You are on page 1of 87

‫جامعة العقيد أكلي محند أولحاج بالبويرة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم القانون العام‬

‫النظام القانوني للسكنات‬


‫الوظيفية في التشريع الجزائري‬
‫مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في القانون‬
‫تخصص قانون إداري‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫‪ -‬د‪ .‬زعادي محمد جلول‬ ‫‪ -‬رباحي هاجر‬
‫‪ -‬بوزيد فاطمة زهرة‬
‫لجنة المناقشة‬
‫األستاذ(ة)‪ .......................... :‬رئيسا‬
‫األستاذ(ة)‪ .......................... :‬مشرفا‬
‫األستاذ(ة)‪ .......................... :‬ممتحنا‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018 :‬‬


‫اإلهداء‬
‫أهدي ثمرة جهدي‬
‫إلى الرجل العظيم صاحب الصبر الجميل إلى الذي أفنى حياته من أجل تعليمي‬
‫إلى أعز إنسان‪ ،‬أبي العزيز حفظه اهلل‪.‬‬
‫إلى قرة العين‪ ،‬إلى من جعلت الجنة تحت قدميها إلى التي وهبتني كل شيء إلى‬
‫أغلى إنسان أمي الغالية حفظها اهلل‬
‫إلى من هن دعمي وسندي في هذه الدنيا إلى من لوال وجودهن ال طعم للحياة‬
‫أخواتي (إيمان‪ ،‬حميدة‪ ،‬بشرى‪ ،‬خلود‪ ،‬سيرين)‬
‫إلى كل أفراد عائلتي كبي ار وصغي ار‬
‫إلى كل أساتذتي األفاضل‬
‫إلى كافة األصدقاء واألحباب كل باسمه‪ ،‬والى زمالئي وزميالتي بجامعة أكلي‬
‫محند أولحاج وبالخصوص كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫إلى كل من سلك إلى العلم طريقا …‬
‫إلى كل من لم تحمل أسمائهم مذكرتي ولم تنساهم ذاكرتي‬

‫مع تحيات‪:‬‬
‫رباحي هاجر‬
‫اإلهداء‬
‫أهدي ثمرة عملي‬

‫إلى الوالدين الكريمين حفظهما اهلل وأطال في عمرهما‪.‬‬

‫إلى إخوتي جميعا وأخص بالذكر أخي ناصر الذي ساندني طيلة مشواري‬

‫الدراسي‪.‬‬

‫إلى أختي الحبيبة‪.‬‬

‫إلى كل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫مع تحيات‪:‬‬
‫بوزيد فاطمة زهرة‬
‫شكر وتقدير‬
‫نشكر اهلل عزوجل ونحمده حمدا كثي ار على توفيقه لنا وتذليله للصعوبات في‬

‫إنجاز هذا العمل‬

‫وعن الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬من لم يشكر الناس لم يشكر اهلل‪ ،‬ومن‬

‫أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تستطيعوا فادعوا له"‪.‬‬

‫وعليه نتقدم بجزيل الشكر لألستاذ المشرف الفاضل "زعادي محمد جلول" على‬

‫تعبه معنا ومساعدته لنا‪ ،‬والذي لم يبخل علينا بتوجيهاته ونصائحه القيمة التي‬

‫كانت عونا لنا في إتمام هذا العمل زاده اهلل رفعة وارتقاء في الدرجات العلمية‬

‫والى كل من ساهم في إنجاز هذا العمل المتواضع سواءا من قريب أو من بعيد‪،‬‬

‫وباالمتنان على ما قدموه لنا من المعونة والمساعدة والنصح والمشورة مما كان‬

‫له في الوقع الحسن على قلوبنا والح اررة الكبيرة التي غذت إرادتنا للخروج بهذا‬

‫العمل المتواضع والبسيط‪ ،‬فلهم جميعا نقدم كلمة شكر وتقدير‬


‫إهداء‬

‫أهدي ثمرة عملي‬

‫إلى الوالدين الكريمين حفظهما اهلل وأطال في عمرهما ‪.‬‬

‫إلى إخوتي جميعا وأخص بالذكر أخي ناصر الذي ساندني طيلة مشواري الدراسي‪.‬‬

‫إلى أختي الحبيبة‪.‬‬

‫إلى كل من ساهم من قريب او بعيد في إنجاز هذا البحث‪.‬‬

‫ف اطمة زهرة‬
‫قائمة أهم المختصرات‬
‫ص‪ :‬صفحة‬

‫ص ص‪ :‬من الصفحة إلى الصفحة‬

‫إلخ‪ :‬إلى آخره‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫السكن بصفة عامة له دور أساسي وفعال في تحقيق الرقي والتنمية الشاملة للدول‪ ،‬ولهذا‬
‫على الدول أن تتدخل بسلطتها العامة لضبط وتنظيم هاذ القطاع الحساس‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار اتخذت الحكومة الجزائرية عدة ق اررات تؤدي إلى انتهاج سياسة حكيمة والتي تفرض‬
‫تغييرات جذرية بهدف رفع مستوى معيشة الفرد‪ ،‬وتحسين ظروف السكن وذلك بإنشاء مجموعة من‬
‫الهيئات التي تسهر على تنظيم وتسيير المساكن مثل ديوان الترقية والتسيير العقاري )‪ (OPGI‬الذي‬
‫تم إنشاؤه بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 143-76‬واألمر ‪ ،76-93‬كما تم إنشاء مديريات أمالك‬
‫الدولة بموجب القانون ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1990/12/01‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪.‬‬

‫حيث نجد أن الجزائر عمال باألمر ‪ 157-62‬المؤرخ في ‪ 1962/12 /31‬الذي يسمح باالعتماد‬
‫على القوانين الفرنسية بعد االستقالل إال ما يتعارض منها مع السيادة الوطنية‪ ،‬طبقا لقرار المؤرخ‬
‫في ‪ 24‬جوان ‪ 1949‬الذي يمنح للموظفين المرسمين الذين كان للمصلحة المشغلة لهم مساكن‪،‬‬
‫ومن هذا المنطلق نجد أن السكن الوظيفي يعتبر من أولويات الموظف العام سواء كان هذ السكن‬
‫لضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة باعتبار أنه يقوم بدور كبير في إدارة وتسيير الشؤون‬
‫العامة ومن ثم ضمان استم اررية المرافق العامة‪ ،‬وفي هذا اإلطار نجد بأن المشرع الجزائري عمل‬
‫جاهدا على تحسين وتطوير اإلطار القانوني للسكنات الوظيفية‪ ،‬بتعديل القوانين المتعلقة بها‪ ،‬أخذا‬
‫بعين االعتبار السياسة المنتهجة من طرف الدولة واإلصالحات التي انتهت إليها‪ ،‬وكذا سعي‬
‫المصالح المختصة إلى تغطية جميع النقائص المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪ ،‬فبالرغم من كل هذه‬
‫التعديالت القانونية للسكنات الوظيفية إال أننا نجدها تثير العديد من المنازعات‪.‬‬

‫‪ -1‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫نجد أن هذا الموضوع له أهمية بالغة سواء من الناحية العلمية أو من الناحية الموضوعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬من الناحية العلمية‪:‬‬

‫تتبلور أهميته من الناحية العلمية في كونه يعطينا نظرة وفكرة على السكن الوظيفي المنظم من‬
‫طرف المشرع الجزائري‪ ،‬وكذا ما يمكن أن يثور بشأنه من منازعات أمام القضاء‪ ،‬خاصة إذا علمنا‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أن الدراسات الفقهية المتخصصة في هذا الموضوع والتي يمكن االعتماد عليها في البحوث العلمية‬
‫نادرة وقليلة جدا‪.‬‬

‫ب‪ -‬من الناحية الموضوعية‪:‬‬

‫تتجلى أهميته في معرفة مدى اعتبار السكن الوظيفي من أولويات الموظف سواء بالنسبة‬
‫لضرورة الخدمة الملحة أو بالنسبة لصالح الخدمة باعتبار أن الموظفين يقومون بدور حيوي في إدارة‬
‫وتسير الشؤون العامة‪ ،‬ومن ثم استمرار المرافق العامة‪ ،‬وتحقيق المنفعة العامة هذا من جهة ومن‬
‫جهة أخرى ما تطرحه هاته السكنات وما تثيره من منازعات أمام القضاء كونه أن اإلدارة بحاجة‬
‫ماسة لهاته السكنات لسير مصالحها والموظف بحاجة أمس لها لتحقيق استق ارره االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -2‬دوافع اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تتألف دوافع دراسة هذا الموضوع من أسباب ذاتية وأخرى موضوعية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األسباب الذاتية‪:‬‬

‫تنبع من اهتمام الباحث بالمواضيع التي تثير وتطرح إشكاالت علمية وعملية‪ ،‬وتتطلب نوع من‬
‫التحليل والتشخيص وابداء اآلراء باإلضافة إلى ميولنا للدراسات والمواضيع التي ال تقتصر على‬
‫الجانب القانوني فقط وانما لها جوانبها القضائية‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسباب الموضوعية‪:‬‬

‫تتمثل في معرفة أهمية السكن الوظيفي كونه ممنوح لشريحة من شرائح المجتمع لها ميزتها‬
‫وخصوصيتها ودورها أال وهي موظفي القطاع العام‪ ،‬باإلضافة إلى االهتمام الكبير وكثرة الحديث‬
‫في اآلونة األخيرة على السكنات الوظيفية واإلجراءات المتبعة في ذلك‪ ،‬كما نعرف كيف تعامل‬
‫المشرع الجزائري مع منح السكنات الوظيفية وتنظيمها ومعرفة كذلك أنواع المنازعات التي تثيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلشكالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي األحكام المنظمة لالستفادة من السكن الوظيفي في إطار التشريع الجزائري؟‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫سنحاول اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل خطة تتكون من فصلين كما يلي‪:‬‬

‫نتناول في الفصل األول‪ :‬منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‪ ،‬حيث يعتبر السكن‬
‫الوظيفي من أولويات الموظف العام‪ ،‬فانطالقا من اإلطار القانوني المنظم للسكن الوظيفي‪ ،‬نجد أن‬
‫المشرع الجزائري رسم حدود لمنحها‪ ،‬وهذا بوضعه شروط وأسباب يمنح من أجلها السكن الوظيفي‪،‬‬
‫كما نجده حدد كيفية إصدار ق اررات منح السكن الوظيفي وفق إجراءات معينة‪.‬‬

‫أما في الفصل الثاني سنتناول‪ :‬المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪ ،‬فبالرغم من أن المشرع‬
‫الجزائري‪ ،‬قام بضبط النظام القانوني للسكنات الوظيفية‪ ،‬إال أن هذه األخيرة كانت والزالت تثير العديد‬
‫من المنازعات ‪ ،‬حيث استمر تنازع االختصاص بين القضاء اإلداري والقضاء العادي للفصل في‬
‫الدعاوى المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪.‬‬

‫‪ -4‬المنهج المتبع‪:‬‬

‫بغرض تقديم دراسة أكاديمية استعملنا المناهج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج التحليلي‪:‬‬

‫المتعلق أساسا بموضوع بحثنا‪ ،‬وذلك بالرجوع إلى المراجع الخاصة بالنظام القانوني للسكنات‬
‫الوظيفية‪ ،‬وكذا تحليل النصوص التشريعية‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج الوصفي‪:‬‬

‫الذي استعمل في وصف أنواع اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي‪ ،‬وكذا إبراز أنواع‬
‫المنازعات التي تثيرها السكنات الوظيفية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫منح السكن الوظيفي في‬
‫التشريع الجزائري‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر السكن الوظيفي من أولويات الموظف العام‪ ،‬سواء كان هذا السكن لضرورة الخدمة‬
‫الملحة أو لصالح الخدمة‪ ،‬باعتبار أنه يقوم بدور كبير في إدارة وتسيير الشؤون العامة‪ ،‬ومن ثم‬
‫ضمان استم اررية المرافق العامة‪ ،‬لذلك فقد تدخل المشرع الجزائري في وضع سبل ناجحة وطرق‬
‫حكيمة في كيفية شغل هذه السكنات الوظيفية‪ ،‬وهذا بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬المؤرخ‬
‫في ‪ 07‬فبراير ‪ 1989‬م المحدد لكيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،1‬الذي جاء فيه ما يلي‪" :‬تحدد أحكام هذا‬
‫المرسوم كيفيات شغل المساكن أو الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة وشروط‬
‫‪2‬‬
‫قابلية منح هذه المساكن"‪.‬‬

‫باإلضافة إلى القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 12‬شوال ‪1409‬ه الموافق لـ ‪ 17‬ماي‬
‫‪ 1989‬م‪ ،‬يحدد قائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة‬
‫الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشروط قابلية منح هذه المساكن‪ ،3‬المعدل بموجب القرار‬
‫‪4‬‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 22‬ذي القعدة عام ‪1422‬ه الموافق لـ ‪ 05‬فبراير ‪.2002‬‬

‫هذه النصوص التنظيمية هي التي رسمت اإلطار العام وحدود منح السكنات الوظيفية‬
‫وجعلت لها نطاق خاص بها‪ ،‬والتي سيتم تناولها من خالل دراستنا لهذا الفصل‪ ،‬حيث سيتم تناول‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 10-89‬مؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ ،1989‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،06‬المؤرخ في ‪ 08‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪ -2‬راجع‪ :‬المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 12‬شوال عام ‪1409‬ه الموافق لـ ‪ 17‬مايو سنة ‪ ،1989‬المتعلق بتحديد قائمة الوظائف‬
‫والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬صادر بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪.1989‬‬
‫‪ -4‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 22‬ذي القعدة عام ‪1422‬ه الموافق لـ ‪ 05‬فبراير سنة ‪ ،2002‬يعدل القرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬شوال عام ‪1409‬ه الموافق لـ ‪ 17‬مايو سنة ‪1989‬م‪ ،‬الذي يحدد قائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق‬
‫االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،20‬صادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪2002‬م‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المعايير المعتمد عليها لمنح السكن الوظيفي (المبحث األول)‪ ،‬وكيفية إنهاء االستفادة منها والحدود‬
‫المرسومة للتنازل عنها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المعايير المعتمد عليها لمنح السكن الوظيفي واإلجراءات‬


‫المتبعة في ذلك‬

‫انطالقا من النصوص القانونية المنظمة للسكن الوظيفي عموما‪ ،‬نجد أن المشرع الجزائري‬
‫قد رسم حدود منح السكنات الوظيفية‪ ،‬وجعل لها نطاقا خاصا بها‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك يبقى‬
‫مجال السكنات الوظيفية يفرز عدة وضعيات والتي سيتم تناولها في دراستنا لهذا المبحث‪ ،‬حيث‬
‫يتم التعرض إلى مفهوم منح السكنات الوظيفية (المطلب األول)‪ ،‬وكذلك األسباب والشروط الواجب‬
‫توافرها لمنح هذه السكنات (المطلب الثاني)‪ ،‬ثم تحديد اإلجراءات المتبعة من أجل االستفادة منها‬
‫(المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم منح السكن الوظيفي‬

‫نتناول في هذا المطلب تعريف السكن الوظيفي‪ ،‬وذلك بالتطرق إلى أهم المعايير التي‬
‫وضعها الفقهاء‪ ،‬من أجل استخالص تعريف شامل وهذا ما سنتطرق إليه في (الفرع األول)‪ ،‬ثم‬
‫نتناول أهم القوانين التي نظمت تسيير السكن الوظيفي في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف السكن الوظيفي‬

‫لم يرد أي تعريف قانوني يخص السكن الوظيفي‪ ،‬سواء في القانون الجزائري أو في القوانين‬
‫المقارنة‪ ،‬ولكن بالرجوع إلى الجهود الفقهية المبذولة في هذا المجال نجدها ترسم المعالم األساسية‬
‫لهذا األخير‪ ،‬حيث اعتبرته من أولويات الموظف العام‪ ،‬سواء كان هذا السكن لضرورة الخدمة‬
‫الملحة أو لصالح الخدمة‪ ،‬فهو سكن يشغله الموظف بسبب واجباته في معظم الحاالت‪ ،‬يعتبر‬
‫هذا السكن فائدة عينية وال يتطلب دفع إيجار‪ ،‬فقط مساهمة مالية صغيرة‪ ،‬ومن ناحية أخرى يعد‬

‫‪7‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫السكن الوظيفي جزءا ال يتج أز من أجر الموظف‪ ،‬وفي األصل يكون له هدف رئيسي وهو تسهيل‬
‫شروط ممارسة الوظائف من قبل الموظف‪.1‬‬

‫يمنح السكن الوظيفي بموجب سند االمتياز‪ ،2‬الذي يعتبر قرار يصدره رئيس مصلحة‬
‫شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أو‬
‫مدير المؤسسة بالنسبة للمساكن التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬
‫اإلدارية على التوالي‪ ،3‬وتجدر اإلشارة إلى أنه يتعرض شاغلوا السكن الذين ال يثبتون حيازتهم‬
‫لسند االمتياز إلجراء الطرد بناء على طلب المصلحة أو السلطة المعينتين‪ ،‬ويلزمهم بدفع اإليجار‬
‫المنصوص عليه في التنظيم المعمول به في الواقع طبقا للمادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪.410-89‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التكريس القانوني للحق في السكن الوظيفي‬

‫كان السكن الوظيفي قبل سنة ‪ 1989‬مندرج ضمن األمالك الوطنية للدولة‪ ،‬حيث كان ينظم‬
‫ويمنح وفق إجراءات منصوص عليها في القوانين التي تنظم األمالك الوطنية للدولة بصفة عامة‪،‬‬
‫من بينها أول قانون منظم لألمالك الوطنية رقم ‪ 16-84‬المؤرخ في ‪ 30‬جوان ‪ 1984‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،27‬الذي يعد المصدر األساسي المنظم ألحكام األمالك الوطنية والحد الذي قطع‬
‫الصلة بين القوانين الفرنسية‪.‬‬

‫وبما أن السكن الوظيفي يعتبر من أولويات الموظف العام‪ ،‬وباعتبار أنه أصبح له دور‬
‫كبير في إدارة وتسيير الشؤون العامة ومن ثم ضمان استم اررية المرفق العام‪ ،‬تدخل المشرع‬
‫الجزائي وبين كيفية شغل المساكن الوظيفية بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬المؤرخ في‬
‫‪ 07‬فيفري ‪ 1989‬المحدد لكيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو‬
‫لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬إضافة إلى القرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 17‬ماي ‪ 1989‬المحدد لقائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق االمتياز في المساكن بحكم‬

‫‪1‬‬
‫‪- le logement de fonction, journal du net ; 21/01/2019 consulté le : 15/08/2019, a 12 :30.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬ذيب عبد السالم‪ ،‬عقد اإليجار المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص‪.191‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ ،10‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬المعدل بموجب القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬هذه النصوص هي التي رسمت اإلطار العام‬
‫وحدود منح المساكن الوظيفية وجعلت لها نطاقا خاصا بها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب التي يمنح بموجبها السكن الوظيفي‬

‫لقد حاول المشرع الجزائري إضفاء الصبغة القانونية وتجسيد المشروعية على هذه السكنات‬
‫من خالل إصدار عدة قوانين ومراسيم تحدد شروط وأسباب االستفادة من السكن الوظيفي‪ ،1‬حيث‬
‫جاء في المرسوم ‪ 10-89‬ما يلي‪" :‬القصد من االمتياز هو شغل مسكن يمكن أن يستجيب‬
‫لضرورة الخدمة الملحة أو يتسم بمنفعة لصالح الخدمة"‪.2‬‬

‫من خالل نص المادة يتضح لنا جليا أن المشرع الجزائري قد عمل على حصر أسباب‬
‫منح االستفادة من السكن الوظيفي في سببين إثنين‪ ،‬ضرورة الخدمة الملحة من جهة (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬وصالح الخدمة من جهة أخرى (الفرع الثاني)‪ ،‬لذلك البد من الوقوف على هذين السببين‬
‫والتطرق إليهما‪ ،‬ثم نتطرق إلى الوظائف والمناصب التي تخول االستفادة من السكن على أساس‬
‫هذين االعتبارين (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضرورة الخدمة الملحة‬

‫إن عدم حصول شخص‪ ،‬سواء كان موظف أو عون على سكن يكون قريب من مكان‬
‫عمله‪ ،‬يؤدي إلى عدم إمكانيته تأدية مهامه على أكمل وجه‪ ،‬ولهذا منح السكن الوظيفي‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس يتم تناول في هذا الفرع تعريف ضرورة الخدمة الملحة (أوال)‪ ،‬ثم إلى شروط قيام‬
‫حالة ضرورة الخدمة الملحة (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬حميدي أمين عبد الهادي‪ ،‬إدارة شؤون موظفي الدولة‪ ،‬بدون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ ،11‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف ضرورة الخدمة الملحة‬

‫تعد ضرورة الخدمة الملحة أهم األسباب التي تقوم على أساسها فكرة منح السكن الوظيفي‪،‬‬
‫حيث جاء المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬في المادة ‪ 12‬منه‪ ،1‬بحاالت قيامها وهي‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كان العون ال يستطيع أداء خدمة دون أن يكون ساكن في العمارة التي يمارس فيها‬
‫وظائفه‪ ،‬أو حفي عمارة ملحقة بها‪ ،‬وكان حضوره مطلوبا ليال ونها ار؛‬
‫‪ -‬إذا كان العون يشغل منصب سلطة يقتضي تبعيات خاصة ويترتب عليه استعداد دائم دون‬
‫أن يكون مع ذلك ساكنا في أماكن عمله؛‬
‫‪ -‬يتضح لنا من خالل الحالتين المذكورتين أعاله أن بعد سكن العون عن مكان أداء الخدمة‬
‫وعدم االستعداد لهذا األخير يكون بمثابة عائق‪ ،‬وهي ما تدعى بضرورة االتصال الدائم‪ ،‬أي‬
‫أن يكون العون ساكنا في العمارة التي يمارس فيها وظائفه أو عمارة تابعة لعمله‪ ،‬وأن يكون‬
‫متصال بعمله اتصاال دائما في النهار وحتى في الليل؛‬
‫‪ -‬كما إذا كان الموظف أو العون يشغل منصب سلطة وال يمكن أن يؤدي مهامه دون أن يكون‬
‫‪2‬‬
‫بالضرورة ساكنا في مقر عمله وهذه الحالة تدعى بخصوصية السلطة؛‬
‫‪ -‬فبالنسبة للحالة األولى فمن بين األمثلة التي تجسدها نجد رئيس مصلحة االتصاالت بالوالية‬
‫والدائرة‪ ،‬مدير المؤسسة العقابية‪ ،‬مدير الثانوية‪ ،‬وغيرهم من األعوان‪ ،‬أما بالنسبة للحالة الثانية‬
‫‪3‬‬
‫مثال ذلك أعضاء الحكومة‪ ،‬الوالة‪ ،‬بعض المديرين المركزيين والمحليين‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬فؤاد جحيش‪ ،‬القضاء اإلداري االستعجالي التحفظي وعالقته بدعوى الخروج والتخلي عن السكنات الوظيفية‪ ،‬مداخلة مقدمة‬
‫وفق متطلبات المشاركة في الندوة العلمية حول القضاء اإلداري االستعجالي‪ ،‬المدية‪ ،2017 ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -3‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس‪،‬‬
‫تخصص قانون عقاري‪ ،‬جامعة يحيى فارس المدية‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪10‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرح شروط قيام حالة ضرورة الخدمة الملحة‬

