You are on page 1of 19

‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬


‫جامعة السودان ‪ -‬سودان ‪-‬‬
‫‪azaab_75@hotmail.com‬‬
‫تاريخ املراجعة‪ 2018/05/29 :‬تاريخ النشر‪2018/12/31 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2018/04/04 :‬‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الترجمة من منظور فقهاء اللغة‬
‫من حيث اإلشكاليات التي تواجه عمل الترجمة واإلستراتيجيات املعالجة‪ ،‬مع التركيز على‬
‫بعض آراء فقهاء اللغة ودراسات الترجمة حول بعض النظريات واإلستراتيجيات‪ .‬كما‬
‫ركزت الدراس ة على اإلستراتيجيات واألساليب والتقنيات التي يستخدمها املترجم في‬
‫معالجة تلك الصعوبات واإلشكاليات‪ .‬وتناولت الدراسة بعض من تلك اآلراء عبر استبان‬
‫تم توزيعه على أساتذة اللغات ودراسات الترجمة واملترجمين الدارسين واملمارسين الهواة‬
‫في ميدان عمل الترجمة‪ .‬من خالل هذه الدراسة نجد أن ممارسة الترجمة عمل صعب‬
‫يتطلب مقدرات كبيرة من املترجم من أجل معالجة تلك اإلشكاليات التي يواجهها‪ ،‬عبر‬
‫استخدام اإلستراتيجيات واألساليب والتقنيات املطلوبة للترجمة‪ .‬وخلصت الدراسة إلى‬
‫إمكانية استخدام الترجمة املباشرة وغير املباشرة في معالجة إشكاليات الترجمة مع‬
‫ً‬
‫اإلستراتيجيات األخرى‪ ،‬وهذا العمل يتطلب أن يكون املترجم مؤهال‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬دراسات الترجمة‪ ،‬إستراتيجيات الترجمة‪ ،‬التأهيل األكاديمي والتدريبي‬
‫للمترجم‪.‬‬

‫‪Translation from perspective of linguists: Problems and Strategies‬‬


‫‪Abstract:‬‬
‫‪The study aims to shed light on the translation from‬‬
‫‪perspective of linguists: problems and solution strategies, particularly‬‬
‫‪the problems and difficulties are facing the translator. It also focuses‬‬
‫‪on the views of linguists and theorists of language and translation‬‬
‫‪studies on theories and strategies. Furthermore, the study focuses on‬‬
‫‪the translation strategies, methods and techniques employed by‬‬
‫‪translator to solve these problems and difficulties. The study deals‬‬
‫‪with the views of linguist through a questionnaire answered by‬‬

‫‪105‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫‪professors on languages and translation studies as well as specialized‬‬


‫‪translators and non-specialized translators on the work field of‬‬
‫‪translation.‬‬
‫‪The study shows that the practice of translation is a difficult‬‬
‫‪endeavour that demands a translator with formidable capabilities to‬‬
‫‪solve the problems he encounters by choosing the translation‬‬
‫‪strategies, methods and techniques that best suits the translation texts.‬‬
‫‪The study concludes that direct and indirect translation strategies,‬‬
‫‪along with other techniques, can be employed to address the problems‬‬
‫‪translation. Nevertheless, the translator should have qualified to do‬‬
‫‪that work of translation.‬‬
‫‪Key words: Translation studies, Translation strategie, Academic and‬‬
‫‪capabilities development of translator.‬‬

‫‪ .1‬املقدمة‪:‬‬
‫قضية الترجمة على مر األزمنة والعصور هي عبارة عن ظاهرة إنسانية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إبداعية معقدة بوصفها ّأدت أدوارا مهمة وحيوية رفدت الحضارة البشرية بالعلوم‬
‫الحيوية والثقافات املختلفة مما خلق التقارب بين الشعوب واملجتمعات‪ .‬فقد‬
‫ظهرت الحاجة لعملية الترجمة لظروف اجتماعية واقتصادية على الرغم من‬
‫اختالف اللغة والثقافة بين الشعوب واألمم‪ ،‬باعتبار أن الترجمة هي مصدر‬
‫َ‬
‫والحكم املتبادلة بين البشر لنقل العادات واللغات والثقافات والقيم‬
‫املعلومات ِ‬
‫الجمالية واألخالقية املتنوعة والعلوم والفلسفة والطب والهندسة واآلداب‬
‫والفنون‪ .‬هذا ما جعل عملية الترجمة بمثابة العامل املشترك في حل مشاكل تعدد‬
‫واختالف اللغات وبالتالي أضحت عملية الترجمة جسر تواصل يربط بين عالقات‬
‫وثقافات الشعوب واألمم وبذلك تقوى الروابط ويتعزز التفاهم والتواصل بين‬
‫الشعوب واملجتمعات‪.‬‬
‫غير أن هنالك إشكاليات تواجهها الترجمة وبشكل خاصة ترجمة‬
‫النصوص ذات الخصوصية الثقافية واللغوية كما في الترجمة األدبية ‪Literary‬‬
‫ً‬
‫‪ Translation‬التي هي من أكثر أنواع الترجمة تعقيدا‪ ،‬إذ يواجه املترجم الذي يسلك‬
‫مسار الترجمة األدبية إشكاليات ومصاعب ومطبات وذلك العتبارات منها كون‬
‫الترجمة األدبية هي عملية مقاربة بين طرق وأساليب لغوية مختلفة يسعى فيها‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪106‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫املترجم إلى إعادة صياغة املعنى لتلك الطرق واألساليب في لغة الهدف بما يخلقه من‬
‫أثر وقيمة جمالية بنفس التأثير الذي تحدثه قراءة النص املصدر‪ .‬ولهذه اإلشكالية‬
‫وألفاظ متعددة منها املباشر وغير‬
‫ٍ‬ ‫سببان هما اإلشكال اللغوي حيث لكل لغة ٍ‬
‫معان‬
‫املباشر أي (املعاني الحقيقية واملجازية) واأللفاظ العامة املستخدمة للتدليل على‬
‫مقاصد خاصة واملعاني املتعددة واملتضادة وكذلك ألفاظ السياقات املحذوفة التي‬
‫ال يمكن إدراك املعنى ووضوحه بدونها‪ ،‬باإلضافة إلى األلفاظ والجمل املشتركة‬
‫وذات املعاني املختلفة بسبب اختالف النظم والقواعد اللغوية من لغة إلى أخرى‪.‬‬
‫واآلخر هو اإلشكال الثقافي الذي يتضمن الخصوصيات الثقافية التي‬
‫كثيرة‬
‫أحيان ٍ‬
‫ٍ‬ ‫تختلف باختالف الثقافات والحضارات والبيئات مما ُيص ِع ُب نقلها في‬
‫أثناء عملية الترجمة من لغة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى‪ .‬إذ ُيعد إيجاد املكافئات‬
‫اللغوية والثقافية في لغة وثقافة الهدف أمرا بالغ الصعوبة يواجهه املترجم مما‬
‫يجعله يتبع بعض اإلستراتجيات كالتكييف واإليضاح والتطويع والتصرف من أجل‬
‫تكييف املضمون الذي تكون الغاية منه التوافق مع ثقافة املتلقي ومن هنا يتضح‬
‫دور املترجم في معالجة إشكالية الترجمة األدبية‪.‬‬
‫ً‬
‫لذلك ُينظر إلى املقابل (تكافؤ املفردة) على أنه أحد املفاهيم األكثر إشكاال‬
‫ً‬
‫وإثارة للجدل في دراسات الترجمة‪ .‬هذا ما دفع الباحث للتنقيب في إشكاليات‬
‫الترجمة واإلستراتيجيات املعالجة لها من منظور فقهاء وعلماء اللغة ودورهم‬
‫األساس ي في وضع نظريات ومعايير وإستراتيجيات لحل مشاكل الترجمة التي تواجه‬
‫املترجمين في ميدان العمل من خالل دراسة اإلشكاليات وطرق وإستراتيجيات‬
‫املعالجة املرتبطة بالترجم‪.‬‬
‫تتناول هذه الدراسة الترجمة ودور املترجم من حيث آراء أصحاب‬
‫االختصاص من فقهاء وعلماء اللغة الذين وضعوا نظريات ومعايير وطرق‬
‫وإستراتيجيات لحل مشاكل الترجمة التي تواجه املترجمين في ميدان العمل‬
‫التطبيقي‪ ،‬وذلك من ناحية دراسة اإلشكاليات وطرق وإستراتيجيات املعالجة‬
‫املرتبطة بالترجمة ودور املترجم‪ .‬وستتم اإلجابة عن أسئلة الدراسة‪ ،‬من خالل‬
‫تسليط الضوء على الترجمة ومشكالتها وطرق وإستراتيجيات املعالجة املطروحة‬

