‬

‫ألافراد آلاخرين ومن ألاسرة عموما إنها تشكل منظومة قيم ألاسرة وانتظام الحياة فيها‪ .‬وهكذا تحدد القواعد كيفية‬

‫تشكيل ألاعضاء لسلوكاتهم الراهنة واملستقبلية‪ ،‬كما ترس ي آليات استقرار ألاسرة والحياة فيها‪ ،‬حيث تميل ألاسرة إلى‬

‫تكرار السلوكات والتفاعالت ذاتها بناء لبعض القواعد‪ ،‬بدال من استكشاف كل إمكانات السلوك في أي موقف‪ ،‬مما‬

‫يسمح بالتعرف على أنماط سلوكية واستخالص القواعد التي تحكمها‪.‬‬

‫قد تكون القواعد وصفية تحدد املتعارف عليه من السلوكات تبعا للسن والجنس والدور في ألاسرة‪ ،‬أو تكون‬

‫إمالئية تحدد ما يجب أن يكون‪ :‬ما هو املسموح وما هو املمنوع‪ ،‬فالقواعد الوصفية تكون قابلة للتفاوض ألنها من النوع‬

‫املرغوب واملستحب‪ .‬بينما القواعد إلامالئية فإنها ملزمة تحدد ما يجب أن يكون‪ .‬ألاسر ذات البنية املتزمتة املنغلقة تكثر‬

‫فيها القواعد إلامالئية مما يحد من حركة مما يحد من حرية الحركة والخيارات عند ألاعضاء‪ .‬أما ألاسر مفرطة الانفتاح‬

‫أو الفوضوية تضعف فيها القواعد إلامالئية؛ إذ يتصرف كل عضو فيها على هواه‪ .‬وفي كل الحاالت تكون القواعد غير‬

‫معلنة رسميا بل يتم استخالصها من خالل تكرار أنماط السلوك والعالقة والتفاعل وثبات ألادوار‪.‬‬

‫فاألسر الناجحة وظيفيا تتبنى قواعد فاعلة وظيفيا والعكس صحيح‪ ،‬وألاسر غير الناجحة وظيفيا تتبنى عادة‬

‫طاقما من القواعد غير الفاعلة‪( .‬مصطفى حجازي‪)22-20:2105 ،‬‬

‫‪ -‬ثامنا‪ :‬معايير ألاسرة الصحية‪:‬‬

‫‪ -‬املشاركة في الانفعاالت سواء الايجابية أو السلبية‪ :‬بمعنى قيام أفراد ألاسرة بالتعبير عن مشاعرهم وانفعاالتهم‬

‫لبعضهم البعض‪ ،‬وإشراك أفراد ألاسرة في كل ما يعترض الشخص من أفراح وأحزان‪.‬‬

‫‪ -‬فهم الانفعاالت وقبولها لألسرة ككل‪ :‬فهم املشاعر التي تصدر عن أفراد ألاسرة والعمل على تقبلها اعتمادا على املراحل‬

‫النمائية العمرية التي يمر بها الشخص‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬قبول الفروق الفردية‪ :‬وعدم مقارنة أفراد ألاسرة معا‪ ،‬ويعني ذلك عدم مقارنة حتى إلاخوة والتوائم باملستوى‬

‫التحصيلي أو السلوكي أو النفس ي أو الاجتماعي أو الديني‪.‬‬

‫‪ -‬التعاون واملشاركة في املسؤوليات‪ :‬وعدم تحميل مسؤولية ما يجري في البيت لشخص واحد فقط كالزوجة‪ ،‬فأعمال‬

‫املنزل يشترك بها كل أفراد املنزل كل حسب قدراته وإمكانياته‪.‬‬


‫‪ -‬الاتفاق على ّ‬
‫قيم محددة يلتزم بها أفراد ألاسرة والتعاون في تنفيذها معا‪.‬‬

‫‪ -‬الاهتمام والحب وإيصاله لآلخرين‬

‫‪ -‬إلاحساس باملرح والدعابة وايصالها لآلخرين‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)26:2111 ،‬‬

‫‪ -‬تاسعا‪ :‬املشكالت ألاسرية‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬تقسيم وتصنيف املشكالت ألاسرية حسب املراحل التي تظهر فيها في دورة الحياة ألاسرية‪:‬‬

‫‪ - 0‬مشكالت قبل الزواج‪ :‬ومنها سوء الاختيار الزواجي والتفاوت وعدم التكافؤ بين الزوجين في الشخصية والعمر‪ ،‬أو‬

‫اختالف البيئة بينهما‪ ،‬أو في املستوى الاجتماعي وما يصاحب ذلك من شعور بالنقص أو تعال لدى أحد الطرفين‪،‬‬

‫والاختالط الزائد والتجارب قبل الزواج وما يصاحب ذلك من سلوك محرم‪ ،‬وكذب وتورط وشك متبادل وخيانة لألهل‪.‬‬

‫‪ - 2‬مشكالت أثناء الزواج‪ :‬ومنها مشكالت تنظيم النسل‪ ،‬وما قد يصاحبه من خالفات حول مداه ومدته وما يرافقه‬

‫من اضطرابات نفسية جنسية وردود فعل عصابية‪ ،‬وكذلك مشكلة العقم وما يصاحبها من اتهام كل طرف لآلخر بأنه‬

‫هو السبب مما يؤدي إلى اللجوء للدجالين واملشعوذين‪ ،‬وكذلك تظهر مشكلة تعدد الزوجات وما يصاحبها من إرهاق‬

‫وتشتت وعدم استقرار وظلم وتصارع وتسابق‪ ،‬وكذلك مشكلة اضطراب العالقات الزوجية مثل الليونة أو القسوة‬

‫الزائدة والتسلط والهجران‪ ،‬والغيرة الشديدة والطالق الانفعالي‪ ،‬وكذلك تظهر املشكالت الجنسية مثل املمارسات‬

‫الشاذة وعدم التكافؤ بين إلافراط والضعف والخيانة الزوجية وما يصاحبها من شك وطالق‪.‬‬

‫‪ -3‬مشكالت بعد انهاء الزواج‪ :‬مثل الطالق وما يصاحبه من مشكالت ألاطفال والنفقة ومشاكل أخرى وهي الترمل‬

‫والعزوبة بعد الزواج‪ ،‬وما يصاحبها من صعوبة التوافق والوحدة والقلق والهم والخوف والاضطرار للعمل لكسب‬

‫العيش أو التقوقع في البيت والحاجة إلى مساعدة آلاخرين‪ ،‬والاضطرار للمعيشة مع ألاوالد املتزوجين‪.‬‬

‫‪ -1‬مشكالت الشيخوخة وسن التقاعد‪ :‬ويصادف أحيانا استغناء الزوجة عن الزوج بعد كبر أوالدها وتوظفهم‬

‫والتكفل بها عن زوجها من مصروف معيش ي ومواصالت وقضاء حاجياتها الشخصية‪ ،‬وأيضا الشعور بالعزلة والوحدة‬

‫النفسية وضعف العالقات الاجتماعية بين املسن وأصدقائه‪ ،‬وانحسارها تدريجيا في دائرة ضيقة والتطرف في نقد‬

‫‪17‬‬
‫سلوك الجيل التالي‪ ،‬والشعور بقرب النهاية‪ ،‬وعدم الجدوى‪ ،‬وعدم القيمة‪ ،‬وزيادة الفراغ ونقص الدخل وما يصاحبها‬

‫من إحساس بالقلق والخوف من املستقبل وضعف الطاقة الجنسية أو التثبيت‪...‬الخ‪( .‬أحمد عبد اللطيف وصالح‬

‫عبد العزيز‪)63-62:2105 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬تصنيف املشكالت ألاسرية بحسب كونها مشاكل عامة أو خاصة‪:‬‬

‫‪ -0‬من حيث املشاكل الخاصة‪ :‬فهي تتعلق بالزوج أو الزوجة منها الكراهية وسوء معاملة للزوجة‪ ،‬فارق السن‪ ،‬املرض‪،‬‬

‫الانحطاط ألاخالقي‪ ،‬العقم‪ ،‬إهمال شؤون املنزل‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث املشاكل العامة‪ :‬وهي ترجع للمجتمع وما ينتابه من مشاكل اقتصادية أو مواريث ثقافية خاطئة‪...‬إلخ‬

‫ثالثا‪ :‬تصنيف املشكالت ألاسرية بحسب العوامل الغالبة في حدوثها‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬مشكالت نفسية‪ -‬مشكالت اجتماعية‪ -‬مشكالت اقتصادية‪ -‬مشكالت صحية‪ -‬مشكالت ثقافية‪ -‬مشكالت عقلية‪-‬‬

‫مشكالت أخالقية‪.‬‬

‫وعليه يمكن إجمال املشكالت ألاسرية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اضطراب العالقات بين الوالدين‪ -.‬الوالدان العصابيان‪ -‬القدوة السيئة (ألاب املدمن) ‪ -‬التنشئة الاجتماعية الخاطئة‬

‫(القسوة)‪ -‬اضطراب العالقات بين الوالدين وألاوالد‪ -‬عقوق الوالدين‪ -‬اضطراب العالقات بين إلاخوة (التسلط)‪ -‬مركز‬

‫الولد في ألاسرة‪ -‬أوالد الزوج السابق‪ -‬ألاوالد غير ألاشقاء‪ -‬ألاوالد اليتامى‪ -‬خلفة البنات‪ -‬مشكالت ذوي القربى (عدم‬

‫صلة الرحم)‪ -‬سوء التوافق وتفكك ألاسرة‪( .‬كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم‪.)010:0999 ،‬‬

‫‪ -‬عاشرا‪ :‬الفئات املستهدفة من الخدمات في الاستشارة ألاسرية‪ :‬يحتاج العديد من أفراد ألاسرة إلى خدمة‬

‫الاستشارة ألاسرية ولعل من أبرز هم ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬املتزوجون الجدد الذين يحتاجون إلى خ ما يعينهم على تجنب الوقوع في املشكالت التي تهدد حياتهم ألاسرية‪.‬‬

‫‪ -0‬ألاسر املعرضة للتفكك بأشكاله املختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬آلاباء الذين يفتقدون آلالية املناسبة لتوجيه أبنائهم‪.‬‬

‫‪ -4‬أسر السجناء ومساعدتهم لتجاوز املصاعب التي تواجههم إثر غياب عائل ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -5‬أسرة متعاطي املخدرات أو مدمني املسكرات وأقاربهم ملساعدتهم في التعرف على ألاسلوب ألامثل للتعامل مع هذه‬

‫الحاالت‪.‬‬

‫‪ -6‬ألارامل واملطلقات الالتي ال يستطعن السيطرة على أبنائهن‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -1‬املحتاجون للخدمات الاجتماعية وتبصيرهم بطرق الحصول عليها وإلافادة منها‪.‬‬

‫‪ -9‬ألاطفال والفتيات والفتيان املعرضون لإليذاء‪.‬‬

‫‪ -7‬الطالب املتسربون دراسيا نتيجة لظروف اجتماعية‪( .‬أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز‪)65-61:2105 ،‬‬

‫‪ -‬إحدى عشر‪ :‬تأثير الوالدية على ألاطفال في مرحلة الطفولة‪:‬‬

‫تؤثر التربية ألاسرية في الطريقة التي ينمو ويتعلم فيها الطفل‪ ،‬فخبرات الطفل في عالقته مع الوالدين يمكن أن‬

‫تؤدي إلى نمو سلوكي وانفعالي واجتماعي سوي وتدفع بالطفل ليصبح راشدا منتجا لديه القدرة على إقامة عالقات‬

‫اجتماعية ناجحة مع ألاصدقاء وألاهل وألاقارب والجيران‪ ،‬وأن ينش ئ أسرة ويحب زوجته وأبنائه ويرعاهم‪ ،‬كما‬

‫يستطيع الحصول على تعليم مناسب ويمارس مهنة تحقق له الاستقرار املادي والنفس ي والاجتماعي‪ .‬كما يمكن للتربية‬

‫ألاسرية أن تعيق النمو وتؤدي به إلى الاضطراب الذي يؤدي إلى سلوك جانح‪ ،‬وتصرفات منحرفة وأنانية وتمركز حول‬

‫الذات وتكوين أسرة مضطربة وإهمال ألاطفال وإساءة معاملتهم‪( ..‬سهيلة بنات وآخرون‪)32-30:2101 ،‬‬

‫‪ -‬اثنى عشر‪ :‬ألانماط الوالدية في ألاسر املولدة للمرض‪:‬‬

‫الحظ الباحثون واملعالجون منذ فترة طويلة اتصاف آلاباء في ألاسرة التي بها أطفال أو أعضاء مرض ى بصفات‬

‫معينة‪ ،‬ودفعهم ذلك إلى التفكير في إمكانية وجود "أنماط" معينة تميز آلاباء في ألاسر املضطربة أو ألاسر التي يصاب عادة‬

‫أحد أبنائها‪ .‬وتحدث ديفيد ليفي (‪ )0743‬عن وجود سمة (الحماية الزائدة) عند أمهات هذه ألاسر‪.‬‬

‫كما ظهر مصطلح (ألام املنجبة للفصام) في كتابات فريدا فروم‪ -‬ريخمان (‪ )0749‬ويشير إلى ألام التي ال تكون‬

‫ذهانية ولكنها ترتبط بابنها على نحو يميالن فيه إلى أن يصبحا مضطربين انفعاليا‪ .‬وهذه ألام تكون زائدة الحماية كما‬

‫الحظ ديفيد ليفي‪ ،‬أنه في نفس الوقت تكون عدوانية مسيطرة ناقدة وفوق ذلك كله فإنها تتسم بالبرود العاطفي وال‬

‫تشع ر بمشاعر آلاخرين في تعامالتها‪ .‬وعلى الرغم من أن مصطلح ألام املنجبة للفصام لم يستخدم بكثرة بعد ذلك‪ ،‬فإن‬

‫ألاثر التدميري الذي تتركه مثل هذه ألام على أوالدها أو على واحد منهم بالذات أمر يكاد يحظى بموافقة الباحثين في‬

‫مجال املرض ى‪ ،‬وعلى ألاخص اضطراب العالقة بين أفرد هذه ألاسر‪.‬‬

‫‪ -‬فرض ألاسرة املنجبة للمرض‪:‬‬

‫إذا كان مصطلح ألام املنجبة للفصام أو للمرض لم يعد يستخدم فإن "ألاسرة املولدة للمرض" ال زال يستخدم‬

‫على أساس أن ألام وحدها ال تسبب هذا الاضطراب ولكن تفاعل الوالدين معا ومع ألاوالد هو الذي يمكن أن يرتبط‬

‫باملرض والانحراف عند ألابناء‪" .‬وفرض ألاسرة املنجبة للمرض يقوم على أساس أن هناك بعض ألاسر –بحكم بنيتها‪-‬‬

‫‪19‬‬
‫غير سوية‪ ،‬ويفصح عامل الالسواء عن نفسه من خالل أحد ألابناء‪ .‬وعادة ما يكون هذا إلابن أكثر ألابناء تهيأ لإلصابة‬

‫باملرض‪ .‬وقد يكون أساس هذا التهيؤ وراثته لقدر أكبر من الاستعداد للمرض‪ ،‬أو قد يكون ضعفا في الجهاز العصبي‪.‬‬

‫إذن فاملرض طبقا لهذا الفرض ليس مرض فرد‪ ،‬ولكنه مرض أسرة ‪ ،‬أفصح عن نفسه من خالل أضعف‬

‫الحلقات في ألاسرة وهو الطفل ألاكثر تهيؤا لالضطراب‪ ،‬ويحدث في مناخ ألاسرة املنجبة للمرض بعض العمليات املرضية‬

‫التي عرضنا لها في ألاقسام السابقة‪ -‬من شأنها أن تعجل بظهور ألاعراض املرضية لدى أحد ألاطفال أو لدى الطفل‬

‫املهيأ‪.‬‬

‫ويالحظ أن معظم الدراسات والبحوث التي تمت في إطار فرض ألاسر املنجبة للمرض أو املولدة للمرض تمت‬

‫على املرض ى الفصامين‪ .‬ولكن الباحثين في امليدان يرون أن العمليات الباثولوجية ألاسرية تتشابه كثيرا مع العمليات‬

‫التي تحدث في أسر املرض ى آلاخرين‪ ،‬باالضافة إلى أنه من املفترض أن ما يصدق من أثر للعوامل البيئية وفي مقدمتها‬

‫ألاسرة في نشأة الذهان (املرض العقلي كالفصام) يصدق من باب أولى في نشأة العصاب (املرض النفس ي) ألن "باثولوجية‬

‫العصاب هي أساسا باثولوجية العالقات البنية الشخصية" كما يقول هندرسون‪ .‬كما يالحظ أن معظم الدراسات تركز‬

‫تحليالتها على ألام بدرجة أكبر وتوحي بذلك بأنها لها النصيب ألاوفى من التأثير الذي يسهم في نشأة ونمو املرض عند‬

‫ألابناء‪.‬‬

‫وقد ظل التراث البحثي في ألاسر يحتفظ بهذا الوصف لألم حتى جاءت جماعة بالو التو وأضافت لوصف ألام‬

‫بعض املالمح املتمثلة في التفاعالت املتضمنة في النمط العالقي الذي أسموه "الرابطة املزدوجة"‪.‬‬

‫وحتى قبل أن ينشر ألاولي لباتسون وزمالئه الرابطة املزدوجة فإن تيودور ليدز وبعض زمالئه كان لهم اسهام‬

‫كبير في دراسة سمات آلاباء في ألاسر املضطربة‪ .‬وإذا كانت الدراسات قبل ذلك تهتم بدراسة سمات أمهات ألاطفال‬

‫املرض ى (ديفد ليفي‪ -‬فريدا فروم‪ -‬رايخمان) فإن ليدز ومجموعته اهتموا بدراسة آباء املرض ى‪ .‬ففي دراسة طولية‬

‫ومكثفة لبنية ألاسرة التي ينمو فيها الفصامي في رحاب جامعة بيل ألامريكية درس ليدز وزمالءه آباء ألاطفال‬

‫املضطربين‪ .‬وبناء على تحليل مشاعرهم واستجاباتهم حددت مجموعة ليدز أربعة أنماط من آلاباء من زاوية أسلوبهم‬

‫وعالقاتهم مع أسرهم وهم كاألتي‪:‬‬

‫‪ -0‬الوالد الذي ينخرط في صراع خطر مع زوجته‪ :‬أنه كاره لها وغالبا ما يشجع بناته أو احداهن على الارتباط به‪،‬‬

‫ويبحث عن إقامة تحالف بينه وبينها (أو بينهن) ضد زوجته‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -0‬الوالد الذي يكون كارها ألبنائه خاصة الذكور‪ :‬أنه يكون غيورا‪ ،‬ومنافسا إلبنه (أو أبنائه) في جذب انتباه ألام‪.‬‬

‫واتصاالته مع أبنائه محدودة ودائما ما يقلل من شأنهم بطرق وأساليب مختلفة‪ ،‬ويخفض من ثقتهم في أنفسهم‪.‬‬

‫‪ -3‬الوالد الذي لديه شعور العظمة ومتمركز حول ذاته‪ :‬أن يطلب الخضوع الذليل من أفراد أسرته له‪ .‬وعلى الرغم من‬

‫أن أطفال مثل هذا الوالد يعرفون تخيالته الواهمة فإنهم ال يزالون يدعمونه‪.‬‬

‫‪ -4‬الوالد الذي يرى نفسه كشخص فاشل‪ :‬أنه ينشغل انشغاال زائدا بمدى ما يستحق من قيمة واحترام‪ ،‬حتى أنه يكون‬

‫غير قادر على أن يرتبط بكفاءة مع زوجته أو أطفاله‪.‬‬

‫وقد الحظت جماعة ليدز أيضا أنه في ألاسر العادية تكون العالقة بين كل والد والطفل تأتي في مرتبة ثانوية‬

‫بالنسبة للعالقة الزوجية بين الوالدين‪ .‬ويفسرون ذلك بأن هذا العامل من دواعي استقرار ألاسرة حيث تجد الزوجة‬

‫اشباعها العاطفي عند الزوج وال تكون مضطرة إلى الاتجاه نحو الابن لتبني معه عالقة تكافلية تضر بتحرره ونموه‬

‫املستقل كما يحدث في ألاسر املضطربة‪ .‬وفي ألاسر العادية تكون مطالب الزوجة موجهة إلى الزوج‪ ،‬أما في ألاسر‬

‫املضطربة فتكون مطالب الزوجة موجهة إلى الابن لعدم نضجه الكافي‪ ،‬وألنه ليس من شأنه أن يصلح أو يعوض‬

‫عالقات زوجية أو مضطربة‪.‬‬

‫وفي كل الحاالت التي يكون فيها أحد الوالدين غير ثابت انفعاليا أو ينقصه النضج فإن التأثير السلبي املحتمل‬

‫في هذه الحالة يمكن أن يتعادل في حال ما إذا كان الوالد آلاخر أكثر ثباتا واتزانا وفهما للموقف‪ .‬وتكون املشكلة حادة‬

‫إذا كان نقص الثبات وعدم النضج من نصيب الوالدين معا‪ .‬وفي هذه الحال ألاخيرة يتأثر ألاطفال بشدة‪ .‬ويذكر‬

‫الباحثون صورا من الاتحادات بين آباء وأمهات ترتبط أكثر من غيرها باألطفال املضطربين منها‪ :‬الوالد القاس ي السادي‬

‫مع ألام السلبية زائدة الحماية‪ ،‬ومنها الوالد الضعيف غير املؤثر وألام الباردة واملسيطرة الناقدة‪( .‬عالء الدين كفافي‪،‬‬

‫‪)010-011:0999‬‬

‫‪21‬‬
‫املحاضرة الثالثة‬

‫الخلفية التاريخية لإلرشاد ألاسري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫في السنوات التي تلت الحرب العاملية الثانية ظهرت الحاجة املاسة لعالج العديد من املرض ى في فترة زمنية‬

‫محددة‪ ،‬حيث بدأت حركة إلارشاد والعالج الجماعي التي اعتبرت الركيزة ألاولى التي أدت إلى انطالق حركة إلارشاد‬

‫والعالج ألاسري في الخمسينات بعد تطور منظوره العلمي وأسس ممارسته و ذلك بمجهود بعض ألاطباء الذين برعوا في‬

‫هذا التكنيك من الخدمات النفسية‪ ،‬كما بدأ انتشار إلارشاد ألاسري عن طريق برامج التدريب في املنظمات املهنية في‬

‫الواليات املتحدة ألامريكية وبالنشر في املجالت العلمية على الرغم من الاعتراف أن العالج الجماعي منهج عام ال يخص‬

‫جماعة محددة كاألسرة إال أن ألاسلوب الذي اتبعه املعالجون وهو وضع جماعة من ألافراد في جلسة واحدة مع معالج‬

‫واحد هو الذي خلق الفرصة لبزوغ فكرة إلارشاد والعالج ألاسري كوحدة واحدة في جلسات مشتركة هذا باإلضافة إلى‬

‫‪22‬‬
‫الجهود البناءة التي بذلها إلاكلينيكيون أمثال أكرمان‪ ،‬ليدر‪ ،‬موري‪ ،‬وبوين في دراسة مرض ى الفصام وتقص ي أسباب‬

‫املرض وجذوره العائلية‪.‬‬

‫وقد ساهمت عدة عوامل في تطور إلارشاد ألاسري منها‪:‬‬

‫‪ -0‬أثر الحرب العاملية الثانية‪ ،‬وتطور التقدم التكنولوجي الذي ساهم في تطور علم النفس الاجتماعي‪ ،‬وتركيزه على‬

‫الظواهر الاجتماعية بدل الفردية واعتبار الفرد من خالل الجماعة التي يتواجد معها‪.‬‬

‫‪ -0‬ظهور نظرية ألانساق العامة التي تعتبر أن ألاسرة تقوم على نظام كلي ال يمكن فهمه إال من خالل أجزائه ويمكن‬

‫بهذا النسق أن يتغير إذا تعرض ألنساق أخرى كما يحكم هذا الكل قواعد ضمنية يعرفها كل فرد من أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -3‬الحركة السبرانية التي يطلق عليها علم التحكم وهي نظرية في الرياضيات تعود للعالم نوربرت فاينر وهي تهتم بعملية‬

‫الضبط أو التحكم ودراسة أثر آلاالت على إلانسان والجهاز الذي يحكم إلانسان لتطبيقه على آلاالت‪.‬‬

‫وقد بدأ إلارشاد في ألاردن على شكل ممارسات غير منظمة نفذت برامج عالج أسري ‪ Family therapy‬قامت بها‬

‫بعض املنظمات الاجتماعية ثم تطورت إلى مرحلة تربية الحياة ألاسرية ‪ Family life education‬مثل برنامج الرعاية‬

‫الوالدية الذي نفذته منظمة اليونسيف‪.‬‬

‫ويمكن تصنيف مراحل عمل املنظمات التي تقدم خدمات إلارشاد إلى مراحل ثالث‪:‬‬

‫ا‪ -‬مرحلة إلارشاد غير الرسمي ‪ informal‬والذي يقدم من قبل العائلة أو الجيران‪.‬‬

‫ب‪ -‬مرحلة إلارشاد ألاسري غير املختص ‪formal nonprofessional counseling‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة إلارشاد املتقدم ‪ professional family counseling‬والتي بدأت بعد إنشاء املجلس الوطني لشؤون ألاسرة‬

‫الذي عمل على تطوير مهنة إلارشاد ألاسري بالتعاون مع الجامعات حيث أصبح أكثر مهنية في مطلع القرن الواحد‬

‫والعشرين نتيجة تدريسه كتخصص في الجامعات‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)005-001:2106 ،‬‬

‫سنعرض في هذا الجزء تاريخ حركة عالج ألاسرة وإرشادها‪ ،‬من خالل جهود ثالثة من رواد هذه الحركة وهم "ناثان‬

‫اكرمان " ‪ Nathan Ackerman‬وجريجوري باتسون" ‪ "Greogory Bateson‬و موري بوين " ‪" Murry Bowen‬‬

‫‪ -0‬ناثان اكرمان ‪:Nathan Ackerman‬‬

‫عمل ناثان أكرمان في بداية حياته العملية كطبيب ألاطفال‪.‬و تلقى تدريبه كمحلل نفس ي وقد نشر عام ‪0731‬‬

‫مقاال بعنوان " ألاسرة كوحدة اجتماعية انفعالية" وهو املقال الذي يعتبر البداية ألاولى لعالج ألاسرة‪.‬ومن اجل ذلك‬

‫يعتبره بعض املؤرخين لحركة عالج ألاسرة بأنه الجد ألاول لهذه الحركة ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ويعتبر عمل "اكرمان" وزمالئه في حركة توجيه الطفل البداية الحقيقية لحركة عالج ألاسرة ألنه في الوقت‬

‫الذي انصب اهتمام البعض على ألاسرة كعامل باثلوجي مولد للفصام‪ ،‬فان جهود "اكرمان" ومن معه كانت أكثر شموال‬

‫لتأثيرات ألاسرة والدور الذي تلعبه في تشكيل شخصيات ألابناء‪،‬وفي خلق الاضطرابات لديهم بما فيها الاضطرابات غير‬

‫الذهنية أو غير الفصامية‪ .‬حيث تنبه أثناء انخراطه التدريبي (أثناء تدريبه) في مشروع بحثي حول مشكالت الصحة‬

‫النفسية بين أطفال عمال املناجم لحجم الدور الذي تلعبه ألاسرة عندما تضطرب أحوالها في نشأة املرض عند أفرادها‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 0731‬أصبح "اكرمان" رئيسا لهيئة ألاطباء النفسانيين في عيادة توجيه الطفل في كانساس‪.‬ومن التقاليد التي‬

‫أرساها هناك أن يفحص الطفل – الذي يفترض بأنه مريض – هو وألام من جانب طبيب واحد ‪،‬وليس عند طبيبين‬

‫كما كان الحال من قبل‪ .‬وإرسال أعضاء من الهيئة العالجية في زيارات منزلية لدراسة ألاسر وتقديم خدمات لها‬

‫كما نشر طوال عقد الخمسينات مقاالت عن أعماله مع ألاسرة ‪،‬ونشر عام ‪ 0759‬كتابه الشهير "الدناميات‬

‫النفسية في حياة ألاسرة" ‪ The Psychdynamics Of Family Life,‬و هو الكتاب الرائد في عالج وإرشاد ألاسرة‪ ،‬ألنه يربط‬

‫النظرية باملمارسة‪ ،‬ويؤكد فيه "اكرمان"على ألاهمية البالغة للعالقات بين ألادوار داخل ألاسرة‪.‬‬

‫ومنذ السنوات املبكرة في تاريخ حركة عالج ألاسرة انقسمت الحركة إلى خطين إيديولوجيين‪ ،‬مال ألاول إلى‬

‫مدخل العمليات النفسية الداخلية‪،‬بينما الثاني مع التوجه ألاكثر نسقية‪ ،‬وكان "اكرمان" ابرز املناصرين للتوجه ألاول‪،‬‬

‫وقد أكد على الدناميات النفسية للفرد ودورها في الحفاظ على التوازن الداخلي للفرد‪ ،‬وعلى التوازن بينه كفرد وبين‬

‫أسرته وبينه وبين مجتمع ‪،‬و هو بهذا ركز على التأثيرات النفسية لألسرة على ألافراد أكثر من تركيزه على الاتصاالت‬

‫والتفاعالت داخل ألاسرة كما يفعل أصحاب التوجه النسقي‪).‬عالء الدين كفافي ‪ (012: 0999،‬ربط النظرية باملمارسة‬

‫وأنشأ عيادة الصحة النفسية لألسرة بنيويورك (‪ )0751‬والتي تحولت إلى معهد ألاسرة عام (‪( . )0762‬عطا هللا فؤاد‬

‫ودالل سعد الدين‪)13:2119 ،‬‬

‫‪ -2‬جريجوري باتسون‪"Greogory Bateson " .‬‬


‫احد أعالم الرئيسية في تاريخ حركة عالج ألاسرة ‪،‬وهو انثروبولوجي بدا حياته بجمع بيانات عن بعض الثقافات‬

‫البدائية ‪.‬ثم بدا يهتم بقضية التنويم املغناطيس ي ‪،‬وكان يهدف باتسون إيجاد إطار عمل أكثر مناسبة ملعالجة موضوعات‬

‫العلوم الاجتماعية‪.‬أي وضع إطار عمل فلسفي لهذه الحركة‪،‬وقد ترجم كثيرا من املفاهيم املستخدمة في مجال الهندسة‬

‫والرياضيات إلى لغة العلوم السلوكية‪ ،‬وكان هذا منعطفا هاما في مسيرة عالج ألاسرة‪ .‬وبذلك لعب"باتسون" دورا حيويا‬

‫وحاسما في مد الجسور بين العلوم السلوكية وعالم العلوم الفيزيقية‪ .‬كما عقدت عشر مؤتمرات في الفترة املمتدة ما‬

‫‪24‬‬
‫بين ‪ 0750 -(0746‬جذبت عددا من املنظرين من مختلف العلوم ‪،‬وقد انصبت مناقشة هذه املؤتمرات على موضوعات‬

‫العلية الدائرية وميكانيزمات التغذية املرتدة في ألانساق البيولوجية والاجتماعية ‪) .‬عالء الدين الكفافي ‪(011: 0999،‬‬

‫وفي عام ‪ 0750‬استغل "باتسون" املنحة من مؤسسة روكفلر في دراسة تناقضات الانتباه وشرود الذهن في‬

‫الاتصال‪ ،‬وقد امتد هذا املشروع بعد ذلك إلى دراسة اضطراب عملية الاتصال في مرض الفصام ‪،‬كما تطور املشروع‬

‫بعد ذلك إلى دراسة لغة الفصاميين‪ .‬وأصبح هدف هذا املشروع تحديد معالم نظرية الاتصال التي تفسر نشأة الفصام‬

‫بصفة عامة ‪،‬والفصام في سياق ألاسرة بصفة خاصة‪ ،‬وقد قدم باتسون وآخرون في هذا املشروع نظرية من أشهر‬

‫النظريات القائمة في مجال تفسير الفصام ‪ ،‬وهي فرض الرابطة املزدوجة"‪" Double bind‬التي توضح تفاعالت ألاسرة‬

‫املولدة للمرض حيث يتعرض الطفل لرسائل متناقضة من والديه وخاصة ألام وهذه تؤدي إلى املرض‪ ،‬وبذلك بدأ ينظر‬

‫للفصام كظاهرة بينية تخص العالقات بين ألاشخاص وليس اضطراب نفس ي داخلي‪( .‬عطا هللا فؤاد ودالل سعد‬

‫وهو ما يمثل نقلة كبيرة في النظر إلى املرض النفس ي‪،‬الن التقاليد التي كانت سائدة وقتذاك‬ ‫الدين‪)13:2119 ،‬‬

‫تؤكد على الفردية ‪ ،‬بمعنى أن املرض تعبير عن خلل أصاب الفرد‪ ،‬وكانت هذه التقاليد نتيجة للفكر السيكولوجي ‪،‬‬

‫والسيكاتري القائم الذي صنعه علماء و أطباء أمثال"فرويد" الذي جعلت كتاباته من التركيز على الذات أو على الفرد‬

‫أمرا مشروعا وطبيعيا وقائما على قاعدة نظرية قوية‪ ،‬كما كان هذا املدخل الفردي متسقا مع الفلسفة ألامريكية‬

‫وألاوربية التي تضع قدرا كبيرا من الثقة في إلانسان ‪ ،‬وفي قدراته في السيطرة على البيئية‪ .‬ومن هنا فان نظرية ألانساق‬

‫والعالج ألاسري كانت ضد الاتجاهات الثقافية السائدة في أروبا والواليات املتحدة ألامريكية‪ ).‬عالء الدين كفافي ‪0999،‬‬

‫‪(015:‬‬

‫‪-3‬موري بوين " ‪:" Murry Bowen‬‬

‫يعد "موري بوين" أيضا من أعالم عالج ألاسرة‪ ،‬ومن الذين أسهموا إسهامات بارزة في تشكيل وبلورة هذه‬

‫الحركة‪ ،‬وكان " بوين" في منتصف ألاربعينات عضوا في هيئة العمل في عيادة مننجر في كانساس‪.‬وفي عام ‪ 0746‬تحول‬

‫من جراحة ألاعصاب إلى الطب النفس ي‪ .‬ونال تدريبه حينذاك كمحلل نفس ي‪ .‬وبحلول عام ‪ .0752‬بدا"بوين" في الاهتمام‬

‫بعملية العالقة التعايشية او التكافلية‪ Symbiotic Relalionship‬التي تنشا بين ألام والطفل املرشح لإلصابة‬

‫بالفصام‪،‬وعلى أساس الافتراض الشائع بان الفصام نتيجة لرابطة غير ناجحة مع ألام ‪ .‬وفي عام ‪ 0750‬أسس خطة‬

‫عالج في عيادة مننجر حيث كانت تدخل ألام مع ابنها الفصامي إلى املستشفى وتقييم فيه عدة أشهر في بيوت صغيرة‬

‫‪25‬‬
‫داخل املستشفى ‪،‬كما انتقل إلى كانساس املعهد القومي للصحة العقلية حيث أسس إلاجراءات الكالسيكية‪ ،‬والتي‬

‫تودع بموجبها أسرة املريض الفصامي املستشفى للمالحظة والدراسة‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 0756‬ترك " بوين" املعهد القومي للصحة العقلية متجها إلى جامعة جورج تاون في جنوب افرقيا‪ .‬وفي‬

‫هذه الجامعة طور نظريته الشاملة في عالج ألاسرة واعترف به كقائد دولي في حركة عالج ألاسرة‪ ).‬عالء الدين كفافي‬

‫‪(016: 0999،‬‬

‫ونتوقف عند هذا الحد من التاريخ لحركة عالج ألاسرة وإرشادها عند أواخر الخمسينات وبداية الستينات‪ ،‬حيث‬

‫تبلورت الحركة ونضجت بفضل جهودهم الذين كما سنشير إليهم والى انجازاتهم في ثنايا الحديث عن املداخل والفنيات‬

‫املختلفة في إرشاد وعالج ألاسرة‪.‬‬

‫املحاضرة الرابعة‬

‫إلارشاد ألاسري التعريف وألاهمية‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫أصبح إلارشاد ألاسري من التخصصات الهامة في العصر الحالي بسبب تزايد املشكالت والتغيرات الاجتماعية‬

‫والثقافية والاقتصادية التي مرت بها املجتمعات نتيجة املراحل الانتقالية التي أدت إلى تغيير في تركيبة‪ ،‬وبناء نمط‬

‫العالقات ألاسرية مما دفع العديد من املؤسسات إلى تقديم خدمات متخصصة في مجال الارشاد ألاسري من أجل‬

‫مساعدة ألاسرة على الاستمرار بوظائفها وأدوارها والتكيف مع الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تواجهها‪( .‬فاطمة‬

‫‪26‬‬
‫عيد وأسماء عبد الحسين‪ )003:2106 ،‬وعليه سنحاول من خالل هذه املحاضرة تعريف إلارشاد ألاسري والحديث‬

‫عن أهدافه مبادئه وأيضا تسليط الضوء على خدمات إلارشاد ألاسري‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬تعريف إلارشاد ألاسري‪:‬‬

‫إلارشاد ألاسري هو عملية مساعدة مدروسة يقدمها مرشد أسري متخصص في استخدام أسس إلارشاد‬

‫وتقنياته‪ ،‬ملساعدة ألافراد وألاسر في شكل انفرادي أو جماعي‪ ،‬لحل املشكالت وتحقيق الاستقرار والتوافق والتكيف‬

‫ألاسري‪( .‬عبد العزيز عبد هللا‪)01:2100 ،‬‬

‫ويعرف أيضا بأنه عملية مساعدة أفراد ألاسرة (الوالدين وألاوالد وألاقارب) فرادى أو كجماعة في فهم الحياة‬

‫ألاسرية ومسؤولياتها لتحقيق الاستمرار والتوافق ألاسري وحل املشكالت ألاسرية‪( .‬كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم‪،‬‬

‫‪)069:0999‬‬

‫ويعرفه فرانسو شوز بأنه أسلوب علمي مخطط يركز فيه املعالج ألاسري على سوء التكيف ألاسري من أي‬

‫ناحية ترتبط بسوء التوظيف ألاسري‪ ،‬ويتركز على ألاسرة كوحدة كلية مستخدما أشكال املقابالت سواء أكانت فردية أم‬

‫جماعية لزيادة فعالية التوظيف ألاسري‪.‬‬

‫ويعرف عبد العزيز (‪ )0220‬بأنه أسلوب منهي منظم يهدف إلى تحقيق تغييرات فعالة في العالقات ألاسرية أو‬

‫الزواجية املضطربة وغير الصحية‪ ،‬وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بين أفراد ألاسرة‪ ،‬والهدف النهائي له هو‬

‫البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق التعايش بين جميع أفراد ألاسرة‪ ،‬بحيث تتحقق أفضل صور التفاعل الايجابي‬

‫وتختزل بذلك مواقف الصراع والتصادم (أحمد عبد اللطيف‪)11-13:2111 ،‬‬

‫ويعرف إلارشاد ألاسري على أنه أسلوب منهي يهدف إلى تحقيق تغيرات فعالة في العالقات ألاسرية أو الزوجية‬

‫املضطربة أو غير الصحية وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بين أفراد ألاسرة وتوفير الفرص املحققة له تحت‬

‫توجيه املرشد‪ ،‬والهدف النهائي هو البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق تعايش بين أفراد جميع ألاسرة‪ ،‬بحيث تحقق‬

‫أفضل صور التفاعل الايجابي وتختزل بذلك مواقف الصراع والتصادم بينما يرى البعض أنه نمط من أنماط العالج‬

‫وفيه يوجه الاهتمام باألسرة برمتها أكثر من كونه موجه نحو فرد معين من أفرادها وبذلك هو كلي وشمولي‪( .‬فاطمة‬

‫عيد وأسماء عبد الحسين‪)001-003:2106 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫ويشير محمد ماهر عمر (‪ )0799‬إلى أن إلارشاد ألاسري هو الذي يؤكد على جميع ألاطراف املعنية باملشكالت‬

‫ألاسرية في نطاق ألاسرة الواحدة أكبر من التركيز الفردي على كل عضو داخل ألاسرة بمفرده فيتعامل املرشد النفس ي‬

‫ألاسري مع ألاسرة ككل باعتبارها وحدة مستقلة لها كيان منفصل عن الكيان الفردي لكل عضويتها‪.‬‬

