Professional Documents
Culture Documents
WomenSpeak2022 AR
WomenSpeak2022 AR
© مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن .2022 ،نشجع استخدام ونشر هذا الكتيب .ومع ذلك ،نطلب اإلقرار بالمواد وذكر
مصدرها عند االستشهاد بها وعدم تغيير محتواها.
جميع الحقوق محفوظة.
سيكون هذا التقرير متاحا على موقعنا www.dcaf.chباللغات االسبانية ،واالنجليزية ،والفرنسية ،والعربية .يرجى
االتصال بنا إذا كنت راغبا في ترجمته إلى لغات أخرى.
االستشهاد على النحو التالي :مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن ،صوت المرأة :العالقة القائمة بين المناخ والنوع
االجتماعي واألمن على أرض الواقع (جنيف :مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن.)2022 ،
الرقم المعياري الدولي978-92-9222-640-4 :
صور الغالف :مشاركات في ورشة العمل في بوغوتا ،كولومبيا ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع
األمن /ان الغون لوغار؛ مشاركات في ورشة العمل في باماكو ،مالي ،ديسمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة
قطاع األمن /مالينيوم للصور؛ مشاركات في ورشة العمل في تعز ،اليمن ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة
قطاع األمن /راكان البعداني.
15.. . . . . . . . . . . . . . كولومبيا :منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ واألمن والنوع االجتماعي
15. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . توحيد النساء
16. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ما تراه المرأة وتدركه وتقوله
19. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . اآلثار المترتبة على بناء السالم وإصالح قطاع األمن
19. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . طموحات النساء
21. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . المنظمات المساهمة
23.. . . . . . . . . . . . . . . . مالي :منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ واألمن والنوع االجتماعي
23. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . توحيد النساء
24. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ما تراه المرأة وتدركه وتقوله
25. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . اآلثار المترتبة على بناء السالم وإصالح قطاع األمن
26. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . طموحات النساء
27. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . النساء يتقدمن بجدول أعمال بشأن الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن
28. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . المنظمات المساهمة
31.. . . . . . . . . . . . . . . اليمن :منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ واألمن والنوع االجتماعي
31. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . توحيد النساء
32. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ما تراه المرأة وتدركه وتقوله
33. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . اآلثار المترتبة على بناء السالم وإصالح قطاع األمن
34. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . طموحات النساء
34. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . النساء يتقدمن بجدول أعمال بشأن الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن
35. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . المنظمات المساهمة
الصورة :مشاركات في المشروع يتزودن بالماء ،مالي © مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم للصور.
شكر وتقدير
يتقدم مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن ببالغ الشكر للنساء والمنظمات في اليمن ومالي وكولومبيا ،الالتي شاركن قصصهن وآمالهن
وأفكارهن معنا خالل ورشات العمل والمناقشات في 2021وأوائل .2022
قام بكتابة هذا التقرير كل من ميجان باستيك ( )Megan Bastickوكاميل ريسلر ( )Camille Rislerبمساهمة من عايدة كيتا
ميبو ( )Aida Keita M’boوناديا السكاف ( )Nadia Al-Sakkaffوناتاليا دازا ( .)Natalia Dazaهذا باإلضافة إلى
زميالتهن من منظمة ديجوستسيا ( )Dejusticiaومنى لقمان ( )Muna Luqmanوزميالتها في قسم النوع االجتماعي واألمن
التابع للمركز وكريستينا فينش ( )Cristina Finchوأميريا كابور ( )Amrita Kapurوآالن الفيريتيه ( )Alain Lafertéوكيم
بياجيه ( .)Kim Piagetكما قدم كل من مارتا غيتوني ( )Marta Ghittoniوتاكاهيرو تاكيوتشي ( )Takahiro Takeuchiدعما
أساسيا لتطوير هذا التقرير.
ويشيد قسم النوع االجتماعي واألمن بالدور الهام الذي لعبه موظفو مكتب المركز في باماكو بمالي ،وخاصة مريم توري كيتا
( )Mariam Toure Keitaوهوا كوليبالي ( .)Hawa Coulibalyباإلضافة لقسمي المركز المعنيان بالسياسات والبحوث وبأميركا
الالتينية ومنطقة الكاريبي ومنطقتي شمال أفريقيا والشرق األوسط .وجزيل الشكر كذلك لخلدون باكخييل ()Khaldoon Bakhail
ومارك إوينغ ( )Mark Ewingوغابرييال مانيا ( )Gabriela Maneaوجان ميشيل روسو ()Jean-Michel Rousseau
وليندا سانشيز (.)Linda Sánchez
ويهدف هذا التقرير إلى استقاء أفكار النساء ومعارفهن ورسائلهن ،التي ال تعكس بالضرورة وجهات نظر المركز ومواقفه .كما أنه
يهدف إلى وضع هذه اآلراء في سياق معين ضمن أطر وسياسات دولية أوسع.
وقد تم تمويل التقرير والمشروع بصفة عامة بدعم من برنامج يوك أيد ( )UK aidتحت إشراف المملكة المتحدة .وال تعكس اآلراء
المعرب عنها بالضرورة السياسات الرسمية لحكومة المملكة المتحدة.
الصورة :مشاركات في ورشة العمل في باماكو ،مالي ،ديسمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم للصور.
الترابط بين المناخ/األمن/النوع
االجتماعي من منظور نسائي
في العديد من الدول الهشة والمتأثرة بالنزاعات ،بما في ذلك كولومبيا ومالي واليمن ،كثيرا ما تحبط تأثيرات التغير المناخي والتدهور
البيئي الجهود الرامية إلى تعزيز السالم واالستقرار .فتتسبب ظواهر عدة من قبيل الفيضانات وإزالة الغابات والحد من األراضي
الزراعية والظواهر الجوية العنيفة في نزوح المجتمعات المحلية وتدمير سبل عيشها وتصعيد التوترات التي تغذي بدورها النزاعات فيما
بينها .وتسعى السياسات والبرامج الوطنية والدولية التي تعمل على تحقيق ʺأمن مناخيʺ وʺبناء سالم بيئيʺ إلى فهم هذه الديناميكيات
والتدخل للحد من آثارها.
ومع زيادة وعينا بالعالقة بين تغير المناخ واألمن ،صار من الجلي أن النساء والرجال كثيرا ما يتأثرون بشكل مختلف بالتغيرات
المناخية ،وأن التفاوت بين الجنسين يحد من قدرة المجتمعات على التكيف مع هذه التغيرات ،وقدرتها على الصمود في وجه هذه
التحديات المناخية واألضرار البيئية البطيئة .ولقد سلط كل من مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة ،واألطراف في اتفاقية األمم
المتحدة اإلطارية بشأن تغير المناخ ولجنة االتفاقية المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة ،وغيرهم ،الضوء على أهمية مساهمات
المرأة وقدرتها على التكيف مع تغير المناخ ،والمعرفة المحلية القيمة التي تمتلكها عالوة على أهمية دورها وقيادتها في السياسة المناخية
والعمل على المستويين الوطني والمحلي .ومن هنا نشأ طموح ʺالعمل المناخي المستجيب للنوع االجتماعيʺ.
وبرهنت المنظمات النسائية العاملة في السياقات المتأثرة بالنزاعات لسنوات على أهمية الدور الذي تلعبه المرأة فيما يتعلق ببناء السالم
والتكيف مع تغير المناخ .وفي عام ،2021تناول أخيرا تقرير األمين العام لألمم المتحدة عن المرأة والسالم واألمن هذه المواضيع،
فناقش الروابط بين بناء السالم والنوع االجتماعي والمناخ واألمن ومشاركة المرأة في وضع السياسات المتعلقة بالموارد الطبيعية
والتخطيط .ودعا األمين العام إلى دعم جهود الدعوة التي تبذلها المنظمات والشبكات النسائية لمعالجة المخاطر األمنية المرتبطة بالمناخ.
وقد أكد التقرير على الحاجة إلى االعتماد على منظور جنساني عند تمويل العمل المناخي وضمان مشاركة المرأة في تخصيص الموارد
المالية ،وخاصة في ظل األزمات والصراعات .وفي الواقع تتبع بعض الدول هذا النهج ،إذ وضع بعضها خطط عمل وطنية خاصة
بالمرأة والسالم واألمن لبناء قدرة النساء على الصمود أمام التأثيرات المناخية وتخفيف حدة المخاطر األمنية المرتبطة بالمناخ .في حين
تمول بعض الدول برامج تركز أكثر على العالقة بين النوع االجتماعي والمناخ.
الصور من أعلى إلى أسفل :مزارعة قهوة في مزرعتها في كاوكا ،كولومبيا .صورة مأخوذة من سلسلة Two Degrees Upلدراسات الحالة حول تأثير تغير المناخ على الزراعة
© جميع الحقوق محفوظة لسيات (/ )CIATنيل بالمير؛ مشاركات في مزرعة كاباال ،مالي © مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم للصور؛ مشاركة في المشروع تنظر لمدينة
تعز باليمن © مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /راكان البعدان.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 2
وعلى الرغم من أهمية التقدم المُحرز ،فالطريق مازالت طويلة لوضع سياسات وبرامج فعالة في التعامل مع المناخ واألمن من خالل
منظور جنساني .ولدعم جهود السالم الحثيثة التي تقوم بها النساء دعما أفضل وال سيما في مجالي صنع السالم والمناخ ،ونظرا
لخصائص المسائل المتعلقة باألمن المناخي في السياقين اإلقليمي والوطني ،فإن االستجابة على صعيد البحوث والسياسيات والبرامج
تحتاج إلى قدر أكبر من االستنارة بالمعارف والخبرات المحلية .فمن المهم االستماع آلراء كل من النساء والرجال باختالف مكان
عيشهم وخبراتهم ،وقد يكون ذلك نظرا لسعة معرفتهم بمجال محدد أو من أجل تشجيعهم على ممارسة حقهم في إيصال صوتهم .ولقد
أقر صناع القرارات السياسية والخبراء بأهمية القصص الواقعية واألمثلة الملموسة ،زد على ذلك التجارب المعيشة التي تربط النزاعات
بالمناخ والنوع االجتماعي من أجل تحسين السياسات .فما أن نضع األمن المناخي تحت المجهر ،يجب علينا أوال أن نفهم الدور الذي
يلعبه قطاع األمن :الشرطة ،قوات حفظ البيئة ،الشركات األمنية الخاصة و (في بعض البلدان) القوات المسلحة التي تلعب دورا في
مجال المناخ والعمل البيئي.
وما فتئ مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن أن قدم المساعدة طوال سنوات للنساء من أجل إيصال أصواتهن خالل عملية إصالح قطاع
األمن .كما عمل المركز مع الشرطة والقوات المسلحة وغيرها من مؤسسات قطاع األمن لتعزيز المساواة بين الجنسين ،بما في ذلك
في البلدان المشاركة في عملية بناء السالم والتي خرجت من نزاع مسلح .وفي الوقت الذي يحلل فيه المركز العالقة بين إصالح قطاع
األمن والحوكمة والمناخ وال ُنهج المتبعة في بناء السالم البيئي ،فنحن نسعى كذلك إلى التعلم من النساء وإبراز أصواتهن بشكل أكبر في
مجاالت السياسة العامة .فتعاوننا مع منظمات نسائية وثلة من الناشطين من مالي واليمن وكولومبيا يستند في الحقيقة إلى هذا االلتزام.
وكما قالت إحدى المشاركات من كولومبيا ،فإن المشروع يهدف إلى تمكين المرأة ʺ لكي تثبت وجودها وتبرهن على أهمية دورها على
المستوى المحلي واإلقليمي والوطني والدوليʺ.
توحيد النساء
في عام ،2021تواصل المركز مع شركاء في اليمن ومالي وكولومبيا لتقييم مدى اهتمامهم بالتعلم التعاوني والمشاركة في حوار حول
العالقة بين تغير المناخ والنوع االجتماعي والنزاعات .والقى اقتراحنا استجابة كبيرة ،نظرا لوجود العديد من المنظمات الناشطة في
جوانب مختلفة من حقوق المرأة و/أو المواضيع المتعلقة بالمرأة والسالم واألمن وتغير المناخ وبناء السالم ،والتي من شأنها أن تستفيد
من هذه اللقاءات ومن إقامة روابط مع جهات أخرى .وأجمعت النساء والمنظمات النسائية التي استفادت من هذا المشروع على أنه
بالرغم من علمها بالتأثيرات المترتبة على تغير المناخ واألضرار البيئية ،كانت تفتقد لرؤية مشتركة ورسالة واضحة في هذا المجال.