‫‪107‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫من قبل اللغويين واملترجمين املمارسين في ميدان عمل الترجمة ودور املترجم‪ .‬كما‬
‫يقوم الباحث بتحليل ومناقشة نتائج االستبيان املوزع كدراسة ميدانية عن تلك‬
‫اآلراء التي تصنف اإلشكاليات واإلستراتيجيات املعالجة‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مشكلة البحث‬
‫يواجه املترجم عند الترجمة إشكالية في عملية الترجمة وكيفية استخدام‬
‫اإلستراتيجيات املعالجة واملحافظة على املعنى الوارد في النص املصدر واستخدام‬
‫آليات وأساليب الترجمة من أجل الحصول على النص الهدف بنفس روح ومضمون‬
‫النص املصدر‪.‬‬
‫‪ .1.2‬الفرضيات‬
‫• النظريات واإلستراتيجيات املطروحة من املنظرين في مجال الترجمة ال تشكل حلوال‬
‫كافية ملشاكل الترجمة التي تواجه املترجمين‪.‬‬
‫• وجود بعض اإلشكاليات حول اإلستراتيجيات عند التطبيق العملي لدى املترجمين‬
‫الهواة‪.‬‬
‫‪ .1.3‬أسئلة البحث‬
‫• ما هي التقنيات واألساليب التي استند عليها املترجم في ترجمة القطعة هل يمكن‬
‫تحديد إشكاليات الترجمة التي يواجهها املترجم؟‬
‫• كيف يتمكن املترجم من معرفة طرق وإستراتيجيات املعالجة؟‬
‫• ما هو أثر استخدام نظريات وإستراتيجيات الترجمة في العمل الترجمي التطبيقي؟‬
‫‪ 1.4‬األهداف‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الترجمة وإشكالياتها‬
‫واإلستراتجيات املعالجة‪ ،‬وتحديد طرق وإستراتجيات حل مشاكل الترجمة مع إظهار‬
‫الدور الذي يؤديه فقهاء اللغة واملنظرون في مجال الترجمة من أجل مساعدة‬
‫املترجمين وكل من يمارس مهنة الترجمة من محترفين وهواة‪.‬‬
‫‪ .2‬إشكاليات الترجمة وإستراتيجيات الحلول‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬قضية املعنى‪Meaning Problem :‬‬
‫تعتبر قضية إشكاليات الترجمة والصعوبات التي يواجهها املترجم عند‬
‫ً‬
‫عملية الترجمة من القضايا املهمة جدا في دراسات الترجمة‪ ،‬إذ تكمن هذه‬
‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪108‬‬
‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫اإلشكاليات في بعض العناصر األساسية في عملية الترجمة املتمثلة في املفاهيم‬


‫اللغوية والثقافية واالصطالح‪ .‬إذ تتفرع من هذه املفاهيم قضايا املعنى والتكافؤ‬
‫وتعذر الترجمة‪ ،‬و يعتبر املعنى من املوضوعات املتكررة والثابتة في التناول وفي ذلك‬
‫يشير جورج مونان في كتابه املسائل النظرية للترجمة ‪Les Problėmes‬‬
‫‪ Thėoriques de la Traduction‬بقوله "ال يمكننا تجاهل إشكاليات املعنى في‬
‫نظريات الترجمة باعتبار أن الترجمة تبدأ من املعنى حيث تتم جميع عمليات النقل‬
‫والترجمة بين اللغات املختلفة في اإلطار اللغوي"‪ 1.‬ويوجين نايدا في (كتابه نحو علم‬
‫الترجمة ‪ )1964:159‬الذي تناول فيه املعنى من ثالثة محاور هي املعنى اللغوي‬
‫‪ Linguistic Meaning‬الذي تحصل عليه الكلمة من خالل عالقتها بغيرها من باقي‬
‫الكلمات في الجملة حسب التركيب‪ .‬واملعني املرجعي أو اإلحالي ‪Referential‬‬
‫بشكل دقيق من القاموس بحيث يوظف الدال فيه حسب‬ ‫ٍ‬ ‫‪ Meaning‬الذي يحدد‬
‫املرجعية للمدلول‪ .‬والثالث هو املعنى الشعوري ‪ Emotive Meaning‬الذي يعني‬
‫الوقوف تحت ظالل املعنى عبر الغوص داخل السياق حسب إحساس القارئ‪ .‬كما‬
‫يجمع الكثير ممن درس ومارس الترجمة على أن أكبر إشكاليات الترجمة تتمثل في‬
‫عدم قدرة املترجم في توصيل املعنى الدقيق في النص األصل إلى لغة الهدف وذلك‬
‫لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ o‬أن أي لغة من اللغات تتضمن الكثير من املرادفات املتشابهة وتختلف في اختالف‬
‫ً‬
‫بسيط في املعنى عن بعضها بعضا‪.‬‬
‫‪ o‬كل لغة من اللغات لها خصائصها وقواعدها الخاصة وتختلف في الكيفية والتركيب‬
‫والترتيب إذ يقود هذا االختالف إلى إشكاليات في الترجمة وفق االختالف بين ثقافة‬
‫املصدر وثقافة الهدف‪ ،‬وعدم تطوير قدرات املترجم ومواكبته للتطورات اللغوية‬
‫والثقافية بين اللغات حسب تطور العصر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قضية التكافؤ‪Equivalence Problem :‬‬
‫تناولت العديد من الدراسات واملؤلفات الصادرة عن الترجمة بعض‬
‫إشكاليات الترجمة وفق القوالب واملرجعيات النظرية من ضمنها قضية التكافؤ‪ .‬لذا‬
‫ً‬
‫تعتبر إشكالية التكافؤ من أعظم وأكثر مشاكل الترجمة مواجهة للمترجمين في‬

