You are on page 1of 8

‫أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك‬

‫النشرة األسبوعية‬

‫الحبش‬
‫ي‬ ‫تذكار أبينا البار موش‬
‫ّ‬
‫القديسي أوغسطينوس أسقف ّإبونة ومعلم الكنيسة‬
‫ر‬ ‫وأبينا يف‬

‫ّ‬
‫داخليا من جشع‬ ‫ًّ‬ ‫تحر ًرا‬
‫يتطلب قبل كل شء ُّ‬
‫ي‬ ‫الفقر الذي يقصده يسوع‪ ،‬والذي يقصده األنبياء‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫األخب‬
‫ر‬ ‫بكثب من توزي ع مختلف األمالك‪ ،‬ألن هذا‬ ‫أكب ر‬ ‫التملك وهوس السلطة‪ .‬هذا الواقع هو ر‬
‫ً‬ ‫المادي‪ ،‬وبالتال ُيسهم ف َجعل القلوب ر َ‬ ‫ّ‬
‫أكب قساوة‪ .‬المسألة َّأوال‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫يعن االستمرار يف اإلطار‬
‫كواجب نحو‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تطهب للقلب الذي يكتشف المرء من خالله الملكية كمسؤولي ٍة‪،‬‬
‫ُ‬
‫وخاصة مسألة‬‫ي ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬
‫غن ًّيا فافتقر‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اآلخرين‪ ،‬ويضع نفسه تحت نظر هللا‪ ،‬ويسمح للمسيح أن يهديه‪ ،‬المسيح الذي كان ِ‬
‫ألجلنا (‪2‬كور‪.)9-8 :‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫أساش للتغلب عىل الفساد والجشع اللذين يجتاحان عال َم اليوم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ه شط‬ ‫ّ‬
‫الحرية الداخلية ي‬
‫ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أصبح ُ‬ ‫ُ‬
‫اليوم‪ ،‬الذي‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫التضحية‬ ‫صب‬
‫ر‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ها‬ ‫نجد‬ ‫أن‬ ‫نا‬ ‫يمكن‬ ‫‪.‬‬‫نانا‬ ‫غ‬
‫ِ‬ ‫هللا‬ ‫إذا‬ ‫ية‬ ‫ّ‬
‫الحر‬ ‫هذه‬ ‫ُيمكننا أن نجد‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تنمو ّ‬
‫يصب سيد‬ ‫الحرية الحقة من خالله‪ .‬والسبيل لتحقيق هذا الهدف‪ :‬يسوع‪ ...‬المسيح الذي ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه الوسيلة ِل ِبناء ملكوته‪.‬‬ ‫ذاته لنا‪ .‬هذه ي‬ ‫ورته خ ربنا‪ ،‬ومن خالل هب ِة ِ‬ ‫صب ِ‬ ‫حياتنا من خالل ر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫البابا بندكتس السادس عش‬
‫ُ ْ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُّأيها ّ‬
‫أنقذنا ِمن ظل َم ِة خطايانا‬
‫بالرحمة‪ِ ،‬‬ ‫ن‬‫وغ ٌّ‬
‫ي‬ ‫صالح‬
‫ِ‬ ‫الر ُّب اإلله‪ ،‬يا َمن هو ِمن طبيعته‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َْ‬ ‫المستغيثي باسم َك‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫َن ُ‬
‫وعام رلي ّ‬
‫بالرجاء‪ ،‬بما‬ ‫ِ‬ ‫واجعلنا ُمتهل رلي بالنعمة‬ ‫وب ِّررنا باإليمان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫حن‬
‫والر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّأن َك ُمح ٌّ‬
‫وح‬ ‫ُ‬
‫واالبن ّ‬ ‫ُ‬
‫اآلب‬ ‫ب للبش‪ ،‬وإليك نرفع التمجيد والشكر والسجود‪ُّ ،‬أيها‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ ِ َ‬
‫أوان وإل دهر الداهرين‪ .‬ر‬
‫آمي‪.‬‬ ‫القدس‪ ،‬اآلن وكل ٍ‬

‫(اللحن الثالث)‬
‫َ‬ ‫ئَ‬
‫ووط الموت بالموت‪،‬‬‫بساع ِده‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫صنع ِع ًّزا‬
‫َ‬ ‫رضيات‪َ .‬أل َّن َّ‬
‫الر َّب‬
‫َ‬
‫األ ّ‬ ‫بتهج‬
‫َ‬ ‫الس َّ‬
‫ماويات وت‬ ‫تفرح َّ‬ ‫ِل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫بكر األموات‪ .‬وأنقذنا من جوف الجحيم‪ .‬ومنح العالم عظيم َّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫وصار َ‬ ‫َ‬
‫الرحمة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫(اللحن الثامن)‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ ََ‬ ‫ور ُة هللا َبتدقيق َأ َّي ُتها ُّ‬
‫فيك ُحف َظت ُص َ‬
‫المسيح‬ ‫ليب وت ِبع ِت‬ ‫األم ريتا‪ .‬فقد أخذ ِت الص‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫َّ‬
‫ألن ُه زائ ٌ‬ ‫همال َ‬
‫الج َ‬ ‫َ‬ ‫وع َّلمت ب َ‬
‫الع َ‬ ‫َ‬
‫خالدة‪ِ .‬فل ِ‬
‫ذلك تبت ِهج‬ ‫فس ألنها ِ‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫واالهتمام‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫د‪،‬‬ ‫س‬
‫َ َ‬
‫إ‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫َ َّ ُ‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫الئكة‪.‬‬
‫روح ِك أيتها البارة مع الم ِ‬
‫(اللحن الرابع)‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ولد ِك‬
‫عتقا‪ ،‬بم ِ‬
‫ِ‬ ‫الموت أ‬
‫ِ‬ ‫فساد‬
‫من َ ِ‬ ‫وحواء‬ ‫وآدم‬ ‫قا‪،‬‬ ‫طل‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫قر‬
‫ِ‬ ‫الع‬ ‫عار‬
‫ِ‬ ‫ن‬‫م‬‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫وحن‬ ‫يواكيم‬ ‫إن‬
‫ً‬ ‫َ ّ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ‬
‫إليك‪:‬‬
