Professional Documents
Culture Documents
Dokumen
Dokumen
الخشوع في الصالة
الخشوع في الصالة وحضور القلب فيها ،وعالج الوسوسة
خشوع القلب
الشيطان والخشوع
مظاهر الخشوع
مراتب الخشوع
من أسباب قبول الصالة
الخشوع وذكر هللا
الخشوع وحضور القلب
األسباب المعينة على الخشوع
في الصالة
الخشوع – أهميته وأثره
أسباب الخشوع
اإليمان الصادق واالعتقاد الجازم
اإلكثار من القراءة والذكر
دوام المحاسبة والمراقبة
الخشوع في الصالة
تأليف
عبد هللا بن جار هللا آل جار هللا
غفر هللا له ولوالديه ولجميع المسلمين
يقول اإلمام ابن القيم في الفوائد« :للعبد بين يدي هللا موقفان :موقف بين يديه في الصالة ،وموقف بين يديه يوم لقائه ،فمن قام بحق
الموقف األول هون عليه الموقف اآلخر ،ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف» .قال تعالىَ} :و ِمَن الَّلْي ِل
َف اْس ُج ْد َلُه َو َس ِّبْح ُه َلْي اًل َط ِو ياًل * ِإَّن َه ُؤ اَل ِء ُيِحُّبوَن اْلَع اِج َلَة َو َي َذ ُروَن َو َر اَء ُه ْم َي ْو ًما َث ِقياًل { [اإلنسان ]27-26 :فالبد من إعطاء هذا
الموقف حقه من خضوع وخشوع وانكسار إجالًال هلل عز وجل واستشعاًر ا بأن هذه الصالة هي الصالة األخيرة في الدنيا ،فلو استقر
هذا الشعور في نفس المصلي لصلى صالة خاشعة.
روى اإلمام أحمد عن أبي أيوب األنصاري tقال :جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال :يا رسول هللا عظني وأوجز ،فقال عليه الصالة
والسالم« :إذا قمت في صالتك فصل صالة مودع وال تكلم بكالم تعتذر منه غًد ا واجمع اليأس مما في أيدي الناس».
فإنه متى أهمك أمر حضر قلبك ضرورة ،فال عالج إلحضاره إال صرف الهمة إلى الصالة ،وانصراف الهمة يقوى ويضعف بحسب
قوة اإليمان باآلخرة واحتقار الدنيا.
التلذذ بالصالة:
اللذة التي يجدها العباد في صالتهم هي التي عبر عنها ابن تيمية -رحمه هللا -بقوله« :إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة
اآلخرة» ،وال نظن أن مسلًم ا وجد هذه اللذة وذاق طعمها يفرط فيها ويتساهل في طلبها .وهذه اللذة كما قال ابن القيم -رحمه هللا-
تقوى بقوة المحبة وتضعف بضعفها ،لذا ينبغي للمسلم أن يسعى في الطرق الموصلة إلى محبة هللا.
وذلك بأن يهيئ القلب للوقوف أمام هللا عز وجل ،فينبغي للمسلم أن يأتي إلى الصالة مبكًر ا ويقرأ ما تيسر من القرآن بتدبر وخشوع
فذلك أدعى للخشوع في الصالة ،ويقول عليه الصالة والسالم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة « :tلو يعلم
الناس ما في النداء والصف األول ،ثم لم يجدوا إال أن يستهموا عليه الستهموا عليه ،ولو يعلمون ما في التهجير الستبقوا إليه»..
[الحديث].
وفرق بين شخص جاء إلى الصالة من مجلس كله لغو وحديث في الدنيا ،وبين شخص قام إلى الصالة وقد هيأ قلبه للوقوف أمام هللا
لما قرأه من كالم هللا عز وجل ،فال شك أن حال الثاني مع هللا أفضل من األول بكثير.
الحياء من هللا:
أن يستحيي العبد من هللا من أن يتقرب إليه عز وجل بصالة جوفاء خالية من الخشوع والخوف ،فالشعور باالستحياء من هللا يدفع
المسلم إلى إتقان العبادة والتقرب إلى هللا بصالة خاشعة فيها معاني الخوف والرهبة.
وكان عبد هللا بن الزبير tيسجد ،فأتى المنجنيق فأخذ طائفة من ثوبه ،وهو في الصالة ال يرفع رأسه.
وقالوا لعامر بن عبد القيس :أتحدث نفسك بشيء في الصالة؟ فقال :أو شيء أحب إلي من الصالة أحدث به نفسي؟ قالوا :إنا لنحدث
أنفسنا في الصالة ،فقال :أبالجنة والحور ونحو ذلك؟ فقالوا :ال ،ولكن بأهلينا وأموالنا ،فقال :ألن تختلف األسنة (الرماح) في أحب إلي
(من أن أحدث نفسي بذلك) وأمثال هذا متعدد.
تلك بعض األسباب المعينة -بإذن هللا -على الخشوع في الصالة ،وهللا نسأل أن يعيننا على طاعته -عز وجل -على الوجه الذي
يرضيه عنا.
(سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسالم على المرسلين والحمد هلل رب العالمين).