‫إن منح السكن الوظيفي للموظف أو العون يقتضي توفر شروط صارمة وجادة‪ ،‬ال بد من‬
‫تحققها حتى يتنسى لنا الوقوف أمام حالة الخدمة الملحة‪ ،‬وهذه الشروط يمكن استنتاجها من المادة‬
‫‪ 12‬المذكورة أعاله‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحضور المستمر والدائم للعون‪:‬‬

‫يجب على العون أن يشغل منصبه على مدى السنة (ويستثنى من ذلك أيام العطل) وأن‬
‫يضمن استمرار سير المصلحة التي يؤدي فيها خدمته ليال ونهارا‪ ،‬باعتبار أن السكن الذي يشغله‬
‫‪1‬‬
‫هو جزء ال يتج أز من العقار المخصص لسير المصلحة‪.‬‬

‫‪ -2‬منصب سلطة يشغله العون‪:‬‬

‫يشتمل منصب السلطة على الوظائف التي يشغلها بعض االعوان بحكم تقلدهم مسؤوليات‬
‫مباشرة في سير المصلحة‪ ،‬فهم مطالبون بالتدخل في كل وقت لضمان السير الحسن للمصلحة‪،‬‬
‫فالعون غير مطالب في هذه الحالة بالسكن في مكان عمله‪ ،‬أي أنه ليس من الضروري تواجد‬
‫‪2‬‬
‫الشرطان معا في حالة ضرورة الخدمة الملحة بل يكفي توافر أحدهما‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالح الخدمة‬

‫أقر المشرع فكرة "صالح الخدمة" كسبب ثاني‪ ،‬بعد سبب ضرورة الخدمة الملحة الموضح‬
‫أعاله‪ ،‬حيث ال تقوم هذه الحالة‪ ،‬إال بتوفر أحد العنصرين‪ ،‬إما بالتطلع إلى األداء الجيد للخدمة‬
‫أو للتشجيع من أجل بروز كفاءات إضافية‪ ،3‬حيث يتم تناول في هذا الفرع تعريف صالح الخدمة‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم شروطها (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬إسماعيل رشيدة‪ ،‬عايدة هبة اهلل‪ ،‬أحكام التمويل حق اإليجار في السكنات الوظيفية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس في الحقوق‬
‫نظام ل‪.‬م‪.‬د‪ ،‬البليدة‪ ،2010/2009 ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -2‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الليسانس‪،‬‬
‫تخصص قانون عقاري‪ ،‬المدية‪ ،2011/2010 ،‬ص‪.04‬‬
‫‪ -3‬فؤاد جحيش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪11‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف صالح الخدمة‬

‫على العكس من االمتياز لضرورة الخدمة الملحة وما يترتب عليه من نتائج قانونية‪ ،‬فإن‬
‫االمتياز المقدم لصالح الخدمة لفائدة الموظف يكون نتيجة لكون السكن يمثل فائدة ودفع حقيقي‬
‫للسير الحسن للمصلحة دون أن يكون ضروري بصورة مطلقة ألداء الوظيفة في حد ذاتها‪ ،‬وهذا‬

‫ما جاء به المرسوم التنفيذي ‪" :10-89‬يكون هناك تخصيص للخدمة‪ ،‬أو تشجيع لبروز‬
‫كفاءات إضافية في نواح معينة‪ ،‬ولو كان هذا السكن غير ضروري ضرورة ملحة لممارسة‬
‫الوظيفة"‪.1‬‬

‫حيث يتضح لنا من خالل ما جاء في المرسوم التنفيذي المذكور أعاله أنه على عكس‬
‫المساكن الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة نجد االمتياز لصالح الخدمة ال يتطلب الحضور الدائم‬
‫في أماكن العمل فال يستدعي إلحاق العقار بهذا األخير‪ ،‬فيمكن أن يكون بعيدا عنه‪ ،‬وهذه الفئة‬
‫من المساكن تمنح لشرطين أساسين‪:‬‬

‫إذا كان يؤدي هذا السكن لتأدية أحسن خدمة؛‬ ‫̶‬


‫إذا كان يؤدي إلى تحقيق توازن جهوي‪.‬‬ ‫̶‬

‫ثانيا‪ :‬شروط صالح الخدمة‬

‫إن إجراء منح السكن الوظيفي الذي ينطبق على هذا الصنف أو النوع براعي هدفان‬
‫أساسيان يمكن تلخيصهما فيما يلي‪:‬‬

‫تحسين مردودية المصلحة؛‬ ‫‪-‬‬


‫تجسيد سياسة التوازن الجهوي ببروز كفاءات إضافية‪ ،‬خاصة في مناطق الجنوب تماشي‬ ‫‪-‬‬
‫مع السياسة التي انتهجتها الدولة منذ مطلع ‪ 1965‬حيث نجد المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 300-95‬المؤرخ في ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1995‬المحدد المتيازات الخاصة الممنوحة لصالح أعوان‬

‫‪ -1‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 13‬من المرسوم ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والمستخدمين بوالية بشار‪ ،‬البيض‪ ،‬ورقلة‪،‬‬
‫النعامة األغواط‪ ،‬الوادي‪ ،‬بعض البلديات‪ ،‬والية الجلفة‪ ،‬بسكرة‪ ،1‬نجده ينص على منح‬
‫امتياز السكن ألن من شأنه أن يؤدي إلى أداء أحسن للعون‪.‬‬

‫فمنح السكن وتخصصيه لصالح الخدمة ال يكون الدافع منه تسهيل ممارسة الوظيفة في حد‬
‫ذاتها بقدر ما يكون الدافع منه تطوير كفاءات وخبرات العون‪ ،‬بمعنى أن منح السكن الوظيفي‬
‫في هذه الحالة له فائدة حتمية في سير حسن للخدمة إن صح التعبير ومن ثم سير أحسن للمرفق‬
‫العام‪.‬‬

‫وبالتالي الشيء الذي يفهم من الحالتين السابقتين (منح السكن الوظيفي بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة ومنحه لصالح الخدمة) أنه عندما يمنح السكن لهذين السببين نكون بصدد امتياز‬
‫السكن الوظيفي وبمفهوم المخالفة عندما ال يمنح السكن الوظيفي بسبب ضرورة الخدمة الملحة‬
‫أو لصالح الخدمة فهنا يكون شاغل السكن أجنبي فهي هذه الحالة قد يتعلق األمر يعقد آخر‬
‫وليس بامتياز السكن الوظيفي‪ ،2‬ومن باب أولى بعقد إيجار لربما خاصة إذا علمنا أن المناصب‬
‫والوظائف التي تستفيد من السكن الوظيفي لالعتبارين المذكورين‪ ،‬حددها المشرع على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬وهذا ما سنتطرق إليه في الفرع الثالث‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط الواجب توفرها لالستفادة من السكنات الوظيفية‬

‫عرفنا سابقا بأن منح السكن الوظيفي يكون إما بسبب الضرورة الملحة أو لصالح الخدمة‪،‬‬
‫وتبعا لهذين االعتبارين المشرع الجزائري حدد لنا شروط واجب توفرها لالستفادة من السكنات‬
‫الوظيفية والمتمثلة في الوظائف والمناصب التي تخول الحق في االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫(أوال)‪ ،‬والشروط المالية لالستفادة من السكن الوظيفي (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-95‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪ ،1995‬المحدد لالمتيازات الخاصة الممنوحة لصالح أعوان الدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والمستخدمين ‪ ...‬الخ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،58‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪.1995‬‬
‫‪ -2‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪13‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوظائف والمناصب التي تخول الحق في االستفادة من السكن الوظيفي‬

‫حدد المشرع الجزائري قائمة الوظائف والمناصب التي تمنح حق االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫على سبيل الحصر‪ ،‬وذلك بموجب القرار الوزاري المشترك بين وزير السكن ووزير الداخلية‬
‫والجماعات المحلية ووزير المالية‪ ،‬وبعد استطالع رأي السلطات والمؤسسات المعنية صدر القرار‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬المعدل بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬والذي ألحق به قائمتين‪ ،‬قائمة حددت الوظائف والمناصب التي تخول امتياز‬
‫السكن بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪ ،1‬والذي حدد فيها المشرع الجزائري الحق في االستفادة من‬
‫السكن الوظيفي بالنسبة للقضاة بعد ما كان الحق مقتص ار على القضاة الممارسين لمناصب نوعية‬
‫إن صح التعبير‪ ،‬وهذا بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬كما حدد‬
‫أيضا قائمة الوظائف والمناصب التي تخول الحق في امتياز السكن لصالح الخدمة‪ ،2‬حدد المطة‬
‫األولى من قائمة المؤسسات والهيئات العمومية األخرى اإلدارية التي تتضمن القضاة الذين ذكروا‬
‫في الملحق (أ)‪ ،‬وهذا بموجب القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬فيفري ‪.2002‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط المالية لالستفادة من السكن الوظيفي‬

‫يمنح السكن الوظيفي العتبارين‪ ،‬لهذا نجد أن المشرع الجزائري أعطى لكل اعتبار شروط‬
‫مالية خاصة به‪ ،‬حيث نجد أنه لم ينص على شروط مالية بالنسبة لمنح السكن الوظيفي بسبب‬
‫ضرورة الخدمة الملحة (‪ ،)1‬على خالف منح السكن الوظيفي بسبب صالح الخدمة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للسكنات الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪:‬‬

‫المشرع لم ينص في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬على أن الشخص ملزم بدفع مبلغ من المال‬
‫لالستفادة من السكن الممنوح لصالح الخدمة الملحة‪ ،‬لكنه قرر فيه أنه إذا لم تكن المساكن‬

‫‪ -1‬راجع الملحق (‪ )1‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1989‬والمعدل بالقرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع الملحق (‪ )2‬من القرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1989‬والمعدل بالقرار الوزاري المشترك‪ ،‬المؤرخ في‬
‫‪ 05‬فيفري ‪ ،2002‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة ملكا للهيئة المستخدمة‪ ،‬فإن إيجارها الرئيسي المحدد وفقا للتنظيم‬
‫‪1‬‬
‫المعمول به يكون على عاتق هذه الهيئة‪.‬‬

‫ي ستشف من هذه المادة أن الهيئة المستخدمة هي التي تتحمل إيجار السكن‪ ،‬ويكون ذلك‬
‫عندما السكن الممنوح لضرورة الخدمة الملحة غير مملوك للهيئة المستخدمة‪ ،‬بمفهوم المخالفة أن‬
‫الهيئة المستخدمة‪ ،‬بمفهوم المخالفة أن الهيئة المستخدمة ال تتحمل إيجار السكن الممنوح لضرورة‬
‫الخدمة الملحة إذا كانت مالكة له‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للسكنات الممنوحة بسبب صالح الخدمة‪:‬‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬ما يلي‪" :‬يترتب على منح المساكن لصالح الخدمة‬
‫دفع إيجار يتحمله الساكن وتحصله الهيئة المستخدمة‪ ،‬ويحسب هذا اإليجار وفقا للتنظيم‬
‫‪2‬‬
‫المعمول به والمطبق على المساكن والمحالت التابعة للقطاع العمومي"‪.‬‬

‫يستخلص من هذه الفقرة أن المساكن الممنوحة لصالح الخدمة تمنح بمقابل يتحمله الشاغل‬
‫وتحصله الهيئة المستخدمة وهذا ما أكدته المحكمة العليا في أحد ق ارراتها وهو القرار رقم ‪126083‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،1995‬الذي جاء فيه ما يلي‪" :‬من المقرر قانونا بالمادة ‪ 16‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 1989‬أن ثمن اإليجار الخاص بالمساكن‬
‫الممنوحة لضرورة المصلحة يتحمله الساكن وتحصله الهيئة المستخدمة‪ ،‬ومتى تبين أن‬
‫الطاعن بقي يشغل السكن التابع لديوان الترقية والتسيير العقاري حتى بعد استقالته من‬
‫المؤسسة المستخدمة‪ ،‬ولم يدفع مبالغ اإليجار المتأخرة رغم اإلنذارات الموجهة إليه‪ ،‬فإنه‬

‫‪ -1‬راجع الفقرة األولى من المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب‬
‫ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع الفقرة الثانية من المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب‬
‫ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتحمل لوحده مسؤولية تسديدها‪ ،‬وبالتالي فإن الدفع المثار من طرفه غير وجيه ويستوجب‬
‫الرفض"‪.1‬‬

‫كما أكدت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬أن اإليجار يحسب‬
‫وفقا للتنظيم المعمول به‪ ،‬والمطبق على المساكن والمحالت التابعة للقطاع العمومي‪ ،‬وبرجوعنا‬
‫الى التنظيم نجد المرسوم التنفيذي ‪ 98-89‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ 1989‬يحدد القواعد التي‬
‫تضبط االيجار المطبق على المساكن والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات والهيئات التابعة لها‪ ،2‬العتباره النص الذي يجدد طريقة احتساب القيمة االيجارية في‬
‫هذه المحالت والعناصر المكونة لها‪ ،‬نجد المادة ‪ 32‬منه تنص على ما يلي‪" :‬يتم دفع مبالغ‬
‫ايجار المساكم المتنازل عنها وفقا ألحكام المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬المؤرخ‬
‫في ‪ 7‬فبراير ‪ -1989‬المذكور أعاله"‪ ،‬والمادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬تحيلنا الى‬
‫التنظيم مما سبق وأشرنا‪ ،‬وهذا التنظيم يتمثل في المرسوم ‪ ،98-89‬وبالتالي فكل من المرسومين‬
‫يحيلنا الى االخر مما يطرح الكثير من التساؤالت‪ ،‬وبالتالي يتعين على المشرع أن يعيد النظر‬
‫في هذا األمر وذلك إما بتعديل المادة ‪ 16‬بحذف فكرة اإلحالة منها إلى التنظيم والتصريح مباشرة‬
‫بأن المساكن الممنوحة لصالح الخدمة تكون مقابل إيجار‪ ،‬واما ترك المادة ‪ 16‬على حالها‪،‬‬
‫وتعديل المادة ‪ 32‬من المرسوم ‪ ،98-89‬واضافة ما يبين لنا كيفية احتساب مبلغ اإليجار أو‬
‫على األقل تحديد مبلغ معين‪ ،‬ولعل االقتراح الثاني هو األنسب‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أن المشرع‬
‫الجزائري أخرج من مجال تطبيق المرسوم ‪ 98-89‬المساكن التي تملكها أو تحوزها المؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع االقتصادي عندما نص على ما يلي‪" :‬ال تعني أحكام هذا المرسوم المساكن‬
‫‪3‬‬
‫والحالت التي تملكها أو تحوزها المؤسسات العمومية االقتصادية"‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 126083‬مؤرخ في ‪ 24‬أكتوبر ‪ ،1995‬المتعلق باإليجار الخاص بالسكن الممنوح لضرورة المصلحة‪،‬‬
‫غير منشور‪ ،‬نقال عن‪ :‬حمدي باشا عمر‪ ،‬مبادئ القضاء العقاري‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ص‪.33‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-89‬المؤرخ في ‪ 20‬جوان ‪ ،1989‬يحدد القواعد التي تضبط اإليجار المطبق على المساكن‬
‫والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات التابعة لها‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،26‬صادرة بتاريخ‬
‫‪ 28‬جوان ‪.1989‬‬
‫‪ -3‬راجع الفقرة األخيرة من المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،98-89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وبالتالي المبالغ التي يدفعها المستفيد‪ ،‬من السكن الممنوح إليه لصالح الخدمة من طرف‬
‫هذه المؤسسات ال تنطبق عليها أحكام هذا المرسوم‪ ،‬ولعل أن هذا األمر يحدده النظام الداخلي‬
‫للمؤسسة المانحة للسكن‪ ،‬وهو من باب أولى ما دام أن سند امتياز المساكن الممنوحة من طرف‬
‫هذه المؤسسات يخضع لنظامها الداخلي‪ ،‬وهذا حسب ما قرره المشرع‪ ،‬ولكن كوننا توصلنا إلى‬
‫أن النظام الداخلي لهته المؤسسات لم ينص ولم يتعرض لسند امتياز السكن الوظيفي‪ ،‬وال يمكن‬
‫للمؤسسة العمومية االقتصادية أن تصدر سندا إداريا إال في حدود معينة‪ ،‬في الواقع تتمثل في‬
‫ممارستها لصالحيات السلطة العامة‪ ،‬وقيامها بتسيير مباني عامة‪ ،‬بمعنى أنه في هاتين الحالتين‬
‫تمارس نشاطا إداريا‪ ،‬ومن ثم تصبح كأنها هيئة أو مؤسسة إدارية تصدر مقر ار لالستفادة في‬
‫‪1‬‬
‫هاتين الحالتين وتحدد مبلغا معينا إذا كان السكن ممنوحا لصالح الخدمة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي‬

‫سنتطرق في هذا المطلب إلى كيفية إصدار ق اررات منح السكن الوظيفي‪ ،‬فالمرسوم التنفيذي‬
‫‪ 10-89‬سابق الذكر‪ ،‬قد وضح لنا اإلجراءات واجبة االتباع لغرض إصدار هذه الق اررات‪.‬‬

‫فالسكن الوظيفي تختلف الجهة المالكة له‪ ،‬فقد تكون الدولة مالكة له أو منتفعة به (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬كما قد يكون مملوك لمؤسسة عمومية ذات طابع إداري (الفرع الثاني)‪ ،‬أو لجماعة محلية‬
‫(الفرع الثالث)‪ ،‬كما أنه قد يكون مملوك لمؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي (الفرع الرابع)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للدولة‬

‫حسب ما جاءت به المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬فإن إجراءات منح السكن‬
‫الوظيفي يتم على مرحلتين‪ ،‬في المرحلة األولى يصدر المسؤول الذي وضع العون المستفيد تحت‬
‫سلطته قرار منح السكن وبإجراءات معينة (أوال)‪ ،‬وفي المرحلة الثانية يصدر القرار النهائي من‬
‫طرف رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬ذيب عبد السالم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.190‬‬


‫‪17‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة صدور قرار من طرف المسؤول الذي يعمل العون المستفيد تحت السلطة‬

‫كأول إجراء يقوم به مدير الهيئة المستخدمة الذي يعمل العون المستفيد تحت سلطته هو‬
‫منح أول إصدار مقرر منح السكن الوظيفي للعون المستفيد‪ ،‬ثم يقوم بإرسال مقرر المنح إلى‬
‫مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية المختصة إقليميا‪ ،‬ويرفقه باستمارة يدون فيها معلومات‬
‫شخصية خاصة بالمستفيد المتمثلة في اسم الشخص ولقبه‪ ،‬والوظيفة التي يشغلها والعقار أصل‬
‫الملكية ودخله الشهري الصافي‪ ،‬بمعنى معلومات تخص الموظف‪.‬‬

‫وهناك عملية تتوسط هذه المرحلة ومرحلة صدور القرار النهائي من رئيس مصلحة شؤون‬
‫أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية‪ ،‬وهي ما يعرف بعملية المراقبة على مستوى مفتشية‬
‫‪1‬‬
‫تسيير األمالك العقارية‪.‬‬

‫حيث تتم هذه المراقبة عمليا من قبل رئيس المكتب المكلف بالعقود والمنازعات‪ ،‬وتتجلى‬
‫هذه الرقابة في صورة تحقق وتأكد من أن المنصب الذي يشغله العون المستفيد يخوله حق‬
‫االستفادة من قرار منح السكن الوظيفي‪ ،‬وبمفهوم المخالفة التأكد من أن وظيفة أو منصب هذا‬
‫الشخص المستفيد موجودة أو مندرجة ضمن قائمة الوظائف والمناصب المحددة على سبيل‬
‫الحصر في الق اررين الو ازريين المشتركين المؤرخان في ‪ 17‬ماي ‪ 07 1989‬فيفري ‪2002‬م على‬
‫التوالي وهذا حتى يكون المنح مجسدا لفكرة قانونية أخرى وهي فكرة الشرعية‪ ،‬كما يتم التأكد من‬
‫جهة ثانية من أن الشخص لم يسبق له االستفادة من سكن على مستوى الوالية‪ ،2‬بعدها يحرر‬
‫قرار منح حق السكن‪.‬‬

‫‪ -1‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬


‫‪ -2‬تجدر اإلشارة إلى القول بأن الشخص لم يسبق له االستفادة من سكن على مستوى الوالية ال يعني بأن الشخص يستفيد من‬
‫السكن لمرة واحدة‪ ،‬وهذا يعني أن المستفيد له حق تملك سكن وظيفي ليس مثل المستفيد من سكن في إطار أحكام البيع واإليجار‪،‬‬
‫فالمستفيد من سكن وظيفي يجب أن ال يكون قد منح له سكن في إطار نفس الوظيفة ومن نفس الهيئة وفي نفس المدة‪ ،‬هذا حتى‬
‫ال يمنح للشخص سكنين وظيفيين مرة واحدة‪ ،‬للمزيد حول المسألة راجع لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪18‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة صدور القرار من رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية‬

‫بعد االنتهاء من اإلجراءات السابقة تأتي مرحلة صدور القرار النهائي بمنح السكن من‬
‫طرف الهيئة المذكورة أعاله أو مرحلة المصادقة على قرار المنح‪ ،‬حيث يرسل القرار إلى رئيس‬
‫مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية للوالية ليوقعه على ثالث نسخ يحتفظ بإحداها‬
‫على مستوى مكتب العقود والمنازعات‪ ،‬وترسل نسخة إلى المسؤول الذي وضع العون المستفيد‬
‫تحت سلطته‪ ،‬والنسخة األخرى يحتفظ بها في الملف لدى مفتشية تسيير األمالك العقارية‪ ،1‬وذلك‬
‫يكون لهدفين‪ ،‬حيث يتم االحتفاظ بنسخة من مقرر المنح بعد إدراجها ضمن الملف بالمفتشية من‬
‫أجل تسهيل عملية تحصيل المبلغ المستحق مقابل االستفادة من السكن الوظيفي الممنوح لصالح‬
‫الخدمة‪ ،‬وليس بسبب الضرورة الملحة للخدمة‪.‬‬

‫يتمثل الغرض من االحتفاظ بنسخة من مقرر المنح المندرج ضمن ملف االستفادة لدى‬
‫المفتشية هو استخدامها كدليل اثبات حال حصول أي منازعة مستقبال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬

‫لقد نص المشرع في المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬على ما يلي‪" :‬يكون منح‬
‫المساكن التي تحوزها المؤسسات العمومية الوطنية ذات الطابع اإلداري ناتجا عن مقرر يصدره‬
‫مدير المؤسسة ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة في الوالية المختص إقليميا"‪.‬‬

‫نستخلص من المادة أن منح السكن للمستفيد من السكن الوظيفي المملوك للمؤسسة‬


‫العمومية ذات الطابع اإلداري يكون بصدور مقرر االمتياز عن مدير المؤسسة‪ ،‬على أن يتم‬
‫تأشيره من قبل رئيس مصلحة أمالك الدولة في الوالية واال كان باطال‪ ،‬فالرقابة التي تقوم بها‬
‫مديرية أمالك الدولة والشؤون العقارية في الوالية‪ ،‬سواء بالنسبة للمساكن المملوكة للدولة أو‬
‫للمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري هي رقابة إلزامية‪ ،‬وتخلفها يعني عدم منح السكن للمستفيد‬
‫أو عدم منح قرار االستفادة‪.‬‬

‫‪ -1‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫‪19‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لذا فإن الدور الذي تقوم به مديرية أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية‪ ،‬دور مهم‬
‫جدا وفعال‪ ،‬وهذا ما هو حاصل عمليا‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للجماعات المحلية‬

