Professional Documents
Culture Documents
4 - Nachra 22-1-2023
4 - Nachra 22-1-2023
مجتاز في أريحا، ٌ في ذلك الزمان ،فيما يسوع العدد 2023/4
َّ
ئيسا على العشارين وكان إذا برجل اسمه َّزكا كان ر ً
يسوع َمن هو ،فلم يكن َ يلتمس أن يرى ًّ
غنيا ،وكان ِّ
قصير القامةَّ .
فتقدم َ ألنه كان يستطيع من الجمع َّ األحد 22كانون الثاني 2023
ألنه كان م ِّزم ًعا أن جميزة َلينظ َره َّ مسرعا وص ِّع َد إلى َّ
ً
َ َ جتاز بهاَّ . ي َ
فلما انتهى يسوع إلى املوضع ،رفع ط ْرفه تذكار ّ
فرآه فقال له« :يا َّزكا أسرع انز ْل ،فال َ الرسول تيموثاوس
يوم ينبغي لي أن ِّ ِّ ّ
َّ ً َ ِّ َ َ َ والشهيد أنستاسيوس الفارس ّي
فرحا .فلما رأى وقبله ِّ أمكث في بيتك» .فأسرع ونزل ِّ
تذمروا قائلينَّ « :إنه دخل ليح َّل عند الجميع ذلك َّ
َ َّ ّ
ليسوع« :هاءنذا يا رب رجل خاطئ» .فوقف زكا وقال اللحن السابع
َ ْ َ ْ َ
صف أموالي ،وإن كنت قد غ َبنت أعطي املساكين ِّن الس َحرالعاشر
إنجيل َّ
َ ً
أحدا في ش يء أرد أربعة أضعاف» ،فقال له يسوع:
ألنه هو حصل الخالص لهذا البيتَّ ،
ِّ َ « َ
اليوم قد الرسالةّ
ِّ
ابن البشر َّإنما أتى ليطل َب ألن َ أيضا ابن إبراهيمَّ ، ً (1تيموثاوس )15-9 :4
ص ما قد هلك». ويخل َ
ٌ ٌ
بكلِّ وجديرة الكلمة هي صادقة يا إخوة،
َّ َّ جاءنا على
َ
عير ألنا ألقينا ر َ َّ فإنا لهذا نتعب ون َّ َقبولَّ ،
زكا العشار
اس أجمعين ،وال مخلص الن ِّ الحي الذي هو ِّ ِّ هللاِّ
مقطع من إنجيلٌ يقرأ على مسامعنا اليوم يسته ْن ٌ َ َ َ َّ
أحد وعلم به .ال ِّ ص بهذا ِّ ِّسيما املؤمنين .فو ِّ
َ ً
لوقا ( ،)10-1 :19يتحدث عن لقاء الرب يسوع بزكا الكالم والتصر ِّف ِّ للمؤمنين في بفتو ِّت َك ،بل ك ْن مثاال َّ
العشار ،ذاك َّ
الرجل الغني الذي سمع بمرور الرب اءة إلى واظ ْب على القر ِّ واإليمان والعفافِّ ، ِّ
َّ
واملحب ِّة
في أريحا فأراد أن يراه ،وألنه كان قصير القامة، والتعليم ،وال ت ِّهم ِّل حين قدومي وعلى الوعظ َّ
ِّ ِّ
يزة كان الرب ً ً َّ َ ََ
مزمعا أن يمر بها ،إذ إن زكا تسلق جم بوضع أيدي املوهبة التي فيك ،التي أوتيتها بنبوة،
ً ِّ نَ ْ الكهنةَّ .
لم يستطع أن يراه من كثرة الجموع .غير أن الرب عاكفا ليكو تأم ْل فـي ذلك ،وكن عليه ِّ
يسوع بادره بدعوته إلى النزول عن َّ
الجميزة ألنه يريد كل ش يء. ً َ
تقدمك ظاهرا في ِّ
أن يمكث عنده .بعد ذلك وقف زكا في حضرة الرب
1
معرفة وصايا هللا من جهة أخرى ،حتى يستطيع علنا أنه سيوزع أمواله على املساكين ،أي يسوع م ً
رؤية الرب يسوع ،أي معرفته على حقيقته. الفقراء.
