Professional Documents
Culture Documents
الإرشاد الأسري
الإرشاد الأسري
أ
12 -مبادئ النظرية
11 -ألاساليب املستخدمة مع ألاسرة
املحاضرة السادسة :النظرية البنائية
15 -تمهيد
15 -مصطلحات النظرية
11 -العالقات في البناء ألاسري
19 -أهداف العالج ألاسري البنائي
52 -ألاساليب العالجية في النظرية البنائية
املحاضرة السابعة :نظرية العالج ألاسري الاستراتيجي
51 -تمهيد
51 -املفاهيم ألاساسية في نظرية هيلي
59 -مصطلحات النظرية
60 -أهداف العالج
62 -فنيات العالج ألاستراتيجي
63 -ألاساليب العالجية
املحاضرة الثامنة :نظرية العالج ألاسري املتعدد
66 -تمهيد
61 -مفاهيم نظرية بوين
11 -أهداف العالج عند بوين
12 -تقنيات العالج عند بوين
-املحاضرة التاسعة :نظرية التواصل لساتير
15 -تمهيد
16 -نموذج فرجينيا ساتير
16 -افتراضات النظرية
11 -مصطلحات النظرية
11 -ألاساليب العالجية
12 املحاضرة العاشرة :النموذج ألادلري في العالج ألاسري
املحاضرة الحادية عشر :العالج ألاسري السلوكي املعرفي
15 -تمهيد
15 -مصطلحات النظرية
19 -ألاساليب العالجية
91 املحاضرة الثانية عشر :أخالقيات العمل إلارشادي
91 -تمهيد
91 -الاعتبارات ألاخالقية
99 -مهام املرشد ألاسري الناجح
ب
011 -املتطلبات الشخصية
012 -دور املعالج النفس ي ألاسري
013 -خدمات إلارشاد ألاسري
015 املحاضرة الثانية عشر :خطوات وفنيات إلارشاد ألاسري
011 -تمهيد
011 -خطوات إلارشاد
016 -فنيات إلارشاد
000 خاتمة
002 -قائمة املراجع
ت
وصف املطبوعة
-اسم املقياس :يعتبر إلارشاد ألاسري من بين املقاييس الهامة في التخصص الذي يندرج ضمن إلارشاد النفس ي
ويهتم بدراسة ألاسرة ،حيث يمكن الدارس له من الوقوف على مختلف املشاكل ألاسرية التي قد تمس النسق ألاسري
وكيف تنعكس على العالقات ألاسرية وعلى هذا النسق ككل ،كما يعنى هذا املقياس بتقديم معلومات حول مختلف
النظريات التي اهتمت باإلرشاد ألاسري من بينها نظرية النظم العامة ،النظرية البنائية -نظرية العالج الجيلي ونظرية
-مقياس إلارشاد ألاسري :موجه لطلبة السنة الثانية ماستر تخصص علوم التربية إرشاد وتوجيه وهو من املقاييس
ألاساسية والسداسية في التخصص حيث يدرس لسداس ي واحد وقد حاولنا من خالل املقياس تغطية جميع محاور
البرنامج.
-الرصيد:
-املعامل:
-البرنامج:
-أهداف املقياس:
-أن يتعرف الطالب على مفهوم الزواح -أهدافه ومراحل نمو الصحة ألاسرية من خالل أطوار الحياة
-أن يتعرف الطالب على مفهوم ألاسرة ،أنواعها ،وظائفها ،وأهم املشكالت ألاسرية.
-أن يتعرف الطالب على إلارشاد ألاسري من حيث نشأته -تعريفه -أهدافه -مبادئه وأهم رواده وكذلك أهم أسباب
-أن يتعرف الطالب على أهم النظريات إلارشاد ألاسري من حيث مفاهيمها وإلاستراتيجيات العالجية املستخدمة
ث
مقدمة:
يعتبر إلارشاد ألاسري أحد تخصصات إلارشاد النفس ي الرئيسية يقوم على ألاسس الفلسفية ذاتها ،أي العالج
الوقاية وتنمية املهارات ويخدم عموما تمكين ألاسرة على مختلف ألاصعدة الزوجية ،الوالدية وإدارة الحياة وبالتالي فإن
له مجال عالجي يتمثل في إرشاد العالقات الزوجية ،وعالج ألاسرة باعتبارها منظومة حية نامية ،كما يهتم بعالج
مشكالت ألابناء وتكيفهم ضمن ألاسرة وفي املدرسة .كما له جوانب وقائية لحماية ألاسرة كوحدة وأعضائها من ألاخطار
إال أن البعد النمائي يشغل مكانة متزايدة في أهميتها في برامج إلارشاد ألاسري ،ويتراوح مابين إرشاد إلاعداد
للزواج ،الصحة إلانجابية ،تعزيز التوافق الزواجي والسعادة والرض ي العاطفي الجنس ي ،ومرورا باملهارات الوالدية
وبرامجها الهامة وصوال إلى تنمية مهارات الحياة وإدارة الذات على صعيد ألاسرة (التواصل ،حل املشكالت ،التفكير
إلايجابي ،وإدارة ميزانية ألاسرة ،وضع ألاهداف ،واتخاذ القرارات ،سياسات الشراء والادخار ،العالقات الاجتماعية).
وفي كل هذه املحاور فاإلرشاد ألاسري يستفيد من مختلف فروع علم النفس ومختلف العلوم ألاخرى.
وقد يكون من أبرز توجهات إلارشاد النفس ي في اختصاصه ألاساس ي التأكيد من جديد على املسؤولية الذاتية
ّ
والقيم الروحية للوجود ،فهناك تحول تدريجي من التركيز على أسباب والعوامل الخارجية إلى التركيز على ومعنى الحياة
الوعي باملسؤولية الذاتية والحياة وقيمها ودوافعها ،فاالهتمام بتقدير الذات واحترامها واملسؤولية الذاتية عن قراراتنا
كيف نفكر ونشعر ونتصرف يحول التركيز من الحلول إلاجرائية العملية (ذات ألاهمية التي الشك فيها) إلى البحث عن
وبالتالي فاإلرشاد ألاسري يركز على التفاعالت والتواصل بايجابياتهما ومعوقاتهما ،فيعالج هذه املعوقات ويعزز
إلايجابيات ويقوم ذلك على مبدأين علميين ثابتين ،يتمثل أولهما بأن الاضطراب ليس فرديا ذاتي املنشأ ،وإنما قد يكون
نتاج لعالقة صراعية على مستوى إلامكانات وألادوار والدالالت ضمن ألاسرة ،إذ قد ُيحمل أعضاء ألاسرة (أحد ألابناء،
أو إلاخوة ،أو أحد الزوجين) عبئ أزمة عالئقية ضمن هذه ألاسرة وهو ما أصبح يعرف في علم النفس املرض ي بظاهرة
تفويض الاضطراب ،حيث يمرض الطفل نيابة عن ألام أو ألاب أو نيابة عن أزمة عالقتهما الزوجية املتعثرة ،وبالتالي
فالعالج ال ينجح بالضرورة إذا اتخذ املنحى الفردي ،وإذا هو نجح وتخلص عضو ألاسرة من حمل عبئ املرض بالنيابة
عن آلاخرين في ألاسرة ،فإن املرض سينفجر في موقع آخر (عند عضو آخر أو في عالقة أخرى) ذلك ألامر يتكرر في عالج
اضطرابات أحد أعضاء ألاسرة .ولذلك فاملرض الفردي هو مجرد العارض املرض ي ملرض ألاسرة ذاتها ،أو أحد مراكز
1
القوى فيها .ومن هنا تبرز أهمية عالج ألاسر بمثابة وحدة كلية دينامية أو عالج العالقة الزوجية في دينامياتها ودوافعها
ولقد انبثقت الحاجة إلى إلارشاد ألاسري من قناعة بأن معظم مشكالت الحياة تظهر من خالل ألاسرة ويمكن
أن تعالج في إطار ألاسرة ،فالعالقات ألاسرية يمكن أن تكون مصدر إثراء ودعم لكل فرد منها ،كما يمكن أن تكون
مصدرا للضغوط واملعاناة ،وهي في معظم الحاالت مزيج من الدعم والضغط .وإلارشاد ألاسري يستهدف تحسين الجو
ألاسري بحيث يصبح مصدرا للدعم بدال من أن يكون مصدرا للضغط( .سهيلة بنات وآخرون)1:2101 ،
2
املحاضرة ألاولى
الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزواج
الزواج هو تلك العالقة الاجتماعية الوحيدة الدائمة بين الرجل واملرأة التي يباركها هللا سبحانه وتعالى
باعتبارها ألاساس الشرعي السليم لتكوين الخلية ألاولى للمجتمع أال وهي ألاسرة .فالزواج مطلب أساس ي من مطالب
النمو إذا تحقق إشباعه بنجاح أدى إلى الشعور بالسعادة وبالتالي تحقيق مطالب النمو مستقبال ،بينما الفشل في
إشباعه يؤدي إلى نوع من الشقاء وعدم التوافق مع مختلف مطالب الحياة( .بلميهوب كلثوم)2101 ،
فالزواج في اللغة هو الازدواج والاقتران ،وهو نظام القتران الذكر باألنثى ،وهو نظام اجتماعي منظم بينهما،
النكاح أو الزواج عقد يحل لكل من الزوجين الاستمتاع بصاحبه ،والنكاح مشروع لقوله تعالى { وان خفتم أال
تقسطوا فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثالث وربع فان خفتم أال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك
وعليه تعددت التعريفات التي تحدثت عن الزواج وقد ركزت على ثالثة مجاالت رئيسية نوضحها كما يلي:
تعريفه املجال
نظام اجتماعي جوهري مقيد بشرائع دينية مختلفة تبعا للشعوب وألامم ،هذا -من الناحية الاجتماعية
باإلضافة إلى أنه رابطة تربط النفوس لكائنين عاقلين مستعينين بالصبر والاتفاق
ليستطيعا إنشاء عائلة صالحة في املجتمع إلانساني.
عقد يوقعه الرجل واملرأة من أجل حياة مشتركة تحت سقف واحد يتضمن -من الناحية القانونية
مجموعة من البنود والضوابط التي تنظم عالقاتهما املتشابكة من أجل إرساء
دعائم بناء متين يحفظ حقوقهما ويحدد واجباتهما.
عالقة ديناميكية بين شخصين نتوقع فيهما ألاوقات الهادئة وألاوقات العصبية، -من الناحية النفسية
فالسعادة فيها تقوم على جهد يبذل من الطرفين ويهدف إلى التفاهم العميق ،كما
تقوم على إدراك وتقدير متبادل من كل طرف ملحاسن ومساوئ الطرف ألاخر.
(أحمد عبد اللطيف)06-05:2111 ،
يرى الكثير من علماء النفس وألانثربولوجيا وعلماء الاجتماع العائلي بأن الزواج هو املؤسسة الاجتماعية ألاكثر
قبوال ومشروعية على مر التاريخ ،حيث يسعى فيها كل من الزوج والزوجة إلى محاولة تكوين أسرة قائمة بذاتها قادرة
3
على دفع الزواج إلى الاستقرار وال يكون ذلك إال من خالل تحقيق ألاهداف التالية والتي تتمثل حسب بلميهوب كلثوم
( )0202في:
الحاجة للحب والتقدير -الحاجة إلى تأكيد الذات وإثبات الهوية -الحاجة إلى ألامومة وألابوة .كما يهدف أيضا إلى:
-إشباع الجوانب الجنسية -تكوين صداقة وزمالة دائمة -إشباع الجوانب العاطفية -الحصول على الدعم -تكوين أسرة
مستقرة -الاستقرار النفس ي -تلبية حاجة ألابوة -الحصول على الحب( .أحمد عبد اللطيف)06-05:2111 ،
يشير محمد خليفة ( )0711إلى أنواع العالقات التي تتم قبل الاستعداد للزواج بين الطرفين من ذلك:
على الرغم من الاختالف فيما بين الناس في مراسم الاستعداد للزواج في املجتمعات املعاصرة طبقا ملستوى
التحضر والتعليم إال أن العادة جرت في معظم املجتمعات إلى وجود مراحل مختلفة يتم من خاللها تكوين ألاسر هي:
يفترض املرشد أن الناس غالبا ما يطورون مشاكلهم أثناء الانتقال من مرحلة نمائية إلى أخرى ،وتتمثل هذه
املراحل في:
تختلف هذه املرحلة باختالف املجتمعات واختالف تقاليدها وعاداتها ففي بعض املجتمعات العربية تعتبرها
فترة الاتفاق على الزواج ،وقد ال تستمر إال بضعة أيام ويكون فيها التعارف بين الزوجين تحت إشراف العائلة ،وفي
مجتمعات عربية أخرى تمتد إلى مدة أطول حتى يتهيأ الزوجان للزواج( .أحمد عبد اللطيف )20:2111 ،ويؤكد كثير من
أ -فترة لتعرف كل واحد منهما على آلاخر ،وذلك من حيث الاستعداد للحياة الزوجية وتكوين ألاسرة.
4
د -فترة التجريب والاختيار ملعرفة امليول والاتجاهات املتوافقة ،وإما أن يكتشف أحدهما أو كالهما أن التوافق أمر غير
محتمل ،الختالف الطباع وامليول ،وفي هذه الحالة يكون كل منهما في حل من ترك آلاخر بسهولة ،قبل إلاقدام على
-0السنوات ألاولى من الزواج :ويمكن تقسيم هذه املرحلة إلى ثالث مراحل أساسية وهي:
أ -مرحلة شهر العسل :وهي فترة راحة واستجمام للعروسين وتعرف كل منهما على عادات آلاخر كاالستيقاظ ،النوم
وعادات الطعام وما يحبان وما ال يحبان وألاشياء املفضلة لكل منهما.
ب -مرحلة الزواج ألاولى :وفي هذه الفترة يعود الزوجان إلى البيت ويستريحان فيه ويحضران ما يلزم له وإعداده
للسكن ووضع املسؤوليات لكل منهما حيث تصبح الزوجة مسؤولة عن إرادته وإعداد ميزانيته والاتفاق عليه من حيث
امللبس والسكن.
ج -استقرار الزواج حتى الطفل ألاول :وهنا تكتشف الزوجة بأنها حامل ،ألامر الذي يتطلب التهيئة للقيام باألعمال
وهنا يأتي الطفل الجديد وهو ضيف مرغوب به -في العادة -عند الزوجين ،ولكنه يشكل عبئا من حيث وقت
أ -أسرة بأطفال قبل املدرسة :أكبر طفل من 6-0سنوات وهنا يقوم الزوجان بإعداد ألاطفال للذهاب للمدرسة أو
إلحاقهم بالروضة.
ب -أسرة بأطفال املدرسة :أكبر طفل من 03-6سنة ولكل مرحلة من هذه املراحل خصوصيتها من ألادوار الواجب
5
يأتي كل من الزوجين إلى حياتهما ألاسرية الجديدة وهو يحمل موروثة من أسرة ألاصل ،وهو موروث متعدد
الجوانب نفسيا ،اجتماعيا ،اقتصاديا وثقافيا (عادات وتقاليد ،قيم ،ومعايير وقواعد سلوك وتوجهات حياتية وأنظمة
عالقة) والبد لتوفير فرص نجاح الحياة الزوجية وتمتعها بالصحة النفسية من خالل عمليات تفاعل وتفاهم وتوافق
بذلك يتأسس الزواج على قواعد واقعية قابلة لتوفير الشراكة الفعلية من جميع الجوانب العاطفية،
يتطلب نجاح الحياة الزوجية توافق على عادات وإجراءات حياتية مشتركة ،وعلى إيجاد قواسم مشتركة لنظم
التوقعات الذاتية لكل من الزوجين (ماذا ينتظر كل طرف من آلاخر ومن الرباط الزوجي وما هي تصوراته) ،ومن
الضروري أن ال تظل هذه التوقعات ضمنية يطغى عليها حماس شهر العسل وتساهالته وتنازالته املعروفة ،بل البد
انطالقا من بناء الجدارة الزوجية يدخل الزوجان إلى مرحلة بناء الجدارة الوالدية ومهاراتها ،فإذا كانا سليمين
جسميا فإنهما سينجبان ،ولكن إلانجاب ال يعني بالضرورة بروز الجدارة الوالدية تلقائيا ،فهذه لها متطلباتها ومهامها
وتحتاج إلى التمكن من مهاراتها التي تتطلب إجراءات تكيفيه وتطور نفس ي يؤديان إلى الصحة النفسية أو يولدان
املشكالت.
إنها مرحلة حساسة وقد تكون صعبة على الوالدين وألاوالد معا ،وتطرح بالتالي ضرورة إعادة نظر في العالقات
والتفاعالت وألادوار ،يعتز الوالدان لرؤية ألاوالد يكبرون ويتقدمون نحو سن الشباب ،وكذلك يعتز ألابناء إال أن
الهواجس تشغل بال الوالدين حول سالمة ألابناء وحسن تصرفهم وتعاملهم مع التحوالت الجسمية التي يمرون بها.
يكبر ألابناء ويعبرون سن الرشد ويستقلون نفسيا وماديا ،وأسريا .ويعتز الوالدان بهذا الاستقالل وببناء أبنائهم
لحياة جديدة وأسر جديدة ،إال أنهم يجدون أنفسهم من جديد بمفردهم ،يتعين على الوالدين إجراء الفطام النفس ي في
6
عالقاتهم مع ألابناء ،وبمقدار ما يتمكن الوالدان من ملء حياتهم مهنيا واجتماعيا فإنهم يتجاوزون بيسر أزمة الفطام
النفس ي عن ألابناء( .كل عائلة لها إستراتيجية مللئ الفراغ مثال السفر ،تبادل الزيارات)
وهي مرحلة تحمل تحديات خاصة على صعيد الصحة النفسية والتوازن النفس ي ،إنها مرحلة التقاعد واحتمال
الخروج من دائرة النشاط املنتج بالنسبة للبعض ،بينما هي مرحلة الانتهاء من طور والدخول في طور آخر تتجدد فيه
املشاريع الحياتية بتوجهات وكيفيات مغايرة( ..مصطفى حجازي )90-11:2105 ،فمن املهام الارتقائية الرئيسية في
هذه املرحلة إعادة تحديد ألادوار بين ألازواج املسنين والتعامل معه وفاة البعض من داخل ألاسرة أو من ألاصدقاء.
فالتقاعد والسنوات املتقدمة قد تعني فقدان أو نقصان الدخل وفقدان املكانة املهنية ،كما تعني أوقات طويلة من
الفراغ في املنزل وفقدانا لألدوار التي كانت تؤدى لسنوات طويلة .واملواطنين كبار السن قد يخبرون فقدان بيوتهم
ومجتمعاتهم وراحتهم الجسمية أو كفاءتهم العقلية .وعندما يموت أحد الزوجين فإن الزوج آلاخر عليه أن يعيد صياغة
هوية شخصية جديدة كأرمل أو أرملة وأن يعيد تنظيم العالقات مع ألابناء أو أفراد ألاسرة املمتدة حسب الوضع
الجديد إذا كان آلاباء الكبار مرض ى أو عاجزين فإن على ألابناء أن يتباحثوا حول مهام الرعاية لهؤالء آلاباء .وقد أظهر
بحث أجراه كل من سبارك وبرودى (Spark and Brody )0712أنه على عكس الاعتقاد الشائع بأن آلاباء كبار السن
يتعرضون للهجر وإلاهمال فإن البحث قد أظهر أن معظم هؤالء آلاباء محل رعاية ألابناء وأن آلاباء يحظون بسؤال
7
املحاضرة الثانية
ألاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة
تمهيد:
تعددت التعريفات التي تقدم بها الباحثون والكتاب واملنظمات املعنية بامور املجتمع العالمي بمنظمة حقوق
إلانسان لألسرة ،إال أن تلك التعريفات كانت قد اختلفت فيما بينها تبعا الختالف ما يحمله هؤالء من أفكار واتجاهات
ألاسرة هي الخلية الاجتماعية الرئيسية التي تقوم بتنفيذ جميع النشاطات إلانسانية منذ الوالدة وحتى الوفاة،
وهي ثمرة من ثمرات املجتمع ،واملجتمع بدوره يحدد لها أغراضها وتقاليدها وعاداتها وعالقاتها الداخلية والخارجية وما
تشمله هذه العالقات من حقوق وواجبات كما يرسم لها املجتمع طبيعة اتجاهاتها وتقيدها بااللتزام بها.
ومن ناحية أخرى فهي تحدد وتضبط تصرفات أفرادها وتورثهم قيمها فهي املعلم ألاول الذي يقوم بتكييف
أفرادها اجتماعيا.
ألاسرة هي الجماعة املكونة من الزوج والزوجة وأوالدهما غير املتزوجين اللذين يقيمون معا في مسكن واحد
كما تعرف بأنها جماعة من ألاشخاص يرتبطون معا بروابط الزواج أو الدم أو التبني ويعيشون معيشة واحدة في بيت
واحد ويتفاعلون مع بعضهم البعض وفق أدوار اجتماعية محددة( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)29:2106 ،
ألاسرة وحدة اجتماعية يقوم فيها الناس عن طريق الاختيار املتبادل بإشباع حاجاتهم املتمثلة في الحاجة
البيولوجية وألامن والانتماء وتقدير الذات وتحقيقها .وتتكون ألاسرة بنائيا من ألاب وألام وألاوالد وتتكون وظيفيا من
نمط العالقات التي تحكم كيان ألاسرة ،وتضمن استمرارها وتوافقها وهي أقوى الجماعات تأثيرا في تكوين شخصية
الفرد وتوجيه سلوكه ،والحياة ألاسرية تؤثر في التوافق النفس ي إيجابا وسلبا حسب نوع التجارب والخبرات ألاسرية.
وتعرف القصيد ( )0795ألاسرة على أنها منظومة اجتماعية صغيرة تتألف من الزوج والزوجة وألافراد
وتتكون بينهم روابط قانونية واجتماعية وأخالقية وروحية وتعتبر نواة املجتمع والركن ألاساس ي في كيانه .كما أنها
8
وحدته ألاساسية حيث يتكون منها البناء الاجتماعي العام كما أنها مؤسسة دائمة ومستمرة تعتمد على أواصر الدم
وعليه فاألسرة هي مؤسسة اجتماعية تتشكل من منظومة بيولوجية اجتماعية ،وتقوم على دعامتين :ألاولى
بيولوجية ،وتتمثل في عالقات الزواج وعالقات الدم بين الوالدين وألابناء وساللة ألاجيال .أما الثانية فهي اجتماعية
ثقافية ،حيث تنشأ عالقات املصاهرة من خالل الزواج ،ويقوم الرباط الزوجي تبعا لقوانين ألاحوال الشخصية حيث
وتعرف ألاسرة كنسق اتصالي حيث تتكون ألاسرة من أفراد وال تستطيع فهم سلوكهم فهما كامال من خالل
دراسة كل فرد فيها على حدا وفهمه بعيدا عن ألاسرة وإنما عن طريق معرفة كيف يعمل هؤالء ألافراد معا .ويستند
تعريف النظام أن الكل ال يمكن فهمه إال من خالل دراسة إجرائية في عالقاتها ببعضها البعض وفي عالقاتها بالعملية
الكلية لألداء حيث يعرف النسق بأنه نظام معقد لعناصر متفاعلة بعضها مع بعض( .فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)32:2106 ،
وعليه يمكن تعريف ألاسرة من عدة نواح كما سنوضح في الجدول التالي:
تعريفه املجال
النظام الاجتماعي الذي تنشأ عنه أول خلية اجتماعية تبدأ بالزوجين ،وتمتد حتى تشمل ألابناء من الناحية الاجتماعية
وآلاباء وألامهات وإلاخوة وألاخوات وألاقارب جميعا.
تلك ألاحكام واملبادئ والقوانين التي تتناول ألاسرة بالتنظيم بدء من تكوينها مرورا بقيامها من الناحية القانونية
واستقرارها وانتهاء بتفرقها ،وما يترتب على ذلك من آثار تؤدي إلى ارسائها على اسس متينة
تكفل ديمومتها وإعطاء الثمرات الخيرة املرجوة منها.
هي الوحدة ألاولى للمجتمع وأولى مؤسساته التي تكون العالقات فيها في الغالب مباشرة ويتم من الناحية النفسية
داخلها تنشئة الفرد اجتماعيا ويكتسب فيها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله وعواطفه
واتجاهاته في الحياة ويجد فيه أمنه وسكنه.
(أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز)31:2105 ،
ثانيا - :أنواع ألاسر :يفصل علم الاجتماع ألاسري (العائلي) نوعين رئيسين من ألاسر هما:
-0ألاسرة النووية:
تشكل ألاسرة النووية النوع املستجد منهما الذي يتزايد انتشاره مع ازدياد التحضر والدخول في الحداثة .تتكون
ألاسرة النووية من الزوجين وأوالدهما غير البالغين وتقوم بمثابة وحدة مستقلة عن باقي الوحدات ألاسرية في املجتمع
9
املحلي .ويشيع فيها صغر الحجم ودرجة نسبية من الحرية الفردية والعالقات ألافقية التشاركية التبادلية والسكن
املستقل ،وكذلك الحياة الاقتصادية املستقلة نسبيا عن أسر ألاصل (مصطفى حجازي)05:2105 ،
-2ألاسرة املمتدة:
وهي تركيبة اجتماعية مكونة من عائلتين أو أكثر يقيمون جميعا في بيت واحد وغالبا ما يكونون على صلة قرابة
بعضهم ،وغالبا ما يجمع بينهم عمل معين كما في املجتمعات الزراعية( .أحمد محمد مبارك)36:0992 ،هي النمط ساد
تقليديا في املجتمع العربي ،حيث أنها تشكل أحد فروع القبيلة أو العشيرة .وتتكون عادة من ثالثة أجيال :ألاجداد،
آلاباء ،وألابناء .ومن الشائع أن تعيش هذه ألاجيال ضمن حيز مكاني واحد قبل الزواج وبعده .كما تندرج ضمنها قرابة
توفر ألاسرة املمتدة الحماية والرعاية والفرص الاقتصادية واملهنية والاجتماعية ألعضائها مقابل الطاعة
والوالء .وتمارس ألاسرة املمتدة عادة مستوى عاليا من الضوابط السلوكية على أعضائها ،مما يحد من حرية القرار
والاختيار والاستقاللية والحراك الاجتماعي ،وتتصف ألاسرة املمتدة بمرتبيه املكانة ،حيث املرجعية للكبار على الصغار
على مدى سلسلة ألاجيال .كما تتصف بتحديد واضح لألدوار الزوجية والوالدية والبنوة ألاخوة( .مصطفى حجازي،
)01-06:2105
-تعد ألاسرة الخلية ألاولى لتكوين املجتمع كما أنها جماعة أولية ومنظمة اجتماعية وأكثر الظواهر الاجتماعية عمومية
-تقوم ألاسرة على أساس عالقات زواجيه اصطلح املجتمع على مشروعيتها في إطار من ألاسس والروابط الاجتماعية
املقبولة.
-تتكون ألاسرة من أشخاص تربطهم روابط الزواج والدم أو التبني طبقا للعادات وألاعراف والتقاليد السائدة في
املجتمع ،فالرابطة بين الزوجين هي رابطة الزواج والعالقة بين الوالدين وأطفالهما قائمة على رباط الدم.
-يلعب التفاعل في ألاسرة دورا مهما بين أفرادها وبينهم وبين بقية أفراد املجتمع مما يجعل منها وحدة اجتماعية
10
-تعد ألاسرة إلاطار العام الذي يحدد تصرفات أفرادها فهي الوعاء الذي تتشكل به حياتهم وبذلك تضفي عليهم
خصائصها وطبيعتها فهي مصدر العادات والعرف والتقاليد وقواعد السلوك وهي دعامة الدين وعليها تقوم عملية
التنشئة الاجتماعية.
-تعد ألاسرة الجماعة املرجعية وجماعة التوجيه والتأثير التي تحدد تصرفات أفرادها ،فاألسرة ينظر إليها باعتبارها
تشكل حياتهم فهي املعيار املرجعي الذي يتحكم إليه ضبط السلوك الفردي قبوال أو ردا وفي التكيف الاجتماعي.
-تعد ألاسرة وحدة اقتصادية فقد كانت قائمة في املاض ي بكل مستلزمات الحياة واحتياجاتها وكان انتاج ألاسرة رهن
استهالكها وعندما اتسع نطاق ألاسرة أصبح إلانتاج العائلي من خصائص املرأة وأصبح الرجل يعمل تابعا لهيئات أو
ملؤسسات أخرى مازلت ألاسرة تؤدي وظائفها الاقتصادية بالرغم من التطورات التي طرأت على نظمها ففي ألاسرة
الحديثة يتعين لكل فرد فيها عمل اقتصادي يناسبه حيث خرجت املرأة تزاحم الرجل في مجال العمل نظرا الرتفاع
تكاليف املعيشة أو وجود أسر وحيدة العائل هذا وينظر معظم ألافراد إلى ألاسرة الحديثة على أنها شراكة اقتصادية بين
طرفين هما الزوج والزوجة فاألسرة هي النظام الذي يؤمن وسائل املعيشة ألفرادها.
-تعد ألاسرة مصدر الاستقرار وإلاقامة لألبناء فهي التي تشكل الهوية ألاولى للفرد حيث ينتسب أبنائها إلى اسم عائلي
واحد يحظى باحترامهم جميعا ويرتبطون به برباط القرابة الدموية فلكل أسرة جد أكبر يحمل اسم العائلة وبذلك
-تعد ألاسرة املجال ألاول والطبيعي وألاساس ي للعالقة والارتباط بين الزوجين عن طريق الزواج وبينهم وبين ألابناء عن
طريق ألابوة وألامومة كما أنها البيئة املناسبة واملؤسسة الاجتماعية الصالحة للقيام بعمليات التنشئة الاجتماعية
والتطبيع الاجتماعي ألبنائها باحترام ألاعراف والتنشئة والتربية ألاسرية ألفرادها في إطار وظائفهم املتعددة التي تفرضها
طبيعة تكوينها وممارستها لألدوار واملسئوليات الفردية والاجتماعية التي تشكل شبكة العالقات بين أفرادها ،وبينهم وبين
آلاخرين ويتم ذلك في إطار من الالتزامات بالحقوق والواجبات واملسئوليات وألادوار املنوطة بكل فرد من أفرادها وفي
إطار قيم املجتمع وأعرافه ونظمه وعاداته وتقاليده واتجاهاته وتنظيماته وعالقاته( .فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)11-39:2106 ،
11
تعد ألاسرة املهد الحقيقي للطبيعة إلانسانية فضال عن أن تجربة الحياة خاللها ضرورية لتحويل املولود إلى
كائن إنساني يعيش في انسجام مع آلاخرين وتتمثل فيما يلي :الوظيفة البيولوجية -الوظيفة الاقتصادية-الوظيفة
-0الوظيفة الجنسية:
وهي وظيفة إشباع الدافع الجنس ي للزوجين بموجب رابطة الزواج الشرعية املقدسة بينهما والتي بموجبها
ينتظم نسب ألاطفال في املجتمع وتضمن لهم حقوقهم .وداء ألاسرة لهذه الوظيفة بصورة سليمة يمكن الزوجين من
الانسجام الزواجين فتمتع الزوجين بثقافة جنسية مناسبة يمكن أن يساعدهما في التربية الجنسية الصحيحة
لألطفال من خالل مراحل نمو مختلفة ،كما ويساعدهما في توفير الوقاية ألفراد ألاسرة من الرذيلة والفشل ألاخالقي
-2الوظيفة البيولوجية:
وتتمثل في الارتباط بين الزوجين والطفل الذي يولد نتيجة العالقة الزوجية ،إن العامل البيولوجي يقرب ألام و
الطفل ،وألاب والطفل ،فكال الطرفين يستمد السعادة من ملس الطفل ،فاألم التي ترضع طفلها تتبادل وإياه
العواطف الجميلة الظاهرة فهي تشبع عنده الحاجة إلى الغذاء وهو يشبع عندها دافع ألامومة وهي بذلك تمد
وتستمد في الوقت نفسه .ويمكن أن يكون لألب دور في تلقين الطفل دور القوة والسيطرة لكونه ذكر تسانده السلطة
املستمدة من ثقافة املجتمع وقيمه ومعاييره الاجتماعية إن الوحدة ألاسرية تقوم على زواج الذكر وألانثى بحيث تكون
هذه ألاخيرة مرتبطة بسيطرة زوجها ( .منى يونس ونازك عبد الحليم)01:2100،
-3الوظيفة النفسية:
يتأثر النمو النفس ي والاجتماعي والجسمي للطفل باملناخ ألاسري العام .لذلك فإن الشخصية السوية تنمو في
جو أسري قوامه املحبة والدفء العاطفي ،وفي ظل كيان أسري يحترم شخصية الطفل ويقدر مهاراته ويغرس فيه
الثقة بالنفس .أما إذا كان الجو ألاسري مضطربا ومفككا فإنه يحرم الطفل حقه في الدفء العاطفي ،ويسلبه حرية
(بسام محمد )60:2103 ،فتوفير الدعم النفس ي لألبناء يشعرهم باألمن التعبير ،ويحرمه من النضج السليم.
والقبول في ألاسرة التي تحافظ على تقدير ألاطفال لذواتهم وتمنحهم الحماية الالزمة للنمو بشكل نفس ي سليم،
وتؤمن الاستقرار النفس ي ألفراد العائلة وتفريغ الشحنات العاطفية التي تزيل العديد من عوامل القلق والاضطراب
التي تنتاب أفرادها لتحقيق هذه الوظيفة يجب أن تراعي ألاسرة ما يلي:
12
أ -مناقشة ألاب جميع أفراد ألاسرة في الصعوبات واملشكالت التي تواجه ألاسرة بين فترة وأخرى.
ج -إشعار كل فرد في ألاسرة بقيمته وأهميته في ألاسرة( .عطا هللا فؤاد ودالل سعد الدين)06:2119 ،
-1الوظيفة الثقافية :إن ألاسرة وسيط بين املجتمع وأفراد ألاسرة ،فاملرأة والرجل عندما يتزوجان يكونوا وحدة تتميز
بأساس ثقافي ويتم اختياره من قبلها ،وبمستوى اجتماعي وتعليمي واقتصادي يميز أسرتهما ولهما مهنة ومستوى
معيش ي خاص بهما .وتقوم ألاسرة ببث القيم في نفوس أفرادها .وبإكسابهم املفاهيم والعادات والتقاليد التي تضبط
سلوك أفرادها وتحكم عالقاتهم الاجتماعية داخل ألاسرة وخارجها وبما يوفر لألسرة مكانة مقبولة في املجتمع.
-5الوظيفة الاقتصادية :وهذه الوظيفة مستمرة ولها صور مختلفة وأساليب وأهداف وقد كانت ألاسرة في املاض ي
وحدة جماعية مشتركة ومتكاملة تقوي عالقاتها والروابط بين أفرادها سلطة رب ألاسرة وسيطرته على مقوماتها
وكانت امللكية فيها جماعية .وفي الوقت الحاضر تقوم الوظيفة الاقتصادية على أداء أدوار تتجه الفردية
-6الوظيفة التربوية التعليمية :ألاسرة هي املؤسسة ألاولى التي تقوم بتربية وتعليم أطفالها ما تشاء دون تدخل سلطة
من سلطات املجتمع وفي املاض ي كان آلاباء يعلمون ألابناء فيها ما يمارسونه من مهن وحروف .وإذا كانت هناك حاجة
أما اليوم فهناك مؤسسات تربوية واجتماعية تساعد ألاسرة على القيام بهذه الوظيفة كالحضانة ورياض
ألاطفال ما قبل املدرسة .واملدارس الابتدائية واملهنية وغيرها لتربية وتعليم ألاطفال في مرحلتي طفولتهم الوسطى
-1الوظيفة الدينية :تعتبر ألاسرة هي املكان ألاول الذي يتشرب فيه الطفل التعاليم الدينية الصحيحة ،عن طريق
التعلم ،أو التقليد أو التلقين .فعن طريق ألاسرة يتعلم الطفل معاني الحالل والحرام ،الخير والشر ،الصحيح والخطأ.
باإلضافة إلى بعض العبادات كالصالة ،والصيام ،والصدقة وصلة الرحم ،وبر الوالدين ،العطف على املساكين
-1وظيفة الحماية :توفر ألاسرة الحماية وألامن والرعاية ألفرادها صغار السن منهم واليافعين والكبار وكبار السن
في حاالت الصحة واملرض والعجز وتوفر لهم العيش الكريم فاألسرة كانت ومازالت تقوم بهذه الوظيفة .كما أنها تقوم
بإزالة الخالفات والنزعات بين أفرادها وتحكم بالعدل بينهم وتقوم سلوكهم من خالل أساليب التنشئة الاجتماعية
13
التي تتبعها والثواب والعقاب للحفاظ على حقوقهم وتمكينهم من أداء واجباتهم وتحقي النظام في حياتهم والحيلولة
دون وقوع الفوض ى والتفكك فيها( .منى يونس ونازك عبد الحليم)20-21:2100،
كما أشار وليم اجبرن " Willim Ogburnأن لألسرة وظائف أخرى هي:
-وظيفة منح املكانة :أعضاء ألاسرة يستمدون مكانتهم الاجتماعية من مكانة أسرهم في الوقت الذي كان اسم
-الوظيفة الترفيهية:كقضاء وقت معا ،و الخروج معا في رحالت وزيارات مختلفة في أوقات الفراغ ).احمد عبد
أ -مهمات أساسية :ألاسرة تقدم شيئا أساسيا لألفراد وهو الطعام واملأوى والحماية.
ب -مهمات تطورية :مرتبطة بالنضج ألافراد وتطورهم وتغيرات في تركيب ألاسرة مثل فترة املراهقة أو دخول الطفل
ج -مهمات أزمات :مثل املرض أو الهجرة من أجل العمل أو الدراسة وهناك اسر اقدر على التكيف من اسر أخرى،كما
أن أسرا يأخذ ذلك منها وقتا حتى تتكيف ).احمد عبد اللطيف( 21 ،2101،
يتوقف نجاح ألاسرة على عملية التفاعل بين أفرادها وعلى نجاحها في تربية أبنائهم وتنشئتهم وفي حسن
قيامها بوظائفها وأدوارها ومسئولياتها وعلى مدى توفر املقومات الالزمة لوجود ألاسرة من البداية لدعم قدرتها البنائية
-0الرابطة الزوجية :يعد الزواج الرابطة ألاساسية لقيام ألاسرة وتكوينها وهو قائم على الارتباط املنظم بين رجل
وامرأة على حين أن ألاسرة تدل على الزواج مضافا إليه الانجاب .حيث يشير مصطلح ألاسرة إلى الحاالت وألادوار املكتسبة
عن طريق الزواج وألاوالد وبذلك نجد أنه من املألوف اعتبار الزواج شرطيا أوليا لقيام ألاسرة واعتبار ألاسر نتاجا للتفاعل
والزواج فالزواج هو الوسيلة الثقافية الرئيسية لضمان استمرار ألاسرة والجماعات ألاخرى القائمة على القرابة.
-2الركيزة املكانية :يشكل السكن دعامة أساسية من دعائم استقرار ألاسرة بعد الزواج ،حيث يعتبر السكن من
الحاجات ألاولية التي تتطلبها املعيشة ألاسرية وتشعر ألاسرة بالحماية وآلامان في إطار مسكنها الذي يأوي أفرادها وألاسرة
14
املستقرة هي ألاسرة التي يتوافر لها متطلبات الحياة ألاساسية داخل مسكنها فيتوافر فيه ألفرادها احتياجاتهم املعيشية
-3الدعامة القانونية :تبدأ العالقة بصورة قانونية تشريعية بعقد قران من خالل تحرير عقد كتابي بالزواج وبه كافة
الحقوق والواجبات لكل من الزوجين والجزاءات والعقوبات على كل من يخالف شروط عقد الزوجية ،وهذا يوضح أنه
بجانب الركيزة الدينية كأساس لتنظيم شؤون ألاسرة وبنائها وتحديد وظائفها وحقوقها فقد وضعت الدول التشريعات
القانونية التي تحدد أسلوب بناء ألاسرة وصحة عقد الزواج وتوثيقه والطالق أو الهجر حيث يطلق على الجانب الخاص
بقوانين ألاسرة قوانين ألاحوال الشخصية( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)10:2106 ،
-4الجوانب الاقتصادية :تأثرت ألاسرة بغض النظر عن مستوياتها الاقتصادية -أي مستوى الدخل – والاجتماعية -أي
املكانة الاجتماعية والثقافية أي مستوى التعليم للوالدين بالتغيرات املادية املعاصرة والتي تشتمل على الغير في أسلوب
الحياة سواء من حيث املسكن أو املواصالت ووسائل الاتصال بأنواعها املتعددة وطرائق العالج والوقاية من ألامراض،
كما تأثرت بالعديد من املتغيرات ألاخرى املتصلة بوسائل إلانتاج ووسائل التسلية والترويح ،وهكذا يعد العمل بقصد
جلب الرزق نشاطا اقتصاديا من الدرجة ألاولى يؤدي للعائد املادي املطلوب لتوفير حاجات أفراد ألاسرة والذي يوظف
في جوانب عديدة تتصل باحتياجات ألاسرة في الاستهالك وتربية ألابناء ورعايتهم وغير ذلك من متطلبات الحياة اليومية.
-5الجوانب الاجتماعية والعالقات ألاسرية :تشتمل العالقات ألاسرية والاجتماعية على مفهوم العالقات ألاسرية
املنزلية والعالقات في نطاق ألاسرة الانسانية والتفاعل القائم بين هذه العالقات واملمارسات السلوكية والاجتماعية
-6الركيزة الصحية :بمعنى دور ألاسرة في الحفاظ على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية ألعضائها ملا لها من دور
فعال في الجانب الوقائي والانمائي والعالجي وما تغرسه في أعضائها من عادات صحية سليمة وتغيير اتجاهاتهم
وسلوكياتهم وعاداتهم الصحية الخاطئة باإلضافة إلى التربية النفسية والسلوكية التي تولد الصحة النفسية والتوافق
-1الركيزة الدينية :وقد قصدنا من ذكرها في الختام املقومات إعطائها مزيدا من الشرح إن ألاسرة املتدينة التي ينشا
أفرادها في جو يسوده ممارسة الشعائر والفروض الدينية من الصالة والزكاة والصيام هي أسرة تغرس في أبنائها منذ
نشأتهم ووعيهم بالحياة ألاسس الدينية السليمة ولذا فإن توفير املناخ الديني ألاسري يساعد على إفراز أبناء يعرفون
دينهم ويمارسون شعائره كما يقع على ألاسرة العبء ألاكبر في غرس السلوكيات ألاخالقية في نفوس أبنائها منذ صغرهم
15
مما يساعد في انتاج أشخاص يقدرون املسئولية ويعتمدون على أنفسهم( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين،
)12:2106
ألاسرة منظومة محكومة بنظام من القواعد .فالتفاعل بين أفرادها يتبع القواعد املتبعة في بنية السلطة فيها.
هذه القواعد تتيح لكل فرد أن يعرف املسموح واملنوع ،وقد تكون هذه القواعد غير معلنة ولكنها تضبط نشاط ألاسرة
وتعمل على استقرارها وكيفية نشاطها بمثابة وحدة وهو ما يؤسس لتقاليد حياة ألاسرة وتوقعات كل من أعضائها من
ألافراد آلاخرين ومن ألاسرة عموما إنها تشكل منظومة قيم ألاسرة وانتظام الحياة فيها .وهكذا تحدد القواعد كيفية
تشكيل ألاعضاء لسلوكاتهم الراهنة واملستقبلية ،كما ترس ي آليات استقرار ألاسرة والحياة فيها ،حيث تميل ألاسرة إلى
تكرار السلوكات والتفاعالت ذاتها بناء لبعض القواعد ،بدال من استكشاف كل إمكانات السلوك في أي موقف ،مما
قد تكون القواعد وصفية تحدد املتعارف عليه من السلوكات تبعا للسن والجنس والدور في ألاسرة ،أو تكون
إمالئية تحدد ما يجب أن يكون :ما هو املسموح وما هو املمنوع ،فالقواعد الوصفية تكون قابلة للتفاوض ألنها من النوع
املرغوب واملستحب .بينما القواعد إلامالئية فإنها ملزمة تحدد ما يجب أن يكون .ألاسر ذات البنية املتزمتة املنغلقة تكثر
فيها القواعد إلامالئية مما يحد من حركة مما يحد من حرية الحركة والخيارات عند ألاعضاء .أما ألاسر مفرطة الانفتاح
أو الفوضوية تضعف فيها القواعد إلامالئية؛ إذ يتصرف كل عضو فيها على هواه .وفي كل الحاالت تكون القواعد غير
معلنة رسميا بل يتم استخالصها من خالل تكرار أنماط السلوك والعالقة والتفاعل وثبات ألادوار.
فاألسر الناجحة وظيفيا تتبنى قواعد فاعلة وظيفيا والعكس صحيح ،وألاسر غير الناجحة وظيفيا تتبنى عادة
-املشاركة في الانفعاالت سواء الايجابية أو السلبية :بمعنى قيام أفراد ألاسرة بالتعبير عن مشاعرهم وانفعاالتهم
-فهم الانفعاالت وقبولها لألسرة ككل :فهم املشاعر التي تصدر عن أفراد ألاسرة والعمل على تقبلها اعتمادا على املراحل
16
-قبول الفروق الفردية :وعدم مقارنة أفراد ألاسرة معا ،ويعني ذلك عدم مقارنة حتى إلاخوة والتوائم باملستوى
-التعاون واملشاركة في املسؤوليات :وعدم تحميل مسؤولية ما يجري في البيت لشخص واحد فقط كالزوجة ،فأعمال
-أوال :تقسيم وتصنيف املشكالت ألاسرية حسب املراحل التي تظهر فيها في دورة الحياة ألاسرية:
- 0مشكالت قبل الزواج :ومنها سوء الاختيار الزواجي والتفاوت وعدم التكافؤ بين الزوجين في الشخصية والعمر ،أو
اختالف البيئة بينهما ،أو في املستوى الاجتماعي وما يصاحب ذلك من شعور بالنقص أو تعال لدى أحد الطرفين،
والاختالط الزائد والتجارب قبل الزواج وما يصاحب ذلك من سلوك محرم ،وكذب وتورط وشك متبادل وخيانة لألهل.
- 2مشكالت أثناء الزواج :ومنها مشكالت تنظيم النسل ،وما قد يصاحبه من خالفات حول مداه ومدته وما يرافقه
من اضطرابات نفسية جنسية وردود فعل عصابية ،وكذلك مشكلة العقم وما يصاحبها من اتهام كل طرف لآلخر بأنه
هو السبب مما يؤدي إلى اللجوء للدجالين واملشعوذين ،وكذلك تظهر مشكلة تعدد الزوجات وما يصاحبها من إرهاق
وتشتت وعدم استقرار وظلم وتصارع وتسابق ،وكذلك مشكلة اضطراب العالقات الزوجية مثل الليونة أو القسوة
الزائدة والتسلط والهجران ،والغيرة الشديدة والطالق الانفعالي ،وكذلك تظهر املشكالت الجنسية مثل املمارسات
الشاذة وعدم التكافؤ بين إلافراط والضعف والخيانة الزوجية وما يصاحبها من شك وطالق.
-3مشكالت بعد انهاء الزواج :مثل الطالق وما يصاحبه من مشكالت ألاطفال والنفقة ومشاكل أخرى وهي الترمل
والعزوبة بعد الزواج ،وما يصاحبها من صعوبة التوافق والوحدة والقلق والهم والخوف والاضطرار للعمل لكسب
العيش أو التقوقع في البيت والحاجة إلى مساعدة آلاخرين ،والاضطرار للمعيشة مع ألاوالد املتزوجين.
-1مشكالت الشيخوخة وسن التقاعد :ويصادف أحيانا استغناء الزوجة عن الزوج بعد كبر أوالدها وتوظفهم
والتكفل بها عن زوجها من مصروف معيش ي ومواصالت وقضاء حاجياتها الشخصية ،وأيضا الشعور بالعزلة والوحدة
النفسية وضعف العالقات الاجتماعية بين املسن وأصدقائه ،وانحسارها تدريجيا في دائرة ضيقة والتطرف في نقد
17
سلوك الجيل التالي ،والشعور بقرب النهاية ،وعدم الجدوى ،وعدم القيمة ،وزيادة الفراغ ونقص الدخل وما يصاحبها
من إحساس بالقلق والخوف من املستقبل وضعف الطاقة الجنسية أو التثبيت...الخ( .أحمد عبد اللطيف وصالح
-0من حيث املشاكل الخاصة :فهي تتعلق بالزوج أو الزوجة منها الكراهية وسوء معاملة للزوجة ،فارق السن ،املرض،
-2من حيث املشاكل العامة :وهي ترجع للمجتمع وما ينتابه من مشاكل اقتصادية أو مواريث ثقافية خاطئة...إلخ
ثالثا :تصنيف املشكالت ألاسرية بحسب العوامل الغالبة في حدوثها :وتتمثل في:
-مشكالت نفسية -مشكالت اجتماعية -مشكالت اقتصادية -مشكالت صحية -مشكالت ثقافية -مشكالت عقلية-
مشكالت أخالقية.
-اضطراب العالقات بين الوالدين -.الوالدان العصابيان -القدوة السيئة (ألاب املدمن) -التنشئة الاجتماعية الخاطئة
(القسوة) -اضطراب العالقات بين الوالدين وألاوالد -عقوق الوالدين -اضطراب العالقات بين إلاخوة (التسلط) -مركز
الولد في ألاسرة -أوالد الزوج السابق -ألاوالد غير ألاشقاء -ألاوالد اليتامى -خلفة البنات -مشكالت ذوي القربى (عدم
صلة الرحم) -سوء التوافق وتفكك ألاسرة( .كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم.)010:0999 ،
-عاشرا :الفئات املستهدفة من الخدمات في الاستشارة ألاسرية :يحتاج العديد من أفراد ألاسرة إلى خدمة
-0املتزوجون الجدد الذين يحتاجون إلى خ ما يعينهم على تجنب الوقوع في املشكالت التي تهدد حياتهم ألاسرية.
-4أسر السجناء ومساعدتهم لتجاوز املصاعب التي تواجههم إثر غياب عائل ألاسرة.
-5أسرة متعاطي املخدرات أو مدمني املسكرات وأقاربهم ملساعدتهم في التعرف على ألاسلوب ألامثل للتعامل مع هذه
الحاالت.
18
-1املحتاجون للخدمات الاجتماعية وتبصيرهم بطرق الحصول عليها وإلافادة منها.
-7الطالب املتسربون دراسيا نتيجة لظروف اجتماعية( .أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز)65-61:2105 ،
تؤثر التربية ألاسرية في الطريقة التي ينمو ويتعلم فيها الطفل ،فخبرات الطفل في عالقته مع الوالدين يمكن أن
تؤدي إلى نمو سلوكي وانفعالي واجتماعي سوي وتدفع بالطفل ليصبح راشدا منتجا لديه القدرة على إقامة عالقات
اجتماعية ناجحة مع ألاصدقاء وألاهل وألاقارب والجيران ،وأن ينش ئ أسرة ويحب زوجته وأبنائه ويرعاهم ،كما
يستطيع الحصول على تعليم مناسب ويمارس مهنة تحقق له الاستقرار املادي والنفس ي والاجتماعي .كما يمكن للتربية
ألاسرية أن تعيق النمو وتؤدي به إلى الاضطراب الذي يؤدي إلى سلوك جانح ،وتصرفات منحرفة وأنانية وتمركز حول
الذات وتكوين أسرة مضطربة وإهمال ألاطفال وإساءة معاملتهم( ..سهيلة بنات وآخرون)32-30:2101 ،
الحظ الباحثون واملعالجون منذ فترة طويلة اتصاف آلاباء في ألاسرة التي بها أطفال أو أعضاء مرض ى بصفات
معينة ،ودفعهم ذلك إلى التفكير في إمكانية وجود "أنماط" معينة تميز آلاباء في ألاسر املضطربة أو ألاسر التي يصاب عادة
أحد أبنائها .وتحدث ديفيد ليفي ( )0743عن وجود سمة (الحماية الزائدة) عند أمهات هذه ألاسر.
كما ظهر مصطلح (ألام املنجبة للفصام) في كتابات فريدا فروم -ريخمان ( )0749ويشير إلى ألام التي ال تكون
ذهانية ولكنها ترتبط بابنها على نحو يميالن فيه إلى أن يصبحا مضطربين انفعاليا .وهذه ألام تكون زائدة الحماية كما
الحظ ديفيد ليفي ،أنه في نفس الوقت تكون عدوانية مسيطرة ناقدة وفوق ذلك كله فإنها تتسم بالبرود العاطفي وال
تشع ر بمشاعر آلاخرين في تعامالتها .وعلى الرغم من أن مصطلح ألام املنجبة للفصام لم يستخدم بكثرة بعد ذلك ،فإن
ألاثر التدميري الذي تتركه مثل هذه ألام على أوالدها أو على واحد منهم بالذات أمر يكاد يحظى بموافقة الباحثين في
مجال املرض ى ،وعلى ألاخص اضطراب العالقة بين أفرد هذه ألاسر.
إذا كان مصطلح ألام املنجبة للفصام أو للمرض لم يعد يستخدم فإن "ألاسرة املولدة للمرض" ال زال يستخدم
على أساس أن ألام وحدها ال تسبب هذا الاضطراب ولكن تفاعل الوالدين معا ومع ألاوالد هو الذي يمكن أن يرتبط
باملرض والانحراف عند ألابناء" .وفرض ألاسرة املنجبة للمرض يقوم على أساس أن هناك بعض ألاسر –بحكم بنيتها-
19
غير سوية ،ويفصح عامل الالسواء عن نفسه من خالل أحد ألابناء .وعادة ما يكون هذا إلابن أكثر ألابناء تهيأ لإلصابة
باملرض .وقد يكون أساس هذا التهيؤ وراثته لقدر أكبر من الاستعداد للمرض ،أو قد يكون ضعفا في الجهاز العصبي.
إذن فاملرض طبقا لهذا الفرض ليس مرض فرد ،ولكنه مرض أسرة ،أفصح عن نفسه من خالل أضعف
الحلقات في ألاسرة وهو الطفل ألاكثر تهيؤا لالضطراب ،ويحدث في مناخ ألاسرة املنجبة للمرض بعض العمليات املرضية
التي عرضنا لها في ألاقسام السابقة -من شأنها أن تعجل بظهور ألاعراض املرضية لدى أحد ألاطفال أو لدى الطفل
املهيأ.
ويالحظ أن معظم الدراسات والبحوث التي تمت في إطار فرض ألاسر املنجبة للمرض أو املولدة للمرض تمت
على املرض ى الفصامين .ولكن الباحثين في امليدان يرون أن العمليات الباثولوجية ألاسرية تتشابه كثيرا مع العمليات
التي تحدث في أسر املرض ى آلاخرين ،باالضافة إلى أنه من املفترض أن ما يصدق من أثر للعوامل البيئية وفي مقدمتها
ألاسرة في نشأة الذهان (املرض العقلي كالفصام) يصدق من باب أولى في نشأة العصاب (املرض النفس ي) ألن "باثولوجية
العصاب هي أساسا باثولوجية العالقات البنية الشخصية" كما يقول هندرسون .كما يالحظ أن معظم الدراسات تركز
تحليالتها على ألام بدرجة أكبر وتوحي بذلك بأنها لها النصيب ألاوفى من التأثير الذي يسهم في نشأة ونمو املرض عند
ألابناء.
وقد ظل التراث البحثي في ألاسر يحتفظ بهذا الوصف لألم حتى جاءت جماعة بالو التو وأضافت لوصف ألام
بعض املالمح املتمثلة في التفاعالت املتضمنة في النمط العالقي الذي أسموه "الرابطة املزدوجة".
وحتى قبل أن ينشر ألاولي لباتسون وزمالئه الرابطة املزدوجة فإن تيودور ليدز وبعض زمالئه كان لهم اسهام
كبير في دراسة سمات آلاباء في ألاسر املضطربة .وإذا كانت الدراسات قبل ذلك تهتم بدراسة سمات أمهات ألاطفال
املرض ى (ديفد ليفي -فريدا فروم -رايخمان) فإن ليدز ومجموعته اهتموا بدراسة آباء املرض ى .ففي دراسة طولية
ومكثفة لبنية ألاسرة التي ينمو فيها الفصامي في رحاب جامعة بيل ألامريكية درس ليدز وزمالءه آباء ألاطفال
املضطربين .وبناء على تحليل مشاعرهم واستجاباتهم حددت مجموعة ليدز أربعة أنماط من آلاباء من زاوية أسلوبهم
-0الوالد الذي ينخرط في صراع خطر مع زوجته :أنه كاره لها وغالبا ما يشجع بناته أو احداهن على الارتباط به،
20
-0الوالد الذي يكون كارها ألبنائه خاصة الذكور :أنه يكون غيورا ،ومنافسا إلبنه (أو أبنائه) في جذب انتباه ألام.
واتصاالته مع أبنائه محدودة ودائما ما يقلل من شأنهم بطرق وأساليب مختلفة ،ويخفض من ثقتهم في أنفسهم.
-3الوالد الذي لديه شعور العظمة ومتمركز حول ذاته :أن يطلب الخضوع الذليل من أفراد أسرته له .وعلى الرغم من
أن أطفال مثل هذا الوالد يعرفون تخيالته الواهمة فإنهم ال يزالون يدعمونه.
-4الوالد الذي يرى نفسه كشخص فاشل :أنه ينشغل انشغاال زائدا بمدى ما يستحق من قيمة واحترام ،حتى أنه يكون
وقد الحظت جماعة ليدز أيضا أنه في ألاسر العادية تكون العالقة بين كل والد والطفل تأتي في مرتبة ثانوية
بالنسبة للعالقة الزوجية بين الوالدين .ويفسرون ذلك بأن هذا العامل من دواعي استقرار ألاسرة حيث تجد الزوجة
اشباعها العاطفي عند الزوج وال تكون مضطرة إلى الاتجاه نحو الابن لتبني معه عالقة تكافلية تضر بتحرره ونموه
املستقل كما يحدث في ألاسر املضطربة .وفي ألاسر العادية تكون مطالب الزوجة موجهة إلى الزوج ،أما في ألاسر
املضطربة فتكون مطالب الزوجة موجهة إلى الابن لعدم نضجه الكافي ،وألنه ليس من شأنه أن يصلح أو يعوض
وفي كل الحاالت التي يكون فيها أحد الوالدين غير ثابت انفعاليا أو ينقصه النضج فإن التأثير السلبي املحتمل
في هذه الحالة يمكن أن يتعادل في حال ما إذا كان الوالد آلاخر أكثر ثباتا واتزانا وفهما للموقف .وتكون املشكلة حادة
إذا كان نقص الثبات وعدم النضج من نصيب الوالدين معا .وفي هذه الحال ألاخيرة يتأثر ألاطفال بشدة .ويذكر
الباحثون صورا من الاتحادات بين آباء وأمهات ترتبط أكثر من غيرها باألطفال املضطربين منها :الوالد القاس ي السادي
مع ألام السلبية زائدة الحماية ،ومنها الوالد الضعيف غير املؤثر وألام الباردة واملسيطرة الناقدة( .عالء الدين كفافي،
)010-011:0999
21
املحاضرة الثالثة
تمهيد:
في السنوات التي تلت الحرب العاملية الثانية ظهرت الحاجة املاسة لعالج العديد من املرض ى في فترة زمنية
محددة ،حيث بدأت حركة إلارشاد والعالج الجماعي التي اعتبرت الركيزة ألاولى التي أدت إلى انطالق حركة إلارشاد
والعالج ألاسري في الخمسينات بعد تطور منظوره العلمي وأسس ممارسته و ذلك بمجهود بعض ألاطباء الذين برعوا في
هذا التكنيك من الخدمات النفسية ،كما بدأ انتشار إلارشاد ألاسري عن طريق برامج التدريب في املنظمات املهنية في
الواليات املتحدة ألامريكية وبالنشر في املجالت العلمية على الرغم من الاعتراف أن العالج الجماعي منهج عام ال يخص
جماعة محددة كاألسرة إال أن ألاسلوب الذي اتبعه املعالجون وهو وضع جماعة من ألافراد في جلسة واحدة مع معالج
واحد هو الذي خلق الفرصة لبزوغ فكرة إلارشاد والعالج ألاسري كوحدة واحدة في جلسات مشتركة هذا باإلضافة إلى
22
الجهود البناءة التي بذلها إلاكلينيكيون أمثال أكرمان ،ليدر ،موري ،وبوين في دراسة مرض ى الفصام وتقص ي أسباب
-0أثر الحرب العاملية الثانية ،وتطور التقدم التكنولوجي الذي ساهم في تطور علم النفس الاجتماعي ،وتركيزه على
الظواهر الاجتماعية بدل الفردية واعتبار الفرد من خالل الجماعة التي يتواجد معها.
-0ظهور نظرية ألانساق العامة التي تعتبر أن ألاسرة تقوم على نظام كلي ال يمكن فهمه إال من خالل أجزائه ويمكن
بهذا النسق أن يتغير إذا تعرض ألنساق أخرى كما يحكم هذا الكل قواعد ضمنية يعرفها كل فرد من أفراد ألاسرة.
-3الحركة السبرانية التي يطلق عليها علم التحكم وهي نظرية في الرياضيات تعود للعالم نوربرت فاينر وهي تهتم بعملية
الضبط أو التحكم ودراسة أثر آلاالت على إلانسان والجهاز الذي يحكم إلانسان لتطبيقه على آلاالت.
وقد بدأ إلارشاد في ألاردن على شكل ممارسات غير منظمة نفذت برامج عالج أسري Family therapyقامت بها
بعض املنظمات الاجتماعية ثم تطورت إلى مرحلة تربية الحياة ألاسرية Family life educationمثل برنامج الرعاية
ويمكن تصنيف مراحل عمل املنظمات التي تقدم خدمات إلارشاد إلى مراحل ثالث:
ا -مرحلة إلارشاد غير الرسمي informalوالذي يقدم من قبل العائلة أو الجيران.
ج -مرحلة إلارشاد املتقدم professional family counselingوالتي بدأت بعد إنشاء املجلس الوطني لشؤون ألاسرة
الذي عمل على تطوير مهنة إلارشاد ألاسري بالتعاون مع الجامعات حيث أصبح أكثر مهنية في مطلع القرن الواحد
والعشرين نتيجة تدريسه كتخصص في الجامعات( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)005-001:2106 ،
سنعرض في هذا الجزء تاريخ حركة عالج ألاسرة وإرشادها ،من خالل جهود ثالثة من رواد هذه الحركة وهم "ناثان
اكرمان " Nathan Ackermanوجريجوري باتسون" "Greogory Batesonو موري بوين " " Murry Bowen
عمل ناثان أكرمان في بداية حياته العملية كطبيب ألاطفال.و تلقى تدريبه كمحلل نفس ي وقد نشر عام 0731
مقاال بعنوان " ألاسرة كوحدة اجتماعية انفعالية" وهو املقال الذي يعتبر البداية ألاولى لعالج ألاسرة.ومن اجل ذلك
يعتبره بعض املؤرخين لحركة عالج ألاسرة بأنه الجد ألاول لهذه الحركة .
23
ويعتبر عمل "اكرمان" وزمالئه في حركة توجيه الطفل البداية الحقيقية لحركة عالج ألاسرة ألنه في الوقت
الذي انصب اهتمام البعض على ألاسرة كعامل باثلوجي مولد للفصام ،فان جهود "اكرمان" ومن معه كانت أكثر شموال
لتأثيرات ألاسرة والدور الذي تلعبه في تشكيل شخصيات ألابناء،وفي خلق الاضطرابات لديهم بما فيها الاضطرابات غير
الذهنية أو غير الفصامية .حيث تنبه أثناء انخراطه التدريبي (أثناء تدريبه) في مشروع بحثي حول مشكالت الصحة
النفسية بين أطفال عمال املناجم لحجم الدور الذي تلعبه ألاسرة عندما تضطرب أحوالها في نشأة املرض عند أفرادها.
وفي عام 0731أصبح "اكرمان" رئيسا لهيئة ألاطباء النفسانيين في عيادة توجيه الطفل في كانساس.ومن التقاليد التي
أرساها هناك أن يفحص الطفل – الذي يفترض بأنه مريض – هو وألام من جانب طبيب واحد ،وليس عند طبيبين
كما كان الحال من قبل .وإرسال أعضاء من الهيئة العالجية في زيارات منزلية لدراسة ألاسر وتقديم خدمات لها
كما نشر طوال عقد الخمسينات مقاالت عن أعماله مع ألاسرة ،ونشر عام 0759كتابه الشهير "الدناميات
النفسية في حياة ألاسرة" The Psychdynamics Of Family Life,و هو الكتاب الرائد في عالج وإرشاد ألاسرة ،ألنه يربط
النظرية باملمارسة ،ويؤكد فيه "اكرمان"على ألاهمية البالغة للعالقات بين ألادوار داخل ألاسرة.
ومنذ السنوات املبكرة في تاريخ حركة عالج ألاسرة انقسمت الحركة إلى خطين إيديولوجيين ،مال ألاول إلى
مدخل العمليات النفسية الداخلية،بينما الثاني مع التوجه ألاكثر نسقية ،وكان "اكرمان" ابرز املناصرين للتوجه ألاول،
وقد أكد على الدناميات النفسية للفرد ودورها في الحفاظ على التوازن الداخلي للفرد ،وعلى التوازن بينه كفرد وبين
أسرته وبينه وبين مجتمع ،و هو بهذا ركز على التأثيرات النفسية لألسرة على ألافراد أكثر من تركيزه على الاتصاالت
والتفاعالت داخل ألاسرة كما يفعل أصحاب التوجه النسقي).عالء الدين كفافي (012: 0999،ربط النظرية باملمارسة
وأنشأ عيادة الصحة النفسية لألسرة بنيويورك ( )0751والتي تحولت إلى معهد ألاسرة عام (( . )0762عطا هللا فؤاد
البدائية .ثم بدا يهتم بقضية التنويم املغناطيس ي ،وكان يهدف باتسون إيجاد إطار عمل أكثر مناسبة ملعالجة موضوعات
العلوم الاجتماعية.أي وضع إطار عمل فلسفي لهذه الحركة،وقد ترجم كثيرا من املفاهيم املستخدمة في مجال الهندسة
والرياضيات إلى لغة العلوم السلوكية ،وكان هذا منعطفا هاما في مسيرة عالج ألاسرة .وبذلك لعب"باتسون" دورا حيويا
وحاسما في مد الجسور بين العلوم السلوكية وعالم العلوم الفيزيقية .كما عقدت عشر مؤتمرات في الفترة املمتدة ما
24
بين 0750 -(0746جذبت عددا من املنظرين من مختلف العلوم ،وقد انصبت مناقشة هذه املؤتمرات على موضوعات
العلية الدائرية وميكانيزمات التغذية املرتدة في ألانساق البيولوجية والاجتماعية ) .عالء الدين الكفافي (011: 0999،
وفي عام 0750استغل "باتسون" املنحة من مؤسسة روكفلر في دراسة تناقضات الانتباه وشرود الذهن في
الاتصال ،وقد امتد هذا املشروع بعد ذلك إلى دراسة اضطراب عملية الاتصال في مرض الفصام ،كما تطور املشروع
بعد ذلك إلى دراسة لغة الفصاميين .وأصبح هدف هذا املشروع تحديد معالم نظرية الاتصال التي تفسر نشأة الفصام
بصفة عامة ،والفصام في سياق ألاسرة بصفة خاصة ،وقد قدم باتسون وآخرون في هذا املشروع نظرية من أشهر
النظريات القائمة في مجال تفسير الفصام ،وهي فرض الرابطة املزدوجة"" Double bindالتي توضح تفاعالت ألاسرة
املولدة للمرض حيث يتعرض الطفل لرسائل متناقضة من والديه وخاصة ألام وهذه تؤدي إلى املرض ،وبذلك بدأ ينظر
للفصام كظاهرة بينية تخص العالقات بين ألاشخاص وليس اضطراب نفس ي داخلي( .عطا هللا فؤاد ودالل سعد
وهو ما يمثل نقلة كبيرة في النظر إلى املرض النفس ي،الن التقاليد التي كانت سائدة وقتذاك الدين)13:2119 ،
تؤكد على الفردية ،بمعنى أن املرض تعبير عن خلل أصاب الفرد ،وكانت هذه التقاليد نتيجة للفكر السيكولوجي ،
والسيكاتري القائم الذي صنعه علماء و أطباء أمثال"فرويد" الذي جعلت كتاباته من التركيز على الذات أو على الفرد
أمرا مشروعا وطبيعيا وقائما على قاعدة نظرية قوية ،كما كان هذا املدخل الفردي متسقا مع الفلسفة ألامريكية
وألاوربية التي تضع قدرا كبيرا من الثقة في إلانسان ،وفي قدراته في السيطرة على البيئية .ومن هنا فان نظرية ألانساق
والعالج ألاسري كانت ضد الاتجاهات الثقافية السائدة في أروبا والواليات املتحدة ألامريكية ).عالء الدين كفافي 0999،
(015:
يعد "موري بوين" أيضا من أعالم عالج ألاسرة ،ومن الذين أسهموا إسهامات بارزة في تشكيل وبلورة هذه
الحركة ،وكان " بوين" في منتصف ألاربعينات عضوا في هيئة العمل في عيادة مننجر في كانساس.وفي عام 0746تحول
من جراحة ألاعصاب إلى الطب النفس ي .ونال تدريبه حينذاك كمحلل نفس ي .وبحلول عام .0752بدا"بوين" في الاهتمام
بعملية العالقة التعايشية او التكافلية Symbiotic Relalionshipالتي تنشا بين ألام والطفل املرشح لإلصابة
بالفصام،وعلى أساس الافتراض الشائع بان الفصام نتيجة لرابطة غير ناجحة مع ألام .وفي عام 0750أسس خطة
عالج في عيادة مننجر حيث كانت تدخل ألام مع ابنها الفصامي إلى املستشفى وتقييم فيه عدة أشهر في بيوت صغيرة
25
داخل املستشفى ،كما انتقل إلى كانساس املعهد القومي للصحة العقلية حيث أسس إلاجراءات الكالسيكية ،والتي
وفي عام 0756ترك " بوين" املعهد القومي للصحة العقلية متجها إلى جامعة جورج تاون في جنوب افرقيا .وفي
هذه الجامعة طور نظريته الشاملة في عالج ألاسرة واعترف به كقائد دولي في حركة عالج ألاسرة ).عالء الدين كفافي
(016: 0999،
ونتوقف عند هذا الحد من التاريخ لحركة عالج ألاسرة وإرشادها عند أواخر الخمسينات وبداية الستينات ،حيث
تبلورت الحركة ونضجت بفضل جهودهم الذين كما سنشير إليهم والى انجازاتهم في ثنايا الحديث عن املداخل والفنيات
املحاضرة الرابعة
-تمهيد:
أصبح إلارشاد ألاسري من التخصصات الهامة في العصر الحالي بسبب تزايد املشكالت والتغيرات الاجتماعية
والثقافية والاقتصادية التي مرت بها املجتمعات نتيجة املراحل الانتقالية التي أدت إلى تغيير في تركيبة ،وبناء نمط
العالقات ألاسرية مما دفع العديد من املؤسسات إلى تقديم خدمات متخصصة في مجال الارشاد ألاسري من أجل
مساعدة ألاسرة على الاستمرار بوظائفها وأدوارها والتكيف مع الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تواجهها( .فاطمة
26
عيد وأسماء عبد الحسين )003:2106 ،وعليه سنحاول من خالل هذه املحاضرة تعريف إلارشاد ألاسري والحديث
عن أهدافه مبادئه وأيضا تسليط الضوء على خدمات إلارشاد ألاسري
إلارشاد ألاسري هو عملية مساعدة مدروسة يقدمها مرشد أسري متخصص في استخدام أسس إلارشاد
وتقنياته ،ملساعدة ألافراد وألاسر في شكل انفرادي أو جماعي ،لحل املشكالت وتحقيق الاستقرار والتوافق والتكيف
ويعرف أيضا بأنه عملية مساعدة أفراد ألاسرة (الوالدين وألاوالد وألاقارب) فرادى أو كجماعة في فهم الحياة
ألاسرية ومسؤولياتها لتحقيق الاستمرار والتوافق ألاسري وحل املشكالت ألاسرية( .كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم،
)069:0999
ويعرفه فرانسو شوز بأنه أسلوب علمي مخطط يركز فيه املعالج ألاسري على سوء التكيف ألاسري من أي
ناحية ترتبط بسوء التوظيف ألاسري ،ويتركز على ألاسرة كوحدة كلية مستخدما أشكال املقابالت سواء أكانت فردية أم
ويعرف عبد العزيز ( )0220بأنه أسلوب منهي منظم يهدف إلى تحقيق تغييرات فعالة في العالقات ألاسرية أو
الزواجية املضطربة وغير الصحية ،وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بين أفراد ألاسرة ،والهدف النهائي له هو
البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق التعايش بين جميع أفراد ألاسرة ،بحيث تتحقق أفضل صور التفاعل الايجابي
ويعرف إلارشاد ألاسري على أنه أسلوب منهي يهدف إلى تحقيق تغيرات فعالة في العالقات ألاسرية أو الزوجية
املضطربة أو غير الصحية وذلك من خالل عمليات تفاعل صحي بين أفراد ألاسرة وتوفير الفرص املحققة له تحت
توجيه املرشد ،والهدف النهائي هو البحث عن الطرق املؤدية لتحقيق تعايش بين أفراد جميع ألاسرة ،بحيث تحقق
أفضل صور التفاعل الايجابي وتختزل بذلك مواقف الصراع والتصادم بينما يرى البعض أنه نمط من أنماط العالج
وفيه يوجه الاهتمام باألسرة برمتها أكثر من كونه موجه نحو فرد معين من أفرادها وبذلك هو كلي وشمولي( .فاطمة
27
ويشير محمد ماهر عمر ( )0799إلى أن إلارشاد ألاسري هو الذي يؤكد على جميع ألاطراف املعنية باملشكالت
ألاسرية في نطاق ألاسرة الواحدة أكبر من التركيز الفردي على كل عضو داخل ألاسرة بمفرده فيتعامل املرشد النفس ي
ألاسري مع ألاسرة ككل باعتبارها وحدة مستقلة لها كيان منفصل عن الكيان الفردي لكل عضويتها.
