You are on page 1of 29

‫السنة الجامعية ‪2024-2023‬‬ ‫جامعة ابن طفيل المحاظرة رقم ‪:‬‬

‫وحدة ‪:‬تاريخ المغارب وحوض البحر االبيض‬ ‫كلية العلوم اإلنسانسة واالجتماعية‬
‫المتوسط‬
‫شعبة التاريخ والحضارة‬ ‫األستاذ المشرف ‪ :‬حميد اجميلي‬
‫المحاضرة رقم ‪9 :‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ .I‬المحور االول‪ :‬الصادرات والواردات المغربية من‬


‫وإلى جنوة‬
‫‪ ‬الصادرات المغربية الى جنوة‬
‫تقديم‬
‫إن بالد المغرب اإلسالمً كٌغرها من بلدان العالم اإلسالمً‬
‫شهدت العدٌد من العالقات التً تربطها بالعالم المسٌحً وذلك‬
‫نظرا لموقها االستراتٌجً الهام الذي ساهم فً بروز حركة تجارٌة‬
‫سرٌعة ونشٌطة ‪ ،‬بفعل عوامل ربٌسٌة أهمها اإلنسان والتبادل‬
‫التجاري والتً كان لها اثر كبٌر فً تفعٌل الحركة التجارٌة‬
‫بالمنطقة بٌنها وبٌن الدول المجاورة لها ‪.‬‬
‫لذا اشتهرت بالد المغرب بنشاطها االقتصادي داخلٌا وخارجٌا‬
‫والسٌما فً عهد الدولة الموحدٌة التً كانت من برز الكٌانات‬
‫السٌاسٌة التً تعاقبت على حكم بالد المغرب اإلسالمً ‪ ،‬إذ كان‬
‫الجانب التجاري أحد أهم نشاط الدولة االقتصادي‪ .‬والذي بدوره‬
‫أدى إلى انتعاش التجارة الداخلٌة واتساع نشاطها الخارجً مع كافة‬
‫الدول المحٌطة بها ‪ ،‬حٌث بلغت التجارة هذه الفترة أوج تطورها‬
‫‪1‬‬
‫واهتمت بالنشاط التجاري باعتباره أهم مظاهر التطور االقتصادي‬
‫حٌث عرفت منطقة بالد المغرب خالل هذه الفترة حركة تجارٌة‬
‫واسعة وانتعاش كبٌر بٌن مختلف مدن المغرب اإلسالمً خاصة ‪،‬‬
‫وبٌن مدن األقطار المجاورة العامة ‪ ،‬وذلك لما شهدته المنطقة من‬
‫تبادل تجاري هام سمح بالتواصل الدابم بٌن شعوب المنطقة‬
‫والمناطق اآلخرى والذي أدى الى تفاعل تجاري وثقافً وسٌاسً‬
‫هام كما ان لها إسهام ودو كبٌر فً العالقات‪ ،‬خاصة مع المدن‬
‫اإلٌطالً‬
‫ة‬
‫‪ 1‬المواد األولية‬
‫أ_المواد الفالحية‪.‬‬
‫الحبوب ‪ :‬اعتبرت الحبوب مادة مهمة ٌفتقرها الحوض‬
‫المتوسطً ‪ ،‬وهذا راجع لعدة عوامل ‪،‬ندكر منها عدم انتظام المناخ‬
‫وهذا فً حد ذاته سببا مهم فً جعل الحوض المتوسطً ٌتخبط فً‬
‫فترات المجاعة‬
‫وكانت جنوة هً األخرى فً حاجة ماسة إلى استراد الحبوب من‬
‫المغرب ‪،‬حٌث ان المغرب كانت ظروفه مالبمة ( وفرة األمطار)‬
‫لتلبٌة استهالكها من الحبوب ‪ ،‬وتصدٌر قسطا إلى الخارج ‪ ،‬وال‬
‫سٌما غرب اوروبا المتوسطٌة ‪ ،‬ونخص بالذكر أن جنوة لم تكن‬
‫ظروفها مالبمة لزراعة الحبوب وتلبٌة حاجٌاتها بنفسها وٌعود هذا‬
‫إلى عدم وجود مجاالت صالحة للزراعة‬
‫هذا ماجعلها أي جنوة كما سبق اإلشارة إلٌه ‪ ،‬انها تبحث على‬
‫مصدر تسترد منه حوالً ‪22‬ألف طن من الحبوب لسد حاجٌات‬
‫‪2‬‬
‫كل أفرادها‪،‬بحٌث تقدر نسبة استهالك الفرد الواحد للحبوب‬
‫‪220‬كلغ فً السنة‪ .‬كما ٌقال الحاجة أم االختراع ‪،‬فجنوة كانت‬
‫تتعرض للمنع من طرف الكنٌسة لمزاولة التجارة مع تونس‬
‫الحفصٌة ‪ ،‬جعلها توقع معاهدة معها فً ‪10‬فبراٌر ‪ ،1343‬والتً‬
‫شكلت مسألة تزود جنوة بالحبوب التونسٌة أحد أهم بنودها‪.‬‬
‫وكانت جنوة دابما تقنن كمٌات الحبوب عند معاهداتها مع تونس ‪،‬‬
‫وتشٌر الوثابق الجنوبٌة إلى أن الجنوٌٌن جلبوا الحبوب من إفرٌقٌة‬
‫قبل توقٌع معاهدة ‪ 1236‬باعتبارها أول معاهدة جنوب‪،...‬‬
‫ولم ٌبالغ " هٌرس" لما كتب بأنه التوجد منطقة مصدرة للقمح لم‬
‫تستقبل السفن الجنوٌة‬
‫الزيوت ‪ :‬بالنسبة لتجارة الزٌوت بٌن إفرٌقٌة وجنوة‪ ،‬فحسب ماجاء‬
‫فً كتاب جنوة وبالد المغرب على لسان مصطفى نشاط ؛‬
‫فالمعطٌات قلٌلة بخصوص هذا الشق ‪ ،‬باستثناء إشارة " دي‬
‫توتشً" التً تنص على إقبال الجنوٌٌن على زٌوت المغربٌٌن‬
‫األقصى والمغرب األوسط دون أن ٌحدد مصدره ‪ ،‬وعلى العموم‬
‫فالمغرب حظى بأهمٌة انتاج الزٌوت وتصدٌرها خالل العصر‬
‫الوسٌط‪.‬‬
‫األصواف ‪ :‬شكلت األصواف ثابتا من ثوابت صادرات بالد‬
‫المغرب إلى أوربا فً العصر الوسٌط‪ .‬وبما أن األصواف‬
‫االٌطالٌة لم تكن من النوع الجٌد اجبرت جنوة على استرادها من‬
‫بالد المغرب واشالم والجزٌرة االٌبٌرٌة ‪ .‬أما إسبانٌا لم تكن من‬
‫السهل دابما الحصول على الصوف منها‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سنة ‪ 1253‬ستعرف تجارة الصوف بٌن بالد المغرب وجنوة‬
‫وإشعاها ملحوظا مما جعل " لوبٌز" ٌكتب مقاال عن نشاط جنوة‬
‫والتجاري واشعاعها‪ .‬بحٌث زاد اهتمام الجنوٌٌن ببالد المغرب‬
‫آنداك‬
‫وأصبح المغرب ٌدخر أرباحا خاصة من تجارة األصواف تونس‬
‫وحمزة‪ .‬ولم تقتصر الصناعة النسٌجٌة بجنوة على األصواف‬
‫المغربٌة فقط ‪ ،‬بل اعتمدت على مواد أخرى مثل القطن والكثان‬
‫المصدرٌن من سبة وبجاٌة على نحو خاص‬
‫الجلود اعتبرت الجلود كذالك من بٌن الصادرات المغربٌة فً‬
‫العصر الوسٌط ‪ ،‬والتً اعتبرها ابن خلدون إلى جانب األصواب‬
‫البضاعتٌٌن األساسٌتٌن للمغرب‪ .‬وهذه الجلود كانت لمختلف‬
‫الحٌوانات بما فٌها الجمال‪ ،‬الماعز ‪،‬األغنام‪ ،‬األبقار والخٌول ‪،‬‬
‫وكانت هذه الجلود تصدر خام او مدبوغة ‪ .‬وعرفت هذه المادة‬
‫احتكارا عن طرٌق تدخل السلطة لمنع تصدٌر الجلود‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة فً بعض المصادر إلى وجود نوع من الجلود‬
‫اسمه اللمط‪ .‬كانت تستورد من المناطق الصحراوٌة‪ ،‬وٌدخل فً‬
‫صناعة الدروع الوقابٌة الجنود وتعرف بالدرق البنكٌة‪.‬‬
‫ندمج ضمن هذا اإلطار سلعا صدرتها بالد المغرب إلى جنوة ولم‬
‫تكن لها نفس األهمٌة على األقل على مستوى الوزن _ للثالثً‪،‬‬
‫الحبوب والصوف والجلود‪ .‬وتتمثل هذه المواد ؛‬
‫الشب‪:‬حسب عقود الموثق " جٌوفانً سكرٌبا" استوردة جنوة الشب‬
‫مند القرن ‪12‬م‪6/‬هـ وكان ٌستعمل فً صناعة الحرٌر والصوف‬
‫ولدباغة الجلود‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كما أن جنوة لم تكن تحتفظ بكل كمٌات الشب التً جلبتها من بالد‬
‫المغرب ‪ ،‬بل كانت تعٌد توزٌعه على بعض المناطق االٌطالٌه‬
‫اآلخرى‪،‬كما استورد الجنوٌون الشب من تونس ‪ .‬وكفكرة آخرى‬
‫فالمغرب لم ٌكن سوى منطقة ثانوٌة لسد حاجٌات الجنوٌون من‬
‫الشب ‪ ،‬بل إن بالد المغرب تحولت أحٌانا إلى مستوردة للشب من‬
‫جنوة‬
‫المرجان ‪ :‬فً واقع األمر ‪ ،‬أننا لم نعثر على إشارة تفٌد استراد‬
‫جنوة للمرجان من سبة آنذاك ‪ ،‬فصناعة الحلً المرجانٌة جعل‬
‫الجنوٌون بحاجة إلى استراد المرجان بفعل االرباح المدخرة نتٌجة‬
‫التجارة مع الشرق خاصة سكان الهند‬
‫شمع العسل‪ :‬هو الداللة على التقدم الكبٌر فً اإلنارة ‪ ،‬ومن خالل‬
‫إشارات بٌغولوتً ان المغرب المرٌنً متوفرا على التوابل مما‬
‫جعله محطة استراد التوابل فً العصر الوسٌط عن طرٌق التجارة‬
‫االٌطالٌه (حبة الجنة التً تنتج بالسودان الغربً)‬
‫النيلة‪ :‬استراد الجنوٌون النٌلة باعتبارها نبات ٌدخل فً تلوٌن‬
‫وصباغة األقمشة ‪ ،‬وكانت لها أي النٌلة قٌمة مالٌة كبرى داخل‬
‫أسواق فلرندة‬
‫الفواكه الجافة ( المجففة)‪ :‬كانت التمور المغربٌة مطلوبة على‬
‫موابد الفبات الغنٌة بغرب أوربا المتوسطٌة ‪ ،‬وإن لم نعثر على‬
‫إشارة تفٌد مباشرة استراد جنوة لتمور بالد المغرب ‪ ،‬فإن أحد‬
‫العقوب تتحدث عن استراد تاجر جنوي للتٌن من تونس سنة‬

