You are on page 1of 33

‫جمهورية العراق‬

‫وزارة التربية‬
‫املديرية العامة للمناهج‬

‫القرآن الكرمي‬
‫والتربية اإلسالمية‬
‫للصف السادس اإلعدادي‬

‫تأليف‬
‫جلنة متخصصة في وزارة التربية‬

‫‪1443‬هـ ‪2021 -‬م‬ ‫الطبعة السادسة‬


‫م‬ ‫وس‬ ‫ال‬ ‫ر ال‬ ‫ا‬

‫م‬ ‫ال س‬ ‫ال‬ ‫ر ال‬ ‫ا‬

‫ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻳﻮﺯﻉ ﻣﺠﺎﻧﺎ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺑﻴﻌﻪ ﻭﺗﺪﺍﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻮﺍﻕ‬

‫مي‬ ‫الت‬
‫م‬ ‫ال س‬
‫ا"ية ليس للحفظ ) محذوفة (‬
‫الو دة ال ال ة‬

‫الدر ا و م ال ر ال ر‬
‫‪: AÉ°ùædG IQƒ°S øe‬‬
‫م ‪-1‬‬ ‫يا ا‬ ‫‪10-1 äÉjB’G‬‬

‫ﭑﭒﭓ‬

‫ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬
‫ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯔﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟ‬
‫الكﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯥﯦ‬ ‫ﯠﯡﯢ ﯣﯤ م‬

‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ‬

‫‪72‬‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭑ‬
‫ﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯ‬
‫ﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺ‬
‫ﭻ ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ‬
‫ﮐﮑﮒﱪ‬

‫دق ا العلي الع‬

‫‪73‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫حواء‬ ‫خلق منها زوجها‬
‫نشر من آدم وحواء‬ ‫وبثَّ منهما‬
‫واتقوا اهلل الذي تساءلون به أي يسأل بعضكم بعضا فيقول أسالك باهلل‬
‫واتقوا األرحام أن تقطعوها‬ ‫واالرحام‬
‫والتستبدلوا احلرام (بأكلكم أموالهم) باحلالل من‬ ‫والتتبدلوا اخلبيث بالطيب‬
‫أموالكم‬
‫أن أكلها كان إثما عظيما‬ ‫انه كان حوبا ً كبيرا ً‬
‫وان خفتم أالتقسطوا في أال تعدلوا في يتامى النساء‪.‬‬
‫اليتامى‬
‫مهورهن‪.‬‬ ‫صدقاتهن‬
‫عطية‪.‬‬ ‫نحلة‬
‫طيبا ً‬ ‫هنيئا ً‬
‫حالال ً ال تبعة فيه‬ ‫مريئا ً‬
‫ضعاف ‪ ،‬العقول‪ ،‬املبذرون ألموالهم‬ ‫السفهاء‬
‫أي تقوم مبعاشكم‬ ‫التي جعل اهلل لكم قياما ً‬
‫اختبروا عقولهم‬ ‫وابتلوا اليتامى‬
‫أبصرمت منهم صالحا ً‬ ‫فإن اَنستم منهم رشدا ً‬
‫مبادرين إلى أكلها وإنفاقها مخافة كبرهم‬ ‫وبدارا ً أن يكبروا‬
‫قسمة امليراث‬ ‫القسمة‬
‫أوالدا ً صغارا ً‬ ‫ذرية ضعافا ً‬
‫جميالً لطيفا ً‬ ‫سديدا ً‬

‫‪74‬‬
‫ال‬ ‫ا‬

‫ﭧﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮁﮂ ﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉ ﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓﯔﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠ‬
‫ﯡﯢ ﯣﯤﯥ ﯦ ﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬
‫ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ‬
‫ﯿ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ‬
‫ﰎﰏ‬

‫يا أيها الناس خافوا اهلل الذي أنشأكم من نفس واحدة هي آدم (ع ) وحواء (ع) ونشر‬
‫منها خالئق كثيرة ذكورا ً وإناثا ً‪ .‬ويا أيها الناس راقبوا اهلل الذي يناشد بعضكم بعضا ً‬
‫به‪ .‬حيث يقول‪ :‬أسألك باهلل‪ ،‬وأنشدك باهلل‪ ،‬واحذروا أن تقطعوا أرحامكم‪ .‬إن اهلل‬
‫مراقب جلميع أحوالكم‪.‬‬

‫أعطوا اليتامى الذين مات آباؤهم وهم دون سن البلوغ‪ -‬وكنتم عليهم أوصياء‬
‫أموالهم إذا وصلوا سن البلوغ‪ .‬وال تأخذوا اجليد من أموالهم‪ ،‬وجتعلوا مكانه الرديء‬

‫‪75‬‬
‫من أموالكم وال تخلطوا أموالهم بأموالكم لتحتالوا بذلك على أكل أموالهم‪ .‬إ ّن‬
‫من جت ّرأ على ذلك فقد ارتكب إثما ً عظيما ً‪.‬‬

‫وإن خفتم من عدم العدل بني الزوجات‪ ،‬فاقتصروا على واحدة ‪ ،‬أو على ملك اليمني‪،‬‬
‫مهورهن عط ّية واجبة عن طيب نفس‬
‫ّ‬ ‫أقرب إلى عدم اجلور والتعدي‪.‬وأعطوا النساء‬
‫أنفسهن لكم عن شيء من املهر‪ ،‬فوهبنه لكم فخذوه‪ ،‬وتص ّرفوا‬
‫ّ‬ ‫منكم‪ ،‬فإن طابت‬
‫فيه فهو حالل طيب‪ .‬وال تعطوا‪ -‬أيها األوصياء‪ -‬من يبذر‪ ،‬من الرجال والنساء‬
‫والصبيان‪ ،‬أموالهم فيضيعوها بسوء تدبيرهم‪ ،‬وأنفقوا عليهم منها‪ ،‬إطعاما ً‬
‫وإكسا ًء‪ ،‬وقولوا لهم قوال ً معروفا ً ل ّيناً‪ ،‬كقولكم لهم‪ :‬إذا رشدوا س ّلمنا إليكم‬
‫أموالكم‪.‬واختبروا من حتت أيديكم من اليتامى عند وصولهم سن البلوغ‪ ،‬فإن علمتم‬
‫منهم صالحا ً في دينهم ‪ ،‬وقدرة على حفظ أموالهم‪ ،‬فسلموها لهم من دون تأخير‪،‬‬
‫وال تسرعوا في إنفاقها وتبذروها في غير موضعها إسرافا ً في أكلها قبل أن يكبر‬
‫اليتامى فيأخذوها منكم‪ .‬ومن كان منكم –أيها األوصياء‪ -‬غنياً‪ ،‬فليكن عفيفا ً وال‬
‫يأخذ من مال اليتيم شيئاً‪ ،‬وال يأخذ أجرا ً على وصايته ومن كان فقيرا ً منكم‪ -‬أيها‬
‫األوصياء‪ -‬فليأخذ بقدر حاجته عند الضرورة‪ ،‬واذا سلمتم إلى اليتامى أموالهم‪ ،‬بعد‬
‫حقهم كامالً إليهم‪ ،‬حتى‬
‫بلوغهم الرشد‪ ،‬فأشهدوا على ذلك شهوداً‪ ،‬ضمانا ً لوصول ّ‬
‫ال ينكروا ذلك‪ .‬ويكفيكم أن اهلل شاهد عليكم‪ ،‬ومحاسب لكم على ما فعلتم‪.‬‬

‫ﭧﭨﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭧﭨﭩﭪﭫ ﭬﭭﭮﭯ‬

‫‪76‬‬
‫ﭰﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭻ‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃ ﮄﮅﮆ‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬

‫واملراد من ذلك ان للذكور صغار ا ً و كبارا ً نصيبا ً شرعه اهلل فيما تركه الوالدان واألقربون‬
‫من املال‪ ،‬قليالً كان أو كثيراً‪ ،‬في أنصبة محدودة واضحة فرضها اهلل‪ -‬ع ّز وجل‪ -‬لهؤالء‪.‬‬
‫وللنساء كذلك‪ .‬وإذا حضر قسمة امليراث من قرابة امليت ممن الحقّ لهم في‬
‫التركة والفقراء فأعطوهم شيئا ًمن هذه التركة تطيبا ًخلواطرهم‪ ،‬وقولوا لهم قوال ًحسنا ً‪.‬‬
‫يتذكر أن اهلل‪-‬سبحانه‪ -‬يراقب من حتت‬
‫ّ‬ ‫وصيا ً على اليتامى أن‬
‫‪.‬وعلى من يكون ّ‬
‫أيديهم من اليتامى لذلك وجب حفظ أموالهم‪ ،‬وحسن تربيتهم‪ ،‬ودفع األذى عنهم‪،‬‬
‫وليقولوا لهم ما يقولونه ألوالدهم من عبارات العطف واحلنان‪.‬‬
‫إن الذين يعتدون على أموال اليتامى‪ ،‬فيأخذونها بغير حقّ ‪ ،‬إمنا يأكلون نارا ً تتأجج في‬
‫بطونهم يوم القيامة‪ ،‬وسيدخلون نارا ً هائلة مستعرة يقاسون ح ّرها‪.‬‬

