You are on page 1of 7

‫جامعة الدكتور حيىي فارس ‪ -‬ادلدية‬

‫مقياس‪ :‬الصحافة الوطنية خالل القرن ‪20‬‬

‫القسم‪ :‬السنة الثانية ماسًت‬

‫ادلدرس‪ :‬د‪ .‬رشيد ولد بوسيافة أستاذ زلاضر قسم ب‬

‫القاعة‪NB 02 :‬‬

‫التوقيت‪:‬يوم االثنني من ‪10:00‬إىل ‪. 11:00‬‬

‫الصحافة المعربة في الجزائر خالل المرحلة‬


‫االستعمارية‬
‫المحاضرة الرابعة‬

‫صحف التيار اإلصالحي‪:‬‬

‫أدت الصحف اليت أطلقها بن باديس أدوارا رائدة يف نشر الوعي ألهنا تتسم بالعمق وقوة‬
‫يقوض أسس االستعمار الفرنسي‪ ،‬الذي‬ ‫االعتزاز بادلوروث احلضاري العريب اإلسالمي‪ ،‬ما ّ‬
‫استهدف عناصر اذلوية الوطنية للجزائريني‪ ،‬لذلك كانت اإلدارة االستعمارية أكثر تش ّددا‬
‫معها‪.‬‬

‫وكانت جريدة "ادلنتقد" أول جريدة يصدرىا ابن باديس‪ ،‬وتعد اجلريدة األوىل اليت صبعت‬
‫األقالم اإلصالحية ادلتمثلة يف الشباب العريب الواعي وادلثقف العائد من ادلشرق‪ ،‬وكانت‬
‫‪1‬‬
‫خطتهم األوىل ربقيق إصالح داخلي أوال يف سبيل إصالح شامل‪ 1 .‬وقد اجتهدت ىذه‬
‫اجلريدة يف زلاربة البدع واخلرافات اليت تنشرىا الطرق الصوفية‪ ،‬حىت أهنا امسها مستمد من‬
‫فكرة زلاربة طرق التواكل والتسليم والطاعة العمياء‪ ،‬تباعا كان يقولو الطرقيون "اعتقد وال‬
‫تنتقد"‪ .‬نظرا لدورىا مت توقيف ادلنتقد بأمر من اإلدارة االستعمارية بعد ‪ 18‬عددا فقط من‬
‫صدورىا وقال الشيخ ابن باديس يف ذلك "وكرب على الذين تعودوا النفاق صراحتها‪ ،‬وىال‬
‫الذين اعتادوا اجلنب من الرؤساء أو اعتادوا اجلمود من اتباع صرامتها‪ ،‬أصبعت ىذه الطوائف‬
‫أمرىا‪ ،‬فأخذوا يسعون يف الوشاية ضدىا‪ ،‬وضبل احلطب للمراجع العليا حلرقها‪ ،‬حىت‬
‫‪2‬‬
‫عطلت"‬

‫لقد شهدت الفًتة بعد ‪ 1925‬ظهور الكثري من الصحف العربية‪ ،‬وعلى الرغم من أن ىذه‬
‫ادلرحلة حكمها أكثر الفرنسيني حقدا وتطرفا وىو "بيار بورد" إال أن الفًتة بني ‪ 1927‬و‬
‫‪ 1931‬شهدت ظهور عشر صحف عربية‪ ،‬أما الفًتة بني ‪ 1931‬و ‪ ،1939‬فقد شهدت‬
‫ميالد حوايل ‪ 30‬جريدة عربية‪ ،‬أغلبها ذات توجو عريب إصالحي ‪ .3‬بينها ‪ 8‬جرائد أطلقها‬
‫أبو اليقظان ىي‪ :‬وادي ميزاب‪ ،‬وميزاب‪ ،‬وادلغرب‪ ،‬والبستان‪ ،‬والنرباس‪ ،‬واألمة‪.‬‬

