Professional Documents
Culture Documents
البحث كامل مريم بريان - نجوى الطريح
البحث كامل مريم بريان - نجوى الطريح
إعداد الطالبتين:
الرقم الوطني: االسم والنسب:
- 20008543 -مريم بريان
- 20008545 -نجوى الطريح
تحت إشراف الدكتور:
عبد هللا أشركي
1
إنهاء عقد الشغل
2
إنهاء عقد الشغل
شكر وعرفان
{لئِن شَكَرَتَمَ لَ َِزيدَنَكَمَ}.
قال تعاىلَ :
فإننا نحمد اهلل عز وجل الذي وفقنا إلكمال هذا البحث ،كما
كما نتقدم بجزيل الشكر إىل كل من صنع لنا معروفا ومد لنا يد
3
مقدمة
مقدمة:
الزالت الطبقة العاملة في العصر الحاضر كما في العصر القديم تلعب دورا بارزا وأساسيا في
النهوض بالحياة االقتصادية للمجتمع وتنمية موارده الطبيعية وتطويرها وخلق رواج اقتصادي
وتبادل تجاري على الصعيدين الداخلي والخارجي وذلك داخل مجتمع يخيم عليه االستقرار السياس ي
ضمن إطار ديمقراطي تسوده العدالة االجتماعية املتوازنة التي تراعي جميع حقوق األطراف.
وحتى تؤدي هذه الطبقة دورها املنوط بها كامال ،البد من أن يتوفر مناخ العمل وأن تطمئن
على مستقبل أبناءها املادي واملعنوي وهذا لن يتأتى إال بوجود قواعد قانونية جيدة وآمرة وأنظمة
عادلة تضمن املصالح املشتركة للعامل واملشغل.
وفي هذا اإلطار خرجت مدونة الشغل إلى حيز الوجود بمقتض ى الظهير الشريف رقم -03-494
04في تاريخ 44شتنبر .2003والتي جاءت نتيجة العديد من التحوالت االقتصادية واالجتماعية التي
عرفها عاملنا اليوم والهدف منها هو جمع شتات النصوص القانونية املنظمة للشغل.
باإلضافة على إقامة عالقة جديدة بين األجير واملؤاجر تنبني على العدل واملساواة وصيانة
حقوق كال الطرفين من أجل استقرار الشغل وديمومته وخلق توازن بين مصلحة املؤسسة واألجير
انطالقا من قوله تعالى{ :وَلَوَلََ َِدفَاعََاهللَِالنَاسََبَعَضَهَمََ َبِبَعَضََلَفَسَدَ ِ َ
تَالَرَضَ}.1
وذلك كله من أجل الدفع بعجلة املجتمع للرقي االقتصادي وتحقيق العدالة االجتماعية
والتقدم االقتصادي والسلم االجتماعي في إطار عقد شغل مبني على أسس صحيحة ومتينة سواء
أبرم ملدة من الزمن (العقد املحدد املدة) أو أبرم دون تعيين مدة محددة (العقد غير محدد املدة)
بحيث يقوم األجير بما عليه ويخضع لتوجيه مشغله مقابل أن يؤدي هذا األخير أجرة هذا العمل.
وإيمانا من املشرع املغربي أن عقد الشغل عقد زمني ورضائي وأهميته البالغة في ضمان
االستقرار واالستمرار في العالقة الشغلية بين طرفيه ،فقد آبى إال أن يحيط مرحلة إنهاءه بمجموعة
من التقييدات واإلجراءات يجب فيها املوازنة بين حق اإلنهاء ومصلحة الطرف اآلخر وإال كان األمر
أمام إنهاء تعسفي يحرك دعوى التعويض أو الرجوع إلى العمل أو اإلثبات أو مسائل أخرى.
4
مقدمة
املنهج املتبع:
بالنسبة ملنهجية البحث فلن طبيعة املوضوع ،تقتض ي اإلحاطة بجميع الجوانب القانونية
والتشريعية املتعلقة به ،وذلك لتحديد إطاره املناسب ،باإلضافة إلى الدراسات الفقهية التي تناولت
جوانب من إشكاالته بالبحث والتحليل.
ومن هذا املنطلق فإننا قد ارتأينا ان نعتمد على املنه التحليلي وذلك من خالل التحليل
القانوني املرتكز على أسلوبي االستدالل واالستقراء لبعض النصوص القانونية املؤطرة للموضوع
الذي نحن بصدد دراسته.
أسباب ودوافع اختيار املوضوع:
إن التردد في اختيار موضوع البحث هو أمر جلي في اإلنسان ،خاصة لدى الباحث (ة) املبتدئ
(ة) ،فأول ش يء يبدأ به هو االستعداد النفي ي لخوض غمار البحث.
وما دفعنا وحفزنا إلى اختيار هذه املادة هو شغفنا ومحبتنا بها ،ولكننا كنا مشوش ي الذهن في
اختيار العنوان املناسب ،إال أن أستاذنا الفاضل "عبد هللا أشركي" ساعدنا في اختيار هذا العنوان
الذي بين أيدينا ،وهذا كله يرجع إلى سببين:
األول سبب ذاتي :ميلتا إلى هذا املوضوع ،وطموحنا الشخص ي الذي يكمن في معرفة املزيد
والوقوف على حيثيات املوضوع والتوسع فيه.
والثاني سبب موضوعي :يتمثل في كون الواقع بتغير الزمان واملكان.
صعوبات البحث:
من الصعوبات التي واجهتنا في هذا البحث وذلك ألنه أول بحث لنا ،فعدم الخبرة من أكثر
الصعوبات التي واجهتنا ثم من الصعوبات اختيار املوضوع والعنوان املناسب للبحث ،ثم صعوبة
جمع املعلومات من املصادر واملراجع املعتمدة وكيفية التعامل مع بعض الكتب التي كنا ألول مرة
نبحث فيها.
وأخيرا املنهجية التي أردنا أن نتبعها في كتابة هذا البحث.
اإلشكالية:
5
مقدمة
من خالل مالمستنا للهمية التي يطرحها هذا املوضوع ال يسعنا سوى الوقوف أمام اإلشكالية
الجوهرية التالية:
مدى توفق املشرع والقضاء من خالل الضمانات القانونية والقضائية في توفيرإنهاء عادل
لعقد الشغل؟؟
كما تتفرع عن هذه اإلشكالية األسئلة التالية:
ما هي أسباب إنهاء عقد الشغل سواء كان محدد املدة أو غيرمحدد املدة؟
وما هي اآلثاراملترتبة عن هذا اإلنهاء؟ ومتى نكون أمام حق ومتى نكون أمام تعسف؟
ولإلجابة على هذه اإلشكالية ارتأينا اتباع الخطة التالية:
6
تصميم البحث
7
تصميم البحث
8
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
الفصل األول:
الشغل
9
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
يراد بتكييف العقد إعطاؤه الوصف الذي يالئم ما احتوى عليه العقد عناصر أساسية 1تميزه
عن غيره من العقود األخرى والتي تجعل هذا العقد خاضعا إلحكام وقواعد مدونة الشغل ،فقد يثار
نزاع بين طرفي العقد ،يدعي فيه األجير بأن العالقة التي تجمع الطرفين هي يحكمها قانون الشغل،
وذلك قصد إخضاع هذه الخيرة إلى الحكام والقواعد التي نص عليها قانون الشغل ،في حين يدعي
الطرف الثاني أن العالقة التي تربطه باملدعى ال يحكمها قانون الشغل ،وإنما يحكمها قانون آخر 2وذلك
قصد استبعاد هذا النزاع من الخضوع ألحكام وقواعد قانون الشغل ،هنا تطرح مسألة إعطاء
الوصف القانوني لهذه العالقة تقع على كاهل القضاء من خالل تدخله في هذا النزاع إلعطائه الوصف
الذي يالئم هذا النزاع أو ما يصطلح عليه بالتكييف القانوني للعقد ،اعتمادا على مجموعة من
العناصر واملقومات التي ال غنى لها بالتكييف القانوني للعقد ،3والقضاء املغربي وأثناء نظره في هذا
النزاع ،أو إعطاء الوصف القانوني لهذا العقد ،يعتمد على جملة من العناصر األساسية التي تحدد
عقد الشغل ،4عن غيره من األخرى ،وتتجلى في التعهد بأداء العمل ،وااللتزام بأداء األجر 5ووجود عالقة
العقود تبعية.
1محمد الکشبور :انتهاء عقد الشغل :دراسة مفصلة ألحكام الفصل التعسفي مطبعة النجاح الجديدة ،مطبعة ،2008ص.240 :
2أما القانون املدني أو القانون التجاري مثال.
3أستاذ :عبد الرزاق أيوب تكييف العقود ،مجلة طنجس عدد 6سنة ،2002ص 498 :وما بعدها.
4يعرف عقد الشغل بكونه " عقد بمقتضاه يتعهد أحد طرفيه وهو األجير بان يعمل في خدمته الطرف اآلخر وهو املشغل وتحت إشرافه
ورقابته مقابل أجر يلتزم هذا الحير بدفعه له" من خالل هذا التعريف (الفقهى) يتضح عناصر عقد الشغل ،وهي قيام الجير بالعمل ووجود
عالقة تبعية ثم أداء األجر من طرف املشغل.
أما أطراف عقد الشغل فتتمثل في كل من األجير واملشغل.
-األجير حسب املادة السادسة من مدونة الشغل في فقرتها األولى هو:
" كل شخص التزم يبدل نشاطه املنهي تحت تبعية مشتغل أو عدة مشتغلين لقاء أجر أيا كان نوعه وطريقة أدائه.
-واملشغل حسب الفقرة الثانية من نفس املادة هو:
يعد مشغال شخص طبيعي أو اعتبار يها خاصا أو عاما يستأجر خدمات شخص ذاتي أو أكثر".
5األجر :هو املقابل الذي يؤديه رب العمل خاصا لفائدة األجير مقابل أداء
العمل .وقد ثم التنصيص على األجر من خالل املادة 6من مدونة الشغل ...لقاء أجر أيا كان نوعه وطريقة أدائه" ولتوضيح أكثر حول هذا
املوضوع " األجر" انظر:
-محمد الكشبور :عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة ،4995ص.24 :
-عبد اللطيف خالفي :الوسيط في مدونة الشغل ج األول ،مطبعة الوارقة الوطنية مراكش ،الطبعة األولى ،2004ص.282 :
10
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
ولإلحاطة بهذا الفصل ينبغي أن بين في املبحث األول عنصر التبعية ودوره في تكييف عقد
الشغل عن غيره ،ثم التطرق إلشكالية التمييز بين العقود املحددة املدة وغير املحددة املدة في املبحث
الثاني.
والتبعية من أهم عنصر في عقد الشغل ،إذ باإلضافة إلى كونها هي املعيار األساس ي لتطبيق
القانون االجتماعي على الرابطة املوجودة بين العامل وصاحب العمل ،فهي املميز الرئيي ي بين عقد
الشغل وعقود أخرى قد تلتبس به من عدة وجوه.
ودراسة في هذا املبحث تتطلب منا الوقوف عند مفهومها وصورها (املطلب األول) على أن
نتطرق لنطاق التبعية وحدودها (املطلب الثاني).
املطلب األول :مفهوم عنصر التبعية وصوره:
سوف نتطرق في هذا اإلطار إلى مفهوم التبعية (الفقرة األولى) على أن نتناول بالتفصيل صور
التبعية (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :مفهوم عنصر التبعية:
يفترض عقد الشغل وجو د العامل في مركز تابع بالنسبة إلى صاحب العمل .وحسب بعض
الفقه ،1تفيد التبعية خضوع العامل أثناء أو بمناسبة أدائه لعمله لإلدارة وإشراف أو سلطة من
يمارس العمل لحسابه ،وبمقابل ذلك من وجهة أخرى ،تمتع هذا األخير بحق توجيه العامل فيها يقوم
به من عمل وإصداره األوامر غليه بشأنه ،ومراقبته حالة تنفيذه ،بل وتوقيع عقوبات عليه عند
مخالفته للوامر ملواجهة إليه ،فهي إذن تبعية في أداء العمل وتنفيذه تصيغ عقد الشغل بصيغة
خاصة ،وتميز مركز العامل بمقتضاه عن مركز من يقوم بعمل حر ومستقل ال يخضع فيه لتوجيه أو
1انظر :أستاذنا :محمد الكشبور :عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي ،مرجع سابق ،ص.444 :
11
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
رقابة املتعاقد معه عليه .1ويلعب القضاء دورا مهما في تقرير وجود أو انتفاء ركن عالقة التبعية ،وذلك
على ضوء ظروف ومالبسات كل قضية على انطالقا من طبيعة املؤسسة ونوعية نشاطها ،ووضعية
العامل ،وطريقة تنفيذه.
ويتعين على القاض ي أن يسترشد بكل الوسائل والقرائن التي تدل على وجود او انتفاء عقد
الشغل ،وذلك ألنه يتعين على القاض ي التأكد أوال من وجود عالقة التبعية أو عقد الشغل ،قبل
تطبيق القانون االجتماعي ،خصوصا وان بعض األشخاص أو األطر قد يمارسون مهمهم غما بصورة
حرة أو بصورة تابعة مثل األطباء واملهندسين واملحاميين على سبيل املثال ال الحصر.2
ويمكن القول بأن مفهوم التبعية مفهوم واسع ونسبي ،3وذلك ألن تبعية األجير لصاحب العمل
تنفيذ خضوعه إلشرافه ورقابته ،لكن التساؤل بطرح بخصوص بداية ونهاية ذلك اإلشراف وتلك
الرقابة ،وأمام صعوبة ضبط وحصر مفهوم عالقة التبعية يهتدي القضاء أو يستأنس ببعض
العناصر أو القرائن واملؤشرات لتكييف عقد الشغل.
الفقرة الثانية :صور عالقة التبعية:
سبق أن أشرنا إلى أن عالقة التبعية متعددة ،وسوف نقتصر بدراسة التبعية القانونية (أوال)
والتبعية االقتصادية (ثانيا) ثم سنتعرض ملوقف املشرع ثانيا).
1محمد الكشبور :املرجع السابق ص 444 :وما بعدها ،حيث عرفها األستاذ الكشبور أنها حالة قانونية تنتج عن عقد العمل ،وتجعل العامل
خاضعا إلدارة وإشراف من ينفد العمل لحسابه ،أو ملن خول له هذا األخير تلك السلطة .لالطالع أكثر حول مفهوم التبعية انظر على وجه
الخصوص:
-الدكتور الحاج الكوري :القانون االجتماعي ،مطبعة الحرف املعتدل ،الطبعة األولى ،4999ص 428 :وما بعدها.
2فالطبيب مثال قد يزاول أو يمارس مهنة حرة أو قد يشتغل كأجير لدى شركة معينة لفحص األجراء واملهندس قد يكون موظفا تابعا للدولة،
وقد يزاول مهنة حرة في مكتبه ،وقد يشتغل كاجير لدى شركة عقارية من هنا تظهر لنا أهمية توافر أو عدم توافر ركن التبعية في عالقة
قانونية معينة ،وذلك ألن عالقة التبعية ،هي األساس القانوني لعقد الشغل ،وبالتالي هي األساس تطبيق القانون االجتماعي ألن هذا القانون
هو قانون األجراء ال قانون الوظيفة العمومية ،والقانون املطبق على املحامين أو األطباء واملهندسين الذين يخضعوه ألنظمة قانونية خاصة.
للمزيد من اإلطالع انظر :الحاج الكوري :املرجع السابق ص 428 :وما بعدها.
3قلنا مفهوم واسع ونسبى ألنها ليست من درجة واحدة في جميع الحاالت :فهي ليست تبعية قارة أو جامدة ذلك أن تبعية الطبيب األجير مثال
تختلف عن تبعية األجير املهندس وعن تبعية املمثل التجاري وتبعية السائق ليست هي تبعية املستخدم في ذلك البنك مثال .ويمكن القول هنا
ً
أن الشخص املنهى للجر يساعدنا كثيرا في تحديد طبيعة عالقته مع الغير وفي تحديد درجة تبعيته.
12
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
تعتبر التبعية من العناصر األساسية في عقد الشغل ،وهي مبدئيا تتمثل في اإلشراف على األجير
وتوجيهه ومراقبته أثناء تأديته لعمله .1والعامل عندما يدخل كطرف في عقد الشغل ،فإنما يلتزم
ً
ضمنيا بأن يتنازل عن جانب من حريته ،بوضع نفسه تحت إشراف صاحب العمل ،مقابل حصوله
على أجر ما دام ذكر العقد قائما ،وبعض النظر عن الظروف التي تمر بها املؤسسة.2
وعرف املشرع املصرى التبعية القانونية بكونها ":الرابطة القانونية الناشئة عن عقد العمل
التي تربط شخص العامل ...بأوامر وتعليمات وإشراف لرب العمل ،وهي التي تخول لهذا األخير سلطة
ً
تأدية ،واعتمادا عليها ،تبرر مختلف اإلجراءات التنظيمية التي يخضع لها العامل باملؤسسة".3
ومن كل ما سبق يعين انه التبعية القانونية في الواقع العلمي ،واملتمثلة في اإلشراف واملراقبة
التي يباشرها صاحب العمل على من يشتغل لديه أو يؤدي عمال ملصلحته ،كنا أمام رابطة تعاقدية
تكيف بعقد الشغل ،ولو لم يعبر أطراف الرابطة التعاقدية صراحة عن ذلك ،دون االلتجاء إلى باقي
ً
العناصر األخرى ككيفية أداء العمل وكيفية أداء األجر ،وإذا كانت التبعية عنصرا قانونيا في عقد
الشغالت فمن حيث تصورها الفني هي عبارة عن واقع نستخلص من الكيفية التي يؤدي بها الجير عمله
داخل املؤسسة ،أو خارجها مع العلم أن التبعية نفسها قد تسع لتشمل نشاط العامل في كل جزئياته،
وقد تضيق حتى تقترب العالقة من مقتضيات عقد املقاولة .4وتجب اإلشارة أخيرا إلى أن التبعية في
مفهومها وفي نطاقها وفي عناصرها تتأثر حاليا بالتطور التكنولوجي الذي غزا بعض املؤسسات
1يعرف األستاذ محمد الكشبور التبعية القانونية "يفترض عقد العمل وجود العامل في مركز تابع بالنسبة لصاحب العمل ،وأوضح في هذا
الصدد أن التبعية املقصودة هنا هي التبعية القانونية ...والتي تعني خضوع العامل في أداء العمل إلدارة وإشراف أو سلطة صاحب العمل،
وهو مقابله تمتع صاحب العمل ،بحق توجيه العامل فيما يقوم به من عمل ،وإصدار أوامر إليه في شأنه ومراقبته في تنفيذ ذلك وتوقيع
جزاءات عليه في حالة املخالفة ،فهي إذن تبعية من أداء العمل ،وتنفيذه تصبغ عقد العمل بصبغة خاصة ،وتميز مركز العامل بمقتضاه عن
مركز من يقوم بعمل مستقل ال يخضع فيه لتوجيه أو إشراف ورقابة املتعاقد معه عليه".
