‫الهوية الثقافية‬

‫اللغة العربية محرك للتقارب والحيوية الثقافية ولدت اللغة العربية بأشكالها المختلفة‪،‬‬
‫من الكالسيكية إلى لهجاتها المختلفة‪ ،‬تراثا ثقافيا وعلميا غنيا‪ ،‬في مجاالت متنوعة‬
‫مثل الهندسة المعمارية والخط والشعر والفلسفة وعلم الفلك والجبر والطب والعلوم‪.‬‬
‫تولى العلماء العرب دور ناقلي المعرفة ‪ ،‬وتعزيز نشر العلوم والفلسفات اليونانية‬
‫والرومانية في مناطق أخرى من العالم‪ .‬يكشف تاريخ اللغة العربية عن ثراء صالتها‬
‫باللغات والحضارات األخرى‪ .‬وهكذا كان للغة العربية تأثير عميق على الثقافات‬
‫الغربية‪ ،‬وحافظت أيضا على حوار الثقافات على طول طرق الحرير‪ ،‬من ساحل‬
‫الهند إلى القرن األفريقي‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تم استخدام العديد من المصطلحات من اللغة‬
‫العربية من قبل لغات أخرى‪ ،‬من أفريقيا إلى آسيا‪" .‬باإلضافة إلى المفردات الدينية‬
‫في حد ذاتها ‪ ،‬تم اعتماد مجموعة كبيرة من الكلمات العربية من قبل اللغات األفريقية‬
‫واآلسيوية المتنوعة مثل الهوسا والسواحيلية والفارسية والتركية واألردية‬
‫‪"1 .‬والماليزية‬
‫تمثل اللغة العربية عنصرا من عناصر التقارب الثقافي في المنطقة‪ ،‬حيث ترتبط‬
‫الدول ال ‪ 22‬المكونة لها بلغة واحدة‪" .‬اللغة العربية هي "خميرة" قوية للهوية‪،‬‬
‫خاصة وأنها لغة القرآن‪ ،‬ولغة الصالة‪ ،‬وتقليد ثقافي رائع بشكل استثنائي ‪ -‬ويتقاسمها‬
‫جميع العرب" (مردم بك وصنبر‪ )2005 ،‬وهكذا تشكل اللغة العربية شبكة لغوية‬
‫تمثل وسيلة للقيم الثقافية والفنية واالجتماعية لسكان يبلغ عددهم حوالي ‪ 428‬مليون‬
‫شخص (البنك الدولي ‪ .)2019 ،‬وهي أيضا لغة العبادة المقدسة‪ ،‬لغة القرآن والسنة‬
‫النبوية (السنة)‪ ،‬التي توسع نطاق المتحدثين بها‪ .‬كما يتم االحتفال به سنويا ‪ ،‬كل ‪18‬‬
‫ديسمبر منذ عام ‪ ، 2012‬في اليوم العالمي للغة العربية‪ .‬ويتزامن هذا التاريخ مع‬
‫اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة لألمم المتحدة اللغة العربية كلغة رسمية‬
‫‪.‬سادسة للمنظمة في عام ‪1973‬‬
‫‪1‬‬
‫األردن‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬البحرين‪ ،‬تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬السودان‪ ،‬العراق‪ ،‬عمان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الكويت‪ ،‬لبنان‪ ،‬مصر‪ ،‬المغرب‪ ،‬المملكة‬
‫‪.‬العربية السعودية‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬اليمن‬