You are on page 1of 4

‫التخوم وصرخت إليه قائلة‪« :‬إرحمني‪ ،‬يا رب‪ ،‬يا َ‬

‫ابن‬
‫ًّ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫الـ ـ ـ ـن ـ ـ ـشـ ـ ــرة‬
‫يعذبها جدا»‪ .‬فلم ي ِجبها‬
‫داود‪ ،‬فإن ابنتي بها شيطان ِ‬
‫بكلمة‪ .‬فدنا تالميذه وسألوه قائلين‪« :‬إصرفها‪ ،‬فإنها‬ ‫العدد ‪2023/5‬‬
‫تصيح في إثرنا»‪ .‬فأجاب وقال لهم‪« :‬لم أر َسل إال إلى‬
‫َ‬
‫بيت إسرائيل»‪ .‬فأتت وسجدت‬ ‫اف الضال ِة من ِ‬
‫َ‬
‫الخر ِ‬ ‫األحد ‪ 29‬كانون الثاني ‪2023‬‬
‫له قا ِئلة‪« :‬أ ِغثني‪ ،‬يا رب»‪ ،‬فأجاب قائال‪« :‬ليس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫تذكارنقل فات ّ‬
‫للكالب»‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫ِ‬ ‫البنين ويلقى‬ ‫حسنا أن يؤخذ خبز‬ ‫القديس الشهيد‬ ‫ر‬
‫تات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الكالب أيضا تأكل ِمن الف ِ‬ ‫«نعم‪ ،‬يا رب‪ ،‬فإن‬ ‫إغناطيوس املتوشح باهلل‬
‫الذي يسقط من موا ِئد أربابها»‪ .‬حينئذ‪ ،‬أجاب‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫عظيم إيمان ِك‪ ،‬فليكن‬ ‫يسوع وقال لها‪« :‬يا امرأة‪،‬‬ ‫اللحن الثامن‬
‫دت»‪ ،‬فشفيت ابنتها من تلك الساعة‪.‬‬ ‫لك كما أر ِ‬
‫ِ‬ ‫الس َحرالحادي عشر‬
‫إنجيل َّ‬

‫تواضع الكنعان ّية‬ ‫الرسالة‬‫ّ‬


‫ِّ‬
‫(‪ 2‬كورنثوس ‪18-6 :16‬؛ ‪)1 :7‬‬
‫يلفتنا في إنجيل اليوم جواب املر ِأة‬
‫َ‬
‫الكنعا ِني ِة عندما قال لها الرب َيسوع‪« :‬ليس حسنا‬ ‫الحي‪ ،‬كما قال هللا‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫هللا ِ‬‫يا إخوة‪ ،‬أنتم هيكل ِ‬
‫للكالب»‪ .‬لم تنفر‪ ،‬ولم‬
‫ِ‬ ‫البنين ويلقى‬ ‫أن يؤخذ خبز‬ ‫«إني سأسكن فيهم‪ ،‬وأسير فيما بينهم‪ ،‬وأكون لهم‬
‫تحزن‪ ،‬بل قالت بتواضع تام‪« :‬نعم‪ ،‬يا رب‪ ،‬فإن‬ ‫َ‬
‫إلها‪ ،‬وهم يكونون لي شعبا»‪ .‬فلذلك «اخرجوا من‬
‫تات الذي يسقط من‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الكالب أيضا تأكل ِمن الف ِ‬ ‫بينهم واعتزلوا»‪ ،‬يقول الرب‪« ،‬وال تمسوا ِنجسا‪،‬‬
‫َ‬
‫موا ِئد أربابها»‪ .‬هذا الحوار القصير‪ِ ،‬إذا َدل على‬ ‫بنين وبنات»‪،‬‬ ‫فأقبلكم وأكون لكم أبا‪ ،‬وتكونو َن لي َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫عرفة للذات‪ ،‬األمر الذي يقود إلى‬ ‫ش يء‪ِ ،‬إن َما على م ِ‬ ‫املواعد‪ ،‬أيها‬
‫ِ‬ ‫يقول الرب القدير‪ .‬وإذ لنا هذه‬
‫وبة الحقيقية‪.‬‬ ‫ساس الت ِ‬ ‫التواض ِع أ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫الجسد‬
‫ِ‬ ‫أدناس‬
‫ِ‬ ‫كل‬
‫طهر أنفسنا من ِ‬ ‫األحباء‪ ،‬فلن ِ‬
‫كثيرون من املؤمنين يذهبون إلى الكاهن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫بمخافة هللا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ونكمل القداسة‬
