You are on page 1of 14

‫عمل النفس‬ ‫مسكل‬

‫الثاين‬ ‫الفصل‬
‫عمل النفس اٌ إللكينييك النفي‬ ‫املادة‬
‫محمد التويم‬ ‫ا ألس تاذ احملارض‬

‫‪2020/2021‬‬ ‫الس نة اجلامعية‬


‫‪7‬‬ ‫ادلرس‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 1‬‬


‫التطور التاريخي لكيفية مقاربة‬
‫مختلف األمراض النفسية والعصبية‬
‫المقدمة‪ :‬إن تارٌخ تطور األفك ار و النظرٌات فً علم األمراض العقلٌة‬
‫والنفسٌة معقد‪ .‬ومن الصعب التعرض إلٌه فً بضع صفحات‪ .‬بل ٌصعب‬
‫تلخٌصه والقفز على عدة مدارس تدخلت فً تطور هذه المعرفة‪ ،‬ؾي هذا المجال‪،‬‬
‫فهو ٌرتبط بشكل خاص بالتطورات التارٌخٌة واإلٌدٌولوجٌات والمواقؾ‬
‫المجتمعٌة‪ .‬فً هذ ه المحطة‪ ،‬سنتبع ترتٌبا زمنٌا من خالل تمٌٌز أربع فترات‬
‫رئٌسٌة‪ :‬العصور اإلؼرٌقٌة الرومانٌة وامتداداتها إلى العصر الكالسٌكً‪،‬تم‬
‫العصر الحدٌث وأخٌرا العصر المعا صر‪ ،‬ولن نرسً سوى أسس تارٌخ الفترتٌن‬
‫األولٌٌن ونركز أكثر على الفترتٌن األخٌرتٌن‪ ،‬حٌث أن التقالٌد السرٌرٌة‪،‬‬
‫تأسست كنهج منهجً مع فٌلٌب بٌنٌل (‪)Philippe Pinel‬الزال قائما‪.‬‬

‫والرومانية‬
‫‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الطب النفسي في العصور اإلغريقية‬

‫وهو ٌستند إلى النظرٌة التً وضعها أبقراط ( ‪.)la théorie humorale‬‬
‫ومن هذا المنظور‪ ،‬تعتمد الصحة البدنٌة وكذلك النفسٌة على توازن المزاجٌة‬
‫(المرارة السوداء ‪ ،‬المرارة األصفر‪ ،‬البلؽم ‪ ،‬الدم) وعلى توازن الصفات التً‬
‫تصاحبها (ساخنة‪ ،‬باردة‪ ،‬جافة‪ ،‬رطبة)‪ .‬وهذا المرض بشكل عام هو نتٌجة لعدم‬
‫تحرر هؤالء من الوهم‪ .‬حٌث ال ٌوجد انقسام حقٌقً بٌن مرض النفس ومرض‬
‫الجسم‪ .‬وتمٌز ت مدرسة أبقراط‪ .‬ترقذٌٌ ذصٍْفاخ ٍشظٍح ٍِ قثٍو ‪ :‬جنون‪،‬‬
‫الهٌجان‪ ،‬هوس‪ ،‬أو سوٌداء‪.‬‬
‫اإلضطرابٌن األولٌن ‪ ،‬هما من‬ ‫ومن منظور أبقراط نستطٌع أن نقول إن‬
‫(الحماقات) الحادة‪ ،‬أحدهما ٌشٌر إلى حالة من اإلثارة (السُعار)‪ ،‬واآلخر ٌشٌر‬
‫إلى حالة من ال كمون أو السبات العمٌق‪ .‬وهى تقابل اضطرابٌن مزمنٌن بال‬
‫حمى‪ :‬الهوس‪ ,‬مع اإلثارة; والسوٌداء ‪ ،‬مع التحاشً (‪.)2001 ،Pigeaud‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 2‬‬


‫تعتمد العالجات بشكل أساسً على أنواع معٌنة من النظام الؽذائً الستعادة‬
‫التوازن‪ ،‬المرتبط بالعقاقٌر بما فً ذلك ‪ ،‬م ن النباتات الطبٌة ‪ .‬وهً تثٌر الؽثٌان‬
‫ونكهتها شدٌدة المرارة‪ :‬فقد كان من المطلوب بشكل خاص استخدام تقنٌة التطهٌر‬
‫العنٌؾ للؽاٌة‪ .‬ومن تم فإن التطهٌر هو أحد أقدم عالجات الجنون ولم ٌتم التخلً‬
‫ة‬
‫عنه حتى القرن التاسع عشر حسب (‪ .)2010 ،Pigeaud‬هذا العالج تم‬
‫استكماله بإجراءات حركٌة ‪ :‬التدلٌك‪ ،‬المشً‪ ،‬وكذلك جمٌع أنواع التمارٌن التً‬
‫تسمح للجسم نفسه أن ٌكون فً حالة توتر كما هو حال فً رحلة على القارب ‪.‬‬
‫وسٌتم إتباع هذا األسلوب حسب المؤلؾ فً الطب العربً ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫مدارستٌن هما‪)Salerne( :‬و)‪ .(Montpellier‬وهكذا فإن المذهب الطبً‬
‫المذهبٌة أبقراطٌة ولكنه أٌضا ً ٌقدم‬ ‫للعصور الوسطى ٌظل مخلصا ً للروح‬
‫المالحظة األساسٌة للمراقبة السرٌرٌة وٌنظم المراكز األولى إلستشفاء المرضى‪.‬‬