‫لي ال‬ ‫بر م ر‬


‫‪.1‬حقوق النساء واأليتام‪ -‬وبخاصة اليتيمات‪ -‬وهم حتت وصاية األولياء واألوصياء مق ّرة‬
‫ومحفوظة كما شرعها اهلل سبحانه‪.‬‬
‫‪ .2‬كرامة املرأة وكيانها محفوظان‪ ،‬واليجوز العبث بحقوقها التي فرضها اهلل كاملهر‪،‬‬
‫وامليراث‪ ،‬وإحسان العشرة‪.‬‬
‫‪ .3‬حرمة أكل أموال اليتامى ووجوب مراعاتهم‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ة‬ ‫ا‬
‫وأنصفتهن من ظلم اجلاهلية‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬قررت هذه السورة حقوق النساء في امليراث والزواج‪،‬‬
‫وتقاليدها الظاملة املهينة للنساء‪ .‬حدثنا عن هذا الظلم‪ ،‬وعن هذه التقاليد اجلائرة‬
‫بحق النساء‪.‬‬
‫‪.2‬أطلق على هذه السورة تسمية‪( :‬سورة النساء)‪ .‬أجب عن اآلتي‪:‬‬
‫أ‪-‬ما سبب هذه التسمية؟‬
‫ب‪ .‬اقترح وسائل وأساليب تعتقد أنها تشارك في رفع مكانة املرأة في مجتمعنا‪،‬‬
‫وجتعلها عنصرا ً فاعالً‪ ،‬مثلما أراد ديننا اإلسالمي العظيم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫أين مكان العبد الصالح؟ وما الع‪G‬قة التي يعرف بها؟ وماذا أخذ‬
‫موسى )ع( معه؟ وما عبرة وغاية ذلك؟ ومن اصطحب معه في سفره؟‬

‫القرآن‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ال‬


‫ال ل‬ ‫ال م س وال‬
‫‪0‬اذا عاتب ا‪ 6‬تعالو موسى )ع( ؟ وضح ذلك ‪.‬‬
‫في يوم من األيام خطب موسى‪-‬عليه السالم‪-‬في بني إسرائيل‪ ،‬ووعظهم موعظة‬
‫بليغة‪ ،‬فاضت منها العيون‪ ،‬ورقت لها القلوب‪ ..‬ثم انصرف عائ ًدا من حيث جاء‪ ،‬فتبعه‬
‫رجل وسار خلفه حتى إذا اقترب منه‪ ،‬سأله قائالً‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬هل في األرض أعلم‬
‫منك؟ قال‪ :‬ال فعتب اهلل على موسى (ع) إذ لم يردَّ العلم هلل‪-‬سبحانه‪-‬فأوحى إليه‬
‫أن في مجمع البحرين عب ًدا هو أعلم منك‪ ،‬فنهض موسى (ع)‪ ،‬وسأل ربه عن عالمة‬
‫يعرفه بها‪.‬‬
‫فأوحى اهلل إليه أن يأخذ معه في سفره حوت ًا ميتًا أي (سمكة ميتة)‪ ،‬وفي املكان الذي‬
‫ستعود احلياة فيه إلى احلوت فسيجد العبد الصالح‪ ،‬فأخذ موسى سمكة ميتة في‬
‫وعاء‪ ،‬ثم انطلق ملقابلة العبد الصالح‪ ،‬واصطحب معه في هذه الرحلة يوشع بن نون‪،‬‬
‫وكان غالما ً صغيرا ً‪.‬‬
‫سار موسى مع غالمه سيرا ً طويالً حتى وصال إلى صخرة كبيرة بجوار البحر‪ ،‬فجلسا‬
‫يستريحان عندها من أثر السفر‪ ،‬فوضعا رأسيهما وناما‪ ،‬حتى استيقظ الفتى يوشع‬
‫بن نون قبل أن يستيقظ موسى‪ ،‬فرأى شيئًا عجي ًبا‪ ،‬رأى أن احلوت حترك ودبت فيه احلياة‪،‬‬
‫ثم سقط احلوت بجوار الشاطئ‪ ،‬وجاء موج البحر فحمله إلى الداخل‪ ،‬فلما استيقظ‬
‫موسى نسي الفتى أن يخبره مبا حدث وأخذا يسيران في طريقهما ملقابلة الرجل‬
‫متى عرف موسى )ع( مكان العبد الصالح ؟ وكيف ؟‬ ‫الصالح‪.‬‬
‫ومرت الساعات ومازال موسى (ع) وغالمه يسيران بجد ونشاط ملقابلة الرجل‬
‫أحس موسى باجلوع‪ ،‬فطلب الى فتاه أن يحضر احلوت (السمكة)‪ ،‬فأخبر‬
‫الصالح‪ ،‬حتى َّ‬
‫موسى (ع) أنه نسيه هناك عند املكان الذي جلسا فيه ليستريحا من أثر التعب‪ ،‬وقد‬
‫أحياه اهلل‪ ،‬ثم قفز وأخذ طريقه في البحر‪ ،‬فأخبره موسى (ع) أن هذا هو املكان الذي‬
‫يريده‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫جالسا‬
‫ً‬ ‫س‪ /‬ماذا وجد ورجع موسى (ع) وغالمه إلى تلك الصخرة التي نسيا عندها احلوت‪ ،‬فوجدا رجال‬
‫مغطى بثوب‪ ،‬فأقبل عليه موسى (ع) وألقى عليه السالم‪ ،‬فكشف العبد الصالح‬ ‫ً‬
‫الغطاء عن وجهه وقال‪ :‬وهل بأرضك من سالم ياموسى؟‬
‫عجب موسى (ع) من معرفة الرجل باسمه ‪ ،‬فسأله ‪ :‬ومن أعلمك باسمي ؟فقال‬
‫العبد الصالح ‪:‬أعلمني الذي أرسلك إلي َّ‪.‬‬
‫فطلب موسى (ع) الى العبد الصالح اإلذن له مبرافقته ليقتبس من علمه ما‬
‫يرشده في حياته ‪ :‬ماذا طلب موسى )ع( من العبد الصالح ؟ وبم رد عليه العبد الصالح ؟‬

‫ﭧﭨﱫﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱪ‬
‫الكهف‪٦٦ :‬‬

‫فقال العبد الصالح‪ :‬أما يكفيك أن التوراة بيديك‪ ،‬وأن الوحي يأتيك‪ .‬يا موسى إن‬
‫لي علما ً ال ينبغي لك أن تعلمه‪ ،‬وإن لك علما ً ال ينبغي لي أن أعلمه‪ .‬ثم قال العبد‬
‫الصالح ملوسى ( ع) ما حكاه اهلل تعالى‪:‬‬

‫ﮡ ﮢﮣﮤﮥ‬ ‫ﱫﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫ﮦ ﮧ ﱪ الكهف‪٦٨ - ٦٧ :‬‬
‫ماذا قال العبد الصالح ‪0‬وسى )ع( بعد أن طلب مرافقتة؟ وما رد موسى؟ وماذا اشترط على موسى )ع(؟‬

‫أي إنك لن تستطيع الصبر على أفعالي ‪ ،‬ألني سأقوم بافعال ال تصبر عليها لعدم‬
‫علمك بحقيقة أسبابها ‪،‬فقال موسى عليه السالم ما حكاه قوله تعالى ‪:‬‬

‫ﱫﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﱪ‬

‫فقال العبد الصالح ماحكاه اهلل تعالى ‪:‬‬


‫ﱫﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﱪ‬

‫‪80‬‬
‫ما أول فعل قام به العبد الصالح ؟ وبماذا اعترض موسى )ع( ؟‬

‫فال تسألني عن شيء حتى أخبرك أنا ‪ ،‬فوافق موسى عليه السالم على َّأال يعترض‬
‫على أي شيء يفعله ‪ ،‬ثم انطلقا ميشيان على ساحل البحر ‪ ،‬حتى مرت بهما سفينة‬
‫‪ ،‬فعرفوا العبد الصالح فحملوهما بال أجر ‪ ،‬فلما ركبا السفينة عمد العبد الصالح‬
‫اخلضر (ع) إلى فأس ‪ ،‬فقلع لوحا من ألواح السفينة ‪ ،‬بعد أن أصبحت في جلة البحر‬

‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﱪ الكهف‪٧١ :‬‬

‫فقال له موسى مستنكرا ‪ :‬أخرقت السفينة لتغرق الركاب ؟ لقد فعلت شيئا‬
‫عظيما هائال ‪ ،‬يروى أن موسى ملا رأى ذلك أخذ ثوبه فجعله مكان اخلرق ‪ ،‬ثم قال‬
‫عمدت إلى سفينتهم فخرقتها‬
‫َ‬ ‫للعبد الصالح (اخلضر) (ع) ‪ :‬قوم حملونا بغير أجر ‪،‬‬
‫لتغرق أهل السفينة ‪ ،‬لقد فعلت أمرا َ منكرا ً عظيما! ! فتبسم العبد الصالح وقال‬
‫ملوسى (ع) ألم أقل لك أنك ال تستطيع معي صبرا ؟‬
‫ما ثاني فعل قام به العبد الصالح ؟ وبماذا اعترض موسى )ع( ؟‬