‫كما يوضح رمضان القذافي (‪ )0771‬بأن إلارشاد ألاسري نوع من التدخل العالجي في نطاق ألاسرة كمجموعة‬

‫مترابطة ذلك من اجل إحداث تغير فيها ويتم النظر إلى ألاسرة خالل العالقة إلارشادية كوحدة خاضعة بكاملها لإلرشاد‬

‫دون أن يكون موجها إلى شخص بعينه‪( .‬ابتسام الحسيني‪)35:2105 ،‬‬

‫أ‪ -‬إلارشاد الزواجي‪ :‬يهتم بالزوجين فقط ويمثل مجموع الخدمات إلارشادية التي تقدم للراغبين في الزواج بهدف اختيار‬

‫الشريك املناسب ومن ثم تحقيق الاستقرار والتوافق وحل املشكالت التي تعتري الحياة الزوجية قبل الزواج وأثناءه‬

‫وبعده‪( .‬عبد الحميد وآخرون‪)10:2111 ،‬‬

‫ب‪ -‬إلارشاد ألاسري‪ :‬يهتم باألسرة بكاملها ونجد مشكالت ألاوالد أو آلاباء ما هي إال عينة من مشكالت ألاسرة ونتاج‬

‫اضطراب أسري شامل‪( . .‬عبد الحميد وآخرون‪)11:2111 ،‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬أهداف إلارشاد ألاسري‪:‬‬

‫‪ -0‬املحافظة على الصحة النفسية لألسرة وأعضائها‪.‬‬

‫‪ -0‬إحداث تغييرات ايجابية في ألافكار واملعتقدات والسلوكيات الخاطئة لدى أعضاء ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -3‬مساعدة ألاسرة وأعضائها على حل املشكالت واتخاذ القرارات وتحقيق الوعي في التعامل ألامثل مع ضغوطات الحياة‬

‫املختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحقيق الذات مع تكوين مفهوم ايجابي عن الذات لدى أعضاء ألاسرة في تكوين اتحاد ذاتي لألسرة ككيان واحد‬

‫مترابط‪.‬‬

‫‪ -5‬تنمية التواصل والتفاعل الايجابي بين أعضاء ألاسرة وتحقيق التكيف الاجتماعي لألسرة ككل‪( .‬عبد العزيز عبد‬

‫هللا‪)01:2100 ،‬‬

‫ويضيف كل كاملة فرخ وعبد الجابر تيم (‪ )0777‬إلى ألاهداف السابقة أهداف أخرى نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬تربية ألاوالد ورعاية نموهم النفس ي والاجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬تعليم أصول عملية التنشئة الاجتماعية‪.‬‬

‫‪ -‬تعليم أصول الحياة ألاسرية السليمة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬حل وعالج املشكالت والاضطرابات‪.‬‬

‫‪ -‬تحصين ألاسرة ضد الانهيار‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق التوافق النفس ي في ألاسرة‪( .‬كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم‪)011:0999 ،‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬مبادئ إلارشاد ألاسري‪ :‬يقوم الارشاد ألاسري على مجموعة من املبادئ هي‪:‬‬

‫‪ -0‬إن املسترشد يعتبر عرضا ملرض ألاسرة وهو ليس الوحيد الذي بحاجة إلى العالج ولكن ألاسرة بأكملها بحاجة لذلك‪.‬‬

‫‪ -0‬على املرشد أن يحدد نظرية يعتمد عليها في عالج ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -3‬يجب على املرشد أن يشارك بشكل موضوعي في تعامله مع أفراد ألاسرة لتعديل سلوكها وأن ال ينحاز ألحد أفرادها‬

‫على حساب آلاخرين‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد التغيرات التي ترغب ألاسرة في إحداثها في محيط ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -5‬على املرشد الانتباه ملراكز القوى داخل ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -6‬إشراك ألاطفال في عملية إلارشاد ألاسري ألنهم أصدق أفرادها في التعبير عن انفعاالت ونظام واتصاالت ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -1‬التعامل مع ظاهرة التحويل أثناء العالج‪.‬‬

‫‪ -9‬املحافظة على سرية املعلومات املقدمة‪.‬‬

‫‪ -7‬تحديد املرشد لعدد الجلسات التي تحتاجها ألاسرة والتي يحتاجها املسترشد‪.‬‬

‫‪ -02‬من املمكن أن يشترك أكثر من مرشد في عالج املشكلة‪( .‬رافدة الحريري وسمير إلامامي‪)061:2100 ،‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬خدمات إلارشاد ألاسري‪ :‬تقدم ملن يحتاجها في شكل إرشاد وجماعي وهي‪:‬‬

‫‪ -0‬التربية ألاسرية‪ :‬تكون في ألاسرة واملدرسة ودور العبادة ووسائل إلاعالم لفهم الحياة ألاسرية والترغيب فيها ورعايتها‬

‫وتدعيمها وفي حسن القيادة والقدوة والوقاية‪.‬‬

‫‪ -0‬الخدمات النفسية‪ :‬تعمل على تحقيق التفاهم والفهم ألافضل بين جميع أفراد ألاسرة والتخلص من التوتر الانفعالي‬

‫وحل الصراعات والقلق وتحقيق التقارب والتوافق بين الجميع‪ ،‬وحل املشكالت املشتركة وتحسين املناخ ألاسري وتقريب‬

‫وجهات النظر ‪.‬‬

‫‪ -3‬الخدمات الاجتماعية‪ :‬وهي تحتاج إلى جهود ألاخصائي الاجتماعي والنفس ي وضرورة الاتصال املستمر باألسر والزيارات‬

‫املنزلية والاشتراك في مجالس آلاباء‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬إلارشاد الجماعي لألسرة‪ :‬يجتمع أفراد ألاسرة مع فريق إلارشاد الذي يضم ألاخصائي النفس ي وألاخصائي الاجتماعي‬

‫والطبيب ليتناول كل منهم املشكلة من زاوية اختصاصه‪( .‬كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم‪)012-010:0999 ،‬‬

‫‪ -‬خامسا‪ :‬مدى الحاجة إلى إلارشاد ألاسري‪:‬‬

‫تبدو الحاجة قوية إلى إلارشاد ألاسري مع مالحظة نسب الطالق في تزايد‪ ،‬وكذلك نسب العنف ألاسري‪ ،‬وكذا‬

‫تزايد نسبة املشكالت العادية داخل النطاق ألاسري‪ ،‬وتوجد أسباب عديدة للعمل مع جماعة ألاسرة أكثر من ألافراد‬

‫وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يتأثر ألافراد بشدة ويؤثرون في أسرهم ومن ثم فإن العمل مع شخص مستقل عن أسرته يتجاهل مصدرا مهما من‬

‫تطوره النفس ي‪.‬‬

‫‪ -‬من املهم تغيير أنماط التفاعل داخل ألاسرة كي يتم تغيير سلوك أعضائها‪.‬‬

‫‪ -‬عادة ما تؤثر مشكلة املسترشد على ألاعضاء آلاخرين في ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -‬يحصل أعضاء ألاسرة آلاخرون على فهم أكبر ألنفسهم وأنماط تفاعل أسرتهم من خالل املشاركة في مشكلة عضو‬

‫معين من أعضاء ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت املشكلة في ألاسرة فإن من النادر أن يستمر التقدم الذي يحققه العالج الفردي‪ ،‬فالتقدم في العالج يحدث‬

‫عندما تسمح العالقات ألاسرية بهذا التقدم‪ ،‬وإال فإن كل الجهود تنهار ويعود املسترشد إلى حالته املرضية بسبب‬

‫الصراع أو الصدام الخفي والذي يعبر عن العالقة ألاسرية غير السوية‪.‬‬

‫‪ -‬هذا النوع من العالج هو أكثر منطقية وأسرع وأكثر نجاحا واقتصادية لو قصرنا العمل على الفرد الذي من املفترض‬

‫أن يكون موضوع إلارشاد أو العالج‪.‬‬

‫‪ -‬يعكس الفرد املسترشد في اضطرابه جانبا محدودا من املرض والديه ومشكالتهم أو أعضاء ألاسرة‪( .‬أحمد عبد‬

‫اللطيف‪)11:2111 ،‬‬

‫ويمكن تلخيص أهم هذه ألاسباب في النقاط التالية‪ :‬الصراعات الزوجية‪ -‬ضعف الشخصية‪ -‬عقم أحد‬

‫الزوجين‪ -‬الخيانة الزوجية‪ -‬تدخل ألاسرة بالسلب في حياة الزوجين‪ -‬تعدد الزوجات‪ -‬ضعف الثقافة الجنسية‪ -‬انشغال‬

‫أحد الزوجين أو كليهما‪ -‬التفاوت الثقافي‪ -‬التفاوت في العمر‪ -‬كثرة إلانجاب وعدم ترشيده أو استثماره‪ -‬إلاخوة غير‬

‫ألاشقاء‪( .‬عبد الباسط متولي خضر‪)21:2111 ،‬‬

‫‪30‬‬
‫وعليه تأتي أهمية إلارشاد ألاسري نتيجة للدور الذي تلعبه ألاسرة في نشأة املرض النفس ي‪ ،‬والذي قد يعود‬

‫ألسباب وراثية أو عائلية أو نتيجة الاضطرابات املحيطة املرتبطة بعوامل تؤثر على استقرار العالقات ألاسرية التي يجب‬

‫أن تعمل وفق منظومة جماعية أسرية أو مجتمعية متوافقة للمحافظة على هذا الكيان بجو تسوده املودة والرحمة من‬

‫خالل مساعدة ألاسرة على تجاوز الاضطرابات النفسية التي قد تمر بها نتيجة العوامل التالية‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )10‬يوضح أسباب الحاجة إلى إلارشاد ألاسري (عبد الباسط متولي‪)25:2111 ،‬‬

‫أسباب الحاجة إلى اإلرشاد األسري‬

‫التزاحــــــــم‬ ‫مشكالت‌المرأة‌‬ ‫اإلدمـــــــان‬ ‫البطـــــــــالة‬ ‫وقت‌الفراغ‬


‫العاملة‬

‫ضغوط‌أسرية‬
‫‪31‬‬ ‫فترات‌التطور‬
‫‪ -0‬أساليب التنشئة ألاسرية الخاطئة‪:‬‬

‫تتنوع أساليب تنشئة ألاسرة واملجتمع لألطفال بين ألاسلوب السوي الذي يعتمد على املساواة والوسطية‬

‫الايجابية والتشجيع على املثابر وإلايثار والابتكار ‪ ،‬وبين ألاسلوب غير السوي الذي يعتمد على التسلط والحماية الزائدة‬

‫وإلاهمال والتدليل وآثاره مثل‪ :‬ألالم النفس ي والقسوة والتذبذب والتفرقة‪ ،‬وألاساليب السوية في التنشئة تنتج شخصية‬

‫‪32‬‬
‫متزنة متوافقة فعالة منتجة‪ ،‬أما ألاساليب غير السوية تنتج شخصية غير متزنة وغير متوافقة تتجه إلى املرض والجنوح‬

‫وسوء ألاخالق ولذلك فإن إلارشاد ألاسري الذي يساعد ألاسر على التبصر باألساليب السوية فينشأ ألابناء في جو من‬

‫العدل والطمأنينة واملودة والرحمة‪.‬‬

‫‪ -0‬اضطرابات العالقات الوالدية‪:‬‬

‫إن العالقة بين الوالدين من أسمى العالقات على إلاطالق هذا إذا ارتقت العالقة بينهما إلى املستوى الذي‬

‫فرضه هللا عز وجل فإن الحياة ألاسرية تكون على درجة عالية من الرضا والتوافق والسعادة إما إذا خيم على الحياة‬

‫ألاسرية الشقاق والنزاع واضطراب العالقة بين الزوجين فإن النتيجة ستكون اختالل العالقات ألاسرية واضطرابها وما‬

‫يصاحبها من ضغوطات نفسية سواء أكان ذلك على مستوى العالقة بين الزوجين أو العالقة مع ألابناء‪ ،‬ومن هنا يكون‬

‫تدخل الخدمات إلارشادية هو السبيل ملساعدة ألابناء وآلاباء في تجاوز هذه املشكالت إلعادة الاستقرار و ألامن ألاسري‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)006-005:2106 ،‬‬

‫‪ -3‬الضغوط ألاسرية‪:‬‬

‫تعاني معظم ألاسر في آلاونة ألاخيرة من كثير من العوائق التي تمثل مصادر للضغوط نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬العوائق الجسمية‪ :‬ويقصد بها بعض العاهات والتشوهات وألامراض الجسمية املزمنة مثل أمراض القلب والسكر‬

‫والسرطان والكلى والكبد وقرحة املعدة وضعف الجسمي وأنواع الشلل وقبح املنظر الذي يعوق زواج الفرد‪ ،‬بعض‬

‫هذه العوائق إذا عانى منها أحد أفراد ألاسرة تكون مصدر من مصادر الضغوط التي تحتاج إلى إلارشاد لتقلل من آثارها‬

‫على أفراد ألاسرة بشكل خاص وعلى الوالدين ومحور التعامل بشكل خاص‪( .‬عبد الباسط متولي‪)21:2111 ،‬‬

‫ب‪ -‬العوائق النفسية‪ :‬ويقصد بها نقص القدرات العقلية لدى أفراد ألاسرة أو نقص املهارات النفس حركية أو خلل في‬

‫نمو الشخصية أو اضطراب فيها والذي قد يعوق الشخص عن تحقيق بعض أهدافه مما يسبب ارتفاع مستوى‬

‫الصراع النفس ي الذي يعرضه لالضطرابات وألامراض النفسية‪ .‬وإذا ما توفر إلارشاد النفس ي ألاسري في الوقت املناسب‬

‫فإن ذلك يساهم في وقف هذا الصراع أو الاضطراب سواء على مستوى الفرد أو ألاسرة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ج‪ -‬العوائق املادية والاقتصادية‪ :‬إن عدم توفر إلامكانات املادية الناتجة عن مشكلة الفقر والبطالة يسبب عائقا يمنع‬

‫كثير من الناس من تحقيق بعض أهدافهم في الحياة وقد يسبب ذلك شعورهم باإلحباط واليأس والضغوط النفسية‬

‫التي تحتاج إلى دعم ومساندة وتوجيه وإرشاد للحد منها‪.‬‬

‫د‪ -‬العوائق الاجتماعية‪ :‬تمثل العادات والتقاليد قيودا اجتماعية لضبط السلوك إلانساني وتنظيم العالقات وقد‬

‫تشكل هذه العادات قيودا سلبية تعوق حياة ألافراد مثل العادات والتقاليد‪ ،‬التي تحكم عملية الزواج كعادات ألافراح‬

‫والخطبة ألامر الذي يرفع سن الزواج ويزيد نسبة التأخر في سن الزواج وعدم القدرة على الزواج ألامر الذي يزيد‬

‫عوامل الانحراف وهنا قد يكون إلارشاد ألاسري وإرشاد ألازواج من الراغبين في الزواج عامال مساعدا على تقريب‬

‫الغايات وألاهداف وامليول والاتجاهات لتيسير عملية الزواج‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)001-006:2106 ،‬‬

‫‪ -1‬وقت الفراغ‪ :‬إن إدارة وقت الفراغ من أهم املهارات الاقتصادية الحديثة‪ ،‬حيث إن وقت الفراغ يمثل جزءا من‬

‫عمر الشباب وعمر الكبار ويمثل أيضا العمود الفقري لحياة الفرد‪ ،‬ويمثل سالحا ذا حدين فإن أحسن استثماره‬

‫واستغالله فيما ينفع الفرد وألاسرة واملجتمع ويدخل السعادة عليه فإن العائد من هذا الوقت يكون عاليا إلى القدر‬

‫الذي يأخذ بالفرد وألاسرة واملجتمع إلى أعلى املستويات‪ .‬ويأتي إلارشاد ألاسري على رأس الخدمات النفسية املتخصصة‬

‫التي تساعد ألافراد وألاسر والجماعات في إدارة وحسن استغلل واستثمار وقت الفراغ بما يعود عليها بالفائدة‪.‬‬

‫‪ -5‬البطالة‪ :‬تمثل البطالة في أي مجتمع قنبلة موقوتة إذا لم يتم التعامل معها ودراستها ومحاولة التقليل من آثارها‬

‫الاقتصادية والاجتماعية والنفسية‪ ........‬ولقد انتشرت هذه املشكلة في آلاونة ألاخيرة وربما تكون الزيادة السكانية‬

‫واملشكلة الاقتصادية سبببين رئيسيين يكمنان خلف هذه املشكلة وتعاني بعض ألاسر في مجتمعنا وفي بعض املجتمعات‬

‫ألاخرى من هذه املشكلة إذا لم يتم تدوير الاهتمامات ومستويات الطموح وما يرغب الشباب من أعمال‪ ،‬حيث يتم‬

‫توجيه الشباب وألاسر إلى قبول بعض املهن وألاعمال حتى ال يقع الشباب تحت بند البطالة‪ .‬ويبقى املرشد النفس ي‬

‫ألاسري كمساعد لألسر لتبصيرهم بأهم التغيرات في سوق العمل‪( .‬عبد الباسط متولي‪)31-29:2111 ،‬‬

‫‪ -6‬التدخين وإلادمان‪ :‬إلادمان هو الوجه آلاخر للبطالة والانحراف وإذا كان إلادمان هو بوابة الوصول إلى بوابة الهاوية‬

‫فإن التدخين يمثل بوابة إلادمان الهامة‪ .‬وإذا كان إلادمان في منتهى الخطورة على حياة ألافراد وألاسر والشعوب‪ ،‬فإن‬

‫التدخين ال يقل خطورة حيث تؤكد كثير من البحوث والدراسات على أن نسبة انتشار التدخين بين صفوف الشباب‬

‫واملراهقين تصل من ‪ ٪02 ،٪35 -00‬من إلاناث كما دخل ألاطفال بوابة التدخين وإلادمان‪ .‬وأثبتت أحدث الدراسات‬

‫‪34‬‬
‫التي أجريت من قبل معهد القلب أن ‪ ٪15‬من الوفيات املفاجئة وأمراض القلب والسكتة سببها التدخين وأنه السبب في‬

‫‪ ٪69‬من أمراض سرطان املثانة‪ ٪12 ،‬من أمراض السكتة القلبية‪ ٪92 ،‬من سرطان الرئة‪ ،‬و‪ ٪52‬من قرح املعدة‬

‫والاثنى عشر وغالبا ما يعيش املدخن من ‪ 05-05‬سنة يعاني من ألامراض‪ .‬كما ورد في إحدى الدراسات العلمية أن‬

‫السيجارة تحتوي على ‪ 4222‬مادة سامة منها ‪ 422‬مادة مسرطنة‪ .‬وإن كانت هذه ألارقام والاحصائيات ال تدع مجاال‬

‫للتفاؤل إال أن خطر التدخين وإلادمان ال يمكن أن يستهان به ويجب ن تتضافر جهود املؤسسات الحكومية وألاهلية‬

‫واملجتمعية وإلارشادية في عالج أثار التدخين ومحاربته والحد منه وخاصة بين صفوف ألاطفال والشباب وإلاناث على‬

‫حد السواء(عبد الباسط متولي‪)31-29:2111 ،‬‬

‫‪ - -1‬مشكالت املرأة العاملة أو العاطلة‪ :‬إن املرأة في املجتمع إلاسالمي ال تمثل نصف املجتمع فحسب بل هي ألام‬

‫والزوجة وألاخت والعمة والخالة وهي تنال في شريعة إلاسالم ما ال تناله في أي شريعة أو أي قانون وضعي‪ .‬وعمل‬

‫املرأة ضرورة إذا كانت ألاسرة بحاجة لهذا العمل وإذا كان ألاوالد ليسوا في أمس الحاجة إلى وجودها معهم‪ .‬أما إذا كانت‬

‫حاجة ألابناء إلى ألام يفوق حاجتهم إلى ما ينتج عنه عمل ألام يفوق حاجتهم إلى ما ينتج عنه عمل ألام يكون البيت‬

‫وألاوالد وألاسرة هم ألاولى بالرعاية والعناية والتربية‪ .‬ويتمثل الجانب الايجابي في عمل املرأة وجود أعمال خاصة باملرأة‬

‫وتفوقت فيها على الرجل باإلضافة إلى أن بعض البيوت قد تنهار إذا لم تعمل املرأة بل إن بع ألاسر تكون املرأة هي العائل‬

‫ألاساس ي بل الوحيد وهنا يكون عملها شرف‪ .‬أما الجانب السلبي لعمل املرأة فيتمثل في خروجها للعمل دون حاجة‬

‫أساسية وواقعية لعملها فتترك خلفها فراغا ودمارا للبناء النفس ي لألبناء والزوج وألاسرة كلها‪( .‬عبد الباسط متولي‪،‬‬

‫‪)30-31:2111‬‬

‫‪ -1‬التزاحم‪ :‬مفهوم الزحام في ألاسرة في املدرسة في الشارع في وسائل املواصالت في مؤسسات الترويح‪ ...‬الزحام بكل‬

‫جوانبه الايجابية والسلبية‪ .‬أما من الجوانب الايجابية فإن الكثرة تغلب في ألاحيان القدرة‪ ،‬إال أن هذا املفهوم ال يتحقق‬

‫إال إذا كانت هذه الكثرة منظمة ومستغلة أحسن استغالل بينما الجوانب السلبية للكثرة والزحام قد تتعدى معنى‬

‫املفهوم من حيث أن‪:‬‬

‫أ‪ -‬الزحام مصدر للعدوى فإن الزحام في كثير من الحاالت مصدر للعدوى بكثير من ألامراض املعدية ويمثل وسطا‬

‫نموذجيا النتشار وكثرة الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات املمرضة لإلنسان والحيوان والنبات بل والجماد‬

‫على حد السواء‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ب‪ -‬الزحام مصدر لحدوث الحوادث والسرقات‪ :‬فالزحام يمثل بيئة اجتماعية مناسبة لحدوث الكثير من حوادث‬

‫الخطف والاغتصاب والسرقة واستغالل العامة نعم تكاد تتحقق فينا آلان مقولة الحبيب صل هللا عليه وسلم حينما‬

‫أخبرنا بأنه تكاد تتداعى علينا ألامم كما تتداعى ألاكلة على قصعتها فسئل هل من قلة نحن يا رسول هللا قال‪ :‬بل أنتم‬

‫حينئذ من كثير ولكن كغثاء السيل‪ ...‬نحن آلان يتحقق فينا مفهوم الغثائية‪...‬كثرة عددية غير منظمة‪....‬موارد كثيرة‬

‫غير مستغلة ‪...‬مبادئ دينية كثيرة مهجورة ‪...‬عادات وتقاليد أكثر مؤكدة تصل إلى مستوى أقوى من املفاهيم والقيم‬

‫الدينية‪.‬‬

‫ج‪ -‬قلة نصيب الفرد من الدخل والخدمات‪ :‬هذا الزحام املفتعل وغير املبرر في كثير من ألاحيان قد يقودنا إلى الفقر‬

‫والجهل واملرض وقلة ما يحصل عليه من دخل ألاسرة واملجتمع وكذا قلة ما يحصل عليه من خدمات من قبل‬

‫مؤسسات املجتمع املدنية وألاهلية ألامر الذي يولد إحساسا بضعف املسئولية والانتماء والفاعلية‪.‬‬

‫ويأتي هنا دور إلارشاد النفس ي وألاسري لتوجيه وإرشاد وتبصير ألاسر بالطرق السليمة الستغالل هذه املوارد‬

‫البشرية أحسن استغالل حتى تدر دخال وأمانا مناسبا لألسرة والفرد واملجتمع‪( .‬عبد الباسط متولي‪)32-30:2111 ،‬‬

‫‪ -9‬فترات التطور والانتقال‪ :‬تمر ألافراد أو ألاسر واملجتمعات بمراحل مختلفة من النمو والتطور قد تكون تلك الفترات‬

‫من ألاهمية والخطورة إلى الدرجة التي تزيد من حاجتها إلى التوجيه وإلارشاد ألاسري ومن هذه التحوالت أو فترات‬

‫الانتقال‪ :‬الانتقال بين مراحل النمو والطفولة واملراهقة والرشد‪ ،‬والانتقال من الدراسة للعمل‪،‬ومن العزوبية للزواج‪،‬‬

‫والزواج إلى الترمل أو الطالق‪ ،‬ونتيجة لالضطرابات واملشكالت النفسية التي قد يتعرض لها الانسان خالل هذه املراحل‬

‫الانتقالية استوجب وجود نوع من الخدمات النفسية التي تؤهل ألافراد وألاسر لكيفية التعامل مع هذه املراحل الثابتة‪.‬‬

‫والشكل التالي يوضح هذه املراحل‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫الزواج‌إلى‌الترمل‌‬ ‫الدراسة‌إلى‌العمل‬ ‫االنتقال‌بين‌مراحل‌النمو‬
‫للطالق‌أو‌موت‌‬
‫العائل‬

‫رشد‬

‫العزوبية‌إلى‌الزواج‬ ‫شيخوخة‬ ‫طفولة‬

‫مراهقة‬

‫االنتقال‌بين‌مراحل‌التعليم‬

‫اإلعدادية‌والثانوية‬ ‫المدرسة‌االبتدائية‬ ‫رياض‌األطفال‬

‫شكل (‪ )12‬يوضح فترات التحول والانتقال في حياة الفرد (عبد الباسط متولي‪)32:2111 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -01‬الحروب‪ :‬تتسبب الحروب بإحداث أثارا بالغة التدمير والتأثير النفس ي والاجتماعي في حياة ألافراد والشعوب وتبرز‬

‫حاجاتهم إلى إلارشاد النفس ي للتقليل من آلاثار الناجمة عن هذه الحروب املدمرة للنفوس البشري‪.‬‬

‫‪ -00‬إلاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة‪ :‬إن وجود طفل معاق في ألاسرة الشك يؤثر تأثيرا كبيرا في مناخ الحياة ألاسرية‬

‫وفي العالقات البيئية بين أعضاء هذا النسق ألاسري وفي مشاعر ألاعضاء املتبادلة وفي مجمل أداء النسق ووظائفه وإذا‬

‫كانت ألاسرة محددة وحاسمة في تشكيل شخصية الطفل فهي أكثر تحديدا لشخصية الطفل من ذوي إلاعاقة حيث أن‬

‫هذا ألاخير أكثر حاجة ما يتطلب توجيه وإرشاد هذه ألاسر إلى كيفية التعامل مع أبنائهم وتفهم احتياجاتهم ملساعدتهم‬

‫على تلبية هذه الاحتياجات وتطوير قدراتهم‪.‬‬

‫‪ -02‬التفكك ألاسري‪ :‬النسيج ألاسري يجب أن يبنى على املودة والرحمة وهذه الروابط الاجتماعية والنفسية والعاطفية‬

‫واملادية التي تساعد على ترابط النسق ألاسري وديمومة الارتقاء حتى يمتد إلى النسق البنائي للمجتمع كله وإذا ما‬

‫تعرضت ملشاكل وتدخالت تهدد هذا النسق البنائي وتزعزع قيم املودة والرحمة يصبح التدخل إلارشادي ضرورة ملحة‬

‫لوضع خطط عالجية تساهم في إعادة تأهيل وبناء النسق ألاسري أو الحد من آلاثار السلبية ملشكلة التفكك ألاسري‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)001-001:2106 ،‬‬

‫‪ -‬سادسا‪ :‬أوجه الشبه والاختالف بين إلارشاد والعالج ألاسري‪:‬‬

‫يتواجد في التراث النفس ي كل من مصطلح إلارشاد ألاسري ‪ Family Counselling‬والعالج النفس ي ألاسري‬

‫‪ Family Psychotherapy‬فهل هما مصطلحان يشيران إلى عملية واحدة؟ أم أنهما يشيران إلى عمليتين منفصلتين؟‬

‫والحقيقة أن كال من املصطلحين قائم في امليدان ويليه مصطلحات تتبعه‪،‬فكما أن هناك إلارشاد النفس ي فهناك املرشد‬

‫النفس ي ‪ Counsellor‬وهناك املسترشد‪ Counsellee‬أو العميل ‪ ،Client‬كما أن هناك العالج النفس ي‪ ،‬فهناك املعالج‬

‫‪ Therapist‬أو املعالج النفس ي ‪ Psychotherapist‬وهناك املريض أو املتعالج ‪ .Patient‬ولقد انقسم العلماء إلى فريقين‬

‫ألاول يرى بوجود فروق جوهرية بين العمليتين تجعل كال منهما مختلفة عن ألاخرى ‪ ،‬بينما ال يرى البعض ألاخر فروقا‬

‫جوهرية بين العمليتين‪) .‬عبد الباسط متولي‪)01:2111،‬‬

‫فالفريق الذي يتبنى انفصال العمليتين واختالفهما يعتمد على أن كل عملية منها تمارس تقليديا في مكان‬

‫يختلف عن املكان الذي تمارس فيه العملية ألاخرى‪،‬كما يرون أن العمليتين تختلفان من حيث نوعية املشاكل التي‬

‫تتعرضان لها‪،‬فاإلرشاد النفس ي يتعلق بمشكالت العادية أو مشكالت الحياة اليومية أو املشكالت التي ليس لها صبغة‬

‫‪38‬‬
‫انفعالية حادة جدا‪ ،‬بينما يتعلق العالج النفس ي باملشكالت الحادة أو العنيفة من الناحية الانفعالية‪ ،‬وثالث الحجج‬

‫الذي يعرج عليها فريق التمييز بين العمليتين هو نوعية الفرد الذي يتطلب الخدمة‪ ،‬بينما الشخص الذي يتعامل مع‬

‫إلارشاد النفس ي هو شخص "عادي" أي اقرب إلى السواء‪ ،‬بينما الشخص الذي يتعامل مع العالج النفس ي هو شخص "‬

‫مريض" أي اقرب إلى الالسواء ) عبد الباسط متولي‪.(01، 2111،‬‬

‫بينما ال يرى الفريق آلاخر فروقا جوهرية بين إلارشاد والعالج ألاسري فيفند حجج الفريق املعارض بأنها ليست‬

‫جوهرية‪ ،‬وان املكان الذي يمارس فيه العمل ليس أمرا حاسما‪ ،‬كما أن الشخص الذي يلجأ إلى الخدمة النفسية سواء‬

‫كانت إرشادا أو عالجا فانه بذلك يعبر عن عجزه عن مواجهة مشكلته بنفسه‪ ،‬وانه يحتاج إلى العون الخارجي‪ ،‬وان لم‬

‫يحصل عليه فقد تسوء حالته وتتطور إلى درجات ابعد في اتجاه الالسوية‪ ،‬وال يهمهم هنا طبيعة الفرد الذي يطلب‬

‫الخدمة هل هو سوي أم غير سوي؟‪ ،‬فاملهم انه يحتاج إلى الخدمة النفسية‪ ،‬وان قضية السواء والالسواء قضية نسبية‬

‫وكل الناس يقفون على خط متصل بين قطب السواء وقطب الالسواء ‪ ،‬ويشغل كل منهم نقطة على املتصل توضح‬

‫درجة نصيبه من السواء‪ ،‬ومن العلماء الذين يناصرون هذا الاتجاه كل من روجرز"‪ "Rogers‬وباترسون "‪Patterson‬‬

‫الذي أعلن عن رأيه هذا في كتابه نظريات إلارشاد والعالج النفس ي‪( .‬عبد الباسط متولي‪)01:2111 ،‬‬

‫كما أجمل زهران) ‪ ( 05 ،04 ،0779‬أوجه التشابه بين عمليتي إلارشاد والعالج في‪:‬‬

‫‪ -0‬إن كليهما عملية مساعدة وخدمة للفرد وألاسرة لتحقيق فهم النفس وتحقيق الذات والتوافق النفس ي والصحة‬

‫النفسية‪.‬‬

‫‪ -0‬إن املعلومات املطلوبة لدراسة الحالة ووسائل جمع املعلومات واحدة في العمليتين‪.‬‬

‫‪ -3‬تشتركان في ألاسس التي تقومان عليها وتستخدمان لغة مشتركة وأساليب مشتركة مثل املقابلة ودراسة الحالة‪.‬‬

‫‪ -4‬استراتيجيات وأهداف كل منهما واحدة وهي إلاستراتيجية التنموية والوقائية والعالجية‪.‬‬

‫‪ -5‬إجراءاتها واحدة في جملتها‪.‬‬

‫‪ -6‬يلتقي كل منها في الحاالت الحدية بين السوية و الالسوية أو بين العاديين واملرض ى‪.‬‬

‫‪ -1‬هناك مجال من مجاالت إلارشاد العالجي ‪ Clinical Caunselling‬تعتبر توأما لطريقة من أشهر طرق العالج‬

‫النفس ي وهي طريقة العالج النفس ي املتمركز حول العميل‪.‬‬

‫‪ -9‬يضم علم النفس العالجي كال من إلارشاد العالجي والعالج النفس ي‪ ،‬ويضم مفاهيم ومهارات مشتركة بين‬

‫عمليات إلارشاد النفس ي والعالج النفس ي‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -7‬املرشد واملعالج ال يخلو منهما مركز إرشاد أو عيادة نفسية‪.‬‬

‫مما تقدم يتبين أن أوجه الالتقاء بين كل من عملية إلارشاد ألاسري والعالج ألاسري أكثر من أوجه الاختالف‪.‬‬

‫ونحن إن كنا نميل إلى رأي الدكتور زهران في الفصل بينهما في املصطلح ودرجة الحدة التي تطلب إحدى العمليتين دون‬

‫ألاخرى‪ ،‬إال أن الفصل بينهما في ألاساس النظري الذي يعتمد عليه كل منهما غير جائز‪ ،‬إذ كلتا العمليتين ينهالن من‬

‫معين واحدة وهي نظريات علم النفس في مجال إلارشاد والعالج النفس ي‪( .‬عبد الباسط متولي‪)09:2111 ،‬‬

‫‪40‬‬
‫املحاضرة الخامسة‬

‫املداخل النظرية لإلرشاد والعالج ألاسري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يوضح محمد محروس الشناوي (‪ )0774‬وجود أربع نظريات أو مدارس للعالج ألاسري تتمثل في العالقات مع‬

‫املوضوع‪ ،‬والتدخل الاستراتيجي‪ ،‬ومنظومات ألاسرة‪ ،‬والعالج ألاسري والبنائي‪ .‬في حين يرى ميرو وكوتمان (‪ )0775‬أن‬

‫لإلرشاد ألاسري خمس نظريات تتمثل في إلارشاد والعالج ألادلري‪ ،‬والبويني‪ ،‬والبنائي‪ ،‬والتواصلي‪ ،‬والاستراتيجي‪ ،‬ولقد‬

‫لخص صالح حزين (‪ )0775‬إلارشاد والعالج ألاسري في أربعة اتجاهات إرشادية تتمثل في الاتجاه السيكودينامي ألكرمان‬

‫وآخرين والاتجاه البنائي ملنيوشن‪ ،‬واتجاه ألاجيال الثالثة لبوين وآخرين‪ ،‬والاتجاه السلوكي لباتوسن وجاكسون‬

‫وآخرون‪.‬‬

‫ويؤكد كوري (‪ )0776‬على أن من أهم نظريات إلارشاد والعالج ألاسري نظرية العالج ألاسري البنائي‪ ،‬ونظرية‬

‫التواصل‪ ،‬والعالج ألاسري التجريبي‪ ،‬والاستراتيجي‪ .‬ويشير عالء الدين كفافي (‪ )0777‬إلى أن من أهم مداخل إرشاد عالج‬

‫ألاسرة املدخل السيكودينامي‪ ،‬والسلوكي‪ ،‬والعقالني الانفعالي واملدخل النسقي في عالج ألاسرة‪.‬‬

‫من العرض املوجز السابق يتضح أن العلماء أكثر اتفاقا على أهمية النظريات التالية في إلارشاد والعالج ألاسري‬

‫وهي‪ :‬نظرية ألانساق العامة‪ -‬العالج الاستراتيجي لهاليي‪ -‬العالج متعدد ألاجيال لبوين‪ -‬العالج البنائي ملنيوتشن‪ -‬التواصلي‬

‫لساتير‪ -‬التفاعلي لباتسون‪( .‬عبد الباسط متولي‪ )55:2111 ،‬وعليه سنوضح من خالل الشكل املوالي أهم الاتجاهات‬

‫الحديثة في إلارشاد والعالج ألاسري لكن من خالل هذا املقياس سنركز على بعض النظريات الرائدة في مجال إرشاد‬

‫ألاسرة وعالجها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫االتجاهات الحديثة في بحوث اإلرشاد والعالج األسري‬

‫تعدد‌الثقافات‬ ‫تعديل‌االتجاهات‬ ‫تنمية‌العالقات‌األسرية‬ ‫بحوث تمركزت حول اإلرشاد‬


‫األسري ألفراد األسرة‬

‫سوء‌استخدام‌المفاهيم‌‬
‫الطبية‬
‫مشكالت‌‬ ‫لعالج‌مشكالت‌‬ ‫األسر‌ذات‌‬
‫المراهقين‬ ‫األطفال‬ ‫المطالب‌الخاصة‬
‫اإلرشاد‌األسري‌المتمركز‌‬
‫حول‌المدرسة‬

‫اإلرشاد‌األسري‌ألسر‌‬ ‫بحوث‌تناولت‌المرشد‬
‫ذوي‌الحاجات‌الخاصة‬

‫اإلرشاد‌األسري‌‬
‫المنبثق‌من‌أطر‌نظرية‬
‫بحوث‌تمركزت‌حول‌تدريب‌‬ ‫بحوث‌تركز‌على‌إعداد‌‬
‫الوالدين‌على‌اإلرشاد‬ ‫وتدريب‌المرشد‬

‫األجيال‌المتعددة‬ ‫اإلستراتيجية‬ ‫البنـــــــــــائية‬ ‫األنساق‌العامة‌لألسرة‬

‫الشكل رقم (‪ :)13‬تخطيط ألهم الاتجاهات الحديثة لبحوث إلارشاد ألاسري (عبد الباسط متولي‪)61:2111 ،‬‬

‫‪42‬‬
‫‪General Systems Theory‬‬ ‫نظرية ألانساق العامة أو نظرية النظم العامة‪:‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫وتعرف أيضا بنظرية النظم العامة حيث إن النظام عبارة عن مجموعة من العالقات بين ألافراد وقد يكون‬

‫هذا النسق مغلقا أو مفتوحا‪ ،‬وفي حالة النسق املفتوح تكون الحدود بين ألافراد مرنة ونفاذة‪ ،‬بحيث يتفاعلون مع‬

‫بعضهم البعض ويتبادلون آلاراء واملشاعر والعواطف وألاحاسيس والانفعاالت‪ ،‬أما في النظام املغلق فتكون الحدود‬

‫مغلقة ال تسمح بوجود عالقات حقيقية ومفيدة بين أفراد أو جماعات النظام‪ .‬وترى هذه النظرية أن ألاسرة عبارة عن‬

‫نظام لها خصائصها أكبر من مجموع أفرادها‪ ،‬بمعنى أنه يجب فهم الفرد من خالل ألاسرة التي يعيش فيها‪ ،‬وكذلك فهم‬

‫مشكالته وطرق التغلب عليها من خالل تناولها في سياق ألاسرة فيما يعرف باإلرشاد ألاسري‪ ،‬وهذا يكون أجدى من‬

‫التعامل الفردي مع هذه املشكالت أو التعامل مع املسترشد بمعزل عن البيئة ألاسرية أو النسق العام لألسرة‪( .‬عبد‬

‫الباسط متولي‪)56:2111 ،‬‬

‫وتقوم نظرية النظم العامة على مجموعة من الفرضيات‪ ،‬فهي تفترض بأن النظم العامة هي نظم حية ونظم‬

‫غير حية يمكن النظر إليها والتعامل معها على أساس أنها تضم لها مواصفاتها الخاصة والتي تستحق الدراسة‬

‫والتمعن‪ ،‬ويرى كورن هيرن أن طبيعة نظرية النظم العامة تشير أنها تأخذ اتجاهين رئيسين هما الاتجاه التحليلي‬

‫والاتجاه الشامل‪،‬وتنظر نظرية النظم العامة إلى العالم على أساس ترابطي فكل كيان قائم بذاته ينظر إليه من ناحية‬

‫عالقاته بالكيانات ألاخرى والتي تؤثر وتتأثر به وال ينظر إليه من ناحية الخصائص املكونة له‪.‬‬

‫تفترض نظرية النظم العامة أن الكل أكبر من مجموع ألاجزاء املكونة له وأن الارتباط القائم بين ألاجزاء املكونة‬

‫ألاخرى ألي نظام يؤدي إلى وجود خصائص جديدة في النظام هي بالضرورة نتيجة لهذا الارتباط والاعتمادية املتبادلة‬