‫‪- 2‬انعصر انكالسيكي‬


‫حسب (‪ " )Georges Lantéri- Laura‬المقصود بالعصر‬
‫الكالسٌكً فً الثقافة الؽربٌة‪ ،‬هً المدة التً تمتد من اكتمال عصر النهضة إلى‬
‫نهاٌة قرن التنوٌر وهكذا فإن الفترة التً حددت تتعلق بمكان ة علم األمراض‬
‫العقلٌة فً الطب وظهور مؤسسات ٌطالب بعضها بخصوصٌتها‪".‬‬
‫من كتاب مٌشٌل فوكو فً عام ‪ 1961‬بعنوان "‪."Folie et dérai-son‬‬
‫تارٌخ الجنون فً العصر الكالسٌكً ‪ .‬وتتركز أطروحة هذا الكتاب فً إبراز‬
‫مصادفة ؼرٌبة و لم تكن عرضٌة بٌن تارٌخٌن‪:‬‬
‫من ناحٌة خطاب األسلوب الذي قدمه رٌنٌه دٌكارت نشر فً ‪ ، 1637‬من ناحٌة‬
‫أخرى بناء ‪ Hôpital Général‬فً ‪ 1656‬و « اإلؼالق العظٌم»‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن‬
‫ما قد ٌشكل األساس للعقالنٌة الؽربٌة‪ ،‬أو العقٌدة الدٌكارتٌة والعقٌدة العقالنٌة التً تؤسس‬
‫لها‪ ،‬سوؾ ٌتم من خالل استبعاد العكس‪ ،‬وفً هذه الحالة الجنون هو الذي ٌمثل العكس ‪ .‬فً‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬تجاهل المجتمع (المجانٌن) وعزلهم‪ ::‬بؽض النظر عن التشرد الذي‬
‫ٌحدث‪ ،‬فالجنون يجسده الشر‪ ،‬لذلك سيبذل المجتمع الؽربً كل ما فً وسع ه لجعل الرجل‬
‫المجنون ٌختفً من الفضاء االجتماعً‪.‬‬

‫فً الواقع أن ظهور المنطق الكالسٌكً ٌفسر على أنه ٌتزامن مع رفض‬
‫المجنون‪ ،‬لذلك‪ ،‬وباسم العقالنٌة‪ .‬و النتٌجة لهذا النفً المفاهٌمً (الجنون الذي‬
‫تحول إلى إخراج عن مساره)‪ ،‬ال ٌملك العقل شٌئا ً آخر لكً ٌتعلمه من الحمقى‪:‬‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 3‬‬
‫«أصبح ظ ّل العقل‪ ،‬والجنون ٌستحق فقط ظل الزنزانة‪ ،‬حٌث ٌمكن تجاهله‬
‫ونسايه» (فوكو‪ .)1961 ،‬بداٌة من والدة المؤسسة النفسٌة‪ ،‬المستمدة من‬
‫األفكار اإلنسانٌة التنوٌر ٌة‪ٌ ،‬رى فوكو فٌها العالقة الداخلٌة بٌن اإلرهاب‬
‫واإلنسانٌة‪ ،‬أي الحركة المزدوجة للتحرٌر واالسترقاق "‪ ،‬والتً سوؾ تنعكس‬
‫على نطاق أوسع فً إصالحات النظام الجنائً‪ ،‬أو النظام التعلٌمً‪ ،‬أو نظام‬
‫الحماٌة االجتماعٌة‪.‬‬

‫‪ - 2‬والدة الطب انىفسي ألحديث في انبدايت مه انقرن انتاسع عشر‬

‫إن والدة الطب النفسً الحدٌث مرتبطة ارتباطا ً ال ٌنفصم باسم‪Philippe ( :‬‬
‫وصوله إلى مستشفى بٌستر فً عام ‪1793‬هً اللحظة التً ٌصبح‬ ‫‪ ،)PINEL‬ؾ‬
‫فٌها الجنون موضوع معرفة سرٌرٌة‪ .‬وٌمكن القول أن فٌلٌب بٌنٌل ( ‪Philippe‬‬
‫‪ )PINEL‬هوا لمحرر الرسمً( للمجنون) ‪،‬ومؤسس الطب النفسً الحدٌث‪ٗ ،‬تؼذ‬
‫دساطذٔ اىطة فً ٍّ٘ثئٍٍ‪ ،‬مشط ّفغٔ هدساعح اىَشض اىؼقيً ٍِ عِ ‪ 33‬ػاٍا‪.‬‬
‫فً عْح ‪ 1793‬ػٍِ (‪ )Philippe PINEL‬فً ٍغرشفى تٍغرش مطثٍة فً‬
‫اىَغر٘صف اىرقى ْٕاك (‪« ،)Jean Baptiste PUSSIN‬اىسامٌ اىؼاً ىيسَقى»‬
‫ٍْز ػاً ‪ٗ .1784‬قذ عيٌ ىٔ األخٍش ذقشٌشا ػِ «زاىح اىسَقى اىزٌِ دخي٘ا‬
‫ٍغرشفى تٍغرش فً ‪ٌْ 1‬اٌش ‪ ،1784‬تَا فً رىل دٌغَثش اىَاظً ‪ٗ )1792‬اىرً‬
‫مرة فً ٍقذٍح ذقشٌشٓ ػِ اىَؼُْ٘ ب"اىؼالخاخ اىطثٍح اىفيغفٍح ػيى اإلعرٍالب‬
‫اىؼقيً ٗاىغٌ٘ذاء" ‪ ،‬بيٍّو اػرَذ ػيى ترقشٌش ‪ ٗ pussin‬أعاطا ػيى ٍالزظاخ‬
‫اىََشظح ‪،‬هٌثذأ فً ٗظغ ذصٍْف أٗهي ىيَشض اىؼقيً ٗإتشاص ىسظاخ "اىٖ٘ط‬
‫اىذٗسي" (‪) La manie‬اىَرغٍش تٍِ ىسظاخ ٍِ ظؼف ٗػً اىَشٌط ٗىسظاخ‬
‫ٍِ اى٘ظ٘ذ اىشذٌذ‪ٕ .‬زا االمرشاف اىنثٍش اىزي اشرشك فٍٔ تٍٍْو ٍَٗشظرٔ ٌغيػ‬
‫اىع٘ء ألٗه ٍشج ػيى أُ اىَدُْ٘ ‪ٗ ،‬تْ٘ع ٍِ اىرفنٍش االعرقشائً أّٔ "ٍَٖا ماُ‬
‫اىَدُْ٘ أمثش خٍّْ٘ح فيٍظ ٍؼْآ أّْا الّغرطٍغ اىر٘اصو ٍؼٔ " ‪ ،‬تٍٍْو ىِ ٌدٗقف‬
‫ػِ ذسقٍق ٕزا اىَثذأ اىزي امرشفٔ ٍِ اىٖ٘ط اىذٗسي‪" .‬إرا ماُ ٌَنِ ىيَشء أُ‬
‫ٌرسذز ٍغ اىسَقى ٗإرا ماُ ىٖزٓ اىنيَح آثاس ػالخٍح‪ ،‬ألُ اىسَقى ال ٌؤخز‬
‫تاىعشٗسج مئ فً خّْ٘ٔ‪ٗ ،‬أُ تقاٌا اىؼقو ذثقى فٍٔ‪ٗ ،‬أُ اىؼالج ٌَنِ تاىراىً أُ‬
‫ٌؤخز ٕزا تؼٍِ االػرثاس‪ٕٗ .‬نزا فئُ امرشاف ٕزا اى٘ادي اىسش فً اىٖ٘ط اىذٗسي‬
‫ٌؤدي إىى ذغٍٍش مثٍش فً غشٌقح ّظشّا إىى اىدُْ٘‪ ،‬ألّٔ ٌصثر َّ٘رخا ىنو أّ٘اع‬
‫اىدُْ٘ اىرً ىِ ٌفشو فٍيٍة تٍٍْو فً اىرٍٍَض تٍْٖا " ‪ ،‬فً كل الحمقى ‪ ،‬كإّغاُ‬
‫ٍؼق٘ه ٍغ ٍِ ٌَنِ اىر٘اصو ‪ٗ ،‬ىنِ تقاٌا اىؼقو ٕزٓ ذدؼو ٍِ اىََنِ أٌعا ً‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 4‬‬