‫ﭧﭨﱫﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ‬
‫ﰒﰓﰔﰕﰖ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛ ﱪ‬
‫الكهف‪٧٥ - ٧٤ :‬‬

‫ثم سارا جتاه القرية‪ ،‬وفي الطريق رأى اخلضر (ع) غالما ً ظريفـا ً يلعـب مع الغلمان‬
‫نفسا بغير وجه‬
‫فأقبل عليه وقتله‪ ،‬فلما رأى موسى ذلك أنكر عليه ما فعل‪ ،‬ألنه قتل ً‬
‫فذكره العبد الصالح بأنه لن يستطيع معه صبرًا‪.‬‬
‫حق‪َّ .‬‬

‫فأحس موسى (ع) أنه قد تسرَّع في السؤال عن سبب مقتل هذا الغـالم‪ ،‬فاعتذر‬
‫للعبد الصالح ‪ ،‬ووعده أنه إن سأله عن شيء بعد ذلك فليفارقه‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ما ثالث فعل قام به العبد الصالح ؟ وبماذا اعترض موسى )ع( ؟‬

‫ﭧ ﭨ ﱫ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭩ ﭪ ﱪ الكهف‪٧٦ :‬‬
‫فقبل العبد الصالح عذر موسى (ع) في هذه املرة أيضاً‪ ،‬وسارا في طريقهما‬
‫حتى بلغ قرية ما‪ ،‬فطلبا الى أهلها طعاما ً فرفضوا‪ ،‬وبينما هما يسيران‪ ،‬وجدا فيها‬
‫جدارا ً ضعيفا ً مائالً معرَّضا ً للسقوط‪ ،‬فاقترب اخلضر (ع) منه‪ ،‬وقام بإصالحه وتقويته‪،‬‬
‫فتحير موسى في أمر هذا العبد الصالح‪ ،‬وتعجب من سلوكه مع أولئك الذين رفضوا‬
‫أن يطعموهما‪ ،‬وذكر العبد الصالح أنه يستحق أن يأخذ أجرا ً على ما فعل‪.‬‬

‫ﭧﭨﱫﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬
‫ﮃ ﮄ ﱪ الكهف‪٧٧ :‬‬
‫ما تفسير العبد الصالح ‪0‬وسى )ع( على فعلة ا‪j‬ول ؟‬
‫فأخبره العبد الصالح أنه الب َّد من أن يفارقه ‪ ،‬وأخذ يفسر له ما حدث ؛ فبني له‬
‫أن السفينة كانت ملساكني يعملون عليها في نقل الركاب من ساحل إلى ساحل‬
‫مقابل أجر زهيد‪ ،‬وكان هناك ملك جبار يأخذ كل سفينة صاحلة من أهلها ظل ًما‬
‫وعدواناً‪ ،‬وأنه أراد أن يعيبها بكسر أحد األلواح حتى ال يأخذها ذلك الطاغية‪ ،‬ألنه ال‬
‫يأخذ السفن التالفة‪.‬وأن الغالم الذي قتله كان أبواه مؤمنني‪ ،‬وكان هذا الغالم كافراً‪،‬‬
‫فرأى أن قتله فيه رحمة بأبويه وحفاظا ً على إميانهما حتى ال يتابعانه على دينه‪ ،‬وعسى‬
‫اهلل أن يرزقهما غالما ً غيره خيرا ً منه دينا ً وخلقا ً وأكثر منه برا ً‪.‬‬
‫وأن اجلدار كان ملكا ً لغالمني يتيمني وكان أبوهما صاحلا‪ ،‬وكان حتت اجلدار كنز من‬
‫الذهب‪ ،‬ولو تركه حتى يسقط لظهر هذا الكنز‪ ،‬ولم يستطع الغالمان لضعفهما‬
‫أن يحافظا عليه‪ ،‬لذلك أصلح اجلدار لهما حتى يكبرا ويأخذا كنزهما بسبب صالح‬
‫أبيهما ‪ ،‬فإن صالح اآلباء تصل بركته إلى األبناء‪.‬ثم ابتسم العبد الصالح واخبر موسى‬
‫ما تفسير العبد الصالح ‪/‬وسى )ع( على فعلة الثاني ؟‬

‫ما تفسير العبد الصالح ‪/‬وسى )ع( على فعلة الثالث ؟‬ ‫‪82‬‬
‫(ع) ‪ ،‬بان مافعله لم يكن باجتهاده امنا بأمر اهلل تعالى‪.‬‬

‫ﭧ ﭨ ﱫ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮒﮓ ﮔﮕﮖﮗﮘﮙ ﮚﮛﮜ ﮝﮞ‬
‫ﮟﮠﮡ ﮢﮣﮤﮥﮦ ﮧﮨﮩﮪﮫ‬
‫ﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ‬
‫ﯚﯛﯜ ﯝﯞﯟ ﯠﯡﯢ ﯣﯤ ﯥﯦ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﱪ‬
‫الكهف‪٨٢ - ٧٨ :‬‬
‫‪0‬اذا أمر ا‪ 6‬تعالى نبيه موسى )ع( بإتباع العبد الصالح ؟ وما الحكمة التي توصل إليها موسى )ع(‬

‫اتضح ملوسى (ع) من خالل مرافقته للعبد الصالح أن فوق كل ذي علم عليم مع‬
‫وجوب الصبر على ما ال طاقة للعلم به‪.‬‬

‫الق ة وزاري‬ ‫وال ر‬ ‫ال و‬ ‫مهم جداً‬


‫‪.1‬العلم الكلي هلل سبحانه وتعالى وان جميع اخلالئق وجميع األنبياء عليهم السالم‬
‫علمهم من عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ .2‬األحداث التي وردت في قصة العبد الصالح الذي اتبعه موسى(ع) ليسترشد بعلمه‬
‫هي رحمة من اهلل تعالى لعباده الفقراء وشموله ببره ولطفه ورعايت ِه‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻠﻮل أﺳﺌﻠﺔ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ﺗﻠﻜﻮﻧﻬﺎ ﺑﺸﺒﻜﺔ ﻛﻴﻠﻮا اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺤﻠﻮل ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪاً ﺟﺪاً‬
‫ة‬ ‫ا‬
‫‪ .1‬ما العبرة من أخذ موسى (ع) وفتاه حوتا ميتا في سفرهما؟‬
‫‪ .2‬ملاذا أمر اهلل سبحانه وتعالى نبيه موسى (ع) باتباع العبد الصالح وما احلكمة‬
‫التي توصل اليها موسى (ع) ؟‬
‫‪ .3‬ملاذا كانت مخالفة موسى (ع) ألفعال العبد الصالح سريعة ومباشرة ؟‬
‫‪ .4‬من العبد الصالح املذكور في القصة ؟‬

‫‪84‬‬
‫مطلوب من عندك للحفظ ) مهم (‬

‫ال ر‬ ‫ال‬ ‫ال ل م ا‬ ‫ال‬


‫م س ة ال‬
‫للشرح واحلفظ‬

‫قال ال َنبي (ص) ‪:‬‬


‫ُ‬
‫نفسـه‬ ‫وعمـل ملا بعد املوت‪ ،‬والعاجـ ُز مَن َ‬
‫أتبع‬ ‫س َم ْن دا َن نفســه ِ‬ ‫الْ َكيِّ ُ‬
‫هـواهـا ومتنى على اهلل األمانـي ‪.‬‬
‫صدق رسـول اهلل (ص)‬

‫الك‬ ‫م‬

‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫العاقــل‪.‬‬ ‫الكيس‬
‫حاسبها ‪ ،‬وسيطر عليها‪.‬‬ ‫دان نفســ ُه‬
‫عمل األعمال الصاحلة التي تنفعـه في احلياة اآلخرة‬ ‫عمـل ملا بعـد املوت‬
‫ِ‬
‫بعد موته‪.‬‬
‫ضعيف العقل واإلرادة‪.‬‬ ‫العاجز‬
‫طلب الى اهلل العون والفـوز من غير أن يه ِّيئ أسبابهما‪.‬‬ ‫هلل‬
‫متنى على ا ِ‬