2محمد الكشبور :عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي ،مرجع سابق ،ص.444 :
3علي عوض حسن :الفصل التأديبي في قانون العمل ،دار الثقافة العربية ،طبعة ،4925ص.20-49 :
4فهي مثال بالنسبة للنجار والحداد والخياط وامليكانيكي ليست هي نفسها بالنسبة للطبيب واملهندس ،وهكذا فالتبعية املفروضة على أجير
لبسيط في ورشة للبناء أو للنجارة ليست هي نفس التبعية التي تفرض على طبيب يشتغل داخل نفس" الورشة.
13
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
الصناعية والتجارية ،فاألجير مثال قد يشتغل في منزله ويرتبط بمشغله عن طريق اإلنترنت ،كما أن
قابال تتم عن بعد ،وقد تمتد إلى أدوات عمله.1
ثانيا :التبعية االقتصادية وتكييف عقد الشغل:
ظلت التبعية القانونية وجوها أهم عنصر في عقد الشغل واملميز الرئيي ي بينه وبين غيره من
العقود إلى أن بدأت تظهر نظرية التبعية االقتصادية لحماية بعض الطوائف من العمال وإخضاعهم
لقانون العمل أو تقوم هذه النظرية على اعتبار عنصر التبعية متحققا متى كان من يقوم بالعمل تابعا
اقتصاديا ملن يؤدي العمل ملصلحته ،2وقد أثارها ألول مرة الفقيه الفرني ي ،CUCHEوذلك سنة:
.4943وحسب مفهوم التبعية االقتصادية ليس من الالزم لتكييف العقد بأنه عقد شغل ،وانصياعه
ألوامره ،بل يكفي -رغم تخلف مظاهر الخضوع واالنصياع -قيام حاجة األجير إلى األجر الذي يحصل
عليه من املشغل ،واعتماده عليه في عيشه باعتباره مورده ورقة الوحيد أو األساس ي ،كما يقض ى في
سبيل الحصول علية جميع وقته ،بحيث ال يكون لديه فرصة للعمل في مجال آخر.3
وقد ظهر هذا االتجاه الجديد في التبعية ،استجابة للوعي االجتماعي النامي بضرورة حماية
الفئات العمالية الضعيفة اقتصاديا ،والتي رغم استقاللها بالعمل وعدم دخولها في تبعية قانونية مع
من تؤدي العمل لحسابهم ،إال أنها ال تقل عن األجزاء املرتبطين بمثل هذه العالقة حاجة إلى الحماية،
وإلى الضمانات التي توفرها تشريع الشغل ،إذ من توجد مثلهم في نفس مركز الخضوع االقتصادي
للمشغل ،بل قد يكون خضوعها أشد وأظهر من بعض األجراء ،وهو ما من شأنه أن يؤدي من جهة إلى
التوسع في نطاق الحماية القانونية للشغل ،من خالل صفر أجراء يتمتعون بكامل االستقالل في أداء
عملهم ،وذلك انطالقا من مركزهم االقتصادي الضعيف.
ومن جهة أخرى يؤمن إلى إحالل فكرة عالقة الشغل كأساس لتطبيق قواعد قانون الشغل
بدل عقد الشغل.4
تميز هنا بين موقفه بخصوص التبعية القانونية ،على أن نتعرض إلى موقفه فيما يخص
التبعية االقتصادية.
موقف املشرع املغربي من التبعية القانونية: )1
أشار املشرع املغربي 1للتبعية القانونية وهو بصدد تحديد مفهوم الجير ،وذلك حينما نص
ً
بمقتض ى املادة السادسة ،2من مدونة الشغل ،على انه يعد أجيرا كل شخص التزم ببدل نشاطه املنهي،
تحت تبعية مشغل واحد ،أو عدة مشغلين ،مما يجعلنا نقول إن املشرع املغربي يأخذ بالتبعية
القانونية كعنصر من عناصر عقد الشغل ،وكمناط لتطبيق قواعد مدونة الشغل ،وإن كان ذلك
حيث املبدأ على اعتبار أن هناك بعض األجراء ،رغم قيامها بعملها في إطار من التبعية ،أي تحت
مراقبة وإشراق وتوجيه من يؤدى العمل لحسابه ،ومع ال يخضع ملدونة الشغل ،كما هو الشأن
بالنسبة لخدم املنازل ،وأجراء الصناعة التقليدية الصرفة.3
موقف املشرع املغربي من التبعية االقتصادية: )2
سبق وأشرنا سابقا أن املشرع املغربي يأخذ مبدئيا باملفهوم القانوني للتبعية لتطبيق قواعد
مدونة الشغل ،غير أن املشرع املغربي اكتفى بعنصر التبعية االقتصادية إلضفاء حماية القانون
االجتماعي على بعض الفئات ،مثل عمال املنازل ،4والصحفيون املحترفون.5
خالصة القول في هذا املحور أن املشرع املغربي وإن كان يأخذ بعنصر التبعية القانونية من
حيث املبدأ ،فإنها تأخذ أيضا بعنصر التبعية االقتصادية ،ولكن في حاالت استثنائية منصوص عليها
على سبيل الحصر.
سبق وأشرنا إلى أن عالقة التبعية هي خضوع العامل لرقابة وإشراف وتوجيهات من يمارس
العمل لحسابه .لكن التساؤل ينصب حول نطاق هذه التبعية (الفقرة األولى) وحدودها (الفقرة
الثانية).
الفقرة األوىل :نطاق هذه التبعية:
يخضع العامل فقط لتبعية صاحب العمل أثناء ممارسته لنشاطه املنهي ،أي فقط أثناء قيامه
بالعمل الذي طلب منة القيام به داخل املؤسسة من هذا املنطلق نقول بأن التبعية تمارس في مكان
معين (مقر تمارس في زمن معين (وقت العمل) وهي العمل).
وإذا كان العامل يخضع لتبعية العمل بمناسبة ممارسة لنشاطه املنهى أثناء تواجد في مقر
العمل وأثناء الوقت العادي الذي يفرض عليه فيه القيام بمثل هذا النشاط ،فإنه يستفاد من ذلك
ضمنيا أن العامل يسترد كامل حريته بعد مغادرته للمؤسسة على إثر انتهاء الوقت املحدد للعمل غير
أن مثل هذا االستنتاج إذا كان مستساغا عقال فهو ليس منطقيا دائما وفي كافة الحاالت ،إذ قد يحدث
أن يمارس العامل نشاطه املنهي أو أي نشاط آخر خارج املؤسسة بأمر من صاحب العمل نفسه ،وقد
يحدث كذلك أن يطلب هذا األخير من العامل – بالرغم من انتهاء الوقت املعتاد املخصص للعمل-
البقاء داخل املؤسسة للقيام بعمل إضافي ،ومن ثم فمتى تعرض العامل في الحالتين السابقتين معا
ً
لحادثة ما اعتبر انه قد أصيب في حادثة شغل ،1وإذا صدر من جانبه فعل خاطئ فاحدث ضررا ما
بالغير اعتبر صاحب املؤسسة مسؤوال منه مسؤولية مدنية ألنه كان إذ ذاك تحت تبعيته 2لكن ماذا
عن حدود عالقة التبعية؟
الفقرة الثانية :حدودها:
حاول املشرع املغربي أن يؤمن حد أدنى من الحماية للعمال في العديد من املؤسسات الصناعية
"حيث تشتغل التبعية ،ويستمد املؤاجر سلطته على األجير ليصل إلى حد التدخل في الحياة الخاصة
1أمال جالل ،مسؤولية املؤاجر عن حوادث الشغل واألمراض املهنية في التشريع املغربي ،مطبعة دار النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،سنة
،4925ص 240 :وما يليها.
2محمد الكشبور :عناصر عقد الشغل ،...مرجع سابق ،ص 448 :وما بعدها.
16
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
له ومنعه من الحريات العامة التي يضمنها له دستور اململكة ،1وبذلك يثبت العامل حق دائم في
االمتناع عن تنفيذ أوامر صاحب العمل أو من له سلطة النيابة عنه عندما تكون هذه األوامر مخالفة
للقانون أو النظام العام ،والخالق الحميدة ،كمثال على ذلك ،إذا أمر صاحب صيدلية من العامل
الذي يشتغل تحت إمرته ،تركيب دواء ما بطريقة مغشوشة ،أو طالب منه بيع بعض األدوية بأثمان
تفوق سعرها القانوني ،أو بيعها بعد انتهاء مدة صالحيتها ،كان لهذا العامل أن يمتنع عن كل ذلك ،وكل
إجراء يتخذه صاحب العمل ضده يعتبر في حقيقته إجراء غير مشروع .وفي هذا الصدد جاء في قرار
للمجلس األعلى بأن" :الطاعة ،أي تبعية العامل لرب العمل يجب أن تبقى في حدود القانون.2"...
وفي قرار آخر ..." :وحيث أن املحكمة املطعون حكمها أو ثبت لها ما ذكر كان يجب " ان تعتبره
تابعا للمراكش ي فقط فيها ،وقع في معمل الصباغة وان تحصر مسؤولية إحراق السيارة بين العامل
الذي قام بإحراقها واملراكش ي الذي يعتبر هذا العامل تابعا له في األشياء التي وضعها تحت حراسته
وإنها بحكمها مسؤولية بوعويد الذي ال يعتبر بنخيدة تابعا له وقت حراسته معمل الصباغة لصاحبه
ي تكون خرقت الفصل 85من فلع3"... املراكش
فمن خالل هذا القرار يتبين إلى انه عندما يكون العامل تابعا لشخصين مختلفين لكل منهما
عمله الخاص به فإن الضرر الذي يتسبب فيه العامل للغير أثناء عمله ال سؤال عنه إال رب العمل
الذي وقع الضرر أثناء أو بمناسبة العمل عنده وال تمتد هذه الذي املسؤولية إلى رب العمل اآلخر.
املبحث الثاني إشكالية التمييز بني عقد الشغل حمدد املدة وغري حمدد املدة
يتم تنظيم عالقة الشغل بين العامل ورب العمل بواسطة عقد الشغل ،ويعتبر هذا العقد
بمثابة اإلطار القانوني الذي يضمن لكل طرف حقوقه وواجباته ،حيث عرفت املرحلة التشريعية في
املغرب تنظيم هذا العقد منذ سنة ،4943والتي عرفت مجموعة من التعديالت بواسطة الظهائر
1مثل شروط عدم الزواج ،حيث أصبحنا نجد شرط العزوبة في عقود العمل أو ضمن لوائح املشروع تمنع العامالت من الزواج أثناء فترة
العمل ،واإلخالل بهذا الشرط يتسبب في إنهاء عقودهن:
انظر في هذا الصدد :دنيا مبارك ،الوجيز في القانون االجتماعي ،مطبعة دار النشر الجسور ،الطبعة الثالثة ،ص 428 :وما بعدها ،ونشير
2هذا القرار أورده األستاذ محمد سعید بناني في مرجعه حول قانون الشغل باملغرب :الجزء الثانی ،عالقات الشغل الجماعية ،دار النشر
املغربية 4985 ،هامش الصفحة .)443
3قرار رقم ،258صادر في 45دجنبر 4926ملف اجتماعي عدد .23/44299
17
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
واملراسيم إلى أن رست في التعديل األخير لسنة 2003واملتعلق بمدونة الشغل (املطلب األول) ،حيث
كان يهدف املشرع املغربي في مدونة الشغل إلى حماية األجراء باعتبارهم الطرف الضعيف وضمان
استقرار الشغل واستمرار املقاولة (املطلب الثاني).
املطلب األول :األساس التشريعي:
لقد عرف التشريع املغربي املنظم لعالقة الشغل مرحلتين أساسيتين؛ تتمثل األولى في مرحلة
ما قبل مدونة الشغل (الفقرة األولى) ومرحلة ما بعد مدونة الشغل لسنة ( 2003الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :مرحلة ما قبل مدونة الشغل:
إن بداية التنظيم عالقة الشغل مرت بمجموعة من املراحل ،حيث تم تعريف عقد الشغل
ألول مرة في الفصل 223من قانون االلتزامات والعقود 1بأنه "إجارة الخدمة أو العمل ،عقد يلتزم
بمقتضاه أحد طرفيه بأن يقدم للخر خدماته الشخصية ألجل محدد أو من أجل أداء عمل معين في
نظير أجر يلتزم هذا األخر بدفعه له .وإجارة الصنعة عقد بمقتضاه يقوم أحد الطرفين بصنع ش يء
معين في مقابل أجر يلتزم الطرف اآلخر بدفعه له …".
كما أوضح الفص 222من نفس القانون بأنه" :ال يسوغ للشخص أن يؤجر خدماته إال ألجل
ً
محدد ،أو ألداء عمل معين أو لتنفيذه وإال وقع العقد باطال بطالنا مطلقا".
ومن األهمية بمكان اإلشارة إلى أنه يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص بتقديم خدماته
طوال حياته ،أو ملدة تبلغ من الطول حدا بحيث يظل حتى موته ،2وبعدها جاء املرحلة الثانية لتعديل
الفصل 254من قانون االلتزامات والعقود بمقتض ى ظهير 26شتنبر ،4938ولتدرج العقد غير املحدد
املدة ،وذلك بالنص على أنه إذا لم تحدد مدة العقد وكان ذلك راجع إلى إرادة املتعاقدين أو إلى طبيعة
العمل الالزم أداؤه ،فإن العقد يقع باطال .وبعدها جاءت مرحلة متميزة للتفرقة بين العقد املحدد املدة
والعقد غير املحدد املدة من خالل الفصل األول من النظام النموذجي املنسوخ ،واملنظم للعالقة
الرابطة بين اإلجراء الذين يتعاطون مهنة تجارية أو صناعية حرة ،وبين مؤاجريهم 3حيث جاء فيه بأن
أجراء املقاولة ينقسمان إلى إجراء قارين ،وأجراء مؤقتين ،ويستخدم األجراء القانون ملدة غير محددة،
في حين يستخدم األجراء املؤقتين من أجل النيابة عن األجراء املتغيبين أو من اجل القيام بعمل
ً
موسمي مؤقت ،أو ملدة محددة شريطة أن ال يشتغل األجراء املؤقتين ملدة أكثر من 42عشر شهرا،
بحيث يصبح عقد غير محدد املدة بقوة القانون ما لم ينص عقد إجارة الخدمة الكتابي على شرط
صريخ بخالف ذلك ،كما أبان الفصل الثاني من مرسوم 44نونبر سنة 4963املنسوخ تحدد بموجبه
القواعد العامة املطبقة على موظفي مختلف املؤسسات أنه يتألف املوظفون على الشكل اآلتي:
األعوان الدائمون املتكونين من جهة من األعوان النظاميين املتمرنين والرسميين ،ومن جهة أخرى من
موظفي اإلدارة العمومية املجعولين في وضعية اإللحاق ،األعوان غير الدائمين … وأضاف الفصل 59
من نفس املرسوم أن األعوان غير الدائمون هم األعوان املكلفون بإنجاز أشغال التأسيس األول ملدة
غير معينة ،أو بإنجاز إصالحات كبرى ال يكفي عدد املستخدمين العادي لتحقيقها ،األعوان املعينون
ملواجهة تزايد شغل مؤقت أو موسمي ،األعوان املعينون بصفة استثنائية ،ليخلفوا مؤقتا عونا دائما
ً
متغيبا .وتجدر اإلشارة إلى أن صدور الفصل الثالث من ظهير 24ابريل لسنة 4923املنسوخ ،تحدد
بموجبه شروط تشغيل املأجورين الفالحيين وأداء أجورهم ،أكثر دقة وذلك بنصه على أنه يتألف عملة
مؤسسة االستغالل الفالحية من عملة دائمين ،عملة مؤقتين ،ويستخدم العملة الدائمون ملدة غير
محددة ،أو ملدة معينة تتجاوز ستة أشهر ،ويستخدم العملة املؤقتين لتعويض عملة آخرين ،أو للقيام
بعمل موسمي ،أو مؤقت تقل مدته املعينة عن ستة أشهر.
الفقرة الثانية :مرحلة ما بعد مدونة الشغل لسنة :2002
لقد عرفت هذه املرحلة صراعا شديدا ما بين األجراء وأرباب العمل وذلك في إطار تمثيلية لكل
ً
واحد من الفئتين معا ،ألجل البحث عن املرونة في عقود الشغل ،خصوصا ونحن نعلم أن هناك
ً
مصلحتين متعارضتين ،ومتباينتين أيضا بين هاتين الفئتين ،ومنه تم االهتمام على العقد غير املحدد
املدة ،مما يجسد قناعة املشرع باالنتقادات املوجهة إلى األفكار التي آمنت بمساواة اإلرادتين 1لكون
املادة 46من مدونة الشغل اعتبرت كمبدأ أن العقد غير املحدد املدة هو األصل ،وذلك نظرا للشروط
1محمد سعيد بناني" :قانون الشغل باملغرب" في ضوء مدونة الشغل – عالقة الشغل الفردية ،-الجزء الثاني ،املجلد األول ،طبعة يناير
،2002ص.206 :
19
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
التي فرضت حتى يكون العقد محدد املدة ،وهو ما جاء معاكسا للفكار التي تؤمن بحرية اإلرادة وما
ينتج عنها من آثار سلبية لإلنهاء تتعارض مع ضمان الشغل خصوصا عندما نكون أمام طرف قوي في
العقد – أرباب العمال – وطرف آخر مستضعف – األجراء ،-تماشيا مع الضرورات االجتماعية التي
ً
أصبحت هاجسا دائم يصعب التخلي عنه ،لكون املشرع لم يعد ينتظر صدور اتفاقية جماعية
تتضمن حماية للجراء من خالل اعتبار أن العقد غير محدد املدة هو األصل؛ الن التجربة أبانت بعض
التراكيب القانونية املبهمة التي تكون كعرقلة للتقدم االجتماعي والقانوني ،إذ ينبغي أن تتكيف بصفة
تدريجية مع متطلبات كل مهنة في املكان يزم القانوني لعقد الشغل .1ولتكون في ذات الوقت مؤثرة في
مجاالتها للتمييز بين العقد املحدد املدة وغير املحدد املدة.