‫‪5‬‬
‫‪ ،1280‬وهناك إشارات قلٌلة عن تصدٌر الفواكه المجففة بٌن بالد‬
‫المغرب وجنوة‬
‫السكر ‪ :‬تشٌر كثٌرا من المصادر إلى وفرة السكر بالمغرب لكن‬
‫جنوة عولت أكثر على سكر الدولة النصرٌة‬
‫سمك التون‪ٌ :‬بقى موضوع الصٌد البحري ببالد المغرب الوسٌط‬
‫من المواضٌع الطرٌفة التً تحتاج مزٌد من النبش والدراسة ‪.‬‬
‫فجنوة كانت بحاجة إلى سد حاجٌاتها من المواد الغذابٌة بفعل‬
‫ضعف المجال الزراعً الصالح حولها‪ ،‬فكان المغرب من المناطق‬
‫المهمة المصدرة السمك نحو غرب أوربا‪.‬‬
‫خالصة القول فإن أغلب المواد المصدرة من بالد المغرب كانت‬
‫مواد خام ومع ذلك‬
‫فإن بعض المواد المصنعة المغربٌة وصلت إلى جنوة مثل‬
‫المصنوعات الخزفٌة التونسٌة وبعض المهارٌز النحاسٌة‬
‫المصنوعة بسبة والمخصصة لدق التوابل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المواد المعدنية (الذهب_الملح (‬
‫كان الذهب سابدا بشكل كبٌر فً القرن ‪13‬حسب بعض‬
‫الدارسٌن؛فأوربا المتوسطٌة اعتمدت على دهب السودان ‪ ،‬بحٌث‬
‫لعبت نهضة القرن ‪ 13‬دورا فً التحوالت العمٌقة فً البنٌات‬
‫االقتصادٌة واالجتماعٌة مما جعل جنوة فً حاجة إلى الدهب خالل‬
‫الفترة المدروسة ‪ .‬فصدرت الدولة المرٌنٌة الذهب إلى غرب أوربا‬