‫س‪ ،‬أيتها َ الط َاهرة‪ّ .‬فلهَ يعيد شعب ِك أيضا‪ ،‬وقد أ ِنقذ من ت ِبع ِة الزالت‪ ،‬صارخا ِ‬ ‫المقد‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫العاق ُر ت ِلد والدة ِاإلله‪ ،‬مغذية ِ‬
‫حياتنا‪.‬‬ ‫ِ‬

‫كل عيب‪َّ ،‬‬‫هة عن ّ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬


‫وأم‬ ‫ٍ‬ ‫اإلله الدائمة الغبطة‪ ،‬والمب‬
‫ِ‬ ‫نغبط ِك‪ ،‬يا والدة‬ ‫واجب حقا أن‬ ‫إنه‬
‫ولدت َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫إلهن ا‪ .‬يا َمن ه ُ‬
‫هللا‬ ‫ِ‬ ‫الس ربافيم‪ ،‬يا َمن‬
‫وأمجد بال قياس من ّ‬
‫وبيم‪ٍ ِّ َ ُ ّ َ ،‬‬ ‫الشب‬
‫ر‬ ‫أكرم من‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫َ ي ً ّ‬
‫اك نعظم‪.‬‬‫ِ‬ ‫إي‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬‫اإلل‬ ‫والدة‬ ‫ا‬ ‫حق‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬‫بتوال‬ ‫ت‬ ‫ث‬ ‫ولب‬
‫ِ‬ ‫مة‬ ‫الكل‬
‫ِ‬

‫(مز ‪ 7 :64‬و‪)2‬‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫إللهنا ِّرنموا‪ِّ ،‬رنموا َ‬ ‫ِّ‬
‫لم ِل ِكنا َرنموا‪.‬‬ ‫َرنموا‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫هلل بصوت االبتهاج‪.‬‬
‫يا جميع األمم صفقوا باأليدي‪ ،‬هللوا ِ‬
‫(‪1‬كورنثس ‪)11-1 :11‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِّ‬
‫اإلنجيل الذي بشتك م ب ه‪ ،‬وق ب ل ت م وه‪ ،‬وأن ت م ه اب ت ون ف ي ه‪ ،‬وت خ ل ص ون ب ه‬ ‫إخوة‪ ،‬أذك ُركم‬ ‫يا‬
‫َّ ُ‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ألت س ل م ت إل ي م‬
‫ّ‬ ‫اط ‪ .‬ي‬ ‫بشتكم به‪ ،‬إال أن ت ك ون وا ق د آم ن ت م ب ِ‬ ‫َّ‬
‫أيضا إن حافظتم عليه كما‬
‫ً‬ ‫َّ ُ‬ ‫ً‬
‫َّأوال ما قد تسلمته أنا أيضا‪ :‬أن ال م س ي ح م ات م ن أج ل خ ط اي ان ا‪ ،‬ع ىل م ا يف ال ك ت ب‪ ،‬وأن ه‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫لالهن عش‪ .‬هم‬ ‫ق ِرب‪ ،‬وأنه رقام يف اليوم الثالث‪ ،‬عىل ما ر يف الكتب‪ ،‬وأنه تراءى ِل ِك ُيفا هم َ َ ي‬
‫حن اآلن‪ ،‬وبعضهم رقدوا‪ .‬هم تراءى‬ ‫أكبهم باق ى‬ ‫معا‪ُ ،‬‬ ‫تراءى ألكب من خمس مئة أخ ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ُ ِ ٍ‬
‫ألت أنا أصغرُ‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وآخر الكل تراءى يل أنا أيضا كأنه للسقط‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ليعقوب‪ ،‬هم ِل َجميع الرس ُل‪.‬‬
‫َ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أت ِبنعمة‬ ‫غب ي‬ ‫وت ُقد اضطهدت كنيسة هللا‪ .‬ر‬ ‫ي‬ ‫الرسل‪ ،‬بل لست أه ألن أ َس ََّّم رسوال‪ ،‬لك‬
‫بت ر‬ ‫ُ‬ ‫الن َّ‬ ‫ُ‬
‫عمته ى‬ ‫ُ‬
‫جميعهم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أكب ِمن‬ ‫ف لم تكن باطلة‪ ،‬بل ِتع‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ون‬
‫ِ‬ ‫هللا رصت عىل ما أنا عليه‪،‬‬
‫َ‬
‫كنت أنا أم أولئك‪ ،‬هكذا نكر ُز وهكذا َ‬ ‫ُ‬
‫آم ُنتم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫فسواء‬ ‫مع‪.‬‬‫الن ي‬
‫ى‬
‫ولكن ال أنا بل ِنعمة هللا ي‬
‫ِ‬
‫(مز ‪ 2 :03‬و‪)0‬‬
‫َ ْ‬ ‫لت فال أخزى إل األبد‪ ،‬ب َعدل َك ِّ‬‫َ َ ُّ َّ ُ‬
‫وانت ِشل ين‪.‬‬ ‫نج ين‬ ‫ِ ِ‬ ‫عليك يا رب توك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ًَ ُ‬ ‫ُ‬
‫لخالص‪.‬‬
‫ي‬ ‫حاميا‪ ،‬وبيت ملج ٍإ‬
‫كن يل إلها م ِ‬
‫ى‬
‫(من ‪)24-14 :19‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫الصالح‬ ‫من َّ‬‫أعمل َ‬ ‫ُ‬ ‫شاب وجثا له وقال‪ُّ :‬أيها المعلم الصالح‪ ،‬ماذا‬ ‫ٌّ‬ ‫يف ذلك الزمان‪ ،‬دنا إل يسوع‬
‫ٌ‬ ‫ٌ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫صال ًحا‪ ،‬ما صالح إال واحد هو هللا‪ .‬ولكن إن‬ ‫تدعوت ِ‬
‫ي‬ ‫األبدية؟ فقال له‪ :‬لماذا‬ ‫لتكون يل الحياة‬
‫َ‬
‫ه؟ قال يسوع‪ :‬ال تقتل‪ ،‬ال ُّ ِ‬
‫تزن‪ ،‬ال‬ ‫ي‬ ‫فاحفظ الوصايا‪ .‬قال له‪ :‬ما‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫كنت تريد أن تدخل الحياة‪،‬‬
‫الشاب‪ :‬هذه كلها قد‬ ‫ّ‬ ‫نفسك‪ .‬قال له‬ ‫قريبك ك‬ ‫أحبب‬ ‫أكرم أباك وأ َّمك‪،‬‬ ‫تشق‪ ،‬ال تشهد ُّ‬
‫بالزور‪،‬‬
‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫منذ صباي‪ ،‬فماذا ُ‬ ‫ُ‬
‫ينقص ين بعد؟ قال له يسوع‪ :‬إن كنت تريد أن تكون كام ‪ ،‬فاذهب‬ ‫َ‬ ‫حفظتها‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫للمساكي‪ ،‬فيكون لك كب يف السماء‪ ،‬وتعال اتبع ين‪ .‬فلما سمع الشاب‬ ‫ّ ر‬ ‫عطه‬
‫وب ع ما هو لك وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫لتالميذه‪ :‬الحق أقول لكم‪ :‬إنه‬ ‫ع‬ ‫يسو‬ ‫فقال‬ ‫كثب‪.‬‬‫ر‬ ‫مال‬
‫ٍ‬ ‫ذا‬ ‫كان‬ ‫ه‬ ‫فإن‬ ‫ا‪،‬‬‫حزين‬ ‫مض‬ ‫الكالم‪،‬‬ ‫هذا‬
‫ُ‬
‫سه ُل أن يدخ َل َج َم ٌل يف‬ ‫ملكوت السماوات‪ .‬بل أقول لكم‪ّ :‬إنه َأل َ‬ ‫َ‬
