You are on page 1of 17

‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪..

-85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫عالقة البنك المركزي بالخزينة العمومية(السياسة النقدية والسياسة المالية)‬

‫‪The central bank’s relationship with the public treasury (monetary‬‬


‫)‪policy and financial policy‬‬

‫مهين مرمي‬
‫جامعة املسيلة‬
‫‪mehenni34@yahoo.com1‬‬

‫اتريخ القبول‪2020/12/ 20 :‬‬ ‫اتريخ االستالم‪2020/07/ 12 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫توجيه السياسة النقدية للبالد منوط مبؤسسيت البنك املركزي واخلزينة العموميةة مة نيةا املةترال الةيت لدل لن ة‬
‫البنوك املركزية عنصري متويل نفقال الدولة(االقراض) ومحاية العملة الوننية(استقرار القيمة) وتوورل م املتيارال‬
‫االقتصةةادية النقديةةة واملصةةر ية اىل ان اسةةتقرل م ة ا اةةدار النقةةدي واسةةتعد م يمةةا نيعةةد مهمةةة تنفي ة السياسةةة‬
‫النقدية ويف املقانيل ارتبط توور اخلزينة العمومية ابملتيارال اليت عر تها اجلزائر من االستقالل اىل يومنا ه ا ضال‬
‫على لمناط العالقة نيينها ونيا البنك املركزي يف خمتلف تعديالل قانون النقد والقرض واهداف السياسة االقتصادية‬
‫ومنط تنظيم االقتصاد‪.‬‬
‫يهةدف البعة لراةد العالقةة نيةةا البنةك املركةزي واخلزينةة العموميةة و التواةةل لنتيأةة مفادهةا لن احلةر علةةى‬
‫تك ةريال االس ةةتقاللية يع ةةد مؤشةةر النم ةةو االقتص ةةادي ةةار لن خلةةك يتول ة االر ة نيعةةا االعتب ةةار مؤش ةرال ع ةةدم‬
‫االستقاللية امل ار اليها يف املوضوع ضال على ضةرور انيعةاد مسةؤول السياسةة النقديةة عة السياسةة وهةو مةا يعةد‬
‫سالح خو حدي ليال ابلسهل حتقيقه‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البنك املركزي‪-‬اخلزينة العمومية ‪-‬استقاللية‪-‬السياسة النقدية ‪ -‬السياسة املالية‬
‫تصنيف ‪E52, E58 : JEL‬‬

‫‪85‬‬
)‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية‬ ،‫مهين مرمي‬

Abstract: Directing the country’s monetary policy is entrusted to the


institutions of the central bank and the public treasury. Among the justifications
that led to the emergence of central banks are the two elements of financing state
expenditures (lending) and protecting the national currency (value stability), and it
developed with the monetary and banking economic variables until it stabilized
with the monetary issuance and later created a mission The implementation of
monetary policy, and on the other hand, the development of the public treasury
was linked to the changes that Algeria has known since independence to the
present day, as well as the patterns of the relationship between it and the Central
Bank in the various amendments to the Monetary and Loan Law, the objectives of
economic policy and the pattern of organizing the economy.
The research aims to monitor the relationship between the central bank and
the public treasury, and a conclusion was reached that keenness to devote
independence is an indicator of economic growth, but this requires taking into
account the indicators of lack of independence referred to in the subject, as well as
the need to distance monetary policy officials from politics, which It is a double-
edged sword that is not easy to achieve.
Keywords: central bank, public treasury, independence, monetary policy,
financial policy
Jel Classification Codes:E52, E58.

__________________________________________
mehenni34@yahoo.com :‫ اإلمييل‬،‫ مهين مرمي‬:‫املؤلف املرسل‬1

:‫ مقدمة‬.1
‫عرف القطاع البنكي منذ فترات طويلة أهمية بالغة في معظم األنظمة االقتصادية‬
‫العالمية ولقد ازدادت هذه األهمية أكثر مع التحوالت االقتصادية للدول والتي ترجع‬
‫أساسا إلى تحرير األسواق المالية وانفجار تكنولوجيا االتصاالت والعولمة االقتصادية‬
‫ ومن أجل استيعاب هذه التطورات ينبغي التحكم‬,Mondialisation économique
.‫أكثر في تسيير النظام البنكي بشكل محكم‬