كما طلبن حيزا للتواصل مع نساء أخريات ينادين بدورهن بقضايا المناخ والبيئة ،للبحث في سبل التعاون المشترك وإيجاد نهج للدعوة
يكون أكثر استهدافا وقائما على أدلة.
وتمثلت المرحلة األولى لهذا التعاون في إجراء دراسة مسحية في كولومبيا واليمن ومالي ،شملت دراسة استقصائية ومقابالت مع
ناشطات ومنظمات تترأسها نساء ،فضال عن إجراء بحوث مكتبية .ولقد وثقت هذه الدراسات المسحية الروابط التي كانت منظمات حقوق
المرأة قد وضعتها بين تغير المناخ واألمن ،ومدى إدراك السياسة المناخية والدعوة بأهمية المساواة بين الجنسين وتعميم إدماج النوع
االجتماعي ومشاركة المرأة .ومن خالل هذا المسح ،تم تحديد ناشطين وجمعيات ومنظمات تترأسها نساء ووجهت لهم دعوة للمشاركة
في هذا المشروع .كما تم بذل جهود حثيثة إلدراج نساء من مختلف الخلفيات العرقية والمجموعات الحضرية والريفية وشبكات النساء
اليافعات والمسنات بهدف االستفادة من خبرات ووجهات نظر مختلفة.
3 اسن روظنم نم يعامتجالا عونلا/نمألا/خانملا نيب طبارتلا
وتم تنظيم عدد من الورشات خالل شهري تشرين الثاني /نوفمبر وكانون األول/ديسمبر ،2021شارك في تيسيرها مركز جنيف
لحوكمة قطاع األمن بالتعاون من شركاء محليين (منظمات المجتمع المدني وخبراء في مجال النوع االجتماعي) .ولقد شاركت في
هذه الفعالية ثمان وستون منظمة ناشطة في مجال حقوق المرأة يمثلون مجموعة متنوعة من النساء ،بما في ذلك المجموعات الشعبية،
والسكان األصليين والريفيين والسياسيين السابقين والعديد من المناطق الجغرافية في الدول الثالث .وفي كولومبيا ،جاءت 90%من
المشاركات في ورشة العمل من خارج العاصمة .وفي مالي ،شاركت نساء من منطقتي تمبكتو وغاو كن قد تضررن بشدة من النزاعات
وتغير المناخ .وفي اليمن ،تجمعت النساء على شكل خمسة محاور إقليمية في مختلف أنحاء البالد .وعلى الرغم من تباين شكل ومضمون
ورشات العمل في البلدان الثالثة وفقا الحتياجات النساء وأولوياتهن ومصالحهن ،استندت كلها إلى أخالقيات المبادئ المناصرة للنساء.
ولقد أتاحت كل ورشة حيزا للنساء من أجل تقاسم خبراتهن واكتساب معارف تقنية في مجال الدعوة لوضع سياسات ،عالوة على دعم
برنامج جديد يُعنى بالدعوة وآليات التعاون من أجل هذه المجموعة .وتمكن فريق من المنتجين العاملين مع مركز جنيف لحوكمة قطاع
األمن والشركاء المحليين من تسجيل أهم النقاط المنبثقة عن هذه النقاشات فضال عن القصص الفردية.
ويقدم هذا التقرير موجزا من كولومبيا واليمن ومالي عما وصفته النساء المشاركات بحقيقة الترابط بين المناخ واألمن والنوع االجتماعي
داخل مجتمعاتهن ،إضافة إلى التدابير التي يجب اتخاذها في مرحلة ثانية .وفي كل سياق وصفت النساء المشاكل المستعصية والحواجز
المعقدة التي تكبل المرأة وتحول دون وصول صوتها وتثبط روح اإلبداع واألمل لديها فتقلل من مثابرتها .وباالستناد إلى تجارب المرأة
ورؤيتها وبصيرتها ،يقدم هذا التقرير ثماني توصيات شاملة لتوجيه السياسات والبرامج المتعلقة بالبيئة وبناء السالم على الصعيد
الوطني.
توصيات النساء
5.تجنب الحلول األمنية البحتة لحل أزمة المناخ والبيئة 1.تطبيق منظور أمني متعدد الجوانب إزاء الترابط بين
النزاعات والمناخ.
6.الحد من التأثيرات المناخية والبيئية المترتبة على القطاع
األمن. 2.معالجة األضرار البيئية إلى جانب تغير المناخ.
7.ضمان مشاركة المرأة مشاركة فعالة وتشجيع القيادات 3.إعطاء األولوية للمساواة بين الجنسين في جميع اإلجراءات
النسائية. المتعلقة بالمناخ والبيئة
8.تخصيص موارد للمرأة في البلدان الهشة والمتأثرة 4.التطرق للعالقة بين المناخ والبيئة وبناء السالم والمساواة
بالنزاعات بين الجنسين
صحيح أننا نعمل على مواضيع من قبيل األمن الغذائي لكننا لم نولي
قضية المناخ االهتمام الالزم ،إذ أننا لم نربط إلى اآلن بين األمن البشري
والتغير المناخي .وبفضل هذا التدريب فهمنا أن لكل هذه الشواغل إجابة
على مستوى مختلف...
مشاركة من مالي
الخطوات التالية
قدم هذا المشروع الدعم الالزم إلنشاء شبكة من النساء الناشطات والمنظمات التي تقودها نساء في كل من كولومبيا واليمن ومالي،
إضافة إلى تطوير برنامج عمل بهدف الدعوة إلى فهم الترابط القائم بين المناخ والبيئة والنزاعات/بناء السالم والنوع االجتماعي .ومن
المقرر أن تلتقي النساء من كل بلد على مدى األشهر المقبلة مع صانعي السياسات المحلية في مجال المناخ والبيئة والجهات الفاعلة في
مجال األمن ،ومسؤولي األمم المتحدة والمانحين لعرض آراءهن ومقترحاتهن ومطالبهن .وسوف يخوض ممثلو الدول في نقاشات مع
األمم المتحدة وغيرها من أصحاب المصلحة الدوليين خالل فعاليات ستقام في مدينتي جنيف ونيويورك .وسيتيح ذلك فرصة أمام النساء
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 4
المشاركات من كولومبيا ومالي واليمن للتواصل مع بعضهن البعض وتقاسم ومقارنة خبراتهن وخططهن ،إيمانا منهن أن التضامن
يعزز االلتزام بالدعوة والمناصرة .دم هذا المشروع الدعم الالزم إلنشاء شبكة من النساء الناشطات والمنظمات التي تقودها نساء في
كل من كولومبيا واليمن ومالي ،إضافة إلى تطوير برنامج عمل بهدف الدعوة إلى فهم الترابط القائم بين المناخ والبيئة والنزاعات/
بناء السالم والنوع االجتماعي .ومن المقرر أن تلتقي النساء من كل بلد على مدى األشهر المقبلة مع صانعي السياسات المحلية في
مجال المناخ والبيئة والجهات الفاعلة في مجال األمن ،ومسؤولي األمم المتحدة والمانحين لعرض آراءهن ومقترحاتهن ومطالبهن.
وسوف يخوض ممثلو الدول في نقاشات مع األمم المتحدة وغيرها من أصحاب المصلحة الدوليين خالل فعاليات ستقام في مدينتي
جنيف ونيويورك .وسيتيح ذلك فرصة أمام النساء المشاركات من كولومبيا ومالي واليمن للتواصل مع بعضهن البعض وتقاسم ومقارنة
خبراتهن وخططهن ،إيمانا منهن أن التضامن يعزز االلتزام بالدعوة والمناصرة.
5 اسن روظنم نم يعامتجالا عونلا/نمألا/خانملا نيب طبارتلا
توصيات النساء
توصيات النساء
من واجبنا أن نعتني بكوكبنا ونؤمن مستقبل األجيال التي ستأتي بعدنا
مشاركة من كولومبيا
.1تطبيق منظور أمني متعدد الجوانب إزاء الترابط بين النزاعات والمناخ
تطرقت النساء من كولومبيا ومالي واليمن لموضوع تغير المناخ وعن األضرار بالبيئة التي يلحقها ومساهمته في تأجيج النزاعات
وانعدام األمن وإعاقة عملية بناء السالم .فالتشرد وعدم االستقرار والتوترات االجتماعية المتفاقمة بسبب تغير المناخ واألضرار البيئية
كلها مظاهر متعددة المستويات ومتفشية .ففي كولومبيا مثال ،تؤدي تأثيرات تغير المناخ إلى الحد من إنتاجية األراضي الزراعية،
األمر الذي يزيد من المنافسة الطويلة األمد على األراضي .وتعاني المجتمعات المحلية األمرين بسبب الجماعات المسلحة التي تستغل
الموارد الطبيعية وتهربها بصورة غير مشروعة ،زد على ذلك الشركات الكبيرة التي تتمتع بتصاريح تمكنها من استغالل الثروات
استغالال قانونيا بغض النظر عن الدمار الذي تلحقه بسُبل العيش التقليدية .ووفقا للنساء ،من شأن الصعوبات االقتصادية والتشرد اللذان
يسببهما كل من تغير المناخ واألضرار البيئية أن يدفعا الرجال نحو االلتحاق بالجماعات المسلحة لتأمين لقمة العيش ألسرهم .وفي
مالي ،تؤدي المنافسة بين القرى على الموارد الحرجية إلى صراعات متكررة بين المجتمعات المحلية .وتؤثر أنماط الطقس المتغيرة،
بما في ذلك تقلب معدالت هطول األمطار ،على سبل العيش التقليدية وتسبب مشاكل بين الرعاة والمزارعين .وفي اليمن يؤدي تغير
المناخ إلى تفاقم نقص المياه وغير ذلك من الموارد الطبيعية ،وهو ما يسبب نشوب نزاعات بين الطوائف .ويزيد ذلك من حدة تدفقات
األشخاص المشردين داخليا (الذين غالبا ما يكونون من النساء) نحو المجتمعات المحلية ،فيشتد الضغط على إمدادات المياه وغيرها من
الموارد الطبيعية .وتسبب هذه العوامل نوعا من االحتقان ضد المشردين داخليا في المجتمعات المضيفة ،األمر الذي يزيد بدوره من
حدة النزاعات.
ومع ذلك ،تصر النساء على أنه في حين أن تغير المناخ والتدهور البيئي يمكن أن يكونا دافعا مباشرا للنزاع ،ال ينبغي أن يكون العنف
المسلح هو التركيز السائد في فهم الروابط بين المناخ وبناء السالم .وينبغي للسياسة الدولية والوطنية أن تطبق مفهوما واسعا لألمن
البشري إزاء الروابط بين األمن والنزاعات والنوع االجتماعي وتغير المناخ واالضرار البيئية .وعليه يصبح من الضروري تطبيق
منظور متعدد الجوانب ،مع التعرف على الخبرات المختلفة للمجتمعات ،اعتمادا على عوامل مثل العرق والحياة الريفية في مقابل الحياة
الحضرية والطبقة االجتماعية والثروة وغيرها من العوامل.
الصورة :أحدى المشاركات في ورشة العمل تعرض مخرجات المشروع الجماعي في بوغوتا ،كولومبيا ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /ان الغون لوغار.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 8
وحددت النساء الماليات اآلثار المناخية على األبعاد الشخصية والسياسية والمجتمعية واالقتصادية والغذائية والصحية والبيئية لألمن
البشري .كما وضحت كيف أن تأثيرات تغير المناخ تشمل النساء الالتي يعملن خارج المنزل ويحتجن لقطع مسافات طويلة من أجل جمع
الحطب والتزود بمنتجات الحصاد .وهو األمر الذي قد يعرضنهن لخطر العنف ،بما في ذلك على يد الجهاديين .وتؤدي هذه المخاطر
األمنية المادية إلى شل حركة النساء ،وبالتالي تقليص فرصهن التعليمية واالقتصادية واالجتماعية .وتحدثت النساء اليمنيات عن سوء
الحوكمة والتهميش السياسي والفساد باعتبارها عوامل تؤجج النزاعات وتحد من القدرة على التكيف مع تغير المناخ .وتناولت النساء
الكولومبيات تأثيرات تغير المناخ وما يمثله من خطر متزايد على استقالل المرأة :بما في ذلك سبل العيش والتزود بالبضائع والخدمات
األساسية والقدرة على الوصول للموارد الطبيعية والتحكم فيها والولوج إلى أماكن معينة والتهديدات الجسدية .وعلى السياسات الداخلية
توفير الموارد الالزمة وتمويل مبادرات بيئية الشاملة ومتعددة الجوانب :مدرجة بذلك كل أبعاد األمن البشري ومستجيبة لمختلف
احتياجات المجتمعات المحلية والمجتمعات المهمشة.