‫‪6‬‬
‫المتوسطٌة انطالقا من عدة مراسً وهً سال وأسفً وأصٌال‬
‫وسبة‪.‬‬
‫كما اعتبرت مملكة بنً عبد الواد من أهم مزودي أوربا بالدهب‬
‫كما أن الدولة الحفصٌة استفادة بدورها من إحدى الطرق الشرقٌة‬
‫التً كانت تنتهً إلٌها محاور تجارة الذهب بٌن السودان وبالد‬
‫المغرب‪.‬‬
‫ونعترف بأن حدٌثتا عن تجارة الذهب بٌن بالد المغرب وجنوة‪.‬‬
‫ٌبقى فً معضمه وصفٌا وذلك لغٌاب مؤشرات إحصابٌة عن حجم‬
‫هذه التجارة ‪ ،‬التً سبق اإلشارة إلٌها أنها كانت تجري فً جو من‬
‫الكتمان والسرٌة ‪ .‬وكإشارة فالمغرب فً بعض األحٌان كان‬
‫مستوردا للذهب من جنوة ‪ ،‬وهنا نتحدث عن إنقالب الموازٌن‪ ،‬أي‬
‫أن المصدر أصبح ٌسترد‬
‫الملح‪ :‬الٌبدو أن المغرب المرٌنً صدر هذه المادة إلى جنوة وأما‬
‫المغرب األوسط‪ ،‬فكان ٌستوردها بدورها من ٌابسة (إبٌزا)‪ ،‬فجنوة‬
‫كانت تستورد هذه المادة من عدة مناطق‪ ،‬التً عرفت بانتاج الملح‬
‫مثل جزٌرة ساردٌنٌا‪ ،‬وجزٌرة البلٌار ‪،‬‬
‫وجزٌرة ٌابسة ‪ ،‬كما أن هناك إشارات قلٌلة إلستراد الملح من‬
‫تونس الحفصٌة ‪ ،‬حٌث أن تونس الحفصٌة بدورها كانت تستورد‬
‫الملح من جزٌرة ٌابسة‬
‫‪ .‬هنا ٌتضح أن الجنوٌٌن لم ٌهتموا كثٌرا بملح بالد المغرب نظرا‬
‫االحتكار البندقٌة لعملٌات إنتاجه توزٌعه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫باقي المعادن ‪ :‬اشتهر المغرب خاصة فً العصر الوسٌط بعملٌة‬
‫استخراج المعادن ‪ ...‬كما أنه الٌبدو أن جنوة استوردت الحدٌد من‬
‫بالد المغرب ‪ ،‬وٌرجع هذا إلى تغطٌتها لحاجٌاتها منه انطالقا من‬
‫حدٌد أورٌا الوسطى ‪ ،‬والسٌما حدٌد جزٌرة إلب الذي انتزعت حق‬
‫استفادته من بٌزة ‪ 1350‬بعد صراع مرٌر‬
‫العبيد‪:‬‬
‫ٌعتبر موضوع العبٌد بصفة عامة موضوعا حساسا ‪ .‬خاصة وأن‬
‫الكثٌر من الكتابات إبتعدت عن اإلقرار نحو تجارة العبٌد‬
‫لمجتمعات أوربا فً العصر الوسٌط ‪ ،‬كما كشفت بعض النصوص‬
‫القلٌلة عن وجود بعض العبٌد ب جنوة جلبوا إلٌها من بالد المغرب‬
‫‪،‬وهنا ممٌز بٌن نوعٌن من العبٌد المرسلون من بالد المغرب إلى‬
‫جنوة؛‬
‫عبٌد بالد المغرب وعبٌد من السودان ‪ ...‬والحدٌث أكثر عن هذا‬
‫الجانب نجد إشكالٌة فً قلة الكتابات فً تجارة العبٌد ‪ ،‬كما سبق‬
‫دكره إذ أن هذه التجارة كانت هامشٌة فً المبادالت التجارٌة ولم‬
‫ترصد لها فً العصر الوسٌط أموال كثٌرة ومارسها تجار غٌر‬
‫متخص‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬الواردات المغربية من جنوة‬
‫المنسوجات‪:‬‬
‫خالل القرن ‪ 13‬عرفت المدن اإلٌطالٌة قفزة نوعٌة فً مٌدان‬
‫الصناعة النسٌجٌة إال أن هذه الصناعة لعبت دورا اساسٌا فً‬
‫توسع اإلقتصاد األروبً ‪ .‬ومن خالل أهمٌة الصناعة النسٌجٌة‬
‫بجنوة فً الفترة المدروسة كان انتاجها ٌأتً فً مقدمة المواد التً‬
‫كان ٌتم تصدٌرها إلى بالد المغرب رغم اإلنتاج النسٌجً المحلً ‪.‬‬
‫ومن بٌن المناطق التً زودت بالد المغرب بالنسٌج نذكر فلورنسا‬
‫وروان وكانت هذه المادة تأتً تحت اسم"‪، "Panni‬وٌمكن أن‬
‫نمٌز بٌن انواع المنسوجات التً صدرتها جنوة إلى المغرب إذا ما‬
‫أبصرنا نوعٌة مادتها الخام ضمن ماٌلً‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتانيات ‪ :‬ورد فً بعض العقود إشارة عن كمٌة المنسوجات‬
‫الكتانٌة التً كان ٌتم تصدٌرها إلى بالد المغرب حٌث نجد عقد‬
‫ارخ بأبرٌل ‪1213‬م والذي من خالله قدم بارلنا كمٌة منها إلى‬
‫مواطنه على شكل قراض لحملها إلى سبتة ‪ ،‬وجاء اٌضا فً عقد‬
‫أخر مؤرخ ‪ 11‬غشت ‪ 1277‬ان الجنوي ازودٌهاري استلم من‬
‫بٌٌترنو كمٌة من المنسوجات الكتانٌة بلغت قٌمتها ‪ 186‬لٌرة‬
‫ب‪ -‬الحريريات ‪:‬اعتبرت المدن اإلطالٌة إحدى محطات تزوٌد بالد‬
‫المغرب بالحرٌر وٌتم نقل هذه المادة من مصادر مختلفة مثل آسٌا‬
‫الصغرى وصقلٌة والدولة النصرٌة ‪ .‬وتتوفر لذٌنا بعض العقود‬
‫عن تجارة الحرٌر التً تمت بٌن جنوة و بالد المغرب من ضمنهم‬
‫عقد أرخ بأكتوبر ‪ 1221‬نقل غٌجبلٌو عدة مواد من ضمنها الحرٌر‬
‫‪9‬‬
‫إلى سبتة بقٌمة ‪ 77‬لٌرة ومن بٌن المدن التً زودها تجار الجنوٌٌن‬
‫بجاي‬
‫ة‬ ‫بالحرٌر كانت هً‬
‫ج‪ /‬الصوفيات والقطنيات‪ :‬نقل التجار الجنوٌون المنسوجات‬
‫الصوفٌة والقطنٌة إلى بالد المغرب بناءا على قراض قدمه ولٌام‬
‫كفارو إلى اسبرغتو بحٌت نقل عشر قطع من المنسوجات القطنٌة‬
‫إلى تونس ‪ .‬وٌتخالف لوبٌز مع شوب معتقدا ان القطن الذي ٌصل‬
‫إلى بالد المغرب من طرف الجنوٌٌن لم ٌكن من صقلٌة وإنما من‬
‫سورٌا وأرمٌنٌا والهند األن انتاج صقلٌة من القطن كان ضعٌفا‬
‫ومن نوع الردئ‬
‫الخمور‬
‫‪ :‬شكل ظهور الخمور بالمغرب الوسٌط أحد الموضع التً تحتاج‬
‫إلى المزٌد من البحث بحكم حساسٌتها الدٌنٌة‪.‬‬
‫وإن الخمور التً كان المغرب ٌستوردها كانت موجهة إلى‬
‫المسحٌٌن المقٌمٌن به ‪ ،‬وبعد تزاٌد إقبال على الخمور أصبحت‬
‫لهذه المادة أماكن مخصصت لبٌعنا للمسٌحٌن والمسلمٌن وكانت‬
‫عملٌة البٌع تتم تحت مراقبة وكالء أو تجار ٌتم تعٌٌنهم من طرف‬
‫السلطة المغربٌة اإلشارة أن حصول المسلمٌن على الخمور لم تكن‬
‫من خالل شرابها من تجار المسحٌٌن والٌهود بل ٌقدمونها أولبك‬
‫التجار للحاملٌن الذٌن ٌعملون بالمراسً إضافة إلى أجورهم‬
‫كمكافأة لهم على عملهم‬