‫‪109‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫الصعوبات مما شجع الكثير من الباحثين إلى التطرق لتك اإلشكالية وكل على‬
‫طريقته في التناول الذي غطى الكثير من جوانب املشكلة إال أنه بالتأكيد ليس من‬
‫دراسة تعالج القضية بكاملها‪ .‬وجاءت النقاشات املتعلقة بالتكافؤ بعد الجدل الذي‬
‫أثير بالبحث عن طرق التمييز بين الترجمات الحرفية والحرة في الشكل واملضمون‬
‫باعتبار أن النص الهدف كان مكافئا للنص املصدر في النقاشات السابقة بين‬
‫املنظرين للترجمة في التمييز بين الترجمة الحرفية والترجمة الحرة‪ ،‬وكذلك التفريق‬
‫بين الشكل واملحتوى وعلى الرغم من أن املفاهيم التي طرأت على التكافؤ إال أنه ال‬
‫ً‬
‫يزال مكانا للنقاش والدراسة باعتبار أن جل نظريات الترجمة تعتبر الترجمة ظاهرة‬
‫مزدوجة لغوية وغير لغوية في ٍآن واحد‪ 2.‬وحسب جيرمي مندي‪ ،‬التكافؤ هو وصف‬
‫وتفسير العالقة بين النص املصدر والنص الهدف التي يتم قياسها وتحليلها‬
‫بخمسة عناصر هي‪( :‬كتابة وتحرير الكلمات سواء كانت جمال أو نصوصا‪ ،‬وتحليل‬
‫املعنى املعجمي سواء كان معنى صريح أو ضمني‪ ،‬وأثر التواصل الذي يحدثه التكافؤ‬
‫الحر‪ ،‬وتشابه الخصائص اللغوية التي يحدثها التكافؤ الشكلي‪ ،‬والحالة وهي الهدف‬
‫من وظيفة الترجمة التي يحدثها التكافؤ الوظيفي‪3.‬‬

‫تباينت اآلراء لدى املنظرين للترجمة حول التكافؤ وتصنيفه وأنواع فمنهم‬
‫مثل جاكبسون في كتابه األوجه اللغوية للترجمة ‪On Aspects of Translation‬‬
‫‪ 1959‬أرجع أصل التكافؤ إلى علم الرياضيات باعتبار يستخدم للتدليل على تماثل‬
‫القيمة في املعادلة الرياضية فمن هنا أيد بعض املنظرين للترجمة بأن التكافؤ يشير‬
‫إلى عالقة مماثلة بين املعطيات في النص املصدر وتعويضها بأخرى في النص الهدف‬
‫من دون وقوع تغيير بليغ‪ 4.‬بينما عارض البعض اآلخر التكافؤ بهذا املفهوم من‬
‫أمثال سونيل هورنبي التي تعتبر أن استخدام التكافؤ بهذه الطريق أمر غير مقبول‬
‫بسبب عدم وجود هوية تكافؤ بين النص املصدر والنص الهدف مما يعنى عدم‬
‫وجود تكافؤ تام ومطلق باعتبار أن التكافؤ مفهوم ثابت وغامض‪ً .‬‬
‫وبناء على هذا‬
‫التباين بين املنظرين صنف العلماء التكافؤ ألنواع تجرى عليها الدراسات كعناصر‬
‫للتفريق بين الترجمة الحرفية وترجمة املعنى باملعنى املكافئ له بحيث ال يمثل ذلك‬
‫طرائق أو إستراتيجيات للترجمة‪ .‬ووفق لذلك تم تصنيف التكافؤ إلى فئات وأنواع‬
‫حسب وظيفته وأهميته في الترجمة ومع ذلك نجد بعض العلماء واملنظرين اختلفوا‬
‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪110‬‬
‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫في تعريف وتصنيف التكافؤ وينظر إليه كل طرف منهم حسب الرؤية التي يتبناها‬
‫على أساس اللغة ونوع النص ووظيفة التكافؤ وظل إلى يومنا هذا مكان نقاش‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واختالف لدى منظري الترجمة مما جعله يشهد تطورا كبيرا من حيث التنظير‬
‫ً‬
‫والتناول فمثال كاتفورد ‪ Catford‬يعتبر التكافؤ ظاهرة أساسية في الترجمة على‬
‫املستويين النظري والتطبيقي وحدد له شروطا ميزها بنوعين هما التكافؤ النص ي‬
‫‪ Textual Equivalence‬الذي يركز على إمكانية إيجاد مكافئ للنص املصدر في لغة‬
‫الهدف‪.‬‬
‫أما النوع اآلخر هو التوافق الشكلي ‪ Formal Correspondence‬الذي‬
‫يركز على استبدال العناصر اللغوية في لغة املصدر بعناصر توافقها في لغة الهدف‬
‫وفق النظام العام الذي يحكم اللغتين‪ .‬بينما يعرف بوبوفيك ‪ Popovic‬التكافؤ في‬
‫كتابه نظرية الترجمة الفنية ‪ Theory of Artistic Translation‬بأربعة أنواع‪ 5‬هي‪:‬‬
‫التكافؤ اللغوي‪Linguistic Equivalence :‬‬‫‪o‬‬
‫‪ o‬التكافؤ النموذجي (اإليحائي)‪Paradigmatic Equivalence :‬‬
‫‪ o‬التكافؤ األسلوبي‪Stylistic Equivalence :‬‬
‫‪ o‬التكافؤ النص ي (السياقي)‪Textual (Syntagmatic) Equivalence :‬‬

‫من خالل هذا التميز الذي صنف به التكافؤ تظهر هوية الرسالة املعبر‬
‫عنها بين النص املصدر والنص الهدف‪ ،‬بالتالي كلما ابتعد املترجم عن التكافؤ‬
‫املناسب والدقيق ظهرت إشكالية التكافؤ بوضوح‪ .‬ومشكلة التكافؤ رغم بروزها على‬
‫السطح في أعمال الترجمة إال أن أهل االختصاص من علماء اللغة ومنظرين‬
‫الترجمة حملوها أكثر من طاقتها من خالل التباري في تعريف وتميز التكافؤ الذي‬
‫ً‬
‫اختلفت فيه املسميات أكثر من األشكال الوظيفية للتكافؤ‪ .‬فمثال في مقابل‬
‫التصنيف الذي أحدثه بوبوفيك نجد يوجين نايدا ‪ Nida‬قد ميز التكافؤ بنوعين‬
‫هما‪ :‬التكافؤ الشكلي ‪ Formal Equivalence‬الذي ركز من خالله على نقل الرسالة‬
‫نفسها وبذات الشكل واملضمون وأطلق نايدا على هذا النوع من الترجمة "الترجمة‬
‫الشرحية" أي اإليضاح التي قصد منها حصول املتلقي على الفهم النص املصدر‬
‫بالقدر املمكن‪ .‬والنوع الثاني هو التكافؤ الحر (الحركي) ‪Dynamic Equivalence‬‬