‫اىرفنٍش فً إٍناٍّح ذص٘س اىسَقى ٍِ قثو خطاب اىَؼاىح ىنً ٌق٘د اىٌ سٌط إىى‬
‫اىؼالج‪.‬‬
‫لذلك فإن ثورة بٌنٌل تلعب فً هذه اللحظة‪ ،‬التً تحتوي فً قوتها على منهجٌة‬
‫نفسٌة جدٌدة تماما‪ .‬وهكذا فإن الثورة فً المعاملة األخالقٌة تتألؾ من جزء فً‬
‫تحدٌث قابلٌة عالج الحمقى‪ .‬ومن ناحٌة أخرى‪ ،‬اكتشاؾ حوار محتمل مع‬
‫المجنون‪ ،‬وأخٌرا فجوة ومسافة ممكنة دائما بٌن المجنون و جنونه الخاص‬
‫(سوٌن‪.)1997 ،‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن بٌنٌل قد أدمج مساهمة تجارب بال قٌود التً تجري فً‬
‫نفس الوقت فً إنجلترا تحت قٌادة كولن ‪ ،‬حٌث كان لتلك التجارب اثر على‬
‫بٌنٌل كبٌرا‪ :‬فمن خالل اإلصرار على الدور الرئٌسً الذي ٌلعبه الجهاز العصبً‬
‫فً نقل األحاسٌس والتهٌج‪ ،‬سوؾ تعتبر كولن أن "كل مرض ٌصٌب الجسم‬
‫البشري تقرٌبا ً البد أن ٌسمى توتراً‪ ،‬مع انتقال األعصاب لكل األحاسٌس‬
‫واإلحساسات‪ .‬وعلى هذا فإن أمراض األعصاب‪ ،‬التً تسمٌها كولن األعصاب‪،‬‬
‫تلعب دوراً مركزٌا ً فً علم األمراض البشري‪ :‬ففً علم األمراض ‪ ،‬تبدو هذه‬
‫األمراض باعتبارها الفئة الثانٌة من علم األمراض‪ .‬وقد تبنى بٌنٌل هذه الفكرة‬
‫فً عام ‪ ، 1798‬مما جعل «العصبٌة» طبقته الرابعة من الباثولوجٌا‪.‬‬

‫( ‪Toulousain‬‬ ‫‪ ،‬تولوسٌن إسكٌول‬ ‫وكان لبٌنٌل تلمٌذان وهما‬


‫‪(Briançonnais‬‬ ‫‪ )1840-1772()Esquirol‬وبرٌانكونٌس فٌروس‬
‫‪30‬‬ ‫)‪ ،)1861-1784(Ferrus‬اللذان وضعا القانون الشهٌر الصادر فً‬
‫حزٌران‪ٌ/‬ونٌه ‪ ،1838‬وقع علٌها الملك لوٌس فٌلٌب ومنظمة الصحة العالمٌة‪،‬‬
‫ونظما العالج فً المستشفٌات فً المؤسسات العامة والخاصة وحماٌة المرضى‬
‫وممتلكاتهم‪.‬‬

‫الجزء الثانً ومن القرن التاسع عشر شهد نشوء عٌادة لألمراض العقلٌة‪،‬‬
‫التً نقلت الطب النفسً من نموذج المرض العقلً الواحد إلى نموذج األمراض‬
‫العقلًةالمتعددة‪،)1998 ، Georges Lantéri- Laura( .‬‬
‫(‪ )Jean –pierre Falret 1794-1870‬وهو من الباحثٌن فً أ صل‬
‫الهذيانً للجنون ولم ٌقبل بوجود (‪ )monomanies‬حسب وصؾ كل من‬
‫)‪)(Philippe PINEL- Esquirol‬‬
‫وصؾ تناوبات الهوس و السوٌداء ( ‪)la Mani et la Mélancolie‬‬ ‫ؾ‬
‫باسم"الجنون الدائري" )‪ (la folie circulaire‬وحلل "جنون الشك"‪ ،‬الذي‬
‫كان بمثابة مقدمة للعصاب الوسواسً‪.‬‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 5‬‬
‫(‪ )1851-1797()Francois Leuret‬مكانة‬ ‫ٌحتل فرانسوا لٌورٌت‬
‫خاصة فً تارٌخ الطب النفسً فً القرن التاسع عشر بسبب األهمٌة التً‬
‫ٌولٌها للمفهوم النفسً للهذٌان وفقا ً له‪ "،‬فهو فكرة زائفة تتسم بالثبات والتماسك‬
‫الخاص‪ ".‬و ذلك اهتم بالمعاملة األخالقٌة ‪،‬مع المرضى نفس الكلمات التً‬
‫استخدمها فٌلٌب بٌنٌل ولكن لوصؾ واقع مختلؾ تماما‪ :‬حٌث تحولت المعاملة‬
‫األخالقٌة إلى "ترهٌب" (‪ ،)1894 ,Seme laigne‬ألن المرٌض البد أن‬
‫ٌتخلى عن هذيانه تحت طائلة عقوبة تتمثل فً رشه بالمٌاه أو الدش البارد التً‬
‫تشكل عقوبات حقٌقٌة‪.‬‬