‫‪10‬‬
‫وبالنسبه للخمور التً نقلها الجنوٌون الى بالد المغرب كان من‬
‫انتاج المحلً بجنوة ولم تكن هذه الخمور معدة لتجارة بل‬
‫لألستمتاع البحارة الجنوٌون بها أثناء سفرهم واحتفضوا بقسط منها‬
‫لبٌعه ببالد المغرب برغم قله جودة الخمور التً صدرتها أروبا‬
‫إلى بالد المغرب إال أنها وجدت سوق مربح ورابج بالمنطقة‬
‫الحبوب ‪:‬‬
‫قامت بالد المغرب بتصدٌر الحبوب لجنوة غٌر أن الدولة الحفصٌة‬
‫قامت باإلستراد لهذه المادة من جنوة فً سنوات العجاف وبالرغم‬
‫من أن جنوة كانت بحاجة ماسة إلى الحبوب إال أن تجارها عملوا‬
‫على تزوٌد الدولة الحفصٌة بهذه المادة من خالل مصادر متوسطٌة‬
‫عرفت بانتاج الحبوب كما حصل التجار الجنوٌٌن على أرباح‬
‫مهمة آنذاك بفعل نقلهم الحبوب من صقلٌة إلى تونس وفً قرن ‪14‬‬
‫استقبلت مدٌنة بجاٌة السفن الجنوبٌة المحملة بالحبوب‪ .‬ماٌمكن‬
‫قوله أن الجنوٌٌن لم ٌكونوا المنتجٌن لهذه المادة ولكن عرفت‬
‫بكونها مركزا لتجمٌعها وبعد ذلك ٌقومون بتصدٌرها‪.‬‬
‫الزيوت ‪:‬‬
‫رغم أن تونس كانت مشهورة بزٌاتٌنها إال أنها كانت تستورد‬
‫الزٌوت من جنوة ولقد كشفت لنا الحولٌات الجنوٌة عن أهمٌة‬
‫الزٌوت التً قام بنقلها أحد الجنوٌٌن إلى تونس أواخر القرن ‪13‬‬
‫حٌث تعتبر تجارة الزٌوت مصدرا للربح إذ سمحت العملٌة‬
‫بالحصول على ‪ 1300‬دٌنار ذهبً كان أٌضا السوق األندلسٌة له‬
‫أهمٌة فً تبادل التجاري بٌن جنوة وبالد المغرب وإن هذه التجارة‬
‫‪11‬‬
‫اي تجارة الزٌوت كانت السبب فً توتر العالقة بٌن جنوة والدولة‬
‫الحفصٌة سنة ‪1289‬م االن جنوة رفضت تقدٌم الواجبات‬
‫المفروضة علٌها لنقل كمٌات من الزٌوت إلى تونس ولم ٌتصلح‬
‫الوضع إال بعد أن تعهد التاجر الجنوي بحضور قنصل الجنوٌٌن‬
‫بتونس أن ٌدفع ماعلٌه‬
‫المواد اإلستراتيجية‪:‬‬
‫رغم العالقات التً جمعت بٌن بالد المغرب والغرب المسٌحً إال‬
‫أن كل طرف كان ٌحرص على مبادالته مع طرف االخر ومنع‬
‫كل منهما اإلستفادة من المواد األولٌة التً تسمح بتقوٌته وتدعٌمه ‪.‬‬
‫فقامت الكنٌسة بأعطاء األوامر لتجار الجنوٌٌن‬
‫بعدم تزوٌد البالد المغرب بالمواد اإلستراتٌجٌة إال أن هذه األوامر‬
‫لم تدخل حٌز التنفٌذ ‪ .‬وفً األربعٌنٌات ثم إحٌاء مرسوم كنسً‬
‫ٌمنع تزوٌد اإلسكنذرٌة وبالد المغرب بالحدٌد والخشب واألسلحة‬
‫والعبٌد وفرض على الذٌن لم ٌعملوا بهذا القرار ‪ 200‬كدعٌرة‬
‫‪.‬ومن بٌن األسباب وراء منع التجارة على تونس خوفا من زٌادة‬
‫القوة العسكرٌة للحفصٌٌن‪.‬لكن لم تتمكن الكنٌسة من اٌقاف التٌار‬
‫تجارة الخارجٌة الجنوٌة األنها تعتبر الربتٌن التً تستنشق منها‬
‫المدٌنة بل أصبح ممثلوا الكنٌسة بدورهم ٌتعاطون التجارة مع بالد‬
‫المغرب باعتبارها مصدرا للربح العمٌم‬

‫‪12‬‬
‫مواد أخرى‪:‬‬
‫فً هذا الصدد سنتحدث عن بعض السلع التً لم تبلغ نفس مستوى‬
‫التً بلغته المواد األخرى سابقة الذكر ومن بٌن هذه السلع نذكر ‪:‬‬
‫‪ 1‬الحلً ‪:‬‬
‫قامت جنوة بتصدٌر إلى بالد المغرب الكثٌر من األحجار الكرٌمة‬
‫كالٌاقوت األحمر والزمرد واللؤلؤ والمجوهرات وكانت هذه‬
‫المواد موجهة بدرجة األولى إلى السلطان وحاشٌته ومن المعلوم‬
‫أن هذه أنواع الحلً التً كانت تستورد لصالح السلطان معفٌت من‬
‫أداء الضرابب الجمركٌة‬
‫‪ 2‬العبٌد ‪:‬‬
‫شكلت القرصنة أهم مصدر للحصول على العبٌد بحوض البحر‬
‫المتوسط الغربً خالل العصر الوسٌط ‪ .‬وبحكم موقع جنوة وقوة‬
‫أسطولها ونشاط تجارها جعل منها منطقة تجمع العبٌد وتعٌد‬
‫توزٌعهم خالل القرنٌن ‪ 13‬و‪ 14‬وبرغم أننا لم نطلع على عقود‬
‫تفٌد وجود تجارة مباشرة للعبٌد من جنوة باتجاه بالد المغرب غٌر‬
‫أننا ال نشك فً وجود تجارة لهم جرت فً إطار السرٌة نظرا األن‬
‫"السلعة بشرٌة"‬
‫تمٌز الدراسات المغربٌة المعاصرة بٌن االسطول العسكري و‬
‫االسطول التجاري الدول المغربٌة خالل العصر الوسٌط‪ ،‬فالسلم‬
‫كان هشا داخل البحر المتوسط فً هذه الصدد ندكر لدٌفورك الذي‬
‫قام بالدراسة العالقات المسٌحٌة اإلسالمٌة بالبحر الغربً كانت‬
‫‪13‬‬
‫هناك الصرعات داخل البحر بحٌت كان كل طرف ٌنطر إلى أخر‬
‫باعتباره سمك القرش‪ ،‬رغم وجود معاهدات الصلح لكنها كانت‬
‫معاهدات الهدنة و لٌس السلم‪.‬‬
‫خالصة لهذا الفصل ٌمكن القول ان الجمهورٌات اإلٌطالٌة دخلت‬
‫فً عالقات تجارٌة مع بالد المغرب خالل العصر الوسٌط وعقدت‬
‫معاهدات واتفاقٌات تجارٌة لتأمٌن تنقل األشخاص والمعامالت‬
‫وشكلت هذه التجارة قناة للتواصل الحضري‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫السنة الجامعية ‪2024-2023‬‬ ‫جامعة ابن طفيل المحاظرة رقم ‪:‬‬
‫وحدة ‪:‬تاريخ المغارب وحوض البحر االبيض‬ ‫كلية العلوم اإلنسانسة واالجتماعية‬
‫المتوسط‬
‫شعبة التاريخ والحضارة‬ ‫األستاذ المشرف ‪ :‬حميد اجميلي‬
‫المحاضرة رقم ‪10 :‬‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ .II‬المحور الثاني ‪ :‬الرحلة التجارية و العناصر‬


‫الجنوية المغربية القائمة بها‬
‫تقديم‬
‫ٌعتبر حوض البحر المتوسط وسٌله تربط بٌن جهاته األربعة من‬
‫العصور القدٌمة‪ ،‬خاصة الجزء الغربً منه الذي برز فً‬
‫العالقات التً جمعت بٌن المسٌحٌٌن و المسلمٌن خاصة فً‬
‫المجال اإلقتصادي حٌت تعود هذه العالقات إلى فترات ضاربة‬
‫فً التارٌخ‪ ،‬و تمٌز لنا العدٌد من المصادر حول العالقات بٌن‬
‫التجار المغاربة و الجنوٌٌن فً العصر المتوسط أنها كانت‬
‫عالقات حرب و عداء و ٌسودها السلم فً أغلب فتراتها بٌن‬
‫الطرفٌن‪ ،‬حٌت شكلت التجارة البحرٌة أهم قناة للتواصل بٌن‬
‫جنوب أوربا و شمال إفرٌقٌا ما جعل الطرفٌن ٌهتمون بصناعة‬
‫السفن التً كانت أساس التجارة الجنوٌة المغربٌة‪ .‬فما هً أنواع‬
‫السفن و العناصر القابمة بالتجارة المغربٌة الجنوٌة؟‬