‫ويف ما يلي مناذج من الصحف اليت أطلقها بان باديس‪:‬‬

‫‪ - 1‬ادلنتقد‪:‬‬

‫ىي أول جريدة عربية إصالحية‪ ،‬صدر العدد األول منها يف ‪ 2‬جويلية ‪ ،1925‬دبدينة‬
‫قسنطينة‪ ،‬وقد أنشأ الشيخ ألجلها مطبعة خاصة ىي "ادلطبعة اجلزائرية اإلسالمية"‪ ،‬وكانت‬
‫الفكرة وراء إصدارىا حبسب الشيخ البشري اإلبراىيمي أن العمل اإلصالحي ال بد أن سبهد لو‬
‫السبل وتزال عنو ادلوانع‪ ،‬ولن يكون بذلك شباره وزلصولو إال بكسر شوكة ادلضللني‪ ،‬وكشف‬
‫حقيقة دجلهم واحتياذلم‪ ،‬وإظهار احلق أمام ادعاءاهتم الباطلة‪ ،‬فيسهل بعد ذلك زبليص‬
‫العامة من البدع وادلنكرات اليت رسخت بينهم‪ ،‬والقضاء عليها وربريرىا من العقول‬

‫‪ 1‬سعيد فهمي‪ ،‬حركة عبد احلميد ابن باديس ودورىا يف يقظة اجلزائر‪ ،‬ط ‪ ، 1‬دار رحاب للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪ ،1981 ،‬ص‬
‫‪.51‬‬
‫‪ 2‬زلمد ناصر‪ ،‬الصحف العربية يف اجلزائر من ( ‪ 1939‬إىل ‪ ،)1947‬ط ‪ ، 1‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪ ،1981 ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ 3‬زلمد ناصر‪ ،‬الصحف العربية يف اجلزائر‪ ،....‬ص ‪.18‬‬

‫‪2‬‬
‫والقلوب‪...‬فأنشئت جريدة ادلنتقد بقسنطينة ذلذا الغرض‪ ،‬وكان امسها نذيرا بالشر ألىل‬
‫الضالل‪ ،‬فإنو متح ٌد دلا هنوا عنو‪ ،‬وىاتك حلرمة ما شرعوه يف كلمتهم الذي حذروا هبا العامة‬
‫‪1‬‬
‫وىي قوذلم ( اعتقد وال تنتقد)‪.‬‬

‫ويف تعريف اجلريدة الوارد أسفل الصفحة األوىل "جريدة سياسية هتذيبية انتقادية" أما شعارىا‬
‫فهو "احلق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء" ‪ 2‬وىنا ال يًتدد الشيخ يف ازباذ كلمة الوطن‬
‫شعار لو ومل تكن حينها تًتدد على األلسن إال إذا قصد هبا فرنسا‪ ،‬ويف ىذا السياق يقول‬
‫الشيخ عبد احلميد بن باديس "وما كانت ىذه اللفظة يومئذ ذبري على لسان أحد دبعناىا‬
‫الطبيعي االجتماعي العام‪ ،‬جلهل األمة دبعناىا ىذا وعدم الشعور بو وخلوف أقلها من‬
‫التصريح بو" ‪ 3‬ونظرا ذلذا التوجو السياسي للجريدة سارعت اإلدارة االستعمارية إىل توقيفها‬
‫‪4‬‬
‫بعد صدور ‪ 18‬عددا فقط‪ ،‬وذلك يف ‪ 29‬أكتوبر ‪.1925‬‬

‫‪ - 2‬الشهاب‪:‬‬

‫ىي ثاين جريدة يصدرىا الشيخ عبد احلميد بن باديس بعد توقيف جريدة ادلنتقد‪ ،‬وذلك يف‬
‫‪ 12‬نوفمرب ‪ ، 1925‬وكانت يف البداية جريدة أسبوعية‪ ،‬مث أصبحت نصف شهرية ‪ ،‬وابتداء‬
‫من سنة فيفري ‪ 1929‬أصبحت جريدة شهرية‪ 5 .‬وعلى نفس منط جريدة ادلنتقد كتب على‬
‫صدر صفحتها األوىل عبارة "جريدة سياسية هتذيبية انتقادية" وبشعار "احلق فوق كل أحد‬
‫والوطن قبل كل شيء" وىو نفس شعر جريدة ادلنتقد‪ ،‬لكن عندما ربولت إىل رللة أصبحت‬
‫ربمل شعار "رللة إسالمية جزائرية تبحث يف كل ما يرتقي بادلسلم اجلزائري دلنشئها عبد‬
‫‪6‬‬
‫احلميد بن باديس"‬

