You are on page 1of 10

‫الفصل الرابع‬

‫النظرية التفاعلية ‪ :‬تأسيسھا ‪ ،‬روادھا ‪ ،‬مبادؤھا‬


‫وتطبيقاتھا العملية‬
‫مقدمة تمھيدية‪:‬‬
‫تعتق د النظري ة التفاعلي ة ب أن الحي اة االجتماعي ة وم ا يكتنفھ ا م ن عملي ات‬
‫وظواھر وحوادث ما ھي اال شبكة معقدة من نسيج التف اعالت والعالق ات ب ين االف راد‬
‫والجماعات التي يتك ون منھ ا المجتم ع)‪ .(1‬فالحي اة االجتماعي ة يمك ن فھمھ ا واس تيعاب‬
‫مظاھرھا الحقيقية عن طريق النظر الى التفاعالت التي تق ع ب ين االف راد)‪ .(2‬علم ا ب أن‬
‫التف اعالت ال يمك ن ان تأخ ذ مكانھ ا ف ي المجتم ع ب دون االدوار الت ي يحتلھ ا االف راد‪،‬‬
‫وان لھ ذه التف اعالت دوافعھ ا الموض وعية والذاتي ة وآثارھ ا عل ى االف راد‬
‫والجماع ات‪ .‬وم ن اقط اب النظري ة التفاعلي ة ج ارلس ك وولي وج ورج زيم ل‬
‫ومورس كينزبيرك)‪.(3‬‬
‫ان ھذه الدراسة تعالج اربعة مباحث رئيسية ھي ما يلي‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬تأسيس النظرية التفاعلية والعوامل المؤثرة في النشأة والتكوين‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬رواد النظرية التفاعلية ومساھماتھم في االضافة الى النظرية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المبادىء االساسية التي ترتكز عليھا التفاعلية كنظرية حديثة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التطبيقات العملية للنظرية التفاعلية‪.‬‬
‫واآلن علينا دراسة ھذه المباحث بشيء من التفصيل والتحليل‪.‬‬

‫اوال‪ :‬تأسيس النظرية التفاعلية والعوامل المؤثرة في النشأة والتكوين‪:‬‬


‫تأسست النظرية التفاعلية في نھاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪.‬‬
‫وق د ش ارك ف ي التأس يس ك ل م ن الع المين ج ورج زيم ل )‪ (1918-1858‬وج ارلس‬
‫ك وولي )‪ .(1929-1864‬ف ي ح ين ش ارك ف ي تط وير النظري ة وانمائھ ا البروفس ور‬
‫مورس كينزبيرك من خالل نظريته التفاعلية التي تنظر الى موضوع ماھية العالق ات‬
‫االجتماعية وانواعھا واسبابھا وآثارھا وكيفي ة تحويلھ ا م ن عالق ات س لبية او ھامش ية‬
‫الى عالقات ايجابية وفاعلة‪.‬‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫لق د ظھ رت التفاعلي ة وص عد نجمھ ا بع د اض محالل وھب وط النظري ة البنيوي ة‬
‫والنظرية البنيوي ة الوظيفي ة‪ .‬ويرج ع ظھ ور النظري ة التفاعلي ة ال ى ع دة اس باب مھم ة‬
‫ھي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬زي ادة االھتم ام بدراس ة التف اعالت الت ي تح دث ب ين الجماع ات الص غيرة الس يما‬
‫الجماع ات الموج ودة ف ي الق وات المس لحة)‪ (4‬والمؤسس ات الص ناعية واالنتاجي ة‬
‫وجماعات الرفقة واللعب‪.‬‬
‫‪ -2‬تعاظم اھمية فھم العالقة التفاعلية بين الفرد والجماعة التي ينتمي اليھا مھما يكن‬
‫غرضھا وحجمھا‪.‬‬
‫‪-3‬الرغب ة ف ي معرف ة اش كال العالق ات التفاعلي ة الت ي تق ع ف ي المجتم ع والت ي تأخ ذ‬
‫صيغة ثنائيات متفاضلة ومختلفة)‪.(5‬‬
‫‪-4‬دراس ة الجماع ات الص غيرة حرص ا ً عل ى وح دة كيانھ ا وتماس كھا‪ .‬ذل ك ان تماس ك‬
‫الجماعة يفضي الى اقتدارھا وقوتھا وبالتالي نجاحھا في بلوغ اھدافھا وطموحاتھا‪.‬‬
‫ومما عجل في تأس يس النظري ة زي ادة ع دد المؤلف ات واالبح اث العلمي ة الت ي‬
‫اھمھ ا تل ك الت ي نش رھا ج ورج زيم ل مث ل " عل م االجتم اع الش كلي " و " الص راع‬
‫ونس يج انتم اءات الجماع ة " و " التكام ل االجتم اعي ‪ .:‬ام ا المؤلف ات الت ي نش رھا‬
‫ج ارلس ك وولي فھ ي " الطبيع ة البش رية والنظ ام االجتم اعي " وكت اب " التنظ يم‬
