Professional Documents
Culture Documents
5 - Nachra 29-1-2023
5 - Nachra 29-1-2023
ابن
ًّ ٌ
ِ الـ ـ ـ ـن ـ ـ ـشـ ـ ــرة
يعذبها جدا» .فلم ي ِجبها
داود ،فإن ابنتي بها شيطان ِ
بكلمة .فدنا تالميذه وسألوه قائلين« :إصرفها ،فإنها العدد 2023/5
تصيح في إثرنا» .فأجاب وقال لهم« :لم أر َسل إال إلى
َ
بيت إسرائيل» .فأتت وسجدت اف الضال ِة من ِ
َ
الخر ِ األحد 29كانون الثاني 2023
له قا ِئلة« :أ ِغثني ،يا رب» ،فأجاب قائال« :ليس
َ َ َّ تذكارنقل فات ّ
للكالب» ،فقالت:
ِ البنين ويلقى حسنا أن يؤخذ خبز القديس الشهيد ر
تات َ َ ّ
الكالب أيضا تأكل ِمن الف ِ «نعم ،يا رب ،فإن إغناطيوس املتوشح باهلل
الذي يسقط من موا ِئد أربابها» .حينئذ ،أجاب
َ ٌ ّ
عظيم إيمان ِك ،فليكن يسوع وقال لها« :يا امرأة، اللحن الثامن
دت» ،فشفيت ابنتها من تلك الساعة. لك كما أر ِ
ِ الس َحرالحادي عشر
إنجيل َّ
1
إذا ،أساس التواضع هو معرفة الذات، هللا ،لكي يرتاح ضميرهم ويقوموا «بواجباتهم
َ َ
لكن كيف نع ِرف ذواتنا وأننا نسير في الظلمة؟ ال الدينية» ،على حسب ما نقرأ في غالبية أوراق النعي. ِ
َ
يحدث هذا إال عندما نسعى إلى معرفة املسيح املرأة الكنعانية ،التي نقرأ عنها في إنجيل
والتقرب منه واالعتراف به جهارا مثلما فعل زكا مت ِعض ِمن اليومَ ،ع َر َفت ذاتها َجيدا ،ولذلك َلم َت َ
ِ
َ َ َ َ َ َ َ ََ َ
العشار واملرأة الكنعانية وبطرس الرسول وغيرهم قو ِل الر ِب لها ،بل أكملته .طبعا ،لم يقم املسيح
َ َ َ َ
الكثير .عندما يسطع نور املسيح في َحيا ِتنا ،يض يء ِب ِإهان ِة املرأة كما يعتقد البعض .نقرأ في سفر
َ ََ
كام َن خطايانا ،وعندئذ نرذل َ
ظلمتنا ،فند ِرك م ِ األمثال« :كما يعود الكلب إلى قيئه ،هكذا الجاهل
َ ََ َ َ
إدانة اآلخرين والتدقيق في خطاياهم ،ونسعى إلى اإلشا َر ِة إلىِ يعيد حماق َته» ( .)11 :26هنا ال بد من
َ َ هود كانوا ينعتون األ َممي َ الي َ
َ َ
خالص أنفسنا من خطاياها ،األمر الذي سيشغلنا ِ الكالب ،ألن ب
ِِ ِ ِ ين ن أ
َ َ َ َ َ ٌ َ َ ٌ
طيلة العمر ،وهكذا ال نعود نهتم بأن ننتقد معتقد ِهم ،كما أن الكلب مرت ِبط ِ الب ن ِج َسة في الك
ِ
«الخطأة» كالفريس ي الذي ظن أنه ٌّ َ َ َ َ َ َ َ نَ َ َ َ
بار وأن العشار ِ هود يجهلو ِبالجهلِ ،ولهذا ف ِإن األم ِم ِيين ِبنظ ِر الي ِ
َ َ َ َ َ َ اإل َل َه َ
خاطئ ،بل ِإننا لن نجد أن أحدا يخطئ تجاه الر ِب الحق َويعبدون األوثان ،وهم ِنجسون كونهم ِ
َ
ِبقد ِرنا ،مثلما يقول القديس سمعان الالهوتي لم يمارسوا طقوس التطهير ،كأن يختتنوا مثالِ .إذا،
َ َ َ
ليس ٌ
أحد الحديث« :إنني أعلم أيها املخلص أن َ أك َدت الكنعا ِنية أنها غير يهودية ،أي ينقصها أن
أخطأ َ َ تعرف َ
إليك كما خطئت أنا ،وال فعل األفعال غيري اإلله الحقِ ،إال أنها بهذا االعتراف ،أظهرت
ََ َ َ
التي فعلتها أنا». عبِ الش أبناء من هم أ تواضعا عظيما أبرزها
َ