ولعل أهمية هذه التفرقة تكمن عند فسخ العقد ،حيث يترتب على العقد غير املحدد املدة
مجموعة من التعويضات ،مقارنة مع العقد غير املحدد املدة ،وهو ما دفع بإبعاد مفهوم املرونة
بالصيغة التي دافع عنها أوساط املشغلين ،وبقي األمر كما كان؛ وهو الدفاع عن استقرار شغل األجير
وتطلعاته في مواجهة املقاولة التي كانت ترغب في مرونة تقيها شر مجمل التعويضات املنصوص عليها
قانونا ،وهي بذلك معرضة للتعسف في استعمال الحق كلما استعملت إرادتها املنفردة خارج حدود
السلطة التأديبية املخولة لها قانونا.2
وفي املقابل نجد بان األجير معفى من هذه القيود القانونية باستثناء احترام مهلة اإلخطار عند
وضع استقالته 3ولعل الهدف أو الغاية التي يسعى إليها املشرع في املادة 46و 42من مدونة الشغل
ً
وااللتزام باستقرار الشغل وذلك من خالل مجموعة من الضمانات التي ترد أحيانا في عقود الشغل
الفردية والتي تفوق الضمانات الواردة في اتفاقية الشغل الجماعية ،حيث يكون على القاض ي أن يأخذ
بعين االعتبار قوة االلتزام ،فهذا األخير قد يكون صريحا أو ضمنيا؛ ألن ضمان الشغل قد يكون بطرق
مختلفة ،وفي جميع األحوال ينبغي أن يتعلق األمر بعقد غير محدد املدة ،حيث إن شرط استقرار
1محمد سعيد بناني" :قانون الشغل باملغرب" ،مرجع سابق ،ص.206 :
ً
2راجع املادة 39من مدونة الشغل والتي تحول للمشرع فصل األجير عند ارتكابه خطا جسيما وأيضا املادة 35من مدونة الشغل واملتعلقة
بالكفاءة.
3وهذا ما أكدته الفقرة الثانية من املادة 34من مدونة الشغل.
20
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
ً
الشغل يقلص من الفصل ،وكل إنهاء سيكون مكلفا مقارنة مع القواعد العامة لإلنهاء .1وعليه فإن
ً
الشرط مادام لصالح األجير ،فإنه يعتد به باعتبار أن القواعد العامة في قانون الشغل تعتبر حدا أدنى
ال يمكن النزول عنه ،وبالتالي فإن املسموح به استثناء هو ما يمكن أن يساهم في استقرار الشغل
بصفة أعمق لفائدة األجير ،وهذا ال يعني أن املشرع ضمن حق رب العمل خصوصا في املرحلة التي
تؤدي االستقالة إلى اإلضرار باملقاولة لكونها استقالة تعسفية؛ وتتمثل في الحالة التي يستفيد فيها
األجير من تكوين مستمر 2لدرجة أنه يصبح لديه إملام شامل بكيفية التسيير واالشتغال وكيفية
التعامل مع جميع األجهزة واآلليات داخل املقاولة ،بحيث يكون عليه احترام االلتزامات الواقعة عليه
ً
قانونا.3
ومهما يكن من أمر ،فإن االلتزام التعاقدي بشأن استقرار الشغل عند إنهائه قبل الفترة املتفق
عليه بين أطراف العالقة الشغلية يعتبر بمثابة خطأ تعاقدي يزيد من حدة الشروط الجوهرية
للفصل ،وخرق هذا االلتزام له بالضرورة آثار على تقدير سبب الفصل ،وكذا الجمع بين التعويضات
الضرورية التي تكلف أحد األطراف مبالغ باهظة ،قد تصل إلى درجة يصعب تبريرها عمليا ،والسيما
ً
عندما يكون العقد متضمنا شروطا لضمان مدة أكبر ،وألجراء يتوفرون على أجر مرتفعة ،وهنا ينبغي
تفعيل سلطة القاض ي التقديرية في تحديد هذه التعويضات ،وبالطبع مع إضافة التعويضات التي
تخضع للقواعد العامة للطرد التعسفي.4
املطلب الثاني :أهداف التمييز بني العقود املحددة املدة وغري املحددة املدة:
تعتبر العقود املحددة املدة من بين األهداف التي عمل املشرع املغربي على تنظيمها ،وذلك
المتصاص البطالة والتشجيع على العمل في إطار منظم ،وتسهيل على بعض املقاوالت اللجوء إليه
عند الحاجة.5
وهي بذلك تعتبر عادة تقنيات تساهم في التشغيل ،مما يحرك عجلة االقتصاد داخل البلد
ككل.1
كما يساهم في إدماج عدة أشخاص يوجدون في عسر أمام سوق الشغل لالستفادة من
مقتضيات قانون الشغل ولو بصفة مؤقتة أو عرضية ،عوض استغاللهم من قبل املشغل بصفة
سرية ،ولعله من أبرز املبررات املوضوعية للعقد املحدد املدة وتطبيقاته (الفقرة الثانية) لكن قبل
ذلك ،ال بد من الحديث عن األهداف الذاتية للعقود املحدد املدة (الفقرة األولى).
الفقرة األوىل :األهداف الذاتية:
رغم كون عقد الشغل املحدد املدة يجعل االطمئنان متوفر لدى طرفي العقد ،خصوصا في
املدة املتفق عليها ،من حيث اإلنهاء ،حيث يكون االتفاق عليه مسبقا بمحض اإلرادتين ،وهذا ما ال
نجده في العقود غير املحددة املدة ،رغم كون املشرع نظم هذه األخيرة بصفة أدق على اعتبار أنها هي
األشمل بالحماية لحقوق األجير من التعسفات التي قد تصيبه من طرف رب العمل ،ورغم ذلك فان
مدونة الشغل لم تهمل تنظيم سيمات العقد املحدد املدة ،وذلك من خالل مقتضيات املادة 46من
مدونة الشغل ،حيث حاولت ان تضع توازنا قانونيا تستند إليه املقاولة ،يتجسد في حصر حاالت عقد
الشغل املحدد املدة ،عالوة على أن املادة 42حاولت التقليص من مساحة العقود املحددة املدة،
وحاطته بسياج يصعب معه على املشغل ان يتخطاه ليتملص من الضمانات املخولة للجير في العقود
غير املحددة املدة ،ألن املشرع يعلم بأن السماح للمشغل في إطار اتفاق اإلرادتين سيكون الرابح
األساس ي في إبرام العقد املحدد املدة .2ولئن كانت املادة 46حددت حاالت إبرام العقد املحدد املدة،
فإن املادة 42قيدته بشروط ،كفتح املقاولة ألول مرة ،أو مؤسسة جديدة داخل املقاولة ،أو انطالق
منتوج جديد ألول مرة ،وذلك راجع إلى سببين رئيسيين:
يتمثل األول في صعوبة التمييز بين العقود املحددة املدة وغير املحددة املدة ،وكذلك تقييد
حرية إرادة الطرفين املتعاقدين ،لكونهما ليس على نفس املستوى من حيث القوة ،على اعتبار أن
1وهذا ما جاء في الخطاب امللكي السامي في تصدير مدونة الشغل " … ولن نتمكن من تشغيل الفئات الواسعة من شبابنا إال بتحقيق التنمية
االقتصادية ،التي تضل رهينة بحفز االستثمار ثم االستثمار …".
2محمد سعيد بناني :املرجع السابق ،ص.246 :
22
التكيف القانوني لعقد الشغل الفصل األول:
األجير هو الطرف الضعيف مقارنة برب العمل الذي يكون في مركز قوة ومهيمن اقتصاديا ،ولهذا فإن
القانون هو منبع النظام القانوني الواجب التطبيق عند إنهاء العالقة العقدية.1
أما السبب الثاني فيكمن في كون املشرع في مدونة الشغل حاول توضيح بعض الحاالت وذلك
ً
بوضعها بصفة صريحة ضمن العقود املحددة ،ولتبقى الحاالت األخرى أساسا ضمن العقود غير
املحددة املدة ،خصوصا في حالة غياب عرف منهي أو سكوت الطرفين في العقد ،فإن املنطق يقودنا في
هذه الحالة إلى األصل ،وهو وصف العقد بكونه غير محدد املدة .2ومن األهمية بمكان ،اإلشارة إلى
بعض العقود املحددة املدة بصفة مطلقة؛ كعقد الشغل إلنجاز شغل معين 3حيث يأخذ مدة من
ً ً
الزمن قد تتجاوز السنة أحيانا أو تقل ،وقد تكون محددة زمنيا لدى املشغل وقد ال تكون كذلك ،فإن
صفة اإلطالق في هذا العقد تنتهي بانتهاء عقد الشغل املتفق بشأنه؛ كعقد مبرم من أجل بناء عمارة
أو مصنع 4كما انه من ضمن العقود املحددة املدة بصفة مطلقة نجد العقود املبرمة عند فتح مقاولة
ألول مرة أو مؤسسة جديدة داخل مقاولة أو انطالق منتوج جديد ألول مرة .5وعليه ،فإن املشرع
ً
املغربي في مدونة الشغل كان واضحا في التأكيد على إمكانية إبرام العقد املحدد املدة عند ظهور
املقاولة ألول مرة في القطاعات غير الفالحية ،وذلك من أجل إيجاد الحل األصلح للمشغل على اعتباره
مقبل على مشروع قابل للربح أو الخسارة ،واعتماد العقد غير محدد املدة منذ الوهلة األولى قد يكون
مغامرة ،ملا قد يتولد عن ذلك من تعويضات ناتجة عن مساطر خاصة باإلعفاءات ألسباب اقتصادية،
ً
ولهذا فإن املشرع أعفاه من ذلك ليبرز نوعا من املرونة في التشغيل لصالح املشغل املقبل على املخاطرة
ألول مرة.6
ً
وتجدر اإلشارة أيضا إلى أن املشرع املغربي في مدونة الشغل لم يقتصر على العقود املحددة
ً
املدة في املجال الصناعي واالقتصادي ،بل نظمها أيضا في العقود الفالحية ،حيث نصت الفقرة األخير
من املادة 42من مدونة الشغل وفي القطاع الفالحي ،يمكن إبرام عقد الشغل املحدد املدة ملدة ستة
أشهر قابلة للتجديد ،على أن ال تتجاوز مدة العقود املبرة سنتين ويصبح العقد بعد ذلك غير محدد
املدة” .لكن ما يعاب على هذه الفقرة هو أن املشرع املغربي لم يخول للقطاعات الفالحية نفس الحقوق
املعطاة لرب املقاولة الذي يفتح املقاولة ألول مرة ،أو الذي يقوم بنشاط تجاري ألول مرة ،وهو ما
يفسر على أن املشرع تعامل مع هذه العقود بمرونة أكثر موازاة مع القطاع الفالحي.
أما فيما يخص العقود املحددة بصفة نسبية ،فإن املشرع املغربي خول إمكانية إحالل أجير
محل أجير آخر في حالة توقف عقد شغل هذا األخير ،ما لم يكن التوقف ناتج عن اإلضراب 1خصوصا
في بعض الحاالت االضطرارية؛ كاملرض والنفاس ،أو حادثة شغل … وذلك بشروط تتجلى في تحديد
اسم الشخص املتغيب ومدة التغيب ،إال انه في الواقع تتميز هذه العقود بالنسبية لكون الشواهد
ً
الطبية قد تزيد أحيانا عن املدة األصلية املحددة ألول مرة من طرف الطبيب بسبب تفاقم املرض ،مما
يضطر املشغل باالحتفاظ باألجير املؤقت ،مما يصبح العقد في هذه الحالة غير محدد املدة ،بدل
العقد املحدد املدة ،وأيضا في حالة إحالل األجير املؤقت مكان مجموعة من األجراء متغيبين من أجل
املرض أو عطلة سنوية مؤدى عنها رغم وصف العقد بأنه محدد املدة ،فانه في الواقع ليس كذلك.
الفقرة الثانية :األهداف املوضوعية:
لئن كان األصل هو العقد غير املحدد املدة في عالقة الشغل املبرمة ما بين األجير ورب العمل،
فإن املشرع املغربي رعى بعض الظروف واألعذار التي ترتبط بوجود وضعية اقتصادية موضوعية تدفع
باملشغل إلى إبرام عقود مؤقتة عندما يكون طبيعة العمل غير دائم ملواجهة أنشطة ال تمثل صفة
العمل الدائم ،وهو ما يفرز لنا إشكال صعوبة التمييز بين العقد املحدد املدة وغير املحدد املدة أمام
القضاء عند النزاع ،ملا تخلفه هذه األخيرة – العقود غير املحددة املدة – من إكراهات مالية عند
اإلنهاء ،والتي تعتبر مكلفة بالنسبة للمقاولة مقارنة بالعقود املحددة املدة ،وهو ما يحد من سلطة
ال قرار التعسفي لدى املشغل ملا يترتب عنه من آثار ،وهذا ما يبرز تهربه من العقد غير املحدد املدة،
ولو أن ذلك قد ال يسبب له حرجا بالنسبة ملقاولته التي تحتاج إلى يد عاملة مستقرة ودائمة ،علما أنه
يكون على حق أحيانا عندما تكون املقاولة بين مد وجزر بالنسبة لليد العاملة التي يحتاجها ،وبين
حاالت تستدعي باستمرار نوعيات من التنظيم يكون فيها القاض ي أمام صعوبة استخراج السمات
املميزة لكل من العقدين املحدد املدة وغير املحدد املدة.1
ً
سهال من منطلق املادتين 46و 42من مدونة الشغل ،فإن املشرع حاول وإذا كان األمر قد يبدو
إبراز كل من سمات وخصائص العقد املحدد املدة وتمييزه عن العقد غير املحدد املدة ،فإن الواقع قد
أفرز إشكاالت عملية تتمثل في العقود التي تتكرر لعدة فترات في السنة وتدوم لعدة سنوات ،الش يء
الذي يؤدي إلى خلق عدة حاالت ال حصر لها والتي سماها بعض الفقه 2باالتفاقات الهجينة .ويزيد
األمر استفحاال عند احتساب األقدمية للجراء وتخويلهم حق األسبقية في التشغيل ،سواء كانوا أجراء
دائمين أو مؤقتين عند عدم وجود أجراء دائمين بسبب تخفيض عدد املناصب أو إذا تم الفصل منذ
أقل من سنة ،وهذه الفئة ترد في سياق األزمة االقتصادية التي تصيب املقاولة.3
ومهما يكن من أمر ،فإن اإلشكال ال يثار عندما يعبر الطرفان عن إرادتهما إلبراز تاريخ مؤكد؛
كإحالل أجيرة محل أخرى لتعويضها في فترة الوالدة ،وهنا ال ينبغي استعمال األلفاظ املبهمة أو التي
ً ً ً
تحدث لبسا في العقد ،ألن آجال انتهاء العقد محدد سلفا في ذهب املتعاقدين ،وأيضا يكون األجل
ً
محدد في العقود املؤقتة أو املوسمية ،خصوصا ملا تكون مبرمة بين مهنيين ،حيث يسهل عليهم معرفة
مدة هذا العقد ،وعند النزاع يتم اللجوء إلى األعراف املهنية لتحديد تاريخ انتهاء املوسم ،لكن قد يكون
ً
أحينا هذا األجل املؤكد قابل للتقلبات؛ كان تطول مدة والدة األجيرة عن املدة املحددة في القانون.4
والالفت لالنتباه أنه بمجرد أن يكون األجل قابل للتقلبات ،أو أن األجير ال يستطيع تحديده بدقة،
وبصفة مؤكدة ،فإن عدم التحديد قد يجر إلى وصف العقد بأنه غير محدد املدة ،ولو كان حض عدم
ً
التحديد ضعيفا.
ألن املبدأ في مدونة الشغل هو كون العقد غير املحدد هو األصل ،والعقد املحدد هو االستثناء،
واالستثناء ال يقاس عليه وال يتوسع في تفسيره ،ومادام املشرع قد تدخل لتحديد الحاالت التي يمكن
فيها اللجوء إلى العقد غير املحدد املدة ،فإن ذلك يقتض ي من املشغل أن يكون على علم مسبق بأن
ً
اللجوء إلى العقود املحددة املدة ينبغي أن يكون في حاالت محددة قانونا.1
ولئن كان األجل املؤكد ال يثير إشكاالت عديدة بقدر ما يثيرها األجل غير املؤكد ،لكون طرفي
عقد الشغل املبرم في هذا األخير يكونان على وعي تام بان العالقة الشغلية سوف تنتهي في اجل معين،
فما يهم القضاء إذن هو البحث عن إرادة األطراف بوعيهم بالصفة املؤقتة واملحددة للعقد لنكون أمام
القطعة2 إمكانية تاريخ معين أو إنجاز شغل معين ،ويضم هذا األخير األجر الذي يؤدى على أساس
حيث يتم من الناحية العملية أداء األجر في هذه الحالة على أساس إنجاز عدد معين من القطع 3املتفق
على صنعها ،وفي حالة عدم تحديد القطع بشكل دقيق يعتبر العقد غير محدد املدة.4
الفصل الثاني:
الضوابط املوضوعية
الشغل
27
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
لقد الزم املشرع الطرف الذي يريد انهاء عقد الشغل اتباع مجموعة من اإلجراءات ملا الستقرار
العالقة الشغلية من اهمية بالغة ،فقد اشترطت مدونة الشغل ان يستند الطرف الراغب في ذلك على
اسباب مشروعة وخالية من التعسف (املطلب االول) وهو في ذلك غير ملزم اال باحترام االجراءات
الشكلية ملمارسة حقه في اإلنهاء (املطلب الثاني)
املطلب األول :الضوابط املوضوعية إلنهاء عقد الشغل:
سنتطرق في هذا املطلب إلى أسباب إنهاء عقد الشغل من جانب األجير (الفقرة األولى) كما يمكن
للمشغل إنهاء عقد الشغل ألسباب شخصية أو موضوعية تتطلبها ضرورة سير املقاولة (الفقرة
الثانية).
الفقرة األوىل :أسباب إنهاء عقد الشغل من جانب األجري:
لقد خول املشرع املغربي للجير إمكانية إنهاء عقد الشغل بإرادته املنفردة إما صراحة ،بتقديم
استقالته إلى مشغله يعبر فيها عن رغبته في إنهاء عالقة تبعيته له ،أو ضمنيا على شكل مغادرة تلقائية،
والتي يعبر من خاللها األجير تخليه عن التزاماته ،ورفضه الرجوع وااللتحاق بمنصب عمله ،رغم إنذاره
بذلك ،وهو ما يستفاد من خالل املادة 34من مدونة الشغل .إال أن هذا الحق مقيد بأن ال يتعسف
الطرف الذي يريد هذا إنهاء هذا العقد ،في استعمال حقه ،بحيث يتجاوز املتعاقد املنهي حدود حسن
النية والغرض الذي من أجله منح حق إنهاء العقد باإلرادة املنفردة.