‫االجتم اعي " وكت اب " العملي ة االجتماعي ة " ‪ .‬ف ي ح ين ان المؤلف ات الت ي نش رھا‬
‫م ورس كينزبي رك ھ ي ‪ " :‬عل م االجتم اع " " مق االت ف ي عل م االجتم اع والفلس فة‬
‫االجتماعي ة "‪ " ،‬الحض ارة المادي ة والمؤسس ات االجتماعي ة للش عوب البس يطة "‪ .‬و‬
‫" سيكولوجية المجتمع "‪.‬‬
‫وق د راف ق تأس يس النظري ة التفاعلي ة الرغب ة الجامح ة ف ي دراس ة المجتم ع‬
‫دراسة عضوية بايولوجي ة تش به المجتم ع بالك ائن الحي واني الح ي)‪ ،(6‬وتحل ل المجتم ع‬
‫ال ى جماع ات اولي ة وثانوي ة يمك ن ع ن طريقھ ا فھ م المجتم ع واس تيعاب طبيع ة بنائ ه‬
‫ووظائف ه وتكام ل مركبات ه وعناص ره االساس ية‪ .‬ان التفاع ل يق ع ف ي الجماع ة االولي ة‬
‫مثلما يقع في الجماعة الثانوية والمجتمع‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬رواد النظرية التفاعلية ومساھماتھم في اغناء النظرية ‪:‬‬
‫رواد النظري ة التفاعلي ة ھ م ج ارلس ك وولي وج ورج زيم ل وم ورس‬
‫كينزبيرك‪ .‬اما االضافات التي قدمھا كل واحد منھم لتطوير النظرية التفاعلية وانمائھ ا‬
‫فھي كما يلي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬جارلس ھورتون كوولي )‪(1929-1864‬‬
‫جارلس كوولي ھو من اھ م علم اء االجتم اع االم ريكيين‪ ،‬ت أثر بالع الم ش يفيل‬
‫ونشر عدة مؤلفات‪ ،‬وكان رائداً م ن رواد النظري ة التفاعلي ة)‪ .(7‬عن د دراس ته للتفاعلي ة‬
‫بدأ بدراس ة فك رة ال ذات )‪ (The Self‬م ن حي ث نموھ ا وتطورھ ا وتأثرھ ا ف ي الوس ط‬
‫الذي تعيش فيه وبخاصة الجماعة االولية‪ .‬والذات االجتماعية عند االفراد ھي حصيلة‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫التفاعل بين عقل الفرد او حياته النفسية الداخلي ة والمجتم ع‪ ،‬أي الظ روف والمعطي ات‬
‫الخارجي ة المحيط ة ب الفرد والت ي تتفاع ل م ع حيات ه النفس ية‬
‫وتصوراته العقلية‪ .‬وحصيلة ھذا التفاعل ھي الذات االجتماعي ة الت ي تعب ر ع ن م زيج‬
‫الص ورة الذھني ة للف رد والمجتم ع او الحي اة االجتماعي ة الت ي تتفاع ل معھ ا‬
‫ھذه الصورة)‪.(8‬‬
‫وھذا يعني بأن نظرة االنسان الى نفسه انم ا تعتم د عل ى نظ رة اآلخ رين الي ه‪.‬‬
‫فالفرد ينظر الى نفسه في المرآة‪ ،‬والمرآة ھنا ھ ي الحي اة االجتماعي ة الت ي يع يش فيھ ا‬
‫الفرد ويتفاعل معھا)‪ .(9‬ان الفرد يتفاعل مع اآلخرين ع ن طري ق ان ه ينظ ر ال يھم وھ م‬
‫ينظرون اليه‪ .‬من ھنا يقيّم الفرد نفسه بعد تقييمه من قبل اآلخرين‪ .‬كم ا يق يّم اآلخ رون‬
‫انفس ھم وفق ا ً لتقي يم المجتم ع لھ م‪ .‬علم ا ً ب أن الف رد ال يق يّم نفس ه ب ل‬
‫اآلخ رون ھ م ال ذين يقيّمون ه‪ .‬بي د ان تقي يم اآلخ رين ل ه الب د ان ي نعكس عل ى‬
‫تقييم ه لذات ه‪ .‬ومث ل ھ ذا التقي يم يح دد طبيع ة التفاع ل ال ذي يق ع ب ين الف رد واآلخ رين‬
‫من ابناء المجتمع)‪.(10‬‬
‫ان عملي ة التفاع ل عن د ج ارلس ك وولي تق وم عل ى ارب ع عملي ات اساس ية‬
‫ھي‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاعل او االختالط الذي يقع بين مجموعة افراد لمدة من ال زمن ق د تت راوح ب ين‬
‫يومين الى اكثر من سنة)‪.(11‬‬
‫‪ -2‬تقي يم الف رد م ن ل دن اآلخ رين بع د وق وع التفاع ل بين ه وبي نھم‪ ،‬أي ب ين ال ذات‬
‫والجماعة او المجتمع)‪.(12‬‬
‫‪ -3‬تقييم الفرد لذاته وفقا ً لتقييم اآلخرين له‪ ،‬فاذا قيّمه اآلخرون تقييما ً ايجابيا ً فانه يق يّم‬
‫ذاته وفقا ً لذلك التقييم والعكس بالعكس اذا قيّمه اآلخرون تقييما ً سلبيا ً)‪.(13‬‬