ويتعين على السياسات واالستراتيجيات الدولية والوطنية أن تلتزم بالحد من األضرار البيئية وإصالحها ،تماما كما تشارك بنشاط
في قضية تغير المناخ .ويتطلب ذلك التزاما جادا وعمال حثيثا من أجل حماية البيئة والنظام البيئي وال سيما لوضع حد لألضرار البيئية
الناجمة بشكل خاص عن التعدين واألنشطة الزراعية الصناعية الواسعة النطاق واستخراج الوقود األحفوري.
وعلى السياسات واإلجراءات الدولية والوطنية المتصلة بالمناخ والبيئة ،بما في ذلك بناء السالم البيئي ،أن تعتبر دعم المساواة بين
الجنسين كأولوية ،مع االعتراف بأهميته من أجل الصمود أمام تحديات تغير المناخ والقدرة على التكيف .ويتطلب ذلك تخصيص
التمويل الالزم التخاذ وتطبيق تدابير تهدف لتعزيز المساواة بين الجنسين وتكفل للمرأة قيادتها لبرامج مناخية وبيئية واالستفادة منها في
كل خطوة وعلى كل المستويات .ولذلك ينبغي على جميع السياسات والمشاريع المتعلقة بالمناخ والبيئة إدماج النوع االجتماعي من خالل
منظور متعدد الجوانب ،يشمل تحديد أهداف ذات صلة بالنوع االجتماعي ورصد التأثيرات المترتبة عليه.
9 ءاسنلا تايصوت
.4التطرق للعالقة بين المناخ والبيئة وبناء السالم والمساواة بين الجنسين
يعمل العديد من أصحاب المصلحة والبرامج واآلليات ـ الوطنية منها والدولية ـ في كولومبيا ومالي واليمن ،على دعم بناء السالم .لكن
تشدد النساء المشاركات من البلدان الثالثة على أن عمليات بناء السالم ليست مرتبطة ارتباطا كافيا بتغير المناخ واألضرار البيئية.
إذ ينبغي للسياسات والبرامج المعنية ببناء السالم التي تطبقها الجهات الفاعلة الوطنية والدولية على حد سواء ،أن تأخذ بعين
االعتبار الروابط بين المناخ والبيئة والنزاعات واالستقرار وأن تسعى إلى معالجتها مع تطبيق منظور قائم على النوع االجتماعي
على جميع المستويات .وقد يكون مفهوم ʺبناء السالم البيئيʺ مفيدا ،ولكن بجب أن يستجيب بصفة فعالة لألدوار واالحتياجات القائمة
على النوع االجتماعي وأن يركز على مشاركة المرأة.
وقدمت النساء العديد من االقتراحات للربط بين هذه العوامل .فعلى الصعيد الوطني ،هنالك حاجة ماسة لوضع آليات سياسية وتنسيقية
مشتركة بين الحكومات تهتم بالتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته وحماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعية إدارة تستجيب للنوع
االجتماعي ،وتعترف بارتباط كل هذه العوامل بالسلم واألمن .وتؤكد النساء الكولومبيات على أهمية توفير بيانات أفضل بهدف بناء
السالم ووضع سياسات مناخية ،مما يشير إلى أن الحكومات الوطنية والمحلية تعمل بالتعاون مع األوساط األكاديمية والنساء المحليات
من أجل إضفاء طابع منهجي على األدلة والبيانات العملية المتعلقة بالروابط القائمة بين تغير المناخ ،والنوع االجتماعي ،والسالم
واألمن .وينبغي أن تكون هذه البحوث قائمة على المشاركة إلى حد كبير ،وأن تبجل خبرات النساء الالتي تواجهن هذه األزمة المناخية.
ودعت النساء الماليات إلى وضع سياسة وطنية متعلقة بالنوع االجتماعي واألمن وتغير المناخ .وتصورت النساء اليمنيات هيئة وطنية
جديدة ومستقلة ونزيهة إلدارة الموارد الطبيعية ومعالجة تأثيرات تغير المناخ بطريقة شاملة وعادلة تعمل على تمكين الجهات الفاعلة
المحلية ــ وخاصة المنظمات التي تقودها المرأة .كما ذكرت الحاجة إلى تدريب كل من الرجال والنساء على االستجابة للكوارث وإدارة
المخاطر من أجل زيادة صمود المجتمعات المحلية في وجه التغيرات المناخية .واقترحن كذلك ،لبناء السالم ،وضع برامج لحل النزاعات
والتخفيف من آثارها خاصة تلك المتعلقة بتغير المناخ.
وتتعامل النساء الكولومبيات بشكل مباشر مع موظفي القطاع األمني (التابعي لوكاالت أمن الدولة وشركات األمن الخاصة) الذين
يشاركون في مبادرات بيئية تهدد حقوق اإلنسان والمجتمعات المحلية .وذكرت بعضهن أن موظفي األمن العاملين في مشاريع الطاقة
النظيفة عادة ما يشكلون تهديدا بالنسبة للمدافعات عن البيئة ،بما في ذلك خطر العنف الجنسي .ومن شأن وجود العسكريين في عمليات
اإلغاثة من الكوارث ،أن يزيد من شعور النساء بعدم األمان .وفي بعض المناطق ،تجرم القوانين والسياسات الرامية إلى حماية البيئة
المجتمعات المحلية ،بما فيها مجتمعات السكان األصليين التي تعتمد على الغابات لكسب معيشتها .ويمكن أن تؤدي هذه القوانين إلى
تعرض أفراد المجتمع للمضايقة والسجن ألنهم يعتمدون باألخص على زراعة الكفاف في أماكن محدودة تخضع بشكل متزايد لضوابط
ولسلطة الشرطة .ومع ذلك تعجز هذه القوانين على ردع الجماعات المسلحة غير المشروعة التي تقوم بتطهير األراضي وتسخيرها
للزراعة غير المشروعة أو منع منح تصاريح االستغالل غير قانونية لشركات الطاقة أو التعدين الكبرى.
فليس على السياسات والتدابير المناخية أن تخدم مصالح أمنية أو عسكرية .ويلزم اتخاذ تدابير تنظيمية ورقابية محددة لمنع الجهات
األمنية سواء كانت خاصة أو حكومية من تخويف وقمع المجتمعات المحلية ،وال سيما المدافعين عن البيئة .وفيما يتعلق بجميع هذه
االنتهاكات ،ينبغي أن تكون هناك آليات لضمان المساءلة والولوج إلى العدالة .وينبغي وضع تدابير إنفاذ الحماية البيئية بالتعاون مع
المجتمعات المعنية بغية تجنب إساءة توجيه الموارد األمنية واستخدام القوة بال داع.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 10
فينبغي على قطاع األمن اتخاذ خطوات للتخفيف من اآلثار المناخية والبيئية التي يخلفها .وبصفة خاصة ،البد من مراقبة االنبعاثات
الغازية المسببة لالنحباس الحراري العالمي الناجمة عن القطاع السكري مراقبة شفافة (سواء في الداخل أو الخارج) واإلفادة عنها،
وعدم استثناؤها من التزامات العمل المناخي المتعددة األطراف .فقد وصفت عمليات األمم المتحدة لحفظ السالم بأنها ʺالمساهم األكبر
في تغير المناخ داخل منظومة األمم المتحدةʺ1.وينبغي لبعثات األمم المتحدة لحفظ السالم أن تزيد وتعجل من جهودها المبذولة لإلبالغ
عن آثارها المناخية والبيئية والحد منها.
دور المرأة عامل حاسم ألننا نتحمل العبء األكبر خالل النزاعات
بطريقة أو بأخرى .بالطبع ،لطالما ساهمت المرأة بالمبادرات واألفكار
وكذلك من خالل عملها اليومي ،سواء كربة بيت أو كقائدة داخل
مجتمعها.
مشاركة كولومبية
وحفز جدول األعمال المتعلق بالمرأة والسالم واألمن االلتزامات والعمل في العديد من البلدان المتضررة بالنزاعات من أجل زيادة
مشاركة المرأة وقيادتها .لكن ال تعطي النساء في كولومبيا واليمن ومالي أهمية كبيرة للعمليات المتصلة بخطط العمل الوطنية المتعلقة
بالمرأة والسالم واألمن عندما يتعلق األمر بمعالجة القضايا األمنية المتصلة بالمناخ .بل إنها تسعى إلى المشاركة مع جهات فاعلة جديدة
على الصعيدين الوطني والمحلي تكون قادرة على تعزيز الصمود المناخي المستجيب للنوع االجتماعي :كوزارات البيئة والموارد
الطبيعية والتخطيط ومكاتب الصرف الصحي وما إلى ذلك.
Richard Croker, UK Minister-Counsellor at the UN (2021) “Supporting Effective Missions through UN Peacekeeping”, United Nations1 .
75th General Assembly, Fifth Committee Second Resumed Session, New York, 3 May
11 ءاسنلا تايصوت
وفي البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات ،ينبغي اتخاذ تدابير لضمان مشاركة المرأة وقيادتها مشاركة كاملة وهادفة في السياسات
المناخية وإدارة البيئة ،والتأهب للكوارث وآليات االستجابة لها .ولتحقيق ذلك ،على السياسة المرتبطة بالمناخ والمؤسسات واآلليات
والممارسات المرتبطة بها التعهد بضمان مشاركة المرأة واتخاذ خطوات ملموسة في هذا الصدد .كما ينبغي تمكين مجموعات نسائية
متنوعة من مختلف المجتمعات المحلية ،مع إيالء اهتمام خاص بالنساء من الفئات المهمشة .وينبغي دعم المرأة للتأثير على القرارات
المتعلقة بالمجاالت الحاسمة التي يمكن أن تعالج بدورها األسباب الجذرية لتغير المناخ وتدمير البيئة وانعدام األمن ،مثل سوء تنظيم
استخدام الموارد الطبيعية واستخراجها والبنية األساسية وخلق فرص العمل واإلنفاق العسكري.
أعتقد أنه من المهم جدا أن يكون هناك عمل تشاركي بين الدول
المتضررة من تغير المناخ والدول المتسببة فيه ،هذا إلى جانب
الشخصيات المؤثرة ،فالعملية تكاملية.
مشاركة من اليمن
وعلى الصناديق متعددة األطراف والمعنية بالمناخ إلى جانب الجهات الدولية الممولة المهتمة بالتنمية والمناخ وبعثات األمم المتحدة
لحفظ السالم وكل البرامج المعنية بالمناخ والبيئة ،أن تخصص تمويال سخيا من أجل تعزيز الدور القيادي للمرأة في هذا المجال
وتشجيع المشاريع داخل البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات .والبد من إنشاء الهياكل الالزمة لضمان وصول التمويل المباشر إلى
المنظمات النسائية والتعاونيات والمؤسسات بما في ذلك الشركات غير الرسمية النسائية والنساء من المجتمعات المحلية والمجموعات
المهمشة .وقد تبين أن االستثمار في برامج التكيف والمرونة المناخية التي تقودها المرأة يتسم بالكفاءة والفعالية .كما من شأن االستثمار
في أنشطة الوساطة وتسوية النزاعات التي تضطلع بها المرأة على مستوى القاعدة الشعبية أن يوفر فرصا إلحراز التقدم المطلوب على
صعيد المناخ ،والبيئة ،والنوع االجتماعي والنزاعات.
تقدم األمم المتحدة الدعم كشريك على الصعيدين المالي والتقني ،وعلينا
نحن واألشخاص المتضررين أن نشارك في العمل.
مشاركة من مالي
مال حظا ت 12
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
منظور المرأة إزاء
الترابط بين المناخ
واألمن والنوع
االجتماعي
ﻛوﻟوﻣﺑﯾﺎ
كولومبيا
منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ
واألمن والنوع االجتماعي
تأثرت كولومبيا تأثرا كبيرا بانعدام األمن ،ويرجع ذلك إلى النزاع المسلح الداخلي الذي دام ألكثر من 50عاما .وفي عام ،2016تم
توقيع اتفاقية سالم بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا .وحددت هذه االتفاقية األهداف والتوقعات لمسار تحقيق السالم
داخل المجتمع .وتواجه عملية بناء السالم في البالد العديد من التحديات الناجمة عن أزمة المناخ لكنها تتمتع بفرص عدة.
