Professional Documents
Culture Documents
وحدة :تاريخ المغارب وحوض البحر االبيض كلية العلوم اإلنسانسة واالجتماعية
المتوسط
شعبة التاريخ والحضارة األستاذ المشرف :حميد اجميلي
المحاضرة رقم 9 : الفصل الخامس
5
،1280وهناك إشارات قلٌلة عن تصدٌر الفواكه المجففة بٌن بالد
المغرب وجنوة
السكر :تشٌر كثٌرا من المصادر إلى وفرة السكر بالمغرب لكن
جنوة عولت أكثر على سكر الدولة النصرٌة
سمك التونٌ :بقى موضوع الصٌد البحري ببالد المغرب الوسٌط
من المواضٌع الطرٌفة التً تحتاج مزٌد من النبش والدراسة .
فجنوة كانت بحاجة إلى سد حاجٌاتها من المواد الغذابٌة بفعل
ضعف المجال الزراعً الصالح حولها ،فكان المغرب من المناطق
المهمة المصدرة السمك نحو غرب أوربا.
خالصة القول فإن أغلب المواد المصدرة من بالد المغرب كانت
مواد خام ومع ذلك
فإن بعض المواد المصنعة المغربٌة وصلت إلى جنوة مثل
المصنوعات الخزفٌة التونسٌة وبعض المهارٌز النحاسٌة
المصنوعة بسبة والمخصصة لدق التوابل.
ب -المواد المعدنية (الذهب_الملح (
كان الذهب سابدا بشكل كبٌر فً القرن 13حسب بعض
الدارسٌن؛فأوربا المتوسطٌة اعتمدت على دهب السودان ،بحٌث
لعبت نهضة القرن 13دورا فً التحوالت العمٌقة فً البنٌات
االقتصادٌة واالجتماعٌة مما جعل جنوة فً حاجة إلى الدهب خالل
الفترة المدروسة .فصدرت الدولة المرٌنٌة الذهب إلى غرب أوربا
6
المتوسطٌة انطالقا من عدة مراسً وهً سال وأسفً وأصٌال
وسبة.
كما اعتبرت مملكة بنً عبد الواد من أهم مزودي أوربا بالدهب
كما أن الدولة الحفصٌة استفادة بدورها من إحدى الطرق الشرقٌة
التً كانت تنتهً إلٌها محاور تجارة الذهب بٌن السودان وبالد
المغرب.
ونعترف بأن حدٌثتا عن تجارة الذهب بٌن بالد المغرب وجنوة.
ٌبقى فً معضمه وصفٌا وذلك لغٌاب مؤشرات إحصابٌة عن حجم
هذه التجارة ،التً سبق اإلشارة إلٌها أنها كانت تجري فً جو من
الكتمان والسرٌة .وكإشارة فالمغرب فً بعض األحٌان كان
مستوردا للذهب من جنوة ،وهنا نتحدث عن إنقالب الموازٌن ،أي
أن المصدر أصبح ٌسترد
الملح :الٌبدو أن المغرب المرٌنً صدر هذه المادة إلى جنوة وأما
المغرب األوسط ،فكان ٌستوردها بدورها من ٌابسة (إبٌزا) ،فجنوة
كانت تستورد هذه المادة من عدة مناطق ،التً عرفت بانتاج الملح
مثل جزٌرة ساردٌنٌا ،وجزٌرة البلٌار ،
وجزٌرة ٌابسة ،كما أن هناك إشارات قلٌلة إلستراد الملح من
تونس الحفصٌة ،حٌث أن تونس الحفصٌة بدورها كانت تستورد
الملح من جزٌرة ٌابسة
.هنا ٌتضح أن الجنوٌٌن لم ٌهتموا كثٌرا بملح بالد المغرب نظرا
االحتكار البندقٌة لعملٌات إنتاجه توزٌعه.
