You are on page 1of 70

‫إنهاء عقد الشغل‬

‫إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫الرقم الوطني‪:‬‬ ‫االسم والنسب‪:‬‬
‫‪- 20008543‬‬ ‫‪ -‬مريم بريان‬
‫‪- 20008545‬‬ ‫‪ -‬نجوى الطريح‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬
‫عبد هللا أشركي‬

‫‪1‬‬
‫إنهاء عقد الشغل‬

‫نحن نهدي هذا العمل املتواضع‪:‬‬


‫إىل من بلغ الرسالة وأدى األمانة ونصح األمة‪ ،‬إىل نبي الرحمة ونور‬
‫العاملني‪.‬‬
‫انَََ َِغرياَ] سورة‬
‫إىل من قال اهلل تعاىل يف حقهما‪[ :‬وَقَلََرَبََارَحَهَمََََمََرَبَيَ ِ َ‬

‫اإلسراء‪ ،‬اآلية‪24 :‬‬


‫إىل من كانو سببا يف وجودنا أبي وأمي حفظهما اهلل‪..‬‬
‫إىل أبي الغالي‬
‫صاحب القلب الصايف‪ ،‬والعقل املستنري والكلمة الطيبة‪ ،‬واليد‬
‫املطاءة‪.‬‬
‫إىل الذي هون علينا الصعاب وحمل عنا العذاب وفتح لنا كل األبواب‪.‬‬
‫إىل أمي الحبيبة‬
‫ملكة النوايا الطيبة‪ ،‬وصاحبة القلب الصادق‪ ،‬وأمرية العطاء بدون‬
‫هوادة إليكما وحدكما يا من تعبتما ألجل راحتنا‪ ،‬ومألتما أفكارنا‬
‫بنور اإليمان وحب خالق األكوان ‪...‬‬
‫فيارب احفظهما واجعل الجنة مسكنهم‪.‬‬
‫إىل األستاذ عبد اهلل أشركي الذي تفضل علينا بإشرافه على هذا‬
‫البحث فجزاه اهلل عنا كل خريا‪ ،‬فله منا كل التقدير واالحرتام‪.‬‬
‫إىل إخواني وأخواتي جميعا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إنهاء عقد الشغل‬

‫شكر وعرفان‬
‫{لئِن شَكَرَتَمَ لَ َِزيدَنَكَمَ}‪.‬‬
‫قال تعاىل‪َ :‬‬

‫وقال أيضا‪{ :‬وَلَ تَنسَوَا الَفَضَلَ بَيَنَكَمَ}‪.‬‬

‫وقال عليه الصالة والسالم‪{ :‬من ال يشكر الناس ال يشكر اهلل}‪.‬‬

‫فإننا نحمد اهلل عز وجل الذي وفقنا إلكمال هذا البحث‪ ،‬كما‬

‫نتقدم بعظيم الشكر واالمتنان إىل فضيلة الدكتور‪ :‬عبد اهلل‬

‫أشركي الذي تكرم وتفضل علينا بإشرافه على هذا البحث‪،‬‬

‫والذي لم يذخر جهدا يف توجيهنا وال نصحا يف إرشادنا‪ ،‬بارك اهلل‬

‫يف علمه وجعله ذخرا لإلسالم واملسلمني‪.‬‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر إىل كل من صنع لنا معروفا ومد لنا يد‬

‫العون يف هذا البحث من قريب أو بعيد‪ ،‬وأسأل اهلل أن يجعل هذا‬

‫العمل يف ميزان حسناتهم جميعا‪.‬‬

‫يف هذا املقام أن أتقدم بالشكر واالمتنان إىل كل األساتذة الكرام‬

‫ملا بذلوه من جهد عظيم طوال فرتة دراستنا‪.‬‬

‫فجزاهم اهلل خريا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫الزالت الطبقة العاملة في العصر الحاضر كما في العصر القديم تلعب دورا بارزا وأساسيا في‬
‫النهوض بالحياة االقتصادية للمجتمع وتنمية موارده الطبيعية وتطويرها وخلق رواج اقتصادي‬
‫وتبادل تجاري على الصعيدين الداخلي والخارجي وذلك داخل مجتمع يخيم عليه االستقرار السياس ي‬
‫ضمن إطار ديمقراطي تسوده العدالة االجتماعية املتوازنة التي تراعي جميع حقوق األطراف‪.‬‬
‫وحتى تؤدي هذه الطبقة دورها املنوط بها كامال‪ ،‬البد من أن يتوفر مناخ العمل وأن تطمئن‬
‫على مستقبل أبناءها املادي واملعنوي وهذا لن يتأتى إال بوجود قواعد قانونية جيدة وآمرة وأنظمة‬
‫عادلة تضمن املصالح املشتركة للعامل واملشغل‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار خرجت مدونة الشغل إلى حيز الوجود بمقتض ى الظهير الشريف رقم ‪-03-494‬‬
‫‪ 04‬في تاريخ ‪ 44‬شتنبر ‪ .2003‬والتي جاءت نتيجة العديد من التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي‬
‫عرفها عاملنا اليوم والهدف منها هو جمع شتات النصوص القانونية املنظمة للشغل‪.‬‬
‫باإلضافة على إقامة عالقة جديدة بين األجير واملؤاجر تنبني على العدل واملساواة وصيانة‬
‫حقوق كال الطرفين من أجل استقرار الشغل وديمومته وخلق توازن بين مصلحة املؤسسة واألجير‬
‫انطالقا من قوله تعالى‪{ :‬وَلَوَلََ َِدفَاعََاهللَِالنَاسََبَعَضَهَمََ َبِبَعَضََلَفَسَدَ ِ َ‬
‫تَالَرَضَ}‪.1‬‬

‫وذلك كله من أجل الدفع بعجلة املجتمع للرقي االقتصادي وتحقيق العدالة االجتماعية‬
‫والتقدم االقتصادي والسلم االجتماعي في إطار عقد شغل مبني على أسس صحيحة ومتينة سواء‬
‫أبرم ملدة من الزمن (العقد املحدد املدة) أو أبرم دون تعيين مدة محددة (العقد غير محدد املدة)‬
‫بحيث يقوم األجير بما عليه ويخضع لتوجيه مشغله مقابل أن يؤدي هذا األخير أجرة هذا العمل‪.‬‬
‫وإيمانا من املشرع املغربي أن عقد الشغل عقد زمني ورضائي وأهميته البالغة في ضمان‬
‫االستقرار واالستمرار في العالقة الشغلية بين طرفيه‪ ،‬فقد آبى إال أن يحيط مرحلة إنهاءه بمجموعة‬
‫من التقييدات واإلجراءات يجب فيها املوازنة بين حق اإلنهاء ومصلحة الطرف اآلخر وإال كان األمر‬
‫أمام إنهاء تعسفي يحرك دعوى التعويض أو الرجوع إلى العمل أو اإلثبات أو مسائل أخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.254 :‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫املنهج املتبع‪:‬‬

‫بالنسبة ملنهجية البحث فلن طبيعة املوضوع‪ ،‬تقتض ي اإلحاطة بجميع الجوانب القانونية‬
‫والتشريعية املتعلقة به‪ ،‬وذلك لتحديد إطاره املناسب‪ ،‬باإلضافة إلى الدراسات الفقهية التي تناولت‬
‫جوانب من إشكاالته بالبحث والتحليل‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق فإننا قد ارتأينا ان نعتمد على املنه التحليلي وذلك من خالل التحليل‬
‫القانوني املرتكز على أسلوبي االستدالل واالستقراء لبعض النصوص القانونية املؤطرة للموضوع‬
‫الذي نحن بصدد دراسته‪.‬‬
‫أسباب ودوافع اختيار املوضوع‪:‬‬

‫إن التردد في اختيار موضوع البحث هو أمر جلي في اإلنسان‪ ،‬خاصة لدى الباحث (ة) املبتدئ‬
‫(ة)‪ ،‬فأول ش يء يبدأ به هو االستعداد النفي ي لخوض غمار البحث‪.‬‬
‫وما دفعنا وحفزنا إلى اختيار هذه املادة هو شغفنا ومحبتنا بها‪ ،‬ولكننا كنا مشوش ي الذهن في‬
‫اختيار العنوان املناسب‪ ،‬إال أن أستاذنا الفاضل "عبد هللا أشركي" ساعدنا في اختيار هذا العنوان‬
‫الذي بين أيدينا‪ ،‬وهذا كله يرجع إلى سببين‪:‬‬
‫األول سبب ذاتي‪ :‬ميلتا إلى هذا املوضوع‪ ،‬وطموحنا الشخص ي الذي يكمن في معرفة املزيد‬
‫والوقوف على حيثيات املوضوع والتوسع فيه‪.‬‬
‫والثاني سبب موضوعي‪ :‬يتمثل في كون الواقع بتغير الزمان واملكان‪.‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫من الصعوبات التي واجهتنا في هذا البحث وذلك ألنه أول بحث لنا‪ ،‬فعدم الخبرة من أكثر‬
‫الصعوبات التي واجهتنا ثم من الصعوبات اختيار املوضوع والعنوان املناسب للبحث‪ ،‬ثم صعوبة‬
‫جمع املعلومات من املصادر واملراجع املعتمدة وكيفية التعامل مع بعض الكتب التي كنا ألول مرة‬
‫نبحث فيها‪.‬‬
‫وأخيرا املنهجية التي أردنا أن نتبعها في كتابة هذا البحث‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫مقدمة‬

‫من خالل مالمستنا للهمية التي يطرحها هذا املوضوع ال يسعنا سوى الوقوف أمام اإلشكالية‬
‫الجوهرية التالية‪:‬‬
‫مدى توفق املشرع والقضاء من خالل الضمانات القانونية والقضائية في توفيرإنهاء عادل‬
‫لعقد الشغل؟؟‬
‫كما تتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة التالية‪:‬‬
‫ما هي أسباب إنهاء عقد الشغل سواء كان محدد املدة أو غيرمحدد املدة؟‬
‫وما هي اآلثاراملترتبة عن هذا اإلنهاء؟ ومتى نكون أمام حق ومتى نكون أمام تعسف؟‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية ارتأينا اتباع الخطة التالية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫تصميم البحث‬

‫وقد سلكت في إنجاز هذا البحث التصميم اآلت ـ ـ ــي‪:‬‬


‫فقسمته إلى مقدمة وفصلين وخاتمة‪ ،‬وذلك من خالل الخطة التاليـ ـ ــة‪:‬‬

‫الفصل األول التكيف القانوني لعقد الشغل‬


‫رتكييفرعقدرالشغلرعنرغيه‬
‫ر‬ ‫التبعيةرودورهرف‬
‫ي‬ ‫املبحث األول عن ر‬
‫صر‬ ‫‪‬‬
‫املطلب األول مفهومرعنصرالتبعيةروصوره‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة األوىل مفهومرعنصرالتبعية‬
‫الفقرة الثانية صوررعالقةرالتبعية‬
‫املطلب الثاني نطاقروحدودرالتبعية‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة األوىل نطاقرهذهرالتبعية‬
‫الفقرة الثانية حدودها‬
‫رعقدرالشغلرمحددرالمدةروغيرمحددر‬
‫ر‬ ‫ربي‬
‫إشكاليةرالتميي ر‬
‫ر‬ ‫املبحث الثاني ر‬ ‫‪‬‬
‫المدة‬
‫ر‬
‫األساسرالتش ي ر‬
‫يع‬ ‫املطلب األول‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة األوىل مرحلةرمارقبلرمدونةرالشغل‬
‫الفقرة الثانية مرحلةرماربعدرمدونةرالشغلرلسنة ‪3002‬‬
‫المحددةرالمدةروغيرالمحددةر‬
‫ر‬ ‫أهدافرالتميير ربي رالعقو ردر‬
‫ر‬ ‫املطلب الثاني‬ ‫‪‬‬
‫المدة‬
‫الفقرة األوىل األهدافرالذاتية‬
‫الفقرة الثانية األهدافرالموضوعية ر‬

‫‪7‬‬
‫تصميم البحث‬

‫الفصل الثاني الضوابط املوضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬


‫املبحث األول األسسرالعامةرإلنهاءرعقدرالشغل‬ ‫‪‬‬
‫املطلب األول الضوابطرالموضوعيةرإلنهاءرعقدرالشغل‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة األوىل أسبابرإنهاءرعقدرالشغلرمنرجانبرا رأل ر ر‬
‫جي‬
‫الفقرة الثانية أسبابرإنهاءرعقدرالشغلرالعائدةرللمشغل‬
‫املطلب الثاني الضوابطرالشكليةرإلنهاءرعقدرالشغل‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة األوىل أجلراالخطار‬
‫الفقرة الثانية وجوبر ر‬
‫احيامراجراءاترالفصل‬
‫املبحث الثاني آثاررإنهاءرعقدرالشغل‬ ‫‪‬‬
‫ر‬
‫الحقوقرالميتبةرعنرانهاءرعقدرالشغل‬ ‫املطلب األول‬ ‫‪‬‬
‫مسطرتارالصلحرالتمهيديروالخياررالقضائر‬
‫ي‬ ‫الفقرة األوىل‬
‫إثباترميراترإنهاءرعقدرالشغل‬
‫ر‬ ‫الفقرة الثانية‬
‫املطلب الثاني إجراءات رالمطالبة ربالتعويض روإشكالية رالحكم ربإرجاعر‬ ‫‪‬‬
‫األجيرإىلرالعمل‬
‫رر‬
‫الفقرة األوىل مسطرةرالمطالبةربالتعويض‬
‫الفقرة الثانية دعوىرالخيارر ر ر‬
‫بيرالرجوعرإىلرالعملرأورالتعويض‬

‫‪8‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫التكيف القانوني لعقد‬

‫الشغل‬

‫‪9‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يراد بتكييف العقد إعطاؤه الوصف الذي يالئم ما احتوى عليه العقد عناصر أساسية‪ 1‬تميزه‬
‫عن غيره من العقود األخرى والتي تجعل هذا العقد خاضعا إلحكام وقواعد مدونة الشغل‪ ،‬فقد يثار‬
‫نزاع بين طرفي العقد‪ ،‬يدعي فيه األجير بأن العالقة التي تجمع الطرفين هي يحكمها قانون الشغل‪،‬‬
‫وذلك قصد إخضاع هذه الخيرة إلى الحكام والقواعد التي نص عليها قانون الشغل‪ ،‬في حين يدعي‬
‫الطرف الثاني أن العالقة التي تربطه باملدعى ال يحكمها قانون الشغل‪ ،‬وإنما يحكمها قانون آخر‪ 2‬وذلك‬
‫قصد استبعاد هذا النزاع من الخضوع ألحكام وقواعد قانون الشغل‪ ،‬هنا تطرح مسألة إعطاء‬
‫الوصف القانوني لهذه العالقة تقع على كاهل القضاء من خالل تدخله في هذا النزاع إلعطائه الوصف‬
‫الذي يالئم هذا النزاع أو ما يصطلح عليه بالتكييف القانوني للعقد‪ ،‬اعتمادا على مجموعة من‬
‫العناصر واملقومات التي ال غنى لها بالتكييف القانوني للعقد‪ ،3‬والقضاء املغربي وأثناء نظره في هذا‬
‫النزاع‪ ،‬أو إعطاء الوصف القانوني لهذا العقد‪ ،‬يعتمد على جملة من العناصر األساسية التي تحدد‬
‫عقد الشغل‪ ،4‬عن غيره من األخرى‪ ،‬وتتجلى في التعهد بأداء العمل‪ ،‬وااللتزام بأداء األجر‪ 5‬ووجود عالقة‬
‫العقود تبعية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الکشبور‪ :‬انتهاء عقد الشغل‪ :‬دراسة مفصلة ألحكام الفصل التعسفي مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬مطبعة ‪ ،2008‬ص‪.240 :‬‬
‫‪ 2‬أما القانون املدني أو القانون التجاري مثال‪.‬‬
‫‪ 3‬أستاذ‪ :‬عبد الرزاق أيوب تكييف العقود‪ ،‬مجلة طنجس عدد ‪ 6‬سنة ‪ ،2002‬ص‪ 498 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬يعرف عقد الشغل بكونه " عقد بمقتضاه يتعهد أحد طرفيه وهو األجير بان يعمل في خدمته الطرف اآلخر وهو املشغل وتحت إشرافه‬
‫ورقابته مقابل أجر يلتزم هذا الحير بدفعه له" من خالل هذا التعريف (الفقهى) يتضح عناصر عقد الشغل‪ ،‬وهي قيام الجير بالعمل ووجود‬
‫عالقة تبعية ثم أداء األجر من طرف املشغل‪.‬‬
‫أما أطراف عقد الشغل فتتمثل في كل من األجير واملشغل‪.‬‬
‫‪ -‬األجير حسب املادة السادسة من مدونة الشغل في فقرتها األولى هو‪:‬‬
‫" كل شخص التزم يبدل نشاطه املنهي تحت تبعية مشتغل أو عدة مشتغلين لقاء أجر أيا كان نوعه وطريقة أدائه‪.‬‬
‫‪ -‬واملشغل حسب الفقرة الثانية من نفس املادة هو‪:‬‬
‫يعد مشغال شخص طبيعي أو اعتبار يها خاصا أو عاما يستأجر خدمات شخص ذاتي أو أكثر"‪.‬‬
‫‪ 5‬األجر‪ :‬هو املقابل الذي يؤديه رب العمل خاصا لفائدة األجير مقابل أداء‬
‫العمل‪ .‬وقد ثم التنصيص على األجر من خالل املادة ‪ 6‬من مدونة الشغل‪ ...‬لقاء أجر أيا كان نوعه وطريقة أدائه" ولتوضيح أكثر حول هذا‬
‫املوضوع " األجر" انظر‪:‬‬
‫‪ -‬محمد الكشبور‪ :‬عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،4995‬ص‪.24 :‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل ج األول‪ ،‬مطبعة الوارقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص‪.282 :‬‬
‫‪10‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولإلحاطة بهذا الفصل ينبغي أن بين في املبحث األول عنصر التبعية ودوره في تكييف عقد‬
‫الشغل عن غيره‪ ،‬ثم التطرق إلشكالية التمييز بين العقود املحددة املدة وغير املحددة املدة في املبحث‬
‫الثاني‪.‬‬

‫املبحث األول عنصر التبعية ودوره يف تكييف عقد الشغل عن غريه‬

‫والتبعية من أهم عنصر في عقد الشغل‪ ،‬إذ باإلضافة إلى كونها هي املعيار األساس ي لتطبيق‬
‫القانون االجتماعي على الرابطة املوجودة بين العامل وصاحب العمل‪ ،‬فهي املميز الرئيي ي بين عقد‬
‫الشغل وعقود أخرى قد تلتبس به من عدة وجوه‪.‬‬
‫ودراسة في هذا املبحث تتطلب منا الوقوف عند مفهومها وصورها (املطلب األول) على أن‬
‫نتطرق لنطاق التبعية وحدودها (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم عنصر التبعية وصوره‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سوف نتطرق في هذا اإلطار إلى مفهوم التبعية (الفقرة األولى) على أن نتناول بالتفصيل صور‬
‫التبعية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مفهوم عنصر التبعية‪:‬‬

‫يفترض عقد الشغل وجو د العامل في مركز تابع بالنسبة إلى صاحب العمل‪ .‬وحسب بعض‬
‫الفقه‪ ،1‬تفيد التبعية خضوع العامل أثناء أو بمناسبة أدائه لعمله لإلدارة وإشراف أو سلطة من‬
‫يمارس العمل لحسابه‪ ،‬وبمقابل ذلك من وجهة أخرى‪ ،‬تمتع هذا األخير بحق توجيه العامل فيها يقوم‬
‫به من عمل وإصداره األوامر غليه بشأنه‪ ،‬ومراقبته حالة تنفيذه‪ ،‬بل وتوقيع عقوبات عليه عند‬
‫مخالفته للوامر ملواجهة إليه‪ ،‬فهي إذن تبعية في أداء العمل وتنفيذه تصيغ عقد الشغل بصيغة‬
‫خاصة‪ ،‬وتميز مركز العامل بمقتضاه عن مركز من يقوم بعمل حر ومستقل ال يخضع فيه لتوجيه أو‬

‫‪ 1‬انظر‪ :‬أستاذنا‪ :‬محمد الكشبور‪ :‬عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.444 :‬‬
‫‪11‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫رقابة املتعاقد معه عليه‪ .1‬ويلعب القضاء دورا مهما في تقرير وجود أو انتفاء ركن عالقة التبعية‪ ،‬وذلك‬
‫على ضوء ظروف ومالبسات كل قضية على انطالقا من طبيعة املؤسسة ونوعية نشاطها‪ ،‬ووضعية‬
‫العامل‪ ،‬وطريقة تنفيذه‪.‬‬
‫ويتعين على القاض ي أن يسترشد بكل الوسائل والقرائن التي تدل على وجود او انتفاء عقد‬
‫الشغل‪ ،‬وذلك ألنه يتعين على القاض ي التأكد أوال من وجود عالقة التبعية أو عقد الشغل‪ ،‬قبل‬
‫تطبيق القانون االجتماعي‪ ،‬خصوصا وان بعض األشخاص أو األطر قد يمارسون مهمهم غما بصورة‬
‫حرة أو بصورة تابعة مثل األطباء واملهندسين واملحاميين على سبيل املثال ال الحصر‪.2‬‬
‫ويمكن القول بأن مفهوم التبعية مفهوم واسع ونسبي‪ ،3‬وذلك ألن تبعية األجير لصاحب العمل‬
‫تنفيذ خضوعه إلشرافه ورقابته‪ ،‬لكن التساؤل بطرح بخصوص بداية ونهاية ذلك اإلشراف وتلك‬
‫الرقابة‪ ،‬وأمام صعوبة ضبط وحصر مفهوم عالقة التبعية يهتدي القضاء أو يستأنس ببعض‬
‫العناصر أو القرائن واملؤشرات لتكييف عقد الشغل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬صور عالقة التبعية‪:‬‬

‫سبق أن أشرنا إلى أن عالقة التبعية متعددة‪ ،‬وسوف نقتصر بدراسة التبعية القانونية (أوال)‬
‫والتبعية االقتصادية (ثانيا) ثم سنتعرض ملوقف املشرع ثانيا)‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ :‬املرجع السابق ص‪ 444 :‬وما بعدها‪ ،‬حيث عرفها األستاذ الكشبور أنها حالة قانونية تنتج عن عقد العمل‪ ،‬وتجعل العامل‬
‫خاضعا إلدارة وإشراف من ينفد العمل لحسابه‪ ،‬أو ملن خول له هذا األخير تلك السلطة‪ .‬لالطالع أكثر حول مفهوم التبعية انظر على وجه‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬الدكتور الحاج الكوري‪ :‬القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة الحرف املعتدل‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،4999‬ص‪ 428 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬فالطبيب مثال قد يزاول أو يمارس مهنة حرة أو قد يشتغل كأجير لدى شركة معينة لفحص األجراء واملهندس قد يكون موظفا تابعا للدولة‪،‬‬
‫وقد يزاول مهنة حرة في مكتبه‪ ،‬وقد يشتغل كاجير لدى شركة عقارية من هنا تظهر لنا أهمية توافر أو عدم توافر ركن التبعية في عالقة‬
‫قانونية معينة‪ ،‬وذلك ألن عالقة التبعية‪ ،‬هي األساس القانوني لعقد الشغل‪ ،‬وبالتالي هي األساس تطبيق القانون االجتماعي ألن هذا القانون‬
‫هو قانون األجراء ال قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬والقانون املطبق على املحامين أو األطباء واملهندسين الذين يخضعوه ألنظمة قانونية خاصة‪.‬‬
‫للمزيد من اإلطالع انظر‪ :‬الحاج الكوري‪ :‬املرجع السابق ص‪ 428 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬قلنا مفهوم واسع ونسبى ألنها ليست من درجة واحدة في جميع الحاالت‪ :‬فهي ليست تبعية قارة أو جامدة ذلك أن تبعية الطبيب األجير مثال‬
‫تختلف عن تبعية األجير املهندس وعن تبعية املمثل التجاري وتبعية السائق ليست هي تبعية املستخدم في ذلك البنك مثال‪ .‬ويمكن القول هنا‬
‫ً‬
‫أن الشخص املنهى للجر يساعدنا كثيرا في تحديد طبيعة عالقته مع الغير وفي تحديد درجة تبعيته‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التبعية القانونية وتكييف عقد الشغل‪.‬‬