‫السلطة المختصة بمنح السكن الوظيفي التابع للجماعات المحلية تتمثل في الوالي أو رئيس‬
‫‪1‬‬
‫المجلس الشعبي البلدي الذي يصدر قرار بمنح االمتياز لالستفادة من السكن الوظيفي‪.‬‬

‫لكن إذا ما كانت الجماعات المحلية تحوز على حق االنتفاع‪ ،‬فيجب أن تم إرسال تقرير‬
‫إلى الحكومة‪ ،‬فتكون اإلجراءات كما يلي‪ :‬طبقا لما جاء في المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 42-98‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪1998‬م المحدد لشروط الحصول على المساكن العمومية‬
‫اإليجارية ذات الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك‪ ،‬التي نصت على ما يلي‪" :‬إذا كان من الضروري‬
‫التكفل بطلب محلي ذي منفعة عامة أو ناتج عن وضعية استثنائية يقوم الوالي أو السلطة‬
‫المركزية التي تقدمت بتقديم الطلب بإرسال تقرير إلى الحكومة أو في حالة موافقة هذه األخيرة‬
‫يرخص الوزير المكلف بالسكن بتخصيص المساكن المطلوبة بغض النظر عن اإلجراءات‬
‫المنصوص عليها في هذا المرسوم"‪ 2‬كما نصت المادة ‪ 05‬من المرسوم ‪ 71-88‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬مارس ‪1988‬م المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية التي شرع في‬
‫استغاللها بعد ‪ 01‬جانفي ‪ 1981‬على ما يلي‪" :‬تباع للمصالح العمومية والهيئات والجماعات‬
‫المحلية وحدها المساكن التي تملكها مكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات‬
‫العمومية ذات الطابع االقتصادي التي تكون وضعيتها كما يلي إما منح االمتياز بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة أو كانت مبنية داخل رحاب اإلدارات أو الهيئات أو المؤسسات أو األجهزة‬
‫‪3‬‬
‫العمومية"‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ ،02‬مرسوم تنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو‬
‫لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي ‪ 42-98‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪1998‬م‪ ،‬المحدد لشروط الحصول على المساكن العمومية اإليجارية ذات‬
‫الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،5‬صادر بتاريخ ‪.1998‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي ‪ ،71-88‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪1988‬م‪ ،‬المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية‬
‫التي شرع في استغاللها بعد ‪ 01‬جانفي ‪ ،1981‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪1988‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هنا يقوم مدير أمالك الدولة بتحرير عقد اقتناء سكنات لفائدة الدولة ممثلة في الو ازرات‬
‫المعنية يسجل ويشهر في المحافظة العقارية‪ ،‬بعدها يتم عملية التدوين والتعيين الكلي للسكنات‪،‬‬
‫وتسلم للو ازرة المعنية بموجب محضر تسليم‪ ،‬وهنا يمكن للهيئة المستخدمة منح السكن الوظيفي‬
‫‪1‬‬
‫ألعوانها‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات ذات الطابع االقتصادي‬

‫أحال المشرع الجزائري سند امتياز السكن الوظيفي الذي تمنحه هذه المؤسسات إلى النظام‬
‫الداخلي للمؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى قانونها األساسي المنظم إلجراءات منح السكن الوظيفي‪ ،‬وأن‬
‫هاته المؤسسات ال يمكنها أن تصدر قرار منح السكن الوظيفي إال في حدود ما قررته المادتين‬
‫‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬والتي حددت‬
‫حالتين بحيث يوصف النشاط االقتصادي بالنشاط اإلداري ومن ثم تصدر قرار باالستفادة‪.2‬‬

‫ومن خالل هذا الوصف تصبح اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي لدى المؤسسات‬
‫ذات الطابع االقتصادي هي نفسها اإلجراءات التي تتبعها المؤسسة ذات الطابع اإلداري‪ ،‬السابق‬
‫ذكرها‪ ،‬حيث يصدر مدير المؤسسة مقرر منح ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك‬
‫العقارية من قبل رئيس المكتب المكلف بالعقود والمنازعات‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أنه بغض النظر عن إجراءات منح مقرر االستفادة من السكن‬
‫الوظيفي وبغض النظر عن طبيعة هذا المقرر أو السند فإنه يجب أن يكون مكتوبا ويفرغ في‬
‫‪3‬‬
‫شكل قالب مادي ليجعل منه دليل إثبات ووسيلة تسهل عملية الرقابة‪.‬‬

‫‪ -1‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬راجع المادتين ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬بدون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬الجزائر‪،2001 ،‬‬
‫ص‪.105‬‬
‫‪21‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إنهاء االستفادة ومجال التنازل عن السكن الوظيفي‬

‫تعتبر السكنات الوظيفية أمالك عامة تابعة للدولة التي ال يجوز ألي شخص أن يحتلها‬
‫جزئيا أو كليا ‪ ،‬قرر المشرع منع شغل البنايات السكنية التابعة للدولة والجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية إال بموجب سند االمتياز‪ 1‬الذي تمنحه السلطة المخولة وفقا للمواد ‪ 3‬و‪4‬‬
‫و‪ 05‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪ ،‬وبمجرد صدوره يحق لصاحبه أن يشغل‬
‫السكن الوظيفي إال أنه يتميز بطابع مؤقت مرتبط بمدة زمنية ومحددة بحاالت إنهاء االستفادة‬
‫من السكن الوظيفي (المطلب األول)‪ ،‬إجراءات انهاء االستفادة من السكن الوظيفي (المطلب‬
‫الثاني)‪ ،‬ومجال التنازل عن السكنات الوظيفية (المطلب الثالث)‪.‬‬
‫المطلب األ ول‪ :‬حاالت إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي‬

‫اعتمد المشرع الجزائري على عدة أسباب يقتضي توفرها من أجل إنهاء االستفادة من السكن‬
‫الوظيفي‪ ،‬وهذا ما جاء في المرسوم التنفيذي‪ 10-89‬بما يلي‪« :‬تعد امتيازات المساكن مؤقتة‬
‫وقابلة للفسخ في أي وقت حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد من ‪ 3‬إلى ‪5‬أعاله‪،‬‬
‫ومدتها محدودة بالمدة التي يشغل فيها المعنيون المناصب التي تبررها‪ ،‬وينتهي االمتياز في‬
‫كل االفتراضات‪ ،‬في حالة بيعها أو إعادة تخصيص العقار»‪.2‬‬

‫من خالل هذه المادة نالحظ أن إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي تكون إما بسبب انتهاء‬
‫المهام أو في حالة بيع العقار الممنوح للمستفيد أو حالة إلغاء تخصيصه‪ ،‬وتجدر االشارة إلى أن‬
‫انتهاء االمتياز يتم بنفس األشكال التي منح من خاللها مع العلم أن هذا األمر ال يفتقد للشخص‬
‫حقه في المنازعة‪ ،3‬وتنتهي هذه االستفادة بانتهاء العالقة الوظيفية (الفرع األول) وبسبب تغير‬
‫المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 8‬الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة‬
‫الخدمة الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد السالم ديب‪ ،‬عقد االيجار المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001،‬ص‪.189‬‬
‫‪22‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انهاء االستفادة بانتهاء العالقة الوظيفية‬

‫المشرع لم ينص صراحة على هذه الحالة لكن بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي ‪-89‬‬
‫‪ 10‬أشار إليها ضمنيا‪ ،‬المستفيد الذي شغل السكن الوظيفي وتزامنت مدة ممارسة المنصب مع‬
‫استفادته من شغل السكن الوظيفي‪ ،‬فبالضرورة تنتهي االستفادة من السكن وهنا تكون االستفادة‬
‫‪1‬‬
‫مؤقتة باعتبارها مرتبطة بالوظيفة‪ ،‬لذا ستنتهي االستفادة بانتهاء هذه العالقة‪.‬‬

‫كما تجدر االشارة إلى أن المشرع لم يحدد أسباب انتهاء العالقة الوظيفية ولم يحصرها في‬
‫المادة ‪ 8‬من المرسوم السابق الذكر‪ ،‬حيث فتح المجال ألي دافع من شأنه أن يكون سبب من‬
‫أسباب انتهاء العالقة الوظيفية‪ .‬لذا يمكن أن نقسم حالة نهاية العالقة الوظيفية إلى قسمين؛ أسباب‬
‫عامة (أوال)‪ ،‬أسباب خاصة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األسباب العامة‬

‫نقصد بها كل األسباب التي من شأنها أن تنهي العالقة الوظيفية والتي تم ذكرها في األمر‬
‫رقم ‪ 03-06‬يتضمن القانون األساسي للوظيفة العامة‪ ،‬إذ بمجرد توفر أي سبب منها بالضرورة‬
‫تنتهي العالقة الوظيفية‪ ،‬كما أن نهاية هذه العالقة قد تكون كلية (‪ )1‬أو جزئية (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬النهاية الكلية‬

‫نقصد بها النهاية الدائمة أو القطع النهائي للعالقات الوظيفية بسبب حاالت محددة حص ار‬
‫هي فقدان الجنسية أو التجريد منها‪ ،‬فقدان الحقوق المدنية‪ ،‬االستقالة‪ ،‬العزل‪ ،‬التسريح‪ ،‬االحالة‬
‫على التقاعد والوفاة‪ ،‬وبتوفر أي حالة منها تصبح الجهة مانحة االمتياز ملزمة بإنهاء االستفادة‬
‫‪2‬‬
‫من السكن الوظيفي‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 216‬من األمر رقم ‪ ،03 -06‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ ،2006‬يتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 46‬صادر بتاريخ ‪ 16‬جويلية ‪.2006‬‬
‫‪23‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬النهاية الجزئية‬

‫لم ينص عليها المشرع الجزائري صراحة‪ ،‬إال أنها تقدم ضمنيا‪ ،‬حيث كل مستفيد من السكن‬
‫الوظيفي توفرت فيه كل الشروط القانونية عند االستفادة؛ يتعرض لسحب هذا الحق بمجرد نقصان‬
‫أي شرط جوهري بعد االستفادة‪ ،‬مثل أن يتحول العون من منصب لآلخر‪ ،‬حيث أن المنصب‬
‫األول‪ ،‬يخول له الحق في االستفادة من السكن الوظيفي وبالتالي ال يعطيه الحق في ذلك‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الخاصة‬

‫باإلضافة إلى األسباب العامة هناك أسباب خاصة من شأنها أن تنهي االستفادة من‬
‫السكن الوظيفي بانتهاء العالقة الوظيفية‪ ،‬تنطبق على المناصب المنصوص عليها في القائمة‬
‫"أ" والقائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬المعدل للمرسوم التنفيذي‬
‫‪ 10-89‬السابق الذكر‪ ،‬وهي السكنات الممنوحة بسبب صالح الخدمة (‪ )1‬والسكنات الممنوحة‬
‫بسبب ضرورة الخدمة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬السكنات الممنوحة بسبب صالح الخدمة‬

‫تنطبق على المستفيدين الذين يشغلون المناصب المنصوص عليها في الملحق (أ) من‬
‫القرار الوزاري المشترك السابق الذكر‪ ،‬لقد جاء في القرار رقم ‪ 7627‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪2003‬‬
‫ما يلي‪« :‬أن المستأنفان يحتالن مسكن استفادة المرحومة وهو يعد مسكن وظيفي منح لها في‬
‫إطار ضرورة المصلحة والكائن بالمركز الطبي ببومرداس‪ ...‬بالمسكن الوظيفي قد توفيت وبعد‬
‫وفاتها لم يبقى لها الحق في االستفادة وانقطعت عالقة العمل»‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر الملحق ‪.03‬‬


‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 7627‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 2003‬المتعلق بالسكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة‪ ،‬غير منشور‪،‬‬
‫نقال عن لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي‬
‫تثيرها‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2011 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪24‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬السكنات الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬

‫تنطبق على المستفيدين الذين يشغلون المناصب المنصوص عليها في الملحق الثاني من‬
‫القرار الوزاري المشترك السابق الذكر‪ ،‬حيث نجد في القرار رقم ‪ 13058‬المؤرخ في ‪ 20‬أفريل‬
‫‪ 2004‬جاء فيه ما يلي‪« :‬المسكن الذي منحته لمدير الحماية المدنية يدخل في إطار حكم‬
‫ضرورة الخدمة الملحة ومن ثم يجب إخالؤه بعد نهاية مهام شاغل السكن الذي أحيل على‬
‫التقاعد» ‪.1‬‬

‫كما نجد في قرار آخر رقم ‪ 13494‬المؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 2004‬ما يلي‪ « :‬أن المستأنف‬
‫كان قد استفاد من مسكن وظيفي في إطار عمله بصفته رئيس محكمة األغواط سابقا وأنه‬
‫بمقتضى قرار صادر عن وزارة العدل المستأنف عليها حاليا تم نقله إلى مجلس الجلفة إال‬
‫أنه يبقى يشغل السكن محل النزاع لدائرة اختصاص مجلس األغواط المستفيد منه قانونا ال‬
‫يمكن للمستأنف االحتجاج بالبقاء فيه بعد أن تم نقله إلى والية أخرى طالما أن الطابع‬
‫الوظيفي للمسكن محل النزاع قائم»‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنهاء االستفادة بسب تغير المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي‬

‫تعتبر السكنات الوظيفية أمالك عامة لذا ال يجوز التصرف فيها على أساس انها ملكية‬
‫خاصة‪ ،‬منحتها الدولة لصالح المرافق العامة فيكون التصرف فيها محدود ووفق حاالت محددة‬
‫ومحصورة‪ ،‬تتمثل في حالة بيع السكن الوظيفي (أوال) وحالة إعادة تخصيص السكن الوظيفي‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 13058‬مؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ 2004‬المتعلق بالسكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬نقال عن لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات‬
‫التي تثيرها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 13494‬مؤرخ في ‪ 20‬جانفي ‪ 2004‬المتعلق بالسكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬نقال عن لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات‬
‫التي تثيرها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪25‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حالة بيع السكن الوظيفي‬

‫جاء قانون ‪ 01-81‬المؤرخ في ‪ 7‬فيفري ‪ 1981‬المتضمن التنازل عن األمالك العقارية‬


‫التابعة للقطاع العام بما يلي‪ « :‬ال يجوز التنازل على العقارات المبنية التالية‪ ...‬مساكن الخدمة‬
‫التي هي جزء ال يتجزأ من البنايات التي تستعملها الدولة‪ ،‬والحزب والجماعات المحلية‪،‬‬
‫والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية‪ ،‬وكذلك المساكن الضرورية لممارسة الوظائف‪،‬‬
‫المرتبطة مباشرة باستغالل الوحدات الصناعية والمنجمية»‪.1‬‬

‫يستشف من هذه المادة أن السكنات الوظيفية هي أمالك الدولة ممنوحة لصالح المرافق‬
‫العامة الهدف منها تحقيق منفعة عامة لذا ال يجوز التصرف فيها‪ ،‬وذلك بالنسبة للمساكن التابعة‬
‫للدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسات العمومية الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬أو‬
‫لصالح الخدمة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪ ،‬ينتهي االمتياز في كل‬
‫افتراضات‪ ،‬في حالة بيعها أو تخصيص العقار‪ ،2‬فيقصد من ورائه بيع العقار المتمثل في السكن‪،‬‬
‫األمر الذي ال يمكن أن يقع على السكن المتواجد في البناية نفسها التي تمارس فيها الوظيفة‬
‫نظ ار العتباره ملك وطني عمومي اصطناعي‪ ،‬ال يمكن التصرف فيه‪ ،3‬أما السكن المصنف على‬
‫أنه ملك وطني خاص يمكن بيعه وفق شروط محددة‪ ،4‬كما جاء المرسوم التنفيذي رقم ‪71-88‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 3‬الفقرة ‪ 5‬من القانون ‪ 01-81‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 1989‬المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات‬
‫االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة الجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري‬
‫والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية الجريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ 01‬صادر بتاريخ ‪ 7‬فبراير ‪.1989‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10 -89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 689‬من األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬يتضمن القانون المدني الجريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪78‬‬
‫صادر بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،1975‬معدل ومتمم‪ ،‬وراجع المادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪1990‬‬
‫المتضمن قانون األمالك الوطنية الجريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ 52‬صادر بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪ ،1990‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 89‬من القانون ‪ ،30-90‬المؤرخ في ‪ 01‬ديسمبر ‪1990‬م‪ ،‬المتضمن قانون األمالك الوطنية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد‪ ،52‬صادر بتاريخ ‪ ،1990‬المعدل بموجب القانون‪ ،14-08 ،‬المؤرخ في ‪ 20‬ماي ‪2008‬م‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪،69‬‬
‫صادر بتاريخ ‪2008‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ 1988‬المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع األمالك العقارية‬
‫التي شرع في استغاللها بعد‪ 01‬جانفي ‪ 1981‬بما يلي‪« :‬تباع للمصالح العمومية والهيئات‬
‫والجماعات المحلية وحدها المساكن التي تمتلكها مكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات‬
‫والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي التي تكون وضعيتها كما يلي إما منح االمتياز بسبب‬
‫ضرورة الخدمة الملحة‪ -‬أو كانت مبنية داخل رحاب اإلدارات أو الهيئات أو المؤسسات أو‬
‫األجهزة العمومية»‪.1‬‬

‫يقصد من خالل هذه المادة يمكن بيع السكنات الوظيفية للمصالح العمومية أو الهيئات‬
‫والجماعات اإلقليمية التي تمتلكها مكاتب الترقية التسيير العقاري دون إمكانية البيع لشخص‬
‫المستفيد أو الشاغل لسكن الوظيفي‪.‬‬

‫‪ -1‬حالة إعادة تخصيص السكن الوظيفي‬

‫التخصيص الذي يعد أساس مقرر االمتياز‪ ،‬يتمثل في وضع عقار يملكه شخص معنوي‬
‫عام (دولة‪ ،‬والية‪ ،‬بلدية) تحت تصرف هيئة تابعة لها أو هيئة أخرى‪ 2،‬ويعد قرار إعادة التخصيص‬
‫هو أن الجهة الثانية هي التي تسير وتتصرف في السكن دون عدم جواز الجهة أو الهيئة األولى‬
‫في حق التصرف فهو بمثابة إلغاء للتخصيص بالنسبة للجهة األولى‪.‬‬

‫وطبقا لما جاء في المادة ‪ 8‬السابقة الذكر تنتهي االستفادة من السكن الوظيفي بإعادة‬
‫تخصيص العقار (السكن) كما أن المشرع حدد شروط واجراءات التخصيص في المرسوم‬
‫التنفيذي‪ 454-91‬المحدد لشروط ادارة األمالك الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط‬
‫تقنيات ذلك‪.3‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ 71 -88‬المؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ 1988‬المحدد للشروط الخاصة التي تطبق على بيع‬
‫األمالك العقارية التي شرع في استغاللها بعد ‪ 1‬جانفي ‪ ،1981‬الجريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ 20‬صادر بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪.1988‬‬
‫‪ -2‬راجع المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،427-12‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ ،2012‬يحدد شروط وكيفيات إدارة وتسيير األمالك العمومية‬
‫والخاصة التابعة للدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 69‬صادر بتاريخ ‪ 19‬ديسمبر ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادتين ‪ 3‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1991‬المحدد لشروط ادارة األمالك‬
‫الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط تقنيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ 60‬صادر بتاريخ ‪ 1991‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي ‪ 454-91‬السابق الذكر نجد المادة ‪ 7‬منه التي‬
‫تنص على ما يلي‪« :‬عمال بالمادتين ‪ 83‬و‪ 88‬من القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر‬
‫سنة ‪ 1990‬المذكور أعاله يجب أن يسلم إلدارة األمالك الوطنية تلقائيا كل عقار مخصص‬
‫تابع لألمالك الوطنية ولم يعد مقيد بالمصلحة العمومية أي المؤسسة العمومية التي خصص‬
‫لها أو يبقى غير مستعمل مدة ثالث سنوات على األقل ويترتب على ذلك إلغاء التخصيص»‪.‬‬

‫يستشف من نص المادة السابقة الذكر أن كل العقارات (السكنات) الذي تملكه الدولة يتم‬
‫تسليمه تلقائيا إلدارة األمالك الوطنية بعدما أصبح غير مقيد بالمصلحة العمومية أولم يتم االستفادة‬
‫منه خالل ثالث سنوات على األقل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر بما يلي‪« :‬تعد امتيازات المساكن مؤقتة‬
‫وقابلة للفسخ في أي وقت حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد ‪ 3‬إلى ‪ 5‬أعاله»‪.1‬‬

‫يفهم من هذه الفقرة أن إجراءات منح السكن الوظيفي هي نفسها إجراءات إنهاء االستفادة‬
‫من السكن الوظيفي عمال بقاعدة توازي األشكال‪ ،‬ويقصد بها السكنات التي تملكها أو تنتفع بها‬
‫الدولة (الفرع األول )‪ ،‬السكنات التي تملكها أو تنتفع بها الجماعات المحلية (الفرع الثاني)‬
‫والسكنات التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات أو الهيئات (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬السكنات التي تملكها أو تنتفع بها الدولة‬

‫إن االستفادة من السكن الوظيفي يكون بموجب مقرر امتياز فبالضرورة تنتهي بانتهاء أو‬
‫إلغاء ذلك المقرر‪ ،‬ونقصد به فسخ مقرر االستفادة من السكن الوظيفي هي نفسها إجراءات إلغاء‬
‫امتياز السكن الوظيفي‪ ،‬وبمفهوم المخالفة للمادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪،‬‬
‫نجد أن رئيس الهيئة المستخدمة يرسل مقرر فسخ أو باألحرى مقرر إلغاء إلى مديرية أمالك‬
‫الدولة واألمالك العقارية‪ ،‬فيصدر رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ق رار فسخ‪ ،‬دون أن يمر القرار بعملية المراقبة من قبل رئيس مكتب المنازعات بحيث يتم التأكد‬
‫من خاللها من أن المستفيد يشغل منصب يمكنه من االستفادة كما يمكن التعرف إن كان قد‬
‫استفاد من سكن على مستوى الوالية‪ ،‬أما فيما يتعلق بإجراءات اإللغاء فال تكون هنالك رقابة إذ‬
‫ال داعي من وجودها فهي عديمة الجدوى ألن المستفيد من السكن الوظيفي سينتهي مركزه‬
‫القانوني‪ ،‬لذا يعتبر اإلجراء الوحيد الذي يختلف بين المنح واإللغاء هو الرقابة‪ ،‬وبعد االنتهاء من‬
‫جميع اإلجراءات يتم إصدار مقرر الفسخ يبعث بنسخة يحتفظ بها على مستوى مفتشية بمكتب‬
‫‪1‬‬
‫العقود ونسخة ترسل إلى قابض األمالك يقتطع مقابله إذا كان السكن تم منحه بمقابل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السكنات التي تمتلكها أو تنتفع بها الجماعات المحلية‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬سالف الذكر بما يلي‪« :‬يكون منح المساكن التي‬
‫تمتلكها الجماعات المحلية أو تحوزها لالستفادة بها أو تمتلكها المؤسسات العمومية االدارية‬
‫التي تنتفع بها ناتجا حسب الحالة‪ ،‬عن قرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي»‪،2‬‬
‫حسب قاعدة توازي األشكال فإذا كان المنح بموجب قرار من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي فاإللغاء أو الفسخ يكون بنفس الوسيلة القانونية (قرار) ومن نفس الجهة المصدرة للقرار‬
‫منح االستفادة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السكنات التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات أو الهيئات‬