86
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫وفي ظل هذه المتغيرات الدولية‪ ،‬نشأ النظام البنكي الجزائري‪ ،‬الذي عرف أول‬
‫ظهور له عام ‪ 1848‬كفرع تابع لبنك فرنسا‪ ,La banque de France‬ثم تحول‬
‫عام ‪ 1851‬إلى " بنك الجزائر"‪ ،‬وخالل هذه المرحلة لم تكن له صفة البنك المركزي‬
‫بالمعنى الحقيقي ألنه ال يملك وسائل الرقابة النقدية الفعالة‪ ،‬وظل يلبي حاجيات‬
‫المستعمرين ويخدم التجارة الخارجية مابين الجزائر وفرنسا‪ ،‬أي أنه لم يأخذ في‬
‫االعتبار مصالح الشعب الجزائري‪.‬‬
‫وبعد االستقالل ونظ ار ألهمية القطاع المصرفي‪ ،‬فإنه أصبح تحت مراقبة وسيطرة‬
‫الدولة الجزائرية وتحول إلى مصرف وطني‪ ،‬وأصبح بنك الحكومة‪ ،‬مهمته األساسية‬
‫التكفل بإصدار العملة التي ظهرت سنة ‪ ،1964‬وبدأت مهامه تتقلص منذ‬
‫اإلصالحات المالية لسنة ‪ 1971‬بموجب قانون المالية لهذه السنة‪ ،‬أين تم إرساء‬
‫قواعد جديدة لتمويل قطاع اإلنتاج أدى إلى" مركزة النظام المالي لالقتصاد" ألن الدولة‬
‫دخلت في مرحلة التطبيق الفعلي لالقتصاد الشمولي والموجه‪ ،‬وهنا ظهرت الخزينة‬
‫العمومية كوسيط مالي مهم باعتبارها أصبحت الممول الرئيسي لالستثمارات وبالتالي‬
‫هيمنتها على الدوائر المالية والنقدية بما فيها البنك المركزي‪.‬‬
‫استمرت هذه الوضعية إلى غاية صدور قانون ‪12/86‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪1986‬‬
‫المتعلق بنظام البنوك والقرض‪ ،‬الذي أعاد للبنك المركزي بعض الصالحيات في‬
‫مجال تطبيق السياسة المالية وبالتالي خفف األعباء عن الخزينة العمومية كما أعاد‬
‫النظر في العالقات بين الخزينة والبنك المركزي إذ أصبحت القروض التي تمنح لها‬
‫تنحصر في حدود نسبة يقرها مسبقا المخطط الوطني للقرض‪.‬‬
‫وهنا بدأت تظهر بوادر تحرير النظام المصرفي التي توجت بالقانون رقم ‪01/88‬‬
‫الخاص باستقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية والذي شكل مرحلة هامة للبنوك‬
‫التي أصبحت هي األخرى تتمتع باالستقاللية ‪ ،L’autonomie de gestion‬وعليه‬
‫‪87‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫تم تعديل قانون ‪ 12/86‬بالقانون رقم ‪ 06/88‬الذي جاء بإصالحات مالية منها‪ :‬منح‬
‫صالحيات جديدة للبنك المركزي‪ ،‬تخفيف األعباء على الخزينة العمومية‪ ،‬تحديد‬
‫نشاط البنوك والمؤسسات المالية غير البنكية‪.‬‬
‫غير أن هذه اإلصالحات لم ترقى إلى المستوى المطلوب‪ ،‬ألنها لم تتماشى مع‬
‫األوضاع االقتصادية للبالد‪ ،‬فجاء القانون رقم ‪ 10/90‬المتعلق بالنقد والقرض‬
‫(المعدل والمتمم) ليحدث تحول كبير في النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬إذ ألول مرة‬
‫يكرس مبدأ حرية تنقل رؤوس األموال واالستثمارات األجنبية‪ .‬وبناء عليه يمكن طرح‬
‫اإلشكالية في‪ :‬مدى استقاللية البنك المركزي عن الخزينة العمومية؟‬
‫ولتحليل موضوعنا هذا نتبع النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ .2‬ماهية كل من البنك المركزي والخزينة العمومية‬
‫‪ 1.2‬تعريف البنك المركزي ومهامه‬
‫‪ 2.2‬تعريف الخزينة العمومية ومهامها‬
‫‪ .3‬إشكالية االستقاللية بين البنك المركزي والخزينة العمومية‬
‫‪ 1.3‬مفهوم االستقاللية‬
‫‪ 2.3‬أسباب ومؤشرات اشكالية االستقاللية‬
‫وسنفصل ذلك فيمايلي‪:‬‬
‫‪ .2‬ماهية كل من البنك المركزي والخزينة العمومية‬
‫‪ 2.2‬تعريف البنك المركزي ومهامه‪:‬‬
‫‪ .1.1.2‬البنك المركزي‪ :‬هو‪ ":‬مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫المالي‪ ,‬ويعد تاج ار في عالقاته مع الغير"‪( .‬جريدة رسمية)‬

‫‪88‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫يعرف البنك المركزي على انه "الهيكل الدي يقف على قمة النظام المصرفي سواء من‬
‫ناحية اإلصدار النقدي او من ناحية العمليات المصرفية‪ ،‬وهو اإلدارة الرئيسية التي‬
‫تتدخل بها الحكومة لتنفيذ سياستها النقدية"‪.‬ولقد عرف القانون ‪10-90‬البنك المركزي‬
‫على انه "مؤسسة وطنية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪،‬ويعتبر تاج ار‬
‫في عالقاته مع الغير " (الياس‪)2019 ،‬‬
‫يتميز البنك المركزي بالمميزات الثالث الرئيسية التالية‪ ،‬والتي تمثل في نفس الوقت‬
‫وظائفه األساسية‪ ،‬وهي أنه‪ :‬بنك اإلصدار‪ ،‬وبنك البنوك‪ ,‬بنك الدولة‪ .‬وهو مؤسسة‬
‫غير ربحية ولكن يعتبر تاج ار في عالقاته مع الغير وال يخضع للتسجيل في السجل‬
‫التجاري‪ ,‬ويخضع لقواعد المحاسبة التجارية وال يخضع الحكام القانون ‪01/88‬‬
‫المتعلق بالقانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬تعود ملكية رأسماله‬
‫بالكامل للدولة(عكس بعض الدول األجنبية تعود ملكيته للقطاع الخاص)‪ ,‬من‬
‫مهامه(الحرص على استقرار األسعار‪ ,‬مراقبة توزيع القروض‪ ,‬ضبط سوق‬
‫الصرف‪...‬وغيرها)‪( .‬لطرش‪)2007 ،‬‬
‫وبصدور االمر ‪ 11-03‬المتعلق بالنقد والقرض ‪،‬أعاد تسمية البنك المركزي ليصبح‬
‫"بنك الجزائر"‪ ،‬واحتفظ بنفس التعريف الوارد في القانون ‪10-90‬‬
‫‪ 2.2.2‬مهام البنك المركزي‪ :‬يضطلع بنك الجزائر بمجموعة من المهام يكمن أهمها‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬اصدار النقود‪ :‬اذ يعود امتياز اصدار النقود الى الدولة التي فوضته الى بنك‬
‫الجزائر (المادة ‪ 2‬من االمر ‪،11-03‬ويشمل مفهوم النقود هنا األوراق النقدية‬
‫والقطع المعدنيةـ‬