‫تعتبر التبعية من العناصر األساسية في عقد الشغل‪ ،‬وهي مبدئيا تتمثل في اإلشراف على األجير‬
‫وتوجيهه ومراقبته أثناء تأديته لعمله‪ .1‬والعامل عندما يدخل كطرف في عقد الشغل‪ ،‬فإنما يلتزم‬
‫ً‬
‫ضمنيا بأن يتنازل عن جانب من حريته‪ ،‬بوضع نفسه تحت إشراف صاحب العمل‪ ،‬مقابل حصوله‬
‫على أجر ما دام ذكر العقد قائما‪ ،‬وبعض النظر عن الظروف التي تمر بها املؤسسة‪.2‬‬
‫وعرف املشرع املصرى التبعية القانونية بكونها‪ ":‬الرابطة القانونية الناشئة عن عقد العمل‬
‫التي تربط شخص العامل‪ ...‬بأوامر وتعليمات وإشراف لرب العمل‪ ،‬وهي التي تخول لهذا األخير سلطة‬
‫ً‬
‫تأدية‪ ،‬واعتمادا عليها‪ ،‬تبرر مختلف اإلجراءات التنظيمية التي يخضع لها العامل باملؤسسة"‪.3‬‬
‫ومن كل ما سبق يعين انه التبعية القانونية في الواقع العلمي‪ ،‬واملتمثلة في اإلشراف واملراقبة‬
‫التي يباشرها صاحب العمل على من يشتغل لديه أو يؤدي عمال ملصلحته‪ ،‬كنا أمام رابطة تعاقدية‬
‫تكيف بعقد الشغل‪ ،‬ولو لم يعبر أطراف الرابطة التعاقدية صراحة عن ذلك‪ ،‬دون االلتجاء إلى باقي‬
‫ً‬
‫العناصر األخرى ككيفية أداء العمل وكيفية أداء األجر‪ ،‬وإذا كانت التبعية عنصرا قانونيا في عقد‬
‫الشغالت فمن حيث تصورها الفني هي عبارة عن واقع نستخلص من الكيفية التي يؤدي بها الجير عمله‬
‫داخل املؤسسة‪ ،‬أو خارجها مع العلم أن التبعية نفسها قد تسع لتشمل نشاط العامل في كل جزئياته‪،‬‬
‫وقد تضيق حتى تقترب العالقة من مقتضيات عقد املقاولة‪ .4‬وتجب اإلشارة أخيرا إلى أن التبعية في‬
‫مفهومها وفي نطاقها وفي عناصرها تتأثر حاليا بالتطور التكنولوجي الذي غزا بعض املؤسسات‬

‫‪ 1‬يعرف األستاذ محمد الكشبور التبعية القانونية "يفترض عقد العمل وجود العامل في مركز تابع بالنسبة لصاحب العمل‪ ،‬وأوضح في هذا‬
‫الصدد أن التبعية املقصودة هنا هي التبعية القانونية‪ ...‬والتي تعني خضوع العامل في أداء العمل إلدارة وإشراف أو سلطة صاحب العمل‪،‬‬
‫وهو مقابله تمتع صاحب العمل‪ ،‬بحق توجيه العامل فيما يقوم به من عمل‪ ،‬وإصدار أوامر إليه في شأنه ومراقبته في تنفيذ ذلك وتوقيع‬
‫جزاءات عليه في حالة املخالفة ‪ ،‬فهي إذن تبعية من أداء العمل‪ ،‬وتنفيذه تصبغ عقد العمل بصبغة خاصة‪ ،‬وتميز مركز العامل بمقتضاه عن‬
‫مركز من يقوم بعمل مستقل ال يخضع فيه لتوجيه أو إشراف ورقابة املتعاقد معه عليه"‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد الكشبور‪ :‬عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.444 :‬‬
‫‪ 3‬علي عوض حسن‪ :‬الفصل التأديبي في قانون العمل‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،4925‬ص‪.20-49 :‬‬
‫‪ 4‬فهي مثال بالنسبة للنجار والحداد والخياط وامليكانيكي ليست هي نفسها بالنسبة للطبيب واملهندس‪ ،‬وهكذا فالتبعية املفروضة على أجير‬
‫لبسيط في ورشة للبناء أو للنجارة ليست هي نفس التبعية التي تفرض على طبيب يشتغل داخل نفس" الورشة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الصناعية والتجارية‪ ،‬فاألجير مثال قد يشتغل في منزله ويرتبط بمشغله عن طريق اإلنترنت‪ ،‬كما أن‬
‫قابال تتم عن بعد‪ ،‬وقد تمتد إلى أدوات عمله‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬التبعية االقتصادية وتكييف عقد الشغل‪:‬‬

‫ظلت التبعية القانونية وجوها أهم عنصر في عقد الشغل واملميز الرئيي ي بينه وبين غيره من‬
‫العقود إلى أن بدأت تظهر نظرية التبعية االقتصادية لحماية بعض الطوائف من العمال وإخضاعهم‬
‫لقانون العمل أو تقوم هذه النظرية على اعتبار عنصر التبعية متحققا متى كان من يقوم بالعمل تابعا‬
‫اقتصاديا ملن يؤدي العمل ملصلحته‪ ،2‬وقد أثارها ألول مرة الفقيه الفرني ي ‪ ،CUCHE‬وذلك سنة‪:‬‬
‫‪ .4943‬وحسب مفهوم التبعية االقتصادية ليس من الالزم لتكييف العقد بأنه عقد شغل‪ ،‬وانصياعه‬
‫ألوامره‪ ،‬بل يكفي‪ -‬رغم تخلف مظاهر الخضوع واالنصياع‪ -‬قيام حاجة األجير إلى األجر الذي يحصل‬
‫عليه من املشغل‪ ،‬واعتماده عليه في عيشه باعتباره مورده ورقة الوحيد أو األساس ي‪ ،‬كما يقض ى في‬
‫سبيل الحصول علية جميع وقته‪ ،‬بحيث ال يكون لديه فرصة للعمل في مجال آخر‪.3‬‬
‫وقد ظهر هذا االتجاه الجديد في التبعية‪ ،‬استجابة للوعي االجتماعي النامي بضرورة حماية‬
‫الفئات العمالية الضعيفة اقتصاديا‪ ،‬والتي رغم استقاللها بالعمل وعدم دخولها في تبعية قانونية مع‬
‫من تؤدي العمل لحسابهم‪ ،‬إال أنها ال تقل عن األجزاء املرتبطين بمثل هذه العالقة حاجة إلى الحماية‪،‬‬
‫وإلى الضمانات التي توفرها تشريع الشغل‪ ،‬إذ من توجد مثلهم في نفس مركز الخضوع االقتصادي‬
‫للمشغل‪ ،‬بل قد يكون خضوعها أشد وأظهر من بعض األجراء‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يؤدي من جهة إلى‬
‫التوسع في نطاق الحماية القانونية للشغل‪ ،‬من خالل صفر أجراء يتمتعون بكامل االستقالل في أداء‬
‫عملهم‪ ،‬وذلك انطالقا من مركزهم االقتصادي الضعيف‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى يؤمن إلى إحالل فكرة عالقة الشغل كأساس لتطبيق قواعد قانون الشغل‬
‫بدل عقد الشغل‪.4‬‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ :‬إنهاء عقد الشغل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.250 :‬‬


‫‪ 2‬دنيا مبارك‪ :‬قانون الشغل‪ ،‬ص‪424-425. :‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف الخالفی‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬مطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى ‪،2004‬‬
‫ص‪.252 :‬‬
‫‪ 4‬عبد اللطيف الخالفی‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 254 :‬وما بعدها‪،‬‬
‫‪14‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬موقف املشرع املغربي من عالقة التبعية‪:‬‬

‫تميز هنا بين موقفه بخصوص التبعية القانونية‪ ،‬على أن نتعرض إلى موقفه فيما يخص‬
‫التبعية االقتصادية‪.‬‬
‫موقف املشرع املغربي من التبعية القانونية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أشار املشرع املغربي‪ 1‬للتبعية القانونية وهو بصدد تحديد مفهوم الجير‪ ،‬وذلك حينما نص‬
‫ً‬
‫بمقتض ى املادة السادسة‪ ،2‬من مدونة الشغل‪ ،‬على انه يعد أجيرا كل شخص التزم ببدل نشاطه املنهي‪،‬‬
‫تحت تبعية مشغل واحد‪ ،‬أو عدة مشغلين‪ ،‬مما يجعلنا نقول إن املشرع املغربي يأخذ بالتبعية‬
‫القانونية كعنصر من عناصر عقد الشغل‪ ،‬وكمناط لتطبيق قواعد مدونة الشغل‪ ،‬وإن كان ذلك‬
‫حيث املبدأ على اعتبار أن هناك بعض األجراء‪ ،‬رغم قيامها بعملها في إطار من التبعية‪ ،‬أي تحت‬
‫مراقبة وإشراق وتوجيه من يؤدى العمل لحسابه‪ ،‬ومع ال يخضع ملدونة الشغل‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫بالنسبة لخدم املنازل‪ ،‬وأجراء الصناعة التقليدية الصرفة‪.3‬‬
‫موقف املشرع املغربي من التبعية االقتصادية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫سبق وأشرنا سابقا أن املشرع املغربي يأخذ مبدئيا باملفهوم القانوني للتبعية لتطبيق قواعد‬
‫مدونة الشغل‪ ،‬غير أن املشرع املغربي اكتفى بعنصر التبعية االقتصادية إلضفاء حماية القانون‬
‫االجتماعي على بعض الفئات‪ ،‬مثل عمال املنازل‪ ،4‬والصحفيون املحترفون‪.5‬‬

‫خالصة القول في هذا املحور أن املشرع املغربي وإن كان يأخذ بعنصر التبعية القانونية من‬
‫حيث املبدأ‪ ،‬فإنها تأخذ أيضا بعنصر التبعية االقتصادية‪ ،‬ولكن في حاالت استثنائية منصوص عليها‬
‫على سبيل الحصر‪.‬‬

‫‪ 1‬وإن كان املشرع املغربي لم يعرف عقد الشغل في مدونة الشغل‪.‬‬


‫ً‬
‫‪ 2‬املادة ‪ " 6‬يعد أجيرا كل شخص التزم ببدل نشاط املنهي‪ ،‬تحت تبعية مشغل واحد أو عدة مشغلين‪ ،‬لقاء أجر أيا كان نوعه‪ ،‬وطريقة أدائه‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد الطيف خالفي‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.354 :‬‬
‫‪ 4‬حيث تنص املادة الثانية‪ " :‬تسري احكام هذا القانون أيضا "األجراء املشتغلون بمنازلهم"‪.‬‬
‫‪ 5‬الفصل ‪ 42‬من ظهير ‪ 22‬فبراير ‪ 4995‬الخاص بالصحفيين املحترفين وكذلك املادة الثالثة من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬نطاق وحدود التبعية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سبق وأشرنا إلى أن عالقة التبعية هي خضوع العامل لرقابة وإشراف وتوجيهات من يمارس‬
‫العمل لحسابه‪ .‬لكن التساؤل ينصب حول نطاق هذه التبعية (الفقرة األولى) وحدودها (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬نطاق هذه التبعية‪:‬‬

‫يخضع العامل فقط لتبعية صاحب العمل أثناء ممارسته لنشاطه املنهي‪ ،‬أي فقط أثناء قيامه‬
‫بالعمل الذي طلب منة القيام به داخل املؤسسة من هذا املنطلق نقول بأن التبعية تمارس في مكان‬
‫معين (مقر تمارس في زمن معين (وقت العمل) وهي العمل)‪.‬‬
‫وإذا كان العامل يخضع لتبعية العمل بمناسبة ممارسة لنشاطه املنهى أثناء تواجد في مقر‬
‫العمل وأثناء الوقت العادي الذي يفرض عليه فيه القيام بمثل هذا النشاط‪ ،‬فإنه يستفاد من ذلك‬
‫ضمنيا أن العامل يسترد كامل حريته بعد مغادرته للمؤسسة على إثر انتهاء الوقت املحدد للعمل غير‬
‫أن مثل هذا االستنتاج إذا كان مستساغا عقال فهو ليس منطقيا دائما وفي كافة الحاالت‪ ،‬إذ قد يحدث‬
‫أن يمارس العامل نشاطه املنهي أو أي نشاط آخر خارج املؤسسة بأمر من صاحب العمل نفسه‪ ،‬وقد‬
‫يحدث كذلك أن يطلب هذا األخير من العامل – بالرغم من انتهاء الوقت املعتاد املخصص للعمل‪-‬‬
‫البقاء داخل املؤسسة للقيام بعمل إضافي‪ ،‬ومن ثم فمتى تعرض العامل في الحالتين السابقتين معا‬
‫ً‬
‫لحادثة ما اعتبر انه قد أصيب في حادثة شغل‪ ،1‬وإذا صدر من جانبه فعل خاطئ فاحدث ضررا ما‬
‫بالغير اعتبر صاحب املؤسسة مسؤوال منه مسؤولية مدنية ألنه كان إذ ذاك تحت تبعيته‪ 2‬لكن ماذا‬
‫عن حدود عالقة التبعية؟‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حدودها‪:‬‬

‫حاول املشرع املغربي أن يؤمن حد أدنى من الحماية للعمال في العديد من املؤسسات الصناعية‬
‫"حيث تشتغل التبعية‪ ،‬ويستمد املؤاجر سلطته على األجير ليصل إلى حد التدخل في الحياة الخاصة‬

‫‪ 1‬أمال جالل‪ ،‬مسؤولية املؤاجر عن حوادث الشغل واألمراض املهنية في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة دار النجاح الجديدة بالدار البيضاء‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،4925‬ص‪ 240 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد الكشبور‪ :‬عناصر عقد الشغل‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 448 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫له ومنعه من الحريات العامة التي يضمنها له دستور اململكة‪ ،1‬وبذلك يثبت العامل حق دائم في‬
‫االمتناع عن تنفيذ أوامر صاحب العمل أو من له سلطة النيابة عنه عندما تكون هذه األوامر مخالفة‬
‫للقانون أو النظام العام‪ ،‬والخالق الحميدة‪ ،‬كمثال على ذلك‪ ،‬إذا أمر صاحب صيدلية من العامل‬
‫الذي يشتغل تحت إمرته‪ ،‬تركيب دواء ما بطريقة مغشوشة‪ ،‬أو طالب منه بيع بعض األدوية بأثمان‬
‫تفوق سعرها القانوني‪ ،‬أو بيعها بعد انتهاء مدة صالحيتها‪ ،‬كان لهذا العامل أن يمتنع عن كل ذلك‪ ،‬وكل‬
‫إجراء يتخذه صاحب العمل ضده يعتبر في حقيقته إجراء غير مشروع‪ .‬وفي هذا الصدد جاء في قرار‬
‫للمجلس األعلى بأن‪" :‬الطاعة‪ ،‬أي تبعية العامل لرب العمل يجب أن تبقى في حدود القانون‪.2"...‬‬
‫وفي قرار آخر‪ ..." :‬وحيث أن املحكمة املطعون حكمها أو ثبت لها ما ذكر كان يجب " ان تعتبره‬
‫تابعا للمراكش ي فقط فيها‪ ،‬وقع في معمل الصباغة وان تحصر مسؤولية إحراق السيارة بين العامل‬
‫الذي قام بإحراقها واملراكش ي الذي يعتبر هذا العامل تابعا له في األشياء التي وضعها تحت حراسته‬
‫وإنها بحكمها مسؤولية بوعويد الذي ال يعتبر بنخيدة تابعا له وقت حراسته معمل الصباغة لصاحبه‬
‫ي تكون خرقت الفصل ‪ 85‬من فلع‪3"...‬‬ ‫املراكش‬
‫فمن خالل هذا القرار يتبين إلى انه عندما يكون العامل تابعا لشخصين مختلفين لكل منهما‬
‫عمله الخاص به فإن الضرر الذي يتسبب فيه العامل للغير أثناء عمله ال سؤال عنه إال رب العمل‬
‫الذي وقع الضرر أثناء أو بمناسبة العمل عنده وال تمتد هذه الذي املسؤولية إلى رب العمل اآلخر‪.‬‬

‫املبحث الثاني إشكالية التمييز بني عقد الشغل حمدد املدة وغري حمدد املدة‬

‫يتم تنظيم عالقة الشغل بين العامل ورب العمل بواسطة عقد الشغل‪ ،‬ويعتبر هذا العقد‬
‫بمثابة اإلطار القانوني الذي يضمن لكل طرف حقوقه وواجباته‪ ،‬حيث عرفت املرحلة التشريعية في‬
‫املغرب تنظيم هذا العقد منذ سنة ‪ ،4943‬والتي عرفت مجموعة من التعديالت بواسطة الظهائر‬

‫‪ 1‬مثل شروط عدم الزواج‪ ،‬حيث أصبحنا نجد شرط العزوبة في عقود العمل أو ضمن لوائح املشروع تمنع العامالت من الزواج أثناء فترة‬
‫العمل‪ ،‬واإلخالل بهذا الشرط يتسبب في إنهاء عقودهن‪:‬‬
‫انظر في هذا الصدد‪ :‬دنيا مبارك‪ ،‬الوجيز في القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة دار النشر الجسور‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ص‪ 428 :‬وما بعدها‪ ،‬ونشير‬
‫‪ 2‬هذا القرار أورده األستاذ محمد سعید بناني في مرجعه حول قانون الشغل باملغرب‪ :‬الجزء الثانی‪ ،‬عالقات الشغل الجماعية‪ ،‬دار النشر‬
‫املغربية‪ 4985 ،‬هامش الصفحة ‪.)443‬‬
‫‪ 3‬قرار رقم ‪ ،258‬صادر في ‪ 45‬دجنبر ‪ 4926‬ملف اجتماعي عدد ‪.23/44299‬‬
‫‪17‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫واملراسيم إلى أن رست في التعديل األخير لسنة ‪ 2003‬واملتعلق بمدونة الشغل (املطلب األول)‪ ،‬حيث‬
‫كان يهدف املشرع املغربي في مدونة الشغل إلى حماية األجراء باعتبارهم الطرف الضعيف وضمان‬
‫استقرار الشغل واستمرار املقاولة (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األساس التشريعي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لقد عرف التشريع املغربي املنظم لعالقة الشغل مرحلتين أساسيتين؛ تتمثل األولى في مرحلة‬
‫ما قبل مدونة الشغل (الفقرة األولى) ومرحلة ما بعد مدونة الشغل لسنة ‪( 2003‬الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مرحلة ما قبل مدونة الشغل‪:‬‬

‫إن بداية التنظيم عالقة الشغل مرت بمجموعة من املراحل‪ ،‬حيث تم تعريف عقد الشغل‬
‫ألول مرة في الفصل ‪ 223‬من قانون االلتزامات والعقود‪ 1‬بأنه "إجارة الخدمة أو العمل‪ ،‬عقد يلتزم‬
‫بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم للخر خدماته الشخصية ألجل محدد أو من أجل أداء عمل معين في‬
‫نظير أجر يلتزم هذا األخر بدفعه له‪ .‬وإجارة الصنعة عقد بمقتضاه يقوم أحد الطرفين بصنع ش يء‬
‫معين في مقابل أجر يلتزم الطرف اآلخر بدفعه له …"‪.‬‬
‫كما أوضح الفص ‪ 222‬من نفس القانون بأنه‪" :‬ال يسوغ للشخص أن يؤجر خدماته إال ألجل‬
‫ً‬
‫محدد‪ ،‬أو ألداء عمل معين أو لتنفيذه وإال وقع العقد باطال بطالنا مطلقا"‪.‬‬
‫ومن األهمية بمكان اإلشارة إلى أنه يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص بتقديم خدماته‬
‫طوال حياته‪ ،‬أو ملدة تبلغ من الطول حدا بحيث يظل حتى موته‪ ،2‬وبعدها جاء املرحلة الثانية لتعديل‬
‫الفصل ‪ 254‬من قانون االلتزامات والعقود بمقتض ى ظهير ‪ 26‬شتنبر ‪ ،4938‬ولتدرج العقد غير املحدد‬
‫املدة‪ ،‬وذلك بالنص على أنه إذا لم تحدد مدة العقد وكان ذلك راجع إلى إرادة املتعاقدين أو إلى طبيعة‬
‫العمل الالزم أداؤه‪ ،‬فإن العقد يقع باطال‪ .‬وبعدها جاءت مرحلة متميزة للتفرقة بين العقد املحدد املدة‬
‫والعقد غير املحدد املدة من خالل الفصل األول من النظام النموذجي املنسوخ‪ ،‬واملنظم للعالقة‬
‫الرابطة بين اإلجراء الذين يتعاطون مهنة تجارية أو صناعية حرة‪ ،‬وبين مؤاجريهم‪ 3‬حيث جاء فيه بأن‬

‫‪ 1‬الصادر بظهير شريف في ‪ 9‬رمضان ‪ ،4334‬املوافق ‪ 43‬شتنبر ‪.4943‬‬


‫‪ 2‬راجع في هذا الصدد الفصل ‪ 228‬من قانون االلتزامات والعقود املغربي‪.‬‬
‫‪ 3‬واملؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر سنة ‪.4948‬‬
‫‪18‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أجراء املقاولة ينقسمان إلى إجراء قارين‪ ،‬وأجراء مؤقتين‪ ،‬ويستخدم األجراء القانون ملدة غير محددة‪،‬‬
‫في حين يستخدم األجراء املؤقتين من أجل النيابة عن األجراء املتغيبين أو من اجل القيام بعمل‬
‫ً‬
‫موسمي مؤقت‪ ،‬أو ملدة محددة شريطة أن ال يشتغل األجراء املؤقتين ملدة أكثر من ‪ 42‬عشر شهرا‪،‬‬
‫بحيث يصبح عقد غير محدد املدة بقوة القانون ما لم ينص عقد إجارة الخدمة الكتابي على شرط‬
‫صريخ بخالف ذلك‪ ،‬كما أبان الفصل الثاني من مرسوم ‪ 44‬نونبر سنة ‪ 4963‬املنسوخ تحدد بموجبه‬
‫القواعد العامة املطبقة على موظفي مختلف املؤسسات أنه يتألف املوظفون على الشكل اآلتي‪:‬‬
‫األعوان الدائمون املتكونين من جهة من األعوان النظاميين املتمرنين والرسميين‪ ،‬ومن جهة أخرى من‬
‫موظفي اإلدارة العمومية املجعولين في وضعية اإللحاق‪ ،‬األعوان غير الدائمين … وأضاف الفصل ‪59‬‬
‫من نفس املرسوم أن األعوان غير الدائمون هم األعوان املكلفون بإنجاز أشغال التأسيس األول ملدة‬
‫غير معينة‪ ،‬أو بإنجاز إصالحات كبرى ال يكفي عدد املستخدمين العادي لتحقيقها‪ ،‬األعوان املعينون‬
‫ملواجهة تزايد شغل مؤقت أو موسمي‪ ،‬األعوان املعينون بصفة استثنائية‪ ،‬ليخلفوا مؤقتا عونا دائما‬
‫ً‬
‫متغيبا‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن صدور الفصل الثالث من ظهير ‪ 24‬ابريل لسنة ‪ 4923‬املنسوخ‪ ،‬تحدد‬
‫بموجبه شروط تشغيل املأجورين الفالحيين وأداء أجورهم‪ ،‬أكثر دقة وذلك بنصه على أنه يتألف عملة‬
‫مؤسسة االستغالل الفالحية من عملة دائمين‪ ،‬عملة مؤقتين‪ ،‬ويستخدم العملة الدائمون ملدة غير‬
‫محددة‪ ،‬أو ملدة معينة تتجاوز ستة أشهر‪ ،‬ويستخدم العملة املؤقتين لتعويض عملة آخرين‪ ،‬أو للقيام‬
‫بعمل موسمي‪ ،‬أو مؤقت تقل مدته املعينة عن ستة أشهر‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة ما بعد مدونة الشغل لسنة ‪:2002‬‬