‫‪85‬‬
‫ماذا يب‪ q‬لنا رسول ا‪) 6‬ص( من خ‪G‬ل الحديث الشريف ؟‬

‫ر ا‬
‫متى يستمر ا@نسان على أقوالة وأفعالة ؟ ومتى يتركهما ؟‬

‫نفس ُه‬
‫يحاسب َ‬
‫ُ‬ ‫يبني لنا نبينا رسول اهلل (ص) أ َّن اإلنسا َن العاقـل َاحلاز َم ‪ ،‬هو الـذي‬
‫كل ساعة‪ .‬فإذا‬ ‫قول‪ .‬وما يقوم به من عمل في ّ‬
‫كل يوم وفي ِّ‬ ‫كل ما يصدرُ عنه من ٍ‬ ‫على ِّ‬
‫كانت تـلك األقوال وتـلك األعما ُل صاحل ًة ‪ ،‬وفيها خي ٌر لنفسه ولآلخري َن ‪ ،‬موافقة‬
‫ملا أمر به اهلل عز وجل‪ ،‬وجاء به النبي الكرمي (ص) استمر عليها‪ .‬وان وجدها مما‬
‫فيه ضررٌ وشـ ٌّر لنفسه أو لآلخرين‪ .‬ورآهـا مخالفة ملا أمر اهلل تعالى‪ ،‬ومنافية لسن ِة‬
‫وزاري ‪ /‬ما ا‪0‬قصود بالكيس ؟‬ ‫رسول ِه(ص) تركها وابتعد منها‪ ،‬ولم يعاودها‪.‬‬
‫سخ ُر أعماله في هذه احلياة ملا ينفعـه في احلياة اآلخرة‪ .‬فيلتـز ُم‬
‫فالعاقل ُهو الذي يُ ِ‬
‫ويعمل الصاحلات التي ينال بها رضا اهلل ورحمته‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫أوامر اهلل تعالى‪ ،‬ويجتنب نواهيـه‪،‬‬
‫ويسعى ملا يحققُ منفعة لنفس ِه ولآلخرين فتجلب له الـذكر احلسن بني الناس‪.‬‬
‫َ‬
‫يخالف اإلنسا ُن الشريعـة اإلسالميـة‪ ،‬وينقاد لشهواته غير‬ ‫وانه ملن ضعف العقـل أن‬
‫يطلب من‬
‫َ‬ ‫تنتج الش ّر والضرر لنفس ِه وللناس‪ ،‬وأن يبل َغ به الغرور إلى أن‬
‫ُ‬ ‫املباحة ‪ ،‬التي‬
‫اهلل تعالى اخليرَ وهو لم يُـقـدم عمالً صاحلـا ً يقـربُه إليه سبحان ُه وتعالى ويتمنى على‬
‫اهلل األماني وهو مقصر ومذنب ‪ .‬متى يوصف ا‪v‬نسان بضعف العقل ؟ أو ما تعريف العاجز ؟‬
‫فال ب َّد من أن يكون للمسلم وقت يخلو فيه بنفسه فيراجعها ويحاسبها يوميا‬
‫بل في ّ‬
‫كل ساعة ‪ ،‬لينظر في أفعاله وأقواله قبل أن يحاسبها اهلل يوم القيامة ‪ ،‬فان‬
‫أذنب ن ِدم على ما صدر عنه من ذنب وعاهــد اهلل على التوب ِة من الذنب واجتهد في‬
‫طلب املغفرة الى اهلل تعالى بالتقرب إليه بالطاعات من استغفار وإعطاء الصدقات‬
‫وإغاثة امللهوف ‪ ،‬وصلة الرحم وتعاون وعيادة املرضى وإدخال السرور على قلوب املؤمنني‪،‬‬
‫وغيرها من أعمال البرِّ الكثيرة ؛ ليمحو بهذه األعمال ما اقترفه من ذنب ‪ ،‬إذن ‪ ،‬يجب‬
‫النظر فيما قدمت أنفسنا من الزاد ليوم املعاد ‪0 ،‬اذا يجب أن |يوجل ا‪0‬سلم التوبة وا|ستغفار ؟‬
‫وأن ال يؤجل التوبة واالستغفار معتمدا ً على شبابه وصحته فذلك هو من العقل له‪،‬‬
‫فال تـدري نفس بأي أرض متوت وال في أي ساعة ترحل ‪ ،‬فالعاقـل هو من جعل دار‬

‫كيف يكون العمل ‪0‬ا بعد ا‪0‬وت ؟ كيف تكون مراجعة وماحسبة النفس ؟‬
‫‪86‬‬
‫إقامته األبدية في اآلخرة دار سعادة وهناء مبحاسبته الدائمة لنفسه والتزامه أوامر‬
‫اهلل تعالى واجتناب نواهيه ‪.‬‬
‫وزاري ‪ +‬مهم يعلمنا رسول اهلل (ص) في هذا احلديث الشريف‪:‬‬
‫قول وعمل‪ ،‬قبل أن يُحاسبنا غيرنا‬
‫منـا من ٍ‬
‫كل ما يصدرُ ّ‬‫حـاسب أنفسنـا على ّ‬
‫ِ‬ ‫نـ‬
‫‪.1‬أن ُ‬
‫قال رسول اهلل (ص)‪:‬‬
‫وزنوهـا قبل أن تُـــوزنـوا )‪.‬‬ ‫ُ‬
‫(حاسبـوا أنفسكم قبل أن تاسبــوا ِ‬
‫‪ .2‬أن نزِن أعمالنا وأقـوالنا مبقـدار موافــقتها للشريعة اإلسالمية ومبدى ما ُ‬
‫تـقربنا‬
‫وجل) ‪ .‬ومبا جتلبـه هذه األعمال واألقوال من خير لنا ولآلخرين‪ ،‬وما‬
‫من رضا اهلل (ع ّز ّ‬
‫ذكر حسن بني الناس ‪.‬‬
‫نترك ُه من ٍ‬
‫‪ .3‬ويعلمنا أن الغايات واملطالب التدرك بالتمني‪ ،‬امنا تدرك بالعمل الصالح والسعي‬
‫املتواصل والصبر‪ ،‬ومجاهدة النفس ‪ ،‬واعداد مستلزمات النجاح‪.‬‬

‫ﺷﺒﻜﺔ ﻛﻴﻠﻮا اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻮﻓﺮﺗﻠﻜﻢ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﳊﻠﻮل اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ ) ﻻدوخ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻴﻬﻦ ﺣﻠﻬﻦ ﻣﻮﺟﻮد (‬
‫ة‬ ‫ا‬
‫‪َ .1‬من الك ِّيس الذي ذكره النبي (ص)؟ وزاري‬
‫ِ‬
‫‪.2‬مباذا تدرك املطالب‪ ،‬وتنال الغايات؟ وزاري‬
‫‪.3‬بأي شيء نزن أعمالنــا ؟ وزاري‬
‫‪.4‬كيف يكون العمل ملا بعد املوت؟‬
‫‪.5‬النفس كثيرة الشهوات كيف تكبح جماحها؟ وزاري‬
‫‪.6‬أن نكون من أهل اجلنة املتنعمني بنعيمها غاية أمانينا ‪ ،‬فهل ندرك ذلك بالتمني؟‬

‫‪87‬‬
‫هذا ا‪0‬وضوع ضمن لحذف غير مطلوب من عندك‬

‫ب‬ ‫الراب‬ ‫ال‬


‫اإلسال‬ ‫ا ت‬ ‫مة ل‬ ‫ر‬

‫اإلسالم‬ ‫ا ت‬ ‫م‬
‫يتألف الهيكل العام لالقتصاد من ثالثة مبادئ رئيسة ‪ ،‬وميتاز بذلك من مذهب‬
‫االقتصاد االشتراكي واملذهب الرأسمالي في خطوطه العريضة‪ ،‬وهذه املبادئ هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ امللكية املزدوجة ( امللكية ذات األشكال املتنوعة) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ احلرية االقتصادية في نطاق محدود‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ العدالة االجتماعية‪.‬‬

‫و ة‬ ‫ا كية ا‬ ‫م‬
‫يختلف اإلسالم عن الرأسمالية واالشتراكية في نوع امللكية التي يقررها اختالفا ً‬
‫جوهرياً‪ ،‬فاجملتمع الرأسمالي يؤمن بامللكية اخلاصة‪ ،‬قاعدة عامة‪ ،‬فهو يسمح‬
‫لألفراد بامللكية اخلاصة خملتلف أنواع الثروة في البالد تبعا ً لنشاطاتهم وظروفهم‪،‬‬
‫وال يعترف بامللكية العامة‪.‬واجملتمع االشتراكي على العكس متاما ً من ذلك ‪ .‬فإن‬
‫كل أنواع الثروة في البالد‪.‬‬
‫امللكية االشتراكية فيه هي املبدأ العام الذي يطبق على ّ‬
‫وليست امللكية اخلاصة لبعض الثروات في نظره إال شذوذا ً واستثناء‪ ،‬قد يعترف به‬
‫أحيانا ً بحكم ضرورة اجتماعية قاهـرة‪.‬وعلى أساس هاتني النظرتني املتعاكستني‬
‫للرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬يطلق اسم‪( :‬اجملتمع الرأسمالي) على كل مجتمع يؤمن‬
‫بامللكية اخلاصة بوصفها املبدأ الوحيد‪ ،‬وبالتأميم بوصفه استثناء ومعاجلة لضرورة‬
‫اجتماعية‪.‬كما يطلق اسم‪( :‬اجملتمع االشتراكي) على كل مجتمع يرى امللكية‬
‫العامة(ملكية الدولة) هي املبدأ‪ ،‬واليعترف بامللكية اخلاصة إال في حاالت استثنائية‪.‬‬
‫أما اجملتمع اإلسالمي فال تنطبق عليه الصفة األساسية ِّ‬
‫لكل من اجملتمعني ‪،‬‬