فتعاني كولومبيا من أعلى معدل لظواهر الطقس المتطرفة في أمريكا الجنوبية ،بما في ذلك الفيضانات واألعاصير والعواصف
وموجات الجفاف والحر .وتشكل االنهيارات األرضية وآثار ارتفاع مستوى سطح البحر والزالزل مشاكل خطيرة 1.وقد زاد معدل
إزالة الغابات منذ توقيع اتفاق السالم ،عالوة على العنف ضد المدافعين عن البيئة وحقوق اإلنسان .كما أثبتت أدلة عديدة أن المصاعب
االقتصادية الناجمة عن تغير الظروف البيئية تزيد من ظاهرة االلتحاق بالجماعات المسلحة ،التي يبدو أنها تتيح فرصا اقتصادية في
ظل عدم االستقرار الذي يسببه تغير المناخ .كما شهدت 11بلدية على األقل زيادة في نسبة التنازع على الموارد الطبيعية والتوترات
بين الجماعات المسلحة بشأن السيطرة االقليمية على المناطق الغنية بالموارد 2.واستنادا إلى العديد من األدلة ،لكل هذه العوامل تأثيرات
متعلقة بالنوع االجتماعي :ففي منطقة األمازون على سبيل المثال ،تبلغ النساء الكولومبيات من أصل أفريقي ومن السكان األصليين عن
3
مستويات أعلى من آثار التشرد المتصل بالمناخ والنزاعات على الموارد مقارنة بالرجال.
توحيد النساء
على مدى الفترة الممتدة بين 2021و ،2022تعاون مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن والمنظمة الكولومبية غير الحكومية دي
جوستسيا ( )DJusticiaعلى توحيد صفوف النساء العامالت في مجاالت حقوق المرأة ،وبناء السالم والعمل المناخي والبيئي.
دي جوستسيا هي منظمة بحثية متخصصة أيضا في الدعوة والمناصرة ،مقرها كولومبيا وتعمل على تعزيز سيادة القانون والعدالة
االجتماعية وحقوق اإلنسان في كولومبيا وبلدان الجنوب.
وتهدف العملية التي اضطلع بها كل من مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن ومنظمة دي جوستسيا إلى توضيح الترابط القائم بين النوع
االجتماعي والمناخ والسالم واألمن في كولومبيا ،هذا باإلضافة إلى تعزيز قدرة منظمات حقوق المرأة في مجال الدعوة من أجل إدراج
منظور حقوق المرأة والنوع االجتماعي والمناخ في عمليات السالم واألمن في البالد .ويولي مركز جنيف اهتماما خاصا بتطوير فهم
الترابط بين إصالح وحوكمة قطاع األمن حوكمة رشيدة والمناخ من منظور جنساني.
“World Bank Climate Change Knowledge Portal”, https://climateknowledgeportal.worldbank.org/, accessed 2 February 20221 .
Javier Cárdenas, Cristal Downing and Juanita Vélez, Climate-Driven Recruitment and Other Conflict Dynamics in Colombia (United2 .
)Nations University, 2021
3 .المرجع نفسه.
الصورة :أحد ى المشاركات في ورشة العمل تلقي كلمة خالل عرضها للعمل الجماعي ،بوغوتا ،كولومبيا ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /ان الغون لوغار.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 16
وقد بدأ المشروع بالتعاون مع منظمة دي جوستسيا بتوثيق الخطوط العريضة ألوجه الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ والسالم
واألمن في البالد ،عالوة على السبل الممكنة إلدماج هذه القطاعات على مستوى السياسة العامة .ثم أجرت منظمة دي جوستسيا 26
دراسة استقصائية شبه منظمة للمنظمات النسائية والمنظمات البيئية التي تقودها المرأة بهدف فهم وتوثيق معارفها وعملها في مجاالت
النوع االجتماعي والمناخ والنزاعات .ولقد أدى ذلك إلى تنظيم ورشة عمل لجمع هذه المنظمات المختلفة وتشجيعها على التعاون فيما
بينها.
ولقد تم تنظيم ورشة بعنوان ʺ الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ والسلم واألمنʺ على مدى ثالثة أيام ،من 16إلى 18تشرين
الثاني/نوفمبر 2021في مدينة بوغوتا .وشارك فيها أربع وعشرون امرأة جاء معظمهن من خارج العاصمة .وتشمل المجموعة نساء
يعشن في مناطق ريفية وحضرية ونساء من السكان االصليين ونساء منحدرات من أصل أفريقي ،بمختلف أعمارهن .كما سجلت الورشة
حضور ناشطين في الحركة النسائية مهتمين ببرنامج العمل المتعلق بتغير المناخ ،هذا إلى جانب مجموعة من المدافعين عن البيئة
والقيادات النسائية في الحركات البيئية .وترد في هذا الجزء المتعلق بكولومبيا قائمة بالمنظمات المشاركة.
وعلى مدى األيام الثالثة حددت النساء القضايا التي رأين أنها تجسد الترابط بين تغير المناخ -النوع االجتماعي -السالم واألمن .وقد
نظرت الحاضرات في العناصر الفاعلة والسيناريوهات التي يمكنها التفاعل معها لمعالجة شواغلهم ووضع استراتيجية جماعية بهدف
الدعوة .وتشكل المناقشات واألولويات التي حددتها النساء خالل الورشة أساسا للتحليالت والتوصيات الواردة في هذا التقرير.
•تؤدي أحداث الطقس المتطرفة ــ التي من المتوقع أن تتزايد من حيث التكرار والكثافة ــ إلى تفاقم المخاطر األمنية التي تواجهها
النساء .ومن المرجح أن يتزايد عدد الوفيات من النساء واألطفال بسبب الفيضانات واالنهيارات األرضية والزالزل واألعاصير
وغيرها من الكوارث الطبيعية ،ويقل متوسط العمر المتوقع لمن يبقون على قيد الحياة .وكثيرا ما يسجل العنف القائم على النوع
االجتماعي ارتفاعا بعد هذه األحداث .كما أن غياب السلع والخدمات األساسية ،مثل الصحة والتعليم ،غالبا ما يكون له عواقب
مرتبطة بالنوع االجتماعي ،األمر الذي دفع العديد من النساء إلى الهجرة.
•تم تسليط الضوء أيضا خالل ورشة العمل على األضرار البيئية المتصلة باستمرار النزاع المسلح .واستنكرت النساء وجود
جماعات مسلحة غير قانونية تسيطر على األنشطة االقتصادية ،التي كثيرا ما تكون غير مشروعة .وقد توفر هذه الخيارات لألسر
سبل عيش بديلة في ظل ظروف اقتصادية هشة ،بالرغم من تأثيرها السلبي على البيئة .كما شجبت النساء الضرر البيئي الناجم
عن اإلتالف القسري للمحاصيل غير المشروعة عن طريق رش مادة الغليسوفات ،مما يؤثر على صحة المجتمعات المحلية ،بما
في ذلك الصحة الجنسية واإلنجابية للمرأة ويخلق نزاعات مع المجتمعات المحلية التي تعتمد في عيشها على هذه المحاصيل .كما
اعتبر أن تنفيذ برامج االستبدال الطوعي المنصوص عليها في اتفاق السالم أمرا ضروريا.
وحددت النساء الكولومبيات العالقة بين المناخ وقطاع األمن فيما يتعلق بآثار التعدين واألنشطة الزراعية -الصناعية واسعة النطاق،
واستخراج الوقود األحفوري ومشاريع الطاقة النظيفة.
•تؤدي هذه األنشطة إلى تشريد المجتمعات المحلية كما تلحق أضرارا بيئية تزيد من المخاطر وتقلص من االستقالل الذاتي.
وذكرت العديد من النساء الالتي شاركن في ورشة العمل تضرر البيئة وتدهور سبل عيشن نتيجة إلدخال أنشطة التعدين في
األقاليم التي يعشن فيها .فعلى سبيل المثال ،أكدت المشاركات من منطقة كاوكا أن تلوث مصادر المياه بفعل هذه االنشطة أجبر
النساء وأسرهم على الهجرة إلى مناطق أخرى .وتم تحديد مشاكل مماثلة فيما يتعلق بما يسمى بمشاريع الطاقة النظيفة .وأدانت
المدافعات عن البيئة من مناطق سانتاندر وأنتيوكيا وال غوجيرا مشاريع الطاقة النظيفة التي أدت إلى تشرد المتساكنين بصفة
قسرية ،وتدهور األراضي وصعوبة الوصول إلى المياه النظيفة
•وتفاقمت المشاكل المترتبة على مشاريع االستخراج والطاقة غير المقننة بسبب االفتقار إلى آليات حقيقية وفعالة للمشاركة البيئية
التي من شأنها أن تشجع موافقة المجتمعات المحلية الحرة والمسبقة والمستنيرة على مثل هذه المشاريع فضال عن المشاركة الفعالة
في عملية تحليل المخاطر ونهج التخفيف من حدتها .كما يصعب الولوج للمعلومات المتعلقة بالمشاريع التي هي في طور اإلنجاز
بسبب الحواجز البيروقراطية إضافة إلى صعوبة اللغة التقنية المستعلمة في الدراسات البيئية .وال توجد آليات تمكن المجتمعات
المحلية من إعطاء رأيها بخصوص هذه المشاريع.
الصورة :مشاركات في ورشة العمل ،بوغوتا ،كولومبيا ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /ان الغون لوغار.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 18
•وكثيرا ما تسبب مشاريع التعدين والصناعة الزراعية والوقود األحفوري والطاقة النظيفة عوامل أمن خارجية .وفي بعض
األحيان تنشب نزاعات بين الشركات أو القائمين على أمنها والمدافعات عن البيئة ،مما يشكل تهديدا على أسرهن وحياتهن
الشخصية ويزيد من انتشار الخوف من العنف واالستغالل الجنسيين المسلطين على النساء داخل المجتمعات المحلية المتضررة.
وفي الواقع شهدت كولومبيا خالل الفترة ما بين 2019و ،2020أكبر نسبة اغتيال للمدافعين عن البيئة ،وفقا للمنظمة غير
الحكومية غلوبال ويتنس ) 4.(Global Witnessوتعتبر النساء هذا كجزء من مشكل أمني أوسع نطاقا ً للنهج العسكري المتبع
في العمل المناخي والسياسة ،وهو ما يزيد من المخاطر التي تتعرض لها النساء ،إلى جانب التهجير القسري الناجم عن األنشطة
غير القانونية التي تقوم بها جهات إجرامية.
Global Witness reports 227 land and environmental activists murdered in a single year, the worst figure on record”, press release,4 .
.Global Witness, 13 September 2021.
الصورة :رسم يوضح شجرة المشكالت التي تم وضعها خالل العمل الجماعي أثناء ورشة العمل في بوغوتا ،كولومبيا ،نوفمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /ان
الغون لوغار.
19 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
إلثبات مخاوف النساء حول النهج العسكري للعمل المناخي ،فقد وثقت منظمة دي جوستيسيا سلسلة من المقابالت مع نساء محليات حول
عمل القوات العسكرية الكولومبية ،في بعض المناطق ،على التكيف والتخفيف واإلغاثة من الكوارث في ظل تغير المناخ الحتمي ،وكيف
أنه ساعد على خلق مخاطر جديدة بالنسبة للنساء .وأحست النساء من جزيرة بروفيدينسيا أن وجود الجيش لإلغاثة من الكوارث بعد
إعصار إيوتا زاد من شعورهن بعدم األمان .كما أسفرت عملية أرتيميسا ،وهي فرقة عمل حكومية مشتركة بين وزارتي البيئة والدفاع
لمكافحة الجرائم البيئية داخل المتنزهات الوطنية ،عن تجريم الفالحين والسكان األصليين بسبب إزالة الغابات على نطاق صغير من
أجل العيش ،في ظل غياب محاسبة المسؤولين الرئيسيين.
كنا وال زلنا الفئة األكثر تأثرا...فقدنا أطفالنا وآباءنا ،فقررنا أن نأخذ
بزمام األمور ونمكن أنفسنا لنال ما نستحقه من االعتراف والقدرة على
جميع المستويات...فباعتبارنا نساء من السكان األصليين ،كان علينا
أن نثبت وجودنا ونظهر أهمية دورنا على الصعيد المحلي ،واإلقليمي
والوطني والدولي.