‫‪ 1‬صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‪ ،‬سجل مؤسبر صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‪ ،‬دار ادلعرفة اجلزائر‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 2‬يكشف ىذا الشعار الوعي الوطين لدى قادة صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‪ ،‬وال جيادل أحد بأن ادلقصود بكلمة الوطن اجلزائر وليس‬
‫فرنسا‪ ،‬بدليل أن الشيخ ابن باديس نفسو شرح ادلقصود بكلمة الوطن‪ ،‬يف مقال لو جبريدة الشهاب ‪.‬‬
‫‪ 3‬الشهاب‪ ،‬رللد ‪ ،14‬ج ‪ ،1‬مارس ‪ ،1938‬ص ‪.8‬‬
‫‪ 4‬الشهاب ع ‪ 12 ،1‬نوفمرب ‪.1925‬‬
‫‪ 5‬انظر‪ :‬رشيد مياد‪ ،‬إسهامات جريدة الشهاب يف فضح ادلخططات االستعمارية ونشر الوعي التحرري‪ ،‬رللة دراسات وأحباث‪ ،‬رللد‬
‫‪ ،12‬عدد ‪ ، 1‬جانفي ‪ ،2020‬ص ‪.1081‬‬
‫‪ 6‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.1082‬‬

‫‪3‬‬
‫السياق يقول الشيخ ابن باديس "إن الشهاب أخو ادلنتقد‪ ،‬شهاب يف مساء احلرية‬
‫ويف ىذا ّ‬
‫واألخوة وادلساواة‪ ،‬شهاب تتجلى بنوره ظلمات اجلهل واخلرافات واألوىام عن مشس الدين‬
‫وادلدنية ادلشرقة‪ ،‬وينري سبل احلق واذلداية لدعاة اإلصالح والرشاد‪ ،‬شهاب يقذف بو كل‬
‫شيطان رجيم‪ ،‬وأفاك أثيم‪ ،‬وقتات منافق‪ ،‬فيحًتق من عاند واعتدى‪ ،‬وسلم من اقتدى‬
‫‪1‬‬
‫بإخوانو من اجلن دلا دلسوا السماء فوجدوىا ملئت حرسا شديدا وشهبا"‬

‫لقد استمرت الشهاب يف الصدور وبعد سنتني ربولت إىل نصف شهرية وبعد أربع سنوات‬
‫واجهتها أزمة مالية كادت تعصف هبا‪ ،‬وعلى إثرىا ربولت إىل رللة شهرية‪ ،‬ويقول الشخ ابن‬
‫‪2‬‬
‫باديس عن ىذه األزمة "تستطيع الظروف تكييفنا وال تستطيع بإذن اهلل إتالفنا"‬

‫لقد واصلت رللة الشهاب معركة الوعي اليت بدأهتا جريدة ادلنتقد وكانت أغلب ادلقاالت‬
‫تصب يف خانة ربرير اجلزائريني من أدران اجلهل والتخلف والتسليم باخلوارق وكل األفكار‬
‫ادلميتة اليت تبثها الطرق الصوفية ادلنحرفة يف اجملتمع‪ .‬وقد ذاع صيتها يف اجلزائر وحىت يف العامل‬
‫اإلسالمي وأصبحت ثالث جريدة يف العامل اإلسالمي بعد كل من العروة الوثقى جلمال الدين‬
‫األفغاين وزلمد عبده‪ ،‬ورللة ادلنار حملمد رشيد رضا ‪.3‬‬

‫وواصلت الشهاب صدورىا منذ تأسيسها سنة ‪ ،1925‬إىل غاية اندالع احلرب العادلية‬
‫الثانية حني أصدر احلاكم العام قرارا بتعطيل نشاطها يف أوت ‪ ،41939‬واليوم تعد ىذه‬
‫اجلريدة واحد من أىم ادلصادر اليت تؤرخ لتاريخ اجلزائر ادلعاصر يف مرحلة النهضة‪ ،‬إذ أهنا‬
‫رفعت لواء اإلصالح الديين واالجتماعي قبل ظهور صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‬
‫وواصلت رسالتها إىل غاية احلرب العادلية الثانية‪.‬‬

‫‪ – 3‬جريدة السنة النبوية احملمدية‪:‬‬

‫‪ 1‬ابن باديس‪ ،‬الشهاب وادلنتقد‪ ،‬الشهاب‪ ،‬عدد ‪ 12 ،1‬نوفمرب ‪ ،1925‬ص ‪.3‬‬