‫بين ألاجزاء املكونة للنظام‪ ،‬فاألسرة كنظام اجتماعي قائم يتكون من مجموعة من ألافراد‪.‬‬

‫ولكن ألاسرة تعني بكثير من مجر د مجموعة من ألافراد‪ ،‬فالتفاعالت التي تحدث بين أفراد ألاسرة من مودة‬

‫وحب وعطف وتضحية هي أكثر بكثير من تلك التي تحدث بين مجموعة من ألافراد وال تكون كل مجموعة من ألافراد‬

‫أسرة ولكن كل أسرة تتكون من مجموعة من ألافراد‪ .‬كما تفترض النظرية كذلك بأن كل تغير يطرأ على أي من ألاجزاء‬

‫املكونة للنظام فإنه يؤدي بالضرورة إلى حدوث تغير في النظام بصفة عامة‪ ،‬كما يؤدي إلى حدوث تغير في ألاجزاء املكونة‬

‫لنفس النظام‪ .‬وتفترض النظرية أن لكل نسق إطار مرجعي محدد ويقصد باإلطار املرجعي مجموعة العادات والتقاليد‬

‫‪43‬‬
‫والقيم وكل من شأنه أن يحدد سلوك ألافراد داخل النظام فإن تحديد إلاطار املرجعي يكون ضروريا لفهم ألانظمة‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪ )026-025:2106 ،‬والشكل املوالي يوضح مفاهيم ا ألاساسية للنظرية‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )24‬يوضح املفاهيم ألاساسية لنظرية ألانساق العامة (عبد الباسط متولي‪)56:2111 ،‬‬

‫وعليه فنظرية النظم العامة تتيح للمعالج أن يفحص السياق أو املحيط الذي يعيش ضمنه الفرد‪ ،‬فهو املحيط‬

‫الذي يشكل معنى الحياة لألفراد وألازواج وألفراد ألاسرة ‪.‬ويتم النظر إلى الطفل في علم النفس الذي يركز على الفرد على‬

‫أنه السبب في حصول املرض النفس ي‪ ،‬بينما في نظرية النظم يتم التركيز على أن نظام ألاسرة هو املسئول أو مصدر‬

‫السلوك املشكل ‪.‬وتتضمن نظرية النظم املبادئ ألاساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬مبادئ نظرية النظم‪:‬‬

‫‪ -0‬أي نظام هو كل منظم‪.‬‬

‫‪ -0‬الكل هو أكبر من مجموع ألاجزاء‪.‬‬

‫‪ -3‬ألانماط في النظام هي دائرية أكثر من كونها خطية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -4‬ألانظمة املعقدة تتكون من أنظمة فرعية‪.‬‬

‫‪ -5‬ألانظمة لها ميكانزمات متوازنة تحافظ على ثبات أنماطها‪.‬‬

‫‪ -6‬النمو والتغير يظهران في ألانظمة املفتوحة‪.‬‬

‫وفيما يلي توضيح لهذه املبادئ‪:‬‬

‫‪ -1‬أي نظام هو كل منظم‪ .‬فما هو النظام؟‬

‫أ‪ -‬النظام‪:‬‬

‫هو مجموعة من العناصر التي تتفاعل معا ‪.‬وكل عنصر يتأثر بما يحصل للعنصر آلاخر في النظام ‪.‬ويتكون النظام‬

‫من العناصر‪ ،‬واملساهمات‪ ،‬والعالقات بين العناصر ضمن البيئة املوجودة‪.‬وعلى صعيد ألاسرة فإن العناصر هي أفراد‬

‫ألاسرة ‪ ،‬واملساهمات يمكن أن تكون ألاهداف‪ ،‬والاتجاهات‪ ،‬أو أي خصائص أخرى لألسرة‪ ،‬والعالقات بين ألاشياء تشير‬

‫للعالقات بين أفراد ألاسرة وكيفية تواصلهم معا أما البيئة فتشير إلى املحيط الذي يشكل ألاسرة وألاسرة تمثله‪.‬‬

‫‪ -‬إن املعالجين ألاسريين أكثرا اهتماما بالعالقات بين ألاجزاء؛ أي أفراد ألاسرة أو تفاعل أفراد ألاسرة) التواصل بينهم( والذي‬

‫يعكس طبيعة الديناميات داخل ألاسرة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ما هو نظام ألاسرة‪:‬‬

‫يتكون نظام ألاسرة من أفراد ألاسرة‪ ،‬ومساهماتهم فيها‪ ،‬وطبيعة التفاعل والتواصل القائم بينهم ‪.‬لكن ما‬

‫املقصود باألسرة؟ وأفراد ألاسرة؟ هل املقصود هو ألاسرة النواة املكونة من ألاب وألام وألابناء؟ إن نظام ألاسرة ال يعتمد‬

‫على ذلك‪ ،‬ولذا فإن على املعالج ألاسري أن يأخذ بالحسبان كافة ألافراد املؤثرين في ألاسرة ‪.‬وفي نظرية النظم فإن مختلف‬

‫أشكال العالقات بين الناس ومساهماتهم وبيئاتهم يتم الاهتمام بها ‪.‬ومن منظور نظرية النظم فإن ألاسرة تعرف بالناس‬

‫املوجودين فيها ‪( .‬سهيلة بنات‪)201 -203:2101 ،‬‬

‫ج‪ -‬تأثير ألانظمة الكبرى‪:‬‬

‫تؤثر ألانظمة الكب رى في ألاسرة أيضا‪ ،‬ولكن لسوء الحظ لم يتم الاهتمام بتأثير ألانظمة الكبرى على ألاسرة إال‬

‫حديثا‪.‬تشمل ألانظمة الكبرى ألانظمة الثقافية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والسياقية‪ ،‬والاقتصادية‪ ،‬والبيئية )الاجتماعية واملادية(‬

‫وتشمل ألانظمة السياقية التي يمكن أن تؤثر في حياة ألاسرة وعملها اليومي ‪:‬املدرسة‪ ،‬والدين‪ ،‬والطبقة‪ ،‬وثقافة املجتمع ‪.‬‬

‫إن املمارسين لنظرية النظم يهتمون بفحص السياق الخاص بالفرد وألاسرة التي يعيشون فيها وذلك من أجل فهم أفضل‬

‫للمشكلة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫يستكشف نموذج أنظمة ألاسرة الكلي سياق املشكلة ضمن ألاسرة والعالقات الاجتماعية وألن ألاجزاء في النظام‬

‫معتمدة على بعضها البعض‪ ،‬فإن املعالج ألاسري يهتم بالسياق ويفحص طبيعة العالقات بين ألافراد املوجودين في نظام‬

‫ألاسرة‪.‬‬

‫د‪ -‬الاعتمادية الداخلية‪:‬‬

‫ألانظمة أو ألانظمة الفرعية متداخلة ومعتمدة على بعضها وال يمكن أن توجد بشكل منفصل ‪.‬حيث أن كل جزء‬

‫من النظام يؤثر على ألاجزاء ألاخرى في النظام ‪.‬وأن التغيير في أي من أجزاء النظام سيؤثر على ألاجزاء ألاخرى‪.‬‬

‫‪ -2‬الكل هو أكبر من مجموع ألاجزاء‪:‬‬

‫إن النظام يحتوي على عناصر أو أجزاء‪ ،‬وهي مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بشبكة سببية فالتغير في جزء‬

‫يسبب تغيرا في أجزاء أخرى داخل النظام‪ ،‬ومن الصعب ألي عنصر أن يعمل بمعزل عن النظام الكلي فالعناصر ال‬

‫تعمل منفصلة بل إنها متسلسلة مرتبة باتساق ومرتبطة مع بعضها البعض بنوع من العالقة املتوافقة املنظمة وليست‬

‫عشوائية‪ .‬وإنه يسمح بالنمو والتطور ويزداد تعقيدا مع الوقت وكذلك قابليته وقدرته على إعادة انتاج نفسه‪ .‬ويمكن‬

‫القول إن العناصر في نظام ألاسرة ليس أفرادها وإنما سلوك هؤالء ألافراد‪ .‬إنه نظام اجتماعي أنش ئ أو تم بناؤه بتكرار‬

‫التفاعل بين ألاعضاء وهذه التفاعالت أسست أنماطا من كم وأين وملن من أعضاء ألاسرة ذوي العالقة‪( .‬أحمد عبد‬

‫اللطيف وسامي محسن‪)011-011:2100 ،‬‬

‫‪ -3‬ألانماط في النظام دائرية وليست خطية‪:‬‬

‫تظهر التغذية الراجعة بالشكل الدائري والتي يؤثر فيها الفرد ويتأثر باألفراد آلاخرين املوجودين في النظام ‪.‬أي أن‬

‫ألاثر الذي يحدثه السلوك في النظام والاستجابة التي يقدمها النظام لذلك السلوك يتم رؤيتها من خالل تقديم التغذية‬

‫الراجعة إلايجابية والسلبية‪ .‬إن التغذية الراجعة إلايجابية أو السلبية ال تعني تقديم حكم تقييمي على السلوك وإنما‬

‫تتضمن حدوث تغير في النظام‪ .‬والتغذية الراجعة إلايجابية تعزز نفسها‪ ،‬فإذا حصل تغير وتم قبول هذا التغير من قبل‬

‫النظام يتصرف النظام الكلي بشكل مختلف مع التغذية الراجعة السلبية أو إلايجابية‪ ،‬فالتغذية الراجعة السلبية تضبط‬

‫التغذية الراجعة إلايجابية ‪.‬والتغذية الراجعة السلبية تساعد النظام على املحافظة على نفسه عبر الوقت ‪.‬وعلى أية حال‬

‫إذا أوقفت التغذية الراجعة السلبية كل التغيرات‪ ،‬فإنها ستتسبب في تحطم النظام ‪.‬فعلى الرغم من أن النظام يحتاج‬

‫للثبات‪ ،‬إال أنه يجب أن يتقبل التغير ويطبقه‪ .‬إن رؤية الحقيقة من منظور السببية الدائرية يعني أن ألاحداث لها أسباب‬

‫متعددة‪ .‬وتؤثر وتتأثر كل منها باآلخر‪ ،‬أما في السببية الرأسية فيكون التفكير آليا على شكل ‪ A‬يتسبب في حصول ‪ B‬ويمكن‬

‫‪46‬‬
‫أن نغير طريقة التفكير من السببية الرأسية إلى السببية الدائرية من خالل التفكير بدور جميع ألاشخاص بدال من دور‬

‫شخص واحد‪.‬أما في السببية الرأسية فينظر إلى أن ‪ A‬يتسبب في ‪ B‬أي أن سلوك شخص ما هو الذي أدى لحصول ش يء ما‬

‫لشخص آخر‪ .‬يفهم املعالج ألاسري العالقات من منظور السببية الدائرية‪( .‬سهيلة بنات‪)206 -205:2101 ،‬‬

‫‪ -1‬ألانظمة املعقدة تتكون من أنظمة فرعية‪:‬‬

‫يوجد ضمن النظام ألاسري أنظمة فرعية‪ ،‬مثال ‪:‬ضمن ألاسرة هناك النظام الفرعي الوالدي أو ألابوي الذي يضع‬

‫القواعد والحدود وألاهداف والوالدين يمكن أن يشكال نظاما فرعيا آخر لوحدهما دون ألابناء هو النظام الزواجي ويضم‬

‫كال الزوجين ‪.‬وهناك أيضا النظام الفرعي ألاخوي الذي يضم ألاخوة وألاخوات‪ ،‬وألاخوة من آلاباء وألاخوة من ألامهات وفي‬

‫النظام املعقد البد من وجود هرمية‪ .‬باإلضافة إلى النظام الفرعي الشخص ي حيث أن كل فرد لديه مكونات سلوكية‪،‬‬

‫وانفعالية ومعرفية وبيولوجية والتي تشكل الفرد‪ ،‬وتؤثر على ألانظمة وألانظمة الفرعية ألاخرى‪ .‬وبالعكس فإن هذه‬

‫ألانظمة تؤثر على النظام الفرعي الشخص ي للفرد‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)029:2106 ،‬‬

‫‪-5‬ألانظمة لها ميكنزمات متوازنة تحافظ على ثبات أنماطها‪:‬‬

‫كل نظام له طرق في التفاعل والتواصل والتعرف ضمن العالقات‪ ،‬وكل نظام لديه أنماط من التفاعل‪ ،‬وتتسم‬

‫هذه ألانماط بإمكانية التنبؤ‪ ،‬أي أن التفاعل سينتهي بنفس الطريقة بغض النظر عن الطريقة التي بدأ بها‪ ،‬وبغض النظر‬

‫عن محتوى أو موضوع التفاعل) املدخالت(‬

‫أ ‪ -‬القواعد وألادوار‪:‬‬

‫إن وجود قواعد وأدوار في ألاسرة يجعلها تحافظ على ثباتها ‪.‬وتشير القواعد في ألاسرة إلى التواصل التفاقات أو‬

‫فهم من خالله تستطيع ألاسرة تنظيم تفاعل أفراد ألاسرة‪ .‬والقواعد قد تكون ظاهرة أو مخفية ‪.‬ومن ألامثلة على القواعد‬

‫الظاهرة أو الواضحة‪ :‬ألافراد الذين لم يؤدوا واجباتهم لن تسمح لهم أو لن توافق لهم على ش يء ‪.‬القواعد املخفية ال تكون‬

‫واضحة مثل ال تتحدى أمك كلمة تتحدى غير واضحة فما هو املقصود بال تتحدى أمك‪.‬‬

‫ب ‪ -‬ألادوار‪:‬‬

‫أنماط فردية من السلوك املعزز بمعايير ألاسرة واستثناءاتها ‪.‬وهذه ألادوار قد تعرف بناء على القدرات أو املواهب‬

‫أو الجنس ‪.‬مثال ‪:‬قد يكون دور ألاب هو السهر على الطفل املريض ألنه يستطيع التعامل مع قلة النوم أكثر من زوجته‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -5‬يحدث النمو والتغير في ألانظمة املفتوحة‪:‬‬

‫قد تكون ألانظمة مغلقة أو مفتوحة‪ ،‬وفي ألانظمة املغلقة ال يكون هناك تفاعل مع البيئة‪ ،‬أما في ألانظمة املفتوحة‬

‫فهناك تفاعل مع البيئة وتبادل في التفاعل ومعظم ألانظمة البيولوجية والاجتماعية هي أنظمة مفتوحة‪ .‬ويحدث تغير‬

‫داخلي لألسر ينسجم مع البيئة‪ ،‬والقيم التي تشجعها املدرسة أو العمل‪،‬أو املحددات الدينية التي تتأثر بالقيم في املنزل‬

‫والعكس يحصل‪ ،‬أي هناك تبادل في التأثير بين ما هو داخل املنزل وخارجه‪.‬‬

‫أ ‪ -‬تبادل املعلومات‪:‬‬

‫في ألاسر املفتوحة يتم تبادل املعلومات مع البيئة ويتم تبادل املعلومات في ألاسر من خالل التواصل والسلوك‪،‬‬

‫وكل سلوك هو تواصل‪ ،‬ومن املستحيل أن ال نتواصل‪ .‬وحتى و أنت تقرأ هذه املادة فإنك تتواصل مع ما هو حولك ‪.‬فقد‬

‫ترى نفسك مستمتعا بما تقرأ أو قد ترى نفسك ضجرا مما تقرأ ‪.‬ويكون التواصل عبارة عن مدخالت ومخرجات في النظام‪.‬‬

‫ويكون التواصل إما توا صال لفظيا أي يعتمد على التواصل بالكلمات املحكية أو املكتوبة‪ ،‬أو تواصال غير لفظي ‪:‬أي ال يركز‬

‫على الكلمات مثل) ‪:‬نغمة الصوت‪ ،‬تردد الصوت‪ ،‬إلايماءات‪ ،‬تعبيرات الوجه‪ ،‬وضعية الجسم‪(.‬‬

‫إن التواصل غير اللفظي مهم جدا للمعالج ألاسري ألنه يخبرنا الكثير عن العالقات بين الشخصية ‪.‬ويهتم املعالج‬

‫ألاسري بالتواصل غير اللفظي عبر الجلسات حيث ينظر لكيفية التواصل ويرى ماذا يعني آخذا بعين الاعتبار عالقة أفراد‬

‫ألاسرة معا ‪.‬ويكون التركيز أكثر على كيفية التواصل أو الحديث وليس على ما يقال أو محتوى الحديث‪ .‬يهتم املعالج بما‬

‫يسمى بالرسالة ذات املعنيين‪ ،‬ويظهر ذلك حين يحدث عدم تطابق ما بين الرسالة اللفظية وغير اللفظية ‪.‬مثال ‪:‬إذا قال لك‬

‫شخص أنك تبدو وسيما اليوم بينما تظهر تعبيرات وجهه غير ذلك إن عدم التطابق أو الرسالة ذات املعنيين يعد مفتاحا‬

‫للعالج النفس ي‪.‬‬

‫إن املعالج ألاسري يهتم بالتواصل من أجل أن ينظم ألاسرة وكذلك يعتبر محتوى التواصل مهما ‪.‬على املعالج أن‬

‫يأخذ بعين الاعتبار مراقبة عملية التواصل وكيف تحصل املدخالت واملخرجات‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪-201:2101 ،‬‬

‫‪)209‬‬

‫‪ -‬ثانيا‪ :‬ألاساليب املستخدمة مع ألاسرة‪:‬‬


‫‪ -‬تنظيم العناصر الداخلية في ألاسرة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة ألاسرة على النمو والتطور‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حدود لألسرة‪.‬‬
‫‪ -‬تعليم ألاسرة مهارات الاتصال‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬الوصول باألسرة إلى حالة من الاتزان فالهدف ألاساس ي من النظام هو املحافظة والوصول إلى حالة التوازن باستخدام‬
‫طرق متعددة كما في التغذية الراجعة‪( .‬أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز‪)10:2105،‬‬

‫املحاضرة السادسة‬

‫النظرية البنائية في إرشاد وعالج ألاسرة‬

‫‪-‬تمهيد‪:‬‬

‫ترجع أصول النظرية البنائية إلى بداية الستينات من هذا القرن والتي ارتبطت بأبحاث سيلفادور منيوشن‬

‫الذي كان مهتما بعالج وتدريب ألاطفال املنحرفين من أسر فقيرة في مدرسة ولتوك بنيويورك‪ ،‬وامتدت مهاماته حتى‬

‫السبعينات حيث أصدر كتابه ألاسر والعالج النفس ي عام (‪ )0714‬وركز على تفاعالت أفراد ألاسرة وطريقة لفهم بناء‬

‫وتنظيم ألاسرة‪ ،‬وحث املعالجين ألاسريين على محاولة معرفة كيف ومتى وملن يستجيب كل فرد من أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫ويذهب سوبير وآخرون إلى أن النظرية البنائية تركز على التواصل والوظيفة والقوى البنائية كمحاولة لتغيير‬

‫نسق ألاسرة وبنائها وتكوين حدود بنائية متنوعة‪ ،‬وتغيير مصادر القوى أي التحالف وإعادة تشكيل ألاسرة‪( .‬عبد‬

‫الباسط متولي‪)51:2111 ،‬‬

‫نظرية العالج ألاسري البنائي‪:Structural Family Therapy‬‬

‫في أواخر عقد الستينات تحدى منيوشن ‪ Minuchin‬العلماء وأفراد ألاسرة وأخصائي الصحة النفسية بالنظر إلى‬

‫املشكالت من منظور أسري بدال من املنظور الفردي‪ .‬ينظر للمعاناة الانفعالية ألسر في العالج ألاسري البنائي من خالل‬

‫منظور منظم‪ ،‬فمشاكل الفرد تبقى من خالل تصميم أسري منظم وليس من خالل املرض الشخص ي‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬أهم مصطلحات النظرية‪:‬‬

‫‪ -0‬بناء ألاسرة‪:Family Structure‬‬

‫كغيره من مدارس العالج ألاسري ركز العالج ألاسري البنائي على دور السياق الاجتماعي في استمرار وحل املشكالت‬

‫لدى الفرد وهو يركز على دور تنظيم ألاسرة والدور الفعال للمعالج باعتباره محرك التغيير‪ .‬ويرى منيوشن ومينشمان أن‬

‫ألاسرة هي مجموعة طبيعية يتواجد فيها بشكل مستمر أنماط من التفاعالت تكون بناء ألاسرة‪ .‬يعتقد املعالج ألاسري‬

‫البنائي أن املشاكل تبقى وتستمر من خالل الخلل الوظيفي في تنظيم ألاسرة‪ ،‬وكذلك يكون اهتمام املعالج منصبا على‬

‫كيفية محاولة البناء ألاسري العمل على حل املشاكل أكثر من الاهتمام باألسباب املؤدية لحصول املشاكل ‪.‬كذلك ال يهتم‬

‫املعالج ألاسري البنائي بتاريخ املشكلة‪ ،‬وإنما يركز اهتمامه على القضايا الحالية مثل ‪:‬من هو صاحب القوة على آلاخرين؟ ما‬

‫‪49‬‬
‫مدى املرونة في تبديل ألادوار بين أفراد ألاسرة في املواقف الجديدة واملختلفة؟ وقد اهتم منيوشن بمفاهيم واضحة مثل ‪:‬‬

‫التوازن‪ ،‬والتغذية الراجعة‪ ،‬وحدود النظام‪ ،‬وألانظمة الفرعية‪ ،‬والنظام املفتوح والنظام املغلق ‪.‬وتتسم نظرية منيوشن‬

‫بالكلية‪ ،‬وتركز على وجهة النظر التفاعلية البنائية‪.‬‬

‫وقد اهتم منيوشن بمساعدة ألاسر لالستبصار وحل مشكالتها‪ ،‬وأن يتعامل املريض مع الواقع ‪.‬ويكون التركيز في‬

‫العالج على املشكالت التي جاءت بها ألاسر للعالج‪ ،‬وينظر ملشكالت ألاسرة على أنها ناتجة عن البناء ألاسري ‪.‬وال تحل‬

‫املشكالت إال إذا تم ترتيب بناء ألاسرة‪ .‬ويرى منيوشن أن ألاسرة تسير على قواعد يفهمها كل أفراد ألاسرة‪ ،‬وتحدد القواعد‬

‫متى‪ ،‬وأين‪ ،‬وكيف يستجيب كل فرد في ألاسرة ومجموع القواعد تمثل أنماط التفاعل‪ ،‬وهو ما يسميه بناء ألاسرة ‪.‬وينظم‬

‫البناء سلوك كل شخص وخبراته مع الواقع‪.‬‬

‫‪ -2‬الحدود‪:Boundaries‬‬

‫ويقصد بالحدود مدى الاقتراب والتباعد بين أفراد ألاسرة؛ أي ما مدى ارتباط أفراد ألاسرة انفعاليا‪ ،‬وكيف يتصل‬

‫كل منهم اتصاال منفتحا مع آلاخرين ‪.‬وعندما يؤدي النظام دوره ووظائفه بشكل جيد فإن الحدود توصف بأنها واضحة‬

‫وشبه نفاذية‪ .‬وتوصف الحدود بأنها من عوامل سوء ألاداء إذا كانت مشوشة وجامدة ‪.‬ويوصف التطرف في الاقتراب أو‬

‫الابتعاد فيما يتعلق بالحدود بخصائص التاشبك أو التباعد‪.‬‬

‫أ‪ -‬التباعد‪ :‬تكون الحدود فيه جامدة‪ ،‬ويكون هناك مسافة زائدة بين أفراد ألاسرة‪ ،‬ويكون الاتصال بين أعضاء ألاسرة‬

‫محدودا‪ ،‬والتعاون داخل املنزل أو املدرسة صعبا أو قليال ‪.‬ويميل ألاطفال في ألاسر املتباعدة ملمارسة سلوكات سلبية أكثر‬

‫من غيرهم‪ ،‬ويستخدمون أسلوب عزو السلوك ألسباب خارجية مقابل عزوه ألسباب داخلية بشكل أكبر من غيرهم ‪.‬وإذا لم‬

‫يحصل التدخل املناسب معهم فإنهم يصبحون عرضة لألذى والخطر‪ ،‬وذلك بسبب حصول صدام مع القوانين وألانظمة‬

‫في املستقبل‪.‬‬

‫ب‪ -‬التشابك ‪:‬قرب شديد بين أفراد ألاسرة‪ ،‬ومن الصعب أن يشعر الفرد باالستقاللية أو الذاتية‪ ،‬وتكون الفروق الفردية‬

‫غير محتملة‪ ،‬وقد يعبر ألافراد عن مشاعر تعكس الحماية الزائدة التي تقيد ألافراد‪ ،‬ويكون ألابناء في ألاسر املتاشبكة أكثر‬

‫عرضة للمشكالت الانفعالية‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)221 -209:2101 ،‬‬

‫‪ -3‬الهرمية‪:Hierarchy‬‬

‫تعد هرمية السلطة من أهم املفاهيم في العالج ألاسري البنائي ألنه يحدد من يملك سلطة صنع القرار في‬

‫ألاسرة‪ ،‬هذه ألاسرة عادة ما تنتقل من فرد إلى آخر في ألاسرة ومن نظام فرعي إلى نظام فرعي آخر اعتمادا على املوقف‬

‫‪50‬‬
‫واملحيط الشخص ي‪ ،‬وبما أن هناك أشكاال مختلفة من الهرمية باختالف ألاسر ‪ ،‬ففي ألاسر ذوات ألاداء العالي تتمركز‬

‫السلطة في يد الوالدين ويتحمل آلاباء مسؤولية قيادة ألاسرة‪ .‬ويحصل ألابناء على سلطات تتالءم مع أعمارهم وقدراتهم‬

‫الشخصية مع الاستعانة بتوجيه الوالدين‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)036:2106 ،‬‬

‫أي وجود حد يميز النظام القائد في ألاسرة ‪.‬يعتقد املعالج ألاسري البنائي أن فردا أو مجموعة أفراد في ألاسرة‬

‫عليهم أن يقوموا بدور القيادة لألسرة لكي تحل مشاكلها وتؤدي املهمات املعطاة بنجاح ‪.‬ويحظى ألافراد في دور القيادة بأن‬

‫لهم قوة أكبر في اتخاذ القرارات من بقية أفراد ألاسرة‪ .‬الهرمية بين ألاب ‪-‬الطفل تشير إلى حدود معينة تعكس مسؤولية‬

‫ألاب املتعلقة بقضايا تربية ورعاية الطفل‪ .‬وبما ان ألاسرة تضع أبنية تتناسب مع مطالب املواقف املختلفة‪ ،‬فإنه ال بد من‬

‫وجود الهرمية بأشكال أو امتدادات مختلفة؛ فالفرد يعتبر قائدا في املهمة التي هو مسؤول عن إنجازها‪ ،‬وألاب سيكون على‬

‫رأس الهرم إلعداد الوجبات إذا كان يحضر لوجبة العشاء‪ ،‬وقد يمارس الطفل دور القيادة أيضا‪ ،‬فمثال ‪:‬الابن ألاكبر قد‬

‫يعتني بإخوته ألاصغر عمرا عندما تكون ألام غير موجودة ويقوم بدور القائد لهم‪ .‬قد تحصل مشاكل عندما تفشل ألاسرة‬

‫في تبني نظام قيادة فعال‪ ،‬فمثال قد يكون آلاباء متشابكين جدا مع أبنائهم‪ ،‬مما يجعلهم غير قادرين على وضع عقاب‬

‫مناسب عندما يخطئ ألابناء‪ ،‬أو قد يكون آلاباء مهتمين جدا بأبنائهم ويعاملونهم كأصدقاء‪ ،‬مما يجعلهم خائفين من وضع‬

‫حدود مناسبة ‪.‬وفي بعض ألاسر قد يكون آلاباء متباعدين جدا عن أبنائهم‪ ،‬مما يجعلهم غير قادرين على الاستجابة‬

‫الهتمامات أبنائهم الشخصية‪ ،‬وقد تظهر ألازمات بسبب عدم وعي آلاباء ملشكالت أبنائهم ‪ ،‬هذا يظهر عندما ال يتابع آلاباء‬

‫أداء أبنائهم في املدرسة إلى أن يكتشفوا أنهم قد يعيدون الصف ‪.‬هنا على آلاباء فتح مجاالت الاتصال مع أبنائهم‪،‬‬

‫وتخصيص وقت للدراسة في املنزل‪ ،‬ومشاهدة أعمال الابن وواجباته‪ ،‬وتبليغ املدرسة بإعطاء مالحظات حول أداء الطفل في‬

‫املدرسة لجعل آلاباء على وعي بأداء الطفل وسلوكه في املدرسة ‪.‬‬

‫‪ -1‬ألانظمة الفرعية‪ :Subsystems‬ذكر منيوشن أن ألاسرة تتكون من أربعة أنظمة فرعية هي‪:‬‬

‫‪-1‬النظام الفرعي الزواجي ‪.-2‬النظام الفرعي الوالدي ‪-3‬النظام الفرعي ألاخوي ‪.-4‬النظام الفرعي ألاسري الخارجي‪.‬وفيما يلي‬

‫توضيح لهذه ألانظمة الفرعية وأهم وظائفها‪.‬‬

‫‪ -0-1‬النظام الفرعي الزواجي‪:‬‬

‫إن النظام الفرعي الزواجي هو الذي ستبنى عليه الحياة ألاسرية في املستقبل ‪.‬ويعد إشباع الحاجات الوظيفية‬

‫لألسرة‪ ،‬والحاجات الانفعالية للزوج والزوجة من املهام آلالية لهذا النظام‪ ،‬وكذلك ترسيخ وتأسيس إلاحساس بااللتزام‬

‫والثقة املتبادلة‪ .‬وتتمثل مهمة الدعم الوظيفي بأن يشترك كال الزوجين في بناء حياتهما‪ ،‬وأن يشتركا في تقسيم ألادوار‬

‫‪51‬‬
‫واملسؤوليات‪ ،‬والتعامل مع املشكالت والصعوبات التي قد تواجههما‪ ،‬وعليهما أن يتفقا من البداية على كيفية تقسيم‬

‫العمل في املنزل وخارجه‪ ،‬و أيضا مناقشة أمور امليزانية‪ ،‬وكيفية قضاء أوقات الفراغ‪.‬‬

‫‪ -‬الدعم الانفعالي ‪:‬يلعب النظام الفرعي الزواجي دورا هاما في تقديم الدعم الانفعالي‪ ،‬وإشباع الحاجات الانفعالية‬

‫ألاساسية للزوجين‪ .‬وتسهم السعادة والثبات في العالقة ألاولية بين الزوجين في زيادة تقدير الذات‪ ،‬وفي زيادة مستوى‬

‫الدافعية‪ ،‬وفي تحسين الحالة املزاجية لكل من الزوج والزوجة‪.‬‬

‫‪-2-1‬النظام الفرعي الوالدي‪:‬‬

‫يتكون النظام الفرعي الوالدي من الوالد والوالدة وألابناء‪ ،‬وفي حالة الطالق فقد يقدم أحد الوالدين أو الوالد‬

‫وزوجة الوالد أو الوالدة وزوج الوالدة كل مهام النظام الفرعي الوالدي‪ .‬وتشتمل مهام النظام الفرعي الوالدي الاهتمام‬

‫باألطفال من حيث التغذية والتدريب على عمليات النظافة والنظام‪.‬‬

‫‪ -3-1‬النظام الفرعي ألاخوي‪:‬‬

‫ويتكون من جميع ألابناء‪ ،‬وهم يمثلون ألاخوة في ألاسرة‪ ،‬وتعد املهمة ألاساسية للنظام ألاخوي هي التنشئة‬

‫الاجتماعية‪ ،‬ورعاية نمو ألاطفال في ألاسرة ويوفر النظام الفرعي ألاخوي الشبكة التي تتكون من خاللها القيم وتنفذ‬

‫عمليات التفاوض والحوار مع الوالدين وتتضح من خاللها إلادراك للعالم الخارجي ‪.‬ويعد مجتمع ألاشقاء عامال مهما لتعلم‬

‫القيم وألادوار واملعايير والوظائف ويسهم ألاخوة وخاصة في سن مبكرة في تعلم سلوكات الحوار والتفاوض والتوكيد‬

‫والتعاون والفهم‪.‬‬

‫‪ -1-1‬النظام الفرعي ألاسري الخارجي‪:‬‬

‫تتفاعل ألاسرة مع أنظمة فرعية خارجية وتوفر الاتصاالت بين ألاسرة وألاسر ألاخرى عونا وتبادال للمصادر‬

‫والخبرات‪ ،‬وتعد هذه الاتصاالت مصدرا لألنشطة الاجتماعية والترويحية وكذلك للدعم الانفعالي ‪.‬فمثال ‪:‬ألاسرة املمتدة‬

‫وكيفية التواصل معها لها عالقة بالنظام الفرعي الزواجي‪.‬‬

‫بالنسبة للنظام الفرعي الوالدي فإنه سيتفاعل مع العاملين في املدرسة‪ ،‬وأطباء الطفل وألاسرة املمتدة‪ ،‬وألاصدقاء‪ ،‬فهم‬

‫جميعا يمثلون نظاما فرعيا خارجيا( التحالف‪ ،‬الاتحاد‪ ،‬املثلثات‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)222 -220:2101 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬العالقات في البناء ألاسري‪:‬‬

‫‪ -0‬التحالف‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫يحصل التحالف عندما ينضم اثنان أو أكثر من أفراد ألاسرة للتعامل مع مشكلة محددة‪ .‬ويكون هذا التحالف‬

‫معروفا ملعظم أفراد ألاسرة ويظهر بوضوح مثال‪ :‬يعرف جميع أفراد العائلة أن اثنين من أخوتهما يحبان الصيد معا‪ ،‬وألام‬

‫وألاب يعمل كل منهما لدفع الفواتير‪ .‬يمكن للتحالف أن يتغير وفقا لكيفية تعامل أفراد ألاسرة مع املهمات املختلفة‪ ،‬فقد‬

‫يحصل التحالف عبر سلم الهرمية وال يتقيد بنظام فرعي معين ‪.‬أي يمكن أن يتم بين ألانظمة‪ ،‬وليس داخل نفس النظام‪،‬‬

‫وهذا يعني وجود نظام فرعي جديد فمثال‪ :‬من املعروف أن ألام وألاب هما يشكالن الفريق ألاكثر فعالية في العمل على قاضيا‬

‫التربية والوالدية‪ ،‬ومع ذلك يمكن لألب أن ينضم مع ابنتيه اللتان لديهما رغبة في جمع الطوابع ويشركاهما في هذا‬

‫النشاط‪.‬‬

‫‪ -2‬إلاتحاد ‪Coalition :‬‬

‫يحصل إلاتحاد عندما ينضم اثنان أو أكثر من أفراد ألاسرة مشكلين قوة ضد واحد أو أكثر من أفراد ألاسرة‪،‬‬

‫ويحصل هذا عندما يحصل خالف بين اثنين من أفراد ألاسرة‪ ،‬وينضم شخص ثالث للطرف املدرك على أنه ألاضعف‬

‫ليعطيه القوة من أجل حصول التوازن‪ .‬ويحصل إلاتحاد عندما ال يستطيع ألافراد في ألاسرة إجراء مناقشات مفتوحة‬

‫حول مشكلة محددة‪ ،‬وكلما أصبح إلاتحاد أكثر وضوحا كلما أصبح من السهل حله‪.‬‬

‫‪ -3‬املثلثات‪Triangles‬‬

‫وهو شكل محدد من إلاتحاد الذي فيه ينضم اثنان من أفراد ألاسرة ويشتركان بالقوة ضد فرد ثالث من ألاسرة ‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كون إلاتحاد بين ألانظمة الفرعية من السهل إنهاؤه‪ ،‬إال انه يمكن أن يتسبب بمرض نفس ي أو مشكلة إذا‬

‫كان إتحاد عبر جيلي ‪.Across-Generational Coalition‬‬

‫وفيه يتحد اثنان من أفراد ألاسرة من جيلين مختلفين ضد فرد ثالث في ألاسرة‪ ،‬وهو يظهر بشكل شائع على شكل إتحاد‬

‫ألاب وإلابن ضد ألام‪ ،‬أو عندما تتحد والدة الزوج أو الزوجة معه‪/‬معها ضد زوجته‪/‬زوجها)الحماه وابنها ضد الكنة(‪،‬‬

‫)الزوجة وأمها ضد الزوج ‪(.‬كما أنه ليس من الصعب أن يتحد أحد ألاجداد مع الحفيد ضد أحد الوالدين‪ .‬ويحصل هذا‬

‫إلاتحاد نتيجة لخلل في التوازن بين القوى بين اثنين من أفراد ألاسرة ال يمكن تعديله من خالل املناقشة‪ ،‬حيث يعمل‬

‫الطرف ألاضعف إلى الانضمام مع طرف آخر من جيل آخر ملشاركته القوة‪ ،‬ومحاولة إحداث التوازن‪( .‬فاطمة عيد‬

‫وأسماء عبد الحسين‪ )031-036:2106 ،‬والشكل املوالي يوضح ويلخص أهم مفاهيم النظرية البنائية‬

‫‪53‬‬
‫المفاهيم األساسية للنظرية البنائية‬

‫الحدود‬ ‫األنساق الفرعية لألسرة‬


‫‪Boundaries‬‬ ‫‪Family subsystem‬‬
‫الحواجز العاطفية التي تحمي وتعزز انسجام‬ ‫تعتبر النسق أساس النسق اإلنساني والذي‬
‫األفراد باألنساق الفرعية ألسرة وهي متصل‬ ‫يتضمن العديد من األنساق الفرعية فالنسق‬
‫يتراوح الجمود واالنتشار ‪.‬‬ ‫الزواجي ‪ ( spousal‬زوج‪ /‬زوجة) والنسق‬
‫الوالدي‪ ( paren-tall ،‬أم – أب) واألخوة‬
‫واألجداد‪ ،‬واألقارب‪.‬‬

‫بناء األسرة‌‬
‫هرمية السلطة‌‬
‫‪‌ Authority heirachy‬‬ ‫‪‌ Family structure‬‬
‫‌‬
‫‌‬
‫يصف‌كوري‌(‪‌) 1996‬البناء‌‬
‫‌‬
‫من‌يملك‌سلطة‌صنع‌القرار‌في‌‬ ‫األسري‌بأنه‌الجانب‌الغير‌المرئي‌‬
‫للمطالب‌الوظيفية‌والقواعد‌التي‌‬
‫األسرة‌في‌يد‌الوالدين‌ويتحمل‌‬
‫تنظم‌عالقة‌أقراد‌األسرة‌بعضهم‌‬
‫األبناء‌بعض‌المسؤولية‌حسب‌‬
‫ببعض‪‌.‬‬
‫قدراتهم‌وبنائهم‌الشخصي‪.‬‬

‫‌‬

‫الشكل رقم (‪ )15‬يوضح املفاهيم ألاساسية للنظرية البنائية (عبد الباسط متولي‪)51:2111 ،‬‬

‫ثالثا‪ -‬أهداف العالج ألاسري البنائي‪:‬‬

‫بما أن العالج ألاسري البنائي قائم على اعتقاد أن الذي يحافظ على استمرارية وجود املشكلة هو سوء ألاداء‬

‫الوظيفي للبناء ألاسري‪ ،‬فإن الهدف ألاولي للعالج ألاسري البنائي هو مساعدة ألاسرة على تطوير بناء أسري جديد‪.‬‬

‫‪ -‬ويهدف العالج ألاسري البنائي إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تغيير تنظيم ألاسرة ‪ -.‬تغيير وظائف ألاسرة‪ -.‬زيادة التفاعل بين أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ولتحقيق هذه ألاهداف فإن العالج ألاسري البنائي يكون مباشرا وموجها بالفعل وتتسم التدخالت العالجية بأنها عملية‪.‬‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪)225 -221:2101 ،‬‬

‫وعليه يهدف العالج ألاسري البنائي إلى‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقليل من أعرض اختالل ألاداء الوظيفي‪.‬‬

‫ب‪ -‬إحداث تغيير في النظام وذلك بتعديل قواعد تعامل ألاسرة وتطوير حدود مالئمة وأشار كوالبيتو (‪Colapinto )0222‬‬

‫إلى أن تحرير أعضاء ألاسرة من أدوارهم ووظائفهم الجامدة بحيث يصبح نظام ألاسرة قادر على التكييف والتغلب على‬

‫الصعوبات والخالفات بشكل عام‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن الهدف ألاساس ي لألسرة هو خلق بنية فعالة وبتسلسل هرمي حيث يكون آلاباء مسؤولين عن أبنائهم يمنحونهم‬

‫الاستقاللية والحري كلما نضجوا‪.‬‬

‫د‪ -‬تغير نمط التفاعل بحيث يصبح أعضاء ألاسرة لديهم حدود واضحة ففي ألاسر املنتشرة التي توفر الحماية الزائدة‬

‫ألعضائها يكون الهدف حصول ألافراد على خصوصية أكثر‪ ،‬في حين في ألاسر ذات الحدود الصلبة (عدم وجود الترابط)‬

‫الهدف هو العمل على زيادة التعامل والتفاعل بين أعضاء ألاسرة وذلك بتفكيك الحدود الصلبة والتحرك نحو حدود‬

‫واضحة شفافة‪.‬‬

‫املعالج يزود ألاسرة بكتب تثقيفية لتطلع عليها حيث تعطي وصفا واضحا لكيفية عمل ألاسرة ركز اتجاه‬

‫مينوشن على املعالجة بالفعل أكثر من املشاهدة كما يمنح الفرص التي تؤدي إلى تجارب جديدة تعمل على تنظيم‬

‫ألاسرة كما يسعى املعالج إلى تغيير التنظيم الحالي وليس الستكشاف وتفسير املاض ي‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)031-031:2106 ،‬‬

‫رابعا‪ -‬دور املعالج في النظرية البنائية‪:‬‬

‫يقوم العالج ألاسري البنائي على افتراض أساس ي هو أن كل ألاسر لديها إمكانية للتغيير وأنها مسؤولية املعالج أن يساعد‬

‫هذه ألاسر على إيجاد بناء أسري أكثر مالئمة لها‪ ،‬ويستطيع املعالج يطور بناء أسريا بديال أكثر مالئمة لألسرة التي يعالجها‪.‬‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪)226:2101 ،‬‬

‫يحدد مينوشن (‪ Menuchin )0714‬ثالث أدوار فعالة للمعالج في النظرية البنائية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مشاركة ألاسرة في ترتيب القيادة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تنظيم ورسم بناء ألاسرة الحالي‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ج‪ -‬التدخل بطرق مصممة لتغيير ألابنية غير الفعالة‪.‬‬

‫تقع مسؤولية إحداث التغيير في بناء ألاسرة على املعالج وذلك من خالل التغيير في القواعد التي تحكم‬

‫العالقات والتفاعالت الداخلية لها وذلك عن طريق استخدام ثالث استراتيجيات أساسية هي‪:‬‬

‫يقوم املعالج بتحديد ألاعراض ومواجهتها كما يقوم بتحدي ومواجهة بناء ألاسرة أي ألانماط الفرعية‬

‫والرئيسية وألادوار التي تربط أعضائها بالبعض آلاخر‪.‬‬

‫يقوم املعالج بتحديد واقع ألاسرة وحتى يتمكن من تنفيذ هذه إلاستراتيجية وتحقيق أهدافها ‪ ،‬يقوم بمنح‬

‫أعضاء ألاسرة فرصا للتفاعل والحوار حتى يمكن مالحظتهم وتحديد ما هو واقعي وما هو متخيل كما يحاول أن يتيح‬

‫الفرصة ملناقشة وتحديد ألاعضاء الذين تعتبرهم ألاسرة أساسين فيها وينتمون إليها بطريقة تساعد على استمرار‬

‫وتقديم العالج‪.‬‬

‫وتطبيقا لدور املعالج في النظرية البنائية أجرى والش ‪ Walsh‬دراسة لفحص التدخالت البنائية حيث قارنت‬

‫الدراسة البيانات قبل وبعد التدخل على ما يقارب (‪ )022‬عائلة مشاركة في الدراسة قام الباحث بالتركيز على سلوك‬

‫الطفل الذي يوجه له اللوم في أحداث مشكالت في ألاسرة الحظ الهل وجود تحسن ايجابي في سلوك الطفل مقارنة‬

‫بعدم تركيز املعالج على ذلك في نصف عدد الجلسات على ألاقل‪ .‬وإن تدخل املعالج في زيادة السلطة الوالدية يمكن من‬

‫مالحظة تغير ايجابي في تنظيم ألاسرة والتحكم مقارنة بعدم تركيز املعالج على ذلك بنصف عدد الجلسات على ألاقل‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)039-031:2106 ،‬‬

‫خامسا ‪ -‬ألاسرة الصحية في العالج البنائي‪:‬‬

‫ال يرى منيوشن أن هناك بناء واحدا لألسرة يمثل مؤشرا على الصحة لألسرة‪ ،‬ولكن ألاسرة الصحية هي ألاسرة‬

‫التي لديها القدرة على أن تغير ألابنية لتلبية متطلبات مراحل حياة ألاسرة املختلفة أو أزمات ألاسرة‪ ،‬وتعد املشاكل جزء من‬

‫الحياة وتتطلب تغييرات منظمة لألسر لحل هذه املشاكل بالنسبة لألزواج الجدد‪ ،‬فإن املهمة ألاساسية لهم هي وضع‬

‫حدود داخلية وخارجية تحددهم وتعرفهم لآلخرين كنظام زواجي‪ ،‬فهم بحاجة ألن يطوروا مجموعة من القوانين التي‬

‫تميزهم عن أسرتهم ألاصلية‪ ،‬فمثال ‪:‬يحاول الزوجان صياغة الحياة الزوجية خالل مناقشتهما بما يتناسب مع القوانين التي‬

‫جاءا بها من أسرتهما ألاصلية ‪.‬ولكن بإمكانهم تطوير القوانين واللوائح التي تجعل لهم هويتهم الخاصة كزوج وربما يكونون‬

‫مشابهين ألسرتهم ألاصلية أو قد يكون لهم قوانين خاصة مميزة لهم إن القدرة على إدارة النقاشات بنجاح تمكن ألازواج من‬

‫إيجاد حدود تفصلهم عن ألاسرة ألاصلية وعليهم أن يحافظوا على عالقتهم مع ألاسر ألاصلية لتقديم التضحية واملساعدة‬

‫‪56‬‬
‫لهم‪ .‬كذلك على ألازواج أن يضعوا حدودا داخلية‪ ،‬عليهم ان يناقشوا قوانين تتيح لكل فرد أن يكون له عامله الشخص ي‬

‫الخاص واهتمامات وأنشطة خاصة بكل شريك‪ .‬إن ألاسرة الصحية هي التي تعدل من بنائها بما يتناسب مع تلبية مطالب‬

‫ألافراد ويقودها نحو التغيير‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬ألاسرة املرضية أو ذات الخلل في ألاداء الوظيفي‪:‬‬

‫بما أن ألاسرة الصحية هي ألاسرة القادرة على إحداث تغيير في بنائها بما يلبي حاجات ومتطلبات ألافراد ويعمل على‬

‫حل املشكالت في ألاسرة‪ ،‬فإن ألاسرة املرضية أو املضطربة هي ألاسرة غير القادرة على التغيير أو تعديل بنائها للتعامل مع‬

‫ألازمات املوجودة أو التي تتعرض لها وتعد حكمة ألاسرة في إدراك متى يجب أن تستمر على نفس البناء دون تغيير أمرا‬

‫هاما‪ ،‬فقد يكون البناء ألاسري الثابت أحيانا هو الحل ألافضل للعديد من املشكالت‪ ،‬على سبيل املثال في الكثير من حاالت‬

‫العصيان في الطفولة‪ ،‬فإن إلاستراتيجية ألافضل لآلباء هي أن يستمروا بالحذر ومعاقبة السلوك الخاطئ‪( .‬سهيلة بنات‬

‫وآخرون‪)221-226:2101 ،‬‬

‫سابعا‪ -‬ألاساليب العالجية في العالج ألاسري البنائي‪:‬‬

‫عندما تبد أ ألاسر بالعالج تظهر عليهم عالمات القلق‪ ،‬حول أمور منها هل سيفهمهم املعالج أم سيلومهم على مشاكلهم؟ ما‬

‫هو املدى الذي سيكشفون به عن أنفسهم؟ ويتساءلون كثيرا عن ردة فعل املعالج نحوهم‪ ،‬هل سيحبهم؟ هل سيقول عنهم‬

‫أنهم مجانين؟ هل سيساعدهم العالج فعال؟ إن أسلوب الانضمام هو العملية التي ُيشعر بها املعالج أسر عمالئهم أنهم‬

‫يفهمونهم وأنهم سيعملون على مساعدتهم‪ ،‬وفي البداية على املعالج ألاسري البنائي أن يقوم باالنضمام لألسرة أوال ومن ثم‬

‫يعمل على إعادة البناء ألاسري لهم‪ .‬في حالة عدم وجود ثقة بين املعالج وألاسرة‪ ،‬فلن يكون هناك خطة عالجية يعد العالج‬

‫ألاسري البنائي موجه بالفعل أكثر مما هو موجه باالستبصار‪ .‬من ألاساليب العالجية‪:‬‬

‫‪ -0‬الانضمام‪: Joining :‬‬

‫في هذا ألاسلوب ينضم املعالج لألسرة ويعمل على أن تشعر بالراحة‪ ،‬والاستماع إلهتمامات كافة ألاعضاء في‬

‫ألاسرة‪ ،‬وفهم آرائهم ومشاعرهم ومعاملة كل فرد باحترام‪ ،‬وفهم قوانين ألاسرة وبنائها املميز لها‪ .‬ومن املفيد للمعالج أن‬

‫يعمل على دعم القيم الثقافية املميزة لألسرة دون إيجاد توقعات نمطية لسلوكياتهم‪ ،‬فمثال ‪:‬ألاسر الطبيعية يمكن أن‬

‫تنخرط في ممارسة سلوكات زواجية‪ ،‬وجنسية‪ ،‬وتعليمية‪ ،‬ودينية‪ .‬وعلى املعالج أن ال يفترض أن جميع ألاسر قد تعيش‬

‫نفس الظروف أو يوجد فيها نفس العالقة بين آلاباء وألابناء‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ -2‬التكييف‪Accommodation :‬‬

‫وهنا يقوم املعالج بتكييف سلوكه بما يناسب ألاسرة التي سيتعامل معها‪ ،‬أي يكيف لغته‪ ،‬وحركات الجسم أو‬

‫وضعية الجسم بما ينسجم مع ألاسرة التي سيتعامل معها‪ ،‬فقد يحتاج املعالج ألن يتحدث بصوت عال مع أسرة ما وبصوت‬

‫هادئ مع أسرة أخرى‪ .‬ويشمل أيضا أن يعرف املعالج متى يتحدى ألاسرة؟ ومتى يتوقف عن ذلك؟ ألن ألاسر تختلف وما‬

‫يمكن عمله مع أسرة ما قد ال ال يناسب أسرة أخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬تشخيص البناء ألاسري‪Structural Diagnosis :‬‬

‫هي العملية التي يحدد بها املعالج سوء ألاداء الوظيفي لبناء ألاسرة الذي يحافظ على ألاعراض املرضية للفرد‪،‬‬

‫يركز املعالج ألاسري البنائي على دور التفاعالت ألاسرية في حصول املرض‪ ،‬أي أن الخلل في التفاعالت والبناء ألاسري وليس‬

‫في الفرد‪ ،‬وبما أن ألاسر غير قادرة على وصف ألابنية املرضية أو ذات الخلل فإن املعالج هو الذي سيكشف عن ذلك من‬

‫خالل الجلسات العديدة وذلك من خالل التعامل مع ألاسرة وطرح ألاسئلة‪ ،‬واملالحظة‪ .‬من ألاسئلة املفيدة التي قد‬

‫يستخدمها املعالج ‪:‬من هم ألافراد املقربون لبعضهم بعضا في ألاسرة؟ كيف تختلف أساليب التنشئة الوالدية لدى ألام عما‬

‫هي لدى ألاب؟ من هو صاحب القرار في وضع بناء ألاسرة؟ إن طريقة ألافراد في وصف التفاعالت والحديث عن ألاسرة‬

‫تساعد في معرفة بنائها‪ .‬من املفيد أيضا أن يتم اقتراح بناء أسري بديل وليس التركيز على البناء ألاسري غير الفعال ‪.‬‬

‫‪ -1‬إعادة البناء‪Restructuring :‬‬

‫تشير إلى مساعدة ألاسرة على إيجاد بناء أسري أكثر مالئمة لحل مشاكلها‪ ،‬فمثال بينما يكون هدف ألاسرة هو جعل‬

‫الطفل يتوقف عن السرقة فإن املعالج ألاسري البنائي سيعمل على مساعدة أفراد ألاسرة ليدركوا أنماط التفاعل بينهم‬

‫وبالتالي يستطيعون النجاح في حل املشكلة بأنفسهم‪ .‬قد تميل ألاسرة للبناء الذي تشعر فيه بالراحة أو الفائدة ولكن قد‬

‫يكون سبب بقاء املشكلة هو البناء ألاسري املوجود‪.‬‬

‫ويرى منيوشن على املعالج أن يعمل على تحدي البناء القديم بطريقة تجعل ألاسرة تحاول التفاعل بطريقة‬

‫مختلفة وتظهر هنا العالقة القوية بين الانضمام وإعادة البناء فال يمكن لألسرة إن تتبع املعالج إذا لم تشعر باألمان‬

‫والثقة معه‪ ،‬وأن يكون هناك رابطة انفعالية قوية مع املعالج تمكنهم من مواجهة تحدي إعادة بناء ألانماط التقليدية‬

‫القديمة‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)011-039:2106 ،‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -5‬املمارسة ‪ /‬التمثيل‪Enactment :‬‬

‫ويشمل هذا ألاسلوب جعل أفراد ألاسرة ينخرطون أو يقومون بالسلوكيات املرضية أو املشكلة داخل غرفة العالج‪.‬‬

‫ويؤمن منيوشن أن ألافراد ال يقدمون أسبابا وتفسيرات وثيقة لسلوكهم‪ ،‬ومقدرتهم على إعادة رواية ألاحداث تتأثر بوجهة‬

‫نظرهم الخاصة ‪.‬وأبعد من ذلك فإن ألافراد املختلفين لديهم تفسيرات وأسباب مختلفة لألحداث‪ ،‬مما يؤدي الشتعال‬

‫املناقشات والجدال حول من هو املصيب ومن هو املخطئ‪ ،‬لتجاوز ذلك يطلب منيوشن من أعضاء ألاسرة تمثيل سلوكاتهم‬

‫بطريقة تجعل املعالج يعرف ماذا يحصل في املنزل‪ ،‬مثال‪ :‬يطلب املعالج ألاسري البنائي من أعضاء ألاسرة أن يتحدثوا معا‬

‫حول كيف سيحلون مشكلة ابنتهم التي ترى بأن والدتها هي أم غير فعالة‪ ،‬ملساعدتها على إنهاء مثل هذه الفكرة عن أمها‪ ،‬أن‬

‫هذا يحتاج ملعالج مدرب مثل منيوشن ليتدخل عالجيا بشكل ناجح في حياة ألافراد‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)221:2101 ،‬‬

‫‪ -6‬إعادة التأطير‪ :‬تلقى هذه التقنية تصورا جديدا بمعنى أن يقدم تفسيرا مختلفا ملوقف مشكل في ألاسرة حيث‬

‫يمكن استكشاف املشكلة بطرق تسمح لألسرة بفهم أصل الشكوى من عدة زوايا من خالل إعادة تشكيل ألاطر يصبح‬

‫باإلمكان فهم البناء ألاسري الذي يسهم في مشكلة الفرد بهذه الطريقة ال يحمل اللوم لعضو واحد بأنه السبب لوجود‬

‫املشكلة أو أن يحمل عضو واحدا املسؤولية الكاملة لحل تلك املشكلة‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬

‫‪)010:2106‬‬

‫‪ -1‬وضع الحدود‪Boundary Making :‬‬

‫هو أسلوب إليجاد أنظمة فرعية جديدة داخل ألاسرة‪ ،‬قد يرغب املعالج بإيجاد حدود من خالل جعل الوالدين‬

‫يعمالن معا دون مقاطعة ألاطفال لهم‪ ،‬أو فتح الحدود الجامدة وذلك من خالل مساعدة ألاب الذي يضع مسافة بينه وبين‬

‫أبنائه على أن يشارك أبناءه ويندمج معهم‪ ،‬أي يسهم املعالج في أسلوب وضع الحدود بإيجاد أبنية جديدة تمكن ألاسرة من‬

‫حل مشكالتها‪ .‬يمكن تأسيس الحدود بأكثر من طريقة فمثال قد يطلب املعالج من ألاب املندمج أو املتشابك بشكل كبير‬

‫وألام املتباعدة أن يقوما بمناقشة ثالثة مبادئ حول تربية ألابناء‪ ،‬ثم يقوم املعالج بإحباط محاوالت الطفل ألن يقاطع‬

‫محادثة أبويه ويعيد التركيز على آلاباء عندما يحاولون إدماج الطفل معهم‪ ،‬وطريقة أخرى قد يطلب املعالج من الطفل أن‬

‫يغادر املكتب أثناء حوار الوالدين مع املعالج حول كيفية تأديب وتربية الطفل‪ ،‬وهنا يعمل حائط املكتب كحد بين الوالدين‬

‫والطفل‪ .‬ويعد أداء مهمات مختلفة لألنظمة الفرعية املختلفة طريقة فعالة في وضع الحدود‪ ،‬حيث قام وتكر بإيجاد حد‬

‫بين الوالد وإلابن في أسرة أحادية ألاب مكونة من أم و ابن مراهق‪ ،‬هذا الابن ال يريد ترك غرفته ‪.‬حيث قام ويتكر بتكليف‬

‫‪59‬‬
‫املراهق بمهمة وهي إيجاد عمل‪ ،‬وتكليف ألام بمهمة مراقبة سلوك الابن ‪.‬مهمة ألام هي التأكد من قيام الابن بالبحث عن‬

‫عمل وكذلك فرض القوانين حول كم من ألامور عليه أن ينجز في اليوم ‪.‬تغيرت الحدود املتشابكة بين ألام والابن‪ ،‬لذلك قام‬

‫الابن وحده باملهمة وهي إيجاد عمل فقد مارس مهارات املقابلة‪ ،‬جمع معلومات‪ ،‬وتطبيقات حول أعمال‪ ،‬وراقبت ألام‬

‫تقدمه من خالل إتاحة الفرصة لإلبن لعرض ما أنجزه كل أسبوع ‪.‬ووضعت ألام سلسلة من املكافآت وأساليب عديدة‬

‫للعقاب وفقا لنجاحه أو فشله في تحقيق املهمة املطلوبة‪ .‬ويمكن أن يتحكم املعالج بمسافة غرفة املعالجة لتأسيس‬

‫الحدود وذلك ملساعدة آلاباء املتباعدين عن أبنائهم ليصبحوا أكثر قربا من أبنائهم فقد يطلب من ألاب الجلوس بجانب‬

‫الابن‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)229-221:2101 ،‬‬

‫‪ -1‬عدم التوازن‪Unbalancing :‬‬

‫في هذا ألاسلوب ينفرد املعالج بأحد ألافراد في ألاسرة أو أحد النظم الفرعية فيها إلحداث التغيير في بعض ألاحيان‬

‫يكون بناء ألاسرة جامدا جدا مما يجعل ألافراد غير قادرين على تغييره من خالل النقاشات أو ألافعال الجديدة‪ .‬ويقوم‬

‫املعالج ألاسري البنائي بالتأثير على أحد أفراد ألاسرة وذلك لدعمه بالسلوك بشكل مختلف عما كان يسلك في السابق في‬

‫املواقف املماثلة وذلك ملدة كافية من الزمن مما يؤدي إلى ظهور بناء جديد‪.‬‬

‫يمكن استخدام عدم التوازن في التعامل مع زوج وزوجة غير قادرين على النقاش بنجاح في أمور عالقتهما‪ ،‬يمارس‬

‫أحدهما مقدار غير مناسب من القوة على الطرف آلاخر‪ ،‬ويظهر أثناء النقاشات أن الزوج املتمتع بالقوة هو الذي يسيطر‬

‫ويتحكم باملناقشات بينما يستسلم الطرف آلاخر‪ ،‬في مثل هذه الحالة يقوم املعالج بدعم الطرف ألاقل قوة بأن يتواصل‬

‫بحيث يحقق حاجاته بغض النظر عن محاوالت الطرف ألاكثر قوة إليقافه عن الحديث‪ ،‬وهنا فقد يجلس املعالج مع‬

‫الطرف ألاقل قوة‪ ،‬أو قد يستمر بتشجيع الطرف ألاقل قوة على استمرارية الحديث‪ ،‬وفي بعض الحاالت املتطرفة قد يقوم‬
‫ُ‬
‫املعالج بمواجهة الطرف ألاكثر قوة بأن يستمع لشريكه‪ .‬ال يمكن ألسلوب عدم التوازن أن يتم دون أن يكون املعالج منظما‬

‫ومندمجا بقوة مع أفراد ألاسرة‪ ،‬ففي ظل وجود عالقة جيدة بين أفراد ألاسرة ‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬

‫‪)012-010:2106‬‬

‫‪ -9‬تقوية نقاط قوة العائلة‪Enhancing Family Strength :‬‬

‫عندما يتعامل املعالج مع ألاسرة على أساس أنها تعاني من خلل في ألاداء الوظيفي فقط‪ ،‬فإنه سيرى املشاكل‬

‫وسيفشل في رؤية املصادر املتاحة ونقاط القوة لديها والتي يمكن أن تحل ألاسرة مشاكلها من خاللها؛ ويقوم املعالج ألاسري‬

‫البنائي بتقوية نقاط القوة لدى ألاسرة عندما يساعد ألاسرة على تحديد نقاط القوة واملصادر املخفية لديها وتشجيع‬

‫‪60‬‬
‫استخدامها في حل املشكالت‪ ،‬ومن خالل تغيير بناء ألاسرة‪ ،‬يمكن أن يصبح ألافراد قادرين على حل مشاكلهم‪ .‬عندما‬

‫يشجع املعالج كال الزوجين على اقتراح ومناقشة حلول لعالقتهما الزوجية أو يدفع الوالد ألن يؤدب ابنه فهناك رسالة خفية‬

‫وهي أن هؤالء ألافراد قادرون على أن يكونوا فعالين‪ ،‬وهي رسالة مفيدة وقوية‪ .‬وعادة ما تنكر ألاسر في ألازمات نقاط الفشل‬

‫لديها‪ ،‬ولكن العمل على مساعدة ألافراد ألن يروا أنفسهم أفرادا مؤهلين من خالل تفتح بنيتهم املعرفية حول أنفسهم‬

‫يساعدهم على إيجاد حلول جديدة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)231:2101 ،‬‬

‫‪61‬‬
‫املحاضرة السابعة‬

‫نظرية العالج إلاستراتيجي ألاسري‬

‫‪ -‬املدخل الاستراتيجي في إرشاد وعالج ألاسرة‪:‬‬

‫ترجع أصول النظرية الاستراتيجية إلى بداية السبعنيات بجهود متميزة من هيلي وزوجته مادينز وجاكسون‬

‫ووتزليك إال أن هيلي من أبرز رواد هذا التوجه‪ ،‬وقد تأثر بالعديد من النظريات ألاسرية مثل النظرية البنائية ليمونشن‪،‬‬

‫ونظرية التواصل لساتير‪ .‬وخالل الثمانينيات أصبح التوجه الاستراتيجي‪ .‬أو بمعنى آخر مزيج من التوجه الاستراتيجي‬

‫والبنائي ليمنوشن الذي كان مازال يتمتع بشعبية كبيرة ويلقى قبوال واسعا في مجال إلارشاد والعالج ألاسري‪.‬‬

‫‪ -‬املفاهيم ألاساسية للنظرية الاستراتيجية لهيلي‪:‬‬

‫يرى محمد محروس (‪ )0774‬أن النظرية الاستراتيجية تشمتل على بعض املفاهيم ألاساسية وهي‪:‬‬

‫‪ -0‬أن العرض املرض ي موجود ويمثل املشكلة‪.‬‬

‫‪ -0‬مثل هذه املشكالت (ألاعراض) تنتج عن توقعات خاطئة في الحياة وخاصة في نقاط حرجة مثل امليالد واملوت‪.‬‬

‫‪ -3‬تستمر املشكالت ألن الحلول التي تجرب تزيدها عمقا‪.‬‬

‫‪ -4‬على العكس من ذلك فإن الشفاء يوجد غالبا في العمل على تركيز املشكلة‪.‬‬

‫ولتصميم استراتيجيات فعالة ملساعدة ألاسرة على التغلب على املشكلة الحالية يشير كوري (‪ )0776‬إلى أن‬

‫هيلي (‪ )0716‬أكد على أن املعالج الاستراتيجي يمر بمراحل خالل املقابلة التمهيدية والعالج ألاسري ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬املرحلة الاجتماعية تهدف لجعل أفراد ألاسرة يشعرون بالراحة الشتراكهم في الجلسة العالجية‪.‬‬

‫‪ -0‬مرحلة املشكلة بهدف اكتشاف ألاسباب التي تكمن خلف طلب ألاسرة املساعدة وطلب جميع ألافراد تغيير إدراكهم‬

‫للمشكلة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -3‬مرحلة التفاعل ألاسري وفيها يعطي املرشد أو املعالج اهتماما عظيما بكيفية تحدث أفراد ألاسرة فيما بينهم عن‬

‫املشكلة الحالية‪ ،‬ويبدي املرشد اهتماما خاصا بنماذج السلوك التالية‪ :‬القوة الهرمية‪ ،‬نماذج التواصل‪ ،‬الجماعات‬

‫الفرعية بهدف تحديد الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في الجلسات املستقبلية‪.‬‬

‫‪ -4‬مرحلة وضع الهدف فيها يعمل املرشد وألاسرة معا لتحديد طبيعة املشكلة بغية صياغة العقد الذي يحدد أهداف‬

‫وطرق التدخل التي تؤدي إلى تحقيق ألاهداف‪.‬‬

‫وتتمثل أهم فنيات النظرية إلاستراتيجية في استخدام التوجيهات والتدخل املتناقض‪ ،‬وإعادة التشكيل‪( .‬عبد‬

‫الباسط متولي‪)59-51:2111 ،‬‬

‫‪ -‬نظرية العالج إلاستراتيجي ألاسري‪Strategic Family Therapy Theory‬‬

‫هناك أكثر من مدخل استراتيجي في عالج ألاسرة لكننا سنعرض النموذج إلاستراتيجي الذي قدمه جاي هيلي‬

‫‪Haley‬أخاصئي الاتصاالت وهو من رواد حركة عالج ألاسرة‪ .‬وقد تأثر هيلي في بناء نظرتيه بثالث علماء وهم الذين الزمهم‬

‫‪ Batson‬الذي كانت أفكاره تمثل املحرك ألاساس ي في معهد ألابحاث العقلية وملتون‬ ‫وعمل معهم وهم باتسون‬

‫أريكسون ‪ Milton Erikson‬الطبيب النفس ي املعالج الذي يستخدم أسلوب التنويم إلايحائي‪ ،‬أما العام الثالث الذي تأثر‬

‫به هيلي هو سيلفادور مينوشن ‪ Silvador Minunchin‬وقد عمل هيلي مع مينوشن في عيادة توجيه ألاطفال في‬

‫فيالدليفيا‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪.)013-012:2106 ،‬‬

‫وقد ركز هالي على اضطراب وظائف العالقات وأنماط الاتصاالت داخل النظام ألاسري الذي يحث فيه املرض‪،‬‬

‫ويؤكد على ألاسلوب أكثر من تركيزه على النظرية وخاصة الفنيات التي أثبتت فعاليتها‪ .‬ويركز هذا النموذج على الثالوث أي‬

‫أن على املعالج أثناء تعامله مع مشكلة بين شخصين أن يأخذ بعين الاعتبار احتمالية مشاركة شخص ثالث قد يكون‬

‫الطفل‪ ،‬وكذلك على املعالج أن يأخذ بعين الاعتبار دور هذا الشخص الثالث في حل املشكلة وكذلك أثر حصول التغييرات‬

‫على الشخص الثالث‪ .‬وكذلك يهتم املعالجون بمعرفة أثرهم على العالقة بين شخصين‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪،‬‬

‫‪)230-231:2101‬‬

‫أوال – مبادئ العالج إلاستراتيجي‪:‬يمكن تلخيص أهم مبادئ العالج الاستراتيجي في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬العالج ألاسري مختصر‪.‬‬

‫‪ -0‬العالج ألاسري ال يهتم بالعمليات الالشعورية وال يكون الستبصار املتعالج وإنما لوعيه أهمية في هذا املدخل العالجي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -3‬املعالج نشط وفعال وليس سلبيا‪ ،‬هو الذي يحدد املشكالت القابلة للحل وهو الذي يقرر ألاهداف وهو الذي يصمم‬

‫التدخالت ويفحص نتائج عالجه‪.‬‬

‫‪ -4‬يتم التركيز على عضو ألاسرة الذي حدد من قبلها باعتباره أصل املشكلة‪.‬‬

‫‪ -5‬الاهتمام بالعالقات التي ال تؤدي وظائفها على نحو جيد داخل ألاسرة التي تعكس ألانماط الاتصالية والنتائج التي‬

‫يخبرها أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫يأخذ العالج الاستراتجي في حسبانه عمليات التطور ألاسرية ومراحل دورة حياة ألاسرة أو املواقف والنقاط التي‬

‫تثور عندها ألازمات في كل مرحلة‪ ،‬حيث تظهر ألاعراض عندما ينقطع التوافق والانسياب من مرحلة ألخرى وتصبح‬

‫ألاسرة عاجزة عن إجراء التحول الناجح من املرحلة التي هي فيها إلى املرحة التالية التي يفترض أن تدخلها‪ ،‬واملواقف‬

‫التي تحدث عندها الانقطاع أو الاحقاقات هي‪ :‬الخطوبة‪ ،‬الزواج‪ ،‬والدة الطفل ألاول‪ ،‬التحاق الطفل باملدرسة‪ ،‬منتصف‬

‫الزواج‪ ،‬ابتعاد ألابناء‪ ،‬التقاعد‪ ،‬كبر السن‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)013:2106 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهم مصطلحات النظرية‪:‬‬

‫خريطة نظرية العالج الاستراتيجي لهالي‪ :‬تركز خريطة نظرية العالج الاستراتيجي لهالي على وصف املشكلة في ضوء‬

‫مصطلح يسمى نظام الدفع وهو يضم الحماية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬و سلسلة التفاعالت والهرمية‪ .‬ويعتبر نظام الدفع طريقة مفيدة‬

‫للمعالج في وصف املشكلة املقدمة للعالج وذلك ألنه‬

‫يركز على الحلول أكثر من ألاسباب‪.‬‬

‫‪ -0‬الحماية‪Protection :‬‬

‫في العالج الاستراتيجي ينظر لألعراض املرضية على أنها تقوم بوظيفة الحماية‪ ،‬أو املحافظة على ثبات ألاسرة‪ ،‬أو‬

‫مساعدة فرد آخر في ألاسرة يواجه صعوبات‪ .‬مثال ‪:‬إن ألاعراض املرضية لدى الطفل تتيح فرصة لآلباء للتنافس في القيام‬

‫بدورهم كآباء بدال من التركيز على نقاط فشلهم في نواحي أخرى من حياتهم كأزواج‪ .‬تعد رؤية املشكالت على أنها محاوالت‬

‫غير ناجحة للمساعدة‪ ،‬أمرا مفيدا‬

‫بالنسبة للمعالج لسببين رئيسين هما‪:‬‬

‫أوال ‪:‬أن املعالج الذي يؤمن أن سلوك املشكلة مدفوع إيجابيا يقود ألن يرى العميل من منظور إيجابي ويتدخل بطريقة أكثر‬

‫تعاطفا من املعالج الذي يؤمن أن سلوك العميل مدفوع سلبيا‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ثانيا ‪:‬املعالج الذي يرى أن املشكالت أو ألاعراض املرضية على أنها تقوم بوظيفة الحماية يؤدي إلى فتح املجال لقياس‬

‫وفحص ألامور والعالقات التي تبدو مغلقة بشكل زائد‪ ،‬وال يمكن اختراقها‬

‫‪ -2‬الوحدة‪Unit :‬‬

‫من منظور هيلي الوحدة التي يتم التركيز عليها هي املثلث‪ ،‬حيث يرى املعالج نفسه نقطة في مثلث آخذا بعين‬

‫الاعتبار تأثيره على عالقة مكونة من فردين‪.‬‬

‫أ‪ -‬التركيز على التفاعالت‪Focus on Interaction :‬‬

‫يتم التركيز في العالج الاستراتيجي على رؤية املشكالت من وجهة نظر تفاعلية‪ ،‬أي توضيح السلوك من خالل ماذا‬

‫يحصل بين ألافراد أكثر من الاهتمام بماذا يحصل داخلهم‪ ،‬حيث يتم رؤية املشكالت و أساليب معالجتها من منظور‬

‫تفاعلي في ضوء ماذا يحصل بين العميل املحدد واملجتمع ألاولي الذي يعيش فيه) ألاسرة‪ (.‬يقود التركيز على التفاعالت‬

‫والتواصالت داخل ألاسرة إلى التأكيد على ماذا يحصل في الوقت الحاضر أكثر من التركيز على ماذا حصل في املاض ي ‪.‬حيث‬

‫يقوم املعالج بالسير خطوة خطوة ملعرفة ماذا يحصل بين ألافراد تجاه املشكلة املقدمة‪ ،‬ويساعد العمالء على التحرك من‬

‫السلسلة التفاعلية غير املشبعة إلى سلسلة تفاعلية مشبعة‪.‬‬

‫ب‪ -‬سلسلة التفاعالت‪Sequence of Interaction :‬‬

‫تعتبر سلسلة التفاعالت من ألامور الحاسمة في فهم املشكلة املقدمة ‪.‬وال تصف سلسلة التفاعالت املشكلة فقط‬

‫وإنما تحدد الطريق لحل هذه املشكلة بشكل عام ‪.‬يتم استبدال سلسلة التفاعالت املتصاعدة سلبيا بأخرى هادئة‪ ،‬حيث‬

‫تحل السلسلة املفضلة مكان السلسلة الهدامة أوغير البناءة ‪.‬أبعد من ذلك‪ ،‬فإن حل سلسلة مشكلة ما يؤدي لحصول‬

‫تغيرات في سالسل أخرى‪.‬‬

‫مثال ‪:‬الزوجان اللذان تعلما أن يكونا والدين فعالين فإنهما سيتعلما أن يتعامال بفعالية مع التغيرات في ألامور الاقتصادية‬

‫أيضا‪(. .‬سهيلة بنات وآخرون‪)232-230:2101 ،‬‬

‫‪ -3‬الهرمية‪Hierarchy :‬‬

‫يكون في الهرمية الزواجية توازنا في التأثير بين كال الزوجين بالتساوي ويكون كل واحد منهما منفتح للتأثير والتأثر‬

‫باآلخر‪ ،‬يكون آلاباء قادة لألبناء في الهرمية الوالدية ‪ ،‬ويهتم املعالج بالدرجة التي يوليها ألافراد للمشكلة من خالل الاندماج‬

‫‪65‬‬
‫بتفاعالت املشكلة مع العمر‪ ،‬وممارسة ألاساليب املناسبة‪ .‬يوصف سوء ألاداء الوظيفي على أنه عدم الانسجام في الهرمية ‪.‬‬

‫بحيث ال تسير وفقا للعمر أو إتباع أساليب مناسبة في ألاسرة ولكن قد يصبح ألامر بيد ألابناء في حالة كونهم أقوى من‬

‫آلاباء‪ ،‬وفي حالة كون ألاب مدمنا فإن ألامر سيكون بيد الزوجة وسيكون موقفه ضعيفا ألنه يعتمد على زوجته‪.‬‬

‫يقيس املعالجون الهرمية في ألاسرة من خالل املالحظة الدقيقة لتفاعالت ألاسرة ‪.‬من يتحدث أوال؟ من يقاطع من؟‬

‫من يخبر آلاخر ماذا يفعل؟ حول من تبدو ألاسرة منظمة؟ من هو الذي يؤخذ برأيه؟‬
‫عندما تكون الهرمية غير منسجمة على املعالج إلاستراتيجي أن يعدل الهرمية ّ‬
‫ويعرف أفراد ألاسرة كيفية التصرف بطرق‬

‫مناسبة لعالقتهم‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)015-011:2106 ،‬‬

‫ثالثا ‪ -‬أهداف العالج ألاسري إلاستراتيجي‪:‬‬

‫‪-1‬التركيز على إحداث تغيير في أنماط التفاعل بين أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫‪-2‬يركز العالج ألاسري على التعامل مع املشكالت التي تمثل أكثر ضغطا للعمالء‪.‬‬

‫‪-3‬التركيز على املشاكل الحالية التي يمكن تعريفها بمصطلحات سلوكية واضحة‪،‬ة ويقوم املعالج بمناقشة التعريف‬

‫املوضوع للمشكلة وأيضا ألاهداف العالجية من أجل فحص النتائج وتحديد احتمالية نجاح العالج‪.‬‬

‫‪-4‬يركز العالج إلاستراتيجي على التغيرات في السلوك أكثر من التغيرات في املشاعر أو التركيز على الاستبصار لدى العمالء‪.‬‬

‫‪-5‬العالج إلاستراتيجي مختصر أي أن حصول التغيير يكون دون أن يعرف الفرد‪ ،‬أي أن الفهم الذاتي ليس ضروريا‬

‫للحصول على التغير‪.‬‬

‫‪ -6‬إن الهدف ألاولي للعالج إلاستراتيجي هو جعل العمالء يقومون بعمل ش يء مختلف أكثر من الاهتمام باختبار املشاعر‬

‫أو فهم املشكالت بشكل أف ضل‪.‬‬

‫‪ -1‬يتم جعل العمالء ينظرون ملشكالتهم بطريقة مختلفة في العالج إلاستراتيجي‪ ،‬وهذا يجعلهم يرون‬

‫املشكلة على أنها أسهل مشكلة بين مشاكل الحياة العديدة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)233:2101 ،‬‬

‫رابعا‪ -‬دور املعالج‪Role of the Therapist :‬‬

‫يقوم املعالج في العالج إلاستراتيجي بمهام عدة منها أنه يقرر كيف سيتم العالج ويشمل ذلك من هو الشخص الذي‬

‫سيدعى لحضور الجلسات؟ ومن الذي سيبدأ أوال بالحديث عن املشكلة؟ وكذلك ما هي التفاعالت التي سيتم تطبيقها؟‬

‫ويبقى املعالج خارج نطاق ألاسرة ويتجنب التحدي املباشر لدفاعات ألاسرة‪ .‬يقوم املعالج بمالحظة تفاعالت‬

‫ألاسرة ومزاجها أكثر من اهتمامه بما يحصل في الجلسة‪ ،‬ثم يقوم بوضع افتراضات حول ما يتم جمعه من معلومات‪ ،‬ومن‬

‫‪66‬‬
‫ثم يدير املعالج الجلسة وفقا الفتراضات التي طورها وكذلك طريقة تفكيرهم بماذا يفعلون أو يقدمون لحصول التغيرات‪.‬‬

‫ومن ثم يقوم املعالج هنا بخلق التغير من أجل حل املشاكل الحالية وذلك من خالل إعطاء تعليمات مباشرة وقد تشمل‬

‫هذه التعليمات إخبار ألافراد ماذا عليهم أن يفعلوا بشكل مباشر‪ ،‬الاهتمام بحركة الجسم‪ ،‬وأوقات الصمت‪ ،‬أي الاهتمام‬

‫بما يقول أو يفعل العميل‪،‬‬

‫خامسا‪ -‬ألاسرة الصحية في العالج إلاستراتيجي‪:‬‬

‫ألاسرة الصحية في العالج إلاستراتيجي هي ألاسرة التي تظهر فيها هرمية واضحة عبر ألاجيال‪ ،‬ففي القضايا الهامة‬

‫تكون الهرمية بين آلاباء ويكون لهم الرأي النهائي في القرارات الكبيرة‪ ،‬وكذلك تستطيع ألاسرة الصحية الانتقال من مرحلة‬

‫ألخرى من مراحل حياة ألاسرة‪ ،‬وأن تعدل من قوانينها وأدوار أفرادها وعاداتها بشكل مرن بحيث تلبي مطالب املرحلة‬

‫الجديدة من حياة ألاسرة‪ ،‬مثال ‪:‬عندما تنتقل ألاسرة من مرحلة أسر بأبناء ما قبل فترة املراهقة إلى وجود أبناء في املراهقة‬

‫فإنها تستعد لهذه الفترة من خالل إتاحة الفرصة للمراهقين بأن يشعروا باالستقاللية و إعطائهم مسؤوليات تناسب‬

‫أعمارهم ‪.‬وتدير ألاسرة الصحية هذه التغيرات بمرونة وكذلك تعمل على حل مشكالتها وتدير نقاشا حول نقاط الخالف‪.‬‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪)231-233:2101 ،‬‬

