You are on page 1of 6

‫إدارة التعليم الرياض‬

‫مدرسة ‪ :‬ثانوية أبي أسماعيل الهروي‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫المادة‪ :‬االسالميات‬

‫موضوع البحث‬
‫صاحب الجنتين‬

‫اسم الطالب‬
‫خالد مؤنس شجاع‬

‫اشراف المعلم‬
‫وليد عبدهللا‬
‫الشعبة‪ ١٠١ /‬المستوى‪١٠١/‬‬
‫لعام‪1445-1444‬هـ‬
‫قصة صاحب الجنتين وردت قصُة صاحب الجنتين في القرآن الكريم في سورة الكهف‪ ،‬قال تعالى‪َ( :‬و اْض ِر ْب ‪.‬‬
‫َلُهْم َم َثاًل َر ُج َلْي ِن َج َع ْلَن ا َأِلَح ِدِهَم ا َج َّن َت ْي ِن ِمْن َأْع َن اٍب َو َح َفْف َن اُه َم ا ِبَن ْخ ٍل َو َج َع ْلَن ا َب ْي َن ُهَم ا َز ْر ًع ا*ِك ْلَت ا اْلَج َّن َت ْي ِن آَتْت ُأُكَلَه ا‬

‫َو َلْم َت ْظ ِلْم ِم ْن ُه َش ْي ًئ ا َو َفَّج ْر َن ا ِخ اَل َلُهَم ا َن َه ًر ا)[‪]٣‬وهذه القصة ُت قِّد م لمن يقرأها وجهتي نظر مختلفتين لمظاهر الحيـاة‪،‬‬

‫وما فيها من رزق يتفاوت بين الناس‪ ،‬بين الغنى والفقر لحكمة ربانّية عظيمة‪ ،‬فالقصــة تتكّلم بواقعّي ة عن وجهــة‬

‫نظر إنسان مؤمن فقير‪ ،‬ولكّن ه متوّك ٌل على هللا‪ ،‬مؤمٌن باهلل حّق اإليمان؛ ألّن ه يعلُم يقينًا أّن الحياَة الدنيا ال تســاوي‬

‫شيئًا لو ُقورنت باآلخرة‪ ،‬وما أعّدُه هللا تعالى للمؤمنين في الجنات‪ ،‬والرجل اآلخر هو صاحب الجنتين الذي فتنته‬

‫أمالكُه فظّن أن هــذا النعيم الــدنيوي نعيٌم دائٌم؛ وهــو رجــٌل كــافٌر بــأنعم هللا‪ ،‬رزقــُه ُهللا جنــتين وبســتانين عظيميِن‬
‫جميليِن ‪ ،‬وكانت تلك الجنتاِن مزروعتين باألعناب وتحيط بهما أشــجار من النخيــل‪ ]٤[.‬ولكَن هــذا الرجــل بجهلــه‬

‫وكفره ُفتن بهذه النعمة العظيمة‪ ،‬وُفِتن بهاتين الجنتين وما ُتنتجانِه من شّت ى أنواع الثمار والفواكــه‪ ،‬حيث أم ـَر ُهللا‬
‫الجنتين بأن ُت نتجا لذلك الرجل صاحب الجنتين شّت ى أنواع الثمار فاستجابت الجنتاُن ألمِر هللا‪ ،‬فأنتجتا ثمارًا يانعًة‬

‫ناضجًة ‪ ،‬تسُّر الناظرين‪ ،‬واألصل أن يكون موقف صاحب الجنــتين الشــكر هلل على هــذه الَن عم العظيمــة الجزيلــة‪،‬‬

‫ولكّن ه بدل ذلك تجاوز وغفل وكفر بالنعمة‪ ،‬وأخذ يتكّب ُر على الرجـل الفقـير(َو َك اَن َل ُه َث َم ٌر َفَق اَل ِلَص اِحِبِه َو ُه َو‬

‫ُي َح اِو ُرُه َأَن ا َأْكَث ُر ِم ْن َك َم ااًل َو َأَع ُّز َنَفًر ا )[‪ ،]٥‬لم يــؤمن‪ ،‬ولم يشــكر هللا على النعمــة‪ ،‬لم يتصــّدق‪ ،‬ولم يُقم بمــا يجُب‬

‫عليه‪ ،‬بل كفر ومنع وتكّبر‪ ،‬ونسب الخيَر والنعمة لنفسِه‪ ،‬بدل أن ينســبها للُمنِع ِم المَتَفِّض ل ســبحانه وتعــالى‪ ،‬وظَّن‬