‫مفترق طرق انقرن ‪1920-1870 :‬‬


‫سوؾ ٌتسم مفترق الطرق هذا‪ ،‬من ناحٌة‪ ،‬بتطوٌر عدد من النماذج والمناقشات‬
‫التً ستكون حاسمة فً تطور األفكار فً علم األمراض العقلٌة‪ ،‬ومن ناحٌة أخرى‪،‬‬
‫بإنشاء علم األمراض العقلٌة‪ ،‬وتصنٌفها‪ ،‬وهو ما ال نزال نتبع ذلك الٌوم‪.‬‬

‫‪ - 3‬وظريت اإلوحالل‬
‫‪La théorie de la dégénérescence‬‬

‫حسب (‪ )Morel et Magnan‬فً نهاٌة القرن التاسع عشر كانت جزء جدٌد من‬
‫تارٌخ تطور األفكار إلى علم األمراض العقلٌة‪ ،‬هنا نجد نظرٌة اإلنحالل‪.‬‬
‫(‪ . )la théorie de la dégénérescence‬وٌطور ‪1809-1873‬‬
‫‪Bénédict Morel‬أطروحته من أجل التمٌٌز بٌن حالة عقلٌة تكونت من‬
‫اضطرابات ‪ٌ ،‬تحتم حسب الكاتب البحث عن أصل اإلضطراب‪ ،‬سواء من‬
‫الوراثة أو ما قد ٌتعرض له الطفل فً صؽره من أمراض‪ ،‬من بٌنها أثار‬
‫‪ Bénédict Morel‬التسممات واإلدمان الكحولً‪ ،‬المالرٌا ‪ ،‬والفقر وؼٌرها‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 6‬‬


‫كثٌر‪ .‬فً كتابه دراسة االنحطاطات الذي ظهر فً سنة ‪ 1857‬تحدث الكاتب‬
‫صراحة إنهم تمثل انحرافا ً مرضٌا ً لنوع طبٌعً من اإلنسانٌة‪.‬‬
‫هذا الكاتب ‪ 1809-1873 Bénédict Morel‬تابع عمله بتقسٌم(المسلوبٌن‪les -‬‬
‫‪ )aliénés‬إلى مجموعتٌن ‪:‬العادٌون والذٌن تحت عدة أسباب ٌصبحون مرضى‬
‫(المانٌا‪ ،‬السوٌداء‪ ،‬الهذٌان‪ ،‬ومن جانب آخر نجد من أسماهم الكاتب باألشخاص‬
‫المتحللون والذٌن لهم أصال عقلٌة مضطربة والذٌن ألتفه األسباب ٌبرزون‬
‫اضطرابات كبٌرة وحادة وقد عمل الكاتب على تمٌٌز هذه الشرٌحة الذٌن اسماهم‬
‫المتحللون وهم ( ‪- idiots‬البلهاء) وهً درجة سفلى وفً الوسط نجد( البلداء ‪-les‬‬
‫)‪ )débiles‬اللذٌن ٌعانون تلؾ فً الدماغ مما ٌؤثر أٌضا على ملكاتهم الفكرٌة‬
‫واألخالقٌة ‪ .‬تم نجد المتحللون أصحاب الدرجة العلٌا ‪ ،‬حٌث على الرؼم من‬
‫معاناتهم من تلؾ فً الدماغ ال ٌؤثر على ملكاتهم الفكرٌة‪ ،‬أال أن اضطرابهم‬
‫ٌتمثل فً تفكك المراكز النفسٌة والحركٌة‪ .‬وعلى خطى تشارلز داروٌن‬
‫حدد‪ 1873 Bénédict Morel‬مفهمواإلنحالل ب" الحالة المرضٌة للفرد‬
‫ومقارنتها بأجهزته األكثر أهمٌة‪ ،‬حٌث ٌكون تكوٌنها ضعٌؾ فً مقاومتها وبذلك‬
‫تكون ؼٌر مكملة للشروط البٌولوجٌة من اجل المقاومة الوراثٌة من اجل الحٌاة"‬
‫‪(Considérations générale sur la folie des héréditaires ou‬‬
‫)‪)dégénérés 1887‬‬

‫‪ - 4‬شاركىث وانهستيريا‬

‫وفً الوقت نفسه‪ ،‬تكشؾ األعمال الكبٌرة التً قام بها جان مارتن شاركوت‬
‫(‪ )1893-1825‬وهو خبٌر عصبً فً مسألة الهستٌرٌا‪ .،‬وكانت أول نظرٌة‬
‫للهستٌرٌا التً ٌتبناها شاركوت تعتبر حالة مرضٌة متشنجة بنفس الطرٌقة التً‬
‫ٌتم بها صرع أو شلل جزئً أو عام والذي كان فً ذلك الوقت مجمعا ً تحت إسم‬
‫أمراض األعصاب‪ .‬وٌتم تحلٌل الهجمات الهستٌرٌة على أربع مراحل‪:‬‬
‫‪-1‬فترة الصرع‪،‬‬
‫‪ -2‬وفترة الحركات البهلوانٌة الكبرى‪،‬‬
‫‪ 3‬وفترة المواقؾ العاطفٌة‪،‬‬
‫‪- 1‬وأخٌرً ا الوصول إلى محطة الهذٌان‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 7‬‬


