You are on page 1of 3

‫للتمركز في قطاع الصحة‬

‫يعتبر الالتمركز اإلداري أسلوب من أساليب التنظيم والتدبير اإلداري ‪ ،‬فهو نظام تدبيري يهدف إلى التخفيف من أعباء المسؤوليات الملقاة‬

‫على عاتق إدارات الدولة المركزية‪ ،‬وذلك بمنح البنيات اإلدارية الترابية الممثلة لإلدرات المركزية بعض المهام والصالحيات التي كانت‬

‫تقوم‪ fi‬ا المصالح المركزية‪ ،‬قصد ضمان التنفيذ الفعلي والناجع للسياسات الع مومية المبرمجة من طرف الدولة ‪ .‬ويعتبر صدور المرسوم‬

‫رقم‪ 2.17.618‬بتاريخ ‪ 26‬ديسمير ‪ 2018‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري تتويجا للمجهودات المتواصلة للفاعلين على مختلف‬

‫مستو‪qr‬م‪،‬و التي ما فتئت تعمل على التخفيف من مركزية التدبير واإلدارة ومنح المصالح الخارجية لإلدارات المركزية التقرير في بعض‬

‫الصالحيات والمهام‪ .‬كما يعد أيضا؛ ضرورة ملحة للظرفية الراهنة ت التي تطلب وضع نمودج ^جع للتدبير الترابي يقوم على تقوية البنيات‬

‫اإلدارية الترابية لتتماشى مع التطور الذي شهدته الجماعات الترابية‬

‫حل المديريات الجهوية للصحة‪ ،‬وتعويضها بوكاالت جهوية للصحة تتمتع باالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬ويدخل هذا القرار في إطار تنزيل‬

‫المخطط المديري لالتمركز اإلداري الخاص بوزارة الصحة‪ ،‬الذي يتضمن إجراءات جوهرية ستمكن من إدخال تغييرات جذرية على نمط‬

‫التدبير المعمول به حاليا‬

‫وأوضحت الوزارة أنه وعيا منها بأهمية نظام الالتمركز اإلداري في تدبير الشأن الصحي‪ ،‬عملت منذ سنة ‪ 2011‬على تعميم سياسة‬

‫الالتمركز اإلداري من خالل إحداث مديريات جهوية للصحة بمختلف جهات المملكة وكذا مندوبيات بمختلف العماالت واألقاليم‪ ،‬وقد‬

‫أسندت لهذه الوحدات اإلدارية الالممركزة مجموعة من الصالحيات المتعلقة بتدبير الموارد البشرية والتدبير المالي‪ .‬وسيترتب عن تنزيل‬

‫مقتضيات الميثاق الوطني لالتمركز اإلداري على مستوى قطاع الصحة‪ ،‬وفق المراحل المسطرة في التصميم المديري‪ ،‬تعزيز‬

‫الصالحيات المنوطة بالمصالح الالممركزة لوزارة الصحة وتمتيعها بسلطة اتخاذ القرار‪ ،‬بما يضمن وجود مصالح ال ممركزة مؤهلة‬

‫تشكل نقطة ارتكاز محورية للسياسة الصحية الوطنية وتتصف بالفعالية والنجاعة وتقدم خدمات‪ ،‬عن قرب‪ ،‬للمرتفقين‪ .‬ويستند التصور‬

‫الذي تم على أساسه إعداد التصميم المديري الخاص بوزارة الصحة‪ ،‬إلى عنصرين محوريين يتمثل األول في الهدف االستراتيجي الذي‬

‫تسعى الوزارة إلى إقراره على مستوى الجهات الصحية والمرتبط بورش إعادة النظر في المنظومة الصحية‪ ،‬ويتمثل الثاني في أنه في‬

‫انتظار إقرار هذا التوجه اإلصالحي‪ ،‬فإنه يتعين مواكبة تنفيذ االلتزامات واإلجراءات الحكومية المنصوص عليها في ميثاق الالتمركز‬

‫‪.‬اإلداري‬
‫ويتجلى الهدف االستراتيجي لوزارة الصحة في إطار إعادة النظر في المنظومة الصحية ووفقا للتوجه المتفق عليه من طرف اللجن‬

‫الثالث المحدثة لهذا الغرض‪ ،‬وتم اقتراح إحداث وكاالت جهوية للصحة بمختلف جهات المملكة في شكل مؤسسات عمومية تتمتع‬

‫باالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬والتي ستعوض المديريات الجهوية للصحة‪ ،‬وستمنح لهذه الوكاالت كافة السلط واالختصاصات الالزمة‬

‫‪.‬لقيادة السياسة الصحية جهويا والقيام بتدبير الموارد المالية والبشرية وكل قضايا الشأن الصحي على مستوى الجهة‬

‫وبخصوص تنزيل االلتزامات واإلجراءات المنصوص عليها في ميثاق الالتمركز اإلداري‪ ،‬جاء في التصميم المديري الجديد‪ ،‬أنه بالنظر‬