‫أن هذِه النعمُة لن َت زول بـل اّدعى أّن ه إن رجـع إلى هللا فسـيجد أفضـل من هـذه الجنـات ال إيمانـًا باهلل بـل تعّن تـًا‬

‫وتكّبرًا‪ ،‬فهو يظُن نفسه صاحب المكانة العالية‪ ،‬وله الوجاهـُة واألفضــليُة على ذلـَك الرجــل الفقــير ومن في مثل‬

‫وضعه‪َ( ،‬و َد َخ َل َج َّن َت ُه َو ُه َو َظ اِلٌم ِلَن ْف ِس ِه َقاَل َم ا َأُظ ُّن َأْن َت ِبيَد َهِذِه َأَب ًد ا*َو َم ا َأُظ ُّن الَّساَع َة َقاِئَم ًة َو َلِئْن ُرِد ْد ُت ِإَلى َر ِّبي‬

‫َأَلِجَد َّن َخ ْي ًر ا ِم ْن َه ا ُم ْن َقَلًب ا)[‪ ]٤[]٦‬ويــأتي رُّد الرجـل المــؤمن الثابت على اإليمــان‪ ،‬المتمسـك بــالميزان اإليمــاني‬

‫الصحيح ولم تخدعُه الحياُة الدنيا وُز خُرفها‪َ ،‬فيرُد على ُك فر وتكّبر وتعّن ت صاحب الجنتين‪ ،‬بحواٍر هـادئ هـادف‪،‬‬

‫ُيذّك ر صاحب الجنتين بأصِل خلقته من ضعٍف ومن مادٍة ضعيفٍة فيقول له‪َ( :‬قاَل َلُه َص اِحُبُه َو ُه َو ُي َح اِو ُرُه َأَكَف ْر َت‬

‫ِباَّلِذي َخ َلَق َك ِمْن ُت َر اٍب ُث َّم ِمْن ُنْط َف ٍة ُث َّم َس َّو اَك َر ُج اًل )[‪]٧‬ويتـابع أّن ه ثابٌت على اإليمـان بـالرب الُمنِعم المتفّض ل‬

‫سبحانه وتعالى‪ ،‬وأّن األصَل أن يرتبَط قلُب العبِد باهلل في الغنى والفقر وفي كل األحوال‪ ،‬وأن الصـحيح إذا دخـل‬

‫اإلنساُن أمالكًا لُه أن يقول‪ :‬ما شاء هللا‪ ،‬وأن ينسب القوة والملك والنعمة هلل ســبحانُه فيقــول‪ :‬ال قــوة إال باهلل (َلِك َّن ا‬
‫ُه َو ُهللا َر ِّبي َو اَل ُأْش ِر ُك ِبَر ِّبي َأَح ًد ا*َو َلْو اَل ِإْذ َد َخ ْلَت َج َّن َت َك ُقْلَت َم ا َش اَء ُهللا اَل ُقَّو َة ِإاَّل ِباهلل ِإْن َت َر ِن َأَن ا َأَقَّل ِم ْن َك َم ااًل‬
‫َو َو َلًد ا)[‪ ،)]٨‬ويتابُع الرجُل المؤمُن حوارُه بكل ثقة وإيمان عظيميِن ثابتيِن راسـَخ يِن ‪ ]٤[.‬فيقـول المـؤمُن لصـاحب‬

‫الجنتين إن كنَت تراني فيما يظهُر لَك من علمَك القاصر المتعلق بالظاهِر ‪ ،‬أنك أغنى مني ماًال وأكثر عــددًا وقــوًة‬

‫ومنعًة ‪ ،‬فإن هللا سبحانه وتعالى قادٌر أن يعطيني خيرًا من جنتك‪ ،‬وأخذ يحّذ ره من غضب هللا تبارك وتعــالى فــإن‬

‫عاقبة الكفر والبغي واالغترار بالنعمِة عاقبٌة وخيمٌة ‪ ،‬فاهلل سبحانه وتعالى قادٌر على أن يهلــك جنتيــك ويــدمرهما؛‬

‫بسبب اغترارَك وبغيك وظلمك وكفرك (َفَع َس ى َر ِّبي َأْن ُيْؤ ِتَي ِن َخ ْيًر ا ِمْن َج َّن ِتَك َو ُيْر ِس َل َع َلْي َه ا ُحْس َب اًن ا ِمَن الَّس َم اِء‬