‫‪88‬‬
‫بل إنه يقرر األشكال اخملتلفة للملكية في وقت واحد‪ ،‬فيضع بذلك مبدأ امللكية‬
‫املزدوجة (امللكية ذات األشكال املتنوعة)‪ ،‬بدال من مبدأ الشكل الواحد للملكية‪،‬‬
‫الذي أخذت به الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬فهو يؤمن بامللكية اخلاصة‪ ،‬وامللكية العامة‬
‫وملكية الدولة‪.‬‬
‫ولهذا كان من اخلطأ أن يسمى اجملتمع اإلسالمي مجتمعا ً رأسماليا وان سمح‬
‫بامللكية اخلاصة لعدة من رؤوس األموال ووسائل االنتاج‪ ،‬ألن امللكية اخلاصة عنده‬
‫ليست هي القاعدة العامة‪ .‬ومن اخلطأ أن نطلق على اجملتمع اإلسالمي اسم اجملتمع‬
‫االشتراكي‪ ،‬وان أخذ مببدأ امللكية العامة‪ ،‬وملكية الدولة في بعض الثروات ورؤوس‬
‫األموال‪.‬‬
‫وال يعني هذا أن اإلسالم مزج بني املذهبني‪ :‬الرأسمالي واالشتراكي‪ ، ،‬وامنا يعبر ذلك‬
‫التنوع في أشكال امللكية عن أصالة أسس االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬النابعة من مجموعة‬
‫القيم واملفاهيم اإلسالمية‪،‬التي تناقض األسس والقواعد والقيم واملفاهيم التي‬
‫ِ‬
‫قامت عليها الرأسمالية احلرة واالشتراكية املاركسية‪.‬‬
‫وإن ما يثبت صحة االقتصاد اإلسالمي باتباعه مبدأ امللكية املزدوجة‪ ،‬مانالحظه‬
‫من واقع التجربتني الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬فإ َّن كلتا التجربتني اضطرتا الى االعتراف‬
‫بالشكل اآلخر للملكية الذي اتبعته ‪.‬‬

‫و‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ا ر ةا ت‬ ‫م‬


‫وهو املبدأ الثاني من مبادئ االقتصاد اإلسالمي ‪،‬إذ يسمح لألفراد على الصعيد‬
‫االقتصادي بحرية محدودة‪ ،‬بحدود من القيم املعنوية واخللقية التي يؤمن بها اإلسالم‪.‬‬
‫وفي هذا الركن جند أيضا االختالف البارز بني االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الرأسمالي‬
‫واالشتراكي‪ .‬ميارس األفراد حريات غير محدودة في ظل االقتصاد الرأسمالي‪،‬‬
‫وبينما يصادر االقتصاد االشتراكي حريات اجلميع‪ ،‬في حني يقف اإلسالم موقفه الذي‬
‫يوافق مع طبيعته العامة‪ ،‬فيسمح لألفراد مبمارسة حرياتهم ضمن نطاق القيم واملثل‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫التي تهذب احلرية وتصقلها وجتعل منها أداة خير لإلنسانية كلها‪ .‬وفي اجملتمع‬
‫اإلسالمي أطر فكرية وروحية لها قوتها املعنوية الهائلة‪ ،‬وتأثيرها الكبير في التكوين‬
‫الذاتي للفرد املسلم فتدفعه للعمل على حفظ حقوق وحريات وأموال افراد اجملتمع‬
‫اإلسالمي وتوجيهها توجيها ً مهذبا ً صاحلاً‪ ،‬من دون أن يشعر األفراد بسلب شيء من‬
‫حريتهم‪ ،‬ألن التحديد نبع من واقعهم الروحي والفكري‪ ،‬فال يجدون فيه كبتا حلرياتهم‪،‬‬
‫إذ تؤدي احلرية في ظله رسالتها الصحيحة‪ .‬فقد كان للتحديد الذي وضعه اإلسالم‬
‫‪ ،‬دوره اإليجابي الفعال في ضمان أعمال البرِّ واخلير ‪ ،‬التي تتمثل في إقدام املاليني‬
‫من املسلمني مبلء حريتهم ضمن ذلك التحديد‪ ،‬على دفع الزكاة وغيرها من حقوق‬
‫اهلل‪ ،‬واالشتراك في حتقيق مفاهيم اإلسالم عن العدل االجتماعي‪ ،‬ولو كان هؤالء‬
‫املسلمون يعيشون التجربة اإلسالمية الكاملة‪ ،‬وكان مجتمعهم جتسيدا ً كامالً‬
‫لإلسالم في أفكاره وقيمه‪ ،‬وتعبيرا ً عمليا ً عن مفاهيمه ومثله النتشر العدل بني‬
‫الناس وسادت الرفاهية ولم جتد فقيرا ً معوزا ً‪.‬‬
‫ية‬ ‫ال الة ا‬ ‫م‬
‫املبدأ الثالث في االقتصاد اإلسالمي هو مبدأ العدالة االجتماعية التي جسدها‬
‫اإلسالم‪ ،‬فيما زود به نظام توزيع الثروة في اجملتمع اإلسالمي من عناصر وضمانات‬
‫كالزكاة واإلرث والصدقة‪ ،‬ومبا يكفل للتوزيع قدرته على حتقيق العدالة اإلسالمية‪،‬‬
‫وانسجامه مع القيم التي يرتكز فيها‪.‬‬

‫اإلسال‬ ‫ا ت‬ ‫ا‬
‫للمذهب االقتصادي في اإلسالم صفتان أساسيتان تشعان في مختلف خطوطه‬
‫وتفاصيله‪ ،‬وهما‪ :‬الواقعية و األخالقية‪.‬‬
‫فاالقتصاد اإلسالمي اقتصاد واقعي وأخالقي معاً‪ ،‬في غايته التي يرمي الى حتقيقها‬
‫وفي الطريقة التي يتخذها لذلك‪ .‬فهو اقتصاد واقعي‪ ،‬ألنه يستهدف في قوانينه‬
‫الغايات التي تنسجم مع واقع االنسانية بطبيعتها ونوازعها وخصائصها العامة‪،‬‬
‫ويحاول دائما ً أأل َ يرهق اإلنسانية في حسابه التشريعي واليحلق بها في أجواء‬
‫‪90‬‬
‫خيالية عالية فوق طاقتها وإمكاناتها‪ ،‬وإمنا يقيم مخططه االقتصادي دائما على‬
‫أساس النظرة الواقعية لإلنسان‪ ،‬ويتوخى الغايات الواقعية التي توافق تلك النظرة‪،‬‬
‫فقد يل ُّذ القتصادٍ خيالي كالشيوعية مثال‪ ،‬أن يتبنى غاية غير واقعية‪ ،‬ويرمي إلى‬
‫حتقيق إنسانية جديدة طاهرة من كل نوازع األنانية ‪ ،‬قادرة على توزيع األعمال‬
‫واألموال بينها من دون حاجة الى أداة حكومية تباشرالتوزيع ‪ ،‬سليمة من كل‬
‫ألوان االختالف أو الصراع‪ .‬غير أن هذا ال يوافق مع طبيعة التشريع اإلسالمي وما‬
‫اتصف به من واقعية في غاياته وأهدافه بعيدا من االنانية التي تض ُّر مبصالح اآلخرين‪،‬‬
‫وهو اقتصاد أخالقي إذ طبق العدالة االجتماعية في توزيع الثروة ومنع حصر املال في‬
‫جماعة ‪،‬وانه سعى إلى رفع احليف من كل محتاج‪* .‬‬

‫ص‬ ‫د ا الص د‬ ‫د ا ا‬ ‫ا صاد ا للس د ال‬ ‫*ا صد‬


‫ا لف‬
‫ي ال د‬ ‫ا د‬ ‫د ال ا‬ ‫د ا الصد‬ ‫لد ا ا‬
‫ا‬ ‫س ا ل اإل ا‬ ‫ع‬
‫ا الصد‬ ‫ا‬ ‫اد عل‬ ‫عل ا ا ع ا ال ا ال‬
‫ا‬ ‫ل س‬
‫للد ا ال ص ال ل‬ ‫عا‬ ‫ا ال ال ف ا‬
‫ا‬ ‫للس د ال د ل ا‬
‫ال‬ ‫لس ا‬ ‫ا صاد ا‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫عل ا‬ ‫ا ال‬
‫ال ي‬
‫الس د ال د‬ ‫ال ا‬ ‫ا‬ ‫ا الس د ال د ال ا ال ا د دا ال ا‬
‫اع ل‬ ‫سا عا‬ ‫ا ال ا ا‬ ‫ا عد د ا‬
‫ا ال ا ا‬ ‫ا‬ ‫اإلعدا‬ ‫ا‬ ‫ال د‬ ‫ال ل‬
‫ال ا ال ا د‬