‫غن أن يدخل‬ ‫عش عىل ٍّ‬ ‫َي ُ‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫فلما سمع تالميذه ُب ِهتوا جدا وقالوا‪َ :‬من يستطيع‬ ‫ملكوت هللا‪ّ .‬‬ ‫غن‬‫إبرة من أن َيدخل ٌّ‬
‫َّ َ ي‬
‫َ‬
‫هقب َ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫إذن أن يخلص؟ فحدق إليهم يسوع وقال لهم‪ :‬ذلك ر ُ‬ ‫ُ‬
‫مستطاع عند الناس‪ ،‬وأما عند هللا‬ ‫ٍ‬ ‫غب‬
‫ش ٍء ُمستطاع‪.‬‬ ‫فل ي‬
‫ُّ‬

‫ّ‬
‫الثات سنة ‪ 016‬يف تاغست‬ ‫أوغسطينوس ولد يف ‪ 10‬تشين ي‬ ‫القديس‬
‫حصل هقافة وسيعة وعكف عىل التدريس يف قرطاجة‬ ‫ف شمال أفريقيا‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫أسقفها‪ .‬فاستضاء‬ ‫ِ‬ ‫أمبوسيوس‬ ‫تعرف بالقديس ر‬ ‫ورومة وميالنو‪ ،‬حيث ّ‬
‫بنور تعليمه وقداسته‪ .‬وانتحل اإليمان بالمسيح وسلك طريق القداسة‬
‫بعد حياة عاشها يف الضالل والخطيئة‪ .‬هذه الحياة البعيدة عن هللا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وصفها ف ّاتضاع عميق وانسحاق قلب ف كتاب ى‬
‫اعبافاته ‪ُ .‬ر ِسم كاهنا‬ ‫ِ ًٍ ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫سنة ‪ 091‬يف إپونة‪ ،‬هم انتخب أسقفا لهذه المدينة سنة ‪ .094‬دامت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُّ‬
‫اع القديس والمعل َم والمؤلف‪ .‬انتقل إل‬ ‫اسقفيته ‪ 06‬سنة‪ .‬كان فيها الر ي‬
‫البابرة الفندال يحارصون‬ ‫هللا يف مثل هذا اليوم من سنة ‪ ،063‬فيماكان ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مدينته‪ .‬هو من عباقرة البشية وآباء الكنيسة العظام ومعلميها ال ر‬
‫معي‪،‬‬
‫ذوي األهر العميق والخالد يف الفلسفة والالهوت‪.‬‬
‫الشاب الغنيّ‬
‫المسيحية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إنجيل اليوم إل مرحلت ري يف الحياة‬ ‫يشب‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جهتنا هو‬ ‫ِ‬ ‫ه اإلصغاء إل كلمة هللا إنها مرحلة حية والمقصود من‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المرحلة األول‪ ،‬ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫عظمنا قد عاش هذا اللقاء‬ ‫حقيق مع المسيح ّأظن ّ أن م ٌ ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫استغالل الفرصة إلجراء لقاء‬
‫ً‬
‫وه‪ ،‬بالنسبة إل‬ ‫َي‬ ‫ول‪،‬‬ ‫أ‬ ‫دعوة‬ ‫ها‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫المسيحي‬ ‫تربيتنا‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ر ّ‬
‫تدريج‬ ‫ي‬ ‫الذي يحصل ّأوال بش ٍل‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫قداسة كاملة‪.‬‬ ‫حاسمة قد تحدد حياة‬ ‫جذرية عند االنطالق‪ ،‬دعوة‬ ‫بعض الناس‪ ،‬دعوة‬
‫ٍ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ًِ‬ ‫ّ‬ ‫َ ً‬
‫هذا ما حصل‪َ ،‬مث ‪ ،‬للقديس شارل دو فوكو‪ ،‬فانطالقا من اهتدائه‪ ،‬تحولت حياته إل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٍّ‬
‫المستمر عن حضور هللا‬ ‫ّ‬ ‫الحب والعطاء الكامل والبحث‬ ‫وجذري نحو‬ ‫ومتواصل‬
‫ٍ‬ ‫كبب‬ ‫ن ُمو ر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫عظمنا‪،‬‬ ‫غب َ أن هذه الدعوة األول‪ ،‬بالنسبة إل م ِ‬ ‫وهكذا حقق قداسته‪ .‬ر‬ ‫ّ‬
‫الدائم يف حياته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫وقظنا الرب مرة هانية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تستدع دعوة هانية‪ ،‬ألننا نحتاج إل أن ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫إن سفر الرؤيا ُي ر ُ‬ ‫ّ‬
‫يتوجه إل‬ ‫نبنا حول هذا الموضوع‪ ،‬إذ يقول لنا‪ ،‬من خالل المسيح الذي‬
‫َ‬ ‫حب َك ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫األو َل قد تركته (رؤ ‪ .)6 :2‬وهو بذلك‬ ‫أن َّ‬ ‫كنيسة أف ُسس‪ :‬مأخذي عليك هو‬ ‫مالك‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ ً‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ضوجنا‪ ،‬عندما تكون حياتنا المسيحية قد‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫بعد‬ ‫ا‬ ‫عموم‬ ‫تحصل‬ ‫هانية‬ ‫دعوة‬ ‫إلينا‬ ‫ه‬ ‫يوج‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫مسيحيون‪ ،‬نذهب إل القداس‪ ،‬نحفظ الوصايا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتطو َرت بش ٍل أو بآخر‪ .‬نحن اآلن‬ ‫ّ‬ ‫ن َمت‬
‫ُ‬ ‫غالبا ف ّاتجاه ٍّ‬ ‫أحيانا للسقوط‪ ،‬ى‬ ‫ً‬
‫نسمع‬ ‫عام َمقبول‪ .‬يف هذا الوقت‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ً ي‬
‫نبق ً‬ ‫تعرضنا‬ ‫وإذا ما ّ‬
‫ّ‬ ‫دعوة ّ‬ ‫ً‬
‫روحية أو يف‬ ‫هانية يف قلب حياتنا الهادئة إجماال‪ .‬قد يحصل ذلك خالل رياضة‬
‫ُ َ َّ‬ ‫سهرة سجود أو خالل رحلة َح ٍّج أو ف ِّ‬
‫وضع‬‫ٍّ‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫نكون‬ ‫وحينئذ‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ث‬ ‫صالة مك‬ ‫ٍ‬ ‫وقت‬ ‫ِ‬ ‫أي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ظروف مثالية‬ ‫ف‬ ‫فهو‬ ‫‪.‬‬ ‫يسوع‬ ‫قاء‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ذهب‬ ‫َ‬ ‫الذي‬ ‫اليوم‪،‬‬ ‫إنجيل‬ ‫ف‬ ‫الشاب‬‫ّ‬ ‫ماهل لوضع هذا‬ ‫ُ‬