‫‪15‬‬
‫‪ 1‬الرحلة التجارية بين جنوة و بالد المغرب‬
‫أ_أنواع السفن المستعملة‬
‫قبل الحدٌت عن أنواع السفن التً وجدت فً التجارة بٌن جنوة و‬
‫بالد المغرب ٌجب تطرق إلى مالحظتٌن أساستٌن هما‪:‬‬
‫المصادر العربٌة و الجنوٌة ‪ :‬كتٌر من أسماء للسفن التً كانت‬
‫توجد فً البحر المتوسط خالل العصر الوسٌط‪ ،‬فً حٌن أن‬
‫المصادر المغربٌة التً تتمحور حول أنواع السفن التً تتسم‬
‫بالعمومٌة إلى أنها تؤدي إلى التضارب و ضعف المادة المقدمة‬
‫عن حجمها الشا الذي جعل الدراسات المعاصرة ال تخلوا من‬
‫الغموض‪ .‬قد الحط هٌرس فً هذه الشأن هناك أسماء عدٌدة للسفن‬
‫المتوسطٌة نابعة من التقالٌد المحلٌة لكل منطقة هنا نتحدث عن‬
‫القارب‪ Barcha‬بجنوة‪ .‬لكنه مركب الصغٌر ٌستعمل فً المساحلة‬
‫و المبادالت قصٌرة كما ٌوجد كدلك فً البحٌرة المغربٌة‪ .‬كما‬
‫هناك فً برشلونة السفٌنة القشتالٌة التً كانت قادرة على حمل‬
‫البضابع و قٌام بالرحالت البحرٌة البعٌدة‪.‬‬
‫أما المصادر المغربٌة ‪:‬تحدتت عن عدة مراكب دون تحدٌد ماهٌتها‬
‫منها‪ :‬السلورة و القارب و الجفن و الزورق و الفلوكة‬

‫‪16‬‬
‫ب_ استئجار السفن و قيمة النقل‪:‬‬
‫هنا نتحدث عن العالقات التجارٌة الجنوٌة المغربٌة‬
‫قبل توسع التجارة الجنوٌة فً القرن ‪13‬م‪،‬عندما تطورت المالحة‬
‫تعقدت الترتٌبات المرتبطة بالرحلة التجارٌة‪ .‬تجدر اإلشارة إلى‬
‫قٌمة استبجار الجنوٌٌن للسفن للتجارة مع بالد المغرب‪ ،‬حٌت كان‬
‫سعر استبجار مرتفعا فً المعاملة مع بالد المغرب ‪،‬قد بلغ‬
‫‪2000‬لٌرة سنة ‪1251‬م‪ .‬و أصبحت عملٌة نقل التجار المغاربة‬
‫على السفن الجنوة مسألة روتٌنٌة‪ ،‬مما أدى المغاربة إلى استغناء‬
‫على عملٌة استبجار و اعتماد على شراء أو رهن السفن الجنوٌة‪،‬‬
‫ولم ٌجدو أي صعوبة فً تمكٌن المغاربة بالسفن أواخر العصر‬
‫الوسٌط‪ .‬و قد ساهمت السلطة الحفٌصٌة فً حصول على السفن‬
‫الجنوٌة‪،‬‬
‫من أجل تحدٌد األسعار نقل السلع من جنوة إلى بالد المغرب ٌجب‬
‫اتفاق على عدة عناصر مرتبطة بنوعٌة السفٌنة و إمكانٌات حمولتها و‬
‫توقٌت الرحلة و نوعٌة المادة المحمولة و تحدٌد الطرٌق السفٌنة‪ٌ ،‬تم‬
‫االختٌار سعر على حسب المواد التً تنقلها ( فإذا كانت خفٌفة متل‬
‫التوابل و الجلود و الصوف ٌكون سعر منخفض على عكس المواد‬
‫تقٌلة متل حبوب التً تؤتر على السفٌنة لهذا ٌكون سعر مرتفعا‬
‫لم ٌكن التجار الذٌن ٌتعاملون مع بالد المغرب ٌؤدون واجب استبجار‬
‫عن كل البضابع بل تمة اعفاء من األداء على بعض السلع كالخمور‬
‫األنها مواجهة االستهالك الشخصً لكن بعض كان ٌبٌعونها ببالد‬
‫المغرب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أهم خصائص السفن في التجارة الجنوية المغربية‪:‬‬
‫البطسة‪:‬‬
‫هً سفٌنة متععددة السطوح و االشرعة و ذات شكل الدابري‪،‬‬
‫كانت تستعمل لدى التجار الجنوٌٌن مع المغرب‪ ،‬حٌت استعملت‬
‫فً المسافات البعٌدة على عكس الطرٌدة و الشٌنً فً الرحالت‬
‫القصٌرة‪ .‬كما هو الشأن بٌن الجنوة و جنوب إٌطالٌا‪ ،‬كما أنها‬
‫استخدمت لحمل المواد تقٌلة متل التً نقلتها سفٌنة الجنة الكبرى‬
‫فً التجارة مع تونس التً بلغت حمولتها ‪ 3000‬قنطارا‬
‫الشٌنً ‪:‬‬
‫أطلق علٌها باستال على أنها السفٌنة التً تسٌر بالمجادٌف حٌت‬
‫كتب علٌها محمد المنونً"مركب طوٌل ٌجدف بمابة مجداف و‬
‫تقوم فٌه أبراج و قالع للدفاع و الهجوم"‪ .‬تمكنت جنوة من‬
‫إستعمال الشوانً الكبٌرة خالل القرن ‪14‬م‪.‬نشٌر إلى أن اسم‬
‫الشٌنً ورد بالمصادر العربٌة‬
‫الطرٌدة ‪:‬‬
‫هً دات أصل عربً‪ ،‬استخدمت فً الحروب الصلٌبٌة اختصت‬
‫بنقل الخٌول و المواد الغذابٌة‪ ،‬كما أن باستال له نفس نظرة على‬
‫خصابص الشٌنً‪ .‬كانت تتمكن من حمل ‪4‬أاللف " طن" إلى أن‬
‫طرٌدة تسمى النصر فً ملكٌة بعد رحلتها من بونة ( عنابة) إلى‬
‫مرسى تونس من أجل نقل سلع لجنوة‬