مشاركة من كولومبيا
طموحات النساء
حددت النساء الكولومبيات المشاركات في هذا المشروع مجموعة من األولويات لسياسة إدارة المناخ الوطني والمحلي والبيئة والموارد
الطبيعية والتخطيط ،من أجل وضع منهاج لتحقيق جدول األعمال المعني بالمرأة والسالم واألمن وإشراك الجهات الفاعلة الدولية .ومن
خالله ،وقع التأكيد بشدة على الحاجة إلى المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة.
I .يجب على الحكومات الوطنية والمحلية تعزيز الجهود المبذولة لجمع األدلة والبيانات التجريبية حول العالقات بين
النوع االجتماعي وتغير المناخ والسالم واألمن
في حين حددت المنظمات النسوية والقائدات البيئيات الطرق المختلفة التي يؤثر بها تغير المناخ والنوع االجتماعي وديناميكيات
السالم واألمن على بعضها البعض ،أصبح من الضروري فهم هذه الروابط فهما أشمل .إذ هناك حاجة إلى أدلة وبيانات تجريبية
أفضل (مصنفة حسب الجنس والعمر والوسط الريفي/الحضري والمجموعة العرقية واألصل وعوامل أخرى) لصياغة ورصد
سياسات فعالة لمواجهة اآلثار السلبية لهذه الديناميات على المرأة .يجب أن تكون عمليات البحث هذه تشاركية للغاية ،مع إعطاء
األولوية لتجارب النساء في الصفوف األمامية ألزمة المناخ والبيئة.
II.يجب أن تتضمن سياسات المناخ الوطنية والمحلية وخطط العمل منظورً ا يشمل النوع االجتماعي عند تقييم المخاطر
األمنية الناتجة عن المناخ وتعزيز المساواة القائمة على النوع االجتماعي.
وينبغي لإلجراءات والسياسات المناخية والبيئية أن تحدد بدقة المخاطر القائمة المتصلة بالمناخ بالنسبة للمرأة وسُبل منعها ،وأن
األسباب التي تزيد من عدم المساواة بين الجنسين .يتطلب هذا المجهود مشاركة النساء ،ال سيما من المنظمات النسوية والبيئية،
في عملية تصميم وتنفيذ ورصد السياسات المناخية.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 20
III.يجب على الحكومات الوطنية والمحلية تعزيز القواعد واالتفاقيات من أجل تحقيق ديمقراطية بيئية فعالة
لألنشطة االستخراج ومشاريع الطاقة المتجددة واسعة النطاق تأثيرات ضارة على حقوق المرأة وأمنها إذا لم يتم تنظيمها
واإلشراف عليها بشكل صحيح .في معظم الحاالت ،يرتبط هذا بنقص اآلليات التي تتيح التشاور الجاد مع المجتمعات وموافقتها
على مثل هذه المشاريع ،ثم نقص اآلليات لتمكين المجتمعات من اإلبالغ عن األضرار البيئية واالنتهاكات وإيجاد حلول فعالة.
يجب على الحكومات المحلية والوطنية تطوير وتعزيز آليات مشاركة بيئية حقيقية وفعالة .وعليها وضع الضمانات االجتماعية
والجنسانية والبيئية التي تعزز المشاركة الكاملة للمجتمعات المتضررة إلى جانب حقوق المرأة .كما يجب عليها تنفيذ االتفاقات
الدولية التي تضمن ديمقراطية بيئية آمنة وحماية المدافعين عن البيئة ،بما في ذلك من خالل التصديق على االتفاقية اإلقليمية بشأن
الوصول إلى المعلومات والمشاركة العامة والعدالة في المسائل البيئية في أمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي (اتفاق إسكازو
)Escazúوتنفيذها.
IV.يجب على الحكومات الوطنية والمحلية تجنب تطبيق منظور أمني بحت إزاء اإلجراءات والسياسات المناخية،
ومعالجة األسباب الجذرية وتطبيق مبدأ ʺعدم إلحاق الضررʺ بدال من ذلك
انتقدت النساء المشاركات في هذا المشروع المشاركة العسكرية في النشاط المناخي ،مثل العمليات العسكرية ضد إزالة الغابات.
إذ تعالج مثل هذه العمليات األعراض وليس األسباب الجذرية للجريمة البيئية .عالوة على ذلك ،فهي تجرم األنشطة المعيشية
للمجتمعات المهمشة مثل الفالحين والسكان األصليين (جزئيًا بسبب الثغرات في األطر القانونية) بينما تغض النظر عن الجرائم
البيئية واسعة النطاق.
وتقول النساء إن التطبيق العسكري لقوانين المناخ والبيئة يجب أن يعتبر المالذ األخير من قبل كل من وزارة البيئة والتنمية
المستدامة ووزارة الدفاع .بدالً من ذلك ،يجب على الحكومات الوطنية والمحلية إعطاء األولوية للعمل المتكامل الذي يعالج
األسباب الجذرية للقضايا المتعلقة بتغير المناخ .عندما يُقترح التدخل العسكري ،يجب أن يكون مبدأ ʺعدم إلحاق الضررʺ اساسا
للعمليات ومقيدا لألدوار العسكرية.
V .يجب أن تتبنى الحكومة خطة عمل وطنية من أجل المرأة والسالم واألمن تشمل اعتبارات المناخ
عند وضع إستراتيجيات لمعالجة العالقات بين النزاع والنوع االجتماعي والمناخ والبيئة في السياسة ،تؤكد النساء الكولومبيات
مجد ًدا على أن وضع خطة عمل وطنية متعلقة بالمرأة والسالم واألمن هي أولوية حكومية .بعد عشرين عامًا من اعتماد قرار
مجلس األمن التابع لألمم المتحدة رقم ،1325وعلى الرغم من الدعوات المستمرة من المنظمات النسوية ،ال يوجد في كولومبيا
خطة عمل وطنية للمرأة والسالم واألمن.
ومع ذلك ،فإن التقدم البطيء لكولومبيا في الموافقة على مثل هذه الخطة يمكن أن يكون فرصة للتعلم من تجارب البلدان األخرى
والتأكد من تحقق تغير المناخ والبيئة واألمن .وتصر النساء على أن المساحات اآلمنة والفعالة لمشاركتهن في صنع السياسات
يجب أن تكون مضمونة ،خاصة للمنظمات النسوية والمدافعات عن البيئة.
VI.يجب على الحكومة الوطنية إعطاء األولوية لتطوير وتنفيذ خطة عمل متعلقة بالنوع االجتماعي لتغير المناخ
لدى كولومبيا سلسلة من السياسات العامة والقطاعية المتعلقة بالصلة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ ،بما في ذلك برنامج بناء
القدرات إلدماج نهج قائم على النوع االجتماعي في إدارة تغير المناخ ،عالوة على بعض أدوات التوجيه القطاعية .ومع ذلك،
فهي تفتقر إلى خطة عمل متعلقة بالنوع االجتماعي لتغير المناخ ( - ccGAPبنا ًء على المنهجية التي وضعها االتحاد الدولي
للحفاظ على الطبيعة) .إن منهجية ccGAPتشاركية للغاية ،كما تضم آليات للمشاركة الفعالة للنساء الحركات البيئية والنسوية،
وهي أداة لصنع سياسات متكاملة ومنسقة بشأن النوع االجتماعي وتغير المناخ .سيكون تطوير برنامج ccGAPفي كولومبيا
خطوة حاسمة نحو العمل المناخي المسؤول والقائم على النوع االجتماعي .عالوة على ذلك ،نجحت برامج ccGAPفي بلدان
مثل ليبيريا وغانا في دمج البعد األمني لتغير المناخ وآثاره على النوع االجتماعي ،كما أنه ساعد الدول على وضع مسار لتعميم
االعتبارات المتعلقة بالعالقة بين النوع االجتماعي والمناخ واألمن في سياسة المناخ.
21 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
VII.يجب توجيه التمويل والدعم الدوليين نحو المبادرات التي تضمن حقوق المرأة في سياق يجمع بين تغير المناخ /
واألمن
هناك ثالث مجاالت ذات أولوية واضحة يمكن من خاللها للدعم الدولي أن يساعد على إحراز تقدم ملموس في معالجة العالقة بين
النوع االجتماعي وتغير المناخ والسالم واألمن.
( )iتقديم المساعدة االقتصادية والتقنية للحركات النسائية والبيئية لتمكين برنامج العمل المتعلق بتغير المناخ والنوع
االجتماعي والسالم واألمن بهدف تعزيزه وتقويته ،ووضع تجارب كلتا الحركتين في حماية البيئة وبناء السالم في المقدمة.
( )iiتقديم المساعدة االقتصادية والتقنية للحكومة الكولومبية واألوساط األكاديمية والمنظمات غير الحكومية إلجراء مزيد
من البحوث حول العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ والسالم واألمن ،من أجل تطوير السياسات الالحقة وتنفيذها
ورصدها.
( )iiiتوفير التمويل للبحوث حول العالقة بين إصالح قطاع األمن والحوكمة ،وتغير المناخ واإلدارة البيئية لتبليغ التدابير
الهادفة لتعزيز الحوكمة الرشيدة ،والوصول إلى العدالة والشفافية في مشاركة قطاع األمن في المناخ والبيئة.
المنظمات المساهمة
8 .فويرا موخيريس وايوو ()Fuera Mujeres Wayuu 1 .أليانزا كولومبيا ليبري دي فراكين (Alianza
9 .كولومبيا ديفرسا ()Colombia Diversa ))Colombia Libre de Fracking (Cesar
14.ريد دي موخيريس مونيسبال الباسو (Red de 6 .أغواويل -كوميتي ديفنسا دال أكوا ،الفيدا أل تريتوريو
))Mujeres Municipal el Paso (ANUC ()AGUAWIL
15.أرغانيزاسيون ناسيونال انديخينا دي كولومبيا 7 .ليغا انترناشيونال دي موخيريس بور ال باز وال ليبرتاد
(Organización Nacional Indígena de (Liga Internacional de Mujeres por la Paz
))Colombia (ONIC ))y la Libertad (LIMPAL
ﻣﺎﻟﻲ
مالي
منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ
واألمن والنوع االجتماعي
مالي هي واحدة من أفقر البلدان في العالم ،حيث يعيش أكثر من 60في المائة من سكانها في حالة فقر 1.التنمية االقتصادية المتدنية في
مالي ،ومحدودية األراضي المناسبة للزراعة والفقر ،كلها عوامل تجعل منها عرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ ،التي تشكل
تهدي ًدا كبيرً ا لتنمية البالد وتغذية شعبها وصحتهم , .تشمل التحديات الرئيسية عدم انتظام هطول األمطار وانخفاض منسوبها ،وزيادة
2
آفات المحاصيل والتصحر .إذ تحتل الصحراء ثلثي مساحة البالد ،وال تنفك مساحتها في التوسع باطراد.
أدت األزمة السياسية واألمنية لعام 2012عالوة على التقلب وعدم االستقرار في شمال مالي إلى مغادرة اإلدارة العامة لهذه المناطق،
مما تسبب بدوره في غياب الخدمات األساسية األولية ،مع إغالق المدارس ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية .وانتشر انعدام
األمن ،الذي تركز في البداية في المناطق الشمالية ،ليشمل وسط البالد .وتأتي التهديدات األمنية الرئيسية من توحد العديد من الجماعات
الجهادية المسؤولة عن الهجمات ضد السكان والجهات الفاعلة المدنية ،وقوات الدفاع واألمن المحلية والدولية .وقد تجلى تأثير هذه
األزمة في زيادة مستويات الفقر المدقع والتشرد الجماعي للسكان .وتأثرت النساء والفتيات بشكل خاص بالعديد من أشكال العنف أثناء
النزاع ،مثل عمليات االختطاف واالغتصاب الفردي والجماعي والزواج القسري و/أو المبكر واالستعباد الجنسي .زد على ذلك تأجج
3
النزاعات المجتمعية حول الوصول إلى الموارد الطبيعية ،وتتفاقم بسبب تأثيرات تغير المناخ.