‫ٍْ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ِِ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫م ِ‬
‫الر َّب‪:‬‬ ‫مستعد َليسمع كلمة هللا‪ .‬وهناك‪ّ ،‬ربما َسألنا َّ‬ ‫ِ‬ ‫وقلبه‬ ‫لك يتل ىق هذه الدعوة الثانية‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫جميعا قوله‪ ،‬يف رواية لوقا‪ :‬واحدة تنق ُصك َبعد (لو ‪.)22 :18‬‬ ‫ً‬ ‫وس ِمعنا‬ ‫أعمل؟ َ‬ ‫ماذا َ‬
‫والحرية‪.‬‬‫ّ‬ ‫ب‬ ‫الح ّ‬ ‫ذري‪ ،‬خيار ُ‬ ‫أنفسنا أمام خيار َج ّ‬ ‫َ‬ ‫وجدنا‬ ‫بعد هذه الدعوة الثانية‪َ ،‬ل َع ّلنا َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ىَ‬
‫تغيبه بالتحديد‪.‬‬ ‫ندعو هللا ج ّد ًّيا إل حياتنا‪ ،‬ونحن‪ ،‬ف الغالب‪ ،‬نعرف ما علينا ر ُ‬ ‫َ‬ ‫فاخبنا أن‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ضمبا‬‫رً‬ ‫وضع فينا‬ ‫َ‬ ‫إن َّ‬
‫الرب‬
‫ّ‬
‫الوضوح من يسوع‪ ،‬إذ‬ ‫واألرجح ّأننا لن نحصل عىل جواب بهذا ُ‬
‫ٌ ُ َ‬
‫يوج ُهها إلينا‪ :‬واحدة تنق ُصك َبعد ‪ ،‬نحن‬ ‫الن ِّ‬ ‫ى‬
‫شء‪ ،‬أن نسمع العبارة ي‬ ‫غم َكل ي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫يتيح لنا‪ ،‬بر ِ‬
‫ُ‬
‫َُ َّ‬ ‫َ‬
‫يف حاجة إل أن نعزل هذه ال واحدة ‪ ،‬وأن نعرفها‪ ،‬ومن ّهم أن نطبقها‪.‬‬
‫فأح َّبه (مر ‪.)21 :13‬‬ ‫فح َّد َق إليه يسوع َ‬
‫ُ‬ ‫اإلنجيىل‪ ،‬ف روايته لهذه الحادهة‪َ :‬‬ ‫ّ‬ ‫مرقس‬ ‫يس‬
‫ّ‬
‫القد‬ ‫يقول‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َََ‬ ‫ّ‬
‫أن يسوع شعر ف تلك اللحظة بحنان خاصٍّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫يعن‬ ‫عندئذ بدأ ي ِ ٌّحبه‪ ،‬بل ي‬ ‫ِ‬ ‫يعن أنه‬ ‫هذا َ ال ي‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مستعد إلجراء هذا اللقاء الفريد يف حياته الذي سوف يحول وجوده‬ ‫ِ‬ ‫تجاهه‪ ،‬إذ وجد أن قلبه‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫كله‪َ .‬و َج َد َ‬ ‫َّ‬
‫لك يزداد استعدادا‪.‬‬ ‫ي‬ ‫مستعدا‪ ،‬وسوف يعطيه يسوع مزيدا من الحب‬ ‫ِ‬ ‫قلبه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ىَ َ ُ َ َ ّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫قت‬ ‫إل البيت‪ .‬فإذا نظرنا إليه كو ٍ‬ ‫رجوعنا‬ ‫ِ‬ ‫تحقق بعد‬ ‫االختبار يبجم وي‬
‫َ ُّ‬
‫هذا‬
‫َ ّ‬
‫ف‬ ‫ي‬ ‫نا‬ ‫نجاح‬ ‫إن‬
‫ينبع أن يكون لنا هذا‬ ‫سيئة‪.‬‬ ‫عالم ًة ّ‬ ‫َ‬ ‫غال ًبا‬ ‫عاب ٍر نتذك ُره بتأه ٍر‬ ‫ئّ‬
‫ي‬ ‫وحني‪ ،‬يكون ذلك ِ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫استثنات‬
‫ُي‬
‫اليومية‪ .‬إلي م بعض األمثلة‬ ‫ّ‬ ‫نطبقه يف حياتنا‬ ‫االختبار نقطة انطالق تلز ُمنا بقرار َملموس َّ‬
‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ى ُ‬
‫الن توضح لكم ما أقوله‪.‬‬ ‫أو األف ار ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ألت إن لم‬ ‫عنه‪ ،‬ي‬ ‫الرب ِم ّ ين أن أتخىل‬ ‫أي شء ُيريد ُّ‬
‫ي‬
‫أنفس م السؤال التال‪ُّ :‬‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫إطرحوا عىل‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ينبع أال نبحث عن‬ ‫ي‬ ‫أتركه فسأتعلق به كليا؟ قد يكون ذلك أحيانا شيئا ملموسا ِجدا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الكبياء أو الشهوة‪.‬‬ ‫ش ُ ٌء يندرج يف إطار ر‬ ‫ي‬ ‫كبى أو انقالبات عظيمة‪ .‬إنه‪ ،‬بالتأكيد‪،‬‬
‫َ‬ ‫نظريات ر‬
‫َ ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫َ ُ‬
‫طموح أو‬ ‫ي‬ ‫شء لصالح‬ ‫جبل ي‬ ‫ألن أض ي‬ ‫الم َه ّنية إل ًها‪ .‬وأنا ُمستعد‬ ‫ِ‬ ‫حيات‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫جعلت ِمن‬ ‫ّربما‬
‫ّ ّ‬ ‫ً‬
‫لعائلن‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫حياة كريمة‬ ‫ٍ‬ ‫كتأمي‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫جي ًدا أنها كاذبة‪:‬‬ ‫كثبة أعرف‬ ‫ات ر‬ ‫نجاح‪ ،‬وأنا أجد لذلك رتبير ٍ‬ ‫َ ي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُّ‬ ‫ّ‬
‫نفش‪ ،‬أن الهدف‬ ‫ي‬ ‫مق‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫أعل‬ ‫‪.‬‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫ش‬ ‫الب‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫اإلسهام‬
‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الشخصي‬ ‫مواهن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ثمب‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫أو ت‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ئ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫الن يتحدث‬ ‫شهوة المال ي‬ ‫ِ‬ ‫وطموحات‪ ،‬أو إرضاء‬ ‫ي‬ ‫يات‬ ‫كب ي‬ ‫رغبن يف السلطة أو ر‬ ‫ي‬ ‫من ذلك إرضاء‬