‫لقد عرفت هذه املرحلة صراعا شديدا ما بين األجراء وأرباب العمل وذلك في إطار تمثيلية لكل‬
‫ً‬
‫واحد من الفئتين معا‪ ،‬ألجل البحث عن املرونة في عقود الشغل‪ ،‬خصوصا ونحن نعلم أن هناك‬
‫ً‬
‫مصلحتين متعارضتين‪ ،‬ومتباينتين أيضا بين هاتين الفئتين‪ ،‬ومنه تم االهتمام على العقد غير املحدد‬
‫املدة‪ ،‬مما يجسد قناعة املشرع باالنتقادات املوجهة إلى األفكار التي آمنت بمساواة اإلرادتين‪ 1‬لكون‬
‫املادة ‪ 46‬من مدونة الشغل اعتبرت كمبدأ أن العقد غير املحدد املدة هو األصل‪ ،‬وذلك نظرا للشروط‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل باملغرب" في ضوء مدونة الشغل – عالقة الشغل الفردية ‪ ،-‬الجزء الثاني‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬طبعة يناير‬
‫‪ ،2002‬ص‪.206 :‬‬
‫‪19‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫التي فرضت حتى يكون العقد محدد املدة‪ ،‬وهو ما جاء معاكسا للفكار التي تؤمن بحرية اإلرادة وما‬
‫ينتج عنها من آثار سلبية لإلنهاء تتعارض مع ضمان الشغل خصوصا عندما نكون أمام طرف قوي في‬
‫العقد – أرباب العمال – وطرف آخر مستضعف – األجراء ‪ ،-‬تماشيا مع الضرورات االجتماعية التي‬
‫ً‬
‫أصبحت هاجسا دائم يصعب التخلي عنه‪ ،‬لكون املشرع لم يعد ينتظر صدور اتفاقية جماعية‬
‫تتضمن حماية للجراء من خالل اعتبار أن العقد غير محدد املدة هو األصل؛ الن التجربة أبانت بعض‬
‫التراكيب القانونية املبهمة التي تكون كعرقلة للتقدم االجتماعي والقانوني‪ ،‬إذ ينبغي أن تتكيف بصفة‬
‫تدريجية مع متطلبات كل مهنة في املكان يزم القانوني لعقد الشغل‪ .1‬ولتكون في ذات الوقت مؤثرة في‬
‫مجاالتها للتمييز بين العقد املحدد املدة وغير املحدد املدة‪.‬‬
‫ولعل أهمية هذه التفرقة تكمن عند فسخ العقد‪ ،‬حيث يترتب على العقد غير املحدد املدة‬
‫مجموعة من التعويضات‪ ،‬مقارنة مع العقد غير املحدد املدة‪ ،‬وهو ما دفع بإبعاد مفهوم املرونة‬
‫بالصيغة التي دافع عنها أوساط املشغلين‪ ،‬وبقي األمر كما كان؛ وهو الدفاع عن استقرار شغل األجير‬
‫وتطلعاته في مواجهة املقاولة التي كانت ترغب في مرونة تقيها شر مجمل التعويضات املنصوص عليها‬
‫قانونا‪ ،‬وهي بذلك معرضة للتعسف في استعمال الحق كلما استعملت إرادتها املنفردة خارج حدود‬
‫السلطة التأديبية املخولة لها قانونا‪.2‬‬
‫وفي املقابل نجد بان األجير معفى من هذه القيود القانونية باستثناء احترام مهلة اإلخطار عند‬
‫وضع استقالته‪ 3‬ولعل الهدف أو الغاية التي يسعى إليها املشرع في املادة ‪ 46‬و ‪ 42‬من مدونة الشغل‬
‫ً‬
‫وااللتزام باستقرار الشغل وذلك من خالل مجموعة من الضمانات التي ترد أحيانا في عقود الشغل‬
‫الفردية والتي تفوق الضمانات الواردة في اتفاقية الشغل الجماعية‪ ،‬حيث يكون على القاض ي أن يأخذ‬
‫بعين االعتبار قوة االلتزام‪ ،‬فهذا األخير قد يكون صريحا أو ضمنيا؛ ألن ضمان الشغل قد يكون بطرق‬
‫مختلفة‪ ،‬وفي جميع األحوال ينبغي أن يتعلق األمر بعقد غير محدد املدة‪ ،‬حيث إن شرط استقرار‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل باملغرب"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206 :‬‬
‫ً‬
‫‪ 2‬راجع املادة ‪ 39‬من مدونة الشغل والتي تحول للمشرع فصل األجير عند ارتكابه خطا جسيما وأيضا املادة ‪ 35‬من مدونة الشغل واملتعلقة‬
‫بالكفاءة‪.‬‬
‫‪ 3‬وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬
‫ً‬
‫الشغل يقلص من الفصل‪ ،‬وكل إنهاء سيكون مكلفا مقارنة مع القواعد العامة لإلنهاء‪ .1‬وعليه فإن‬
‫ً‬
‫الشرط مادام لصالح األجير‪ ،‬فإنه يعتد به باعتبار أن القواعد العامة في قانون الشغل تعتبر حدا أدنى‬
‫ال يمكن النزول عنه‪ ،‬وبالتالي فإن املسموح به استثناء هو ما يمكن أن يساهم في استقرار الشغل‬
‫بصفة أعمق لفائدة األجير‪ ،‬وهذا ال يعني أن املشرع ضمن حق رب العمل خصوصا في املرحلة التي‬
‫تؤدي االستقالة إلى اإلضرار باملقاولة لكونها استقالة تعسفية؛ وتتمثل في الحالة التي يستفيد فيها‬
‫األجير من تكوين مستمر‪ 2‬لدرجة أنه يصبح لديه إملام شامل بكيفية التسيير واالشتغال وكيفية‬
‫التعامل مع جميع األجهزة واآلليات داخل املقاولة‪ ،‬بحيث يكون عليه احترام االلتزامات الواقعة عليه‬
‫ً‬
‫قانونا‪.3‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن االلتزام التعاقدي بشأن استقرار الشغل عند إنهائه قبل الفترة املتفق‬
‫عليه بين أطراف العالقة الشغلية يعتبر بمثابة خطأ تعاقدي يزيد من حدة الشروط الجوهرية‬
‫للفصل‪ ،‬وخرق هذا االلتزام له بالضرورة آثار على تقدير سبب الفصل‪ ،‬وكذا الجمع بين التعويضات‬
‫الضرورية التي تكلف أحد األطراف مبالغ باهظة‪ ،‬قد تصل إلى درجة يصعب تبريرها عمليا‪ ،‬والسيما‬
‫ً‬
‫عندما يكون العقد متضمنا شروطا لضمان مدة أكبر‪ ،‬وألجراء يتوفرون على أجر مرتفعة‪ ،‬وهنا ينبغي‬
‫تفعيل سلطة القاض ي التقديرية في تحديد هذه التعويضات‪ ،‬وبالطبع مع إضافة التعويضات التي‬
‫تخضع للقواعد العامة للطرد التعسفي‪.4‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهداف التمييز بني العقود املحددة املدة وغري املحددة املدة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تعتبر العقود املحددة املدة من بين األهداف التي عمل املشرع املغربي على تنظيمها‪ ،‬وذلك‬
‫المتصاص البطالة والتشجيع على العمل في إطار منظم‪ ،‬وتسهيل على بعض املقاوالت اللجوء إليه‬
‫عند الحاجة‪.5‬‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.240 :‬‬


‫‪ 2‬راجع املادة ‪ 23‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.244 :‬‬
‫‪ 4‬راجع املواد ‪ 44‬و‪ 42‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 5‬كاالزدياد في نشاط املقاولة وأيضا في األعمال املؤقتة وبعض األعمال التي تكمل عمل األجراء القارين في املقاولة عندما يتعلق األمر بتعويض‬
‫األجير أو إضافة وقتية ضرورية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وهي بذلك تعتبر عادة تقنيات تساهم في التشغيل‪ ،‬مما يحرك عجلة االقتصاد داخل البلد‬
‫ككل‪.1‬‬
‫كما يساهم في إدماج عدة أشخاص يوجدون في عسر أمام سوق الشغل لالستفادة من‬
‫مقتضيات قانون الشغل ولو بصفة مؤقتة أو عرضية‪ ،‬عوض استغاللهم من قبل املشغل بصفة‬
‫سرية‪ ،‬ولعله من أبرز املبررات املوضوعية للعقد املحدد املدة وتطبيقاته (الفقرة الثانية) لكن قبل‬
‫ذلك‪ ،‬ال بد من الحديث عن األهداف الذاتية للعقود املحدد املدة (الفقرة األولى)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬األهداف الذاتية‪:‬‬

‫رغم كون عقد الشغل املحدد املدة يجعل االطمئنان متوفر لدى طرفي العقد‪ ،‬خصوصا في‬
‫املدة املتفق عليها‪ ،‬من حيث اإلنهاء‪ ،‬حيث يكون االتفاق عليه مسبقا بمحض اإلرادتين‪ ،‬وهذا ما ال‬
‫نجده في العقود غير املحددة املدة‪ ،‬رغم كون املشرع نظم هذه األخيرة بصفة أدق على اعتبار أنها هي‬
‫األشمل بالحماية لحقوق األجير من التعسفات التي قد تصيبه من طرف رب العمل‪ ،‬ورغم ذلك فان‬
‫مدونة الشغل لم تهمل تنظيم سيمات العقد املحدد املدة‪ ،‬وذلك من خالل مقتضيات املادة ‪ 46‬من‬
‫مدونة الشغل‪ ،‬حيث حاولت ان تضع توازنا قانونيا تستند إليه املقاولة‪ ،‬يتجسد في حصر حاالت عقد‬
‫الشغل املحدد املدة‪ ،‬عالوة على أن املادة ‪ 42‬حاولت التقليص من مساحة العقود املحددة املدة‪،‬‬
‫وحاطته بسياج يصعب معه على املشغل ان يتخطاه ليتملص من الضمانات املخولة للجير في العقود‬
‫غير املحددة املدة‪ ،‬ألن املشرع يعلم بأن السماح للمشغل في إطار اتفاق اإلرادتين سيكون الرابح‬
‫األساس ي في إبرام العقد املحدد املدة‪ .2‬ولئن كانت املادة ‪ 46‬حددت حاالت إبرام العقد املحدد املدة‪،‬‬
‫فإن املادة ‪ 42‬قيدته بشروط‪ ،‬كفتح املقاولة ألول مرة‪ ،‬أو مؤسسة جديدة داخل املقاولة‪ ،‬أو انطالق‬
‫منتوج جديد ألول مرة‪ ،‬وذلك راجع إلى سببين رئيسيين‪:‬‬
‫يتمثل األول في صعوبة التمييز بين العقود املحددة املدة وغير املحددة املدة‪ ،‬وكذلك تقييد‬
‫حرية إرادة الطرفين املتعاقدين‪ ،‬لكونهما ليس على نفس املستوى من حيث القوة‪ ،‬على اعتبار أن‬

‫‪ 1‬وهذا ما جاء في الخطاب امللكي السامي في تصدير مدونة الشغل " … ولن نتمكن من تشغيل الفئات الواسعة من شبابنا إال بتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬التي تضل رهينة بحفز االستثمار ثم االستثمار …"‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.246 :‬‬
‫‪22‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األجير هو الطرف الضعيف مقارنة برب العمل الذي يكون في مركز قوة ومهيمن اقتصاديا‪ ،‬ولهذا فإن‬
‫القانون هو منبع النظام القانوني الواجب التطبيق عند إنهاء العالقة العقدية‪.1‬‬
‫أما السبب الثاني فيكمن في كون املشرع في مدونة الشغل حاول توضيح بعض الحاالت وذلك‬
‫ً‬
‫بوضعها بصفة صريحة ضمن العقود املحددة‪ ،‬ولتبقى الحاالت األخرى أساسا ضمن العقود غير‬
‫املحددة املدة‪ ،‬خصوصا في حالة غياب عرف منهي أو سكوت الطرفين في العقد‪ ،‬فإن املنطق يقودنا في‬
‫هذه الحالة إلى األصل‪ ،‬وهو وصف العقد بكونه غير محدد املدة‪ .2‬ومن األهمية بمكان‪ ،‬اإلشارة إلى‬
‫بعض العقود املحددة املدة بصفة مطلقة؛ كعقد الشغل إلنجاز شغل معين‪ 3‬حيث يأخذ مدة من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الزمن قد تتجاوز السنة أحيانا أو تقل‪ ،‬وقد تكون محددة زمنيا لدى املشغل وقد ال تكون كذلك‪ ،‬فإن‬
‫صفة اإلطالق في هذا العقد تنتهي بانتهاء عقد الشغل املتفق بشأنه؛ كعقد مبرم من أجل بناء عمارة‬
‫أو مصنع‪ 4‬كما انه من ضمن العقود املحددة املدة بصفة مطلقة نجد العقود املبرمة عند فتح مقاولة‬
‫ألول مرة أو مؤسسة جديدة داخل مقاولة أو انطالق منتوج جديد ألول مرة‪ .5‬وعليه‪ ،‬فإن املشرع‬
‫ً‬
‫املغربي في مدونة الشغل كان واضحا في التأكيد على إمكانية إبرام العقد املحدد املدة عند ظهور‬
‫املقاولة ألول مرة في القطاعات غير الفالحية‪ ،‬وذلك من أجل إيجاد الحل األصلح للمشغل على اعتباره‬
‫مقبل على مشروع قابل للربح أو الخسارة‪ ،‬واعتماد العقد غير محدد املدة منذ الوهلة األولى قد يكون‬
‫مغامرة‪ ،‬ملا قد يتولد عن ذلك من تعويضات ناتجة عن مساطر خاصة باإلعفاءات ألسباب اقتصادية‪،‬‬
‫ً‬
‫ولهذا فإن املشرع أعفاه من ذلك ليبرز نوعا من املرونة في التشغيل لصالح املشغل املقبل على املخاطرة‬
‫ألول مرة‪.6‬‬
‫ً‬
‫وتجدر اإلشارة أيضا إلى أن املشرع املغربي في مدونة الشغل لم يقتصر على العقود املحددة‬
‫ً‬
‫املدة في املجال الصناعي واالقتصادي‪ ،‬بل نظمها أيضا في العقود الفالحية‪ ،‬حيث نصت الفقرة األخير‬
‫من املادة ‪ 42‬من مدونة الشغل وفي القطاع الفالحي‪ ،‬يمكن إبرام عقد الشغل املحدد املدة ملدة ستة‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.244 :‬‬


‫‪ 2‬الطاهري فاطمة‪" :‬عقد الشغل محدد املدة وعقد الشغل غير محدد املدة"‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫‪ 3‬راجع املادة ‪ 46‬من مدونة الشغل في فقرتها األولى‪.‬‬
‫‪ 4‬تماشيا مع مقتضيات املادة ‪ 46‬من مدونة الشغل والفصل ‪ 222‬من قانون االلتزامات والعقود املغربي‪.‬‬
‫‪ 5‬وهذا ما أكدته املادة ‪ 42‬من مدونة الشغل‬
‫‪ 6‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.224 :‬‬
‫‪23‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أشهر قابلة للتجديد‪ ،‬على أن ال تتجاوز مدة العقود املبرة سنتين ويصبح العقد بعد ذلك غير محدد‬
‫املدة”‪ .‬لكن ما يعاب على هذه الفقرة هو أن املشرع املغربي لم يخول للقطاعات الفالحية نفس الحقوق‬
‫املعطاة لرب املقاولة الذي يفتح املقاولة ألول مرة‪ ،‬أو الذي يقوم بنشاط تجاري ألول مرة‪ ،‬وهو ما‬
‫يفسر على أن املشرع تعامل مع هذه العقود بمرونة أكثر موازاة مع القطاع الفالحي‪.‬‬
‫أما فيما يخص العقود املحددة بصفة نسبية‪ ،‬فإن املشرع املغربي خول إمكانية إحالل أجير‬
‫محل أجير آخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير‪ ،‬ما لم يكن التوقف ناتج عن اإلضراب‪ 1‬خصوصا‬
‫في بعض الحاالت االضطرارية؛ كاملرض والنفاس‪ ،‬أو حادثة شغل … وذلك بشروط تتجلى في تحديد‬
‫اسم الشخص املتغيب ومدة التغيب‪ ،‬إال انه في الواقع تتميز هذه العقود بالنسبية لكون الشواهد‬
‫ً‬
‫الطبية قد تزيد أحيانا عن املدة األصلية املحددة ألول مرة من طرف الطبيب بسبب تفاقم املرض‪ ،‬مما‬
‫يضطر املشغل باالحتفاظ باألجير املؤقت‪ ،‬مما يصبح العقد في هذه الحالة غير محدد املدة‪ ،‬بدل‬
‫العقد املحدد املدة‪ ،‬وأيضا في حالة إحالل األجير املؤقت مكان مجموعة من األجراء متغيبين من أجل‬
‫املرض أو عطلة سنوية مؤدى عنها رغم وصف العقد بأنه محدد املدة‪ ،‬فانه في الواقع ليس كذلك‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األهداف املوضوعية‪:‬‬

‫لئن كان األصل هو العقد غير املحدد املدة في عالقة الشغل املبرمة ما بين األجير ورب العمل‪،‬‬
‫فإن املشرع املغربي رعى بعض الظروف واألعذار التي ترتبط بوجود وضعية اقتصادية موضوعية تدفع‬
‫باملشغل إلى إبرام عقود مؤقتة عندما يكون طبيعة العمل غير دائم ملواجهة أنشطة ال تمثل صفة‬
‫العمل الدائم‪ ،‬وهو ما يفرز لنا إشكال صعوبة التمييز بين العقد املحدد املدة وغير املحدد املدة أمام‬
‫القضاء عند النزاع‪ ،‬ملا تخلفه هذه األخيرة – العقود غير املحددة املدة – من إكراهات مالية عند‬
‫اإلنهاء‪ ،‬والتي تعتبر مكلفة بالنسبة للمقاولة مقارنة بالعقود املحددة املدة‪ ،‬وهو ما يحد من سلطة‬
‫ال قرار التعسفي لدى املشغل ملا يترتب عنه من آثار‪ ،‬وهذا ما يبرز تهربه من العقد غير املحدد املدة‪،‬‬
‫ولو أن ذلك قد ال يسبب له حرجا بالنسبة ملقاولته التي تحتاج إلى يد عاملة مستقرة ودائمة‪ ،‬علما أنه‬
‫يكون على حق أحيانا عندما تكون املقاولة بين مد وجزر بالنسبة لليد العاملة التي يحتاجها‪ ،‬وبين‬

‫‪ 1‬راجع املادة ‪ 46‬واملادة ‪ 32‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪24‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫حاالت تستدعي باستمرار نوعيات من التنظيم يكون فيها القاض ي أمام صعوبة استخراج السمات‬
‫املميزة لكل من العقدين املحدد املدة وغير املحدد املدة‪.1‬‬
‫ً‬
‫سهال من منطلق املادتين ‪ 46‬و‪ 42‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإن املشرع حاول‬ ‫وإذا كان األمر قد يبدو‬
‫إبراز كل من سمات وخصائص العقد املحدد املدة وتمييزه عن العقد غير املحدد املدة‪ ،‬فإن الواقع قد‬
‫أفرز إشكاالت عملية تتمثل في العقود التي تتكرر لعدة فترات في السنة وتدوم لعدة سنوات‪ ،‬الش يء‬
‫الذي يؤدي إلى خلق عدة حاالت ال حصر لها والتي سماها بعض الفقه‪ 2‬باالتفاقات الهجينة‪ .‬ويزيد‬
‫األمر استفحاال عند احتساب األقدمية للجراء وتخويلهم حق األسبقية في التشغيل‪ ،‬سواء كانوا أجراء‬
‫دائمين أو مؤقتين عند عدم وجود أجراء دائمين بسبب تخفيض عدد املناصب أو إذا تم الفصل منذ‬
‫أقل من سنة‪ ،‬وهذه الفئة ترد في سياق األزمة االقتصادية التي تصيب املقاولة‪.3‬‬
‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فإن اإلشكال ال يثار عندما يعبر الطرفان عن إرادتهما إلبراز تاريخ مؤكد؛‬
‫كإحالل أجيرة محل أخرى لتعويضها في فترة الوالدة‪ ،‬وهنا ال ينبغي استعمال األلفاظ املبهمة أو التي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تحدث لبسا في العقد‪ ،‬ألن آجال انتهاء العقد محدد سلفا في ذهب املتعاقدين‪ ،‬وأيضا يكون األجل‬
‫ً‬
‫محدد في العقود املؤقتة أو املوسمية‪ ،‬خصوصا ملا تكون مبرمة بين مهنيين‪ ،‬حيث يسهل عليهم معرفة‬
‫مدة هذا العقد‪ ،‬وعند النزاع يتم اللجوء إلى األعراف املهنية لتحديد تاريخ انتهاء املوسم‪ ،‬لكن قد يكون‬
‫ً‬
‫أحينا هذا األجل املؤكد قابل للتقلبات؛ كان تطول مدة والدة األجيرة عن املدة املحددة في القانون‪.4‬‬
‫والالفت لالنتباه أنه بمجرد أن يكون األجل قابل للتقلبات‪ ،‬أو أن األجير ال يستطيع تحديده بدقة‪،‬‬
‫وبصفة مؤكدة‪ ،‬فإن عدم التحديد قد يجر إلى وصف العقد بأنه غير محدد املدة‪ ،‬ولو كان حض عدم‬
‫ً‬
‫التحديد ضعيفا‪.‬‬
‫ألن املبدأ في مدونة الشغل هو كون العقد غير املحدد هو األصل‪ ،‬والعقد املحدد هو االستثناء‪،‬‬
‫واالستثناء ال يقاس عليه وال يتوسع في تفسيره‪ ،‬ومادام املشرع قد تدخل لتحديد الحاالت التي يمكن‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.234 :‬‬


‫‪ 2‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.235 :‬‬
‫‪ 3‬راجع الفقرة األولى من املادة ‪ 508‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 4‬راجع في هذا الصدد املادة ‪ 452‬وما يليها‪ ،‬في الباب الثاني من القسم الثاني من الكتاب الثاني من مدونة الشغل املتعلق بحماية األمومة‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫التكيف القانوني لعقد الشغل‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫فيها اللجوء إلى العقد غير املحدد املدة‪ ،‬فإن ذلك يقتض ي من املشغل أن يكون على علم مسبق بأن‬
‫ً‬
‫اللجوء إلى العقود املحددة املدة ينبغي أن يكون في حاالت محددة قانونا‪.1‬‬
‫ولئن كان األجل املؤكد ال يثير إشكاالت عديدة بقدر ما يثيرها األجل غير املؤكد‪ ،‬لكون طرفي‬
‫عقد الشغل املبرم في هذا األخير يكونان على وعي تام بان العالقة الشغلية سوف تنتهي في اجل معين‪،‬‬
‫فما يهم القضاء إذن هو البحث عن إرادة األطراف بوعيهم بالصفة املؤقتة واملحددة للعقد لنكون أمام‬
‫القطعة‪2‬‬ ‫إمكانية تاريخ معين أو إنجاز شغل معين‪ ،‬ويضم هذا األخير األجر الذي يؤدى على أساس‬
‫حيث يتم من الناحية العملية أداء األجر في هذه الحالة على أساس إنجاز عدد معين من القطع‪ 3‬املتفق‬
‫على صنعها‪ ،‬وفي حالة عدم تحديد القطع بشكل دقيق يعتبر العقد غير محدد املدة‪.4‬‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.245 – 244 :‬‬


‫‪ 2‬راجع الفقرة الثانية من املادة ‪ 342‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ 3‬حيث تستعمل طريقة أداء األجر على أساس القطعة من أجل حث األجير على القيام بأكبر حجم ممكن من اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ 4‬محمد سعيد بناني‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.246 – 245 :‬‬
‫‪26‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الضوابط املوضوعية‬

‫والشكلية إلنهاء عقد‬

‫الشغل‬

‫‪27‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املبحث األول األسس العامة إلنهاء عقد الشغل‬

‫لقد الزم املشرع الطرف الذي يريد انهاء عقد الشغل اتباع مجموعة من اإلجراءات ملا الستقرار‬
‫العالقة الشغلية من اهمية بالغة‪ ،‬فقد اشترطت مدونة الشغل ان يستند الطرف الراغب في ذلك على‬
‫اسباب مشروعة وخالية من التعسف (املطلب االول) وهو في ذلك غير ملزم اال باحترام االجراءات‬
‫الشكلية ملمارسة حقه في اإلنهاء (املطلب الثاني)‬
‫املطلب األول‪ :‬الضوابط املوضوعية إلنهاء عقد الشغل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سنتطرق في هذا املطلب إلى أسباب إنهاء عقد الشغل من جانب األجير (الفقرة األولى) كما يمكن‬
‫للمشغل إنهاء عقد الشغل ألسباب شخصية أو موضوعية تتطلبها ضرورة سير املقاولة (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬أسباب إنهاء عقد الشغل من جانب األجري‪:‬‬

‫لقد خول املشرع املغربي للجير إمكانية إنهاء عقد الشغل بإرادته املنفردة إما صراحة‪ ،‬بتقديم‬
‫استقالته إلى مشغله يعبر فيها عن رغبته في إنهاء عالقة تبعيته له‪ ،‬أو ضمنيا على شكل مغادرة تلقائية‪،‬‬
‫والتي يعبر من خاللها األجير تخليه عن التزاماته‪ ،‬ورفضه الرجوع وااللتحاق بمنصب عمله‪ ،‬رغم إنذاره‬
‫بذلك‪ ،‬وهو ما يستفاد من خالل املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل‪ .‬إال أن هذا الحق مقيد بأن ال يتعسف‬
‫الطرف الذي يريد هذا إنهاء هذا العقد‪ ،‬في استعمال حقه‪ ،‬بحيث يتجاوز املتعاقد املنهي حدود حسن‬
‫النية والغرض الذي من أجله منح حق إنهاء العقد باإلرادة املنفردة‪.‬‬
‫وأساس هذه القاعدة عدم رغبة من املشرع في خلق أوضاع تجعل األجير بالخصوص يرتبط‬
‫بمشغله طيلة حياته‪ ،‬وهو يتنافى والحرية الشخصية لكل إنسان في أن يعمل أو أن ال يعمل‪ ،1‬ولعل‬
‫هذا ما يهدف إليه املشرع املغربي عندما قرر من خالل مقتضيات الفصل ‪ 228‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود أنه‪ " :‬يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص بتقديم خدماته طوال حياته أو ملدة تبلغ من‬
‫الطول حدا‪ ،‬بحيث يظل ملتزما حتى موته "‪.‬‬