توحيد النساء
خالل عام ،2022/2021عمل موظفو مكاتب مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن في باماكو وجنيف مع عايدة كيتا مبو ،وهي مستشارة
وطنية ،للجمع بين النساء العامالت في مجال حقوق المرأة ،وبناء السالم ،والعمل المناخي ،والبيئي .وشغلت السيدة كيتا منصب وزيرة
البيئة في مالي من عام 2016إلى عام .2019من بين المناصب األخرى التي تقلدتها ،هي اآلن رئيسة شبكة مالي للطاقة ((Reseau
،Energia Maliوهي منظمة غير حكومية تعمل على تعزيز المساواة في الوصول إلى الطاقة والتنمية المستدامة .وهدفت العملية
إلى توضيح الروابط بين النوع االجتماعي والمناخ والسالم واألمن في مالي ،وتقوية قدرة منظمات حقوق المرأة على الدعوة إلدراج
منظور النوع االجتماعي والمناخ في عمليات السالم واألمن في البالد .ويولي مركز جنيف اهتماما خاصا بتطوير فهم الترابط بين
إصالح وحوكمة قطاع األمن حوكمة رشيدة والمناخ من منظور جنساني.
الصورة :مشاركة في المشروع تتزود بالماء ،مالي © مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم للصور.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 24
في المرحلة األولى من المشروع وثقت السيدة كيتا مدى تأثير النوع االجتماعي وتغير المناخ في سياسات وآليات وعمليات السالم واألمن
في مالي .ثم أجرت دراسات مسحية واستقصائية حول منظمات حقوق المرأة لفهم وتوثيق معارفها وعملها في مجال العالقة القائمة
بين النوع االجتماعي والمناخ والنزاعات .وحددت الخرائط والدراسات المسحية واالستقصائية عد ًدا كبيرً ا نسبيًا من المبادرات من قبل
منظمات المجتمع المدني التي تعمل على أحد أبعاد هذا الترابط .ومع ذلك ،فإنه لم يتم بعد تعريف العالقة بين النوع االجتماعي وتغير
المناخ واألمن كقضية سياسة عامة ،ولم يتم ربطها بعملية بناء السالم في مالي .و لم تشعر منظمات حقوق المرأة بأنها مجهزة إلدماج
العالقة بين النزاع /المناخ /النوع االجتماعي في قضاياها؛ ومع ذلك ،عند التواصل معها في هذا الخصوص ،استجابت بحماس وأرادت
اكتشاف الروابط بين هذه القضايا .استجابت ثالث وثالثون منظمة من المنظمات المدعوة للمشاركة في المشروع .ساعدت عملية المسح
واالستقصاء في تصميم ورشة عمل لجمع هذه المنظمات المختلفة حول نفس الطاولة.
لم يكن يدركن أن عملهن مرتبط بالفعل بالنوع االجتماعي والمرأة وتغير
المناخ .عندما إنتهى اليوم األول من ورشة العمل ،علمن أنه يتعلق بهذه
القضايا في الواقع.
مشاركة من مالي
وانعقدت ورشة العمل التي استمرت ثالثة أيام بعنوان ʺالنوع االجتماعي واألمن وتغير المناخʺ في باماكو في الفترة من 14إلى 16
كانون األول/ديسمبر .2021وشاركت 33امرأة من أصل 36وكان من بينهن وزراء سابقون ونواب حاليون وسابقون .توجد قائمة
بالمنظمات المشاركة في نهاية هذا القسم الخاص بمالي .وعلى مدى األيام الثالثة ،حددت النساء القضايا التي تجسد العالقة بين تغير
المناخ والسالم واألمن والنوع االجتماعي .فلقد أخذن في االعتبار الجهات الفاعلة والسيناريوهات التي يمكن أن يتفاعلن معها لمعالجة
مخاوفهن ،ومن ثم رسمن استراتيجية دعوة جماعية .منذ ورشة العمل ،واصل هؤالء النساء العمل معًا لبناء تحالف وطني غير رسمي
يُعنى بالنوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن ،وقمن بإجراء أبحاث لتوثيق تأثيرات تغير المناخ والتدهور البيئي على األمن البشري
للمرأة في مالي.
وتشكل المناقشات واألولويات التي حددتها النساء خالل الورشة أساسا للتحليالت والتوصيات الواردة في هذا التقرير.
اتفقت النساء على أن تأثيرات تغير المناخ ساهمت في التوترات المجتمعية .ويوضح هذا المثال ذلك.
“لقد الحظنا العالقة بين السالم واألمن وتغير المناخ خالل تدخالتنا بسبب وجود ضغط قوي على استغالل البئر الذي قدمته منظمتنا
لتلبية احتياجات المجتمع المحلي والحيوانات من الماء .كان استغالل هذه البئر مصدر توتر بين المجتمعات بسبب ندرة المياه في
المنطقة .فالنزاعات المجتمعية هي من نتائج تغير المناخ”.
ووصفت النساء تأثيرات عديدة لتغير المناخ والتدهور البيئي على انعدام أمن المرأة :النزوح الداخلي وانخفاض الدخل وتراجع فرص
الحصول على التعليم وزيادة تعدد الزوجات (المشروع في مالي) والبغاء والعنف القائم على النوع االجتماعي واالختطاف وتقلص
مساحة التنقل ،باإلضافة إلى سوء التغذية واألمراض المنقولة بالمياه .كما ربطت النساء تقلص األراضي الخصبة التي استول عليها قلة
25 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
من الناس ،معظمهم من الرجال ،بحرمان النساء بشكل خاص من األراضي .ويؤدي الجفاف والفيضانات الناجمين عن تغير المناخ إلى
انخفاض المحاصيل الزراعية ودخل المرأة ،مما يؤثر على أمنها االقتصادي والغذائي .كما يؤثر التلوث على الصحة اإلنجابية للمرأة
كما تؤدي عوامل بيئية أخرى إلى وفيات األمهات واألطفال.
توضح القصص التي شاركتها النساء خالل ورشة العمل تأثير تغير المناخ وانعدام األمن على النساء.
“في المناطق الريفية التي تعمل فيها منظمتنا غير الحكومية ،تجبر ندرة الحطب والمنتجات المحصودة النساء على السفر لمسافات
طويلة لتلبية احتياجاتهن اليومية (من الحطب والمنتجات المحصودة وغيرها) .خالل هذه الرحالت ،كثيرا ما يتعرضن للعنف
من قبل مجرمين أو جهاديين .و تجدر اإلشارة إلى أنهن كثيرا ما يلجأن الستغالل الموارد الغابية للقرى المجاورة وهو ما يؤدي
إلى نشوب نزاعات متكررة بين المجتمعات .كل هذه الصعوبات التي يعانين منها هي في الحقيقة عواقب تغير المناخ واستمرار
انعدام األمن في هذه المناطق”.
“لقد رافقت منظمتنا النساء في تربية األسماك من أجل تحسين دخلهن بعد أن صرن عرضة لتغير المناخ وتأثيراته .كانت المنتجات
مخصصة لألسواق األسبوعية .ولكن نتيجة النعدام األمن على الطرق بين القرى واألسواق ،لم يعد من الممكن بيعها .لذا ،فإن
انعدام األمن المقترن بآثار تغير المناخ قد أثر بشكل خطير على الحياة االقتصادية للمرأة”.
وتصر النساء على أن العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن ال يمكن تصورها والتعبير عنها إال من خالل تبني فهم واسع
لمفهوم األمن .إن المفهوم الضيق لما يعنيه األمن والذي يتمحور حول أمن الدول و/أو األمن الشخصي للمواطنين ال يفسر بشكل شامل
الطرق التي تتفاعل بها عدم المساواة القائمة على النوع االجتماعي وتغير المناخ مع األمن .بدالً من ذلك ،هناك حاجة إلى إطار لألمن
البشري ،يشمل األبعاد السبعة لألمن الشخصي والسياسي والمجتمعي واالقتصادي ،والغذائي ،والصحي ،والبيئي.
لنقل إن المرأة هي ركيزة بدونها ،ال يمكننا البناء .فإذ لم نستطع بناء
السالم ،فال وجود لألمن .لذلك ،إن لم يؤخذ هذا الترابط في االعتبار،
ستكون النتيجة إهمال المرأة
مشاركة من مالي
لهذه التحديات أبعاد مزدوجة بالنسبة للنساء .فمن أجل وضع العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن على جدول أعمال عملية
السالم ،من الضروري تعزيز المكانة الممنوحة ألصوات النساء في هذه العملية ،مع إيالء أهمية لقضايا المناخ والبيئة في نفس الوق.
وبالمثل ،فإن العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن لم ُتدرج بعد على جدول أعمال عملية إصالح قطاع األمن الجارية في
مالي .فال يزال لدى الجهات األمنية الفاعلة تصور ضيق لألمن ،مما يحد من قدرتها على الربط بين عملها وقضايا المناخ والبيئة .ومع
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 26
ذلك ،تشعر النساء بالقلق إزاء بعض اآلثار المترتبة على قطاع األمن .وذكرت إحدى المنظمات غير الحكومية المشاركة في المشروع
المخاطر التي تشكلها الرحالت الجوية العسكرية األجنبية على البيئة والموائل وصحة الناس في غاو.
غير أن توضيح العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن حول مفهوم األمن البشري يمكن أن يسهل وضع جدول أعمال ألن
عملية إصالح قطاع األمن تستند أيضًا إلى تعزيز مفهوم األمن البشري .لذلك ،قد ترحب الجهات المسؤولة عن عملية إصالح قطاع
األمن باالقتراحات حول هذا المفهوم.
طموحات النساء
حددت النساء الماليات المشاركات في هذا المشروع مجموعة من التدابير العاجلة للوزارات الحكومية الوطنية في مالي ،الموضحة أدناه.
بحثن من خالل هذه التدابير عن عملية تشاركية وشاملة على المستوى السياسي ،مع تدابير لضمان المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة.
I .على الحكومة أن تربط بين النوع االجتماعي واألمن وتغير المناخ عند وضع السياسات والبرامج الوطنية ،بما في ذلك
السياسات للحد من تأثير تغير المناخ على المرأة.
II.يجب على الحكومة أن تتبنى سياسة إزاء النوع االجتماعي واألمن وتغير المناخ ،تطورها وزارة النهوض بالمرأة والطفل
واألسرة والوزارات األخرى بمشاركة المجتمع المدني النسائي.
الصورة :رسم يوضح شجرة المشكالت التي تم وضعها خالل العمل الجماعي أثناء ورشة العمل في باماكو ،مالي ،ديسمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم
للصور.
27 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
III.على وزارة البيئة دمج النوع االجتماعي واألمن وتغير المناخ في عملية التخطيط.
IV.على وزارة البيئة والوزارات المسؤولة عن األمن دعم إشراك المرأة في عملية التكيف مع تغير المناخ من خالل تطوير
سياسات للحد من تأثير تغير المناخ على المرأة.
V .على وزارة البيئة والوزارات المسؤولة عن األمن ووزارة النهوض بالمرأة والطفل واألسرة تعزيز المشاركة الكاملة للمرأة
في صنع السياسات المتعلقة بالعالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن.
VI.يجب على الجهات المسؤولة عن خدمات المياه والطاقة (المديريات اإلقليمية) أن تعمل بطريقة أكثر فاعلية في مكافحة قطع
األشجار غير القانوني.
أطلب من قادة هذا البلد أن يأخذوا تغير المناخ على محمل الجد .إنها
حقيقة ملموسة ،وهو يدمر معظم أراضينا .لذلك عليهم أن يناقشوا قضية
تغير المناخ وأن يربطوا بين السالم والنوع االجتماعي وتغير المناخ.
مشاركة من مالي
النساء يتقدمن بجدول أعمال بشأن الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن
حددت النساء الماليات المشاركات في هذا المشروع الحاجة إلى وضع العالقة بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن على جدول
أعمال ثالثة ميادين نقاش قائمة على المستوى الوطني:
•الميدان المتعلق بتنفيذ جدول األعمال حول المرأة والسالم واألمن؛
•الميدان المتعلق بتغير المناخ والقضايا البيئية؛ و
•الميدان المتعلق بمفاوضات السالم وإصالح قطاع األمن.
بالتوازي مع ذلك ،ترى النساء أن الدعوة على المستويين المحلي والدولي أمر بالغ األهمية .إذ هناك حاجة إلى وجهات النظر المحلية
إليصال رسائل الدعوة على المستوى الوطني ،ومن شأن المجتمع المحلي أن يضفي شرعية أكبر عليها.
وذكرت النساء الحاجة إلى إشراك المنصات والشبكات والمجموعات الخاصة بالنساء والفتيات بشكل أكبر في العالقة بين النوع
االجتماعي واألمن وتغير المناخ ،وبناء قدرات النساء والفتيات الريفيات ليصبحن جزءًا من هذه المناقشات .كما تصورن إمكانية قيام
ʺهيئة رقابية للمواطنينʺ تهتم بمراقبة اإلجراءات الحكومية المتعلقة بهذا الموضوع.