‫التبيرات‪.‬‬ ‫ى‬ ‫َ‬
‫الرب هنا‪ .‬فأنا مأخوذ بر‬ ‫عنها ُّ‬
‫غبن الالمحدودة يف الغن ولذلك أجد ر‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصالح‬ ‫الغن يف نظر اليهودي َ ِ‬ ‫وف طليعتها أن ِ‬ ‫ي‬ ‫كثبة‪،‬‬ ‫الغن رتبيرات ر‬ ‫ي‬ ‫الشاب‬ ‫لقد كان لدى‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ََ َ‬
‫عطه‬ ‫وب ع ما هو لك وأ ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫‪:‬‬
‫طلب َجذريّ‬ ‫ذت‪ :‬هذا َم ٌ‬ ‫للشاب إذه ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫حي إن يسوع قال‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫هو عالمة برك ِة هللا‪ ،‬يف ر‬
‫خافتا يهمس يف أ ي‬ ‫للمساكي ‪ .‬يف هذه ّاللحظة‪ ،‬قد أسمع صوتا ِ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫عائلن للعوز والهالك ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ِجدا‪ ،‬وهو ليس يل إنه رصب من الجنون وهو يعرض‬
‫رَ‬ ‫َ‬ ‫الغن لك ىيبك َّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫وبالفعل‪ ،‬هذه الدعوة ّ‬
‫ويصب له‬ ‫ويتبع المسيح‬ ‫شء‬ ‫ي‬ ‫كل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الشاب‬ ‫ُ‬ ‫موجهة إل‬ ‫ّ َ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫دعوون إل اتباع‬ ‫أيضا َم ّ‬ ‫العادي‪ ،‬هم‬ ‫َّ‬ ‫لكن األ َب‪َ ،‬ر َّب العائلة‪ ،‬أو األ َّم‪ ،‬أو اإلنسان‬ ‫تلميذا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يسوع‪ّ ،‬إنما ليس بالطريقة نفسها‪ُ .‬‬
‫ينبع فه ُم هذه الدعوة‪ ،‬بالنسبة إل‬ ‫ي‬ ‫ل‪،‬‬ ‫قاب‬ ‫ِ‬ ‫بالم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫المك َّر َ‬ ‫َ‬ ‫الم ّ‬ ‫َ‬
‫ه حرفيا إل هؤالء أريد أن أقول إذا كنتم قد التقيتم‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كما‬ ‫ة‪،‬‬ ‫س‬ ‫دعوين إل الحياة‬
‫َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫حر ّيتكم لد َرجة‬ ‫يحبم‬ ‫ى‬ ‫الجذرية‪ ،‬فهذه فرصة حيات م‪ ،‬ألنه‬ ‫وسمعتم دعوته‬ ‫ِ‬ ‫بيسوع‬
‫ُ َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وبالتال قد ال تكون لكم فرصة هانية؛ لذلك ال تفوتوا علي م‬ ‫ي‬ ‫جبكم‪،‬‬ ‫يستحيل مع ّها أن ي ٌ ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عطية من هللا‪ .‬الك َرة يف َملعب م‪ ،‬فإن لم تلتقطوا الفرصة اليوم فقد‬ ‫ّ‬ ‫هذا اللقاء ألنه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫تتعرضون ُ‬ ‫ّ‬
‫للحزن والندم طيلة حيات م‪.‬‬
‫األمر ال يعني م‪ .‬هذا ر ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫الج ّ‬ ‫ثل هذه َ‬ ‫لآلخرين أقول‪ :‬إن م َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫غب‬ ‫ذرية قد تجعلكم تظنون أن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫صحيح‪ .‬هناك نوع من الغن—قد يكون أحيانا ماد ًّيا ِجدا— َيمن ُعكم من أن ت ِح ّبوا وأن‬
‫ًّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫جاهزين هلل وللقريب‪ .‬وهناك ش ٌء ما‪ ،‬ر ُ‬
‫جذريا‬ ‫التخىل عنه‬ ‫ي‬ ‫يتعي علي م‬ ‫غب المال‪ ،‬ر‬ ‫ًّ ي‬ ‫تكونوا ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫لك تتبعوا المسيح‪ .‬إنه أمر ملموس ِجدا‪ .‬قد يكون الوقت الذي تقضونه أمام التلفزيون؛‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االتصاالت‪ ،‬الذي ّيتخذ غال ًبا ش َ‬ ‫ََ ّ‬
‫يجعلن أشعر أن ين‬ ‫الذي‬ ‫الذك‬ ‫الهاتف‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫إل‬ ‫يكون‬ ‫قد‬
‫ي‬ ‫وأن َّ‬ ‫ي ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫كل الناس يرغبون يف‬ ‫وفعال‪،‬‬ ‫وأنن نشيط ّ‬
‫ي‬ ‫الكثب من الناس‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ُم ِه ّم‪ ،‬وأن ين أعرف‬
‫ّ‬ ‫وأن ُبوسع االنضمام إل ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫بجانن— يف‬ ‫َر‬ ‫أي إنسان—إنما ليس إل َمن يعيش‬ ‫االنضمام إل‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ي َ‬
‫شخض من القلب إل القلب‪ ،‬قد يكون يسوع أو ربما‬ ‫قاء‬ ‫حي إن هناك من ينتظرت لل ٍ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّي‬
‫َ‬ ‫ي ًِ َ‬ ‫َ‬ ‫ى‬
‫زوجن أو أحد أوالدي أو صديقا آخر أقل أهمية‪.‬‬ ‫ّ ي‬
‫َ‬
‫كبب يف مجتمعاتنا‪ .‬أليس مشهدا مألوفا أن يجد المرء نفسه يف غرفة‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً‬
‫ش ر‬ ‫إن َإل َه االتصاالت َ ٌّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫يرن ّ‬
‫كل‬ ‫والهاتف المحمول‬ ‫ُ‬ ‫ونية‪،‬‬ ‫اإللكب ّ‬ ‫ى‬ ‫جاه ٌز لمطالعة الرسائل‬ ‫ِ‬ ‫واحدة حيث الكمبيوت ُر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وف الوقت نفسه التلفزيون‬ ‫ي‬ ‫خب شي ع‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫رسالة ن ّص ّية أو واتس‪-‬آب أو‬ ‫ٍّ‬ ‫إنباء بوصول‬ ‫لحظة ً‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫المستجدات‪ُّ ،‬‬ ‫لمتابعة ُ‬ ‫مفتوح ُ‬ ‫ٌ‬