‫والر ِوح‪ِ ،‬‬
‫ملمارسة سر االع ِتراف‪ ،‬ل ِكنهم يغفلون شق التوبة‪،‬‬
‫َ‬
‫النابع من معرفة َعميقة للنفس‪ ،‬وتأكيد على‬ ‫اإلنجيل‬
‫الوقوع في الخطيئة‪ .‬يأتون ليتحدثوا مع األب‬ ‫ّ‬
‫(متى ‪)28-21 :15‬‬
‫َ‬
‫آخرين‬ ‫همومهم‪َ ،‬ويشتكوا على‬ ‫َ‬ ‫املعرف‪ ،‬ليشكوا‬ ‫ِ‬ ‫في ذلك الزمان‪ ،‬خرج يسوع إلى نواحي َ‬
‫يلومونهم بأنهم سبب وقوعهم في الخطيئة‪ .‬ينسون‬ ‫َ‬ ‫صور‬
‫َ‬ ‫وصيدا‪ ،‬وإذا بامرأة كنعانية قد خرجت من تلك‬
‫التواضع خا ِرجا‪ ،‬ويريدون أن « ِ‬
‫يبرئوا ذمتهم» أمام‬

‫‪1‬‬
‫إذا‪ ،‬أساس التواضع هو معرفة الذات‪،‬‬ ‫هللا‪ ،‬لكي يرتاح ضميرهم ويقوموا «بواجباتهم‬
‫َ َ‬
‫لكن كيف نع ِرف ذواتنا وأننا نسير في الظلمة؟ ال‬ ‫الدينية»‪ ،‬على حسب ما نقرأ في غالبية أوراق النعي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يحدث هذا إال عندما نسعى إلى معرفة املسيح‬ ‫املرأة الكنعانية‪ ،‬التي نقرأ عنها في إنجيل‬
‫والتقرب منه واالعتراف به جهارا مثلما فعل زكا‬ ‫مت ِعض ِمن‬ ‫اليوم‪َ ،‬ع َر َفت ذاتها َجيدا‪ ،‬ولذلك َلم َت َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫العشار واملرأة الكنعانية وبطرس الرسول وغيرهم‬ ‫قو ِل الر ِب لها‪ ،‬بل أكملته‪ .‬طبعا‪ ،‬لم يقم املسيح‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫الكثير‪ .‬عندما يسطع نور املسيح في َحيا ِتنا‪ ،‬يض يء‬ ‫ِب ِإهان ِة املرأة كما يعتقد البعض‪ .‬نقرأ في سفر‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫كام َن خطايانا‪ ،‬وعندئذ نرذل‬ ‫َ‬
‫ظلمتنا‪ ،‬فند ِرك م ِ‬ ‫األمثال‪« :‬كما يعود الكلب إلى قيئه‪ ،‬هكذا الجاهل‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫إدانة اآلخرين والتدقيق في خطاياهم‪ ،‬ونسعى إلى‬ ‫اإلشا َر ِة إلى‬‫ِ‬ ‫يعيد حماق َته» (‪ .)11 :26‬هنا ال بد من‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫هود كانوا ينعتون األ َممي َ‬ ‫الي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خالص أنفسنا من خطاياها‪ ،‬األمر الذي سيشغلنا‬ ‫ِ‬ ‫الكالب‪ ،‬ألن‬ ‫ب‬
‫ِِ ِ ِ‬ ‫ين‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫َ َ َ َ َ ٌ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫طيلة العمر‪ ،‬وهكذا ال نعود نهتم بأن ننتقد‬ ‫معتقد ِهم‪ ،‬كما أن الكلب مرت ِبط‬ ‫ِ‬ ‫الب ن ِج َسة في‬ ‫الك‬
‫ِ‬
‫«الخطأة» كالفريس ي الذي ظن أنه ٌّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ نَ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بار وأن العشار‬ ‫ِ‬ ‫هود يجهلو‬ ‫ِبالجهل‪ِ ،‬ولهذا ف ِإن األم ِم ِيين ِبنظ ِر الي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اإل َل َه َ‬