ً
مقابل إصرار زكا على تجاوز الصعوبات، أوال ،ال بد من اإلشارة إلى أن هذا املقطع
كانت دعوة الرب يسوع له ،ففي كل مرة يسعى يأتي بعد حادثة عدم قدرة الرئيس الغني على
ً
اإلنسان ملعرفة الرب حقيقة ،يبادره الرب بالدعوة تحقيق وصية الرب يسوع بتوزيع أمواله على
إلى السلوك في وصاياه .من هنا ،نفهم موقف زكا الفقراء واتباع يسوع ،وحادثة شفاء األعمى بعد
عندما بادر إلى اإلعالن عن تخليه عن أمواله ليكون الرحمة إلى الرب يسوع ابن داود إلحاحه على طلب َّ
مع الرب (.)8 :19 (27-18 :18؛ ،)43-35األمر الذي يبين نية
يلفتنا أمران :إستخدام األفعال في صيغة اإلنجيلي لوقا بإظهار عظمة موقف زكا العشار
الحاضر ،وكمية األموال َّ ً
مقابلة مع موقف َّ
املوزعة .إن استخدام الرئيس الغني.
الفعل بصيغة الحاضر في اللغة اليونانية ،التي ثمة عنصران يشير إليهما اإلنجيلي كانا
كتب فيها لوقا إنجيله ،يعني استمرارية الفعل، يمنعان زكا من التعرف على الرب يسوع :الجموع
فعندما يقول زكا «ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي وقصر القامة ( .)3 :19لقد شكلت «الجموع» في
للمساكين ...أر ّد أربعة أضعاف» ( ،)8 :19يقصد سلبيا ،وقد ارتبط بها ًّ ً
عنصرا الكتاب املقدس
بذلك أنه ابتدأ بفعل ذلك وهو مستمر على هذا موضوع الجهل واملصلحة وعدم القدرة على
املنوال .من جهة أخرى إذا حسبنا نصف أمواله التمييز :فالجموع تتبع الرب يسوع ألنه يطعمها،
(للمساكين) وأربعة أضعاف أخرى (ملن وش ى بهم أو صلبه بعد وهي ال تعرف حقيقته ،ال بل تطلب َ
ً
غشهم ،وهذا ما كان عادة يفعله العشارون) يعني تحريض الفريسيين لهم .من هنا ،ال يمكن لإلنسان
تقريبا كل ثروته ،فيكون بذلك قد ً هذا أنه يوزع أن يعرف حقيقة الرب يسوع إذا بقي بين الجموع،
ً ً
حقق ما لم يستطع الرئيس الغني فعله (،)23 :18 مباشرا له ،األمر الذي بل عليه أن يصير تلميذا
األمر الذي دفع بالرب يسوع إلى إعالن خالصه هو أشار إليه الرب في آخر إنجيل متى عندما دعا
َ
وأهل بيته (.)9 :19 تالميذه إلى تلمذة جميع األمم (مت ،)19 :28أي أن
َ
تدعونا الكنيسة املقدسة ،من خالل هذا يجعلوا من األمم تالميذ للرب يسوع .أما من جهة ما
املقطع اإلنجيلي ،إلى التشبه بزكا العشار ،وال َّسعي يختص بقصر القامة ،فالترجمة الحرفية للعبارة
إلى مالقاة الرب يسوع الذي بدوره يالقينا في نصف اليونانية تعني «صغير السن» ،أي غير ناضج،
الطريق ويأتي ليمكث معنا ،حينئذ تكون نتيجة بمعنى أنه ال يعرف الوصايا اإللهية ،بعكس الرئيس
ذلك سعينا إلى إتمام وصاياه اإللهية وإعالن الرب الغني الذي كان يعرفها منذ حداثته ( .)21 :18كان