‫كل هذا وبقرب م الزوج أو الزوجة أو األوالد وربما أحد‬
‫َ َُ ََ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫طرد إله‬ ‫مسيحية صالحة ون‬ ‫األصدقاء‪ ،‬ونحن نتنقل ربي األربعة‪ .‬ف ِل يك نعيش حياة‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫مهما‪ .‬إقطعوها‬ ‫قاء ًّ‬ ‫وسائل االتصاالت عند إجرائ م ل ً‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫يىل‪ :‬إقطعوا‬ ‫ي‬ ‫أنص ُح م بما‬ ‫االتصاالت َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أح ُد األجهزة ى‬ ‫رن َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫حن تحاولوا الرد‪ ،‬بل سوف تردون يف‬ ‫ألنكم‪ ،‬إن لم تفعلوا‪ ،‬فما إن ي‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أه ُّم منك‪.‬‬ ‫الموجود مع م‪ :‬إن َمن يتصل ر يت‬ ‫وكأنكم تقولون للشخص َ‬ ‫معظم اآلحيان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫عالقات م بما فيها صالتكم وحياتكم العادية مع‬ ‫ِ‬ ‫وهذا المثل ُيمكن تطبيقه عىل جميع‬
‫المسيح‪.‬‬
‫َّ َ ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫لك نعيش حياة مسيحية علينا أن نعيش عالقة شخصية مع يسوع‪ ،‬عالقة تكون مكرسة‬ ‫ي‬
‫شء‪ .‬وحينئذ نكون يف‬ ‫فوق ّ‬
‫كل‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫والوحيد الذي ُنح ُّ‬ ‫ُ‬
‫لنا‬ ‫م‬ ‫المه ُّ‬ ‫الوحيد ُ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ّ‬
‫أن‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫وت‬
‫ُ‬
‫له‬ ‫ا‬ ‫كلي‬ ‫ًّ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫كثبة‪ ،‬فلن نجد‬ ‫مشغولي بأمور ر‬ ‫ر‬ ‫نسمعها‪ ،‬ألننا‪ ،‬إذا كنا‬ ‫َ‬ ‫ضع ُيتيح لنا أن نتل ىق كلمته وأن‬ ‫ٍ‬ ‫َو‬
‫الوقت وال االستعداد للقائه أو ِل َسماع كلمته‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وبعد سماعنا كلمة هللا‪ ،‬نستطيع تطبيقها‪ ،‬وهذا َي ُم ُّر ع ر َب الطاعة‪ .‬الطاعة كلمة ال ن ِح ُّبها‬
‫وقتا ِّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ‬ ‫رَ‬ ‫َ‬ ‫كثبا ف هذه ّ‬ ‫رً‬
‫لكل‬ ‫نجد‬ ‫يقول لنا بأن ننظم حياتنا‪ ،‬وأن ٌ ِ‬ ‫ضمبنا الذي‬ ‫نطيع‬ ‫األيام‪ ...‬أن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لكل أمر أوان ولك ِّل َ‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫شء‪ .‬يقول لنا ِس ُ‬
‫السماء وقت! (جا ‪.)1 :0‬‬ ‫غرض تحت‬ ‫ىَ ٍ‬ ‫فر الجامعة‪:‬‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫أعرف أين أج ُد ر ى‬ ‫َ‬ ‫المه ُّ‬ ‫ُ‬
‫بعض‬ ‫احن‪ .‬إذا اخبتم أن تشاهدوا مباراة يف كرة القدم‪ ،‬أدعوا‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫لك تعيشوا معهم حياة‬ ‫ي‬ ‫لك تشاهدوا معهم المباراة وت َعلقوا عليها‪،‬‬ ‫أصدقائ م ي‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ى َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعالئقية‪ ...‬إذا اخبت‪ ،‬يف وقت آخر‪ ،‬أن تص يىل‪ ،‬أنظر إل ساعتك وقرر ما‬ ‫حية‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫والبم بذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نصف ساعة‪ ،‬رب َع ساعة‪ ...‬ى‬ ‫َ‬ ‫الرب‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وقت لهذا اللقاء مع‬ ‫ٍ‬ ‫ستخ ّصصه ِمن‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الم ِه ُّم أن‬ ‫وقت ومواعيد ُمنتظمة‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عمل‬ ‫ٍ‬ ‫حياتك‪ِ :‬لك ّل‬ ‫ه تنظيم ّ ِ‬
‫ُ‬
‫الطاعة‪ ،‬يف هذه الحالة‪ ،‬ي‬
‫‪َ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ى‬ ‫تلبم بما ّ‬ ‫ى‬
‫يكق إفتحوا‬ ‫ونية‪ .‬هذا ي‬ ‫ّ‬
‫رسائىل اإللكب‬ ‫ي‬ ‫قررت‪ .‬يف الساعة كذا ولمدة كذا‪ ،‬سأقرأ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫حي تكونون‬ ‫الرقمية حينما تستطيعون‪ ،‬إنما ليس ر‬ ‫ّ‬ ‫اللوحة‬ ‫الكمبيوتر أو الهاتف النقال أو‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫معي‪ .‬إنها أفعال بسيطة لكنكم تعرفون‪ ،‬أو ستعرفون إذا‬ ‫شخص ر‬ ‫يف عالقة عميقة مع‬
‫ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫حدث يف حيات م تحوال جذريا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وه ت‬ ‫ي‬ ‫مكنة‬ ‫ِ‬ ‫جربتموها‪ ،‬أنها ُم‬ ‫ّ‬
‫َ ّ‬ ‫ُ ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫حياة ّ حب وعالقات‪ .‬هذهّ الجذرية ي‬ ‫لحياة منظمة‪ِ ،‬ل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لضمبنا‪ ،‬الطاعة‬ ‫ر‬ ‫أن نحيا الطاعة‬