‫‪1‬محمد الكشبور‪ " ،‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير دراسة تشريعية وقضائية مقارنة مطبعة النجاح‬
‫الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪ ،2008‬ص‪.58 – 52 :‬‬
‫‪28‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إال أنه قد يعمد األجير إلى إنهاء العالقة الشغلية مع مشغله بكيفية مفاجئة عن طريق مغادرته‬
‫العمل‪ ،‬ودون إشعار سابق‪ ،‬أو قد يقدم استقالته املفاجئة للعمل دون إشعار‪ ،‬األمر الذي يثير‬
‫إشكاالت متعددة حول هذا ا إنهاء‪.‬‬
‫انطالقا من ذلك‪ ،‬سأعمل من خالل هذه الفقرة الحديث عن معظم اإلشكاليات التي يثيرها‬
‫إنهاء عقد الشغل سواء عن طريق االستقالة (أوال) أو عن طريق املغادرة التلقائية (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إنهاء عقد الشغل عن طريق االستقالة‪:‬‬

‫االستقالة هي تعبير األجير عن إرادة األجير في إنهاء عالقة التبعية التي تربطه به عن قصد‬
‫وإدراك دون أن تكون إرادته مشوبة بأي عيب من عيوب الرضا‪ ،‬وهي حق مقرر بمقتض ى القانون‪،‬‬
‫وهو ما يتضح من خالل الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل التي جاء فيها‪" :‬يمكن إنهاء عقد‬
‫الشغل غير محدد املدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة املصادق على صحة إمضائها من طرف‬
‫الجهة املختصة‪ ،‬وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث أدناه بشأن أجل‬
‫اإلخطار"‪.‬‬
‫وهو ما جاء في قرار صادر عن محكمة النقض ورد فيه‪" :1‬يشترط إلنهاء عقد الشغل غير محدد‬
‫املدة عن طريق االستقالة‪ ،‬أن تتم وفق ما تشترطه املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل من ضرورة املصادقة‬
‫على صحة إمضاء االستقالة من طرف من يجب"‪.‬‬
‫كما عرف جانب من الفقه االستقالة بكونها "إقدام األجير بمحض إرادته على إنهاء عقد الشغل‬
‫الذي يربطه بمشغله بكيفية حرة وصريحة"‪.2‬‬
‫كما عرفتها محكمة الدار البيضاء االبتدائية بأنها‪" :‬كل تعبير واضح وحر عن إرادة منفردة‬
‫باعتزال العمل باملؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا وغير مشكوك فيه"‪.3‬‬
‫بناء عليه يمكن ان نعرف االستقالة بأنها "تعبير األجير الواضح والصريح غير املشوب بأي من‬
‫ً‬
‫عيوب الرض ى‪ ،‬والذي يهدف من خالله لفسخ عقد الشغل القائم بينه وبين املشغل وفقا للشكلية التي‬

‫‪1‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 244‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2048‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 2042/2/5/4442‬منشور بنشرة قرارات‬
‫محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،32‬السلسلة ‪ ،3‬الجزء ‪( ،43‬الغرفة االجتماعية)‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،2044 ،‬ص‪.95 :‬‬
‫‪ 2‬الحاج الكوري "إثبات االستقالة من خالل قرارات املجلس األعلى" مجلة القانون املغربي العدد ‪ 4‬يونيو ‪ 2003‬ص‪43 :‬‬
‫‪ 3‬حكم املحكمة االبتدائية بالدار البيضاء رقم ‪ 592‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 86/482‬الصادر بتاريخ ‪.4982/02/25‬‬
‫‪29‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حددها القانون‪ ،‬وتعتبر االستقالة إجراء خطيرا صادرا عن األجير كونها تحرمه إحدى أهم حقوقه‬
‫املتمثلة في التعويض عن الفصل التعسفي إن توافرت شروطه‪ .‬هذا وقد كان إعطاء املشغل املغربي‬
‫إمكانية للعامل في فسخ عقد الشغل بإرادته املنفردة عن طريق االستقالة نتيجة طبيعية لعدم جواز‬
‫االلتزام بأداء عمل بصفة مؤبدة‪( .‬الفصل ‪ 226‬و‪ 222‬ق‪ .‬ل‪ .‬ع)‪.‬‬
‫في هذا الصدد نصت املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل في فقرتها الثانية أنه " يمكن إنهاء عقد الشغل‬
‫غير محدد املدة بإرادة االجير عن طريق االستقالة املصادق على صحة إمضائها من طرف الجهة‬
‫املختصة‪ ،‬وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث أدناه بشأن أجل اإلخطار"‪.‬‬
‫ولقد طرح موضوع االستقالة عدة إشكاليات امام القضاء‪ ،‬منها ما يتعلق بظروف تقديمها‬
‫كاالدعاء بانتزاعها عن طريق اإلكراه ومنها ما يتعلق بالدفع باألمية ومنها ما هو متصل بإمكانية العدول‬
‫عنها‪ ،‬وسنعرض للحاالت التالية وفقا للترتيب الذي أوردناه في ذكرها‪.‬‬
‫بالنسبة لالستقالة املشوبة بإكراه وباعتبار هذه األخيرة تصرفا قانونيا تستلزم توافرها على‬
‫مقومات التصرف القانوني الصحيح فقد كان من البديهي إجماع مختلف القرارات القضائية سواء‬
‫تلك الصادرة عن قضاء املوضوع او محكمة النقض على اعتبارها عديمة األثر‪ ،‬حيث جاء في قرار‬
‫ملحكمة النقض أن "االجير الذي أدلى باستقالته وهو بمخفر الشرطة نتيجة شكاية قدمت من طرف‬
‫املشغل يجعله في حكم املستقيل اضطراريا‪ ،‬ألن إرادته جاءت معيبة بأحد عيوب الرض ى أال وهو‬
‫اإلكراه‪.1‬‬
‫وفي قرار آخر لها حددت الوقائع الواجب توافرها للقول باإلكراه وحيث أن اإلكراه على تقديم‬
‫االستقالة يقتض ي ثبوت وقائع من شأنها أن تحدث املا جسيما أو اضطرابا نفسيا أو خوفا من التعرض‬
‫لخطر كبير وان تكون هي السبب الدافع إلى االستقالة‪ ،2‬وقد فطن املشرع املصري للحالة هذه حيث‬
‫نص في املادة ‪ 696‬من القانون املدني املصري‪" :‬يجوز الحكم بالتعويض عن الفصل‪ ،‬و لو لم يصدر‬
‫هذا الفصل من رب العمل‪ ،‬إذا كان هذا األخير قد دفع بتصرفاته‪ ،‬وعلى األخص بمعاملته الجائرة أو‬
‫مخالفته شروط العقد‪ ،‬إلى ان يكون هو في الظاهر الذي أنهى العقد"‪.‬‬

‫‪ 1‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 4244‬الصادر بتاريخ ‪ ،2043/09/26‬نشرة قرارات محكمة النقض‪ ،‬الجزء ‪ 43‬سنة ‪.5 2044‬‬
‫‪ 2‬قرار رقم ‪ 403‬صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض بتاريخ ‪ 23/02/4982‬منشور باملجلة املغربية للقانون ع ‪ 44‬ص‪.23 :‬‬
‫‪30‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أما فيما يتعلق بالدفع باألمية و إن كان املشرع لم يعرف هذه األخيرة في الفصل ‪ 422‬من قانون‬
‫االلتزامات و العقود إال ان محكمة النقض حددت مفهوم األمي في الشخص الذي ال يعرف اللغة التي‬
‫تم تحرير العقد بها و قد ذهبت املحكمة املذكورة في قرار لها "وحيث أنه بمقتض ى الفصل ‪ 422‬املحتج‬
‫بخرقه فإن كل التزام من طرف األميين ال يعتبر إال إذا تلقاه موثقون أو موظفون مأذون لهم بذلك و‬
‫االستقالة التزام من األجير بفسخ عقد العمل الذي يربطه بمشغله‪ ،‬و ادعاء األمية بجهل اللغة التي‬
‫كتبت بها االستقالة يلزم قضاء املوضوع بالتقيد بمقتضيات هذا الفصل و انه حين بت على النحو‬
‫املذكور قد خرق مقتضياته مما يعرضه للنقض و من غير حاجة لبحث باقي الوسائل‪.1‬‬
‫هذا وإن كانت املادة ‪ 34‬توجب املصادقة على توقيع األجير املضمن باالستقالة حيث سار‬
‫العمل القضائي على عدم االعتداد بها في حالة عدم املصادقة‪ ،‬فيبدو من الواضح أن تنصيص املشرع‬
‫على هذا املقتض ى كان يروم إلعطاء األجير األمي مدة زمنية كافية للتقص ي ومعرفة مضمون الوثيقة‬
‫التي وقع عليها‪ ،‬بل زيادة على هذا ذهبت محكمة النقض إلى أن "التصديق ليس دليال على معرفة‬
‫مضمون االستقالة حيث جاء في قرار لها" وحيث أن طالب النقض أكد أمام محكمة االستئناف أنه‬
‫أمي يجهل اللغة الفرنسية التي حررت بها ورقة االستقالة من طرف املطلوبة في النقض‪ ،‬وأنه لم يسبق‬
‫أن قدم استقالته إال أن محكمة االستئناف من غير البحث في األمية اعتبرت ذهاب الطاعن للمصالح‬
‫املختصة للتعريف بإمضائه دليل على معرفته بمحتوى الوثيقة‪ ،‬مع ذلك ال يضفي عليها أثرها‬
‫القانوني‪ ،‬ما دامت مقتضيات الفصل ‪ 422‬من ق‪ .‬ل‪ .‬ع لم تطبق‪ ،‬مما جعل القرار املطعون فيه غير‬
‫مرتكز على أساس قانوني خارقا ملقتضيات الفصل املذكور ومعرضا للنقض‪.2‬‬
‫وفي األخير نشير إلى أن االستقالة تصرف شكلي ال يمكن إثباتها بشهادة الشهود أو القرائن‬
‫عكس املغادرة التلقائية التي تعد واقعة مادية يجوز إثباتها بكافة الوسائل مما يترتب عليه آثارا وخيمة‬
‫كما سنرى فيما يلي‪.‬‬

‫‪ 1‬قرار املجلس األعلى رقم ‪ 253‬بتاريخ ‪ 04/05/4992‬م‪ .‬ج‪ .‬ع ‪.9292/90‬‬


‫‪ 2‬قرار املجلس األعلى الصادر بتاريخ فاتح فبراير ‪ 4993‬م‪ .‬ج‪ .‬ع ‪.9334/90‬‬
‫‪31‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬املغادرة التلقائية‪:‬‬

‫املغادرة التلقائية كثيرة الوقوع في الحياة العملية‪ ،‬فكثيرا ما تعرض على املحاكم دعاوى أجراء‬
‫يدعون بأنهم كانوا ضحية طرد تعسفي ويطالبون بالتعويضات املستحقة لهم قانونا‪ ،‬ويدفع بأن‬
‫املشغل بأن األجير هو الذي غادر عمله من تلقاء نفسه وبمحض إرادته وأنه لم يتعرض ألي طرد‬
‫تعسني‪.‬‬
‫األمر الذي يكون معه املشغل ملزما بإثبات ذلك‪ ،‬وهو ما تم التنصيص عليه من طرف املشرع‬
‫املغربي بمقتض ى الفقرة الثانية من املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل التي جاء فيها‪ ":‬يقع على عاتق املشغل‬
‫عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل‪ ،‬كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير‬
‫لشغله"‪.‬‬
‫هذا التوجه التشريعي يعتبر األساس القانوني ملوقف القضاء املغربي بهذا الخصوص فمحاكم‬
‫املوضوع تطبق هذا التوجه في جل قراراتها وأحكامها‪ ،‬وحيث عن املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل أكدت‬
‫أن عبء اإلثبات يقع على املشغل عندما يدعي مغادرة األجير لشغله تلقائيا‪.‬‬
‫وحيث إن املغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما فيها شهادة‬
‫الشهود "‪.‬‬
‫هذا التوجه سارت عليه محكمة النقض‪ ،‬إذ جاء في أحد قراراتها ما يلي‪ " :1‬حيث إنه من الثابت‬
‫من وقائع النازلة أن املطلوبة في النقض دفعت بمغادرة األجيرة لعملها تلقائيا بعد رفضها العمل‬
‫بالتوقيت الجديد‪ ،‬وأنه طبقا ملقتضيات املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل فإن عبء إثبات املغادرة يقع على‬
‫عاتق املشغل‪ ،‬ومحكمة املوضوع بتأييدها للحكم املستأنف تكون قد تبنت تعليالته املعتمدة على‬
‫شهادة الشاهد (ق‪.‬ع) املستمع إليه ابتدائيا طبقا للقانون والذي لم تكن شهادته محل أي ملحوظ‬
‫وتفيد قيام املدعية (الطالبة) بمغادرة عملها بعد رفضها العمل بالتوقيت الجديد واستعمال سلطتها‬
‫التقديري في األخذ بشهادة الشاهد املذكور والتي ال رقابة عليها من طرف محكمة النقض إال من حيث‬

‫‪ 1‬قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 4356‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪ 2042‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 2042/2/5/243‬آورده‪ :‬عمر ازوکار‪،‬‬
‫قضاء محكمة النقض في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،2043‬ص‪.242 :‬‬
‫‪32‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التعليل‪ ،‬كما أنه ال يوجد أي نص قانوني يلزم املشغل بإنذار املدعية بالرجوع إلى ملها عند مغادرتها‬
‫له تلقائيا‪ ،‬فيكون القرار قد تم تعليله بما فيه الكفاية وطبقا لقانون‪ ،‬والوسيلة ال سند لها‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬يتضح أن هذا التوجه التشريعي والقضائي جعال عبء إثبات املغادرة‬
‫التلقائية على عاتق املشغل‪ ،‬وهذا املوقف يرفع كل لبس أو غموض قد يؤثر سلبا على طبيعة إنهاء‬
‫العالقة الشغلية لكون املشغل بمجرد أن يدعي أن األجير قد تغيب عن العمل‪ ،‬أو انه ارتكب خطأ‬
‫جسيما يمنعه من املطالبة بأي تعويض‪.1‬‬
‫تعد املغادرة التلقائية من اهم املواضيع التي تحتاج إلى املزيد من التدقيق والتقنين التشريعي‪.‬‬
‫وذلك ألن أغلب القضايا املعروضة على املحاكم في مجال املنازعات العمالية الفردية تدور حول‬
‫موضوع املغادرة التلقائية كما سبق الذكر والتي تؤدي في الكثير من األحيان إلى ترجيح كفة النزاع‬
‫لصالح املشغل الذي يكون دائما طرفا مدعى عليه في هذا النوع من النزاعات‪ .‬و بحكم تراكم االجتهادات‬
‫القضائية في هذا املوضوع و الذي افرز العديد من الوسائل املتاحة أمام املشغل إلثبات مغادرة األجير‬
‫تلقائيا العمل أو ما يعرف كذلك بترك العمل او االستقالة الضمنية‪ ،‬بحيث أصبحت وسائل اإلثبات‬
‫في هذا الشق من املنازعات سهلة ويسيرة في يد املشغل‪ ،‬مما يسلك في غالب األحيان طريق التخلص‬
‫من األجير غير املرغوب فيه داخل املقاولة بأن ينسب إليه هذه الواقعة املادية بعد طرده تعسفيا –‬
‫واقعة املغادرة التلقائية ‪ -‬كلما توجه هذا األخير إلى املحكمة قصد إنصافه من آثار الفصل التعسفي‬
‫الذي طاله من دون وجه حق و من دون مبرر مشروع يستوجب ذلك‪ .2‬واملشرع املغربي لم يقم بتعريف‬
‫املغادرة التلقائية كما لم يوردها ضمن األخطاء الجسيمة الواردة ‪ -‬على سبيل املثال‪ -‬ضمن املادة ‪39‬‬
‫من مدونة الشغل عكس ما كان عليه في النظام النموذجي لسنة ‪ 4948‬والذي اعتبر أن املغادرة‬
‫التلقائية خطأ جسيم صادرا عن األجير (الفصل السادس)‪ ،‬بينما ذهبت محكمة النقض في ظل مدونة‬
‫الشغل الحالية إلى اعتبارها استقالة ضمنية‪ ،‬وقد جاء أن أكدت تعليل حكم محكمة االستئناف على‬
‫أن األجير الذي يرغب في إنهاء العالقة الشغلية له ذلك إما عن طريق تقديم استقالته للمشغل أو‬

‫‪ 1‬رشيد الطويلي‪ ،‬إثبات املغادرة التلقائية للجير من الشغل في ضوء العمل القضائي مجلة املعرفة القانونية والقضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة‬
‫‪ ،2042‬ص‪.422 :‬‬
‫‪ 2‬هدى قصيبي "مرجع سابق" ص‪.62 :‬‬
‫‪33‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بمغادرته ملقر العمل تلقائيا و تخليه عنه برضاه و بإرادته املنفردة‪ ،‬مما يتضح معه أن محكمة النقض‬
‫قد ساوت بين املغادرة التلقائية كواقعة مادية و االستقالة كتصرف قانوني من حيث اآلثار‪ 1‬هذا وتثير‬
‫املغادرة التلقائية عدة إشكاالت فيما يتعلق بإثباتها‪ ،‬حيث يتبين من مقتضيات املادة ‪ 63‬من مدونة‬
‫الشغل أن املشرع ألقى بعبء اإلثبات على املشغل إذا ما قام هذا األخير بادعاء مغادرة األجير لعمله‪.‬‬
‫غير أن عبء اإلثبات ينقلب على األجير‪ ،‬في حالة ما إذا ما تمكن املشغل من إقامة الدليل على‬
‫مغادرة العامل من تلقاء نفسه و ادعى هذا األخير أنه كان في رخصة قانونية و عند رجوعه إلى العمل‬
‫تم منعه حيث جاء في قرار ملحكمة النقض "‪ ...‬املحكمة ملا ثبت لديها من خالل جلسة البحث‬
‫واالستماع إلى الشاهد املكلف بالعمال داخل املؤسسة‪ ،‬وفي إطار املهام النوطة به أن األجيرة استفادت‬
‫من عطلتها السنوية ولم ترجع إلى العمل وهي املكلفة بإثبات رجوعها و التحاقها بالعمل بعد انتهاء‬
‫الرخصة واملحكمة ملا أعطت تكييفا للنازلة على أساس أنه مغادرة تلقائية يكون قرارها مرتكزا على‬
‫أساس‪ .2‬مما يجب التذكير به هو كون املغادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بكافة الوسائل بما‬
‫في ذلك شهادة الشهود و هذا ما درج عليه العمل القضائي‪ ،‬جاء في قرار ملحكمة النقض "حيث أن‬
‫املحكمة ملا ثبت لديها من خالل جلسة البحث و االستماع إلى الشاهدة أن األجير يعمل معها بنفس‬
‫املكتب و أنه تسلم أجرته يوم ‪ 2003/42/48‬عن شهر نوفمبر و بقي يومين ثم انصرف و لم يعد‬
‫للعمل‪ ،‬و أكد الشاهد الثاني ما أكدته الشاهدة األولى حيث تسلم أجرته الشهرية و لم يعد للعمل‪ ،‬و‬
‫بغض النظر عن رسالة اإلنذار التي توصل بها الطاعن أو لم يتوصل بها فإن املحكمة اعتمدت شهادة‬
‫الشهود في إثبات املغادرة التلقائية مما يجعل القرار مرتكزا على أساس‪.3"..‬‬
‫مما يدفعنا للتساؤل عن مدى صواب األخذ بشهادة الشهود كوسيلة إلثبات مغادرة األجير‬
‫لعمله‪ ،‬ذلك أن هؤالء الشهود هم غالبا ما تربطهم عالقة تبعية باملشغل‪ ،‬فهل يمكن أن يقوم أجير‬
‫بالشهادة ضد رب العمل‪ ،‬مما يعرض حقوق العمال للضياع خاصة عند االعتماد على شهادة الشهود‬
‫بشكل كامل كما في القرار أعاله‪.‬‬

‫‪ 1‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 4352‬بتاريخ ‪ 24/06/2042‬امللف االجتماعي عدد ‪.4428/5/4420‬‬


‫‪ 2‬قرار عدد ‪ 305‬الصادر عن الغرفة االجتماعية ملحكمة النقض بتاريخ ‪.2005/03/23‬‬
‫‪ 3‬قرار عدد ‪ 454‬الصادر عن الغرفة االجتماعية ملحكمة النقض بتاريخ ‪2005/04/22‬‬

‫‪34‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في نفس السياق يمكن إثبات املغادرة التلقائية من طرف املؤاجر عن طريق رسالة الرجوع التي‬
‫ينذر فيها األجير برجوعه إلى العمل داخل أجل يوم أو يومين تحت طائلة اعتباره مستقيال‪ ،‬و لكي يعتد‬
‫بهذا اإلنذار يجب أن يتوصل به األجير بصفة قانونية و قبله رفعه للدعوى و إال اعتبر عديم األثر‪،‬‬
‫وتطرح هذه الطريقة إشكاالت في حالة كون املشغل س يء النية كلجوء هذا األخير إلى منع األجير من‬
‫االلتحاق بعمله بعد إنذاره بالعودة للعمل‪ ،‬حيث يكون العامل ملزما بإثبات هذا املنع و غالبا ما يعجز‬
‫عن ذلك‪ ،‬وفي هذا الصدد ذهبت محكمة النقض إلى أن "عدم إثبات األجير أنه التحق بعمله بعد‬
‫مطالبته بذلك أمام مفتش الشغل‪ ،‬و رغم توصله باإلنذار بالرجوع إلى العمل و عدم إدالئه بما يثبت‬
‫أنه قد أجبر على تقديم استقالته يجعله هو من أنهى عقد الشغل بإرادته املنفردة و ال يستحق تبعا‬
‫لذلك أي تعويض‪.1‬‬
‫و إذا كان املشغل يعفى من سلوك مسطرة الفصل التأديبي املنصوص عليها في املواد ‪ 62‬و‪63‬‬
‫و ‪ 64‬من مدونة الشغل‪ ،‬في حالة ادعائه املغادرة التلقائية للجير ذلك منوط بعدم قيام هذا األخير‬
‫برفع دعوى قضائية يدعي فيها فصله تعسفيا حيث قضت املحكمة االبتدائية بوجدة ما يلي‪" :‬حيث‬
‫دفعت الجهة املدعى عليها بمغادرة املدعي لعمله تلقائيا و امتناعه عن الرجوع إلى العمل رغم توصله‬
‫باإلشعار اسطة املفوض القضائي و حيث أن املستقر عليه قضاء أن توصل األجير باإلنذار إلى الرجوع‬
‫إلى العمل بعد لجوئه للمطالبة بحقوقه هو طلب جديد من حق األجير رفضه وعدم االمتثال له‪،‬‬
‫وحيث أنه تبقى بذلك املغادرة التلقائية غير ثابتة في حق املدعي‪ ،‬األمر الذي يجعل الدفع املثار بهذا‬
‫الخصوص غير مؤسس ويتعين رفضه‪.2‬‬
‫بقي في األخير أن نشير إلى أن املغادرة التلقائية تعتبر سببا كافيا ومشروعا إلنهاء الرابطة‬
‫الشغلية من غير حصول األجير على أية تعويضات باستثناء تلك الحقوق املتعلقة بعقد الشغل‬
‫كاألجرة غير املؤداة والعطلة السنوية غير املؤدى عنها وشهادة العمل‪.‬‬

‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 2225‬الصادر بتاريخ ‪2042/44/22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬حكم املحكمة االبتدائية بوجدة رقم ‪ 43/320‬الصادر بتاريخ ‪2043/42/44‬‬


‫‪35‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب إنهاء عقد الشغل العائدة للمشغل‪:‬‬