‫‪18‬‬
‫القارب‪:‬‬
‫لم تكون هناك إشارة على أن هذا القارب استعمل فً التجارة مع‬
‫المغرب األقصى و األوسط لكن مالدٌنا هو تجارته مع تونس إلى‬
‫أنه كان ٌعتمد على المساحلة لم تكون له قادرة على اإلبحار من‬
‫جنوة إلى بالد المغرب بل إتخاد طرٌق الساحلً ٌمر من صقلٌة‪،‬‬
‫وقد اختص فً النقل المواد الخفٌفة ٌمكن أن تصل إلى ‪500‬‬
‫قنطارا‬
‫ج_ مسار الرحلة‬
‫ٌمكننا ان نمٌز بٌن طرٌقٌن‪:‬‬
‫‪ 1‬الطريق الساحلي‪:‬‬
‫توجه بعض السفن الجنوٌة المتجهة نحو بالد المغرب إلى‬
‫المساحلة‪ ،‬إذ كانت تتجه نحو سواحل الفرنسٌة الجنوبٌة الى ان‬
‫تصل إلى مارسٌلٌا و منها إلى برشلونة‪ ،‬أو انها تتجه إلى سواحل‬
‫الشرقٌة األندلس إلى أن تصل إلى مضٌق جبل طارق و منه إلى‬
‫سبة إلى أن تصل لحدود تونس و طرابلس اما ٌمكن أن تتخد نفس‬
‫الطرٌق أما تسٌر عبر صقلٌة‪ ،‬فالسواحل اإلٌطالٌة الجنوٌة الغربٌة‬
‫إلى أن تصل إلى جنوة‬
‫‪ 2‬الطريق الداخلي ‪:‬‬
‫ٌبدو طرٌق الساحلً طوٌال‪ ،‬ولهذا لجأ التجار الجنوٌون إلى‬
‫أختزال المسافة باتخاد السٌر الداخلً الذي ٌخترق الحوض الغربً‬
‫للمتوسط عبر مجموعة من الجزر هذه الطرٌق هً التً ٌسمٌها‬
‫‪19‬‬
‫برودٌل باإلبحار عن طرٌق الجزر‪ ،‬كما أتبت برٌسك أن صقلٌة‬
‫كانت محطة مهمة فً تجارة الجنوٌٌن مع بالد المغرب طٌلة القرن‬
‫‪13.14‬م‬
‫فترات الرحلة ‪ :‬من خالل العقود أن اقبال الجنوٌٌن على التجارة‬
‫مع بالد المغرب‪ ،‬كان ٌقع أكتر فً فصول الخرٌف و الربٌع و‬
‫الصٌف و لعل اختٌار الجنوٌٌن االبحار نحو بالد المغرب خالل‬
‫هذه الفصول مرتبط بعدة عوامل أهمها الظروف المناخٌة جٌدة‪،‬‬
‫ٌرتبط ضعف الرحالت التجارٌة الجنوٌة مع بالد المغرب بسبب‬
‫صعوبة االبحارو سوء االحوال الجوٌة‪ ،‬خالل هذا الفصل تكون‬
‫المفاوضات و التسوٌات السلمٌة و المحادتات السٌاسٌة‪ ،‬توقف‬
‫اإلبحار إلً حدود سنة ‪1450‬م‬
‫أصبحت الرحالت الجنوٌة التً تتعمل مع بالد المغرب بأن تكون‬
‫الرحالت جماعٌة خاصة فً فترات الحرب و احتداد عملٌات‬
‫القرصنة‪ ،‬مما أدى إلى إجبار تجار جنوة بالسفر على شكل‬
‫القوافل منذ أواخر القرن ‪14‬م‬
‫مدة الرحلة ‪ :‬من الصعب تقدٌم وقت مضبوط عن المدة التً كانت‬
‫الرحلة تستغرقها من جنوة إلى بالد المغرب‪ ،‬أو من بالد المغرب‬
‫إلى جنوة نظرا االرتباطها بعدة العوامل كالمناخ و نوعٌة السفٌنة و‬
‫الحالة االمنٌة السابدة بالبحر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 2‬العناصر القائمة بالتجارة الجنوية المغربية‬
‫‪ - 1‬العناصر المغربية‪:‬‬
‫لقد اتسم حضور التجار المغاربة بأوروبا خالل العصر الوسٌط‬
‫بالضغط بالضعف‪ ،‬بعكس الحضور األوربً الذي كان مكتفا ببالد‬
‫المغرب‪ ،‬إال أن هذا لم ٌمنع من تواجد المغاربة فً معظم مناطق‬
‫و دول الغرب أوروبا المتوسطٌة مثل بٌزة و أرغون و صقلٌة و‬
‫جنوب فرنسا و مملكة قشتالة‪ ،‬و هذا ما تؤكده بعض المعاهدات‬
‫التً تقوم حجة على أن المغاربة توجهوا إلى الضفة الشمالٌة من‬
‫الحوض الغربً للمتوسط بهدف التجارة و نخص بالذكر المعاهدة‬
‫التً عقدها أبوعنان مع بٌزة و كذالك المعاهدات التً وقعتها جنوة‬
‫مع تونس التً تلتزم فٌها جنوة بتوفٌر السالمى للمسلمٌن‬
‫الموجودٌن بها و بالمناطق المجاورة لها‪.‬‬
‫و هذه اإلشارات نجدها فً المصادر الجنوٌة التً سمحت لنا‬
‫بإلتقاط بعض شذارتها إذ منذ ‪ 1204‬تتحدث عن التجارة بٌن‬
‫الجنوبٌن و المغاربة على إثر تحطم سفٌنة محملة بمواد تجارٌة‬
‫للمسلمٌن‪ ،‬و هناك بعض العقود التً تؤرخ لهذه العالقات الضاربة‬
‫فً القدم كعقد مؤرخ ب ‪ 28‬ماي ‪ 1222‬م لنقل التاجر السبتً‬
‫محمد بن المعلم كمٌة من البضابع المختلفة قدرت قٌمتها ب ‪350‬‬
‫لٌرة إلى الجنوي فشكوفر‪ ،‬و جاء عقد مؤرخ عام ‪ 1271‬م أن‬
‫مغربٌا ٌدعى أسٌكو توفً بجنوة مخلفا البحة طوٌلة من األشٌاء‬
‫تدل على أنه كان مستقرا هناك‪ ،‬و مارس أنشطة تجارٌة مرتبطة‬