وأساس هذه القاعدة عدم رغبة من املشرع في خلق أوضاع تجعل األجير بالخصوص يرتبط
بمشغله طيلة حياته ،وهو يتنافى والحرية الشخصية لكل إنسان في أن يعمل أو أن ال يعمل ،1ولعل
هذا ما يهدف إليه املشرع املغربي عندما قرر من خالل مقتضيات الفصل 228من قانون االلتزامات
والعقود أنه " :يبطل كل اتفاق يلتزم بمقتضاه شخص بتقديم خدماته طوال حياته أو ملدة تبلغ من
الطول حدا ،بحيث يظل ملتزما حتى موته ".
1محمد الكشبور " ،إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير دراسة تشريعية وقضائية مقارنة مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء ،طبعة ،2008ص.58 – 52 :
28
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
إال أنه قد يعمد األجير إلى إنهاء العالقة الشغلية مع مشغله بكيفية مفاجئة عن طريق مغادرته
العمل ،ودون إشعار سابق ،أو قد يقدم استقالته املفاجئة للعمل دون إشعار ،األمر الذي يثير
إشكاالت متعددة حول هذا ا إنهاء.
انطالقا من ذلك ،سأعمل من خالل هذه الفقرة الحديث عن معظم اإلشكاليات التي يثيرها
إنهاء عقد الشغل سواء عن طريق االستقالة (أوال) أو عن طريق املغادرة التلقائية (ثانيا).
أوال :إنهاء عقد الشغل عن طريق االستقالة:
االستقالة هي تعبير األجير عن إرادة األجير في إنهاء عالقة التبعية التي تربطه به عن قصد
وإدراك دون أن تكون إرادته مشوبة بأي عيب من عيوب الرضا ،وهي حق مقرر بمقتض ى القانون،
وهو ما يتضح من خالل الفقرة الثانية من املادة 34من مدونة الشغل التي جاء فيها" :يمكن إنهاء عقد
الشغل غير محدد املدة بإرادة األجير عن طريق االستقالة املصادق على صحة إمضائها من طرف
الجهة املختصة ،وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث أدناه بشأن أجل
اإلخطار".
وهو ما جاء في قرار صادر عن محكمة النقض ورد فيه" :1يشترط إلنهاء عقد الشغل غير محدد
املدة عن طريق االستقالة ،أن تتم وفق ما تشترطه املادة 34من مدونة الشغل من ضرورة املصادقة
على صحة إمضاء االستقالة من طرف من يجب".
كما عرف جانب من الفقه االستقالة بكونها "إقدام األجير بمحض إرادته على إنهاء عقد الشغل
الذي يربطه بمشغله بكيفية حرة وصريحة".2
كما عرفتها محكمة الدار البيضاء االبتدائية بأنها" :كل تعبير واضح وحر عن إرادة منفردة
باعتزال العمل باملؤسسة كيفما كان شكل هذا التعبير شريطة أن يكون جديا وغير مشكوك فيه".3
بناء عليه يمكن ان نعرف االستقالة بأنها "تعبير األجير الواضح والصريح غير املشوب بأي من
ً
عيوب الرض ى ،والذي يهدف من خالله لفسخ عقد الشغل القائم بينه وبين املشغل وفقا للشكلية التي
1قرار صادر عن محكمة النقض عدد 244الصادر بتاريخ 28مارس 2048في امللف االجتماعي عدد 2042/2/5/4442منشور بنشرة قرارات
محكمة النقض ،العدد ،32السلسلة ،3الجزء ( ،43الغرفة االجتماعية) ،مطبعة األمنية ،الرباط ،2044 ،ص.95 :
2الحاج الكوري "إثبات االستقالة من خالل قرارات املجلس األعلى" مجلة القانون املغربي العدد 4يونيو 2003ص43 :
3حكم املحكمة االبتدائية بالدار البيضاء رقم 592في امللف االجتماعي عدد 86/482الصادر بتاريخ .4982/02/25
29
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
حددها القانون ،وتعتبر االستقالة إجراء خطيرا صادرا عن األجير كونها تحرمه إحدى أهم حقوقه
املتمثلة في التعويض عن الفصل التعسفي إن توافرت شروطه .هذا وقد كان إعطاء املشغل املغربي
إمكانية للعامل في فسخ عقد الشغل بإرادته املنفردة عن طريق االستقالة نتيجة طبيعية لعدم جواز
االلتزام بأداء عمل بصفة مؤبدة( .الفصل 226و 222ق .ل .ع).
في هذا الصدد نصت املادة 34من مدونة الشغل في فقرتها الثانية أنه " يمكن إنهاء عقد الشغل
غير محدد املدة بإرادة االجير عن طريق االستقالة املصادق على صحة إمضائها من طرف الجهة
املختصة ،وال يلزمه في ذلك إال احترام األحكام الواردة في الفرع الثالث أدناه بشأن أجل اإلخطار".
ولقد طرح موضوع االستقالة عدة إشكاليات امام القضاء ،منها ما يتعلق بظروف تقديمها
كاالدعاء بانتزاعها عن طريق اإلكراه ومنها ما يتعلق بالدفع باألمية ومنها ما هو متصل بإمكانية العدول
عنها ،وسنعرض للحاالت التالية وفقا للترتيب الذي أوردناه في ذكرها.
بالنسبة لالستقالة املشوبة بإكراه وباعتبار هذه األخيرة تصرفا قانونيا تستلزم توافرها على
مقومات التصرف القانوني الصحيح فقد كان من البديهي إجماع مختلف القرارات القضائية سواء
تلك الصادرة عن قضاء املوضوع او محكمة النقض على اعتبارها عديمة األثر ،حيث جاء في قرار
ملحكمة النقض أن "االجير الذي أدلى باستقالته وهو بمخفر الشرطة نتيجة شكاية قدمت من طرف
املشغل يجعله في حكم املستقيل اضطراريا ،ألن إرادته جاءت معيبة بأحد عيوب الرض ى أال وهو
اإلكراه.1
وفي قرار آخر لها حددت الوقائع الواجب توافرها للقول باإلكراه وحيث أن اإلكراه على تقديم
االستقالة يقتض ي ثبوت وقائع من شأنها أن تحدث املا جسيما أو اضطرابا نفسيا أو خوفا من التعرض
لخطر كبير وان تكون هي السبب الدافع إلى االستقالة ،2وقد فطن املشرع املصري للحالة هذه حيث
نص في املادة 696من القانون املدني املصري" :يجوز الحكم بالتعويض عن الفصل ،و لو لم يصدر
هذا الفصل من رب العمل ،إذا كان هذا األخير قد دفع بتصرفاته ،وعلى األخص بمعاملته الجائرة أو
مخالفته شروط العقد ،إلى ان يكون هو في الظاهر الذي أنهى العقد".
1قرار محكمة النقض عدد 4244الصادر بتاريخ ،2043/09/26نشرة قرارات محكمة النقض ،الجزء 43سنة .5 2044
2قرار رقم 403صادر عن الغرفة االجتماعية بمحكمة النقض بتاريخ 23/02/4982منشور باملجلة املغربية للقانون ع 44ص.23 :
30
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
أما فيما يتعلق بالدفع باألمية و إن كان املشرع لم يعرف هذه األخيرة في الفصل 422من قانون
االلتزامات و العقود إال ان محكمة النقض حددت مفهوم األمي في الشخص الذي ال يعرف اللغة التي
تم تحرير العقد بها و قد ذهبت املحكمة املذكورة في قرار لها "وحيث أنه بمقتض ى الفصل 422املحتج
بخرقه فإن كل التزام من طرف األميين ال يعتبر إال إذا تلقاه موثقون أو موظفون مأذون لهم بذلك و
االستقالة التزام من األجير بفسخ عقد العمل الذي يربطه بمشغله ،و ادعاء األمية بجهل اللغة التي
كتبت بها االستقالة يلزم قضاء املوضوع بالتقيد بمقتضيات هذا الفصل و انه حين بت على النحو
املذكور قد خرق مقتضياته مما يعرضه للنقض و من غير حاجة لبحث باقي الوسائل.1
هذا وإن كانت املادة 34توجب املصادقة على توقيع األجير املضمن باالستقالة حيث سار
العمل القضائي على عدم االعتداد بها في حالة عدم املصادقة ،فيبدو من الواضح أن تنصيص املشرع
على هذا املقتض ى كان يروم إلعطاء األجير األمي مدة زمنية كافية للتقص ي ومعرفة مضمون الوثيقة
التي وقع عليها ،بل زيادة على هذا ذهبت محكمة النقض إلى أن "التصديق ليس دليال على معرفة
مضمون االستقالة حيث جاء في قرار لها" وحيث أن طالب النقض أكد أمام محكمة االستئناف أنه
أمي يجهل اللغة الفرنسية التي حررت بها ورقة االستقالة من طرف املطلوبة في النقض ،وأنه لم يسبق
أن قدم استقالته إال أن محكمة االستئناف من غير البحث في األمية اعتبرت ذهاب الطاعن للمصالح
املختصة للتعريف بإمضائه دليل على معرفته بمحتوى الوثيقة ،مع ذلك ال يضفي عليها أثرها
القانوني ،ما دامت مقتضيات الفصل 422من ق .ل .ع لم تطبق ،مما جعل القرار املطعون فيه غير
مرتكز على أساس قانوني خارقا ملقتضيات الفصل املذكور ومعرضا للنقض.2
وفي األخير نشير إلى أن االستقالة تصرف شكلي ال يمكن إثباتها بشهادة الشهود أو القرائن
عكس املغادرة التلقائية التي تعد واقعة مادية يجوز إثباتها بكافة الوسائل مما يترتب عليه آثارا وخيمة
كما سنرى فيما يلي.
املغادرة التلقائية كثيرة الوقوع في الحياة العملية ،فكثيرا ما تعرض على املحاكم دعاوى أجراء
يدعون بأنهم كانوا ضحية طرد تعسفي ويطالبون بالتعويضات املستحقة لهم قانونا ،ويدفع بأن
املشغل بأن األجير هو الذي غادر عمله من تلقاء نفسه وبمحض إرادته وأنه لم يتعرض ألي طرد
تعسني.
األمر الذي يكون معه املشغل ملزما بإثبات ذلك ،وهو ما تم التنصيص عليه من طرف املشرع
املغربي بمقتض ى الفقرة الثانية من املادة 63من مدونة الشغل التي جاء فيها ":يقع على عاتق املشغل
عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل ،كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير
لشغله".
هذا التوجه التشريعي يعتبر األساس القانوني ملوقف القضاء املغربي بهذا الخصوص فمحاكم
املوضوع تطبق هذا التوجه في جل قراراتها وأحكامها ،وحيث عن املادة 63من مدونة الشغل أكدت
أن عبء اإلثبات يقع على املشغل عندما يدعي مغادرة األجير لشغله تلقائيا.
وحيث إن املغادرة التلقائية هي واقعة مادية يمكن إثباتها بجميع وسائل اإلثبات بما فيها شهادة
الشهود ".
هذا التوجه سارت عليه محكمة النقض ،إذ جاء في أحد قراراتها ما يلي " :1حيث إنه من الثابت
من وقائع النازلة أن املطلوبة في النقض دفعت بمغادرة األجيرة لعملها تلقائيا بعد رفضها العمل
بالتوقيت الجديد ،وأنه طبقا ملقتضيات املادة 63من مدونة الشغل فإن عبء إثبات املغادرة يقع على
عاتق املشغل ،ومحكمة املوضوع بتأييدها للحكم املستأنف تكون قد تبنت تعليالته املعتمدة على
شهادة الشاهد (ق.ع) املستمع إليه ابتدائيا طبقا للقانون والذي لم تكن شهادته محل أي ملحوظ
وتفيد قيام املدعية (الطالبة) بمغادرة عملها بعد رفضها العمل بالتوقيت الجديد واستعمال سلطتها
التقديري في األخذ بشهادة الشاهد املذكور والتي ال رقابة عليها من طرف محكمة النقض إال من حيث
1قرار صادر عن محكمة النقض عدد 4356الصادر بتاريخ 24يونيو 2042في امللف االجتماعي عدد 2042/2/5/243آورده :عمر ازوکار،
قضاء محكمة النقض في مدونة الشغل ،الجزء الثاني ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،سنة ،2043ص.242 :
32
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
التعليل ،كما أنه ال يوجد أي نص قانوني يلزم املشغل بإنذار املدعية بالرجوع إلى ملها عند مغادرتها
له تلقائيا ،فيكون القرار قد تم تعليله بما فيه الكفاية وطبقا لقانون ،والوسيلة ال سند لها.
انطالقا مما سبق ،يتضح أن هذا التوجه التشريعي والقضائي جعال عبء إثبات املغادرة
التلقائية على عاتق املشغل ،وهذا املوقف يرفع كل لبس أو غموض قد يؤثر سلبا على طبيعة إنهاء
العالقة الشغلية لكون املشغل بمجرد أن يدعي أن األجير قد تغيب عن العمل ،أو انه ارتكب خطأ
جسيما يمنعه من املطالبة بأي تعويض.1
تعد املغادرة التلقائية من اهم املواضيع التي تحتاج إلى املزيد من التدقيق والتقنين التشريعي.
وذلك ألن أغلب القضايا املعروضة على املحاكم في مجال املنازعات العمالية الفردية تدور حول
موضوع املغادرة التلقائية كما سبق الذكر والتي تؤدي في الكثير من األحيان إلى ترجيح كفة النزاع
لصالح املشغل الذي يكون دائما طرفا مدعى عليه في هذا النوع من النزاعات .و بحكم تراكم االجتهادات
القضائية في هذا املوضوع و الذي افرز العديد من الوسائل املتاحة أمام املشغل إلثبات مغادرة األجير
تلقائيا العمل أو ما يعرف كذلك بترك العمل او االستقالة الضمنية ،بحيث أصبحت وسائل اإلثبات
في هذا الشق من املنازعات سهلة ويسيرة في يد املشغل ،مما يسلك في غالب األحيان طريق التخلص
من األجير غير املرغوب فيه داخل املقاولة بأن ينسب إليه هذه الواقعة املادية بعد طرده تعسفيا –
واقعة املغادرة التلقائية -كلما توجه هذا األخير إلى املحكمة قصد إنصافه من آثار الفصل التعسفي
الذي طاله من دون وجه حق و من دون مبرر مشروع يستوجب ذلك .2واملشرع املغربي لم يقم بتعريف
املغادرة التلقائية كما لم يوردها ضمن األخطاء الجسيمة الواردة -على سبيل املثال -ضمن املادة 39
من مدونة الشغل عكس ما كان عليه في النظام النموذجي لسنة 4948والذي اعتبر أن املغادرة
التلقائية خطأ جسيم صادرا عن األجير (الفصل السادس) ،بينما ذهبت محكمة النقض في ظل مدونة
الشغل الحالية إلى اعتبارها استقالة ضمنية ،وقد جاء أن أكدت تعليل حكم محكمة االستئناف على
أن األجير الذي يرغب في إنهاء العالقة الشغلية له ذلك إما عن طريق تقديم استقالته للمشغل أو
1رشيد الطويلي ،إثبات املغادرة التلقائية للجير من الشغل في ضوء العمل القضائي مجلة املعرفة القانونية والقضائية ،العدد األول ،السنة
،2042ص.422 :
2هدى قصيبي "مرجع سابق" ص.62 :
33
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
بمغادرته ملقر العمل تلقائيا و تخليه عنه برضاه و بإرادته املنفردة ،مما يتضح معه أن محكمة النقض
قد ساوت بين املغادرة التلقائية كواقعة مادية و االستقالة كتصرف قانوني من حيث اآلثار 1هذا وتثير
املغادرة التلقائية عدة إشكاالت فيما يتعلق بإثباتها ،حيث يتبين من مقتضيات املادة 63من مدونة
الشغل أن املشرع ألقى بعبء اإلثبات على املشغل إذا ما قام هذا األخير بادعاء مغادرة األجير لعمله.
غير أن عبء اإلثبات ينقلب على األجير ،في حالة ما إذا ما تمكن املشغل من إقامة الدليل على
مغادرة العامل من تلقاء نفسه و ادعى هذا األخير أنه كان في رخصة قانونية و عند رجوعه إلى العمل
تم منعه حيث جاء في قرار ملحكمة النقض " ...املحكمة ملا ثبت لديها من خالل جلسة البحث
واالستماع إلى الشاهد املكلف بالعمال داخل املؤسسة ،وفي إطار املهام النوطة به أن األجيرة استفادت
من عطلتها السنوية ولم ترجع إلى العمل وهي املكلفة بإثبات رجوعها و التحاقها بالعمل بعد انتهاء
الرخصة واملحكمة ملا أعطت تكييفا للنازلة على أساس أنه مغادرة تلقائية يكون قرارها مرتكزا على
أساس .2مما يجب التذكير به هو كون املغادرة التلقائية واقعة مادية يمكن إثباتها بكافة الوسائل بما
في ذلك شهادة الشهود و هذا ما درج عليه العمل القضائي ،جاء في قرار ملحكمة النقض "حيث أن
املحكمة ملا ثبت لديها من خالل جلسة البحث و االستماع إلى الشاهدة أن األجير يعمل معها بنفس
املكتب و أنه تسلم أجرته يوم 2003/42/48عن شهر نوفمبر و بقي يومين ثم انصرف و لم يعد
للعمل ،و أكد الشاهد الثاني ما أكدته الشاهدة األولى حيث تسلم أجرته الشهرية و لم يعد للعمل ،و
بغض النظر عن رسالة اإلنذار التي توصل بها الطاعن أو لم يتوصل بها فإن املحكمة اعتمدت شهادة
الشهود في إثبات املغادرة التلقائية مما يجعل القرار مرتكزا على أساس.3"..
مما يدفعنا للتساؤل عن مدى صواب األخذ بشهادة الشهود كوسيلة إلثبات مغادرة األجير
لعمله ،ذلك أن هؤالء الشهود هم غالبا ما تربطهم عالقة تبعية باملشغل ،فهل يمكن أن يقوم أجير
بالشهادة ضد رب العمل ،مما يعرض حقوق العمال للضياع خاصة عند االعتماد على شهادة الشهود
بشكل كامل كما في القرار أعاله.