‫‪111‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫الذي ركز فيه على قدرة التأثير املكافئ وقصد بذلك تشابه العالقة بين متلقي النص‬
‫ً‬
‫املصدر ومتلقي النص الهدف‪ .‬وكذلك أضاف كولر‪ Koller 6‬تصنيفا أخر من أنواع‬
‫التكافؤ شملت‪:‬‬
‫التكافؤ الداللي (الصريح)‪Denotative Equivalence :‬‬ ‫▪‬
‫التكافؤ الضمني‪Connotative Equivalence :‬‬ ‫▪‬
‫التكافؤ الشكلي‪Formal Equivalence :‬‬ ‫▪‬
‫التكافؤ التداولي‪Pragmatic Equivalence :‬‬ ‫▪‬
‫ي (املعياري)‪Text-Normative Equivalence :‬‬ ‫التكافؤ النص‬ ‫▪‬
‫من خالل تناول إشكالية الترجمة املتمثلة في مشكلة التكافؤ نجد أن أهل‬
‫االختصاص من منظرين يتبادلون األدوار في في تسمية وتصنيف أنواع التكافؤ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وبنفس الخصائص واملعالجات رغم اختالف الرؤى أحيانا‪ .‬فمثال تجد التكافؤ‬
‫الضمني ‪ Equivalence Connotative‬عند كولر يشابه التكافؤ الداللي ‪Semantic‬‬
‫‪ Equivalence‬في جزئية عالقته بالكلمات باعتبار أن املنهج فيه الترجمة الحرفية‬
‫هي اإلستراتيجية املناسبة‪ .‬كما جاء التكافؤ املرجعي ‪Referential Equivalence‬‬
‫ً‬
‫ضمنا في املعاني التي ميزها يوجين نايدا بغرض تمكين املترجم من معالجة النص‬
‫املصدر والنص الهدف عبر وضع نفس الحقائق واملرجعية التي صدر بها النص‬
‫األصل‪ ،‬والتكافؤ الوظيفي ‪ Functional Equivalence‬الذي قصد به تمكين‬
‫املترجم من العناصر اللغوية والثقافية وحسن السياق في لغة الهدف وهي أفضل‬
‫إستراتيجية تتبع لترجمة املصطلحات واألمثال‪ .‬أما منى بيكر ‪ Mona Baker‬في كتابها‬
‫الذي يحمل عنوان "بمعنى آخر ‪ "In other words‬تعتبر أن التكافؤ هو األسلوب‬
‫الذي يستخدمه املترجمين أكثر من غيره في عملية الترجمة وصنفته بمسميات‬
‫أخرى‪ 7‬هي‪:‬‬
‫التكافؤ على مستوى الكلمة‪Equivalence at word level :‬‬ ‫‪o‬‬
‫التكافؤ فوق مستوى الكلمة‪Equivalence above word level :‬‬ ‫‪o‬‬
‫التكافؤ النص ي‪Textual Equivalence :‬‬ ‫‪o‬‬
‫التكافؤ النحوي‪Grammatical Equivalence :‬‬ ‫‪o‬‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪112‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫التكافؤ التداولي‪Pragmatic Equivalence :‬‬ ‫‪o‬‬


‫كمحاولة إليجاد حل إلشكالية الترجمة أعاله املتمثلة في مشكلة التكافؤ‬
‫بأنواعه املتعددة على مستوى اإلشكاليات الخاصة باملعنى وترجمته ونقله من لغة‬
‫املصدر إلى لغة الهدف‪ ،‬واإلشكاليات الخاصة بالتكافؤ في النصوص املختلفة التي‬
‫تجعل عملية النقل في بعض األحيان غير ممكنة ال بد لنا أن نحدد العناصر‬
‫والعوامل التي توقع املترجم في مثل هذه املشاكل‪ .‬ومن تلك العوامل‪:‬‬
‫‪ .1‬معظم اللغات تشتمل على عدد كبير من املفردات واملترادفات التي ال‬
‫بشكل كامل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تتطابق في املعنى‬
‫‪ .2‬أي لغة من اللغات تأخذ شكلها الخاص في تكوين الجمل والعبارات وترتيب‬
‫املفردات والقواعد التي تجعلها تختلف عن لغة أخرى إذ يؤدي هذا‬
‫االختالف إلى إشكاليات في الترجمة مما يجعل املترجم في موقف حرج إذا‬
‫لم يمتلك الثقافة الكلية لتلك اللغات من أجل أن يوصل املعنى املطلوب‬
‫بدقة من ثقافة اللغة املصدر إلى ثقافة اللغة الهدف عند عملية الترجمة‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان املترجم قليل الثقافة ومحدود القدرات وغير مواكب للتطورات التي‬
‫تطرأ على اللغات والثقافات‪.‬‬
‫ناحية أخرى كمعالجة‬
‫ٍ‬ ‫ما سبق من عناصر وعوامل من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫ملشكل التكافؤ على املترجم االلتزام بالترتيب اللغوي للنص املصدر من حيث تقسيم‬
‫النص من وحدات وفقرات وعالمات الترقيم مع مراعاة قواعد اللغة الهدف من‬
‫أجل أال يحدث التباس في املعنى وتحاش ي الغموض بسبب اإلهمال الذي يحدث‬
‫ً‬
‫أحيانا لبعض التراكيب اللغوية من ناحية البناء النحوي واألساليب والصور‬
‫الجمالية في لغة الهدف وخاصة في الترجمة التي يستخدم فيها التكافؤ الشكلي‪،‬‬
‫ً‬
‫باعتبار أن املترجم عند الترجمة التي يستخدم فيها التكافؤ الشكلي أحيانا تحتوي‬
‫كبير من املعلومات التي ال يدركها القارئ في اللغة الهدف بسبب أن املترجم‬
‫كم ٍ‬ ‫على ٍ‬
‫اتبع أسلوب النقل الحرفي للعبارات واملصطلحات املكتوبة في النص املصدر‬
‫وتحتاج إلى إستراتيجية ترجمية من أجل تكييفها في ثقافة اللغة الهدف لتفهم‬
‫معانيها بوضوح‪ .‬وكذلك تحتاج الترجمة عند محاولة إيجاد املكافئ املناسب إلى‬