‫‪91‬‬
‫ة‬ ‫ا‬
‫س‪ :1‬ما مبادئ االقتصاد اإلسالمي؟‬
‫س‪ :2‬ماذا يعني مبدأ امللكية املزدوجة؟‬
‫س‪ :3‬ما املذاهب االقتصادية في العالم؟‬
‫س‪ :4‬مباذا يؤمن اجملتمع الرأسمالي؟‬
‫س‪ :5‬مباذا يؤمن اجملتمع االشتراكي؟‬
‫س‪ :6‬ما الفرق بني االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الرأسمالي؟‬
‫س‪ :7‬بأي شيء يفترق االقتصاد اإلسالمي عن االقتصاد االشتراكي؟‬
‫س‪ :8‬هل اعترف اجملتمع االشتراكي بامللكية اخلاصة‪ ،‬وما الدليل على ذلك؟‬
‫س‪ :9‬ماذا يعني مبدأ احلرية االقتصادية في نطاق محدود؟‬
‫س‪ :10‬ماذا يعني حتديد احلرية في اإلسالم؟‬
‫س‪ :11‬ماذا يعني مبدأ العدالة االجتماعية؟‬
‫س‪ :12‬ما صفات املذهب االقتصادي في اإلسالم؟‬
‫س‪ :13‬ما نظرة اإلسالم خملططه االقتصادي؟ هل هي نظرة واقعية أم خيالية؟ وضح ذلك‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫اإلسالم‬ ‫ا ت‬ ‫س‬

‫قبل أربعة عشر قرنا ً أقام اإلسالم نظاما ً اقتصاديا ً متكامالً‪ ،‬وأنشأ مجتمعا ً متكافالً‬
‫متعاوناً‪ ،‬في حني لم يكن في العالم نظام اقتصادي متكامل‪ ،‬تدعو اليه وتتبناه دولة‬
‫من الدول‪ ،‬أو فئة من الناس‪.‬‬
‫إن أهم أسس املذهب االقتصادي اإلسالمي هي ‪:‬‬

‫ل‬ ‫ل و‬ ‫ل‬ ‫ال‬


‫املبدأ االسالمي األول هو (التوحيد)‪ ،‬ويتمثل في قول رسول اهلل (ص) ‪:‬‬
‫«قولوا الاله إال اهلل تفلحوا»‬
‫فاهلل سبحانه واحد أحد‪ ،‬فرد صمد‪ ،‬خالق الكون‪ ،‬بارئ النسم وهو وحده الذي‬
‫يخص بالعبادة‪ .‬و(إياك نعبد)‪ ،‬التي تتلوها في كل صالة تعني أن فعل العبادة ال يقع‬
‫إال على مرجع الضمير املتقدم وهو اهلل ‪ ،‬فالعبادة مقصورة عليه وحده وعبادة غيره‬
‫كفر‪ ،‬وإشراك أي أنسان أو أي شيء في عبادته كفر‪.‬‬
‫إن حترير الضمير من العبودية لغير اهلل تعني أمرين‪ :‬أولهما‪ ،‬تخليه عن‬
‫عبادة العرض األدنى‪ ،‬تلك العبادة التي زجر الرسول الكرمي (ص) عنها فيما روي إذ‬
‫قال الرسول الكرمي(ص) ‪( :‬تعس عبد الدينار ‪ ..‬وعبد الدرهم‪ ...‬وعبد القطيفة‪،‬‬
‫تعس وانتكس) ومعنى تعس شقي وهلك‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬تخليه عن كل هوى باطل‪ ،‬كما ورد في سورة اجلاثية‪:‬‬

‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﱪ اجلاثية‪٢٣ :‬‬
‫فعبادة األهواء تُفسد القلب‪ ،‬وتذهب بالرؤية الباطنة التي يدرك االنسان بها‬
‫احلقائق‪ ،‬ومييز قيم احلياة‪ ،‬فيغدو اليبصر َّإال ما متيل إليه نفسه من شهوات‪.‬‬
‫فاذا حترر باطن اإلنسان‪ ،‬وتذوق جما َل سلطان احلقِّ ‪ ،‬رفض إقرار أي هيمنة أو سلطان‬

‫‪93‬‬
‫باطل في ظاهر احلياة على نفسه أو على غيره‪ ،‬وأيقن أن رسالة اإلنسان في هذه احلياة‬
‫أن يقيم على األرض حضارة قوامها سلطان اهلل تعالى‪ ..‬سلطان احلق واخلير والعدل‪.‬‬
‫الذي يتحرر به البشر‪ -‬كل البشر‪-‬من أي عبودية لبشر ظالم‪ ،‬أو شهوة مهلكة‪.‬‬

‫ة‬ ‫وسي ة‬ ‫ا‬


‫يرى االقتصاد اإلسالمي أ ّن املعاش والرفاهية والتمتع بخيرات الدنيا مما ال يستغني‬
‫عنه اإلنسان‪ ،‬غير أنه ليس غاية احلياة‪ ،‬وال هدفها األساسي‪ ،‬ولقد ذ ّم الرسول الكرمي‬
‫(ص) الرهبانية‪ ،‬وأمر بالعمل الشريف النافع وابتغاء فضل اهلل‪ .‬يعبر القرآن عن‬
‫التجارة بــ(فضل اهلل)‪ ،‬وعن املال بــ(اخلير) وعن الغذاء بــ(الطيبات) من الرزق‪ ،‬وعن‬
‫اللباس بــ(زينة اهلل)‪ ،‬وعن املسكن (السكن) وهو الراحة‪ .‬وهذه كلها وسائل وليست‬
‫غايات‪ ،‬وسائل توصل اإلنسان الى مركزه احلقيقي ورسالته التي وجد من أجلها‪.‬‬

‫ا ست ا‬ ‫ول ق‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ة مك‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م ت‬


‫ي‬ ‫ا‬ ‫تك‬ ‫وال رو‬
‫هذه األمور التي ذكرها القرآن الكرمي الب َّد من أن يحصل عليها كل إنسان‪،‬‬
‫وهي‪ :‬املأكل(الطيبات) وامللبس(الزينة) واملسكن(السكن) ومن طريق العمل‬
‫الشريف‪َّ ،‬إال العاجز كالطفل والشيخ الفاني‪ ،‬ألن اإلنسان إن افتقد هذه‬
‫الضروريات انتقصت كرامته واذ ّله الفقر ‪ ،‬قال علي(عليه السالم) (لو كان الفقر‬
‫رجالً لقتلته) ألن الفقر يذل االنسان وقد كرمه اهلل وشرفه وفضله‪ .‬واإلسالم‬
‫يوجب على املسلمني أن يحفظوا لكل مسلم هذا احلد من العيش‪ ،‬ومن كان‬
‫منهم قادرا ً على أن يكسب فوق ذلك فليفعل‪ .‬وألن اإلسالم وضع األصول‬
‫التي يتبعها املسلم في املعاملة والربح واإلنفاق وأداء الضرائب التي جعلها من صلب‬
‫العبادات والفرائض‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬منع اإلسالم تكديس الثروة في أيدي عدد من الناس‪.‬‬
‫ﭧ ﭨﱫ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﱪ احلشر‪٧ :‬‬

‫‪94‬‬
‫ت‬ ‫و‬ ‫لة لت ي الت ر‬ ‫ة‬ ‫س‬
‫اإلسالم دين عملي‪ ،‬يلزم الدولة اإلسالمية وولي األمر تنفيذ أوامره ونواهيه‪ .‬ويلزم‬
‫الناس اتباعها‪ ،‬ومن خالفها ناله العقاب‪ ،‬فالقضاء اإلسالمي قادر على وضع احلق في‬
‫نصابه ‪.‬‬

‫ت ة‬ ‫ال رو ا‬ ‫اإلسالم لي ا‬ ‫مرو ة ا ت‬


‫جاء اإلسالم مكمالً جلميع الشرائع السماوية‪ ،‬وبعث محمد بن عبد اهلل (ص)‬
‫ليكون خامت النبيني‪ .‬فاإلسالم ليس مرحليا ً بل هو دين للبشرية كلها الى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وال بد لنا من أن نبني كيف ضمن اإلسالم للمجتمع مذهبا ً اقتصاديا ً صاحلا ً مهما‬
‫اختلفت األزمنة واألمكنة والظروف‪ :‬فاملذهب االقتصادي اإلسالمي فرضه اإلسالم‬
‫على نحو ال يقبل التغيير أو التعديل‪ ،‬فقد ّ‬
‫أحل أمورا ً وح ّرم أمورا ً (وحالله حالل إلى يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وحرامه حرام إلى يوم القيامة)‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬

‫ﭧﭨﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﱪ البقرة‪٢٧٥ :‬‬

‫وح ّرم اهلل االحتكار والسرقة والغش‪ ،‬مثلها مثل حترمي اخلمر وامليسر وحلم اخلنزير‬
‫وامليتة والدم‪...‬وغيرها‪.‬واألصل التشريعي في هذه األحكام هو القرآن الكرمي والسنة‬
‫النبوية‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫ﭧ ﭨ ﱫ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ‬
‫ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ‬
‫ﰑ ﰒ ﰓ ﱪ النساء‪٥٩ :‬‬
‫وولي األمر هو‬
‫ّ‬ ‫ولي األمر العادل‪.‬‬
‫النص داللة واضحة على وجوب طاعة ّ‬
‫ّ‬ ‫ففي هذا‬
‫صاحب السلطة الشرعية على أن يحكم بهدي الشريعة اإلسالمية‪ ،‬لتحقيق العدالة‬
‫بني الناس وحتقيق التوازن‪ ،‬و يكون هذا التدخل ضمن الشريعة اإلسالمية‪.‬فال يحق‬
‫ّ‬
‫يعطل قانون اإلرث‪ ،‬ولكن يسمح له‬ ‫ّ‬
‫يحل الربا‪ ،‬أو يجيز الغش‪ ،‬أو‬ ‫لولي االمر أن‬
‫ّ‬
‫بالتدخل واالشراف في األعمال املباح له التدخل فيها‪ ،‬فيمنع عنها‪ ،‬أو يأمر بها‪ .‬فإحياء‬
‫األرض‪ ،‬وبناء السدود واستخراج املعادن‪ ،‬وشقّ األنهار والطرق وغيرها من ألوان النشاط‬
‫واالجتار أعمال مباحة سمحت الشريعة بها سماحا ً عاماً‪ ،‬ووضعت لكل عمل نتائجه‬
‫التي تترتب عليه‪ .‬فاذا رأى ّ‬
‫ولي األمر أن مينع من القيام بشيء من تلك التصرفات أو‬
‫يأمر به‪ ،‬في حدود صالحياته‪ ،‬كان ذلك له‪.‬بهذا أصبح املذهب االقتصادي مرنا ً في‬
‫مجال التطبيق‪ ،‬ومرونته هذه تتمثل في معاجلة املشكالت التي تعرض للجميع في‬
‫الظروف االقتصادية واالجتماعية اخملتلفة التي م ّرت بها الدول وح ّلها وفقا ً ملبدأ العدالة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ولصالح مجموع األمة‪.‬‬

‫ة‬ ‫ا‬
‫ا‪ -‬كيف تكون العبادة للخالق وليس للمال ؟‬
‫‪ -2‬كيف يتحرر الضمير من العبودية؟‬
‫‪ -3‬ملاذا ع ّبر القرآن الكرمي عن مبدأ املال وسيلة ال غاية ؟‬
‫‪ -4‬كيف واجه االقتصاد اإلسالمي الظروف اخملتلفة ؟‬
‫‪ -5‬ما صالحيات ولي األمر لتنظيم اقتصاد البلد ؟‬

‫‪96‬‬
‫هذا ‪/‬وضوع ضمن لحذف غير مطلوب من عندك‬

‫الت‬ ‫ا م‬ ‫ال‬
‫الر لة‬

‫تشده ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مبعان سامية يجد فيها بريقا ً تسمو إليه روحه وقيما ً‬
‫ٍ‬ ‫يعت ُّز ّ‬
‫كل إنسان‬
‫فيتمنى أن يتّصف ببعض الصفات احلميدة ‪ ،‬لسم ّو تلك الصفات وشرفها وأصالتها‬
‫إذ إن الرجولة قيمة عليا يثبتها السلوك وتؤكدها املواقف ‪،‬فكم تفرح األمهات وكذلك‬
‫سن النضج وبدأوا يح ّثون اخلطى نحو البلوغ‪ .‬وترى‬
‫اآلباء حني يرون أبناءهم قد وصلوا ّ‬
‫الشاب بدأت تظهر عليه العالمات التي تنقله من عالم الطفولة إلى عالم الرجولة‪،‬‬
‫حتى بدأ يرسم لنفسه صورة الرجل الذي يو ّد أن يسلك سلوكا يُـفرحه ويجعله الئقا ً‬
‫بهذه القيمة العليا‪ ،‬وقد يعتري سلوكه كثير من األخطاء ‪ ،‬فتراه قد يستبد برأيه ‪ ،‬أو‬
‫يكثر عناده أو يصرخ مبن حوله ‪ ،‬أو غير ذلك من التصرفات اخلاطئة‪.‬‬
‫رجل قلبه ُمع ّلقٌ باملساجد؟ وأين هذا من ٍ‬
‫رجل دعته امرأ ٌة ذات‬ ‫فأين هذا من ٍ‬
‫منصب وجمال فقال‪ :‬إني أخاف اهلل؟‬
‫تصدق بصدق ٍة فـأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق ميينه؟‬
‫ّ‬ ‫وأين هذا من رجل‬
‫وأين هذا من رجلني حتابا في اهلل اجتمعا عليه وتفرقا عليه؟‬
‫ظل َّإال‬
‫ظل عرشه يوم ال ّ‬
‫أولئك ميقتهم الرحمن وهؤالء يدنيهم ويظ ّلهم في ّ‬
‫ظ ّله‪.‬‬
‫ِّ‬
‫لكل اجملتمع؛ ألنها جتعل فاعلها مسخا ً‬ ‫إن هذه السلوكيات نوا ُة شرٍّ ونذير فسادٍ‬
‫حساب أخالق‬
‫ِ‬ ‫وتصرفه بعيدا ً من الفطرة التي فطره اهلل عليها ‪ ،‬وانحطاطا ً على‬
‫األمة‪ ،‬ولهذا لعن الرسول (ص) املتشبهني من الرجال بالنساء واملتشبهات من النساء‬
‫واملترجالت من النساء وقال‪:‬‬
‫ّ‬ ‫النبي (ص) اخملنثني من الرجال‬
‫ّ‬ ‫بالرجال ‪ ،‬ولعن‬
‫((أخرجوهم من بيوتكم)) ‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬كيف السبيل ليصبح الفتى رجالً محترما ً يلفت األنظار ويشار إليه بهيبة واحترام‬
‫أمه أو أخته أو زوجته وذلك عن طريق صفات وسمات‪:‬‬
‫وتفخر وتتباهى به من تكون ّ‬

‫‪97‬‬
‫مة والر لة‬ ‫ال‬ ‫س‬
‫بنص قول اهلل تعالى‪:‬‬
‫‪ .1‬الرجولة هو أن ال تشغلك الدنيا عن اآلخرة‪ّ ،‬‬
‫ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﱪ النور‪٣٧ :‬‬
‫‪.2‬أن تقدم طاعة اهلل على املال وعلى الولد ‪ ،‬فاهلل تعالى يقول‪:‬‬

‫ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﱪ الكهف‪٤٦ :‬‬

‫ويقول الرسول (ص)‪(( :‬استكثروا من الباقيات الصاحلات))‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ه َّن يا رسول‬
‫اهلل؟ قال‪(( :‬التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح وال حول وال قوة إال باهلل هي‬
‫الباقيات الصاحلات))‪.‬‬
‫‪.3‬أن تطيع والديك وأن حتسن إليهما وتبرهما حيني كانا أو ميتني ‪ ،‬فليست الرجولة‬
‫في معصية الوالدين أو عنادهما أو رفع الصوت عليهما أو إساءة األدب امامهما أو أن‬
‫يكون سببا في سبابهم ‪.‬‬