‫‪89‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫ويقوم بنك الجزائر عن طريق التنظيم بتعريف االشكال التي تأخذها الوحدات النقدية‪،‬‬
‫خاصة ما يرتبط بحجمها و قيمتها ‪،‬وذلك بمراعاة الوضع العام االقتصادي والنقدي‬
‫واخذ بعين االعتبار مختلف العناصر التي يمكن ان تؤثر على وضع السيولة العامة‬
‫‪،‬كسرعة التداول النقدي وقدرة البنوك التجارية على توسيع هده السيولة من خالل‬
‫إصدارها للنقود الكتابية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تنظيم وسير السوق النقدية ‪:‬فهنا يقوم البنك المركزي بدور المنظم والمسير للسوق‬
‫النقدية ‪،‬وان المؤسسات التي يمكنها الدخول في هده السوق هي البنوك‬
‫والمؤسسات المالية واي مؤسسة أخرى يسمح لها صراحة مجلس النقد والقرض‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬تنظيم ومراقبة عمليات الصرف‪ :‬حيث تتم عمليات الصرف في سوق الصرفة‬
‫وهو المكان الدي يتم فيه تبادل العمالت المختلفة ‪ ،‬فهو شبكة العالقات الموجودة‬
‫بين وكالء الصرف في كل البنوك المنتشرة عبر العالم باإلضافة الى اللقاءات‬
‫الفعلية بين وكالء الصرف في غرفة المقاصة خاصة بالصرف موجودة على‬
‫مستوى البورصة‪( .‬الياس‪)2019 ،‬‬
‫ويتضمن البنك المركزي أجهزة تسيير وهيئات رقابية‪،‬أجهزة تسيير البنك المركزي‬
‫تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬المحافظ ونوابه‪ :‬يعينون وتنهى مهامهم بمرسوم رئاسي (تشريع فرعي صادر عن‬
‫رئيس الجمهورية) سواء في حالة العجز أو الخطأ الفادح‪ ,‬يحدد المحافظ صالحيات‬
‫النواب ويستعين بمستشارين الينتمون إداريا للمصرف‪ ,‬وتتمثل مهامه في إدارة أعمال‬

‫‪90‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫المصرف المركزي وتمثيله دوليا‪ ,‬ويستشار من قبل الحكومة في المسائل المتعلقة بالنقد‬
‫والقرض‪.‬‬

‫‪ -2‬مجلس النقد والقرض كسلطة نقدية‪ :‬يتشكل المجلس من المحافظ رئيسا ونوابه‬
‫كأعضاء وثالثة(‪ )3‬موظفين سامين‪ ,‬له وظيفتين‪ ,‬سواء كانت نقدية( تنظيم إصدار‬
‫النقود‪ ,‬تنظيم ومراقبة سوق الصرف) أو ضبطية(نتطرق لها الحقا عند الحديث عن‬
‫مجلس النقد والقرض كهيئة من هيئات المصرف المركزي)‪.‬‬

‫‪ -3‬مجلس إدارة البنك المركزي‪ :‬تم الفصل بينه وبين مجلس النقد والقرض أي الفصل‬
‫بين المهام النقدية والمهام اإلدارية‪ ,‬بطلب من المحافظ يتم إجراء مداوالت لتنظيم عمل‬
‫المصرف المركزي‪ ,‬اتفاقاته‪ ,‬شراء األموال المنقولة والثابتة وبيعها‪ ,‬تحديد ميزانية‬
‫المصرف المركزي‪...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -4‬المراقبان‪ :‬لهما سلطة الرقابة على دوائر وأعمال البنك المركزي باستثناء ق اررات‬
‫مجلس النقد والقرض‪ ,‬يعينان وتنهى مهامهما بمرسوم رئاسي بعد اقتراح من الوزير‬
‫المكلف بالمالية‪( .‬لطرش‪)2007 ،‬‬

‫وهيئات البنك المركزي الرقابية تشمل كل من ‪ :‬مجلس النقد والقرض كسلطة ضبط‪،‬‬
‫اللجنة المصرفية‪ ,‬مركزية المخاطر‪ ,‬جهاز مكافحة الشيكات‪ ,‬مركزية عوارض الدفع‪،‬‬
‫مركزية الموازنات‪:‬‬