‫تختلف طبيعة النشاط الذي تقوم به المؤسسات أو الهيئات‪ ،‬لذا هذه الطبيعة من شأنها أن‬
‫تغير من إجراءات إلغاء السند القانوني أو بمعنى آخر إلغاء االستفادة من السكنات الوظيفية‬
‫التي تمتلكها أو تنتفع بها‪ ،‬حيث يتم تناول هذه االجراءات بالنسبة للمؤسسات أو الهيئات االدارية‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم بالنسبة للمؤسسات أو الهيئات االقتصادية (ثانيا)‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المؤسسات أو الهيئات االدارية‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر بما يلي‪« :‬يكون منح المساكن التي‬
‫تحوزها المؤسسات العمومية الوطنية ذات طابع االداري ناتجا عن مقرر يصدره مدير المؤسسة‬
‫ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة في الوالية المختص إقليميا ‪.‬‬
‫» ‪1‬‬

‫يستشف من نص المادة أعاله أن اجراءات إلغاء امتياز االستفادة من السكن الذي تملكه‬
‫الدولة أو تنتفع به هي نفسها اجراءات منحه‪ ،‬والتي تكون بموجب مقرر يصدره المسؤول (مدير‬
‫المؤسسة) ويؤشره رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المؤسسات أو الهيئات ذات الطابع االقتصادي‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬سالف الذكر بما يلي‪« :‬تخضع امتيازات المساكن التي‬
‫تملكها أو تحوزها لالنتفاع بها الشركات والمؤسسات والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي‬
‫للقانون االساسي والنظام الداخلي الخاصين بكل واحدة منها‪ ،‬وتبقى المساكن المذكورة خاضعة‬
‫في مجال التنازل عنها‪ ،‬للقوانين والتنظيمات المعمول بها»‪. 2‬‬

‫يتضح من نص المادة أعاله أن اجراءات إلغاء االستفادة من السكن الوظيفي بالنسبة‬


‫للمؤسسات أو الهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي تخضع للقانون األساسي والنظام الداخلي‬
‫المعمول به‪ ،‬إال أننا نجد المؤسسة العمومية االقتصادية ال يمكنها أن تمنح سند امتياز السكن‬
‫الوظيفي إال في حالتين محددتين طبقا لما جاء في القانون ‪ 01-88‬باعتبارها تعد ممارسة لنشاط‬
‫إداري‪ ،3‬حيث تصدر لسند امتياز منح السكن الوظيفي بنفس االجراءات التي تصدره المؤسسة‬
‫العمومية ذات الطابع االداري‪ ،‬وحسب قاعدة توازي األشكال أو تنهي أو تفسخ سند االمتياز بنفس‬
‫طريقة المنح‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادتين ‪ 55‬و‪ 66‬من القانون ‪ ،01-88‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مجال التنازل عن السكن الوظيفي‬

‫تناول المشرع الجزائري صراحة مجال التنازل عن السكن الوظيفي من خالل أحكام القانون‬
‫رقم ‪ 01-81‬المؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ 1981‬المتضمن التنازل عن األمالك العامة ذات االستعمال‬
‫السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة‪ ،‬والجماعات المحلية ومكاتب الترقية‬
‫والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية والمرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق‬
‫الذكر‪ ،‬معتمدا على شروط محددة‪ ،‬والتي يصبح من خاللها السكن الوظيفي غير قابل للتنازل‬
‫(الفرع األول) أو قابل للتنازل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السكن الوظيفي غير قابل للتنازل‬

‫جاء في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪ ،‬عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي‬
‫من خالل المادتين ‪ 15 ،14‬منه‪ ،‬وأصدر مجلس الدولة قرار تحت رقم ‪ 144629‬بتاريخ‬
‫‪ ،1999/02/22‬وجاء فيه‪ « :‬يستفاد من عناصر الدعوى بأن السكن موضوع التنازل يعد‬
‫سكنا وظيفيا ويدخل في نطاق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬الصادر في ‪1989/02/07‬‬
‫المتضمن تحديد وضبط كيفية التنازل عن السكنات وكذلك المنشور الوالئي الصادر في‬
‫‪ 1990/11/26‬والذي يبين الحاالت الخمس التي ال يمكن التنازل عنها ومنها وجود السكن‬
‫الحالي بمدرسة ريفية مما ال يمكن التنازل عنه»‪ ،1‬يتضح من خالل هذا القرار أنه ال يجوز‬
‫التنازل عن السكنات الوظيفية الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة (أوال)‪ ،‬كما ال يجوز التنازل عن‬
‫السكنات الوظيفية الممنوحة لصالح الخدمة (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توفر شرط ضرورة الخدمة الملحة‬

‫ال يجوز التنازل عن السكنات الوظيفية الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة عمال بالمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 10-89‬المعدل بموجب قرار وزاري مشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ 1989‬الذي‬
‫نص على ما يلي‪ « :‬ال تكون المساكن الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬قابلة ألن تباع لمن‬

‫‪ -1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 144629‬مؤرخ بتاريخ ‪ ،1999/02/22‬المتعلق بدعوى التنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬غير منشور‪،‬‬
‫نقال عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬ليلى زروقي‪ ،‬المنازعات العقارية‪ ،‬طبعة ‪ ،11‬دار هومه للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.282‬‬

‫‪31‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يسكنها»‪ ،1‬كما أكدت المحكمة العليا على عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي الممنوح‬
‫بسبب ضرورة الخدمة الملحة من خالل قرارها رقم ‪ 55826‬المؤرخ في ‪ 1988/07/16‬الذي‬
‫جاء فيه ما يلي‪ « :‬متى كان من المقرر قانونا أنه ال يجوز التنازل عن مساكن الخدمة التي‬
‫هي جزء من البنايات التي تستعملها الدولة والجماعات المحلية والهيئات واألجهزة العمومية‪،‬‬
‫وكذلك المساكن الضرورية لممارسة الوظائف»‪.‬‬

‫«ومن ثم فإن القرار اإلداري المخالف لهذا المبدأ يعد مخالف للقانون‪ ،‬ولما كان الثابت‬
‫في قضية الحال أن البنك المركزي يطعن في صحة عقد بيع انصب على شقة وظيفية ضرورية‬
‫ألعمال المرفق العام متى كان كذلك استوجب إبطال عقد البيع» ‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬توفر شرط لصالح الخدمة‬

‫نص المشرع الجزائري على عدم إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي الممنوح لصالح الخدمة‬
‫مع ضرورة ارتباطه بالعقارات المستعملة من طرف الهيئة أو الواقع في نطاقها وهذا من خالل‬
‫‪ 15‬الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬التي نصت على ما يلي‪« :‬ال تكون المساكن‬
‫الممنوحة لصالح الخدمة والواقعة في نطاق الهيئة أو المرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات‬
‫التي تستعملها هذه الهيئة‪ ،‬بموجب المادة ‪ 3‬الفقرتان ‪ 3‬و‪ 11‬من القانون رقم ‪01-81‬‬
‫المؤرخ في ‪ 7‬فبراير سنة ‪ 1981‬المذكور أعاله قابلة ألن تباع لمن يسكنها»‪.‬‬

‫يقصد المشرع بالسكنات الممنوحة لصالح الخدمة في هذه المادة هي السكنات الممنوحة‬
‫طبقا للقائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك المعدل للمرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪،‬‬
‫وهذا طبقا لما جاء في المادة ‪ 3‬منه «ال تكون المساكن المذكورة في المادة األولى أعاله الواردة‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 55826‬مؤرخ بتاريخ ‪ 16‬جويلية ‪ 1988‬المتعلق بعدم امكانية التنازل عن السكنات الوظيفية‬
‫الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة‬
‫عن مجلس الدولة والمحكمة العليا‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.63‬‬

‫‪32‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫في القائمة "ب" والواقعة في رحاب الهيئة أو المرتبطة ارتباطا ال يقبل القسمة بالعقارات التي‬
‫تستعملها هذه الهيئة قابلة للتنازل عنها لمن يشغلونها وفقا للتشريع الجاري به العمل»‪.1‬‬

‫إن السبب الذي دفع بالمشرع لجعل هذه السكنات غير قابلة للتنازل هو مكان وقوع السكن‬
‫الممنوح لصالح الخدمة‪ ،‬إذ بمجرد وقوعه بعقار تابع أو ارتباطه بها ال يسمح بالتنازل عنه‪ ،‬وهذا‬
‫‪2‬‬
‫طبقا لما جاء في القانون ‪ 30-90‬المتضمن األمالك الوطنية‪.‬‬

‫وهذا ما أكده أيضا مجلس الدولة في ق ارره رقم ‪ 13058‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪2004‬‬
‫فيه على ما يلي‪« :‬السكن محل النزاع هو سكن وظيفي يقع داخل المؤسسة التربوية التي تحت‬
‫وصاية البلدية‪ ،‬إن بقاء المستأنف شاغال لسكن وظيفي من شأنه عرقلة المؤسسة التربوية‬
‫في تأدية مهامها على أحسن صورة»‪.3‬‬

‫لذا الهدف من قرار عدم امكانية التنازل هو استمرار سير المرافق العمومية من خالل إبقاء‬
‫المستفيد شاغال لسكن الوظيفي دون عرقلة سير هذه المؤسسات العامة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬السكن الوظيفي القابل للتنازل‬

‫إن إمكانية التنازل عن السكنات الوظيفية لشاغليها نص عليها المرسوم التنفيذي ‪-89‬‬
‫‪ 10‬السابق الذكر‪ ،‬وبالتحديد المادة ‪ 15‬الفقرة ‪ 2‬منه التي تنص على ما يلي‪« :‬إذا وقعت هذه‬
‫المساكن خارج نطاق الهيئة أو توفرت في ساكنها شرط تحدد بقرار وزاري مشترك بين وزير‬
‫المالية والوزير المكلف باإلسكان ووزير الداخلية والبيئة بعد استشارة السلطات المعنية وتكون‬
‫قابلة للتنازل عنها بموجب القانون ‪ 01-81‬المؤرخ في ‪ 07‬فبراير ‪ 1981‬المذكورة أعاله»‪.4‬‬

‫‪ -‬القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1989‬سالف الذكر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-2‬راجع المادة ‪ 16‬الفقرة ‪ 11‬من القانون ‪ ،30-90‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -3‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 13058‬مؤرخ بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪ 2004‬المتعلق بعدم امكانية التنازل عن السكنات الوظيفية الممنوحة‬
‫لصالح الخدمة‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات‬
‫الوظيفية والمنازعات التي تثيرها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -4‬المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬السابق الذكر‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يقصد المشرع الجزائري السكنات القابلة للتنازل هي المذكورة في القائمة "ب" طبقا للقرار‬
‫الوزاري المشترك السابق الذكر‪ ،1‬وقد أكدت المحكمة العليا في قرارها رقم ‪ 76978‬المؤرخ في‬
‫‪ 13‬جانفي ‪ 1992‬الذي جاء فيه ما يلي‪« :‬من المستقر عليه قضاءا أن التنازل عن السكن‬
‫ينزع عنه الطابع الوظيفي وبذلك تصبح المؤسسة صاحبة العمل غير مسؤولة عن إدارته ومن‬
‫ثم فإن النعي على القرار المطعون فيه بانعدام األساس غير مؤسس ولما كان من الثابت في‬
‫قضية الحال أن الطاعنة تنازلت للمطعون ضده عن المسكن الوظيفي المتنازع عليه وبالتالي‬
‫يكون قد افلت عن مراقبتها وال يبقى لها سوى المطالبة ببدل االيجار كما هو مذكور بمقرر‬
‫التنازل‪ ،‬وان قضاء االستئناف برفضهم طلبها الرامي إلى طرده من هذا السكن طبقوا صحيح‬
‫القانون وما استقر عليه القضاء الجاري به العمل»‪. 2‬‬

‫بالرغم من توفر الشروط التي يمنح بوجبها إمكانية التنازل عن السكن الوظيفي المنصوص‬
‫عليها في المواد ‪ 3،4‬و‪ 5‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬وهذا طبقا للمادة ‪ 4‬فقرة ‪ 2‬من الق ارر‬
‫الوزاري المشترك المؤرخ في‪ 17‬ماي ‪ 1989‬التي جاء فيه ما يلي‪ ...« :‬غير أنه يمكن لإلدارة‬
‫أو الهيئة التي ترتبط بها هذه المساكن أن تعترض على بيع هذه المساكن ألسباب حتمية‬
‫تتصل بحسن سير المصالح»‪.‬‬

‫كما تجدر االشارة إلى تقييد حق االعتراض بميعاد مدته سنتين طبقا لنص المادة ‪ 4‬الفقرتين‬
‫‪ 3‬و‪ 4‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1989‬كما يمكن تحديدها عند الحاجة‬
‫إال أننا نجد المشرع الج ازئري لم يحدد طبيعة االعتراض من الناحية القانونية سواء أكان سهوا أو‬
‫عن قصد كما أنه لم يحدد الهيئة المختصة وال كيفية ممارسة هذا االعتراض‪.‬‬

‫يقصد بأحكام التنازل أنها تطبق على السكنات الوظيفية التي تملكها أو تحوز عليها الدولة‬
‫حق انتفاع‪ ،‬كما تنطبق على السكنات التي تملكها الوالية أو البلدية والمؤسسات ذات الطابع‬
‫االقتصادي أو تنتفع بها‪ ،‬وبالتالي هي تخضع لألحكام القانون ‪ 01-81‬والمرسوم التنفيذي‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 2‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي ‪ ،1989‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العليا رقم ‪ 76978‬مؤرخ بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪ 1992‬المتعلق بالتنازل عن السكن الوظيفي‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال‬
‫عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.63‬‬
‫‪34‬‬
‫منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ 44-81‬المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪ 1981‬يحدد شروط وكيفيات التنازل عن األمالك العقارية ذات‬


‫االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي‪ ،‬التابعة للدولة والجماعات المحلية ومكاتب‬
‫الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات واالجهزة العمومية‪.‬‬

‫ويمكن أن نتوصل من خالل ما سبق ذكره هو أن المشرع اعتمد على أسس أو معايير‬
‫محددة من أجل التمييز بين السكنات القابلة وغير قابلة للتنازل‪ ،‬حيث نجد المشرع اعتمد على‬
‫طبيعة السكن الذي تم منحه بموجب توفر شرط ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة واعتمد‬
‫أيضا على موقع السكن إن كان خارج نطاق الهيئة أو واقع داخل نطاقها أو مرتبط بها ارتباط‬
‫يستحيل القسمة‪ ،‬باإلضافة إلى الشروط الواجب توفرها في الشاغل من أجل االستفادة من التنازل‬
‫عن السكن الوظيفي‪.‬‬

‫إال أن هذه األسس التي اعتمد عليها المشرع الجزائري لتمييز بين إمكانية التنازل وعدم‬
‫امكانية التنازل عير كافية إذ أنه ال يمكن العمل بهذه القاعدة عندما نجد سكنات وظيفية ممنوحة‬
‫لضرورة ا لخدمة الملحة خارج نطاق الهيئة ونقصد السكنات التي نص عليها القرار الوزاري‬
‫‪1‬‬
‫المشترك المؤرخ في ‪ 17‬ماي‪ 1989‬في القائمة "أ"‪.‬‬

‫ألن المشرع حدد شروط التي إذا توافرت في شاغل السكن الممنوح لصالح الخدمة وليس‬
‫لضرورة الخدمة‪ ،2‬لذا فالمشرع حدد شروط التنازل عن السكنات الوظيفية لصالح الخدمة فهي‬
‫قابلة للتنازل دون ضرورة الخدمة التي تعتبر غير قابلة للتنازل عنها‪ ،‬باإلضافة للسكنات التي‬
‫تمنح لصالح الخدمة ال تكون قابلة للتنازل خاصة إذا كانت موجودة داخل الهيئة المستخدمة‪،3‬‬
‫والهدف من عدم امكانية التنازل هو ضمان السير الحسن للمرفق العام‪ ،‬وبهذا تكون السكنات‬
‫الوظيفية التي نظمها المشرع والممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة سواء كانت داخل أو خارج‬
‫الهيئة المستخدمة ليس من السهل التنازل عنها‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الملحق رقم ‪.01‬‬


‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 5‬من القانون رقم ‪ ،01-81‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 15‬الفقرة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫المنازعات المتعلقة‬
‫بالسكنات الوظيفية‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر السكنات الوظيفية من أهم المواضيع التي تثير المنازعات‪ ،‬بالرغم من أن المشرع‬
‫الجزائري قام بضبط النظام القانوني للسكنات الوظيفية‪ ،‬وذلك بسبب تباين واختالف االجتهاد‬
‫القضائي الجزائري‪ ،‬كونه لم يستقر على رأي واحد في هذا المجال‪ ،‬لذا ينبغي علينا التطرق إلى‬
‫أنواع الدعاوي اإلدارية التي ترفع أمام الفضاء اإلداري مع التمييز بين اختصاص القاضي اإلداري‬
‫والقاضي االستعجالي‪.‬‬

‫بناءا على ما سبق سنقسم هذا الفصل إلى مبحثين تخصص المبحث األول لدعاوي اإلدارية‬
‫التي موضعها السكنات الوظيفية والمبحث الثاني الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات‬
‫المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬دعاوى إدارية موضوعها السكنات الوظيفية‬

‫لم يقدم المشرع الجزائري تعريفا محددا وواضحا للدعوى القضائية بصفة عامة والدعوى‬
‫اإلدارية بصفة خاصة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 157‬من الدستور الجزائري على مايلي‪« :‬تحمي‬
‫السلطة القضائية المجتمع والحريات وتضمن للجميع و لكل واحد المحافظة على حقوقهم‬
‫األساسية»‪ ،1‬وعرفها جانب من الفقه بأنها‪« :‬سلطة اإللتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير‬
‫حق أو لحمايته » كما يرى البعض بأنها‪« :‬حماية لقاعدة مقررة في القانون ‪.‬‬
‫» ‪2‬‬

‫االجراء الذي يقوم به‬ ‫«‬


‫أما بخصوص الدعاوى االدارية عرفها الفقه اإلداري على أنها‪:‬‬
‫مدعى أمام القضاء االداري ضد عمل (مادي أو قانوني) إداري»‪ ،3‬حيث يتم تناول في هذا‬
‫التي يكون موضوعها السكنات الوظيفية‪ ،‬دعوى اإللغاء(المطلب‬ ‫المبحث الدعاوى اإلدارية‬
‫األول)‪ ،‬دعاوى المسؤولية (المطلب الثاني) ودعاوى اإلستعجال التحفظي (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دعوى اإللغاء‬

‫تعت بر منازعات اإللغاء من أهم أنواع الدعاوى االدارية التي يكون محلها قرار امتياز السكن‬
‫الوظيفي باعتباره تصرف صادر باالرادة المنفردة لإلدارة الذي يمكن أن يكون محال لدعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬ويجب على المتقاضي عند اللجوء إلى دعوى اإللغاء أن يراعي العديد من الشروط منها‬
‫ماهو متعلق بالمتقاضي ومنها ماهو متعلق بإجراءات يجب توفرها قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬نشير‬
‫إلى شروط متعلقة بالشكل (الفرع األول)‪ ،‬وشروط متعلقة بالموضوع (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ،1996‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ ،01/16‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2016/03/06‬المتضمن التعديل الدستوري الجريدة رسمية‪ ،‬العدد ‪ 14‬صادر بتاريخ ‪.2016/03/07‬‬
‫‪ -2‬فريجة حسين‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫بن عكنون الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -3‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء االداري‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫بن عكنون الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪38‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء‬

‫هي مجموعة من الشروط الواجب توفرها واحترامها من طرف المدعي عند رفع دعواه أمام‬
‫القضاء‪ ،‬ويمكن تقسيمها إلى شروط عامة (أوال)‪ ،‬باإلضافة إلى شروط خاصة (ثانيا) يجب‬
‫توفرها في بعض الدعاوى دون غيرها مثل دعوى اإللغاء التي تحتوي على شروط خاصة التوجد‬
‫في دعوى إدارية أخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط شكلية عامة لقبول دعوى اإللغاء‬

‫تجد هذه الشروط أساسها القانوني في قانون االجراءات المدنية واالدارية ‪ 09-08‬السابق‬
‫الذكر‪ ،‬حيث يكتسي تنظيم شروط قبول الدعوى أهمية قصوى في أي قانون ألن من خالله‬
‫نتعرف على موقف المشرع من مدى جعل القضاء في متناول األشخاص‪ ،1‬وذلك من خالل‬
‫تقسيمها إلى شروط ترتبط بالمدعي (‪ ،)1‬شروط متعلقة بالعريضة (‪ )2‬وشروط متعلقة‬
‫باإلختصاص القضائي (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬شروط ترتبط بالمدعي‪:‬‬

‫جاء في نص المادة ‪ 13‬الناطقة باللغة الفرنسية من قانون ‪ 09-08‬سالف الذكر‪ ،‬بمايلي‪:‬‬


‫«‬
‫‪Nul ne peut ester en justice s’il n’a qualité et intérêt réel ou éventuel prévu par‬‬
‫‪la loi .‬‬
‫‪Le juge relève d’office le défaut dequalité du demandeur ou du défendeur.‬‬

‫‪Ilrelève également d’office le défaut d’autorisations , lorsque celle-ci est exigée‬‬


‫» ‪par la loi.‬‬

‫ويقابلها النص العربي من نفس القانون ‪ 09-08‬سالف الذكر‪ ،‬على مايلي ‪ «:‬اليجوز ألي‬
‫شخص‪ ،‬التقاضي مالم تكن له صفة ‪ ،‬وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬لنقار بركاهم سمية‪ ،‬منازعات العقار الفالحي التابع للدولة في مجال الملكية والتسيير‪ ،‬بدون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬الديوان الوطني‬
‫لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص‪.79‬‬
‫‪39‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫يثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة في المدعي أو في المدعى عليه‪ ،‬كما يثير تلقائيا‬
‫انعدام اإلذن إذا ما إشترطه القانون ‪.‬‬
‫» ‪1‬‬

‫من خالل تحليل هذا النص بمقارنة مع النص الفرنسي‪ ،‬نجد من حيث الصياغة العربية‬
‫غير دقيقة‪ ،‬ذلك أن النص الفرنسي حسب ماهو وارد نص على عدم جواز ألي شخص التقاضي‬
‫مالم تكن له صفة أو مصلحة‪ ،‬هذين الشرطين جاءا مجتمعين مع ترتيب نفس األثر وهو عدم‬
‫الجواز‪ ،‬بينما النص العربي اليجوز ألي شخص التقاضي مالم تكن له صفة ووضع الفاصلة‪،‬‬
‫وهذا يفيد أن األثر يمس الصفة فقط‪ ،‬ألن وضع الفاصلة في اللغة العربية اليفهم منه أن الجزاء‬
‫مرهون بعدم توفرهما‪ ،‬واألصح هو مالم تكن له صفة ومصلحة دون فاصلة بينهما‪ ،‬وتعتبر الصفة‬
‫جزءا من المصلحة ‪ ،‬فصاحب الصفة في الدعوى هو صاحب المصلحة ذاتها‪.2‬‬