‫‪ 2‬ابن باديس‪ ،‬الشهاب الشهري بعد األسبوعي‪ ،‬الشهاب‪ ،‬ج ‪ ،1‬م‪ 15 ،5‬أفريل ‪ ،1929‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 3‬رابح تركي‪"،‬الشهاب لسان اإلسالم والعروبة والوطنية يف اجلزائر ‪ ، 1939 – 1925‬ودورىا يف هنضة اجلزائر احلديثة‪ ،‬رللة الثقافة‪ ،‬ع‬
‫‪ ،1984 ،81‬ص ‪.180‬‬
‫‪ 4‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 3‬أفريل‬ ‫وىي أوىل جرائد صبعية العلماء ادليلمني اجلزائريني‪ ،‬ظهر العدد األول منها يف‬
‫‪ ، 1933‬وكانت تصدر كل إثنني‪ ،‬وكان شهارىا ىو اآلية الكرمية "لََّق ْد َكا َن لَ ُكم ِِف رس ِ‬
‫ول‬ ‫ْ َُ‬
‫ُس َوةٌ َح َسنَةٌ لِّ َمن َكا َن يَ ْر ُجواْ ٱللَّوَ َوٱلْيَ ْوَم ْٱآل ِخَر َوذَ َكَر ٱللَّوَ َكثِ ًريا"‪ ،‬وقد فتحت صفحاهتا‬ ‫ِ‬
‫ٱللَّو أ ْ‬
‫لعد كتاب وشعراء بينهم‪ ،‬السعيد الزاىري والطيب العقيب وامبارك ادليلي‪ ،‬وزلمد العيد آل‬
‫خليفة‪ ،‬وألجل مواجهة أساليب اإلدارة الفرنسية يف زلاصرة الصحف اإلصالحية حاول‬
‫انتهاج خطا ربريريا سبويهيا فجاء يف الصفحة األوىل من العدد الثاين ما يلي "لسنا أعداء‬
‫فرنسا‪ ،‬وال حنن نعمل ضد مصلحتها‪ ،‬بل نعينها على سبدين الشعب وهتذيب األمة‬
‫ونساعدىا‪ ، "1‬وىي عبارة مستقلة ليست تابعة يف إىل مقال وإمنا وضعت خبط كبري على‬
‫شكل شعار‪.‬‬

‫ورغم ذلك مل تسلم ىذه اجلريدة من التوقيف فقد قامت اإلدارة االستعمارية يف ‪ 22‬جوان‬
‫‪ 1933‬بإصدار قرار دبنع اجلريدة من الصدور بال زلاكمة ‪ ،2‬وقامت الشرطة الفرنسية حبجز‬
‫النسخ ادلوجودة يف األكشاك يف ‪ 1‬جويلية ‪ ،1933‬وكان آخر عدد صدر منها يف ‪3‬‬
‫‪3‬‬
‫جويلية ‪ ،1933‬بعد صدور ثالثة عشر عددا فقط‪.‬‬

‫‪ – 4‬جريدة اجلحيم‪:‬‬

‫إن إنشاء ىذه اجلريدة كان هبدف الرد على جريدة أخرى معادية لالذباه اإلصالحي الذي‬
‫سبثلو صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‪ ،‬تسمى ادلعيار ‪ ،4‬وقد اختار شباب التيار اإلصالحي‬
‫أن يردوا على جريدة ادلعيار بنفس األسلوب التهكمي‪ ،‬وقد ظهر العدد األول من اجلريدة يف‬
‫مارس ‪ ، 1933‬وكان يطبع بطريقة سرية يف قسنطينة‪ ،‬مث يرسل يف أكياس إىل العاصمة‬

‫‪ 1‬السنة النبوية احملمدية‪ ،‬العدد ‪ 17 ،2‬أفريل ‪ .1933‬ص ‪.1‬‬


‫‪ 2‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ 3‬السنة النبوية احملمدية‪ ،‬العدد ‪ 3 ،13‬جويلية ‪ ،1933‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 4‬صدرت جريدة ادلعيار يف ‪ 18‬ديسمرب ‪ ،1932‬وىي جريدة فكاىية انتقادية كان شعارىا"إن األبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم"‬
‫ويقصد باألبرار صباعة علماء السنة وىم من الطرقيني‪ ،‬ويقصد بالفجار صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني‪ .‬وكانت تالحق أعضاء اجلمعية‬
‫بالكالم الفاحش والبذيء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫لتوزيعو‪ ،‬وجاء يف الصفحة األوىل للجريدة أهنا جريدة أسبوعية حرة مستقلة‪ ،‬ندافع عن‬
‫‪1‬‬
‫الشرف والفضيلة‪ ،‬كما يظهر شعار "العصا دلن عصى"‬