‫‪ -2‬مجلس النقد والقرض كسلطة ضبط‪ :‬على غرار الوظيفة النقدية للمجلس المذكورة‬
‫أعاله يمكن له في إطار المهام الرقابية تحديد شروط ممارسة المهنة المصرفية بمنح‬
‫التراخيص إلنشاء المصارف وفروعها سواء كانت وطنية أم أجنبية(نتطرق لتفاصيلها‬
‫الحقا عند الحديث عن إجراءات إنشاء المصارف)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫‪ -2‬اللجنة المصرفية‪ :‬صالحياتها الرقابة على المصارف والمؤسسات المالية من‬


‫خالل توقيع الجزاءات اإلدارية جراء المخالفات المرتكبة من قبل المصارف‬
‫والمؤسسات المالية‪ ,‬والمتمثلة في‪ :‬سحب الترخيص بالممارسة مما يؤدي للتصفية‪،‬‬
‫دعوة المؤسسة إلعادة توازناتها المالية‪...‬وغيرها‪ .‬وتقوم بأعمالها بناءا على الوثائق‬
‫المستندية أو الزيارة الميدانية إلى مراكز المصارف والمؤسسات المالية‪ ,‬وهو ما يسمح‬
‫بإعطاء حكم حول السياسة المتبعة من إدارة المصرف والمؤسسة المالية ودراسة آفاقها‬
‫وبصفة عامة فهذه الرقابة يمكن تلخيصها بمراقبة النظام المصرفي‪ .‬وال يمكن‬
‫االحتجاج بالسر المهني أو على المساهمين أو على فروع المؤسسات داخل الجزائر أو‬
‫خارجها بناء على اتفاقات دولية‪.‬‬

‫‪ -3‬مركزية المخاطر‪ :‬تتولى جمع أسماء المستفيدين من القروض‪ ,‬طبيعة وسقف‬


‫القرض‪ ,‬المبلغ المسحوب‪ ,‬الضمانات الممنوحة من قبل المصارف والمؤسسات المالية‬
‫وتستشار عند منح القروض عندما يطلب الشخص قرضا‪ ,‬ألن هدفها عدم تركيز‬
‫القرض في يد شخص واحد‪.‬‬

‫‪ -4‬جهاز مكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد‪ :‬دوره ضبط وسائل الدفع من خالل‬
‫المنع من استعمال وسيلة الدفع وتبليغ ذلك للوسطاء الماليين‪.‬‬

‫ويالحظ أنه تعد جريمة اصدار شيك بدون رصيد في حالة انعدام الرصيد بالشيك أو‬
‫لنقص فيه أو تقديم الشيك كضمان أو الحساب تم الحجز عليه بموجب القضاء‪.‬‬

‫‪-5‬مركزية عوارض الدفع‪ :‬بعد حدوث مشاكل القرض بالنسبة لالسترجاع‪ ,‬تقوم هذه‬
‫المركزية بتنظيم هذه الحوادث(مشاكل القرض أو مشاكل وسائل الدفع) فتنشر قائمة‬

‫‪92‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫الممنوعون وتبليغها للوسطاء الماليين(مصارف‪ ,‬مؤسسات مالية‪ ,‬خزينة عمومية‪,‬‬


‫البريد)‪.‬‬

‫‪ -6‬مركزية الموازنات‪ :‬تتبع األوضاع االقتصادية عن طريق اإلحصائيات في مجال‬


‫النقد والقرض وميزان المدفوعات واالستدانة الخارجية وتبلغ لو ازرة المالية التخاذ‬
‫الق اررات المالية‪( .‬ملهاق‪)2013 ،‬‬

‫‪ -2‬تعريف الخزينة العمومية ومهامها‪:‬‬


‫‪/2‬تعريفها‪:‬هي مؤسسة لتسيير األموال الحكومية‪ ,‬استمرت تساهم في العمليات‬
‫المصرفية إلى غاية اإلصالح المالي سنة ‪ 1971‬ولغاية ‪ 1978‬حلت محل النظام‬
‫المصرفي في تمويل االستثمارات العمومية المخططة بقروض طويلة األجل مما قلص‬
‫دور المصارف واكتفائها بالعمل المحاسبي وإلى غاية ‪ 1986‬قلص قانون النقد‬
‫والقرض دورها في التمويل وأصبح بإمكانها االقتراض من الجمهور على المدى‬
‫الطويل وطلب قروض أو ديون خارجية‪ ,‬وبعد صدور قانون النقد والقرض ‪10/90‬‬
‫تقلصت صالحياتها فيما يخص اإلصدار النقدي وتمويل االستثمارات المخططة‬
‫وأسندت للمصارف التجارية‪( .‬ملهاق‪)2013 ،‬‬