‫فً نظرٌته الثانٌة اعتبر شاركوت‪ ،‬أن الهستٌرٌا فً جزء كبٌر منها هً مرض‬
‫عقلً ‪ ،‬حٌث التمثل العقلً مرتبط بصدمة التً سببت اإلضطراب‪ ،‬والذي ٌمكن‬
‫الشفاء منه عن طرٌق توجٌه عدة اقتراحات للمرٌض ‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫‪ -‬انطب انىفسي األنماوي مدرست إميم كرا يبهين‬
‫‪5‬‬
‫(‪)Emile Kraepelin 1855-1926‬‬
‫قضٌتان رئٌسٌتان فً تارٌخ الطب النفسً الحدٌث على مدى مائتً عام‪ .‬األول‬
‫العقلٌة وٌتعلق الثانً‬
‫‪،‬‬ ‫كوٌن النفسً لألمراض‬
‫تضارب بٌن تكون األعضاءوالت‬ ‫ٌتعلق بال‬
‫بتصنٌؾ األمراض‪ ،‬أي وضع دلٌل الذي ٌصؾ األمراض العقلٌة وٌمٌزها‪ ،‬والذي‬
‫ٌؤدي فً الوقت نفسه إلى الفصل بٌن األمراضالعادٌة (النفسٌة) واألمراض العقلٌة‪.‬‬
‫‪ )1926-1855‬فً هاتٌن المسألتٌنحاسماً‪ ،‬وما زال‬ ‫لذلك‪ ،‬كان إسهام إٌمٌل كراٌلٌن (‬
‫العشرٌن‬
‫‪.‬‬ ‫ٌشكل عالمة على الطب النفسً فً القرن‬
‫أراد كراٌبلٌن أن ٌكون عالمًا‪ .‬وٌرفض أٌة توافقات ‪ ،‬مع الفلسفة باسم العلوم‬
‫الطبٌعٌة وعلم البٌولوجٌا‪ ،‬انه عالم ٌؤمن بالعضوٌة ( ‪est un organiciste‬‬
‫‪ ،)convaincu‬بالنسبة له المرض العقلً مرض فً الدماغ وٌتمٌز بالنسبة له‬
‫بترتٌب لألعراض ‪ ،‬بمعنى أن المهم عند الكاتب هو عمل أوال للمحتوى الفكر‪.‬‬
‫اإلصدار األول من كتابه " سمات الطب النفسً" فً عام ‪ 1883‬الذي صدرفً‬
‫عام ‪ 1896‬اكتسب بُعداً حاسما ً فً تارٌخ الطب النفسً‪ .‬وٌمٌز كراٌبلٌن بٌن‬
‫األمراض القابلة للعالج ‪ :‬وحددها فً الهذٌان المصحوب بحمى وتسمم ‪ ،‬الهوس‬
‫‪ ،‬السوٌداء وااللتباس‪.‬‬
‫و األمراض المستعصية‪ :‬الجنون الدوري‪ ،‬على شكل هذٌان ‪،‬جنون منظم ‪،‬بشكل‬
‫اكتئابً واضطهادي ‪ ،‬جنون العظمة ‪ ،‬انحالل نفسً‪ ،‬عصاب ( الهستٌرٌا‬
‫ووهن عصبً ) ‪.‬‬
‫وأمراض شبه المزمنة‪ :‬كالتسمم بالكحول أو المورفٌن‪ ،‬والخرؾ والشٌخوخة‬
‫ومعٌقات النمو الطبٌعً مثل البالدة وؼٌرها‪.‬‬

‫فً الطبعات التالٌة من تصنٌفاته‪ ،‬نجد أن األمراض المستعصٌة أصبحت وحدة‬


‫مستقلة داخل تصنٌؾ « الخرؾ المبكر»‪ ،‬الذي كان ٌجمع فً ‪ 1906‬بٌن‬
‫) ‪ ،l’hébéphrénie (-2-) ،(paraphrénie-1-‬والخرؾ بجنون العظمة‪ .‬نجد‬
‫أن ( ‪ ،)1954()Henri EY‬أوضح إن هذا التطور فً التصنٌفات ‪ ،‬هو نموذج‬
‫لتؽٌٌر فً اإلطار اإلبستٌمولوجً‪ :‬وبالتالً فإننا نتحول تدرٌجٌا من تصنٌؾ ٌستند‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 8‬‬


‫إلى معاٌٌر تطورٌة إلى تصنٌؾ ٌستند إلى تحدٌد أسباب محددة‪ .‬وسٌؽطً هذا‬
‫التقسٌم كل نطاق المحاوالت الرامٌة إلى تصنٌؾ المرض العقلً على مدى القرن‬
‫العشرٌن‪ ،‬من ما ٌسمى عادة " المدرسة الفرنسٌة" إلى ظهور الدلٌل التشخٌصً‬
‫واإلحصائً لالضطرابات العقلٌة التابع لرابطة أطباء النفس األمرٌكٌٌن‪ .‬هذا من‬
‫شأنه أن ٌحدد هذه األعراض‪ .‬فقد نشرت المدٌرٌة العامة للبٌئة والصحة العامة‬
‫وحماٌة المستهلك التابعة للمفوضٌة األوروبٌة تقرٌراً عن عمل المفوضٌة‬
‫األوروبٌة فً هذا المجال‪ .‬ومن وجهة النظر هذه‪ٌ ،‬علن نهج كراٌبلٌن الطب‬
‫النفسً والدلٌل التشخٌصً واإلحصائً‪ ،‬حٌث تكفً بعض األعراض للتشخٌص ‪.‬‬

‫‪ - 6‬انتحهيم انىفسي‬

‫ثورة التحلٌل النفسً على ٌد مؤسسه ‪ ،‬فروٌد ( ‪ ،)1939-1856‬الذي نشر أول‬


‫‪،1899‬‬ ‫نص مهم‪ ،L'Interprétation du Rêve ،‬نشرت فً عام‬
‫‪1900‬وتخرج طبٌبا ً فً عام ‪ ،1880‬وحضر دورات شاركوت فً عام ‪.1885‬‬
‫فً الفترة ما بٌن ‪ 1892‬و‪ ،1894‬تعاون مع جوزٌؾ بروٌر فً الدراسات حول‬
‫الهستٌرٌا‪ ،)1895 ( ،‬ولكن أفكارهما لم تعد متوافقة‪ .‬ومن هذا التارٌخ أصبحت‬
‫الهستٌرٌا عند فروٌده‪ ،‬نتٌجة لصراع بٌن االتجاهات الواعٌة والمٌول الالواعٌة‪،‬‬
‫وهً تعبر أساسا عن الرؼبات و الحاجات‪ ،‬التً هً ذات طبٌعة جنسٌة‪ .‬فضالً‬
‫عن ذلك فإن فروٌده قرر اإلستؽناء على التنوٌم المؽناطٌسً‪ ،‬واإلعتماد على‬
‫التداعً الحر‪ ،‬الذي يسمح بالوصول إلى الالوعً ‪،‬برفع اآللٌات الدفاعٌة‬
‫للمرٌض‪ .‬فً مواصلة تحلٌله الذاتً‪ ،‬وضع فروٌده وحده تقرٌبا حتى عام ‪1905‬‬
‫‪ ،1899‬وعلم‬ ‫جوهر عقٌدته التحلٌلٌة النفسٌة من خالل تفسٌر الحلم فً عام‬
‫النفس المرضً للحٌاة الٌومٌة فً عام ‪ 1901‬والثالث مقاالت حول نظرٌة الحٌاة‬
‫الجنسٌة فً عام ‪ :1905‬هذا الكتاب‪ ،‬الذي خلق ارتجاجا مجتمعٌا ‪ ،‬الذي ٌصؾ‬
‫الجنسٌة الطفولة و مراحلها ‪ ،‬وجمع فروٌد دعم تالمٌذه ‪ .‬لٌنقلبوا علٌه فً‬
‫مستقبل األٌام‪.‬‬