‫سادسا ‪ -‬ألاسرة املرضية في العالج إلاستراتيجي‪:‬‬

‫ينظر لألسرة املرضية أو ذات املشاكل في العالج إلاستراتيجي على انها ألاسرة التي ال يوجد فيها هرمية واضحة‬

‫وكذلك ألاسرة التي تواجه صعوبات عند الانتقال من مرحلة معينة من مراحل حياة‬

‫ألاسرة للتي تليها ويعتبر وجود ألاعراض املرضية لدى العمالء في ألاسرة دليال على وجود خلل في الهرمية داخل هذه ألاسرة ‪.‬‬

‫بحيث أن كل أسرة لها هرمية محددة و معروف من هو صاحب القوة ويقع على رأس الهرم‪ ،‬ومن هو الذي يليه وهكذا‪ ،‬وفي‬

‫حال وجود خلل قد ال يكون محددا من هو املحرك لهذه ألاسرة وقائدها ويكون ذلك عندما يقوم فرد من مستوى معين على‬

‫سلم الهرمية باإلتحاد مع فرد آخر من مستوى آخر على السلم ضد فرد ثالث‪ ،‬مثال كأن يتحد أحد الوالدين مع ابنه ضد‬

‫الوالد آلاخر‬

‫وعندما يصبح هناك خلل في الهرمية فإن تكرار سالسل التفاعالت غير الوظيفية أو املرضية يتطور مما يحافظ‬

‫على ثبات النظام‪ .‬يعرف املرض على أنه وجود مدى ضيق من التفاعالت ويتصف بالجمود ‪.‬يعتمد ظهور ألاعراض املرضية‬

‫على الطريقة التي تتطور وتنمو بها ألاسرة عبر الوقت ‪.‬وهنا على املعالج أن يكون حساسا ملراحل دورة حياة ألاسرة‬

‫)الطفولة‪ ،‬الرشد‪ ،‬الزواج‪ ،‬وجود ألاطفال‪...( ،‬واملهمات الشائعة في كل عمر ومرحلة‪ ،‬وهنا يواجه العمالء صعوبات أثناء‬

‫‪67‬‬
‫محاولتهم التكيف مع الانتقال من مرحلة ألخرى وعلى املعالج أن يساعدهم على الانتقال من مرحلة ألخرى ‪.‬ومن املفيد لكل‬

‫من املعالج والعميل معرفة أن املشكل هي تحديات عادية تقع على عاتق ألافراد الذين يعيشون مراحل دورة حياة ألاسرة‬

‫املشابهة وليس النظر لها كمؤشرات على املرض‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)235-231:2101 ،‬‬

‫‪ -‬سابعا‪ :‬فنيات العالج ألاسري الاستراتيجي‪:‬‬

‫عند العمل بمهمة ما فإن املعالجين ألاسريين الاستراتيجين يجب أن يختاروا مهمات تكون مناسبة لألسرة وأن‬

‫يقوموا بتصميم املهمة وأن يساعدوا ألاسرة على إكمالها وإنجازها وبصورة عامة فإن املهمات تتألف من نوعين‪:‬‬

‫أ‪ -‬املهمات املباشرة‪ :‬حيث يقوم املعالج ألاسري بوضع التوجيهات والاقتراحات ألفراد ألاسرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬املهمات العكسية املناقضة‪ :‬التي توضع لألسر التي تقاوم التغيير‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)015:2106 ،‬‬

‫ثامنا‪ -‬ألاساليب العالجية‪:‬‬

‫ينضم املعالج إلاستراتيجي مع العائلة ُويضمن املعلومات التي جمعها حول املشكلة الحالية وألاهداف املوضوعة‬

‫من أجل التغيير‪ ،‬والتفاعالت التي تحافظ على استمرار السلوكيات املرضية‪ ،‬ويقوم املعالج بوضع خطة أو إستراتيجية لحل‬

‫إستراتيجية التغيير إعطاء أفراد ألاسرة أو فرد فيها واحدة‬ ‫املشكلة الحالية بناء على هذه املعلومات‪ ،‬وتتضمن خطة أو‬

‫أو أكثر من التوجيهات أو املهمات من أجل تغيير سلسلة التفاعالت املسببة للمشكلة‪ ،‬هذه التوجيهات قد تكون لها عالقة‬

‫بالهرمية أو الثالوث) الشخص الثالث) ولها عالقة بظهور واستمرار املشكلة الحالية فمثال في حالة ألام التي تتسم بالسيطرة‬

‫وترتبط بابنها أكثر من الالزم يعطي املعالج تعليمات لألب ولالبن بأن يقوما بعمل ما أو نشاط ال تحبه ألام مما يجعلها لن‬

‫تندمج معهما مما يخفف من ضغط ألام على هذا الابن من خالل الوقت الذي يمضيه الابن مع أبيه‪.‬‬

‫بعد أن يعطي املعالج توجيهاته يقوم بقياس استجابة العائلة للتوجيهات وكذلك يخطط بناء على هذه‬

‫الاستجابات ‪.‬في حالة عدم الوصول إلى النتائج املرجوة فإن املعالج يعمل على تغيير إلاستراتيجية أو يعمل على تطوير‬

‫أساليب الستخدامها في إلاستراتيجية وتستمر هذه العملية حتى تحل املشكلة‪ .‬ويفضل هالي العمل على كافة ألافراد في‬

‫ألاسرة املنخرطين في املشكلة‪ ،‬مثال عندما يكون العميل املحدد هو املراهق فإن جميع أفراد ألاسرة عليهم ان يحضروا‬

‫الجلسات من البداية‪ ،‬بينما عندما تكون املشكلة زواجية فإن املدعوين للحضور في الجلسة ألاولى هما الزوجان‪.‬‬

‫وتساعد رؤية املعالج لكافة ألافراد الذين ينخرطون في املشكلة على فهم املشكلة وفهم املوقف الاجتماعي الذي يحافظ على‬

‫استمرارها ومن ألاساليب العالجية ما يلي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫‪-1‬إعادة التشكيل أو التأطير‪Reframing :‬‬

‫يحرص املعالجون إلاستراتيجيون على استحسان كل ما يصدر من املتعالج أو ألاسرة‪ ،‬ألن ذلك يقلل من مقاومتهم‬

‫للعالج أو التغيير ‪.‬ويفسر املعالج كل ما يصدر عن ألاسرة بإعتباره تعاونا وينظر إليه كأمر إيجابي‪ .‬واحدة من ألاساليب‬

‫املستخدمة في العالج ألاسري إلاستراتيجي هي إعادة التشكيل‪،‬إي إعادة تشكيل السلوك املشكل وذلك من أجل حل املشكلة‬

‫الحالية حيث يطلب من العمالء ترك أساليبهم في حل املشكلة ومحاولة استخدام طريقة جديدة لحل املشكلة والتي تبدو‬

‫غير مريحة‪ .‬إن تغيير املعنى أي إعادة التشكيل يعد الخطوة ألاولى الهامة في ذلك ألن الطريقة التي ينظر بها العميل للمشكلة‬

‫تسهم في ان يستمر في مع أناته‪ ،‬ولذا على املعالج أن يسمع لكل كلمة يقولها العميل في وصف املشكلة وذلك لفهم وجهة‬

‫نظر العميل نحو املشكلة‪ .‬ويستخدم املعالج اللغة إلعطاء معنى جديد ملوقف ما وهذا املعنى الجديد للموقف يقود إلى‬

‫تطور سلوك جديد‪.‬‬

‫‪-2‬إعطاء التوجيهات‪Giving directives :‬‬

‫إعطاء التوجيهات هي واحدة من ألاساليب التي تستخدم ملساعدة ألاسرة على التغيير‪ ،‬وهي توجيهات مميزة يتم‬

‫إعطاؤها للعمالء من أجل حل املشكلة الحالية‪ ،‬فعندما يخبر املعالج أفراد ألاسرة ماذا سيفعلون أو كيف يستجيب أفراد‬

‫ألاسرة هذا يعطي املعالج معلومات حول تفاعل ألاسرة و‪ /‬أو كيف يستجيب أفراد ألاسرة للتغيرات مثال ‪:‬عندما تتحدث‬

‫ويبتسم املعالج أو يطلب منها أن تتحدث هنا هو تشجيع العميلة لتكمل‪،‬‬ ‫العميلة إنها تخبر ابنتها تفاصيل عن املشكلة‬

‫ولكن عندما يقول العميل أو يفعل شيئا غير مفيد يطلب املعالج منه أن يتوقف‪(. .‬سهيلة بنات وآخرون‪-235:2101 ،‬‬

‫‪)236‬‬

‫‪-3‬التدخالت املتناقضة أو املهمات املتناقضة (العكسية)‪Paradoxical intervention :‬‬

‫تعد املقترحات العكسية عبارة عن تلك املهمات التي تطلب من ألاسرة الاستمرار في أداء السلوكيات املرضية‬

‫التي من أجل تغييرها حضرت لعيادة العالج ألاسري‪ ،‬وهنا يحاول املعالج اقحام ألاسرة في سلوكيات إشكالية‪ ،‬لكي تقرر‬

‫التوقف وعدم القيام بما يطلب منها القيام به من أعمال كانت تقوم بها أصال‪ .‬ويستلزم استخدام املهمات العكسية‬

‫خبرة وثقة للمعالج بقدرته وكفاءته‪ ،‬وال يستخدم هذا النوع من املهمات إال عندما تظهر ألاسرة مقاومة شديدة باتجاه‬

‫الاقتراحات واملهمات املباشرة‪ .‬هناك أنواع مختلفة من سلوك ألاسرة التي تعد مالئمة وتستدعي استخدام التدخالت‬

‫املعاكسة مثال‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫أ‪ -‬عندما يتشاجر أفراد ألاسرة فيما بينهم‪ ،‬أو يناقشون‪ ،‬أو يعارضون عبارات بعضهم البعض‪.‬‬

‫ب‪ -‬عندما ال يكون آلاباء مسؤولين أو قادرين بصورة كافية على مساعدة أطفالهم على تنفيذ املهمات املباشرة‪.‬‬

‫ج‪ -‬عندما ال يكون املراهقون أو ألاطفال ملتزمين بتعليمات آلاباء ويتمردون عليهم ويتحدونهم وال يستمعون ألوامرهم‪.‬‬

‫في التقنيات املعاكسة ربما يطلب من املسترشدين أن يضخموا أو يسايروا تماما السلوك املشكل‪ ،‬هذه‬

‫التقنيات صممت لتحرك عالقات ألاسرة في الاتجاه نحو الحل‪ .‬املعالجون الاستراتيجيون يراقبون استراتيجياتهم فإن‬

‫كانت غير فعالة سيصممون استراتيجية جيدة ويقترحون اتجاهات أخرى إذا أثبتت أنها نافعة في التعامل مع املشكلة‬

‫القائمة‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)016-015:2106 ،‬‬

‫‪ -1‬التظاهر‪:‬‬

‫وهنا يطلب املعالج من الطفل أن يتظاهر أن لديه أعراضا املشكالت وهنا تقوم ألاسرة‬

‫بمساعدته على حلها والهدف هنا هو أن يتعرف الطفل على السلوك املشكل وال يميل إليه لكي يطور أنماطا سلوكية‬

‫تكيفيه‪ ،‬ولكي تتراجع ألاسرة عن أنماطها السلوكية غير املناسبة واملسؤولة عن حدوث ذلك السلوك املشكل لدى الطفل‪.‬‬

‫ويستخدم هذا ألاسلوب عندما يفترض املعالج أن السلوك املشكل له وظيفة في ألاسرة‪ ،‬وان التظاهر بوجود السلوك‬

‫املشكل يؤدي هذه الوظيفة دون أن يكون هناك داع لحصول السلوك املشكل حقيقة‪ ،‬إن هذا يجعل السلوك غير الطوعي‬

‫السلوك املشكل يجعل ألاسرة تتصرف بشكل مختلف نحو السلوك املشكل‪،‬‬ ‫طوعيا‪،‬إضافة إلى أن التظاهر بوجود‬

‫إن هذا يطور لدى آلاباء مواجهة السلوك املشكل‪ ،‬مثال ‪:‬قد يطلب املعالج من الطفلة التي لديها آالم في املعدة من أجل‬

‫الحصول على الحب والاهتمام من الوالدين أن تتظاهر أن لديها آالم في املعدة‪ ،‬ويطلب من الوالدين ان يقدما العناية‬

‫والراحة لها‬

‫‪-5‬إعادة التسمية‪Re labeling‬‬

‫حيث يقوم املعالج بتسمية كل ما يفعله املتعالج أو أفراد ألاسرة بمصطلحات جديدة حتى ال يكون هناك مجال‬

‫للنقد‪ ،‬ويسد باب الشعور بالذنب أو التقصير أمام أفراد ألاسرة‪ ،‬حتى إن الانتكاس في العالج ينظر إليه على انه تقدم ‪.‬‬

‫وعادة ما يعزو املعالج أفعال ألاسرة إلى أسباب حميدة وهذا ما يسمى بالعزو النبيل‪(.‬سهيلة بنات وآخرون‪)231:2101 ،‬‬

‫‪70‬‬
‫املحاضرة الثامنة‬

‫نظرية العالج ألاسري املتعدد لبوين‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫تنسب هذه النظرية إلى ميري بوين ‪ Murry. Bowen‬الذي يعد أحد الرواد الذين أسهموا في تطور حركة‬

‫العالج ألاسري حيث تعد نظريته بمثابة نموذج نظري إكلينيكي ‪ Clinical Theoretical‬يضم مبادئ التحليل النفس ي‬

‫وتطبيقاته يقوم العالج ألاسري متعدد ألاجيال على افتراض قائل (بإمكانية فهم ألاسرة عبر تحليلها طبقا ملنظور ثالثة‬

‫أجيال)‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)2106:011 ،‬‬

‫ويعتبر بوين أحد أعالم وجهة نظر النظم في تناول ألاسرة وعالجها وقد أسفرت بحوثه عن نظرية في كيفية‬

‫الارتباط بين أنماط العالقات ألاسرية ونمو مرض الفصام وتعتمد نظرية بوين على متغيرين متداخلين وهما‪:‬‬

‫‪ -0‬مستوى تمايز الفرد‪.‬‬

‫‪ -0‬مقدار القلق في مجال الفرد الانفعالي‪.‬‬

‫ويرى بوين أن هناك قوتين طبيعيتين تعمالن في مجال العالقات إلانسانية وهما التفرد والاستقالل من جهة‬

‫واملودة والاندماج من جهة أخرى‪ ،‬وعلى ألاسرة السوية أن تحدث توازنا بين هاتين القوتين‪ ،‬أي الحاجة إلى إيجاد‬

‫التوازن بين الحاجات الاتصالية عند بوين وهي املودة والاندماج والحاجات الاستقاللية وهي التفرد والاستقالل‪.‬‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪)231:2101 ،‬‬

‫وباإلضافة إلى بوين هناك بوزورميني (‪ Boszormenyi )0713‬الذي اعتمد العالج ألاسري متعدد ألاجيال في‬

‫التدخل وعالج ألاسرة والاثنان اتفقا على أن املشاكل الزوجية أو ألاسرية الحالية هي نتيجة ملحاولة أفراد ألاسرة‬

‫السيطرة أو التغلب على مشاعر وصراعات لم تحل مع ألاسرة ألاصلية‪ ،‬فمشاكل ألاطفال النفسية ما هي إال تجسيدا أو‬

‫تشبع مجازي لنوع العالقة الزوجية والتي ال تخرج بدورها على أنها نتاج لصراعات آلاباء التي لم تحل مع أسرهم‬

‫ألاصلية لذا ينبغي عند تقييم ألاسرة أو التدخل لعالجها التركيز على اكتشاف وتتبع أنماط العالقات ومدى انتقالها من‬

‫جيل آلخر‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)011-011:2106 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬مفاهيم نظرية بوين‪ :‬تتكون نظرية بوين من مفاهيم ثمانية متشابكة يشرح من خاللها باثولوجية النسق‬

‫ألاسري‪ ،‬علما بأن الستة ألاولى من نظرية بوين ألاصلية أما الاثنان آلاخرين فقد أضيفا فيما بعد وتتمثل هذه املفاهيم‬

‫في‪:‬‬

‫‪ -0‬املفهوم ألاول املثلثات‪:‬‬

‫عندما تصبح إحدى العالقات الثنائية غير مستقرة وعندما يحدث القلق والتوتر عند مستوى معين من الشدة‬

‫الانفعالية فإن الفردين اللذين توجد بينهما هذه العالقة يحاوالن أن يسحبا طرفا ثالثا ليكون معه ثالوثا أو مثلثا‬

‫ويستخدم أحد ألاطفال كثيرا ليكون هذا الطرف الثالث عندما تحدث الصراعات بين الوالدين ويالحظ أنه كلما كانت‬

‫درجة اندماج ألاسرة عالية كانت درجة القلق عند الوالدين أكبر‪ ،‬وبالتالي احتمال حدوث عملية التثليث أكبر أيضا‪ .‬حتى‬

‫أن الزوجين بال أطفال إذا جاءوا إلى العالج فربما استدرجا املعالج نفسه إلى العالقة الثنائية لتصبح ثالثية‪ .‬بحيث‬

‫يرغب كل طرف من الثنائي ألاصلي في أن يكون املعالج في صفه في مواجهة الطرف آلاخر وربما تضمن نظام ألاسرة عدة‬

‫مثلثات غالبا ما تكون متداخلة وتظهر عندما يحدث التوتر بين أي عضوين في ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬املفهوم الثاني‪ :‬العمليات الانفعالية في ألاسرة النووية‪:‬‬

‫عندما ينشأ في النسق ألاسري فإن هناك أربع طرق محتملة تسلكها ألاسرة لكي تخفض التوتر‪ ،‬وكما ذكرنا‬

‫فكلما كانت درجة الاندماج في ألاسرة عالية كانت الحاجة أشد إلى أي من هذه الطرق‪ .‬وسلوك ألاسرة أحد هذه الطرق‬

‫يعد تعبيرا عن اضطراب وظائف العالقات فيها ألنها على الرغم من أنها تقوم بمهمة الحفاظ على التوازن فأنها تتم على‬

‫حساب واحد أكثر من أفراد ألاسرة‪ .‬والطرق ألاربعة لخفض التوتر هي‪( :‬عالء الدين كفافي‪)109-101:2119،‬‬

‫أ‪ -‬التباعد الانفعالي‪:‬‬

‫(الابتعاد عن الطرف آلاخر) وهو نوع من الاستجابة قد يتضمن الابتعاد املادي أو الفيزيقي وحتى عدم النظر‬

‫إلى الطرف آلاخر ‪ ،‬أي التعامل وكأن هذا الطرف غير موجود ويبدو أن هذه الطريقة في تخفيض القلق تنشأ عند‬

‫الاقتراب أكثر من الالزم وتكون ميزة آلاباء الفصامين حينما يتناوب الزوجان فترة من التقارب اللصيق مع فترة من‬

‫التباعد الشديد وهذا التذبذب ينتهي عند عادة عند قطب التباعد وهذا ما أسماه بوين الطالق العاطفي حينما يحدث‬

‫في السياق الزواجي‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصراع الزواجي‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫وهذا طريق آخر في حل التناقص بين الحاجة إلى التقارب والاندماج والحاجة إلى الابتعاد والاستقالل من‬

‫ناحية أخرى ويظهر التذبذب بين فترات التقارب الزائدة وفترات الشجار ثم التباعد ولكن الضرر الناتج عن التذبذب‬

‫وعن الشجار يتوازن مع الفائدة املتمثلة في خفض القلق‪ .‬وبعد أن يختبر كال الطرفين الشعور باالرتياح لفترة من الزمن‬

‫يستعدان للشجار مرة أخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬سوء أداء الوظائف عند الزوجين‪:‬‬

‫وهذا أسلوب لخفض التوتر في النظام ألاسري‪ ،‬يعتاد فيه أو من خالله أحد الزوجين أن يستسلم أو يتبنى حال‬

‫وسطا لكي يحتفظ باالنسجام وبينما يحقق هذا ألاسلوب هدفه الذي يكون في صالح النظام فإنه قد يؤدي إلى شعور‬

‫الطرف الذي استسلم بأن هذا التعويض تم على حسابه وقد ينمو شعور لدى أحد الطرفين بأنه وحده الذي يتحمل‬

‫أعباء وتكاليف الحفاظ على السالم داخل ألاسرة‪.‬‬

‫د‪ -‬تضرر ألاطفال‪:‬‬

‫عندما يحدث القلق والتوتر بين الزوجين فإن الصراع بينهما يمكن أحيانا أن يتجنب إذا ما ركز ا انتباههما على‬

‫أحد ألاطفال بدال من التركيز على الطبيعة الحقيقية للتوتر وهذا ما يحصل بين الزوجين غير املتمايزين (املندمجين)‬

‫وهذا ما يسميه البعض باتخاذ الطفل ككبش فداء‪( .‬فاطمة العيد وأسماء عبد الحسين‪)019-011:2106 ،‬‬

‫‪ -3‬املفهوم الثالث‪ :‬عملية إسقاط ألاسرة‪:‬‬

‫إن عملية إسقاط ألاسرة توضح كيف يبدو ألاطفال من نفس ألاسرة مختلفين تماما‪ ،‬حيث يميل آلاباء‬

‫إلسقاط القضايا وألامور املتمايزة غير املحلولة على أحد أبنائهم ويكون هذا الابن الذي تم اختياره لعملية إلاسقاط‬

‫هذه مميزا ألبويه لعدة أسباب‪ :‬فقد يكون هذا الابن يذكر والديه بأحد أفراد ألاسرة أو يكون قد ولد في وقت حصل فيه‬

‫ش يء مهم مثل وفاة الجد أو قد يكون له ترتيب والدة بين إخوته يشبه الترتيب الوالدي ألحد والديه بين إخوته أو لديه‬

‫وضع جسدي خاص‪ .‬هؤالء ألاطفال يحظون باهتمام آلاباء‪.‬‬

‫وهنا قد تقوم ألام بإسقاط مخاوفها ومشاعرها بأنها فاشلة أو مقصرة على طفلها وهنا فإن ألام ستعامل‬

‫الطفل وكأنه يتصف بهذه الصفات وتعيش هي حالة قلق ويستجيب الطفل ويصبح قلقا(ينظر لنفسه بأنه فاشل‬

‫ومقصر) وكذلك قد يتصرف الطفل بنفس الطريقة التي وصفتها أمه مما يؤكد وجهة نظر أمه‪.‬‬

‫‪ -1‬املفهوم الرابع‪ :‬تمايز الذات‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫تحدث بوين عن أثر التعلق بين ألام والابن في تطور الفصام وقال أن التعلق كثيرا ما يحصل بين املرض ى‬

‫الفصامين وأمهامتهم ووصفهما بوين وهما يلتصقان ببعضهما بعضا بأنهما توأمان ملتصقان انفعاليا‪ .‬ينمو ألاطفال‬

‫ولديهم مستويات مختلفة من تمايز الذات عن ألاسرة فبعض ألاطفال يستطيعون أن يفصلوا أنفسهم عن أسرهم‬

‫بنجاح لكي يصلوا إلى النضج وكذلك أداء مستقل لوظائف الذات‪ .‬ويصبح الفرد قادر على التعبير عن رأيه ويصدر‬

‫أحكامه الشخصية بعيدا عن تأثير أفراد ألاسرة ويستخدم أراء آلاخرين ونصائحهم ولكنه يضع قراراته املستقلة‪.‬‬

‫إن تمايز الذات هو عملية وجزء من ديناميات ألاسرة أكثر من كونه صفات شخصية‪ ،‬وهذه العملية يمكن مالحظتها في‬

‫أنظمة متعددة مثل‪ :‬ألاسرة‪ ،‬ألاصدقاء‪ ،‬العمل بينما يبقى بعض ألافراد أسرى لألسرة غير املتمايزة ويكونون أكثر عرضة‬

‫ليصبحوا فصامين‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)239:2101 ،‬‬

‫‪ -5‬املفهوم الخامس‪ :‬عملية النقل عبر ألاجيال‪:‬‬

‫لم ينظر بوين في منهجه للعمل مع ألاسر ‪ -‬فقط لألسرة املباشرة الحالية لكن أيضا لألجيال السابقة لهذه‬

‫ألاسرة‪ ،‬فلقد اعتقد بوين أن الزوجين ذوي املستويات املتشابهة من التمايز يفتشان عن بعضهما البعض ويقومان‬

‫بإسقاط توترهما وافتقارهما للتمايز على أطفالهما‪( .‬جهاد محمود‪)2101 :220 ،‬‬

‫فقد أشار بوين إلى أن عملية الفصام تحتاج إلى ثالثة أجيال لكي يفصح عن نفسه‪ ،‬أي أنها تبدأ بجيل‬

‫ألاجداد إلى آلاباء ليصاب أحد ألابناء باملرض‪ ،‬فالفصام كما يراه بوين منتج لسلسة طويلة من التعويضات يقوم بها‬

‫النظام على أساس إقرار ثبات الكل على حساب بعض أجزائه‪ ،‬بمعنى أن مستوى تمايز الوالد يمكن أن ينتقل إلى الابن‪،‬‬

‫فاملرأة التي ال تستطيع أن تميز بكفاءة بين الوظائف الذهنية والوظائف الانفعالية سوف تميل إلى الزواج من رجل له‬

‫نفس الدرجة املنخفضة من التمايز‪ ،‬ومن بين أطفالها سيكون هناك واحدا أقل تمايزا من بقية إخوته‪ ،‬وعندما يكبر‬

‫هذا الطفل يميل إلى الزواج من شخص له مستوى متواضع من التمايز‪ ،‬وكال الزوجين يسقطان مستواهما املنخفض‬

‫على طفلهما فيظهر مزج شديد ألنظمته الذهنية والانفعالية التي تمنع بدورها العمل بكفاءة وبالتالي تكون الفرصة‬

‫مناسبة لظهور أعراض فصامية أو أي أعراض مرضية أخرى‪.‬‬

‫‪ -6‬البتر الانفعالي‪:‬‬

‫إنه سبيل أو حل متطرف يلجأ إليه بعض ألافراد لكي يتعاملوا مع أسرهم ألاصلية‪ ،‬حيث إنهم يحاولون خفض‬

‫القلق بالذهاب إلى أقص ى الطرف آلاخر ويفصلون أنفسهم بالكامل عن النظام ألاسري ألاصلي‪ ،‬أو على ألاقل يتجنبون‬

‫كل املناطق املحملة انفعاليا في التفاعل ألاسري‪ ،‬وفي الحقيقة فإن البتر الانفعالي ال يحقق شيئا وال يحقق هدفا ألن‬

‫‪74‬‬
‫الفرد الذي يستخدم البتر عن الوالدين سوف يبقى حامال معه في العالقات املستقبلية نفس درجة الخوف من فقدان‬

‫الذات وهذا افرد سوف يدمج نفسه ويورطها في عالقات معادلة قد تكون مهددة أو ضارة‪ ،‬وبالتالي سوف يقطعها‬

‫بعنف وعدائية عندما ال تشبع حاجاته العالقات القوية‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)050-051:2106 ،‬‬

‫‪ -1‬الترتيب الوالدي لألخوة أو وضع الذرية‪:‬‬

‫افترض بوين أن جنس وترتيب الطفل في ألاسرة يؤثر على الاهتمام الذي يحصل عليه وكذلك الدور الذي‬

‫سيلعبه الطفل في ألاسرة ويتأثر وضع الطفل في ألاسرة حسب ترتيبه بين إخوته ويؤثر هذا على تمايزه فقد يكون ألاول أو‬

‫ألاوسط أو الصغير فكل ترتيب له صفات خاصة ويظهر تفاعل هذه الصفات عندما يكبر ألابناء ويتزوجون فمثال‪ :‬يميل‬

‫إلاخوة الكبار إلتباع قوانين وأنظمة ألاسرة ويكونون أكثر مسؤولية‪ ،‬بينما يميل إلاخوة الصغار ألن يكونوا ال مبالين وغير‬

‫مسؤولين ويهتمون بأمورهم الخاصة‪ .‬فزواج الابن ألاكبر في أسرة ما من الابنة الصغرى في أسرة أخرى يؤدي لتوقع‬

‫نتائج سلبية متعلقة باملسؤولية واتخاذ القرار وحصول الصراعات وكلما كانت درجة الاندماج الانفعالي في ألاسرة عالية‬

‫كانت الصفات املتعلقة بالترتيب الوالدي كبيرة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)211:2101 ،‬‬

‫‪ -1‬عمليات انفعالية اجتماعية‪:‬‬

‫هذا املفهوم هو امتداد للمستوى املجتمعي ألاوسع‪ ،‬فالنظام املجتمعي يحافظ على التوازن بين التفرد واملودة‬

‫في مواجهة القلق الاجتماعي املتزايد في الحروب والكساد الاقتصادي وإن عدم التوازن أو عدم التمايز يحدث في معظم‬

‫املجتمعات ومثل آلاباء في ألاسرة فإن املجتمع يتناوب بين كونه متسامحا أو خشنا أو مندمجا‪ .‬ويمكن أن يحدث في‬

‫املجتمع جماعات فرعية مندمجة بشدة ومحملة بالقلق وسوف تنمو في املجتمع وتبدأ في محاربة املجتمع أو محاربة‬

‫جماعات أخرى‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)050:2106 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهداف العالج عند بوين‪:‬‬

‫لقد اهتم بوين بالنتائج التي تتضمنها ألاجيال السابقة على أداء ألاسرة الحالية وأثناء وصفه لألهداف‬

‫العالجية ركز على ألاعراض الحالية ملشكلة ألاسرة ولديناميات ألاسرة ذات الصلة بتمايز أعضاء ألاسرة والتثليثات التي‬

‫تحدث في ألاسرة‪ ،‬وقد سعى بوين بصورة خاصة ملساعدة ألاسر على التقليل من مستوى التوتر العام الذي تعاني منه‬

‫وإليجاد طرق ملساعدة أفراد ألاسرة ليصبحوا أكثر تمايز ولكي يلبوا حاجاتهم الشخصية الفردية وحاجات‬

‫ألاسرة‪(.‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪ )050:2106 ،‬وعليه يهدف العالج ألاسري عند بوين إلى‪:‬‬

‫‪ -0‬يهدف العالج في نظرية بوين إلى أن ينجو كل فرد في ألاسرة من الاندماج في كتلة ألاسرة غير املتمايزة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -0‬أن يحصل الفرد على التمايز الذاتي في ألاسرة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)210:2101 ،‬‬

‫ثالثا‪ -‬دور املعالج‪:‬‬

‫يعد دور املعالج مهم فعليه أن ال يندمج في ألاسرة حتى يستطيع تحقيق هدفه ويعمل مع العمالء ويوجههم‬

‫الوجهة الصحيحة‪ ،‬كما يعمل املعالج على إعادة التوازن الانفعالي داخل ألاسرة‪ .‬ويمكن للمعالج أن يطرح أسئلة على‬

‫أحد الزوجين خالل الجلسات العالجية وعليه أن يجيب على ألاسئلة وال يركز بوين على أن يتفاعل الزوجان معا في‬

‫الجلسة‪ ،‬أما فيما يتعلق باألسئلة فهي تدور حول تدور حول الطبيعة إلاكلينيكية الخاصة والفريدة للموقف‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬ألاسرة الصحية عند بوين‪:‬‬

‫يتم في كافة ألاسر نفس العمليات ولكنها تختلف في الكيفية وليس الكمية التي تدير بها ألاسرة التوتر وتتعامل‬

‫معه دون أعراض مرضية حيث أن كل ألاسر يوجد فيها مثلثات وصراعات كل ألاسر لديها قضايا وأمورغير مفهومة‬

‫ومشكالت‪ .‬بوين يرى أن ألاسرة أقل أو أكثر توظيفا وليس أسرة صحية أو غير صحية تستطيع ألاسر ذات ألاداء‬

‫الوظيفي أن توازن بين الحاجات لالستقاللية والحاجة للمودة‪ .‬لكل فرد عبر الوقت واملواقف‪ ،‬وكذلك تعمل معا‬

‫ويساعد الواحد منهما آلاخر في ألازمات الانفعالية ومن ثم يعملون على إعادة التمايز تدريجيا‪ .‬وكذلك ألاسر ذات ألاداء‬

‫الوظيفي هي القادرة على الانتقال عبر مراحل الحياة لألسرة دون وجود مشكالت حيث يصبح ألافراد مرنين في مقدرتهم‬

‫على تحمل الصراعات والاختالف وقادرين على التكيف مع قدوم ومغادرة ألافراد في ألاسرة من خالل الوالدة أو ترك‬

‫املنزل بسبب الزواج أو الوفاة أو الطالق ويندمج ألاطفال مع آبائهم في مثلثات ولكنهم قادرين على الاهتمام بأمورهم‬

‫وحياتهم الخاصة عندما يحررون أنفسهم‪ .‬حيث تتسم ألاسرة ذات ألاداء الوظيفي بوجود توازن في الوقت بين ألاسرة‬

‫والزوجين والفرد نفسه ويصبح ألافراد خالين من ألاعراض املرضية وعندما تظهر أعراض لدى أحد ألافراد فإنه من‬

‫السهل شفاؤه منها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ألاسرة املرضية أو ذات الخلل الوظيفي عند بوين‪:‬‬

‫يركز بوين على الكيفية وليس الكمية في حصول سوء ألاداء الوظيفي داخل ألاسرة حتى نقرر إذا كان‬

‫السلوك مرضيا أم ال فإن ذلك يحدد من خالل الفرد أو املوقف وليس من خالل معايير الصحة‪ .‬إن ألاسرة التي تتسم‬

‫بسوء ألاداء الوظيفي هي ألاسرة غير القادرة على إحداث التوازن بين الحاجة لالستقاللية والحاجة للمودة الانفعالية‬

‫لكل فرد عبر الوقت وتظهر فيها مشكالت في التمايز ‪ .‬كذلك تعاني من مشكالت في الانتقال عبر مراحل حياة ألاسرة‬

‫‪76‬‬
‫املختلفة مما يؤدي لحصول صراعات وخالفات وعدم قدرة على التكيف مع التغيرات‪( .‬سهيلة بنات وأخرون‪،‬‬

‫‪)212-210:2101‬‬

‫‪ -‬سابعا‪ :‬العالج‪:‬‬

‫يهدف عالج ألانساق ألاسرية إلى أن ينجو كل فرد من أفراد ألاسرة من الاندماج في كتلة ألانا ألاسرية غير‬

‫املتمايزة وأن يحصل على التمايز الذاتي إن حدث واندمج مع ألاسرة وإذا استطاع املعالج أن يحقق هذا التمايز لفرد في‬

‫ألاسرة املندمجة فسرعان ما يتبعه آلاخرون ويمكن لألسرة كلها أن تقل درجة اندماجها وتتحرك إلى نقطة تحقق فيها‬

‫أقص ى درجة ممكنة لها من التوازن بين التبعية والتفرد‪.‬‬

‫هذا هو هدف عالج ألانساق ألاسرية للفرد‪ ،‬أما هدفه بالنسبة لألسرة فهو تخفيض القلق الانفعالي في جو‬

‫ألاسرة وهو هدف يرتبط بالهدف الفردي ويعتمد كل منهما على آلاخر فعندما يصبح أفراد ألاسرة غير مندمجين فإن‬

‫القلق في مناخ ألاسر يقل‪ .‬وفي الجلسة العالجية يعمل بوين عادة مع ثالثة أشخاص‪ ،‬الزوجان إضافة إليه شخصيا‬

‫كمعالج‪ ،‬وقد يستبعد عامدا وجود طفل كطرف ثالث مع الزوجين حتى ولو حدد من قبل الوالدين باعتباره العضو‬

‫املريض في ألاسرة‪ ،‬ألنه يعتقد أن مشكلة ألاسرة دائما بين الزوجين‪ ،‬وأن مشكلة الطفل ليست أكثر من مجرد أعراض‬

‫لسوء أداء النسق الانفعالي بين الزوجين‪ .‬كذلك فإن بوين ال يعمل مع املشكلة الحالية أو التي جاء من أجلها الزوجان‬

‫ألنه يرى أيضا أن هذه املشكلة من أعراض العمليات الانفعالية داخل النسق ألاسري وإذا ما استطاع إقامة التوازن‬

‫الانفعالي داخل ألاسرة فإن مثل هذه املشكالت ستختفي‪ .‬ويرى بوين أن املعالج ال ينبغي أن يتورط في نسق ألاسرة‬

‫الانفعالي ولكن عليه أن يبقى غير مندمج مع النسق ليستطيع أن يعمل معه ويوجهه الوجهة الصحيحة‪( .‬عالء الدين‬

‫كفافي‪)310-311:0999 ،‬‬

‫ثامنا‪ -‬تقنيات العالج ألاسري عند بوين‪:‬‬

‫‪ -0‬املقابلة التقيمية‪Evaluative interview :‬‬

‫تميز عمل بوين باملوضوعية والحيادية فهو يحذر املعالجين ألاسريين من الانحياز إلى أحد الجانبين في ألاسرة‪،‬‬

‫أي من أن يصبح املعالج مندمجا ومتحدا مع النظام العاطفي لألسرة النووية‪ ،‬ويمكن أن تتم املقابالت التقييمية ضمن‬

‫أية مجموعات من أفراد ألاسرة وقد يكون كافيا مع فرد واحد إذا كان هذا الشخص راغبا في العمل على إحداث التمايز‬

‫والتمييز بين مشاعره وعملياته العقلية والفكرية الخاصة بدال من إلقاء اللوم على أفراد ألاسرة آلاخرين أم ال‪ .‬ويركز‬

‫بوين أثناء الحصول على تاريخ ألاسرة على التثليثات الواقعة داخلها (الاسرة) وعلى مستوى التمايز لدى أفرادها‪ ،‬كما‬

‫‪77‬‬
‫يستمعون بعناية للطرق وألاساليب التي قد يسقط بها أفراد ألاسرة قلقهم على ذلك املريض (الشخص املعروف‬

‫واملحدد من قبل ألاسرة) ويهتمون بشدة الستجابة هذا املريض ويرون هل هو منفصل عاطفيا عن أفراد ألاسرة‬

‫آلاخرين‪.‬‬

‫ويهتم املعالجون بالعالقات القائمة داخل ألاسرة والترتيب الوالدي بين إلاخوة باإلضافة إلى ذلك فهم معنيون‬

‫بالعالقات داخل أسر الوالدين ألاصلية‪ ،‬ولكون العالقات معقدة فهم يستخدمون رسومات الجينوغرام لوصف تلك‬

‫العالقات ألاسرية‪(. .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)052:2106 ،‬‬

‫‪ -2‬الجينوغرام أو خريطة ألاسرة الجينية‪:‬‬

‫الخطوة ألاولى في العالج ألاسري لبوين هي مساعدة العميل على فهم النظام ألاسري ثم يقوم بوين بمعالجة‬

‫الافتراضات وعمل استبصار وبالتالي يصبح لدى العمالء صورة واضحة عما يحصل وخريطة يستخدمونها للتوجيه‬

‫وهذه الخريطة هي ما يسمى بالخريطة الجينية لألسرة‪ .‬وهي تشبه شجرة العائلة ولكنها تهتم بوجود معلومات حول‬

‫الديناميات الانفعالية لألسرة كما تهتم بتواريخ امليالد والوفاة أن الخريطة الجينية توضح كيف تبدو ألاسرة الرجال‬

‫والنساء والزيجات والطالق وتواريخ ميالد ألاطفال وألاحداث الهامة وكذلك معلومات حول التوظيف الانفعالي في ألاسرة‬

‫مثل العالقات املندمجة بشكل زائد والبتر الانفعالي واملسافة والصراعات وذلك برسم هذه العالقات في الخريطة‬

‫الجينية ويستطيع املعالج والعميل أن يشاهد املثلثات والتصرفات التي تؤدي للتوتر أن هذا يجعل العميل يرى كيف‬

‫وأين يعمل مثلثات ويغير وظيفته في ألاسرة ووفقا لنظريته بوين عندما يغير فردا ما وضعه في ألاسرة فإن ألافراد آلاخرين‬

‫سيتغيرون من أجل التكيف مع تغير الفرد السابق‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)212:2101 ،‬‬

‫فالجينوغرام طريقة في رسم ألاسر والتعبير عنها ويتضمن معلومات مهمة بشأن ألاسرة مثل العمر تاريخ‬

‫الزواج‪ ،‬واملهن واملرض والوفاة واملواقع الجغرافية وال توفر مراجعة ألاسرة املمتدة فقط ولكنها تشير إلى أنماط التمايز‬