‫تعرف دعوى اإللغاء بأنها دعوى قضائية اليمكن قبول النظر والفصل من طرف جهة‬
‫القضاء المختص بها إال إذا توفرت في رافعها صفة والمصلحة وترتبط الصفة بالمصلحة فهي‬
‫شخصية ومباشرة ‪ ،‬أي الصفة القانونية للشاغل السكن الوظيفي الذي يرفع دعوى إلغاء للقرار‪،‬‬
‫وهذا عندما يمس القرار االدراي النهائي بأثاره القانونية‪ .‬لذا فإن شرط الصفة والمصلحة من النظام‬
‫العام‪ ، 3‬باإلضافة إلى شرط األهلية الذي يستخلص من عبارة "ال يجوز ألحد" وهو بلوغ المدعي‬
‫سن الرشد كما حدده القانون المدني ويقصد باألهلية قدرة الشخص على التصرف أمام القضاء‬
‫للدفاع عن حقوقه ومصالحه‪ ،4‬ويعتبر أيضا من النظام العام‪.5‬‬

‫‪ -‬راجع المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 09-08‬سالف الذكر ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬جامعة معمري مولود معمري‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2011 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 2‬من القانون ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 40‬من األمر رقم ‪ 58–75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ 78‬صادر بتاريخ ‪.1975/09/30‬‬
‫‪ -5‬راجع المادة ‪ 13‬الفقرة ‪ 2‬من القانون ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬شروط متعلقة بالعريضة‪:‬‬

‫هي شروط متعلقة بعريضة الدعوى التي تتضمن الطلب القضائي ويجب أن تكون مكتوبة‬
‫وموقعة من قبل محامي مع وجوب التمثيل بمحامي أمام المحاكم اإلدارية بالنسبة للمدعي ‪ ،‬وهذا‬
‫نظ ار لالجراءات المعقدة التي تتميز بها المنازعات االدارية‪ ،‬وجراء تخلف هذا الشرط ينتج عنه‬
‫عدم قبول الدعوى شكال‪ ،‬وتتضمن طرح المدعي لوقائع الدعوى باإلضافة إلى االجراءات التي‬
‫يكون قد قام بها‪ ،‬ويجب أن تكون مصاغة ومكتوبة طبقا لما هو منصوص عليه في القانون‬
‫‪ 09/08‬سالف الذكر‪.1‬‬

‫‪ -3‬شرط متعلق باإلختصاص القضائي‪:‬‬

‫القاضي االداري الينظر في الموضوع وال في الشروط االخرى إالبعد توفر شرط‬
‫اإلختصاص‪ ،‬سواء أكان إختصاص نوعي أو إقليمي‪ ،‬وهو من النظام العام يثيره القاضي تلقائيا‬
‫أو أحد الخصوم في أي مرحلة كانت عليها الدعوى كما هو منصوص عليه في قانون االجراءات‬
‫المدنية واالدارية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط شكلية خاصة بدعوى اإللغاء‬

‫تتميز دعوى اإللغاء بشروط خاصة ال تتوفر في الدعاوى اإلدارية االخرى وذلك قبل اللجوء‬
‫إلى القضاء‪ ،‬وتتمثل في توفر قرار سند االمتياز (‪ ،)1‬شرط التظلم اإلداري المسبق (‪ ،)2‬ميعاد‬
‫رفع دعوى اإللغاء (‪ )3‬وعدم وجود دعوى موازية (‪.)4‬‬

‫‪ -1‬شرط توفر سند االمتياز في دعوى اإللغاء‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10–89‬سالف الذكر على مايلي‪ « :‬ال يمكن ألحد‬
‫أن يشغل مسكن ممنوح تملكه أو تحوزه الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية‬
‫التي تنتفع بها بأية صفة من الصفات باستثناء المساكن المسيرة لحساب الغير أو التابعة‬
‫للممتلكات الصادرة أو البيعة على سبيل التصفية ما لم يستفد من سند االمتياز»‪ ،‬والمقصود‬

‫‪ -1‬راجع المواد ‪ 815، 940، 08، 15‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المواد ‪ 37 ،36‬من القانون رقم ‪ ، 09-08‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫بسند االمتياز هو قرار تصدره الهيئة اإلدارية المختصة ‪ ،‬والمتمثلة في رئيس مصلحة أمالك‬
‫الدولة واألمالك العقارية في الوالية‪ ،‬أو من طرف مدير المؤسسة أو الوالي أو رئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي بالنسبة للسكنات التي تملكها أو تنتفع بها الدولة أو المؤسسات العمومية ذات‬
‫‪1‬‬
‫الطابع اإلداري‪ ،‬أو الوالية والبلدية على التوالي في الواقع‪.‬‬

‫لكي يقبل القاضي المختص دعوى اإللغاء يجب أن يكون موضوع الطعن قرار إداري نهائي‬
‫له مواصفات القرار اإلداري ‪ ،‬ولقد جسدت المادة ‪ 819‬من قانون ‪ 09-08‬سالف الذكر مايلي‪:‬‬
‫«يجب أن يرفق مع العريضة الرامية إلى إلغاء أو تفسير أو تقدير مدى مشروعية القرار اإلداري‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬القرار اإلداري المطعون فيه‪ ،‬ما لم يوجد مانع مبرر‪،‬‬

‫واذا ثبت أن هذا المانع يعود امتناع اإلدارة من تمكين المدعي من القرار المطعون فيه‪،‬‬
‫أمرها القاضي المقرر بتقديمه في أول جلسة ‪ ،‬ويستخلص النتائج القانونية المترتبة على هذا‬
‫االمتناع» ‪.‬‬

‫دعوى اإللغاء مرتبطة ولصيقة بالق اررات اإلدارية ومجال رفع وتطبيق وممارسة دعوى اإللغاء‬
‫هي الق اررات اإلدارية فقط ويشرط في الق اررات اإلدارية محل الصفة بدعوى اإللغاء مجموعة من‬
‫المواصفات هي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬يجب أن يكون هناك قرار إداري أي يكون القرار اإلداري المطعون فيه موجودا‪.‬‬

‫ب‪ -‬يجب أن يكون هناك قرار إداريا وفقا للمعيار العضوي المعمول به كقاعدة عامة في تمييز‬
‫الق اررات اإلدارية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ج– أن يكون القرار محل الطعن نهائيا‪.‬‬

‫ويترتب على إهمال هذا الشرط رفض الدعوى من طرف القاضي باعتباره من النظام العام‪.3‬‬

‫‪ -1‬راجع المواد ‪ 5، 4 ،3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 10-89‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم االدارة العامة والقانون االداري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.179-178‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 819‬من قانون ‪ 09-08‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬شرط التظلم االداري المسبق‬

‫يمكن تعريفه بأنه ‪«:‬عمل قانوني انفرادي صادر عن مرفق عام والذي من شأنه إحداث أثر‬
‫قانونيا تحقيقا للمصلحة العامة»‪ ،1‬أو «عمل قانوني من جانب واحد يصدر بإدارة أحد السلطات‬
‫اإل دارية في الدولة ويحدث أثا ار قاونية بإنشاء وضع قانوني جديد أو تعديل أو إلغاء وضع‬
‫قانوني قائم»‪.2‬‬

‫تعريفه بأنه إجراء يسبق الدعوى اإلدارية‪ ،‬الذي يشكل العنصر األول يعني‬ ‫لذا يمكن‬
‫شكوى أو طلب المرفوع من طرف المتظلم للحصول على حقوقه أو لتصحيح وضعيته‪ ،‬ويفترض‬
‫التظلم االداري المسبق وجود عمل إداري‪ ،‬ويتمثل العنصر الثاني في الطابع اإلداري للتظلم الذي‬
‫يعني توجيه التظلم إلى السلطة االدارية المختصة‪ ،‬وكيفية تحديدها ‪ ،‬ويتمثل العنصر الثالث في‬
‫موضوع التظلم الذي يعني أن التظلم يوجه مبدئيا ضد عمل قانوني أو مادي لإلدارة‪.3‬‬

‫كما يعتبر التظلم االداري إجراء جوازي طبقا لما جاء في قانون االجراءات المدنية‬
‫واالدارية‪.4‬‬

‫‪ -3‬ميعاد رفع دعوى االلغاء‬

‫تتميز المنازعات االدارية ‪،‬السيما دعوى اإللغاء بالطابع الخاص للمواعيد المفروضة على‬
‫أطراف النزاع‪ ،‬لحماية المتقاضين واالدارة‪ ،5‬فهي مقيدة بمدة زمنية محددة يتوجب احترامها ‪ ،‬واال‬
‫سقط الحق في اللجوء إلى القضاء‪ ،‬والمعروف أن ميعاد رفع دعوى االلغاء هو ‪ 4‬أشهر‪ 6،‬إال أن‬

‫‪ -1‬محمد صغير بعلي‪ ،‬الق اررات اإلدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -2‬عمار بوضياف‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬دراسة تشريعية وقضائية وفقهية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪،‬‬
‫جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ -3‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.61-60‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 830‬الفقرة االولى من القانون ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات االدارية شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -6‬راجع المادة ‪ 829‬من القانون‪ ،09-08 ،‬السابق الذكر‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫هذا الميعاد إذا لم يتم اإلشارة إليه في المحضر‪ ،‬فهو اليعتد به بمعنى أن الطاعن غير مقيد‬
‫بالمدة‪.1‬‬

‫‪ -4‬إنتفاء الدعوى الموازية‬

‫اليقتضي األمر وجود دعوتين قضائيتين في نفس الوقت ‪ ،‬ويحققان نفس النتائج كإجراء أخذ‬
‫به القانون الجزائري هدفه تقليل الدعاوى المرفوعة أمام القضاء‪ ،‬لذا اليمكن قبول دعوى االلغاء‬
‫للنظر والفصل فيها إذا كان الطاعن يملك دعوى قضائية أخرى تمكنه من الحصول على طلباته‬
‫والنتائج المراد تحقيقها بدال من دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الموضوعية لقبول دعوى االلغاء‬

‫أوجدها القضاء االداري الفرنسي‪ ،‬فهي مجموعة من الحاالت والعيوب التي تشوب القرار‬
‫اإل داري‪ ،‬وتجعله غير مشروع‪ ،‬ويقصد بها قرار إداري مخالف للقوانين في معناه العام‪ ،2‬ويمكن‬
‫اعتبارها أيضا أوجه تؤدي بامتياز السكن الوظيفي إلى االلغاء‪ ،‬ومن ثم يعتبر قرار إداري غير‬
‫مشروع‪ ،‬من خالل فحص المشروعية الخارجية لقرار منح االمتياز (أوال) و فحص المشروعية‬
‫الداخلية لقرار إمتياز السكن الوظيفي (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬فحص المشروعية الخارجية لقرار منح االمتياز‬

‫يقصد بها العيوب التي تتعلق بالجهة المصدرة المتمثلة في عيب عدم االختصاص في‬
‫الق اررات االدارية (‪ ،)1‬وعيب الشكل واالجراءات في الق اررات اإلدارية (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬عيب عدم االختصاص في الق اررات اإلدارية‪:‬‬

‫يمكن تعريف عدم االختصاص كأحد العيوب التي تصيب الق اررات اإلدارية بأنه القدرة أو‬
‫المكنة المخولة لشخص أو جهة إدارية بممارسة عمل معين ‪ ،‬وتمثل فكرة االختصاص حجر‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 831‬من القانون‪ ،09-08 ،‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.190 ،187‬‬
‫‪44‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الزاوية الذي يقوم عليها القانون العام الحديث‪ ،‬حيث يحدد القانون اختصاص كل جهة‪ ،1‬ويعد من‬
‫أكثر العيوب وضوحا‪ ،‬إذ من غير المعقول وجود عدة تخصصات الدارة واحدة‪ ،‬وقد عرف الفقيه‬
‫عمار عوابدي االقرار ا الداري على أنه‪ :‬إنعدام القدرة و األهلية أو الصفة القانونية على إتخاذ قرار‬
‫معين بإسم ولحساب االدارة العامة بصفة شرعية‪ ،2‬تكون الق اررات اإلدارية صحيحة ومشروعة‬
‫عندما تصدر عن الهيئات االدارية التي تختص بها‪ ،‬لذلك يفترض أصال في كل موظف لدى‬
‫الشخص االداري العام أن يزاول اختصاصاته الوظيفية المنوطة به على الوجه الصحيح‪.3‬‬

‫في مجال ق اررات االمتياز الخاصة بالسكنات الوظيفية فإن منح أو إلغاء سند االمتياز أو‬
‫التنازل عن السكن الوظيفي يكون من اختصاص السلطة المختصة والمتمثلة في مدير أمالك‬
‫الدولة اذا كان السكن تابع للدولة أو الوالي إذا كان تابع للوالية أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫إذا كان تابع للبلدية‪ ،‬وعندما يكون السكن تابعا للمؤسسة عامة إدارية ذات إختصاص وطني‬
‫يمنح االمتياز بقرار مدير المؤسسة‪ ،‬وهذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬المؤرخ في ‪07‬‬
‫فبراير ‪ 1989‬المحدد لكيفيات شغل السكنات الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح‬
‫الخدمة وشروط قابلية منح هذه السكنات‪.4‬‬

‫يثبت االمتياز إذا سواء في إطار الضرورة الملحة أم منفعة الخدمة بقرار يعده مدير أمالك‬
‫الدولة إذا كان السكن تابعا للدولة‪ ،‬أو الوالي إذا كان تابعا للوالية أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫إذا كان تابعا للبلدية‪ ،‬وعندما يكون السكن تابعا لمؤسسة عامة إدارية ذات إختصاص وطني‪،‬‬
‫يمنح االمتياز بقرار مدير المؤسسة‪.5‬‬

‫وينظر إلى عيب االختصاص من خالل عناصره المتمثلة في العنصر الشخصي ‪،‬والعنصر‬
‫والموضوعي‪ ،‬والعنصر المكاني‪ ،‬والعنصر الزماني‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الغني بسيوتي عبد اهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬االسكندرية مصر‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.461‬‬
‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات االدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون االداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -3‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.123 ، 122‬‬
‫‪ -4‬راجع المواد ‪ ،5 ،4 ،3‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10- 89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬أعمر يحياوي‪ ،‬الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحلية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص‪.133‬‬
‫‪45‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -2‬عيب عدم االختصاص الشخصي‪:‬‬

‫ويقصد به تحديد االشخاص أو الهيئات االدارية المخولة لها اتخاذ واصدار ق اررات ادارية‬
‫معينة‪ ،1‬والقاعد ة العامة أنه اليجوز لغير الموظف أو الجهة االدارية المختصة إصدار الق اررات‪،‬‬
‫وأن مخالفة ذلك يجعل من القرار مشوبا بعيب عدم االختصاص‪.‬‬

‫‪ -3‬عيب عدم االختصاص الموضوعي‪:‬‬

‫ويعني تحديد المواضيع ونوعية االعمال وطبيعتها التي يجوز للموظف أو الشخص اإلداري‬
‫إصدار ق اررات في شأنها‪ ،‬والناتجة عن عملية توزيع االختصاص والصالحيات بين مختلف‬
‫الجهات االدارية أو ضمن مستويات الجهة االدارية الواحدة‪.‬‬

‫‪-4‬عيب عدم االختصاص المكاني‪:‬‬

‫المقصود به تحديد النطاق االقليمي الذي يجوز للموظف أو الجهة االدارية أن تصدر‬
‫ق ارراتها ضمنها‪ ،‬فإذا كانت االدارة المركزية تختص عبر كامل إقليم الدولة وال بطرح أي إشكال‬
‫بشأن قاعدة االختصاص المكاني لها‪ ،‬إال أن الجهات االدارية الموزعة توزيعا إقليميا وجب أن‬
‫‪2‬‬
‫تحترم نطاق إختصاصها الجغرافي‪ ،‬تحت طائلة بطالن القرار الصادر‪.‬‬

‫‪ -5‬عيب عدم االختصاص الزمني‪:‬‬

‫يقيد القانون اإلدارة بإصدار قرارها ضمن مجال زمني محدد‪ ،‬كما أنه اليجوز أن يصدر‬
‫الموظف ق ارره وهو لم يكتسب الصفة االدارية التي تخوله سلطة االصدار‪ ،‬وذلك بعد فقدانه للصفة‬
‫بتقاعده أو إنهاء مهامه لسبب من األسباب ‪،‬فينحصر المجال الزمني من تاريخ توليه لمهام إلى‬
‫غاية تاريخ إنهائها‪.3‬‬

‫‪ -1‬عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات االدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء الثالث‪،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.503‬‬
‫‪ -‬نقال عن سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية فقهية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬نقال عن سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء دراسة تشريعية فقهية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪46‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -6‬عيب الشكل واالج ارءات في الق اررات االدارية‬

‫إن كل شكل أو إجراء ينص عليه المشرع بشأن إصدار القرار االداري يعد التزاما يقع على‬
‫الجهة االدارية يجب أن تراعيه مالم يوجد نص صريح يجعل لها سلطة تقديرية في هذا‬
‫المجال‪.1‬‬

‫ويقصد بالشكل واالجراءات في عملية منح امتياز السكن الوظيفي هي‪ :‬تلك المنصوص‬
‫عليها في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬سالف الذكر‪ ،‬ولقد جاء في القرار الصادر عن الغرفة‬
‫االدارية لمجلس قضاء الجزائر بتاريخ ‪ 17‬جوان ‪ 2000‬في القضية رقم ‪ 99/333‬مايلي‪« :‬حيث‬
‫أن المدعي يطلب من هيئة المجلس إلغاء القرار الصادر عن مديرية أمالك الدولة لوالية‬
‫الجزائر المؤرخ في ‪ 1998/01/01‬والذي ألغى إمتياز على السكن الوظيفي الذي منح له في‬
‫سنة ‪ 1990‬حيث أن المدعى كان يشغل منصب مسؤول عن الحياة الجماعية ‪ ،‬حيث أن هذه‬
‫الوظيفة قد انتهت ‪ ...‬مما جعل مدير أمالك الدولة وباقتراح من مدير المعهد يلغي االستفادة»‪،2‬‬
‫الغاء قرار منح إمتياز السكن الوظيفي هو إجراء شرعي ‪ ،‬فالقاضي تأكد من أن أمالك الدولة‬
‫واألمالك العقارية اتبع االجراءات القانونية التي نص عليها المرسوم التنفيذي‪ ،10- 89‬توجد‬
‫الكثير من العيوب التي من شأنها إلغاء القرار إذ يجب على االدارة أن تراعيها في القرار واال‬
‫يكون نهايته اإللغاء‪ ،‬ومن أهم اإلجراءات هو تسبيب القرار االداري‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬فحص المشروعية الداخلية لقرار إمتياز السكن الوظيفي‬

‫يقصد بفحص المشروعية الداخلية لقرار االمتياز هو موضوع التصرف والعيوب التي تشوبه‪،‬‬
‫وتتمثل في عيب االنحرف في استعمال السلطة (‪ ،)1‬وعيب مخالفة القانون في الق اررات االدارية‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪-1‬عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.128 ،127‬‬
‫‪ -2‬قرار الغرفة االدارية لمجلس قضاء الجزائر رقم ‪ 99/333‬الصادر بتاريخ ‪ ،2000/06/17‬المتعلق بإجراءات إلغاء امتياز‬
‫السكن الوظيفي‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن عبد السالم ديب‪ ،‬عقد االيجار المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،2001‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 09 – 08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ -1‬عيب انحراف في استعمال السلطة‪:‬‬

‫يأخذ عيب االنحراف في استعمال السلطة مظاهر متعددة تتمثل أساسا في البعد عن‬
‫المصلحة العامة‪ ،1‬ويعتبر عيب االنحراف في استعمال السلطة أحدث عيب وأحدث حالة من‬
‫حاالت أسباب الحكم باإللغاء‪.2‬‬

‫لذا يقصد بعيب إساءة استعمال السلطة‪ ،‬استخدام االدارة لسلطتها من أجل تحقيق غاية غير‬
‫مشروعة‪ ،‬سواء باستهداف غاية بعيدة عن المصلحة العامة أو انتفاء هدف مغاير للهدف الذي‬
‫حدده لها القانون‪ ،3‬وان إفترضنا أن موظف شغل سكنا وظيفيا دون إثبات وال يزاول المناصب‬
‫المنصوص عليها في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬المتمم والمعدل بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ‬
‫في ‪ 1989/05/17‬فهذا يعتبر إنحراف في استعمال السلطة‪.‬‬

‫‪ -2‬عيب مخالفة القانون في الق اررات اإلدارية‪:‬‬

‫يقصد بعيب مخالفة القانون هو خروج القرار اإلداري عن أحكام ومبادئ وقواعد القانون في‬
‫مضمونه وموضوعه أو محله‪ ،4‬ويعتبر هذا العيب من أكثر العيوب شيوعا في ممارسة القضاء‬
‫اإلداري عند رقابته على أعمال االدارة العامة‪ ،5‬لذا هو العيب الذي يشوب محل الق اررات االدارية‪،‬‬
‫أي عندما تصدر الق اررات االدارية مخالفة في محلها أي في أثارها القانونية والحالة والمباشرة‬
‫ألحكام وقواعد مبدأ المشروعية والنظام القانوني السائد في الدولة‪ ،‬ويصبح بذلك محل الق اررات‬
‫‪6‬‬
‫االدارية مصابا أو مشوبا بعيب مخالفة أحكام وقواعد القانون في معناه الواسع‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد صغير بعلي‪ ،‬الق اررات االدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -3‬نقال عن سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -4‬عمار عواب دي‪ ،‬النظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ -5‬عمر بوجادي‪ ،‬إختصاص القضاء اإلداري في الجزائر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.136‬‬
‫‪ -6‬نقال عن‪ ،‬سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪48‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وفي مجال السكنات الوظيفية يقصد به مخالفة أحكام المرسوم ‪ 10-89‬وأيضا عدم مراعاة‬
‫أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 1989/5/17‬المحدد لقائمة المستفيدين من االمتياز في‬
‫‪1‬‬
‫إطار الضرورة الملحة للخدمة‪.‬‬

‫وقد أصدر مجلس الدولة عدة ق اررات تأكد من خاللها القاضي االداري وتفحص مدى صحة‬
‫القرار الصادر‪ ،‬ومن بين هاته الق اررات نجد القرار رقم ‪ 151184‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪2003‬‬
‫الذي جاء فيه مايلي‪ « :‬أنه من غير المنازع فيه أن السكن محل النزاع هو سكن اجتماعي تابع‬
‫للقطاع الصحي لسيدي عيش خصصه للمعارض في اطار وظيفته فقط‪ ،‬وان مدة شغله محددة‬
‫بممارسة الوظيفة‪ ،‬وأنها تنتهي‪ ،‬عند إنتهاء عالقة العمل كما هو الشأن في قضية الحال‪ ،‬وأنه‬
‫عكس م ادفع به الطبيب‪ ،‬فإن وظيفته كطبيب اخصائي ال تندرج في القائمة "أ" وال ضمن‬
‫القائمة "ب" من القرار الوزاري المشترك والتي حددت على سبيل الحصر ‪.‬‬
‫» ‪2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دعاوى القضاء الكامل‬

‫تعتبر دعاوى القضاء الكامل التي يمكن للمدعي أن يطلب التعويض من خاللها ‪ ،‬حيث‬
‫يتقدم ذوو الشأن أمام جهة القضاء المختص للمطالبة بجبر االضرار التي لحقت بمراكزهم‬
‫القانونية أو حقوقهم ‪ .‬كما عرفها جانب من الفقه هي الدعاوى التي يتمتع فيها القاضي بسلطات‬
‫كبيرة‪ ،‬وتهدف إلى المطالبة بالتعويض وجبر األضرار المترتبة عن األعمال اإلدارية والمادية‬
‫‪3‬‬
‫والقانونية‪.‬‬