‫‪ -4‬التقييم الذي يحصله الفرد من المجتمع يؤثر تأثيراً واض حا ً ف ي طبيع ة تفاعل ه م ع‬
‫اآلخرين‪ .‬ذلك ان التقيم السلبي للذات من قبل اآلخرين يدفع بال ذات ال ى تقل يص‬
‫او تجن ب التفاع ل بينھ ا وب ين اآلخ رين‪ .‬بينم ا التق يم االيج ابي لل ذات م ن قب ل‬
‫اآلخرين يدفع بالذات الى التفاعل االيجابي والعميق مع اآلخرين وھكذا)‪.(14‬‬
‫بيد ان جارلس كوولي يعتقد بأن ردود افعال الذات نحو تقي يم اآلخ رين لھ ا ال‬
‫تكون على وتيرة واحدة بل تكون على ثالثة اشكال ھي‪:‬‬
‫‪ -1‬قبول الذات لتقييم الجماعة او المجتمع لھا واالستسالم له وبخاصة اذا ك ان التقي يم‬
‫سلبيا ً مع التعايش مع التقييم‪.‬‬
‫‪ -2‬عند اس تالم ال ذات للتقي يم الس لبي فانھ ا تح اول ان تعي د النظ ر بمس يرتھا وواقعھ ا‬
‫وتعاملھا مع المجتمع وان تدخل تعديالت اساسية في بنية الذات ووضعيتھا عس ى‬
‫ان يتحسن تقييمھا من لدن الجماعة او المجتمع)‪.(15‬‬
‫‪ -3‬عندما يكون التقييم الموجه للذات سلبيا ً فان الذات ال تقبل على ھ ذا التقي يم الس لبي‬
‫وتعترض عليه وتحاول ان تنتقد الجماعة او المجتم ع ال ذي اص در التقي يم الس لبي‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫نحو الذات وتھاجمه ھجوم ا ً عنيف اً‪ ،‬وف ي الوق ت ذات ه تح اول ان توض ح محاس نھا‬
‫وايجابياتھا وتعتبر المجتمع الذي يقيمھا تقييما سلبيا عدواً لدوداً لھا)‪.(16‬‬
‫ب ‪ -‬جورج زيمل )‪:(1918-1858‬‬
‫يع ّد الع الم ج ورج زيم ل م ن رواد المدرس ة التفاعلي ة نظ راً لم ا قدم ه م ن‬
‫معلوم ات مھم ة ع ن انم اط التفاع ل االجتم اعي الت ي تأخ ذ مكانھ ا ف ي الجماع ات‬
‫والمؤسسات‪ .‬وق د تن اول ھ ذا الموض وع ف ي س ياق دراس ته لعل م اجتماع ه الش كلي‪ ،‬اذ‬
‫اشار الى ان ھناك ستة ثنائيات من التفاعالت االجتماعية التي تسيطر على الجماعات‬
‫والنظم والمؤسسات فتعطيھا طابعھا المحدد الذي يرسم صورة العالقة او التفاعل ب ين‬
‫افرادھا او بين قيادتھا وافرادھا‪ .‬ومث ل ھ ذه الص ورة التفاعلي ة للعالق ات ھ ي الت ي‬
‫تح دد نش اط الجماع ة وانتاجيتھ ا وق درتھا عل ى تحقي ق االھ داف المرس ومة)‪ .(18‬ام ا‬
‫ثنائيات التفاعالت الستة التي ذكرھا جورج زيمل فھي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المركزية او الالمركزية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬الرئاسية او المرؤوسية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الذاتية او الموضوعية‪.‬‬
‫د‪ -‬الصراعية او التوافقية‪.‬‬
‫ھـ‪ -‬التنافسية او التعاونية‪.‬‬
‫)‪(18‬‬
‫و – التحيز او الحياد االدبي ‪.‬‬
‫يمك ن التح دث ف ي ھ ذا الس ياق ع ن التفاع ل االجتم اعي الخ اص بثنائي ة‬
‫المركزية او الالمركزية وبثنائية الصراعية او التوافقية‪ .‬عن دما تس ود المركزي ة عل ى‬
‫نظام التفاعل االجتماعي في جماعة ما فان التفاعل بصيغه المختلفة يك ون ع ن طري ق‬
‫الرئيس او القائد‪ ،‬فكل شيء يمر م ن خالل ه‪ .‬وان عالق ة القائ د باالعض اء تك ون عل ى‬
‫ش كل نجم ة‪ ،‬فالقائ د يحت ل قل ب النجم ة واالعض اء يحتل ون االط راف‪ .‬اض افة ال ى ان‬
‫عض و الجماع ة ال يس تطيع ان يتص رف داخ ل الجماع ة اال بع د استش ارته للقائ د او‬
‫حص وله عل ى موافق ة القائ د‪ .‬ذل ك ان االخي ر يت دخل ف ي الص غيرة والكبي رة وال يث ق‬
‫الالمركزي ة الت ي‬ ‫باالعضاء ويعتقد بانه افضل منھم في كل ش يء‪ .‬ام ا العالق ات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تأخذ مكانھا في النظم والمؤسسات والجماعات فھي ان القيادة ال تلعب دورا كبيرا ف ي‬