34
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
في نفس السياق يمكن إثبات املغادرة التلقائية من طرف املؤاجر عن طريق رسالة الرجوع التي
ينذر فيها األجير برجوعه إلى العمل داخل أجل يوم أو يومين تحت طائلة اعتباره مستقيال ،و لكي يعتد
بهذا اإلنذار يجب أن يتوصل به األجير بصفة قانونية و قبله رفعه للدعوى و إال اعتبر عديم األثر،
وتطرح هذه الطريقة إشكاالت في حالة كون املشغل س يء النية كلجوء هذا األخير إلى منع األجير من
االلتحاق بعمله بعد إنذاره بالعودة للعمل ،حيث يكون العامل ملزما بإثبات هذا املنع و غالبا ما يعجز
عن ذلك ،وفي هذا الصدد ذهبت محكمة النقض إلى أن "عدم إثبات األجير أنه التحق بعمله بعد
مطالبته بذلك أمام مفتش الشغل ،و رغم توصله باإلنذار بالرجوع إلى العمل و عدم إدالئه بما يثبت
أنه قد أجبر على تقديم استقالته يجعله هو من أنهى عقد الشغل بإرادته املنفردة و ال يستحق تبعا
لذلك أي تعويض.1
و إذا كان املشغل يعفى من سلوك مسطرة الفصل التأديبي املنصوص عليها في املواد 62و63
و 64من مدونة الشغل ،في حالة ادعائه املغادرة التلقائية للجير ذلك منوط بعدم قيام هذا األخير
برفع دعوى قضائية يدعي فيها فصله تعسفيا حيث قضت املحكمة االبتدائية بوجدة ما يلي" :حيث
دفعت الجهة املدعى عليها بمغادرة املدعي لعمله تلقائيا و امتناعه عن الرجوع إلى العمل رغم توصله
باإلشعار اسطة املفوض القضائي و حيث أن املستقر عليه قضاء أن توصل األجير باإلنذار إلى الرجوع
إلى العمل بعد لجوئه للمطالبة بحقوقه هو طلب جديد من حق األجير رفضه وعدم االمتثال له،
وحيث أنه تبقى بذلك املغادرة التلقائية غير ثابتة في حق املدعي ،األمر الذي يجعل الدفع املثار بهذا
الخصوص غير مؤسس ويتعين رفضه.2
بقي في األخير أن نشير إلى أن املغادرة التلقائية تعتبر سببا كافيا ومشروعا إلنهاء الرابطة
الشغلية من غير حصول األجير على أية تعويضات باستثناء تلك الحقوق املتعلقة بعقد الشغل
كاألجرة غير املؤداة والعطلة السنوية غير املؤدى عنها وشهادة العمل.
من املعلوم أن ارتكاب خطأ جسيم من طرف األجير أثناء أو بمناسبة قيامه بعمله يؤدي عمليا
وبأمر من املشرع املغربي إلى طرد األجير ،وبالتالي فقده العديد من االمتيازات والحقوق التي يعترف لها
بها القانون االجتماعي في حالة إنهاء عقد الشغل بكيفية عادية ،كان هنالك تعسف في اإلنهاء من
صاحب العمل أو تم اإلنهاء بطرق مشروعة.
ونظرا لخطورة اآلثار القانونية التي تترتب عادة على صدور خطا جسيم من طرف األجير ،فقد
تكفل املشرع نفسه بوضع العديد من األحكام التشريعية الخاصة بهذا الخطأ .فإن املحاكم املغربية
وبمختلف درجاتها تتخبط في نزاعات ال تقع تحت حصر تتصل بكيفية مباشرة أو غير مباشرة بالخطأ
الجسيم ،من حيث مفهومه ومن حيث إجراءاته ومن
حيث إثباته ومن حيث تكييفه ومن حيث مختلف آثاره.1
كما أن املؤسسة الشغلية قد تتعرض في سيرها العادي ظروف اقتصادية خانقة ،أو أسباب
تقنية ملحة ال يمكن مجابهتها إال بالتخلص من األجراء ،كلهم أو بعضهم.
ومخافة أن يستند صاحب العمل إلى أسباب جد واهية ،أو إلى أسباب غير حقيقية يستطيع
عن طريقها أن يتخلص من األجراء أو املستخدمين غير املرغوب فيهم داخل املؤسسة ،فإن املشرع قد
فرض مراقبة إدارية مسبقة وكل إجراء من هذا القبيل.
لقد نصت املادة 35من مدونة الشغل على أنه «يمنع فصل األجير دون مبرر مقبول إال إذا كان
املبرر مرتبطا بكفاءته أو بسلوكه في نطاق الفقرة األخيرة من املادة 32واملادة 39أدناه ،أو تحتمه
ضرورة سير املقاولة في نطاق املادتين 66و 62أدناه».
وبالتالي يتضح أن أسباب فصل األجير إما أن تكون مرتبطة بكفاءته أو سلوكه أو ما يطلق عليها
أسباب شخصية (أوال) أو أن تتعلق بضرورة سير املقاولة ألسباب اقتصادية أو تكنولوجية أو هيكلية،
أو ما يطلق عليها األسباب املوضوعية.
1محمد الكشبور " ،التعسف في إنهاء عقد الشغل – دراسة مقارنة –" دون ذكر مكان الطبع ،الطبعة األولى ،4992ص.56 – 55 :
36
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
يعتبر عقد الشغل موقوفا في الحالة التي يمارس فيها املشغل سلطته التأديبية على أجرائه عند
اإلخالل بااللتزامات التي يقررها النظام الداخلي أو املقتضيات القانونية ،خاصة عندما تتخذ
الجزاءات املوقعة صورة توقيف عن الشغل ملدة ال تتجاوز ثمانية أيام ،وذلك بعد استنفاذ عقوبتي
اإلنذار والتوبيخ األول.1
فاملشغل في هذه الحالة هو الذي يتخذ مبادرة الفصل الرتكاب األجير الخطأ الجسيم ،فهل هو
املطالب بإثبات السبب الذي دفعه إلى هذا الفعل؟ أم أن األجير هو الذي عليه إثبات أن املشغل
سبب له ضررا عندما مارس حقه بشكل تعسفي؟
بالنسبة لإلنهاء املستند على سلوك األجير:
فهو يتمثل في أن يصدر عن األجير خطأ جسیم ،أو أن يستنفذ املشغل العقوبات التأديبية
املنصوص عليها في املادة 32داخل أجل سنة.2
وقد وردت األخطاء الجسيمة الصادرة عن األجير على سبيل املثال بمدونة الشغل ،نظرا
لتعلقها بالواقع ،حيث ال يمكن وضع حصر لهذه األخطاء ،كما يبدو من غير املنطقي أن يتدخل املشرع
فور بروز خطأ يعد جسيما إليراده ضمن األخطاء الواردة في مدونة الشغل.3
1مصطفى حتيتي ،القانون االجتماعي عالقات الشغل الفردية -مطبعة سيليكي إخوان طنجة ،الطبعة األولى ،2006- 2005ص.464 :
2املادة 38من مدونة الشغل " :يتبع املشغل بشأن العقوبات التأديبية مبدأ التدرج في العقوبة .ويمكن له بعد استنفاذ هذه العقوبات داخل
السنة أن يقوم بفصل األجير؛ ويعتبر الفصل في هذه الحالة فصال مبررا".
3والتي تنص على أنه" :تعتبر بمثابة أخطاء جسيمة يمكن أن تؤدي إلى الفصل ،األخطاء التالية املرتكبة من طرف األجير:
-ارتكاب جنحة ماسة بالشرف ،أو األمانة ،أو اآلداب العامة ،صدر بشأنها حكم نهائي وسالب للحرية -إفشاء سر منهي نتج عنه ضرر للمقاولة
-ارتكاب األفعال التالية داخل املؤسسة أو أثناء الشغل – السرقة -خيانة األمانة -السكر العلني -تعاطي مادة مخدرة -االعتداء بالضرب -
السب الفادح -رفض إنجاز شغل من اختصاصه عمدا وبدون مبرر -التغيب بدون مبرر ألكثر من أربعة أيام أو ثمانية أنصاف يوم خالل
االثني عشر شهرا -إلحاق ضرر جسيم بالتجهيزات أو اآلالت أو املواد األولية عمدا أو نتيجة إهمال فادح -ارتكاب خطأ نشأت عنه خسارة
مادية جسيمة للمشغل -عدم مراعاة التعليمات الالزم اتباعها لحفظ السالمة في الشغل وسالمة املؤسسة ترتبت عنها خسارة جسيمة -
التحريض على الفساد -استعمال أي نوع من أنواع العنف واالعتداء البدني املوجه ضد أجير أو مشغل أو من ينوب عنه لعرقلة سير املقاولة.
يقوم مفتش الشغل في هذه الحالة األخيرة بمعاينة عرقلة سير املؤسسة وتحرير محضر بشأنها.
37
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
وحيثما صدر عن األجير خطأ جسيم فيمكن للمشغل فصله دون مراعاة ألجل اإلخطار وال
تعويض عن الفصل أو الضرر 1مع مراعاة مقتضيات املادتين 62التي تنص على إتاحة فرصة للجير
للدفاع عن نفسه.2
هذا ويقع عبء إثبات وجود مبرر مقبول لفصل األجير على عاتق األجير ،طبقا ملقتضيات املادة
63التي نصت في فقرتها الثانية على أن أنه "يقع على عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول
للفصل ،كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة األجير لشغله".
أما اإلنهاء املستند لخلل في كفاءة األجير فيعتبر كذلك مبررا مشروعا إلنهاء عقد الشغل حسب
منطوق املادة ،35ومع عدم وجود معيار يرجع إليه لتقييم تلك الكفاءة ،فتبقى السلطة التقديرية
لقضاة املوضوع للقول بمشروعية الفصل املستند على هذا السبب من عدمها .في هذا الصدد يبدو
من األسلم االعتماد على نقصان الكفاءة الفادح والجسيم التخاذ إجراء الفصل املباشر ،وذلك قياسا
على اعتداد املشرع بالخطأ الجسيم التخاذ هذا اإلجراء.
أما نقصان الكفاءة الطفيف أو الذي ال يرقى لحد الجسامة فيمكن أن يتم سلوك املسطرة
التأديبية في شأنه.
ثانيا :انهاء عقد الشغل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية
(موضوعية):
إذا كان عقد الشغل يمكن أن ينتهي ألسباب عامة ،يشترك فيها مع غيره من العقود األخرى ،أو
يشترك فيها كل من العقد محدد املدة وغير محدد املدة ،ثم أسباب خاصة بكال العقدين ،فإن مدونة
الشغل أوردت في الفرع السادس من الباب الخامس من القسم األول من كتابها األول ،أسباب أخرى
لإلنهاء ،تتمثل في األسباب التكنولوجية أو الهيكلية أو االقتصادية ،وبصفة عامة إغالق املقاوالت في
كل حالة يستحيل معها مواصلة نشاط املقاولة.3
1املادة 64من مدونة الشغل" :يمكن فصل األجير من الشغل ،دون مراعاة أجل اإلخطار ،ودون تعويض عن الفصل ،وال تعويض عن الضرر،
عند ارتكابه خطأ جسيما".
2املادة 64من مدونة الشغل" :يمكن فصل األجير من الشغل ،دون مراعاة أجل اإلخطار ،ودون تعويض عن الفصل ،وال تعويض عن الضرر،
عند ارتكابه خطأ جسيما".
3عبد اللطيف خالفي " ،الوسيط في مدونة الشغل ،عالقات الشغل الفردية ،الجزء األول • مرجع سابق ،ص.485 :
38
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
ولئن كان املشرع مؤمنا بتأثير الظروف االقتصادية على املقاولة ،سواء نتيجة التغيير
التكنولوجي أو الهيكلي ،أو االقتصادي ،فإنه متخوف باملقابل من استغالل املقاولة لهذا الظرف،
ولتبرر موقفها باتخاذ الفصل في حق األجراء جماعة ،أو فرادى ،فأوجد نصوصا قانونية ،تهدف إلى
مراقبة املقاولة حين تعتمد في الفصل على املبرر االقتصادي.1
وبذلك نظم املشرع املغربي هذه املسطرة من خالل مسطرة تنظم فصل األجراء ألسباب
اقتصادية أو هيكلية أو تكنولوجية ،وإغالق املقاوالت في املواد 66إلى 24من مدونة الشغل.
.1مفهوم األسباب االقتصادية أو التكنولوجية أو الهيكلية
حدد املشرع املغربي في املادة 66من مدونة الشغل مجموعة من األسباب التي تخول املشغل
حق الفصل الجزئي أو الكلي للجراء وتتجلى في األسباب التكنولوجية أو الهيكلية أو االقتصادية أو ما
يماثلها.
وبالرجوع إلى هذه املادة يتبين أن املشرع املغربي اكتفى بسرد هذه األسباب واإلشارة إليها دون
تحديد ملفهومها أو تعريف لها مما يجعل هذه األسباب مفتوحة على عدة تأويالت ،فما املقصود
باألسباب االقتصادية؟
في غياب تعريف تشريعي دقيق للسبب االقتصادي يرى أحد الفقه 2أن األسباب االقتصادية
تتمثل في تلك الصعوبات املالية أو االقتصادية ،التي قد تمر منها املؤسسة أو املقاولة املشغلة بكيفية
طارئة ،فتؤثر على نشاطها العادي ،وتجعلها غير قادرة على مواجهة وضعها ،إال بالتقليص من نفقاتها،
وأعبائها ،ومن ضمنها ذلك إعفاء كل أو جزء من أجرائها ،حتى تتمكن من تقويم وضعها املالي
واالقتصادي ،وتجاوز أزمتها ،وبالتالي مواصلة نشاطها.
وجاء في تعريف آخر ألحد الفقه 3على أنه مجموعة من العوامل التي تعرض املقاولة لصعوبات
اقتصادية ،تتجلى في مظاهر غير محددة على سبيل الحصر من شأنها أن تؤدي إلى االنخفاض الحاد
1محمد سعيد بناني " ،فاذون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل ،عالقات الشغل" .الفردية ،الجزء الثاني ،املجلد األول ،طبعة يناير
،2002ص.4439 :
2عبد اللطيف خالفي" ،الوسيط في مدونة الشغل ،عالقات الشغل الفردية ،الجزء األول" مرجع سابق ،ص.482 :
3محمد الزيني الخمي ي " ،نظام اإلعفاء الجماعي " مساهمة ضمن أشغال الندوة الثالثة للقضاء االجتماعي " دار السالم الرباط :مارس
،2004ص.99 :
39
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
في نشاط املقاولة ،أو التوقف التام عن ممارسته ،بحيث قد تكون الصعوبات خارجية مثل :ارتفاع
معدل التضخم ،انخفاض الطلب على البضاعة ،صعوبة الحصول على االئتمان ،نقص املواد
األولية ،نقص أو توقف في إمدادات الصيانة ،إجراءات السلطة العامة ،كما يمكن أن تكون هذه
الصعوبات داخلية مثل تحديث املقاولة بوسائل جديدة ،التحول من منتج إلى منتج آخر ،تضخم
النفقات.
وكمثال على السبب االقتصادي اعتبر أحد الفقه 1أن الكساد الذي يصيب السوق ،وندرة
املواد األولية ،أو ارتفاع ثمنها بشكل مهول ،أو عدم اإلقبال على املادة املصنعة ،قد تفرض على املشغل
في بعض من األحيان ،للتخفيف من وطأة تلك الظروف ،التخلص من بعض األجراء أو من أغلبهم أو
إقفال املقاولة بكيفية نهائية.
فحسب ما اتجهت إليه آراء الفقه فاألسباب االقتصادية هي كل الصعوبات املالية
واالقتصادية التي تمر منها املقاولة نتيجة ظروف خارجية تفرض على املشغل التخلي عن األجراء إما
كليا أو جزئيا.
وإذا كانت األسباب االقتصادية ،تعتبر سببا مبررا للفصل الجزئي أو الكلي للجراء ،إذا احترمت
مسطرته ،فما املقصود باألسباب الهيكلية التي قد تعترض املقاولة والتي يمكن أن تكون سببا لإلعفاء
الكلي أو الجزئي ألجراء؟ يرى أحد الفقه.2
أن األسباب التكنولوجية هي ما قد تعرفه أدوات وآليات العمل ،بل وأساليبه ،من تطور نتيجة
الطفرة العلمية التي يعرفها العالم ،والتي قد يصعب على بعض األجراء استيعابها ،أو مجاراتها ،مما
قد يقتض ي االستغناء عنهم ،طاملا أنه ثبت عجزهم عن مواكبة التطور التكنولوجي الذي قد تعرفه
املؤسسة أو املقاولة املشغلة ،سواء على مستوى أدواتها ومعداتها ،أو على مستوى أساليب وتقنيات
عملها.
1محمد الكشبور " ،إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير -دراسة تشريعية وقضائية مقارنة مرجع سابق ،ص:
424
2عبد اللطيف خالفي " ،الوسيط في مدونة الشغل ،عالقات الشغل الفردية ،الجزء األول • مرجع سابق ،ص.486 :
40
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
وكأمثلة عن األسباب التكنولوجية أنه قد تلجأ املقاولة إلى استعمال تحسينات فنية ذات تقنية
عالية داخل مقاولته كاستعمال الكمبيوتر عوض الضرب على اآللة الكاتبة أو الكاميرا عوض حارس
باب املقاولة.1
.2مسطرة اإلنهاء ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق
املقاوالت:
إذا كانت مدونة الشغل تخول املشغل في املجاالت التجارية والصناعية ،وفي االستغالالت
الفالحية أو الغابوية وتوابعها ،وكذلك في مقاوالت الصناعة التقليدية ،والذي يشغل اعتياديا عشرة
أجراء أو أكثر ،إلمكانية إنهاء عقود شغلهم غير محدد املدة ،لدواعي تكنولوجية أو هيكلية أو
اقتصادية ،وإغالق مقاولته ،فإنها باملقابل ألزمته لالستفادة من هذه اإلمكانية ،بضرورة التقيد
بمجموعة من اإلجراءات املسطرية ،التي يجب عليه احترامها ،وإال عد اإلنهاء تعسفيا ،وتتمثل هذه
اإلجراءات في إلزامية تبليغ واستشارة ،بل وفي التفاوض مع مندوبي األجراء واملمثلين النقابيين ،أو
لجنة املقاولة ،بشأن قرار الفصل الكلي أو الجزئي للجراء ،ثم الحصول على إذن بهذا الفصل من
طرف عامل العمالة أو اإلقليم ،كل هذا مع ضرورة مراعاة الفصل املأذون به ،للعناصر املحددة قانونا
بالنسبة إلى كل فئة مهنية من األجراء.2
-تبليغ مندوبي األجراء أو لجنة املقاولة واملمثلين النقابيين حيث ان املشغل الذي يرغب في
فصل أجرائه ،كليا أو جزئيا ،للسباب االقتصادية أو التكنولوجية أو الهيكلية ،يجب عليه ،وقبل
اتخاذ قراره ،أن يبلغ ذلك إلى مندوبي األجراء ،واملمثلين النقابيين عند وجودهم ،وذلك قبل شهر واحد
على األقل من تاريخ الشروع في مسطرة الفصل ،3وأن يزودهم في نفس الوقت بجميع املعلومات
الضرورية التي لها عالقة باملوضوع ،بما فيها طبعا أسباب الفصل ،وعدد فئات األجراء املعنيين،
والفترة التي يعتزم فيها الشروع في الفصل كما تفرض املقتضيات القانونية على املشغل أيضا استشارة
1مليكة بنزاهير" ،الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق املقاوالت" مجلة القضاء والقانون ،العدد ،454السنة ،2002
ص.42 :
2عبد اللطيف خالفي " ،الوسيط في مدونة الشغل ،عالقات الشغل الفردية ،الجزء األول • مرجع سابق ،ص.489 :
3املادة 66من مدونة الشغل.