‫فقد تؤدي السكنات الوظيفية إلى نشأة منازعات قضاء كامل المتمثلة في دعاوى الطرد‬
‫(الفرع األول) و دعاوى المسؤولية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع الملحق رقم ‪.01‬‬


‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة رقم‪ 151184‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر‪ 2003‬المتعلق بمخالفة أحكام القرار الوزاري المشترك المؤرخ في‬
‫‪ 1989/05/17‬يحدد قائمة الوظائف والمناصب التي تخول حق اإلمتياز في السكن الوظيفي بحكم ضرورة الخدمة الملحة أو‬
‫لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬مباديء القضاء العقاري‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوجيز في المنازعات االدارية (القضاء االداري)‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫باتنة الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.147‬‬
‫‪49‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دعاوى الطرد‬

‫تعتبر من المنازعات األكثر شيوعا التي يكون موضوعها السكنات الوظيفية ‪ ،‬وصدرت في‬
‫هذا الصدد عدة ق اررات عن مجلس الدولة‪ ،‬إذ أنه مادام السكن ممنوحا بسبب ضرورة الخدمة أو‬
‫لصالح الخدمة‪ ،‬يتعين إخالؤه بعد نهاية مهام شاغل السكن‪ ،1‬وقد جاء في القرار رقم ‪14103‬‬
‫مايلي‪ « :‬حيث أن استفادة المستأنف من امتياز السكن قد ألغى بموجب المقرر الصادر عن‬
‫مديرية التربية لوالية سطيف المؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ 1989‬بسبب إحالة المستأنف على‬
‫التقاعد حيث صار يشغل السكن الوظيفي بدون وجه وال سند قانوني»‪ ،2‬وهذا عمال بنص المادة‬
‫‪ 8‬الفقرة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10–89‬التي جاء فيها ما يلي‪ ...« :‬يجب على المعنيين‪ ،‬في‬
‫حالة فسخ االمتياز أن يخلو األماكن في أجل قدره ثالثة أشهر تحت طائلة التعرض للعقوبات‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬أدناه»‪ ،‬يالحظ من هاته المادة في حالة نهاية مدة االستفادة أو‬
‫إنعدام سند االمتياز يتعرض الشاغل لطرد من السكنات الوظيفية مع منحه أجل ثالثة أشهر‬
‫للتخلي عن السكن الوظيفي‪ ،‬والزامه بدفع اإليجار عن كل المدة التي شغل فيها السكن الوظيفي‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دعاوى المسؤولية‬

‫تترجم في الحقيقة مايعرف لدى الفقهاء القانون المدني بالمسؤولية التقصيرية ‪ ،‬وما المادة‬
‫كل فعل أيا‬ ‫«‬
‫‪ 124‬من القانون المدني الجزائري إال دليل على ذلك ‪ ،‬حيث نصت على مايلي‪:‬‬
‫»‪4‬‬
‫كان يرتكبه الشخص بخطئه ويسبب ضر ار للغير يلزم من كان سببا في حدوثه التعويض‬

‫‪1‬‬
‫‪- Nasri HAFNAOUI , « Expulsion du logement defonction du fonctionnaire admis en retraite »,‬‬
‫‪Revue du conseil d’état ,N°O5 ,2004 ,p 35 .‬‬
‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ ،14103‬دون ذكر تاريخ الصدور‪ ،‬المتعلق بدعاوى الطرد‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن لعميري ياسين‪،‬‬
‫لخضاري محمد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ليسانس النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.68‬‬
‫‪ -3‬راجع المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،10–89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد صغير بعلي‪ ،‬القانون االداري التظلم اإلداري–النشاط اإلداري‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص‪.08‬‬
‫‪50‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد جاء في القرار الصادر عن المحكمة االدارية قضية رقم ‪ 00087/12‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ 2012/10/01‬ألزمت المحكمة اإلدارية بالبويرة بلدية بئر غبالو بأن تدفع للمقاول مبلغ‬
‫‪1‬‬
‫‪ 497.408.30‬دج عن أشغال إعادة تهيئة السكن الوظيفي‪.‬‬

‫لم يحدد المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10–89‬السابق الذكر‪ ،‬حقوق وواجبات الهيئة المستخدمة‬
‫والشاغل للسكن الوظيفي فيما يخص الترميمات والصيانة‪ ،‬إال أنه نص على حاالت تتعلق بإلتزام‬
‫الشاغل لألمكنة وفقا للغرض المخصص لها‪ ،‬والتي تعتبر من ضمن الترميمات اإليجارية‪ ،‬فهي‬
‫من مسؤولية الشاغل والزامه بالتعويض في حالة مساسه بهذه االلتزامات‪ ،‬ونجد حسب القواعد‬
‫العامة لإليجار تعد الترميمات اإليجارية واجبة للشاغل وذلك في حالة االستفادة من السكن‬
‫الوظيفي بسبب ضرورة الخدمة وذلك نظ ار إلسعمال المشرع لمصطلح "بدل اإليجار" بإلضافة عدم‬
‫‪2‬‬
‫نصه على التزامات كل طرف‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬دعاوى االستعجال التحفظي‬

‫تعتبر من أهم أنواع القضاء االداري االستعجالي التي قررها قانون االجراءات المدنية‬
‫واالدارية ‪ 09-08‬السابق الذكر‪ ، 3‬إال أن تسمية القضاء االستعجالي التحفظي ‪ ،‬هي تسمية فقهية‬
‫إعتمدها الفقه الفرنسي بالتبعية نظيره الجزائري‪ ،4‬وأما المشرع الجزائري فسماها بالتدابير الضرورية‬
‫األخرى‪ ،5‬للحد من تفاقم وضعية ضارة أو للوقاية من استمرار وضعية غير مشروعة أو لضمان‬
‫حماية الحقوق والمصالح‪ ،6‬وله مجموعة من الشروط الواجب توفرها عند تحريك الدعوى‬
‫االستعجالية (الفرع األول) ومعرفة عالقة االستعجال التحفظي بدعاوى الطرد من السكنات‬
‫الوظيفية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر الملحق رقم ‪. 4‬‬


‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10 – 89‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬راجع المادتين ‪ 921‬و ‪ 922‬من القانون رقم ‪ ،09- 08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -4‬أمينة غني‪ ،‬مذكرة االستعجال في المواد االدارية في قانون االج ارءات المدنية واالدارية‪ ،‬لنيل شهادة الماجستير في القانون‬
‫تخصص االجراءات والتنظيم القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -5‬راجع المادة ‪ 921‬من القانون ‪ 09 -08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -6‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات االدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪51‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفرع األول ‪:‬شروط القضاء االداري االستعجالي التحفظي‬

‫جاء في القانون رقم ‪ 09 -08‬سالف الذكر‪ ،‬مايلي‪« :‬في حالة االستعجال القصوى يجوز‬
‫لقاضي االستعجال‪ ،‬أن يأمر بكل التدابير الضرورية األخرى ‪ ،‬دون عرقلة تنفيذ أي قرار إداري‪،‬‬
‫بموجب أمر على العريضة ولو في غياب القرار االداري المسبق ‪.1»...‬‬

‫قيد المشرع الجزائري العمل بالقضاء االداري االستعجالي التحفظي‪ ،‬بالعديد من الشروط من‬
‫خالل ماجاء في المادة ‪ 921‬الفقرة األولى من قانون االجراءات المدنية واالدارية سالف الذكر‪،‬‬
‫باالضافة إلى الق اررات القضائية واألراء الفقهية التي أشارت إلى وجوب توفر شرط االستعجال‬
‫القصوى (أوال)‪ ،‬شرط ضرورة التدابير (ثانيا) وشرط عدم عرقلة تنفيذ القرار اإلداري (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرط االستعجال القصوى‬

‫تتميز أحكام المادة ‪ 921‬سالفة الذكر بالتعقيد وصعوبة التطبيق ويظهر هذا التعقيد في‬
‫الطابع المبهم لبعض العبارات مثل "حالة االستعجال" الذي تنفرد به الدعوى االستعجالية تحفظية‬
‫بدون أي مبرر والذي يثقل عبء االثبات على العارض‪ ،2‬فتعبر حالة االستعجال القصوى‪ ،‬حالة‬
‫غير عادية اليمكن إخضاعها لأل حكام العادية‪ ،‬وال لتلك المتصلة باالستعجال العادي‪ ،‬وهي حالة‬
‫التقبل التأخير‪ ،3‬المشرع لم يحدد حالة االستعجال القصوى وتركها مرتبطة بظروف القضية‬
‫المعروضة علية‪.4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شرط ضرورة التدابير‬

‫يمكن إعتبار شرط الضرورة بمثابة العالقة التي تربط بين حالة االستعجال القصوى واصدار‬
‫أمر االستعجال التحفظي‪ ،‬أي أن إصدار األمر يعد ضروريا لتحقيق الغاية من الدعوى‬
‫االستعجالية التحفظية‪.5‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 921‬الفقرة األولى من القانون ‪ ،09-08‬السابق الذكر‬


‫‪ -2‬رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية‪ :‬الخصومة االدارية‪ ،‬االستعجال اإلداري‪ ،‬الطرق البديلة لحل النزاعات اإلدارية‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -3‬عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 921‬من القانون رقم ‪ 09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -5‬راجع المادة ‪ 921‬الفقرة األولى من القانون رقم ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط عدم عرقلة تنفيذ القرار االداري‬

‫نص المشرع صراحة على هذا الشرط في المادة ‪ 921‬سالفة الذكر‪ ،‬وعبر عنه بعبارة «‪...‬‬
‫دون عرقلة تنفيذ أي قرار إداري ‪ ، »...‬ويقصد به في حالة اتخاذ التدابير الضرورية من شأنه‬
‫عرقلة أو يؤدي إلى وقف تنفيذ القرار االداري حكم القاضي بعدم االختصاص ألن قاضي وقف‬
‫التنفيذ هو نفسه قاضي الموضوع الذي ينظر في دعوى إلغاء القرار االداري نفسه‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة االستعجال التحفظي بدعاوى الطرد من السكنات الوظيفية‬

‫يتضح من خالل الممارسة القضائية‪ ،‬أن القضاء عموما والقضاء اإلداري االستعجالي‬
‫التحفظي خصوصا هو المختص بالنظر في دعاوى الطرد من السكنات الوظيفية‪ ،‬ولعل أهم‬
‫ق اررات مجلس الدولة والتي تؤكد هذا االختصاص هو القرار رقم ‪ 070446‬الصادر بتاريخ ‪28‬‬
‫سبتمبر‪ 2011‬والذي تدور وقائعه بين ورثة السيدة "س ع"‪ ،‬المستفيدة في حياتها من سكن وظيفي‬
‫بصفتها مدرسة في الثانوية‪ ،‬ومديرية التربية لوالية تيزي وزو‪ ،‬حيث رفع مدير التربية‪ ،‬دعوى‬
‫خروج وتخلي ضد ورثة السيدة "س ع"‪ ،‬الذين لم يخلو السكن رغم انتهاء العالقة الوظيفية‬
‫لمورثهم‪ .‬فحكمت ا لغرفة االدارية بالخروج والتخلي‪ ،‬ولدى استئناف األمر أمام مجلس الدولة‪ ،‬حكم‬
‫بعدم جواز االستئناف في أمر االستعجال التحفظي هذه من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى باختصاص‬
‫قاضي االستعجال التحفظي بالنظر في محل هذه القضايا‪.2‬‬

‫يستشف من هذا القرار أن الهيئة المستخدمة تطالب الشاغل غير الشرعي للسكن الوظيفي‬
‫عمال بالمادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10–89‬سالف الذكر التي ترفع الدعوى القضائية أمام‬
‫القضاء االستعجالي الذي يبت فيه دون المساس بأصل الحق المتمثل في التعويض الذي هو من‬
‫إختصاص قاضي الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المواد ‪ 834 ،835‬و‪ 911‬من القانون رقم ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪ -2‬راجع قرار مجلس الدولة رقم ‪ 070446‬المؤرخ بتاريخ ‪ 28‬سبتمبر‪ ،2011‬المتعلق باالستعجال التحفظي وعالقته بدعوى‬
‫الخروج والتخلي عن السكنات الوظيفية نقال عن أمينة غني‪ ،‬مذكرة بعنوان االستعجال في قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون تخصص االجراءات والتنظيم القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص‬
‫‪.136 ،135‬‬

‫‪53‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات المتعلقة‬


‫بالسكنات الوظيفية‬

‫يكون هناك تنازع في االختصاص‪ ،‬عندما تقضي جهتان قضائيتان أو أكثر في نفس النزاع‬
‫باالختصاص أو بعدم االختصاص‪ ،‬وهذا التنازع يأتي نتيجة تمسك جهات قضائية باختصاصها‬
‫والتنازع هنا يكون إيجابيا أو سلبيا‪ ،‬أي أن تنازع االختصاص يقوم حين تؤكد أو ترفض هيئات أو‬
‫عدة هيئات قضائية اختصاصها للنظر في قضية رفعت أمامها‪ ،‬والتنازع قد ينبثق بين هيئتين‬
‫قضائيتين تنتميان إلى نظامين قضائيين يشكالن مجموعتين متسلسلتين منفصلتين ومستلقتين‪،‬‬
‫والتنازع القائم بين القضاء اإلداري والقضاء العادي في مسألة االختصاص هو إال صورة ذلك‪،‬‬
‫كذلك هناك تنازع في االختصاص للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪ ،‬حيث أن‬
‫هذا التنازع جاء نتيجة االختالف في تفسير النصوص القانونية‪ ،‬وبدرجة كبيرة االختالف في تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لسند إمتياز السكن الوظيفي‪ ،‬وعلى هذا األساس يتم تناول اختصاص القاضي‬
‫اإلداري بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية (المطلب األول)‪ ،‬ثم اختصاص‬
‫القاضي االستعجالي بالفصل في المنازعات المتعلقة بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إختصاص القاضي اإلداري بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬


‫الوظيفية‬

‫جاء دستور ‪ 1996‬بإزدواجية القضاء‪ ،‬فظهر القضاء اإلداري‪ ،‬مجلس الدولة في قمة الهرم‬
‫القضائي اإلداري‪ ،‬والمحاكم اإلدارية في قاعدته‪ ،‬بينما القضاء العادي أوجد المحاكم والمجالس‬
‫القضائية‪ ،‬وعلى قمته المحكمة العليا كل على جهة مقومة ومراقبة ألعمال القضاة‪ ،‬والتي تتمثل‬
‫‪1‬‬
‫في السهر على التطبيق السليم للقانون‪.‬‬

‫‪ -1‬فريجة حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.331‬‬


‫‪54‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جاء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الصادر بموجب القانون ‪ ،09-08‬من أجل تكريس‬
‫إزدواجية القضاء في الجزائر‪ ،1‬وبرجوعنا إلى المادة ‪ ،800‬منه كرست مبدأ هام‪ ،‬وهو أن‬
‫المنازعات التي يختص بها القاضي اإلداري يجب أن يكون أطراف الخصومة فيها إما الدولة أو‬
‫الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،2‬ومن ثمة فإن القاضي اإلداري على‬
‫مستوى المحكمة اإلدارية يختص بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية كون هذه‬
‫األخيرة يمكن أن تمنحها الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫حسب المواد ‪ 05 ،04 ،03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق ذكرها‪ ،‬ومن هنا يتم تناول في‬
‫هذا المطلب معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية (الفرع األول)‪ ،‬ثم إثبات صفة التقاضي امام القاضي اإلداري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية‬

‫اعتمد المشرع الجزائري على معيارين لتحديد اختصاص القاضي اإلداري‪ ،‬وهما المعيار‬
‫العضوي (أوال)‪ ،‬والمعيار الموضوعي أو المادي (ثانيا)‪ ،‬وهذا ما يتم تناوله في هذا الفرع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعاير العضوي‬

‫يقوم االختصاص القضائي اإلداري على أساس معيار عضوي يستند إلى وجود أشخاص‬
‫القانون العام طرفا في النزاع‪ ،3‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫االدارية‪ ،‬حيث أن المشرع بموجب هذه المادة أخذ بالمعيار العضوي‪ ،4‬في تحديد اختصاص‬
‫الهيئات القضائية اإلدارية‪ ،‬أي أن العبرة في تحديد االختصاص للقاضي اإلداري مرتبط باإلدارة‪،‬‬
‫سواء مدعية أو مدعى عليها‪ ،‬وعليه فإن القاضي اإلداري هو المختص بالفصل في المنازعات‬
‫المتعلقة بالسكن الوظي في بمجرد أن يكون شخص عام طرف في النزاع‪ ،‬والسكن الوظيفي من‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ ،09–08‬المؤرخ في ‪ 29‬فبراير ‪ ،2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 800‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد صغير بعلي‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية (القضاء اإلداري)‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -4‬راجع المادة ‪ 800‬من القانون ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الضروري ومن الحتمي أن تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‬
‫طرفا فيه‪.‬‬

‫لقد أ كد مجلس الدولة في عدة ق اررات صادرة عنه هذا المبدأ‪ ،‬حيث نجد مثال القرار‬
‫‪ 108740‬المؤرخ في ‪ 1996/03/31‬الذي جاء بأن عقد االيجار ينجر عن مقرر إداري يخضع‬
‫الختصاص القضاء اإلداري وليس القضاء العادي‪ ،1‬حيث أنه في هذه الدعوى لم يطلب إبطال‬
‫المقرر ‪ 19‬المؤرخ في ‪ 1999/05/19‬الذي أصدره رئيس المجلس الشعبي البلدي لفائدة المسمى‬
‫(ب‪ ،‬م)‪ ،‬حيث أن المقرر المؤرخ في ‪ 1990/05/15‬بطل بقرار إداري وعليه يخضع الختصاص‬
‫القاضي اإلداري تطبيقا للمادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،2‬وأن إيجار هذه‬
‫األمالك يدخل ضمن أعمال التسيير‪.3‬‬

‫كذلك أصدرت الغرفة اإلدارية للملحمة العليا (سابقا) القرار رقم ‪ 80864‬المؤرخ في ‪23‬‬
‫فيفري ‪1992‬م‪ ،‬الذي جاء فيه ما يلي‪" :‬حيث أن النزاع المطروح ال يتعلق بتنفيذ إيجار بسيط‬
‫الذي يخضع لقواعد القانون الخاص وال بعالقة المؤجر بالمستأجر حيث أنه في دعوى الحال‬
‫فإن النزاع يتعلق بسكن وظيفي منح لموظف في الدولة بموجب مقرر وليس بناء على مجرد‬
‫عقد‪ ،‬وأنه بناء على قاعدة توازي األشكال‪ ،‬فإن صدور مقرر وضع حدا المتياز المسكن‪ ،‬حيث‬
‫أنه نتيجة لذلك فإن رئيس الغرفة اإلدارية كان محقا عندما تمسك باختصاصه"‪.4‬‬

‫وهناك القرار رقم ‪ 1173‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪2003‬م‪ ،‬الصادر عن مجلس الدولة جاء فيه‬
‫مايلي‪" :‬النزاع ال يعني منازعة تتعلق بإيجار سكن وانما يتعلق النزاع بدعوى رامية إلى طرد‬
‫المستأنف من السكن الوظيفي التابع للدولة والذي يتم منحه لمديرية الحماية المدنية لوالية‬

‫‪ -1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 108740‬المؤرخ في ‪ 31‬مارس ‪ ،1996‬متعلق بعقد اإليجار الذي ينجز عن مقرر إداري‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬منقول عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -2‬راجع المادة ‪ 800‬من القانون ‪ 09-08‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬حمدي باشا أعمر‪ ،‬القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة والمحكمة العليا‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪.32‬‬
‫‪ -4‬قرار الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا رقم ‪ 80864‬المؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ،1992‬متعلق باختصاص القاضي اإلداري للفصل في‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي‪ ،‬غير منشور‪ ،‬منقول عن حمدي باشا أعمر‪ ،‬مبادئ القضاء العقاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪56‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫األغواط بموجب قرار مؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪1983‬م إلسكان مدير الوالية‪ ،‬وانه بالتالي وعمال‬
‫بأحكام المادة ‪ 07‬من قانون اإلجراءات المدنية (المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية) تعتبر الجهة القضائية اإلدارية مختصة للفصل في هذا النزاع"‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المعيار المادي‬

‫هذا المعيار يصبح حتميا لتحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة‬
‫بالسكنات الوظيفية التي تمنحها المؤسسات والهيئات والشركات والمؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫االقتصادي‪ ،‬ألن المادة ‪ 800‬عددت فقط الدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري في حين أنها لم تتناول الهيئات والشركات والمؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي‬
‫باعتبار أن هذه األخي رة يمكنها أن تمنح سكن وظيفي‪ ،‬فإذا ثار نزاع يتعلق بشأن سكن منحته هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬فأي جهة تختص بالفصل فيه‪ ،‬نجد أن مجلس الدولة أكد في ق ارره المؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر‬
‫‪1999‬م تحت رقم ‪ ،2175106‬في نزاع يتعلق بمنح امتياز سكن وظيفي من قبل الصندوق‬
‫الوطني للتأمينات االجتماعية (‪ )cnas‬التي كانت طرفا في النزاع‪ ،‬عدم اختصاصه للفصل في‬
‫النزاع على اعتبار أن هذه المؤسسة ليست ذات طابع إداري‪ ،‬غير أنه بالرجوع للقانون األساسي‬
‫للمؤسسات والشركات والهيئات العمومية االقتصادية رقم ‪ 01-88‬السابق الذكر‪ ،‬نجد فيه أحكام أو‬
‫باألحرى حاالت يمكن أن يصبح خاللها القاضي اإلداري مختصا للفصل في النزاع‪ ،3‬وهنا المعيار‬
‫المادي أو الموضوعي هو الذي يحدد طبيعة النزاع‪ ،‬وقد سبق ورأينا في الفصل السابق‪ ،‬أن‬
‫المشرع أحال التنصيص على سند امتياز السكن الوظيفي إلى القوانين األساسية واألنظمة الداخلية‬
‫لهذه المؤسسات‪ ،‬فهذه األخيرة لم تتناول النص على منح حق االمتياز في السكن الوظيفي‪ ،‬لكن‬
‫بالرجوع إلى نص المادتين ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪1988‬‬
‫المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬نجدها حددت حالتين إذا تحققتا فإن‬

‫‪ -1‬قرار صادر عن مجلس الدولة رقم ‪ 1173‬المؤرخ في ‪ 17‬جوان ‪ ،2003‬متعلق بدعوى الطرد من السكن الوظيفي التابع‬
‫للدولة‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن حمدي باشا اعمر‪ ،‬مبادئ القضاء العقاري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ -2‬قرار صادر عن الغرفة األولى من مجلس الدولة رقم ‪ 175106‬مؤرخ في ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1999‬غير منشور‪ ،‬نقال عن لعميري‬
‫ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ ،01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ ،1988‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬سالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫النشاط التي تمارسه المؤسسة العمومية االقتصادية يعد إداريا‪ ،1‬ومن ثمة تخضع المنازعة للقاضي‬
‫اإلداري‪ ،‬حتى ولو كان طرفي نزاع المؤسسة االقتصادية من جهة‪ ،‬وأشخاص طبيعيين من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وهاتين الحالتين هما‪:‬‬