خالصنا. َ
العنصرين ،ودفع الجهل ال بد لزكا من تجاوز هذين
واملصالح الشخصية عنه من جهة ،والنمو في
2
تكفيرا عن ً حاجزا أمامه .لذلك ،يرى في الذبائح ً سراإلفخار ّ
ستيا ()3 ّ
َ ً
العمل ذنوبه وعودة إلى هللا .أصبحت الذبيحة
َّ
الطبيعي األبرز لإلنسان ،وهي جوهر حياته بالذات. +التقدمة:
يقول األب ألكسندر شميمن« :اإلنسان كائن يقول الرسول بولس« :ألنني تسلمت من
أيضا ،أن الرب يسوع ،في الليلةالرب ما سلمتكم ً
ذبائحي ألنه في الحب يجد ذاته ،والحب ذبائحي
َ َّ خبزا وشكر فكسر وقال :خذوا التي أسلم فيها ،أخذ ً
الطبع :يضع قيمة الحياة ومعناها في اآلخر وإياها ِّ
يعطيه ،وهو ،بهذا العطاء وهذه الذبيحة ،يجد كلوا هذا هو جسدي املكسور من أجلكم .إصنعوا
لحياته معنى ً ْ
وفرحا». هذا ِّلذكري» (1كو .)24-23 :11إحدى أهم
تدل عبارة «خبز التقدمة» ()Prosphora التقاليد األرثوذكسية األصيلة أن يحمل املؤمن
ستعمل الخبز فقط ألنه رمز على «تقدمة هلل» .ال ي َ القربان (الخبز) إلى هيكل الرب ليقدمه الكاهن على
للمسيح-خبز الحياة النازل من السماء (يو ،)51 :6 املذبح ويذكر أسماء األحياء واألموات املختصين به.
بل ألن الخبز يمثل الحياة ً أمر ست َ
خد َمة للذبيحة اإللهية ٌ تقديم القرابين امل َ
أيضا ،هو عصب الحياة.
علينا أن نأكل الخبز لنستمر في الحياة ،وهذا جوهري وأساس ي في الكنيسة .إنها تقدمة شكر هلل
َ
املفهوم مهم وواضح بالنسبة إلى مجتمعنا الشرقي، على ما أعطانا .أال ي َس َّمى القداس اإللهي «سر
أساسيا من غذائنا ًّ ً
عنصرا حيث يشكل الخبز الشكر» أو «اإلفخارستيا» (باليونانية)؟ عبر
كل حياتناالقرابين ،نقدم أنفسنا هلل كما نقدم َّ
اليومي.
َ
والعالم الذي نعيش فيه .فما معنى هذا الكالم؟
هكذا ،بتقديم الخبز والخمر ،نقدم ذوا ِّتنا
َ َ عبر تقديمنا الخبز والخمر ،هذه التقدمة
والعالم أجمع .إنها تقدمة إلى هللا ،نقدم له حياتنا
محبتنا هلل ،والكاهن يقبل تقدمتنا ويضعها على البشرية املتواضعة ،نؤدي أحد أقدم الطقوس
املذبح املقدس ،وهذا يعني قبول هللا لتقدمتنا ( ٌ
جزء البدائية البشرية .كل إنسان ،منذ فجر الخليقة،
من هذه التقدمة يعاد لنا على شكل مناولة مقدسة: كان يشعر بضرورة تقديم أفضل ما لديه هلل
ً َ
جزءا مما أعطانا ،لهذا جسد ودم الرب) .نقدم هلل ً ليشكره على كل ما أعطاه .ألم يخلقنا هللا كهنة
نقدمها نقول في القداس اإللهي« :التي لك مما لك ِّ لنقيم سر الحياة ونحول الحياة إلى حياة في هللا
َ وشركة مع هللا .لكننا فقدنا هذه النعمة مع
لك عن كل ش يء ومن جهة كل ش يء» .نقدم تقدمة
َ
وعقلنا َ الخبز والخمر واضعين فيها َ السقوط ،ثم استعدناها مع يسوع املسيح ،لذا