‫يه هذا‪ ،‬أحدث ثورة كاملة فً القطبٌة التً كانت حتى ذلك الحٌن‪ ،‬هً‬‫عمل فرو د‬
‫قطبٌة الجسد والعقل‪ ،‬والتً تؽذي الفكر الؽربً كله‪ :‬وستحل محل هذه القطبٌة‬
‫قطبٌة أخرى‪ ،‬أي ثنائٌة الشعور والالشعور‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 9‬‬


‫يه‪ ،‬فً كتابه ‪Au delà du Principe de -‬‬ ‫إن النص األساسً لفرو د‬
‫)‪ٌ ،Plaisir (1920‬حتوي على كل التطورات التً اقترحها حتى وفاته‪ ،‬الذي‬
‫ٌمكن رؤٌته ا أٌضا فً كتابه مستقبل الوهم )‪(L'Avenir d'une Illusion‬‬
‫وفً هذا الكتاب الذي كتب بعد الحرب العالمٌة األولى‪ٌ ،‬رى فروٌده أن الحٌاة‬
‫عبارة عن تصرٌؾ طاقة‪ ،‬مما ٌثٌر على الفور الرؼبة فً وقفها‪ ،‬فً العودة إلى‬
‫الثبات‪ ،‬حتى إلى درجة الصفر من االستثارة‪ ،‬وبالتالً إلى ؼٌر العضوي‪ :‬وهذا‬
‫(التضاد)‬ ‫هو تأثٌر ما ٌسمٌه «دافع الموت»‪ ،‬وهذا الدافع بالتالً هو محرك‬
‫(الرؼبة فٌه والرؼبة عنه) لكل من ٌعٌش فً حد ذاته‪ .‬من اآلن فصاعدا‪ ،‬الحٌاة‬
‫نفسها‪ ،‬التً ٌدعو فروٌده (‪)EROS‬إلى أن تمٌز جٌدا مٌلها إلى االتحاد‬
‫والتقدمٌة‪ ،‬ال ٌمكن أن تكون ممكنة بدون هذا المحرك المتناقض‪ ،‬وبدون رؼبة‬
‫أكثر‬ ‫شدٌدة فً هذا التدمٌر‪ ،‬فإن الوجه المظلم لنفسٌة بشرٌة قادرة على الحب‬
‫من قدرته على الكراهٌة‪.‬‬

‫‪ - 7‬علم األعصاب وعلوم األعصاب‬


‫عرؾ القرن ‪ 19‬عشر ثورة فً دراسة الدماغ‪ ،‬من خالل اكتشاؾ الدور الذي‬
‫ٌلعبه ( ‪ )L’hypothalamus‬بوصفه منظم لحاجات والمتحكم فً التمثل الؽذائً‬
‫بشكل عام‪ )Paul Pierre Broca 1824-1880 (.‬اكتشؾ مركز الكال م‪Carl ( .‬‬
‫) ‪ )Wernicke 1824-1880‬خلد اسمه على عصب ٌتواجد بالدماغ مسؤول‬
‫على اللؽة ‪،‬وأي تلؾ به ‪ٌ،‬ؤثر مباشرة على اللؽة شفوٌا وكتابٌا‪ ،‬فً نهاٌة القرن‬
‫التاسع عشر وبداٌة القرن العشرٌن ‪ٌ،‬تم التعرؾ عن مرض الزهاٌمر من طرؾ‬
‫العالم األعصاب ( ‪ ،)Alois Alzheimer 1864-1915‬نجد أٌضا العالمان اللذان‬
‫وضعا خرٌطة الدماغ وهما ( ‪ )Von Economo.Vogt Brodman‬من خالل‬
‫دراسة مناطق المسؤولة عن حركة الجسم‪ .‬وؼٌرهم كثٌر م ن العلماء الذٌن اؼنوا‬
‫البشرٌة بدراسات عمٌقة ومتمٌزة عن الدماغ‪.‬‬
‫العالجات العصبٌة األولى كانت فعالة فً بداٌة القرن العشرٌن من خالل العالج‬
‫بالصدمة‪،‬ى تم لتتطور األمور فً سنة ‪1950‬من خالل اكتشاؾ أول مضادات‬
‫الذهان من طرؾ ( ‪ )Herni laborit‬وآخرون ببارٌس تم بعدها عقاقٌر مضادة‬
‫لالكتئاب ( ‪ )1957‬تم عقاقٌر إلزالة القلق ( ‪ )1958‬وحالٌا جزء كبٌر من‬
‫األبحاث البٌولوجٌة فً الطب النفسً تتجه نحو عقاقٌر نفسٌة جدٌدة باإلعتماد‬
‫االكتشافات فً علم األعصاب‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 10‬‬


‫انطالقا من سنة ‪ 1980‬التطور الذي عرفه علم النفس المعرفً ‪ ،‬مكنه من‬
‫الوصول التطور الذي عرفه علم األعصاب فً مجال مخٌالت الدماغ لتتعمق‬
‫الحقا فً علوم األعصاب‪.‬‬