41
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
مندوبي األجراء ،أو لجنة املقاولة عند وجودها ،إذا تعلق األمر باملؤسسات التي تشغل ما يفوق
خمسين أجيرا بكيفية اعتيادية ،1وكذلك استشارة املمثلين النقابيين ،والتفاوض مع الجميع ،من أجل
تدارس اإلجراءات التي كمن شأنها أن تحول دون الفصل ،أو تخفف من آثاره السلبية ،بما فيها إمكانية
اإلدماج في مناصب أخرى. 2
-الحصول على إذن عامل العمالة أو اإلقليم حيث ان مقتضيات املادة 62من مدونة الشغل
والتي جاء فيها:
يتوقف فصل األجراء العاملين في املقاوالت املشار إليها في املادة 66من مدونة الشغل ،كال أو
بعضا ،ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو ما يماثلها ،أو ألسباب اقتصادية ،على إذن يجب أن يسلمه
عامل العمالة أو اإلقليم في أجل أقصاه شهران من تاريخ تقديم الطلب من طرف املشغل إلى املندوب
اإلقليمي املكلف بالشغل.
يكون طلب اإلذن مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية وبمحضر املشاورات والتفاوض مع ممثلي
األجراء املنصوص عليه في املادة 66من مدونة الشغل في حالة الفصل ألسباب اقتصادية ،يكون
الطلب مرفقا ،عالوة على الوثائق املذكورة أعاله ،باإلثباتات التالية:
-تقرير يتضمن األسباب االقتصادية التي تستدعي تطبيق مسطرة الفصل.
-بيان حول الوضعية االقتصادية واملالية للمقاولة.
-تقرير يضعه خبير في املحاسبة أو مراقب في الحسابات.
يجب على املندوب اإلقليمي املكلف بالشغل أن يجري كل األبحاث التي يعتبرها ضرورية وأن
يوجه امللف ،داخل أجل ال يتعدى شهرا واحدا من تاريخ توصله بالطلب ،إلى أعضاء لجنة إقليمية
براسها عامل العمالة أو اإلقليم لدراستها والبت فيها في األجل املحدد أعاله.
يجب أن يكون قرار عامل العمالة أو اإلقليم معلال ومبنيا على الخالصات واالقتراحات التي
توصلت إليها اللجنة املذكورة ".
سنتطرق في هذا املطلب الى اجل االخطار (الفقرة األولى) ثم إلى إجراءات الفصل (الفقرة
الثانية).
الفقرة األوىل :أجل االخطار:
اإلخطار هو تصرف قانوني انفرادي ،بمقتضاه يعبر أحد املتعاقدين املشغل او االجير عن
إرادته في انهاء عقد الشغل الرابط بينهما.1
فقد نظم املشرع أجل اإلخطار ضمن املواد من 43إلى 54من مدونة الشغل ،أما بخصوص
مدد أجل اإلخطار إلنهاء عقد الشغل الغير محدد املدة بإرادة منفردة فقد حددتها املادة األولى من
املرسوم رقم 2.04.469الصادر في 29ديسمبر .2004
أوال :أجل اإلخطار بالنسبة للعقد محدد املدة:
حسب املادتين 43و 54من مدونة الشغل ومرسوم سنة 2004في مادته األولى نجد اإلشارة إلى
أن أجل اإلخطار يتعلق بالعقد غير محدد املدة واألمر منطقي ألن العقد محدد املدة يفترض في
الطرفين وعلمهما املسبق بتاريخ حلول أجله ،وبالتالي ال فائدة من النص على أجل اإلخطار.2
ولكن في الواقع العملي طرح هذا مجموعة من اإلشكاليات في العديد من الحالت منها مثال ازدياد
نشاط املقاولة بكيفية مؤقتة أو إذا كان الشغل ذو طبيعة موسمية بحيث ال يمكن التكهن فيها بطرقة
قطعية في تاريخ االنتهاء ففي هذه الحالت يمكن االتفاق على أجل إخطار ،بحيث جرت العادة في عرف
العالقات الشغلية أن يشعر املشغل األجير بانتهاء العقد وهي مدة ال يمكن أن تقل عن 8أيام وذلك
حسب املادة 43من مدونة الشغل.
1محمد الفكاك ،الفسخ باإلرادة املنفردة في عقد العمل الفردي دراسة مقارنة ،ص.445 :
2محمد سعيد بناني قانون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل عالقات الشغل الفردية الجزء الثاني املجلد الثاني ،ص4224 :
43
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
انطالقا من املادة 43من مدونة الشغل فإن مهلة اإلخطار لصيقة بإنهاء العقد الغير محدد
املدة وأنها من النظام العام ،وأن لها مدة ال يمكن أبدا أن تنزل عنها ومع العلم أننا امام نص عام
يخاطب كل من املشغل واألجير في نفس الوقت.
مدد االخطار: )1
فحسب املادة 4من مرسوم سنة 29ديسمبر 2004فقد حدد أجل اإلخطار:
بالنسبة للطر ومن شابههم حسب أقدميتهم:
أقل من سنة شهر واحد.
من سنة إلى 5سنوات شهران.
أكثر من 5سنوات 3أشهر.
بالنسبة للمستخدمين والعمال حسب أقدميتهم:
أقل من سنة 8أيام.
من سنة إلى 5سنوات شهر واحد.
أكثر من 5سنوات شهران.
بحيث تعتبر هذه املدد حدود أدني ال يمكن النزول عنها ولكن يمكن الزيادة فيها بما يخدم
مصلحة األجير ،إما بواسطة اتفاق فردي او اتفاقية جماعية او عرف إن وجد.1
ويبتدئ احتساب أجل اإلخطار تبعا للمادة 44من مدونة الشغل من اليوم املوالي لتاريخ علم
الطرف اآلخر به بحيث أن املشرع ترك كيفية اإلخطار أو املسطرة املتبعة لحرية الطرفين .اال أن
املشغل إن كان باستطاعته مبدئيا إخطار االجير فإن هناك حاالت ال تسمح له باتخاذ هذا القرار إال
بعد التوفر على إذن الجهة املختصة ،فمثال فصل مندوب االجراء او طبيب الشغل يقتض ي الحصول
على رأي مفتش الشغل وبالتالي فإن احتساب أجل اإلخطار في هذه الحالة يبتدئ من تاريخ الحصول
على اإلذن.
1محمد الكشبور إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل إلحكام الفصل التعسفي ،مرجع سابق.
44
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
كما أن الفصل الجماعي يقتض ي الحصول على إذن عامل العمالة أو اإلقليم وفي ذلك ما
يستدعي احتساب اجل اإلخطار من بداية الحصول على هذا اإلذن.1
اإلعفاء القانوني من احترام أجل اإلخطار: )2
إعفاء الطرفين من االلتزام بمهلة اإلخطار في حالة القوة القاهرة حسب املادة .43 أ)
ب) إعفاء الطرفين من مهلة اإلخطار بسبب الخطأ الجسيم.
إن ارتكاب خطأ حسب املادة 43يعفي الطرف اآلخر من االلتزام بمهلة اإلخطار.
اإلعفاء من مهلة االخطار في إطار املادة 43من مدونة الشغل املتعلقة بفترة االختبار ج)
تنص املادة 43على انه في فترة االختبار هي الفترة التي يمكن خاللها الحد الطرفين إنهاء عقد ة الشغل
بإرادته دون أجل االخطار وال تعويض وذلك إذا قض ى األجير داخل املقاولة اقل من اسبوع على األقل
أو في حالة قضاء أسبوع داخل املقاولة فهو يستحق أجل لإلخطار يتمثل في:
يومين قبل اإلنهاء إذا كان من اإلجراء الذين يتقاضون أجورهم باليوم أو األسبوع أو كل 45يوم
8أيام قبل اإلنهاء إذا كان ممن يتقاضون اجورهم بالشهر.
توقف أجل اإلخطار: )3
حسب املادة 45من مدونة الشغل فإن أجل اإلخطار يتوقف في حالتين:
حالة عجز األجير مؤقتا عن الشغل إذا تعرض لحادثة شغل أو مرض منهي ما قبل وضع الحامل
لحملها أو ما بعده وفق املدد املنصوص عليها في املادتين 454و.456
وضعية طرفي العقد أثناء أجل اإلخطار: )4
وجوب تنفيذ االلتزامات الناتجة عن عقد الشغل جسيم من أحد املتعاقدين. أ)
أما األجير حسب املادة 64و 43او من طرف املشغل أثناء مهلة اإلخطار يبقى العقد قائما
بوصفه غير محدد املدة ويترتب على ذلك ان كل من الطرفين يحتفظ بنفس الحقوق ونفس االلتزامات
الناشئة عن العقد.2
فاألجير ملزم بمواصلة أداء الشغل واملشغل وملزم بأداء األجر ،ذلك ان العقد ال ينتهي قانونيا
إال عند انتهاء آخر يوم من مدة اإلخطار ،وذلك حسب املادة 42من مدونة الشغل.
1
ب) تغيب األجير من البحث عن عمل العتبارات اجتماعية بالخصوص سمح املشرع للجير
الذي اشعر بإنهاء عقد الشغل ان يتغيب ملدة ساعتين خالل اليوم الواحد للبحث عن شغل جديد
دون ان يتعدى عدد ساعات التغيب 8سعات في االسبوع او 30ساعة في 30يوم متوالية ،إذا كان
األجير يشتغل في مؤسسة أو مقاولة أو ورشة تبعد عن املدينة 40كيلومتر على األقل جاز له أن يتغيب
4ساعات متوالية في يوم واحد وملرتين في األسبوع الواحد ،بل ويمكنه أن يتغيب ملدة 8ساعات متوالية
في االسبوع الواحد وذلك حسب املادتين 48و.49
وقد قرر املشرع في هذا الصدد ان الساعات التي يتغيب فيها األجير للبحث عن عمل جديد
يؤدى عنها االجر كامال مثل ما كانت تأدية األجر بالنسبة للعمل الفعلي الذي ينجزه عادة داخل
املؤسسة .حسب املادة 50من مدونة الشغل فإن االجير الذي يجد عمال جديدا يجب عليه ان يخبر
مشغله بذلك ويتوقف حال عن التغيب وإال فقد كل حق في مهلة اإلخطار وفي التعويض ،كما يفقد
الجير الحق في التغيب متى اتضح يقينا بأنه ال يبحث أثناء تغيبه عن شغل جديد.
الفقرة الثانية :وجوب احرتام اجراءات الفصل:
إضافة إلى ضابط اإلخطار ،فإن املشغل ملزم باحترام اجراءات الفصل عن العمل ،والتي
تختلف بحسب ما إذا كان الفصل تأديبيا (أوال) أو كانت تستدعيه اسباب اخرى (ثانيا).
أوال :العقوبات التأديبية وإجراءات الفصل التأديبي:
46
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
العقوبات التي يمكن ان يتعرض إليها األجير في حالة ارتكابه لخطا تأديبي ,يمكن تقسيمها إلى عقوبات
معنوية ،وعقوبات ذات طابع منهي فبخصوص العقوبات املعنوية يقصد بها تلك التي ال يكون لها تأثير
مادي مباشر على مركز االجير املتخذ االجراء التأديبي في حقه أو تكون مقدمة التخاذ إجراءات تأديبية
أشد مستقبال إذا تمادى األجير في ارتكاب نفس املخالفة التأديبية وغيرها ،1والعقوبات املعنوية حسب
املادة 32من م.ش هي االنذار ثم التوبيخ ,ويعتبر االنذار اول عقوبة تأديبية يمكن أن يلجأ إليه املشغل
احتراما ملبدأ التدرج في العقوبات ،أما التوبيخ يكون عند ارتكاب األجير لخطا ثاني أو ثالث أو رابع.
أما بخصوص العقوبات املهنية فقد ال يقتصر األمر على العقوبات املعنوية ،ذلك أن األجير
قد يعود إلى ارتكاب نفس الخطأ أو يتمادى في ارتكاب مخالفة تأديبية أخرى متجاوزا أو متحديا بذلك
السلطة التنظيمية للمشغل ،لذلك تخول املقتضيات القانونية للمشغل في هذه الحالة اتخاذ
عقوبات أشد تتمثل:
التوقيف املؤقت عن العمل :يقصد منه منع االجير من العمل ملدة معينة وحرمانه من االجر
خاللها جزاء ارتكابه مخالفة ،من املخالفات ،2وحتى ال يبقى التوقيف بيد املشغل يحدد مدته دون
قيد ،فقد تولى املشرع تحديد مدته التي ال يمكن ان تتجاوز في جميع االحوال 8أيام ،تحت طائلة
اعتباره فصال عن العمل.
النقل من مصلحة إلى أخرى أو من مؤسسة إلى أخرى :كان ينقل املشغل األجير من املصلحة
املكلفة باإلنتاج والتسويق الى مصلحة األرشيف ،وغالبا ما تكون املصلحة املنقول اليها االجير املعاقب
تأديبيا اقل شأنا او أهمية من املصلحة التي كان يشتغل بها قبل تأديبية 3هذا من جهة ومن جهة اخرى
قد تتوفر املقاولة على فروع مختلفة في اماكن متعددة وبذلك يقوم املشغل بنقل االجير الى مؤسسة
اخرى لكن هذه االمكانية مقيدة ومشروطة بمراعاة سكن االجير.4
الفصل عن العمل :ان الفصل عن العمل أخطر واقص ى عقوبة يمكن ان يتعرض لها االجير
خالل مساره املنهي وهو عقوبة ال يمكن للمشغل اتخاذها في حق األجير إال إذا ارتكب هذا األجير خطا
1عبد اللطيف الخلفي " الوسيط في مدونة الشغل " ،مرجع سابق ،ص435 :
2دنيا مباركة "ضمانات توقيع العقوبات التأديبية في ظل مدونة الشغل الجديدة" ،مرجع سابق ،ص49 :
3عبد اللطيف خالفي " الوسيط في مدونة الشغل " الجزء االول مرجع سابق ،ص.440 :
4محمد دكي ،مرجع سابق ،ص.202 :
47
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
يبرره .1ويالحظ أن م.ش وسعت من نطاق عقوبة الفصل ،بحيث اعتبرت فصل االجير فصال مبررا
بعد استنفاذ العقوبات التأديبية املنصوص عليها في املادة 32من م.ش واملقررة كعقوبات عن األخطاء
غير الجسيمة في حق األجير خالل نفس السنة وملا كانت عقوبة الفصل أخطر عقوبة يمكن أن يتعرض
لها األجير خالل مساره املنهي ،فإنه حق لنا أن نتساءل عن الضمانات اإلجرائية التي أقرها املشرع لتوفير
الحماية القانونية للجير في مواجهة السلطة التأديبية للمشغل؟
مسطرة الفصل التأديبي: )2
إن مسطرة الفصل التأديبي تشمل على املراحل التالية:
االستماع الى االجير وتمكينه من الدفاع عن نفسه: أ)
يتضح من املادة 62من م.ش ان ارادة املشرع كانت واضحة في تفعيل مسطرة االستماع قصد
تحقيق الغرض املنشود منها –محاولة االجير اقناع املشغل بالعدول عن عقوبة الفصل – وذلك من
خالل السماح للجير باالستعانة بمندوب االجراء او املمثل النقابي باملقاولة.
وأخيرا نشير إلى أن تطبيق مسطرة االستماع ليست من مقتضيات النظام العام ،وال يثيرها
القاض ي تلقائيا ،وعلى االجير التمسك بمخالفة املشغل ملقتضياتها أو عدم تطبيقها ،العتبار الفصل
الذي تعرض به تعسفيا ،كما أن القضاء ال يناقش وجود الخطأ من عدمه وال جسامته متى تبت له
عدم احترام املشغل ملقتضيات املادة 62من املدونة.2
ب) تحرير محضر في املوضوع:
عند انتهاء جلسة االستماع للجير وبعد اتاحة الفرصة له للدفاع عن نفسه ،فان محضرا يحرر
بما جرى في هذه الجلسة من قبل املشغل او ادارة املقاولة ،يثبت فيه ما اتخذ في حقه من عقوبات
تأديبية ،3وهو ما تنص عليه املادة 62من م.ش " يحرر محضر في املوضوع من قبل ادارة املقاولة يوقعه
الطرفان وتسلم نسخة منه الى االجير وبالرغم من ان املادة 62من م.ش لم تشر الى العناصر التي
يجب ان يتضمنها محضر االستماع ،فإن مضمون هذا املحضر يتعلق بطبيعة الفعل املنسوب إلى
1تنص املادة 64من م.ش "يمكن فصل االجير من املشغل دون مراعاة اجل االخطار ودون تعويض عن الفصل وال تعويض عن الضرر عند
ارتكابه خطا جسيما ".
2حكم املحكمة االبتدائية بوجدة في امللف االجتماعي 552/2045بتاريخ 28/02/2046غير منشور.