كما يوضح رمضان القذافي ( )0771بأن إلارشاد ألاسري نوع من التدخل العالجي في نطاق ألاسرة كمجموعة
مترابطة ذلك من اجل إحداث تغير فيها ويتم النظر إلى ألاسرة خالل العالقة إلارشادية كوحدة خاضعة بكاملها لإلرشاد
أ -إلارشاد الزواجي :يهتم بالزوجين فقط ويمثل مجموع الخدمات إلارشادية التي تقدم للراغبين في الزواج بهدف اختيار
الشريك املناسب ومن ثم تحقيق الاستقرار والتوافق وحل املشكالت التي تعتري الحياة الزوجية قبل الزواج وأثناءه
ب -إلارشاد ألاسري :يهتم باألسرة بكاملها ونجد مشكالت ألاوالد أو آلاباء ما هي إال عينة من مشكالت ألاسرة ونتاج
-0إحداث تغييرات ايجابية في ألافكار واملعتقدات والسلوكيات الخاطئة لدى أعضاء ألاسرة.
-3مساعدة ألاسرة وأعضائها على حل املشكالت واتخاذ القرارات وتحقيق الوعي في التعامل ألامثل مع ضغوطات الحياة
املختلفة.
-4تحقيق الذات مع تكوين مفهوم ايجابي عن الذات لدى أعضاء ألاسرة في تكوين اتحاد ذاتي لألسرة ككيان واحد
مترابط.
-5تنمية التواصل والتفاعل الايجابي بين أعضاء ألاسرة وتحقيق التكيف الاجتماعي لألسرة ككل( .عبد العزيز عبد
هللا)01:2100 ،
ويضيف كل كاملة فرخ وعبد الجابر تيم ( )0777إلى ألاهداف السابقة أهداف أخرى نذكر منها:
28
-حل وعالج املشكالت والاضطرابات.
-تحقيق التوافق النفس ي في ألاسرة( .كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم)011:0999 ،
-ثالثا :مبادئ إلارشاد ألاسري :يقوم الارشاد ألاسري على مجموعة من املبادئ هي:
-0إن املسترشد يعتبر عرضا ملرض ألاسرة وهو ليس الوحيد الذي بحاجة إلى العالج ولكن ألاسرة بأكملها بحاجة لذلك.
-3يجب على املرشد أن يشارك بشكل موضوعي في تعامله مع أفراد ألاسرة لتعديل سلوكها وأن ال ينحاز ألحد أفرادها
-6إشراك ألاطفال في عملية إلارشاد ألاسري ألنهم أصدق أفرادها في التعبير عن انفعاالت ونظام واتصاالت ألاسرة.
-7تحديد املرشد لعدد الجلسات التي تحتاجها ألاسرة والتي يحتاجها املسترشد.
-02من املمكن أن يشترك أكثر من مرشد في عالج املشكلة( .رافدة الحريري وسمير إلامامي)061:2100 ،
-رابعا :خدمات إلارشاد ألاسري :تقدم ملن يحتاجها في شكل إرشاد وجماعي وهي:
-0التربية ألاسرية :تكون في ألاسرة واملدرسة ودور العبادة ووسائل إلاعالم لفهم الحياة ألاسرية والترغيب فيها ورعايتها
-0الخدمات النفسية :تعمل على تحقيق التفاهم والفهم ألافضل بين جميع أفراد ألاسرة والتخلص من التوتر الانفعالي
وحل الصراعات والقلق وتحقيق التقارب والتوافق بين الجميع ،وحل املشكالت املشتركة وتحسين املناخ ألاسري وتقريب
-3الخدمات الاجتماعية :وهي تحتاج إلى جهود ألاخصائي الاجتماعي والنفس ي وضرورة الاتصال املستمر باألسر والزيارات
29
-إلارشاد الجماعي لألسرة :يجتمع أفراد ألاسرة مع فريق إلارشاد الذي يضم ألاخصائي النفس ي وألاخصائي الاجتماعي
والطبيب ليتناول كل منهم املشكلة من زاوية اختصاصه( .كاملة الفرخ وعبد الجابر تيم)012-010:0999 ،
تبدو الحاجة قوية إلى إلارشاد ألاسري مع مالحظة نسب الطالق في تزايد ،وكذلك نسب العنف ألاسري ،وكذا
تزايد نسبة املشكالت العادية داخل النطاق ألاسري ،وتوجد أسباب عديدة للعمل مع جماعة ألاسرة أكثر من ألافراد
-يتأثر ألافراد بشدة ويؤثرون في أسرهم ومن ثم فإن العمل مع شخص مستقل عن أسرته يتجاهل مصدرا مهما من
-من املهم تغيير أنماط التفاعل داخل ألاسرة كي يتم تغيير سلوك أعضائها.
-يحصل أعضاء ألاسرة آلاخرون على فهم أكبر ألنفسهم وأنماط تفاعل أسرتهم من خالل املشاركة في مشكلة عضو
-إذا كانت املشكلة في ألاسرة فإن من النادر أن يستمر التقدم الذي يحققه العالج الفردي ،فالتقدم في العالج يحدث
عندما تسمح العالقات ألاسرية بهذا التقدم ،وإال فإن كل الجهود تنهار ويعود املسترشد إلى حالته املرضية بسبب
-هذا النوع من العالج هو أكثر منطقية وأسرع وأكثر نجاحا واقتصادية لو قصرنا العمل على الفرد الذي من املفترض
-يعكس الفرد املسترشد في اضطرابه جانبا محدودا من املرض والديه ومشكالتهم أو أعضاء ألاسرة( .أحمد عبد
اللطيف)11:2111 ،
ويمكن تلخيص أهم هذه ألاسباب في النقاط التالية :الصراعات الزوجية -ضعف الشخصية -عقم أحد
الزوجين -الخيانة الزوجية -تدخل ألاسرة بالسلب في حياة الزوجين -تعدد الزوجات -ضعف الثقافة الجنسية -انشغال
أحد الزوجين أو كليهما -التفاوت الثقافي -التفاوت في العمر -كثرة إلانجاب وعدم ترشيده أو استثماره -إلاخوة غير
30
وعليه تأتي أهمية إلارشاد ألاسري نتيجة للدور الذي تلعبه ألاسرة في نشأة املرض النفس ي ،والذي قد يعود
ألسباب وراثية أو عائلية أو نتيجة الاضطرابات املحيطة املرتبطة بعوامل تؤثر على استقرار العالقات ألاسرية التي يجب
أن تعمل وفق منظومة جماعية أسرية أو مجتمعية متوافقة للمحافظة على هذا الكيان بجو تسوده املودة والرحمة من
خالل مساعدة ألاسرة على تجاوز الاضطرابات النفسية التي قد تمر بها نتيجة العوامل التالية:
شكل رقم ( )10يوضح أسباب الحاجة إلى إلارشاد ألاسري (عبد الباسط متولي)25:2111 ،
ضغوطأسرية
31 فتراتالتطور
-0أساليب التنشئة ألاسرية الخاطئة:
تتنوع أساليب تنشئة ألاسرة واملجتمع لألطفال بين ألاسلوب السوي الذي يعتمد على املساواة والوسطية
الايجابية والتشجيع على املثابر وإلايثار والابتكار ،وبين ألاسلوب غير السوي الذي يعتمد على التسلط والحماية الزائدة
وإلاهمال والتدليل وآثاره مثل :ألالم النفس ي والقسوة والتذبذب والتفرقة ،وألاساليب السوية في التنشئة تنتج شخصية
32
متزنة متوافقة فعالة منتجة ،أما ألاساليب غير السوية تنتج شخصية غير متزنة وغير متوافقة تتجه إلى املرض والجنوح
وسوء ألاخالق ولذلك فإن إلارشاد ألاسري الذي يساعد ألاسر على التبصر باألساليب السوية فينشأ ألابناء في جو من
إن العالقة بين الوالدين من أسمى العالقات على إلاطالق هذا إذا ارتقت العالقة بينهما إلى املستوى الذي
فرضه هللا عز وجل فإن الحياة ألاسرية تكون على درجة عالية من الرضا والتوافق والسعادة إما إذا خيم على الحياة
ألاسرية الشقاق والنزاع واضطراب العالقة بين الزوجين فإن النتيجة ستكون اختالل العالقات ألاسرية واضطرابها وما
يصاحبها من ضغوطات نفسية سواء أكان ذلك على مستوى العالقة بين الزوجين أو العالقة مع ألابناء ،ومن هنا يكون
تدخل الخدمات إلارشادية هو السبيل ملساعدة ألابناء وآلاباء في تجاوز هذه املشكالت إلعادة الاستقرار و ألامن ألاسري.
-3الضغوط ألاسرية:
تعاني معظم ألاسر في آلاونة ألاخيرة من كثير من العوائق التي تمثل مصادر للضغوط نذكر منها:
أ -العوائق الجسمية :ويقصد بها بعض العاهات والتشوهات وألامراض الجسمية املزمنة مثل أمراض القلب والسكر
والسرطان والكلى والكبد وقرحة املعدة وضعف الجسمي وأنواع الشلل وقبح املنظر الذي يعوق زواج الفرد ،بعض
هذه العوائق إذا عانى منها أحد أفراد ألاسرة تكون مصدر من مصادر الضغوط التي تحتاج إلى إلارشاد لتقلل من آثارها
على أفراد ألاسرة بشكل خاص وعلى الوالدين ومحور التعامل بشكل خاص( .عبد الباسط متولي)21:2111 ،
ب -العوائق النفسية :ويقصد بها نقص القدرات العقلية لدى أفراد ألاسرة أو نقص املهارات النفس حركية أو خلل في
نمو الشخصية أو اضطراب فيها والذي قد يعوق الشخص عن تحقيق بعض أهدافه مما يسبب ارتفاع مستوى
الصراع النفس ي الذي يعرضه لالضطرابات وألامراض النفسية .وإذا ما توفر إلارشاد النفس ي ألاسري في الوقت املناسب
فإن ذلك يساهم في وقف هذا الصراع أو الاضطراب سواء على مستوى الفرد أو ألاسرة.
33
ج -العوائق املادية والاقتصادية :إن عدم توفر إلامكانات املادية الناتجة عن مشكلة الفقر والبطالة يسبب عائقا يمنع
كثير من الناس من تحقيق بعض أهدافهم في الحياة وقد يسبب ذلك شعورهم باإلحباط واليأس والضغوط النفسية
د -العوائق الاجتماعية :تمثل العادات والتقاليد قيودا اجتماعية لضبط السلوك إلانساني وتنظيم العالقات وقد
تشكل هذه العادات قيودا سلبية تعوق حياة ألافراد مثل العادات والتقاليد ،التي تحكم عملية الزواج كعادات ألافراح
والخطبة ألامر الذي يرفع سن الزواج ويزيد نسبة التأخر في سن الزواج وعدم القدرة على الزواج ألامر الذي يزيد
عوامل الانحراف وهنا قد يكون إلارشاد ألاسري وإرشاد ألازواج من الراغبين في الزواج عامال مساعدا على تقريب
الغايات وألاهداف وامليول والاتجاهات لتيسير عملية الزواج( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)001-006:2106 ،
-1وقت الفراغ :إن إدارة وقت الفراغ من أهم املهارات الاقتصادية الحديثة ،حيث إن وقت الفراغ يمثل جزءا من
عمر الشباب وعمر الكبار ويمثل أيضا العمود الفقري لحياة الفرد ،ويمثل سالحا ذا حدين فإن أحسن استثماره
واستغالله فيما ينفع الفرد وألاسرة واملجتمع ويدخل السعادة عليه فإن العائد من هذا الوقت يكون عاليا إلى القدر
الذي يأخذ بالفرد وألاسرة واملجتمع إلى أعلى املستويات .ويأتي إلارشاد ألاسري على رأس الخدمات النفسية املتخصصة
التي تساعد ألافراد وألاسر والجماعات في إدارة وحسن استغلل واستثمار وقت الفراغ بما يعود عليها بالفائدة.
-5البطالة :تمثل البطالة في أي مجتمع قنبلة موقوتة إذا لم يتم التعامل معها ودراستها ومحاولة التقليل من آثارها
الاقتصادية والاجتماعية والنفسية ........ولقد انتشرت هذه املشكلة في آلاونة ألاخيرة وربما تكون الزيادة السكانية
واملشكلة الاقتصادية سبببين رئيسيين يكمنان خلف هذه املشكلة وتعاني بعض ألاسر في مجتمعنا وفي بعض املجتمعات
ألاخرى من هذه املشكلة إذا لم يتم تدوير الاهتمامات ومستويات الطموح وما يرغب الشباب من أعمال ،حيث يتم
توجيه الشباب وألاسر إلى قبول بعض املهن وألاعمال حتى ال يقع الشباب تحت بند البطالة .ويبقى املرشد النفس ي
ألاسري كمساعد لألسر لتبصيرهم بأهم التغيرات في سوق العمل( .عبد الباسط متولي)31-29:2111 ،
-6التدخين وإلادمان :إلادمان هو الوجه آلاخر للبطالة والانحراف وإذا كان إلادمان هو بوابة الوصول إلى بوابة الهاوية
فإن التدخين يمثل بوابة إلادمان الهامة .وإذا كان إلادمان في منتهى الخطورة على حياة ألافراد وألاسر والشعوب ،فإن
التدخين ال يقل خطورة حيث تؤكد كثير من البحوث والدراسات على أن نسبة انتشار التدخين بين صفوف الشباب
واملراهقين تصل من ٪02 ،٪35 -00من إلاناث كما دخل ألاطفال بوابة التدخين وإلادمان .وأثبتت أحدث الدراسات
34
التي أجريت من قبل معهد القلب أن ٪15من الوفيات املفاجئة وأمراض القلب والسكتة سببها التدخين وأنه السبب في
٪69من أمراض سرطان املثانة ٪12 ،من أمراض السكتة القلبية ٪92 ،من سرطان الرئة ،و ٪52من قرح املعدة
والاثنى عشر وغالبا ما يعيش املدخن من 05-05سنة يعاني من ألامراض .كما ورد في إحدى الدراسات العلمية أن
السيجارة تحتوي على 4222مادة سامة منها 422مادة مسرطنة .وإن كانت هذه ألارقام والاحصائيات ال تدع مجاال
للتفاؤل إال أن خطر التدخين وإلادمان ال يمكن أن يستهان به ويجب ن تتضافر جهود املؤسسات الحكومية وألاهلية
واملجتمعية وإلارشادية في عالج أثار التدخين ومحاربته والحد منه وخاصة بين صفوف ألاطفال والشباب وإلاناث على
- -1مشكالت املرأة العاملة أو العاطلة :إن املرأة في املجتمع إلاسالمي ال تمثل نصف املجتمع فحسب بل هي ألام
والزوجة وألاخت والعمة والخالة وهي تنال في شريعة إلاسالم ما ال تناله في أي شريعة أو أي قانون وضعي .وعمل
املرأة ضرورة إذا كانت ألاسرة بحاجة لهذا العمل وإذا كان ألاوالد ليسوا في أمس الحاجة إلى وجودها معهم .أما إذا كانت
حاجة ألابناء إلى ألام يفوق حاجتهم إلى ما ينتج عنه عمل ألام يفوق حاجتهم إلى ما ينتج عنه عمل ألام يكون البيت
وألاوالد وألاسرة هم ألاولى بالرعاية والعناية والتربية .ويتمثل الجانب الايجابي في عمل املرأة وجود أعمال خاصة باملرأة
وتفوقت فيها على الرجل باإلضافة إلى أن بعض البيوت قد تنهار إذا لم تعمل املرأة بل إن بع ألاسر تكون املرأة هي العائل
ألاساس ي بل الوحيد وهنا يكون عملها شرف .أما الجانب السلبي لعمل املرأة فيتمثل في خروجها للعمل دون حاجة
أساسية وواقعية لعملها فتترك خلفها فراغا ودمارا للبناء النفس ي لألبناء والزوج وألاسرة كلها( .عبد الباسط متولي،
)30-31:2111
-1التزاحم :مفهوم الزحام في ألاسرة في املدرسة في الشارع في وسائل املواصالت في مؤسسات الترويح ...الزحام بكل
جوانبه الايجابية والسلبية .أما من الجوانب الايجابية فإن الكثرة تغلب في ألاحيان القدرة ،إال أن هذا املفهوم ال يتحقق
إال إذا كانت هذه الكثرة منظمة ومستغلة أحسن استغالل بينما الجوانب السلبية للكثرة والزحام قد تتعدى معنى
أ -الزحام مصدر للعدوى فإن الزحام في كثير من الحاالت مصدر للعدوى بكثير من ألامراض املعدية ويمثل وسطا
نموذجيا النتشار وكثرة الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات املمرضة لإلنسان والحيوان والنبات بل والجماد
على حد السواء.
35
ب -الزحام مصدر لحدوث الحوادث والسرقات :فالزحام يمثل بيئة اجتماعية مناسبة لحدوث الكثير من حوادث
الخطف والاغتصاب والسرقة واستغالل العامة نعم تكاد تتحقق فينا آلان مقولة الحبيب صل هللا عليه وسلم حينما
أخبرنا بأنه تكاد تتداعى علينا ألامم كما تتداعى ألاكلة على قصعتها فسئل هل من قلة نحن يا رسول هللا قال :بل أنتم
حينئذ من كثير ولكن كغثاء السيل ...نحن آلان يتحقق فينا مفهوم الغثائية...كثرة عددية غير منظمة....موارد كثيرة
غير مستغلة ...مبادئ دينية كثيرة مهجورة ...عادات وتقاليد أكثر مؤكدة تصل إلى مستوى أقوى من املفاهيم والقيم
الدينية.
ج -قلة نصيب الفرد من الدخل والخدمات :هذا الزحام املفتعل وغير املبرر في كثير من ألاحيان قد يقودنا إلى الفقر
والجهل واملرض وقلة ما يحصل عليه من دخل ألاسرة واملجتمع وكذا قلة ما يحصل عليه من خدمات من قبل
مؤسسات املجتمع املدنية وألاهلية ألامر الذي يولد إحساسا بضعف املسئولية والانتماء والفاعلية.
ويأتي هنا دور إلارشاد النفس ي وألاسري لتوجيه وإرشاد وتبصير ألاسر بالطرق السليمة الستغالل هذه املوارد
البشرية أحسن استغالل حتى تدر دخال وأمانا مناسبا لألسرة والفرد واملجتمع( .عبد الباسط متولي)32-30:2111 ،
-9فترات التطور والانتقال :تمر ألافراد أو ألاسر واملجتمعات بمراحل مختلفة من النمو والتطور قد تكون تلك الفترات
من ألاهمية والخطورة إلى الدرجة التي تزيد من حاجتها إلى التوجيه وإلارشاد ألاسري ومن هذه التحوالت أو فترات
الانتقال :الانتقال بين مراحل النمو والطفولة واملراهقة والرشد ،والانتقال من الدراسة للعمل،ومن العزوبية للزواج،
والزواج إلى الترمل أو الطالق ،ونتيجة لالضطرابات واملشكالت النفسية التي قد يتعرض لها الانسان خالل هذه املراحل
الانتقالية استوجب وجود نوع من الخدمات النفسية التي تؤهل ألافراد وألاسر لكيفية التعامل مع هذه املراحل الثابتة.
36
الزواجإلىالترمل الدراسةإلىالعمل االنتقالبينمراحلالنمو
للطالقأوموت
العائل
رشد
مراهقة
االنتقالبينمراحلالتعليم
شكل ( )12يوضح فترات التحول والانتقال في حياة الفرد (عبد الباسط متولي)32:2111 ،
37
-01الحروب :تتسبب الحروب بإحداث أثارا بالغة التدمير والتأثير النفس ي والاجتماعي في حياة ألافراد والشعوب وتبرز
حاجاتهم إلى إلارشاد النفس ي للتقليل من آلاثار الناجمة عن هذه الحروب املدمرة للنفوس البشري.
-00إلاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة :إن وجود طفل معاق في ألاسرة الشك يؤثر تأثيرا كبيرا في مناخ الحياة ألاسرية
وفي العالقات البيئية بين أعضاء هذا النسق ألاسري وفي مشاعر ألاعضاء املتبادلة وفي مجمل أداء النسق ووظائفه وإذا
كانت ألاسرة محددة وحاسمة في تشكيل شخصية الطفل فهي أكثر تحديدا لشخصية الطفل من ذوي إلاعاقة حيث أن
هذا ألاخير أكثر حاجة ما يتطلب توجيه وإرشاد هذه ألاسر إلى كيفية التعامل مع أبنائهم وتفهم احتياجاتهم ملساعدتهم
-02التفكك ألاسري :النسيج ألاسري يجب أن يبنى على املودة والرحمة وهذه الروابط الاجتماعية والنفسية والعاطفية
واملادية التي تساعد على ترابط النسق ألاسري وديمومة الارتقاء حتى يمتد إلى النسق البنائي للمجتمع كله وإذا ما
تعرضت ملشاكل وتدخالت تهدد هذا النسق البنائي وتزعزع قيم املودة والرحمة يصبح التدخل إلارشادي ضرورة ملحة
لوضع خطط عالجية تساهم في إعادة تأهيل وبناء النسق ألاسري أو الحد من آلاثار السلبية ملشكلة التفكك ألاسري.
يتواجد في التراث النفس ي كل من مصطلح إلارشاد ألاسري Family Counsellingوالعالج النفس ي ألاسري
Family Psychotherapyفهل هما مصطلحان يشيران إلى عملية واحدة؟ أم أنهما يشيران إلى عمليتين منفصلتين؟
والحقيقة أن كال من املصطلحين قائم في امليدان ويليه مصطلحات تتبعه،فكما أن هناك إلارشاد النفس ي فهناك املرشد
النفس ي Counsellorوهناك املسترشد Counselleeأو العميل ،Clientكما أن هناك العالج النفس ي ،فهناك املعالج
Therapistأو املعالج النفس ي Psychotherapistوهناك املريض أو املتعالج .Patientولقد انقسم العلماء إلى فريقين
ألاول يرى بوجود فروق جوهرية بين العمليتين تجعل كال منهما مختلفة عن ألاخرى ،بينما ال يرى البعض ألاخر فروقا
فالفريق الذي يتبنى انفصال العمليتين واختالفهما يعتمد على أن كل عملية منها تمارس تقليديا في مكان
يختلف عن املكان الذي تمارس فيه العملية ألاخرى،كما يرون أن العمليتين تختلفان من حيث نوعية املشاكل التي
تتعرضان لها،فاإلرشاد النفس ي يتعلق بمشكالت العادية أو مشكالت الحياة اليومية أو املشكالت التي ليس لها صبغة
38
انفعالية حادة جدا ،بينما يتعلق العالج النفس ي باملشكالت الحادة أو العنيفة من الناحية الانفعالية ،وثالث الحجج
الذي يعرج عليها فريق التمييز بين العمليتين هو نوعية الفرد الذي يتطلب الخدمة ،بينما الشخص الذي يتعامل مع
إلارشاد النفس ي هو شخص "عادي" أي اقرب إلى السواء ،بينما الشخص الذي يتعامل مع العالج النفس ي هو شخص "
بينما ال يرى الفريق آلاخر فروقا جوهرية بين إلارشاد والعالج ألاسري فيفند حجج الفريق املعارض بأنها ليست
جوهرية ،وان املكان الذي يمارس فيه العمل ليس أمرا حاسما ،كما أن الشخص الذي يلجأ إلى الخدمة النفسية سواء
كانت إرشادا أو عالجا فانه بذلك يعبر عن عجزه عن مواجهة مشكلته بنفسه ،وانه يحتاج إلى العون الخارجي ،وان لم
يحصل عليه فقد تسوء حالته وتتطور إلى درجات ابعد في اتجاه الالسوية ،وال يهمهم هنا طبيعة الفرد الذي يطلب
الخدمة هل هو سوي أم غير سوي؟ ،فاملهم انه يحتاج إلى الخدمة النفسية ،وان قضية السواء والالسواء قضية نسبية
وكل الناس يقفون على خط متصل بين قطب السواء وقطب الالسواء ،ويشغل كل منهم نقطة على املتصل توضح
درجة نصيبه من السواء ،ومن العلماء الذين يناصرون هذا الاتجاه كل من روجرز" "Rogersوباترسون "Patterson
الذي أعلن عن رأيه هذا في كتابه نظريات إلارشاد والعالج النفس ي( .عبد الباسط متولي)01:2111 ،
كما أجمل زهران) ( 05 ،04 ،0779أوجه التشابه بين عمليتي إلارشاد والعالج في:
-0إن كليهما عملية مساعدة وخدمة للفرد وألاسرة لتحقيق فهم النفس وتحقيق الذات والتوافق النفس ي والصحة
النفسية.
-0إن املعلومات املطلوبة لدراسة الحالة ووسائل جمع املعلومات واحدة في العمليتين.
-3تشتركان في ألاسس التي تقومان عليها وتستخدمان لغة مشتركة وأساليب مشتركة مثل املقابلة ودراسة الحالة.
-6يلتقي كل منها في الحاالت الحدية بين السوية و الالسوية أو بين العاديين واملرض ى.
-1هناك مجال من مجاالت إلارشاد العالجي Clinical Caunsellingتعتبر توأما لطريقة من أشهر طرق العالج
-9يضم علم النفس العالجي كال من إلارشاد العالجي والعالج النفس ي ،ويضم مفاهيم ومهارات مشتركة بين
39
-7املرشد واملعالج ال يخلو منهما مركز إرشاد أو عيادة نفسية.
مما تقدم يتبين أن أوجه الالتقاء بين كل من عملية إلارشاد ألاسري والعالج ألاسري أكثر من أوجه الاختالف.
ونحن إن كنا نميل إلى رأي الدكتور زهران في الفصل بينهما في املصطلح ودرجة الحدة التي تطلب إحدى العمليتين دون
ألاخرى ،إال أن الفصل بينهما في ألاساس النظري الذي يعتمد عليه كل منهما غير جائز ،إذ كلتا العمليتين ينهالن من
معين واحدة وهي نظريات علم النفس في مجال إلارشاد والعالج النفس ي( .عبد الباسط متولي)09:2111 ،
40
املحاضرة الخامسة
تمهيد:
يوضح محمد محروس الشناوي ( )0774وجود أربع نظريات أو مدارس للعالج ألاسري تتمثل في العالقات مع
املوضوع ،والتدخل الاستراتيجي ،ومنظومات ألاسرة ،والعالج ألاسري والبنائي .في حين يرى ميرو وكوتمان ( )0775أن
لإلرشاد ألاسري خمس نظريات تتمثل في إلارشاد والعالج ألادلري ،والبويني ،والبنائي ،والتواصلي ،والاستراتيجي ،ولقد
لخص صالح حزين ( )0775إلارشاد والعالج ألاسري في أربعة اتجاهات إرشادية تتمثل في الاتجاه السيكودينامي ألكرمان
وآخرين والاتجاه البنائي ملنيوشن ،واتجاه ألاجيال الثالثة لبوين وآخرين ،والاتجاه السلوكي لباتوسن وجاكسون
وآخرون.
ويؤكد كوري ( )0776على أن من أهم نظريات إلارشاد والعالج ألاسري نظرية العالج ألاسري البنائي ،ونظرية
التواصل ،والعالج ألاسري التجريبي ،والاستراتيجي .ويشير عالء الدين كفافي ( )0777إلى أن من أهم مداخل إرشاد عالج
ألاسرة املدخل السيكودينامي ،والسلوكي ،والعقالني الانفعالي واملدخل النسقي في عالج ألاسرة.
من العرض املوجز السابق يتضح أن العلماء أكثر اتفاقا على أهمية النظريات التالية في إلارشاد والعالج ألاسري
وهي :نظرية ألانساق العامة -العالج الاستراتيجي لهاليي -العالج متعدد ألاجيال لبوين -العالج البنائي ملنيوتشن -التواصلي
لساتير -التفاعلي لباتسون( .عبد الباسط متولي )55:2111 ،وعليه سنوضح من خالل الشكل املوالي أهم الاتجاهات
الحديثة في إلارشاد والعالج ألاسري لكن من خالل هذا املقياس سنركز على بعض النظريات الرائدة في مجال إرشاد
ألاسرة وعالجها.
41
االتجاهات الحديثة في بحوث اإلرشاد والعالج األسري
سوءاستخدامالمفاهيم
الطبية
مشكالت لعالجمشكالت األسرذات
المراهقين األطفال المطالبالخاصة
اإلرشاداألسريالمتمركز
حولالمدرسة
اإلرشاداألسريألسر بحوثتناولتالمرشد
ذويالحاجاتالخاصة
اإلرشاداألسري
المنبثقمنأطرنظرية
بحوثتمركزتحولتدريب بحوثتركزعلىإعداد
الوالدينعلىاإلرشاد وتدريبالمرشد
الشكل رقم ( :)13تخطيط ألهم الاتجاهات الحديثة لبحوث إلارشاد ألاسري (عبد الباسط متولي)61:2111 ،
42
General Systems Theory نظرية ألانساق العامة أو نظرية النظم العامة:
-تمهيد:
وتعرف أيضا بنظرية النظم العامة حيث إن النظام عبارة عن مجموعة من العالقات بين ألافراد وقد يكون
هذا النسق مغلقا أو مفتوحا ،وفي حالة النسق املفتوح تكون الحدود بين ألافراد مرنة ونفاذة ،بحيث يتفاعلون مع
بعضهم البعض ويتبادلون آلاراء واملشاعر والعواطف وألاحاسيس والانفعاالت ،أما في النظام املغلق فتكون الحدود
مغلقة ال تسمح بوجود عالقات حقيقية ومفيدة بين أفراد أو جماعات النظام .وترى هذه النظرية أن ألاسرة عبارة عن
نظام لها خصائصها أكبر من مجموع أفرادها ،بمعنى أنه يجب فهم الفرد من خالل ألاسرة التي يعيش فيها ،وكذلك فهم
مشكالته وطرق التغلب عليها من خالل تناولها في سياق ألاسرة فيما يعرف باإلرشاد ألاسري ،وهذا يكون أجدى من
التعامل الفردي مع هذه املشكالت أو التعامل مع املسترشد بمعزل عن البيئة ألاسرية أو النسق العام لألسرة( .عبد
وتقوم نظرية النظم العامة على مجموعة من الفرضيات ،فهي تفترض بأن النظم العامة هي نظم حية ونظم
غير حية يمكن النظر إليها والتعامل معها على أساس أنها تضم لها مواصفاتها الخاصة والتي تستحق الدراسة
والتمعن ،ويرى كورن هيرن أن طبيعة نظرية النظم العامة تشير أنها تأخذ اتجاهين رئيسين هما الاتجاه التحليلي
والاتجاه الشامل،وتنظر نظرية النظم العامة إلى العالم على أساس ترابطي فكل كيان قائم بذاته ينظر إليه من ناحية
عالقاته بالكيانات ألاخرى والتي تؤثر وتتأثر به وال ينظر إليه من ناحية الخصائص املكونة له.
تفترض نظرية النظم العامة أن الكل أكبر من مجموع ألاجزاء املكونة له وأن الارتباط القائم بين ألاجزاء املكونة
ألاخرى ألي نظام يؤدي إلى وجود خصائص جديدة في النظام هي بالضرورة نتيجة لهذا الارتباط والاعتمادية املتبادلة
بين ألاجزاء املكونة للنظام ،فاألسرة كنظام اجتماعي قائم يتكون من مجموعة من ألافراد.
ولكن ألاسرة تعني بكثير من مجر د مجموعة من ألافراد ،فالتفاعالت التي تحدث بين أفراد ألاسرة من مودة
وحب وعطف وتضحية هي أكثر بكثير من تلك التي تحدث بين مجموعة من ألافراد وال تكون كل مجموعة من ألافراد
أسرة ولكن كل أسرة تتكون من مجموعة من ألافراد .كما تفترض النظرية كذلك بأن كل تغير يطرأ على أي من ألاجزاء
املكونة للنظام فإنه يؤدي بالضرورة إلى حدوث تغير في النظام بصفة عامة ،كما يؤدي إلى حدوث تغير في ألاجزاء املكونة
لنفس النظام .وتفترض النظرية أن لكل نسق إطار مرجعي محدد ويقصد باإلطار املرجعي مجموعة العادات والتقاليد
43
والقيم وكل من شأنه أن يحدد سلوك ألافراد داخل النظام فإن تحديد إلاطار املرجعي يكون ضروريا لفهم ألانظمة.
(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين )026-025:2106 ،والشكل املوالي يوضح مفاهيم ا ألاساسية للنظرية:
الشكل رقم ( )24يوضح املفاهيم ألاساسية لنظرية ألانساق العامة (عبد الباسط متولي)56:2111 ،
وعليه فنظرية النظم العامة تتيح للمعالج أن يفحص السياق أو املحيط الذي يعيش ضمنه الفرد ،فهو املحيط
الذي يشكل معنى الحياة لألفراد وألازواج وألفراد ألاسرة .ويتم النظر إلى الطفل في علم النفس الذي يركز على الفرد على
أنه السبب في حصول املرض النفس ي ،بينما في نظرية النظم يتم التركيز على أن نظام ألاسرة هو املسئول أو مصدر
44
-4ألانظمة املعقدة تتكون من أنظمة فرعية.