من هنا ،نفهم ملاذا وضعت كنيستنا اليهودي ،وحتى أهم من تالميذ املسيح أنفسهم .هي،
املقدسة قانون «املطالبس ي» (الصلوات التي يتلوها الجاهلة بنظر اليهود ،عرفت املسيح ،وجاءت إليه
املؤمن قبل االشتراك في سر الشكر وتناول طالبة الخالص البنتها ،أما التالميذ الذين كان
القدسات) .إن هذا القانون ٌ
مليء بالتوبة والتذكير املسيح معهم وقتا طويال ،فلم تنفتح عيونهم إال بعد
َ
ات وخطاياها ،وبأن ال بأن التواضع ومعرفة الذ ِ القيامة .نقرأ في إنجيل يوحنا قو َل الرب« :أنا معكم
َ َ َ َ
سيح ومعرفته واالشتراك ِ امل سسبيل للمؤمن إلى ِ
مل زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيليبس؟» (.)9 :14
في أسراره املقدسة من دون أن يعرف أنه خاطئ كذلك نقرأ في اإلنجيل عن عدد من التالميذ الذين
َ
أكثر من الكل ويعترف بهذا األمر عالنية بتواضع لم يتعرفوا على املسيح مع أنهم عايشوه ،مثل يهوذا
َ
كلي ،فتكون النتيجة ،كما يقول القديس يوحنا اإلسخريوطي الذي أسل َمه ،ومريم املجدلية التي لم
ص ِف أحبائه املسيح يحص ي في َم َ َ الذهبي الفم ،أن تعرفه عندما ظهر لها بعد قيامته وظنته البستاني،
َ َ َ َ
جميع املقبلين إليه بالتوبة. مسكت إضافة إلى تلميذي عمواس اللذين «أ ِ
أعينهما عن معرفته».
2
القرابين إلى جسد الرب ودمه) يقول الكاهن« :أيضا الصوم الكبير على األبوابَ ،فل َن َ
ست ِغل هذه
َ ََ
نقرب لك هذه العبادة الناطقة وغير الدموية، َ
نصوم ال ِبالف ِم فقط، الفترة امل َه ِيئة لهَ ،حتى
َ َ
ونطلب ونتضرع ونسأل ،فأرسل روحك القدوس يامي. فنستحق الف َرح ِ
الق ِ
علينا وعلى هذه القرابين املوضوعة واصنع أما هذا
سراإلفخار ّ
ستيا ()4 ّ
الخبز فجسد مسيحك املقدس ،»...فيؤكد الشعب
على هذا بقوله« :آمين».
قبل البدء بشرح القداس اإللهي ،ال بد من
لذلك ،ال يقف الكاهن ،في الكنيسة
التذكير بأمر مهم هو أن الهدف األساس ي من إقامة
األرثوذكسية ،موا ِجها الشعب ،بل يرأس الجماعة
القداس هو املناولة .لذا ،نقول ملن يقولون إنه ال
موجها وجهه نحو هللا ،ألن مهمته رفع صالة ِ لزوم من الذهاب إلى الكنيسة ،مستندين إلى قول
الجماعة إلى الرب .يواجههم فقط عندما يتلو
وصل إلى أبيك
الرب« :أدخل مخدعك وأغلق بابك ِ
اإلنجيل ناقال بشارة امللكوت ،وعندما يعطيهم
في الخفاء» (مت ،)6 :6إن الرب يقول أيضا« :إن لم
السالم ،سالم هللا .تؤكد القوانين الكنسية على
تأكلوا جسد ابن اإلنسان وتشربوا دمه فليست لكم
هذه الصفة الجماعية للقداس اإللهي ،إذ ال يسمح
َ حياة فيكم» (يو .)53 :6هذا األمر ال يحدث إال في
شخصين على للكاهن بإقامة قداس إال بوجود
ٌ القداس اإللهي ،أي في صالة الجماعة مجتمعة .أما
األقل ،ألنه ال تكون شركة مع اآلخرين ومع الرب من
الذين يدعون بأن «القداس طويل» ،فذاك يعود
دون وجود شعب« :ألنه حيث اجتمع إثنان أو ثالثة
إلى عدم معرفتهم لطبيعة القداس ومعناه وحتى
باسمي فهناك أكون في وسطهم» (مت .)20 :18
طوله ،لذلك سنشرحه تباعا.