3محمد برحيلي" ،مسطرة الفصل التأديبي" ،مرجع سابق ،ص.99 :
48
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
األجير وبتاريخ ارتكابه ,وكذلك بوسائل اثبات ذلك كشهادة الشهود ,كما يتضمن هذا املحضر ايضا
وسائل الواردة في دفاع االجير ,والنقاط املثارة من طرف مندوب االجراء او املمثل النقابي واملوقف
النهائي للمشغل.1
تسليم مقرر الفصل الى األجير: ج)
ألزم املشرع املشغل بتسليم مقرر الفصل إلى األجير املعني باألمر ،يدا بيد مقابل وصل أو
بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتواصل داخل اجل 48ساعة من تاريخ اتخاذ مقرر الفصل وإال
اعتبر هذا االخير تعسفيا وهو ما أقرته محكمة االستئناف بوجدة اعتبارا من قناعتها بأن مسطرة
الفصل بكاملها واجبة التطبيق وقواعدها امرة ومن النظام العام حيث جاء في قرارها :حيث ان
املحكمة ،وبعد اطالعها على وثائق امللف ومحتوياته ودراستها لعلل الحكم املستأنف وما أثير بشأنه
من اسباب وانه ال دليل على سلوك تلك اإلجراءات الشكلية املنصوص عليها بالفصول املذكورة وال
دليل على توصل االجير بمقرر الفصل طبقا للمادة 63من املدونة.
توجيه نسخة من مقرر الفصل الى مفتش الشغل: د)
حسب املادة 264من م.ش فانه يجب توجيه نسخة من مقرر الفصل إلى العون املكلف بتفتيش
الشغل وان يكون هذا املقرر متضمنا االسباب التي يستند اليها في توقيع عقوبة الفصل وتاريخ
االستماع إلى األجير مع ارفاقه باملحضر املشار اليه في املادة 62من م.ش ،والتي تنطلق املحكمة منه في
فحص شرعية الطرد من عدمه بحيث ال يمكنها ان تنظر اال في االسباب الواردة في ذلك املقرر.
ثانيا :اجراءات الفصل ألسباب اقتصادية او تكنولوجية أو هيكلية:
يعتبر الفصل ألسباب اقتصادية او تكنولوجية أو هيكلية أسباب مبررة إلنهاء عقد الشغل،
غير أنها قد تكون الية لتسريح االجراء وضربا باستقرار العالقات الشغلية وبالنظر لخطورة هذا
الفصل وما يترتب عنه من آثار سلبية على وضعية اإلجراء ،فقد تشدد املشرع في االجراءات التي يتعين
1الحاج الكوري "مدونة الشغل الجديدة القانون رقم ،" 65-99مرجع سابق ،ص.288 :
2تنص املادة 64من م.ش " توجه نسخة من مقرر الفصل أو رسالة االستقالة الى العون املكلف بالتفتيش .يجب ان يتضمن مقرر فصل
االجير االسباب املبررة التخاذه ،وتاريخ االستماع إليه ،مرفقا باملحضر املشار إليه في املادة 62أعاله ال يمكن للمحكمة أن تنظر إال في األسباب
الواردة في م ش.
49
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
على املشغل التقييد بيها قبل مباشرة هذا الحق .وهكذا نص املشرع املغربي على مرحلتين هما املرحلة
التفاوضية (أوال) ثم املرحلة اإلدارية (ثانيا).
املرحلة التفاوضية: )1
فرضت املادة 66من م.ش على املشغل في املقاوالت التجارية والصناعية أو في االستغالالت
الفالحية وتوابعها أو في مقاوالت الصناعة التقليدية التي تشغل اعتياديا 40إجراء أو أكثر أن يبلغ
مندوب االجراء واملمثلين النقابين أو لجنة املقاولة في املقاوالت التي تشغل 50اجيرا فما فوق بعزمه
على فصل اإلجراء كال او بعضا ألسباب تكنولوجية او هيكلية او اقتصادية وذلك قبل شهر واحد على
األقل من تاريخ الشروع في هذه املسطرة إضافة إلى تزويدهم باملعلومات الضرورية التي لها عالقة
باملوضوع بما فيها اسباب الفصل وفئات االجراء املقيمين والفترة التي يعتزم فيها الشروع في ذلك ,كما
يجب عليه استشارتهم والتفاوض معهم من أجل تدارس االجراءات التي من شانها أن تحول دون
الفصل أو تخفف من اثاره السلبية بما فيها امكانية اعادة ادماجهم في مناصب اخرى أو التخفيض
من ساعات العمل .وبالتالي اإلنقاص من االجور تبعا لذلك 1ويلتزم املشغل كذلك بتقديم كل املعلومات
الضرورية التي قد تزكي موقفه خاصة منها االسباب املالية والتقنية ملشروع اإلنهاء.
-غير ان املادة 66من م.ش لم تلزم باي حال من االحوال املشغل للخذ براي مندوبي االجراء او
لجنة املقاولة حتى يبقي دورهم استشاريا فقط.2
-بعد هذه املرحلة فان ادارة املقاولة تحرر محضرا تدون فيه نتائج التشاورات واملفاوضات
املذكورة ,يوقعه الطرفان وتسلم نسخة منه ملندوب االجراء ,وتوجه نسخة اخرى الى املندوب االقليمي
املتعلق بالشغل لتبدا بعد ذلك املرحلة االدارية
املرحلة االدارية: )2
يتدخل في هذه املرحلة اجهزة خارجية ال تنتمي الى املقاولة ,حيث يتبين ان املشرع لم يسلك
موحدا بالنسبة إلنهاء عالقات الشغل ,فقد فرض استصدار اذن اداري قبل االقدام على اعفاء بعض
50
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
او كل اجراء املؤسسة ،حيث يجب على املشغل تقديم طلب الحصول على اإلذن من طرف عامل
العمالة أو االقليم إلى املندوب االقليمي للشغل مرفقا بجميع اإلثباتات الضرورية واملتعلقة بالوضعية
املالية للمقاولة واملبررة للسباب االقتصادية الداعية لفصل االجراء ,هذا فضال عن تقرير خبير في
املحاسبة أو مراقب الحسابات كما يجب على املندوب االقليمي املكلف بالشغل أن يجري كافة االبحاث
التي يعتبرها ضرورية وأن يوجه امللف إلى أعضاء لجنة اقليمية يراسها عامل العمالة أو اإلقليم داخل
أجل شهر واحد لدراستها والبت فيها داخل أجل ال يتعدى شهرين من تاريخ توصله بالطلب ,مع تعليله
لقراره الذي ينبني على الخالصات واالقتراحات التي توصلت اليها اللجنة .1ويعتبر الفصل مشروعا عند
عدم توصل املشغل باي جواب بعد مرور اجل شهرين املنصوص عليها في املادة 62من م.ش ,اما في
الحالة التي ال يحترم فيها املشغل املقتضيات املنصوص عليها في املواد 66و 62و 68و ,69فال يمكن
مباشرة عمليات فصل االجراء كال او بعضا بعد انصرام اجل شهرين بسبب عدم جواب عامل العمالة
أو اإلقليم ,اسنادا فقط إلى رسالة موجهة إلى هذا األخير بطلب اإلذن.2
وفي حالة عدم احترام املشغل ملسطرة الحصول على اإلذن من طرف عامل العمالة أو اإلقليم
قبل إقدامه على فصل اإلجراء يعتبر فصال تعسفيا ،وهذا ما ذهبت اليه العديد من االحكام والقرارات
القضائية الصادرة عن محكمة النقض .لكن رغم احترام املشغل ملسطرة الفصل ألسباب اقتصادية
او هيكلية أو تكنولوجية ،فإن احترام شرعية هذا االجراء من عدمه تتوقف على قرار عامل العمالة
أو اإلقليم ،فاذا جاء هذا الرد بالقبول فانه يمكن للمشغل ان يبدا مسطرة اإلعفاء ،أما إذا جاء القرار
مخالفا لذلك ،فإن أي فصل يتم في هذه الحالة يكون فصال تعسفيا ،وتعد اجراءات الفصل ألسباب
اقتصادية او هيكلية او تكنولوجية من قواعد النظام العام االجتماعي الواجبة االحترام وهو ما
يستفاد من أحد قرارات محكمة النقض والذي جاء فيه "ان تمسك املشغل بتعرضه الزمة اقتصادية
يجعله ملزما بسلوك املسطرة املنصوص عليها باملادة 66وما يليها من مدونة الشغل ,واالتفاق الحاصل
بينه وبين االجير والذي سلمه بمقتضاه مبالغ مالية مقابل توصيل بتصفية كل حساب ال يعد منهيا
1تنص الفقرة االولى من املادة 62من م.ش على ما يلي" :يتوقف فصل االجراء العاملين في املقاوالت املشار إليها في الفصل 66أعاله كال أو بعضا ألسباب
تكنولوجية او هيكلية او ما يماثلها او ألسباب اقتصادية على اذن يجب ان يسلمه عامل العمالة او االقليم في اجل اقصاه شهران من تاريخ تقديم الطلب
من طرف املشغل الى املندوب االقليمي املكلف بالشغل ".
2قرار محكمة النقض عدد 989الصادر بتاريخ .04/02/2043
51
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
للنزاع ويعتبر حينئذ مجرد وصل باملبالغ املضمنة به يمكن التراجع عنه من طرف االجير والطعن فيه
أمام القضاء ".1
جلي أن إنهاء عقد الشغل ينتج عنه استحقاق االجير تعويضات تتمثل في التعويض عن الفصل
والتعويض عن الضرر واإلخطار وعن فقدان الشغل ،فضال عن حقوق أخرى ال تقل أهمية عن الحق
في التعويضات مثل شهادة العمل وادماج االجراء واالسبقية في التشغيل؛ ويقتض ي الحصول على تلك
الحقوق اتباع إجراءات مسطرية محدد وفقا لقانون الشغل ،وعليه فسنتطرق في مطلب أول للحقوق
املترتبة عن إنهاء عقد الشغل ،وسنخصص مطلب ثاني إلجراءات املطالبة بالتعويض واشكالية الحكم
بإرجاع األجير إلى العمل.
املطلب األول :الحقوق املرتتبة عن انهاء عقد الشغل:
يترتب عن إنهاء عقد الشغل التزام املشغل بمنح االجير التعويضات باإلضافة إلى مجموعة من
الحقوق األخرى سنتطرق لبعضها.
الفقرة األوىل :مسطرتا الصلح التمهيدي والخيار القضائي:
لقد خول املشرع املغربي لرئيس املؤسسة السلطة التأديبية التي تخول له سلطة إعمال
العقوبة التأديبية في حق األجير أو فصله وذلك عن طريق مسطرة الفصل التأديبي ،أما األجير فإن
املشرع منحه في العقد الغير محدد املدة الحق في مسطرتين للحفاظ على حقوقه وهما مسطرتا الصلح
التمهيدي والخيار القضائي.
مسطرة الصلح التمهيدي:
ويحق للجير الذي فصل من الشغل بسبب يعتبر تعسفيا املطالبة بالرجوع إلى عمله أو
الحصول على تعويض مناسب ،وذلك بلجوئه إلى مسطرة الصلح التمهيدي املنصوص عليها في الفقرة
1قرار محكمة النقض عدد 562الصادر بتاريخ 44ابريل ,2043نشرة قرارات محكمة النقض ,الجزء ,43سنة .2044
52
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
الثالثة من املادة 44من ق.ش 1.ووفق مقتضيات الفقرة الرابعة من املادة 532من مدونة الشغل 2التي
أناطت بأعوان التفتيش إجراء محاوالت الصلح في نزاعات الشغل الفردي ،فمسطرة الصلح التمهيدي
هي مسطرة حديثة من الناحية القانونية يلتجأ إليها األجير الذي فصل تعسفيا عن الشغل بدل اللجوء
إلى املسطرة القضائية حيث يلجأ إلى العون املكلف بتفتيش الشغل من أجل القيام بإجراء محاولة
الصلح بينه وبين مشغله ،بالرجوع إلى الشغل أو الحصول على تعويض مناسب .3فإذا تمكن عون
التفتيش من إرجاع األجير إلى الشغل يكون النزاع قد حسم وإن لم يتمكن من ذلك فإنه يحق له
الحصول على تعويض مناسب يوقع بشأنه توصيل استالم مبلغ التعويض من طرف األجير واملشغل
أو من ينوب عنه مصادقا على صحة إمضائه من طرف الجهات املختصة ويوقع بالعطف العون
املكلف بتفتيش الشغل .ويصير االتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار هذا الصلح نهائيا وغير قابل
للطعن أمام املحاكم ،ويشار أيضا في هذه املسطرة إلى نقطة إرجاع األجير إلى عمله الذي ثار حولها
جدل فقهي بين مؤيد ومعارض فاملؤيد لهذا الحكم يرى أنها وسيلة فعالة لحماية األجير من تعسف
املؤاجر الذي يعلم انه إذا فصل األجير بدون سبب فإنه معرض للحكم عليه ،بإرجاع ذلك األجير إلى
عمله ،مما يشكل ضمانة مهمة لهذا األجير أما الرأي املعارض فيقول بأن العالقة بين املؤاجر واألجير
بعد الوصول إلى املرحلة القضائية قد شابها الحقد والضغينة بينهما وانعدام الثقة املتبادلة التي تعتبر
ضرورية لالستمرار عالقة الشغل كما أن إصدار املحكمة للحكم باإلرجاع دون التأكد من تحقق
تنفيذه سيمنح فرصة للمؤاجرين بتحقير القرارات وإفقاد قدسيتها أما على مستوى العمل القضائي
فال يمكن للمحكمة املختصة الحكم إال في حدود ما طلب منها بالتعويض سواء طالب األجير بتعويض
أو اإلرجاع إلى الشغل.
املسطرة القضائية:
إذا تعذر االتفاق بين كل من املشغل واألجير املفصول عن الشغل بواسطة الصلح التمهيدي.
1تنص هاته الفقرة أنه يمكن للجير الذي فصل عن الشغل بسبب يعتبره تعسفيا اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدية .املنصوص عليها في
الفقرة الرابعة من املادة .532أدناه من أجل الرجوع إلى شغله والحصول على تعويض.
2تنص ها ته الفقرة على أنه من بين املهام املنوطة باألعوان املكلفين بتفتيش الشغل إجراء محاوالت التصالح في مجال النزاعات الشغل الفردية.
3مجلة املحامي مرجع سابق.
53
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
فإنه يحق للجير الذي يرى بأن املشغل أنهى العقد بكيفية تعسفية .فرفع دعوى أمام املحاكم
املختصة التي لها أن تحكم في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما بإرجاع األجير لشغل أو الحصول عن
تعويض على الضرر .حيث يتبين من خالل الفقرة األخيرة للمادة 44من مدونة الشغل أن املشرع أجاز
للقاض ي في حالة ثبوت الفصل التعسفي إما الحكم بإرجاع األجير إلى عمله أو الحكم له بالتعويض
ومن أجل الحفاظ على مبدأ استقرار الشغل يحاول القاض ي إرجاع األجير إلى عمله ،خصوصا إذا
تعلق األمر باملؤسسات الصغرى أو املتوسطة وهذا الحكم األخير يتم التعامل معه وفق كل حالة مع
الحرص على االختيار األنسب واألصلح للجير أما إذا أبدى املشغل رفضه تنفيذ الحكم القاض ي بإرجاع
األجير إلى عمله فإن هذا األخير ال يبقى له سوى الحق بالتعويض.1
الفقرة الثانية :إثبات مربرات إنهاء عقد الشغل:
1موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء ،4982 ،ص 248 :وما بعدها.
2عبد اللطيف خالفي ،مرجع سابق ،ص.493 :
54
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
وينص الفصل 254من قانون االلتزامات والعقود في فقرته الخامسة أنه يسوغ للمحكمة في
سبيل تقديرها ما إذا كان يوجد فسخ أن تجري تحقيقا في ظروف إنهاء العقد ،ويلزم في جميع األحوال،
أن يتضمن الحكم صراحة ذكر املبرر الذي يدعيه الطرف الذي أنهى العقد وعلى األجير إذا تنازل عن
األسباب التي يتمسك بها كسبب لإلعفاء من الخدمة فإن هذا األجير يجد نفسه ملزما بإثبات الوقائع
التي يتمسك بها كسبب لإلعفاء للخدمة ،فإذا أثبت هذه الوقائع كان للمحكمة السلطة في تكييفها
وتعتبر ما إذا كان مبرر اإلعفاء من الخدمة ،سواء تعلق األمر بخطأ جسيم من طرف األجير أو بغيره
وإذا ادعى األجير أن األسباب املتمسك بها ليست هي األسباب الحقيقية فعليه يقع عبء إثبات ادعائه.1
وفي هذا الصدد نستحضر املادة 63من مدونة الشغل التي جاء فيها في فقرتها الثانية يقع على
عاتق املشغل عبء إثبات وجود مبرر مقبول للفصل كما يقع عليه عبء اإلثبات عندما يدعي مغادرة
األجير لشغله.2
املطلب الثاني :إجراءات املطالبة بالتعويض وإشكالية الحكم بإرجاع
إذ كان املشرع املغربي قد منح للمشغل السلطة التأديبية التي تخول له سلطة توقيع العقوبة
التأديبية املناسبة في حق األجير املخل بواجباته املهنية ،فإنه باملقابل منح للجير الحق في اللجوء إلى
مسطرتين هامتين للحفاظ على حقوقه وهوما مسطرة الصلح التمهيدي واملسطرة القضائية (الفقرة
األولى) ،كما أن األجير له الحق بين املطالبة بالتعويض أو الرجوع إلى العمل ،وإذ كان هذا األخير يطرح
إشكال رفض املشغل االمتثال للحكم القاض ي بإرجاع األجير إلى عمله (الفقرة الثانية).
الفقرة األوىل :مسطرة املطالبة بالتعويض:
مسطرة الصلح قد تتم أمام مفتش الشغل (أوال) وقد تتم بين الطرفين في إطار وصل صافي لكل
حساب (ثانيا) واملطالبة القضائية (ثالتا).