‫َفُت ْص ِبَح َص ِعيًد ا َز َلًقا*َأْو ُيْص ِبَح َم اُؤ َه ا َغ ْو ًر ا َفَلْن َت ْس َت ِط يَع َلُه َط َلًبا)[‪ ]٤[]٩‬ثم يأتي عقــاُب هللا ســبحانه وتعــالى لــذلك‬

‫الكافر المعاند الذي اغتّر بالدنيا‪ ،‬واغتّر بجنتيه‪ ،‬فقاده غروره وكفره إلى أن غضب هللا عليه‪ ،‬فاستحق العقاب من‬

‫هللا العظيم‪ ،‬جّبار السموات واألرض‪ ،‬فأرسل هللا سبحانه وتعالى على جنتي ذلك الرجل صاعقًة دّمرت الجنــتين‪،‬‬

‫وأهلكتهما‪ ،‬وأتلفت ما فيهما من ثمار‪ ،‬فندم صاحب الجنتين على مــا قــّدم‪ ،‬وأدرك أنــه اســتحَق زوال هــذه النعمــة‬
‫العظيمة الجليلة؛ بسبب كفرِه وعنادِه وغروره (َو ُأِحيَط ِبَث َم ِر ِه َفَأْص َبَح ُيَقِّلُب َك َّفْي ِه َع َلى َم ا َأْن َف َق ِفيَه ا َو ِهَي َخ اِو َي ٌة‬

‫َع َلى ُعُروِش َه ا َو َي ُقوُل َي ا َلْي َت ِني َلْم ُأْش ِر ْك ِبَر ِّبي َأَح ًد ا*َو َلْم َت ُك ْن َلُه ِفَئ ٌة َي ْن ُص ُر وَن ُه ِمْن ُد وِن ِهَّللا َو َم ا َك اَن ُم ْن َت ِص ًر ا)‪[.‬‬

‫‪ ]١٠‬نعم نــدَم صــاحُب الجنــتين على شــركه باهلل‪ ،‬ونــدم على كفرِه بالنعمــِة‪ ،‬ولكّن ندمــُه جــاء بعــد هالك جنتيــه‬

‫وخسارته لما أنعم ُهللا عليه‪ ،‬وعلَم وقتها أنــه ال عظيَم وال ناصـَر إال هللا‪ ،‬وال يســتحُّق العبــادَة إال هللا‪ ،‬وأّن النعمــة‬

‫يجُب أن ُت قابَل بُش كر هللا عليها‪ ،‬وأدرك أنُه أخطأ أكبر الخطأ حينما منـَع الصـدقَة ‪ ،‬وحـرم الفقـراَء والمسـاكين من‬

‫حقهم في هذِه النعمة‪ ]٤[.‬حكمة ذكر القرآن قصة صاحب الجنتين َي ضرُب القرآُن الكريُم أمثاًال واقعيًة ذاُت تــأثيٍر‬
‫ُة‬
‫بالٍغ ‪ ،‬وفيها الِعَب ر العظيمِة؛ والقصـُد ِمن وراِء إيراِدهـا تثبيُت قلِب المـؤمِن ‪ ،‬وتقويـ ِص َلِته وعالقِت ِه باِهلل‪ ،‬ونـزِع‬
‫الُك فِر وُخ بثِه ِمن ُقلوِب العباِد‪ ،‬فقد َو َر َد في القرآِن الكريِم قَّص َة رجٍل جمَح عن دعوِة الحِّق ‪ ،‬وآثَر الضاللَة والُك فَر‬

‫على الُهدى واإليمان‪ ،‬وكاَن لُه جنتاِن ‪ ،‬وهمــا ُبسـتاناِن عظيمــان‪ ،‬فــافُتِتَن بجماِلِه مــا‪ ،‬وأنكـَر البعَث واآلخـرة[‪،]١١‬‬

‫وُض ِر َب هذا المثل لُيبِّي َن عاقبَة َم ن غَّر تُه الحياُة الُد نيا وآثَر هـا على اآلخـرة؛ فأعمـاُه ماُل ُه وُس لطاُنُه‪ ،‬ولم يسـتجب‬

‫ِلُنصِح الناصحين‪ ،‬ولم يَّت ِع ظ بمن ســبقُه‪ ،‬ولم يأخــذ الِع برَة فــأغواُه الشــيطاُن ‪ ،‬فوقـَع في شــِّر الخطيئِة والمعصــيِة‬

‫_‪: https://mawdoo3.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9‬إقــرأ المزيــد على موضــوع‪.‬كــوم‬

‫‪%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AC‬‬

‫‪%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%86‬‬

You might also like