‫خاطئ‪ ،‬بل ِإننا لن نجد أن أحدا يخطئ تجاه الر ِب‬ ‫الحق َويعبدون األوثان‪ ،‬وهم ِنجسون كونهم‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِبقد ِرنا‪ ،‬مثلما يقول القديس سمعان الالهوتي‬ ‫لم يمارسوا طقوس التطهير‪ ،‬كأن يختتنوا مثال‪ِ .‬إذا‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ليس ٌ‬
‫أحد‬ ‫الحديث‪« :‬إنني أعلم أيها املخلص أن َ‬ ‫أك َدت الكنعا ِنية أنها غير يهودية‪ ،‬أي ينقصها أن‬
‫أخطأ َ‬ ‫َ‬ ‫تعرف َ‬
‫إليك كما خطئت أنا‪ ،‬وال فعل األفعال‬ ‫غيري‬ ‫اإلله الحق‪ِ ،‬إال أنها بهذا االعتراف‪ ،‬أظهرت‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫التي فعلتها أنا»‪.‬‬ ‫عب‬‫ِ‬ ‫الش‬ ‫أبناء‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫أ‬ ‫تواضعا عظيما أبرزها‬
‫َ‬
‫من هنا‪ ،‬نفهم ملاذا وضعت كنيستنا‬ ‫اليهودي‪ ،‬وحتى أهم من تالميذ املسيح أنفسهم‪ .‬هي‪،‬‬
‫املقدسة قانون «املطالبس ي» (الصلوات التي يتلوها‬ ‫الجاهلة بنظر اليهود‪ ،‬عرفت املسيح‪ ،‬وجاءت إليه‬
‫املؤمن قبل االشتراك في سر الشكر وتناول‬ ‫طالبة الخالص البنتها‪ ،‬أما التالميذ الذين كان‬
‫القدسات)‪ .‬إن هذا القانون ٌ‬
‫مليء بالتوبة والتذكير‬ ‫املسيح معهم وقتا طويال‪ ،‬فلم تنفتح عيونهم إال بعد‬
‫َ‬
‫ات وخطاياها‪ ،‬وبأن ال‬ ‫بأن التواضع ومعرفة الذ ِ‬ ‫القيامة‪ .‬نقرأ في إنجيل يوحنا قو َل الرب‪« :‬أنا معكم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫سيح ومعرفته واالشتراك‬ ‫ِ‬ ‫امل‬ ‫س‬‫سبيل للمؤمن إلى ِ‬
‫مل‬ ‫زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيليبس؟» (‪.)9 :14‬‬
‫في أسراره املقدسة من دون أن يعرف أنه خاطئ‬ ‫كذلك نقرأ في اإلنجيل عن عدد من التالميذ الذين‬
‫َ‬
‫أكثر من الكل ويعترف بهذا األمر عالنية بتواضع‬ ‫لم يتعرفوا على املسيح مع أنهم عايشوه‪ ،‬مثل يهوذا‬
‫َ‬
‫كلي‪ ،‬فتكون النتيجة‪ ،‬كما يقول القديس يوحنا‬ ‫اإلسخريوطي الذي أسل َمه‪ ،‬ومريم املجدلية التي لم‬
‫ص ِف أحبائه‬ ‫املسيح يحص ي في َم َ‬ ‫َ‬ ‫الذهبي الفم‪ ،‬أن‬ ‫تعرفه عندما ظهر لها بعد قيامته وظنته البستاني‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جميع املقبلين إليه بالتوبة‪.‬‬ ‫مسكت‬ ‫إضافة إلى تلميذي عمواس اللذين «أ ِ‬
‫أعينهما عن معرفته»‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫القرابين إلى جسد الرب ودمه) يقول الكاهن‪« :‬أيضا‬ ‫الصوم الكبير على األبواب‪َ ،‬فل َن َ‬
‫ست ِغل هذه‬
‫َ ََ‬
‫نقرب لك هذه العبادة الناطقة وغير الدموية‪،‬‬ ‫َ‬
‫نصوم ال ِبالف ِم فقط‪،‬‬ ‫الفترة امل َه ِيئة له‪َ ،‬حتى‬
‫َ َ‬
‫ونطلب ونتضرع ونسأل‪ ،‬فأرسل روحك القدوس‬ ‫يامي‪.‬‬ ‫فنستحق الف َرح ِ‬
‫الق ِ‬