‫الخزينة العمومية‪ :‬ذهب بعض الفقهاء إلى تعريفها بأنها‪ ":‬مؤسسة إدارية أو وحدة‬
‫اقتصادية ومجموعة ميكانيزمات تبادلية"‪ .‬كما إعتبرها البعض بمثابة "مجموعة‬
‫مؤسسات"‪ ,‬والصندوق " مجموعة عمليات"‪(ammour Benhalima) .‬ويرى البعض‬
‫األخر بأنها" متعامل مالي ‪ agent financier‬وليست مؤسسة مالية‪ ,‬وظيفتها المالية‬
‫نجدها في ميزانية العمليات المالية للخزينة‪( .‬فريدة)‬
‫ويمكننا القول بأن الخزينة العمومية هي‪ ":‬مؤسسة إدارية مالية‪ ,‬تقوم بتنفيذ إيرادات‬
‫ونفقات ميزانية الدولة في إطار قانون المالية السنوي‪ ,‬وهي ال تتمتع بالشخصية‬
‫‪93‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫المعنوية المستقلة(الرسمية‪ )1975 ،‬بل تعتبر مرفق عام للدولة‪ ,‬تحت وصاية و ازرة‬
‫المالية"‪.‬‬

‫تتشكل الخزينة العمومية من أجهزة مركزية ومصالح خارجية متواجدة على المستوى‬
‫الجهوي والوالئي والبلدي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األجهزة المركزية‪ ،‬تشرف على الخزينة العمومية أجهزة متعددة بعضها مكلف‬
‫بالتنظيم والتنظير(المديرية العامة للخزينة والمديرية العامة للميزانية العامة والمديرية‬
‫العامة للمحاسبة )وبعضها االخر بالتسيير (الوكالة المحاسبية المركزية للخزينة)‬

‫ثانيا‪/‬المصالح الخارجية للخزينة العمومية‪ ،‬كان النظام المحاسبي في الجزائر منحص ار‬
‫لغاية سنة ‪ 1967‬في خزينة خزينة واحدة يتوالها األمين العام لخزينة الجزائر ‪،‬ثم جاء‬
‫مرسوم ‪8‬فبراير ‪ 1967‬ليغير من هده الوضعية عندما ادخل نوعا من الالمركزية في‬
‫تسيير مسك الحسابات ‪،‬ودلك بان منح للمحاسبين صالحيات اصلية يمارسونها‬
‫بصفتهم محاسبيين رئيسيين‪( .‬بشير‪)2013 ،‬‬
‫‪/2‬مهام الخزينة العمومية‪:‬‬

‫تتولى الخزينة العمومية وظائف أساسية‪ :‬قبض الموارد وصرف النفقات المقررة في‬
‫قوانيين المالية فتقوم عندئذ بدور امين الصندوق ‪،‬ثم تضطلع بوظيفة نقدية‪ .‬ومع‬
‫توسيع وظائف الدولة أصبحت تستخدم الخزينة كممول لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫أوال‪ /‬وظيفة امين الصندوق‪:)caissier( :‬‬

‫‪94‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫‪/2‬عمليات التحصيل‪ :‬تتشكل موارد الميزانية من حاصل الجباية بمختلف أنواعها‬


‫وحاصل أمالك الدولة ‪.‬وتحصل هده الموارد عن طريق شبكة محاسبي الخزينة ‪.‬ويتم‬
‫تركيز هده األموال على مستوى الخزينة الوالئية والخزينة الرئيسية للجزائر العاصمة ثم‬
‫تحول الى حساب الخزينة المفتوح على مستوى بنك الجزائر ‪.‬‬

‫‪/2‬عمليات االنفاق‪ :‬عندما يقوم االمر بالصرف بااللتزام بالنفقة وتصفيتها يوجه‬
‫للمحاسب العمومي وهو امين الخزينة ام ار بدفعها ‪ ،‬ومتى كان هدا االمر صحيحا من‬
‫الوجهة القانونية يجب على المحاسب تنفيده ‪،‬أي صرف النفقة ‪.‬‬

‫كما تتكفل الخزينة العامة بتنفيدالعمليات الخارجة عن الميزانية مثل الحسابات الخاصة‬
‫للخزينة والضمانات التي تمنحها الخزينة للمقترضين ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬الوظيفة النقدية حتى تتمكن الخزينة العمومية من دفع النفقات العمومية بانتظام‬
‫واستمرار تتولى على الدوام بمهمة توفير للمحاسبين في كل وقت وفي كل مكان من‬
‫اإلقليم الوطني السيولة المالية الكافية للوفاء بالتزاماتها في حينها ‪.‬وهو مايعبر عنه‬
‫بمشكلة ضمان حركة رؤوس األموال في المكان وفي الزمان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوظيفة المصرفية للخزينة العمومية‬