‫الغن‪ .‬التجربة تتمثل يف القول‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الن يتوجه بها يسوع إلينا كما توجه إل الشاب‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ذري ُة ى‬ ‫الج ّ‬ ‫َ‬
‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫َ ُّ‬
‫فالغن ُم ِه ٌّم يل‪ ،‬أنا عبد للهاتف المحمول‪ ،‬للتلفزيون‪ ،‬للكمبيوتر‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬يا رب‪ ،‬ال أستطيع‪ِ .‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ينبع‪ ،‬عالقة‬ ‫قرين وقتا‪ ...‬ال أستطيع أن أعيش‪ ،‬كما ي‬ ‫أستطيع أن أمنحك أو أمنح ر ي‬ ‫َ‬
‫إلخ‪ ...‬ال‬
‫َ َ‬
‫أعيش الوقت الذي أقضيه مع التلفزيون أو‬ ‫ى‬
‫معك ومع اآلخ ِر أو مع المحتاج‪ ،‬وال حن أن‬ ‫ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫شء‪ ...‬بالنهاية‪ ،‬هذا ما‬ ‫أعيش كل ي‬ ‫ألت أريد أن‬ ‫ي‬ ‫الكمبيوتر أو الهاتف‪ ،...‬أو أن أعيش شيئا‪،‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫مستحيل‪ .‬ولذلك َمض حزينا ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫أمر‬ ‫الغن‪ .‬وهو ٌ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫الشاب‬ ‫أراده‬
‫ُ‬ ‫القو َة لك نقوم بالخطوة ى‬ ‫الرب ّ‬ ‫طلب إل ّ‬ ‫َ ُ‬
‫سالم وهدوء‪،‬‬ ‫تسمح ّبأن يكون لنا حياة ُ ٍ‬ ‫الن‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫فلن‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫واتنا‪ ،‬حياة بناءة‪ ،‬وبالنهاية حياة قداسة‪ .‬فال‬ ‫إخوتنا وأخ‬ ‫عالقة شخصية معه ومع‬ ‫حياة‬
‫ّ‬ ‫ٌِ‬ ‫َ َّ َ ّ ِ ّ‬ ‫ٍ َ‬ ‫َّ‬ ‫َُ َ‬
‫ه‬ ‫واالنقالبات‪َ َّ ،‬إذ ي‬ ‫الكبى‬ ‫ر‬ ‫نف ِّوتن الدعوة الثانية‪ ،‬وال نتصورن أنها قائمة يف النظريات‬
‫النعمة ألن َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫الحياتية البسيطة َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫نتمكن من‬ ‫والملموسة‪ .‬ولنطلب ِمن هللا‬ ‫أحيانا يف األمور‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫آمي‪.‬‬ ‫كثبة ِل يك نتبعه‪ .‬ر‬ ‫أمور ر‬ ‫ٍ‬ ‫التخىل عن‬ ‫ي‬
‫األب إمانوييل غوبيار‪2312113111 ،‬‬ ‫ّ‬
‫المال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ألن ُه ّإما أن ُيبغ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫يالزم الواحد‬ ‫ويحب اآلخر‪ ،‬أو‬ ‫ض الواحد‬ ‫ِ‬ ‫سيدين‪،‬‬ ‫يخدم‬ ‫ال يقدر أحد أن ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الن‬ ‫ى‬
‫تقدرون أن تخدموا هللا والمال (من ‪ .)26 :4‬يف الحقيقة‪ ،‬إن الكلمة ي‬
‫ى‬ ‫ويحتق َر اآلخر‪ .‬ال‬ ‫ِ‬
‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ه كلمة مامونا‬ ‫يسوع المسيح يف اللغة األصلية والمبجمة هنا َب المال ي‬ ‫يستعملها الرب‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ى‬
‫وه مرتبطة بالس ِيع الج ِش ِع إل امتالك كل هذه‬ ‫والمال ي‬ ‫ِ‬ ‫تعن إله الماديات والغن‬ ‫والن ي‬ ‫ي‬
‫معا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ُ َ ٌ َ ّ‬ ‫ٌ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُي ِّ‬
‫عن‬ ‫ور‪ ،‬الذي ِإذ ابتغاه قوم ضلوا ِ‬ ‫المال أصل لكل الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫محبة‬ ‫بولس الرسول أن‬ ‫رصح‬
‫أنف َسهم بأوجاع ر َ‬ ‫ُ‬
‫كثبة (‪1‬تيم ‪.)13 :4‬‬ ‫ٍ‬ ‫اإليمان‪ ،‬وطعنوا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌّ ّ‬
‫مسألة المال يف حياة اإلنسان جوهرية ألن المال يظهر وكأنه مصدر األمان لإلنسان‬
‫والن بدونها يرى َ‬ ‫وطموحاته ى‬ ‫َ‬ ‫والوسيلة ى‬ ‫ُ‬
‫نفسه بال‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫أهدافه‬ ‫ِ‬ ‫الن يستطيع من خاللها تحقيق‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالعامية‪ :‬معك قرش ِبتسوا قرش ‪ ،‬هذا منطق المجتمع‬ ‫رجاء‪ ،‬ألن منطق الدنيا يقول‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ستهلكه وما َيجنيه‬ ‫االستهالك الذي ال يرى يف اإلنسان أي قيمة سوى قيمة ما ي ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫المادي‬
‫وغب منقولة ‪.‬‬ ‫من مال وما يقتنيه من أمالك منقولة‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ ر ًّ ّ‬
‫الشء الوحيد الذي و ِضع بإزاء هللا يف‬ ‫دقيقة ومهمة جدا ألنه ي‬ ‫نظرة العهد الجديد للمال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫شء وكأنه قادر أن‬ ‫ملك المال‪ ،‬يف نظر العالم‪ ،‬يتح م ب ل‬ ‫عي البش‪ .‬لماذا؟ ألن َمن ي‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ر ّ‬
‫يملك المال أهم ِممن يملك السلطة ألن المال يف‬ ‫بمصبه وبمصائر اآلخرين من ِ‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يتح م‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫انية إطال ِة حياته‪.‬‬ ‫أعي البش‪ ،‬بعام ٍة‪ ،‬يجلب السلطة والمجد والسعادة ويمنح اإلنسان إم‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫والجماع‪ .‬المال هو َوه ُم الحياة‬ ‫ّ‬