7
باقي المعادن :اشتهر المغرب خاصة فً العصر الوسٌط بعملٌة
استخراج المعادن ...كما أنه الٌبدو أن جنوة استوردت الحدٌد من
بالد المغرب ،وٌرجع هذا إلى تغطٌتها لحاجٌاتها منه انطالقا من
حدٌد أورٌا الوسطى ،والسٌما حدٌد جزٌرة إلب الذي انتزعت حق
استفادته من بٌزة 1350بعد صراع مرٌر
العبيد:
ٌعتبر موضوع العبٌد بصفة عامة موضوعا حساسا .خاصة وأن
الكثٌر من الكتابات إبتعدت عن اإلقرار نحو تجارة العبٌد
لمجتمعات أوربا فً العصر الوسٌط ،كما كشفت بعض النصوص
القلٌلة عن وجود بعض العبٌد ب جنوة جلبوا إلٌها من بالد المغرب
،وهنا ممٌز بٌن نوعٌن من العبٌد المرسلون من بالد المغرب إلى
جنوة؛
عبٌد بالد المغرب وعبٌد من السودان ...والحدٌث أكثر عن هذا
الجانب نجد إشكالٌة فً قلة الكتابات فً تجارة العبٌد ،كما سبق
دكره إذ أن هذه التجارة كانت هامشٌة فً المبادالت التجارٌة ولم
ترصد لها فً العصر الوسٌط أموال كثٌرة ومارسها تجار غٌر
متخص
8
الواردات المغربية من جنوة
المنسوجات:
خالل القرن 13عرفت المدن اإلٌطالٌة قفزة نوعٌة فً مٌدان
الصناعة النسٌجٌة إال أن هذه الصناعة لعبت دورا اساسٌا فً
توسع اإلقتصاد األروبً .ومن خالل أهمٌة الصناعة النسٌجٌة
بجنوة فً الفترة المدروسة كان انتاجها ٌأتً فً مقدمة المواد التً
كان ٌتم تصدٌرها إلى بالد المغرب رغم اإلنتاج النسٌجً المحلً .
ومن بٌن المناطق التً زودت بالد المغرب بالنسٌج نذكر فلورنسا
وروان وكانت هذه المادة تأتً تحت اسم"، "Panniوٌمكن أن
نمٌز بٌن انواع المنسوجات التً صدرتها جنوة إلى المغرب إذا ما
أبصرنا نوعٌة مادتها الخام ضمن ماٌلً:
أ -الكتانيات :ورد فً بعض العقود إشارة عن كمٌة المنسوجات
الكتانٌة التً كان ٌتم تصدٌرها إلى بالد المغرب حٌث نجد عقد
ارخ بأبرٌل 1213م والذي من خالله قدم بارلنا كمٌة منها إلى
مواطنه على شكل قراض لحملها إلى سبتة ،وجاء اٌضا فً عقد
أخر مؤرخ 11غشت 1277ان الجنوي ازودٌهاري استلم من
بٌٌترنو كمٌة من المنسوجات الكتانٌة بلغت قٌمتها 186لٌرة
ب -الحريريات :اعتبرت المدن اإلطالٌة إحدى محطات تزوٌد بالد
المغرب بالحرٌر وٌتم نقل هذه المادة من مصادر مختلفة مثل آسٌا
الصغرى وصقلٌة والدولة النصرٌة .وتتوفر لذٌنا بعض العقود
عن تجارة الحرٌر التً تمت بٌن جنوة و بالد المغرب من ضمنهم
عقد أرخ بأكتوبر 1221نقل غٌجبلٌو عدة مواد من ضمنها الحرٌر
9
إلى سبتة بقٌمة 77لٌرة ومن بٌن المدن التً زودها تجار الجنوٌٌن
بجاي
ة بالحرٌر كانت هً
ج /الصوفيات والقطنيات :نقل التجار الجنوٌون المنسوجات
الصوفٌة والقطنٌة إلى بالد المغرب بناءا على قراض قدمه ولٌام
كفارو إلى اسبرغتو بحٌت نقل عشر قطع من المنسوجات القطنٌة
إلى تونس .وٌتخالف لوبٌز مع شوب معتقدا ان القطن الذي ٌصل
إلى بالد المغرب من طرف الجنوٌٌن لم ٌكن من صقلٌة وإنما من
سورٌا وأرمٌنٌا والهند األن انتاج صقلٌة من القطن كان ضعٌفا
ومن نوع الردئ
الخمور
:شكل ظهور الخمور بالمغرب الوسٌط أحد الموضع التً تحتاج
إلى المزٌد من البحث بحكم حساسٌتها الدٌنٌة.