‫ھذه العالقات ألن القائد يخول ص الحياته لألعض اء وال يت دخل ف ي ش ؤون الجماع ة‬
‫وتنظيم عالقاتھا وفعالياتھا اال في االشياء التي تتعلق بالقائد‪ .‬زد على ذلك ان القائ د ال‬
‫يرى بانه افضل م ن المعي ة‪ ،‬ل ذا فھ و يث ق بالمعي ة ويحترمھ ا ويعط ي ص الحياته لھ ا‬
‫ويعتبرھا طرفا ً مھما ً في معادلة التفاعل االنساني بينھا وبينه‪.‬‬
‫ان العالقات المركزية تقوم على دكتاتوري ة وعنجھي ة القي ادة‪ ،‬بينم ا العالق ات‬
‫الالمركزية تقوم على الديمقراطية والحرية واالخاء ولكن وجد مجربو علم النفس ب ان‬
‫انتاجية الجماعة المركزية ھي اكبر من انتاجية الجماعة الالمركزي ة الس يما ف ي حال ة‬
‫حضور القيادة‪ .‬بيد ان س عادة االف راد ف ي الجماع ة الالمركزي ة اوف ر حظ ا ً م ن س عادة‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫االف راد ف ي الجماع ة المركزي ة حي ث ان الف رد ف ي الجماع ة المركزي ة يك ون اكث ر‬
‫عرض ة للتس اؤل والمحاس بة والعق اب والمتابع ة م ن الف رد ال ذي يعم ل ف ي الجماع ة‬
‫الالمركزية‪.‬‬
‫ام ا ثنائي ة الص راع والوف اق فت دور ح ول العالق ات التفاعلي ة اثن اء الص راع‬
‫والعالق ات التفاعلي ة اثن اء الوف اق‪ .‬فالعالق ات التفاعلي ة الص راعية ھ ي العالق ات الت ي‬
‫ت دور ح ول رغب ة ك ل ط رف م ن اط راف الص راع بالقض اء عل ى الط رف اآلخ ر‬
‫واخراجه من حلبة الصراع وفرض ارادة الطرف القوي عليه ال ى ان يستس لم وي ذعن‬
‫للطرف االقوى‪ .‬والعالقات التفاعلية الصراعية ترجع الى عدة اسباب منھا اقتص ادية‬
‫ومنھا سياسية ومنھا عسكرية ومنھا اجتماعية‪ .‬بيد ان الصراع ق د يرج ع ال ى اس باب‬
‫نفسية تتجسد في وجود غريزة حب الظھ ور والس يطرة عل ى اآلخ رين‪ ،‬ھ ذه الغري زة‬
‫التي تجعل اآلخرين يتقاتلون معھم من اجل الدفاع عن مصالحھم‪.‬‬
‫وھناك العالقات التفاعلية الوفاقية القائمة على التسوية والتفاھم وح ل الخص ام‬
‫ح الً عقالني ا ً وس طا ً يعت رف بحق وق ومطالي ب االط راف المتنازع ة‪ .‬والعالق ات ھ ذه‬
‫تكون قائمة على المرونة والديمقراطية واالخذ والعطاء بين االط راف المتفاعل ة‪ .‬ذل ك‬
‫ان كل ط رف يت داخل ويتف اھم م ع الط رف اآلخ ر ويح ل الص عوبات والتعقي دات ح الً‬
‫معق والً بعي داً ع ن التعص ب والتحي ز وغم ط حق وق اآلخ رين‪ .‬وھن ا يح ل االنس جام‬
‫والوئ ام والتواف ق مح ل التن اقض والتق اطع والتعص ب والتش رذم مم ا ينج ذب االف راد‬
‫واحدھم لآلخر وتكون تفاعالتھم توافقية‪.‬‬
‫جـ – التفاعلية عند مورس كينزبيرك )‪(1970-1889‬‬
‫اما البروفسور مورس كينزبيرك فيع د م ن رواد النظري ة التفاعلي ة طالم ا ان ه‬
‫يحم ل نظري ة متكامل ة ف ي العالق ات االجتماعي ة‪ .‬فھ و ال يكتف ي بتعري ف العالق ات‬
‫وتوضيح طبيعتھا واسبابھا وآثارھا وكيفية تعميقھا فحسب بل يذھب الى ابعد م ن ذل ك‬
‫اذ يقول بأن العالقات ھي الموضوع االساس الذي ي دور عل م االجتم اع ح ول دراس ته‬
‫وتحليله)‪ .(19‬فضالً عن قيامه بتطبيق نظرية العالق ات االجتماعي ة الت ي ج اء بھ ا عل ى‬
‫العدي د م ن الموض وعات كالص ناعة والتربي ة والق انون والقض اء والش رطة‬
‫والطب…الخ‪.‬‬
‫العالق ات االجتماعي ة كم ا يعرفھ ا كينزبي رك ھ ي التف اعالت الت ي تق ع ب ين‬
‫شخص ين او اكث ر م ن اج ل تحقي ق اغ راض االش خاص ال ذين ي دخلون ف ي‬
‫مجاالھ ا او فلكھ ا كالعالق ة ب ين الطال ب واالس تاذ والعالق ة ب ين الض ابط والجن دي‬
‫والعالقة بين العامل والمھندس والعالقة بين البائع والمشتري والعالق ة ب ين الم ريض‬