تنص املادة 44من مدونة الشغل" ال يمكن للطرفين أن يتنازال عن حقهما املحتمل في املطالبة
بالتعويضات الناتجة عن إنهاء العقد سواء كان اإلنهاء تعسفيا أم إال يمكن للجير الذي فصل عن
الشغل لسبب يعتبره تعسفيا اللجوء إلى مسطرة الصلح التمهيدي املنصوص عليه في الفقرة 4من
املادة 532أدناه من أجل الرجوع إلى شغله أو الحصول على تعويض .في حالة الحصول على تعويض،
يوقع توصيل استالم مبلغ من طرف األجير واملشغل أو من ينوب عنه ،ويكون مصادقا على صحة
إمضائه من طرف الجهة املختصة ،ويوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل .يعتبر االتفاق
الذي تم التوصل إليه في إطار الصلح التمهيدي نهائيا وغير قابل للطعن أمام املحاكم الفقرة 4من
املادة 532تنص :إجراءات محاوالت الصلح في مجال املنازعات الشغل الفردية ،يحرر في شأن هذه
املحاوالت محضر يمضيه طرفا النزاع ،ويوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل .ويكون لهذا
املحضر قوة اإلبراء في حدود املبالغ املبينة فيه" .من هاتين املادتين ،قد يطرح السؤال ،هل محضر
الصلح بين األجير واملشغل يكون نهائيا أو قابال للطعن ،كما نصت على ذلك املادة 44من مدونة
الشغل ،وهل يكون هذا الصلح قوة اإلبراء في الحدود املبالغ املبينة فيه ،وبصيغة أخرى هل يعتبر
ملحضر قوة ابرائية نسبية وهو مجرد وثيقة بسيطة بما تضمنه من مبلغ؟ أم أنه يعتبر وثيقة حاسمة
تقطع النزاع؟ هل هناك بين املادتين 44واملادة ،532الفقرة الرابعة منها؟ للجير املفصول والذي يعتبر
نفسه مفصوال بصفة تعسفية الحق في اللجوء ،إلى مسطرة الصلح التمهيدي ،فهو ليس ملزما بهده
املسطرة ،واألجير أن يطالب إما بالرجوع إلى عمله وإما الحصول على تعويض ،ففي حالة الحصول
على تعويض يوقع استالم مبلغ التعويض من طرف األجير واملؤاجر أو من ينوب عنه ،يكون مصادقا
على صحة إمضائه من طرف الجهة املختصة ،يوقعه بالعطف العون املكلف بتفتيش الشغل ،اي أنه
ال بد من توفر شروط حتى يكونا للصلح حاسما منهيا لنزاع وهي:
توقيع األجير.
توقيع املشغل.
املصادقة على الصلح من طرف الجهة املختصة.
56
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
توصيل صافي لكل حساب منصوص عليه في الفصول 23لغاية 26من مدونة الشغل هو
التوصيل الذي يسلمه األجير للمشغل عند انتهاء العقد .وذلك قصد تصفية كل األداءات اتجاهه،
تحت طائلة البطالن أن تتضمن تصفية كل حساب البيانات التالية:
املبلغ املدفوع بكامله قصد تصفية النهائية للحساب مع بيان مفصل األداءات. )1
أجل السقوط الحق املحدد في 60يوما ،مكتوبا بخط واضح يسهل قراءته. )2
اإلشارة إال كون التوصيل محررا في نضيرين يسلم أحدهما ألجير ،يجب أن يكون توقيع )3
األجير على التوصيل مسبوقا بعبارة "قرأت ووافقت " يجب إدا كان األجير أميا ،أن يكون التوصيل
بتصفية كل حساب موقعا بالعطف من طرف العون املكلف بالتفتيش الشغل.
إال أن هذا التوصيل يمكن التراجع عنه خالل 60يوما املوالية لتوقيعه ،ويتم التراجع عن
التوصيل عبر الطرق التالية:
إبالغ املشغل بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل.
يرفع دعوى لدى املحكمة املختصة.
ال يعتد بالوسيلة املتبينة للتراجع ،إال إذا حدد فيها األجير مختلف الحقوق التي مازال
متمسكا بها.
ثالثا :املطالبة القضائية وإشكالية النفاد املعجل يف قضايا الفصل
التعسفي:
إذ لم تسفر مسطرة الصلح التمهيدي عن أية نتيجة أو تغاض ي األجير عن سلوك هذه
املسطرة ،وظل النزاع قائما بسبب ادعائه بأن فصله كان بصورة تعسفية ،فإنه يحق للجير في هذه
الحالة رفع الدعوى أمام املحكمة لنظر في دعواه ،وتكون املحكمة االبتدائية هي املحكمة املختصة
57
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
للنظر في النزاع طبقا للفصل 20من قانون املسطرة املدنية .1حيت ترفع الدعوى أمام املحكمة موقع
املؤسسة بالنسبة للعمل املنجز بها أو أمام محكمة موقع إبرام تنفيذ عقد الشغل ،إذا كان للجير
يزاول عمله خار ج املؤسسة أو املقاولة ،وذلك طبقا للفصل 28من قانون املسطرة املدنية ،وما يميز
القضايا االجتماعية أن األجراء يستفيدون بقوة القانون من نظام املساعدة القضائية طبقا للفصل
223من قانون املسطرة املدنية دون حاجة مالي تقديم طلب الطعن بشأنها ،حيت يمكنهم ذلك من
الحصول على محام الدفاع عنهم إضافة إلى إعفائهم من رسوم التقاض ي .58وقبل النظر في جوهر
النزاع من قبل املحكمة ،فإن هده األخيرة ملزمة بإجراء محاولة الصلح بين للطرفين تطبيقا للفصل
222من قانون املسطرة املدنية ،وما يميز كذلك القضايا االجتماعية أن جميع الدعاوى الصادرة فيها
تكون مشمولة بالنفاذ املعجل القانوني في شقها القاض ي بمنح التعويضات الناجمة عن العقد مثل
فارق األجر ،األقدمية ،العطلة السنوية ،وشهادة العمل ...دون تلك املترتبة عن اإلنهاء غير مبرر لعقد
الشغل ،والتي تجد سندها ضمن قواعد املسؤولية التقصيرية ،حسب ما استقر عليه االجتهاد
القضائي.
الفقرة الثانية :دعوى الخيار بني الرجوع إىل العمل أو التعويض:
1الظهير الشريف بمثابة قانون رقم4,42,442,بتاريخ 44رمضان 28(4394شتنبر )4942باملصادقة على قانون املسطرة الجنائية ،املعدل
بالقانون رقم 400,42الصادر يتفيد الظهير الشريف رقم 03,53 ,4بتاريخ 29من جمادى األخرة 40(4434ماي )2043الجريدة الرسمية عدد
6456بتاريخ 49رجب 30(4434ماي )2043ص.4362 :
58
الضوابط الموضوعية والشكلية إلنهاء عقد الشغل الفصل الثاني:
بالرجوع إلى منصبه ابتداء من تاريخ الفصل ،وإما بالحكم على املشغل بأن يدفع تعويضا يقدر حسب
الظروف املعتبرة في هذه القضية ،وحسب الضرر الالحق باألجير من جراء ذلك الفصل املذكور
"فالنص القديم كان يأخذ عند الحكم على املشغل بإرجاع األجير إلى عمله أن يجري العمل بذألك
الرجوع ابتداء من تاريخ الفصل ،1وإذا كان املجلس األعلى سبق له ان لطف من هذا املبدأ بأن يفسر
مقصود بإرجاع األجير إلى عمله وهو إمكانية إرجاع األجير إلى عمله بنفس االمتيازات وال يقصد بذلك
األجر ،2وهو ماال يوجد في املادة 44من مدونة الشغل ،علما بأننا نرى 3أن الرجوع ينبغي ان يكون
مبدئيا بنفس مواصفات إال إذا اتفق الطرفان على خالف ذلك فاالتفاق على الرجوع إلى العمل يجعل
الفصل باطال والعقد غير منته إد ينبغي أن يستمر في التنفيذ .إن النص الحالي يضعنا أمام أمرين،
إما الحكم بالرجوع إلى العمل ،أو الحكم بالتعويض وفي هدا االتجاه إعطاء الخيار :أوال للجير الذي
عليه أن يحدد في طلبه ،الرجوع إلى العمل أو التعويض عن الفصل التعسفي ،أو هوما معا مع ترك
الخيار للمحكمة عند االقتضاء ،ولهدا ال يكون للمحكمة أن تحكم بإرجاع األجير إلى عمله 4من تلقاء
نفسها مع أنه لم يطالب إال بالتعويض عن الفصل التعسفي ،ففي ذلك خرق للفصل الثالث من قانون
املسطرة املدنية ،الذي يفرض على القاض ي أن يبث في حدود طلبات األطراف ،وال يسوغ له أن يغير
تلقائيا موضوع أو سبب هذه الطلبات 5أو العكس ،أن الحكم بالتعويض مع أن األجير طالب بالرجوع
إلى العمل فقط ،6وثانيا ال يكون القضاء عند تلبية طلب الرجوع أو التعويض ،في الحاجة إلى تعليل
اختياره ،مادام القانون يمنحه كذلك ،7فقضاء املوضوع ال يكون ملزم بتتبع األطراف في كل مناحي
أقوالهم مادام القانون يعطيه الخيار إما الحكم بإرجاع األجير إلى عمله أو الحكم له بالتعويض إذا
طلبهما معا ،وعندما يفض ي بأحدهما ال يكون في حاجة لتعليل.1
فالقضاء قد يأمر بالرجوع إلى العمل ،2علما أن حالة التعسف تنتفي عند تدارك املشغل
لخطئه وإرجاعه تلقائيا ألجير ،ودالك عندما يكون هذا األخير قد قبل عرض املشغل بالرجوع إلى
العمل .كما أن عدم عرض األجير نفسه على املشغل أثناء جريان الدعوى أمام القضاء ال ينهض دليال
على ثبوت املغادرة التلقائية خوفا من ردود املشغل ،لكن إذا امتنع املشغل على تنفيد حكم اإلرجاع،
باعتبار أن ذلك مرهون بحالة قبول املشغل إرجاع األجير إلى العمل ،3فإن األجير ال يكون أمامه سوى
املطالبة بالتعويضات املمنوحة عن الفصل التعسفي ،وال مجال أنداك لتطبيق مبدأ الغرامة
التهديدية إذا أن املشغل ليس مجبرا على إرجاع األجير املفصول إلى عمله .كما أن املحكمة تقض ي
بالرجوع إلى العمل ال تكون في حالة إلى رد املنازعة املثارة بشان بداية العمل .
ثانيا :الخيار للمحكمة يف الحل األصلح:
إذا كانت مدونة الشغل في املادة 44قد تخلت عن مبدأ احتساب األجر من تاريخ الفصل إلى
تاريخ الرجوع إلى العمل ،وهو مستجد في مدونة الشغل يساير الواقع ،إذا ال يعقل أن يحكم على
املشغل بكل األجور املتعلقة بالفترة املمتدة بين تاريخ الفصل وتاريخ الحكم بصفة نهائية ،ألن خطورة
هذا الحل تأتي من إطالة عمر الدعوى بسبب املحكمة التي لم تستطع أن تبت داخل أجل معقولة.
ان نص املادة 44من مدونة الشغل يضعنا أمام أمرين ،إما الحكم بالرجوع إلى العمل أو الحكم
بالتعويض ،وفي هذا االتجاه إعطاء الخيار للقضاء قصد تلبية قرار الرجوع أو التعويض قد يكون
األمر سهال حين تقديم املقال من طرف األجير املفصول وتضمينه الطلبين معا .إذا املحكمة عندئذ
سترى حسب الظروف الحل األنسب واألصلح للجير.4
1قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم 220بتاريخ 24أبريل 4989في .امللف االجتماعي عدد ،8656/ 82قضاء املجلس األعلى العددان
42و.4909 43, ،
2قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى عدد244,بتاريخ 20أبريل 4992ملف عدد 9625/ 90غير منشور.
3قرار الغرفة االجتماعية باملجلس األعلى رقم 326بتاريخ 28ماي 4984في امللف االجتماعي عدد ،5099مجلة قضاء والقانون ،العددان
435,436ص494 :وعبد اللطيف الخالفي ،االجتهاد القضائي في املادة االجتماعية ص.254 :
4القرار 449الصادر عن .املجلس األعلى بتاريخ 8مارس ،4982ملف اجتماعي ،8905قضاء املجلس األعلى العدد ،30أكتوبر ،4982ص:
.404
60
خاتمة
هكذا فموضوع اإلنهاء هو األكثر عرضا على املحاكم املغربية بكل درجاتها واألكثر تأثيرا على
الوضعية املعيشية للجير رغم أن هذا اإلنهاء قليل من الناحية العملية من جهة األجير حتى أصبح
يطلق على الغرفة االجتماعية بغرفة نزاعات إنهاء عقد الشغل.
ويبقى ارتكاب ا لخطأ الجسيم أهم أسباب إنهاء عقد الشغل بنوعيه سواء محدد املدة أو غير
محدد املدة.
وختاما يستحضرنا في هذه الخاتمة التسمية التي أطلقها األستاذ محمد سعيد بناني أن هذا
القانون سمي بقانون الضدين مصالحهما متباعدة وغير متكافئة تحتاج إلى سهمين معنويين وهما
وجود نصوص قانونية فنية ،ومن يطبق هذه النصوص على الوجه األمثل بخطوات جريئة عن طريق
توحيد االجتهاد القضائي وخلق عقل قضائي موحد قادر على استنباط التأويل الصحيح قادر على
مواجهة العوملة االقتصادية واألخذ بمبدأ التقدمية في ميدان الشغل خاصة وأن املدونة خرجت من
املبدأ الكالسيكي وانتقلت إلى توجه جديد هو نه لفلسفة حل نزاعات الشغل.
61
المصادر والمراجع
املصادر واملراجع:
الكتب:
الدكتور الحاج الكوري :القانون االجتماعي ،مطبعة الحرف املعتدل ،الطبعة األولى .4999
أمال جالل ،مسؤولية املؤاجر عن حوادث الشغل واألمراض املهنية في التشريع املغربي ،مطبعة
دار النجاح الجديدة بالدار البيضاء ،سنة .4925
الحاج الكوري "إثبات االستقالة من خالل قرارات املجلس األعلى" مجلة القانون املغربي العدد
4يونيو .2003
الحسن بلخنفر ،الندوة الثانية للقضاء االجتماعي.
بشرى العلوي ،الفصل التعسفي للجير على ضوء العمل القضائي.
حسن كيرة اصول قانون العمل.
دنيا مبارك ،الوجيز في القانون االجتماعي ،مطبعة دار النشر الجسور ،الطبعة الثالثة.
رشيد الطويلي ،إثبات املغادرة التلقائية للجير من الشغل في ضوء العمل القضائي مجلة
املعرفة القانونية والقضائية ،العدد األول ،السنة .2042
محمد الكشبور :عناصر عقد الشغل في التشريع االجتماعي املغربي ،مطبعة النجاح الجديدة
الدار البيضاء ،طبعة .4995
األستاذ محمد سعید بناني في مرجعه حول قانون الشغل باملغرب :الجزء الثانی ،عالقات
الشغل الجماعية ،دار النشر املغربية.4985 ،
محمد سعيد بناني" :قانون الشغل باملغرب" في ضوء مدونة الشغل – عالقة الشغل الفردية،
الجزء الثاني ،املجلد األول ،طبعة يناير .2002
محمد الكشبور ،إنهاء عقد الشغل مع تحليل مفصل ألحكام الفصل التعسفي للجير دراسة
تشريعية وقضائية مقارنة مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،طبعة .2008
62
المصادر والمراجع
محمد الكشبور" ،التعسف في إنهاء عقد الشغل – دراسة مقارنة –" دون ذكر مكان الطبع،
الطبعة األولى .4992
مصطفى حتيتي ،القانون االجتماعي عالقات الشغل الفردية -مطبعة سيليكي إخوان طنجة،
الطبعة األولى .2006- 2005
محمد سعيد بناني " ،فانون الشغل باملغرب في ضوء مدونة الشغل ،عالقات الشغل" .الفردية،
الجزء الثاني ،املجلد األول ،طبعة يناير .2002
محمد الزيني الخمي ي " ،نظام اإلعفاء الجماعي " مساهمة ضمن أشغال الندوة الثالثة للقضاء
االجتماعي " دار السالم الرباط :مارس .2004
مليكة بنزاهير" ،الفصل ألسباب تكنولوجية أو هيكلية أو اقتصادية وإغالق املقاوالت" مجلة
القضاء والقانون ،العدد ،454السنة .2002
محمد الفكاك ،الفسخ باإلرادة املنفردة في عقد العمل الفردي دراسة مقارنة.
موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي.
موس ى عبود دروس في القانون االجتماعي ،مطبعة النجاح الجديدة ،الدار البيضاء.4982 ،
عبد الرزاق أيوب تكييف العقود ،مجلة طنجس عدد 6سنة .2002
عبد اللطيف خالفي :الوسيط في مدونة الشغل ج األول ،مطبعة الوارقة الوطنية مراكش،
الطبعة األولى .2004
علي عوض حسن :الفصل التأديبي في قانون العمل ،دار الثقافة العربية ،طبعة .4925
عبد اللطيف الخالفی :الوسيط في مدونة الشغل ،الجزء األول ،عالقات الشغل الفردية،
مطبعة الوراقة الوطنية ،الطبعة األولى .2004
فاطمة الطاهري" :عقد الشغل محدد املدة وعقد الشغل غير محدد املدة".
فاطمة الزهراء احوياط ،ضمانات استقرار الشغل من خالل املساطر القضائية والوسائل
البديلة لتسوية املنازعات ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القضاء والتحكيم ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد االول وجدة ،سنة .2040
63
المصادر والمراجع
64
المصادر والمراجع
66
المصادر والمراجع
ً
املادة 39من مدونة الشغل والتي تحول للمشرع فصل األجير عند ارتكابه خطا جسيما وأيضا
املادة 35من مدونة الشغل واملتعلقة بالكفاءة.
الفقرة الثانية من املادة 34من مدونة الشغل.
راجع املواد 44و 42من مدونة الشغل.
راجع املادة 46من مدونة الشغل في فقرتها األولى.
مادة 46من مدونة الشغل والفصل 222من قانون االلتزامات والعقود املغربي.
راجع املادة 46واملادة 32من مدونة الشغل.
راجع الفقرة األولى من املادة 508من مدونة الشغل.
راجع في هذا الصدد املادة 452وما يليها ،في الباب الثاني من القسم الثاني من الكتاب الثاني
من مدونة الشغل املتعلق بحماية األمومة.
راجع الفقرة الثانية من املادة 342من مدونة الشغل.
املادة 38من مدونة الشغل" :يتبع املشغل بشأن العقوبات التأديبية مبدأ التدرج في العقوبة.
ويمكن له بعد استنفاذ هذه العقوبات داخل السنة أن يقوم بفصل األجير؛ ويعتبر الفصل في هذه
الحالة فصال مبررا".
املادة 64من مدونة الشغل" :يمكن فصل األجير من الشغل ،دون مراعاة أجل اإلخطار ،ودون
تعويض عن الفصل ،وال تعويض عن الضرر ،عند ارتكابه خطأ جسيما".
املادة 66من مدونة الشغل.
املادة 464من مدونة الشغل.
الفقرة الثانية من املادة 66من مدونة الشغل.
67
فهرس الموضوعات
فهرس املوضوعات:
68
فهرس الموضوعات
70