وإن الخمور التً كان المغرب ٌستوردها كانت موجهة إلى
المسحٌٌن المقٌمٌن به ،وبعد تزاٌد إقبال على الخمور أصبحت
لهذه المادة أماكن مخصصت لبٌعنا للمسٌحٌن والمسلمٌن وكانت
عملٌة البٌع تتم تحت مراقبة وكالء أو تجار ٌتم تعٌٌنهم من طرف
السلطة المغربٌة اإلشارة أن حصول المسلمٌن على الخمور لم تكن
من خالل شرابها من تجار المسحٌٌن والٌهود بل ٌقدمونها أولبك
التجار للحاملٌن الذٌن ٌعملون بالمراسً إضافة إلى أجورهم
كمكافأة لهم على عملهم
10
وبالنسبه للخمور التً نقلها الجنوٌون الى بالد المغرب كان من
انتاج المحلً بجنوة ولم تكن هذه الخمور معدة لتجارة بل
لألستمتاع البحارة الجنوٌون بها أثناء سفرهم واحتفضوا بقسط منها
لبٌعه ببالد المغرب برغم قله جودة الخمور التً صدرتها أروبا
إلى بالد المغرب إال أنها وجدت سوق مربح ورابج بالمنطقة
الحبوب :
قامت بالد المغرب بتصدٌر الحبوب لجنوة غٌر أن الدولة الحفصٌة
قامت باإلستراد لهذه المادة من جنوة فً سنوات العجاف وبالرغم
من أن جنوة كانت بحاجة ماسة إلى الحبوب إال أن تجارها عملوا
على تزوٌد الدولة الحفصٌة بهذه المادة من خالل مصادر متوسطٌة
عرفت بانتاج الحبوب كما حصل التجار الجنوٌٌن على أرباح
مهمة آنذاك بفعل نقلهم الحبوب من صقلٌة إلى تونس وفً قرن 14
استقبلت مدٌنة بجاٌة السفن الجنوبٌة المحملة بالحبوب .ماٌمكن
قوله أن الجنوٌٌن لم ٌكونوا المنتجٌن لهذه المادة ولكن عرفت
بكونها مركزا لتجمٌعها وبعد ذلك ٌقومون بتصدٌرها.
الزيوت :
رغم أن تونس كانت مشهورة بزٌاتٌنها إال أنها كانت تستورد
الزٌوت من جنوة ولقد كشفت لنا الحولٌات الجنوٌة عن أهمٌة
الزٌوت التً قام بنقلها أحد الجنوٌٌن إلى تونس أواخر القرن 13
حٌث تعتبر تجارة الزٌوت مصدرا للربح إذ سمحت العملٌة
بالحصول على 1300دٌنار ذهبً كان أٌضا السوق األندلسٌة له
أهمٌة فً تبادل التجاري بٌن جنوة وبالد المغرب وإن هذه التجارة
11
اي تجارة الزٌوت كانت السبب فً توتر العالقة بٌن جنوة والدولة
الحفصٌة سنة 1289م االن جنوة رفضت تقدٌم الواجبات
المفروضة علٌها لنقل كمٌات من الزٌوت إلى تونس ولم ٌتصلح
الوضع إال بعد أن تعهد التاجر الجنوي بحضور قنصل الجنوٌٌن
بتونس أن ٌدفع ماعلٌه
المواد اإلستراتيجية:
رغم العالقات التً جمعت بٌن بالد المغرب والغرب المسٌحً إال
أن كل طرف كان ٌحرص على مبادالته مع طرف االخر ومنع
كل منهما اإلستفادة من المواد األولٌة التً تسمح بتقوٌته وتدعٌمه .