‫ُ ي‬ ‫الشخض‬‫ّ‬
‫ي‬ ‫القبض عىل الوجود‬ ‫ِ‬ ‫ه مسألة‬ ‫المسألة ي‬
‫الغن الذي أخصبت أرضه‪ ،‬فقرر هدم أهرائه القديمة‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫الغن ر‬ ‫ي‬
‫ّ ّ‬
‫األبدية‪ ،‬هذا ما نراه يف مثل‬
‫ني طوال دون هم (لو ‪-14 :12‬‬
‫َ ٍّ‬ ‫لس ر‬ ‫وظن أنه بذلك قد َّأمن حياته‬ ‫أكب‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ناء أخرى جديدة‬ ‫وب َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫لمن‬ ‫أعددتها َ‬ ‫َ‬
‫الن‬‫نفس َك منك‪ ،‬فهذه ى‬ ‫ب ُ‬ ‫غن! هذه الليلة ُتطل ُ‬ ‫للغن‪ :‬يا ر ُّ‬ ‫ّ‬ ‫هللا‬ ‫يقول‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪21‬‬
‫ُ‬ ‫ي ٌ‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫ُ ي‬ ‫ً‬
‫العكس صحيح‪ ،‬أي موت‬ ‫تكون؟ ‪ .‬إذا‪ ،‬حياة اإلنسان ليست من أمواله (لو ‪ ،)11 :12‬ال بل‬
‫َ‬
‫الشاغل زيادة ُمقتنياته‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫همه‬ ‫اإلنسان من أمواله‪ ،‬إذا سقط ف الطمع والجشع وصار ُّ‬
‫ّ ِ‬ ‫ُ ِ‬
‫ّ َ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ي ّ َ‬ ‫ّ‬
‫رب الحرية الروحية االنعتاق من حب التملك‬ ‫اإلنسان يظن أنه ما يقتنيه‪ ،‬لذلك‪ ،‬أول د ِ‬
‫والقنية‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ّ‬
‫لك‬ ‫ينبع التنب ُه إلً أن المال هو وسيلة ي‬ ‫استعمال َالمال ّ يف هذه ّ الحياة‪ .‬لكن‪ُ ُ ،‬ي‬ ‫ون َ‬
‫ال بد من‬
‫ُ َّ َ‬
‫عط وعودا كاذبة بالسعادة والحياة‬ ‫ي‬ ‫ستبد ونتسلط وننتفخ‪ .‬المال ي‬ ‫ِ‬ ‫لك ن‬ ‫ي‬ ‫خدم ال‬ ‫ن ِحب‬
‫َ ِّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حياتنا‬ ‫ِ‬ ‫واحدا الرب هو سيد‬ ‫‪.‬‬ ‫يضمن زيادة أي ِام حياته يوما ِ‬ ‫الطويلة ال أحد يستطيع أن‬ ‫‪.‬‬
‫ّ ‪َ َّ َ .‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫(مز ‪)9 :112‬‬ ‫‪...‬‬ ‫المساكي ِرفبه يدوم إل األبد‬ ‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫أزمن ِتنا كلها بدد وأعط‬ ‫وعارف ِ‬ ‫ِ‬ ‫وحافظ ّأي ِامنا‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المسكي والمحتاج‪،‬‬ ‫ر‬ ‫حتكره لعائل ِته وال يرحم‬ ‫ذاته أو ي ِ‬ ‫هذا هو الم ِهم أما من يجمع المال ِل ِ‬ ‫‪.‬‬
‫ُ‬
‫صبهُ‬ ‫َ‬
‫المساكي والذين ال سلطة عندهم لمنع الظلم‪ ،‬فم َ ر‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫أموال‬ ‫أو الذي َيشق ويغتصب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شبع ال ف هذا الدهر وال ف الدهر ى‬ ‫أن ال َي َ‬
‫جحيمه منذ اآلن وقلقه‬ ‫اآلت‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ألن َّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الرب هو‬ ‫شء ِل َمجد هللا‬ ‫واضطرابه وخوفه وألمه‪ .‬األساس يف الوجود أن نستعمل كل ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ّ‬ ‫َ َُ‬
‫يعيش لذاته‪ ،‬وال أحد يموت‬ ‫ُ‬ ‫ليس أحد منا‬ ‫والبكات والحياة‪ ،‬ألن َ‬ ‫والخبات ر‬ ‫ر‬ ‫الن َعم‬
‫مصدر ّ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫فللرب‬ ‫فللرب نموت‪ .‬فإن عشنا وإن ُمتنا‬ ‫نعيش‪ ،‬وإن ُمتنا‬‫ُ‬ ‫فللرب‬ ‫لذاته‪ .‬ألننا إن ِعشنا‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫فلن ِبق ِه لنا!‬ ‫خدمة اإلنسان‪ ،‬وما هو لنا‬ ‫ِ‬ ‫نحن (رو ‪ .)8-7 :16‬فما هلل ن ُرده هلل‪ ،‬مع الشكر‪ ،‬يف‬
‫وكل العطايا ّ‬ ‫نفسه من هللا َّ‬ ‫وجودنا َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫ه منه! فهل‬ ‫الخبة ي‬‫ر‬ ‫لكن هل نحن نملك شيئا؟! إن‬
‫ُ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َم َن َحنا ُ‬
‫إلها آخ َر؟! َمن َيعبد المال فقد اختار أن ينوجد ِمنه وفيه‪،‬‬ ‫لك نشكر‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫كل‬ ‫هللا هذا‬
‫ُ‬
‫يوما بعد يوم إل األبد‪َ .‬من يعبد هللا فقد َر ِب ح حياته‪ ،‬ومن‬ ‫وجحيمه لن ينقطع بل سبداد ً‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّبدد أمواله فقد كب لنفسه ف السماوات ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وسالما ِمن فوق يعيشها‬ ‫ً‬ ‫وفر ًحا‬
‫ونورا َ‬ ‫حبا وحنانا ً‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ستحيا طالما َح ِفظت تراث ر ّ‬ ‫َ‬ ‫‪ َ ...‬ي َ َ ُ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الب يف‬ ‫ِ‬ ‫كات‬ ‫بالب‬ ‫ر‬ ‫بل‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫فتقر ذري‬‫كلها منذ اآلن وإل األبد ولن ت ِ‬
‫بم ّ‬ ‫العىل َ‬ ‫الن م َن ُ‬ ‫ّ‬
‫حبة هللا يف العطاء الدائم‪...‬‬ ‫الحرية ى ي ِ‬
‫المطران أنطونيوس الصوري‪ ،‬جريدة النهار‪23191419 ،‬‬

You might also like