‫‪-10‬إعادة هيكلة الطب النفسي في الدول الغربية‬


‫فً نهاٌة الحرب العالمٌة الثانٌة‪ ،‬تبنت رٌاح اإلصالح الطب النفسً الؽربً فً‬
‫العدٌد من البلدان‪ .‬وفً الوالٌات المتحدة‪ ،‬أقر الرئٌس كٌنٌدي قانون الصحة‬
‫العقلٌة للمجتمع المحلً فً عام ‪ ،1963‬الذي ركز على مرافق الرعاٌة للمرضى‬
‫الخارجٌٌن‪.‬‬
‫‪ .‬وفً إٌطالٌا‪ ،‬حدد القانون ‪ 180‬المؤرخ ‪13‬ماٌو ‪ 1978‬نهاٌة مستشفى الطب‬
‫النفسً‪ .‬وتنفذ إنجلترا وألمانٌا سٌاسات طوعٌة لرعاٌة المرضى الخارجٌٌن‬
‫للمرضى العقلٌٌن‪.‬‬

‫وفً فرنسا‪ ،‬بدأت سٌاسة إعادة النظر فً الطب العقلً والنفسً فً عام ‪1958‬‬
‫من طرؾ جمعٌة الصحة العقلٌة فً بارٌس الدائرة ‪ 13‬و من مؤسسٌها نجد ‪،‬‬
‫فٌلٌب باومٌل‪ )Phillip Paumelle( ،‬وآخرون ( ‪.)2010 ،Ghiland et all‬‬
‫وقد تم تنفٌذها تدرٌجٌا بفضل الجهود المشتركة التً بذلها العدٌد من الرواد ‪،‬‬
‫وٌضع التعمٌم الصادر فً ‪ 15‬مارس ‪ 1960‬األسس لما سٌكون محور مؤسسات‬
‫الرعاٌة النفسٌة‪ ،‬أي إنشاء مركز استشفائً لنحو ‪ 70 000‬نسمة ‪ ،‬وتكوٌن فرٌق‬
‫من (أطباء نفسانٌون وعلماء النفس والممرضات واألخصائٌٌن االجتماعٌٌن) مع‬
‫مجموعة كاملة من التجهٌزات والتقنٌات‪ ،‬وأٌضا المراكز الطبٌة والنفسٌة‪،‬‬
‫والرعاٌة النفسٌة والعالج النفسً والدعم النفسً فً المدٌنة‪ ،‬مع التركٌز على‬
‫استمرار الرعاٌة‪ .‬لٌل نهار‪ ،‬وٌرتبط النجاح الهائل الذي حققته هذه اإلستراتٌجٌة‬
‫لحوالً ‪ %3‬من السكان المقٌمٌن فً فرنسا ٌستشٌرون كل عام مركزاً طبٌا ً نفسٌا ً‬
‫وتجدٌد كبٌر للمعرفة السرٌرٌة‪.‬‬

‫وسوؾ ٌتخذ اإلصالح النفسً أشكاالً مختلفة فً بلدان مختلفة‪ .‬وفً إٌطالٌا‪ ،‬بدأ‬
‫الطبٌب النفسً فرانكو باسا جلٌا (‪)Franco Basaglia‬فً إنشاء تٌار قوي مضاد‬
‫(لزنازن العزل) والممارسات التً تقوم على تمزٌق كل اآللٌات اإلجتماعٌة‬
‫والمؤسساتٌة ‪ ،‬والتً تعمل على عزل المرضى عقلٌا ً عن الحٌاة االجتماعٌة‪.‬‬

‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 11‬‬


‫وهذه اإلستراتٌجٌة‪ ،‬التً هً جزء من حركة " إلؽاء الطابع المؤسساتً للمرضى‬
‫العقلٌٌن"‪ ،‬وهً أٌضا موجودة جدا فً الوالٌات المتحدة‪ ،‬متحالفة مع الحركات‬
‫السٌاسٌة وتتوجت بإنشاء الدٌمقراطٌة النفسٌة فً عام ‪1974‬‬

‫إن التٌار اإلنجلٌزي‪ ،‬المتكون من دٌفٌد كوبر(‪ )David Cooper‬ورونالد‬


‫لٌنػ‪ٌ (Ronald Laing)،‬بتكر انتقاداً جذرٌا ً للطب النفسً ("تٌار مضاد لألمراض‬
‫النفسٌة")واعتبره ٌمارس أي (الطب النفسً )عنفه المؤسساتً والرمزي‪ ،‬وٌفهم‬
‫«المرض العقلً» على أنها الطرٌقة التً ٌحاول بها الفرد‪ ،‬االستجابة لالضطهاد‬
‫الذي ٌمارس له منذ والدته‪ ،‬الضحٌة‪ ،‬من خالل مؤسسات تقٌدها قٌود اجتماعٌة‬
‫(األسرة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬الجٌش‪ ،‬إلخ)‪.‬‬