‫‪ -‬عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا لتسيير مباني عمومية أو جزء من‬
‫األمالك الصناعية‪ ،‬ويكون هذا التسيير وفقا لعقد إداري لإلمتياز‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تكون المؤسسة العمومية االقتصادية مؤهلة قانونا لممارسة صالحيات السلطة العامة‪.‬‬

‫وبالتالي فإن المعيار العضوي لم يعد كافيا لوحده لتحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل‬
‫في المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪ ،‬وانما ينبغي الرجوع إلى طبيعة النشاط الممارس من‬
‫قبل المؤسسة‪ ،‬بمعنى ينبغي اإلعتماد على المعيار المادي‪ ،‬وهذا عندما يتعلق النزاع بالسكنات‬
‫التي تمنحها المؤسسات والهيئات العمومية ذات الطابع االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات صفة التقاضي أمام القاضي اإلداري‬

‫نصت المادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪" :‬ال يجوز ألي شخص‬
‫التقاضي مالم تكن له صفة وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون"‪.‬‬

‫يثير القاضي تلقائيا إنعدام الصفة في المدعي أو المدعى عليه ‪"...‬‬

‫يستش ف من هذا النص بان الصفة من النظام العام يثيرها القاضي من تلقاء نفسه حتى ولم‬
‫يتمسك بها الخصوم‪ ،‬وبالنسبة لمنازعات السكنات الوظيفية فان صفة التقاضي لها أهمية بالغة‬
‫نظ ار الختالف الهيئات العمومية واألشخاص العامة التي تمنح السكن الوظيفي‪ ،‬واختالف ملكية‬
‫هاته السكنات فكثي ار ما ترفض الدعوى بسبب انعدام الصفة‪ ،‬وباعتبار أن الدولة والوالية والبلدية‬
‫والمؤسسة العمومية شخص معنوي ال تستطيع مباشرة الدعوى إال بواسطة الممثل الذي يحدده‬
‫القانون‪ 2.‬حيث يتم تناول في هذا الفرع إثبات صفة التقاضي لدى الدولة (أوال) ثم لدى الجماعات‬

‫‪ -1‬راجع المادتين‪ 55 :‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬لعميري ياسين‪ ،‬لخضاري محمد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪58‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المحلية (ثانيا)‪ ،‬لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري (ثالثا)‪ ،‬ثم لدى المؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع االقتصادي (رابعا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إثبات صفة التقاضي لدى الدولة‬

‫نصت المادة ‪ 183‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪1991‬‬


‫المحدد لشروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة للدولة وتسييرها وبضبط كيفيات ذلك‪ ،1‬على‬
‫مايلي‪" :‬الوزير المكلف بالمالية مكلف بمتابعة الدعاوى على اختالف أنواعها بصفته مدعي أو‬
‫مدعى عليه" ونصت المادة ‪ 184‬من نفس المرسوم على مايلي‪ ":‬يتصرف الوزير المكلف بالمالية‬
‫وحده ويشترك مع الوزير أو الوزارء المختصين بمقتضى القوانين والتنظيمات المعمول بها في‬
‫مجال تسي ير األمالك العامة والخاصة التابعة للدولة واستغاللها وحمايتها والمحافظة عليها في‬
‫الدعاوى المذكورة في المادة ‪ 183‬السابقة "‪ ،‬بينما االختصاص بالنسبة للسكنات الوظيفية حددته‬
‫المادة ‪ 188‬فقرة ‪ 02‬من نفس المرسوم التنفيذي‪ ،‬حيث نصت على مايلي‪" :‬يختص الوزارء في‬
‫اطار صالح ياتهم مع األجهزة المخولة في المنشأت‪ ،‬والنشاطات العمومية على اختالف أنواعها‬
‫وحدهم بتمثيل الدولة أمام القضاء‪ ،‬ومتابعة الدعاوى المتعلق باالمالك التي تخصص لهم‪ ،‬أو‬
‫يمنحون إياها أو تسند إليهم كمخصصات لهم أو بضرورة الخدمة"‪.‬‬

‫يستنتج من خالل هذه المواد أن الوزير المكلف بالمالية وباالشتراك مع الوزارء المختصين‬
‫يتولون تمثيل الدولة أمام القضاء‪ ،‬والو ازرات لوحدها تتقاضى حسب الحاالت المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 188‬أعاله باالخص ما تعلق منها بالسكن الوظيفي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إثبات صفة التقاضي لدى الجماعات المحلية‬

‫يمثل الوالي الوالية في الدعاوى التي ترفعها ضد شاغلي المساكن الوظيفية التي تمنحها‬
‫الوالية‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 87‬من قانون الوالية على ما يلي‪" :‬إن الوالي هو الذي يمثل الوالية‬
‫أمام العدالة سواء كانت الوالية مدعية أو مدعى عليها"‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ ،1991‬المتعلق بتحديد شروط إدارة األمالك الخاصة والعامة التابعة‬
‫للدولة وتسييرها ويضبط كيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،60‬الصادر بتاريخ ‪.1991‬‬
‫‪59‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫باستثناء األمالك التابعة لمصلحة األمالك الوطنية الموجودة في تراب الوالية فال يكون للوالي‬
‫صفة التقاضي في شأنها بينما يمثل رئيس المجلس الشعبي البلدي البلدية في الدعاوى التي ترفعها‬
‫ضد شاغلي السكنات الوظيفية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إثبات صفة التقاضي لدى المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬

‫يتم تمثيل المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري في الدعاوى ترفعها ضد شاغلي المساكن‬
‫الوظيفية التي تمنعها‪ ،‬أو الدعاوى التي ترفع ضدها‪ ،‬من طرف مدير المؤسسة‪ ،‬وهو من باب أولى‬
‫مادام أن مقرر منح السكن الوظيفي يصدره مدير المؤسسة عمال بالمادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذيي‬
‫‪.110-89‬‬

‫رابعا‪ :‬إثبات صفة التقاضي لدى المؤسسات والهيئات والشركات العمومية ذات الطابع‬
‫االقتصادي‬

‫إثبات صفة التقاضي لدى هاته المؤسسات من صعب‪ ،‬ألن إثبات صفة التقاضي لدى‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية ال يمكن تحديدها إال إذا تم تحديد السلطة المختصة في منح سند‬
‫امتياز السكن الوظيفي الذي تملكه أو تحوز عليه المؤسسة العمومية االقتصادية حق االنتفاع‪ ،‬وله‬
‫رأينا سابقا المشر أجال التنصيص على هذا االمر إلى القوانين األساسية واألنظمة الداخلية‬
‫للمؤسسة‪ ،‬هنا حسب المادتين ‪ 56 ،55‬من القانون ‪ 01-88‬السابق الذكر‪ 2،‬فإنه إذا مارست‬
‫المؤسسة االقتصادية صالحيات السلطة العامة أو قامت بتسيير مباني تابعة لالمالك العمومية‬
‫الصناعية فان نشاطها يعتبر إداريا‪ ،‬ومن ثم فان السند الذي تمنحه يعتبر قرار إداري يخضع‬
‫للقواعد العامة في منح السكن يعتبر قرار إداري يخضع للقواعد العمة في منح السكن المحدد‬
‫بمقتضى المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬ومن ثم تمثيل المؤسسة من طرف المدير الذي اصدر‬
‫المقرر‪ ،‬لكن هذا الحبل مؤقت صالح فقط في حدود الحالتين المحددتين بمقتضى المادتين ‪،55‬‬
‫‪ 56‬من القانون ‪ ،01-88‬اللتان سبق ذكرهما‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،10-89‬المتعلق بتحديد كيفيات شغل المساكن الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة‪،‬‬
‫أو لصالح الخدمة‪ ،‬وشرط قابلية منح هذه المساكن‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬ارجع المادتين ‪ 56 ،55‬من القانون ‪ ،01-88‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إختصاص القاضي االستعجالي بالفصل في المنازعات المتعلقة‬


‫بالسكنات الوظيفية‬

‫يلعب اإلستعجال في القضاء اإلداري دو ار أساسيا في توازن العالقة بين اإلدارة والموظف‪،‬‬
‫فاإلدارة تسعى لتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬وأثناء تصرفاتها قد يحدث تصادم بين أعمالها والمصلحة‬
‫الخاصة لألفراد وحرياتهم‪ ،‬فاإلدارة تتمتع بامتيازات السلطة العامة‪ ،‬التي تخولها اتخاذ القرارات‪ ،‬كما‬
‫أن اإلدارة لها سلطة االمتياز في التنفيذ المباشر عندما تصدر ق ارراتها‪.‬‬

‫ونظ ار لقيام إشكالية الصراع بين اإلدارة والمواطنين‪ ،‬فقد نظم قانون القضاء اإلستعجالي‪،‬‬
‫الذي يملك سلطة البت والنظر في المادة اإلدارية االستعجالية بتشكيلة جماعية تنظر في دعوى‬
‫الموضوع‪ ،‬والتشكيلة الجماعية تصدر أوامر مؤقتة‪ ،‬وال تمس بأصل الحق‪ ،‬ويدخل توزيع‬
‫االختصاص بين قضاء االستعجال وقضاء الموضوع ضمن االختصاص النوعي‪ ،‬مما يستدعي‬
‫التطرق لشروط إنعقاد االختصاص للقاضي اإلداري االستعجالي‪ ،‬ليتسنى لنا تحديد نطاق‬
‫اختصاصه فيما يخص النزاعات المتعلقة بالسكن الوظيفي‪ ،‬وقد حدد القانون شروط النعقاد‬
‫اختصاص القاضي االستعجالي وبمفهوم المخالفة يترتب على تخلف هذه الشروط الحكم بعدم‬
‫االختصاص النوعي‪ ،‬وسيتم التطرق لهذه الشروط ومدى مطابقتها فيما يخص السكنات الوظيفية‬
‫من خالل ثالث فروع‪ ،‬وجود عنصر االستعجال (الفرع األول)‪ ،‬شرط عدم تعلق االستعجال بأصل‬
‫الحق (الفرع الثاني )‪ ،‬وعدم تعارض الدعوى على تنفيذ قرار إداري أو مع النظام العام (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وجود عنصر االستعجال‬

‫قد أشار المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية إلى حالة االستعجال في‬
‫المادة اإلدارية دون أن يعرفها‪ ،‬وذلك من خالل المواد ‪ ،918 ،917‬حيث نصت المادة ‪917‬‬
‫على ما يلي‪" :‬يفصل في مادة االستعجال بالتشكيلة الجماعية المنوط بها البت في دعوى‬
‫‪1‬‬
‫الموضوع"‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ ،09-08‬سالف الذكر‪.‬‬


‫‪61‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ونصت المادة ‪ 918‬على ما يلي‪" :‬يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة وال ينظر في‬
‫أصل الحق ويفصل في أقرب اآلجال"‪ ،‬باإلضافة إلى نصوص المواد من ‪ 919‬إلى ‪ 922‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديدة‪ ،1‬فالمشرع تناول حالة االستعجال دون أن يعرفها‪ ،‬ولعل‬
‫أن هذا األمر ليس من النقص في شيء ذلك ألن المشرع يضع األحكام وال يعرف‪ ،‬وفي قضية‬
‫الحال‪ ،‬فالمشرع ترك المجال مفتوحا لالجتهاد القضائي‪ ،‬ليحدد مفهوم االستعجال‪ ،‬حسب كل‬
‫قضية‪ ،‬وفيما يتعلق بتحقيق حالة االستعجال في الدعوى المتعلقة بالسكن الوظيفي فقد حدد‬
‫االجتهاد القضائي بعض المبادئ لتحديد الحاالت التي يكون فيها قاضي االستعجال اختصاصه‪،‬‬
‫تتعلق كلها بالطرد من السكن الوظيفي‪ ،‬وتتمثل في انعدام سند امتياز السكن الوظيفي (أوال)‪،‬‬
‫انتهاء العالقة الوظيفية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انعدام سند امتياز السكن الوظيفي‬

‫إذا كان الشاغل أو المستفيد من السكن الوظيفي يحمل بحوزته سند امتياز السكن الوظيفي‪،‬‬
‫يعتبر في وضع شرعي والقانون يحمي األوضاع الشرعية‪ ،‬أما إذا كان الشاغل ال يحمل سند‬
‫االمتياز الذي يعتبر الرخصة أو الوسيلة القانونية الوحيدة لشغل السكن الوظيفي‪ ،‬هنا نجد أن‬
‫اإلجتهاد القضائي كرس مبدأ اختصاص قاضي االستعجال للبت في الحاالت التي يكون فيها‬
‫شاغل السكن الوظيفي المطلوب طرده ال يحمل سند امتياز‪ ،‬وقد جاء القرار رقم ‪2019165‬‬
‫المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1999‬بما يلي‪ ..." :‬لكن حيث أنه من االجتهاد المستقر أن عنصر‬
‫االستعجال يتوفر في كل الحاالت التي قد اإلنجاز عن التأخير في صدور حكم بشأن ضرر ال‬
‫يمكن إصالحه فيما بعد ‪ ...‬وأن حاالت التعدي على حق مستقر هي من الحاالت التي يمكن‬
‫فيها لقاضي االستعجال أن يتدخل لجعل حد لهذا التصرف‪ ،‬وارجاع األطراف إلى الحالة التي‬
‫‪2‬‬
‫كانوا عليها قبل صدور الحكم"‪.‬‬

‫‪ -1‬راجع المواد من ‪ 919‬إلى ‪ 922‬من القانون ‪ 09-08‬المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 2019165‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ ،1999‬متعلق باالستعجال في حاالت التعدي على حق مستقر‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬نقال عن عبد السالم ذيب‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.207‬‬
‫‪62‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬انتهاء العالقة الوظيفية‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬التي جاء فيها ما يلي‪" :‬تعد امتيا ازت‬
‫المساكن مؤقتة وقابلة للفسخ في أي وقت‪ ،‬حسب األشكال ذاتها المنصوص عليها في المواد‬
‫‪ 03‬إلى ‪ 05‬أعاله‪ ،‬ومدتها محدودة بالمدة التي يشغل فيها المعنيون المناصب التي تبررها‪،‬‬
‫وينتهي االمتياز في كل االفتراضات في حالة بيعها أو إعادة تخصيص العقار‪ ،‬يجب على‬
‫المعنيين في حالة فسخ اإلمتياز أن يخلو األماكن في أجل قدره ثالثة أشهر‪ ،‬تحت طائلة‬
‫التعرض للعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬أدناه"‪ ،‬ونصت المادة ‪ 10‬على ما يلي‪:‬‬
‫"يتعرض شاغلوا المساكن الذين يثبتون حيازتهم سند امتياز اتخذ لفائدتهم إلجراء الطرد بناء‬
‫على طلب المصلحة أو السلطة المعنيين ‪."...‬‬

‫المشرع في المادة ‪ 10‬أشار إلى إجراء الطرد الذي تطلبه المصلحة أو السلطة المانحة‬
‫للسكن ولم يشر أو باألحرى لم يبين كيفية ذلك أو كيف تطلب المصلحة المانحة للسكن طرد‬
‫الشاغل بعد انتهاء العالقة الوظيفية‪.‬‬

‫يكون هذا اإلجراء عن طريق القضاء االستعجالي ومبرر ذلك هو أن حق االستفادة من‬
‫السكن لم ينشأ إال بسبب الوظيفة‪ ،‬بمفهوم المخالفة إذا زالت الوظيفة زالت االستفادة من السكن‪،‬‬
‫بمعنى أنه إذا زالت العالقة الوظيفية بين العون والجهة المانحة للسكن الوظيفي ألي سبب كان‪،‬‬
‫سواء باالستقالة أو التقاعد أو النقل ‪ ...‬الخ‪ ،‬وبقي العون يشغل المسكن بغير وجه حق يجوز‬
‫للجهة المانحة رفع دعوى طرد ضد العون أمام القاضي االستعجالي‪ ،‬ليفصل فيها في أقرب‬
‫‪1‬‬
‫اآلجال‪.‬‬

‫قد أكد القرار رقم ‪ 235399‬المؤرخ في ‪ 16‬ماي ‪ 2000‬ما قرره المشرع في المادة ‪8‬‬
‫و‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬حيث جاء فيه ما يلي‪" :‬ولكن حيث أنه من الثابت في دعوى‬
‫الحال أن الطاعن كان يحتل السكن المتنازع هو له بسبب وظيفته وعن طريق مقرر منح‬
‫استفادة منه‪ ،‬ومن النيابة العامة وادارة أمالك الدولة‪ ،‬وأن الطاعن قدم استقالته‪ ،‬وبالتالي جعل‬
‫حد الكسب الذي كان يحتل بموجبه السكن‪ ،‬وأن طبيعة نشاط اإلدارة يقتضي السرعة في‬

‫‪ -1‬راجع الفقرة األخيرة من المادة ‪ 918‬من القانون ‪ ،09-08‬المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫استرجاع السكنات الوظيفية لجعلها تحت تصرف من يستخلف الموظف الذي أنهى عالقة‬
‫العمل‪ ،‬وعليه يتعين القول أن قاضي االستعجال كان مختصا للفصل في دعوى الحال"‪،1‬‬
‫فبموجب هذا األمر استنبط القاضي عنصر االستعجال من الحاجة الماسة للسكن بعد انتهاء‬
‫العالقة الجديدة من أجل ضمان حسن سير المرفق العام وتحقيق المصلحة العامة‪ ،‬خاصة إذا‬
‫‪2‬‬
‫علمنا أن الغرض من منح السكن الوظيفي هو ضرورة الخدمة الملحة أو منفعة لصالح الخدمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أال يتعلق االستعجال بأصل الحق‬

‫حتى ينعقد االختصاص لقاضي االستعجال للفصل في نزاع يتعلق بسكن وظيفي‪ ،‬يجب أن‬
‫ال يتعلق هذا النزاع باصل الحق بمعنى ‪ 918‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي نصت‬
‫على ما يلي‪" :‬يأمر قاضي االستعجال بالتدابير المؤقتة‪ ،‬ال ينظر في أصل الحق‪ ،‬يفصل في‬
‫أقرب اآلجال ‪ ،"...‬فمن شروط األمر االستعجالي أال يمس بأصل الحق بمعنى أن يكون اإلجراء‬
‫المطلوب هو مجرد اتخاذ إجراء وقتي‪ ،‬كما أن القاضي ال ينظر في أصل الحق وله في سبيل ذلك‬
‫أن يبحث في سندات الخصوم على سبيل االستئناس بها التخاذ اإلجراء المؤقت‪ ،‬فإذا كان النزاع‬
‫المتعلق بالطرد من السكن الوظيفي ال يتطلب إشارة نزاع جدي أمام قاضي الموضوع‪ ،‬فيتم رفع‬
‫دعوى أمام القاضي االستعجالي‪ ،‬حيث أن هذه الدعوى ال ترفع أمام القاضي االستعجالي على‬
‫مستوى الغرفة االستعجالية البحته بالمجلس القضائي‪ ،‬وانما أمام قاضي الغرفة اإلدارية بوصفه‬
‫قاضي استعجال‪ ،‬وهذا بمجرد توجيه إنذار للشاغل الذي انتهت عالقته الوظيفية‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أال يكون الهدف من الدعوى االستعجالية االعتراض على تنفيذ قرار إداري وأال‬
‫يتعارض النزاع مع النظام العام‬
‫الدعوى االستعجالية الرامية إلى الطرد من السكن الوظيفي المرفوعة من قبل الجهة المانحة‬
‫للسكن ليست فيها ما يعترض تنفيذ قرار إداري يقضي بإلغاء االستفادة من السكن الوظيفي بعد‬

‫‪ -1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 235399‬مؤرخ في ‪ 16‬ماي ‪ ،2000‬المتعلق بإجراء طرد شاغل السكن الوظيفي بعد انتهاء العالقة‬
‫الوظيفية عن طريق القضاء االستعجالي‪ ،‬غير منشور‪ ،‬نقال عن لعميري ياسين ولخضاري محمد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس‪،‬‬
‫النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي تثيرها‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -2‬حميدي أمين عبد الهادي‪ ،‬إدارة شؤون موظفي الدولة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -3‬فريحة حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.114‬‬
‫‪64‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫إنتهاء العالقة الوظيفية‪ ،‬بمفهوم المخالفة لو رفعت الجهة المانحة للسكن دعوى الطرد ضد‬
‫المستفيد العتبارات معينة وهو ال يزال شاغال‪ ،‬وبحوزته مقرر اإلستفادة‪ ،‬فهنا تكون الدعوى‬
‫المرفوعة معارضة لتنفيذ قرار إداري وبالتالي يكون مآلها الرفض من قبل القاضي االستعجالي‬
‫بمعنى أنه يقضي بعدم اختصاصه النوعي‪.‬‬
‫ويكون قا ضي الموضوع مختصا في هذه الحالة‪ ،‬كما أن دعوى الطرد المرفوعة أمام القاضي‬
‫االستعجالي ضد العون الذي انتهت عالقته بالوظيفة وليس بحوزته سند امتياز‪ ،‬ليس فيها ما‬
‫يتعارض والنظام العام‪ ،‬والنظام العام يأخذ بمفهومه الواسع أي إال من العام‪ ،‬والصحة العامة‬
‫‪1‬‬
‫والسكينة العامة‪.‬‬
‫وخالصة ما يمكن قوله مما سبق ذكره‪ ،‬أن المشرع الجزائري بمقتضى قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪ ،‬منح للقاضي السلطة التقديرية لتحديد عنصر االستعجال‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة‬
‫للمنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي‪ ،‬حسب معطيات كل قضية‪ ،‬غير أنه جرى االجتهاد القضائي‬
‫والم مارسة القضائية من الناحية العملية‪ ،‬أن القاضي االستعجالي يتمسك باختصاصه النوعي في‬
‫قضايا الطرد من السكن الوظيفي بمجرد التأكد من أن الشاغل يحوز سند امتياز السكن الوظيفي‪،‬‬
‫وأن عالقته الوظيفية انتهت‪ ،‬هذا من أجل إصدار أمر استعجالي يقضي بالطرد من المسكن نظ ار‬
‫لطبيع ة نشاط اإلدارة الذي يتطلب السرعة والمرونة ودقة التسيير لحسن سير المرفق العام وتحقيق‬
‫‪2‬‬
‫الصالح العام‪.‬‬

‫‪ -1‬فريحة حسين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪125.‬‬


‫‪ -2‬نصر الدين كامل‪ ،‬محمد فاروق راتب‪ ،‬فضاء األمور المستعجلة‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪،1998 ،‬‬
‫ص‪.189‬‬
‫‪65‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫نلخص من خالل كل ما درسناه أن السكنات الوظيفية وضع في شأنها المشرع عدة نصوص‬
‫تشريعية تنظيمية حددت نظامها القانوني وذلك من خالل تحديد شروط االستفادة منها‪ ،‬وميز بين‬
‫السكنات الممنوحة لضرورة الخدمة الملحة والسكنات الممنوحة لصالح الخدمة‪ ،‬واعتبرها عنص ار‬
‫أساسيا وجوهريا والمنطلق الذي يعتمد عليه لتحديد مناصب التي تخول حق االستفادة من السكن‬
‫الوظيفي باإلضافة إلى الشروط المالية المفروضة على المستفيد وكذا اإلجراءات التي يعتمد عليها‬
‫المشرع لمنح السكن الوظيفي‪ ،‬وال تتم االستفادة من السكن الوظيفي إال بموجب سند االمتياز الصادر‬
‫عن جهة إدارية القابل أو المعرض لإلنهاء بنفس اإلجراءات التي تم بموجبها إصداره ‪ ،‬كما أن‬
‫هنالك إمكانية التنازل عنه" السكن الوظيفي" للشاغل وذلك بتوفر شروط معينة ومحددة ‪ ،‬وفي كثير‬
‫من األحيان يتم اللجوء إلى القضاء االداري أو االستعجالي (حسب الحالة) في المنازعات التي‬
‫موضوعها السكنات الوظيفية‪ ،‬فبالنسبة للقاضي االداري ينعقد اختصاصه استنادا إلى معيار عضوي‬
‫كقاعدة عامة عندما تكون الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الطابع االداري‬
‫طرفا في النزاع‪ ،‬وسند االمتياز يمكن أن يمنح من هاته الهيئات‪.‬‬