‫تلعب الخزينة العمومية دو ار اخ ار اتجاه جمهور متنوع متشكل من المؤسسات‬


‫االقتصادية العمومية او الخاصة وبعض القطاعات المدعمة كالفالحة والسكن ‪ ،‬وان‬
‫اهم الوسائل التي تستخدمها لهدا الغرض هي القروض والضمانات والمساهمات في‬
‫راس المال‪( .‬بشير‪)2013 ،‬‬
‫‪ .3‬إشكالية مدى االستقاللية بين االبنك المركزي والخزينة العمومية‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫‪ 2.3‬مفهوم االستقاللية‪:‬‬
‫يتمثل مفهوم االستقاللية في منح البنك المركزي االستقالل الكامل في إدارة السياسة‬
‫النقدية من خالل عزله عن أية ضغوط سياسية من قبل السلطة التنفيذية من ناحية‪،‬‬
‫ومن خالل منحه الحرية الكاملة في وضع وتنفيذ السياسة النقدية من ناحية أخرى‪،‬‬
‫وهذا هو المفهوم األكثر ارتباطا بممارسة البنوك المركزية لعملها في الوقت الحالي‪.‬‬
‫(ناصر‪)2006 ،‬‬
‫لقد انشأ بنك الجزائر بموجب القانون رقم ‪ 144/62‬المؤرخ في ‪ 13‬ديسمبر‬
‫‪ ،1962‬لكنه لم يتمتع بالصالحيات الموكلة للبنوك المركزية في مختلف الدول‪ ،‬حيث‬
‫بقي تابعا للخزينة العمومية التي كانت تلجأ اليه لطلب اإلصدار النقدي في حالة كل‬
‫عجز الموازنة العامة‪ ،‬مما جعله أداة بيدها تدوره حيثما تشاء‪ ،‬ولتحقيق األهداف التي‬
‫تشاء‪ ،‬سواء كانت ه\ه األهداف اقتصادية او غير اقتصادية‪(.‬فتيحة‪ ،‬جوان ‪)2017‬‬
‫ادخل قانون النقد والقرض نمطا جديدا لتنظيم العالقة بين بنك الجزائر والخزينة‬
‫العمومية ومع تبدل اهداف السياسة االقتصادية ونمط تنظيم االقتصاد وتناقص أعباء‬
‫ومهام الخزينة مقارنة مع الفترة السابقة‪ ،‬فان تحديد هذه العالقة بشكل دقيق لم يعد‬
‫يشوبه أي تردد‪ .‬وبدأ تعريف العالقة الجديدة بإبعاد الخزينة أوال عن مركز نظام‬
‫التمويل‪ ،‬وإعادة البنك المركزي بعد ذلك وبشكل فعلي الى قمة النظام النقدي‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن القروض التي يمكن ان تستفيد منها الخزينة قد تم‬
‫تحديدها‪ .‬وتشير المادة ‪ 78‬من قانون النقد والقرض الى ان الخزية يمكن ان تستفيد‬
‫من تسبيقات البنك المركزي خالل سنة مالية معينة في حدود ‪ 10‬بالمائة فقط كحد‬
‫اقصى وذلك من اإليرادات العادية لميزانية الدولة المسجلة في السنة المالية السابقة‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫ويجب ان ال تتجاوز مدة هذه التسبيقات ‪ 240‬يوما متتالية او غير متتالية خالل‬
‫السنة الواحدة‪ ،‬كما ينبغي تسديدها قبل انقضاء هذه السنة‪( .‬لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪،‬‬
‫‪)2007‬‬
‫ال يعني استقاللية البنك المركزي التامة عن الحكومة في كل شيء‪ ،‬سواء من ناحية‬
‫إدارة السياسة النقدية او الرقابة على عملية االئتمان‪ ،‬واالنفصال التام عن الدولة‪ ،‬كما‬
‫تتجسد في مبدا عزل السياسة النقدية عن الضغط السياسي المستمر من قبل السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬بما يخدم مصالحها‪( .‬خلف هللا‪ )2018 ،‬ويعني أيضا بمفهوم اخر‬
‫استقاللية البنك المركزي تمتع متخذي الق اررات السياسية النقدية ( السلطة النقدية )‬
‫بالحرية دون التأثير المباشر من طرف الحكومة في إدارة السياسة النقدية‪( .‬سمير‪،‬‬
‫‪)2020‬‬
‫‪2.2.3‬أسباب طرح إشكالية االستقاللية‪ :‬ابتداء نطرح التساؤل التالي‪ :‬لماذا تطرح‬
‫إشكالية االستقاللية حاليا؟ لسببين هما‪:‬األول‪ ,‬التضخم المرتفع وآثاره االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ,‬الثاني‪ ,‬العولمة المالية وزوال الحواجز أمام حركة رؤوس األموال وتنامي‬
‫األسواق على حساب الوساطة وتنامي اإلبداعات المالية نحو استقطاب الزبائن‬
‫والتطور في تكنولوجيات اإلعالم واالتصال مما يطرح مسألة" مصداقية الدولة على‬
‫مستوى األسواق" في ظل ارتفاع مستوى التضخم‪.‬‬

‫تتمثل السلطة النقدية في مجلس النقد والقرض كونه أعلى هيئة في البنك المركزي‪,‬‬
‫حيث يخول له القانون رسم السياسة النقدية‪ ,‬ومحور عمل البنك المركزي هو‬
‫التضخم ‪ ,‬بينما تتمثل السلطة المالية في الخزينة العمومية التي هي حافظة أموال‬
‫الدولة وهي محور عمل الحكومة من خالل محاولة التخفيف من حدة البطالة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫وعليه هناك أطروحتين‪ ,‬األولى تؤيد االستقاللية بين البنك المركزي والخزينة‬
‫العمومية(مثاله أن أكبر العمالت استق ار ار في العالم هي عمالت الدول التي تتمتع بهذه‬
‫الستقاللية كألمانيا وسويس ار والواليات المتحدة األمريكية)‪ ,‬بينما األطروحة الثانية‬
‫تعارض االستقاللية(فهي مسألة نسبية مثل نموذح فرنسا واليابان)‪ ,‬بينما موقف القانون‬
‫الجزائري بحسب قانون النقد والقرض على أن العالقة بين البنك المركزي والخزينة‬
‫العمومية هي استشارية حيث تستشير الحكومة البنك المركزي في كل مشروع قانون‬
‫ونص تنظيمي يتعلق بالمسائل المالية والنقدية‪ ,‬كما يمكن للبنك المركزي أن يقترح‬
‫على الحكومة كل تدبير يحسن حركة األسعار‪.‬‬