أ -النظام:
هو مجموعة من العناصر التي تتفاعل معا .وكل عنصر يتأثر بما يحصل للعنصر آلاخر في النظام .ويتكون النظام
من العناصر ،واملساهمات ،والعالقات بين العناصر ضمن البيئة املوجودة.وعلى صعيد ألاسرة فإن العناصر هي أفراد
ألاسرة ،واملساهمات يمكن أن تكون ألاهداف ،والاتجاهات ،أو أي خصائص أخرى لألسرة ،والعالقات بين ألاشياء تشير
للعالقات بين أفراد ألاسرة وكيفية تواصلهم معا أما البيئة فتشير إلى املحيط الذي يشكل ألاسرة وألاسرة تمثله.
-إن املعالجين ألاسريين أكثرا اهتماما بالعالقات بين ألاجزاء؛ أي أفراد ألاسرة أو تفاعل أفراد ألاسرة) التواصل بينهم( والذي
يتكون نظام ألاسرة من أفراد ألاسرة ،ومساهماتهم فيها ،وطبيعة التفاعل والتواصل القائم بينهم .لكن ما
املقصود باألسرة؟ وأفراد ألاسرة؟ هل املقصود هو ألاسرة النواة املكونة من ألاب وألام وألابناء؟ إن نظام ألاسرة ال يعتمد
على ذلك ،ولذا فإن على املعالج ألاسري أن يأخذ بالحسبان كافة ألافراد املؤثرين في ألاسرة .وفي نظرية النظم فإن مختلف
أشكال العالقات بين الناس ومساهماتهم وبيئاتهم يتم الاهتمام بها .ومن منظور نظرية النظم فإن ألاسرة تعرف بالناس
تؤثر ألانظمة الكب رى في ألاسرة أيضا ،ولكن لسوء الحظ لم يتم الاهتمام بتأثير ألانظمة الكبرى على ألاسرة إال
حديثا.تشمل ألانظمة الكبرى ألانظمة الثقافية ،والسياسية ،والسياقية ،والاقتصادية ،والبيئية )الاجتماعية واملادية(
وتشمل ألانظمة السياقية التي يمكن أن تؤثر في حياة ألاسرة وعملها اليومي :املدرسة ،والدين ،والطبقة ،وثقافة املجتمع .
إن املمارسين لنظرية النظم يهتمون بفحص السياق الخاص بالفرد وألاسرة التي يعيشون فيها وذلك من أجل فهم أفضل
للمشكلة.
45
يستكشف نموذج أنظمة ألاسرة الكلي سياق املشكلة ضمن ألاسرة والعالقات الاجتماعية وألن ألاجزاء في النظام
معتمدة على بعضها البعض ،فإن املعالج ألاسري يهتم بالسياق ويفحص طبيعة العالقات بين ألافراد املوجودين في نظام
ألاسرة.
ألانظمة أو ألانظمة الفرعية متداخلة ومعتمدة على بعضها وال يمكن أن توجد بشكل منفصل .حيث أن كل جزء
من النظام يؤثر على ألاجزاء ألاخرى في النظام .وأن التغيير في أي من أجزاء النظام سيؤثر على ألاجزاء ألاخرى.
إن النظام يحتوي على عناصر أو أجزاء ،وهي مرتبطة بشكل مباشر وغير مباشر بشبكة سببية فالتغير في جزء
يسبب تغيرا في أجزاء أخرى داخل النظام ،ومن الصعب ألي عنصر أن يعمل بمعزل عن النظام الكلي فالعناصر ال
تعمل منفصلة بل إنها متسلسلة مرتبة باتساق ومرتبطة مع بعضها البعض بنوع من العالقة املتوافقة املنظمة وليست
عشوائية .وإنه يسمح بالنمو والتطور ويزداد تعقيدا مع الوقت وكذلك قابليته وقدرته على إعادة انتاج نفسه .ويمكن
القول إن العناصر في نظام ألاسرة ليس أفرادها وإنما سلوك هؤالء ألافراد .إنه نظام اجتماعي أنش ئ أو تم بناؤه بتكرار
التفاعل بين ألاعضاء وهذه التفاعالت أسست أنماطا من كم وأين وملن من أعضاء ألاسرة ذوي العالقة( .أحمد عبد
تظهر التغذية الراجعة بالشكل الدائري والتي يؤثر فيها الفرد ويتأثر باألفراد آلاخرين املوجودين في النظام .أي أن
ألاثر الذي يحدثه السلوك في النظام والاستجابة التي يقدمها النظام لذلك السلوك يتم رؤيتها من خالل تقديم التغذية
الراجعة إلايجابية والسلبية .إن التغذية الراجعة إلايجابية أو السلبية ال تعني تقديم حكم تقييمي على السلوك وإنما
تتضمن حدوث تغير في النظام .والتغذية الراجعة إلايجابية تعزز نفسها ،فإذا حصل تغير وتم قبول هذا التغير من قبل
النظام يتصرف النظام الكلي بشكل مختلف مع التغذية الراجعة السلبية أو إلايجابية ،فالتغذية الراجعة السلبية تضبط
التغذية الراجعة إلايجابية .والتغذية الراجعة السلبية تساعد النظام على املحافظة على نفسه عبر الوقت .وعلى أية حال
إذا أوقفت التغذية الراجعة السلبية كل التغيرات ،فإنها ستتسبب في تحطم النظام .فعلى الرغم من أن النظام يحتاج
للثبات ،إال أنه يجب أن يتقبل التغير ويطبقه .إن رؤية الحقيقة من منظور السببية الدائرية يعني أن ألاحداث لها أسباب
متعددة .وتؤثر وتتأثر كل منها باآلخر ،أما في السببية الرأسية فيكون التفكير آليا على شكل Aيتسبب في حصول Bويمكن
46
أن نغير طريقة التفكير من السببية الرأسية إلى السببية الدائرية من خالل التفكير بدور جميع ألاشخاص بدال من دور
شخص واحد.أما في السببية الرأسية فينظر إلى أن Aيتسبب في Bأي أن سلوك شخص ما هو الذي أدى لحصول ش يء ما
لشخص آخر .يفهم املعالج ألاسري العالقات من منظور السببية الدائرية( .سهيلة بنات)206 -205:2101 ،
يوجد ضمن النظام ألاسري أنظمة فرعية ،مثال :ضمن ألاسرة هناك النظام الفرعي الوالدي أو ألابوي الذي يضع
القواعد والحدود وألاهداف والوالدين يمكن أن يشكال نظاما فرعيا آخر لوحدهما دون ألابناء هو النظام الزواجي ويضم
كال الزوجين .وهناك أيضا النظام الفرعي ألاخوي الذي يضم ألاخوة وألاخوات ،وألاخوة من آلاباء وألاخوة من ألامهات وفي
النظام املعقد البد من وجود هرمية .باإلضافة إلى النظام الفرعي الشخص ي حيث أن كل فرد لديه مكونات سلوكية،
وانفعالية ومعرفية وبيولوجية والتي تشكل الفرد ،وتؤثر على ألانظمة وألانظمة الفرعية ألاخرى .وبالعكس فإن هذه
ألانظمة تؤثر على النظام الفرعي الشخص ي للفرد( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)029:2106 ،
كل نظام له طرق في التفاعل والتواصل والتعرف ضمن العالقات ،وكل نظام لديه أنماط من التفاعل ،وتتسم
هذه ألانماط بإمكانية التنبؤ ،أي أن التفاعل سينتهي بنفس الطريقة بغض النظر عن الطريقة التي بدأ بها ،وبغض النظر
أ -القواعد وألادوار:
إن وجود قواعد وأدوار في ألاسرة يجعلها تحافظ على ثباتها .وتشير القواعد في ألاسرة إلى التواصل التفاقات أو
فهم من خالله تستطيع ألاسرة تنظيم تفاعل أفراد ألاسرة .والقواعد قد تكون ظاهرة أو مخفية .ومن ألامثلة على القواعد
الظاهرة أو الواضحة :ألافراد الذين لم يؤدوا واجباتهم لن تسمح لهم أو لن توافق لهم على ش يء .القواعد املخفية ال تكون
واضحة مثل ال تتحدى أمك كلمة تتحدى غير واضحة فما هو املقصود بال تتحدى أمك.
ب -ألادوار:
أنماط فردية من السلوك املعزز بمعايير ألاسرة واستثناءاتها .وهذه ألادوار قد تعرف بناء على القدرات أو املواهب
أو الجنس .مثال :قد يكون دور ألاب هو السهر على الطفل املريض ألنه يستطيع التعامل مع قلة النوم أكثر من زوجته.
47
-5يحدث النمو والتغير في ألانظمة املفتوحة:
قد تكون ألانظمة مغلقة أو مفتوحة ،وفي ألانظمة املغلقة ال يكون هناك تفاعل مع البيئة ،أما في ألانظمة املفتوحة
فهناك تفاعل مع البيئة وتبادل في التفاعل ومعظم ألانظمة البيولوجية والاجتماعية هي أنظمة مفتوحة .ويحدث تغير
داخلي لألسر ينسجم مع البيئة ،والقيم التي تشجعها املدرسة أو العمل،أو املحددات الدينية التي تتأثر بالقيم في املنزل
والعكس يحصل ،أي هناك تبادل في التأثير بين ما هو داخل املنزل وخارجه.
أ -تبادل املعلومات:
في ألاسر املفتوحة يتم تبادل املعلومات مع البيئة ويتم تبادل املعلومات في ألاسر من خالل التواصل والسلوك،
وكل سلوك هو تواصل ،ومن املستحيل أن ال نتواصل .وحتى و أنت تقرأ هذه املادة فإنك تتواصل مع ما هو حولك .فقد
ترى نفسك مستمتعا بما تقرأ أو قد ترى نفسك ضجرا مما تقرأ .ويكون التواصل عبارة عن مدخالت ومخرجات في النظام.
ويكون التواصل إما توا صال لفظيا أي يعتمد على التواصل بالكلمات املحكية أو املكتوبة ،أو تواصال غير لفظي :أي ال يركز
على الكلمات مثل) :نغمة الصوت ،تردد الصوت ،إلايماءات ،تعبيرات الوجه ،وضعية الجسم(.
إن التواصل غير اللفظي مهم جدا للمعالج ألاسري ألنه يخبرنا الكثير عن العالقات بين الشخصية .ويهتم املعالج
ألاسري بالتواصل غير اللفظي عبر الجلسات حيث ينظر لكيفية التواصل ويرى ماذا يعني آخذا بعين الاعتبار عالقة أفراد
ألاسرة معا .ويكون التركيز أكثر على كيفية التواصل أو الحديث وليس على ما يقال أو محتوى الحديث .يهتم املعالج بما
يسمى بالرسالة ذات املعنيين ،ويظهر ذلك حين يحدث عدم تطابق ما بين الرسالة اللفظية وغير اللفظية .مثال :إذا قال لك
شخص أنك تبدو وسيما اليوم بينما تظهر تعبيرات وجهه غير ذلك إن عدم التطابق أو الرسالة ذات املعنيين يعد مفتاحا
إن املعالج ألاسري يهتم بالتواصل من أجل أن ينظم ألاسرة وكذلك يعتبر محتوى التواصل مهما .على املعالج أن
يأخذ بعين الاعتبار مراقبة عملية التواصل وكيف تحصل املدخالت واملخرجات( .سهيلة بنات وآخرون-201:2101 ،
)209
48
-الوصول باألسرة إلى حالة من الاتزان فالهدف ألاساس ي من النظام هو املحافظة والوصول إلى حالة التوازن باستخدام
طرق متعددة كما في التغذية الراجعة( .أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز)10:2105،
املحاضرة السادسة
-تمهيد:
ترجع أصول النظرية البنائية إلى بداية الستينات من هذا القرن والتي ارتبطت بأبحاث سيلفادور منيوشن
الذي كان مهتما بعالج وتدريب ألاطفال املنحرفين من أسر فقيرة في مدرسة ولتوك بنيويورك ،وامتدت مهاماته حتى
السبعينات حيث أصدر كتابه ألاسر والعالج النفس ي عام ( )0714وركز على تفاعالت أفراد ألاسرة وطريقة لفهم بناء
وتنظيم ألاسرة ،وحث املعالجين ألاسريين على محاولة معرفة كيف ومتى وملن يستجيب كل فرد من أفراد ألاسرة.
ويذهب سوبير وآخرون إلى أن النظرية البنائية تركز على التواصل والوظيفة والقوى البنائية كمحاولة لتغيير
نسق ألاسرة وبنائها وتكوين حدود بنائية متنوعة ،وتغيير مصادر القوى أي التحالف وإعادة تشكيل ألاسرة( .عبد
في أواخر عقد الستينات تحدى منيوشن Minuchinالعلماء وأفراد ألاسرة وأخصائي الصحة النفسية بالنظر إلى
املشكالت من منظور أسري بدال من املنظور الفردي .ينظر للمعاناة الانفعالية ألسر في العالج ألاسري البنائي من خالل
منظور منظم ،فمشاكل الفرد تبقى من خالل تصميم أسري منظم وليس من خالل املرض الشخص ي.
كغيره من مدارس العالج ألاسري ركز العالج ألاسري البنائي على دور السياق الاجتماعي في استمرار وحل املشكالت
لدى الفرد وهو يركز على دور تنظيم ألاسرة والدور الفعال للمعالج باعتباره محرك التغيير .ويرى منيوشن ومينشمان أن
ألاسرة هي مجموعة طبيعية يتواجد فيها بشكل مستمر أنماط من التفاعالت تكون بناء ألاسرة .يعتقد املعالج ألاسري
البنائي أن املشاكل تبقى وتستمر من خالل الخلل الوظيفي في تنظيم ألاسرة ،وكذلك يكون اهتمام املعالج منصبا على
كيفية محاولة البناء ألاسري العمل على حل املشاكل أكثر من الاهتمام باألسباب املؤدية لحصول املشاكل .كذلك ال يهتم
املعالج ألاسري البنائي بتاريخ املشكلة ،وإنما يركز اهتمامه على القضايا الحالية مثل :من هو صاحب القوة على آلاخرين؟ ما
49
مدى املرونة في تبديل ألادوار بين أفراد ألاسرة في املواقف الجديدة واملختلفة؟ وقد اهتم منيوشن بمفاهيم واضحة مثل :
التوازن ،والتغذية الراجعة ،وحدود النظام ،وألانظمة الفرعية ،والنظام املفتوح والنظام املغلق .وتتسم نظرية منيوشن
وقد اهتم منيوشن بمساعدة ألاسر لالستبصار وحل مشكالتها ،وأن يتعامل املريض مع الواقع .ويكون التركيز في
العالج على املشكالت التي جاءت بها ألاسر للعالج ،وينظر ملشكالت ألاسرة على أنها ناتجة عن البناء ألاسري .وال تحل
املشكالت إال إذا تم ترتيب بناء ألاسرة .ويرى منيوشن أن ألاسرة تسير على قواعد يفهمها كل أفراد ألاسرة ،وتحدد القواعد
متى ،وأين ،وكيف يستجيب كل فرد في ألاسرة ومجموع القواعد تمثل أنماط التفاعل ،وهو ما يسميه بناء ألاسرة .وينظم
-2الحدود:Boundaries
ويقصد بالحدود مدى الاقتراب والتباعد بين أفراد ألاسرة؛ أي ما مدى ارتباط أفراد ألاسرة انفعاليا ،وكيف يتصل
كل منهم اتصاال منفتحا مع آلاخرين .وعندما يؤدي النظام دوره ووظائفه بشكل جيد فإن الحدود توصف بأنها واضحة
وشبه نفاذية .وتوصف الحدود بأنها من عوامل سوء ألاداء إذا كانت مشوشة وجامدة .ويوصف التطرف في الاقتراب أو
أ -التباعد :تكون الحدود فيه جامدة ،ويكون هناك مسافة زائدة بين أفراد ألاسرة ،ويكون الاتصال بين أعضاء ألاسرة
محدودا ،والتعاون داخل املنزل أو املدرسة صعبا أو قليال .ويميل ألاطفال في ألاسر املتباعدة ملمارسة سلوكات سلبية أكثر
من غيرهم ،ويستخدمون أسلوب عزو السلوك ألسباب خارجية مقابل عزوه ألسباب داخلية بشكل أكبر من غيرهم .وإذا لم
يحصل التدخل املناسب معهم فإنهم يصبحون عرضة لألذى والخطر ،وذلك بسبب حصول صدام مع القوانين وألانظمة
في املستقبل.
ب -التشابك :قرب شديد بين أفراد ألاسرة ،ومن الصعب أن يشعر الفرد باالستقاللية أو الذاتية ،وتكون الفروق الفردية
غير محتملة ،وقد يعبر ألافراد عن مشاعر تعكس الحماية الزائدة التي تقيد ألافراد ،ويكون ألابناء في ألاسر املتاشبكة أكثر
-3الهرمية:Hierarchy
تعد هرمية السلطة من أهم املفاهيم في العالج ألاسري البنائي ألنه يحدد من يملك سلطة صنع القرار في
ألاسرة ،هذه ألاسرة عادة ما تنتقل من فرد إلى آخر في ألاسرة ومن نظام فرعي إلى نظام فرعي آخر اعتمادا على املوقف
50
واملحيط الشخص ي ،وبما أن هناك أشكاال مختلفة من الهرمية باختالف ألاسر ،ففي ألاسر ذوات ألاداء العالي تتمركز
السلطة في يد الوالدين ويتحمل آلاباء مسؤولية قيادة ألاسرة .ويحصل ألابناء على سلطات تتالءم مع أعمارهم وقدراتهم
الشخصية مع الاستعانة بتوجيه الوالدين( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)036:2106 ،
أي وجود حد يميز النظام القائد في ألاسرة .يعتقد املعالج ألاسري البنائي أن فردا أو مجموعة أفراد في ألاسرة
عليهم أن يقوموا بدور القيادة لألسرة لكي تحل مشاكلها وتؤدي املهمات املعطاة بنجاح .ويحظى ألافراد في دور القيادة بأن
لهم قوة أكبر في اتخاذ القرارات من بقية أفراد ألاسرة .الهرمية بين ألاب -الطفل تشير إلى حدود معينة تعكس مسؤولية
ألاب املتعلقة بقضايا تربية ورعاية الطفل .وبما ان ألاسرة تضع أبنية تتناسب مع مطالب املواقف املختلفة ،فإنه ال بد من
وجود الهرمية بأشكال أو امتدادات مختلفة؛ فالفرد يعتبر قائدا في املهمة التي هو مسؤول عن إنجازها ،وألاب سيكون على
رأس الهرم إلعداد الوجبات إذا كان يحضر لوجبة العشاء ،وقد يمارس الطفل دور القيادة أيضا ،فمثال :الابن ألاكبر قد
يعتني بإخوته ألاصغر عمرا عندما تكون ألام غير موجودة ويقوم بدور القائد لهم .قد تحصل مشاكل عندما تفشل ألاسرة
في تبني نظام قيادة فعال ،فمثال قد يكون آلاباء متشابكين جدا مع أبنائهم ،مما يجعلهم غير قادرين على وضع عقاب
مناسب عندما يخطئ ألابناء ،أو قد يكون آلاباء مهتمين جدا بأبنائهم ويعاملونهم كأصدقاء ،مما يجعلهم خائفين من وضع
حدود مناسبة .وفي بعض ألاسر قد يكون آلاباء متباعدين جدا عن أبنائهم ،مما يجعلهم غير قادرين على الاستجابة
الهتمامات أبنائهم الشخصية ،وقد تظهر ألازمات بسبب عدم وعي آلاباء ملشكالت أبنائهم ،هذا يظهر عندما ال يتابع آلاباء
أداء أبنائهم في املدرسة إلى أن يكتشفوا أنهم قد يعيدون الصف .هنا على آلاباء فتح مجاالت الاتصال مع أبنائهم،
وتخصيص وقت للدراسة في املنزل ،ومشاهدة أعمال الابن وواجباته ،وتبليغ املدرسة بإعطاء مالحظات حول أداء الطفل في
املدرسة لجعل آلاباء على وعي بأداء الطفل وسلوكه في املدرسة .
-1ألانظمة الفرعية :Subsystemsذكر منيوشن أن ألاسرة تتكون من أربعة أنظمة فرعية هي:
-1النظام الفرعي الزواجي .-2النظام الفرعي الوالدي -3النظام الفرعي ألاخوي .-4النظام الفرعي ألاسري الخارجي.وفيما يلي
إن النظام الفرعي الزواجي هو الذي ستبنى عليه الحياة ألاسرية في املستقبل .ويعد إشباع الحاجات الوظيفية
لألسرة ،والحاجات الانفعالية للزوج والزوجة من املهام آلالية لهذا النظام ،وكذلك ترسيخ وتأسيس إلاحساس بااللتزام
والثقة املتبادلة .وتتمثل مهمة الدعم الوظيفي بأن يشترك كال الزوجين في بناء حياتهما ،وأن يشتركا في تقسيم ألادوار
51
واملسؤوليات ،والتعامل مع املشكالت والصعوبات التي قد تواجههما ،وعليهما أن يتفقا من البداية على كيفية تقسيم
العمل في املنزل وخارجه ،و أيضا مناقشة أمور امليزانية ،وكيفية قضاء أوقات الفراغ.
-الدعم الانفعالي :يلعب النظام الفرعي الزواجي دورا هاما في تقديم الدعم الانفعالي ،وإشباع الحاجات الانفعالية
ألاساسية للزوجين .وتسهم السعادة والثبات في العالقة ألاولية بين الزوجين في زيادة تقدير الذات ،وفي زيادة مستوى
يتكون النظام الفرعي الوالدي من الوالد والوالدة وألابناء ،وفي حالة الطالق فقد يقدم أحد الوالدين أو الوالد
وزوجة الوالد أو الوالدة وزوج الوالدة كل مهام النظام الفرعي الوالدي .وتشتمل مهام النظام الفرعي الوالدي الاهتمام
ويتكون من جميع ألابناء ،وهم يمثلون ألاخوة في ألاسرة ،وتعد املهمة ألاساسية للنظام ألاخوي هي التنشئة
الاجتماعية ،ورعاية نمو ألاطفال في ألاسرة ويوفر النظام الفرعي ألاخوي الشبكة التي تتكون من خاللها القيم وتنفذ
عمليات التفاوض والحوار مع الوالدين وتتضح من خاللها إلادراك للعالم الخارجي .ويعد مجتمع ألاشقاء عامال مهما لتعلم
القيم وألادوار واملعايير والوظائف ويسهم ألاخوة وخاصة في سن مبكرة في تعلم سلوكات الحوار والتفاوض والتوكيد
والتعاون والفهم.
تتفاعل ألاسرة مع أنظمة فرعية خارجية وتوفر الاتصاالت بين ألاسرة وألاسر ألاخرى عونا وتبادال للمصادر
والخبرات ،وتعد هذه الاتصاالت مصدرا لألنشطة الاجتماعية والترويحية وكذلك للدعم الانفعالي .فمثال :ألاسرة املمتدة
بالنسبة للنظام الفرعي الوالدي فإنه سيتفاعل مع العاملين في املدرسة ،وأطباء الطفل وألاسرة املمتدة ،وألاصدقاء ،فهم
جميعا يمثلون نظاما فرعيا خارجيا( التحالف ،الاتحاد ،املثلثات( .سهيلة بنات وآخرون)222 -220:2101 ،
-0التحالف:
52
يحصل التحالف عندما ينضم اثنان أو أكثر من أفراد ألاسرة للتعامل مع مشكلة محددة .ويكون هذا التحالف
معروفا ملعظم أفراد ألاسرة ويظهر بوضوح مثال :يعرف جميع أفراد العائلة أن اثنين من أخوتهما يحبان الصيد معا ،وألام
وألاب يعمل كل منهما لدفع الفواتير .يمكن للتحالف أن يتغير وفقا لكيفية تعامل أفراد ألاسرة مع املهمات املختلفة ،فقد
يحصل التحالف عبر سلم الهرمية وال يتقيد بنظام فرعي معين .أي يمكن أن يتم بين ألانظمة ،وليس داخل نفس النظام،
وهذا يعني وجود نظام فرعي جديد فمثال :من املعروف أن ألام وألاب هما يشكالن الفريق ألاكثر فعالية في العمل على قاضيا
التربية والوالدية ،ومع ذلك يمكن لألب أن ينضم مع ابنتيه اللتان لديهما رغبة في جمع الطوابع ويشركاهما في هذا
النشاط.
يحصل إلاتحاد عندما ينضم اثنان أو أكثر من أفراد ألاسرة مشكلين قوة ضد واحد أو أكثر من أفراد ألاسرة،
ويحصل هذا عندما يحصل خالف بين اثنين من أفراد ألاسرة ،وينضم شخص ثالث للطرف املدرك على أنه ألاضعف
ليعطيه القوة من أجل حصول التوازن .ويحصل إلاتحاد عندما ال يستطيع ألافراد في ألاسرة إجراء مناقشات مفتوحة
حول مشكلة محددة ،وكلما أصبح إلاتحاد أكثر وضوحا كلما أصبح من السهل حله.
-3املثلثاتTriangles
وهو شكل محدد من إلاتحاد الذي فيه ينضم اثنان من أفراد ألاسرة ويشتركان بالقوة ضد فرد ثالث من ألاسرة .
وعلى الرغم من كون إلاتحاد بين ألانظمة الفرعية من السهل إنهاؤه ،إال انه يمكن أن يتسبب بمرض نفس ي أو مشكلة إذا
وفيه يتحد اثنان من أفراد ألاسرة من جيلين مختلفين ضد فرد ثالث في ألاسرة ،وهو يظهر بشكل شائع على شكل إتحاد
ألاب وإلابن ضد ألام ،أو عندما تتحد والدة الزوج أو الزوجة معه/معها ضد زوجته/زوجها)الحماه وابنها ضد الكنة(،
)الزوجة وأمها ضد الزوج (.كما أنه ليس من الصعب أن يتحد أحد ألاجداد مع الحفيد ضد أحد الوالدين .ويحصل هذا
إلاتحاد نتيجة لخلل في التوازن بين القوى بين اثنين من أفراد ألاسرة ال يمكن تعديله من خالل املناقشة ،حيث يعمل
الطرف ألاضعف إلى الانضمام مع طرف آخر من جيل آخر ملشاركته القوة ،ومحاولة إحداث التوازن( .فاطمة عيد
وأسماء عبد الحسين )031-036:2106 ،والشكل املوالي يوضح ويلخص أهم مفاهيم النظرية البنائية
53
المفاهيم األساسية للنظرية البنائية
بناء األسرة
هرمية السلطة
Authority heirachy Family structure
يصفكوري() 1996البناء
منيملكسلطةصنعالقرارفي األسريبأنهالجانبالغيرالمرئي
للمطالبالوظيفيةوالقواعدالتي
األسرةفييدالوالدينويتحمل
تنظمعالقةأقراداألسرةبعضهم
األبناءبعضالمسؤوليةحسب
ببعض.
قدراتهموبنائهمالشخصي.
الشكل رقم ( )15يوضح املفاهيم ألاساسية للنظرية البنائية (عبد الباسط متولي)51:2111 ،
بما أن العالج ألاسري البنائي قائم على اعتقاد أن الذي يحافظ على استمرارية وجود املشكلة هو سوء ألاداء
الوظيفي للبناء ألاسري ،فإن الهدف ألاولي للعالج ألاسري البنائي هو مساعدة ألاسرة على تطوير بناء أسري جديد.
-تغيير تنظيم ألاسرة -.تغيير وظائف ألاسرة -.زيادة التفاعل بين أفراد ألاسرة.
54
ولتحقيق هذه ألاهداف فإن العالج ألاسري البنائي يكون مباشرا وموجها بالفعل وتتسم التدخالت العالجية بأنها عملية.
ب -إحداث تغيير في النظام وذلك بتعديل قواعد تعامل ألاسرة وتطوير حدود مالئمة وأشار كوالبيتو (Colapinto )0222
إلى أن تحرير أعضاء ألاسرة من أدوارهم ووظائفهم الجامدة بحيث يصبح نظام ألاسرة قادر على التكييف والتغلب على
ج -إن الهدف ألاساس ي لألسرة هو خلق بنية فعالة وبتسلسل هرمي حيث يكون آلاباء مسؤولين عن أبنائهم يمنحونهم
د -تغير نمط التفاعل بحيث يصبح أعضاء ألاسرة لديهم حدود واضحة ففي ألاسر املنتشرة التي توفر الحماية الزائدة
ألعضائها يكون الهدف حصول ألافراد على خصوصية أكثر ،في حين في ألاسر ذات الحدود الصلبة (عدم وجود الترابط)
الهدف هو العمل على زيادة التعامل والتفاعل بين أعضاء ألاسرة وذلك بتفكيك الحدود الصلبة والتحرك نحو حدود
واضحة شفافة.
املعالج يزود ألاسرة بكتب تثقيفية لتطلع عليها حيث تعطي وصفا واضحا لكيفية عمل ألاسرة ركز اتجاه
مينوشن على املعالجة بالفعل أكثر من املشاهدة كما يمنح الفرص التي تؤدي إلى تجارب جديدة تعمل على تنظيم
ألاسرة كما يسعى املعالج إلى تغيير التنظيم الحالي وليس الستكشاف وتفسير املاض ي( .فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)031-031:2106 ،
يقوم العالج ألاسري البنائي على افتراض أساس ي هو أن كل ألاسر لديها إمكانية للتغيير وأنها مسؤولية املعالج أن يساعد
هذه ألاسر على إيجاد بناء أسري أكثر مالئمة لها ،ويستطيع املعالج يطور بناء أسريا بديال أكثر مالئمة لألسرة التي يعالجها.
55
ج -التدخل بطرق مصممة لتغيير ألابنية غير الفعالة.
تقع مسؤولية إحداث التغيير في بناء ألاسرة على املعالج وذلك من خالل التغيير في القواعد التي تحكم
العالقات والتفاعالت الداخلية لها وذلك عن طريق استخدام ثالث استراتيجيات أساسية هي:
يقوم املعالج بتحديد ألاعراض ومواجهتها كما يقوم بتحدي ومواجهة بناء ألاسرة أي ألانماط الفرعية
يقوم املعالج بتحديد واقع ألاسرة وحتى يتمكن من تنفيذ هذه إلاستراتيجية وتحقيق أهدافها ،يقوم بمنح
أعضاء ألاسرة فرصا للتفاعل والحوار حتى يمكن مالحظتهم وتحديد ما هو واقعي وما هو متخيل كما يحاول أن يتيح
الفرصة ملناقشة وتحديد ألاعضاء الذين تعتبرهم ألاسرة أساسين فيها وينتمون إليها بطريقة تساعد على استمرار
وتقديم العالج.
وتطبيقا لدور املعالج في النظرية البنائية أجرى والش Walshدراسة لفحص التدخالت البنائية حيث قارنت
الدراسة البيانات قبل وبعد التدخل على ما يقارب ( )022عائلة مشاركة في الدراسة قام الباحث بالتركيز على سلوك
الطفل الذي يوجه له اللوم في أحداث مشكالت في ألاسرة الحظ الهل وجود تحسن ايجابي في سلوك الطفل مقارنة
بعدم تركيز املعالج على ذلك في نصف عدد الجلسات على ألاقل .وإن تدخل املعالج في زيادة السلطة الوالدية يمكن من
مالحظة تغير ايجابي في تنظيم ألاسرة والتحكم مقارنة بعدم تركيز املعالج على ذلك بنصف عدد الجلسات على ألاقل.
ال يرى منيوشن أن هناك بناء واحدا لألسرة يمثل مؤشرا على الصحة لألسرة ،ولكن ألاسرة الصحية هي ألاسرة
التي لديها القدرة على أن تغير ألابنية لتلبية متطلبات مراحل حياة ألاسرة املختلفة أو أزمات ألاسرة ،وتعد املشاكل جزء من
الحياة وتتطلب تغييرات منظمة لألسر لحل هذه املشاكل بالنسبة لألزواج الجدد ،فإن املهمة ألاساسية لهم هي وضع
حدود داخلية وخارجية تحددهم وتعرفهم لآلخرين كنظام زواجي ،فهم بحاجة ألن يطوروا مجموعة من القوانين التي
تميزهم عن أسرتهم ألاصلية ،فمثال :يحاول الزوجان صياغة الحياة الزوجية خالل مناقشتهما بما يتناسب مع القوانين التي
جاءا بها من أسرتهما ألاصلية .ولكن بإمكانهم تطوير القوانين واللوائح التي تجعل لهم هويتهم الخاصة كزوج وربما يكونون
مشابهين ألسرتهم ألاصلية أو قد يكون لهم قوانين خاصة مميزة لهم إن القدرة على إدارة النقاشات بنجاح تمكن ألازواج من
إيجاد حدود تفصلهم عن ألاسرة ألاصلية وعليهم أن يحافظوا على عالقتهم مع ألاسر ألاصلية لتقديم التضحية واملساعدة
56
لهم .كذلك على ألازواج أن يضعوا حدودا داخلية ،عليهم ان يناقشوا قوانين تتيح لكل فرد أن يكون له عامله الشخص ي
الخاص واهتمامات وأنشطة خاصة بكل شريك .إن ألاسرة الصحية هي التي تعدل من بنائها بما يتناسب مع تلبية مطالب
بما أن ألاسرة الصحية هي ألاسرة القادرة على إحداث تغيير في بنائها بما يلبي حاجات ومتطلبات ألافراد ويعمل على
حل املشكالت في ألاسرة ،فإن ألاسرة املرضية أو املضطربة هي ألاسرة غير القادرة على التغيير أو تعديل بنائها للتعامل مع
ألازمات املوجودة أو التي تتعرض لها وتعد حكمة ألاسرة في إدراك متى يجب أن تستمر على نفس البناء دون تغيير أمرا
هاما ،فقد يكون البناء ألاسري الثابت أحيانا هو الحل ألافضل للعديد من املشكالت ،على سبيل املثال في الكثير من حاالت
العصيان في الطفولة ،فإن إلاستراتيجية ألافضل لآلباء هي أن يستمروا بالحذر ومعاقبة السلوك الخاطئ( .سهيلة بنات
وآخرون)221-226:2101 ،
عندما تبد أ ألاسر بالعالج تظهر عليهم عالمات القلق ،حول أمور منها هل سيفهمهم املعالج أم سيلومهم على مشاكلهم؟ ما
هو املدى الذي سيكشفون به عن أنفسهم؟ ويتساءلون كثيرا عن ردة فعل املعالج نحوهم ،هل سيحبهم؟ هل سيقول عنهم
أنهم مجانين؟ هل سيساعدهم العالج فعال؟ إن أسلوب الانضمام هو العملية التي ُيشعر بها املعالج أسر عمالئهم أنهم
يفهمونهم وأنهم سيعملون على مساعدتهم ،وفي البداية على املعالج ألاسري البنائي أن يقوم باالنضمام لألسرة أوال ومن ثم
يعمل على إعادة البناء ألاسري لهم .في حالة عدم وجود ثقة بين املعالج وألاسرة ،فلن يكون هناك خطة عالجية يعد العالج
ألاسري البنائي موجه بالفعل أكثر مما هو موجه باالستبصار .من ألاساليب العالجية:
في هذا ألاسلوب ينضم املعالج لألسرة ويعمل على أن تشعر بالراحة ،والاستماع إلهتمامات كافة ألاعضاء في
ألاسرة ،وفهم آرائهم ومشاعرهم ومعاملة كل فرد باحترام ،وفهم قوانين ألاسرة وبنائها املميز لها .ومن املفيد للمعالج أن
يعمل على دعم القيم الثقافية املميزة لألسرة دون إيجاد توقعات نمطية لسلوكياتهم ،فمثال :ألاسر الطبيعية يمكن أن
تنخرط في ممارسة سلوكات زواجية ،وجنسية ،وتعليمية ،ودينية .وعلى املعالج أن ال يفترض أن جميع ألاسر قد تعيش
57
-2التكييفAccommodation :
وهنا يقوم املعالج بتكييف سلوكه بما يناسب ألاسرة التي سيتعامل معها ،أي يكيف لغته ،وحركات الجسم أو
وضعية الجسم بما ينسجم مع ألاسرة التي سيتعامل معها ،فقد يحتاج املعالج ألن يتحدث بصوت عال مع أسرة ما وبصوت
هادئ مع أسرة أخرى .ويشمل أيضا أن يعرف املعالج متى يتحدى ألاسرة؟ ومتى يتوقف عن ذلك؟ ألن ألاسر تختلف وما
هي العملية التي يحدد بها املعالج سوء ألاداء الوظيفي لبناء ألاسرة الذي يحافظ على ألاعراض املرضية للفرد،
يركز املعالج ألاسري البنائي على دور التفاعالت ألاسرية في حصول املرض ،أي أن الخلل في التفاعالت والبناء ألاسري وليس
في الفرد ،وبما أن ألاسر غير قادرة على وصف ألابنية املرضية أو ذات الخلل فإن املعالج هو الذي سيكشف عن ذلك من
خالل الجلسات العديدة وذلك من خالل التعامل مع ألاسرة وطرح ألاسئلة ،واملالحظة .من ألاسئلة املفيدة التي قد
يستخدمها املعالج :من هم ألافراد املقربون لبعضهم بعضا في ألاسرة؟ كيف تختلف أساليب التنشئة الوالدية لدى ألام عما
هي لدى ألاب؟ من هو صاحب القرار في وضع بناء ألاسرة؟ إن طريقة ألافراد في وصف التفاعالت والحديث عن ألاسرة
تساعد في معرفة بنائها .من املفيد أيضا أن يتم اقتراح بناء أسري بديل وليس التركيز على البناء ألاسري غير الفعال .