فقامت الكنٌسة بأعطاء األوامر لتجار الجنوٌٌن
بعدم تزوٌد البالد المغرب بالمواد اإلستراتٌجٌة إال أن هذه األوامر
لم تدخل حٌز التنفٌذ .وفً األربعٌنٌات ثم إحٌاء مرسوم كنسً
ٌمنع تزوٌد اإلسكنذرٌة وبالد المغرب بالحدٌد والخشب واألسلحة
والعبٌد وفرض على الذٌن لم ٌعملوا بهذا القرار 200كدعٌرة
.ومن بٌن األسباب وراء منع التجارة على تونس خوفا من زٌادة
القوة العسكرٌة للحفصٌٌن.لكن لم تتمكن الكنٌسة من اٌقاف التٌار
تجارة الخارجٌة الجنوٌة األنها تعتبر الربتٌن التً تستنشق منها
المدٌنة بل أصبح ممثلوا الكنٌسة بدورهم ٌتعاطون التجارة مع بالد
المغرب باعتبارها مصدرا للربح العمٌم
12
مواد أخرى:
فً هذا الصدد سنتحدث عن بعض السلع التً لم تبلغ نفس مستوى
التً بلغته المواد األخرى سابقة الذكر ومن بٌن هذه السلع نذكر :
1الحلً :
قامت جنوة بتصدٌر إلى بالد المغرب الكثٌر من األحجار الكرٌمة
كالٌاقوت األحمر والزمرد واللؤلؤ والمجوهرات وكانت هذه
المواد موجهة بدرجة األولى إلى السلطان وحاشٌته ومن المعلوم
أن هذه أنواع الحلً التً كانت تستورد لصالح السلطان معفٌت من
أداء الضرابب الجمركٌة
2العبٌد :
شكلت القرصنة أهم مصدر للحصول على العبٌد بحوض البحر
المتوسط الغربً خالل العصر الوسٌط .وبحكم موقع جنوة وقوة
أسطولها ونشاط تجارها جعل منها منطقة تجمع العبٌد وتعٌد
توزٌعهم خالل القرنٌن 13و 14وبرغم أننا لم نطلع على عقود
تفٌد وجود تجارة مباشرة للعبٌد من جنوة باتجاه بالد المغرب غٌر
أننا ال نشك فً وجود تجارة لهم جرت فً إطار السرٌة نظرا األن
"السلعة بشرٌة"
تمٌز الدراسات المغربٌة المعاصرة بٌن االسطول العسكري و
االسطول التجاري الدول المغربٌة خالل العصر الوسٌط ،فالسلم
كان هشا داخل البحر المتوسط فً هذه الصدد ندكر لدٌفورك الذي
قام بالدراسة العالقات المسٌحٌة اإلسالمٌة بالبحر الغربً كانت
13
هناك الصرعات داخل البحر بحٌت كان كل طرف ٌنطر إلى أخر
باعتباره سمك القرش ،رغم وجود معاهدات الصلح لكنها كانت
معاهدات الهدنة و لٌس السلم.
خالصة لهذا الفصل ٌمكن القول ان الجمهورٌات اإلٌطالٌة دخلت
فً عالقات تجارٌة مع بالد المغرب خالل العصر الوسٌط وعقدت
معاهدات واتفاقٌات تجارٌة لتأمٌن تنقل األشخاص والمعامالت
وشكلت هذه التجارة قناة للتواصل الحضري.
14
السنة الجامعية 2024-2023 جامعة ابن طفيل المحاظرة رقم :
وحدة :تاريخ المغارب وحوض البحر االبيض كلية العلوم اإلنسانسة واالجتماعية
المتوسط
شعبة التاريخ والحضارة األستاذ المشرف :حميد اجميلي
المحاضرة رقم 10 : الفصل الخامس
15
1الرحلة التجارية بين جنوة و بالد المغرب
أ_أنواع السفن المستعملة
قبل الحدٌت عن أنواع السفن التً وجدت فً التجارة بٌن جنوة و
بالد المغرب ٌجب تطرق إلى مالحظتٌن أساستٌن هما:
المصادر العربٌة و الجنوٌة :كتٌر من أسماء للسفن التً كانت
توجد فً البحر المتوسط خالل العصر الوسٌط ،فً حٌن أن
المصادر المغربٌة التً تتمحور حول أنواع السفن التً تتسم
بالعمومٌة إلى أنها تؤدي إلى التضارب و ضعف المادة المقدمة
عن حجمها الشا الذي جعل الدراسات المعاصرة ال تخلوا من
الغموض .قد الحط هٌرس فً هذه الشأن هناك أسماء عدٌدة للسفن
المتوسطٌة نابعة من التقالٌد المحلٌة لكل منطقة هنا نتحدث عن
القارب Barchaبجنوة .لكنه مركب الصغٌر ٌستعمل فً المساحلة
و المبادالت قصٌرة كما ٌوجد كدلك فً البحٌرة المغربٌة .كما
هناك فً برشلونة السفٌنة القشتالٌة التً كانت قادرة على حمل
البضابع و قٌام بالرحالت البحرٌة البعٌدة.