‫من املعلوم أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف األجير أثناء أو بمناسبة قيامه بعمله يؤدي عمليا‬
‫وبأمر من املشرع املغربي إلى طرد األجير‪ ،‬وبالتالي فقده العديد من االمتيازات والحقوق التي يعترف لها‬
‫بها القانون االجتماعي في حالة إنهاء عقد الشغل بكيفية عادية‪ ،‬كان هنالك تعسف في اإلنهاء من‬
‫صاحب العمل أو تم اإلنهاء بطرق مشروعة‪.‬‬
‫ونظرا لخطورة اآلثار القانونية التي تترتب عادة على صدور خطا جسيم من طرف األجير‪ ،‬فقد‬
‫تكفل املشرع نفسه بوضع العديد من األحكام التشريعية الخاصة بهذا الخطأ‪ .‬فإن املحاكم املغربية‬
‫وبمختلف درجاتها تتخبط في نزاعات ال تقع تحت حصر تتصل بكيفية مباشرة أو غير مباشرة بالخطأ‬
‫الجسيم‪ ،‬من حيث مفهومه ومن حيث إجراءاته ومن‬
‫حيث إثباته ومن حيث تكييفه ومن حيث مختلف آثاره‪.1‬‬
‫كما أن املؤسسة الشغلية قد تتعرض في سيرها العادي ظروف اقتصادية خانقة‪ ،‬أو أسباب‬
‫تقنية ملحة ال يمكن مجابهتها إال بالتخلص من األجراء‪ ،‬كلهم أو بعضهم‪.‬‬
‫ومخافة أن يستند صاحب العمل إلى أسباب جد واهية‪ ،‬أو إلى أسباب غير حقيقية يستطيع‬
‫عن طريقها أن يتخلص من األجراء أو املستخدمين غير املرغوب فيهم داخل املؤسسة‪ ،‬فإن املشرع قد‬
‫فرض مراقبة إدارية مسبقة وكل إجراء من هذا القبيل‪.‬‬
‫لقد نصت املادة ‪ 35‬من مدونة الشغل على أنه «يمنع فصل األجير دون مبرر مقبول إال إذا كان‬
‫املبرر مرتبطا بكفاءته أو بسلوكه في نطاق الفقرة األخيرة من املادة ‪ 32‬واملادة ‪ 39‬أدناه‪ ،‬أو تحتمه‬
‫ضرورة سير املقاولة في نطاق املادتين ‪ 66‬و‪ 62‬أدناه»‪.‬‬
‫وبالتالي يتضح أن أسباب فصل األجير إما أن تكون مرتبطة بكفاءته أو سلوكه أو ما يطلق عليها‬
‫أسباب شخصية (أوال) أو أن تتعلق بضرورة سير املقاولة ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية‪،‬‬
‫أو ما يطلق عليها األسباب املوضوعية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ " ،‬التعسف في إنهاء عقد الشغل – دراسة مقارنة –" دون ذكر مكان الطبع‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،4992‬ص‪.56 – 55 :‬‬
‫‪36‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب الشخصية‪:‬‬

‫يعتبر عقد الشغل موقوفا في الحالة التي يمارس فيها املشغل سلطته التأديبية على أجرائه عند‬
‫اإلخالل بااللتزامات التي يقررها النظام الداخلي أو املقتضيات القانونية‪ ،‬خاصة عندما تتخذ‬
‫الجزاءات املوقعة صورة توقيف عن الشغل ملدة ال تتجاوز ثمانية أيام‪ ،‬وذلك بعد استنفاذ عقوبتي‬
‫اإلنذار والتوبيخ األول‪.1‬‬
‫فاملشغل في هذه الحالة هو الذي يتخذ مبادرة الفصل الرتكاب األجير الخطأ الجسيم‪ ،‬فهل هو‬
‫املطالب بإثبات السبب الذي دفعه إلى هذا الفعل؟ أم أن األجير هو الذي عليه إثبات أن املشغل‬
‫سبب له ضررا عندما مارس حقه بشكل تعسفي؟‬
‫بالنسبة لإلنهاء املستند على سلوك األجير‪:‬‬
‫فهو يتمثل في أن يصدر عن األجير خطأ جسیم‪ ،‬أو أن يستنفذ املشغل العقوبات التأديبية‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 32‬داخل أجل سنة‪.2‬‬
‫وقد وردت األخطاء الجسيمة الصادرة عن األجير على سبيل املثال بمدونة الشغل‪ ،‬نظرا‬
‫لتعلقها بالواقع‪ ،‬حيث ال يمكن وضع حصر لهذه األخطاء‪ ،‬كما يبدو من غير املنطقي أن يتدخل املشرع‬
‫فور بروز خطأ يعد جسيما إليراده ضمن األخطاء الواردة في مدونة الشغل‪.3‬‬

‫‪ 1‬مصطفى حتيتي‪ ،‬القانون االجتماعي عالقات الشغل الفردية ‪-‬مطبعة سيليكي إخوان طنجة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2006- 2005‬ص‪.464 :‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 38‬من مدونة الشغل‪ " :‬يتبع املشغل بشأن العقوبات التأديبية مبدأ التدرج في العقوبة‪ .‬ويمكن له بعد استنفاذ هذه العقوبات داخل‬
‫السنة أن يقوم بفصل األجير؛ ويعتبر الفصل في هذه الحالة فصال مبررا"‪.‬‬
‫‪ 3‬والتي تنص على أنه‪" :‬تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل‪ ،‬األخطاء التالية املرتكبة من طرف األجير‪:‬‬
‫‪ -‬ارتكاب جنحة ماسة بالشرف‪ ،‬أو األمانة‪ ،‬أو اآلداب العامة‪ ،‬صدر بشأنها حكم نهائي وسالب للحرية ‪ -‬إفشاء سر منهي نتج عنه ضرر للمقاولة‬
‫‪ -‬ارتكاب األفعال التالية داخل املؤسسة أو أثناء الشغل – السرقة ‪ -‬خيانة األمانة ‪ -‬السكر العلني ‪ -‬تعاطي مادة مخدرة ‪ -‬االعتداء بالضرب ‪-‬‬
‫السب الفادح ‪ -‬رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر ‪ -‬التغيب بدون مبرر ألكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خالل‬
‫االثني عشر شهرا ‪ -‬إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو املواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح ‪ -‬ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة‬
‫مادية جسيمة للمشغل ‪ -‬عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة املؤسسة ترتبت عنها خسارة جسيمة ‪-‬‬
‫التحريض على الفساد ‪ -‬استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني املوجه ضد أجير أو مشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير املقاولة‪.‬‬
‫يقوم مفتش الشغل في هذه الحالة األخيرة بمعاينة عرقلة سير املؤسسة وتحرير محضر بشأنها‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وحيثما صدر عن األجير خطأ جسيم فيمكن للمشغل فصله دون مراعاة ألجل اإلخطار وال‬
‫تعويض عن الفصل أو الضرر‪ 1‬مع مراعاة مقتضيات املادتين ‪ 62‬التي تنص على إتاحة فرصة للجير‬
‫للدفاع عن نفسه‪.2‬‬
‫هذا ويقع عبء إثبات وجود مبرر مقبول لفصل األجير على عاتق األجير‪ ،‬طبقا ملقتضيات املادة‬
‫‪ 63‬التي نصت في فقرتها الثانية على أن أنه "يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول‬
‫للفصل‪ ،‬كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير لشغله"‪.‬‬
‫أما اإلنهاء املستند لخلل في كفاءة األجير فيعتبر كذلك مبررا مشروعا إلنهاء عقد الشغل حسب‬
‫منطوق املادة ‪ ،35‬ومع عدم وجود معيار يرجع إليه لتقييم تلك الكفاءة‪ ،‬فتبقى السلطة التقديرية‬
‫لقضاة املوضوع للقول بمشروعية الفصل املستند على هذا السبب من عدمها‪ .‬في هذا الصدد يبدو‬
‫من األسلم االعتماد على نقصان الكفاءة الفادح والجسيم التخاذ إجراء الفصل املباشر‪ ،‬وذلك قياسا‬
‫على اعتداد املشرع بالخطأ الجسيم التخاذ هذا اإلجراء‪.‬‬
‫أما نقصان الكفاءة الطفيف أو الذي ال يرقى لحد الجسامة فيمكن أن يتم سلوك املسطرة‬
‫التأديبية في شأنه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انهاء عقد الشغل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية‬

‫(موضوعية)‪:‬‬

‫إذا كان عقد الشغل يمكن أن ينتهي ألسباب عامة‪ ،‬يشترك فيها مع غيره من العقود األخرى‪ ،‬أو‬
‫يشترك فيها كل من العقد محدد املدة وغير محدد املدة‪ ،‬ثم أسباب خاصة بكال العقدين‪ ،‬فإن مدونة‬
‫الشغل أوردت في الفرع السادس من الباب الخامس من القسم األول من كتابها األول‪ ،‬أسباب أخرى‬
‫لإلنهاء‪ ،‬تتمثل في األسباب التكنولوجية أو الهيكلية أو االقتصادية‪ ،‬وبصفة عامة إغالق املقاوالت في‬
‫كل حالة يستحيل معها مواصلة نشاط املقاولة‪.3‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 64‬من مدونة الشغل‪" :‬يمكن فصل األجير من الشغل‪ ،‬دون مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬ودون تعويض عن الفصل‪ ،‬وال تعويض عن الضرر‪،‬‬
‫عند ارتكابه خطأ جسيما"‪.‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 64‬من مدونة الشغل‪" :‬يمكن فصل األجير من الشغل‪ ،‬دون مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬ودون تعويض عن الفصل‪ ،‬وال تعويض عن الضرر‪،‬‬
‫عند ارتكابه خطأ جسيما"‪.‬‬
‫‪3‬عبد اللطيف خالفي‪ " ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬الجزء األول • مرجع سابق‪ ،‬ص‪.485 :‬‬
‫‪38‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ولئن كان املشرع مؤمنا بتأثير الظروف االقتصادية على املقاولة‪ ،‬سواء نتيجة التغيير‬
‫التكنولوجي أو الهيكلي‪ ،‬أو االقتصادي‪ ،‬فإنه متخوف باملقابل من استغالل املقاولة لهذا الظرف‪،‬‬
‫ولتبرر موقفها باتخاذ الفصل في حق األجراء جماعة‪ ،‬أو فرادى‪ ،‬فأوجد نصوصا قانونية‪ ،‬تهدف إلى‬
‫مراقبة املقاولة حين تعتمد في الفصل على املبرر االقتصادي‪.1‬‬
‫وبذلك نظم املشرع املغربي هذه املسطرة من خالل مسطرة تنظم فصل األجراء ألسباب‬
‫اقتصادية أو هيكلية أو تكنولوجية‪ ،‬وإغالق املقاوالت في املواد ‪ 66‬إلى ‪ 24‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهوم األسباب االقتصادية أو التكنولوجية أو الهيكلية‬
‫حدد املشرع املغربي في املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل مجموعة من األسباب التي تخول املشغل‬
‫حق الفصل الجزئي أو الكلي للجراء وتتجلى في األسباب التكنولوجية أو الهيكلية أو االقتصادية أو ما‬
‫يماثلها‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى هذه املادة يتبين أن املشرع املغربي اكتفى بسرد هذه األسباب واإلشارة إليها دون‬
‫تحديد ملفهومها أو تعريف لها مما يجعل هذه األسباب مفتوحة على عدة تأويالت‪ ،‬فما املقصود‬
‫باألسباب االقتصادية؟‬
‫في غياب تعريف تشريعي دقيق للسبب االقتصادي يرى أحد الفقه‪ 2‬أن األسباب االقتصادية‬
‫تتمثل في تلك الصعوبات املالية أو االقتصادية‪ ،‬التي قد تمر منها املؤسسة أو املقاولة املشغلة بكيفية‬
‫طارئة‪ ،‬فتؤثر على نشاطها العادي‪ ،‬وتجعلها غير قادرة على مواجهة وضعها‪ ،‬إال بالتقليص من نفقاتها‪،‬‬
‫وأعبائها‪ ،‬ومن ضمنها ذلك إعفاء كل أو جزء من أجرائها‪ ،‬حتى تتمكن من تقويم وضعها املالي‬
‫واالقتصادي‪ ،‬وتجاوز أزمتها‪ ،‬وبالتالي مواصلة نشاطها‪.‬‬
‫وجاء في تعريف آخر ألحد الفقه‪ 3‬على أنه مجموعة من العوامل التي تعرض املقاولة لصعوبات‬
‫اقتصادية‪ ،‬تتجلى في مظاهر غير محددة على سبيل الحصر من شأنها أن تؤدي إلى االنخفاض الحاد‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ " ،‬فاذون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل"‪ .‬الفردية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬طبعة يناير‬
‫‪ ،2002‬ص‪.4439 :‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف خالفي‪" ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬الجزء األول" مرجع سابق‪ ،‬ص‪.482 :‬‬
‫‪ 3‬محمد الزيني الخمي ي‪ " ،‬نظام اإلعفاء الجماعي " مساهمة ضمن أشغال الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي " دار السالم الرباط‪ :‬مارس‬
‫‪ ،2004‬ص‪.99 :‬‬
‫‪39‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في نشاط املقاولة‪ ،‬أو التوقف التام عن ممارسته‪ ،‬بحيث قد تكون الصعوبات خارجية مثل‪ :‬ارتفاع‬
‫معدل التضخم‪ ،‬انخفاض الطلب على البضاعة‪ ،‬صعوبة الحصول على االئتمان‪ ،‬نقص املواد‬
‫األولية‪ ،‬نقص أو توقف في إمدادات الصيانة‪ ،‬إجراءات السلطة العامة‪ ،‬كما يمكن أن تكون هذه‬
‫الصعوبات داخلية مثل تحديث املقاولة بوسائل جديدة‪ ،‬التحول من منتج إلى منتج آخر‪ ،‬تضخم‬
‫النفقات‪.‬‬
‫وكمثال على السبب االقتصادي اعتبر أحد الفقه‪ 1‬أن الكساد الذي يصيب السوق‪ ،‬وندرة‬
‫املواد األولية‪ ،‬أو ارتفاع ثمنها بشكل مهول‪ ،‬أو عدم اإلقبال على املادة املصنعة‪ ،‬قد تفرض على املشغل‬
‫في بعض من األحيان‪ ،‬للتخفيف من وطأة تلك الظروف‪ ،‬التخلص من بعض األجراء أو من أغلبهم أو‬
‫إقفال املقاولة بكيفية نهائية‪.‬‬
‫فحسب ما اتجهت إليه آراء الفقه فاألسباب االقتصادية هي كل الصعوبات املالية‬
‫واالقتصادية التي تمر منها املقاولة نتيجة ظروف خارجية تفرض على املشغل التخلي عن األجراء إما‬
‫كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫وإذا كانت األسباب االقتصادية‪ ،‬تعتبر سببا مبررا للفصل الجزئي أو الكلي للجراء‪ ،‬إذا احترمت‬
‫مسطرته‪ ،‬فما املقصود باألسباب الهيكلية التي قد تعترض املقاولة والتي يمكن أن تكون سببا لإلعفاء‬
‫الكلي أو الجزئي ألجراء؟ يرى أحد الفقه‪.2‬‬
‫أن األسباب التكنولوجية هي ما قد تعرفه أدوات وآليات العمل‪ ،‬بل وأساليبه‪ ،‬من تطور نتيجة‬
‫الطفرة العلمية التي يعرفها العالم‪ ،‬والتي قد يصعب على بعض األجراء استيعابها‪ ،‬أو مجاراتها‪ ،‬مما‬
‫قد يقتض ي االستغناء عنهم‪ ،‬طاملا أنه ثبت عجزهم عن مواكبة التطور التكنولوجي الذي قد تعرفه‬
‫املؤسسة أو املقاولة املشغلة‪ ،‬سواء على مستوى أدواتها ومعداتها‪ ،‬أو على مستوى أساليب وتقنيات‬
‫عملها‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور‪ " ،‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير ‪-‬دراسة تشريعية وقضائية مقارنة مرجع سابق‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪424‬‬
‫‪2‬عبد اللطيف خالفي‪ " ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬الجزء األول • مرجع سابق‪ ،‬ص‪.486 :‬‬
‫‪40‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وكأمثلة عن األسباب التكنولوجية أنه قد تلجأ املقاولة إلى استعمال تحسينات فنية ذات تقنية‬
‫عالية داخل مقاولته كاستعمال الكمبيوتر عوض الضرب على اآللة الكاتبة أو الكاميرا عوض حارس‬
‫باب املقاولة‪.1‬‬
‫‪ .2‬مسطرة اإلنهاء ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق‬
‫املقاوالت‪:‬‬
‫إذا كانت مدونة الشغل تخول املشغل في املجاالت التجارية والصناعية‪ ،‬وفي االستغالالت‬
‫الفالحية أو الغابوية وتوابعها‪ ،‬وكذلك في مقاوالت الصناعة التقليدية‪ ،‬والذي يشغل اعتياديا عشرة‬
‫أجراء أو أكثر‪ ،‬إلمكانية إنهاء عقود شغلهم غير محدد املدة‪ ،‬لدواعي تكنولوجية أو هيكلية أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬وإغالق مقاولته‪ ،‬فإنها باملقابل ألزمته لالستفادة من هذه اإلمكانية‪ ،‬بضرورة التقيد‬
‫بمجموعة من اإلجراءات املسطرية‪ ،‬التي يجب عليه احترامها‪ ،‬وإال عد اإلنهاء تعسفيا‪ ،‬وتتمثل هذه‬
‫اإلجراءات في إلزامية تبليغ واستشارة‪ ،‬بل وفي التفاوض مع مندوبي األجراء واملمثلين النقابيين‪ ،‬أو‬
‫لجنة املقاولة‪ ،‬بشأن قرار الفصل الكلي أو الجزئي للجراء ‪ ،‬ثم الحصول على إذن بهذا الفصل من‬
‫طرف عامل العمالة أو اإلقليم‪ ،‬كل هذا مع ضرورة مراعاة الفصل املأذون به‪ ،‬للعناصر املحددة قانونا‬
‫بالنسبة إلى كل فئة مهنية من األجراء‪.2‬‬
‫‪ -‬تبليغ مندوبي األجراء أو لجنة املقاولة واملمثلين النقابيين حيث ان املشغل الذي يرغب في‬
‫فصل أجرائه‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬للسباب االقتصادية أو التكنولوجية أو الهيكلية‪ ،‬يجب عليه‪ ،‬وقبل‬
‫اتخاذ قراره‪ ،‬أن يبلغ ذلك إلى مندوبي األجراء‪ ،‬واملمثلين النقابيين عند وجودهم‪ ،‬وذلك قبل شهر واحد‬
‫على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل‪ ،3‬وأن يزودهم في نفس الوقت بجميع املعلومات‬
‫الضرورية التي لها عالقة باملوضوع‪ ،‬بما فيها طبعا أسباب الفصل‪ ،‬وعدد فئات األجراء املعنيين‪،‬‬
‫والفترة التي يعتزم فيها الشروع في الفصل كما تفرض املقتضيات القانونية على املشغل أيضا استشارة‬

‫‪ 1‬مليكة بنزاهير‪" ،‬الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق املقاوالت" مجلة القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،454‬السنة ‪،2002‬‬
‫ص‪.42 :‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف خالفي‪ " ،‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬الجزء األول • مرجع سابق‪ ،‬ص‪.489 :‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مندوبي األجراء‪ ،‬أو لجنة املقاولة عند وجودها‪ ،‬إذا تعلق األمر باملؤسسات التي تشغل ما يفوق‬
‫خمسين أجيرا بكيفية اعتيادية‪ ،1‬وكذلك استشارة املمثلين النقابيين‪ ،‬والتفاوض مع الجميع‪ ،‬من أجل‬
‫تدارس اإلجراءات التي كمن شأنها أن تحول دون الفصل‪ ،‬أو تخفف من آثاره السلبية‪ ،‬بما فيها إمكانية‬
‫اإلدماج في مناصب أخرى‪. 2‬‬
‫‪ -‬الحصول على إذن عامل العمالة أو اإلقليم حيث ان مقتضيات املادة ‪ 62‬من مدونة الشغل‬
‫والتي جاء فيها‪:‬‬
‫يتوقف فصل األجراء العاملين في املقاوالت املشار إليها في املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪ ،‬كال أو‬
‫بعضا‪ ،‬ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها‪ ،‬أو ألسباب اقتصادية‪ ،‬على إذن يجب أن يسلمه‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه شهران من تاريخ تقديم الطلب من طرف املشغل إلى املندوب‬
‫اإلقليمي املكلف بالشغل‪.‬‬
‫يكون طلب اإلذن مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية وبمحضر املشاورات والتفاوض مع ممثلي‬
‫األجراء املنصوص عليه في املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل في حالة الفصل ألسباب اقتصادية‪ ،‬يكون‬
‫الطلب مرفقا‪ ،‬عالوة على الوثائق املذكورة أعاله‪ ،‬باإلثباتات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تقرير يتضمن األسباب االقتصادية التي تستدعي تطبيق مسطرة الفصل‪.‬‬
‫‪ -‬بيان حول الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير يضعه خبير في املحاسبة أو مراقب في الحسابات‪.‬‬
‫يجب على املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل أن يجري كل األبحاث التي يعتبرها ضرورية وأن‬
‫يوجه امللف‪ ،‬داخل أجل ال يتعدى شهرا واحدا من تاريخ توصله بالطلب‪ ،‬إلى أعضاء لجنة إقليمية‬
‫براسها عامل العمالة أو اإلقليم لدراستها والبت فيها في األجل املحدد أعاله‪.‬‬
‫يجب أن يكون قرار عامل العمالة أو اإلقليم معلال ومبنيا على الخالصات واالقتراحات التي‬
‫توصلت إليها اللجنة املذكورة "‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 464‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫‪ 2‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الضوابط الشكلية إلنهاء عقد الشغل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫سنتطرق في هذا املطلب الى اجل االخطار (الفقرة األولى) ثم إلى إجراءات الفصل (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬أجل االخطار‪:‬‬

‫اإلخطار هو تصرف قانوني انفرادي‪ ،‬بمقتضاه يعبر أحد املتعاقدين املشغل او االجير عن‬
‫إرادته في انهاء عقد الشغل الرابط بينهما‪.1‬‬
‫فقد نظم املشرع أجل اإلخطار ضمن املواد من ‪ 43‬إلى ‪ 54‬من مدونة الشغل‪ ،‬أما بخصوص‬
‫مدد أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل الغير محدد املدة بإرادة منفردة فقد حددتها املادة األولى من‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.04.469‬الصادر في ‪ 29‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫أوال‪ :‬أجل اإلخطار بالنسبة للعقد محدد املدة‪:‬‬

‫حسب املادتين ‪ 43‬و‪ 54‬من مدونة الشغل ومرسوم سنة ‪ 2004‬في مادته األولى نجد اإلشارة إلى‬
‫أن أجل اإلخطار يتعلق بالعقد غير محدد املدة واألمر منطقي ألن العقد محدد املدة يفترض في‬
‫الطرفين وعلمهما املسبق بتاريخ حلول أجله‪ ،‬وبالتالي ال فائدة من النص على أجل اإلخطار‪.2‬‬
‫ولكن في الواقع العملي طرح هذا مجموعة من اإلشكاليات في العديد من الحالت منها مثال ازدياد‬
‫نشاط املقاولة بكيفية مؤقتة أو إذا كان الشغل ذو طبيعة موسمية بحيث ال يمكن التكهن فيها بطرقة‬
‫قطعية في تاريخ االنتهاء ففي هذه الحالت يمكن االتفاق على أجل إخطار‪ ،‬بحيث جرت العادة في عرف‬
‫العالقات الشغلية أن يشعر املشغل األجير بانتهاء العقد وهي مدة ال يمكن أن تقل عن ‪ 8‬أيام وذلك‬
‫حسب املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الفكاك‪ ،‬الفسخ باإلرادة املنفردة في عقد العمل الفردي دراسة مقارنة‪ ،‬ص‪.445 :‬‬
‫‪ 2‬محمد سعيد بناني قانون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية الجزء الثاني املجلد الثاني‪ ،‬ص‪4224 :‬‬

‫‪43‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬أجل اإلخطار يف العقد الغري محدد املدة‪:‬‬