تشير إلى مساعدة ألاسرة على إيجاد بناء أسري أكثر مالئمة لحل مشاكلها ،فمثال بينما يكون هدف ألاسرة هو جعل
الطفل يتوقف عن السرقة فإن املعالج ألاسري البنائي سيعمل على مساعدة أفراد ألاسرة ليدركوا أنماط التفاعل بينهم
وبالتالي يستطيعون النجاح في حل املشكلة بأنفسهم .قد تميل ألاسرة للبناء الذي تشعر فيه بالراحة أو الفائدة ولكن قد
ويرى منيوشن على املعالج أن يعمل على تحدي البناء القديم بطريقة تجعل ألاسرة تحاول التفاعل بطريقة
مختلفة وتظهر هنا العالقة القوية بين الانضمام وإعادة البناء فال يمكن لألسرة إن تتبع املعالج إذا لم تشعر باألمان
والثقة معه ،وأن يكون هناك رابطة انفعالية قوية مع املعالج تمكنهم من مواجهة تحدي إعادة بناء ألانماط التقليدية
58
-5املمارسة /التمثيلEnactment :
ويشمل هذا ألاسلوب جعل أفراد ألاسرة ينخرطون أو يقومون بالسلوكيات املرضية أو املشكلة داخل غرفة العالج.
ويؤمن منيوشن أن ألافراد ال يقدمون أسبابا وتفسيرات وثيقة لسلوكهم ،ومقدرتهم على إعادة رواية ألاحداث تتأثر بوجهة
نظرهم الخاصة .وأبعد من ذلك فإن ألافراد املختلفين لديهم تفسيرات وأسباب مختلفة لألحداث ،مما يؤدي الشتعال
املناقشات والجدال حول من هو املصيب ومن هو املخطئ ،لتجاوز ذلك يطلب منيوشن من أعضاء ألاسرة تمثيل سلوكاتهم
بطريقة تجعل املعالج يعرف ماذا يحصل في املنزل ،مثال :يطلب املعالج ألاسري البنائي من أعضاء ألاسرة أن يتحدثوا معا
حول كيف سيحلون مشكلة ابنتهم التي ترى بأن والدتها هي أم غير فعالة ،ملساعدتها على إنهاء مثل هذه الفكرة عن أمها ،أن
هذا يحتاج ملعالج مدرب مثل منيوشن ليتدخل عالجيا بشكل ناجح في حياة ألافراد( .سهيلة بنات وآخرون)221:2101 ،
-6إعادة التأطير :تلقى هذه التقنية تصورا جديدا بمعنى أن يقدم تفسيرا مختلفا ملوقف مشكل في ألاسرة حيث
يمكن استكشاف املشكلة بطرق تسمح لألسرة بفهم أصل الشكوى من عدة زوايا من خالل إعادة تشكيل ألاطر يصبح
باإلمكان فهم البناء ألاسري الذي يسهم في مشكلة الفرد بهذه الطريقة ال يحمل اللوم لعضو واحد بأنه السبب لوجود
املشكلة أو أن يحمل عضو واحدا املسؤولية الكاملة لحل تلك املشكلة( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين،
)010:2106
هو أسلوب إليجاد أنظمة فرعية جديدة داخل ألاسرة ،قد يرغب املعالج بإيجاد حدود من خالل جعل الوالدين
يعمالن معا دون مقاطعة ألاطفال لهم ،أو فتح الحدود الجامدة وذلك من خالل مساعدة ألاب الذي يضع مسافة بينه وبين
أبنائه على أن يشارك أبناءه ويندمج معهم ،أي يسهم املعالج في أسلوب وضع الحدود بإيجاد أبنية جديدة تمكن ألاسرة من
حل مشكالتها .يمكن تأسيس الحدود بأكثر من طريقة فمثال قد يطلب املعالج من ألاب املندمج أو املتشابك بشكل كبير
وألام املتباعدة أن يقوما بمناقشة ثالثة مبادئ حول تربية ألابناء ،ثم يقوم املعالج بإحباط محاوالت الطفل ألن يقاطع
محادثة أبويه ويعيد التركيز على آلاباء عندما يحاولون إدماج الطفل معهم ،وطريقة أخرى قد يطلب املعالج من الطفل أن
يغادر املكتب أثناء حوار الوالدين مع املعالج حول كيفية تأديب وتربية الطفل ،وهنا يعمل حائط املكتب كحد بين الوالدين
والطفل .ويعد أداء مهمات مختلفة لألنظمة الفرعية املختلفة طريقة فعالة في وضع الحدود ،حيث قام وتكر بإيجاد حد
بين الوالد وإلابن في أسرة أحادية ألاب مكونة من أم و ابن مراهق ،هذا الابن ال يريد ترك غرفته .حيث قام ويتكر بتكليف
59
املراهق بمهمة وهي إيجاد عمل ،وتكليف ألام بمهمة مراقبة سلوك الابن .مهمة ألام هي التأكد من قيام الابن بالبحث عن
عمل وكذلك فرض القوانين حول كم من ألامور عليه أن ينجز في اليوم .تغيرت الحدود املتشابكة بين ألام والابن ،لذلك قام
الابن وحده باملهمة وهي إيجاد عمل فقد مارس مهارات املقابلة ،جمع معلومات ،وتطبيقات حول أعمال ،وراقبت ألام
تقدمه من خالل إتاحة الفرصة لإلبن لعرض ما أنجزه كل أسبوع .ووضعت ألام سلسلة من املكافآت وأساليب عديدة
للعقاب وفقا لنجاحه أو فشله في تحقيق املهمة املطلوبة .ويمكن أن يتحكم املعالج بمسافة غرفة املعالجة لتأسيس
الحدود وذلك ملساعدة آلاباء املتباعدين عن أبنائهم ليصبحوا أكثر قربا من أبنائهم فقد يطلب من ألاب الجلوس بجانب
في هذا ألاسلوب ينفرد املعالج بأحد ألافراد في ألاسرة أو أحد النظم الفرعية فيها إلحداث التغيير في بعض ألاحيان
يكون بناء ألاسرة جامدا جدا مما يجعل ألافراد غير قادرين على تغييره من خالل النقاشات أو ألافعال الجديدة .ويقوم
املعالج ألاسري البنائي بالتأثير على أحد أفراد ألاسرة وذلك لدعمه بالسلوك بشكل مختلف عما كان يسلك في السابق في
املواقف املماثلة وذلك ملدة كافية من الزمن مما يؤدي إلى ظهور بناء جديد.
يمكن استخدام عدم التوازن في التعامل مع زوج وزوجة غير قادرين على النقاش بنجاح في أمور عالقتهما ،يمارس
أحدهما مقدار غير مناسب من القوة على الطرف آلاخر ،ويظهر أثناء النقاشات أن الزوج املتمتع بالقوة هو الذي يسيطر
ويتحكم باملناقشات بينما يستسلم الطرف آلاخر ،في مثل هذه الحالة يقوم املعالج بدعم الطرف ألاقل قوة بأن يتواصل
بحيث يحقق حاجاته بغض النظر عن محاوالت الطرف ألاكثر قوة إليقافه عن الحديث ،وهنا فقد يجلس املعالج مع
الطرف ألاقل قوة ،أو قد يستمر بتشجيع الطرف ألاقل قوة على استمرارية الحديث ،وفي بعض الحاالت املتطرفة قد يقوم
ُ
املعالج بمواجهة الطرف ألاكثر قوة بأن يستمع لشريكه .ال يمكن ألسلوب عدم التوازن أن يتم دون أن يكون املعالج منظما
ومندمجا بقوة مع أفراد ألاسرة ،ففي ظل وجود عالقة جيدة بين أفراد ألاسرة ( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين،
)012-010:2106
عندما يتعامل املعالج مع ألاسرة على أساس أنها تعاني من خلل في ألاداء الوظيفي فقط ،فإنه سيرى املشاكل
وسيفشل في رؤية املصادر املتاحة ونقاط القوة لديها والتي يمكن أن تحل ألاسرة مشاكلها من خاللها؛ ويقوم املعالج ألاسري
البنائي بتقوية نقاط القوة لدى ألاسرة عندما يساعد ألاسرة على تحديد نقاط القوة واملصادر املخفية لديها وتشجيع
60
استخدامها في حل املشكالت ،ومن خالل تغيير بناء ألاسرة ،يمكن أن يصبح ألافراد قادرين على حل مشاكلهم .عندما
يشجع املعالج كال الزوجين على اقتراح ومناقشة حلول لعالقتهما الزوجية أو يدفع الوالد ألن يؤدب ابنه فهناك رسالة خفية
وهي أن هؤالء ألافراد قادرون على أن يكونوا فعالين ،وهي رسالة مفيدة وقوية .وعادة ما تنكر ألاسر في ألازمات نقاط الفشل
لديها ،ولكن العمل على مساعدة ألافراد ألن يروا أنفسهم أفرادا مؤهلين من خالل تفتح بنيتهم املعرفية حول أنفسهم
61
املحاضرة السابعة
ترجع أصول النظرية الاستراتيجية إلى بداية السبعنيات بجهود متميزة من هيلي وزوجته مادينز وجاكسون
ووتزليك إال أن هيلي من أبرز رواد هذا التوجه ،وقد تأثر بالعديد من النظريات ألاسرية مثل النظرية البنائية ليمونشن،
ونظرية التواصل لساتير .وخالل الثمانينيات أصبح التوجه الاستراتيجي .أو بمعنى آخر مزيج من التوجه الاستراتيجي
والبنائي ليمنوشن الذي كان مازال يتمتع بشعبية كبيرة ويلقى قبوال واسعا في مجال إلارشاد والعالج ألاسري.
يرى محمد محروس ( )0774أن النظرية الاستراتيجية تشمتل على بعض املفاهيم ألاساسية وهي:
-0مثل هذه املشكالت (ألاعراض) تنتج عن توقعات خاطئة في الحياة وخاصة في نقاط حرجة مثل امليالد واملوت.
-4على العكس من ذلك فإن الشفاء يوجد غالبا في العمل على تركيز املشكلة.
ولتصميم استراتيجيات فعالة ملساعدة ألاسرة على التغلب على املشكلة الحالية يشير كوري ( )0776إلى أن
هيلي ( )0716أكد على أن املعالج الاستراتيجي يمر بمراحل خالل املقابلة التمهيدية والعالج ألاسري ومنها ما يلي:
-0املرحلة الاجتماعية تهدف لجعل أفراد ألاسرة يشعرون بالراحة الشتراكهم في الجلسة العالجية.
-0مرحلة املشكلة بهدف اكتشاف ألاسباب التي تكمن خلف طلب ألاسرة املساعدة وطلب جميع ألافراد تغيير إدراكهم
للمشكلة.
62
-3مرحلة التفاعل ألاسري وفيها يعطي املرشد أو املعالج اهتماما عظيما بكيفية تحدث أفراد ألاسرة فيما بينهم عن
املشكلة الحالية ،ويبدي املرشد اهتماما خاصا بنماذج السلوك التالية :القوة الهرمية ،نماذج التواصل ،الجماعات
-4مرحلة وضع الهدف فيها يعمل املرشد وألاسرة معا لتحديد طبيعة املشكلة بغية صياغة العقد الذي يحدد أهداف
وتتمثل أهم فنيات النظرية إلاستراتيجية في استخدام التوجيهات والتدخل املتناقض ،وإعادة التشكيل( .عبد
هناك أكثر من مدخل استراتيجي في عالج ألاسرة لكننا سنعرض النموذج إلاستراتيجي الذي قدمه جاي هيلي
Haleyأخاصئي الاتصاالت وهو من رواد حركة عالج ألاسرة .وقد تأثر هيلي في بناء نظرتيه بثالث علماء وهم الذين الزمهم
Batsonالذي كانت أفكاره تمثل املحرك ألاساس ي في معهد ألابحاث العقلية وملتون وعمل معهم وهم باتسون
أريكسون Milton Eriksonالطبيب النفس ي املعالج الذي يستخدم أسلوب التنويم إلايحائي ،أما العام الثالث الذي تأثر
به هيلي هو سيلفادور مينوشن Silvador Minunchinوقد عمل هيلي مع مينوشن في عيادة توجيه ألاطفال في
وقد ركز هالي على اضطراب وظائف العالقات وأنماط الاتصاالت داخل النظام ألاسري الذي يحث فيه املرض،
ويؤكد على ألاسلوب أكثر من تركيزه على النظرية وخاصة الفنيات التي أثبتت فعاليتها .ويركز هذا النموذج على الثالوث أي
أن على املعالج أثناء تعامله مع مشكلة بين شخصين أن يأخذ بعين الاعتبار احتمالية مشاركة شخص ثالث قد يكون
الطفل ،وكذلك على املعالج أن يأخذ بعين الاعتبار دور هذا الشخص الثالث في حل املشكلة وكذلك أثر حصول التغييرات
على الشخص الثالث .وكذلك يهتم املعالجون بمعرفة أثرهم على العالقة بين شخصين( .سهيلة بنات وآخرون،
)230-231:2101
أوال – مبادئ العالج إلاستراتيجي:يمكن تلخيص أهم مبادئ العالج الاستراتيجي في النقاط التالية:
-0العالج ألاسري ال يهتم بالعمليات الالشعورية وال يكون الستبصار املتعالج وإنما لوعيه أهمية في هذا املدخل العالجي.
63
-3املعالج نشط وفعال وليس سلبيا ،هو الذي يحدد املشكالت القابلة للحل وهو الذي يقرر ألاهداف وهو الذي يصمم
-4يتم التركيز على عضو ألاسرة الذي حدد من قبلها باعتباره أصل املشكلة.
-5الاهتمام بالعالقات التي ال تؤدي وظائفها على نحو جيد داخل ألاسرة التي تعكس ألانماط الاتصالية والنتائج التي
يأخذ العالج الاستراتجي في حسبانه عمليات التطور ألاسرية ومراحل دورة حياة ألاسرة أو املواقف والنقاط التي
تثور عندها ألازمات في كل مرحلة ،حيث تظهر ألاعراض عندما ينقطع التوافق والانسياب من مرحلة ألخرى وتصبح
ألاسرة عاجزة عن إجراء التحول الناجح من املرحلة التي هي فيها إلى املرحة التالية التي يفترض أن تدخلها ،واملواقف
التي تحدث عندها الانقطاع أو الاحقاقات هي :الخطوبة ،الزواج ،والدة الطفل ألاول ،التحاق الطفل باملدرسة ،منتصف
الزواج ،ابتعاد ألابناء ،التقاعد ،كبر السن( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)013:2106 ،
خريطة نظرية العالج الاستراتيجي لهالي :تركز خريطة نظرية العالج الاستراتيجي لهالي على وصف املشكلة في ضوء
مصطلح يسمى نظام الدفع وهو يضم الحماية ،والوحدة ،و سلسلة التفاعالت والهرمية .ويعتبر نظام الدفع طريقة مفيدة
-0الحمايةProtection :
في العالج الاستراتيجي ينظر لألعراض املرضية على أنها تقوم بوظيفة الحماية ،أو املحافظة على ثبات ألاسرة ،أو
مساعدة فرد آخر في ألاسرة يواجه صعوبات .مثال :إن ألاعراض املرضية لدى الطفل تتيح فرصة لآلباء للتنافس في القيام
بدورهم كآباء بدال من التركيز على نقاط فشلهم في نواحي أخرى من حياتهم كأزواج .تعد رؤية املشكالت على أنها محاوالت
أوال :أن املعالج الذي يؤمن أن سلوك املشكلة مدفوع إيجابيا يقود ألن يرى العميل من منظور إيجابي ويتدخل بطريقة أكثر
64
ثانيا :املعالج الذي يرى أن املشكالت أو ألاعراض املرضية على أنها تقوم بوظيفة الحماية يؤدي إلى فتح املجال لقياس
وفحص ألامور والعالقات التي تبدو مغلقة بشكل زائد ،وال يمكن اختراقها
-2الوحدةUnit :
من منظور هيلي الوحدة التي يتم التركيز عليها هي املثلث ،حيث يرى املعالج نفسه نقطة في مثلث آخذا بعين
يتم التركيز في العالج الاستراتيجي على رؤية املشكالت من وجهة نظر تفاعلية ،أي توضيح السلوك من خالل ماذا
يحصل بين ألافراد أكثر من الاهتمام بماذا يحصل داخلهم ،حيث يتم رؤية املشكالت و أساليب معالجتها من منظور
تفاعلي في ضوء ماذا يحصل بين العميل املحدد واملجتمع ألاولي الذي يعيش فيه) ألاسرة (.يقود التركيز على التفاعالت
والتواصالت داخل ألاسرة إلى التأكيد على ماذا يحصل في الوقت الحاضر أكثر من التركيز على ماذا حصل في املاض ي .حيث
يقوم املعالج بالسير خطوة خطوة ملعرفة ماذا يحصل بين ألافراد تجاه املشكلة املقدمة ،ويساعد العمالء على التحرك من
تعتبر سلسلة التفاعالت من ألامور الحاسمة في فهم املشكلة املقدمة .وال تصف سلسلة التفاعالت املشكلة فقط
وإنما تحدد الطريق لحل هذه املشكلة بشكل عام .يتم استبدال سلسلة التفاعالت املتصاعدة سلبيا بأخرى هادئة ،حيث
تحل السلسلة املفضلة مكان السلسلة الهدامة أوغير البناءة .أبعد من ذلك ،فإن حل سلسلة مشكلة ما يؤدي لحصول
مثال :الزوجان اللذان تعلما أن يكونا والدين فعالين فإنهما سيتعلما أن يتعامال بفعالية مع التغيرات في ألامور الاقتصادية
-3الهرميةHierarchy :
يكون في الهرمية الزواجية توازنا في التأثير بين كال الزوجين بالتساوي ويكون كل واحد منهما منفتح للتأثير والتأثر
باآلخر ،يكون آلاباء قادة لألبناء في الهرمية الوالدية ،ويهتم املعالج بالدرجة التي يوليها ألافراد للمشكلة من خالل الاندماج
65
بتفاعالت املشكلة مع العمر ،وممارسة ألاساليب املناسبة .يوصف سوء ألاداء الوظيفي على أنه عدم الانسجام في الهرمية .
بحيث ال تسير وفقا للعمر أو إتباع أساليب مناسبة في ألاسرة ولكن قد يصبح ألامر بيد ألابناء في حالة كونهم أقوى من
آلاباء ،وفي حالة كون ألاب مدمنا فإن ألامر سيكون بيد الزوجة وسيكون موقفه ضعيفا ألنه يعتمد على زوجته.
يقيس املعالجون الهرمية في ألاسرة من خالل املالحظة الدقيقة لتفاعالت ألاسرة .من يتحدث أوال؟ من يقاطع من؟
من يخبر آلاخر ماذا يفعل؟ حول من تبدو ألاسرة منظمة؟ من هو الذي يؤخذ برأيه؟
عندما تكون الهرمية غير منسجمة على املعالج إلاستراتيجي أن يعدل الهرمية ّ
ويعرف أفراد ألاسرة كيفية التصرف بطرق
-2يركز العالج ألاسري على التعامل مع املشكالت التي تمثل أكثر ضغطا للعمالء.
-3التركيز على املشاكل الحالية التي يمكن تعريفها بمصطلحات سلوكية واضحة،ة ويقوم املعالج بمناقشة التعريف
املوضوع للمشكلة وأيضا ألاهداف العالجية من أجل فحص النتائج وتحديد احتمالية نجاح العالج.
-4يركز العالج إلاستراتيجي على التغيرات في السلوك أكثر من التغيرات في املشاعر أو التركيز على الاستبصار لدى العمالء.
-5العالج إلاستراتيجي مختصر أي أن حصول التغيير يكون دون أن يعرف الفرد ،أي أن الفهم الذاتي ليس ضروريا
-6إن الهدف ألاولي للعالج إلاستراتيجي هو جعل العمالء يقومون بعمل ش يء مختلف أكثر من الاهتمام باختبار املشاعر
-1يتم جعل العمالء ينظرون ملشكالتهم بطريقة مختلفة في العالج إلاستراتيجي ،وهذا يجعلهم يرون
املشكلة على أنها أسهل مشكلة بين مشاكل الحياة العديدة( .سهيلة بنات وآخرون)233:2101 ،
يقوم املعالج في العالج إلاستراتيجي بمهام عدة منها أنه يقرر كيف سيتم العالج ويشمل ذلك من هو الشخص الذي
سيدعى لحضور الجلسات؟ ومن الذي سيبدأ أوال بالحديث عن املشكلة؟ وكذلك ما هي التفاعالت التي سيتم تطبيقها؟
ويبقى املعالج خارج نطاق ألاسرة ويتجنب التحدي املباشر لدفاعات ألاسرة .يقوم املعالج بمالحظة تفاعالت
ألاسرة ومزاجها أكثر من اهتمامه بما يحصل في الجلسة ،ثم يقوم بوضع افتراضات حول ما يتم جمعه من معلومات ،ومن
66
ثم يدير املعالج الجلسة وفقا الفتراضات التي طورها وكذلك طريقة تفكيرهم بماذا يفعلون أو يقدمون لحصول التغيرات.
ومن ثم يقوم املعالج هنا بخلق التغير من أجل حل املشاكل الحالية وذلك من خالل إعطاء تعليمات مباشرة وقد تشمل
هذه التعليمات إخبار ألافراد ماذا عليهم أن يفعلوا بشكل مباشر ،الاهتمام بحركة الجسم ،وأوقات الصمت ،أي الاهتمام
ألاسرة الصحية في العالج إلاستراتيجي هي ألاسرة التي تظهر فيها هرمية واضحة عبر ألاجيال ،ففي القضايا الهامة
تكون الهرمية بين آلاباء ويكون لهم الرأي النهائي في القرارات الكبيرة ،وكذلك تستطيع ألاسرة الصحية الانتقال من مرحلة
ألخرى من مراحل حياة ألاسرة ،وأن تعدل من قوانينها وأدوار أفرادها وعاداتها بشكل مرن بحيث تلبي مطالب املرحلة
الجديدة من حياة ألاسرة ،مثال :عندما تنتقل ألاسرة من مرحلة أسر بأبناء ما قبل فترة املراهقة إلى وجود أبناء في املراهقة
فإنها تستعد لهذه الفترة من خالل إتاحة الفرصة للمراهقين بأن يشعروا باالستقاللية و إعطائهم مسؤوليات تناسب
أعمارهم .وتدير ألاسرة الصحية هذه التغيرات بمرونة وكذلك تعمل على حل مشكالتها وتدير نقاشا حول نقاط الخالف.
ينظر لألسرة املرضية أو ذات املشاكل في العالج إلاستراتيجي على انها ألاسرة التي ال يوجد فيها هرمية واضحة
وكذلك ألاسرة التي تواجه صعوبات عند الانتقال من مرحلة معينة من مراحل حياة
ألاسرة للتي تليها ويعتبر وجود ألاعراض املرضية لدى العمالء في ألاسرة دليال على وجود خلل في الهرمية داخل هذه ألاسرة .
بحيث أن كل أسرة لها هرمية محددة و معروف من هو صاحب القوة ويقع على رأس الهرم ،ومن هو الذي يليه وهكذا ،وفي
حال وجود خلل قد ال يكون محددا من هو املحرك لهذه ألاسرة وقائدها ويكون ذلك عندما يقوم فرد من مستوى معين على
سلم الهرمية باإلتحاد مع فرد آخر من مستوى آخر على السلم ضد فرد ثالث ،مثال كأن يتحد أحد الوالدين مع ابنه ضد
الوالد آلاخر
وعندما يصبح هناك خلل في الهرمية فإن تكرار سالسل التفاعالت غير الوظيفية أو املرضية يتطور مما يحافظ
على ثبات النظام .يعرف املرض على أنه وجود مدى ضيق من التفاعالت ويتصف بالجمود .يعتمد ظهور ألاعراض املرضية
على الطريقة التي تتطور وتنمو بها ألاسرة عبر الوقت .وهنا على املعالج أن يكون حساسا ملراحل دورة حياة ألاسرة
)الطفولة ،الرشد ،الزواج ،وجود ألاطفال...( ،واملهمات الشائعة في كل عمر ومرحلة ،وهنا يواجه العمالء صعوبات أثناء
67
محاولتهم التكيف مع الانتقال من مرحلة ألخرى وعلى املعالج أن يساعدهم على الانتقال من مرحلة ألخرى .ومن املفيد لكل
من املعالج والعميل معرفة أن املشكل هي تحديات عادية تقع على عاتق ألافراد الذين يعيشون مراحل دورة حياة ألاسرة
املشابهة وليس النظر لها كمؤشرات على املرض( .سهيلة بنات وآخرون)235-231:2101 ،
عند العمل بمهمة ما فإن املعالجين ألاسريين الاستراتيجين يجب أن يختاروا مهمات تكون مناسبة لألسرة وأن
يقوموا بتصميم املهمة وأن يساعدوا ألاسرة على إكمالها وإنجازها وبصورة عامة فإن املهمات تتألف من نوعين:
أ -املهمات املباشرة :حيث يقوم املعالج ألاسري بوضع التوجيهات والاقتراحات ألفراد ألاسرة.
ب -املهمات العكسية املناقضة :التي توضع لألسر التي تقاوم التغيير( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)015:2106 ،
ينضم املعالج إلاستراتيجي مع العائلة ُويضمن املعلومات التي جمعها حول املشكلة الحالية وألاهداف املوضوعة
من أجل التغيير ،والتفاعالت التي تحافظ على استمرار السلوكيات املرضية ،ويقوم املعالج بوضع خطة أو إستراتيجية لحل
إستراتيجية التغيير إعطاء أفراد ألاسرة أو فرد فيها واحدة املشكلة الحالية بناء على هذه املعلومات ،وتتضمن خطة أو
أو أكثر من التوجيهات أو املهمات من أجل تغيير سلسلة التفاعالت املسببة للمشكلة ،هذه التوجيهات قد تكون لها عالقة
بالهرمية أو الثالوث) الشخص الثالث) ولها عالقة بظهور واستمرار املشكلة الحالية فمثال في حالة ألام التي تتسم بالسيطرة
وترتبط بابنها أكثر من الالزم يعطي املعالج تعليمات لألب ولالبن بأن يقوما بعمل ما أو نشاط ال تحبه ألام مما يجعلها لن
تندمج معهما مما يخفف من ضغط ألام على هذا الابن من خالل الوقت الذي يمضيه الابن مع أبيه.
بعد أن يعطي املعالج توجيهاته يقوم بقياس استجابة العائلة للتوجيهات وكذلك يخطط بناء على هذه
الاستجابات .في حالة عدم الوصول إلى النتائج املرجوة فإن املعالج يعمل على تغيير إلاستراتيجية أو يعمل على تطوير
أساليب الستخدامها في إلاستراتيجية وتستمر هذه العملية حتى تحل املشكلة .ويفضل هالي العمل على كافة ألافراد في
ألاسرة املنخرطين في املشكلة ،مثال عندما يكون العميل املحدد هو املراهق فإن جميع أفراد ألاسرة عليهم ان يحضروا
الجلسات من البداية ،بينما عندما تكون املشكلة زواجية فإن املدعوين للحضور في الجلسة ألاولى هما الزوجان.
وتساعد رؤية املعالج لكافة ألافراد الذين ينخرطون في املشكلة على فهم املشكلة وفهم املوقف الاجتماعي الذي يحافظ على
68
-1إعادة التشكيل أو التأطيرReframing :
يحرص املعالجون إلاستراتيجيون على استحسان كل ما يصدر من املتعالج أو ألاسرة ،ألن ذلك يقلل من مقاومتهم
للعالج أو التغيير .ويفسر املعالج كل ما يصدر عن ألاسرة بإعتباره تعاونا وينظر إليه كأمر إيجابي .واحدة من ألاساليب
املستخدمة في العالج ألاسري إلاستراتيجي هي إعادة التشكيل،إي إعادة تشكيل السلوك املشكل وذلك من أجل حل املشكلة
الحالية حيث يطلب من العمالء ترك أساليبهم في حل املشكلة ومحاولة استخدام طريقة جديدة لحل املشكلة والتي تبدو
غير مريحة .إن تغيير املعنى أي إعادة التشكيل يعد الخطوة ألاولى الهامة في ذلك ألن الطريقة التي ينظر بها العميل للمشكلة
تسهم في ان يستمر في مع أناته ،ولذا على املعالج أن يسمع لكل كلمة يقولها العميل في وصف املشكلة وذلك لفهم وجهة
نظر العميل نحو املشكلة .ويستخدم املعالج اللغة إلعطاء معنى جديد ملوقف ما وهذا املعنى الجديد للموقف يقود إلى
إعطاء التوجيهات هي واحدة من ألاساليب التي تستخدم ملساعدة ألاسرة على التغيير ،وهي توجيهات مميزة يتم
إعطاؤها للعمالء من أجل حل املشكلة الحالية ،فعندما يخبر املعالج أفراد ألاسرة ماذا سيفعلون أو كيف يستجيب أفراد
ألاسرة هذا يعطي املعالج معلومات حول تفاعل ألاسرة و /أو كيف يستجيب أفراد ألاسرة للتغيرات مثال :عندما تتحدث
ويبتسم املعالج أو يطلب منها أن تتحدث هنا هو تشجيع العميلة لتكمل، العميلة إنها تخبر ابنتها تفاصيل عن املشكلة
ولكن عندما يقول العميل أو يفعل شيئا غير مفيد يطلب املعالج منه أن يتوقف(. .سهيلة بنات وآخرون-235:2101 ،
)236
تعد املقترحات العكسية عبارة عن تلك املهمات التي تطلب من ألاسرة الاستمرار في أداء السلوكيات املرضية
التي من أجل تغييرها حضرت لعيادة العالج ألاسري ،وهنا يحاول املعالج اقحام ألاسرة في سلوكيات إشكالية ،لكي تقرر
التوقف وعدم القيام بما يطلب منها القيام به من أعمال كانت تقوم بها أصال .ويستلزم استخدام املهمات العكسية
خبرة وثقة للمعالج بقدرته وكفاءته ،وال يستخدم هذا النوع من املهمات إال عندما تظهر ألاسرة مقاومة شديدة باتجاه
الاقتراحات واملهمات املباشرة .هناك أنواع مختلفة من سلوك ألاسرة التي تعد مالئمة وتستدعي استخدام التدخالت
املعاكسة مثال:
69
أ -عندما يتشاجر أفراد ألاسرة فيما بينهم ،أو يناقشون ،أو يعارضون عبارات بعضهم البعض.
ب -عندما ال يكون آلاباء مسؤولين أو قادرين بصورة كافية على مساعدة أطفالهم على تنفيذ املهمات املباشرة.
ج -عندما ال يكون املراهقون أو ألاطفال ملتزمين بتعليمات آلاباء ويتمردون عليهم ويتحدونهم وال يستمعون ألوامرهم.
في التقنيات املعاكسة ربما يطلب من املسترشدين أن يضخموا أو يسايروا تماما السلوك املشكل ،هذه
التقنيات صممت لتحرك عالقات ألاسرة في الاتجاه نحو الحل .املعالجون الاستراتيجيون يراقبون استراتيجياتهم فإن
كانت غير فعالة سيصممون استراتيجية جيدة ويقترحون اتجاهات أخرى إذا أثبتت أنها نافعة في التعامل مع املشكلة
-1التظاهر:
وهنا يطلب املعالج من الطفل أن يتظاهر أن لديه أعراضا املشكالت وهنا تقوم ألاسرة
بمساعدته على حلها والهدف هنا هو أن يتعرف الطفل على السلوك املشكل وال يميل إليه لكي يطور أنماطا سلوكية
تكيفيه ،ولكي تتراجع ألاسرة عن أنماطها السلوكية غير املناسبة واملسؤولة عن حدوث ذلك السلوك املشكل لدى الطفل.
ويستخدم هذا ألاسلوب عندما يفترض املعالج أن السلوك املشكل له وظيفة في ألاسرة ،وان التظاهر بوجود السلوك
املشكل يؤدي هذه الوظيفة دون أن يكون هناك داع لحصول السلوك املشكل حقيقة ،إن هذا يجعل السلوك غير الطوعي
السلوك املشكل يجعل ألاسرة تتصرف بشكل مختلف نحو السلوك املشكل، طوعيا،إضافة إلى أن التظاهر بوجود
إن هذا يطور لدى آلاباء مواجهة السلوك املشكل ،مثال :قد يطلب املعالج من الطفلة التي لديها آالم في املعدة من أجل
الحصول على الحب والاهتمام من الوالدين أن تتظاهر أن لديها آالم في املعدة ،ويطلب من الوالدين ان يقدما العناية
والراحة لها
حيث يقوم املعالج بتسمية كل ما يفعله املتعالج أو أفراد ألاسرة بمصطلحات جديدة حتى ال يكون هناك مجال
للنقد ،ويسد باب الشعور بالذنب أو التقصير أمام أفراد ألاسرة ،حتى إن الانتكاس في العالج ينظر إليه على انه تقدم .
وعادة ما يعزو املعالج أفعال ألاسرة إلى أسباب حميدة وهذا ما يسمى بالعزو النبيل(.سهيلة بنات وآخرون)231:2101 ،
70
املحاضرة الثامنة
-تمهيد:
تنسب هذه النظرية إلى ميري بوين Murry. Bowenالذي يعد أحد الرواد الذين أسهموا في تطور حركة
العالج ألاسري حيث تعد نظريته بمثابة نموذج نظري إكلينيكي Clinical Theoreticalيضم مبادئ التحليل النفس ي
وتطبيقاته يقوم العالج ألاسري متعدد ألاجيال على افتراض قائل (بإمكانية فهم ألاسرة عبر تحليلها طبقا ملنظور ثالثة
ويعتبر بوين أحد أعالم وجهة نظر النظم في تناول ألاسرة وعالجها وقد أسفرت بحوثه عن نظرية في كيفية
الارتباط بين أنماط العالقات ألاسرية ونمو مرض الفصام وتعتمد نظرية بوين على متغيرين متداخلين وهما:
ويرى بوين أن هناك قوتين طبيعيتين تعمالن في مجال العالقات إلانسانية وهما التفرد والاستقالل من جهة
واملودة والاندماج من جهة أخرى ،وعلى ألاسرة السوية أن تحدث توازنا بين هاتين القوتين ،أي الحاجة إلى إيجاد
التوازن بين الحاجات الاتصالية عند بوين وهي املودة والاندماج والحاجات الاستقاللية وهي التفرد والاستقالل.