‫والطبيب)‪ .(20‬وشروط تكوين العالقة التفاعلية كما يحددھا كينزبيرك ھي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬وجود شخصين فأكثر يكونون العالقة االنسانية‪.‬‬
‫‪ -2‬تنطوي العالقة على مجموعة رموز سلوكية وكالمية ولغوية يفھمھا اقطابھا‪.‬‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫‪ -3‬االشخاص المتفاعلون في العالقة االجتماعية يحتل ون ادواراً اجتماعي ة مختلف ة او‬
‫متساوية)‪.(21‬‬
‫‪ -4‬تنط وي العالق ة االجتماعي ة كم ا يخبرن ا كينزبي رك عل ى فع ل ورد فع ل ب ين‬
‫االشخاص الذين يكونون موضوعھا‪.‬‬
‫وتصنف العالقات االجتماعية بموجب نظرية كينزبيرك الى اربعة انواع ھ ي‬
‫‪ :‬العالقة االجتماعي ة العمودي ة وھ ي أي اتص ال او تفاع ل يق ع ب ين شخص ين او اكث ر‬
‫يحتل ون مراك ز اجتماعي ة مختلف ة م ن ناحي ة الج اه والس معة كالعالق ة ب ين الطبي ب‬
‫والم ريض او العالق ة ب ين الم دير والمالح ظ‪ .‬وھن اك العالق ة االجتماعي ة االفقي ة الت ي‬
‫ھي أي اتصال او تفاعل يقع بين شخصين او اكثر يحتلون مراك ز اجتماعي ة متس اوية‬
‫او متكافئة كالعالقة التفاعلية ب ين عام ل أ وعام ل ب او ب ين م درس الت اريخ وم درس‬
‫الفيزياء… الخ‪ .‬وھناك العالقة التفاعلية الرسمية وھي االتص ال او التفاع ل ال ذي يق ع‬
‫ب ين شخص ين او اكث ر ويك ون االتص ال ح ول العم ل والواج ب كاتص ال الطبي ب‬
‫بالممرض ة ح ول ض رورة تغيي ر دواء الم ريض اعتب اراً م ن ي وم غ د وھن اك اخي راً‬
‫العالقة االجتماعية غير الرسمية وھي االتص ال او التفاع ل ال ذي يق ع ب ين شخص يتين‬
‫او اكثر ويدور االتصال حول االمور الشخصية لالفراد الذين يدخلون في خضم ھ ذه‬
‫العالقة االجتماعية كاتصال المھندس بالعامل حول الذھاب الى المطع م او الن ادي بع د‬
‫االنتھاء من ساعات الدوام في المصنع او ورشة العمل)‪.(22‬‬
‫اما اسباب العالقات االجتماعية كما يراھ ا كينزبي رك فھ ي ال دوافع الت ي ت دفع‬
‫الف رد ال ى ال دخول ف ي عالق ات م ع الغي ر)‪ .(23‬وھ ذه االس باب ق د تك ون اقتص ادية‬
‫كالعالق ة الت ي تق ع ب ين الب ائع والمش تري‪ ،‬فالب ائع يري د بي ع البض اعة للحص ول عل ى‬
‫الربح‪ ،‬في حين يطلب المشتري البضاعة ويدفع ثمنھا بالنقود لكي يحصل على درج ة‬
‫من االقناع منھا‪ .‬اما العالقة التربوية بين الطالب واالستاذ فھي عالقة اجتماعية يك ون‬
‫غرض ھا او دافعھ ا تربوي اً‪ ،‬فالطال ب ي دخل ف ي عالق ة م ع االس تاذ للحص ول عل ى‬
‫المعرفة العلمية‪ ،‬بينما يدخل االستاذ في عالقة مع الطالب لرغبته الجامح ة ف ي تمري ر‬
‫العلم والمعرفة والخبرة والتجربة الى الطالب لكي يس تفيد منھ ا‪ .‬ام ا العالق ة ب ين االب‬
‫واالب ن فھ ي عالق ة اجتماعي ة غرض ھا او دافعھ ا ع ائلي‪ ،‬ف االب يري د تربي ة ابن ه‬
‫وال دفاع عن ه وحمايت ه م ن االخط ار والتھدي دات‪ ،‬واالب ن ي روم ال دخول ف ي مث ل ھ ذه‬
‫العالقة لكي يحصل على الرعاية واالھتمام والحماية التي تمكنه من النضج واالكتمال‬
‫واكتس اب التنش ئة الص الحة‪ .‬وھك ذا بالنس بة للعالق ات االجتماعي ة الت ي تك ون دوافعھ ا‬
‫سياسية او عسكرية او دينية‪.‬‬
‫وھناك آثار او نتائج العالقة االجتماعية التي تح دث عنھ ا البروفس ور م ورس‬
‫كينزبيرك‪ .‬وھذه اآلثار قد تكون ايجابية او سلبية اعتماداً على طبيعة العالقة االنسانية‬
‫القائم ة ب ين االف راد ف ي المؤسس ة او المنظم ة االجتماعي ة)‪ .(24‬فل و كان ت العالق ة ب ين‬