‫التي تعود إلى الوراء بدءا من ألاسرة ألاصلية وما وراءها ويسبقها من ألاسر كما يوفر الجينوغرام الفرصة إلى ألانماط‬

‫العاطفية لدى ألاسرة املمتدة الخاصة بكل من شريكي الزواج‪ .‬ويراعى عند رسم الجينوغرام القضايا آلاتية‪:‬‬

‫‪ -0‬يجب أن يتضمن جميع ألاحداث املهمة (حاالت الوالدة والزواج والتعليم والعمل والطالق واملرض والوفاة‪...‬إلخ)‬

‫‪ -0‬أن يشمل خطوط ويوضح نوع العالقة بين ألاعضاء الرئيسين من أفراد ألاسرة عبر ثالثة أجيال على ألاقل‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد التثليثات طويلة ألامد‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد الحدود الخارجية والداخلية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -5‬ألاسباب الكامنة وراء هذه ألانماط من الاتصاالت‪.‬‬

‫يتم بناء الجينوغرام لثالثة أجيال لألسرة على ألاقل وهذا يشمل جيل ألاجداد وجيل الوالدين وجيل ألاسرة‬

‫التي تتلقى إلارشاد والعالج ألاسري‪.‬‬

‫‪ -3‬التفسير‪:‬‬

‫غالبا ما يتم تفسير املعلومات املستمدة من الجينوغرام ألفراد ألاسرة بحيث يتمكنون من فهم الديناميات‬

‫الواقعة داخل ألاسرة ويتمكن املعالج من رؤية أنماط العالقات داخل ألاسرة الحالية التي تكون انعكاسا ألنماط‬

‫العالقات في ألاسرة ألاصلية‪ ،‬ولتحقيق ذلك فمن املهم أن يكون املعالجون ألاسريون هم أنفسهم متمايزين (يميزون بين‬

‫مشاعرهم وأفكارهم الخاصة بهم) وبالتالي يقومون بتوجيه أسئلة عقلية تتعلق بالتفكير بدال من توجيه أسئلة مشاعر‪.‬‬

‫وأن يتجنبوا الانسحاب نحو الخوض في تثليثات مع مرضاهم‪.‬‬

‫‪ -1‬اختراق وابطال التثليثات‪:‬‬

‫يسعى بوين إلى فصل املثلثات بصورة مباشرة وعندما يتعامل بوين مع املشكالت ألاسرية فإنه ينظر إلى‬

‫الوالدين أو أحد منهما ثم يقوم بعد ذلك بالعمل معهما مستخدما طرقا وأساليب معينة من أجل تطوير استراتيجيات‬

‫للتعامل مع آثار توترها العاطفي على املريض املحدد في ألاسرة (أو الطرف الثالث الضحية) في املثلث املرض ي أو على‬

‫أفراد ألاسرة آلاخرين وبصورة عامة فإن بوين يفضل العمل مع أكثر أفراد ألاسرة سوءا أو الشخص ألاكثر تمايزا ألنه‬

‫الشخص ألاكثر مناسبة إلحداث تغيير في العالقات ألاسرية املختلفة واملتنوعة التوتر‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)053-052:2106 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬إستراتيجية بوين ‪Bewen‬في العالج إلاسري‪ :‬تشمل هذه الاستراتيجية على إستخدام ما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬التمثيل واملسرحيات‪:‬يعمد املرشد ألاسري على إقامة مسرحيات وأدوار تمثيلية لتمثيل مواقف الصرا التي تحدث‬

‫داخل ألاسرة ملعرفة أساليب تفاعلها وانفعاالتها وطرق الاتصال بين أفراد ألاسرة ودور كل فردفي إدارة عملية الصر‪،‬‬

‫وحاجاته التي يسعى إلى تحقيقها وتجريب بعض الطرق إلحداث عملية التغيير وتعديل ألاوضاع وحل تلك املشكالت‪ ،‬من‬

‫خالل التمثيل وألاعمال املسرحي التي ينظمها املرشد‪ ،‬ويطلب من ألاسر التي يعاني أبنائها من مشكالت أسرية حضور‬

‫تلك النشاطات لالستفادة منها‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة التنظيم والبناء‪ :‬يقوم املرشد ألاسري بتفهم النظام ألاسري الذي هو سبب ظهور املشكلة‪ ،‬ثم يساهم في‬

‫إعادة تنظيمه ووضع حدود مرنة لكل فرد في التعامل مع أعضاء ألاسرة آلاخرين‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -3‬التناقض‪ :‬يلجأ املرشد هنا للقضاء على املقاومة لدى املسترشد وذلك من أجل إحداث التغيير بحيث يطلب من‬

‫املسترشد املبالغة في إظهار السلوك املشكل بهدف زيادة وعي أعضاء ألاسرة بأن هذا السلوك هو سبب املشكالت‪.‬‬

‫‪ -1‬معايشة ألاسرة‪ :‬يستطيع املرد التعرف على مشكالت ألاسرة عن قرب وذلك يتطلب منه العيش مع ألاسرة لفترة من‬

‫الزمن مما يساعده على التعرف على املشكالت التي تعاني منها في تفاعالتها مع أفرادها وتقديم الدعم واملساعدة لها عن‬

‫طريق رسم حدودها وتفاعالتها وطرق اتصاالتها ونظامها املتبع‪ .‬وتعد هذه الوسيلة صعبة التطبيق في مجتمعاتنا العربية‬

‫سواء كان املرشد رجال أو إمرأة ففي الحالتين يرفض مجتمعنا ذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬نمذجة السلوك‪ :‬يقوم املرشد بنمذجة السلوك املرغوب في العالقات ألاسرية ونمذجة طرق الاتصال والتفاعل‬

‫الصحيحة لكي يتعلم أعضاء ألاسرة الطريقة السليمة في التعامل تجنبا للمشاكل‪.‬‬

‫‪ -6‬املمارسات العملية‪ :‬يقوم املرشد بتدريب أفراد ألاسرة على سلوكيات معينة ثم يطلب منهم ممارسة ما تعلموه من‬

‫جلسات إلارشاد بشكل فعلي واستخدامه في حل املشكالت‪ ،‬وتكون تلك املمارسات على شكل مشاهدة تمثيلية يقدمها‬

‫أفراد ألاسرة أمام املرشد ألاسري وعليه تقديم التغذية الراجعة لهم لتعديل املمارسات غير الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -1‬الرسم‪ :‬قد يطلب املرشد ألاسري من أفراد ألاسرة أن يقوموا بوصف بعضهم البعض عن طريق الرسم حيث أن‬

‫(رافدة‬ ‫ذلك يهدف إلى عرض مشاعرهم إلظهار مشاعر الرضا أو عدم الرضا ألجل إحداث التغيير نحو ألاحسن‪.‬‬

‫الحريري وسمير إلامامي‪)010-011:2100 ،‬‬

‫‪80‬‬
‫املحاضرة التاسعة نظرية التواصل لساتير‬

‫‪ -‬منهج العالج ألاسري (الخبروي وإلانساني)‪:‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫نتج العالج ألاسري الخبراتي عن الحركة إلانسانية في فترة الستينات (‪ )0762‬وتزامن مع الشخصيات املميزة‬

‫لحركة العالج ألاسري املبكرة ويقترح توماس (‪ )0770‬أن العالج ألاسري الخبراتي‬

‫يتصف ب ـ ـ ــ‪:‬‬

‫‪ -‬بفلسفة النمو‪.‬‬

‫‪ -‬يركز على أهمية التعبير عن املشاعر واملعاني‪.‬‬

‫‪ -‬يشارك املعالج باملشاعر الشخصية وألافكار خالل الجلسات‪.‬‬

‫‪ -‬يتم استخدام أساليب وتكنيكات تعتمد على العقل‪.‬‬

‫‪ -‬تحسين املهارات التواصلية ألاساسية‪.‬‬

‫‪ -‬الاهتمام موجه لزيادة الصحة الجسمية والانفعالية مما يؤدي إلى التوازن‪.‬‬

‫‪ -‬كل شخص يتحمل مسؤولية نفسه‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫وقد ظهرت ثالث توجهات ضمن العالج ألاسري الخبراتي وهي‪:‬‬

‫‪ -0‬الخبراتية إلانسانية لفرجينيا ساتير‪.‬‬

‫‪ -0‬ألاساليب الرمزية في العالج ألاسري الخبراتي لكارل ويتكر‪Carl Whitaker .‬‬

‫‪ -3‬ألاساليب املعتمدة على الانفعاالت في عالج ألازواج لجونسون وجرينبيرغ ‪Greenberg and Johnsons Emotion-‬‬

‫‪(. Focused approach to couple Therapy‬سهيلة بنات وآخرون‪)219:2101 ،‬‬

‫يرى ك املعالجين ألاسريين الخبرويين وإلانسانيين أن السلوك املضطرب داخل ألاسرة بأنه عبارة عن التدخل‬

‫والاعتراض والعرقلة لعملية النمو الشخص ي بأفراد ألاسرة‪ ،‬ولكي تنمو ألاسر يجب تلبية وإشباع حاجات أعضائها ومن‬

‫هذه الحاجات الحاجة لالتصال املنفتح بين أفراد ألاسرة والتعبير املنفتح عن الذات وتقدير الفروق الفردية بين‬

‫أفرادها‪ .‬وعند وضع ألاهداف العالجية يتحمل كل املعاجين ألاسريين وأفراد ألاسرة املسؤولية في تحقيق تلك ألاهداف‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)061-059:2106 ،‬‬

‫تعد فرجينيا ساتير (‪ Satir )0793‬رائدة هذه النظرية في إلارشاد والعالج ألاسري حيث تؤكد على أهمية الترابط‬

‫ألاسري في نموج أطلقت عليه "العالج ألاسري املشترك" ‪ Cojoint Family Therapy‬كتبت فيه كل مشاهداتها وما قامت‬

‫به من مالحظات عن ألاسر التي قامت بدراستها‪ .‬وتؤكد هذه النظرية على التواصل والخبرة الانفعالية لألسرة والطالقة‬

‫في التعبير والابتكار وانفتاح الفرد على آلاخرين وخوض املخاطر مما يشكل محورا أساسيا في هذه النظرية‪.‬‬

‫وترى ساتير أن من بين أسباب لجوء ألاسرة للعالج هو تدني إحساس أفرادها بقيمة الذات للك (عبد الباسط‬

‫متولي‪)59:2111 ،‬‬

‫‪ -‬نموذج فرجينيا ساتير‪:‬‬

‫تعد نظرية فرجينيا ساتير أحد توجهات املنهج الخبروي في العالج ألاسري وقد حظيت فرجينيا بألقاب عديدة‬

‫نظرا لالنطباع الايجابي الذي تركته نتيجة أعمالها في ميدان إلارشاد والعالج النفس ي فقد سميت "كولومبوس العالج‬

‫ألاسري" وسميت كذلك "معالجة كل أسرة" وقد أثبتت فعالية عالجها مع ألافراد وأيضا مع ألاسر وألازواج‪ .‬وركزت ساتير‬

‫في أبحاثها على الذات ورأت أن الذات من خالل نموذجها العالجي لتغيير النظم‪ ،‬ورأت أن الذات هي جوهر كل‬

‫فرد‪(.‬محمد طه وعبد الكريم محمد‪)0111:2106 ،‬‬

‫أوال‪ -‬افتراضات النظرية‪ :‬يستند التوجه في العالج الخبراتي على الافتراضات التالية‪:‬‬

‫‪ - 0‬أن السلوك غير الوظيفي هو نتيجة لحصول صعوبات في النمو‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ -0‬أن النمو هو عملية طبيعية لكافة البشر‪.‬‬

‫‪ -3‬يوجد لدى البشر كافة الامكانات التي يحتاجونها للنمو‪.‬‬

‫‪ -4‬يتشكل واقع ألاسرة من املنظور الذاتي بدال من الحقائق املوضوعية الخارجية‪.‬‬

‫‪ -5‬يتم النظر لألعراض الفردية على أنها الثمن الذي يتم دفعه من أجل املحافظة على توازن ألاسرة وهي مرتبطة عادة‬

‫بتدني تقدير الذات‪.‬‬

‫‪ - 6‬يسهم تقدير الذات املتدني في حصول أنماط غير وظيفية من التواصل‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)251:2101 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬مصطلحات النظرية‪:‬‬

‫‪ -0‬نمو الفرد وتطوره‪ :‬يكافح البشر من أجل النمو والتطور ويمتلكون الامكانات التي يحتاجونها لهذا النمو ويتأثر النمو‬

‫إلانساني بالعوامل التالية‪:‬‬

‫‌الخريطة الجينية‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫ب‪‌ -‬ألامور التي يتعلمها الفرد خالل عملية النمو‪.‬‬

‫ت‪‌ -‬التفاعل مابين العقل والجسد‬

‫تقدير الذات وقيمة الذات‪ :‬ترى ساتير (‪ Satir )0796‬أن الذات تتألف من ثمانية أبعاد مختلفة‪:‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪ -0‬الجسدي (الجسم)‬

‫‪ -0‬العقلي (املعارف وألافكار)‬

‫‪ -3‬الانفعالي (املشاعر)‬

‫‪ -4‬الحس ي (الصوت‪ ،‬إلاشارة‪ ،‬اللمس‪ ،‬الشم‪ ،‬الرؤية‪ ،‬التذوق)‬

‫‪ -5‬التفاعل (التواصل ما بين الفرد وآلاخرين)‬

‫‪ -6‬البيئي (ألالوان ألاصوات‪ ،‬الضوء‪ ،‬الجو‪ ،‬الفضاء‪ ،‬الوقت)‬

‫‪ -1‬النضج‬

‫‪ -9‬الروحي (معنى الحياة)‬

‫‪83‬‬
‫وتعتقد ساتير أن تقدير الذات هو واحد من أكثر املفاهيم ألاساسية لإلنسان التي يتم تعلمها في ألاسرة من‬

‫خالل الرسائل اللفظية وغير اللفظية‪ .‬تقدير الذات وهو القيمة التي يعطيها الفرد لنفسه‪ ،‬ومفهوم الذات هي الفكرة‬

‫التي يحملها الفرد عن نفسه هما مصطلحان هامان لدى ساتير‪.‬‬

‫‪ -3‬الاتصال‪:‬‬

‫إن الطريقة التي يتواصل بها ألافراد في ألاسرة تعكس كيف يشعرون حول أنفسهم‪ ،‬فاألفراد الذين يشعرون‬

‫بتقدير ذات عالي يتواصلون بشكل مباشر وواضح ومنفتح وأصيل‪ ،‬أما ألافراد الذين لديهم شعور سلبي حول‬

‫أنفسهم أو لديهم تدني تقدير الذات وقيمة منخفضة للذات يميلون الستخدام أساليب غير وظيفية في التواصل‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪،‬‬ ‫(تواصل غير واضح‪ ،‬ومغلق على نفسه‪ ،‬وتواصل مشوه‪ ،‬وغير مباشر‪ ،‬وغير مناسب)‬

‫‪)250-251:2101‬‬

‫واستطاعت ساتير من خالل عملها مع ألافراد وألاسر وألازواج استخالص أربعة أنماط للتواصل أطلقت عليها املواقف‬

‫السلبية في الاتصال التي تشمل على مواقف اللوام واملسترض ي والالمبالي إضافة إلى العقالني‪ .‬وقد وصفت ساتير النتائج‬

‫السلبية لهذه ألانماط السلبية في التواصل‪ ،‬حيث أن أنماط الاتصال السلبية هذه تؤثر بشكل سلبي في الصحة‬

‫الجسمية للفرد ولذلك فإن هذه ألانماط تعد أنماطا هدامة ومحبطة إضافة إلى أنها تعد دليال قويا ومؤثرا في انخفاض‬

‫تقدير الذات لدى ألافراد‪.‬‬

‫ومن املساهمات الرئيسية لساتير في مجال الاتصال ألاسري قيامها بتصنيف أشكال الاتصال داخل إلى خمسة‬

‫أنماط‪ .‬وتعد ألانماط ألاربعة ألاولى أنماطا غير تكيفية أما النمط الخامس فهو صحي وتكيفي‪.‬‬

‫‪ -0-3‬املسترض ي‪ :( Placater) :‬وهو شخص ضعيف ومتردد يميل لالعتذار وينكر وجود الصراعات ويبدو‬

‫لطيفا بشكل عام إذ أنه يوافق على كل ش يء دائما‪.‬‬

‫‪ -2-3‬اللوام ‪ (Blamer) :‬وهو الذي يجد آلاخرين مليئين باألخطاء الكثيرة ويؤنب آلاخرين على أخطائهم كما‬

‫أنه يتحمل مسؤولية حل الصراعات ويتصف بالسيطرة وإصدار ألاحكام على آلاخرين كما يرى نفسه بأنه محق‬

‫دائما وآلاخرين على خطأ وينكر دوره في حدوث املشكالت‪.‬‬

‫‪ -3-3‬املثالي‪ (Super Reasonable) :‬وهو عقالني جدا ويتصف أسلوبه بالتصلب والجمود ويبدو بعيدا عن‬

‫آلاخرين وهادئا وغير عاطفي إذ أنه يضبط انفعاالته وال يعبر عن عواطفه لآلخرين ويستخدم أساليب عقالنية‬

‫ومنطقية للتواصل كما يستخدم أسلوب املحاضرة ويتبنى مرجعية أخالقية عالية جدا‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -1-3‬املشتت أو الذي ال عالقة له‪ (Irrelevant ):‬وهو الذي يقوم بتشويش وتشتيت آلاخرين وال صلة له‬

‫بالعمليات ألاسرية فيبدو وكأنه ال عالقة له باألمر لتجنب املشكالت والصراعات بدال من حلها ويتصف بامليل نحو‬

‫تغيير املوضوع في أثناء الحوار ويبدو غير متصل مع آلاخرين وال يقوم بتقديم املساعدة‪.‬‬

‫‪ -5-3‬املنسجم‪ (Congruent) :‬وهو نموذج تكيفي في التواصل‪ ،‬إذ يتصف الشخص باملرونة والانفتاح على‬

‫التغيير كما يتصف بأنه حقيقي ويعبر بأصالة وصدق عن نفسه ويعبر عن انفعاالته بطريقة تسهم في حل‬

‫الصراع كما يتصف هذا النمط من الاتصال باالنسجام بين الرسائل اللفظية وغير اللفظية واملحافظة على‬

‫الاتصال البصري وعدم اصدار ألاحكام خالل الاتصال باإلضافة إلى استخدام الضمير أنا‪(.‬محمد طه وعبد‬

‫الكريم محمد‪)0111:2106 ،‬‬

‫ثالثا‪ -‬ألاسرة الصحية عند ساتير‪:‬‬

‫تركز ساتير على نمو إلانسان وتطوره أكثر من تركيزها على سوء التوظيف أو املرض وهي تنظر للعالم‬

‫من منظور ايجابي‪ .‬وترى ساتير أن التطور الصحي والسليم لإلنسان يكون على شكل املعادلة التالية‪:‬‬

‫الذات= الجسد )‪ + (A‬العقل )‪+ (B‬الانفعاالت )‪ +(C‬إلاحساس )‪ +(D‬التفاعالت )‪ +(E‬الرعاية )‪ + (f‬السياق أو‬

‫البيئة )‪ +(G‬الروح )‪(H‬‬

‫رابعا‪ -‬ألاسرة املرضية عند ساتير‪:‬‬

‫ترى ساتير أن املرض هو عدم وجود النمو وعندما يكون نظام ألاسرة غير متوازن فإن بعض أفراد‬

‫ألاسرة ربما يدفعون الثمن أعراضا سلوكية من أجل إعادة التوازن للنظام ترى ساتير أن العرض لدى فرد من‬

‫ألاسرة على أنه عائق في النمو وقد تكون ألاعراض على شكل أي من أنماط التواصل ألاربعة التي تم ذكرها‬

‫سابقا (املسترض ي‪ ،‬اللوام أو املؤنب‪ ،‬العقالني جدا‪ ،‬وغير متصل‪ .‬يرتبط النقص في النمو وتطور ألاعراض بتدني‬

‫تقدير الذات لدى أفراد ألاسرة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)252:2101 ،‬‬

‫خامسا‪ -‬نموذج ساتير للتفاعل‪ /‬الاتصال‪ :‬يتكون نموذج ساتير لإلتصال‪ /‬للتفاعل من أربع مراحل رئيسية‪:‬‬

‫‪ -‬املرحلة ألاولى‪ :‬املدخالت‪ :‬وتعد الخطوة الرئيسية وألاولى في عملية التفاعل و الاتصال إذ تستند إليها جميع‬

‫الخطوات ألاخرى في نموذج التفاعل‪ .‬فاملدخالت هي العناصر اللفظية وغير اللفظية التي يقوم الفرد باستقبالها في‬

‫أثناء عملية الاتصال وتشمل‪ :‬املحتوى‪ ،‬الصوت‪ ،‬الطريقة وإلاشارات‪ .‬وإن ما يعيق استماع الفرد للمدخالت‪:‬‬

‫املحتوى والطريقة وإلاشارات والصوت باإلضافة إلى البيئة التي يكون الفرد موجودا فيها حيث أنه في كثير من‬

‫‪85‬‬
‫ألاحيان يكون منشغال بأمور أخرى فيكتفي باالستماع فقط وال يفهم ما يريد املرسل أن يوصله له بوضوح فيكتفي‬

‫بالصمت‪.‬‬

‫‪ -‬املرحلة الثانية‪ :‬املعنى‪ :‬وهو كيفية تفسير الفرد للمدخالت التي يستقبلها‪ ،‬ماذا يرى؟ وماذا يسمع؟ وماذا يلمس؟‬

‫ومن املرسل الذي يرسل له هذه املدخالت؟‬

‫‪ -‬املرحلة الثالثة‪ :‬ألاهمية‪ :‬ويقصد بها حسب نموذج ساتير‪ :‬كيف يشعر الفرد تجاه املعنى الذي اكتسبه وهل شعر‬

‫(باأللم‪ ،‬أو الغضب‪ ،‬أو الارتباك أو السعادة)‪ .‬فاملشاعر هي استجابة داخلية للمعنى الذي كونه الفرد‪.‬‬

‫‪ -‬املرحلة الرابعة‪ :‬الاستجابة‪ :‬تشير الاستجابة في الاتصال إلى الفعل أو التصرف أو الحديث الذي يصدر من الفرد‬

‫نتيجة ملا يتم تلقيه من تصرف أو سماعه من حديث أو مالحظته من إشارات‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن مراحل عملية الاتصال قد أثبتت فعاليتها عندما استخدمت من قبل املرشدين ألاسريين‬

‫والزواجيين في مجتمعات عديدة‪( .‬محمد طه وعبد الكريم محمد‪)0111:2106 ،‬‬

‫‪ -‬سادسا‪ :‬ألاساليب العالجية في العالج ألاسري الخبراتي‪:‬‬

‫يستخدم املرشد أو املعالج عدة استراتيجيات ملساعدة أعضاء ألاسرة على اكتساب الثقة في أنفسهم ومنها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 0‬إبداء تعليقات توحي باهتمامه بأعضاء ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -0‬تشجيع أعضاء ألاسرة على التعبير عن خبراتهم الذاتية‪.‬‬

‫‪ -3‬تشجيع ألاسرة على حرية التعبير عن الذات واملناقشة‪.‬‬

‫‪ -4‬حث أعضاء ألاسرة على التعاون والعمل كفريق‪( .‬عبد الباسط متولي‪)59:2111 ،‬‬

‫وقد استخدمت ساتير التقنيات التالية في العالج ألاسري لخبراتي‪:‬‬

‫‪ -0‬تغيير ألاسرة‪ :‬يطبق ألافراد التقارب والتباعد وأيضا ممارسة أنماط من التواصل وذلك من خالل التحرك‬

‫بأوضاع محددة للجسم وتمثل هذه ألاوضاع العالقات داخل ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬املجاز‪ :‬يقوم العميل و‪/‬أو العميل باقتراح فكرة ما بحيث تمثل نمط للتفاعل الداخلي ويمكن رواية قصة ويتم‬

‫اخراج العمليات التفاعلية الداخلية من خاللها مثال‪ :‬يمكن الرمز للرعاية الوالدية بدفء الشمس أو الشجرة‬

‫املزهرة في الربيع‪.‬‬

‫‪ -3‬إعادة التسمية‪ :‬استخدام تسمية ايجابية لسلوك أو شعور له مسمى سلبي‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -1‬املرح والفكاهة‪ :‬إن استخدام هذا ألاسلوب يجعل تعليقات املعالج أكثر سهولة وفاعلية مثال‪ :‬يمكن إخبار‬

‫الطفلة ذات التسعة أعوام كيف يبدو شكلها في الكرس ي الكبير بينما يضغط والدها جسميهما على الكرس ي الصلب‬

‫الصغير ويقوم أفراد ألاسرة بالنظر لبعضهم بعضا ويبدوان بالضحك‪.‬‬

‫‪ -5‬التواصل‪ :‬تقوم ساتير بدعوة ألاسرة لالبتعاد عن ألاساليب غير الفعالة في التواصل ومن ثم استبدال هذه‬

‫ألاساليب بأخرى أكثر ايجابية‪.‬‬

‫‪ -6‬الجمل التي تبدأ ب ـ ـ أنا‪ :‬تشجع ساتير العمالء في ألاسرة على التعبير عن مشاعرهم الخاصة والتواصل بوضوح‬

‫بدال من استخدام لغة غير مباشرة في التواصل‪ ،‬وتطلب من العمالء استخدام جمل تبدأ (أنا) أي يتكلم العميل‬

‫عن مشاعره هو ويحافظ على التواصل البصري مع من يتحدث معه‪.‬‬

‫‪ -1‬إعادة بناء ألاسرة‪ :‬يتم اختيار أحد أفراد ألاسرة على أنه النجم وهنا يدخل في إعادة بناء أسرته‪ /‬أسرتها ويتم‬

‫لعب ثالثة أدوار على ألاقل في إعادة البناء‬

‫أ‪ -‬تاريخ ألاسرة لكل من والدي النجم‪.‬‬


‫ب‪ -‬قصة عالقة والدي النجم من اللقاء ألاول حتى الوقت الحالي‪.‬‬
‫ج‪ -‬ميالد أطفال والدي النجم وخاصة ميالد النجم ويمكن استخدام مع هذا التكنيك املجموعات حيث يتم لعب‬
‫أدوار مختلفة من قبل أفراد املجموعة‪.‬‬
‫‪ -1‬اللمس‪ :‬على املعالج أن يستخدم اللمس بعناية ويطلب من العمالء ويسمح لهم بفحص الحدود الخاصة بهم مع‬
‫توفير الاحترام لهم‪ .‬يعتبر اللمس طريقة رائعة للتواصل مع العمالء ولتصديق خبراتهم ولتعزيز التدخل العالجي‬
‫ولتغذية العالقة العالجية (مثل‪ :‬وضع اليد على كتف العميل‪ ،‬احتضان يد العميل‪ )...‬وهو يمثل دعم غير لفظي‬
‫للعميل ويزيد من تقدير الذات لديه‪ .‬إن العالج ألاسري الخبراتي يشبه ألاساليب التحليلية واملستندة لنظرية‬
‫التعلق في تركيزه على تعديل أثر العوامل التاريخية املحبطة السابقة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)251-253:2101 ،‬‬
‫والشكل التالي يوضح أهم مفاهيم نظرية التواصل لساتير‬

‫التغذية‌المرتدة‬ ‫الوسيلة‬ ‫الرسالة‬ ‫المستقبل‬ ‫المرسل‬

‫مواقف‌دفاعية‬ ‫التوصل‌األسري‌الفعال‌مقابل‌‌‬

‫التواصل‌األسري‌المضطرب‌‬

‫التسامح‬

‫اللوم‬
‫المضطرب‬ ‫الفعال‬
‫‪87‬‬
‫العقالنية المفرطة‬ ‫الكبت‌من‌جانب‌‬ ‫الحرية‌والمرونة‌‬
‫الوالدين‌أو‌أحدهما‌‬ ‫والتواصل‌المفتوح‌‬
‫الشكل رقم (‪ )16‬يوضح املفاهيم ألاساسية لنظرية التواصل (عبد الباسط متولي‪)60:2111 ،‬‬

‫املحاضرة العاشرة‬

‫املنهج ألادلري في إلارشاد ألاسري‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫يفترض آدلر في نظريته بعض النقاط التي يمكن أن تساعد املعالج ألاسري على وضع خططه العالجية ومن‬

‫أبرز تلك النقاط‪:‬‬

‫‪ -0‬إن السلوك غرض ي وموجه الهدف وكل سلوك يصدر من أحد أفراد ألاسرة له هدف محدد‪.‬‬

‫‪ -0‬غرض الهدف التحرر من الشعور بالنقص إلى الشعور بالكمال‪.‬‬

‫‪ -3‬كل فرد يختلف عن آلاخر‪.‬‬

‫‪ -4‬الجانب ألاكبر من الهدف الذي ال يعيه الفرد موجود في الالشعور‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -5‬كل فرد له أسلوب حياة خاص به‪.‬‬

‫‪ -6‬نحن نحيا في مجتمع مع بشر آخرين لذلك فاملشاكل عالقاتية شخصية وليست داخلية وهنا يظهر تركيز أدلر على‬

‫دور ألاسرة في حدوث املشكالت‪.‬‬

‫‪ -1‬يتميز سوء التكيف بالتركيز على الذات ونقص امليل الاجتماعي وكان يرى ضرورة الاهتمام الاجتماعي لدى الفرد‪.‬‬

‫‪ -9‬كل فرد له واقعه الخاص به لذلك كان كل إنسان يفسر ألاحداث بطريقة مختلفة وكل فرد له طريقته في تقييم‬

‫بيئته وذاته‪.‬‬

‫‪ -7‬كل فرد له نظرة متفردة عن آلاخرين وال ينظر لألمور من خالل مبدأ (القانون العام للمجتمع يمكن تطبيقه على‬

‫العديد من ألافراد)‬

‫ومن خالل التمعن في نظرية أدلر نرى أنه أسهب في الحديث عن موقع الطفل فهو يرى أن لكل طفل موقع‬

‫نفس ي يختلف عن إخوته وفيما يلي جدول يبين تأثير ترتيب الطفل في وضعه ألاسري‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)031:2106 ،‬‬

‫مميزات الطفل‬ ‫وضع العائلة‬ ‫املوقع‬


‫الوحيد ‪ Only‬يكون مجيئه كاملعجزة وال يكون لدى يكون مركز الانتباه ويفضل صحبة البالغين‬
‫الوالدين تجارب متقدمة لذا يبقون ويستخدم لغتهم‬
‫منتبهين‪ ،‬ويحاط بالدالل والرعاية من‬
‫الجميع‬
‫ألاكبر ‪ Oldest‬يبتعد عن النفوذ عندما يأتي الطفل الثاني ربما يصبح لديه خضوع تام وقد يصبح دقيقا أو‬
‫ويشارك الكبار ويتعلم من تجاربهم بشكل يشعر أنه مناسب ويستطيع أن يصبح مفيدا إذا تم‬
‫كبير ويعطي املسؤولية ويتوقع منه ليكون تشجيعه وقد يمارس النكوص بعد والدة أخ له‬
‫ليحصل على الانتباه‬ ‫مكان ألاب وألام‬
‫الثاني ‪ Second‬يسير بخطوات محددة وسريعة وهناك يكون أكثر تنافسا حيث يريد أن يلحق بالطفل ألاكبر‬
‫وقد تصبح لديه ثروة ومحاولة للتفوق ويطور براعة‬ ‫دائما من هو متفوق عليه‬
‫الكتشاف مواطن الضعف لألخ ألاكبر وإذا كان‬
‫أحدهم متميزا في مجال ما يحاول ألاخر أن يصبح‬
‫متميزا في مجاالت أخرى‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫يأخذ وضعه من أجل أن يترك موقعه وقد يقتنع بأن‬ ‫يكون (كالسندويشة) في ألاسرة ربما يشعر‬ ‫املنتصف‬
‫الحياة غير عادلة وأن هناك غشا واحتياال وقد‬ ‫بالضغط من الوضع ومما يساعده ليصبح‬ ‫‪Middle‬‬
‫يصبح طفال لديه مشاكل متعددة ويمتاز بالصراع‬ ‫له معنى وأهمية‬
‫وقد يصبح باملقابل مدافعا عن املظلومين‪.‬‬
‫يريد أن يكون أكبر من آلاخرين وربما لديه خطط‬ ‫لديه عدة آباء وأمهات‪ :‬الوالدان وألاخوة‬ ‫ألاصغر سنا‬
‫طموحة وقد يبقى الطفل املدلل ولديه دور خاص في‬ ‫والابن ألاكبر يحاول أن يعلمه‪.‬‬ ‫‪Youngest‬‬
‫اللعب وهو عادة ما يطور طرقا ال يملك آلاخرين‬
‫التفكير بها‪.‬‬
‫يمكن أن يمتلك مشاكل في الهوية والشخص ألاقوى‬ ‫أحدهم يكون عادة ألاقوى وألاكثر نشاطا‬ ‫التوأم ‪Twin‬‬
‫منهم ربما يصبح القائد‬ ‫أما آلاباء ربما يرونهم متشابهين‬
‫ربما يستغل هذا الطفل اهتمام الوالدين الزائد به‬ ‫الطفل الذي ألام تكون أكثر وقائية في رعايته‬
‫لسعادته ورفاهيته وربما يثور أو يحتج على مشاعر‬ ‫يأتي بعد طفل‬
‫لكونه مقارنا باألخ املتوفى‬ ‫توفي‬
‫هذا الطفل يصبح أكثر دالال وكثير املطالب وربما‬ ‫الطفل املتبنى ألاباء ربما يكنون أكثر تعبيرا عن شكرهم‬
‫يستاء أو يقاوم والديه الحقيقيين‬ ‫له ويؤدي ذلك إلى داللة ومحاولة تعويضه‬
‫عما خسره من فقدان والديه الحقيقيين‬
‫ربما يحاول أن يثبت بأنه رجل في العائلة أو يحاول‬ ‫الطفل الوحيد عادة يبقى مع النساء كل الوقت خاصة إذا‬
‫أن يصبح متأنثا‬ ‫كان ألاب بعيد‬ ‫مع بنات‬
‫يمكن أن تصبح أنثوية جدا أو تحب اللعب بألعاب‬ ‫البنت الوحيدة ألاخوة ألاكبر ربما يتصرفون مثل أوصياء‬
‫الصبيان وتتفوق على إلاخوة وربما تحاول أن ترض ي‬ ‫عليها أو مدافعين عنها‬ ‫بين الذكور‬
‫ألاب‬
‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)032-030:2106 ،‬‬

‫وحسب ألفرد أدلر فمشاعر النقص في الانسان تمثل دافعا سويا للتغلب على النقص املوجود لديه‪ ،‬ويرى بأن‬

‫سلوك إلانسان غرض ي وله هدف مباشر كما يرى أن هدف الحياة الذي يضعه كل إنسان هو املحرك له من أجل‬

‫التغلب على نقصه‪( .‬أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز‪ )10:2105 ،‬ويرى آدلر أسباب السلوك السيئ تكمن في‪:‬‬

‫‪ -0‬الحماية ألابوية الزائدة‪ :‬والتي تجعل الطفل يشعر بعدم الكفاءة وعدم قبوله من خالل كونه محروما من فرصته‬

‫في الاستقالل وتحمل املسؤولية ولذلك يحاول التعويض عن هذا الشعور من خالل السلوك العدواني‪.‬‬

‫‪ -2‬الدالل ألابوي‪ :‬يساعده على تطوير اتجاه السيطرة لدى الطفل ألنه لم يحصل دائما على ما يريد وعندما ال يحصل‬

‫على ما يريد فإنه يصبح طفال عدوانيا متمردا‬

‫‪90‬‬
‫‪ -3‬الاهمال الوالدي‪ :‬يجعل الطفل يشعر أن آلاخرين غير ودوديين وهذا يجعله غير قادر على التعاون مع آلاخرين‬

‫باالضافة إلى أنه تتكون لديه رغبة قوية بالحب والاحترام لكنه غير قادر على الحصول عليها من آلاخرين‪.‬‬

‫‪ -1‬التحيز الوالدي‪ :‬هذا ألامر يزيد من حدة املنافسة بين إلاخوة‪.‬‬

‫‪ -5‬إلاعاقة الجسدية‪ :‬قد يبالغ ألاهل في رعاية الطفل املعوق والاهتمام به مما يجعله يعتمد اعتمادا كليا على والديه‬

‫وينسحب عن آلاخرين‪.‬‬

‫‪ -6‬السيطرة الوالدية‪ :‬تنتج أعراضا مشابهة للحماية الزائدة‪.‬‬

‫كما يرى أدلر أن الشخصية غير السوية تظهر في جو ألاسرة التي تسود فيها املنافسة وعدم الثقة وإلاهمال‬

‫والسيطرة وإلاساءة أو الدالل‪ ،‬وألاسرة التي ال تشجع الاهتمامات الاجتماعية وألاطفال في مثل هذه ألاسر من املحتمل‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬ ‫أن يكافحوا ليكملوا الحياة على حساب التعامل والعالقة مع آلاخرين‪.‬‬

‫‪)033-032:2106‬‬

‫أوال‪ :‬إستراتيجية أدلر في إلارشاد ألاسري‪ :‬تتلخص إستراتيجية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬تصنيف املشكالت وتحديد ألاهداف‪ :‬يركز املرشد في هذه إلاستراتيجية على الاستماع الفعال لآلباء ألجل فهم‬

‫واستيعاب املكالت الخاصة باألسرة وتصنيفها ويحاول طرح ألاسئلة حول دور أفعال آلاباء نحو املشكالت وإلاجراءات‬

‫التي يتم اتخاذها من قبلهم لحل تلك املشكالت‪ ،‬ومن خالل فهم أفكار وانفعاالت آلاباء داخل محيط ألاسرة يستطيع‬

‫املرشد أن يتوصل إلى فهم ألاهداف وألافكار وألاساليب الالعقالنية وغير املنطقية التي يعرضها آلاباء حول سلوك‬

‫أبنائهم داخل ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -2‬طرح ألانشطة ألاسرية‪ :‬يعمد املرشد إلى خلق جو صحي داخل ألاسرة من خالل تسهيل طرق التفاعل بين أفرادها‬

‫وذلك ألن كثير من املشكالت ألاسرية تكون ناتجة عن خلل في التفاعل بين أفراد ألاسرة وتتمثل ألانشطة ألاسرية في‬

‫اجتماع أفراد ألاسرة ملشاهدة فيلما سينمائيا معينا‪ ،‬أو الذهاب في رحلة ترفيهية يشترك فيها جميع أعضاء ألاسرة أو م‬

‫إلى ذلك مما يساعد على تحقيق التفاعل الايجابي بين أعضاء ألاسرة الواحدة‪.‬‬

‫‪ -3‬مقابلة أعضاء ألاسرة‪ :‬في هذه الاستراتيجية يقوم املرشد‬

‫بمقابلة جميع أفراد ألاسرة بصورة فردية وجماعية‪ ،‬وتختلف ضغوط آلاباء الذين لديهم أطفال عن ضغوط‬

‫آلاباء الذين لديهم مراهقين في ألاسرة‪ ،‬وتفيد مقابلة آلاباء في توضيح واكتشاف ألاهداف الخاصة ألجزاء النظام‬

‫‪91‬‬
‫ألاسري‪ ،‬مما يقود إلى فهم أسباب عدم الرضا والتكيف من خالل صراع ألاهداف وألادوار وهذا يساعد املرشد في‬

‫القيام بخطوات عالجية ذات فاعلية عالية‪.‬‬

‫‪ -1‬التلخيص وإلانهاء‪ :‬في هذه املرحلة يقوم املرشد بتلخيص أحداث الجلسة العالجية مع أعضاء الجلسة‪ ،‬وقد يطلب‬

‫من ألاعضاء أنفسهم القيام بتقديم ملخص ألامور التي تمت مناقشتها خالل الجلسة كما يقوم املرشد بتوجيه وإرشاد‬

‫آلاباء وألابناء حول مراقبة تفاعالتهم ألاسرية السلبية والعمل على تغيير تلك التفاعالت ألاسرية السلبية والعمل على‬

‫تغيير تلك التفاعالت السلبية وإبدالها بأخرى ايجابية‪( .‬رافدة الحريري وسمير إلامامي‪)069:2100 ،‬‬

‫املحاضرة الحادية عشر‬

‫نظرية العالج ألاسري والزواجي السلوكي املعرفي‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫أشار أليس ‪ Ellis‬إلى نموذجه في العالج العاطفي العقالني وإمكانية استخدامه مع ألازواج قبل الخمسينات‬