‫‪113‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫تطابق في العالقة بين الرسالة واملتلقي كما في الترجمة التي يستخدم فيها التكافؤ‬
‫الحر بغرض إيجاد مكافئ طبيعي للرسالة في النص املصدر وبنفس التأثير الذي‬
‫يحدثه النص املصدر في املتلقي‪ ،‬عند البحث عن توفير سياق طبيعي في النص‬
‫الهدف‪ .‬وبذلك يمكننا أن نتوافق مع رؤية نايدا في كتابه (نحو علم الترجمة‪ ،‬صفحة‬
‫‪ )159‬استخدام التكافؤ الحر وتكييفه وأقلمته على مستوى النحو عبر "تحويل‬
‫تراكيب الكلمات واستخدام الفعل مكان االسم وتبديل االسم بالضمير"‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إشكالية الثقافة‪Culture’s Problem In Translation :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نجد أن الترجمة ترتبط ارتباطا كبيرا بالثقافة‪ ،‬فالثقافة هي سلسلة من‬
‫السلوكيات والقيم واملفاهيم واملبادئ واألفكار التي يحملها اإلنسان‪ .‬فهي مكمل‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ِللغة واللغة مكمل للثقافة باعتبار أن اللغة وسيلة للتعبير عن الثقافة‪ .‬فالثقافة‬
‫بمفهومها األشمل هي مجموعة من القيم واملعارف والعادات واألخالق والفنون‬
‫واملعتقدات واألعراف والقوانين التي يكتسبها اإلنسان من املجتمع والبيئة التي‬
‫يعيش فيها‪ ،‬وفي هذا الخضم نجد أن الترجمة هي حاجة اإلنسان إلى نقل املعلومات‬
‫وتوصيل األفكار بين اللغات املتعددة بغرض التفاعل والتبادل الثقافي بين‬
‫املجتمعات بما يقرب املفاهيم الثقافية بين تلك الشعوب‪ .‬ضمن هذا الفهم يسعى‬
‫املترجم إليجاد نظير أو تكافؤ ثقافي بين النص املصدر والنص الهدف وفق طبيعة‬
‫وثقافة اللغتين ومن هنا تظهر اإلشكالية الثقافية في الترجمة واملتمثلة في‬
‫االختالفات الثقافية بين األمم بسبب التباين الثقافي الذي يوصل عملية الترجمة إلى‬
‫ما ُيعرفه علماء الترجمة بتعذر الترجمة ‪ Untranslatability‬ويحدث ذلك بسبب‬
‫عدم وجود اصطالح أو تعبير في لغة الهدف يقابل ما في لغة املصدر وبذلك تكون‬
‫إشكالية الثقافة أكبر معضلة في الترجمة نتيجة لصعوبات مرتبطة ببعض العناصر‬
‫منها‪ :‬املعتقدات وبيئة مجتمع الثقافة‪.‬‬
‫لم تغيب إشكالية الثقافة في الترجمة عن نقاش علماء اللغة والترجمة إذ‬
‫يرى تايلور )‪ (Taylor’s 1871‬في ذلك على أن الثقافة هي مفهوم كبير يتضمن‬
‫مجموعة من القيم واألخالق واملعتقدات واملعارف والفنون واألعراف والقوانين‬
‫والعادات والتقاليد التي يكتسبها اإلنسان باعتباره عضوا في مجتمع من املجتمعات‪.‬‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪114‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫كما هو الحال عند بيتر نيومارك )‪ (Newmark 1988‬الذي اعتبر أن الثقافة هي‬
‫أسلوب العيش واملظاهر التي يظهر مجتمع ما من خالل استخدام ذلك املجتمع‬
‫ُّ‬
‫ِللغة محددة على أنها وسيلة للتعبير‪ .‬وعند الترجمة من لغة إلى لغة ومن ثقافة إلى‬
‫ثقافة أخرى يواجه املترجم تلك اإلشكاليات الثقافية والتي من ضمنها تعابير‬
‫ومصطلحات سياسية ودينية وإدارية وأدبية مما يصعب عليه إيجاد نظير أو تكافؤ‬
‫ً‬
‫يتناسب مع ذلك في اللغة والثقافة الهدف‪ .‬فمثال في الثقافة العربية نجد اسم انثى‬
‫البعير (الجمل) هي الناقة التي ال نظير أو مكافئ في اللغات األخرى كاإلنجليزية مثل‬
‫ُ ّ‬
‫قول الشاعر الجاهلي املنخل اليشكري‪:8‬‬
‫أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري‬
‫فالناقة اسم له حضور كثيف في الثقافة العربية ورد في النصوص‬
‫الدينية في القرآن الكريم مثل ناقة نبي هللا صالح عليه السالم وكذلك في السيرة‬
‫النبوية لسيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم (ناقته القصواء) باإلضافة إلى ورود‬
‫كلمة الناقة في الشعر العربي بشكل عام‪ .‬وعند ما حاول بعض املترجمين ترجمة‬
‫بيت الشعر أعاله واجهتهم إشكالية إيجاد النظير أو املكافئ في الثقافة اإلنجليزية‬
‫فمنهم من رأى ما يناسب ذلك في قول شكسبير ‪“Who loves me, :Shakespeare‬‬
‫”‪ Love my Dog with me‬فترجم البيت على النحو التالي‪I love her, she loves :‬‬
‫‪ me with my camel‬إال أن البعض ترجمة كلمة ناقة إلى اإلنجليزية بـ ‪The female‬‬
‫‪ of camel‬لتصبح ترجمة البيت‪I love her, she loves me and my camel :‬‬
‫‪ loves her female camel too‬وهنالك من ترجم كلمة ناقة بـ ‪ she- camel‬وفي‬
‫اعتقادي هذا صحيح باعتباره يطابق ترجمة ناقة في القرآن في اآلية رقم (‪ )64‬من‬
‫وها َت ْأ ُك ْل في َأ ْ ض هَّللا َوَال َت َم ُّس َ‬
‫وها‬ ‫سورة هود‪َ ( :‬و َيا َق ْوم ََٰهذه َن َاق ُة هَّللا َل ُك ْم َآي ًة َف َذ ُر َ‬
‫ِ ر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اب َقر ٌ‬
‫يب)‪9‬‬ ‫وء َف َي ْأ ُخ َذ ُك ْم َع َذ ٌ‬
‫ِب ُس ٍ‬
‫ِ‬
‫(‪")64‬‬ ‫‪And O my people, this is the she-camel of Allah - [she is] to you a‬‬
‫‪sign. So let her feed upon Allah’s earth and do not touch her with‬‬
‫"‪harm, or you will be taken by an impending punishment‬‬
‫لتصبح ترجمة البيت‪:‬‬
‫‪I love her, she loves me and my loves her‬‬
‫‪she-Camel loves too‬‬