وباإلضافة إلى بوين هناك بوزورميني ( Boszormenyi )0713الذي اعتمد العالج ألاسري متعدد ألاجيال في
التدخل وعالج ألاسرة والاثنان اتفقا على أن املشاكل الزوجية أو ألاسرية الحالية هي نتيجة ملحاولة أفراد ألاسرة
السيطرة أو التغلب على مشاعر وصراعات لم تحل مع ألاسرة ألاصلية ،فمشاكل ألاطفال النفسية ما هي إال تجسيدا أو
تشبع مجازي لنوع العالقة الزوجية والتي ال تخرج بدورها على أنها نتاج لصراعات آلاباء التي لم تحل مع أسرهم
ألاصلية لذا ينبغي عند تقييم ألاسرة أو التدخل لعالجها التركيز على اكتشاف وتتبع أنماط العالقات ومدى انتقالها من
71
-أوال :مفاهيم نظرية بوين :تتكون نظرية بوين من مفاهيم ثمانية متشابكة يشرح من خاللها باثولوجية النسق
ألاسري ،علما بأن الستة ألاولى من نظرية بوين ألاصلية أما الاثنان آلاخرين فقد أضيفا فيما بعد وتتمثل هذه املفاهيم
في:
عندما تصبح إحدى العالقات الثنائية غير مستقرة وعندما يحدث القلق والتوتر عند مستوى معين من الشدة
الانفعالية فإن الفردين اللذين توجد بينهما هذه العالقة يحاوالن أن يسحبا طرفا ثالثا ليكون معه ثالوثا أو مثلثا
ويستخدم أحد ألاطفال كثيرا ليكون هذا الطرف الثالث عندما تحدث الصراعات بين الوالدين ويالحظ أنه كلما كانت
درجة اندماج ألاسرة عالية كانت درجة القلق عند الوالدين أكبر ،وبالتالي احتمال حدوث عملية التثليث أكبر أيضا .حتى
أن الزوجين بال أطفال إذا جاءوا إلى العالج فربما استدرجا املعالج نفسه إلى العالقة الثنائية لتصبح ثالثية .بحيث
يرغب كل طرف من الثنائي ألاصلي في أن يكون املعالج في صفه في مواجهة الطرف آلاخر وربما تضمن نظام ألاسرة عدة
مثلثات غالبا ما تكون متداخلة وتظهر عندما يحدث التوتر بين أي عضوين في ألاسرة.
عندما ينشأ في النسق ألاسري فإن هناك أربع طرق محتملة تسلكها ألاسرة لكي تخفض التوتر ،وكما ذكرنا
فكلما كانت درجة الاندماج في ألاسرة عالية كانت الحاجة أشد إلى أي من هذه الطرق .وسلوك ألاسرة أحد هذه الطرق
يعد تعبيرا عن اضطراب وظائف العالقات فيها ألنها على الرغم من أنها تقوم بمهمة الحفاظ على التوازن فأنها تتم على
حساب واحد أكثر من أفراد ألاسرة .والطرق ألاربعة لخفض التوتر هي( :عالء الدين كفافي)109-101:2119،
(الابتعاد عن الطرف آلاخر) وهو نوع من الاستجابة قد يتضمن الابتعاد املادي أو الفيزيقي وحتى عدم النظر
إلى الطرف آلاخر ،أي التعامل وكأن هذا الطرف غير موجود ويبدو أن هذه الطريقة في تخفيض القلق تنشأ عند
الاقتراب أكثر من الالزم وتكون ميزة آلاباء الفصامين حينما يتناوب الزوجان فترة من التقارب اللصيق مع فترة من
التباعد الشديد وهذا التذبذب ينتهي عند عادة عند قطب التباعد وهذا ما أسماه بوين الطالق العاطفي حينما يحدث
72
وهذا طريق آخر في حل التناقص بين الحاجة إلى التقارب والاندماج والحاجة إلى الابتعاد والاستقالل من
ناحية أخرى ويظهر التذبذب بين فترات التقارب الزائدة وفترات الشجار ثم التباعد ولكن الضرر الناتج عن التذبذب
وعن الشجار يتوازن مع الفائدة املتمثلة في خفض القلق .وبعد أن يختبر كال الطرفين الشعور باالرتياح لفترة من الزمن
وهذا أسلوب لخفض التوتر في النظام ألاسري ،يعتاد فيه أو من خالله أحد الزوجين أن يستسلم أو يتبنى حال
وسطا لكي يحتفظ باالنسجام وبينما يحقق هذا ألاسلوب هدفه الذي يكون في صالح النظام فإنه قد يؤدي إلى شعور
الطرف الذي استسلم بأن هذا التعويض تم على حسابه وقد ينمو شعور لدى أحد الطرفين بأنه وحده الذي يتحمل
عندما يحدث القلق والتوتر بين الزوجين فإن الصراع بينهما يمكن أحيانا أن يتجنب إذا ما ركز ا انتباههما على
أحد ألاطفال بدال من التركيز على الطبيعة الحقيقية للتوتر وهذا ما يحصل بين الزوجين غير املتمايزين (املندمجين)
وهذا ما يسميه البعض باتخاذ الطفل ككبش فداء( .فاطمة العيد وأسماء عبد الحسين)019-011:2106 ،
إن عملية إسقاط ألاسرة توضح كيف يبدو ألاطفال من نفس ألاسرة مختلفين تماما ،حيث يميل آلاباء
إلسقاط القضايا وألامور املتمايزة غير املحلولة على أحد أبنائهم ويكون هذا الابن الذي تم اختياره لعملية إلاسقاط
هذه مميزا ألبويه لعدة أسباب :فقد يكون هذا الابن يذكر والديه بأحد أفراد ألاسرة أو يكون قد ولد في وقت حصل فيه
ش يء مهم مثل وفاة الجد أو قد يكون له ترتيب والدة بين إخوته يشبه الترتيب الوالدي ألحد والديه بين إخوته أو لديه
وهنا قد تقوم ألام بإسقاط مخاوفها ومشاعرها بأنها فاشلة أو مقصرة على طفلها وهنا فإن ألام ستعامل
الطفل وكأنه يتصف بهذه الصفات وتعيش هي حالة قلق ويستجيب الطفل ويصبح قلقا(ينظر لنفسه بأنه فاشل
ومقصر) وكذلك قد يتصرف الطفل بنفس الطريقة التي وصفتها أمه مما يؤكد وجهة نظر أمه.
73
تحدث بوين عن أثر التعلق بين ألام والابن في تطور الفصام وقال أن التعلق كثيرا ما يحصل بين املرض ى
الفصامين وأمهامتهم ووصفهما بوين وهما يلتصقان ببعضهما بعضا بأنهما توأمان ملتصقان انفعاليا .ينمو ألاطفال
ولديهم مستويات مختلفة من تمايز الذات عن ألاسرة فبعض ألاطفال يستطيعون أن يفصلوا أنفسهم عن أسرهم
بنجاح لكي يصلوا إلى النضج وكذلك أداء مستقل لوظائف الذات .ويصبح الفرد قادر على التعبير عن رأيه ويصدر
أحكامه الشخصية بعيدا عن تأثير أفراد ألاسرة ويستخدم أراء آلاخرين ونصائحهم ولكنه يضع قراراته املستقلة.
إن تمايز الذات هو عملية وجزء من ديناميات ألاسرة أكثر من كونه صفات شخصية ،وهذه العملية يمكن مالحظتها في
أنظمة متعددة مثل :ألاسرة ،ألاصدقاء ،العمل بينما يبقى بعض ألافراد أسرى لألسرة غير املتمايزة ويكونون أكثر عرضة
لم ينظر بوين في منهجه للعمل مع ألاسر -فقط لألسرة املباشرة الحالية لكن أيضا لألجيال السابقة لهذه
ألاسرة ،فلقد اعتقد بوين أن الزوجين ذوي املستويات املتشابهة من التمايز يفتشان عن بعضهما البعض ويقومان
بإسقاط توترهما وافتقارهما للتمايز على أطفالهما( .جهاد محمود)2101 :220 ،
فقد أشار بوين إلى أن عملية الفصام تحتاج إلى ثالثة أجيال لكي يفصح عن نفسه ،أي أنها تبدأ بجيل
ألاجداد إلى آلاباء ليصاب أحد ألابناء باملرض ،فالفصام كما يراه بوين منتج لسلسة طويلة من التعويضات يقوم بها
النظام على أساس إقرار ثبات الكل على حساب بعض أجزائه ،بمعنى أن مستوى تمايز الوالد يمكن أن ينتقل إلى الابن،
فاملرأة التي ال تستطيع أن تميز بكفاءة بين الوظائف الذهنية والوظائف الانفعالية سوف تميل إلى الزواج من رجل له
نفس الدرجة املنخفضة من التمايز ،ومن بين أطفالها سيكون هناك واحدا أقل تمايزا من بقية إخوته ،وعندما يكبر
هذا الطفل يميل إلى الزواج من شخص له مستوى متواضع من التمايز ،وكال الزوجين يسقطان مستواهما املنخفض
على طفلهما فيظهر مزج شديد ألنظمته الذهنية والانفعالية التي تمنع بدورها العمل بكفاءة وبالتالي تكون الفرصة
-6البتر الانفعالي:
إنه سبيل أو حل متطرف يلجأ إليه بعض ألافراد لكي يتعاملوا مع أسرهم ألاصلية ،حيث إنهم يحاولون خفض
القلق بالذهاب إلى أقص ى الطرف آلاخر ويفصلون أنفسهم بالكامل عن النظام ألاسري ألاصلي ،أو على ألاقل يتجنبون
كل املناطق املحملة انفعاليا في التفاعل ألاسري ،وفي الحقيقة فإن البتر الانفعالي ال يحقق شيئا وال يحقق هدفا ألن
74
الفرد الذي يستخدم البتر عن الوالدين سوف يبقى حامال معه في العالقات املستقبلية نفس درجة الخوف من فقدان
الذات وهذا افرد سوف يدمج نفسه ويورطها في عالقات معادلة قد تكون مهددة أو ضارة ،وبالتالي سوف يقطعها
بعنف وعدائية عندما ال تشبع حاجاته العالقات القوية( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)050-051:2106 ،
افترض بوين أن جنس وترتيب الطفل في ألاسرة يؤثر على الاهتمام الذي يحصل عليه وكذلك الدور الذي
سيلعبه الطفل في ألاسرة ويتأثر وضع الطفل في ألاسرة حسب ترتيبه بين إخوته ويؤثر هذا على تمايزه فقد يكون ألاول أو
ألاوسط أو الصغير فكل ترتيب له صفات خاصة ويظهر تفاعل هذه الصفات عندما يكبر ألابناء ويتزوجون فمثال :يميل
إلاخوة الكبار إلتباع قوانين وأنظمة ألاسرة ويكونون أكثر مسؤولية ،بينما يميل إلاخوة الصغار ألن يكونوا ال مبالين وغير
مسؤولين ويهتمون بأمورهم الخاصة .فزواج الابن ألاكبر في أسرة ما من الابنة الصغرى في أسرة أخرى يؤدي لتوقع
نتائج سلبية متعلقة باملسؤولية واتخاذ القرار وحصول الصراعات وكلما كانت درجة الاندماج الانفعالي في ألاسرة عالية
كانت الصفات املتعلقة بالترتيب الوالدي كبيرة( .سهيلة بنات وآخرون)211:2101 ،
هذا املفهوم هو امتداد للمستوى املجتمعي ألاوسع ،فالنظام املجتمعي يحافظ على التوازن بين التفرد واملودة
في مواجهة القلق الاجتماعي املتزايد في الحروب والكساد الاقتصادي وإن عدم التوازن أو عدم التمايز يحدث في معظم
املجتمعات ومثل آلاباء في ألاسرة فإن املجتمع يتناوب بين كونه متسامحا أو خشنا أو مندمجا .ويمكن أن يحدث في
املجتمع جماعات فرعية مندمجة بشدة ومحملة بالقلق وسوف تنمو في املجتمع وتبدأ في محاربة املجتمع أو محاربة
لقد اهتم بوين بالنتائج التي تتضمنها ألاجيال السابقة على أداء ألاسرة الحالية وأثناء وصفه لألهداف
العالجية ركز على ألاعراض الحالية ملشكلة ألاسرة ولديناميات ألاسرة ذات الصلة بتمايز أعضاء ألاسرة والتثليثات التي
تحدث في ألاسرة ،وقد سعى بوين بصورة خاصة ملساعدة ألاسر على التقليل من مستوى التوتر العام الذي تعاني منه
وإليجاد طرق ملساعدة أفراد ألاسرة ليصبحوا أكثر تمايز ولكي يلبوا حاجاتهم الشخصية الفردية وحاجات
ألاسرة(.فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين )050:2106 ،وعليه يهدف العالج ألاسري عند بوين إلى:
-0يهدف العالج في نظرية بوين إلى أن ينجو كل فرد في ألاسرة من الاندماج في كتلة ألاسرة غير املتمايزة.
75
-0أن يحصل الفرد على التمايز الذاتي في ألاسرة( .سهيلة بنات وآخرون)210:2101 ،
يعد دور املعالج مهم فعليه أن ال يندمج في ألاسرة حتى يستطيع تحقيق هدفه ويعمل مع العمالء ويوجههم
الوجهة الصحيحة ،كما يعمل املعالج على إعادة التوازن الانفعالي داخل ألاسرة .ويمكن للمعالج أن يطرح أسئلة على
أحد الزوجين خالل الجلسات العالجية وعليه أن يجيب على ألاسئلة وال يركز بوين على أن يتفاعل الزوجان معا في
الجلسة ،أما فيما يتعلق باألسئلة فهي تدور حول تدور حول الطبيعة إلاكلينيكية الخاصة والفريدة للموقف.
يتم في كافة ألاسر نفس العمليات ولكنها تختلف في الكيفية وليس الكمية التي تدير بها ألاسرة التوتر وتتعامل
معه دون أعراض مرضية حيث أن كل ألاسر يوجد فيها مثلثات وصراعات كل ألاسر لديها قضايا وأمورغير مفهومة
ومشكالت .بوين يرى أن ألاسرة أقل أو أكثر توظيفا وليس أسرة صحية أو غير صحية تستطيع ألاسر ذات ألاداء
الوظيفي أن توازن بين الحاجات لالستقاللية والحاجة للمودة .لكل فرد عبر الوقت واملواقف ،وكذلك تعمل معا
ويساعد الواحد منهما آلاخر في ألازمات الانفعالية ومن ثم يعملون على إعادة التمايز تدريجيا .وكذلك ألاسر ذات ألاداء
الوظيفي هي القادرة على الانتقال عبر مراحل الحياة لألسرة دون وجود مشكالت حيث يصبح ألافراد مرنين في مقدرتهم
على تحمل الصراعات والاختالف وقادرين على التكيف مع قدوم ومغادرة ألافراد في ألاسرة من خالل الوالدة أو ترك
املنزل بسبب الزواج أو الوفاة أو الطالق ويندمج ألاطفال مع آبائهم في مثلثات ولكنهم قادرين على الاهتمام بأمورهم
وحياتهم الخاصة عندما يحررون أنفسهم .حيث تتسم ألاسرة ذات ألاداء الوظيفي بوجود توازن في الوقت بين ألاسرة
والزوجين والفرد نفسه ويصبح ألافراد خالين من ألاعراض املرضية وعندما تظهر أعراض لدى أحد ألافراد فإنه من
يركز بوين على الكيفية وليس الكمية في حصول سوء ألاداء الوظيفي داخل ألاسرة حتى نقرر إذا كان
السلوك مرضيا أم ال فإن ذلك يحدد من خالل الفرد أو املوقف وليس من خالل معايير الصحة .إن ألاسرة التي تتسم
بسوء ألاداء الوظيفي هي ألاسرة غير القادرة على إحداث التوازن بين الحاجة لالستقاللية والحاجة للمودة الانفعالية
لكل فرد عبر الوقت وتظهر فيها مشكالت في التمايز .كذلك تعاني من مشكالت في الانتقال عبر مراحل حياة ألاسرة
76
املختلفة مما يؤدي لحصول صراعات وخالفات وعدم قدرة على التكيف مع التغيرات( .سهيلة بنات وأخرون،
)212-210:2101
-سابعا :العالج:
يهدف عالج ألانساق ألاسرية إلى أن ينجو كل فرد من أفراد ألاسرة من الاندماج في كتلة ألانا ألاسرية غير
املتمايزة وأن يحصل على التمايز الذاتي إن حدث واندمج مع ألاسرة وإذا استطاع املعالج أن يحقق هذا التمايز لفرد في
ألاسرة املندمجة فسرعان ما يتبعه آلاخرون ويمكن لألسرة كلها أن تقل درجة اندماجها وتتحرك إلى نقطة تحقق فيها
هذا هو هدف عالج ألانساق ألاسرية للفرد ،أما هدفه بالنسبة لألسرة فهو تخفيض القلق الانفعالي في جو
ألاسرة وهو هدف يرتبط بالهدف الفردي ويعتمد كل منهما على آلاخر فعندما يصبح أفراد ألاسرة غير مندمجين فإن
القلق في مناخ ألاسر يقل .وفي الجلسة العالجية يعمل بوين عادة مع ثالثة أشخاص ،الزوجان إضافة إليه شخصيا
كمعالج ،وقد يستبعد عامدا وجود طفل كطرف ثالث مع الزوجين حتى ولو حدد من قبل الوالدين باعتباره العضو
املريض في ألاسرة ،ألنه يعتقد أن مشكلة ألاسرة دائما بين الزوجين ،وأن مشكلة الطفل ليست أكثر من مجرد أعراض
لسوء أداء النسق الانفعالي بين الزوجين .كذلك فإن بوين ال يعمل مع املشكلة الحالية أو التي جاء من أجلها الزوجان
ألنه يرى أيضا أن هذه املشكلة من أعراض العمليات الانفعالية داخل النسق ألاسري وإذا ما استطاع إقامة التوازن
الانفعالي داخل ألاسرة فإن مثل هذه املشكالت ستختفي .ويرى بوين أن املعالج ال ينبغي أن يتورط في نسق ألاسرة
الانفعالي ولكن عليه أن يبقى غير مندمج مع النسق ليستطيع أن يعمل معه ويوجهه الوجهة الصحيحة( .عالء الدين
كفافي)310-311:0999 ،
تميز عمل بوين باملوضوعية والحيادية فهو يحذر املعالجين ألاسريين من الانحياز إلى أحد الجانبين في ألاسرة،
أي من أن يصبح املعالج مندمجا ومتحدا مع النظام العاطفي لألسرة النووية ،ويمكن أن تتم املقابالت التقييمية ضمن
أية مجموعات من أفراد ألاسرة وقد يكون كافيا مع فرد واحد إذا كان هذا الشخص راغبا في العمل على إحداث التمايز
والتمييز بين مشاعره وعملياته العقلية والفكرية الخاصة بدال من إلقاء اللوم على أفراد ألاسرة آلاخرين أم ال .ويركز
بوين أثناء الحصول على تاريخ ألاسرة على التثليثات الواقعة داخلها (الاسرة) وعلى مستوى التمايز لدى أفرادها ،كما
77
يستمعون بعناية للطرق وألاساليب التي قد يسقط بها أفراد ألاسرة قلقهم على ذلك املريض (الشخص املعروف
واملحدد من قبل ألاسرة) ويهتمون بشدة الستجابة هذا املريض ويرون هل هو منفصل عاطفيا عن أفراد ألاسرة
آلاخرين.
ويهتم املعالجون بالعالقات القائمة داخل ألاسرة والترتيب الوالدي بين إلاخوة باإلضافة إلى ذلك فهم معنيون
بالعالقات داخل أسر الوالدين ألاصلية ،ولكون العالقات معقدة فهم يستخدمون رسومات الجينوغرام لوصف تلك
الخطوة ألاولى في العالج ألاسري لبوين هي مساعدة العميل على فهم النظام ألاسري ثم يقوم بوين بمعالجة
الافتراضات وعمل استبصار وبالتالي يصبح لدى العمالء صورة واضحة عما يحصل وخريطة يستخدمونها للتوجيه
وهذه الخريطة هي ما يسمى بالخريطة الجينية لألسرة .وهي تشبه شجرة العائلة ولكنها تهتم بوجود معلومات حول
الديناميات الانفعالية لألسرة كما تهتم بتواريخ امليالد والوفاة أن الخريطة الجينية توضح كيف تبدو ألاسرة الرجال
والنساء والزيجات والطالق وتواريخ ميالد ألاطفال وألاحداث الهامة وكذلك معلومات حول التوظيف الانفعالي في ألاسرة
مثل العالقات املندمجة بشكل زائد والبتر الانفعالي واملسافة والصراعات وذلك برسم هذه العالقات في الخريطة
الجينية ويستطيع املعالج والعميل أن يشاهد املثلثات والتصرفات التي تؤدي للتوتر أن هذا يجعل العميل يرى كيف
وأين يعمل مثلثات ويغير وظيفته في ألاسرة ووفقا لنظريته بوين عندما يغير فردا ما وضعه في ألاسرة فإن ألافراد آلاخرين
سيتغيرون من أجل التكيف مع تغير الفرد السابق( .سهيلة بنات وآخرون)212:2101 ،
فالجينوغرام طريقة في رسم ألاسر والتعبير عنها ويتضمن معلومات مهمة بشأن ألاسرة مثل العمر تاريخ
الزواج ،واملهن واملرض والوفاة واملواقع الجغرافية وال توفر مراجعة ألاسرة املمتدة فقط ولكنها تشير إلى أنماط التمايز
التي تعود إلى الوراء بدءا من ألاسرة ألاصلية وما وراءها ويسبقها من ألاسر كما يوفر الجينوغرام الفرصة إلى ألانماط
العاطفية لدى ألاسرة املمتدة الخاصة بكل من شريكي الزواج .ويراعى عند رسم الجينوغرام القضايا آلاتية:
-0يجب أن يتضمن جميع ألاحداث املهمة (حاالت الوالدة والزواج والتعليم والعمل والطالق واملرض والوفاة...إلخ)
-0أن يشمل خطوط ويوضح نوع العالقة بين ألاعضاء الرئيسين من أفراد ألاسرة عبر ثالثة أجيال على ألاقل.
78
-5ألاسباب الكامنة وراء هذه ألانماط من الاتصاالت.
يتم بناء الجينوغرام لثالثة أجيال لألسرة على ألاقل وهذا يشمل جيل ألاجداد وجيل الوالدين وجيل ألاسرة
-3التفسير:
غالبا ما يتم تفسير املعلومات املستمدة من الجينوغرام ألفراد ألاسرة بحيث يتمكنون من فهم الديناميات
الواقعة داخل ألاسرة ويتمكن املعالج من رؤية أنماط العالقات داخل ألاسرة الحالية التي تكون انعكاسا ألنماط
العالقات في ألاسرة ألاصلية ،ولتحقيق ذلك فمن املهم أن يكون املعالجون ألاسريون هم أنفسهم متمايزين (يميزون بين
مشاعرهم وأفكارهم الخاصة بهم) وبالتالي يقومون بتوجيه أسئلة عقلية تتعلق بالتفكير بدال من توجيه أسئلة مشاعر.
يسعى بوين إلى فصل املثلثات بصورة مباشرة وعندما يتعامل بوين مع املشكالت ألاسرية فإنه ينظر إلى
الوالدين أو أحد منهما ثم يقوم بعد ذلك بالعمل معهما مستخدما طرقا وأساليب معينة من أجل تطوير استراتيجيات
للتعامل مع آثار توترها العاطفي على املريض املحدد في ألاسرة (أو الطرف الثالث الضحية) في املثلث املرض ي أو على
أفراد ألاسرة آلاخرين وبصورة عامة فإن بوين يفضل العمل مع أكثر أفراد ألاسرة سوءا أو الشخص ألاكثر تمايزا ألنه
الشخص ألاكثر مناسبة إلحداث تغيير في العالقات ألاسرية املختلفة واملتنوعة التوتر( .فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)053-052:2106 ،
ثانيا :إستراتيجية بوين Bewenفي العالج إلاسري :تشمل هذه الاستراتيجية على إستخدام ما يلي:
-0التمثيل واملسرحيات:يعمد املرشد ألاسري على إقامة مسرحيات وأدوار تمثيلية لتمثيل مواقف الصرا التي تحدث
داخل ألاسرة ملعرفة أساليب تفاعلها وانفعاالتها وطرق الاتصال بين أفراد ألاسرة ودور كل فردفي إدارة عملية الصر،
وحاجاته التي يسعى إلى تحقيقها وتجريب بعض الطرق إلحداث عملية التغيير وتعديل ألاوضاع وحل تلك املشكالت ،من
خالل التمثيل وألاعمال املسرحي التي ينظمها املرشد ،ويطلب من ألاسر التي يعاني أبنائها من مشكالت أسرية حضور
-2إعادة التنظيم والبناء :يقوم املرشد ألاسري بتفهم النظام ألاسري الذي هو سبب ظهور املشكلة ،ثم يساهم في
إعادة تنظيمه ووضع حدود مرنة لكل فرد في التعامل مع أعضاء ألاسرة آلاخرين.
79
-3التناقض :يلجأ املرشد هنا للقضاء على املقاومة لدى املسترشد وذلك من أجل إحداث التغيير بحيث يطلب من
املسترشد املبالغة في إظهار السلوك املشكل بهدف زيادة وعي أعضاء ألاسرة بأن هذا السلوك هو سبب املشكالت.
-1معايشة ألاسرة :يستطيع املرد التعرف على مشكالت ألاسرة عن قرب وذلك يتطلب منه العيش مع ألاسرة لفترة من
الزمن مما يساعده على التعرف على املشكالت التي تعاني منها في تفاعالتها مع أفرادها وتقديم الدعم واملساعدة لها عن
طريق رسم حدودها وتفاعالتها وطرق اتصاالتها ونظامها املتبع .وتعد هذه الوسيلة صعبة التطبيق في مجتمعاتنا العربية
سواء كان املرشد رجال أو إمرأة ففي الحالتين يرفض مجتمعنا ذلك.
-5نمذجة السلوك :يقوم املرشد بنمذجة السلوك املرغوب في العالقات ألاسرية ونمذجة طرق الاتصال والتفاعل
الصحيحة لكي يتعلم أعضاء ألاسرة الطريقة السليمة في التعامل تجنبا للمشاكل.
-6املمارسات العملية :يقوم املرشد بتدريب أفراد ألاسرة على سلوكيات معينة ثم يطلب منهم ممارسة ما تعلموه من
جلسات إلارشاد بشكل فعلي واستخدامه في حل املشكالت ،وتكون تلك املمارسات على شكل مشاهدة تمثيلية يقدمها
أفراد ألاسرة أمام املرشد ألاسري وعليه تقديم التغذية الراجعة لهم لتعديل املمارسات غير الصحيحة.
-1الرسم :قد يطلب املرشد ألاسري من أفراد ألاسرة أن يقوموا بوصف بعضهم البعض عن طريق الرسم حيث أن
(رافدة ذلك يهدف إلى عرض مشاعرهم إلظهار مشاعر الرضا أو عدم الرضا ألجل إحداث التغيير نحو ألاحسن.
80
املحاضرة التاسعة نظرية التواصل لساتير
-تمهيد:
نتج العالج ألاسري الخبراتي عن الحركة إلانسانية في فترة الستينات ( )0762وتزامن مع الشخصيات املميزة
لحركة العالج ألاسري املبكرة ويقترح توماس ( )0770أن العالج ألاسري الخبراتي
يتصف ب ـ ـ ــ:
-بفلسفة النمو.
-الاهتمام موجه لزيادة الصحة الجسمية والانفعالية مما يؤدي إلى التوازن.
81
وقد ظهرت ثالث توجهات ضمن العالج ألاسري الخبراتي وهي:
-3ألاساليب املعتمدة على الانفعاالت في عالج ألازواج لجونسون وجرينبيرغ Greenberg and Johnsons Emotion-
يرى ك املعالجين ألاسريين الخبرويين وإلانسانيين أن السلوك املضطرب داخل ألاسرة بأنه عبارة عن التدخل
والاعتراض والعرقلة لعملية النمو الشخص ي بأفراد ألاسرة ،ولكي تنمو ألاسر يجب تلبية وإشباع حاجات أعضائها ومن
هذه الحاجات الحاجة لالتصال املنفتح بين أفراد ألاسرة والتعبير املنفتح عن الذات وتقدير الفروق الفردية بين
أفرادها .وعند وضع ألاهداف العالجية يتحمل كل املعاجين ألاسريين وأفراد ألاسرة املسؤولية في تحقيق تلك ألاهداف.
تعد فرجينيا ساتير ( Satir )0793رائدة هذه النظرية في إلارشاد والعالج ألاسري حيث تؤكد على أهمية الترابط
ألاسري في نموج أطلقت عليه "العالج ألاسري املشترك" Cojoint Family Therapyكتبت فيه كل مشاهداتها وما قامت
به من مالحظات عن ألاسر التي قامت بدراستها .وتؤكد هذه النظرية على التواصل والخبرة الانفعالية لألسرة والطالقة
في التعبير والابتكار وانفتاح الفرد على آلاخرين وخوض املخاطر مما يشكل محورا أساسيا في هذه النظرية.
وترى ساتير أن من بين أسباب لجوء ألاسرة للعالج هو تدني إحساس أفرادها بقيمة الذات للك (عبد الباسط
متولي)59:2111 ،
تعد نظرية فرجينيا ساتير أحد توجهات املنهج الخبروي في العالج ألاسري وقد حظيت فرجينيا بألقاب عديدة
نظرا لالنطباع الايجابي الذي تركته نتيجة أعمالها في ميدان إلارشاد والعالج النفس ي فقد سميت "كولومبوس العالج
ألاسري" وسميت كذلك "معالجة كل أسرة" وقد أثبتت فعالية عالجها مع ألافراد وأيضا مع ألاسر وألازواج .وركزت ساتير
في أبحاثها على الذات ورأت أن الذات من خالل نموذجها العالجي لتغيير النظم ،ورأت أن الذات هي جوهر كل
أوال -افتراضات النظرية :يستند التوجه في العالج الخبراتي على الافتراضات التالية:
82
-0أن النمو هو عملية طبيعية لكافة البشر.
-5يتم النظر لألعراض الفردية على أنها الثمن الذي يتم دفعه من أجل املحافظة على توازن ألاسرة وهي مرتبطة عادة
- 6يسهم تقدير الذات املتدني في حصول أنماط غير وظيفية من التواصل( .سهيلة بنات وآخرون)251:2101 ،
-0نمو الفرد وتطوره :يكافح البشر من أجل النمو والتطور ويمتلكون الامكانات التي يحتاجونها لهذا النمو ويتأثر النمو
تقدير الذات وقيمة الذات :ترى ساتير ( Satir )0796أن الذات تتألف من ثمانية أبعاد مختلفة: -0
-0الجسدي (الجسم)
-3الانفعالي (املشاعر)
-1النضج
83
وتعتقد ساتير أن تقدير الذات هو واحد من أكثر املفاهيم ألاساسية لإلنسان التي يتم تعلمها في ألاسرة من
خالل الرسائل اللفظية وغير اللفظية .تقدير الذات وهو القيمة التي يعطيها الفرد لنفسه ،ومفهوم الذات هي الفكرة
-3الاتصال:
إن الطريقة التي يتواصل بها ألافراد في ألاسرة تعكس كيف يشعرون حول أنفسهم ،فاألفراد الذين يشعرون
بتقدير ذات عالي يتواصلون بشكل مباشر وواضح ومنفتح وأصيل ،أما ألافراد الذين لديهم شعور سلبي حول
أنفسهم أو لديهم تدني تقدير الذات وقيمة منخفضة للذات يميلون الستخدام أساليب غير وظيفية في التواصل
(سهيلة بنات وآخرون، (تواصل غير واضح ،ومغلق على نفسه ،وتواصل مشوه ،وغير مباشر ،وغير مناسب)
)250-251:2101
واستطاعت ساتير من خالل عملها مع ألافراد وألاسر وألازواج استخالص أربعة أنماط للتواصل أطلقت عليها املواقف
السلبية في الاتصال التي تشمل على مواقف اللوام واملسترض ي والالمبالي إضافة إلى العقالني .وقد وصفت ساتير النتائج
السلبية لهذه ألانماط السلبية في التواصل ،حيث أن أنماط الاتصال السلبية هذه تؤثر بشكل سلبي في الصحة
الجسمية للفرد ولذلك فإن هذه ألانماط تعد أنماطا هدامة ومحبطة إضافة إلى أنها تعد دليال قويا ومؤثرا في انخفاض
ومن املساهمات الرئيسية لساتير في مجال الاتصال ألاسري قيامها بتصنيف أشكال الاتصال داخل إلى خمسة
أنماط .وتعد ألانماط ألاربعة ألاولى أنماطا غير تكيفية أما النمط الخامس فهو صحي وتكيفي.
-0-3املسترض ي :( Placater) :وهو شخص ضعيف ومتردد يميل لالعتذار وينكر وجود الصراعات ويبدو
-2-3اللوام (Blamer) :وهو الذي يجد آلاخرين مليئين باألخطاء الكثيرة ويؤنب آلاخرين على أخطائهم كما
أنه يتحمل مسؤولية حل الصراعات ويتصف بالسيطرة وإصدار ألاحكام على آلاخرين كما يرى نفسه بأنه محق
-3-3املثالي (Super Reasonable) :وهو عقالني جدا ويتصف أسلوبه بالتصلب والجمود ويبدو بعيدا عن
آلاخرين وهادئا وغير عاطفي إذ أنه يضبط انفعاالته وال يعبر عن عواطفه لآلخرين ويستخدم أساليب عقالنية
ومنطقية للتواصل كما يستخدم أسلوب املحاضرة ويتبنى مرجعية أخالقية عالية جدا.
84
-1-3املشتت أو الذي ال عالقة له (Irrelevant ):وهو الذي يقوم بتشويش وتشتيت آلاخرين وال صلة له
بالعمليات ألاسرية فيبدو وكأنه ال عالقة له باألمر لتجنب املشكالت والصراعات بدال من حلها ويتصف بامليل نحو
تغيير املوضوع في أثناء الحوار ويبدو غير متصل مع آلاخرين وال يقوم بتقديم املساعدة.
-5-3املنسجم (Congruent) :وهو نموذج تكيفي في التواصل ،إذ يتصف الشخص باملرونة والانفتاح على
التغيير كما يتصف بأنه حقيقي ويعبر بأصالة وصدق عن نفسه ويعبر عن انفعاالته بطريقة تسهم في حل
الصراع كما يتصف هذا النمط من الاتصال باالنسجام بين الرسائل اللفظية وغير اللفظية واملحافظة على
الاتصال البصري وعدم اصدار ألاحكام خالل الاتصال باإلضافة إلى استخدام الضمير أنا(.محمد طه وعبد
تركز ساتير على نمو إلانسان وتطوره أكثر من تركيزها على سوء التوظيف أو املرض وهي تنظر للعالم
من منظور ايجابي .وترى ساتير أن التطور الصحي والسليم لإلنسان يكون على شكل املعادلة التالية:
الذات= الجسد ) + (Aالعقل )+ (Bالانفعاالت ) +(Cإلاحساس ) +(Dالتفاعالت ) +(Eالرعاية ) + (fالسياق أو
ترى ساتير أن املرض هو عدم وجود النمو وعندما يكون نظام ألاسرة غير متوازن فإن بعض أفراد
ألاسرة ربما يدفعون الثمن أعراضا سلوكية من أجل إعادة التوازن للنظام ترى ساتير أن العرض لدى فرد من
ألاسرة على أنه عائق في النمو وقد تكون ألاعراض على شكل أي من أنماط التواصل ألاربعة التي تم ذكرها
سابقا (املسترض ي ،اللوام أو املؤنب ،العقالني جدا ،وغير متصل .يرتبط النقص في النمو وتطور ألاعراض بتدني
خامسا -نموذج ساتير للتفاعل /الاتصال :يتكون نموذج ساتير لإلتصال /للتفاعل من أربع مراحل رئيسية:
-املرحلة ألاولى :املدخالت :وتعد الخطوة الرئيسية وألاولى في عملية التفاعل و الاتصال إذ تستند إليها جميع
الخطوات ألاخرى في نموذج التفاعل .فاملدخالت هي العناصر اللفظية وغير اللفظية التي يقوم الفرد باستقبالها في
أثناء عملية الاتصال وتشمل :املحتوى ،الصوت ،الطريقة وإلاشارات .وإن ما يعيق استماع الفرد للمدخالت:
املحتوى والطريقة وإلاشارات والصوت باإلضافة إلى البيئة التي يكون الفرد موجودا فيها حيث أنه في كثير من
85
ألاحيان يكون منشغال بأمور أخرى فيكتفي باالستماع فقط وال يفهم ما يريد املرسل أن يوصله له بوضوح فيكتفي
بالصمت.