‫العم ال واالدارة ف ي المص نع ايجابي ة‪ ،‬أي قائم ة عل ى الح ب واالحت رام والتض حية‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫المشتركة فان اآلث ار تك ون ايجابي ة‪ ،‬أي يك ون االنت اج عاي ا ً كم ا ً ونوع ا ً‪ .‬وھن ا تت وفر‬
‫السلعة في االسواق وتنخفض اثمانھا فيكون الطلب عليھا كبيراً‪ .‬وعندما يك ون الطل ب‬
‫بھذه الصيغة فان المستھلك يستفيد عن طريق اقتن اء الس لعة بأس عار معتدل ة ويحص ل‬
‫على درجة عالي ة م ن االقن اع منھ ا‪ .‬ام ا المن تج فيحص ل عل ى كمي ة كبي رة م ن ال ربح‬
‫نتيجة انتاجه للسلعة بسبب زيادة الطلب الفعال عليھا‪.‬‬
‫ام ا اذا كان ت العالق ات االجتماعي ة ف ي المص نع س لبية ف ان انتاجي ة العم ل‬
‫تنخفض فتغي ب الس لعة م ن االس واق وترتف ع اثمانھ ا‪ ،‬ف ال يك ون بمق دور المس تھلكين‬
‫اقتنائھا‪ .‬االمر الذي يؤثر سلبا ً في الحالة االقتصادية للمستھلكين‪ .‬وعندما يقل الطل ب‬
‫على السلعة نتيجة ارتفاع اسعارھا فان كمية االرباح التي يحصل عليھا ارباب العمل‬
‫او المنتجين الصناعيين تكون قليلة او محـدودة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المبادىء االساسية التي ترتكز عليھا النظرية التفاعلية‪:‬‬
‫تستند النظرية التفاعلية على سبعة مبادىء اساسية ھي على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -2‬يدخل االفراد في عالقات بعضھم مع بعض لمدة قد تكون قصيرة او طويلة‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقات ھذه تكون في الجماعات الصغيرة او متوسطة الحجم بحيث يتع رف ك ل‬
‫فرد على الفرد اآلخر‪.‬‬
‫‪ -3‬بعد تكوين العالقة ھذه يبدأ كل فرد بتقي يم الف رد اآلخ ر‪ ،‬والتقي يم ق د يك ون ايجابي ا ً‬
‫او س لبيا ً بن اءاً عل ى الص ورة الذھني ة الت ي كونھ ا الف رد نح و زميل ه اثن اء عملي ة‬
‫االختالط والتفاعل‪.‬‬
‫‪ -4‬عاجالً او آجالً يصل تقييم الجماعة للفرد المعني او المقصود ب التقييم عب ر عملي ة‬
‫االتصال والتفاعل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -5‬اذا كان تقييم الجماعة للفرد ايجابيا فان الف رد يق يم نفس ه او ذات ه ايجابي ا‪ ،‬بينم ا اذا‬
‫كان تقييم الجماعة للفرد سلبيا ً فان الفرد بدوره يقيم نفسه تقييما ً سلبيا ً)‪ .(25‬اذاً تقييم‬
‫الف رد لذات ه انم ا يعتم د عل ى تقي يم الجماع ة او المجتم ع ل ه‪ .‬وھ ذا يقودن ا ال ى‬
‫موضوع النظر الى الذات في المرآة‪ ،‬الموضوع الذي عالجه واھ تم ب ه ج ارلس‬
‫كوولي اھتماما ً كبيرا‪ ،‬اذ ان الذات ھو الفرد والمرآة ھي المجتمع‪.‬‬
‫‪ -6‬المجتم ع االنس اني ھ و عب ارة ع ن نس يج معق د م ن التف اعالت واالنطباع ات‬
‫والتقييمات االجتماعية التي يكونھا االفراد بعضھم نحو البعض اآلخر‪.‬‬
‫‪ -7‬العالق ة او التفاع ل االجتم اعي ال ذي يكون ه الف رد م ع اآلخ رين انم ا يعتم د عل ى‬
‫طبيعة التقييم الذي حص ل م نھم‪ .‬ف اذا ك ان التقي يم ايجابي ا ً ف ان الف رد يك ون عالق ة‬
‫ايجابية مع الجماعة التي قيمته‪ ،‬بينما اذا كان التقييم سلبيا ً الذي ج اء م ن الجماع ة‬
‫الى الفرد‪ ،‬فان االخير ال يمكن ان يكون مع الجماعة سوى العالقة السلبية القائم ة‬
‫على التجنب والتشكيك والكراھية والبغضاء بل وقطع العالقة كلية‪.‬‬
‫‪ -8‬الذات كما يراھا جارلس كوولي ليس ت ھ ي الف رد اوالً والمجتم ع ثاني ا وانم ا ھ ي‬
‫ً‬
‫حصيلة التفاعل الدايلكتيكي او الجدلي بين الفرد والمجتم ع)‪ ،(26‬أي ان ك ل ط رف‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫يعطي ويأخذ من الطرف اآلخر‪ ،‬ذلك ان تقييم الف رد لذات ه انم ا يعتم د عل ى تقي يم‬