ولتحقيق هذه الرؤية ،التزمت النساء بمواصلة العمل معا في شكل ائتالف مالي يُعنى بالنوع االجتماعي واألمن وتغير المناخ .ويكمن
الهدف من هذا اإلتالف في تعزيز االعتراف بكيفية تأثير تغير المناخ والتدهور البيئي على األمن البشري ،وخاصة أمن المرأة .وتتعلق
المحاور الرئيسية بوضع وتنفيذ خطة العمل الوطنية بشأن المرأة والسالم واألمن ولجنة معنية برصد اتفاقية السالم وعملية إصالح
القطاع األمني.
وقد تم إنشاء منصة اتصال ألعضاء االئتالف ،و ُدعيت المنظمات األخرى العاملة في نفس مجال لالنضمام .وتم تحديد األولوية التالية
لالئتالف ،أال وهي تعزيز البحث لتطوير األدلة التجريبية والبيانات المتعلقة بآثار النوع االجتماعي للمناخ والبيئة على األبعاد السبعة
لألمن البشري للمرأة .وقد تم تشكيل مجموعة عمل مسؤولة عن البحث لقيادة هذا العمل ،واقتراح مراجعة البحوث الموجودة وإجراء
مقابالت مع النساء في المجتمعات المحلية.
الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع:صوت المرأة 28
المنظمات المساهمة
جمعية حماية البيئة والتنمية في منطقة الساحل16. (Association جمعية مبادرات النساء من أجل السالم1 .
(Association pour la Sauvegarde de des Femmes pour les Initiatives de Paix)
l’Environnement et le Développement au (Réseau الشبكة النسائية للحقوق البيئية2 .
Sahel (ASEDS)) des femmes pour les droits
التكامل التنموي وتثمين دور المرأة17. environnementaux)
(Developpement Integration et (Réseau شبكة الوزيرات والبرلمانيات األفريقيات3 .
Valorisation du rôle de la Femme des Femmes Africaines Ministres et
(DIVAROF)) )Parlementaires)
تحالف المجتمع المدني من أجل السالم ومكافحة انتشار18. ) وفرعهاWANEP( شبكة غرب إفريقيا لبناء السالم4 .
(Coalition de la société األسلحة الصغيرة )WIPNET(
civile pour la Paix et la lutte contre
FEMNET شبكة5 .
la Prolifération des Armes Légères
(CONASCIPAL)) (Plateforme des الساحلG5 منصة السيدات6 .
femmes du G5 Sahel)
(Association جمعية بحوث المرأة والتنمية19.
Recherche Action Femme et )IMRAP( المعهد المالي للعمل البحثي من أجل السالم7 .
Developpement (ARAFD)) تنسيق الجمعيات النسائية والمنظمات غير الحكومية في8 .
(Association رابطة رائدات األعمال في مالي20. (Coordination des Associations et مالي
des Femmes Entrepreneures du Mali ONG Féminines du Mali)
(AFEM)) منظمة البركة9 .
(Association الرابطة المالية لدعم المبادرات المحلية21. شبكة السالم واألمن للمرأة في منطقة اإليكواس10.
Malienne d’Appui aux initiatives locales (Réseau Paix et Sécurité pour les
(AMAIL)) femmes de l’espace CEDEAO)
مجموعة النساء العامالت في البحث والدراسة والتدريب22. مجموعة عمل تشاور المرأة في األحزاب السياسية11.
(Groupe de Recherche, d’Etude, de (Cadre de concertation des femmes des
Formation Femme d’Action (Greffa)) )partis politiques (CCFPP)
منتدى المرأة النشطة من أجل أهداف التنمية المستدامة23. (Association جمعية النهوض بالمرأة والطفل في مالي12.
(Forum des femmes actives pour وظهورها pour la Promotion de la Femme et de
les objectifs de développement durable et l’Enfant au Mali (APROFEM))
l’émergence (FAODE)) (Association جمعية التقدم والدفاع عن حقوق المرأة13.
(Observatoire مرصد حقوق المرأة والطفل24. pour le progrès et la défense des droits
des Droits de la Femme et de l’Enfant. de la femme (APDF))
(ODEF)) ((Femmes حقوق المرأة والتنمية في أفريقيا مالي14.
قطب اإلجراءات من أجل تكامل حقوق اإلنسان في إفريقيا25. Droit et Développement en Afrique
(Pôle des Actions d’Intégration des Droits (WILDAF Mali))
Humains en Afrique (PACINDHA Mali)) (Collectif des Femmes du تجمع نساء مالي15.
(Union pour اتحاد المستقبل البيئي والتضامني26. Mali (COFEM))
Avenir Écologique et Solidaire (UAVES))
29 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
31.رابطة القيادات النسائية في تمبكتو (Association des 27.جمعية الدفاع عن حقوق اإلنسان والبيئة
)Femmes Leaders de Tombouctou (Association pour la Défense des Droits
32.اتحاد جمعيات المرأة الريفية (Fédération des de l’Environnement et de l’Homme
)Associations de Femmes Rurales ))(ADDEH
33.االتحاد الوطني لتجمعات المنظمات النسائية في مالي 28.المنظمة غير حكومية Jiguiseme
(Fédération Nationale des Collectifs 29.المنبر الوطني للجهات الفاعلة في المجتمع المدني المعني
d’Organisations Féminines du Mali بالمناخ والبيئة والتنمية المستدامة (Plateforme
))(FENACOF Nationale des Acteurs de la Société
Civile sur le Climat, l’Environnement et le
))Développement Durable (PNASC-CED
30.جمعية دعم التدريب والتطوير (Association de
Formation et d’Appui au Développement
))(AFAD
الصورة :مشاركات في ورشة العمل خالل المناقشات الجماعية في باماكو ،مالي ،ديسمبر © 2021مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن /مالينيوم للصور.
اﻟﯾﻣن
اليمن
منظور المرأة إزاء الترابط بين المناخ
واألمن والنوع االجتماعي
يعيش اليمن في صراع منذ ما يقارب ثماني سنوات ويعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم :يحتاج 80في المائة من سكانه إلى المساعدة
اإلنسانية 1.وأدى الصراع إلى تفاقم معدالت الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد 19والكوارث الطبيعية مثل الفيضانات .والحق ذلك
بدوره الضرر بالبنية التحتية الهشة والمحدودة ،ال سيما بالنسبة للموارد الطبيعية مثل المياه والزراعة .مما نتج عنه تفاقم انخفاض
الوصول إلى الخدمات األساسية مثل الصحة والتعليم والمأوى ،وأثر بشكل غير متناسب على النساء والفتيات -الالئي أصبحن أكثر
عرضة للعنف القائم على النوع االجتماعي والتشرد .فالنساء المهاجرات والالجئات والنساء من الفئات المهمشة األخرى معرضات
2
للخطر بشكل خاص.
هناك أزمة مائية حادة في اليمن ،تتفاقم بسبب اآلثار الشديدة المباشرة وغير المباشرة لتغير المناخ :الجفاف والفيضانات الشديدة وتفشي
اآلفات واألمراض وتغير أنماط هطول األمطار وزيادة وتيرة وشدة العواصف وارتفاع مستويات سطح البحر .يزيد الجفاف والتصحر
من تعقيد األزمة اإلنسانية التي طال أمدها هذا باإلضافة إلى النزاع المسلح وانهيار االقتصاد .فالوصول إلى المياه هو ʺسالحʺ -
تستخدمه األطراف المتنازعة إلضعاف الطرف اآلخر من خالل فرض حصار .يعمل التأثير المشترك لتغير المناخ والنزاع على
مضاعفة المخاطر التي يتعرض لها السكان الذين يعيشون بالفعل في أزمة ،وال سيما النساء والفتيات.
وعلى الرغم من التحديات الهائلة ،فإن المرأة اليمنية ليست فقط ضحية للنزاعات أو التهديدات المناخية ،بل هي أيضا في وضع فريد
يمكنها من إيجاد حلول نظرا لسعة معرفتها المحلية .وعملت ،طوال فترة النزاع ،منظمات المجتمع المدني التي تقودها نساء يمنيات
بال هوادة لسد الفجوات التي خلفتها السلطات والمنظمات الدولية ،ال سيما في تقديم المساعدة للمجتمعات في المناطق النائية وخطوط
المواجهة .فسهرت قيادات ونشطاء المجتمع اليمنيات على تقديم الطعام والخدمات األساسية وتسهيل المفاوضات لفتح ممرات إنسانية
وإطالق سراح المعتقلين .والعمل على نزع سالح المدارس وصرف الشباب عن حمل السالح .وتواصل المنظمات التي تقودها النساء
القيام بهذا العمل بموارد وتمويل محدود للغاية.
توحيد النساء
خالل عام ،2022/2021تعاون مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن مع المستشارتين اليمنيتين المحليتين الدكتورة نادية السقاف ،وهي
سياسية سابقة ،ومنى لقمان ،ناشطة في مجال حقوق اإلنسان ومستشارة في مجال بناء السالم والشمولية في إطار برنامج أوسع ينفذه
مركز جنيف في اليمن .ولقد كان هدفنا الجمع بين النساء العامالت في اآلن نفسه في مجاالت حقوق المرأة ،وبناء السالم ،والعمل
OCHA, 2021 Humanitarian Response Plan Monitoring Report: Yemen (October 2021), 6.1 .
2 .المصدر ذاته.23 ،
الصورة :نساء يجلبن الماء من البركة ،اليمن © صندوق األمم المتحدة لبناء السالم ،اليمن.
صوت المرأة :الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي واألمن على أرض الواقع 32
المناخي والبيئي .فقد أردنا تعزيز قدرة الناشطات ومنظمات حقوق المرأة على الدعوة إلدراج منظور النوع االجتماعي والمناخ في
عمليات السالم واألمن في بالدهن .ويولي مركز جنيف اهتماما خاصا بتطوير فهم الترابط بين إصالح وحوكمة قطاع األمن بصفة
رشيدة والمناخ من منظور جنساني.
وبدأ المشروع مع نادية السقاف ومنى لقمان لتوثيق الخطوط العريضة لمدى مراعاة المنظور الجنساني عند دراسة آثار تغير المناخ
خالل عمليات السالم في اليمن وإجراء المسح وتقييم االحتياجات لطرق تعامل المنظمات اليمنية المعنية بجدول األعمال المتعلق بالمرأة
والسالم واألمن مع قضايا المناخ .وتم تنفيذ المسح في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير 2019وتموز/يوليو ،2021وشمل استعراضا
مكتبيا ونتائج مسح قامت به 25امرأة من منظمات مختلفة ،ومقابالت مع أكثر من 35رجال وامرأة ،بمن فيهم أخصائيون بيئيون
وأكاديميون ومنظمات غير حكومية محلية ومنظمات المجتمع المدني ،إما كممثلين تنظيميين أو كخبراء/نشطاء مستقلين .وبين المسح
أن منظمات حقوق المرأة التي تضطلع بأعمال الدعوة المتعلقة بتغير المناخ ال تشدد دائما على اعتبارات النوع االجتماعي وال تميل إلى
استخدام جدول أعمال المرأة والسالم واألمن .في المقابل ،أشار إلى أنه بالنسبة لمنظمات حقوق المرأة المشاركة في عملية السالم ،لم
تكن الدعوة حول قضايا المناخ محط تركيز.
ولقد اعتمد كل من مركز جنيف وثلة من الخبراء على هذا المسح وتقييم االحتياجات لتشكيل ورشة عمل تشاركية للتعلم والدعوة في
مجال النوع االجتماعي والمناخ واألمن من أجل منظمات حقوق المرأة اليمنية .وكشف تقييم االحتياجات عن اهتمام قوي ببناء قاعدة
أدلة مشتركة الستخدامها في الدعوة والتوعية وبناء شبكة لزيادة اتساق جهود الدعوة التي تستهدف عملية السالم وتعزيز آثارها.