-املرحلة الثانية :املعنى :وهو كيفية تفسير الفرد للمدخالت التي يستقبلها ،ماذا يرى؟ وماذا يسمع؟ وماذا يلمس؟
-املرحلة الثالثة :ألاهمية :ويقصد بها حسب نموذج ساتير :كيف يشعر الفرد تجاه املعنى الذي اكتسبه وهل شعر
(باأللم ،أو الغضب ،أو الارتباك أو السعادة) .فاملشاعر هي استجابة داخلية للمعنى الذي كونه الفرد.
-املرحلة الرابعة :الاستجابة :تشير الاستجابة في الاتصال إلى الفعل أو التصرف أو الحديث الذي يصدر من الفرد
والجدير بالذكر أن مراحل عملية الاتصال قد أثبتت فعاليتها عندما استخدمت من قبل املرشدين ألاسريين
يستخدم املرشد أو املعالج عدة استراتيجيات ملساعدة أعضاء ألاسرة على اكتساب الثقة في أنفسهم ومنها ما يلي:
-4حث أعضاء ألاسرة على التعاون والعمل كفريق( .عبد الباسط متولي)59:2111 ،
-0تغيير ألاسرة :يطبق ألافراد التقارب والتباعد وأيضا ممارسة أنماط من التواصل وذلك من خالل التحرك
-2املجاز :يقوم العميل و/أو العميل باقتراح فكرة ما بحيث تمثل نمط للتفاعل الداخلي ويمكن رواية قصة ويتم
اخراج العمليات التفاعلية الداخلية من خاللها مثال :يمكن الرمز للرعاية الوالدية بدفء الشمس أو الشجرة
املزهرة في الربيع.
86
-1املرح والفكاهة :إن استخدام هذا ألاسلوب يجعل تعليقات املعالج أكثر سهولة وفاعلية مثال :يمكن إخبار
الطفلة ذات التسعة أعوام كيف يبدو شكلها في الكرس ي الكبير بينما يضغط والدها جسميهما على الكرس ي الصلب
-5التواصل :تقوم ساتير بدعوة ألاسرة لالبتعاد عن ألاساليب غير الفعالة في التواصل ومن ثم استبدال هذه
-6الجمل التي تبدأ ب ـ ـ أنا :تشجع ساتير العمالء في ألاسرة على التعبير عن مشاعرهم الخاصة والتواصل بوضوح
بدال من استخدام لغة غير مباشرة في التواصل ،وتطلب من العمالء استخدام جمل تبدأ (أنا) أي يتكلم العميل
-1إعادة بناء ألاسرة :يتم اختيار أحد أفراد ألاسرة على أنه النجم وهنا يدخل في إعادة بناء أسرته /أسرتها ويتم
مواقفدفاعية التوصلاألسريالفعالمقابل
التواصلاألسريالمضطرب
التسامح
اللوم
المضطرب الفعال
87
العقالنية المفرطة الكبتمنجانب الحريةوالمرونة
الوالدينأوأحدهما والتواصلالمفتوح
الشكل رقم ( )16يوضح املفاهيم ألاساسية لنظرية التواصل (عبد الباسط متولي)60:2111 ،
املحاضرة العاشرة
-تمهيد:
يفترض آدلر في نظريته بعض النقاط التي يمكن أن تساعد املعالج ألاسري على وضع خططه العالجية ومن
-0إن السلوك غرض ي وموجه الهدف وكل سلوك يصدر من أحد أفراد ألاسرة له هدف محدد.
88
-5كل فرد له أسلوب حياة خاص به.
-6نحن نحيا في مجتمع مع بشر آخرين لذلك فاملشاكل عالقاتية شخصية وليست داخلية وهنا يظهر تركيز أدلر على
-1يتميز سوء التكيف بالتركيز على الذات ونقص امليل الاجتماعي وكان يرى ضرورة الاهتمام الاجتماعي لدى الفرد.
-9كل فرد له واقعه الخاص به لذلك كان كل إنسان يفسر ألاحداث بطريقة مختلفة وكل فرد له طريقته في تقييم
بيئته وذاته.
-7كل فرد له نظرة متفردة عن آلاخرين وال ينظر لألمور من خالل مبدأ (القانون العام للمجتمع يمكن تطبيقه على
العديد من ألافراد)
ومن خالل التمعن في نظرية أدلر نرى أنه أسهب في الحديث عن موقع الطفل فهو يرى أن لكل طفل موقع
نفس ي يختلف عن إخوته وفيما يلي جدول يبين تأثير ترتيب الطفل في وضعه ألاسري( .فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)031:2106 ،
89
يأخذ وضعه من أجل أن يترك موقعه وقد يقتنع بأن يكون (كالسندويشة) في ألاسرة ربما يشعر املنتصف
الحياة غير عادلة وأن هناك غشا واحتياال وقد بالضغط من الوضع ومما يساعده ليصبح Middle
يصبح طفال لديه مشاكل متعددة ويمتاز بالصراع له معنى وأهمية
وقد يصبح باملقابل مدافعا عن املظلومين.
يريد أن يكون أكبر من آلاخرين وربما لديه خطط لديه عدة آباء وأمهات :الوالدان وألاخوة ألاصغر سنا
طموحة وقد يبقى الطفل املدلل ولديه دور خاص في والابن ألاكبر يحاول أن يعلمه. Youngest
اللعب وهو عادة ما يطور طرقا ال يملك آلاخرين
التفكير بها.
يمكن أن يمتلك مشاكل في الهوية والشخص ألاقوى أحدهم يكون عادة ألاقوى وألاكثر نشاطا التوأم Twin
منهم ربما يصبح القائد أما آلاباء ربما يرونهم متشابهين
ربما يستغل هذا الطفل اهتمام الوالدين الزائد به الطفل الذي ألام تكون أكثر وقائية في رعايته
لسعادته ورفاهيته وربما يثور أو يحتج على مشاعر يأتي بعد طفل
لكونه مقارنا باألخ املتوفى توفي
هذا الطفل يصبح أكثر دالال وكثير املطالب وربما الطفل املتبنى ألاباء ربما يكنون أكثر تعبيرا عن شكرهم
يستاء أو يقاوم والديه الحقيقيين له ويؤدي ذلك إلى داللة ومحاولة تعويضه
عما خسره من فقدان والديه الحقيقيين
ربما يحاول أن يثبت بأنه رجل في العائلة أو يحاول الطفل الوحيد عادة يبقى مع النساء كل الوقت خاصة إذا
أن يصبح متأنثا كان ألاب بعيد مع بنات
يمكن أن تصبح أنثوية جدا أو تحب اللعب بألعاب البنت الوحيدة ألاخوة ألاكبر ربما يتصرفون مثل أوصياء
الصبيان وتتفوق على إلاخوة وربما تحاول أن ترض ي عليها أو مدافعين عنها بين الذكور
ألاب
(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)032-030:2106 ،
وحسب ألفرد أدلر فمشاعر النقص في الانسان تمثل دافعا سويا للتغلب على النقص املوجود لديه ،ويرى بأن
سلوك إلانسان غرض ي وله هدف مباشر كما يرى أن هدف الحياة الذي يضعه كل إنسان هو املحرك له من أجل
التغلب على نقصه( .أحمد عبد اللطيف وصالح عبد العزيز )10:2105 ،ويرى آدلر أسباب السلوك السيئ تكمن في:
-0الحماية ألابوية الزائدة :والتي تجعل الطفل يشعر بعدم الكفاءة وعدم قبوله من خالل كونه محروما من فرصته
في الاستقالل وتحمل املسؤولية ولذلك يحاول التعويض عن هذا الشعور من خالل السلوك العدواني.
-2الدالل ألابوي :يساعده على تطوير اتجاه السيطرة لدى الطفل ألنه لم يحصل دائما على ما يريد وعندما ال يحصل
90
-3الاهمال الوالدي :يجعل الطفل يشعر أن آلاخرين غير ودوديين وهذا يجعله غير قادر على التعاون مع آلاخرين
باالضافة إلى أنه تتكون لديه رغبة قوية بالحب والاحترام لكنه غير قادر على الحصول عليها من آلاخرين.
-5إلاعاقة الجسدية :قد يبالغ ألاهل في رعاية الطفل املعوق والاهتمام به مما يجعله يعتمد اعتمادا كليا على والديه
وينسحب عن آلاخرين.
كما يرى أدلر أن الشخصية غير السوية تظهر في جو ألاسرة التي تسود فيها املنافسة وعدم الثقة وإلاهمال
والسيطرة وإلاساءة أو الدالل ،وألاسرة التي ال تشجع الاهتمامات الاجتماعية وألاطفال في مثل هذه ألاسر من املحتمل
(فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين، أن يكافحوا ليكملوا الحياة على حساب التعامل والعالقة مع آلاخرين.
)033-032:2106
-0تصنيف املشكالت وتحديد ألاهداف :يركز املرشد في هذه إلاستراتيجية على الاستماع الفعال لآلباء ألجل فهم
واستيعاب املكالت الخاصة باألسرة وتصنيفها ويحاول طرح ألاسئلة حول دور أفعال آلاباء نحو املشكالت وإلاجراءات
التي يتم اتخاذها من قبلهم لحل تلك املشكالت ،ومن خالل فهم أفكار وانفعاالت آلاباء داخل محيط ألاسرة يستطيع
املرشد أن يتوصل إلى فهم ألاهداف وألافكار وألاساليب الالعقالنية وغير املنطقية التي يعرضها آلاباء حول سلوك
-2طرح ألانشطة ألاسرية :يعمد املرشد إلى خلق جو صحي داخل ألاسرة من خالل تسهيل طرق التفاعل بين أفرادها
وذلك ألن كثير من املشكالت ألاسرية تكون ناتجة عن خلل في التفاعل بين أفراد ألاسرة وتتمثل ألانشطة ألاسرية في
اجتماع أفراد ألاسرة ملشاهدة فيلما سينمائيا معينا ،أو الذهاب في رحلة ترفيهية يشترك فيها جميع أعضاء ألاسرة أو م
إلى ذلك مما يساعد على تحقيق التفاعل الايجابي بين أعضاء ألاسرة الواحدة.
بمقابلة جميع أفراد ألاسرة بصورة فردية وجماعية ،وتختلف ضغوط آلاباء الذين لديهم أطفال عن ضغوط
آلاباء الذين لديهم مراهقين في ألاسرة ،وتفيد مقابلة آلاباء في توضيح واكتشاف ألاهداف الخاصة ألجزاء النظام
91
ألاسري ،مما يقود إلى فهم أسباب عدم الرضا والتكيف من خالل صراع ألاهداف وألادوار وهذا يساعد املرشد في
-1التلخيص وإلانهاء :في هذه املرحلة يقوم املرشد بتلخيص أحداث الجلسة العالجية مع أعضاء الجلسة ،وقد يطلب
من ألاعضاء أنفسهم القيام بتقديم ملخص ألامور التي تمت مناقشتها خالل الجلسة كما يقوم املرشد بتوجيه وإرشاد
آلاباء وألابناء حول مراقبة تفاعالتهم ألاسرية السلبية والعمل على تغيير تلك التفاعالت ألاسرية السلبية والعمل على
تغيير تلك التفاعالت السلبية وإبدالها بأخرى ايجابية( .رافدة الحريري وسمير إلامامي)069:2100 ،
-تمهيد:
أشار أليس Ellisإلى نموذجه في العالج العاطفي العقالني وإمكانية استخدامه مع ألازواج قبل الخمسينات
ولكن لم يكتب إال القليل حول املوضوع قبل القرن العشرين طبقت مبادئ تعديل السلوك على النماذج التفاعلية
92
ألفراد ألاسرة الحقا وذلك لنجاح تطبيقها على ألازواج في حاالت القلق ولحق هذا العمل العديد من الحاالت التي
تتطلب استخدام تدخالت ألاسرة ملعالجة سلوك ألاطفال وللمرة ألاولى أدرك السلوكيون أن أعضاء ألاسرة يؤثرون
بشكل كبير في عملية املعالجة .وبعد أعوام انتشر أسلوب التدخل الشامل والدقيق مع ألاسرة من قبل (Patterson,
) Mcneal, Hawkins,Phelpsوبدأ تطبيقات العالج السلوكي ألنظمة ألاسرة بشكل كبير وباألخص مع ألاسر التي لديها
أطفال يعانون من مشاكل سلوكية محدد( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)051:2106 ،
وعليه تطور العالج السلوك املعرفي ألاسري للمشكالت املتعلقة باألطفال من أعمال باترسون ()0710
Patterrsonحيث عمل تدريب سلوكي لآلباء وكان التأكيد ألاساس ي في تدريب آلاباء على استخدام مبادئ نظرية التعلم
الاجتماعي لتعديل السلوك العدواني لدى أطفالهم .وتطور العالج الزواجي السلوكي املعرفي على يد ريتشارد ستيوارت
( Richard Stuarts )0767من خالل أعماله مع ألازواج الذين لديهم معاناة زواجية وتم ايجاد العديد من التدخالت
العالجية فيما يتعلق بتدريب آلاباء والعالج الزواجي ،وكذلك تم إجراء العديد من البحوث التطبيقية حول هذه
التدخالت من قبل العديد من الباحثين .ويقوم العالج ألاسري السلوكي املعرفي على افتراض أساس ي هو أن السلوكات
وإلادراكات املرضية أو املشكلة متعلمة وتستمر من خالل تكرار أنماط من التفاعل .هذه ألانماط من التفاعل قد
تشتمل :التقليد وإلاشراط إلاجرائي وإلاشراط الكالسيكي أو اشتراك هذه ألانماط معا .يساعد املعالج ألاسري السلوكي
املعرفي العمالء على عرقلة عمل أنماط التفاعل التي تحافظ على املشكلة من خالل تدريبهم على املهارات املطلوبة
لتشكيل أو تعزيز السلوكات املشكلة لدى أفراد ألاسرة آلاخرين وتحدي ألافكار واملعارف السلبية لديهم( .سهيلة بنات
وآخرون)211-213:2101 ،
-0ألافكار آلالية :هي أفكار ال شعورية تظهر تلقائيا لدى الفرد وتلح عليه وال يستطيع ايقافها وتعمل على ضبط حاجاته
وسلوكياته مثال ألافراد املحبطون لديهم أفكار سلبية حول أنفسهم ومستقبلهم هذه ألافكار السلبية تظهر على شكل
تشوهات معرفية.
-2التشوهات املعرفية :هي أخطاء في معالجة املعلومات التي يمارسها ألافراد في موقف واحد على جميع املواقف مثال
عندما يرفض الابن البالغ من العمر ( )5سنوات تعليمات والدته بأن يترك اللعب فإن ألام تعتقد بأن ابنها ال يستمع
لها وال يلبي طلبها أبدا ،إن التفكير بهذه الطريقة يجعلها تغضب وعلى ألام ال حقا أن تدرك املوقف من منظور أوسع
93
وكذلك تعرف أن ابنها يطيع أوامرها أحيانا ويرفضها أحيانا أخرى وليس دائما .ومنها( :فاطمة عيد وأسماء عبد
الحسين)056:2106 ،
أ -التعميم الزائد :حيث يعمم الفرد ما يحصل معه من موقف واحد على جميع املواقف.
ب -الشخصنة :وفيها يعزو الفرد حصول ألاحداث لنفسه بينما هي في الحقيقة ليس كذلك.
ت – قراءة ما في عقول آلاخرين :حيث يدعي الفرد أنه يعرف ما يجري في أذهان آلاخرين دون أن يفصحوا عن ذلك
ث -املبالغة والتضخيم :املبالغة في أهمية ش يء أكثر من مما هو عليه حقيقة كأن ينظر للخطأ البسيط على أنه كارثة.
ج -التقليل من ألامر أو التصغير من شأنه :ويقصد به التقليل من أهمية ش يء بالرغم من أهميته كأن ينظر إلى
السلوكات التي أصبحت أفضل بالنسبة لشخص ما أو ألاشخاص آلاخرين على أنها ليست ذات قيمة .يقوم املعالج
بمساعدة العمالء على الوعي بالتشوهات املعرفية في طريقة تفكيرهم ومن ثم تعليمهم كيفية تحدي هذه التشوهات أو
ألافكار السلبية .فيما يتعلق بالتعامل مع ألاسر وألازواج تظهر التشوهات املعرفية على شكل:
ح -الانتباه الانتقائي :حيث يتم اختيار جزء من سلوك الفرد والتركيز عليه مثال ذلك ألام في املثال السابق التي ركزت
انتباهها على سلوك ابنها الذي ال يسمع تعليماتها املتعلقة بترك اللعبة ولم تنتبه للمرات التي استمع لتعليماتها.
خ -أساليب العزو :كيف يفسر الفرد أسباب حدوث ألاحداث أو املواقف وهل يعزوها ألسباب شخصية أو عالقاتية أو
ألسباب خارجية .حيث يميل ألازواج التعساء لعزو السلوكات السلبية لشركائهم على أنها تعود لصفات ثابتة وعامة لدى
شركائهم ،يشتمل العزو هذا على وجود صفات سلبية لدى الشريك مرتبطة بدرجة املعاناة املستقبلية لألفراد والاتصال
السلبي مع الشريك.
عندما يعزو أفراد ألاسرة املشكالت في العالقة لصفات سلبية لدى آلاخرين في ألاسرة فإن هذا سيقلل من
فرص السير نحو التغيير كما أن لوم آلاخرين على حصول املشكالت وأنهم املتسببون بحصولها يجعل ألافراد ينتظرون
د -التوقعات :وهي تعني أن يقوم الفرد بالتنبؤ بوقوع أحداث معينة في املستقبل القريب أو البعيد دون وجود دليل على
ذلك .إن التوقعات السلبية لألزواج حول مقدرتهم على حل املشكالت في العالقة بينهم ترتبط بمستويات عالية من
املعاناة في العالقة .على املعالج أن يساعد ألازواج وألاسر على تحديد هذه التوقعات ومن ثم فحص مدى صدقها.
-3ألابنية املعرفية:
94
ألابنية املعرفية (ألاسكيمات) هي طرق ثابتة تبين فهم الفرد لعامله وتتضمن معتقدات حول كيف يتعامل
الفرد مع آلاخرين وكيفية أدائه لوظائفه هذه ألابنية املعرفية وألاسكيمات تتطور منذ الطفولة وتعتمد على الخبرات
التي تكون لدى الفرد من خالل تفاعله مع آلاخرين أو في مجاالت أخرى من حوله وتؤثر خبرات الحياة الالحقة في تغيير
بعض ألابنية املعرفية والتي تشير البحوث إلى أن املعتقدات التي نشأت بقوة لدى الفرد تكون مقاومتها للتغيير مرتفعة.
-3معتقدات حول السلوك املناسب لألفراد في ألادوار ألاسرية املحددة مثل تربية الطفل ومعتقدات حول الزواج الجيد.
أ -الافتراضات :هي معتقدات يكونها الفرد حول وجود خصائص معينة لدى الناس أو ألاشياء وطبيعة العالقة بينهم
وتكون هذه الافتراضات عبارة عن مفاهيم حول كيف تبدو بعض املجاالت في العالم وكيفية عملها .مثال :الطفل الذي
يالحظ الناس من حوله ملدة زمنية معينة فإنه يطور مفاهيم حول أفكار الناس ومشاعرهم وسلوكياتهم .وتختلف هذه
املفاهيم من فرد آلخر ويعتمد ذلك على الناس الذين الحظهم هذا الطفل.
ب -املعايير :هي معتقدات حول كيف يجب أن تكون ألاحداث والعالقات والناس وتكون من خالل خبرات الحياة
املتعلقة بعالقات ألافراد في العائلة ألاصلية أو مالحظاته لطبيعة العالقات بين ألافراد ألاقربين أو من خالل إلاعالم
(الكتب واملجالت والتلفاز وألافالم وألاغاني )...كذلك من خالل عالقات الرفاق واملعلمين.
كل فرد له معايير تحدد نموذجه الشخص ي وعندما تكون املعايير غير واقعية أو سلبية فإنها تؤدي لحصول
مشاكل فعندما يكون لدى الفرد معايير حول كيف يجب أن يكون العالم أو الناس فإن هذا يؤدي إلصابة الفرد
باإلحباط وألالم إذا لم تكن ألامور كما يريدها أن تكون( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين)051-051:2106 ،
ثانيا -ألاسرة الصحية في العالج ألاسري السلوكي املعرفي :يوصف ألافراد في ألاسرة الصحية ب ـ ـ ــ:
-0ال يوجد لديهم تشوهات معرفية حول ألاحداث التي تجري في عالقاتهم.
95
وقد يحصل صراع بين ألافراد أو حتى في داخل الفرد نفسه بين الحاجات الفردية واملجتمعية مثال السيدة
ديمة لديها دافعية قوية ألنت تنجز في مجال العمل وقد تشعر ديمة بالضغط عندما يكون هناك تداخل بين الوقت
املخصص لألسرة والوقت املخصص للعمل وهذا يجعلها تشعر بصراع داخلي أضف إلى ذلك أن زوجها حسان لديه
وجهة نظر تقليدية حول ألادوار الجنسية لكل من الرجل واملرأة مخالفة لوجهة نظرها ،وهو يضغط عليها لتقليل
-5كذلك يتمتع ألافراد في ألاسرة الصحية بوجود فهم واقعي لحاجاتهم الخاصة وحاجات ألافراد آلاخرين في ألاسرة.
-6يمتلكون أساليب مرنة في التفكير حول وتجاه بعضهم بعضا من أجل حل املشكالت التي تظهر حيث أن املرونة
املعرفية والعقالنية الواضحة تتيح لهم فرصة الاندماج بإيجاد حلول مبدعة للمشكالت .مثال :والدي املراهق الذي
اصبحا أكثر جدالا وال يحب املشاركة في أنشطة ألاسرة يقومان بتفسير سلوك املراهق هذا بعيدا عن التهديد وبطريقة
آمنة ويجربان طرقا جديدة تجعله يوازن بين الاستقاللية والارتباط مع ألاسرة .إن القدرة على التواصل بوضوح
والتعاون في حل املشكالت يتيح فرصة لزيادة السلوكات الايجابية ويقلل السلوكات السلبية وهذا يؤدي الستعادة
ثالثا -ألاسرة املرضية أو ذات الخلل الوظيفي في العالج ألاسري السلوكي املعرفي:
في ألاسرة املرضية أو ذات الخلل الوظيفي فإن ألافراد ينخرطون بأنماط سلبية من التفاعل والسلوكات فيما
بينهم ،كما يسود وجود الادراكات وألابنية املعرفية السلبية ،حيث يتم الاختيار السلبي للمواقف ويتضمن وجود أنماط
خاصة من التوقعات والعزو والافتراضات ومعايير متعلقة بالعالقات ألاسرية والتي تعمل على استمرارية أنماط سلوكية
سلبية في ألاسرة.
ويظهر في هذه ألابنية املعرفية السلبية املرتبطة باالنتباه الانتقائي للنقاط السلبية لدى آلاخرين ،والقيام
بالعزو الشخص ي للسلوكات السلبية وبعزو السلوك الايجابي للمواقف الخارجية أي أن الفرد مسؤول عن السلوك
السلبي والسلوك الايجابي هو ناتج عن املوقف نفسه وليس عن سلوك الفرد الايجابي .أيضا تبني توقعات سلبية حول
أفراد ألاسرة آلاخرين ووضع افتراضات حول كيفية جعل العالقات ألاسرية تتناسب مع بعض أفراد ألاسرة آلاخرين،
ووضع معايير حول طريقة جعل العالقات في ألاسرة متناسبة قد ال يوافق عليها أفراد آخرون في ألاسرة( .سهيلة بنات
وآخرون)211:2101 ،
96
يهتم املعالج باملعارف وألابنية املعرفية املوجودة لدى ألازواج وأفراد ألاسرة وكذلك يساعد العمالء على الوعي
بالتشوهات املعرفية املوجودة لديهم ويساعدهم على فحص مدى واقعيتها ومنطقيتها.
إن التدريب على مهارات الاتصال وحل املشكالت يعتبر من العناصر ألاساسية في العالج السلوكي املعرفي لألسر
التي تضم مراهقين وأزواج من خالل التدريب على مهارات الاتصال ،يتم تدريبهم على التواصل عن طريق النمذجة
ولعب الدور وذلك لتمكينهم من إرسال رسائل واضحة ومباشرة وبدقة آلبائهم والاستماع بطريقة تعكس التعاطف
وعكس محتوى رسائل آبائهم مما يؤكد صحة فهمهم ملا يقول آلاباء.
أما فيما يتعلق بالتدريب على مهارات حل املشكالت فيتم من خالل تدريب العمالء على تعريف املشكالت
الكبيرة على أنها سلسلة من املشكالت الصغيرة القابلة للحل ،وبالنسبة لكل مشكلة عليه أن يقوم بعصف ذهني
للحلول املمكنة ومن ثم تقييم ايجابيات وسلبيات كل منها ثم اختبار أفضلها ،بعد ذلك تنفيذ الحل ومراقبة التقدم
يستخدم هذا ألاسلوب ملعالجة ألافكار السلبية لدى أفراد ألاسرة والعمل على تحديها حيث يطلب من أفراد
ألاسرة أن يقوموا بمراقبة وتسجيل املواقف التي يظهر لديهم أفكارا أو معتقدات سلبية حولها ،ويوضح املعالج ألاثر
وعندما يتم تحديد ألافكار السلبية بهذه الطريقة فإن املعالج يقوم بتدريب املسترشدين على تحدي هذه
ألافكار واملعتقدات من خالل ايجاد الدليل والبرهان على دعم أو رفض هذه ألافكار وعندما ال يظهر هناك دعم لألفكار
السلبية بأخرى جديدة وكذلك يطلب منهم تسجيل أثر ألافكار على أمزجتهم وسلوكياتهم مع آلاخرين .وضمن العالج
السلوكي املتكامل لألزواج أسلوب بناء القبول ،ويستخدم هذا ألاسلوب ملساعدة ألازواج على التعامل مع املجاالت غير
القابلة للتعبير في عالقاتهم ويشمل :التعاطف مع مشكلة الزوج والتحرر من املشكلة والعناية بالذات والقدرة على
التحمل .وهناك اجراءات عديدة من تنظيم الذات لضبط الغضب القلق والاكتئاب ومن ألاساليب املعرفية التقليدية
مثل التدريب على الاسترخاء وضع قائمة باألحداث السعيدة وتنويع املهمات( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين،
)059-051:2106
97
جدول يوضح :مقارنة لبعض املداخل في إرشاد وعالج ألاسرة
املدخل الاستراتيجي املدخل السلوكي البنائي املدخل أنساق مدخل املدخل التحليلي بعد املقارنة
(هيلي) (منوشن) ألاسرة (بوين)
الحاضر واملشكالت الحاضر والتركيز على الحاضر واملاض ي الحاضر أساسا املاض ي -الاهتمام الزمن
أو ألاعراض الحالية البيانات بناء ألاسرة الحالي على الرغم من بالكشف عن تاريخ
تبقى بسبب النتائج البينشخصية يعتمد على ألانماط يعطي الاهتمام الخبرات املبكرة
الحادثة واملتكررة عبر التفاعلية املبكرة أيضا إلى أسرة
بين ألاشخاص الفرد ألاصلية
املشكل ألاسرة السلوك قواعد دافعية ال شعورية مبكرة مفاهيم غير صراعات دور
والتوازن الحيوي متعلم ويبقى عن أقل أهمية من تكرار توحي بصراعات ال محلولة من املاض ي العمليات
نتائجه وانحاءات التغذية طريق العادات املتعلمة شعورية على الرغم وهي بعيدة عن وعي الشعورية
تحدد والعمليات املرتدة وتحديد ألادوار التي من أنها تعاد الفرد تماما وتستمر
وليس الالشعورية مرفوضة السلوك تنفذ ألاسرة مهامها صياغتها من زاوية في ربط نفسها
من حيث إن من العمليات من خاللها انفعالية باملوضوعات
الصعب الاستدالل الالشعورية واملواقف الحالية
عليها وقياسها.
ألافعال تغير السلوك موجه توصف الفعل يسبق الفهم يستخدم العمليات الاستبصار يؤدي الاستبصار
أنماط بالفعل وتخفيض لتعديل والتغير في ألانماط العقالنية في كسب مقابل الفعل إلى الفهم وإلى
ألاعراض يحدث من السلوك النوعية. التفاعلية أكثر أهمية الذات وعي تخفيض الصراع
التوجيهات خالل من الاستبصار في بالعالقات الحالية والتغير النفس ي
وليس من خالل السلوك انتاج وكذلك بالخبرات الداخلي
التفسيرات. الجديد بين ألاجيال والبينشخص ي
معلم، فعال مقاوم يركز مباشر، مدير مرحلة .ويتناول مباشر ولكنه ليس يقدم دور املعالج محايد
نموذج املشكالت ،مدرب، على بناء ألاسرة ليغير مواجها ويعارض التفسيرات ألنماط
إرشادي ،يستخدم للسلوك املرغوب حاالت سوء ألاداء التثليث كصورة السلوك الفردية
مفاوض التناقض الظاهري فيه، الوظيفي من صور اندماج وألاسرية
لالتصاالت. ألاسرة
ثنائيات وثالثيات ،ثنائيات ،تأثير سلوك ثالثيات ،تحالفات ألاسرة بكاملها عبر التركيز على الفرد وحدة
مشكالت وأعراض فرد على آلاخرين، فرعية، أنسقة عدة أجيال وربما والتأكيد على كيف الدراسة
كاتصاالت وجهة نظر خطية في ترى حدود بين ألانساق، يعمل مع ثنائي (أو يشعر أفراد ألاسرة
بين العلية بينشخصية قوة الزوجين) أحد كل منهم نحو آلاخر
اثنين أو أكثر من لفترة من الوقت وكيف يتعامل معه
أفراد ألاسرة.
-السلوكية النظرية البنائية في نظرية الاتصاالت انساق ألاسرة التحليل النفس ي التوجه
-نظرية التعلم -ألانساق ألاسرة النظري
98
الاجتماعي -السلوكية -ألانساق. ألاساس
باترسون - -هيلي Haley منوشن - -بوين Bowen كبار املنظرين -اكرمان
-جاكسون Patterson Jackson Minuchin Ackerman واملمارسين
-ايركسون - Eriksonستيوارت Stuart -فرامو Framo
-ليبرمان Liberman -مادانس -بوزورميني ناجي
-جاكسون Jackson Madanes Boszormenyi-
-مارجوان -سلفيني باالزولي Nagi
Selvini Palazoli -ستيرلن Stierlin
-وتزالفيك -سكاينر Skynner
Watzlawick -بل Bell
-تغيير النتائج -تغيير النتائج -الوصول بتمايز -التغير في السياق -الاستبصار أهداف
السلوكية بين ألافراد السلوكية الزائدة الذات إلى أقص ى العالقي من أجل -النضج النفس ي العالج
لكي نقض ي على والتي تؤدي وظيفتها مدى لكل الفروق إعادة بناء تنظيم الجنس ي
السلوك الالتكيفي أو على نحو خاطئ بين ألاسرة. بين أفراد ألاسرة -تقوية ألانا على
السلوك املشكل. أعضاء ألاسرة لكي -تغيير ألانماط غير أداء وظائفه
نقض ي على املشكلة التفاعلية التي تؤدي -تخفيض
أو ألاعراض الحالية. وظائفها على نحو الجوانب
خاطئ. الباثولوجية
املتشابكة
-املزيد من
العالقات أهداف
العالج
(عالء الدين كفافى)131-129:2119 ،
99
املحاضرة الثانية عشر
-تمهيد:
تعد مهنة إلارشاد من املهن الهامة في املجتمع التي يجب أن تستند إلى مجموعة من القواعد واملبادئ ألاخالقية
التي تنظم هذه املهنة وتساعد املرشد على فهم واجباته لالرتقاء بالخدمة وتوفير بيئة إرشادية آمنة للمسترشد .ومن أبرز
-0احترام املسترشد:
ويعني ذلك تقبل املسترشد تقبال غير مشروط ومراعاة مبدأ املساواة والحيادية في التعامل والحرص على
مصالحه.
-2السرية التامة:
الالتزام بحفظ أسرار املسترشد وعدم اطالع آلاخرين عليها إال بموافقة املسترشد أو للضرورة القصوى.
إذا شعر املرشد بعدم قدرته على تقديم املساعدة ألي سبب كان عليه انهاء العالقة إلارشادية وتحويل
توضيح الحقوق والواجبات لكل من املرشد واملسترشد والدور املحدد لكل منهما لضمان نجاح الخطة
إلارشادية.
على املرشد الالتزام بدوره املحدد فال يحق له أن يتجاوز دوره وال يفرض على املسترشد حلوال معينة فصاحب
القرار هو املسترشد.
100
احترام قيم املسترشد حتى ولو لم تتفق مع قيم وقناعات املرشد وعدم إصدار أحكام على املسترشد أو
تجاهله.
وهذا يتطلب العمل بأمانة وصدق والانتماء للعمل وعدم القيام بأي عمل يسيئ للمهنة واحترام فريق العمل
على املرشد وضع نفسه مكان املسترشد وتصور ألاسلوب الذي يجب أن يعامل به ليحافظ على كرامة
-ثانيا :مهام إلارشاد ألاسري الناجح :يساعد املرشد ألاسري الناجح كال من أفراد ألاسرة في التكيف وتلبية كل مما
يلي:
يتعلم الزوجان تقديم وتلقي الحب والود من الشريك وتطوير إلاحساس بالتعاطف والتعامل مع الهموم
واملشكالت التي تلم بهم بسبب ما يتلقاه كل منهما من دعم انفعالي من آلاخر.
-2العادات الشخصية:
يتعلم ألازواج التكيف مع العادات الشخصية لآلخر ،وأسلوب الحياة من تناول الطعام والنوم والتحدث
والنظافة ...الخ ،في املقابل يتعلم الزوجان من خالل الزواج استبدال العادات الشخصية التي تزعج الطرف آلاخر،
-3الاهتمامات الزواجية:
تفيد في الاتفاق على الاهتمامات من بينها :اختيار السكن ،منطقة السكن الجغرافية ،أنماط الجيرة ،وتجهيز
-التمويل :يفيد في تحمل مسؤولية الدعم املالي ،كما يساعد في توفير ألامن والطمأنينة في املنزل نحو أفراد ألاسرة من
101
ومن ألامور التي يتم تحقيقها في الزواج التكيف مع العمل أو الوظيفة ومكانته وساعاته وظروفه الوظيفية،
يفيد التكيف الزواجي في الاتفاق على النشاطات الاجتماعية والترفيهية والاستجماميه ،وقضاء ألاوقات املمتعة
معا ،وتفيد في تقبل أصدقاء الطرف آلاخر ،وإقامة عالقات اجتماعية معه ،واستمرار في تكرار نشاطات اجتماعية
-6ألاسرة وألاقارب:
مساعدة الزوجان على تأسيس عالقات مع الوالدين وألاقارب وألاصهار ،وتعلم كيفية املحافظة على عالقات
-1الاتصال:
يتعلم الزوجان الاتصال من خالل تبادل ألافكار وعرضها على الطرف آلاخر ،والتعبير عن الاهتمامات وألامور
املزعجة والحاجات الشخصية للطرف آلاخر ،وكما يتعلم كل منهما ا الاستماع إلى الشريك والتحدث إليه بطرق بناءة.