‫‪ 2.2.3‬مؤشرات عدم االستقاللية‪:‬‬

‫من اجل تقويم مدى استقاللية البنك المركزي عن الحكومة ‪ ،‬في دولة ما يتعين اعتبار‬
‫مجموعة من المؤشرات المحددة لطبيعة العالقة مابين هدين الجهازين‪.‬‬

‫لإلشارة فان دراسة هده المؤشرات ال ينبغي ان تتوقف عند حدود النصوص التشريعية‬
‫‪ ،‬وهي المرجع األساسي ‪ ،‬بل ينبغي الرجوع أيضا الى الممارسة ‪،‬أي مدى تطبيق تلك‬
‫النصوص ‪ ،‬ومن ابرزها المؤشرات التالية ‪:‬‬
‫هناك عدة مؤشرات تتنافى واالستقاللية نوجزها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬السلطة التنفيذية لها صالحية تعيين وعزل محافظ البنك المركزي(رئيس الجمهورية‬
‫بمرسوم رئاسي)‬

‫‪ -2‬تركيبة مجلس النقد والقرض‪ ,‬بتعيين رئيس الجمهورية بعض أعضائه‪.‬‬

‫‪ -3‬تمويل البنك المركزي للخزينة العمومية(تسبيقات)‬

‫‪98‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫‪ -4‬التقارير المقدمة للحكومة(لوزير المالية) من قبل مجلس االدارة والمراقبان حول‬


‫سير البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ -5‬المدة الممنوحة لوزير المالية بشأن تعديالت مشاريع أنظمة البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ -6‬تدخل محافظ البنك المركزي في شؤون تخص الدولة(كالقروض والمديونية‬


‫الخارجية)‪( .‬حسين‪)2008 ،‬‬

‫‪ .4‬خامتة‪:‬‬
‫نخلص في األخير أن استقاللية البنك المركزي كان امتدادا للحرية االقتصادية‬
‫المكرسة في األنظمة االقتصادية المنتهجة من قبل كل دولة‪ ،‬غير ان هذا يصطدم في‬
‫أن إدارة السياسة النقدية تتطلب عزل البنك المركزي عن الضغوط السياسية من قبل‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫يعد الحرص على تكريس االستقاللية مؤشر النمو االقتصادي‪ ،‬غير أن ذلك يتطلب‬
‫االخذ بعين االعتبار مؤشرات عدم االستقاللية المشار اليها أعاله‪ ،‬فضال على ما‬
‫أشار اليه الخبراء من ضرورة ابعاد مسؤولي السياسة النقدية عن السياسة‪ ،‬وهو ما يعد‬
‫سالح ذو حدين ليس بالسهل تحقيقه‪.‬‬

‫‪Bibliographie .5‬‬
‫‪ammour Benhalima, L. s. (s.d.). Le systéme bancaire algérien.‬‬
‫إمساعيل رلف هللا‪ .)2018( .‬مدى جناح البنوك ا سالمية واندماجها دارل االقتصاد اجلزائري‪ .‬اجلزائر‪ :‬دار‬
‫االمام مالك للوباعة والن ر والتوزي ‪.‬‬
‫اجلريد الرمسية‪ .)1975( .‬القانون املدين اجلزائري‪.‬‬
‫‪.‬اجلزائر‪ :‬دار هومة ‪.‬القانون البنكي اجلزائري ‪. (2019).‬الياس‪ ,‬ب‬
‫خبراز يعدل ريد ‪( .‬نيال اتريخ)‪ .‬تقنيال وسياسال التسيار املصريف‪ .‬اجلزائر‪ :‬ديوان املوبوعال اجلامعية‪.,‬‬

‫‪99‬‬
‫عالقة البنك املركزي ابزخلزينة العمومية(االسياسة النقدية والسياسة املالية)‬ ‫مهين مرمي‪،‬‬