‫ّ‬
‫يسب الرجل والديه‪ .‬قالوا يا رسول اهلل‪ :‬وكيف‬ ‫قال رسول اهلل (ص)‪ (:‬إن أكبر الذنب أن‬
‫ّ‬
‫فيسب أمهَّ)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ويسب أ َّمه‬ ‫ّ‬
‫فيسب أباه‬ ‫يسب الرجل والد الرجل‪،‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يسب والديه؟ قال‪:‬‬
‫‪.4‬أال التقذف احملصنات الغافـالت و َّأال التطعن في أعراض الناس و َّأال التتعرض إليهن‬
‫َّ‬
‫بالسوء ‪ ،‬فإ ّن ّ‬
‫اجل ما ينافي الرجولة واملروءة ‪ ،‬التع ّرض للنساء في أثناء خروجهن‬
‫إلى حاجاتهن‪ ،‬وأذيتهن بفاحشة القول وبذيئه أو باإلشارة والفعل‪.‬وأعلم جيدا أنك‬
‫كما تدين تدان فعندما تتعـرض لنساء اآلخرين سيس ّلط عليك الفعل نفسه‪ ،‬ويتم‬
‫التعرض ألهلك ول ِعرضك ولن يقبل ذلك أي رجل ‪.‬‬
‫عمن أساء اليك‬
‫‪.5‬الرجولة في العفو ال في االنتقام ‪ ،‬فمن الرجولة أن تتحلى بالعفو ّ‬
‫وال سيما عند قدرتك على االنتقام فكظم الغيظ والغضب منتهى الرجولة ‪ ،‬وليست‬
‫‪98‬‬
‫الرجولة في كثرة اخلالف واالحتكام إلى الشجار واالقتتال والنيل من الضعفاء‪.‬‬
‫‪.6‬تكمن الرجولة في قوة اإلرادة والبعد من املعصية ‪. ،‬إمنا الرجل من حارب الشهوات ورفض‬
‫املغريات واالنسياق خلف أصدقاء السوء وهوى النفس ‪،‬وجاهد نفسه ذلك هو الرجل حقا ً ‪.‬‬
‫‪.7‬الرجولة في القوامة على األسرة وأن تكون ق ّيما على أسرتك بتلبية احتياجاتها‬
‫‪،‬واإلنفاق عليها من كسب اليد‪ .‬فالق ّيم مبعنى املسؤول‪ ،‬الذي يراعي أهله ويق ِّوم‬
‫اعوجوا‪ ،‬وهو املسؤول عنهم يوم القيامة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اعوجاجهم إذا‬

‫راع في‬ ‫ّ‬


‫راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬والرجل ٍ‬ ‫قال رسول اهلل (ص)‪((:‬كلكم ٍ‬
‫أهله وهو مسؤول عن رعيته)) وال يعيب رجولة الرجل أن يعني أهله فقد كان رسول‬
‫اهلل (ص) ((يخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته))‪ ،‬وهو رسول اهلل خير خلق‬
‫اهلل ‪ ،‬كما ال يقدح في رجولة الرجل أن يالطف أهله أو أن ميازحهم ‪.‬‬
‫‪.8‬أن تتحلى مبكارم األخالق من شهامة وأدب وإغاثة للملهوف‪ ،‬وإعانة للضعفاء وكرم‬
‫وحسن خلق‪.‬‬
‫قال رسول اهلل (ص)‪(( :‬إن املؤمن ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم))‬
‫فتلك هي الرجولة احلقة‪.‬‬
‫راع وك ّلكم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فتنفذ ماعليك بأمانة وإخالص (كلكم ٍ‬ ‫‪.9‬أن تكون على قدر املسؤولية‬
‫مسؤول عن رعيته) وهي صفة ميكن حتقيقها مهما اختلفت وظيفة اإلنسان في‬
‫عد كرسيه تكليفا ً ال تشريفا ً ورآه وسيلة للخدمة ال‬
‫احلياة‪ ،‬فالوزير واملسؤول من ّ‬
‫وسيلة للجاه ‪،‬و أول ما ّ‬
‫يفكر فيه مصلحة بلده وخدمة الناس وأداء واجبه‪ ،‬وآخر ما‬
‫‪،‬ويظل محافظا ً على حقوق أمته فذلك هو الرجل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يفكر فيه نفسه‬
‫تفي بوعدك وان تص ُدق بقولك فالرجل كلمة هكذا يقال‪ ،‬وقال عزَّ من قائل‬ ‫‪.10‬أن َ‬
‫بوصف الرجال وثباتهم على املبدأ والدين ‪:‬‬

‫ﱫ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﱪ األحزاب‪٢٣ :‬‬
‫‪.11‬أن تذود عن دينك فتأمر باملعروف وتنهى عن املنكر وتلتزم شرع اهلل وجتاهد في‬
‫سبيله وان تتحلى بالشجاعة في الدفاع عن احلقّ ‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪.12‬الرجولة في التواضع‪ ،‬ال التكبر‪ ،‬ومما يروى أنه قد جاء ضيف إلى عمر بن عبد العزيز ‪،‬‬
‫فكاد السراج أن ينطفيء‪ ،‬فقال الضيف‪ :‬يا أمير املؤمنني أقوم فأصلحه؟ فقال عمر بن‬
‫عبد العزيز‪ :‬ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه‪ ،‬فقال الضيف‪ :‬أوقظ الغالم؟ قال‬
‫عمر‪ :‬إنها أ ّول نومته‪ ،‬ثم قام عمر بن عبد العزيز وأصلح السراج ثم عاد‪ ،‬فقال الضيف‪:‬‬
‫أمير املؤمنني عمر بن عبد العزيز يصلح سراجه!! قال ‪ :‬قمت وأنا عمر بن عبد العزيز‬
‫وعدت وأنا عمر بن عبد العزيز‪ .‬أي لم ينقص هذا األمر من قدره‪ ،‬بل ازداد قدرا عند اهلل‬
‫عز ّوجل ومن تواضع هلل رفعه‪.‬‬
‫‪ .13‬الرجولة ‪ ،‬تُرَ ّسخ بعقيدة قوية وت َُه ّذب بتربية صحيحة‪ ،‬وتُن َّمى بقدو ٍة حسنة‪.‬‬
‫رأي‬
‫وهي صمو ٌد أمام امللهيات‪ ،‬وارتفاع على املغريات‪ ،‬وحذر من يوم عصيب‪ ،‬والرجولة ٌ‬
‫سديد‪ ،‬وكلمة طيبة‪ ،‬ومروء ٌة وشهام ٌة‪ ،‬وتعاون وتضامن‪.‬والرجال ال يقاسون بضخامة‬
‫أجسادهم وبهاء صورهم إمنا باميانهم وسلوكهم وسيرتهم‪ ،‬فعن علي بن أبي طالب‬
‫–عليه السالم‪ -‬قال‪ :‬أمر النبي (ص) الصحابي عبداهلل ابن مسعود فصعد على‬
‫شجر ٍة‪ ،‬أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد اهلل بن مسعود حني‬
‫صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه‪،‬‬
‫فقال رسول اهلل (ص)‪(( :‬ممَّ تضحكون؟ َلـر ُ‬
‫جل عبد اهلل أثقـل في امليزان يوم‬ ‫ِ‬
‫القيامة من أحد ))‪.‬‬

‫ية الر ل ة‬
‫إن اجملتمعات أحوج إلى الرجال عند األزمات فتشتد احلاجة لوجود الرجال احلقيقيني‬
‫وحني تقع الفنت باملسلمني نحتاج إلى عناصر مثبتة‪ ،‬تث ّبت املسلمني على املنهج الرباني‬
‫وحتمي الوطن ‪ ،‬ف َمن الذي يثبت؟ ففي األزمات تكتشف أنت معادن الرجال‪،‬فيكشف‬
‫يتبني الرجال الذين يقفون على منهج‬ ‫ّ‬
‫كل رجل عن معدنه اخلالص ‪،‬وفي حالة األزمات ّ‬
‫اهلل بأقدام راسخة‪.‬فالرجولة مطلب يسعى إلى التح ّلي بخصائصها أصحاب الهمم‬
‫‪100‬‬
‫‪ ،‬ويسمو مبعانيها الرجال اجلادون‪ ،‬وهي صفة أساسية ‪ ،‬فالناس إذا فقدوا أخالق الرجولة‬
‫صاروا أشباه الرجال ‪ ،‬وحني تضيع قيم الرجولة بسوء تصرفات الرجال أنفسهم ُّ‬
‫يحل‬
‫بالبيت الضياع وباجملتمع العطب واخلراب‪ ،‬وباألمة الضعف والهوان‪ ،‬إذ تضيع القوامة‬
‫وتضعف ال َغيرة فتتسع رقعة الفساد اخللقي وتُنتهك احلرمات وتُستباح األوطان ‪.‬‬

‫املناقشة‬

‫‪.1‬حتدث عن بعض السلوكيات اخلاطئة التي يتصرف بها بعض الشباب ظ ّنا ً منهم‬
‫ّ‬
‫أنها جتعلهم يتمتعون بالرجولة‪.‬‬
‫‪.2‬من عبارات املديح التي تسعدك أن يقال‪ :‬إنك رجل ‪ ،‬وعن املرأة العفيفة‪ :‬إنها أخت‬
‫عد هذه العبارات من املديح ‪ ،‬وأين تكمن أهمية الرجولة ؟‬
‫رجال ‪ ،‬ماسبب ّ‬
‫وبني صفاته (نشاط)‪.‬‬
‫‪.3‬اكتب موضوعا إنشائيا ً تصف فيه رجالً جتده قدوة لك ّ‬
‫عد كرسيه تكليفا ً ال تشريفا ً ‪ّ .‬‬
‫وضح ذلك؟‬ ‫‪.4‬الوزير واملسؤول الرجل َمن ّ‬
‫‪.5‬جهاد النفس وكبح شهواتها أعظم اجلهاد‪ ،‬استشهد بحديث لرسول اهلل (ص)؟‬
‫‪.6‬الرجولة في التواضع ‪ ،‬استشهد على ذلك ؟‬

‫‪101‬‬

You might also like