‫‪115‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫وبنا ًء عليه نجد أن االختالف بين اللغات يصاحبه اختالف بين الثقافات‬
‫ً‬
‫فمثال االختالف بين لغة املصدر والهدف يصاحبه اختالف بين الثقافتين املصدر‬
‫والهدف مما يؤثر بشكل واضح على عملية التواصل بين هاتين الثقافتين املختلفتين‬
‫وبذلك يتم التأثير على عملية الترجمة‪ .‬من هنا تتضح أهمية الخلفية الثقافية‬
‫وأثرها على عملية الترجمة وبالتالي ظهور إشكالية األبعاد والخصوصيات الثقافية‬
‫نتيجة لعناصر ومقومات البيئة والحضارة املعنية بالثقافتين املنقول منهما وإليهما‪،‬‬
‫ً‬
‫فمثال في الثقافة اإلنجليزية بعض العبارات واألمثال واملصطلحات تحتاج من‬
‫املترجم إدراك الثقافتين في مثل الحاالت التالية‪:‬‬
‫في الثقافية اإلنجليزية تعبير يجعل املترجم في موقف صعب إذا لم يدرك‬
‫الثقافة وهو‪ “If you were in my shoes” :‬والذي يفهمه الشخص العادي غير‬
‫املدرك للثقافة على أنه "إذا كنت في حذائي" وهي ترجمة حرفية ركيكة تخل باملعنى‬
‫املراد والذي يمكننا أن نفهمه على أنه "لو كنت في مقامي أو لو كنت في موقعي"‬
‫وكذلك مثال آخر من الثقافة اإلنجليزية ‪“I have kept some money in the‬‬
‫ً‬
‫”‪ Chest for a rainy day‬الذي يترجم حرفيا إلى "لقد أبقيت على بعض املال في‬
‫الصدر ليوم ممطر" إذ تظهر اإلشكالية الثقافية في كلمة ‪ Chest‬التي فهمت في‬
‫ثقافة الهدف على أنها الصدر بينما هي في ثقافة املصدر تعنى الخزنة وكذلك عبارة‬
‫‪ Rainy Day‬التي فهمت في ثقافة الهدف على أنها "يوم ممطر" بينما هي في ثقافة‬
‫املصدر تعني "اليوم األسود" وبالتالي الترجمة الصحيحة هي "لقد احتفظت بعض‬
‫النقود في الخزانة لليوم األسود"‪.‬‬
‫ً ً‬
‫وهكذا يؤدي البعد واالختالف الثقافي بين اللغات والثقافات دورا مهما في‬
‫عملية الترجمة‪ .‬فالعبارات واملصطلحات التي لها بعد ثقافي يحمل أكثر من داللة في‬
‫أي لغة من اللغات قد ال تجد نفس البعد في لغة من اللغات األخرى‪ ،‬مما يجعل‬
‫األمر يتطلب تكييف املضمون بما يتناسب مع معطيات الثقافتين‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬إشكالية تعذرالترجمة‪Untranslatability Problem :‬‬
‫تعتبر إشكالية تعذر الترجمة من أكثر صعوبات الترجمة املرتبطة باألبعاد‬
‫الثقافية واللغوية‪ ،‬التي يقف عندها املترجم في حيرة من أمره وعجزه عن إيحاد‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪116‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫نظير أو مكافئ لبعض املصطلحات أو التعابير في لغة الهدف‪ .‬وبالتالي تتعذر الترجمة‬
‫أو تصبح شبه مستحيلة وفي ذلك يقول جون كاتفورد ‪ Catford‬في كتابه (نظرية‬
‫لغوية في الترجمة ‪" )1965‬تنعدم إمكانية تعويض عنصر أو تركيب في بنية اللغة‬
‫املصدر بعنصر آخر في اللغة الهدف"‪ ،10‬وهذا يعتبر تعذر طبيعي نتيجة لالختالف‬
‫في أنظمة اللغات إذ أن أي لغة لها نظامها الخص الذي يختلف عن لغة أخرى‪.‬‬
‫طر ائق وإستراتيجيات املعالجة‪Methods and Solution Strategies :‬‬
‫وفق املفهوم العلمي فإن الطريقة ‪ Method‬هي مجموعة من األساليب‬
‫واإلجراءات والوسائل التي يقوم بها املترجم من أجل أن يحقق الهدف املنشود من‬
‫ترجمة النص املصدر إلى لغة الهدف‪ .‬وبهذا املفهوم تكاد تكون الطريقة هي األسلوب‬
‫واألسلوب هو الطريقة أو جزء منها فيما يتعلق باإلجراءات التي يتخذها املترجم عند‬
‫ترجمة النصوص أو األعمال املراد ترجمتها من لغة ما إلى لغة أخرى‪ .‬وتنقسم الطرق‬
‫واألساليب املتبعة في الترجمة إلى طريقتين مباشرة وغير مباشرة هما (الترجمة‬
‫املباشرة والترجمة غير املباشرة) باعتبار أن الطريقة هي جزء من اإلستراتيجية‬
‫‪ Strategy‬الكلمة اإلنجليزية التي أخذت من الكلمة اإلغريقية ‪ Stratēgia11‬وهي في‬
‫األساس مصطلح عسكري يعنى الخطة وفن التخطيط للعمليات‪ .‬أما في مجال‬
‫الترجمة فعرفها جون دوليل ‪ Jean Delisle‬على أنها "هي الخطة التي يستخدمها‬
‫معين‪ ،‬إذ إن‬
‫سياق ٍ‬‫ٍ‬ ‫نص أو‬‫املترجم بالطريقة املنسجمة مع الهدف املتبع لترجمة ٍ‬
‫إستراتيجية الترجمة هي التي توجه املترجم التباع املنهج العام تجاه النص املراد‬
‫ترجمته‪ ،‬حيث تتميز اإلستراتيجية بأنها القرارات الفورية كتطبيق في الترجمات‬
‫املختلفة" ترجمة الباحث‪.‬‬
‫‪“Stratėgie utilisée de façon cohėrente par le traducteur en fonction de‬‬
‫‪la visée adoptée pour la traduction d’un texte donné. La stratėgie de‬‬
‫‪traduction oriente la démarche globale du traducteur ả l’ėgard du texte‬‬
‫‪ả traduire et se distingue des décisions ponctuelles comme‬‬
‫‪l’application des divers procédés de traduction”12.‬‬
‫من هنا يتضح أن إستراتيجية الترجمة هي املنهج العام الذي يتبعه املترجم‬
‫ويعمل به في ترجمة النص من لغة املصدر إلى لغة الهدف‪ .‬ووفق ما اتفق عليه‬
‫منظرو الترجمة أن اإلستراتيجيات الخاصة بالترجمة تستخدم من قبل املترجمين‬

‫‪117‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫لحل إشكاليات الترجمة التي تواجههم عند عملية الترجمة‪ .‬إذ تعتبر تلك‬
‫اإلستراتيجيات بمثابة التقنيات واألساليب والطرق واإلجراءات املتبعة من قبل‬
‫املترجم لحل إشكاليات ترجمة النصوص وبذلك تصنف اإلستراتيجيات إلى نوعين‬
‫هما‪:‬‬
‫‪ .1‬إستراتيجيات املصدر‪ Source Strategies‬وهي طرق وأساليب التمسك بخصائص‬
‫وقيم ومعايير ثقافة لغة املصدر املتبعة من قبل املترجم‪.‬‬
‫‪ .2‬إستراتيجيات الهدف ‪ Target Strategies‬وهي طرق وأساليب إخضاع النص‬
‫املصدر إلى متطلبات ثقافة لغة الهدف املتبعة من قبل املترجم‪.‬‬
‫ُ‬
‫وبناء على تصنيف أهل املصدر وأهل الهدف تقسم اإلستراتيجيات إلى‬
‫قسمين هما‪ :‬إستراتيجيات الترجمة املباشرة وإستراتيجيات الترجمة غير املباشرة‬
‫ً‬
‫وأحيانا تسمى إستراتيجيات الترجمة الحرفية وإستراتيجيات الترجمة الحرة‪:‬‬
‫أساليب وتقنيات الترجمة املباشرة‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫الترجمة باالستالف أو االقتباس‪Borrowing :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة عن طريق النسخ‪Calque :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة الحرفية أو ما يعرف بالترجمة كلمة بكلمة‪Literal Translation :‬‬ ‫‪o‬‬

‫أساليب وتقنيات الترجمة غيراملباشرة‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬


‫الترجمة بالتحويل أو اإلبدال‪Transposition :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة بالتضمين الداللي‪Modulation :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة بالتكافؤ‪Equivalence :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة بالتكييف‪Adaptation :‬‬ ‫‪o‬‬
‫الترجمة بالتعويض‪Compensation :‬‬ ‫‪o‬‬
‫حلول وإستراتيجيات املترجم في املعالجة‪:‬‬
‫عمل الترجمة رغم املتعة التي يتسم بها‪ ،‬إال أنه تصاحبه إشكاليات‬
‫وصعوبات عديدة منها اإلشكاليات النحوية واملعجمية والثقافية ومشاكل الكتابة‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪118‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫والصياغة واملعنى واللغة‪ .‬لهذا ومن أجل تدارك تلك اإلشكاليات على املترجم اتباع‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫إجادة اللغتين املصدر والهدف وثقافتيهما إجادة تامة واستخدام املعينات‬
‫التي تساعد في الترجمة من قواميس ومصادر ووسائل حديثة‪ .‬التمكن من الحلول‬
‫اآلنية أثناء عملية الترجمة مع إمكانية العمل في أجواء تناسب طبيعة عمل الترجمة‬
‫والدقة واألمانة في عملية الترجمة والنقل واالضطالع املستمر ومواكبة مستجدات‬
‫اللغات والترجمة والثقافة‪ .‬كما يتعين على املترجم املختص واملمارس والهاوي إدراك‬
‫االختالفات بين اللغات والثقافات‪ ،‬مما يتيح له الفرصة باتباع اإلستراتيجية التي‬
‫تتناسب مع حل إشكالية الترجمة املاثلة أمامه وفق الرؤى واإلجراءات والتقنيات‬
‫التي وضعها فقهاء اللغة واملنظرون في مجال الترجمة‪ً .‬‬
‫وبناء على معرفة وإدراك‬
‫املترجم وإحاطته بحلول وإستراتيجيات وطرق معالجة إشكاليات يتم اختيار أي‬
‫ً‬
‫تقنية أو أسلوب حسب طبيعة اإلشكالية‪ .‬فأحيانا نجد املترجم يتبع إستراتيجيات‪:‬‬
‫التكافؤ بأنواعه املختلفة والتطابق والتطبيع ‪ Naturalization‬واملعنى العام‬
‫‪ General Sense‬والنسخ اللفظي ‪ Transliteration‬والترجمة بالثنائية‬
‫‪ Translation Couplet‬وإيضاح الترجمة بالثالثية ‪ Translation Triplet‬والترجمة‬
‫بالشرح (املصنف ‪ )Classifier‬والترجمة بالتحييد ‪ Neutralization‬والترجمة بشرح‬
‫املواز‬
‫ِ‬ ‫وتحليل املكونات ‪ Componential Analysis‬والترجمة بالشرح والتعبير‬
‫‪ Paraphrase‬والترجمة بالحذف ‪ Deletion‬والترجمة بالتكييف ‪Adaptation‬‬
‫والترجمة بالتوطين والتغريب ‪ Domestication and Foreignization‬والترجمة‬
‫باالستالف ‪ Borrowing‬والترجمة بالتصرف وغيرها‪.‬‬
‫‪ .3‬املنهجية‪:‬‬
‫اتبعت الدراسة املنهج الوصفي الذي يصف الظاهر ويحدد مكامن‬
‫إشكاليات الترجمة باإلضافة إلى املنهج الكيفي من خالل أخذ بعض العينات من آراء‬
‫فقهاء اللغة ودراسات الترجمة حول اإلشكاليات وإستراتيجيات املعالجة من أجل‬
‫اإلجابة عن أسئلة البحث‪.‬‬

‫‪119‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬


‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫‪ .4‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هنالك عدد ال بأس به من الدراسات السابقة واملتعلقة بإشكاليات‬
‫الترجمة إال أن معظمها تناولت إشكاالت أنواع الترجمة املختلفة كل على ِح َد ٍة‪ .‬ومن‬
‫تلك التجارب ما هو حول إشكاليات الترجمة واستخدام بعض اإلستراتيجيات‬
‫وسيتطرق الباحث لدراسة واحدة بالتعليق وهي‪:‬‬
‫تناولت حيزية سلمي (‪ )2009‬دراسة مشاكل الترجمة بوجه عام وخاصة‬
‫الترجمة األدبية في إيجاد املكافئ في اللغة الهدف من خالل نقل املعنى بما يناسبه‪.‬‬
‫واستخدمت إستراتيجية اإليضاح في الترجمة من أجل تبيين الغموض الذي يكتنف‬
‫النصوص األدبية ضمن آراء علماء الترجمة‪ ،‬باإلضافة إلى أساليب اإليضاح التي‬
‫يستخدمها املترجم أثناء عملية الترجمة بوعي أو بدون وعي مثل التعويض والتذويب‬
‫وإعادة البناء وحاشة املترجم‪ .‬وبالتالي خلصت الدراسة إلى ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬أن إستراتيجية اإليضاح ضرورة يتبعها كل مترجم‪.‬‬
‫ب‪ .‬أن إستراتيجية اإليضاح إجراء مالزم لعملية الترجمة رغم القيود اللغوية‪.‬‬
‫ج‪.‬هنالك أساليب يتبعها املترجم تجعل املتلقي في اللغة الهدف يرى النص الهدف‬
‫كأنه النص املصدر‪.‬‬
‫د‪ .‬اتبعت الدراسة املنهج الوصفي وتطرقت إلى بعض أهم نظريات الترجمة وأحدثها‬
‫من خالل املقاربات كما تبنت الدراسة الترجمة املكافئة‪.‬‬
‫‪ .5‬النتائج‪:‬‬
‫‪ .1‬حققت النظريات واإلستراتيجيات واألساليب والتقنيات التي وضعها املنظرون في‬
‫مجال الترجمة ودراساتها من لغويين وعلماء دراسات الترجمة األهداف التي وضعت‬
‫من أجلها في حل ومعالجة بعض قضايا الترجمة وإشكالياتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تشابهت النظريات واإلستراتيجيات في معظم طرق وإسترانيجيات املعالجة‪.‬‬
‫‪ .3‬أظهرت النظريات الدور الذي يؤديه منظرو اللغات ودراسات الترجمة في مجال‬
‫الترجمة ومدى مساعدة ذلك للمترجمين وكل من يمارس مهنة الترجمة وطالب العلم‬
‫في مواجهة إشكاليات الترجمة‪.‬‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪120‬‬


‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‪ :‬اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬

‫‪ .4‬الكشف عن الحلول واإلستراتيجيات املناسبة إلشكاليات الترجمة ومصاعبها من‬


‫واقع التجارب العملية‪.‬‬
‫‪ .5‬تحديد أنواع اإلشكاليات وكيفية معالجتها وفق املنظور النظري والتطبيقي‪.‬‬
‫‪ .6‬ستظل إشكاليات الترجمة قائمة في مواجهة املترجمين وبالتالي استمرار عمليات‬
‫البحث العلمي والتنظير في مجال دراسات الترجمة واللغات‪.‬‬
‫‪ .7‬تشابه اإلستراتيجيات وطرق املعالجة املطروحة من فقهاء اللغات ودراسات‬
‫الترجمة فقط مع االختالفات في املسميات‪.‬‬
‫‪ .6‬الخاتمة‪:‬‬
‫من خالل هذا التناول نخلص إلى أن الترجمة األدبية من أكثر أنواع‬
‫الترجمة صعوبة إذ إن النصوص األدبية املختلفة من شعر ونثر وقصص ومسرح‬
‫وخطابة تتطلب املعرفة اللغوية والثقافية باللغتين املصدر والهدف كما تتطلب‬
‫املهارة واإلبداع األدبي لدى الناقل الذي تواجهه الصعوبة في ترجمة املحسنات‬
‫ً‬
‫البديعية والصور الجمالية والبالغية والتي ال يوجد لها مقابل في لغة الهدف أحيانا‬
‫مما يجعل املترجم في حيرة من أمره وبالتالي ليس أمامه إال اتباع بعض‬
‫اإلستراتيجيات التي وضعها علماء اللغة والترجمة‪ ،‬والتي لم يتناولوها بل يصل إليها‬
‫املترجم من خالل ممارسته الطويلة واملكثفة لعملية الترجمة وبرامج تدريب وتطوير‬
‫قدرات املترجمين عبر جمعيات املترجمين واللغويين ومعاهد تدريب املترجمين‬
‫املختصة‪ .‬وفي هذه الدراسة تبين أن للمترجم األدبي دور كبير في معالجة مشاكل‬
‫النصوص األدبية التي تختلف عن النصوص العامة مما يتطلب أن يكون املترجم‬
‫ً‬
‫أديبا وصحاب إحساس فني يتذوق النص األدبي األصل وينقله بحرفية تامة في لغة‬
‫ً‬
‫الهدف وكأنه النص املصدر‪ .‬وكذلك على املترجم أن يكون مثقفا وصاحب مرجعية‬
‫ثقافية من أجل توصيل املعنى املطلوب وفق اللغتين والثقافية‪.‬‬
‫هوامش‪:‬‬
‫‪ -1‬جورج مونان‪ ،)1963( ،‬املشاكل النظرية للترجمة‪ ،‬باريس‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -2‬جورج مونان‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -3‬جيرمي مندي‪ ،)2010( ،‬مدخل إلى دراسات الترجمة نظريات وتطبيقات‪ ،‬طبعة‬
‫مشروعة كلمة للترجمة في أبو ظبي‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪121‬‬ ‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬
‫أحمد التجاني ماهل أحمد محمد‬

‫”‪3- Jakobson, Roman, (2000), “On linguistic Aspects of Translation‬‬


‫‪2nd Edition, Routledge, pp113-119‬‬
‫‪4- Susan Bassnet, (2002), Translation Studies, Routledge, USA, P.33.‬‬
‫‪5- W. Koller In “Basil Hatim and Jeremy Munday, (2004), Translation‬‬
‫‪An advanced resource book, Routledge, London, P.51.‬‬
‫‪ -6‬منى بيكر(‪)1992‬بمعنى آخر‪ ،‬روتلدج‪ ،‬لندن ونيويورك‪ ،‬ص ‪.230-9‬‬
‫‪ -7‬منى بيكر‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬روتلدج‪ ،‬لندن ونيويورك‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫ُ ّ‬
‫‪ -8‬املنخل اليشكري شاعر عربي جاهلي ورد ذكره في كتاب األغاني‪ :‬أبو الفرج األصفهاني‬
‫املرجع العربي الشهير الصادر عن دار الفكر ببيروت بدو تاريخ‪.‬‬
‫‪ -9‬القرآن الكريم‪ ،)2011( ،‬طبعة املدينة‪ ،‬اآلية رقم (‪ )64‬من سورة هود‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪10- Catford, (1965), A linguistic Theory of Translation, Oxford‬‬
‫‪University Press, p 94‬‬
‫‪11- https://en.wikipedia.org/wiki/Strategy.‬‬
‫‪12- Delisle, Jean, (2003), La traduction raisonnée: manuel d'initiation‬‬
‫‪à la traduction professionnelle, Les Presses de l’Université d’Ottawa,‬‬
‫‪pp.60-61.‬‬
‫مكتبة البحث‪:‬‬
‫ركز الباحث على املعلومات الصادرة من مصادر أساسية من مراجع باللغتين‬
‫العربية واإلنجليزية وجميعها في دراسات الترجمة واللغة‪.‬‬

‫املراجع العربية‪:‬‬
‫‪ -‬الديداوي‪ ،‬محمد (‪ .)1992‬علم الترجمة بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار املعارف للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪ -‬الديداوي‪ ،‬محمد (‪ .)2005‬منهاج املترجم‪ ،‬املركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ -‬الشرقاوي‪ ،‬عبد الكريم (‪ .)2009‬الترجمة والنسق األدبي‪ ،‬دار توبقال للنشر‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫‪ -‬برمان‪ ،‬أنطوان (‪ .)2010‬الترجمة والحرف‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ -‬الجاحظ‪ ،‬أبو عثمان بن بحر (‪ .)1959‬كتاب الحيوان‪ ،‬ج ‪ ، 1‬الدار املصرية للنشر‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ -‬بن سكران بلقاسم (‪ .)2009‬الترجمة األدبية في ضوء سيميائيات التلقي (دراسة‬
‫ُ‬
‫وتحليل رواية الطاعون في نصها األصلي واملترجم‪ :‬لنيل درجة املاجستير في النقد األدبي من‬
‫جامعة السانيا بوهران – الجزائر)‪.‬‬

‫املترجم‪ ،‬املجلد ‪ ،18‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪2018‬‬ ‫‪122‬‬


‫ اإلشكاليات واإلستراتيجيات‬:‫الترجمة من منظور فقهاء اللغة‬

،‫ الدار االيطالية للنشر‬،‫ قضايا تاريخ ونظرية الترجمة األدبية‬.)1972( ‫ ليوناردو بروني‬-
.‫روما‬
PUf ‫ املطابع الجامعية الفرنسية‬،‫ اكتشاف نظريات الترجمة‬.)1963( ‫ سنت جيروم‬-
.‫باريس‬
‫ شركة جون بنجاميز للطباعة‬،‫ اتجاهات دراسات الترجمة‬.)2006( ‫ سنيل هورنبي‬-
.‫ أمستردام‬،‫والنشر‬
.‫ بيروت‬،‫ دار املنتخب العربي‬،‫ املشاكل النظرية في الترجمة‬.)1963( ‫ جورج مونان‬-

:‫املراجع األجنبية‬
- Munday, J. (2001). Introducing Translation Studies, Theories and
Applications. Routledge, New York.
- Baker, M. (1992). In Other Words - A Coursebook on
Translation, Routledge, London.
- Newmark, P. (1987). A Text book of Translation, Foreign
Education Press, Shanghai.
- Mona Baker, (2001). Routledge Encyclopedia of Translation
Studies, Routledge, New York.
- Nida, E. A. (1964).Toward a science of Translating, E.J. Brill,
Leiden.
- Catford, J. C. (1965). A linguistic Theory of Translation; An
Essay in Applied Linguistics, Oxford University Press, London.

123 2018 ‫ جوان‬،2 ‫ العدد‬،18 ‫ املجلد‬،‫املترجم‬

You might also like