‫ولكن لم يكتب إال القليل حول املوضوع قبل القرن العشرين طبقت مبادئ تعديل السلوك على النماذج التفاعلية‬

‫‪92‬‬
‫ألفراد ألاسرة الحقا وذلك لنجاح تطبيقها على ألازواج في حاالت القلق ولحق هذا العمل العديد من الحاالت التي‬

‫تتطلب استخدام تدخالت ألاسرة ملعالجة سلوك ألاطفال وللمرة ألاولى أدرك السلوكيون أن أعضاء ألاسرة يؤثرون‬

‫بشكل كبير في عملية املعالجة‪ .‬وبعد أعوام انتشر أسلوب التدخل الشامل والدقيق مع ألاسرة من قبل ‪(Patterson,‬‬

‫)‪ Mcneal, Hawkins,Phelps‬وبدأ تطبيقات العالج السلوكي ألنظمة ألاسرة بشكل كبير وباألخص مع ألاسر التي لديها‬

‫أطفال يعانون من مشاكل سلوكية محدد‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)051:2106 ،‬‬

‫وعليه تطور العالج السلوك املعرفي ألاسري للمشكالت املتعلقة باألطفال من أعمال باترسون (‪)0710‬‬

‫‪ Patterrson‬حيث عمل تدريب سلوكي لآلباء وكان التأكيد ألاساس ي في تدريب آلاباء على استخدام مبادئ نظرية التعلم‬

‫الاجتماعي لتعديل السلوك العدواني لدى أطفالهم‪ .‬وتطور العالج الزواجي السلوكي املعرفي على يد ريتشارد ستيوارت‬

‫(‪ Richard Stuarts )0767‬من خالل أعماله مع ألازواج الذين لديهم معاناة زواجية وتم ايجاد العديد من التدخالت‬

‫العالجية فيما يتعلق بتدريب آلاباء والعالج الزواجي‪ ،‬وكذلك تم إجراء العديد من البحوث التطبيقية حول هذه‬

‫التدخالت من قبل العديد من الباحثين‪ .‬ويقوم العالج ألاسري السلوكي املعرفي على افتراض أساس ي هو أن السلوكات‬

‫وإلادراكات املرضية أو املشكلة متعلمة وتستمر من خالل تكرار أنماط من التفاعل ‪ .‬هذه ألانماط من التفاعل قد‬

‫تشتمل‪ :‬التقليد وإلاشراط إلاجرائي وإلاشراط الكالسيكي أو اشتراك هذه ألانماط معا‪ .‬يساعد املعالج ألاسري السلوكي‬

‫املعرفي العمالء على عرقلة عمل أنماط التفاعل التي تحافظ على املشكلة من خالل تدريبهم على املهارات املطلوبة‬

‫لتشكيل أو تعزيز السلوكات املشكلة لدى أفراد ألاسرة آلاخرين وتحدي ألافكار واملعارف السلبية لديهم‪( .‬سهيلة بنات‬

‫وآخرون‪)211-213:2101 ،‬‬

‫‪ -‬أوال مصطلحات النظرية‪:‬‬

‫‪ -0‬ألافكار آلالية‪ :‬هي أفكار ال شعورية تظهر تلقائيا لدى الفرد وتلح عليه وال يستطيع ايقافها وتعمل على ضبط حاجاته‬

‫وسلوكياته مثال ألافراد املحبطون لديهم أفكار سلبية حول أنفسهم ومستقبلهم هذه ألافكار السلبية تظهر على شكل‬

‫تشوهات معرفية‪.‬‬

‫‪ -2‬التشوهات املعرفية‪ :‬هي أخطاء في معالجة املعلومات التي يمارسها ألافراد في موقف واحد على جميع املواقف مثال‬

‫عندما يرفض الابن البالغ من العمر (‪ )5‬سنوات تعليمات والدته بأن يترك اللعب فإن ألام تعتقد بأن ابنها ال يستمع‬

‫لها وال يلبي طلبها أبدا‪ ،‬إن التفكير بهذه الطريقة يجعلها تغضب وعلى ألام ال حقا أن تدرك املوقف من منظور أوسع‬

‫‪93‬‬
‫وكذلك تعرف أن ابنها يطيع أوامرها أحيانا ويرفضها أحيانا أخرى وليس دائما‪ .‬ومنها‪( :‬فاطمة عيد وأسماء عبد‬

‫الحسين‪)056:2106 ،‬‬

‫أ‪ -‬التعميم الزائد‪ :‬حيث يعمم الفرد ما يحصل معه من موقف واحد على جميع املواقف‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشخصنة‪ :‬وفيها يعزو الفرد حصول ألاحداث لنفسه بينما هي في الحقيقة ليس كذلك‪.‬‬

‫ت – قراءة ما في عقول آلاخرين‪ :‬حيث يدعي الفرد أنه يعرف ما يجري في أذهان آلاخرين دون أن يفصحوا عن ذلك‬

‫ث‪ -‬املبالغة والتضخيم‪ :‬املبالغة في أهمية ش يء أكثر من مما هو عليه حقيقة كأن ينظر للخطأ البسيط على أنه كارثة‪.‬‬

‫ج‪ -‬التقليل من ألامر أو التصغير من شأنه‪ :‬ويقصد به التقليل من أهمية ش يء بالرغم من أهميته كأن ينظر إلى‬

‫السلوكات التي أصبحت أفضل بالنسبة لشخص ما أو ألاشخاص آلاخرين على أنها ليست ذات قيمة‪ .‬يقوم املعالج‬

‫بمساعدة العمالء على الوعي بالتشوهات املعرفية في طريقة تفكيرهم ومن ثم تعليمهم كيفية تحدي هذه التشوهات أو‬

‫ألافكار السلبية‪ .‬فيما يتعلق بالتعامل مع ألاسر وألازواج تظهر التشوهات املعرفية على شكل‪:‬‬

‫ح‪ -‬الانتباه الانتقائي‪ :‬حيث يتم اختيار جزء من سلوك الفرد والتركيز عليه مثال ذلك ألام في املثال السابق التي ركزت‬

‫انتباهها على سلوك ابنها الذي ال يسمع تعليماتها املتعلقة بترك اللعبة ولم تنتبه للمرات التي استمع لتعليماتها‪.‬‬

‫خ‪ -‬أساليب العزو‪ :‬كيف يفسر الفرد أسباب حدوث ألاحداث أو املواقف وهل يعزوها ألسباب شخصية أو عالقاتية أو‬

‫ألسباب خارجية‪ .‬حيث يميل ألازواج التعساء لعزو السلوكات السلبية لشركائهم على أنها تعود لصفات ثابتة وعامة لدى‬

‫شركائهم‪ ،‬يشتمل العزو هذا على وجود صفات سلبية لدى الشريك مرتبطة بدرجة املعاناة املستقبلية لألفراد والاتصال‬

‫السلبي مع الشريك‪.‬‬

‫عندما يعزو أفراد ألاسرة املشكالت في العالقة لصفات سلبية لدى آلاخرين في ألاسرة فإن هذا سيقلل من‬

‫فرص السير نحو التغيير كما أن لوم آلاخرين على حصول املشكالت وأنهم املتسببون بحصولها يجعل ألافراد ينتظرون‬

‫التغيير من آلاخرين وليس من قبلهم هم‪.‬‬

‫د‪ -‬التوقعات‪ :‬وهي تعني أن يقوم الفرد بالتنبؤ بوقوع أحداث معينة في املستقبل القريب أو البعيد دون وجود دليل على‬

‫ذلك‪ .‬إن التوقعات السلبية لألزواج حول مقدرتهم على حل املشكالت في العالقة بينهم ترتبط بمستويات عالية من‬

‫املعاناة في العالقة‪ .‬على املعالج أن يساعد ألازواج وألاسر على تحديد هذه التوقعات ومن ثم فحص مدى صدقها‪.‬‬

‫(سهيلة بنات وآخرون‪)215-211:2101 ،‬‬

‫‪ -3‬ألابنية املعرفية‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫ألابنية املعرفية (ألاسكيمات) هي طرق ثابتة تبين فهم الفرد لعامله وتتضمن معتقدات حول كيف يتعامل‬

‫الفرد مع آلاخرين وكيفية أدائه لوظائفه هذه ألابنية املعرفية وألاسكيمات تتطور منذ الطفولة وتعتمد على الخبرات‬

‫التي تكون لدى الفرد من خالل تفاعله مع آلاخرين أو في مجاالت أخرى من حوله وتؤثر خبرات الحياة الالحقة في تغيير‬

‫بعض ألابنية املعرفية والتي تشير البحوث إلى أن املعتقدات التي نشأت بقوة لدى الفرد تكون مقاومتها للتغيير مرتفعة‪.‬‬

‫أمثلة على ألاسكيمات وألابنية املعرفية املتعلقة باألزواج وألاسر‪:‬‬

‫‪ -0‬ألادوار الجنسية املتعلقة بدور كل من الرجل واملرأة‪.‬‬

‫‪ -0‬معتقدات حول كيفية الحب أو التعبير عن مشاعر الحب‪.‬‬

‫‪ -3‬معتقدات حول السلوك املناسب لألفراد في ألادوار ألاسرية املحددة مثل تربية الطفل ومعتقدات حول الزواج الجيد‪.‬‬

‫هناك فئتان من ألابنية املعرفية وهما‪ :‬الافتراضات واملعايير‪:‬‬

‫أ‪ -‬الافتراضات‪ :‬هي معتقدات يكونها الفرد حول وجود خصائص معينة لدى الناس أو ألاشياء وطبيعة العالقة بينهم‬

‫وتكون هذه الافتراضات عبارة عن مفاهيم حول كيف تبدو بعض املجاالت في العالم وكيفية عملها‪ .‬مثال‪ :‬الطفل الذي‬

‫يالحظ الناس من حوله ملدة زمنية معينة فإنه يطور مفاهيم حول أفكار الناس ومشاعرهم وسلوكياتهم‪ .‬وتختلف هذه‬

‫املفاهيم من فرد آلخر ويعتمد ذلك على الناس الذين الحظهم هذا الطفل‪.‬‬

‫ب‪ -‬املعايير‪ :‬هي معتقدات حول كيف يجب أن تكون ألاحداث والعالقات والناس وتكون من خالل خبرات الحياة‬

‫املتعلقة بعالقات ألافراد في العائلة ألاصلية أو مالحظاته لطبيعة العالقات بين ألافراد ألاقربين أو من خالل إلاعالم‬

‫(الكتب واملجالت والتلفاز وألافالم وألاغاني‪ )...‬كذلك من خالل عالقات الرفاق واملعلمين‪.‬‬

‫كل فرد له معايير تحدد نموذجه الشخص ي وعندما تكون املعايير غير واقعية أو سلبية فإنها تؤدي لحصول‬

‫مشاكل فعندما يكون لدى الفرد معايير حول كيف يجب أن يكون العالم أو الناس فإن هذا يؤدي إلصابة الفرد‬

‫باإلحباط وألالم إذا لم تكن ألامور كما يريدها أن تكون‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)051-051:2106 ،‬‬

‫ثانيا‪ -‬ألاسرة الصحية في العالج ألاسري السلوكي املعرفي‪ :‬يوصف ألافراد في ألاسرة الصحية ب ـ ـ ــ‪:‬‬

‫‪ -0‬ال يوجد لديهم تشوهات معرفية حول ألاحداث التي تجري في عالقاتهم‪.‬‬

‫‪ -0‬لديهم معايير واقعية حول الطريقة التي يتصرفون بها‪.‬‬

‫‪ -3‬يعملون بروح التعاون‪.‬‬

‫‪ -4‬لديهم مهارات جيدة في التواصل والعمل معا إلعادة حل الصراعات واملشكالت‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫وقد يحصل صراع بين ألافراد أو حتى في داخل الفرد نفسه بين الحاجات الفردية واملجتمعية مثال السيدة‬

‫ديمة لديها دافعية قوية ألنت تنجز في مجال العمل وقد تشعر ديمة بالضغط عندما يكون هناك تداخل بين الوقت‬

‫املخصص لألسرة والوقت املخصص للعمل وهذا يجعلها تشعر بصراع داخلي أضف إلى ذلك أن زوجها حسان لديه‬

‫وجهة نظر تقليدية حول ألادوار الجنسية لكل من الرجل واملرأة مخالفة لوجهة نظرها‪ ،‬وهو يضغط عليها لتقليل‬

‫ساعات العمل التي تقود لحصول صراع بين الزوجين‪.‬‬

‫‪ -5‬كذلك يتمتع ألافراد في ألاسرة الصحية بوجود فهم واقعي لحاجاتهم الخاصة وحاجات ألافراد آلاخرين في ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -6‬يمتلكون أساليب مرنة في التفكير حول وتجاه بعضهم بعضا من أجل حل املشكالت التي تظهر حيث أن املرونة‬

‫املعرفية والعقالنية الواضحة تتيح لهم فرصة الاندماج بإيجاد حلول مبدعة للمشكالت‪ .‬مثال‪ :‬والدي املراهق الذي‬

‫اصبحا أكثر جدالا وال يحب املشاركة في أنشطة ألاسرة يقومان بتفسير سلوك املراهق هذا بعيدا عن التهديد وبطريقة‬

‫آمنة ويجربان طرقا جديدة تجعله يوازن بين الاستقاللية والارتباط مع ألاسرة‪ .‬إن القدرة على التواصل بوضوح‬

‫والتعاون في حل املشكالت يتيح فرصة لزيادة السلوكات الايجابية ويقلل السلوكات السلبية وهذا يؤدي الستعادة‬

‫توازن أكثر اشباعا‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬ألاسرة املرضية أو ذات الخلل الوظيفي في العالج ألاسري السلوكي املعرفي‪:‬‬

‫في ألاسرة املرضية أو ذات الخلل الوظيفي فإن ألافراد ينخرطون بأنماط سلبية من التفاعل والسلوكات فيما‬

‫بينهم‪ ،‬كما يسود وجود الادراكات وألابنية املعرفية السلبية‪ ،‬حيث يتم الاختيار السلبي للمواقف ويتضمن وجود أنماط‬

‫خاصة من التوقعات والعزو والافتراضات ومعايير متعلقة بالعالقات ألاسرية والتي تعمل على استمرارية أنماط سلوكية‬

‫سلبية في ألاسرة‪.‬‬

‫ويظهر في هذه ألابنية املعرفية السلبية املرتبطة باالنتباه الانتقائي للنقاط السلبية لدى آلاخرين‪ ،‬والقيام‬

‫بالعزو الشخص ي للسلوكات السلبية وبعزو السلوك الايجابي للمواقف الخارجية أي أن الفرد مسؤول عن السلوك‬

‫السلبي والسلوك الايجابي هو ناتج عن املوقف نفسه وليس عن سلوك الفرد الايجابي‪ .‬أيضا تبني توقعات سلبية حول‬

‫أفراد ألاسرة آلاخرين ووضع افتراضات حول كيفية جعل العالقات ألاسرية تتناسب مع بعض أفراد ألاسرة آلاخرين‪،‬‬

‫ووضع معايير حول طريقة جعل العالقات في ألاسرة متناسبة قد ال يوافق عليها أفراد آخرون في ألاسرة‪( .‬سهيلة بنات‬

‫وآخرون‪)211:2101 ،‬‬

‫رابعا‪ -‬دور املعالج في العالج السلوكي املعرفي‪:‬‬

‫‪96‬‬
‫يهتم املعالج باملعارف وألابنية املعرفية املوجودة لدى ألازواج وأفراد ألاسرة وكذلك يساعد العمالء على الوعي‬

‫بالتشوهات املعرفية املوجودة لديهم ويساعدهم على فحص مدى واقعيتها ومنطقيتها‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬ألاساليب العالجية‪:‬‬

‫‪ -0‬التدريب على مهارات الاتصال وحل املشكالت‪:‬‬

‫إن التدريب على مهارات الاتصال وحل املشكالت يعتبر من العناصر ألاساسية في العالج السلوكي املعرفي لألسر‬

‫التي تضم مراهقين وأزواج من خالل التدريب على مهارات الاتصال‪ ،‬يتم تدريبهم على التواصل عن طريق النمذجة‬

‫ولعب الدور وذلك لتمكينهم من إرسال رسائل واضحة ومباشرة وبدقة آلبائهم والاستماع بطريقة تعكس التعاطف‬

‫وعكس محتوى رسائل آبائهم مما يؤكد صحة فهمهم ملا يقول آلاباء‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالتدريب على مهارات حل املشكالت فيتم من خالل تدريب العمالء على تعريف املشكالت‬

‫الكبيرة على أنها سلسلة من املشكالت الصغيرة القابلة للحل‪ ،‬وبالنسبة لكل مشكلة عليه أن يقوم بعصف ذهني‬

‫للحلول املمكنة ومن ثم تقييم ايجابيات وسلبيات كل منها ثم اختبار أفضلها‪ ،‬بعد ذلك تنفيذ الحل ومراقبة التقدم‬

‫وتعديل الحل إذا لم يكن فعاال في حل املشكلة‪.‬‬

‫‪ -2‬إعادة البناء املعرفي‪:‬‬

‫يستخدم هذا ألاسلوب ملعالجة ألافكار السلبية لدى أفراد ألاسرة والعمل على تحديها حيث يطلب من أفراد‬

‫ألاسرة أن يقوموا بمراقبة وتسجيل املواقف التي يظهر لديهم أفكارا أو معتقدات سلبية حولها‪ ،‬ويوضح املعالج ألاثر‬

‫الناجم عن أفكارهم السلبية على مزاجهم وسلوكهم مع آلاخرين‪.‬‬

‫وعندما يتم تحديد ألافكار السلبية بهذه الطريقة فإن املعالج يقوم بتدريب املسترشدين على تحدي هذه‬

‫ألافكار واملعتقدات من خالل ايجاد الدليل والبرهان على دعم أو رفض هذه ألافكار وعندما ال يظهر هناك دعم لألفكار‬

‫السلبية بأخرى جديدة وكذلك يطلب منهم تسجيل أثر ألافكار على أمزجتهم وسلوكياتهم مع آلاخرين‪ .‬وضمن العالج‬

‫السلوكي املتكامل لألزواج أسلوب بناء القبول‪ ،‬ويستخدم هذا ألاسلوب ملساعدة ألازواج على التعامل مع املجاالت غير‬

‫القابلة للتعبير في عالقاتهم ويشمل‪ :‬التعاطف مع مشكلة الزوج والتحرر من املشكلة والعناية بالذات والقدرة على‬

‫التحمل‪ .‬وهناك اجراءات عديدة من تنظيم الذات لضبط الغضب القلق والاكتئاب ومن ألاساليب املعرفية التقليدية‬

‫مثل التدريب على الاسترخاء وضع قائمة باألحداث السعيدة وتنويع املهمات‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬

‫‪)059-051:2106‬‬

‫‪97‬‬
‫جدول يوضح‪ :‬مقارنة لبعض املداخل في إرشاد وعالج ألاسرة‬

‫املدخل الاستراتيجي املدخل السلوكي‬ ‫البنائي‬ ‫املدخل‬ ‫أنساق‬ ‫مدخل‬ ‫املدخل التحليلي‬ ‫بعد املقارنة‬
‫(هيلي)‬ ‫(منوشن)‬ ‫ألاسرة (بوين)‬
‫الحاضر واملشكالت الحاضر والتركيز على‬ ‫الحاضر واملاض ي‬ ‫الحاضر أساسا‬ ‫املاض ي‪ -‬الاهتمام‬ ‫الزمن‬
‫أو ألاعراض الحالية البيانات‬ ‫بناء ألاسرة الحالي‬ ‫على الرغم من‬ ‫بالكشف عن تاريخ‬
‫تبقى بسبب النتائج البينشخصية‬ ‫يعتمد على ألانماط‬ ‫يعطي‬ ‫الاهتمام‬ ‫الخبرات املبكرة‬
‫الحادثة واملتكررة‬ ‫عبر التفاعلية املبكرة‬ ‫أيضا إلى أسرة‬
‫بين ألاشخاص‬ ‫الفرد ألاصلية‬
‫املشكل‬ ‫ألاسرة السلوك‬ ‫قواعد‬ ‫دافعية ال شعورية‬ ‫مبكرة‬ ‫مفاهيم‬ ‫غير‬ ‫صراعات‬ ‫دور‬
‫والتوازن الحيوي متعلم ويبقى عن‬ ‫أقل أهمية من تكرار‬ ‫توحي بصراعات ال‬ ‫محلولة من املاض ي‬ ‫العمليات‬
‫نتائجه‬ ‫وانحاءات التغذية طريق‬ ‫العادات املتعلمة‬ ‫شعورية على الرغم‬ ‫وهي بعيدة عن وعي‬ ‫الشعورية‬
‫تحدد والعمليات‬ ‫املرتدة‬ ‫وتحديد ألادوار التي‬ ‫من أنها تعاد‬ ‫الفرد تماما وتستمر‬
‫وليس الالشعورية مرفوضة‬ ‫السلوك‬ ‫تنفذ ألاسرة مهامها‬ ‫صياغتها من زاوية‬ ‫في ربط نفسها‬
‫من حيث إن من‬ ‫العمليات‬ ‫من خاللها‬ ‫انفعالية‬ ‫باملوضوعات‬
‫الصعب الاستدالل‬ ‫الالشعورية‬ ‫واملواقف الحالية‬
‫عليها وقياسها‪.‬‬
‫ألافعال‬ ‫تغير السلوك موجه توصف‬ ‫الفعل يسبق الفهم‬ ‫يستخدم العمليات‬ ‫الاستبصار يؤدي‬ ‫الاستبصار‬
‫أنماط‬ ‫بالفعل وتخفيض لتعديل‬ ‫والتغير في ألانماط‬ ‫العقالنية في كسب‬ ‫مقابل الفعل إلى الفهم وإلى‬
‫ألاعراض يحدث من السلوك النوعية‪.‬‬ ‫التفاعلية أكثر أهمية‬ ‫الذات‬ ‫وعي‬ ‫تخفيض الصراع‬
‫التوجيهات‬ ‫خالل‬ ‫من الاستبصار في‬ ‫بالعالقات الحالية‬ ‫والتغير النفس ي‬
‫وليس من خالل‬ ‫السلوك‬ ‫انتاج‬ ‫وكذلك بالخبرات‬ ‫الداخلي‬
‫التفسيرات‪.‬‬ ‫الجديد‬ ‫بين ألاجيال‬ ‫والبينشخص ي‬
‫معلم‪،‬‬ ‫فعال مقاوم يركز مباشر‪،‬‬ ‫مدير مرحلة‪ .‬ويتناول‬ ‫مباشر ولكنه ليس‬ ‫يقدم‬ ‫دور املعالج محايد‬
‫نموذج‬ ‫املشكالت‪ ،‬مدرب‪،‬‬ ‫على‬ ‫بناء ألاسرة ليغير‬ ‫مواجها ويعارض‬ ‫التفسيرات ألنماط‬
‫إرشادي‪ ،‬يستخدم للسلوك املرغوب‬ ‫حاالت سوء ألاداء‬ ‫التثليث كصورة‬ ‫السلوك الفردية‬
‫مفاوض‬ ‫التناقض الظاهري فيه‪،‬‬ ‫الوظيفي‬ ‫من صور اندماج‬ ‫وألاسرية‬
‫لالتصاالت‪.‬‬ ‫ألاسرة‬
‫ثنائيات وثالثيات‪ ،‬ثنائيات‪ ،‬تأثير سلوك‬ ‫ثالثيات‪ ،‬تحالفات‬ ‫ألاسرة بكاملها عبر‬ ‫التركيز على الفرد‬ ‫وحدة‬
‫مشكالت وأعراض فرد على آلاخرين‪،‬‬ ‫فرعية‪،‬‬ ‫أنسقة‬ ‫عدة أجيال وربما‬ ‫والتأكيد على كيف‬ ‫الدراسة‬
‫كاتصاالت وجهة نظر خطية في‬ ‫ترى‬ ‫حدود بين ألانساق‪،‬‬ ‫يعمل مع ثنائي (أو‬ ‫يشعر أفراد ألاسرة‬
‫بين العلية‬ ‫بينشخصية‬ ‫قوة‬ ‫الزوجين)‬ ‫أحد‬ ‫كل منهم نحو آلاخر‬
‫اثنين أو أكثر من‬ ‫لفترة من الوقت‬ ‫وكيف يتعامل معه‬
‫أفراد ألاسرة‪.‬‬

‫‪ -‬السلوكية‬ ‫النظرية البنائية في نظرية الاتصاالت‬ ‫انساق ألاسرة‬ ‫التحليل النفس ي‬ ‫التوجه‬
‫‪-‬نظرية التعلم‬ ‫‪ -‬ألانساق‬ ‫ألاسرة‬ ‫النظري‬

‫‪98‬‬
‫الاجتماعي‬ ‫‪ -‬السلوكية‬ ‫‪ -‬ألانساق‪.‬‬ ‫ألاساس‬
‫باترسون‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬هيلي ‪Haley‬‬ ‫منوشن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬بوين ‪Bowen‬‬ ‫كبار املنظرين ‪ -‬اكرمان‬
‫‪ -‬جاكسون ‪Patterson Jackson‬‬ ‫‪Minuchin‬‬ ‫‪Ackerman‬‬ ‫واملمارسين‬
‫‪ -‬ايركسون ‪ - Erikson‬ستيوارت ‪Stuart‬‬ ‫‪ -‬فرامو ‪Framo‬‬
‫‪ -‬ليبرمان ‪Liberman‬‬ ‫‪ -‬مادانس‬ ‫‪ -‬بوزورميني ناجي‬
‫‪ -‬جاكسون ‪Jackson‬‬ ‫‪Madanes‬‬ ‫‪Boszormenyi-‬‬
‫‪ -‬مارجوان‬ ‫‪ -‬سلفيني باالزولي‬ ‫‪Nagi‬‬
‫‪Selvini Palazoli‬‬ ‫‪ -‬ستيرلن ‪Stierlin‬‬
‫‪ -‬وتزالفيك‬ ‫‪ -‬سكاينر ‪Skynner‬‬
‫‪Watzlawick‬‬ ‫‪ -‬بل ‪Bell‬‬

‫‪ -‬تغيير النتائج‬ ‫‪ -‬تغيير النتائج‬ ‫‪ -‬الوصول بتمايز ‪ -‬التغير في السياق‬ ‫‪ -‬الاستبصار‬ ‫أهداف‬
‫السلوكية بين ألافراد‬ ‫السلوكية الزائدة‬ ‫الذات إلى أقص ى العالقي من أجل‬ ‫‪ -‬النضج النفس ي‬ ‫العالج‬
‫لكي نقض ي على‬ ‫والتي تؤدي وظيفتها‬ ‫مدى لكل الفروق إعادة بناء تنظيم‬ ‫الجنس ي‬
‫السلوك الالتكيفي أو‬ ‫على نحو خاطئ بين‬ ‫ألاسرة‪.‬‬ ‫بين أفراد ألاسرة‬ ‫‪ -‬تقوية ألانا على‬
‫السلوك املشكل‪.‬‬ ‫أعضاء ألاسرة لكي‬ ‫‪ -‬تغيير ألانماط غير‬ ‫أداء وظائفه‬
‫نقض ي على املشكلة‬ ‫التفاعلية التي تؤدي‬ ‫‪ -‬تخفيض‬
‫أو ألاعراض الحالية‪.‬‬ ‫وظائفها على نحو‬ ‫الجوانب‬
‫خاطئ‪.‬‬ ‫الباثولوجية‬
‫املتشابكة‬
‫‪ -‬املزيد من‬
‫العالقات أهداف‬
‫العالج‬
‫(عالء الدين كفافى‪)131-129:2119 ،‬‬

‫‪99‬‬
‫املحاضرة الثانية عشر‬

‫أخالقيات العمل إلارشادي‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫تعد مهنة إلارشاد من املهن الهامة في املجتمع التي يجب أن تستند إلى مجموعة من القواعد واملبادئ ألاخالقية‬

‫التي تنظم هذه املهنة وتساعد املرشد على فهم واجباته لالرتقاء بالخدمة وتوفير بيئة إرشادية آمنة للمسترشد‪ .‬ومن أبرز‬

‫الاعتبارات ألاخالقية التي يجب مراعاتها في التعامل مع املسترشد ومن أبرزها‪:‬‬

‫‪ -‬أوال‪ :‬الاعتبارات ألاخالقية‪:‬‬

‫‪ -0‬احترام املسترشد‪:‬‬

‫ويعني ذلك تقبل املسترشد تقبال غير مشروط ومراعاة مبدأ املساواة والحيادية في التعامل والحرص على‬

‫مصالحه‪.‬‬

‫‪ -2‬السرية التامة‪:‬‬

‫الالتزام بحفظ أسرار املسترشد وعدم اطالع آلاخرين عليها إال بموافقة املسترشد أو للضرورة القصوى‪.‬‬

‫‪ -3‬معرفة املرشد لقدراته‪:‬‬

‫إذا شعر املرشد بعدم قدرته على تقديم املساعدة ألي سبب كان عليه انهاء العالقة إلارشادية وتحويل‬

‫املسترشد إلى مرشد آخر بموافقة املسترشد‪.‬‬

‫‪ -1‬تزويد املسترشد بقواعد وشروط إلارشاد‪:‬‬

‫توضيح الحقوق والواجبات لكل من املرشد واملسترشد والدور املحدد لكل منهما لضمان نجاح الخطة‬

‫إلارشادية‪.‬‬

‫‪ -5‬تقيد املرشد بدوره املحدد‪:‬‬

‫على املرشد الالتزام بدوره املحدد فال يحق له أن يتجاوز دوره وال يفرض على املسترشد حلوال معينة فصاحب‬

‫القرار هو املسترشد‪.‬‬

‫‪ -6‬عدم فرض قيم املرشد على املسترشد‪:‬‬

‫‪100‬‬
‫احترام قيم املسترشد حتى ولو لم تتفق مع قيم وقناعات املرشد وعدم إصدار أحكام على املسترشد أو‬

‫تجاهله‪.‬‬

‫‪ -1‬احترام مهنة إلارشاد‪:‬‬

‫وهذا يتطلب العمل بأمانة وصدق والانتماء للعمل وعدم القيام بأي عمل يسيئ للمهنة واحترام فريق العمل‬

‫وكافة ألاطراف ذات العالقة باملسترشد‪.‬‬

‫‪ -1‬عامل املسترشد كما تحب أن تعامل‪:‬‬

‫على املرشد وضع نفسه مكان املسترشد وتصور ألاسلوب الذي يجب أن يعامل به ليحافظ على كرامة‬

‫املسترشد‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)022-020:2106 ،‬‬

‫‪-‬ثانيا‪ :‬مهام إلارشاد ألاسري الناجح‪ :‬يساعد املرشد ألاسري الناجح كال من أفراد ألاسرة في التكيف وتلبية كل مما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬إلاشباع الانفعالي والدعم العاطفي‪:‬‬

‫يتعلم الزوجان تقديم وتلقي الحب والود من الشريك وتطوير إلاحساس بالتعاطف والتعامل مع الهموم‬

‫واملشكالت التي تلم بهم بسبب ما يتلقاه كل منهما من دعم انفعالي من آلاخر‪.‬‬

‫‪ -2‬العادات الشخصية‪:‬‬

‫يتعلم ألازواج التكيف مع العادات الشخصية لآلخر‪ ،‬وأسلوب الحياة من تناول الطعام والنوم والتحدث‬

‫والنظافة ‪...‬الخ‪ ،‬في املقابل يتعلم الزوجان من خالل الزواج استبدال العادات الشخصية التي تزعج الطرف آلاخر‪،‬‬

‫وتعلم توزيع وقت الفراغ والعمل بما يناسب آلاخر‪.‬‬

‫‪ -3‬الاهتمامات الزواجية‪:‬‬

‫تفيد في الاتفاق على الاهتمامات من بينها‪ :‬اختيار السكن‪ ،‬منطقة السكن الجغرافية‪ ،‬أنماط الجيرة‪ ،‬وتجهيز‬

‫املنزل‪ ،‬وايجاد الدخل املناسب‪.‬‬

‫‪ -‬التمويل‪ :‬يفيد في تحمل مسؤولية الدعم املالي‪ ،‬كما يساعد في توفير ألامن والطمأنينة في املنزل نحو أفراد ألاسرة من‬

‫ناحية مادية من خالل إدارة ألامور املالية‪.‬‬

‫‪ -1‬العمل والتوظيف والانجازات‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫ومن ألامور التي يتم تحقيقها في الزواج التكيف مع العمل أو الوظيفة ومكانته وساعاته وظروفه الوظيفية‪،‬‬

‫وتنفيذ برنامج لتنظيم الوقت ومسؤوليات البيت والعمل ورعاية ألاطفال‪.‬‬

‫‪ -5‬الحياة الاجتماعية وألاصدقاء والتسلية‪:‬‬

‫يفيد التكيف الزواجي في الاتفاق على النشاطات الاجتماعية والترفيهية والاستجماميه‪ ،‬وقضاء ألاوقات املمتعة‬

‫معا‪ ،‬وتفيد في تقبل أصدقاء الطرف آلاخر‪ ،‬وإقامة عالقات اجتماعية معه‪ ،‬واستمرار في تكرار نشاطات اجتماعية‬

‫تناسب الزوج والزوجة‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)011-011:2111 ،‬‬

‫‪ -6‬ألاسرة وألاقارب‪:‬‬

‫مساعدة الزوجان على تأسيس عالقات مع الوالدين وألاقارب وألاصهار‪ ،‬وتعلم كيفية املحافظة على عالقات‬

‫جيدة مع ألاقارب وكيفية التعامل معهم‪.‬‬

‫‪ -1‬الاتصال‪:‬‬

‫يتعلم الزوجان الاتصال من خالل تبادل ألافكار وعرضها على الطرف آلاخر‪ ،‬والتعبير عن الاهتمامات وألامور‬

‫املزعجة والحاجات الشخصية للطرف آلاخر‪ ،‬وكما يتعلم كل منهما ا الاستماع إلى الشريك والتحدث إليه بطرق بناءة‪.‬‬

‫‪ -1‬التعامل مع الصراعات وحل املشكالت‪:‬‬

‫يساعد في ايجاد وسائل لحل الصراعات والتعامل مع الصراعات ونتائجها بطريقة مؤذية نفسية ويتمكن‬

‫الزوجان من إلاجابة عن ألاسئلة‪ :‬أين؟ متى؟ كيف؟ يحصل كالمها على املساعدة عند الحاجة والتي تساعد في حل‬

‫الصراع عند الحاجة ‪(.‬أحمد عبد اللطيف وسامي محسن‪)91-93:2100 ،‬‬

‫‪ -9‬رعاية الطفل‪:‬‬

‫في التكيف الزواجي يقوم الزوجان بالرعاية املشتركة وتحقيق الرعاية تأمين الظروف الجسدية والنفسية‬

‫ألاساسية لضمان التطور الطبيعي للطفل‪.‬‬

‫‪ -01‬التكيف الجنس ي‪ :‬فمن خالل الزواج يتعلم الشريكان إشباع وتلبية حاجاتهم الجنسية ويتعلمان تقدير رغبة آلاخر‬

‫بالجنس وقضاء وقت للتعبير الجنس ي‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)019:2111 ،‬‬

‫‪ -‬ثالثا‪ :‬متطلبات شخصية‪:‬‬

‫تمثل العالقة بين املرشد وألاسرة أساس عملية املساعدة‪ ،‬ومن خالل العالقة تنتهي عملية املساعدة عادة‬

‫بواحد من ثالث نتائج تحصل لألسرة‪ :‬أ‪ -‬تحسن وضع ألاسرة – ب‪ -‬سوء في الوضع ألاسري‪ -‬ج‪ -‬استقرار الوضع‪ .‬وترتبط‬

‫‪102‬‬
‫هذه النتائج الثالث بعوامل عدة منها طبيعة العالج املقدم ومدى تناسبه مع مشكلة ألاسرة‪ ،‬وكفاءة املرشد في تطبيق‬

‫وممارسة العالج‪ ،‬ورغبة وتعاون ألاسرة‪ ،‬وغيرها من العوامل ألاخرى مثل أصالة املرشد التي تشكل عامال مهما في‬

‫تحسين حالة ألاسرة‪ ،‬وتحقيق نموها الايجابي‪ .‬ومن ألامور التي تحبس وتقيد نمو ألاسرة خالل العملية إلارشادية التزام‬

‫املرشد بدور محدد ‪ ،‬فمشاعر واعتقادات املعالج يفترض تقاسم استجاباتها مع ألاسرة من خالل العالقة املهنية‪ ،‬التي‬

‫يظهر املرشد ألاسري من خاللها ألاصالة كمصدر من مصادر التعلم الشخص ي لألسرة وأعضائها‪.‬‬

‫واملرشد ألاسري املتمكن هو الذي يمتلك حسا ابداعيا في التأثير على آلاخرين من خالل توليف عدد كاف‬

‫ومتناسق من الجمل اللفظية وغير اللفظية‪ ،‬للتواصل مع الذات ومع آلاخرين‪ ،‬بما يتناسق مع ثقافة املجتمع‪ ،‬ثم تكون‬

‫لديه مهارة في صياغة الخطط وفنيات تطبيقها‪ ،‬مسخرا ومستخدما الامكانات املوجودة واملتاحة في املجتمع‪( .‬عبد‬

‫العزيز عبد هللا‪)21-09:2100 ،‬‬

‫‪ -‬رابعا‪ :‬أساليب إلارشاد ألاسري‪ :‬يستخدم املرشد في مجال العالج وإلارشاد ألاسري اساليب متعددة منه‪:‬‬

‫‪ -0‬تنمية مهارات الاتصال‪:‬‬

‫يعمل املرشد على تنمية مهرات الاتصال بين أفراد ألاسرة‪ .‬والاتصال هو الطريقة التي يتبادل الناس بواسطتها‬

‫املشاعر وألافكار في محاولتهم لفهم بعضهم البعض‪ .‬ويحدث الاتصال من خالل اللغة املنطوقة أو املكتوبة‪ .‬كما يحدث‬

‫من خالل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت وإلاصغاء‪ .‬والاتصال عنصر أساس ي من عناصر التفاهم والتفاعل في ألاسرة‪.‬‬

‫وتسهم أخطاء الاتصال في ظهور الكثير من املشكالت‪ .‬كأن يشعر الطفل بعدم اهتمام والدته به وبالعكس يالحظ أنها‬

‫تميل إلى شقيقته‪ .‬إن سعادة ألاسرة تعتمد إلى درجة كبيرة على وجود اتصال صحيح ومنفتح بين أفرادها‪ .‬وتظهر‬

‫مهارات الاتصال في السلوك اللفظي أي في الكلمات والعبارات التي يستخدمها أفراد ألاسرة في الحديث مع بعضهم‪.‬‬

‫‪ -2‬تنمية مهارات حل املشكلة‪:‬‬

‫يمكن للمرشد أن يستخدم أسلوب حل املشكلة لتدريب أفراد ألاسرة على تحديد املشكلة وجمع بيانات حولها‬

‫وتوليد البدائل أو الحلول املناسبة ثم املوازنة بينها واختيار مجموعة الحلول ألافضل‪.‬‬

‫‪ -3‬التفاوض والتعاقد‪:‬‬

‫يساعد املرشد أفراد ألاسرة على تحديد توقعاتهم من بعضهم البعض وتحديد التغيرات التي يرغب كل فرد في‬

‫حدوثها في أسلوب ألافراد آلاخرين في التعامل معه‪ .‬ويتم التفاوض حول ما يقوم به الفرد وما يقوم به آلاخرون في‬

‫املقابل‪ .‬ثم يتم التوصل إلى اتفاق وتدوين هذا الاتفاق على شكل عقد سلوكي يحدد ما التزم به كل طرف‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -1‬تعديل السلوك‪:‬‬

‫ويتم فيه تناول املشكالت كعالقات داخل ألاسرة من خالل استخدام إجراءات تعديل السلوك حسب طبيعة‬

‫املشكلة التي يتعرض لها الطفل أو املراهق‪.‬‬

‫‪ -5‬الواجبات املنزلية‪:‬‬

‫وهو ما يطلب املعالج من أفراد ألاسرة القيام به خالل الجلسات وتعمل الواجبات املنزلية على تطبيق ما تعلمه‬

‫الفرد خالل الجلسة إلارشادية على مواقف حياته الطبيعية‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)013-012:2101 ،‬‬

‫‪ -‬خامسا‪ :‬دور العالج النفس ي ألاسري في العالج‪:‬‬

‫املعالج النفس ي ألاسري هو جزء من فريق العالج‪ ،‬وال يقع عليه كل عبء املشكلة ألاسرية‪ ،‬فهو من جهة يبذل‬