وقلبنا نفسنا
وجسدنا وكل ما لنا لتوضع على صينية َ وحناور َ علينا أن نقوم بمهامنا الكهنوتية ونقدم الذبيحة
التقدمة على مذبح الرب .علينا إفراغ قلبنا في هلل .اإلنسان لديه عطش دائم إلى هللا« :عطشت
الكأس مع الخمر ،حيث نضع كل رجائنا ومخاوفنا نفس ي إلى هللا ،إلى اإلله الحي» (مز ،)2 :42وهو
وأفراحنا وأحزاننا ومحبتنا واحترامنا والتزامنا .كل يبتغي هللا ويريد االتحاد به ،لكن الخطيئة تبقى
3
تاليا فإن ذبيحتنا التي نقدمها الذبائح األخرىً ، هذا يذهب إلى هللا بصورة تقدمة ،وهنا تكمن
أمرنا يسوع بأن «نصنعها لذكره»، اليوم ،والتي َ مشاركتنا في الذبيحة :يصبح للتقدمة معنى عندما
ً ً نقدم أنفسنا ،وإال فإنها ال تعني ً
ليست جديدة ومختلفة عن ذبيحة الرب يسوع. شيئا .من هنا،
ً
نطلب إلى يسوع أن يقدمها إلى هللا اآلب ،ألننا بيسوع التشديد على أن التقدمة يجب أن تكون صادرة منا
ً
املسيح «لنا قدو ٌم إلى اآلب» (أف .)18 :2لذلك، فعال .لذا ،في الكنيسة األولى ،كما في املاض ي
أثناء تحضير الذبيحة ،يقول الكاهن وهو يقتطع القريب ،وعى املؤمنون هذه الحقيقة ،فكانوا
َّ
الحمل« :مثل خروف سيق إلى الذبح ،ومثل َح َمل يعجنون الخبز «بعرق جبينهم» ويتعبون بعصر
بريء من العيب ...يرفع حمل هللا ...يذبح حمل هللا تعبيرا عن مشاركتهم الخمر ليقدموهما إلى الهيكل ً
ألجل خطايا العالم». الفعلية بالتقدمة .أما َم ْن لم يكن قاد ًرا على تقديم
ش يء ،كاأليتام والفقراء ،فكانوا يساهمون في
النبع ،وبذلك يقدمون َ
تعب التقدمة عبر جلب مياه َّ
ً
أجسادهم ذبيحة.
مهم أن نعي أننا ،حين نقدم هذه القرابين،
إنما نفعل ذلك في املسيح ،ألنه من دونه ال معنى
َّ
واملقرب والقابل املقرب
لذبيحتنا .املسيح هو « ِّ
واملوزع» .فرادة اإلفخارستيا تكمن في أن ما نقربه َّ
هو املسيح ،الخبز والخمر اللذان سيتحوالن إلى
جسده ودمه ،لكن الذي يقربهما هو يسوع .كيف؟
في العهد القديم ،كانوا يقدمون ذبائح
تكفيرية ،لكنها لم تكن تدمر الخطيئة وتستعيد
الوحدة الكاملة مع هللا ،بدليل أن رئيس الكهنة كان
يقدم سن ًّويا ذبائح عن الخطايا (عب .)10-1 :10
ً ً
لكن يسوع قرب ذبيحة جسده «مرة واحدة إلى
أيقونة َّ
الرسول تيموثاوس األبد» ومحا َّ
صك الخطيئة املكتوب علينا ،ألن
ذبيحته كانت تحت ناموس املحبة ال ناموس
ّ ّ
األبرشية لإلطالع على أخبار
ِّ الشريعة والقانون .هكذا أحب هللا الناس حتى
ً أرسل ابنه الوحيد « ً
مولودا تحت مولودا من امرأة،
الناموس ،ليفتدي الذين تحت الناموس لننال
www.facebook.com/metbei بذبيحة يسوع أبطلت كل ِّ التبني» (غل .)5-4 :4
4