أما المصادر المغربٌة :تحدتت عن عدة مراكب دون تحدٌد ماهٌتها
منها :السلورة و القارب و الجفن و الزورق و الفلوكة
16
ب_ استئجار السفن و قيمة النقل:
هنا نتحدث عن العالقات التجارٌة الجنوٌة المغربٌة
قبل توسع التجارة الجنوٌة فً القرن 13م،عندما تطورت المالحة
تعقدت الترتٌبات المرتبطة بالرحلة التجارٌة .تجدر اإلشارة إلى
قٌمة استبجار الجنوٌٌن للسفن للتجارة مع بالد المغرب ،حٌت كان
سعر استبجار مرتفعا فً المعاملة مع بالد المغرب ،قد بلغ
2000لٌرة سنة 1251م .و أصبحت عملٌة نقل التجار المغاربة
على السفن الجنوة مسألة روتٌنٌة ،مما أدى المغاربة إلى استغناء
على عملٌة استبجار و اعتماد على شراء أو رهن السفن الجنوٌة،
ولم ٌجدو أي صعوبة فً تمكٌن المغاربة بالسفن أواخر العصر
الوسٌط .و قد ساهمت السلطة الحفٌصٌة فً حصول على السفن
الجنوٌة،
من أجل تحدٌد األسعار نقل السلع من جنوة إلى بالد المغرب ٌجب
اتفاق على عدة عناصر مرتبطة بنوعٌة السفٌنة و إمكانٌات حمولتها و
توقٌت الرحلة و نوعٌة المادة المحمولة و تحدٌد الطرٌق السفٌنةٌ ،تم
االختٌار سعر على حسب المواد التً تنقلها ( فإذا كانت خفٌفة متل
التوابل و الجلود و الصوف ٌكون سعر منخفض على عكس المواد
تقٌلة متل حبوب التً تؤتر على السفٌنة لهذا ٌكون سعر مرتفعا
لم ٌكن التجار الذٌن ٌتعاملون مع بالد المغرب ٌؤدون واجب استبجار
عن كل البضابع بل تمة اعفاء من األداء على بعض السلع كالخمور
األنها مواجهة االستهالك الشخصً لكن بعض كان ٌبٌعونها ببالد
المغرب.
17
أهم خصائص السفن في التجارة الجنوية المغربية:
البطسة:
هً سفٌنة متععددة السطوح و االشرعة و ذات شكل الدابري،
كانت تستعمل لدى التجار الجنوٌٌن مع المغرب ،حٌت استعملت
فً المسافات البعٌدة على عكس الطرٌدة و الشٌنً فً الرحالت
القصٌرة .كما هو الشأن بٌن الجنوة و جنوب إٌطالٌا ،كما أنها
استخدمت لحمل المواد تقٌلة متل التً نقلتها سفٌنة الجنة الكبرى
فً التجارة مع تونس التً بلغت حمولتها 3000قنطارا
الشٌنً :
أطلق علٌها باستال على أنها السفٌنة التً تسٌر بالمجادٌف حٌت
كتب علٌها محمد المنونً"مركب طوٌل ٌجدف بمابة مجداف و
تقوم فٌه أبراج و قالع للدفاع و الهجوم" .تمكنت جنوة من
إستعمال الشوانً الكبٌرة خالل القرن 14م.نشٌر إلى أن اسم
الشٌنً ورد بالمصادر العربٌة
الطرٌدة :
هً دات أصل عربً ،استخدمت فً الحروب الصلٌبٌة اختصت
بنقل الخٌول و المواد الغذابٌة ،كما أن باستال له نفس نظرة على
خصابص الشٌنً .كانت تتمكن من حمل 4أاللف " طن" إلى أن
طرٌدة تسمى النصر فً ملكٌة بعد رحلتها من بونة ( عنابة) إلى
مرسى تونس من أجل نقل سلع لجنوة
18
القارب:
لم تكون هناك إشارة على أن هذا القارب استعمل فً التجارة مع
المغرب األقصى و األوسط لكن مالدٌنا هو تجارته مع تونس إلى
أنه كان ٌعتمد على المساحلة لم تكون له قادرة على اإلبحار من
جنوة إلى بالد المغرب بل إتخاد طرٌق الساحلً ٌمر من صقلٌة،
وقد اختص فً النقل المواد الخفٌفة ٌمكن أن تصل إلى 500
قنطارا
ج_ مسار الرحلة
ٌمكننا ان نمٌز بٌن طرٌقٌن:
1الطريق الساحلي:
توجه بعض السفن الجنوٌة المتجهة نحو بالد المغرب إلى
المساحلة ،إذ كانت تتجه نحو سواحل الفرنسٌة الجنوبٌة الى ان