‫وقد انتهجت اجلريدة نفس لغة اخلطاب الذي انتهجتو جريدة ادلعيار وزادت عليو ومل تكن‬
‫تًتدد يف استخدام األلفاظ البذيئة واجلارحة ‪ ،‬يقول زلمد ناصر "لذلك ضجت األوساط‬
‫الثاقفية واإلصالحية نفسها من أسلوب اجلريدتني‪ ،‬ادلعيار واجلحيم‪ ،‬وانتقدت سلوكهما‬
‫ادلتنايف مع تقاليد وأخالق الشعب اجلزائري‪ ،‬وسبزيق مسعة العلماء من كال الطرفني مصلحني‬
‫وزلافظني"‪ 2‬وكان يكتب فيها عدد من أقالم التيار اإلصالحي بينهم زلمد السعيد الزاىري‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وعبد الرضبن غريب‪ ،‬وزلمد األمني العمودي‪.‬‬

‫‪ – 5‬جريدة الشريعة‪:‬‬

‫صدرت يف ‪ 17‬جويلية ‪ ،1933‬وكتب يف صفحتها األوىل "الشريعة النبوية احملمدية –‬


‫لسان حال صبعية العلماء ادلسلمني اجلزائريني" أي بعد أسبوعني فقط من توقيف جريدة‬
‫السنة النبوية احملمدية‪ ،‬وقد كتب الشيخ عبد احلميد بن باديس مقاال يف عددىا األول ربت‬
‫عنوان "تعطيل السنة وإصدار الشريعة" مايلي "روعت األمة بتعطيل جريدة السنة بقرار من‬
‫وزارة الداخلية‪ ،‬وتقاطرت على اإلدارة رسائل االستياء والتعجب‪ ،‬ومل يكن تعجب الناس من‬
‫تعطيل جريدة دينية بعيدة كل البعد عن السياسة‪ ،‬دون استيائهم من عرقلة صبعية العلماء‬
‫ادلسلمني اجلزائريني عن عملها الديين التهذييب الذي ذاقت األمة حالوتو وشاىدت صبيل‬
‫‪4‬‬
‫أثره‪ ،‬وأسسنا اليوم بدذلا جريدة الشريعة ادلطهرة"‬

‫‪ 1‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪ 2‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.149‬‬
‫‪ 3‬ينظر أضبد ضبدي‪ ،‬اجلحيم صحيفة من نوع خاص‪ ،‬تاريخ االطالع‪ 13 ،‬نوفمرب ‪. https://2u.pw/Bae1x : 2021‬‬
‫وينظر‪ :‬حسن خليفة‪ ،‬اجلحيم والسبق اجلزائري يف رلال صحافة القيم‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 13‬نوزفمرب ‪:2021‬‬
‫‪https://2u.pw/39v62‬‬

‫‪ 4‬جريدة الشريعة ‪ ،‬ع‪ 17 ،1‬جويلية ‪ ،1933‬ص ‪.1‬‬

‫‪6‬‬
‫يقول زلمد ناصر "إن الالفت للنظر حقا ىو ذلك األسلوب الذي كتبت بو االفتتاحية‪ ،‬وقد‬
‫أظهر فيها كاتبها نوعا من التعلق باجلمهورية الفرنسية‪ ،‬وقد يكون يف ىذا ادلوقف مناورة‬
‫سياسية يهدف من ورائها إىل ضرب ادلًتبصني باجلمعية‪ ،‬بعد أن حققوا بعضا من مراميهم‪،‬‬
‫حني صدور قرار منع العلماء من الوعظ واإلرشاد يف ادلساجد وتعطيل جريدهتم ولسان‬
‫‪1‬‬
‫حاذلم بدون موجب قانوين"‬

‫ورغم ىذه ادلناورة اليت قام هبا ابن باديس إال أن اإلدارة االستعمارية أصدرت قرارا بتعطيل‬
‫‪2‬‬
‫جريدة الشروعة بعد سبعة أعداد فقط من صدورىا وذلك يف ‪ 28‬أوت ‪.1933‬‬

‫‪ 1‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫‪ 2‬زلمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.168‬‬

‫‪7‬‬

You might also like