‫‪21‬‬
‫بشؤون البحر و ٌشٌر " دوماص التري" إلى نشاط لتاجر تونسً‬
‫بجنوة ٌسمى بوشر سنة ‪1251‬بدون أن ٌحدد مصدره‪.‬‬
‫‪-‬و إلبرام هذه االتفاقٌات و العقود بٌن جنوة و بالد المغرب‬
‫ٌستدعى وجود تجار من بالد المغرب بجنوة‪ ،‬و مغاربة ٌزاولون‬
‫مهمة الترجمة كعبد الرحمان الذي زاول هذه المهمة مدة ثالث‬
‫سنوات (‪) 1274-1271‬‬
‫و إلى جانب التجار المسلمٌن بجنوة ‪ ،‬كان هناك ٌهود مغاربة‬
‫ساهموا فً التجارة المغربٌة الجنوبٌة ‪ ،‬ففً بداٌة القرن ‪ 13‬م وجد‬
‫ٌهودٌان من سبتة بجنوة أحدهما مترجم ‪ .‬و قد تعاطى ٌهود إفرٌقٌة‬
‫الوسٌط بٌن البالد المغرب و جنوة فً تجارة الذهب بحكم هٌمنتهم‬
‫على تجارة القوافل‪.‬‬
‫وهذه النماذج التً قدمناها لدلٌل على الوجود التجاري للمغاربة‬
‫بجنوة إال كثافة الحضور األوروبً بالمراسً المغربٌة و ضعف‬
‫هذه األخٌرة بأوروبا دفع مجموعة من الدراسٌن إلى تقدٌم‬
‫تفسٌرات مختلفة عن أسباب هذه المفارقة و ٌمكن أن نجعلها ضمن‬
‫ثالثة آراء‪:‬‬
‫‪-‬علل برنشفٌك عزوف المغاربة عن التوجٌه إلى أوروبا بضعف‬
‫القدرات البحرٌة لبالد المغرب ٌفعل ركودها االقتصادي و تقنٌتها‬
‫المختلفة‪ .‬و الظاهر أن رأٌه لم ٌراعً فترات القوة فً األسطول‬
‫المغربً الذي كان قادرا على مجاراة األسطول األوروبً‬
‫خصوصا فً عهد أبً الحسن‪ ،‬و عصر الموحدٌن لما كانت‬
‫بحرٌتهم تمثل أحد أقوى األساطٌل بالحوض الغربً للمتوسط ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪-‬تحدث دٌفورك عن وجود حصار روحً جعل المغاربة‬
‫ٌستنكفون عن ركوب البحر باتجاه أوروبا و قد غذى هذا الموقف‬
‫ٌكرٌه بعض الفقهاء التجارة مع المسحٌٌن ‪.‬‬
‫‪-‬و ٌرى محمد القبلً أن دولة المغربٌة فً العصر الوسٌط أهملت‬
‫األسطول التجاري و حصرت اهتماماتها فً األسطول العسكري‪،‬‬
‫و اكتفت بتحصٌل الموارد الجمركٌة‪ ،‬تاركة بذالك المجال للتجار‬
‫األوروبٌٌن الحتكار التجارة الخارجٌة المغربٌة‪ ،‬ما أنه من‬
‫الصعب الحدٌث عن وجود حدود فاصلة وواضحة بٌن ما نسمٌه‬
‫حالٌا باألسطول التجاري‪ ،‬و األسطول العسكري‪ ،‬لذا كانت كل‬
‫رحلة تجارٌة و عسكرٌة فً آن واحد لذالك كانت المعاهدات‬
‫المبرمة بٌن الضفتٌن معاهدات هدنة بالدارجة األولى‪ .‬و هذا ما‬
‫ٌدفعنا لتساؤل عن األسباب التً أفرزت فبة تجارٌة أوروبٌة‬
‫متوثبة تغزوا األسواق المغربٌة و اإلسالمٌة‪ ،‬مقابل فبة تجارٌة‬
‫أوروبٌة خجولة التحرك‪ ،‬و ٌبدو لنا أن ثمة بعض العوامل‬
‫األخرى التً عرقلت توجه التجار المغاربة إلى جنوة أو غٌرها‬
‫من الدول المسٌحٌة و ٌمكن أن نرصدها ضمن ماٌلً‪:‬‬
‫‪-‬غٌاب إطار دٌنً و سٌاسً ٌقنن الحضور المغربً بأوروبا و‬
‫ٌحمٌه‪.‬‬
‫‪-‬المواد التً شكلت و ارادت بالد المغرب من أوروبا‪ ،‬لم تحمس‬
‫المغاربة على اإلنتقال إلى أوروبا بهدف التجارة‪ ،‬فمعظمها كانت‬
‫تنتج محلٌا‪ .‬كما أن التجارة القافلٌة أتاحت لهم أرباحا كبٌرة‪ ،‬ما‬
‫جعلهم ٌستغنون عن ركوب البحر و أهواله‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-‬مزاحمة السلطة للتجار المغاربة و هٌمنتها على التجارة‬
‫المتوسطٌة من خالل وكالبها‪.‬‬
‫‪-‬قللت بعض المعطٌات الطبٌعٌة البنٌوٌة من إمكانٌة ركوب‬
‫المغربً للبحر ‪ :‬لشكل السواحل و نقص الخشب لصناعة السفن‬
‫الشًء الذي لربما قلص بدوره من فرص انتقال المغاربة إلى‬
‫أوروبا كل هذه العوامل وغٌرها‪ ،‬مما ٌجب أن ٌبحث فٌه ٌبقى بعٌد‬
‫كل البعد عن القراءة القطعٌة‪.‬‬

‫‪ 2‬العناصر الجنوبية ‪:‬‬


‫تعاطت مختلف الشرابح االجتماعٌة بجنوة للتجارة‪ ،‬و نظرا لتنوع‬
‫هذه الشرابح و تنوع الخصابص التً اتخذتها الجنوٌة ببالد‬
‫المغرب‪ٌ ،‬مكننا أن نؤكد الممٌزات التالٌة‪:‬‬
‫أ‪ -‬توارث بعض العائالت التجارة مع بالد المغرب ‪:‬‬
‫الحظ " كروٌغٌر" تكرار أسماء بعض العابالت التً تعاطى‬
‫أفرادها للتجارة مع بالد المغرب من خالل بعض العقود التً‬
‫تغطً الفترة المتراوحة ما بٌن ‪ 1154‬و ‪ .1164‬و سجل " لوبٌز‬
‫" استمرار الظاهرة نفسها فً التجارة ما بٌن جنوة و بالد المغرب‬
‫فً القرون ‪ 13‬م و ‪ 14‬م و ‪ 15‬م‪ .‬و نتجت عن هذه الظاهرة‬
‫استمرارٌة بعض العابالت فً التحكم فً تجارة بعض المواد بفعل‬
‫التركمات التً اكتسبها عناصرها فً التجارة مع بالد المغرب‪،‬‬
‫كذالك استتبع االستقرار الطوٌل لبعض العناصر الجنوٌة التً كان‬
‫لها حضور كبٌر ببالد المغرب فً القرن ‪ 13‬م هً‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫أسرة "مالفنت" ‪" ،‬فٌفالدي" ‪" ،‬غتلوزٌو" ‪" ،‬شبو" ‪" ،‬دي ماري" ‪،‬‬
‫"دي نٌغرو" ‪ " ،‬فٌٌشً" ‪ " ،‬دي جنتٌلً" ‪ " ،‬دي كرٌمالدي" ‪،‬‬
‫"لركٌرو" ‪" ،‬لومللنً" و "دي سبٌنوال‪".‬‬
‫ب‪ -‬تعاطي كل الشرائح االجتماعية الجنوية للتجارة مع بالد‬
‫المغرب‪:‬‬
‫إن التجارة مع بالد المغرب لم تكن منحصرة فً فبة معٌنة من‬
‫المجتمع الجنوي‪ ،‬بل كانت مفتوحة فً وجه كل الشرابح‪ .‬و ٌبدو‬
‫ذلك من خالل ‪ 131‬عقدا احرره الموثق " باتفلٌو" بتونس سنة‬
‫‪ 1289‬أن الجنوٌٌن الذٌن تاجروا مع بالد المغرب‪ ،‬كانوا فً‬
‫الغالب أناسا عادٌٌن منهم الحرفٌٌن‪ ،‬ألن التجارة مع المغرب‪ ،‬لم‬
‫تكن تتطلب أموال كبٌرة لقصر المسافة بٌن جنوة و بالد المغرب‪،‬‬
‫هذا ما شجع على تعاطً التجارة‪ .‬أما مع الشرق فقد مارسها تجار‬
‫جنوٌون محنكون و منتمون لعابالت عرفت بثروتها فً المجتمع‬
‫الجنوي‪ .‬و على الرغم من ذالك فقد استفادة المدن اإلٌطالٌة من‬
‫التجارة مع بالد المغرب‪ ،‬لذلك حرمت بعض العناصر الجنوٌة‬
‫الثرٌة على استثمار رؤوس أموالها فً التجارة مع بالد المغرب‪.‬‬
‫ج‪ -‬توزع التجارة بأهم مراسي بالد المغرب‪:‬‬
‫تكشف بعض العقود على أن التجار الجنوبٌٌن بحثوا عن األرباح‬
‫ببالد المغرب بأهم المراسً التً سمحت لهم السلطة المغربٌة‬
‫بالتجارة معها‪ ،‬و نفصر بالذكر سبتة‪ ،‬بجاٌة و تونس التً احتكرت‬
‫التجارة المغربٌة الجنوبٌة‪ ،‬و نورد بعض النماذج عن ذالك من‬
‫خالل التاجر جٌوفانً الذي تاجر فً آن واحد مع سبتة و تونس‪ ،‬و‬
‫‪25‬‬
‫بنكرٌوس الذي تعامل مع تونس و بجابة و سبتة و كفرونكو الذي‬
‫تعامل مع المراسً نفسها‪.‬‬
‫د‪ -‬تعاطي النساء الجنويات للتجارة مع بالد المغرب‪:‬‬
‫منذ القرن ‪ 12‬م ‪ 6 /‬هـ تعاملت الجنوٌتان أدٌال زوجة سبٌنوال و‬
‫زوجة جنوي آخر ٌدعى ولٌام مع سبتة و خالل الفترة المدروسة‬
‫تزاٌد عدد المتعامالت مع بالد المغرب‪ .‬و تطلعنا الوثابق عن‬
‫بعض األسماء منهن " روكسٌا " و ألدا و أننا و المالحظ أن كلهن‬
‫ساهمن فً عملٌات قراض باعتبارهن صاحبات رؤوس أموال‪ .‬و‬
‫لم ٌقتصر حضورهن على تموٌل العملٌات التجارٌة انطالقا من‬
‫جنوة فحسب ابل انتقلت لتجارة مع بالد المغرب و تكشف عقود‬
‫الموتق " باتفلٌو" عن حضورهن بتونس بالرغم من أنه لم ٌكن‬
‫منتظما‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬هل غاب يهود جنوة عن التجارة مع بالد المغرب؟‬
‫غٌاب تعاطً ٌهود جنوة للتجارة للتجارة مع بالد المغرب فً‬
‫الفترة المدروسة بحكم سٌطرة المسحٌن علٌها‪ .‬و ٌعلل " أشتور"‬
‫ضعف الحضور الٌهودي بجنوة بسبب سٌاستها فً الحد من‬
‫استقرارهم بها لمدة طوٌلة‪ .‬ذلك بأنها لم تسمح لهم باإلقامة بها‬
‫ألكتر من ثالثة أٌام‪ .‬إال أن ٌهود أراغون تعاملوا مع بالد المغرب‪.‬‬
‫و لعل نشاط ٌهود جنوة قل تركز أكثر على أعمال الصٌرفة و‬
‫العملٌات الربوٌة التً حرمتها الكنٌسة‪ .‬و تجدر اإلشارة إلى أن "‬
‫باٌرن " تتبع أنشطة الجنوي " بالنكردو " الذي استمر أمواله فً‬