وانعقدت الورشة على مدى ثالثة أيام في تشرين الثاني/نوفمبر 2021بمشاركة 21امرأة مثلن 20منظمة نسوية من سبع محافظات
يمنية مختلفة :عدن وحضرموت ومأرب وصنعاء ،وشبوة ،وسقطرى ،وتعز .وترد قائمة بالمنظمات المشاركة في نهاية هذا القسم الخاص
باليمن .وللتغلب على تحديات السفر وانعدام األمن وانقطاع الكهرباء واإلنترنت ،اجتمعت المشاركات على شكل أربع ʺمجموعاتʺ في
عدن وتعز ومأرب وسقطرى وتم تسهيل ورشة العمل عبر التداول بالفيديو وحضوريا .كما جمعت بين الجلسات الصباحية عبر اإلنترنت
والمناقشات الجانبية المباشرة بعد الظهر وتوزيع مهام العمل ،مع وجود ميسرين محليين مع كل مجموعة .وشارك في هذه الورشة
خبيرين ومدافعين بارزين في مجال تغير المناخ ،وهما طارق حسن وبلقيس زبارة ،وتقاسما مجموعة من المعارف مع المشاركات
كجزء من الجلسات عبر اإلنترنت .اعتبرت المشاركات هذا التنسيق المختلط على أنه فعال للغاية وفضلوه على التجمع بعدد كبير في
مكان واحد.
وغالبًا ما تتحمل المرأة اليمنية العبء األكبر من المصاعب المتعلقة بالمناخ والبيئة ألنها ال تستطيع الوصول إلى الموارد والحماية
والخدمات األساسية ،ولها قدرة أقل على تحمل الظروف الصعبة .وعادة ما تكون المرأة أقل قدرة جسدية على تحمل األخطار التي
تسببها الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات ،خاصة إذا كانت حامال أو مع أطفال صغار.
33 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
وذكرت النساء كيف أن التنافس على الموارد الطبيعية ،وخاصة المياه ،يساهم في تأجيج النزاعات المسلحة في اليمن .باإلضافة إلى
ذلك ،فإن تدفقات النازحين بسبب النزاع تزيد من الضغط على الموارد الطبيعية ،مما يسبب استياء المجتمعات المضيفة ويساهم في خلق
المزيد من التوتر .فيعاني النازحون من عبء مزدوج :النزوح والرفض من قبل المجتمعات المضيفة.
ويؤدي سوء إدارة الموارد والفساد إلى تفاقم آثار تغير المناخ ،في حين أن الصراع يجعل الدولة غير متوازنة وغير قادرة على التخطيط
والتعامل مع آثار تغير المناخ .وتعتبر الجهات الفاعلة المحلية والخارجية األزمة اإلنسانية على أنها أكثر إلحاحً ا ألنها أكثر وضوحً ا
وذات مضاعفات مباشرة .ال يؤدي الصراع إلى إعاقة التكيف مع تغير المناخ فحسب ،بل إلى تفاقم آثاره من خالل التأثير سلبًا على
البيئة :سواء بشكل مباشر من خالل التلوث الكيميائي الناجم عن الحرب أو بشكل غير مباشر عن طريق تدمير الموائل الطبيعية.
وترى المرأة اليمنية أن للمجتمع المدني دور مهم يمكنه من المشاركة الفعلية في العالقة بين المناخ والصراع .ومنها بناء قدرات النساء
وخبراتهم فيما يتعلق بسياسة المناخ والتخطيط ،وإنشاء شبكات وتحالفات للدعوة ،وتمكين الشباب والمجتمعات األكثر تضرراً من تغير
المناخ والصراع .لقد منحت تجربة المرأة و قدرتها على الصمود لبناء السالم على المستوى المحلي أساسًا داخل المجتمعات ومصداقية
بين مكوناتها.
طموحات النساء
من خالل هذا المشروع ،وضعت المرأة اليمنية سلسلة من التوصيات ألصحاب القرار الوطنيين واإلقليميين والدوليين من أجل معالجة
ديناميكيات النزاع والمناخ بشكل فعال بطريقة تستجيب للنوع االجتماعي .وهي موضحة أدناه.
I .ادراج االعتبارات المناخية ودينامياتها القائمة على النوع االجتماعي في أي اتفاقيات سياسية مستقبلية ،على المستويين
الوطني واإلقليمي.
II.تعزيز التنسيق المحايد والمراعي لمنظور النوع االجتماعي في اآلليات على المستوى الوطني إلدارة الموارد الطبيعية
والتصدي لتغير المناخ .يجب أن تكون هذه اآلليات شاملة وعادلة وقادرة على تمكين الجهات الفاعلة المحلية ،وخاصة
المنظمات التي تقودها النساء.
III.دمج تدابير تغير المناخ المراعية لمنظور النوع االجتماعي في السياسات واالستراتيجيات والتخطيط الوطني ،وإنشاء لجان
على المستوى المحلي للتعامل مع الموارد الطبيعية والتعامل مع المشاكل البيئية الملحة.
IV.على البرامج اإلنسانية واإلنمائية التي تعزز القدرات االجتماعية والمؤسسية المحلية إدارة مخاطر المناخ والنزاع بطريقة
تستجيب للنوع االجتماعي ،بما في ذلك دعم القدرات التكيفية الفعالة وآليات إدارة النزاعات .تنفيذ هذه البرامج يجب أن
يوازن بين تلبية االحتياجات اإلنسانية الفورية والحد من الهشاشة على المدى الطويل.
V .يجب على التخطيط لالستجابة لألزمات الذي يراعي النوع االجتماعي ويستجيب له تنسيق عمل جهات األمن وبناء القدرات
واألطر والبرامج المحلية لمقاومة الصدمات المناخية .ويشمل ذلك وجود أدوات وإرشادات حول التحليل القائم على النوع
االجتماعي وتعزيز فعالية وصوت وقدرات الشبكات والمنظمات النسائية والمجتمع المدني والمدافعين عن النوع االجتماعي
للمشاركة مشاركة فعالة في التخطيط والبرامج.
VI.تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية (بما في ذلك من خالل التعليم والتدريب) على االستجابة القائمة على النوع االجتماعي
للتغيرات المناخية وتخفيف آثارها والتكيف معها والحد من تأثيرها واإلنذار المبكر.
VII.ضمان مشاركة المرأة في دوائر صنع القرارات والسياسات ،بما في ذلك القرارات التي تتخذها الجهات الفاعلة األمنية
واإلنسانية (مثل الشرطة والدفاع المدني ومقدمي الخدمات الصحية) ،وزيادة وصول المرأة إلى دعم سبل العيش والمشاركة
وفرص القيادة.
VIII.تعزيز آليات التصدي اإليجابية وسبل العيش المستدامة للنساء المهمشات وتثقيف النساء والفتيات للتعامل مع الصدمات
المناخية.
IX.زيادة القدرة على الصمود في قطاع الزراعة لتحسين سلسلة األمن الغذائي ،من تقنيات الزراعة إلى األسواق وإدارة األموال.
X .تنفيذ تدابير التمكين االقتصادي ،بما في ذلك بناء قدرات كل من الرجال والنساء في الوصول إلى الموارد والخدمات مثل
الحسابات المصرفية وخطط االدخار.
XI.ويتعين على التمويل والدعم التي يقدمهما المجتمع الدولي أن يضمنا معالجة المسائل الجنسانية واألمنية والمناخية خالل
عملية بناء السالم ،وأن يتم التطرق لهذه المسائل للتكيف مع المناخ والتصدي للتحديات التي يشكلها .وبشكل أكثر دقة ،يجب
دعم المجتمع المدني النسائي للوصول إلى التمويالت المتعلقة بالمناخ المخصصة لليمن (والتي عادة ما تضع شروطا معقدة)،
كما يجب تمويل الدراسات المتعلقة بآثار تغير المناخ من المنظور الجنساني.
النساء يتقدمن بجدول أعمال بشأن الترابط بين النوع االجتماعي وتغير المناخ واألمن
اتفقت النساء اليمنيات المشاركات في هذا المشروع على بعض الخطوات الرئيسية إلثبات الترابط بين تغير المناخ والنوع االجتماعي
واألمن وتسليط الضوء عليه .وعليه أسسن الشبكة المعنية بتغير المناخ في اليمن -المرأة والسالم واألمن ،وهي أول شبكة من نوعها
في اليمن ستمكنهن من العمل سويا .وتهدف هذه الشبكة إلى تسليط الضوء على التقاطعات بين تغير المناخ والتنمية المستدامة ،وعدم
المساواة القائمة على النوع االجتماعي ومخاطر المناخ ،وأوجه الضعف المرتبطة بالنوع االجتماعي لتغير المناخ ،واألدوار اإليجابية
والمهمة التي تلعبها المرأة في جهود التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه لضمان السالم المستدام والوقاية من النزاعات المحلية
والعنف.
35 امتجال ا عونلاو نمألاو خانملا نيب طبارتلا ءازإ ةأرملا روظنم
ويتمثل الهدف األول للشبكة في تقديم األدلة والتواصل بشأن القضايا المتعلقة بتغير المناخ والعالقة بين المرأة والسالم واألمن التي تؤثر
على المجتمعات المحلية ،وذلك للتأثير على صناع القرار على المستويات المحلية واإلقليمية والوطنية العتماد نهج أكثر فعالية وشموال
في هذا المجال .وستعمل الشبكة جاهدة من أجل الحصول على االعتماد لبعض أعضاء المنظمات من أجل المشاركة في الفعاليات
الدولية المتعلقة بتغير المناخ.
تتمثل األولوية الثانية للشبكة في تقييم فعالية وشمولية اآلليات الحالية في اليمن على المستويات الوطنية والمحلية واإلقليمية بغية التخفيف
من آثار تغير المناخ وتحسين إدارة الكوارث .وسيبدأ أعضاء الشبكة في التعامل مع هذه اآلليات على المستويين المحلي واإلقليمي.
ويمكن أن تتمخض عن هذه المشاركة مطالب سياسية أكثر تحدي ًدا قد تقدمها الشبكة إلى السلطات المفوضة والكيانات المؤثرة فيما يتعلق
بكل من إدارة الموارد الطبيعية والمشاركة في أنشطة بناء السالم.
المنظمات المساهمة
12.منظمة كينونة الدولية للتنمية (Kainuna 1 .مدرسة السالم للتنمية (Peace School for
)International for Development )Development
13.مبادرة ميمز للفنون ()Meemz Art Initiative 2 .منظمة سند ()Sanad
14.مركز البحوث اإلستراتيجية لدعم المرأة والطفل 3 .مؤسسة انجاز للتنمية (Engaz Foundation for
(Strategic Research Center for Women )Development
)and Child Support 4 .مبادرة األيادي الخضر ()Green Hands Initiative
15.منتدى شاينج هوريزون (Change Horizon 5 .مؤسسة وجود لألمن البشري (Wogood Foundation
)Forum )for Human Security
16.مبادرة حماية الطبيعة (Nature Conservation 6 .جمعية العيدروس لتنمية المرأة (Al-Aidaroos for
)Initiative )Women’s Development Association
17.صندوق النظافة والتنمية (Cleaning and 7 .اتحاد المرأة اليمنية ()Yemeni Women’s Union
)Development Fund
8 .مجموعة نساء الجنوب من أجل السالم (Southern
18.مؤسسة بنات مأرب ()Marib Girls Foundation )Women for Peace Group
19.اتحاد المرأة اليمنية بمأرب (Yemeni Women’s 9 .مؤسسة تو بي للحقوق والحريات (To Be
)Union-Marib )Foundation for Rights and Freedoms
20.مؤسسة سقطرى النسائية للتنمية واالستجابة (Socotra 10.مؤسسة الغذاء لإلنسانية (Food for Humanity
Women’s Foundation for Development )Foundation
)and Response
11.مؤسسة الخاء للتنمية والسالم (Al-Ikha Foundation
21.جمعية سقطرى النسائية (Socotra Women’s )for Development and Peace
)Association
صوت المرأة:
الترابط بين المناخ والنوع االجتماعي
واألمن على أرض الواقع
يكرس مركز جنيف لحوكمة قطاع األمن جهوده لتحسين أمن الدول
وشعوبها في إطار الحوكمة الديمقراطية وباحترام سلطة القانون
وحقوق اإلنسان والمساواة بين الجنسين .وساهم المركز منذ تأسيسه
في ، 2000في تحقيق سالم وتنمية مستديمين من خالل مساعدة
الدول الشريكة والجهات الفاعلة الدولية التي يدعمها على تحسين
حوكمة قطاعها األمني من خالل إصالحات شاملة وقائمة على
المشاركة .فهو يقدم معارف مبتكرة ،ويعزز المعايير والممارسات
الجيدة ،ويقدم المشورة القانونية والسياساتية ويدعم بناء قدرات
أصحاب المصلحة في قطاع األمن الحكومي والخاص.