‫نينايب تيعة‪( .‬جوان ‪ .)2017‬عالقة استقاللية البنك املركزي نيفعالية السياسة النقدية‪ .‬جملة معارف(‪.70 )22‬‬
‫نيوزيدي الياس‪ .)2019( .‬القانون البنكي اجلزائري‪ .‬اجلزائر‪ :‬دار هومة‪.‬‬
‫املاد ‪ 9‬م األمر رقم ‪ 11/03‬املؤرخ يف ‪ 2003/08/26‬املتعلق ابلنقد ‪. (s.d.).‬جريد رمسية‪ ,‬ع‪5 .‬‬
‫‪(.‬والقرض‬
‫رحيم حسا‪ .)2008( .‬القتصاد املصريف‪ .‬قسنوينة اجلزائر‪ :‬دار هباء الدي للن ر والتوزي ‪.‬‬
‫سليمان انار‪ .)2006( .‬عالقة البنوك ا سالمية ابلبنوك املركزية يف ظل املتيارال الدولية احلديثة ‪-‬م دراسة‬
‫توبيقية حول عالقة نينك التكة اجلزائري نيبنك اجلزائر‪ .-‬اجلزائر‪ :‬مكتبة الرايم ‪.‬‬
‫‪.‬اجلزائر‪ :‬ديوان املوبوعال اجلامعية ‪.‬تقنيال البنوك ‪. (2007).‬لورش‪ ,‬ا‬
‫‪.‬اجلزائر‪ :‬ديوان املوبوعال اجلامعية ‪.‬تقنيال البنوك ‪. (2007).‬لورش‪ ,‬ا‬
‫معمري ليلى حيياوي مسار‪ .)2020( .‬ا ر استقاللية البنك املركزي على التوازن االقتصادي يف اجلزائر‪ .‬جملة املالية‬
‫واألسواق اجمللد ‪ (07‬العدد‪.152 ) 02‬‬
‫‪.‬اجلزائر‪ :‬دار هومة ‪.‬وقاية النظام البنكي اجلزائري م تبييض األموال ‪. (2013).‬ملهاق‪ ,‬ف‬
‫يلال شاوش ني ار‪ .)2013( .‬املالية العامة‪ .‬ديوان املوبوعال اجلامعية‪.‬‬
‫‪ .6‬هوامش‪:‬‬

‫‪1‬المادة ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 11/03‬المؤرخ في ‪ 2003/08/26‬المتعلق بالنقد والقرض(جريدة رسمية‪ ,‬عدد‬
‫‪ 52‬لسنة ‪.)2003‬‬
‫بوزيدي الياس‪ ،‬القانون البنكي الجزائري‪ ،‬دار هومة‪ ،2019 ،‬ص‪ 61‬وأشار لـ‪ :‬شاكر القزويني‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص‪ ،32‬كما أشار لتعريف‬
‫البنك المركزي من خالل المادة ‪ 11‬من قانون النقدوالقرض ‪.11/03‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 3‬الواهر لورش تقنيال البنوك ديوان املوبوعال اجلامعية ‪( .200 2007‬نيتصرف)‬
‫‪ 4‬بوزيدي الياس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪ 61‬و‪ .62‬وأشار لــ‪ :‬فضيلة ملهاق‪ ،‬وقاية النظام البنكي الجزائري‬
‫من تبييض األموال‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 5‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2007 ،‬ص ‪ 200‬ومايليها‪(.‬بتصرف)‬
‫‪ 6‬فضيلة ملهاق‪ ،‬وقاية النظام البنكي الجزائري من تبييض األموال‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013،‬ص‪60‬‬
‫ومايليها‪(.‬بتصرف)‬

‫‪100‬‬
‫اجمللد ‪ / 02‬الع ــدد‪ ،)2020( 02 :‬ص ‪.. -85‬‬ ‫جملـة أحباث كمية ونوعية يف العلوم االقتصادية واإلدارية‬

‫فضيلة ملهاق‪ ،‬وقاية النظام البنكي الجزائري من تبييض األموال‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013،‬ص‪.‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 54‬و‪(55‬بتصرف)‪.‬‬
‫‪A mmour Benhalima, Le systéme bancaire algérien, p 46. -8‬‬
‫بخراز يعدل فريدة‪ ,‬تقنيات وسياسات التسيير المصرفي‪ ,‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ,‬ص‪.77‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 10‬حددت المادة ‪ 50‬من القانون المدني الجزائري شروط اكتساب الشخصية المعنوية(استقالل مالي‪ ,‬اسم‪,‬‬
‫مقر‪....‬الخ)‪.‬‬
‫‪ 11‬يلس شاوش بشير‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2013 ،‬ص ‪ 233‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ 12‬يلس شاوش بشير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 240‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ 13‬سليمان ناصر‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل المتغيرات الدولية الحديثة ‪-‬مع دراسة‬
‫تطبيقية حول عالقة بنك البركة الجزائري ببنك الجزائر‪ ،-‬مكتبة الريام‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪105.‬‬
‫‪ 14‬بنا بي فتيحة‪ ،‬عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية‪ ،‬مجلة معارف‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جوان‬
‫‪ ،2017‬ص‪70.‬‬
‫‪ 15‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2007 ،‬ص‪.‬ص ‪ 212‬و‪.213‬‬
‫‪ 16‬إسماعيل خلف هللا‪ ،‬مدى نجاح البنوك اإلسالمية واندماجها داخل االقتصاد الج ازئري‪ ،‬دار االمام مالك‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص‪(122‬بتصرف)‪ ،‬كما أشار لعبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل الى‬
‫السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان المطيوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ 17‬معمري ليلى‪ ،‬يحياوي سمير‪،‬اثر استقاللية البنك المركزي على التوازن االقتصادي في الجزائر ‪،‬مجلة‬
‫المالية واألسواق ‪،‬العدد‪، 02‬المجلد ‪.152 ،2020 ،07‬‬
‫‪ 18‬رحيم حسين‪ ،‬االقتصاد المصرفي‪ ،‬دار بهاء الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائلر‪،2008 ،‬‬
‫ص‪(127‬بتصرف)‬

‫‪101‬‬

You might also like