‫‪26‬‬
‫التجارة مع المشرق و بالد المغرب فً القرن ‪ 12‬م ‪ 6 /‬هـ و‬
‫رجح أصله الٌهودي‪.‬‬
‫‪ 3‬التفاعل الحضاري بٌن جنوة و بالد المغرب بمختلف صٌغه‬
‫السلمٌة بفعل الدبلوماسٌة و التجارة‪ ،‬أم باإلصطدامات العسكرٌة‪،‬‬
‫بتبلور تمظهرات حضارٌة تأثر من خاللها كل طرف بالطرف‬
‫اآلخر‪ .‬إذ أن األثر الجنوي بالمعطٌات المغربٌة ٌبدو واضحا أكثر‬
‫من تأثر بالد المغرب بالمعطٌات الحضارٌة الجنوٌة‪ .‬و فً هذا‬
‫التأكٌد على أن مبادرة الفعل فً العالقات بٌن جنوة و بالد‬
‫المغرب‪ .‬كانت تأتً أساسا من الجنوٌٌن‪ .‬و ٌبرز فً هذا الصدد‬
‫اسم " بلغرٌنً " الذي خصص مجموعة من الدراسات لمراقبة‬
‫التأثٌرات الحضارٌة العربٌة فً منطقة لٌغورٌا التً تنتمً إلٌها‬
‫جنوة‪ ،‬إذ ٌصعب تحدٌد المصدر العربً الذي انطلقت منه‬
‫التأثٌرات العربٌة إلى لٌغورٌا ألن اإلشعاع التجاري للجنوبٌٌن فً‬
‫الحروب غطى معظم مناطق الحوض المتوسطً كما هو الحال "‬
‫جبٌل " التً كانت شبه مستعمرة جنوبٌة‪ ،‬باإلضافة إلى مساهمة‬
‫الجنوبٌٌن فً الحروب الصلٌبٌة‪ ،‬التً لم تكن مجرد مواجهات‬
‫عسكرٌة‪ ،‬بل إنها سمحت لهم بنهل بعض مظاهر الحضارة‬
‫اإلسالمٌة عامة و المغربٌة خاصة و ٌتجلى تسرب بعض‬
‫المؤثرات الحضارٌة المغربٌة إلى جنوة فً‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫األسماء العائلية‪:‬‬
‫ٌرى " بلغرٌنً " أن عشرٌن إسما عابلٌا من أصول ــ على األقل‬
‫‪-‬ـ وجد بجنوة أواخر العصر الوسٌط‪ ،‬و كان بعض منها متداوال‬
‫ببالد المغرب آنداك و منها ‪ " :‬مرزوق " " معرف أو معروف "‬
‫و " أبو فارس " و كذا انتشار بعض األسماء العربٌة ذات‬
‫المرجعٌة ‪ Alcheruis‬الخٌر و ‪ ALFALCHINUS‬الفقٌه و‬
‫‪Calefus‬خلٌفة‬
‫‪-‬الكلمات الحضارٌة‪ :‬مثل ‪ Fullano‬فالن و عجٌب ‪ Agilbo‬و‬
‫كذبة ‪ Cazibba ...‬و غٌرها‪.‬‬

‫ونخلص إلى أ ن البٌبة الجغرافٌة لعبت دور كبٌرا فً تارٌخ‬


‫العالقات التجارٌة لبالد المغرب و المدن اإلٌطالٌة‪ ،‬و خاصة‬
‫الجنوٌة خالل القرن ‪ 6‬هـ ‪ 12 /‬م ‪ ،‬إضافة إلى تنوعها بالمحاصٌل‬
‫ما جعلها محط أنظار و نقطة استقطاب التجار الجنوٌٌن‪ ،‬كما أن‬
‫الموقع الجغرافً الذي تمتعت به المدن اإلٌطالٌة و قربها من‬
‫سواحل المتوسط كان أهم العوامل التً اكسبتها وفرة البحارة‬
‫المتخصصٌن فً النشاط البحري و خبرتهم العالٌة فً صناعة‬
‫السفن التً كان لها الدور المهم فً توسٌع التجارة البحرٌة بٌن‬
‫الطرفٌن و بروز مراكز تجارٌة هامة فً بالد المغرب مثل سبتة‪،‬‬
‫طنجة‪ ،‬سجلماسة و تلسمان ‪ ...‬كما أن تجارة الذهب حضٌت‬
‫بتقدٌركبٌر لدى التجار الجنوٌٌن فً العصور الوسطى حٌث لعب‬
‫المغرب دور الوسٌط التجاري بٌن بالد السودان من جهة و أوروبا‬
‫‪28‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬و بفضل هذا اإلحتكاك تم اإلنتقال الثقافات و‬
‫التشبع بمختلف العادات و التقالٌد بٌن الطرفٌن كما ساهمت هذه‬
‫العالقات فً انتشار اإلسالم بالعالم المسٌحً‪ ،‬و فً اكتساب و تعلم‬
‫لغات عالمٌة جدٌدة‪ ،‬ضف إلى ذلك اإلزدهار االقتصادي للضفتٌن‪.‬‬

‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫‪ ‬نهيلة الدليمي‬
‫أسماء فضالي‬ ‫‪‬‬
‫حفصة الظافر‬ ‫‪‬‬
‫بشرى القرش ي‬ ‫‪‬‬

‫‪29‬‬

You might also like