‫علينا وعلى هذه القرابين املوضوعة واصنع أما هذا‬
‫سراإلفخار ّ‬
‫ستيا (‪)4‬‬ ‫ّ‬
‫الخبز فجسد مسيحك املقدس‪ ،»...‬فيؤكد الشعب‬
‫على هذا بقوله‪« :‬آمين»‪.‬‬
‫قبل البدء بشرح القداس اإللهي‪ ،‬ال بد من‬
‫لذلك‪ ،‬ال يقف الكاهن‪ ،‬في الكنيسة‬
‫التذكير بأمر مهم هو أن الهدف األساس ي من إقامة‬
‫األرثوذكسية‪ ،‬موا ِجها الشعب‪ ،‬بل يرأس الجماعة‬
‫القداس هو املناولة‪ .‬لذا‪ ،‬نقول ملن يقولون إنه ال‬
‫موجها وجهه نحو هللا‪ ،‬ألن مهمته رفع صالة‬ ‫ِ‬ ‫لزوم من الذهاب إلى الكنيسة‪ ،‬مستندين إلى قول‬
‫الجماعة إلى الرب‪ .‬يواجههم فقط عندما يتلو‬
‫وصل إلى أبيك‬
‫الرب‪« :‬أدخل مخدعك وأغلق بابك ِ‬
‫اإلنجيل ناقال بشارة امللكوت‪ ،‬وعندما يعطيهم‬
‫في الخفاء» (مت ‪ ،)6 :6‬إن الرب يقول أيضا‪« :‬إن لم‬
‫السالم‪ ،‬سالم هللا‪ .‬تؤكد القوانين الكنسية على‬
‫تأكلوا جسد ابن اإلنسان وتشربوا دمه فليست لكم‬
‫هذه الصفة الجماعية للقداس اإللهي‪ ،‬إذ ال يسمح‬
‫َ‬ ‫حياة فيكم» (يو ‪ .)53 :6‬هذا األمر ال يحدث إال في‬
‫شخصين على‬ ‫للكاهن بإقامة قداس إال بوجود‬
‫ٌ‬ ‫القداس اإللهي‪ ،‬أي في صالة الجماعة مجتمعة‪ .‬أما‬
‫األقل‪ ،‬ألنه ال تكون شركة مع اآلخرين ومع الرب من‬
‫الذين يدعون بأن «القداس طويل»‪ ،‬فذاك يعود‬
‫دون وجود شعب‪« :‬ألنه حيث اجتمع إثنان أو ثالثة‬
‫إلى عدم معرفتهم لطبيعة القداس ومعناه وحتى‬
‫باسمي فهناك أكون في وسطهم» (مت ‪.)20 :18‬‬
‫طوله‪ ،‬لذلك سنشرحه تباعا‪.‬‬
‫الهدف األساس ي من القداس اإللهي هو‬
‫إحدى أهم م ِميزات القداس اإللهي‬
‫االشتراك في املائدة‪ ،‬أي املناولة‪ .‬نود التشديد على‬
‫األرثوذكس ي‪ ،‬اآلتية من صلب اإليمان األرثوذكس ي‪،‬‬
‫نحذر أيضا من أن تصير املناولة‬
‫هذا األمر‪ ،‬لكننا ِ‬ ‫هي ميزة َ‬
‫الج َماعية‪ .‬كل الصلوات والطلبات‬
‫عادة‪ ،‬فقط ألن الجميع يتدافعون إليها‪ .‬تتطلب‬
‫موضوعة بصيغة الجمع ال املفرد‪ .‬عندما يرفع‬
‫املناولة تحضيرا من ِق َبل املؤمن‪ ،‬إلى جانب‬ ‫َ‬
‫الكاهن الصالة إلى هللا‪ ،‬ال يرفعها باسمه‪ ،‬بل باسم‬
‫املصالحة مع هللا والناس‪ ،‬ومع نفسه‪ .‬إذا كان‬
‫ٌ‬ ‫الجماعة الكنسية‪ .‬مهمة الكاهن األساسية هي رفع‬
‫حافز قو ٌّي‬ ‫املؤمن يعتبر املناولة أمرا ًّ‬
‫مهما‪ ،‬فهذا‬
‫تضرع الجماعة أمام هللا‪ ،‬وتقريب الذبيحة‬
‫ليكون بسالم مع الجميع‪ ،‬إذ ال أحد يريد أن يكون‬
‫َ‬ ‫باسمهم‪ .‬لذا‪ ،‬نرى كل الطلبات تنتهي بـ «إلى الرب‬
‫خائنا للر ِب لحظة تقدمه للمناولة‪ .‬يقول الرب‪:‬‬
‫نطلب» وليس «أطلب»‪ ،‬فيجيب الشعب‪« :‬يا رب‬
‫«وأنت إذا قدمت قربانك إلى املذبح وتذكرت أن‬
‫ارحم»‪ .‬حتى في أقدس لحظات القداس‪ ،‬أي‬
‫ألخيك شيئا عليك‪ ،‬فاترك قربانك قدام املذبح‬
‫واذهب أوال اصطلح مع أخيك‪ ،‬وحينئذ َ‬ ‫«اإلستحالة» (إستدعاء الروح القدس لتحويل‬