‫جهدا في التنسيق مع ألاعضاء آلاخرين والتشاور معهم في عالج مشكلة ألاسرة‪ ،‬ومن جهة أخرى يقض ي وقتا في جلسات‬

‫العالج النفس ي ألاسري وتحليل مشكلة ألاسرة‪ ،‬ومساعدتها على فهم واستبصار مشكلتها‪ ،‬ومساعدتها على ايجاد طرق‬

‫لعالج مشكالتها‪ .‬وفيما يلي أهم ألادوار الاضافية التي تقع على عاتق املعالج النفس ي ألاسري‪:‬‬

‫‪ -0‬الاعداد للمقابالت التي يجب أن تشمل الزوجين وأفراد ألاسرة‪ ،‬من حيث جمع املعلومات‪ ،‬والتحضير للمقابالت‪،‬‬

‫وتحديد هل سيحضر ألابناء أو ألاجداد أو ألاقارب‪.‬‬

‫‪ -0‬تشجيع ألاسرة على حضور املقابالت والالتزام بها من خالل حثهم على ذلك وبيان أهمية املقابالت في عالج مشكالتهم‬

‫املختلفة‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة تفاعالت وطرق اتصال أفراد ألاسرة معا‪ ،‬وتحليل مهارات الاتصال املستخدمة في ألاسرة‪ ،‬وتعليمهم طرق‬

‫اتصال جديدة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحليل طبيعة مشكالتهم ومساعدتهم في التوصل إلى استبصار لهذه املشكالت‪.‬‬

‫‪ -5‬الطلب منهم تمثيل مشكالتهم ألاسرية‪.‬‬

‫‪ -6‬الطلب منهم مراقبة نماذج زواجية متوافقة على الفيديو‪.‬‬

‫‪ -1‬توجيه الزوجين وتقديم تغذية راجعة مناسبة‪.‬‬

‫‪ -9‬تشجيع الزوجين على تحمل مسؤولية قراراتهما‪.‬‬

‫‪ -7‬تعليم الزوجين أسلوب التعامل مع ألاطفال‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ -02‬تشجيع ألاطفال على التعبير عن انفعاالتهم ومشاعرهم نحو أعضاء ألاسرة آلاخرين‪( .‬أحمد عبد اللطيف وسامي‬

‫محسن‪)95-91:2100 ،‬‬

‫‪ -‬سادسا ‪ :‬خدمات إلارشاد ألاسري‪ :‬تقدم خدمات إلارشاد ألاسري من خالل البرامج التدريبية موجهة لألسرة منها‪:‬‬

‫‪ -0‬البرامج التدريبية املوجهة لألزواج‪ :‬والتي تهدف‪:‬‬

‫‪ -‬مساعدة الزوجين على تعلم مهارات الاتصال ملا لذلك من أهمية في الصحة النفسية لكال الزوجين‪ ،‬فقد وجد باحثون‬

‫أمريكيون أن الزوجات اللواتي يلزمن الصمت أثناء الخالفات مع أزاوجهن يعرضن أنفسهن للموت أكثر من غيرهن بأربع‬

‫أضعاف من النساء اللواتي يعبرن عن غضبهن ويحمين أنفسهن من أمراض القلب وغيرها من ألامراض التي تسبب‬

‫الوفاة‪.‬‬

‫‪ -‬تعليم الزوجين حل املشاكل والصراعات‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة القدرة على التعبير عن املشاعر‪.‬‬

‫‪ -0‬البرامج التدريبية املوجهة آلباء ألاطفال من الوالدة حتى سن ما قبل املدرسة بهدف تكيف آلاباء مع املواليد الجدد‬

‫وتربيتهم‬

‫‪ -3‬البرامج التدريبية املوجهة آلباء املراهقين بحيث يتعلم آلاباء كيف يتعاملون مع أبنائهم املراهقين‪.‬‬

‫‪ -4‬البرامج التدريبية املوجهة آلباء البالغين لكي يغير آلاباء طريقة تعاملهم مع أبنائهم الذين كانوا يعاملونهم كأطفال وهم‬

‫آلان كبار إضافة لتشجيع الجانب الديني والاجتماعي لألبناء‪.‬‬

‫‪ -5‬البرامج التدريبية املوجهة للمطلقين وتساعدهم هذه البرامج على اتفاق مشترك حول اقتسام ألامالك والرعاية‬

‫لألبناء‪( .‬عطا هللا فؤاد ودالل سعد الدين‪)10-11:2119 ،‬‬

‫‪105‬‬
‫املحاضرة الثالثة عشر‬

‫خطوات وفنيات إلارشاد ألاسري‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫يشير إلارشاد أو العالج ألاسري إلى مصطلح واسع ويضم العديد من الطرق وألاساليب التي تتبع عند العمل مع‬

‫ألاسر التي تعاني من صعوبات نفسية وغيرها من الصعوبات وما يمكن إلاشارة إليه التنوع في الفنيات والاستراتيجيات‬

‫التي تستخدمها مختلف النظريات في إلارشاد ألاسري‪ ،‬فاملمارسات التي تتضمن العمل مع أفراد ألاسرة معا كوحدة‬

‫واحدة ألغراض التشخيص والعالج هي التي أخذت في الانتشار وأصبحت العديد من القضايا املتعلقة باللغة اللفظية‬

‫كتعبيرات الوجه والاتصال التعبيري وطريقة الجلوس وأوضاعها املتنوعة ألفراد ألاسرة تأخذ مكانها في التشخيص‬

‫والعالج ألاسري‪.‬‬

‫وهذه الفنيات ال تستخدم مع فرد واحد بشكل منعزل بل تستخدم في إطار العالقة التي تربط جميع أفراد‬

‫ألاسرة وإن التركيز العام والهدف ملثل هذه الفنيات هو إحداث تغيرات هامة تتعلق بالنظام الكلي لألسرة‪( .‬سهيلة بنات‬

‫وآخرون‪ )265:2101 ،‬ومن خالل هذه املحاضرة سنحاول التركيز على الخطوات التي تمر بها العملية إلارشادية وكذا‬

‫أهم الفنيات املطبقة في الجلسات إلارشادية مع العلم أنه عندما تحدثنا عن نظريات إلارشاد ألاسري تم التطرق‬

‫لالستراتيجيات املستخدمة في كل نظرية‬

‫أوال‪ -‬خطوات إلارشاد ألاسري‪ :‬تمر عملية إلارشاد ألاسري بالخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -0‬إلاعداد أو التهيئة أو التسخين‪:‬‬

‫وفيه يسمح املرشد ألفراد ألاسرة الذين يدخلون غرفة املقابلة أن يجلسوا حيث يشاءون وينبغي للمرشد أن‬

‫يجهز عددا من املقاعد تزيد عن عدد الحاضرين مع إعطائهم الفرصة لحرية الجلوس ويعتبر هذا أول اتصال حيوي مع‬

‫‪106‬‬
‫ألاسرة يعكس تنظيم وترتيب ألاسرة لطريقة جلوسهم الكثير من العالقات بين هؤالء ألاعضاء من يجلس بجوار من هل‬

‫ألازواج يجلسون متجاورين البنات مع بعض ألابناء متباعدون املسافات بينهم كلها تقدم صورة عن الاتحادات‬

‫والانشقاقات في ألاسرة ويرحب املرشد بأفراد ألاسرة بداية من الزوجين ثم ألابناء أي يبدأ بالكبير ثم الصغير وتعتبر هذه‬

‫املرحلة مهمة حيث أنه يتم الاعتماد عليها في تقبل ألاسرة للمرشد والذي هو في الواقع شخص خارجي بالنسبة لها أي‬

‫خارج حدودها والبد أن يعرف املرشد بنفسه لألسرة قبل أن يطلب منهم أن يعرفوا بأنفسهم‪( .‬أحمد عبد اللطيف‬

‫وسامي محسن‪)96:2100 ،‬‬

‫‪ -2‬إعادة تسمية املشكلة‪:‬‬

‫بعد أن يكون املرشد قد قابل كل أفراد ألاسرة يسأل ألاب ماذا يمكنني أن أقدم لكم؟ بصيغة سؤال مثل هذه‬

‫الجملة توصل لألسرة بعض الاتجاهات ذات أهمية لدى املعالج وبذلك يدفع الوالد بأن يحدد مطالبه في صورة معينة‬

‫كأن يحدد شخصا ما أو مشاعر معينة أو سلوكا معينا على أنه يمثل مشكلة وربما ال توافق بعض ألاسر على ما قرره‬

‫الوالد حول املشكلة وبدال من أن يعلق املرشد مباشرة فبإمكانه أن يلخص هذه املرحلة بقوله‪ :‬يبدو أن وجهات نظركم‬

‫مختلفة بعض الش يء حول ماهية املشكلة القائمة في ألاسرة‪ ،‬أما املرحلة التالية فتكون إعادة تسمية املشكلة وباتباع‬

‫هذا ألاسلوب فإن املعالج يتجنب الخالف مع أفراد ألاسرة حول ما هي املشكلة الحقيقية‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪،‬‬

‫‪)090-091:2111‬‬

‫‪ -3‬تبسيط املشكلة‪:‬‬

‫يكون التركيز على الصراع املوجود في ألاسرة وبعد استماع املرشد إلى وجهات النظر من مختلف أعضاء ألاسرة‬

‫يعيد صياغة املشكلة على شكل فرضية ويفتح املجال ألفراد ألاسرة للتفكير في هذه الصياغة‪ ،‬وبهذه الطريقة فإن‬

‫املرشد يركز على حاجة ألاسرة للمساعدة الخارجية املتخصصة كما يحاول أن يعمل على تقليل مشاعر إلاثم وزيادة‬

‫التفاؤل وألامل ويستفاد من التعليقات حول إلاثم وألالم الذي تعانيه ألاسرة وكذلك احباطاتها وغيرها من ألاحاسيس‬

‫واملشاعر في إلاشارة إلى عجز منظومة ألاسرة في حل مشكالتها الخاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬الحاجة للتغيير‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫تبدأ هذه املرحلة بسؤال يوجهه املرشد لألسرة عن الحلول التي تمت معالجتها في املاض ي للتعامل مع مشاكلها‬

‫وهذه املهمة تدفع ألاسرة وتحركها نحو التغيير وقد يوجه املرشد السؤال التالي‪ :‬ماذا فعلتم حول هذه املشكلة أو هل‬

‫فعلتم شيئا نحو هذه املشكلة؟ وتفيد هذه ألاسئلة بتعزيز وعي ألاسرة بعدم قدرتها على‪:‬‬

‫‪ -‬الوصول إلى أساليب ناجحة للتعامل مع املشكلة‪.‬‬

‫‪ -‬إلاشارة إلى أنه ال يوجد ش يء بناء قد تم عمله بالنسبة للمشكلة لآلن‪.‬‬

‫ويوجد نوعين من التغيير‪ :‬تغيير من الدرجة ألاولى وهو ما يترك بنية التنظيم كما هي بدون تبديل‪ ،‬أما التغير‬

‫من الدرجة الثانية تنتج عنه تغيرات أساسية في تنظيم النظام‪( .‬أحمد عبد اللطيف وسامي محسن‪)91:2100 ،‬‬

‫‪ -5‬تغيير املسارات‪:‬‬

‫وتبدأ عندما يصل املعالج إلى الاجراءات التنفيذية مع ألاسرة عن طريق الايحاءات وتكون البداية بتغيير‬

‫أساليب الاتصال بين أفراد ألاسرة كما في الاتصال بين الوالدين وألابناء مثال من التدخالت التي يقدمها املعالج قد‬

‫يطلب من أحد الوالدين يجد أنه غير مشترك أن يكون مسئوال عن سلوك أحد ألاطفال وبذلك فإنه يبني عاطفة أو‬

‫رابطة بين هذا الوالد (ألاب أو ألام) وهذا الطفل‪.‬‬

‫ومع اختالف ألاساليب العالجية بين مدارس العالج ألاسري فإنها تشترك في أن املعالج يخبر ألاسرة أن كل فرد‬

‫فيها هو جزء من العملية العالجية وأن أي مشكلة ال ينظر إليها مطلقا على أنها خاصية شخصية لهذا الفرد وإنما ينظر‬

‫إليها على أنها مشكلة اثنين أو أكثر من أفراد ألاسرة وأن سلوك إلانسان (هنا وآلان) هو الذي يوجد هذه املشكلة أو يعمل‬

‫على استمرارها‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)092:2111 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬فنيات إلارشاد ألاسري‬

‫‪ -0‬فنيات دعم القوى وامليكانزمات التكيفية‪ :‬يستخدم املرشد ألاسري العديد من الفنيات لدعم ميكانزمات التكيف‬

‫والتفاعل مع الحياة والضغوطات والصعوبات سواء أكانت هذه امليكانزمات والسلوكيات وألاساليب تكيفية أو غير‬

‫تكيفية‪ .‬إن كانت أسرة تمتلك درجة من الصحة والسواء وهو ألامر الذي يجب التركيز عليه ودعمه وتشجيعه‪ ،‬ومن‬

‫امليكانزمات املفيدة لألسرة التي تمر بمعاناة معينة أو أزمة ما استخدم الفهم التعاطفي وإلاصغاء والاهتمام وتقديم‬

‫التغذية الراجعة للميكانزمات التكيفية أو التثقيف املتعلق بالدفاعات السيئة والتي ال تساعد على التكيف إضافة إلى‬

‫النصيحة املقدمة في الوقت املناسب‪ .‬إن املرشد ألاسري يلعب دور املعلم واملثقف سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪،‬‬

‫فبدون أن يتكلم بكلمة واحدة فإنه ينمذج لهم التقبل الشخص ي‪ ،‬والضبط لالنفعاالت واملزاج‪ ،‬كما أنه يعلم القيم‬

‫‪108‬‬
‫ولو بشكل ضمني غير مصرح به‪ ،‬عندما ينفذ الجلسات ال يقاطع أحد من أفراد ألاسرة املتحكمين‪ ،‬وال يسمع سوى‬

‫لعضو واحد من ألاسرة بالتحدث في نفس الوقت‪ ،‬هو بذلك ينمذج الاتصال الجيد وقيم احترام أفكار آلاخرين في‬

‫ألاسرة‪.‬‬

‫يوجد تأكيد متنام في الوقت الحالي على تزويد ألاسر بمعلومات يمكن أن تكون مفيدة لهم في تعاملهم مع‬

‫أزمات الحياة وضغوطاتها وأثناء توافقهم‪ ،‬إن هذا التوجيه يبدو واضحا في استراتيجيات التثقيف النفس ي خاصة مع‬

‫ألاسر التي يوجد فيها فرد تم تشخيصه على أنه مصاب باضطراب نفس ي محدد‪ .‬إن هذه املعلومات يمكن تزويدها‬

‫لألسرة من خالل املواد املكتوبة والقراءات النفسية املقترحة‪ ،‬أو عبر املحاضرات واملناقشات في املجموعات ألاسرية وفي‬

‫ورش العمل‪.‬‬

‫إن منحى التثقيف النفس ي هذا قاصرا على الاستخدام في حالة وجود اضطراب محدد عند أحد أفراد ألاسرة‪،‬‬

‫بل هو قابل للتطبيق في العديد من الحاالت التي تكون فيها ألاسرة مفتقرة إلى املعلومات التي تمكنها من دعم نفسها‪.‬‬

‫(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪)066-065:2106 ،‬‬

‫‪ -2‬املحاضرة‪ :‬يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم معلومات ألعضاء النسق ألاسري عن طريق تعامل‬

‫الزوجين وتربيتهم ألبنائهم وطرق الوقاية من املشكالت وتصحيح ألافكار الخطئة‪...‬الخ وذلك بطريقة بسيطة يسهل فهمها‬

‫ألعضاء الجلسة لزيادة استبصارهم بتلك املفاهيم بطريقة موضوعية‪ ،‬مما يشجعهم على تلقي املعلومات املتضمنة في‬

‫املحاضرة‪ ،‬ذات الصلة بمشكالتهم الخاصة‪ ،‬بما ييهئ لهم موقفا تعليميا يبدأ من شعورهم بأن أحد أسباب مشكالتهم‬

‫هو افتقادهم إلى املعلومات عن تلك املفاهيم‪ ،‬فيدفعهم ذلك إلى متابعة الجلسات وخلق أهداف جديدة تتمثل في‬

‫الرغبة في حل املشكلة التي يعانون منها‪ ،‬فضال عن إمداد أبنائهم بمعلومات عن البيئة املحيطة بهم والتعرف على‬

‫املجاالت املهنية التي تتالءم مع قدراتهم واستعداداتهم وذلك لتشجيعهم على الاندماج في املجتمع‪.‬‬

‫ويتمثل الهدف إلارشادي التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء املعرفي ألعضاء الجلسة ألاسرية‪ ،‬وتهيئة بيئة‬

‫أسرية تسهم في النمو النفس ي للطفل‪ ،‬ومن جانب آخر تشجيع الطفل على الاندماج في املجتمع‪.‬‬

‫‪ -3‬الحوار‪ :‬يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في استخدام أسلوب املناقشة الجماعية كمنهج مالئم يمكن أن‬

‫يخدم الحوار وتبادل الرأي وتغير املعرفة بشكل دينامي‪ ،‬والذي يؤدي إلى استثارة التفكير الذاتي ألعضاء الجلسة بما فيه‬

‫أفكارهم واتجاهاتهم تجاه طفلهم والتي تعبر بشكل غير مباشر عن مشكالتهم الخاصة‪ ،‬وبهذا تصبح املادة العلمية في‬

‫املحاضرات دافعا قويا نحو إثارة املوضوعات املختلفة للمناقشة‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ويتمثل الهدف التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء املعرفي ألعضاء الجلسة‪ ،‬وتعديل ألافكار الخاطئة وتعزيز‬

‫التواصل بين أعضاء الجلسة من خالل تشجيعهم على الحوار واملناقشة‪ ،‬والتعرف على آداب الحديث‪ ،‬وكيفية مراعاة‬

‫مشاعر الطفل فضال عن فتح قنوات التواصل بين أعضاء ألاسرة بما فيهم الطفل‪ ،‬أو بين ألاطفال فيما بينهم باإلضافة‬

‫إلى ما تسهم به هذه الفنية في التحليل املنطقي لألفكار غير العقالنية ألعضاء الجلسة‪ ،‬وتنفيذ الاستنتاجات غير‬

‫الواقعية ودحضها باإلقناع‪ ،‬و تشجيع أعضاء الجلسة على تكوين أفكار منطقية تكون بمثابة حافز للطفل وإدراكه‬

‫بالتقبل من أعضاء النسق ألاسري‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)213-212:2111 ،‬‬

‫‪ -4‬فنيات تنمية الخبرة الانفعالية‪:‬‬

‫إن الفنيات املستخدمة ملساعدة أفراد ألاسرة على الوعي بخبرتهم الانفعالية وتنميتها تنزع ألن تركز على ما‬

‫يعرف بالخبرة الانفعالية في إطار (هنا وآلان) داخل الجلسة إلارشادية‪ .‬إن هذه الفنيات مصممة ملساعدة أفراد ألاسرة‬

‫على خفض القلق‪ ،‬والتحكم بردود الفعل الانفعالية‪ .‬ومن املالحظ أن التعامل مع املشاعر يعد خبرة صعبة وغالبا ما‬

‫يتم تجنبها أو انكارها‪ ،‬حيث يخش ى ألافراد في ألاسر التعبير عن مشاعرهم ومناقشتها إما خوفا من إيالم آلاخر في ألاسرة‬

‫وجرحه‪ ،‬أو تجنبا الكتشاف مشاعر أعمق‪ ،‬ويحدث في أحيان أخرى أن يتم تجنب أو انكار مشاعر معينة‪ .‬فعلى سبيل‬

‫املثال قد يتم التعبير عن الغضب بدال من الحزن‪ ،‬قد يستخدم ألافراد في ألاسرة كلمات لوصف مشاعرهم ال تعكس‬

‫بالضرورة حقيقة ما يشعرون به‪ ،‬فقلة الدقة في التعبير عن الانفعال يمكن أن تظهر خالل العمل مع ألاسر‪ ،‬قد يحدث‬

‫أحيانا أن الخبرة الانفعالية تكون غير واضحة أو خفية أو مستترة مما يزيد من الجهد املبذول من جانب املرشد ألاسري‬

‫في الكشف عنها ودفع ألافراد في ألاسرة للتعامل معها أو العمل على تطويرها بشكل صحي‪ ،‬وفي أسر أخرى قد تبدو‬

‫الانفعاالت واضحة وقوية ومتنوعة حتى وإن أخذت الشكل السلبي وغير الصحي‪.‬‬

‫إن مهمة املرشد ألاسري هنا هي خفض حدة الانفعاالت السلبية والحادة والتهدئة منها‪ ،‬أو العمل على السماح‬

‫للمشاعر املكبوتة أو الخفية للظهور على السطح والتعبير عنها في بيئة آمنة خاصة تلك التي أثرت على أداء ألاسرة‬

‫لوظائفها املختلفة‪ ،‬وجعل ألاعضاء في ألاسرة على وعي بمثل هذه املشاعر وتأثيراتها عليهم‪ ،‬ويتم هذا كله وهم يصغون‬

‫لبعضهم بعضا ويسمحون باستكشاف املشاعر والكشف عنها باحترام وتقبل‪.‬‬

‫إن الدور الرئيس ي للمرشد هنا هو البحث عن املشاعر الضمنية لدى أفراد ألاسرة باستخدام التعاطف والتوضيح وذلك‬

‫من أجل مساعدة أفراد ألاسرة على التعبير عن هذه املشاعر‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)261-261:2101 ،‬‬

‫‪ -5‬فنيات تطوير املهارات البين شخصية‪:‬‬

‫‪110‬‬
‫تفتقر العديد من ألاسر إلى استخدام مهارات الاتصال‪ ،‬والوالدية‪ ،‬ومهارات حل املشكالت وادارة الصراع‬

‫والغضب وذلك إما بسبب تعلمهم ملثل هذه املهارات أو كنتيجة لضعف أو غياب النموذج الوالدي املمارس ملثل هذه‬

‫السلوكيات واملهارات يحتاج ألن يكون هو نفسه ممارسا محترفا ملهارات الاتصال سواء على الصعيد املنهي أو حتى على‬

‫مستوى التفاعالت الحياتية اليومية‪ ،‬وذلك قبل أن يبدأ بتعليمها ألفراد ألاسرة داخل إلارشاد‪ 3.‬وهناك العديد من‬

‫الفنيات التي يمكن أن تطبق مع أفراد ألاسرة ملساعدتهم على التركيز على بناء مهارات الاتصال املستخدمة مع بعضهم‬

‫البعض ومن هذه الفنيات‪:‬‬

‫أ‪ -‬فنيات الاصغاء‪:‬‬

‫تتضمن إعادة صياغة محتوى الرسائل اللفظية بكلمات املستمع الخاصة‪ ،‬وكذلك أخذ الدور للتعبير عن‬

‫املشاعر‪ ،‬وعكس املشاعر‪ ،‬وممارسة العصف الذهني املتحرر من إصدار ألاحكام التقيمية‪ .‬وفي بعض الحاالت قد يحتاج‬

‫املرشد ألاسري أن يعلم أحد الزوجين كيف يدافع عن حقوقه بدون عنف أو أن يمارس الاصغاء مع ألاعضاء آلاخرين‪،‬‬

‫والفهم التعاطفي للطرف آلاخر من الاتصال ألاسري بأن يحاول العضو أن يسأل نفسه " ما الذي يحاول أن يقوله أو‬

‫أن يعبر عنه" من جهة أخرى قد يحتاج املرشد تعليم ألافراد في ألاسرة مهارات حل املشكالت‪( .‬فاطمة عيد وأسماء‬

‫عبد الحسين‪)010-011:2106 ،‬‬

‫‪ -6‬فنيات إلعادة تنظيم تركيب ألاسرة‪:‬‬

‫من القضايا الهامة في فهم ألاسر والعمل معها تعرف بتركيب ألاسرة أو البناء ألاسري والذي يرتبط بمشكالتها‬

‫ويعمل على املحافظة على استمرارية هذه املشكالت داخل ألاسرة‪ .‬وكثيرا ما يتم التركيز على تركيب ألاسرة من حيث‬

‫العالقة بين الزوجين وألابناء ودرجة التماسك والتبادلية في العالقات ما بينهم‪ .‬عادة يتم تمثيل تركيب ألاسرة بواسطة‬

‫رسومات ومخططات لتمثل ألانواع الشائعة من التحالفات والائتالفات داخل ألاسرة‪ ،‬حيث يرمز لألب بمربع كبير ولألم‬

‫بدائرة كبيرة‪ ،‬وألابناء الذكور بمربعات صغيرة والاناث بدوائر صغيرة‪ .‬وتستخدم الخطوط لكي ترمز لقوة العالقة ونوعها‬

‫ما بين ألازواج وألابناء كثنائيات ومجموعات ‪ ،‬وتشير الخطوط املستقيمة القوية إلى روابط الانفعالية‪ ،‬ويمكن‬

‫استخدام عدد من الخطوط والت كلما زادت أشارت إلى قوة العالقة بين ألاطراف‪ .‬ومن جهة اخري تمثل الخطوط‬

‫املنقطة ‪.......‬غياب الروابط أو التفاعالت السلبية‪.‬‬

‫يتم تمثيل ألاسرة الناجحة في أداء وظائفها من خالل التحالف الزوجي؛ وهو التحالف الثنائي ألاقوى في‬

‫ألاسرة‪ ،‬والحدود وقنوات الاتصال مفتوحة ومتبادلة ما بين ألاجيال (آلاباء وألابناء) وإلاخوة من الجنسين‪ .‬وعلى عكس‬

‫‪111‬‬
‫هذا النموذج الصحي للتركيب ألاسري توجد العديد من ألانماط غير الوظيفية‪ .‬كما نجد أنماط من التراكيب ألاسرية‬

‫والتي فيها ضعف للروابط بين الزوجين؛ أي أن التحالف يكون غائبا أو معدوما وفي نفس الوقت نجد تحالفا قويا بين‬

‫ألاجيال ومن الجنسين أي ما بين ألاب والابنة وألام والابن وعالقات ضعيفة مع بقية ألافراد‪.‬‬

‫وتوجد أنماط أخرى من ألاسر تضم شكال من أشكال إلاقصاء ألحد أعضائها بينما يوجد تحالف قوي بين‬

‫بقية ألاعضاء والذين يشكلون وحدة متماسكة فيما بينهم‪ .‬وقد نجد نمطا آخر من ألاسر تعيش حالة الفجوة ما بين‬

‫ألاجيال حيث يشكل الزوجين تحالفا ثنائيا متماسكا وألاشقاء تحالفا متماسكا دون وجود روابط أو بروابط ضعيفة ما‬

‫بين الزوجين وألابناء‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)210-211:2101 ،‬‬

‫ألاسرة واملعالج يكونون عالقة شراكة عالجية لبلوغ الهدف العام‪ :‬هو تقليل النزاعات والخالفات والتوتر لكل‬

‫أسرة‪ ،‬ولتعلم طرق جديدة للتكيف والتعامل مع املشكالت وكذلك تعامل كل واحد منهم مع آلاخر‪.‬‬

‫الهدف آلاخر هو تغيير ألانماط ذات الاختالل الوظيفي أثناء الجلسة فهناك تركيز على إعادة تنظيم التسلسل‬

‫الهرمي وتصحيح بنية ألاسرة‪ ،‬فقد أكد مينوشين وفيشمان ‪ Miunchin & Fashman‬في كتابهم ألاساليب الفنية في‬

‫عالج ألاسرة (‪ )0790‬على أهمية استخدام املعالج لنفسه‪ ،‬فهم يعتقدون أن بأن املعالجون يحتاجون ألن يكونوا‬

‫مرتاحين مع مختلف مراحل التعقيد‪ ،‬وقد تستخدم أساليب مختلفة ومتنوعة وذلك يعتمد على ما يالئم ألاسرة وكذلك‬

‫ما يالئم املعالج‪ ،‬ففي بعض ألاوقات يريد املعالج الانفصال عن ألاسرة‪ ،‬وفي أوقات أخرى يرتبط مع ألاسرة ويعمل‬

‫كمدرب وفي أوقات قد ينحاز مع فرد من أفراد ألاسرة‪ ،‬هذا إلاجراء يسمى الاخالل بالتوازن وقد يفرض سلطته وشأنه‬

‫على أحد أفراد ألاسرة لينقذ شخصا آخر من مأزق‪ .‬أساليب مينوشين فعالة ومباشرة ومدروسة بشكل جيد‪ ،‬أسلوبه‬

‫مؤكد وحازم في أوقات فهو يعالج ببراعة النظام حتى النهاية لغير بناء غير مالئم‪( .‬فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين‪،‬‬

‫‪)012-010:2106‬‬

‫ومن التقنيات التي يمكن أن تساعد املرشد على احداث تغيير في تركيب ألاسرة وإعادة تنظيم العالقات‬

‫ألاسرية والتي تتضمن إعادة التسمية والتفعيل والتركيز‪:‬‬

‫أ‪ -‬إعادة التأطير أو الصياغة أو التسمية‪:‬‬

‫هي ممارسة يقوم من خاللها املرشد بفهم الاطار الخاص بالفرد أو ألاسرة ثم يقدم له اطارا آخرا لرؤية ألاشياء‬

‫ألاشياء بطريقة مناهضة أو مضادة لرؤيته‪ .‬هذا التكنيك وسيلة لالندماج مع ألاسرة ولتقديم منظور آخر للمشكلة‬

‫التي يمر بها ألافراد في ألاسرة أو تصورا مختلفا وطريقة إدراك صحية وايجابية أكثر بتقديم تفسير مختلف يمكنه‬

‫‪112‬‬
‫إحداث التغيير في موقف ألاسرة عن طريق انتزاع ش يء أو حدث من الفئة التي ينتمي إليها بشكل منطقي ووضعه في فئة‬

‫ثانية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التفعيل أو العمل‪ :‬تستخدم هذه الطريقة عن طريق جعل ألاسرة تصف ما حدث ومن ثم توجيهها نحو إعادة ما‬

‫حدث وتنفيذه أمام املرشد بدال من الاكتفاء بالحديث عنه وبذلك يقوم أفراد ألاسرة باختبار املشكلة الشخصية التي‬

‫جاءوا من أجلها في الواقع والحاضر وهذا يمكن املرشد من مالحظة السلوك املتبادل ما بين ألاعضاء وسياق تسلسلها‬

‫بدال من الاكتفاء بسماع الروايات املتنوعة عما حدث كما قدمها ألافراد في ألاسرة‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪-210:2101 ،‬‬

‫‪)212‬‬

‫ج‪ -‬فنية التركيز‪ :‬وهي تميز إلارشاد ألاسري املختصر الذي يؤكد على أهمية الجلسات وتحديد بؤرة لالهتمام والنقاش‬

‫حيث يتم تجميع البينات املتنوعة وتحديد بؤرة اهتمام للعمل عليها منبثقة من املغزى والقضية التي تدور حولها‬

‫املعاناة ألاسرية‪( .‬سهيلة بنات وآخرون‪)213:2101 ،‬‬

‫‪ -1‬التغذية الرجعية‪:‬‬

‫يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم تعديل مباشر الستجابات عضو ألاسرة؛ أي تقويم سلوك‬

‫عضو ألاسرة املرغوب فيه وغير املرغوب فيه بهدف تقويمه عن طريق كف للسلوك غير املرغوب فيه ودعما للسلوك‬

‫الايجابي املرغوب فيه‪ ،‬ويتمثل الهدف إلارشادي لهذه الفنية أن يتعرف عضو ألاسرة على مدى قبول أو عدم قبول‬

‫استجاباته مباشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬النمذجة الاقتداء بنموذج‪:‬‬

‫ويتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تعليم عضو ألاسرة سلوكا معينا من خالل مالحظة شخص ما يمثل‬

‫قدوة بالنسبة له‪ ،‬وفقا للتوجيهات املعطاة له وقد يستخدم املرشد نموذجا إلحدى ألاسر‪.‬‬

‫‪ -9‬التدريب التوكيدي‪:‬‬

‫ويتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تدريب عضو ألاسرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره واعتقاداته‪،‬‬

‫والدفاع عن حقوقه بشكل ايجابي يحسن من مفهومه لذاته‪ ،‬ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في تدريب عضو‬

‫ألاسرة على الايجابية في العالقات الاجتماعية وزيادة الوعي بالحقوق الشخصية والتمايز بين التوكيدية‪ ،‬هذا باإلضافة‬

‫إلى اعطاء واجب منزلي ألعضاء الجلسة ومناقشته في الجلسة التالية‪.‬‬

‫‪ -01‬العقود‪:‬‬

‫‪113‬‬
‫يكتب الزوجان عقدا يوقعه كل منهما‪ ،‬تحدد فيه ألاهداف املرغوب في تحقيقها وما هي الجوائز واملكافآت التي‬

‫سيقدمها كل منهما في حالة تحسن سلوكه والقيام بما هو مطلوب منه من واجبات ومهمات‪.‬‬

‫‪ -00‬الواجبات البيتية‪ :‬تعلم املرشد ألاسري كيف يتعامل مع شريكه وتعطي الزوجين مثال واجبات مثل‪ :‬عبارات‬

‫تخاطب بها شريكك خالل ألاسبوع‪ ،‬أعمال تنفذها لشريكك‪ ،‬أمسيات ورحالت تقضيها ألاسرة معا‪ ،‬ساعات يجلس فيها‬

‫الوالدان مع ألاطفال يوميا‪( .‬أحمد عبد اللطيف‪)216-215:2111 ،‬‬

‫‪ -‬خاتمة‪:‬‬

‫حاولنا من خالل مقياس إلارشاد ألاسري مساعدة الطالب على تكوين فكرة واضحة حول ماهية إلارشاد‬

‫ألاسري من حيث نشأته التاريخية وكذا أهم رواده والتعريف به كما حاولنا التركيز على أهم مبادئه ودواعي الحاجة‬

‫لظهور هذا الفرع من إلارشاد النفس ي‪ ،‬وأهم محور تم التركيز عليه هو نظريات إلارشاد ألاسري والفنيات املستخدمة في‬

‫كل نظرية لنختم املحاضرات بخطوات وفنيات إلارشاد ألاسري وهذه املحاور كلها تندرج ضمن تكوين الطالب في‬

‫تخصص علوم التربية إرشاد وتوجيه‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ -‬قائمة املراجع‪:‬‬

‫‪ -‬فاطمة‪ ،‬عيد العدوان‪ ،‬وأسماء‪ ،‬عبد الحسين النجار‪ .)0206( .‬إلارشاد ألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار املسيرة للنشر و‬

‫التوزيع و الطباعة‪ .‬عمان ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬ابتسام‪ ،‬الحسيني عبد الحميد درويش‪ .)0205( .‬إلارشاد ألاسري لألطفال املعاقين عقليا (القابلين للتعلم)‪ .‬الطبعة‬

‫ألاولى‪ .‬دار وفاء لدنيا الطباعة والنشر ‪ .‬إلاسكندرية‪ .‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬أبو أسعد‪ ،‬أحمد عبد اللطيف‪ .)0229( .‬إلارشاد الزواجي وألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ .‬ألاردن‪.‬‬

‫عمان‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد‪ ،‬عبد اللطيف أبو أسعد‪ ،‬صالح‪ ،‬عبد العزيز دردير‪ .)0205( .‬الاستشارات ألاسرية‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار املسيرة‬

‫للنشر والتوزيع والطباعة ‪ .‬عمان ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬أحمد‪ ،‬عبد اللطيف أبو أسعد‪ ،‬وسامي‪ ،‬محسن الختاتنه‪ .)0200( .‬سيكولوجية املشكالت ألاسرية‪ .‬الطبعة ألاولى‪.‬‬

‫دار املسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ‪ .‬عمان ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬البريثن‪ ،‬عبد العزيز عبد هللا‪ .)0200( .‬إلارشاد ألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ .‬ألاردن‪ .‬عمان‪.‬‬

‫‪ -‬الفرخ‪ ،‬كاملة‪ ،‬وتيم‪ ،‬عبد الجابر‪ .)0777( .‬مبادئ التوجيه وإلارشاد النفس ي‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫ألاردن‪ .‬عمان‪.‬‬

‫‪ -‬الكندري‪ ،‬أحمد محمد مبارك‪ .)0770( .‬علم النفس ألاسري‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬مكتبة الفالح للنشر والتوزيع‪ .‬الكويت‪.‬‬

‫‪ -‬النعيم‪ ،‬عبد الحميد بن أحمد‪ ،‬وآخرون‪ .)0229( .‬أسس التوجيه وإلارشاد النفس ي‪ .‬حقيبة تدريبية أكاديمية‪ .‬مركز‬

‫التنمية ألاسرية‪.‬‬

‫‪ -‬بسام‪ ،‬محمد أبو عليان‪ .)0203( .‬الحياة ألاسرية‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬مكتبة الطالب الجامعي خانيونس‪.‬‬

‫‪ -‬بنات‪ ،‬سهيلة‪ .‬وآخرون‪ .)0202( .‬إلارشاد ألاسري‪ .‬املجلس الوطني لشؤون ألاسرة‪.‬ألاردن‪ .‬عمان‪.‬‬

‫‪ -‬جهاد‪ ،‬محمود عالء الدين‪ .)0202( .‬نظريات وفنيات إلارشاد ألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬ألاهلية للنشر والتوزيع‪ .‬عمان‬

‫ألاردن‬

‫‪ -‬حجازي‪ ،‬مصطفى‪ .)0200( .‬واقع إلارشاد ألاسري ومتطلباته في دول مجلس التعاون‪ .‬سلسلة الدراسات الاجتماعية‪.‬‬

‫العدد ‪ .61‬الطبعة ألاولى‪ .‬مملكة البحرين‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ -‬حجازي‪ ،‬مصطفى‪ .)0205( .‬ألاسرة وصحتها النفسية‪ ،‬املقومات‪ ،‬الديناميات‪ ،‬العمليات‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬املركز‬

‫الثقافي العربي الدار البيضاء‪ .‬املغرب‪.‬‬

‫‪ -‬رافدة‪ ،‬الحريري‪ ،‬وسمير‪ ،‬إلامامي‪ .)0200( .‬إلارشاد التربوي والنفس ي في املؤسسات التعليمية‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار‬

‫املسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ .‬عمان ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الباسط‪ ،‬متولى خضر‪ .)0229( .‬الارشاد ألاسري في عصر القلق والتفكك الخلفية النظرية‪ -‬والدراسات‬

‫امليدانية‪ .‬دار الكتاب الحديث‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬عطا هللا‪ ،‬فؤاد الخالدي‪ ،‬ودالل ‪،‬سعد الدين العلمي‪ .)0227( .‬إلارشاد ألاسري والزواجي‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار صفاء‬

‫للنشر والتوزيع عمان‪ .‬ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬عالء الدين‪ ،‬كفافى‪ .)0202( .‬إلارشاد ألاسري‪ .‬دار املعرفة الجامعية‪ .‬القاهرة‪ .‬مصر‪.‬‬

‫‪ -‬عالء الدين‪ ،‬كفافي‪ .)0227( .‬علم النفس ألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار الفكر ناشرون وموزعون عمان‪ .‬ألاردن‪.‬‬

‫‪ -‬كفافي‪ ،‬عالء الدين‪ .)0777( .‬إلارشاد والعالج النفس ي الاسري‪ .‬املنظور النسقي الاتصالي‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار الفكر‬

‫العربي‪ .‬القاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬محمد‪ ،‬طه بني سالمة‪ ،‬وعبد الكريم‪،‬محمد جرادات‪ .)0206( .‬فاعلية نموذج فرجينيا ساتير في تحسين أنماط‬

‫إلاتصال الزواجي لدى الزوجات‪ .‬دراسات العلوم التربوية‪ .‬املجلد ‪.13‬ملحق ‪ . 20‬عمادة البحث العلمي‪ .‬الجامعة‬

‫ألاردنية‪.‬‬

‫‪ -‬منى‪ ،‬يونس بحري‪ ،‬ونازك‪ ،‬عبد الحليم قطيشات‪ .)0200( .‬العنف ألاسري‪ .‬الطبعة ألاولى‪ .‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫عمان‪.‬ألاردن‬

‫‪ -‬ونوغي‪ ،‬فطيمة‪ .)0204( .‬أثر سوء التوافق الزواجي في تكوين امليل إلى ألامراض النفسية لدى املرأة من خالل‬

‫تطبيق اختبار ‪ -MMPI2‬دراسة ميدانية بمدينة بسكرة‪ -‬أطروحة دكتوراه في علم النفس العيادي‪ .‬الجزائر‪ .‬جامعة‬

‫محمد خيضر بسكرة‪.‬‬

‫‪116‬‬

You might also like