الهدف األساس ي من القداس اإللهي هو
إحدى أهم م ِميزات القداس اإللهي
االشتراك في املائدة ،أي املناولة .نود التشديد على
األرثوذكس ي ،اآلتية من صلب اإليمان األرثوذكس ي،
نحذر أيضا من أن تصير املناولة
هذا األمر ،لكننا ِ هي ميزة َ
الج َماعية .كل الصلوات والطلبات
عادة ،فقط ألن الجميع يتدافعون إليها .تتطلب
موضوعة بصيغة الجمع ال املفرد .عندما يرفع
املناولة تحضيرا من ِق َبل املؤمن ،إلى جانب َ
الكاهن الصالة إلى هللا ،ال يرفعها باسمه ،بل باسم
املصالحة مع هللا والناس ،ومع نفسه .إذا كان
ٌ الجماعة الكنسية .مهمة الكاهن األساسية هي رفع
حافز قو ٌّي املؤمن يعتبر املناولة أمرا ًّ
مهما ،فهذا
تضرع الجماعة أمام هللا ،وتقريب الذبيحة
ليكون بسالم مع الجميع ،إذ ال أحد يريد أن يكون
َ باسمهم .لذا ،نرى كل الطلبات تنتهي بـ «إلى الرب
خائنا للر ِب لحظة تقدمه للمناولة .يقول الرب:
نطلب» وليس «أطلب» ،فيجيب الشعب« :يا رب
«وأنت إذا قدمت قربانك إلى املذبح وتذكرت أن
ارحم» .حتى في أقدس لحظات القداس ،أي
ألخيك شيئا عليك ،فاترك قربانك قدام املذبح
واذهب أوال اصطلح مع أخيك ،وحينئذ َ «اإلستحالة» (إستدعاء الروح القدس لتحويل
تعال وقدم
3
من أقوال الق ّديس بورفيريوس ال ّر ائي قربانك» (مت ،)24-23 :5كما يقول الرسول بولس:
«ليمتحن اإلنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز
فلنصبح ممتلئين ،مف َعمين من الروح ويشرب من الكأس ،ألن الذي يأكل ويشرب من دون
القدس .هنا يكمن جوهر الحياة الروحية ،إنه ف ٌّن، مميز
استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير ِ
َ َ
فن الفنون .فلنفتح األيدي ،ولنرت ِم َين في حضن جسد الرب» (1كو .)29-28 :11أيضا ،يكون
املسيح .عندما يأتي املسيح نربح الكل ،واملسيح التحضير باإلمساك عن الطعام من مساء اليوم
سيحول كل ش يء في داخلنا ،سيجلب السالم السابق للقداس (طبعا باستثناء املرض ى والشيوخ
والفرح والتواضع واملحبة والصالة والتسامي ،نعمة واألطفال) .كما أن التقدم إلى املناولة ،ال بل الدخول
املسيح ستج ِددنا .إذا تحولنا نحوه بشوق ولهفة إلى الكنيسة ،يجب أن يكون بشكل محتشم والئق،
وتكريس وهيام ،فسوف يعطينا كل ش يء .من دون ألننا في حضرة هللا.
املسيح يستحيل علينا أن نصلح ذواتنا ،ولن نتمكن
أخيرا ،ال يتم التحضير لقداس يوم األحد في
من التحرر من األهواء ،ال نستطيع بمفردنا أن
صباح اليوم ذاته ،بل منذ بداية األسبوع ،لينتهي
نصبح صالحين« :من دوني ال تستطيعون أن تفعلوا
يوم األحد باملناولة .هدف حياتنا هو مالقاة الرب
شيئا» (يو .)5 :15مهما حاولنا ،لن ننجح .شيئا
وتذوقه ،ونحن نعيش على هذا الرجاء ،األمر الذي
واحدا علينا أن نفعل ،وأن نتوجه نحوه ،أن نحبه
يحصل يوم األحد خالل القداس اإللهي .لذا ،نضع
«من ك ِل النفس» (مر ،)30 :12وحدها محبة
نصب أعيننا القداس اإللهي ،ونتشوق للوصول
املسيح هي العالج األفضل للهواء.
إليه .أما األهل الذين يقولون إن أوالدهم ال يسكتون
في الكنيسة ،أو يضجرون ،فعليهم أن يعودوا
نفسيا ليصيروا مستعدين ًّ أوالدهم ويهيئوهم
ومتحمسين للمشاركة في القداس .علينا تعليمهم أن
القداس أهم من النوم أو النزهة .الراحة ضرورية،
لكن راحتنا هي في الرب أوال .نحن نشارك في
كل خير وصالح القداس ،ونتزود بالرب نفسه ،ينبوع ِ
وفرح ومحبة وجمال ،ثم نذهب إلى حيث نريد،
والرب يمنحنا ما هو ٌ
خير لنا« :أطلبوا أوال ملكوت هللا
أيقونة املرأة الكنعان ّية
وبره ،وكل ش يء آخر يعطى ويزاد لكم» (مت .)33 :6
ّ
لإلطالع على أخباراألبرشيةّ َمن أراد أن يغتني ،فبالرب أوال ،ألنه ال ِغنى الحقيقي.
ِّ
www.facebook.com/metbei
4