‫المجتم ع ل ه‪ ،‬ف الفرد ال يمك ن ان يق يم نفس ه ب ل المجتم ع ھ و ال ذي يقيم ه‪ .‬بي د ان‬
‫تقييم المجتمع له يؤثر في تقييمه لذاته‪ .‬فأنا ) ‪ ( I‬كما اقيم نفسي ال معنى ل ه وال‬
‫وج ود اال اذا اقت رن بأن ا كم ا يقيمن ي المجتم ع )‪ (You‬او يقيمن ي ف الن )‪ (He‬او‬
‫يقيمني جماعة من الناس )‪. (They‬‬
‫ھ ذه ھ ي اھ م المب ادىء الت ي تس تند عليھ ا النظري ة التفاعلي ة الت ي ج اء بھ ا‬
‫ج ارلس ك وولي والت ي وردت ف ي كتاب ه الموس وم " الطبيع ة البش رية والنظ ام‬
‫االجتماعي " )‪.(Human Nature and the Social order‬‬
‫رابعا ‪ :‬تطبيق النظرية التفاعلية على الموضوعات االجتماعية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تطبيق النظرية على العالقة غير الرسمية بين الطلبة‪:‬‬
‫تعتقد النظرية التفاعلية بأن المجتمع المحلي او الكبير يتكون من عدد غير‬
‫محدود من العالقات والتفاعالت االجتماعية التي تأخذ مكانھا في التجمعات الصغيرة‬
‫التي تمارس نشاطا ً معينا ً كأن يكون الدراسة او التحصيل العلمي او البيع والشراء او‬
‫المھام االنتاجية… الخ‪ .‬فالتجمع الصغير قد يأخذ مكانه في صف دراسي يتكون من‬
‫عدد من الطلبة‪ ،‬واالختالط ھنا ال يكون بين الطالب وبقية طلبة الصف بل بين طالب‬
‫ومجموعة من الطلبة التي يتراوح عدھا بين ‪ 4‬الى ‪ 7‬طلبة‪ .‬وبعد تفاعل المجموعة‬
‫الصغيرة من الطلبة تفاعالً غير رسمي لمدة من الزمن قد تكون شھراً او اكثر او اقل‬
‫يقوم كل طالب بتقييم زميله الطالب الذي تفاعل واختلط معه اختالطا ً غير رسمي‪.‬‬
‫نفترض بأن احد طلبة المجموعة قد قيم تقييما ً ايجابيا ً من قبل اعضاء‬
‫المجموعة كأن قيم صادقا ً وامينا ً وحافظا ً للمواعيد فان ھذا التقييم سرعان ما يسري‬
‫بين الجماعات االخرى في المدرسة‪ ،‬وقد يخرج عن نطاق المدرسة الى الجماعات‬
‫االخرى فيصل التقييم بالنھاية الى الفرد على انه انسان جيد تقييما ً ايجابيا ً يشجعه على‬
‫االستمرار بالصدق واالمانة وحفظ المواعيد‪ ،‬فھو يرى نفسه في مرآة المجتمع‬
‫الطالبي الذي منحه ذلك التقييم‪.‬‬
‫ً‬
‫اما اذا كان التقييم معكوسا كأن يقيم الطلبة الطالب المذكور في المثال على‬
‫انه كاذب وغير امين وبعيد عن حفظ المواعيد مع الناس‪ ،‬فان التقييم سرعان ما ينتقل‬
‫الى اسماع الشخص المعني‪ .‬وفي ھذه الحالة تكون ردود افعاله ازاء التقييم في احدى‬
‫الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬قبول الفرد المقيّم ھذا التقييم كحقيقة ثابتة واالستسالم له دون معارضة او‬
‫مقاومة‪.‬‬
‫‪ -2‬استفادته من ھذا التقييم اذ يعمل على اصالح نفسه وتج اوز اخطائ ه والس ير عل ى‬
‫وفق ما يريده المجتمع منه من قيم ومبادىء وممارسات امالً في ان يكون مقب والً‬
‫من اآلخرين مستقبالً ويحظى بتقييمھم االيجابي‪.‬‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫‪ -3‬قيام الفرد برفض ھ ذا التقي يم الس لبي ال ذي اص دره المجتم ع عن ه متھم ا ً اآلخ رين‬
‫بالتحيز والنفاق والكذب والتزوير مع ش ن الھجم ات عل ى مص در التقي يم الس لبي‪.‬‬
‫وھذا البد ان يسبب له العزلة االجتماعية م ع تص لب المجتم ع ف ي مواقف ه الس لبية‬
‫نحوه مع ترسيم الصورة الذھنية السلبية التي يحملھا المجتمع ازاءه‪ .‬وھن ا تتح ول‬
‫عالقته مع الجھة التي قيمته سلبيا ً الى عالقات عدائية قائمة على الشك والبغض اء‬
‫والعداوة واالنتقام‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تطبيق النظرية التفاعلية على العالقة بين الطبيب والمريض ‪:‬‬