‫تعال وقدم‬
‫‪3‬‬
‫من أقوال الق ّديس بورفيريوس ال ّر ائي‬ ‫قربانك» (مت ‪ ،)24-23 :5‬كما يقول الرسول بولس‪:‬‬
‫«ليمتحن اإلنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز‬
‫فلنصبح ممتلئين‪ ،‬مف َعمين من الروح‬ ‫ويشرب من الكأس‪ ،‬ألن الذي يأكل ويشرب من دون‬
‫القدس‪ .‬هنا يكمن جوهر الحياة الروحية‪ ،‬إنه ف ٌّن‪،‬‬ ‫مميز‬
‫استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير ِ‬
‫َ َ‬
‫فن الفنون‪ .‬فلنفتح األيدي‪ ،‬ولنرت ِم َين في حضن‬ ‫جسد الرب» (‪1‬كو ‪ .)29-28 :11‬أيضا‪ ،‬يكون‬
‫املسيح‪ .‬عندما يأتي املسيح نربح الكل‪ ،‬واملسيح‬ ‫التحضير باإلمساك عن الطعام من مساء اليوم‬
‫سيحول كل ش يء في داخلنا‪ ،‬سيجلب السالم‬ ‫السابق للقداس (طبعا باستثناء املرض ى والشيوخ‬
‫والفرح والتواضع واملحبة والصالة والتسامي‪ ،‬نعمة‬ ‫واألطفال)‪ .‬كما أن التقدم إلى املناولة‪ ،‬ال بل الدخول‬
‫املسيح ستج ِددنا‪ .‬إذا تحولنا نحوه بشوق ولهفة‬ ‫إلى الكنيسة‪ ،‬يجب أن يكون بشكل محتشم والئق‪،‬‬
‫وتكريس وهيام‪ ،‬فسوف يعطينا كل ش يء‪ .‬من دون‬ ‫ألننا في حضرة هللا‪.‬‬
‫املسيح يستحيل علينا أن نصلح ذواتنا‪ ،‬ولن نتمكن‬
‫أخيرا‪ ،‬ال يتم التحضير لقداس يوم األحد في‬
‫من التحرر من األهواء‪ ،‬ال نستطيع بمفردنا أن‬
‫صباح اليوم ذاته‪ ،‬بل منذ بداية األسبوع‪ ،‬لينتهي‬
‫نصبح صالحين‪« :‬من دوني ال تستطيعون أن تفعلوا‬
‫يوم األحد باملناولة‪ .‬هدف حياتنا هو مالقاة الرب‬
‫شيئا» (يو ‪ .)5 :15‬مهما حاولنا‪ ،‬لن ننجح‪ .‬شيئا‬
‫وتذوقه‪ ،‬ونحن نعيش على هذا الرجاء‪ ،‬األمر الذي‬
‫واحدا علينا أن نفعل‪ ،‬وأن نتوجه نحوه‪ ،‬أن نحبه‬
‫يحصل يوم األحد خالل القداس اإللهي‪ .‬لذا‪ ،‬نضع‬
‫«من ك ِل النفس» (مر ‪ ،)30 :12‬وحدها محبة‬
‫نصب أعيننا القداس اإللهي‪ ،‬ونتشوق للوصول‬
‫املسيح هي العالج األفضل للهواء‪.‬‬
‫إليه‪ .‬أما األهل الذين يقولون إن أوالدهم ال يسكتون‬
‫في الكنيسة‪ ،‬أو يضجرون‪ ،‬فعليهم أن يعودوا‬
‫نفسيا ليصيروا مستعدين‬ ‫ًّ‬ ‫أوالدهم ويهيئوهم‬
‫ومتحمسين للمشاركة في القداس‪ .‬علينا تعليمهم أن‬
‫القداس أهم من النوم أو النزهة‪ .‬الراحة ضرورية‪،‬‬
‫لكن راحتنا هي في الرب أوال‪ .‬نحن نشارك في‬
‫كل خير وصالح‬ ‫القداس‪ ،‬ونتزود بالرب نفسه‪ ،‬ينبوع ِ‬
‫وفرح ومحبة وجمال‪ ،‬ثم نذهب إلى حيث نريد‪،‬‬
‫والرب يمنحنا ما هو ٌ‬
‫خير لنا‪« :‬أطلبوا أوال ملكوت هللا‬
‫أيقونة املرأة الكنعان ّية‬
‫وبره‪ ،‬وكل ش يء آخر يعطى ويزاد لكم» (مت ‪.)33 :6‬‬
‫ّ‬
‫لإلطالع على أخباراألبرشيةّ‬ ‫َمن أراد أن يغتني‪ ،‬فبالرب أوال‪ ،‬ألنه ال ِغنى الحقيقي‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪www.facebook.com/metbei‬‬
‫‪4‬‬

You might also like