يساعد في ايجاد وسائل لحل الصراعات والتعامل مع الصراعات ونتائجها بطريقة مؤذية نفسية ويتمكن
الزوجان من إلاجابة عن ألاسئلة :أين؟ متى؟ كيف؟ يحصل كالمها على املساعدة عند الحاجة والتي تساعد في حل
-9رعاية الطفل:
في التكيف الزواجي يقوم الزوجان بالرعاية املشتركة وتحقيق الرعاية تأمين الظروف الجسدية والنفسية
-01التكيف الجنس ي :فمن خالل الزواج يتعلم الشريكان إشباع وتلبية حاجاتهم الجنسية ويتعلمان تقدير رغبة آلاخر
بالجنس وقضاء وقت للتعبير الجنس ي( .أحمد عبد اللطيف)019:2111 ،
تمثل العالقة بين املرشد وألاسرة أساس عملية املساعدة ،ومن خالل العالقة تنتهي عملية املساعدة عادة
بواحد من ثالث نتائج تحصل لألسرة :أ -تحسن وضع ألاسرة – ب -سوء في الوضع ألاسري -ج -استقرار الوضع .وترتبط
102
هذه النتائج الثالث بعوامل عدة منها طبيعة العالج املقدم ومدى تناسبه مع مشكلة ألاسرة ،وكفاءة املرشد في تطبيق
وممارسة العالج ،ورغبة وتعاون ألاسرة ،وغيرها من العوامل ألاخرى مثل أصالة املرشد التي تشكل عامال مهما في
تحسين حالة ألاسرة ،وتحقيق نموها الايجابي .ومن ألامور التي تحبس وتقيد نمو ألاسرة خالل العملية إلارشادية التزام
املرشد بدور محدد ،فمشاعر واعتقادات املعالج يفترض تقاسم استجاباتها مع ألاسرة من خالل العالقة املهنية ،التي
يظهر املرشد ألاسري من خاللها ألاصالة كمصدر من مصادر التعلم الشخص ي لألسرة وأعضائها.
واملرشد ألاسري املتمكن هو الذي يمتلك حسا ابداعيا في التأثير على آلاخرين من خالل توليف عدد كاف
ومتناسق من الجمل اللفظية وغير اللفظية ،للتواصل مع الذات ومع آلاخرين ،بما يتناسق مع ثقافة املجتمع ،ثم تكون
لديه مهارة في صياغة الخطط وفنيات تطبيقها ،مسخرا ومستخدما الامكانات املوجودة واملتاحة في املجتمع( .عبد
-رابعا :أساليب إلارشاد ألاسري :يستخدم املرشد في مجال العالج وإلارشاد ألاسري اساليب متعددة منه:
يعمل املرشد على تنمية مهرات الاتصال بين أفراد ألاسرة .والاتصال هو الطريقة التي يتبادل الناس بواسطتها
املشاعر وألافكار في محاولتهم لفهم بعضهم البعض .ويحدث الاتصال من خالل اللغة املنطوقة أو املكتوبة .كما يحدث
من خالل تعبيرات الوجه ونبرة الصوت وإلاصغاء .والاتصال عنصر أساس ي من عناصر التفاهم والتفاعل في ألاسرة.
وتسهم أخطاء الاتصال في ظهور الكثير من املشكالت .كأن يشعر الطفل بعدم اهتمام والدته به وبالعكس يالحظ أنها
تميل إلى شقيقته .إن سعادة ألاسرة تعتمد إلى درجة كبيرة على وجود اتصال صحيح ومنفتح بين أفرادها .وتظهر
مهارات الاتصال في السلوك اللفظي أي في الكلمات والعبارات التي يستخدمها أفراد ألاسرة في الحديث مع بعضهم.
يمكن للمرشد أن يستخدم أسلوب حل املشكلة لتدريب أفراد ألاسرة على تحديد املشكلة وجمع بيانات حولها
وتوليد البدائل أو الحلول املناسبة ثم املوازنة بينها واختيار مجموعة الحلول ألافضل.
-3التفاوض والتعاقد:
يساعد املرشد أفراد ألاسرة على تحديد توقعاتهم من بعضهم البعض وتحديد التغيرات التي يرغب كل فرد في
حدوثها في أسلوب ألافراد آلاخرين في التعامل معه .ويتم التفاوض حول ما يقوم به الفرد وما يقوم به آلاخرون في
املقابل .ثم يتم التوصل إلى اتفاق وتدوين هذا الاتفاق على شكل عقد سلوكي يحدد ما التزم به كل طرف.
103
-1تعديل السلوك:
ويتم فيه تناول املشكالت كعالقات داخل ألاسرة من خالل استخدام إجراءات تعديل السلوك حسب طبيعة
-5الواجبات املنزلية:
وهو ما يطلب املعالج من أفراد ألاسرة القيام به خالل الجلسات وتعمل الواجبات املنزلية على تطبيق ما تعلمه
الفرد خالل الجلسة إلارشادية على مواقف حياته الطبيعية( .سهيلة بنات وآخرون)013-012:2101 ،
املعالج النفس ي ألاسري هو جزء من فريق العالج ،وال يقع عليه كل عبء املشكلة ألاسرية ،فهو من جهة يبذل
جهدا في التنسيق مع ألاعضاء آلاخرين والتشاور معهم في عالج مشكلة ألاسرة ،ومن جهة أخرى يقض ي وقتا في جلسات
العالج النفس ي ألاسري وتحليل مشكلة ألاسرة ،ومساعدتها على فهم واستبصار مشكلتها ،ومساعدتها على ايجاد طرق
لعالج مشكالتها .وفيما يلي أهم ألادوار الاضافية التي تقع على عاتق املعالج النفس ي ألاسري:
-0الاعداد للمقابالت التي يجب أن تشمل الزوجين وأفراد ألاسرة ،من حيث جمع املعلومات ،والتحضير للمقابالت،
-0تشجيع ألاسرة على حضور املقابالت والالتزام بها من خالل حثهم على ذلك وبيان أهمية املقابالت في عالج مشكالتهم
املختلفة.
-3دراسة تفاعالت وطرق اتصال أفراد ألاسرة معا ،وتحليل مهارات الاتصال املستخدمة في ألاسرة ،وتعليمهم طرق
اتصال جديدة.
104
-02تشجيع ألاطفال على التعبير عن انفعاالتهم ومشاعرهم نحو أعضاء ألاسرة آلاخرين( .أحمد عبد اللطيف وسامي
محسن)95-91:2100 ،
-سادسا :خدمات إلارشاد ألاسري :تقدم خدمات إلارشاد ألاسري من خالل البرامج التدريبية موجهة لألسرة منها:
-مساعدة الزوجين على تعلم مهارات الاتصال ملا لذلك من أهمية في الصحة النفسية لكال الزوجين ،فقد وجد باحثون
أمريكيون أن الزوجات اللواتي يلزمن الصمت أثناء الخالفات مع أزاوجهن يعرضن أنفسهن للموت أكثر من غيرهن بأربع
أضعاف من النساء اللواتي يعبرن عن غضبهن ويحمين أنفسهن من أمراض القلب وغيرها من ألامراض التي تسبب
الوفاة.
-0البرامج التدريبية املوجهة آلباء ألاطفال من الوالدة حتى سن ما قبل املدرسة بهدف تكيف آلاباء مع املواليد الجدد
وتربيتهم
-3البرامج التدريبية املوجهة آلباء املراهقين بحيث يتعلم آلاباء كيف يتعاملون مع أبنائهم املراهقين.
-4البرامج التدريبية املوجهة آلباء البالغين لكي يغير آلاباء طريقة تعاملهم مع أبنائهم الذين كانوا يعاملونهم كأطفال وهم
-5البرامج التدريبية املوجهة للمطلقين وتساعدهم هذه البرامج على اتفاق مشترك حول اقتسام ألامالك والرعاية
105
املحاضرة الثالثة عشر
-تمهيد:
يشير إلارشاد أو العالج ألاسري إلى مصطلح واسع ويضم العديد من الطرق وألاساليب التي تتبع عند العمل مع
ألاسر التي تعاني من صعوبات نفسية وغيرها من الصعوبات وما يمكن إلاشارة إليه التنوع في الفنيات والاستراتيجيات
التي تستخدمها مختلف النظريات في إلارشاد ألاسري ،فاملمارسات التي تتضمن العمل مع أفراد ألاسرة معا كوحدة
واحدة ألغراض التشخيص والعالج هي التي أخذت في الانتشار وأصبحت العديد من القضايا املتعلقة باللغة اللفظية
كتعبيرات الوجه والاتصال التعبيري وطريقة الجلوس وأوضاعها املتنوعة ألفراد ألاسرة تأخذ مكانها في التشخيص
والعالج ألاسري.
وهذه الفنيات ال تستخدم مع فرد واحد بشكل منعزل بل تستخدم في إطار العالقة التي تربط جميع أفراد
ألاسرة وإن التركيز العام والهدف ملثل هذه الفنيات هو إحداث تغيرات هامة تتعلق بالنظام الكلي لألسرة( .سهيلة بنات
وآخرون )265:2101 ،ومن خالل هذه املحاضرة سنحاول التركيز على الخطوات التي تمر بها العملية إلارشادية وكذا
أهم الفنيات املطبقة في الجلسات إلارشادية مع العلم أنه عندما تحدثنا عن نظريات إلارشاد ألاسري تم التطرق
أوال -خطوات إلارشاد ألاسري :تمر عملية إلارشاد ألاسري بالخطوات التالية:
وفيه يسمح املرشد ألفراد ألاسرة الذين يدخلون غرفة املقابلة أن يجلسوا حيث يشاءون وينبغي للمرشد أن
يجهز عددا من املقاعد تزيد عن عدد الحاضرين مع إعطائهم الفرصة لحرية الجلوس ويعتبر هذا أول اتصال حيوي مع
106
ألاسرة يعكس تنظيم وترتيب ألاسرة لطريقة جلوسهم الكثير من العالقات بين هؤالء ألاعضاء من يجلس بجوار من هل
ألازواج يجلسون متجاورين البنات مع بعض ألابناء متباعدون املسافات بينهم كلها تقدم صورة عن الاتحادات
والانشقاقات في ألاسرة ويرحب املرشد بأفراد ألاسرة بداية من الزوجين ثم ألابناء أي يبدأ بالكبير ثم الصغير وتعتبر هذه
املرحلة مهمة حيث أنه يتم الاعتماد عليها في تقبل ألاسرة للمرشد والذي هو في الواقع شخص خارجي بالنسبة لها أي
خارج حدودها والبد أن يعرف املرشد بنفسه لألسرة قبل أن يطلب منهم أن يعرفوا بأنفسهم( .أحمد عبد اللطيف
بعد أن يكون املرشد قد قابل كل أفراد ألاسرة يسأل ألاب ماذا يمكنني أن أقدم لكم؟ بصيغة سؤال مثل هذه
الجملة توصل لألسرة بعض الاتجاهات ذات أهمية لدى املعالج وبذلك يدفع الوالد بأن يحدد مطالبه في صورة معينة
كأن يحدد شخصا ما أو مشاعر معينة أو سلوكا معينا على أنه يمثل مشكلة وربما ال توافق بعض ألاسر على ما قرره
الوالد حول املشكلة وبدال من أن يعلق املرشد مباشرة فبإمكانه أن يلخص هذه املرحلة بقوله :يبدو أن وجهات نظركم
مختلفة بعض الش يء حول ماهية املشكلة القائمة في ألاسرة ،أما املرحلة التالية فتكون إعادة تسمية املشكلة وباتباع
هذا ألاسلوب فإن املعالج يتجنب الخالف مع أفراد ألاسرة حول ما هي املشكلة الحقيقية( .أحمد عبد اللطيف،
)090-091:2111
-3تبسيط املشكلة:
يكون التركيز على الصراع املوجود في ألاسرة وبعد استماع املرشد إلى وجهات النظر من مختلف أعضاء ألاسرة
يعيد صياغة املشكلة على شكل فرضية ويفتح املجال ألفراد ألاسرة للتفكير في هذه الصياغة ،وبهذه الطريقة فإن
املرشد يركز على حاجة ألاسرة للمساعدة الخارجية املتخصصة كما يحاول أن يعمل على تقليل مشاعر إلاثم وزيادة
التفاؤل وألامل ويستفاد من التعليقات حول إلاثم وألالم الذي تعانيه ألاسرة وكذلك احباطاتها وغيرها من ألاحاسيس
-1الحاجة للتغيير:
107
تبدأ هذه املرحلة بسؤال يوجهه املرشد لألسرة عن الحلول التي تمت معالجتها في املاض ي للتعامل مع مشاكلها
وهذه املهمة تدفع ألاسرة وتحركها نحو التغيير وقد يوجه املرشد السؤال التالي :ماذا فعلتم حول هذه املشكلة أو هل
فعلتم شيئا نحو هذه املشكلة؟ وتفيد هذه ألاسئلة بتعزيز وعي ألاسرة بعدم قدرتها على:
ويوجد نوعين من التغيير :تغيير من الدرجة ألاولى وهو ما يترك بنية التنظيم كما هي بدون تبديل ،أما التغير
من الدرجة الثانية تنتج عنه تغيرات أساسية في تنظيم النظام( .أحمد عبد اللطيف وسامي محسن)91:2100 ،
-5تغيير املسارات:
وتبدأ عندما يصل املعالج إلى الاجراءات التنفيذية مع ألاسرة عن طريق الايحاءات وتكون البداية بتغيير
أساليب الاتصال بين أفراد ألاسرة كما في الاتصال بين الوالدين وألابناء مثال من التدخالت التي يقدمها املعالج قد
يطلب من أحد الوالدين يجد أنه غير مشترك أن يكون مسئوال عن سلوك أحد ألاطفال وبذلك فإنه يبني عاطفة أو
ومع اختالف ألاساليب العالجية بين مدارس العالج ألاسري فإنها تشترك في أن املعالج يخبر ألاسرة أن كل فرد
فيها هو جزء من العملية العالجية وأن أي مشكلة ال ينظر إليها مطلقا على أنها خاصية شخصية لهذا الفرد وإنما ينظر
إليها على أنها مشكلة اثنين أو أكثر من أفراد ألاسرة وأن سلوك إلانسان (هنا وآلان) هو الذي يوجد هذه املشكلة أو يعمل
-0فنيات دعم القوى وامليكانزمات التكيفية :يستخدم املرشد ألاسري العديد من الفنيات لدعم ميكانزمات التكيف
والتفاعل مع الحياة والضغوطات والصعوبات سواء أكانت هذه امليكانزمات والسلوكيات وألاساليب تكيفية أو غير
تكيفية .إن كانت أسرة تمتلك درجة من الصحة والسواء وهو ألامر الذي يجب التركيز عليه ودعمه وتشجيعه ،ومن
امليكانزمات املفيدة لألسرة التي تمر بمعاناة معينة أو أزمة ما استخدم الفهم التعاطفي وإلاصغاء والاهتمام وتقديم
التغذية الراجعة للميكانزمات التكيفية أو التثقيف املتعلق بالدفاعات السيئة والتي ال تساعد على التكيف إضافة إلى
النصيحة املقدمة في الوقت املناسب .إن املرشد ألاسري يلعب دور املعلم واملثقف سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،
فبدون أن يتكلم بكلمة واحدة فإنه ينمذج لهم التقبل الشخص ي ،والضبط لالنفعاالت واملزاج ،كما أنه يعلم القيم
108
ولو بشكل ضمني غير مصرح به ،عندما ينفذ الجلسات ال يقاطع أحد من أفراد ألاسرة املتحكمين ،وال يسمع سوى
لعضو واحد من ألاسرة بالتحدث في نفس الوقت ،هو بذلك ينمذج الاتصال الجيد وقيم احترام أفكار آلاخرين في
ألاسرة.
يوجد تأكيد متنام في الوقت الحالي على تزويد ألاسر بمعلومات يمكن أن تكون مفيدة لهم في تعاملهم مع
أزمات الحياة وضغوطاتها وأثناء توافقهم ،إن هذا التوجيه يبدو واضحا في استراتيجيات التثقيف النفس ي خاصة مع
ألاسر التي يوجد فيها فرد تم تشخيصه على أنه مصاب باضطراب نفس ي محدد .إن هذه املعلومات يمكن تزويدها
لألسرة من خالل املواد املكتوبة والقراءات النفسية املقترحة ،أو عبر املحاضرات واملناقشات في املجموعات ألاسرية وفي
ورش العمل.
إن منحى التثقيف النفس ي هذا قاصرا على الاستخدام في حالة وجود اضطراب محدد عند أحد أفراد ألاسرة،
بل هو قابل للتطبيق في العديد من الحاالت التي تكون فيها ألاسرة مفتقرة إلى املعلومات التي تمكنها من دعم نفسها.
-2املحاضرة :يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم معلومات ألعضاء النسق ألاسري عن طريق تعامل
الزوجين وتربيتهم ألبنائهم وطرق الوقاية من املشكالت وتصحيح ألافكار الخطئة...الخ وذلك بطريقة بسيطة يسهل فهمها
ألعضاء الجلسة لزيادة استبصارهم بتلك املفاهيم بطريقة موضوعية ،مما يشجعهم على تلقي املعلومات املتضمنة في
املحاضرة ،ذات الصلة بمشكالتهم الخاصة ،بما ييهئ لهم موقفا تعليميا يبدأ من شعورهم بأن أحد أسباب مشكالتهم
هو افتقادهم إلى املعلومات عن تلك املفاهيم ،فيدفعهم ذلك إلى متابعة الجلسات وخلق أهداف جديدة تتمثل في
الرغبة في حل املشكلة التي يعانون منها ،فضال عن إمداد أبنائهم بمعلومات عن البيئة املحيطة بهم والتعرف على
املجاالت املهنية التي تتالءم مع قدراتهم واستعداداتهم وذلك لتشجيعهم على الاندماج في املجتمع.
ويتمثل الهدف إلارشادي التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء املعرفي ألعضاء الجلسة ألاسرية ،وتهيئة بيئة
أسرية تسهم في النمو النفس ي للطفل ،ومن جانب آخر تشجيع الطفل على الاندماج في املجتمع.
-3الحوار :يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في استخدام أسلوب املناقشة الجماعية كمنهج مالئم يمكن أن
يخدم الحوار وتبادل الرأي وتغير املعرفة بشكل دينامي ،والذي يؤدي إلى استثارة التفكير الذاتي ألعضاء الجلسة بما فيه
أفكارهم واتجاهاتهم تجاه طفلهم والتي تعبر بشكل غير مباشر عن مشكالتهم الخاصة ،وبهذا تصبح املادة العلمية في
109
ويتمثل الهدف التطبيقي لهذه الفنية في إعادة البناء املعرفي ألعضاء الجلسة ،وتعديل ألافكار الخاطئة وتعزيز
التواصل بين أعضاء الجلسة من خالل تشجيعهم على الحوار واملناقشة ،والتعرف على آداب الحديث ،وكيفية مراعاة
مشاعر الطفل فضال عن فتح قنوات التواصل بين أعضاء ألاسرة بما فيهم الطفل ،أو بين ألاطفال فيما بينهم باإلضافة
إلى ما تسهم به هذه الفنية في التحليل املنطقي لألفكار غير العقالنية ألعضاء الجلسة ،وتنفيذ الاستنتاجات غير
الواقعية ودحضها باإلقناع ،و تشجيع أعضاء الجلسة على تكوين أفكار منطقية تكون بمثابة حافز للطفل وإدراكه
إن الفنيات املستخدمة ملساعدة أفراد ألاسرة على الوعي بخبرتهم الانفعالية وتنميتها تنزع ألن تركز على ما
يعرف بالخبرة الانفعالية في إطار (هنا وآلان) داخل الجلسة إلارشادية .إن هذه الفنيات مصممة ملساعدة أفراد ألاسرة
على خفض القلق ،والتحكم بردود الفعل الانفعالية .ومن املالحظ أن التعامل مع املشاعر يعد خبرة صعبة وغالبا ما
يتم تجنبها أو انكارها ،حيث يخش ى ألافراد في ألاسر التعبير عن مشاعرهم ومناقشتها إما خوفا من إيالم آلاخر في ألاسرة
وجرحه ،أو تجنبا الكتشاف مشاعر أعمق ،ويحدث في أحيان أخرى أن يتم تجنب أو انكار مشاعر معينة .فعلى سبيل
املثال قد يتم التعبير عن الغضب بدال من الحزن ،قد يستخدم ألافراد في ألاسرة كلمات لوصف مشاعرهم ال تعكس
بالضرورة حقيقة ما يشعرون به ،فقلة الدقة في التعبير عن الانفعال يمكن أن تظهر خالل العمل مع ألاسر ،قد يحدث
أحيانا أن الخبرة الانفعالية تكون غير واضحة أو خفية أو مستترة مما يزيد من الجهد املبذول من جانب املرشد ألاسري
في الكشف عنها ودفع ألافراد في ألاسرة للتعامل معها أو العمل على تطويرها بشكل صحي ،وفي أسر أخرى قد تبدو
الانفعاالت واضحة وقوية ومتنوعة حتى وإن أخذت الشكل السلبي وغير الصحي.
إن مهمة املرشد ألاسري هنا هي خفض حدة الانفعاالت السلبية والحادة والتهدئة منها ،أو العمل على السماح
للمشاعر املكبوتة أو الخفية للظهور على السطح والتعبير عنها في بيئة آمنة خاصة تلك التي أثرت على أداء ألاسرة
لوظائفها املختلفة ،وجعل ألاعضاء في ألاسرة على وعي بمثل هذه املشاعر وتأثيراتها عليهم ،ويتم هذا كله وهم يصغون
إن الدور الرئيس ي للمرشد هنا هو البحث عن املشاعر الضمنية لدى أفراد ألاسرة باستخدام التعاطف والتوضيح وذلك
من أجل مساعدة أفراد ألاسرة على التعبير عن هذه املشاعر( .سهيلة بنات وآخرون)261-261:2101 ،
110
تفتقر العديد من ألاسر إلى استخدام مهارات الاتصال ،والوالدية ،ومهارات حل املشكالت وادارة الصراع
والغضب وذلك إما بسبب تعلمهم ملثل هذه املهارات أو كنتيجة لضعف أو غياب النموذج الوالدي املمارس ملثل هذه
السلوكيات واملهارات يحتاج ألن يكون هو نفسه ممارسا محترفا ملهارات الاتصال سواء على الصعيد املنهي أو حتى على
مستوى التفاعالت الحياتية اليومية ،وذلك قبل أن يبدأ بتعليمها ألفراد ألاسرة داخل إلارشاد 3.وهناك العديد من
الفنيات التي يمكن أن تطبق مع أفراد ألاسرة ملساعدتهم على التركيز على بناء مهارات الاتصال املستخدمة مع بعضهم
تتضمن إعادة صياغة محتوى الرسائل اللفظية بكلمات املستمع الخاصة ،وكذلك أخذ الدور للتعبير عن
املشاعر ،وعكس املشاعر ،وممارسة العصف الذهني املتحرر من إصدار ألاحكام التقيمية .وفي بعض الحاالت قد يحتاج
املرشد ألاسري أن يعلم أحد الزوجين كيف يدافع عن حقوقه بدون عنف أو أن يمارس الاصغاء مع ألاعضاء آلاخرين،
والفهم التعاطفي للطرف آلاخر من الاتصال ألاسري بأن يحاول العضو أن يسأل نفسه " ما الذي يحاول أن يقوله أو
أن يعبر عنه" من جهة أخرى قد يحتاج املرشد تعليم ألافراد في ألاسرة مهارات حل املشكالت( .فاطمة عيد وأسماء
من القضايا الهامة في فهم ألاسر والعمل معها تعرف بتركيب ألاسرة أو البناء ألاسري والذي يرتبط بمشكالتها
ويعمل على املحافظة على استمرارية هذه املشكالت داخل ألاسرة .وكثيرا ما يتم التركيز على تركيب ألاسرة من حيث
العالقة بين الزوجين وألابناء ودرجة التماسك والتبادلية في العالقات ما بينهم .عادة يتم تمثيل تركيب ألاسرة بواسطة
رسومات ومخططات لتمثل ألانواع الشائعة من التحالفات والائتالفات داخل ألاسرة ،حيث يرمز لألب بمربع كبير ولألم
بدائرة كبيرة ،وألابناء الذكور بمربعات صغيرة والاناث بدوائر صغيرة .وتستخدم الخطوط لكي ترمز لقوة العالقة ونوعها
ما بين ألازواج وألابناء كثنائيات ومجموعات ،وتشير الخطوط املستقيمة القوية إلى روابط الانفعالية ،ويمكن
استخدام عدد من الخطوط والت كلما زادت أشارت إلى قوة العالقة بين ألاطراف .ومن جهة اخري تمثل الخطوط
يتم تمثيل ألاسرة الناجحة في أداء وظائفها من خالل التحالف الزوجي؛ وهو التحالف الثنائي ألاقوى في
ألاسرة ،والحدود وقنوات الاتصال مفتوحة ومتبادلة ما بين ألاجيال (آلاباء وألابناء) وإلاخوة من الجنسين .وعلى عكس
111
هذا النموذج الصحي للتركيب ألاسري توجد العديد من ألانماط غير الوظيفية .كما نجد أنماط من التراكيب ألاسرية
والتي فيها ضعف للروابط بين الزوجين؛ أي أن التحالف يكون غائبا أو معدوما وفي نفس الوقت نجد تحالفا قويا بين
ألاجيال ومن الجنسين أي ما بين ألاب والابنة وألام والابن وعالقات ضعيفة مع بقية ألافراد.
وتوجد أنماط أخرى من ألاسر تضم شكال من أشكال إلاقصاء ألحد أعضائها بينما يوجد تحالف قوي بين
بقية ألاعضاء والذين يشكلون وحدة متماسكة فيما بينهم .وقد نجد نمطا آخر من ألاسر تعيش حالة الفجوة ما بين
ألاجيال حيث يشكل الزوجين تحالفا ثنائيا متماسكا وألاشقاء تحالفا متماسكا دون وجود روابط أو بروابط ضعيفة ما
ألاسرة واملعالج يكونون عالقة شراكة عالجية لبلوغ الهدف العام :هو تقليل النزاعات والخالفات والتوتر لكل
أسرة ،ولتعلم طرق جديدة للتكيف والتعامل مع املشكالت وكذلك تعامل كل واحد منهم مع آلاخر.
الهدف آلاخر هو تغيير ألانماط ذات الاختالل الوظيفي أثناء الجلسة فهناك تركيز على إعادة تنظيم التسلسل
الهرمي وتصحيح بنية ألاسرة ،فقد أكد مينوشين وفيشمان Miunchin & Fashmanفي كتابهم ألاساليب الفنية في
عالج ألاسرة ( )0790على أهمية استخدام املعالج لنفسه ،فهم يعتقدون أن بأن املعالجون يحتاجون ألن يكونوا
مرتاحين مع مختلف مراحل التعقيد ،وقد تستخدم أساليب مختلفة ومتنوعة وذلك يعتمد على ما يالئم ألاسرة وكذلك
ما يالئم املعالج ،ففي بعض ألاوقات يريد املعالج الانفصال عن ألاسرة ،وفي أوقات أخرى يرتبط مع ألاسرة ويعمل
كمدرب وفي أوقات قد ينحاز مع فرد من أفراد ألاسرة ،هذا إلاجراء يسمى الاخالل بالتوازن وقد يفرض سلطته وشأنه
على أحد أفراد ألاسرة لينقذ شخصا آخر من مأزق .أساليب مينوشين فعالة ومباشرة ومدروسة بشكل جيد ،أسلوبه
مؤكد وحازم في أوقات فهو يعالج ببراعة النظام حتى النهاية لغير بناء غير مالئم( .فاطمة عيد وأسماء عبد الحسين،
)012-010:2106
ومن التقنيات التي يمكن أن تساعد املرشد على احداث تغيير في تركيب ألاسرة وإعادة تنظيم العالقات
هي ممارسة يقوم من خاللها املرشد بفهم الاطار الخاص بالفرد أو ألاسرة ثم يقدم له اطارا آخرا لرؤية ألاشياء
ألاشياء بطريقة مناهضة أو مضادة لرؤيته .هذا التكنيك وسيلة لالندماج مع ألاسرة ولتقديم منظور آخر للمشكلة
التي يمر بها ألافراد في ألاسرة أو تصورا مختلفا وطريقة إدراك صحية وايجابية أكثر بتقديم تفسير مختلف يمكنه
112
إحداث التغيير في موقف ألاسرة عن طريق انتزاع ش يء أو حدث من الفئة التي ينتمي إليها بشكل منطقي ووضعه في فئة
ثانية.
ب -التفعيل أو العمل :تستخدم هذه الطريقة عن طريق جعل ألاسرة تصف ما حدث ومن ثم توجيهها نحو إعادة ما
حدث وتنفيذه أمام املرشد بدال من الاكتفاء بالحديث عنه وبذلك يقوم أفراد ألاسرة باختبار املشكلة الشخصية التي
جاءوا من أجلها في الواقع والحاضر وهذا يمكن املرشد من مالحظة السلوك املتبادل ما بين ألاعضاء وسياق تسلسلها
بدال من الاكتفاء بسماع الروايات املتنوعة عما حدث كما قدمها ألافراد في ألاسرة( .سهيلة بنات وآخرون-210:2101 ،
)212
ج -فنية التركيز :وهي تميز إلارشاد ألاسري املختصر الذي يؤكد على أهمية الجلسات وتحديد بؤرة لالهتمام والنقاش
حيث يتم تجميع البينات املتنوعة وتحديد بؤرة اهتمام للعمل عليها منبثقة من املغزى والقضية التي تدور حولها
-1التغذية الرجعية:
يتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تقديم تعديل مباشر الستجابات عضو ألاسرة؛ أي تقويم سلوك
عضو ألاسرة املرغوب فيه وغير املرغوب فيه بهدف تقويمه عن طريق كف للسلوك غير املرغوب فيه ودعما للسلوك
الايجابي املرغوب فيه ،ويتمثل الهدف إلارشادي لهذه الفنية أن يتعرف عضو ألاسرة على مدى قبول أو عدم قبول
استجاباته مباشرة.
ويتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تعليم عضو ألاسرة سلوكا معينا من خالل مالحظة شخص ما يمثل
قدوة بالنسبة له ،وفقا للتوجيهات املعطاة له وقد يستخدم املرشد نموذجا إلحدى ألاسر.
-9التدريب التوكيدي:
ويتمثل املضمون التطبيقي لهذه الفنية في تدريب عضو ألاسرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره واعتقاداته،
والدفاع عن حقوقه بشكل ايجابي يحسن من مفهومه لذاته ،ويتمثل الهدف الارشادي لهذه الفنية في تدريب عضو
ألاسرة على الايجابية في العالقات الاجتماعية وزيادة الوعي بالحقوق الشخصية والتمايز بين التوكيدية ،هذا باإلضافة
-01العقود:
113
يكتب الزوجان عقدا يوقعه كل منهما ،تحدد فيه ألاهداف املرغوب في تحقيقها وما هي الجوائز واملكافآت التي
سيقدمها كل منهما في حالة تحسن سلوكه والقيام بما هو مطلوب منه من واجبات ومهمات.
-00الواجبات البيتية :تعلم املرشد ألاسري كيف يتعامل مع شريكه وتعطي الزوجين مثال واجبات مثل :عبارات
تخاطب بها شريكك خالل ألاسبوع ،أعمال تنفذها لشريكك ،أمسيات ورحالت تقضيها ألاسرة معا ،ساعات يجلس فيها
-خاتمة:
حاولنا من خالل مقياس إلارشاد ألاسري مساعدة الطالب على تكوين فكرة واضحة حول ماهية إلارشاد
ألاسري من حيث نشأته التاريخية وكذا أهم رواده والتعريف به كما حاولنا التركيز على أهم مبادئه ودواعي الحاجة
لظهور هذا الفرع من إلارشاد النفس ي ،وأهم محور تم التركيز عليه هو نظريات إلارشاد ألاسري والفنيات املستخدمة في
كل نظرية لنختم املحاضرات بخطوات وفنيات إلارشاد ألاسري وهذه املحاور كلها تندرج ضمن تكوين الطالب في
114
-قائمة املراجع:
-فاطمة ،عيد العدوان ،وأسماء ،عبد الحسين النجار .)0206( .إلارشاد ألاسري .الطبعة ألاولى .دار املسيرة للنشر و
-ابتسام ،الحسيني عبد الحميد درويش .)0205( .إلارشاد ألاسري لألطفال املعاقين عقليا (القابلين للتعلم) .الطبعة
-أبو أسعد ،أحمد عبد اللطيف .)0229( .إلارشاد الزواجي وألاسري .الطبعة ألاولى .دار الشروق للنشر والتوزيع .ألاردن.
عمان.
-أحمد ،عبد اللطيف أبو أسعد ،صالح ،عبد العزيز دردير .)0205( .الاستشارات ألاسرية .الطبعة ألاولى .دار املسيرة
-أحمد ،عبد اللطيف أبو أسعد ،وسامي ،محسن الختاتنه .)0200( .سيكولوجية املشكالت ألاسرية .الطبعة ألاولى.
-البريثن ،عبد العزيز عبد هللا .)0200( .إلارشاد ألاسري .الطبعة ألاولى .دار الشروق للنشر والتوزيع .ألاردن .عمان.
-الفرخ ،كاملة ،وتيم ،عبد الجابر .)0777( .مبادئ التوجيه وإلارشاد النفس ي .الطبعة ألاولى .دار صفاء للنشر والتوزيع.
ألاردن .عمان.
-الكندري ،أحمد محمد مبارك .)0770( .علم النفس ألاسري .الطبعة الثانية .مكتبة الفالح للنشر والتوزيع .الكويت.
-النعيم ،عبد الحميد بن أحمد ،وآخرون .)0229( .أسس التوجيه وإلارشاد النفس ي .حقيبة تدريبية أكاديمية .مركز
التنمية ألاسرية.
-بسام ،محمد أبو عليان .)0203( .الحياة ألاسرية .الطبعة ألاولى .مكتبة الطالب الجامعي خانيونس.
-بنات ،سهيلة .وآخرون .)0202( .إلارشاد ألاسري .املجلس الوطني لشؤون ألاسرة.ألاردن .عمان.
-جهاد ،محمود عالء الدين .)0202( .نظريات وفنيات إلارشاد ألاسري .الطبعة ألاولى .ألاهلية للنشر والتوزيع .عمان
ألاردن
-حجازي ،مصطفى .)0200( .واقع إلارشاد ألاسري ومتطلباته في دول مجلس التعاون .سلسلة الدراسات الاجتماعية.
115
-حجازي ،مصطفى .)0205( .ألاسرة وصحتها النفسية ،املقومات ،الديناميات ،العمليات .الطبعة ألاولى .املركز
-رافدة ،الحريري ،وسمير ،إلامامي .)0200( .إلارشاد التربوي والنفس ي في املؤسسات التعليمية .الطبعة ألاولى .دار
-عبد الباسط ،متولى خضر .)0229( .الارشاد ألاسري في عصر القلق والتفكك الخلفية النظرية -والدراسات
-عطا هللا ،فؤاد الخالدي ،ودالل ،سعد الدين العلمي .)0227( .إلارشاد ألاسري والزواجي .الطبعة ألاولى .دار صفاء
-عالء الدين ،كفافى .)0202( .إلارشاد ألاسري .دار املعرفة الجامعية .القاهرة .مصر.
-عالء الدين ،كفافي .)0227( .علم النفس ألاسري .الطبعة ألاولى .دار الفكر ناشرون وموزعون عمان .ألاردن.
-كفافي ،عالء الدين .)0777( .إلارشاد والعالج النفس ي الاسري .املنظور النسقي الاتصالي .الطبعة ألاولى .دار الفكر
العربي .القاهرة.
-محمد ،طه بني سالمة ،وعبد الكريم،محمد جرادات .)0206( .فاعلية نموذج فرجينيا ساتير في تحسين أنماط
إلاتصال الزواجي لدى الزوجات .دراسات العلوم التربوية .املجلد .13ملحق . 20عمادة البحث العلمي .الجامعة
ألاردنية.
-منى ،يونس بحري ،ونازك ،عبد الحليم قطيشات .)0200( .العنف ألاسري .الطبعة ألاولى .دار صفاء للنشر والتوزيع.
عمان.ألاردن
-ونوغي ،فطيمة .)0204( .أثر سوء التوافق الزواجي في تكوين امليل إلى ألامراض النفسية لدى املرأة من خالل
تطبيق اختبار -MMPI2دراسة ميدانية بمدينة بسكرة -أطروحة دكتوراه في علم النفس العيادي .الجزائر .جامعة
116