‫انطالقا من املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل فإن مهلة اإلخطار لصيقة بإنهاء العقد الغير محدد‬
‫املدة وأنها من النظام العام‪ ،‬وأن لها مدة ال يمكن أبدا أن تنزل عنها ومع العلم أننا امام نص عام‬
‫يخاطب كل من املشغل واألجير في نفس الوقت‪.‬‬
‫مدد االخطار‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫فحسب املادة ‪ 4‬من مرسوم سنة ‪ 29‬ديسمبر‪ 2004‬فقد حدد أجل اإلخطار‪:‬‬
‫بالنسبة للطر ومن شابههم حسب أقدميتهم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أقل من سنة شهر واحد‪.‬‬
‫من سنة إلى ‪ 5‬سنوات شهران‪.‬‬
‫أكثر من ‪ 5‬سنوات ‪ 3‬أشهر‪.‬‬
‫بالنسبة للمستخدمين والعمال حسب أقدميتهم‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أقل من سنة ‪ 8‬أيام‪.‬‬
‫من سنة إلى ‪ 5‬سنوات شهر واحد‪.‬‬
‫أكثر من ‪ 5‬سنوات شهران‪.‬‬
‫بحيث تعتبر هذه املدد حدود أدني ال يمكن النزول عنها ولكن يمكن الزيادة فيها بما يخدم‬
‫مصلحة األجير‪ ،‬إما بواسطة اتفاق فردي او اتفاقية جماعية او عرف إن وجد‪.1‬‬
‫ويبتدئ احتساب أجل اإلخطار تبعا للمادة ‪ 44‬من مدونة الشغل من اليوم املوالي لتاريخ علم‬
‫الطرف اآلخر به بحيث أن املشرع ترك كيفية اإلخطار أو املسطرة املتبعة لحرية الطرفين‪ .‬اال أن‬
‫املشغل إن كان باستطاعته مبدئيا إخطار االجير فإن هناك حاالت ال تسمح له باتخاذ هذا القرار إال‬
‫بعد التوفر على إذن الجهة املختصة‪ ،‬فمثال فصل مندوب االجراء او طبيب الشغل يقتض ي الحصول‬
‫على رأي مفتش الشغل وبالتالي فإن احتساب أجل اإلخطار في هذه الحالة يبتدئ من تاريخ الحصول‬
‫على اإلذن‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد الكشبور إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل إلحكام الفصل التعسفي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما أن الفصل الجماعي يقتض ي الحصول على إذن عامل العمالة أو اإلقليم وفي ذلك ما‬
‫يستدعي احتساب اجل اإلخطار من بداية الحصول على هذا اإلذن‪.1‬‬
‫اإلعفاء القانوني من احترام أجل اإلخطار‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫إعفاء الطرفين من االلتزام بمهلة اإلخطار في حالة القوة القاهرة حسب املادة ‪.43‬‬ ‫أ)‬
‫ب) إعفاء الطرفين من مهلة اإلخطار بسبب الخطأ الجسيم‪.‬‬
‫إن ارتكاب خطأ حسب املادة ‪ 43‬يعفي الطرف اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار‪.‬‬
‫اإلعفاء من مهلة االخطار في إطار املادة ‪ 43‬من مدونة الشغل املتعلقة بفترة االختبار‬ ‫ج)‬
‫تنص املادة ‪ 43‬على انه في فترة االختبار هي الفترة التي يمكن خاللها الحد الطرفين إنهاء عقد ة الشغل‬
‫بإرادته دون أجل االخطار وال تعويض وذلك إذا قض ى األجير داخل املقاولة اقل من اسبوع على األقل‬
‫أو في حالة قضاء أسبوع داخل املقاولة فهو يستحق أجل لإلخطار يتمثل في‪:‬‬
‫يومين قبل اإلنهاء إذا كان من اإلجراء الذين يتقاضون أجورهم باليوم أو األسبوع أو كل ‪ 45‬يوم‬
‫‪ 8‬أيام قبل اإلنهاء إذا كان ممن يتقاضون اجورهم بالشهر‪.‬‬
‫توقف أجل اإلخطار‪:‬‬ ‫‪)3‬‬
‫حسب املادة ‪ 45‬من مدونة الشغل فإن أجل اإلخطار يتوقف في حالتين‪:‬‬
‫حالة عجز األجير مؤقتا عن الشغل إذا تعرض لحادثة شغل أو مرض منهي ما قبل وضع الحامل‬
‫لحملها أو ما بعده وفق املدد املنصوص عليها في املادتين ‪ 454‬و‪.456‬‬
‫وضعية طرفي العقد أثناء أجل اإلخطار‪:‬‬ ‫‪)4‬‬
‫وجوب تنفيذ االلتزامات الناتجة عن عقد الشغل جسيم من أحد املتعاقدين‪.‬‬ ‫أ)‬
‫أما األجير حسب املادة ‪ 64‬و‪ 43‬او من طرف املشغل أثناء مهلة اإلخطار يبقى العقد قائما‬
‫بوصفه غير محدد املدة ويترتب على ذلك ان كل من الطرفين يحتفظ بنفس الحقوق ونفس االلتزامات‬
‫الناشئة عن العقد‪.2‬‬

‫‪ 1‬محمد سعيد بناني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬

‫‪ 2‬موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي ص‪ 86 :‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فاألجير ملزم بمواصلة أداء الشغل واملشغل وملزم بأداء األجر‪ ،‬ذلك ان العقد ال ينتهي قانونيا‬
‫إال عند انتهاء آخر يوم من مدة اإلخطار ‪ ،‬وذلك حسب املادة ‪ 42‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫ب) تغيب األجير من البحث عن عمل العتبارات اجتماعية بالخصوص سمح املشرع للجير‬
‫الذي اشعر بإنهاء عقد الشغل ان يتغيب ملدة ساعتين خالل اليوم الواحد للبحث عن شغل جديد‬
‫دون ان يتعدى عدد ساعات التغيب ‪ 8‬سعات في االسبوع او ‪ 30‬ساعة في ‪ 30‬يوم متوالية‪ ،‬إذا كان‬
‫األجير يشتغل في مؤسسة أو مقاولة أو ورشة تبعد عن املدينة ‪ 40‬كيلومتر على األقل جاز له أن يتغيب‬
‫‪ 4‬ساعات متوالية في يوم واحد وملرتين في األسبوع الواحد‪ ،‬بل ويمكنه أن يتغيب ملدة ‪ 8‬ساعات متوالية‬
‫في االسبوع الواحد وذلك حسب املادتين ‪ 48‬و‪.49‬‬
‫وقد قرر املشرع في هذا الصدد ان الساعات التي يتغيب فيها األجير للبحث عن عمل جديد‬
‫يؤدى عنها االجر كامال مثل ما كانت تأدية األجر بالنسبة للعمل الفعلي الذي ينجزه عادة داخل‬
‫املؤسسة‪ .‬حسب املادة ‪ 50‬من مدونة الشغل فإن االجير الذي يجد عمال جديدا يجب عليه ان يخبر‬
‫مشغله بذلك ويتوقف حال عن التغيب وإال فقد كل حق في مهلة اإلخطار وفي التعويض‪ ،‬كما يفقد‬
‫الجير الحق في التغيب متى اتضح يقينا بأنه ال يبحث أثناء تغيبه عن شغل جديد‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وجوب احرتام اجراءات الفصل‪:‬‬

‫إضافة إلى ضابط اإلخطار‪ ،‬فإن املشغل ملزم باحترام اجراءات الفصل عن العمل‪ ،‬والتي‬
‫تختلف بحسب ما إذا كان الفصل تأديبيا (أوال) أو كانت تستدعيه اسباب اخرى (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات التأديبية وإجراءات الفصل التأديبي‪:‬‬

‫العقوبات التأديبية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬


‫نظرا ملا للعقوبات التأديبية من خطورة بالغة على الحياة املهنية للجراء وعلى استقرار عالقات‬
‫الشغل‪ ،‬فقد تناولت مدونة الشغل تحديدها وتدرجها بحسب جسامة املخالفة املرتكبة من طرف‬
‫االجير ‪ ,‬حيث حددت املادة ‪ 32‬من م‪.‬ش العقوبات التأديبية وأضافت اليها املادة ‪ 38‬عقوبة اخرى بعد‬
‫استنفاد تلك العقوبات وهي عقوبة الفصل عن العمل وبناء على املادتين ‪ 32‬و ‪ 38‬من م‪.‬ش فإن‬

‫‪ 1‬حسن كيرة اصول قانون العمل‪ ،‬ص‪.226 :‬‬

‫‪46‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العقوبات التي يمكن ان يتعرض إليها األجير في حالة ارتكابه لخطا تأديبي‪ ,‬يمكن تقسيمها إلى عقوبات‬
‫معنوية‪ ،‬وعقوبات ذات طابع منهي فبخصوص العقوبات املعنوية يقصد بها تلك التي ال يكون لها تأثير‬
‫مادي مباشر على مركز االجير املتخذ االجراء التأديبي في حقه أو تكون مقدمة التخاذ إجراءات تأديبية‬
‫أشد مستقبال إذا تمادى األجير في ارتكاب نفس املخالفة التأديبية وغيرها‪ ،1‬والعقوبات املعنوية حسب‬
‫املادة ‪ 32‬من م‪.‬ش هي االنذار ثم التوبيخ‪ ,‬ويعتبر االنذار اول عقوبة تأديبية يمكن أن يلجأ إليه املشغل‬
‫احتراما ملبدأ التدرج في العقوبات‪ ،‬أما التوبيخ يكون عند ارتكاب األجير لخطا ثاني أو ثالث أو رابع‪.‬‬
‫أما بخصوص العقوبات املهنية فقد ال يقتصر األمر على العقوبات املعنوية‪ ،‬ذلك أن األجير‬
‫قد يعود إلى ارتكاب نفس الخطأ أو يتمادى في ارتكاب مخالفة تأديبية أخرى متجاوزا أو متحديا بذلك‬
‫السلطة التنظيمية للمشغل‪ ،‬لذلك تخول املقتضيات القانونية للمشغل في هذه الحالة اتخاذ‬
‫عقوبات أشد تتمثل‪:‬‬
‫التوقيف املؤقت عن العمل‪ :‬يقصد منه منع االجير من العمل ملدة معينة وحرمانه من االجر‬
‫خاللها جزاء ارتكابه مخالفة‪ ،‬من املخالفات‪ ،2‬وحتى ال يبقى التوقيف بيد املشغل يحدد مدته دون‬
‫قيد‪ ،‬فقد تولى املشرع تحديد مدته التي ال يمكن ان تتجاوز في جميع االحوال ‪ 8‬أيام‪ ،‬تحت طائلة‬
‫اعتباره فصال عن العمل‪.‬‬
‫النقل من مصلحة إلى أخرى أو من مؤسسة إلى أخرى‪ :‬كان ينقل املشغل األجير من املصلحة‬
‫املكلفة باإلنتاج والتسويق الى مصلحة األرشيف‪ ،‬وغالبا ما تكون املصلحة املنقول اليها االجير املعاقب‬
‫تأديبيا اقل شأنا او أهمية من املصلحة التي كان يشتغل بها قبل تأديبية‪ 3‬هذا من جهة ومن جهة اخرى‬
‫قد تتوفر املقاولة على فروع مختلفة في اماكن متعددة وبذلك يقوم املشغل بنقل االجير الى مؤسسة‬
‫اخرى لكن هذه االمكانية مقيدة ومشروطة بمراعاة سكن االجير‪.4‬‬
‫الفصل عن العمل‪ :‬ان الفصل عن العمل أخطر واقص ى عقوبة يمكن ان يتعرض لها االجير‬
‫خالل مساره املنهي وهو عقوبة ال يمكن للمشغل اتخاذها في حق األجير إال إذا ارتكب هذا األجير خطا‬

‫‪ 1‬عبد اللطيف الخلفي " الوسيط في مدونة الشغل "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪435 :‬‬
‫‪ 2‬دنيا مباركة "ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونة الشغل الجديدة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪49 :‬‬
‫‪ 3‬عبد اللطيف خالفي " الوسيط في مدونة الشغل " الجزء االول مرجع سابق‪ ،‬ص‪.440 :‬‬
‫‪ 4‬محمد دكي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.202 :‬‬
‫‪47‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يبرره‪ .1‬ويالحظ أن م‪.‬ش وسعت من نطاق عقوبة الفصل‪ ،‬بحيث اعتبرت فصل االجير فصال مبررا‬
‫بعد استنفاذ العقوبات التأديبية املنصوص عليها في املادة ‪ 32‬من م‪.‬ش واملقررة كعقوبات عن األخطاء‬
‫غير الجسيمة في حق األجير خالل نفس السنة وملا كانت عقوبة الفصل أخطر عقوبة يمكن أن يتعرض‬
‫لها األجير خالل مساره املنهي‪ ،‬فإنه حق لنا أن نتساءل عن الضمانات اإلجرائية التي أقرها املشرع لتوفير‬
‫الحماية القانونية للجير في مواجهة السلطة التأديبية للمشغل؟‬
‫مسطرة الفصل التأديبي‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫إن مسطرة الفصل التأديبي تشمل على املراحل التالية‪:‬‬
‫االستماع الى االجير وتمكينه من الدفاع عن نفسه‪:‬‬ ‫أ)‬
‫يتضح من املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش ان ارادة املشرع كانت واضحة في تفعيل مسطرة االستماع قصد‬
‫تحقيق الغرض املنشود منها –محاولة االجير اقناع املشغل بالعدول عن عقوبة الفصل – وذلك من‬
‫خالل السماح للجير باالستعانة بمندوب االجراء او املمثل النقابي باملقاولة‪.‬‬
‫وأخيرا نشير إلى أن تطبيق مسطرة االستماع ليست من مقتضيات النظام العام‪ ،‬وال يثيرها‬
‫القاض ي تلقائيا‪ ،‬وعلى االجير التمسك بمخالفة املشغل ملقتضياتها أو عدم تطبيقها‪ ،‬العتبار الفصل‬
‫الذي تعرض به تعسفيا‪ ،‬كما أن القضاء ال يناقش وجود الخطأ من عدمه وال جسامته متى تبت له‬
‫عدم احترام املشغل ملقتضيات املادة ‪ 62‬من املدونة‪.2‬‬
‫ب) تحرير محضر في املوضوع‪:‬‬
‫عند انتهاء جلسة االستماع للجير وبعد اتاحة الفرصة له للدفاع عن نفسه‪ ،‬فان محضرا يحرر‬
‫بما جرى في هذه الجلسة من قبل املشغل او ادارة املقاولة‪ ،‬يثبت فيه ما اتخذ في حقه من عقوبات‬
‫تأديبية‪ ،3‬وهو ما تنص عليه املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش " يحرر محضر في املوضوع من قبل ادارة املقاولة يوقعه‬
‫الطرفان وتسلم نسخة منه الى االجير وبالرغم من ان املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش لم تشر الى العناصر التي‬
‫يجب ان يتضمنها محضر االستماع‪ ،‬فإن مضمون هذا املحضر يتعلق بطبيعة الفعل املنسوب إلى‬

‫‪ 1‬تنص املادة ‪ 64‬من م‪.‬ش "يمكن فصل االجير من املشغل دون مراعاة اجل االخطار ودون تعويض عن الفصل وال تعويض عن الضرر عند‬
‫ارتكابه خطا جسيما "‪.‬‬
‫‪ 2‬حكم املحكمة االبتدائية بوجدة في امللف االجتماعي ‪ 552/2045‬بتاريخ ‪ 28/02/2046‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد برحيلي‪" ،‬مسطرة الفصل التأديبي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫‪48‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األجير وبتاريخ ارتكابه ‪ ,‬وكذلك بوسائل اثبات ذلك كشهادة الشهود‪ ,‬كما يتضمن هذا املحضر ايضا‬
‫وسائل الواردة في دفاع االجير‪ ,‬والنقاط املثارة من طرف مندوب االجراء او املمثل النقابي واملوقف‬
‫النهائي للمشغل‪.1‬‬
‫تسليم مقرر الفصل الى األجير‪:‬‬ ‫ج)‬
‫ألزم املشرع املشغل بتسليم مقرر الفصل إلى األجير املعني باألمر‪ ،‬يدا بيد مقابل وصل أو‬
‫بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتواصل داخل اجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ اتخاذ مقرر الفصل وإال‬
‫اعتبر هذا االخير تعسفيا وهو ما أقرته محكمة االستئناف بوجدة اعتبارا من قناعتها بأن مسطرة‬
‫الفصل بكاملها واجبة التطبيق وقواعدها امرة ومن النظام العام حيث جاء في قرارها‪ :‬حيث ان‬
‫املحكمة‪ ،‬وبعد اطالعها على وثائق امللف ومحتوياته ودراستها لعلل الحكم املستأنف وما أثير بشأنه‬
‫من اسباب وانه ال دليل على سلوك تلك اإلجراءات الشكلية املنصوص عليها بالفصول املذكورة وال‬
‫دليل على توصل االجير بمقرر الفصل طبقا للمادة ‪ 63‬من املدونة‪.‬‬
‫توجيه نسخة من مقرر الفصل الى مفتش الشغل‪:‬‬ ‫د)‬
‫حسب املادة ‪ 264‬من م‪.‬ش فانه يجب توجيه نسخة من مقرر الفصل إلى العون املكلف بتفتيش‬
‫الشغل وان يكون هذا املقرر متضمنا االسباب التي يستند اليها في توقيع عقوبة الفصل وتاريخ‬
‫االستماع إلى األجير مع ارفاقه باملحضر املشار اليه في املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش‪ ،‬والتي تنطلق املحكمة منه في‬
‫فحص شرعية الطرد من عدمه بحيث ال يمكنها ان تنظر اال في االسباب الواردة في ذلك املقرر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اجراءات الفصل ألسباب اقتصادية او تكنولوجية أو هيكلية‪:‬‬

‫يعتبر الفصل ألسباب اقتصادية او تكنولوجية أو هيكلية أسباب مبررة إلنهاء عقد الشغل‪،‬‬
‫غير أنها قد تكون الية لتسريح االجراء وضربا باستقرار العالقات الشغلية وبالنظر لخطورة هذا‬
‫الفصل وما يترتب عنه من آثار سلبية على وضعية اإلجراء‪ ،‬فقد تشدد املشرع في االجراءات التي يتعين‬

‫‪ 1‬الحاج الكوري "مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ‪ ،" 65-99‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288 :‬‬
‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 64‬من م‪.‬ش " توجه نسخة من مقرر الفصل أو رسالة االستقالة الى العون املكلف بالتفتيش‪ .‬يجب ان يتضمن مقرر فصل‬
‫االجير االسباب املبررة التخاذه‪ ،‬وتاريخ االستماع إليه‪ ،‬مرفقا باملحضر املشار إليه في املادة ‪ 62‬أعاله ال يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب‬
‫الواردة في م ش‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫على املشغل التقييد بيها قبل مباشرة هذا الحق‪ .‬وهكذا نص املشرع املغربي على مرحلتين هما املرحلة‬
‫التفاوضية (أوال) ثم املرحلة اإلدارية (ثانيا)‪.‬‬
‫املرحلة التفاوضية‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫فرضت املادة ‪ 66‬من م‪.‬ش على املشغل في املقاوالت التجارية والصناعية أو في االستغالالت‬
‫الفالحية وتوابعها أو في مقاوالت الصناعة التقليدية التي تشغل اعتياديا ‪ 40‬إجراء أو أكثر أن يبلغ‬
‫مندوب االجراء واملمثلين النقابين أو لجنة املقاولة في املقاوالت التي تشغل ‪ 50‬اجيرا فما فوق بعزمه‬
‫على فصل اإلجراء كال او بعضا ألسباب تكنولوجية او هيكلية او اقتصادية وذلك قبل شهر واحد على‬
‫األقل من تاريخ الشروع في هذه املسطرة إضافة إلى تزويدهم باملعلومات الضرورية التي لها عالقة‬
‫باملوضوع بما فيها اسباب الفصل وفئات االجراء املقيمين والفترة التي يعتزم فيها الشروع في ذلك‪ ,‬كما‬
‫يجب عليه استشارتهم والتفاوض معهم من أجل تدارس االجراءات التي من شانها أن تحول دون‬
‫الفصل أو تخفف من اثاره السلبية بما فيها امكانية اعادة ادماجهم في مناصب اخرى أو التخفيض‬
‫من ساعات العمل‪ .‬وبالتالي اإلنقاص من االجور تبعا لذلك‪ 1‬ويلتزم املشغل كذلك بتقديم كل املعلومات‬
‫الضرورية التي قد تزكي موقفه خاصة منها االسباب املالية والتقنية ملشروع اإلنهاء‪.‬‬
‫‪-‬غير ان املادة ‪ 66‬من م‪.‬ش لم تلزم باي حال من االحوال املشغل للخذ براي مندوبي االجراء او‬
‫لجنة املقاولة حتى يبقي دورهم استشاريا فقط‪.2‬‬
‫‪-‬بعد هذه املرحلة فان ادارة املقاولة تحرر محضرا تدون فيه نتائج التشاورات واملفاوضات‬
‫املذكورة ‪ ,‬يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه ملندوب االجراء‪ ,‬وتوجه نسخة اخرى الى املندوب االقليمي‬
‫املتعلق بالشغل لتبدا بعد ذلك املرحلة االدارية‬
‫املرحلة االدارية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫يتدخل في هذه املرحلة اجهزة خارجية ال تنتمي الى املقاولة‪ ,‬حيث يتبين ان املشرع لم يسلك‬
‫موحدا بالنسبة إلنهاء عالقات الشغل‪ ,‬فقد فرض استصدار اذن اداري قبل االقدام على اعفاء بعض‬

‫‪ 1‬رياض فخري ص‪.43 :‬‬


‫‪ 2‬فاطمة الزهراء احوياط‪ ،‬ضمانات استقرار الشغل من خالل املساطر القضائية والوسائل البديلة لتسوية املنازعات‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫املاستر في القضاء والتحكيم‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،2040‬ص‪.46 :‬‬

‫‪50‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫او كل اجراء املؤسسة‪ ،‬حيث يجب على املشغل تقديم طلب الحصول على اإلذن من طرف عامل‬
‫العمالة أو االقليم إلى املندوب االقليمي للشغل مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية واملتعلقة بالوضعية‬
‫املالية للمقاولة واملبررة للسباب االقتصادية الداعية لفصل االجراء‪ ,‬هذا فضال عن تقرير خبير في‬
‫املحاسبة أو مراقب الحسابات كما يجب على املندوب االقليمي املكلف بالشغل أن يجري كافة االبحاث‬
‫التي يعتبرها ضرورية وأن يوجه امللف إلى أعضاء لجنة اقليمية يراسها عامل العمالة أو اإلقليم داخل‬
‫أجل شهر واحد لدراستها والبت فيها داخل أجل ال يتعدى شهرين من تاريخ توصله بالطلب‪ ,‬مع تعليله‬
‫لقراره الذي ينبني على الخالصات واالقتراحات التي توصلت اليها اللجنة‪ .1‬ويعتبر الفصل مشروعا عند‬
‫عدم توصل املشغل باي جواب بعد مرور اجل شهرين املنصوص عليها في املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش‪ ,‬اما في‬
‫الحالة التي ال يحترم فيها املشغل املقتضيات املنصوص عليها في املواد ‪ 66‬و ‪ 62‬و ‪ 68‬و ‪ ,69‬فال يمكن‬
‫مباشرة عمليات فصل االجراء كال او بعضا بعد انصرام اجل شهرين بسبب عدم جواب عامل العمالة‬
‫أو اإلقليم‪ ,‬اسنادا فقط إلى رسالة موجهة إلى هذا األخير بطلب اإلذن‪.2‬‬
‫وفي حالة عدم احترام املشغل ملسطرة الحصول على اإلذن من طرف عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫قبل إقدامه على فصل اإلجراء يعتبر فصال تعسفيا‪ ،‬وهذا ما ذهبت اليه العديد من االحكام والقرارات‬
‫القضائية الصادرة عن محكمة النقض‪ .‬لكن رغم احترام املشغل ملسطرة الفصل ألسباب اقتصادية‬
‫او هيكلية أو تكنولوجية‪ ،‬فإن احترام شرعية هذا االجراء من عدمه تتوقف على قرار عامل العمالة‬
‫أو اإلقليم‪ ،‬فاذا جاء هذا الرد بالقبول فانه يمكن للمشغل ان يبدا مسطرة اإلعفاء‪ ،‬أما إذا جاء القرار‬
‫مخالفا لذلك‪ ،‬فإن أي فصل يتم في هذه الحالة يكون فصال تعسفيا‪ ،‬وتعد اجراءات الفصل ألسباب‬
‫اقتصادية او هيكلية او تكنولوجية من قواعد النظام العام االجتماعي الواجبة االحترام وهو ما‬
‫يستفاد من أحد قرارات محكمة النقض والذي جاء فيه "ان تمسك املشغل بتعرضه الزمة اقتصادية‬
‫يجعله ملزما بسلوك املسطرة املنصوص عليها باملادة ‪ 66‬وما يليها من مدونة الشغل‪ ,‬واالتفاق الحاصل‬
‫بينه وبين االجير والذي سلمه بمقتضاه مبالغ مالية مقابل توصيل بتصفية كل حساب ال يعد منهيا‬