‫يمك ن تطبي ق النظري ة التفاعلي ة عل ى العالق ة االنس انية الت ي ت ربط الطبي ب‬
‫بالمريض‪ .‬فبعد التفاعل الذي يحدث بين الطبي ب والم ريض وال ذي يس تغرق وقت ا ً م ن‬
‫الزمن قد يتراوح بين شھر الى شھرين يبدأ الطبيب بتقييم المريض‪ ،‬والتقييم ق د يك ون‬
‫ايجابي ا ً او س لبيا ً اعتم اداً عل ى طبيع ة العالق ة التفاعلي ة الت ي كان ت موج ودة ب ين‬
‫الج انبين‪ .‬والتقي يم ال ذي يحمل ه الطبي ب نح و الم ريض س رعان م ا ينتش ر ال ى ابن اء‬
‫المجتمع فيؤثر في تقييمھم للمريض‪ .‬وعندما يصل التقي يم للم ريض‪ ،‬والتقي يم نفت رض‬
‫بانه ايجابي‪ ،‬فھو يؤثر في تقييم المريض نفسه الن تقييم الفرد لنفسه يتأثر ف ي تقي يم‬
‫اآلخرين له‪ ،‬أي النظر لذاته في المرآة‪ ،‬والمرآة ھي المجتمع‪.‬‬
‫ام ا اذا ك ان التقي يم س لبيا ً وان التقي يم يص ل ال ى الم ريض بع د ان ينتش ر ف ي‬
‫المجتمع ال ذي يع يش في ه ك ل م ن الطبي ب والم ريض ف ان االخي ر يتخ ذ اح د المواق ف‬
‫الثالثة وھي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ان يقبل التقييم كما ھو أي يقبل تقييم الطبيب له على انه كذاب وبخيل ومشاكس‬
‫مثال بعد ان انتشر التقييم في ارجاء المجتمع‪.‬‬
‫ب‪ -‬ان يعي د النظ ر بمس يرته ويص حح س ماته الشخص ية والس لوكية وعالقت ه م ع‬
‫اآلخ رين‪ .‬عل ى ان ه تقي يم مغ رض وك اذب وم زور‪ ،‬وان يھ اجم الجھ ة‬
‫او الطرف ال ذي نس ب التقي يم الي ه زوراً وبھتان ا ً ويتھم ه بالك ذب وال دس والنف اق‬
‫واالفتراء والتعصب‪ .‬وحال ة كھ ذه ق د تس بب عزل ة الم ريض ع ن المجتم ع وت أزم‬
‫عالقته االجتماعية معه وتحولھا ال ى عالق ات قائم ة عل ى الريب ة والش ك والع داوة‬
‫والبغضاء واالنتقام مما ينتج عن ذلك سوء تكييف المريض الى المجتم ع وت دھور‬
‫حالته الصحية وربما وفاتـه‪.‬‬
‫‪. All rights reserved.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪Copyright 2010.‬‬

‫‪, . . . (2010). : . .‬‬


‫‪Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.‬‬
‫مصادر الفصل‬
(1)Cooley, C.H. Social Process, Southern Illinois University Press, 1966,
P.28.
(2)Ibid., P.30.
(3)See the references “ Human Nature and the Social Order By C. Cooley,
Formal Sociology By Georg Simmel, and Sociology by M. Ginsberg.
(4)Stuoffer, W.I. The American Soldier, New York, John Wiley, 1973,
PP.20-25.
(5)The Sociology of Georg Simmel ed. And trans. By Kurt H. Wolff, New
York, the Free Press, P.10.
(6)Cooley, C.H. Social Process, P.29.
(7)Coser, Lewis A. Masters of Sociological Thought, New York, 1977,
P.314.
(8)Cooley, C.H. Human Nature and the Social order, New York, Schocken,
1984, P.36.
(9)Ibid., P.37.
(10)Ibid., PP.37-38.
(11)Ibid., P.39.
(12)Ibid., P.180.
(13)Ibid., P.182.
(14)Ibid., P.185.
(15)Ibid., P.186.
(16)Ibid., P.188.
(17)The Sociology of George Simmel, by Kurt it Wolff, P.10.
(18)Ibid., P.11.
(19)Ginsberg, Morris, Sociology, London, Oxford University Press, 1980,
P.7.
(20_Ibid., PP.708.
(21)Ibid., P.8.
(22)Ibid., P.9.
(23)Ibid., P.10.
(24)Ibid., P.11.
(25)Coser, Lewis A. Masters of Sociological Thought, P.306.
(26)Cooley, C.H. Human Nature and the Social Order, P.182.
. All rights reserved.

58
Copyright 2010.

, . . . (2010). : . .
Created from cerist on 2024-01-02 09:27:52.

You might also like