‫كما أن القضاء االداري االستعجالي التحفظي‪ ،‬فرعا من فروع القضاء االداري االستعجالي‬
‫عموما وان كان يختلف عنه في بعض الجزئيات‪ ،‬إال أنه يتفق معه في بعض األساسيات‪،‬‬
‫واختصاص قاضي االستعجال التحفظي بهذا النوع من القضايا يعد قاص ار من حيث األساس واألثر‬
‫حيث ال تجد له أساسا صريح في قانون االجراءات المدنية واالدارية ‪ ،‬وأثاره تتعارض تماما مع‬
‫األثار القانونية لالستعجال التحفظي‪ ،‬حيث يتطلب القانون أن يتم طرد الشاغل والحكم عليه ببدل‬
‫اإليجار وتعويض‪ ،‬األمور التي ال يمكن أن تكون إال أمام قاضي الموضوع‪ ،‬باإلضافة إلى كون‬
‫الطرد من السكن الوظيفي هو إجراء يمس بأصل الحق ويكون بأثر نهائي النعدام الحق بالطعن‬
‫فيه من جهة ومن جهة أخرى فالمنازعات المتعلقة بالسكن الوظيفي أنواع ونحن تطرقنا إلى المنازعات‬
‫االلغاء التي ترفع بتوفر مجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية باإلضافة إلى دعاوى القضاء‬
‫الكام ل التي موضوعها السكنات الوظيفية المتمثلة في دعوى الطرد والمسؤولية على النحو الذي‬
‫سبق بيانه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫وفقا لمعايير معينة وشروط محددة والتناقضات والهفوات التي لربما وقع فيها المشرع وأفرزتها‬
‫دراستنا المتعلقة بالسكنات الوظيفية‪ ،‬نجد أن السكنات الوظيفية التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات‬
‫والهيئات والشركات ذات الطابع االقتصادي فيما يخص الجوانب التالية‪:‬‬

‫السلطة المختصة في منح السكنات التي تملكها أو تحوز عليها هاته الهيئات حق انتفاع (أحال‬ ‫̶‬
‫المشرع األمر إلى النظام الداخلي وهذا األخير لم يحدد ذلك)‪.‬‬

‫يتم تمثيل هذه المؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي من قبل الشخص الذي أصدر‬ ‫̶‬
‫السند كمدير مؤسسة مثال لكن هذا يبقى صالح في حدود الحالتين المذكورتين في المادتين‬
‫‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01 -88‬المذكور أعاله‪.‬‬

‫تمنح السكنات الوظيفية في حالة توفر سبب ضرورة الخدمة الملحة‪ ،‬عند ممارسة المؤسسة‬ ‫̶‬
‫اال قتصادية نشاطا إداريا‪ ،‬لكن كيف تمنح هاته المؤسسات السكنات الوظيفية لعمالها عندما‬
‫تمارس نشاطا تجاريا‪.‬‬

‫طبيعة السند الذي تصدره الهيئات والمؤسسات ذات الطابع االقتصادي قرار إداري في حدود‬ ‫̶‬
‫الحالتين المذكورتين في المادتين ‪ 55‬و‪ 56‬من القانون ‪ 01-88‬السابق الذكر‪ ،‬ولم يحدد‬
‫المشرع طبيعته خارج هاتين الحالتين‪.‬‬

‫هنالك تناقض بين االجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪-89‬‬ ‫̶‬
‫‪ ، 10‬نجد دور رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية هو إصدار‬
‫قرار المنح‪ ،‬بينما دور الهيئة المستخدمة هو استشاري فقط‪ ،‬وليس ملزم لمصدر القرار (رئيس‬
‫مصلحة شؤون امالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية)‪ ،‬بينما الحاصل عمليا نجد أن عملية‬
‫المنح تنطلق من الهيئة المستخدمة وبإجراءات معينة وتحت رقابة محددة تصل في األخير إلى‬
‫رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة واألمالك العقارية في الوالية ليصادق على القرار‪.‬‬

‫أشار المشرع إلى إمكانية لجوء الهيئة المستخدمة لالعتراض على التنازل وذلك بالرغم من‬ ‫̶‬
‫توفر جميع الشروط التي تسمح بإمكانية التنازل‪ ،‬إال أنه لم يحدد الطبيعة القانونية لهذا‬
‫االعتراض ولم يحدد أيضا كيفية ممارسته من قبل اإلدارة أو إذا كان يمارس عن طريق القضاء‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫حدد المشرع الشروط الواجب توفرها في شاغل السكن الممنوح لصالح الخدمة من أجل التنازل‬ ‫̶‬
‫عنه لصالحه‪ ،‬دون ذكر الشروط التي يجب توفرها في شاغل السكن الممنوح لضرورة الخدمة‬
‫الملحة‪ ،‬فالمشرع لم يذكر إذا كانت هنالك إمكانية وجود سكنات وظيفية ممنوحة لضرورة‬
‫الخدمة الملحة موقعها خارج الهيئة المستخدمة‪.‬‬

‫نجد هنالك غموض ولبس في المنازعات التي قد تثور بشأن السكنات التي تمنحها مؤسسة‬ ‫̶‬
‫عمومية ذات طابع اقتصادي التي قد بقي حلها مؤقت في حدود ما قررته المادتين ‪ 55‬و‪56‬‬
‫من القانون ‪ 01 -88‬السابق الذكر‪.‬‬

‫ثمن االستفادة من السكن الوظيفي ا لممنوح لصالح الخدمة من قبل هاته الهيئات كون أن‬ ‫̶‬
‫المشرع أخرجه من مجال تصنيف المرسوم التنفيذي ‪ 98-89‬على النحو سبق بيانه‪.‬‬

‫والتناقض الموجود بين المادة ‪ 32‬والمادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي ‪.10-89‬‬ ‫̶‬

‫تعديل المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 98 -89‬الذي يحدد القواعد التي تضبط االيجار المطبق‬ ‫̶‬
‫على السكنات والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات والهيئات التابعة‬
‫لها والتي أخرجت من مجال تطبيق أحكام هذا المرسوم السكنات والمحالت التي تملكها أو‬
‫تحوزها لالنتفاع بها المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫إعادة النظر في التناقض الذي وقع فيه المشرع من خالل نصي المادة ‪ 16‬من المرسوم‬ ‫̶‬
‫التنفيذي ‪ 10-89‬وكذا نص المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي ‪ 98-89‬نظ ار ألن كال المادتين‬
‫تحيالن لبعضهما البعض بخصوص االيجار الواجب دفعه نظير االستفادة من السكن الذي‬
‫تمنحه المؤسسة العمومية االقتصادية لصالح الخدمة‪.‬‬

‫وعليه كان على المشرع أن يراعي كل هذه التناقضات والهفوات حيث ال يبقى القاضي مترددا‬
‫في تطبيق القواعد القانونية المتضاربة فيما بينها عند النظر في نزاع يثور بشأن سكن وظيفي وعليه‬
‫وفقا لما سبق نقترح ما يلي‪:‬‬

‫تعديل المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10 -89‬التي أحالت التنصيص على امتيازات‬ ‫̶‬
‫السكنات الوظيفية التي تملكها أو تحوزها لالنتفاع بها الشركات والمؤسسات والهيئات العمومية‬
‫‪69‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫ذات الطابع االقتصادي للقانون األساسي والنظام الداخلي الخاصين لكل واحدة منها واإلحالة‬
‫من ذلك للقانون ‪ 01-88‬في نصي المادتين ‪ 55‬و‪ 56‬منه باعتباره التشريع المنظم للمؤسسات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫ينص المشرع صراحة في المرسوم التنفيذي ‪ 10 -89‬على أن المؤسسات العمومية االقتصادية‬ ‫̶‬
‫تمنح امتيازات االستفادة من السكن الوظيفي لعمالها من طرف مسؤول معين‪ ،‬مثلما فعل‬
‫بالنسبة للسكنات التي تملكها الدولة أو المؤسسات ذات الطابع اإلداري‪.‬‬

‫ينبغي على المشرع أن يغير من صياغة نص المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬أن‬ ‫̶‬
‫تكون كاآلتي‪« :‬يكون منح السكنات التي تملكها الدولة أو تنتفع بها ناتجا عن مقرر يوقعه‬
‫ويصادق عليه رئيس مصلحة شؤون أمالك الدولة‪ ،‬واألمالك العقارية في الوالية بعد المبادرة‬
‫به من المسؤول الذي وضع العون المستفيد تحت سلطته»‪.‬‬

‫يجب على المشرع أن يعرف السكن الوظيفي في المرسوم التنفيذي ‪ 10-89‬السابق الذكر‪.‬‬ ‫̶‬

‫تعديل المادة ‪ 16‬بهدف فكرة االحالة منها إلى التنظيم والتصريح مباشرة بأن السكنات الممنوحة‬ ‫̶‬
‫لصالح الخدمة تكون مقابل إيجار‪ ،‬أو ترك المادة ‪ 16‬على حالها وتعديل المادة ‪ 32‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 98 -89‬واضافة ما بين احتساب مبلغ االيجار أو على األقل تحديد مبلغ‬
‫معين‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬

‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬

‫أعمر يحياوي‪ ،‬الوجيز في األموال الخاصة التابعة للدولة والجماعات المحلية‪ ،‬دون ذكر‬ ‫─‬

‫رقم الطبعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬


‫بركاهم سمية لنقار‪ ،‬منازعات العقار الفالحي التابع للدولة في مجال الملكية والتسيير‪ ،‬دون‬ ‫─‬

‫ذكر رقم الطبعة‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬


‫حسين فريجة‪ ،‬المبادئ األساسية في قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬دون ذكر رقم‬ ‫─‬

‫الطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪.2010 ،‬‬


‫أمين عبد الهادي حميدي‪ ،‬إدارة شؤون موظفي الدولة‪ ،‬بدون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار الفكر‬ ‫─‬

‫العربي‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫أعمر حمدي باشا‪ ،‬القضاء العقاري في ضوء أحدث الق اررات الصادرة عن مجلس الدولة‬ ‫─‬

‫والمحكمة العليا‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬بوزريعة الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫أعمر حمدي باشا‪ ،‬مجمع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلق بالعقار‪ ،‬دون ذكر رقم‬ ‫─‬

‫الطبعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬بوزيعة الجزائر‪.2002 ،‬‬


‫رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات االدارية الخصومة االدارية االستعجال االداري الطرق‬ ‫─‬

‫البديلة لحل النزاعات اإلدارية‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات االدارية تنظيم واختصاص القضاء االداري‪ ،‬دون ذكر رقم‬ ‫─‬

‫الطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪.2001 ،‬‬


‫رشيد خلوفي‪ ،‬قانون المنازعات شروط قبول الدعوى االدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬ديوان‬ ‫─‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون الجزائر‪.2004 ،‬‬


‫سامي الوافي‪ ،‬الوسيط في دعوى االلغاء دراسة تشريعية قضائية فقهية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫─‬

‫المركز الوطني الديمقراطي العربي ‪ ،‬ألمانيا ‪. 2018 ،‬‬


‫عبد السالم ديب‪ ،‬عقد االيجار المدني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬ ‫─‬

‫الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪78‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫عبد الغني بسيوتي عبد اهلل‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫─‬

‫بيروت‪.1993 ،‬‬
‫عبد القادر عدو‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار هومه‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬ ‫─‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬دعوى اإللغاء في قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية دراسة تشريعية‬ ‫─‬

‫وقضائية وفقهية‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬نظرية الق اررات االدارية بين علم االدارة العامة والقانون االدارين الطبعة‬ ‫─‬

‫الخامسة ‪ ،‬دار هومه ‪ ،‬بوزريعة الجزائر ‪. 2009 ،‬‬


‫محمد صغير بعلي‪ ،‬القانون االداري التظلم اإلداري‪ ،‬النشاط االداري ‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪،‬‬ ‫─‬

‫دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬عنابة الج ازئر ‪. 2002 ،‬‬


‫محمد صغير بعلي الق اررات االدارية ‪ ،‬دون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫─‬

‫عنابة الجزائر‪.2005 ،‬‬


‫محمد صغير بعلي‪ ،‬الوجيز في المنازعات االدارية (القضاء اإلداري)‪ ،‬دون ذكر رقم‬ ‫─‬

‫الطبعة ‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪.2002 ،‬‬


‫نصر الدين كامل‪ ،‬محمد فاروق راتب‪ ،‬فضاء األمور المستعجلة‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬دار الفكر‬ ‫─‬

‫العربي‪ ،‬مصر‪1998 ،‬م‪.‬‬


‫‪ -2‬المذكرات والرسائل‪:‬‬
‫عمر بوجادي‪ ،‬اختصاص القضاء االداري في الجزائر رسالة دكتوراه دولة في القانون ‪،‬‬ ‫̶‬
‫جامعة مولود معمري‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫أمينة غني‪ ،‬مذكرة االستعجال في المواد االدارية في قانون االجراءات المدنية واالدارية ‪،‬‬ ‫̶‬
‫لنيل شهادة الماجستير في القانون تخصص االجراءات والتنظيم القضائي ‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬‬
‫جامعة وهران‪ ،‬الجزائر ‪2012 ،‬‬
‫سيد علي زادي ‪ ،‬مذكرة اختصاص القاضي االداري في منازعات الملكية العقارية ‪ ،‬لنيل‬ ‫̶‬
‫شهادة الماجستير في القانون تخصص قانون المنازعات االدارية ‪ ،‬جامعة مولود معمري‬
‫‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬تيزي وزو‪.2014،‬‬
‫رشيدة اسماعيل ‪،‬عايدة هبة ‪ ،‬احكام التمويل حق االيجار في السكنات الوظيفية‪ ،‬مذكلرة لنيل‬ ‫̶‬
‫شهادة الليسانس في الحقوق نظام ل‪.‬م‪.‬د‪ ،‬البليدة ‪. 2009/2010 ،‬‬
‫‪79‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫ياسين لعميري ‪ ،‬محمد لخضاري ‪ ،‬مذكرة النظام القانوني للسكنات الوظيفية والمنازعات التي‬ ‫̶‬
‫تثيرها ‪ ،‬تخرج لنيل شهادة ليسانس تخصص قانون عقاري ‪ ،‬جامعة يحيى فارس ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬المدية ‪. 2011 ، 2010،‬‬
‫‪ -3‬المداخالت‪:‬‬
‫‪ -‬فؤاد جحيش‪ ،‬القضاء االداري االستعجالي التحفظي وعالقته بدعوى الخروج والتخلي عن‬
‫السكنات الوظيفية ‪ ،‬جامعة يحيى فارس بالمدية ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ 21 ،‬فيفري‬
‫‪. 2017‬‬
‫‪ -4‬النصوص القانونية‬
‫أ‪ -‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ ، 1996‬المعدل والمتمم بالقانون رقم‬
‫‪ ، 01-16‬المؤرخ في ‪ ، 2016/03/06‬المتضمن التعديل الدستوري ‪ ،‬جريدة رسمية ‪،‬عدد‬
‫‪ ، 14‬الصادر ‪.2016/03/‬‬
‫ب‪ -‬القوانين‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-81‬المؤرخ في ‪1981/2/7‬المتضمن التنازل عن األمالك العامة ذات‬
‫االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة ‪ ،‬والجماعات المحلية‬
‫ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات واألجهزة العمومية ‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 6‬بتاريخ ‪.1981/2/10‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01-88‬المؤرخ غي ‪ 1988/01|/12‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية ‪ ،‬الجيدة الرسمية العدد ‪ 02‬المؤرخ في ‪.1988/01/13‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1990‬يتضمن قانون األمالك الوطنية الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 52‬صادر ‪ 1990/12/2‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬المؤرخ في‬
‫‪ 1990/12/1‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 44‬صادر ‪2008‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 2008/2/29‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واالدارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 21‬بتاريخ ‪. 2008/4/23‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫ت‪ -‬األوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 58-75‬المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬يتضمن القانون المدني الجريدة الرسمية‬
‫العدد ‪ 78‬صادر بتاريخ ‪ 1975/9/ 30‬معدل ومتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ 2006/ 7/15‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 46‬صادر بتاريخ ‪ 16‬جويلية ‪.2006‬‬
‫ث‪ -‬النصوص التنظيمية‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 44- 81‬المؤرخ في ‪ 1981/3/21‬المتضمن شروط وكيفيات التنازل‬ ‫‪-‬‬
‫عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني أو المهني أو التجاري أو الحرفي التابعة للدولة‬
‫والجماعات المحلية ومكاتب الترقية والتسيير العقاري والمؤسسات والهيئات العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية العدد ‪ 12‬بتاريخ ‪.1981/3/24‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 71 -88‬المؤرخ في ‪ 28‬مارس ‪ 1988‬المحدد للشروط الخاصة التي‬ ‫‪-‬‬
‫تطبق على بيع األمالك العقارية التي شرع في استغاللها بعد ‪ 1‬جانفي ‪ ، 1981‬الجريدة‬
‫رسمية ‪،‬العدد ‪ 20‬صادر بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪. 1988‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 10-89‬المؤرخ في ‪ 1989/2/7‬المحدد لكيفيات شغل المساكن‬ ‫‪-‬‬
‫الممنوحة بسبب ضرورة الخدمة الملحة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح هذه المساكن ‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية العدد ‪ 6‬المؤرخة في ‪.1989/2/7‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 98-89‬المؤرخ في ‪ 1989/06/20‬المحدد للقواعد التي تضبط‬ ‫‪-‬‬
‫االيجار على المساكن والمحالت التي تملكها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات‬
‫والهيئات التابعة لها‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 26‬صادر بتاريخ ‪. 1989/06/28‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 454 - 91‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪ 1991‬المحدد لشروط ادارة‬ ‫‪-‬‬
‫األمالك الخاصة والعامة التابعة لدولة وتسييرها ويضبط تقنيات ذلك الجريدة رسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ 60‬صادر بتاريخ ‪ 1991‬معدل ومتمم ‪.‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300-95‬المؤرخ في ‪ 04‬أكتوبر ‪1995‬م‪ ،‬المحدد لالمتيازات‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة الممنوحة لصالح أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬
‫والمستخدمين ‪ ...‬الخ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ ،58‬الصادر بتاريخ ‪ 08‬أكتوبر ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫المرسوم التنفيذي ‪ 42-98‬المؤرخ في ‪ 01‬فيفري ‪1998‬م‪ ،‬المحدد لشروط الحصول على‬ ‫‪-‬‬
‫المساكن العمومية اإليجارية ذات الطابع االجتماعي وكيفيات ذلك‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،5‬صادر بتاريخ ‪.1998‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 427-12‬المؤرخ في ‪ 2012/12/ 16‬المحدد شروط وكيفيات إدارة‬ ‫‪-‬‬
‫وتسيير األمالك العمومية والخاصة والتابعة للدولة ‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬العدد ‪ 69‬صادر‬
‫بتاريخ ‪. 2012/12/19‬‬
‫القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 1989 /5/ 17‬المحدد لقائمة الوظائف والمناصب التي‬ ‫‪-‬‬
‫تخول حق االمتياز في المساكن بحكم ضرورة الخدمة أو لصالح الخدمة وشروط قابلية منح‬
‫هذه المساكن ‪ ،‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 21‬الصادر بتاريخ ‪. 1989/5/24‬‬

‫ثانيا‪ :‬باللغة الفرنسية‬


‫‪1- Ouvrage :‬‬
‫‪- Nasri HAFNAOUI , « Expulsion du logement defonction du fonctionnaire admis‬‬
‫‪en retraite » , Revue du conseil d’état ,N°O5 ,2005‬‬
‫‪2- Site internet :‬‬
‫‪- LE logement de fonction , journal du net ,21/01/2019 ,consulé le .15/08/2019 ,à‬‬
‫‪12 : 30‬‬

‫‪82‬‬
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫إهداء‬
‫شكر‬
‫قائمة المختصرات‬
‫‪4-1‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪35-5‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬منح السكن الوظيفي في التشريع الجزائري‬
‫‪6‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬المعايير المعتمد عليها لمنح السكن الوظيفي واإلجراءات المتبعة في ذلك‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم منح السكن الوظيفي‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف السكن الوظيفي‬
‫‪8‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التكريس القانوني للحق في السكن الوظيفي‬
‫‪9‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األسباب التي يمنح بموجبها السكن الوظيفي‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬ضرورة الخدمة الملحة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬صالح الخدمة‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الشروط الواجب توفرها لالستفادة من السكنات الوظيفية‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬اإلجراءات المتبعة لمنح السكن الوظيفي‬
‫‪17‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للدولة‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للجماعات المحلية‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬إجراءات منح السكن الوظيفي التابع للمؤسسات ذات الطابع االقتصادي‬
‫‪22‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬إنهاء االستفادة ومجال التنازل عن السكن الوظيفي‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حاالت إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إنهاء االستفادة بانتهاء العالقة الوظيفية‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إنهاء االستفادة بسب تغير المصلحة المسيرة للسكن الوظيفي‬

‫‪84‬‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات إنهاء االستفادة من السكن الوظيفي‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السكنات التي تملكها أو تنتفع بها الدولة‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السكنات التي تمتلكها أو تنتفع بها الجماعات المحلية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬السكنات التي تملكها أو تنتفع بها المؤسسات أو الهيئات‬
‫‪31‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مجال التنازل عن السكن الوظيفي‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬السكن الوظيفي غير قابل للتنازل‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬السكن الوظيفي القابل للتنازل‬
‫‪64-36‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالسكنات الوظيفية‬
‫‪37‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪38‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬دعاوى إدارية موضوعها السكنات الوظيفية‬
‫‪38‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬دعوى اإللغاء‬
‫‪39‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الموضوعية لقبول دعوى االلغاء‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دعاوى القضاء الكامل‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دعاوى الطرد‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دعاوى المسؤولية‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دعاوى االستعجال التحفظي‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬شروط القضاء االداري االستعجالي التحفظي‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬عالقة االستعجال التحفظي بدعاوى الطرد من السكنات الوظيفية‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الجهة القضائية المختصة بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اختصاص القاضي اإلداري بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬معايير تحديد اختصاص القاضي اإلداري للفصل في المنازعات المتعلقة‬
‫بالسكنات الوظيفية‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إثبات صفة التقاضي أمام القاضي اإلداري‬

‫‪85‬‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص القاضي االستعجالي بالفصل في المنازعات المتعلقة بالسكنات‬
‫الوظيفية‬
‫‪61‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬وجود عنصر االستعجال‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أال يتعلق االستعجال بأصل الحق‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أال يكون الهدف من الدعوى االستعجالية االعتراض على تنفيذ قرار إداري‬
‫وأال يتعارض النزاع مع النظام العام‬
‫‪66‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪71‬‬ ‫المالحق‬
‫‪77‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪83‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫‪86‬‬

You might also like