‫‪ 1‬تنص الفقرة االولى من املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش على ما يلي‪" :‬يتوقف فصل االجراء العاملين في املقاوالت املشار إليها في الفصل ‪ 66‬أعاله كال أو بعضا ألسباب‬
‫تكنولوجية او هيكلية او ما يماثلها او ألسباب اقتصادية على اذن يجب ان يسلمه عامل العمالة او االقليم في اجل اقصاه شهران من تاريخ تقديم الطلب‬
‫من طرف املشغل الى املندوب االقليمي املكلف بالشغل "‪.‬‬
‫‪ 2‬قرار محكمة النقض عدد‪ 989‬الصادر بتاريخ ‪.04/02/2043‬‬

‫‪51‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للنزاع ويعتبر حينئذ مجرد وصل باملبالغ املضمنة به يمكن التراجع عنه من طرف االجير والطعن فيه‬
‫أمام القضاء "‪.1‬‬

‫املبحث الثاني آثار إنهاء عقد الشغل‬

‫جلي أن إنهاء عقد الشغل ينتج عنه استحقاق االجير تعويضات تتمثل في التعويض عن الفصل‬
‫والتعويض عن الضرر واإلخطار وعن فقدان الشغل‪ ،‬فضال عن حقوق أخرى ال تقل أهمية عن الحق‬
‫في التعويضات مثل شهادة العمل وادماج االجراء واالسبقية في التشغيل؛ ويقتض ي الحصول على تلك‬
‫الحقوق اتباع إجراءات مسطرية محدد وفقا لقانون الشغل‪ ،‬وعليه فسنتطرق في مطلب أول للحقوق‬
‫املترتبة عن إنهاء عقد الشغل‪ ،‬وسنخصص مطلب ثاني إلجراءات املطالبة بالتعويض واشكالية الحكم‬
‫بإرجاع األجير إلى العمل‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الحقوق املرتتبة عن انهاء عقد الشغل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يترتب عن إنهاء عقد الشغل التزام املشغل بمنح االجير التعويضات باإلضافة إلى مجموعة من‬
‫الحقوق األخرى سنتطرق لبعضها‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مسطرتا الصلح التمهيدي والخيار القضائي‪:‬‬

‫لقد خول املشرع املغربي لرئيس املؤسسة السلطة التأديبية التي تخول له سلطة إعمال‬
‫العقوبة التأديبية في حق األجير أو فصله وذلك عن طريق مسطرة الفصل التأديبي‪ ،‬أما األجير فإن‬
‫املشرع منحه في العقد الغير محدد املدة الحق في مسطرتين للحفاظ على حقوقه وهما مسطرتا الصلح‬
‫التمهيدي والخيار القضائي‪.‬‬
‫مسطرة الصلح التمهيدي‪:‬‬
‫ويحق للجير الذي فصل من الشغل بسبب يعتبر تعسفيا املطالبة بالرجوع إلى عمله أو‬
‫الحصول على تعويض مناسب‪ ،‬وذلك بلجوئه إلى مسطرة الصلح التمهيدي املنصوص عليها في الفقرة‬

‫‪ 1‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 562‬الصادر بتاريخ ‪ 44‬ابريل ‪ ,2043‬نشرة قرارات محكمة النقض ‪ ,‬الجزء ‪ ,43‬سنة ‪.2044‬‬

‫‪52‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الثالثة من املادة ‪ 44‬من ق‪.‬ش‪ 1.‬ووفق مقتضيات الفقرة الرابعة من املادة ‪ 532‬من مدونة الشغل‪ 2‬التي‬
‫أناطت بأعوان التفتيش إجراء محاوالت الصلح في نزاعات الشغل الفردي‪ ،‬فمسطرة الصلح التمهيدي‬
‫هي مسطرة حديثة من الناحية القانونية يلتجأ إليها األجير الذي فصل تعسفيا عن الشغل بدل اللجوء‬
‫إلى املسطرة القضائية حيث يلجأ إلى العون املكلف بتفتيش الشغل من أجل القيام بإجراء محاولة‬
‫الصلح بينه وبين مشغله‪ ،‬بالرجوع إلى الشغل أو الحصول على تعويض مناسب‪ .3‬فإذا تمكن عون‬
‫التفتيش من إرجاع األجير إلى الشغل يكون النزاع قد حسم وإن لم يتمكن من ذلك فإنه يحق له‬
‫الحصول على تعويض مناسب يوقع بشأنه توصيل استالم مبلغ التعويض من طرف األجير واملشغل‬
‫أو من ينوب عنه مصادقا على صحة إمضائه من طرف الجهات املختصة ويوقع بالعطف العون‬
‫املكلف بتفتيش الشغل‪ .‬ويصير االتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار هذا الصلح نهائيا وغير قابل‬
‫للطعن أمام املحاكم‪ ،‬ويشار أيضا في هذه املسطرة إلى نقطة إرجاع األجير إلى عمله الذي ثار حولها‬
‫جدل فقهي بين مؤيد ومعارض فاملؤيد لهذا الحكم يرى أنها وسيلة فعالة لحماية األجير من تعسف‬
‫املؤاجر الذي يعلم انه إذا فصل األجير بدون سبب فإنه معرض للحكم عليه‪ ،‬بإرجاع ذلك األجير إلى‬
‫عمله‪ ،‬مما يشكل ضمانة مهمة لهذا األجير أما الرأي املعارض فيقول بأن العالقة بين املؤاجر واألجير‬
‫بعد الوصول إلى املرحلة القضائية قد شابها الحقد والضغينة بينهما وانعدام الثقة املتبادلة التي تعتبر‬
‫ضرورية لالستمرار عالقة الشغل كما أن إصدار املحكمة للحكم باإلرجاع دون التأكد من تحقق‬
‫تنفيذه سيمنح فرصة للمؤاجرين بتحقير القرارات وإفقاد قدسيتها أما على مستوى العمل القضائي‬
‫فال يمكن للمحكمة املختصة الحكم إال في حدود ما طلب منها بالتعويض سواء طالب األجير بتعويض‬
‫أو اإلرجاع إلى الشغل‪.‬‬
‫املسطرة القضائية‪:‬‬
‫إذا تعذر االتفاق بين كل من املشغل واألجير املفصول عن الشغل بواسطة الصلح التمهيدي‪.‬‬

‫‪ 1‬تنص هاته الفقرة أنه يمكن للجير الذي فصل عن الشغل بسبب يعتبره تعسفيا اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدية‪ .‬املنصوص عليها في‬
‫الفقرة الرابعة من املادة ‪ .532‬أدناه من أجل الرجوع إلى شغله والحصول على تعويض‪.‬‬
‫‪ 2‬تنص ها ته الفقرة على أنه من بين املهام املنوطة باألعوان املكلفين بتفتيش الشغل إجراء محاوالت التصالح في مجال النزاعات الشغل الفردية‪.‬‬
‫‪ 3‬مجلة املحامي مرجع سابق‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فإنه يحق للجير الذي يرى بأن املشغل أنهى العقد بكيفية تعسفية‪ .‬فرفع دعوى أمام املحاكم‬
‫املختصة التي لها أن تحكم في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما بإرجاع األجير لشغل أو الحصول عن‬
‫تعويض على الضرر‪ .‬حيث يتبين من خالل الفقرة األخيرة للمادة ‪ 44‬من مدونة الشغل أن املشرع أجاز‬
‫للقاض ي في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما الحكم بإرجاع األجير إلى عمله أو الحكم له بالتعويض‬
‫ومن أجل الحفاظ على مبدأ استقرار الشغل يحاول القاض ي إرجاع األجير إلى عمله‪ ،‬خصوصا إذا‬
‫تعلق األمر باملؤسسات الصغرى أو املتوسطة وهذا الحكم األخير يتم التعامل معه وفق كل حالة مع‬
‫الحرص على االختيار األنسب واألصلح للجير أما إذا أبدى املشغل رفضه تنفيذ الحكم القاض ي بإرجاع‬
‫األجير إلى عمله فإن هذا األخير ال يبقى له سوى الحق بالتعويض‪.1‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات مربرات إنهاء عقد الشغل‪:‬‬

‫اإلثبات لغة‪ :‬هو تأكيد الحق بالبينة‪.‬‬


‫وفي االصطالح القانوني‪ :‬هو إقامة الدليل أمام القضاء‪ ،‬وبالطريقة التي يحددها القانون‬
‫لتأكيد حق متنازع عليه‪ ،‬له أثر قانوني لذلك فاإلثبات في جوهره إقناع املحكمة بادعاء أو بآخر من‬
‫جانب هذا الخصم أو ذاك‪.‬‬
‫إذن فهو الوسيلة العملية الذي يعتمدها األفراد لصيانة حقوقهم وهو الوسيلة التي يعتمد‬
‫عليها القاض ي في التحقق من الوقائع القانونية‪ ،‬وحسب مقتضيات املادة ‪ 399‬من قانون االلتزامات‬
‫والعقود فإن البينة تقع على املدعي‪ .‬أما الفصل ‪ 400‬من نفس القانون إذا أثبت املدعي وجود االلتزام‬
‫كان على من يدعي انقضائه وعدم نفاده اتجاهه أن يثبت ادعائه‪ .‬وانطالقا من ذلك يبين أن البينة على‬
‫املدعي واليمين على من أنكر‪ ،‬تعد القاعدة العامة التي تتعلق بجميع أنواع االلتزامات لكن الحقيقة‬
‫أن القواعد هاته املنصوص عليها في قانون االلتزامات والعقود‪ .‬لن تساعد في تحديد من أخذ من طرفي‬
‫العقد املبادرة في إنهاءه‪.‬‬
‫خصوصا حينما يطالب األجير بإثبات عدم تغيبه أو عدم سرقته مثال… لكل هذه االعتبارات‬
‫وغيرها استقر االجتهاد القضائي على تحميل عبء اإلثبات املشروعية‪ ،‬إلنهاء املؤاجر‪.2‬‬

‫‪ 1‬موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،4982 ،‬ص‪ 248 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد اللطيف خالفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.493 :‬‬
‫‪54‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وينص الفصل ‪ 254‬من قانون االلتزامات والعقود في فقرته الخامسة أنه يسوغ للمحكمة في‬
‫سبيل تقديرها ما إذا كان يوجد فسخ أن تجري تحقيقا في ظروف إنهاء العقد‪ ،‬ويلزم في جميع األحوال‪،‬‬
‫أن يتضمن الحكم صراحة ذكر املبرر الذي يدعيه الطرف الذي أنهى العقد وعلى األجير إذا تنازل عن‬
‫األسباب التي يتمسك بها كسبب لإلعفاء من الخدمة فإن هذا األجير يجد نفسه ملزما بإثبات الوقائع‬
‫التي يتمسك بها كسبب لإلعفاء للخدمة‪ ،‬فإذا أثبت هذه الوقائع كان للمحكمة السلطة في تكييفها‬
‫وتعتبر ما إذا كان مبرر اإلعفاء من الخدمة‪ ،‬سواء تعلق األمر بخطأ جسيم من طرف األجير أو بغيره‬
‫وإذا ادعى األجير أن األسباب املتمسك بها ليست هي األسباب الحقيقية فعليه يقع عبء إثبات ادعائه‪.1‬‬
‫وفي هذا الصدد نستحضر املادة ‪ 63‬من مدونة الشغل التي جاء فيها في فقرتها الثانية يقع على‬
‫عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة‬
‫األجير لشغله‪.2‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إجراءات املطالبة بالتعويض وإشكالية الحكم بإرجاع‬ ‫‪‬‬

‫األجري إىل العمل‪:‬‬

‫إذ كان املشرع املغربي قد منح للمشغل السلطة التأديبية التي تخول له سلطة توقيع العقوبة‬
‫التأديبية املناسبة في حق األجير املخل بواجباته املهنية‪ ،‬فإنه باملقابل منح للجير الحق في اللجوء إلى‬
‫مسطرتين هامتين للحفاظ على حقوقه وهوما مسطرة الصلح التمهيدي واملسطرة القضائية (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬كما أن األجير له الحق بين املطالبة بالتعويض أو الرجوع إلى العمل‪ ،‬وإذ كان هذا األخير يطرح‬
‫إشكال رفض املشغل االمتثال للحكم القاض ي بإرجاع األجير إلى عمله (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬مسطرة املطالبة بالتعويض‪:‬‬

‫مسطرة الصلح قد تتم أمام مفتش الشغل (أوال) وقد تتم بين الطرفين في إطار وصل صافي لكل‬
‫حساب (ثانيا) واملطالبة القضائية (ثالتا)‪.‬‬

‫‪ 1‬الحسن بلخنفر‪ ،‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي‪ ،‬ص‪.68 :‬‬


‫‪ 2‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪ 502‬بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ .4986‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 85 /6285‬منشور بالقضاء مجلس‬
‫األعلى‪ ،‬عدد ‪ 40‬سنة ‪ .4982‬ص‪.486 :‬‬
‫‪55‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عقود الصلح أمام السيد مفتش الشغل‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 44‬من مدونة الشغل" ال يمكن للطرفين أن يتنازال عن حقهما املحتمل في املطالبة‬
‫بالتعويضات الناتجة عن إنهاء العقد سواء كان اإلنهاء تعسفيا أم إال يمكن للجير الذي فصل عن‬
‫الشغل لسبب يعتبره تعسفيا اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي املنصوص عليه في الفقرة ‪ 4‬من‬
‫املادة ‪ 532‬أدناه من أجل الرجوع إلى شغله أو الحصول على تعويض‪ .‬في حالة الحصول على تعويض‪،‬‬
‫يوقع توصيل استالم مبلغ من طرف األجير واملشغل أو من ينوب عنه‪ ،‬ويكون مصادقا على صحة‬
‫إمضائه من طرف الجهة املختصة‪ ،‬ويوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل‪ .‬يعتبر االتفاق‬
‫الذي تم التوصل إليه في إطار الصلح التمهيدي نهائيا وغير قابل للطعن أمام املحاكم الفقرة ‪ 4‬من‬
‫املادة ‪ 532‬تنص‪ :‬إجراءات محاوالت الصلح في مجال املنازعات الشغل الفردية‪ ،‬يحرر في شأن هذه‬
‫املحاوالت محضر يمضيه طرفا النزاع‪ ،‬ويوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل‪ .‬ويكون لهذا‬
‫املحضر قوة اإلبراء في حدود املبالغ املبينة فيه"‪ .‬من هاتين املادتين‪ ،‬قد يطرح السؤال‪ ،‬هل محضر‬
‫الصلح بين األجير واملشغل يكون نهائيا أو قابال للطعن‪ ،‬كما نصت على ذلك املادة ‪ 44‬من مدونة‬
‫الشغل‪ ،‬وهل يكون هذا الصلح قوة اإلبراء في الحدود املبالغ املبينة فيه‪ ،‬وبصيغة أخرى هل يعتبر‬
‫ملحضر قوة ابرائية نسبية وهو مجرد وثيقة بسيطة بما تضمنه من مبلغ؟ أم أنه يعتبر وثيقة حاسمة‬
‫تقطع النزاع؟ هل هناك بين املادتين ‪ 44‬واملادة ‪ ،532‬الفقرة الرابعة منها؟ للجير املفصول والذي يعتبر‬
‫نفسه مفصوال بصفة تعسفية الحق في اللجوء‪ ،‬إلى مسطرة الصلح التمهيدي‪ ،‬فهو ليس ملزما بهده‬
‫املسطرة‪ ،‬واألجير أن يطالب إما بالرجوع إلى عمله وإما الحصول على تعويض‪ ،‬ففي حالة الحصول‬
‫على تعويض يوقع استالم مبلغ التعويض من طرف األجير واملؤاجر أو من ينوب عنه‪ ،‬يكون مصادقا‬
‫على صحة إمضائه من طرف الجهة املختصة‪ ،‬يوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل‪ ،‬اي أنه‬
‫ال بد من توفر شروط حتى يكونا للصلح حاسما منهيا لنزاع وهي‪:‬‬
‫توقيع األجير‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توقيع املشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املصادقة على الصلح من طرف الجهة املختصة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪56‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫توقيع مفتش الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫ثانيا‪ :‬مسطرة الصلح يف إطار وصل صايف كل حساب‪:‬‬

‫توصيل صافي لكل حساب منصوص عليه في الفصول ‪ 23‬لغاية ‪ 26‬من مدونة الشغل هو‬
‫التوصيل الذي يسلمه األجير للمشغل عند انتهاء العقد‪ .‬وذلك قصد تصفية كل األداءات اتجاهه‪،‬‬
‫تحت طائلة البطالن أن تتضمن تصفية كل حساب البيانات التالية‪:‬‬
‫املبلغ املدفوع بكامله قصد تصفية النهائية للحساب مع بيان مفصل األداءات‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أجل السقوط الحق املحدد في ‪ 60‬يوما‪ ،‬مكتوبا بخط واضح يسهل قراءته‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫اإلشارة إال كون التوصيل محررا في نضيرين يسلم أحدهما ألجير‪ ،‬يجب أن يكون توقيع‬ ‫‪)3‬‬
‫األجير على التوصيل مسبوقا بعبارة "قرأت ووافقت " يجب إدا كان األجير أميا‪ ،‬أن يكون التوصيل‬
‫بتصفية كل حساب موقعا بالعطف من طرف العون املكلف بالتفتيش الشغل‪.‬‬
‫إال أن هذا التوصيل يمكن التراجع عنه خالل ‪ 60‬يوما املوالية لتوقيعه‪ ،‬ويتم التراجع عن‬
‫التوصيل عبر الطرق التالية‪:‬‬
‫إبالغ املشغل بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يرفع دعوى لدى املحكمة املختصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يعتد بالوسيلة املتبينة للتراجع‪ ،‬إال إذا حدد فيها األجير مختلف الحقوق التي مازال‬ ‫‪‬‬
‫متمسكا بها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬املطالبة القضائية وإشكالية النفاد املعجل يف قضايا الفصل‬

‫التعسفي‪:‬‬

‫إذ لم تسفر مسطرة الصلح التمهيدي عن أية نتيجة أو تغاض ي األجير عن سلوك هذه‬
‫املسطرة‪ ،‬وظل النزاع قائما بسبب ادعائه بأن فصله كان بصورة تعسفية‪ ،‬فإنه يحق للجير في هذه‬
‫الحالة رفع الدعوى أمام املحكمة لنظر في دعواه‪ ،‬وتكون املحكمة االبتدائية هي املحكمة املختصة‬

‫‪57‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫للنظر في النزاع طبقا للفصل ‪ 20‬من قانون املسطرة املدنية‪ .1‬حيت ترفع الدعوى أمام املحكمة موقع‬
‫املؤسسة بالنسبة للعمل املنجز بها أو أمام محكمة موقع إبرام تنفيذ عقد الشغل‪ ،‬إذا كان للجير‬
‫يزاول عمله خار ج املؤسسة أو املقاولة‪ ،‬وذلك طبقا للفصل ‪ 28‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وما يميز‬
‫القضايا االجتماعية أن األجراء يستفيدون بقوة القانون من نظام املساعدة القضائية طبقا للفصل‬
‫‪ 223‬من قانون املسطرة املدنية دون حاجة مالي تقديم طلب الطعن بشأنها‪ ،‬حيت يمكنهم ذلك من‬
‫الحصول على محام الدفاع عنهم إضافة إلى إعفائهم من رسوم التقاض ي ‪ .58‬وقبل النظر في جوهر‬
‫النزاع من قبل املحكمة‪ ،‬فإن هده األخيرة ملزمة بإجراء محاولة الصلح بين للطرفين تطبيقا للفصل‬
‫‪222‬من قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وما يميز كذلك القضايا االجتماعية أن جميع الدعاوى الصادرة فيها‬
‫تكون مشمولة بالنفاذ املعجل القانوني في شقها القاض ي بمنح التعويضات الناجمة عن العقد مثل‬
‫فارق األجر‪ ،‬األقدمية‪ ،‬العطلة السنوية‪ ،‬وشهادة العمل ‪ ...‬دون تلك املترتبة عن اإلنهاء غير مبرر لعقد‬
‫الشغل‪ ،‬والتي تجد سندها ضمن قواعد املسؤولية التقصيرية‪ ،‬حسب ما استقر عليه االجتهاد‬
‫القضائي‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى الخيار بني الرجوع إىل العمل أو التعويض‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الخيار بني الرجوع اىل العمل أو التعويض‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 44‬من مدونة الشغل في فقرتها األخيرة على ما يلي‪:‬‬


‫في حالة تعذر أي اتفاق بواسطة الصلح التمهيدي‪ ،‬يحق للجير رفع دعوى أمام املحكمة‬
‫املختصة‪ ،‬التي لها أن تحكم في حالة تبوث فصل األجير تعسفيا‪ ،‬إما بإرجاع األجير الي شغله أو حصوله‬
‫على تعويض عن الضرر‪ .‬فهده الفقرة ترد مختلفة في نقطة أساسية عما كان عليه األمر في ظل الفصل‬
‫السادس من النظام العام النموذجي املنسوخ املؤرخ في ‪23‬أكتوبر ‪ 4948‬املنسوخ التي كانت تنص على‬
‫انه "إذا فصل األجير بدون حق فيجوز للمحكمة أن تحكم إما بإعادة األجير إلى منصبه مع إجراء العمل‬

‫‪ 1‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم‪4,42,442,‬بتاريخ ‪ 44‬رمضان ‪28(4394‬شتنبر ‪ )4942‬باملصادقة على قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬املعدل‬
‫بالقانون رقم ‪ 400,42‬الصادر يتفيد الظهير الشريف رقم ‪03,53 ,4‬بتاريخ ‪ 29‬من جمادى األخرة ‪40(4434‬ماي ‪ )2043‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪6456‬بتاريخ ‪49‬رجب ‪30(4434‬ماي ‪ )2043‬ص‪.4362 :‬‬

‫‪58‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بالرجوع إلى منصبه ابتداء من تاريخ الفصل ‪ ،‬وإما بالحكم على املشغل بأن يدفع تعويضا يقدر حسب‬
‫الظروف املعتبرة في هذه القضية ‪،‬وحسب الضرر الالحق باألجير من جراء ذلك الفصل املذكور‬
‫"فالنص القديم كان يأخذ عند الحكم على املشغل بإرجاع األجير إلى عمله أن يجري العمل بذألك‬
‫الرجوع ابتداء من تاريخ الفصل‪ ،1‬وإذا كان املجلس األعلى سبق له ان لطف من هذا املبدأ بأن يفسر‬
‫مقصود بإرجاع األجير إلى عمله وهو إمكانية إرجاع األجير إلى عمله بنفس االمتيازات وال يقصد بذلك‬
‫األجر‪ ،2‬وهو ماال يوجد في املادة ‪ 44‬من مدونة الشغل ‪،‬علما بأننا نرى‪ 3‬أن الرجوع ينبغي ان يكون‬
‫مبدئيا بنفس مواصفات إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك فاالتفاق على الرجوع إلى العمل يجعل‬
‫الفصل باطال والعقد غير منته إد ينبغي أن يستمر في التنفيذ‪ .‬إن النص الحالي يضعنا أمام أمرين‪،‬‬
‫إما الحكم بالرجوع إلى العمل‪ ،‬أو الحكم بالتعويض وفي هدا االتجاه إعطاء الخيار ‪ :‬أوال للجير الذي‬
‫عليه أن يحدد في طلبه‪ ،‬الرجوع إلى العمل أو التعويض عن الفصل التعسفي ‪ ،‬أو هوما معا مع ترك‬
‫الخيار للمحكمة عند االقتضاء‪ ،‬ولهدا ال يكون للمحكمة أن تحكم بإرجاع األجير إلى عمله‪ 4‬من تلقاء‬
‫نفسها مع أنه لم يطالب إال بالتعويض عن الفصل التعسفي ‪،‬ففي ذلك خرق للفصل الثالث من قانون‬
‫املسطرة املدنية‪ ،‬الذي يفرض على القاض ي أن يبث في حدود طلبات األطراف‪ ،‬وال يسوغ له أن يغير‬
‫تلقائيا موضوع أو سبب هذه الطلبات‪ 5‬أو العكس ‪ ،‬أن الحكم بالتعويض مع أن األجير طالب بالرجوع‬
‫إلى العمل فقط‪ ،6‬وثانيا ال يكون القضاء عند تلبية طلب الرجوع أو التعويض‪ ،‬في الحاجة إلى تعليل‬
‫اختياره‪ ،‬مادام القانون يمنحه كذلك‪ ،7‬فقضاء املوضوع ال يكون ملزم بتتبع األطراف في كل مناحي‬

‫‪ 1‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد ‪ ،2092‬بتاريخ ‪4994/4823‬غير منشور‪.‬‬