‫‪ - 8‬صعود سيكولوجية التجريبية‪ ،‬السلوكية‪ ،‬ثم المعرفية‬

‫وٌتلخص النهج المعرفً فً دراسة "أنظمة المعرفة التً ٌستخدمها العقل البشري‬
‫لبناء المعانً للتواصل مع العالم" (برتراند‪ .)2005 Bertrand،‬وهو هذا المنهج‬
‫ولد فً نهاٌة القرن التاسع عشر والذي ٌهدؾ إلى بناء علم النفس العلمً‪ ،‬أو لنقل‬
‫تجرٌبً‪ ،‬قادر على وضع نفسه فً العلوم الطبٌعٌة‪ .‬كان ( ‪Wilhem‬‬
‫‪ )1920-1832()Wundt‬من بٌن الرواد الذٌن اصطفوا لنصرة علم النفس‬
‫النفس‬ ‫التجرٌبٌة‪ :‬ففً كتابه عن علم‬ ‫التجرٌبً ورفعه إلى درجة العلوم‬
‫الفسٌولوجً الذي نشره فً عام ‪ 1887‬كان ٌعتزم تطوٌر علم النفس الذي ٌعترؾ‬
‫بالوقائع المجربة فقط" باللجوء إلى " التجرٌب والقٌاس‪ ،‬إن هدؾ العلم لٌس هو‬
‫الخبرة الداخلٌة بل تحدٌد عالقة الظواهر النفسٌة مع أساس عضويّ وبالخصوص‬
‫دماؼًّ »‪.‬‬
‫ٌبنً (‪)Herman Ebbinghaus‬هٌرمان إبنؽهاوس األلمانً ( ‪)1909-1850‬‬
‫النماذج األولى المتعلقة بتكوٌن السلوك والتعلم من خالل تنظٌم معلوماته حول‬
‫حفظ المقاطع اللفظٌة‪ :‬وهو ٌخلق مفهوم االرتباط ‪،‬لكً ٌفسر لنا أن التعلم الثانً‬
‫أسهل كثٌراً من التعلم األول ‪،‬عندما توضع المقاطع فً نفس الترتٌب‪ .‬كما أن‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 12‬‬
‫مفهوم االرتباط هذا كان مصدر إلهام لعمل عالم الفسٌولوجٌا الشهٌر إٌفان بافلوؾ‬
‫(‪ )1936-1849‬وأنتج على إثرها نظرٌته فً الترابط الشرطً ‪.‬لتتطور النظرٌة‬
‫فً عام ‪ 1953‬على ٌد عالم النفس األمرٌكً بوراهوس فرٌدرٌك سكٌنر (‪-1904‬‬
‫‪ )1990‬وأسس المدرسة األمرٌكٌة السلوكٌة‪ .‬وبإلهام من عمل جون برودوس‬
‫واطسون (‪ٌ ،)1958-1878‬صر سكٌنر على أن دراسة العملٌات النفسٌة ال ٌمكن‬
‫القٌام بها إال من خالل المالحظة الموضوعٌة لسلوك الفرد‪ :‬وهذا هو المفهوم‬
‫الذي ٌجعل العقل البشري " صندوقا ً أسود"‪ .‬هذا المفهوم السلوكً مستمد من‬
‫نظرٌة داروٌن للتطور‪ ،‬والتً تبرز كٌؾ ٌتكٌؾ األفراد مع بٌئتهم‪ .‬فً تفسٌر أي‬
‫سلوك من حٌث " مثٌر ‪ /‬استجابة "‪ ،‬فإن األمر ٌتلخص فً تنحٌة ما ٌحدث بٌن‬
‫هذٌن المصطلحٌن جانبا ً وقراءة أي مظهر من مظاهر سلوك الكائن الحً على‬
‫ضوء البعد التكٌفً‪.‬‬

‫فً الفترة من ‪ 1946‬إلى ‪ ،1953‬نظمت محاضرات " ماسً" )‪(Macy‬فً‬


‫نٌوٌورك‪ ،‬جمع العدٌد من العلماء من مختلؾ التخصصات ‪ :‬فً الرٌاضٌات‬
‫نوربرت فاٌنر (‪ )1964-1894()Norbet weiner‬وجون فون نٌو‪-‬مان‬
‫)‪ ، )1957-1903 ( (Johon Von Neuman‬األنثروبولوجٌا ؼرٌؽوري‬
‫باتسون ( ‪ )1980-1904‬أو عالم النفس كورت لٌفٌن ( ‪ .)1947-1890‬وبعد هذه‬
‫المؤتمرات‪ ،‬نشأت مفاهٌم جدٌدة‪ ،‬أفكار الحواسٌب‪ ،‬والتؽذٌة الراجعة ‪ ،‬وعلم‬
‫الفضاء الحاسوبً‪ ،‬والتنظٌم الذاتً‪ ،‬ونظرٌة النظم فً ضوء هذه المعارؾ متعددة‬
‫التخصصات‪ ،‬ومن ثم ٌتم نقل النماذج إلى علم النفس المعرفً الذي ٌتم األخذ به‪،‬‬
‫وهكذا فإن المركز األول فً العلوم المعرفٌة قد أنشئ فً جامعة هارفارد فً عام‬
‫‪ 1960‬من قبل جٌروم برونر(‪ )Jérôme Bruner‬وجورج مٌلر‪George (.‬‬
‫‪ )Miller‬لذلك اكتسب علم النفس المعرفً قدراً كبٌراً من التراكم المعرفً منذ‬
‫عام ‪ 1960‬فقد ركزت أوالً على دراسة اإلدراك والتصنٌؾ‪ ،‬ثم تحولت إلى‬
‫دراسة الذكاء‪ ،‬واللػة والذاكرة‪.‬‬

‫والمحصلة العامة‬
‫ٍِ اى٘اظر اَُ أُ اىرٍاساخ اىشئٍغٍح ىيطة اىْفغً اىَؼاصش‪ ،‬اىَْثثقح اىًٍ٘ ٍِ‬
‫َّارج ٍخريفح ٍثو اىرسيٍو اىْفغً‪ٗ ،‬ػيٌ األػصاب‪ٗ ،‬اىْٖح اىَدرَؼً‬
‫أ‪-‬التومً ‪.‬م‪ .‬علم النفس المرضً واإلكلٌنٌكً‬ ‫‪Page 13‬‬
‫ ٗاىرً ٌنَو تؼعٖا اىثؼط فً تؼط‬،ً‫ أٗ ػيٌ اىْفظ اىَؼشف‬،ً‫ٗاالخرَاػ‬
.‫ ٗمثٍشاً ٍا ذردإو تؼعٖا اىثؼط‬،‫ مثٍشاً ٍا ذؼاسض تؼعٖا اىثؼط‬،ُ‫األزٍا‬

:‫شرح المفاهٌم‬

Définition du mot La paraphrénie


-1-
La paraphrénie est un délire paranoïde assez rare, sans troubles
cognitifs, où le monde délirant se superpose au monde réel. La paraphrénie
se distingue de la schizophrénie par une occurrence moins élevée et une
progression de la maladie plus lente.

-2- Définition du mot Hébéphrénie

Une des quatre grandes formes cliniques des états schizophréniques, à


début le plus souvent post pubertaire, marquée surtout par l'importance
de la discordance et du repli autistique, la pauvreté de l'activité délirante
et par une évolution d'une seule tenue vers une désorganisation
intellectuelle et relationnelle

:‫المراجع‬
.ً‫تارٌخ الطب النفس‬. ‫وٌكٌبٌدٌا‬- 1
2-Pichot P.( 1996) Un siècle de psychiatrie. Institut Synthélabo
3-Foucaut.M.1961 Folie et déraison. Histoire de la folie à l’âge classique
Paris, Gallimard, 1972.

ً‫ علم النفس المرضً واإلكلٌنٌك‬.‫م‬. ً‫التوم‬-‫أ‬ Page 14

You might also like