‫لكون إحداث الوكاالت الجهوية للصحة يتطلب وقتا ال يتالءم مع االلتزامات المفروضة على الوزارة بموجب ميثاق الالتمركز اإلداري‪،‬‬

‫‪.‬ستتولى الوزارة في إطار تنزيل االلتزامات المذكورة نقل مجموعة من الصالحيات واالختصاصات إلى الوكاالت الجهوية‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬سيتم نقل بصفة نهائية ابتداء من السنة األولى جميع الصالحيات المفوضة إلى المصالح الالمركزة على اعتبار أنها‬

‫اكتسبت ما يكفي من التجربة في ممارستها وتملك األُطر المؤهلة لتنفيذها‪ ،‬ونقل الصالحيات واالختصاصات األخرى ابتداء من السنة‬

‫‪.‬الثالثة ما عدا تلك التي يتعذر نقلها والمرتبطة ببعض المجاالت‬

‫أما بالنسبة لالختصاصات التي سيتم تفويضها إلى المصالح الالممركزة‪ ،‬تفويض الصالحيات التي كانت مفوضة غير أنها لم تكن تُمارس‬

‫من طرف المصالح الالممركزة‪ ،‬مع مواكبتها ودعمها من طرف اإلدارة المركزية‪ ،‬وتوسيع التفويض ليشمل جميع االختصاصات المسندة‬

‫إلى المصالح الالممركزة بموجب قرار وزير الصحة رقم ‪ 003.16‬والتي لم تكن تمارسها على اعتبار أنها مشروطة بالتفويض‪ ،‬وكذلك‬

‫تفويض أغلب الصالحيات واالختصاصات المبرمج نقلها في السنة الثالثة إلى المصالح الالممركزة‪ ،‬ابتداء من السنة الثانية‪ ،‬وذلك في‬

‫‪.‬إطار التحضير واالستعداد لمباشرة ممارستها على الوجه األمثل عند نقلها‬

‫وحددت وزارة الصحة مجموعة من الصالحيات واالختصاصات التي يتعذر نقلها‪ ،‬وتتمثل في التراخيص المتعلقة باألدوية والمنتجات‬

‫الصيدلية والمستلزمات الطبية‪ ،‬وأكدت الوزارة أن هذه االختصاصات يتعذر تفويضها أو نقلها إلى المصالح الالممركزة بالنظر لوجوب‬

‫مراقبتها من لدن المختبر الوطني لمراقبة األدوية والمستحضرات الصيدلية التابع لإلدارة المركزية المتوفر على كافة اإلمكانيات والمعتمد‬

‫من طرف المنظمة العالمية للصحة والمديرية األوروبية لجودة الدواء والرعاية الصحية‪ ،‬وأشارت الوزارة إلى أن أغلب التجارب الدولية‬

‫تعمل بنظام مختبر وطني واحد‪ ،‬وستحرص الوزارة على إحداث آلية الستقبال الملفات على الصعيد الجهوي في ثالث جهات ابتداء من‬

‫‪.‬السنة الثالثة‬

‫ومن بين الصالحيات التي يتعذر تفويضها إلى المصالح الالممركزة‪ ،‬منح األذون الخاصة بمزاولة مهنة الطب من قبل األطباء األجانب‪،‬‬

‫بالنظر لضرورة التسجيل في السجل المركزي‪ ،‬المحدث لهذا الغرض‪ ،‬وكذا بالنظر لكون الممارسة من طرف األطباء السالفي الذكر‪،‬‬

‫‪.‬تكون في الغالب في جهات متعددة ما يتعذر معه على كل جهة تتبع مدة صالحية هذه األذون‬
‫وفي ما يتعلق بالتراخيص المتعلقة بالمهن شبه الطبية والمؤسسات الصيدلية ومختبرات التحاليل‪ ،‬تتعهد وزارة الصحة فور نقل االختصاص‬

‫إليها بإدراج التراخيص الواردة في التصميم المديري لالتمركز اإلداري‪ ،‬وذلك شريطة إصدار النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بهذه‬

‫التراخيص وإلغاء تأشيرة األمانة العامة للحكومة‪ ،‬ويتعلق األمر بالترخيص المسبق والنهائي إلنشاء واستغالل وتوسيع وتغيير المؤسسات‬

‫الصيدلية‪ ،‬والترخيص المسبق والنهائي إلنشاء واستغالل وتوسيع وتغيير المختبرات الخاصة للتحاليل الطبية‪ ،‬والترخيص لمزاولة مهنة‬

‫التمريض‪ ،‬والترخيص لمزاولة مهنة القبالة‪ ،‬والتراخيص المتعلقة بمزاولة مهن الترويض والتأهيل وإعادة التأهيل الوظيفي‪ ،‬والتراخيص‬

‫المتعلقة بمزاولة مهن محضري ومناولي المنتجات الصحية‪ ،‬وسيتم نقل هذه التراخيص إلى المديريات الجهوية للصحة ابتداء من السنة‬

‫الثالثة الموالية لتاريخ نقلها إلى وزارة الصحة‪.‬‬

You might also like