‫‪ 2‬قرار العدد صادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ‪3_9_ 2005 .‬ملف‪.4400/ 04‬‬
‫‪ 3‬محمد سعيد بناني‪ ،‬قانون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية‪ ،‬عقد الشغل‪ ،‬إنهاء عقد الشغل‪ ،‬التعويضات‬
‫عند اإلنهاء عقد الشغل‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬املجلد الثاني ص‪.4226 :‬‬
‫‪ 4‬القرار الصادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ ‪25‬مارس ‪4924‬في امللف عدد ‪ :39400‬وحيت إن املحكمة ما عللت حكمها بأنه‬
‫ليس في القانون ما يلزم املشغل باالحتفاظ بعامل مريض دون بيان مدة املرض أغفلت عن تطبيق مقتضيات الفصل الحادي عشر الذي ينظم‬
‫حالة املرض العامل‪ ،‬وتنازلت عن سلطتها التقديرية التي يخولها لها الفصل ‪44‬من القرار املشار إليه أعاله‪ ،‬ودالك بإمكانية إرجاع العامل‬
‫املطرود تعسفيا لعمله فجاء حكمها مخالفا ومعرضا لنقض‪.‬‬
‫‪ 5‬قرار العدد ‪4442‬صادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ ‪ 22/40/4984‬ملف اجتماعي عدد ‪ .4425/ 44 /24‬بشرى العلوي‪،‬‬
‫الفصل التعسفي للجير على ضوء العمل القضائي‪ ،‬ص‪.228 :‬‬
‫‪ 6‬قرار العدد ‪309 / 2004‬الصادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ‪46 /2. / 2003 ,‬محمد سعيد بناني مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ 7‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد‪284 ،‬بتاريخ ‪25‬مايو ‪4992‬في امللف االجتماعي عدد‪8404 / 94,‬غير منشور‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أقوالهم مادام القانون يعطيه الخيار إما الحكم بإرجاع األجير إلى عمله أو الحكم له بالتعويض إذا‬
‫طلبهما معا‪ ،‬وعندما يفض ي بأحدهما ال يكون في حاجة لتعليل‪.1‬‬
‫فالقضاء قد يأمر بالرجوع إلى العمل‪ ،2‬علما أن حالة التعسف تنتفي عند تدارك املشغل‬
‫لخطئه وإرجاعه تلقائيا ألجير‪ ،‬ودالك عندما يكون هذا األخير قد قبل عرض املشغل بالرجوع إلى‬
‫العمل‪ .‬كما أن عدم عرض األجير نفسه على املشغل أثناء جريان الدعوى أمام القضاء ال ينهض دليال‬
‫على ثبوت املغادرة التلقائية خوفا من ردود املشغل ‪،‬لكن إذا امتنع املشغل على تنفيد حكم اإلرجاع‪،‬‬
‫باعتبار أن ذلك مرهون بحالة قبول املشغل إرجاع األجير إلى العمل‪ ،3‬فإن األجير ال يكون أمامه سوى‬
‫املطالبة بالتعويضات املمنوحة عن الفصل التعسفي ‪،‬وال مجال أنداك لتطبيق مبدأ الغرامة‬
‫التهديدية إذا أن املشغل ليس مجبرا على إرجاع األجير املفصول إلى عمله ‪.‬كما أن املحكمة تقض ي‬
‫بالرجوع إلى العمل ال تكون في حالة إلى رد املنازعة املثارة بشان بداية العمل ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخيار للمحكمة يف الحل األصلح‪:‬‬

‫إذا كانت مدونة الشغل في املادة ‪ 44‬قد تخلت عن مبدأ احتساب األجر من تاريخ الفصل إلى‬
‫تاريخ الرجوع إلى العمل‪ ،‬وهو مستجد في مدونة الشغل يساير الواقع‪ ،‬إذا ال يعقل أن يحكم على‬
‫املشغل بكل األجور املتعلقة بالفترة املمتدة بين تاريخ الفصل وتاريخ الحكم بصفة نهائية‪ ،‬ألن خطورة‬
‫هذا الحل تأتي من إطالة عمر الدعوى بسبب املحكمة التي لم تستطع أن تبت داخل أجل معقولة‪.‬‬
‫ان نص املادة ‪ 44‬من مدونة الشغل يضعنا أمام أمرين‪ ،‬إما الحكم بالرجوع إلى العمل أو الحكم‬
‫بالتعويض‪ ،‬وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد تلبية قرار الرجوع أو التعويض قد يكون‬
‫األمر سهال حين تقديم املقال من طرف األجير املفصول وتضمينه الطلبين معا‪ .‬إذا املحكمة عندئذ‬
‫سترى حسب الظروف الحل األنسب واألصلح للجير‪.4‬‬

‫‪ 1‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪220‬بتاريخ ‪ 24‬أبريل ‪4989‬في‪ .‬امللف االجتماعي عدد ‪ ،8656/ 82‬قضاء املجلس األعلى العددان‬
‫‪42‬و‪.4909 43, ،‬‬
‫‪ 2‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد‪244,‬بتاريخ ‪ 20‬أبريل ‪4992‬ملف عدد ‪9625/ 90‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 3‬قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪326‬بتاريخ ‪28‬ماي ‪4984‬في امللف االجتماعي عدد ‪ ،5099‬مجلة قضاء والقانون‪ ،‬العددان‬
‫‪435,436‬ص‪494 :‬وعبد اللطيف الخالفي‪ ،‬االجتهاد القضائي في املادة االجتماعية ص‪.254 :‬‬
‫‪ 4‬القرار ‪ 449‬الصادر عن‪ .‬املجلس األعلى بتاريخ ‪8‬مارس ‪ ،4982‬ملف اجتماعي ‪ ،8905‬قضاء املجلس األعلى العدد ‪ ،30‬أكتوبر ‪ ،4982‬ص‪:‬‬
‫‪.404‬‬
‫‪60‬‬
‫خاتمة‬

‫هكذا فموضوع اإلنهاء هو األكثر عرضا على املحاكم املغربية بكل درجاتها واألكثر تأثيرا على‬
‫الوضعية املعيشية للجير رغم أن هذا اإلنهاء قليل من الناحية العملية من جهة األجير حتى أصبح‬
‫يطلق على الغرفة االجتماعية بغرفة نزاعات إنهاء عقد الشغل‪.‬‬
‫ويبقى ارتكاب ا لخطأ الجسيم أهم أسباب إنهاء عقد الشغل بنوعيه سواء محدد املدة أو غير‬
‫محدد املدة‪.‬‬
‫وختاما يستحضرنا في هذه الخاتمة التسمية التي أطلقها األستاذ محمد سعيد بناني أن هذا‬
‫القانون سمي بقانون الضدين مصالحهما متباعدة وغير متكافئة تحتاج إلى سهمين معنويين وهما‬
‫وجود نصوص قانونية فنية‪ ،‬ومن يطبق هذه النصوص على الوجه األمثل بخطوات جريئة عن طريق‬
‫توحيد االجتهاد القضائي وخلق عقل قضائي موحد قادر على استنباط التأويل الصحيح قادر على‬
‫مواجهة العوملة االقتصادية واألخذ بمبدأ التقدمية في ميدان الشغل خاصة وأن املدونة خرجت من‬
‫املبدأ الكالسيكي وانتقلت إلى توجه جديد هو نه لفلسفة حل نزاعات الشغل‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫الدكتور الحاج الكوري‪ :‬القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة الحرف املعتدل‪ ،‬الطبعة األولى ‪.4999‬‬ ‫‪‬‬
‫أمال جالل‪ ،‬مسؤولية املؤاجر عن حوادث الشغل واألمراض املهنية في التشريع املغربي‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪‬‬
‫دار النجاح الجديدة بالدار البيضاء‪ ،‬سنة ‪.4925‬‬
‫الحاج الكوري "إثبات االستقالة من خالل قرارات املجلس األعلى" مجلة القانون املغربي العدد‬ ‫‪‬‬
‫‪ 4‬يونيو ‪.2003‬‬
‫الحسن بلخنفر‪ ،‬الندوة الثانية للقضاء االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بشرى العلوي‪ ،‬الفصل التعسفي للجير على ضوء العمل القضائي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حسن كيرة اصول قانون العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دنيا مبارك‪ ،‬الوجيز في القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة دار النشر الجسور‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رشيد الطويلي‪ ،‬إثبات املغادرة التلقائية للجير من الشغل في ضوء العمل القضائي مجلة‬ ‫‪‬‬
‫املعرفة القانونية والقضائية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬السنة ‪.2042‬‬
‫محمد الكشبور‪ :‬عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‬ ‫‪‬‬
‫الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪.4995‬‬
‫األستاذ محمد سعید بناني في مرجعه حول قانون الشغل باملغرب‪ :‬الجزء الثانی‪ ،‬عالقات‬ ‫‪‬‬
‫الشغل الجماعية‪ ،‬دار النشر املغربية‪.4985 ،‬‬
‫محمد سعيد بناني‪" :‬قانون الشغل باملغرب" في ضوء مدونة الشغل – عالقة الشغل الفردية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬طبعة يناير ‪.2002‬‬
‫محمد الكشبور‪ ،‬إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير دراسة‬ ‫‪‬‬
‫تشريعية وقضائية مقارنة مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬طبعة ‪.2008‬‬

‫‪62‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫محمد الكشبور‪" ،‬التعسف في إنهاء عقد الشغل – دراسة مقارنة –" دون ذكر مكان الطبع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪.4992‬‬
‫مصطفى حتيتي‪ ،‬القانون االجتماعي عالقات الشغل الفردية ‪-‬مطبعة سيليكي إخوان طنجة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2006- 2005‬‬
‫محمد سعيد بناني‪ " ،‬فانون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل‪ ،‬عالقات الشغل"‪ .‬الفردية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬املجلد األول‪ ،‬طبعة يناير ‪.2002‬‬
‫محمد الزيني الخمي ي‪ " ،‬نظام اإلعفاء الجماعي " مساهمة ضمن أشغال الندوة الثالثة للقضاء‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعي " دار السالم الرباط‪ :‬مارس ‪.2004‬‬
‫مليكة بنزاهير‪" ،‬الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق املقاوالت" مجلة‬ ‫‪‬‬
‫القضاء والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،454‬السنة ‪.2002‬‬
‫محمد الفكاك‪ ،‬الفسخ باإلرادة املنفردة في عقد العمل الفردي دراسة مقارنة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪.4982 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد الرزاق أيوب تكييف العقود‪ ،‬مجلة طنجس عدد ‪ 6‬سنة ‪.2002‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل ج األول‪ ،‬مطبعة الوارقة الوطنية مراكش‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2004‬‬
‫علي عوض حسن‪ :‬الفصل التأديبي في قانون العمل‪ ،‬دار الثقافة العربية‪ ،‬طبعة ‪.4925‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد اللطيف الخالفی‪ :‬الوسيط في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬عالقات الشغل الفردية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2004‬‬
‫فاطمة الطاهري‪" :‬عقد الشغل محدد املدة وعقد الشغل غير محدد املدة"‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فاطمة الزهراء احوياط‪ ،‬ضمانات استقرار الشغل من خالل املساطر القضائية والوسائل‬ ‫‪‬‬
‫البديلة لتسوية املنازعات‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاستر في القضاء والتحكيم‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد االول وجدة‪ ،‬سنة ‪.2040‬‬
‫‪63‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫األحكام والقرارات القضائية‪:‬‬


‫حكم املحكمة االبتدائية بالدار البيضاء رقم ‪ 592‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 86/482‬الصادر‬ ‫‪‬‬
‫بتاريخ ‪.4982/02/25‬‬
‫حكم املحكمة االبتدائية بوجدة رقم ‪ 43/320‬الصادر بتاريخ ‪.2043/42/44‬‬ ‫‪‬‬
‫حكم املحكمة االبتدائية بوجدة في امللف االجتماعي ‪ 552/2045‬بتاريخ ‪ 28/02/2046‬غير‬ ‫‪‬‬
‫منشور‪.‬‬
‫قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 244‬الصادر بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2048‬في امللف االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ 2042/2/5/4442‬منشور بنشرة قرارات محكمة النقض‪ ،‬العدد ‪ ،32‬السلسلة ‪ ،3‬الجزء ‪،43‬‬
‫(الغرفة االجتماعية)‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.2044 ،‬‬
‫قرار رقم ‪ ،258‬صادر في ‪ 45‬دجنبر ‪ 4926‬ملف اجتماعي عدد ‪.23/44299‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 4244‬الصادر بتاريخ ‪ ،2043/09/26‬نشرة قرارات محكمة النقض‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء ‪ 43‬سنة ‪.5 2044‬‬
‫قرار رقم ‪ 403‬صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض بتاريخ ‪ 23/02/4982‬منشور‬ ‫‪‬‬
‫باملجلة املغربية للقانون ع ‪.44‬‬
‫قرار املجلس األعلى رقم ‪ 253‬بتاريخ ‪ 04/05/4992‬م‪ .‬ج‪ .‬ع ‪.9292/90‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار املجلس األعلى الصادر بتاريخ فاتح فبراير ‪ 4993‬م‪ .‬ج‪ .‬ع ‪.9334/90‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار صادر عن محكمة النقض عدد ‪ 4356‬الصادر بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪ 2042‬في امللف االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ 2042/2/5/243‬أورده‪ :‬عمر ازوکار‪ " ،‬قضاء محكمة النقض في مدونة الشغل‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬‬
‫مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪.2043‬‬
‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 4352‬بتاريخ ‪ 24/06/2042‬امللف االجتماعي عدد ‪.4428/5/4420‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار عدد ‪ 305‬الصادر عن الغرفة االجتماعية ملحكمة النقض بتاريخ ‪.2005/03/23‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار عدد ‪ 454‬الصادر عن الغرفة االجتماعية ملحكمة النقض بتاريخ ‪.2005/04/22‬‬ ‫‪‬‬

‫‪64‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 2225‬الصادر بتاريخ ‪.2042/44/22‬‬ ‫‪‬‬


‫قرار محكمة النقض عدد‪ 989‬الصادر بتاريخ ‪.04/02/2043‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار محكمة النقض عدد ‪ 562‬الصادر بتاريخ ‪ 44‬ابريل ‪ ,2043‬نشرة قرارات محكمة النقض ‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫الجزء ‪ ،43‬سنة ‪.2044‬‬
‫قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪ 502‬بتاريخ ‪ 26‬نوفمبر ‪ .4986‬في امللف االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ 85 /6285‬منشور بالقضاء مجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 40‬سنة ‪.4982‬‬
‫قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد ‪ ،2092‬بتاريخ ‪4994/4823‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قرار العدد صادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ‪3_9_ 2005 .‬ملف‪.4400/ 04‬‬ ‫‪‬‬
‫القرار الصادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ ‪25‬مارس ‪4924‬في امللف عدد‬ ‫‪‬‬
‫‪.39400‬‬
‫قرار العدد ‪4442‬صادر عن الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى بتاريخ ‪22/40/4984‬ملف‬ ‫‪‬‬
‫اجتماعي عدد ‪.4425/ 44 /24‬‬
‫قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد‪284 ،‬بتاريخ ‪25‬مايو ‪4992‬في امللف االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫عدد‪8404 / 94,‬غير منشور‪.‬‬
‫قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪220‬بتاريخ ‪ 24‬أبريل ‪4989‬في‪ .‬امللف االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫عدد ‪ ،8656/ 82‬قضاء املجلس األعلى العددان ‪42‬و‪.4909 43, ،‬‬
‫الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد‪244,‬بتاريخ ‪ 20‬أبريل ‪4992‬ملف عدد ‪9625/ 90‬غير‬ ‫‪‬‬
‫منشور‪.‬‬
‫قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم ‪326‬بتاريخ ‪28‬ماي ‪4984‬في امللف االجتماعي عدد‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،5099‬مجلة قضاء والقانون‪ ،‬العددان‬
‫‪435,436‬ص‪494 :‬وعبد اللطيف الخالفي‪ ،‬االجتهاد القضائي في املادة االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القرار ‪ 449‬الصادر عن‪ .‬املجلس األعلى بتاريخ ‪8‬مارس ‪ ،4982‬ملف اجتماعي ‪ ،8905‬قضاء‬ ‫‪‬‬
‫املجلس األعلى العدد ‪ ،30‬أكتوبر ‪.4982‬‬
‫‪65‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫الصادر بظهير شريف في ‪ 9‬رمضان ‪ ،4334‬املوافق ‪ 43‬شتنبر ‪.4943‬‬ ‫‪‬‬


‫الظهير الشريف بمثابة قانون رقم‪4,42,442,‬بتاريخ ‪ 44‬رمضان ‪28(4394‬شتنبر ‪)4942‬‬ ‫‪‬‬
‫باملصادقة على قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬املعدل بالقانون رقم ‪ 400,42‬الصادر يتفيد الظهير الشريف‬
‫رقم ‪03,53 ,4‬بتاريخ ‪ 29‬من جمادى األخرة ‪40(4434‬ماي ‪ )2043‬الجريدة الرسمية عدد ‪6456‬بتاريخ‬
‫‪49‬رجب ‪30(4434‬ماي ‪ )2043‬ص‪.4362 :‬‬
‫الفصول واملواد‪:‬‬
‫الفصل ‪ 42‬من ظهير ‪ 22‬فبراير ‪ 4995‬الخاص بالصحفيين املحترفين وكذلك املادة الثالثة من‬ ‫‪‬‬
‫مدونة الشغل‪.‬‬
‫الفصل ‪ 228‬من قانون االلتزامات والعقود املغربي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنص املادة ‪ 64‬من م‪.‬ش "يمكن فصل االجير من املشغل دون مراعاة اجل االخطار ودون‬ ‫‪‬‬
‫تعويض عن الفصل وال تعويض عن الضرر عند ارتكابه خطا جسيما "‪.‬‬
‫تنص املادة ‪ 64‬من م‪.‬ش " توجه نسخة من مقرر الفصل أو رسالة االستقالة الى العون املكلف‬ ‫‪‬‬
‫بالتفتيش‪ .‬يجب ان يتضمن مقرر فصل االجير االسباب املبررة التخاذه‪ ،‬وتاريخ االستماع إليه‪ ،‬مرفقا‬
‫باملحضر املشار إليه في املادة ‪ 62‬أعاله ال يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب الواردة في م ش‪.‬‬
‫تنص الفقرة االولى من املادة ‪ 62‬من م‪.‬ش على ما يلي‪" :‬يتوقف فصل االجراء العاملين في‬ ‫‪‬‬
‫املقاوالت املشار إليها في الفصل ‪ 66‬أعاله كال أو بعضا ألسباب تكنولوجية او هيكلية او ما يماثلها او‬
‫ألسباب اقتصادية على اذن يجب ان يسلمه عامل العمالة او االقليم في اجل اقصاه شهران من تاريخ‬
‫تقديم الطلب من طرف املشغل الى املندوب االقليمي املكلف بالشغل "‪.‬‬
‫تنص هاته الفقرة أنه يمكن للجير الذي فصل عن الشغل بسبب يعتبره تعسفيا اللجوء إلى‬ ‫‪‬‬
‫مسطرة الصلح التمهيدية‪ .‬املنصوص عليها في الفقرة الرابعة من املادة ‪ .532‬أدناه من أجل الرجوع إلى‬
‫شغله والحصول على تعويض‪.‬‬
‫تنص هاته الفقرة على أنه من بين املهام املنوطة باألعوان املكلفين بتفتيش الشغل إجراء‬ ‫‪‬‬
‫محاوالت التصالح في مجال النزاعات الشغل الفردية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫ً‬
‫املادة ‪ 39‬من مدونة الشغل والتي تحول للمشرع فصل األجير عند ارتكابه خطا جسيما وأيضا‬ ‫‪‬‬
‫املادة ‪ 35‬من مدونة الشغل واملتعلقة بالكفاءة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 34‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع املواد ‪ 44‬و‪ 42‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع املادة ‪ 46‬من مدونة الشغل في فقرتها األولى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مادة ‪ 46‬من مدونة الشغل والفصل ‪ 222‬من قانون االلتزامات والعقود املغربي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع املادة ‪ 46‬واملادة ‪ 32‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع الفقرة األولى من املادة ‪ 508‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫راجع في هذا الصدد املادة ‪ 452‬وما يليها‪ ،‬في الباب الثاني من القسم الثاني من الكتاب الثاني‬ ‫‪‬‬
‫من مدونة الشغل املتعلق بحماية األمومة‪.‬‬
‫راجع الفقرة الثانية من املادة ‪ 342‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املادة ‪ 38‬من مدونة الشغل‪" :‬يتبع املشغل بشأن العقوبات التأديبية مبدأ التدرج في العقوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويمكن له بعد استنفاذ هذه العقوبات داخل السنة أن يقوم بفصل األجير؛ ويعتبر الفصل في هذه‬
‫الحالة فصال مبررا"‪.‬‬
‫املادة ‪ 64‬من مدونة الشغل‪" :‬يمكن فصل األجير من الشغل‪ ،‬دون مراعاة أجل اإلخطار‪ ،‬ودون‬ ‫‪‬‬
‫تعويض عن الفصل‪ ،‬وال تعويض عن الضرر‪ ،‬عند ارتكابه خطأ جسيما"‪.‬‬
‫املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املادة ‪ 464‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 66‬من مدونة الشغل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪67‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫فهرس املوضوعات‪:‬‬

‫اإلهداء ‪02 ............................................................................................................................‬‬


‫شكر وعرفان ‪03 ....................................................................................................................‬‬
‫مقدمة ‪04 .............................................................................................................................‬‬
‫تصميم البحث ‪02 ..................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬التكيف القانوني لعقد الشغل ‪09 .......................................................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬عنصر التبعية ودوره في تكييف عقد الشغل عن غيره‪44 ..........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم عنصر التبعية وصوره ‪44 ..........................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم عنصر التبعية ‪44 .....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬صور عالقة التبعية ‪42 ......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التبعية القانونية وتكييف عقد الشغل ‪43 ..........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التبعية االقتصادية وتكييف عقد الشغل‪44 ......................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف املشرع املغربي من عالقة التبعية ‪45 ........................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬نطاق وحدود التبعية ‪46 .....................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬نطاق هذه التبعية ‪46 ..........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حدودها ‪46 ......................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬إشكالية التمييز بين عقد الشغل محدد املدة وغير محدد املدة‪42 .............................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬األساس التشريعي ‪48 ..........................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة ما قبل مدونة الشغل ‪48 ............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة ما بعد مدونة الشغل لسنة ‪49 ..........................................................2003‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهداف التمييز بين العقود املحددة املدة وغير املحددة املدة ‪24 ................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األهداف الذاتية ‪22 .............................................................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األهداف املوضوعية‪24 ......................................................................................‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬الضوابط املوضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل ‪24 .................‬‬
‫املبحث األول‪ :‬األسس العامة إلنهاء عقد الشغل ‪28 .....................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الضوابط املوضوعية إلنهاء عقد الشغل ‪28 ...........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب إنهاء عقد الشغل من جانب األجير ‪28 ..........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬إنهاء عقد الشغل عن طريق االستقالة‪29 ............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬املغادرة التلقائية ‪32 ........................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أسباب إنهاء عقد الشغل العائدة للمشغل ‪36 ........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الشخصية ‪32 .....................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إنهاء عقد الشغل ألسباب موضوعية ‪38 .............................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الضوابط الشكلية إلنهاء عقد الشغل ‪43 ..............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أجل اإلخطار ‪43 .................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أجل اإلخطار بالنسبة للعقد محدد املدة ‪43 ........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أجل اإلخطار في العقد الغير محدد املدة ‪44 ........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وجوب احترام إجراءات الفصل ‪46 .......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقوبات التأديبية وإجراءات الفصل التأديبي ‪46 ................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات الفصل ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية ‪49 ............................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬آثار إنهار عقد الشغل ‪52 ....................................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الحقوق املترتبة عن إنهاء عقد الشغل ‪52 ...............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرتا السلح التمهيدي والخيار القضائي ‪52 ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات مبررات إنهاء عقد الشغل ‪54 ......................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬إجراءات املطالبة بالتعويض وإشكالية الحكم بإرجاع األجير إلى العمل ‪55 ..................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة املطالبة بالتعويض ‪55 ..............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬عقود الصلح أمام السيد مفتش الشغل ‪56 .........................................................................‬‬
‫‪69‬‬
‫فهرس الموضوعات‬

‫ثانيا‪ :‬مسطرة الصلح في إطار وصل صافي كل حساب ‪52 ...............................................................‬‬


‫ثالثا‪ :‬املطالبة القضائية وإشكالية النفاد املعجل في قضايا الفصل التعسفي ‪52 ..............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعوى الخيار بين الرجوع إلى العمل أو التعويض ‪58 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬الخيار بين الرجوع إلى العمل أو التعويض ‪58 .......................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الخيار للمحكمة في الحل األصلح ‪60 ..................................................................................‬‬
‫خاتمة ‪64 ..............................................................................................................................‬‬
‫املصادر واملراجع ‪62 ...............................................................................................................‬‬
‫فهرس املوضوعات ‪68 .............................................................................................................‬‬

‫والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‬

‫‪70‬‬

You might also like