تصل إلى مارسٌلٌا و منها إلى برشلونة ،أو انها تتجه إلى سواحل
الشرقٌة األندلس إلى أن تصل إلى مضٌق جبل طارق و منه إلى
سبة إلى أن تصل لحدود تونس و طرابلس اما ٌمكن أن تتخد نفس
الطرٌق أما تسٌر عبر صقلٌة ،فالسواحل اإلٌطالٌة الجنوٌة الغربٌة
إلى أن تصل إلى جنوة
2الطريق الداخلي :
ٌبدو طرٌق الساحلً طوٌال ،ولهذا لجأ التجار الجنوٌون إلى
أختزال المسافة باتخاد السٌر الداخلً الذي ٌخترق الحوض الغربً
للمتوسط عبر مجموعة من الجزر هذه الطرٌق هً التً ٌسمٌها
19
برودٌل باإلبحار عن طرٌق الجزر ،كما أتبت برٌسك أن صقلٌة
كانت محطة مهمة فً تجارة الجنوٌٌن مع بالد المغرب طٌلة القرن
13.14م
فترات الرحلة :من خالل العقود أن اقبال الجنوٌٌن على التجارة
مع بالد المغرب ،كان ٌقع أكتر فً فصول الخرٌف و الربٌع و
الصٌف و لعل اختٌار الجنوٌٌن االبحار نحو بالد المغرب خالل
هذه الفصول مرتبط بعدة عوامل أهمها الظروف المناخٌة جٌدة،
ٌرتبط ضعف الرحالت التجارٌة الجنوٌة مع بالد المغرب بسبب
صعوبة االبحارو سوء االحوال الجوٌة ،خالل هذا الفصل تكون
المفاوضات و التسوٌات السلمٌة و المحادتات السٌاسٌة ،توقف
اإلبحار إلً حدود سنة 1450م
أصبحت الرحالت الجنوٌة التً تتعمل مع بالد المغرب بأن تكون
الرحالت جماعٌة خاصة فً فترات الحرب و احتداد عملٌات
القرصنة ،مما أدى إلى إجبار تجار جنوة بالسفر على شكل
القوافل منذ أواخر القرن 14م
مدة الرحلة :من الصعب تقدٌم وقت مضبوط عن المدة التً كانت
الرحلة تستغرقها من جنوة إلى بالد المغرب ،أو من بالد المغرب
إلى جنوة نظرا االرتباطها بعدة العوامل كالمناخ و نوعٌة السفٌنة و
الحالة االمنٌة السابدة بالبحر.
20
2العناصر القائمة بالتجارة الجنوية المغربية
- 1العناصر المغربية:
لقد اتسم حضور التجار المغاربة بأوروبا خالل العصر الوسٌط
بالضغط بالضعف ،بعكس الحضور األوربً الذي كان مكتفا ببالد
المغرب ،إال أن هذا لم ٌمنع من تواجد المغاربة فً معظم مناطق
و دول الغرب أوروبا المتوسطٌة مثل بٌزة و أرغون و صقلٌة و
جنوب فرنسا و مملكة قشتالة ،و هذا ما تؤكده بعض المعاهدات
التً تقوم حجة على أن المغاربة توجهوا إلى الضفة الشمالٌة من
الحوض الغربً للمتوسط بهدف التجارة و نخص بالذكر المعاهدة
التً عقدها أبوعنان مع بٌزة و كذالك المعاهدات التً وقعتها جنوة
مع تونس التً تلتزم فٌها جنوة بتوفٌر السالمى للمسلمٌن
الموجودٌن بها و بالمناطق المجاورة لها.
و هذه اإلشارات نجدها فً المصادر الجنوٌة التً سمحت لنا
بإلتقاط بعض شذارتها إذ منذ 1204تتحدث عن التجارة بٌن
الجنوبٌن و المغاربة على إثر تحطم سفٌنة محملة بمواد تجارٌة
للمسلمٌن ،و هناك بعض العقود التً تؤرخ لهذه العالقات الضاربة
فً القدم كعقد مؤرخ ب 28ماي 1222م لنقل التاجر السبتً
محمد بن المعلم كمٌة من البضابع المختلفة قدرت قٌمتها ب 350
لٌرة إلى الجنوي فشكوفر ،و جاء عقد مؤرخ عام 1271م أن
مغربٌا ٌدعى أسٌكو توفً بجنوة مخلفا البحة طوٌلة من األشٌاء
تدل على أنه كان مستقرا هناك ،و مارس أنشطة تجارٌة مرتبطة
21
بشؤون البحر و ٌشٌر " دوماص التري" إلى نشاط لتاجر تونسً
بجنوة ٌسمى بوشر سنة 1251بدون أن ٌحدد مصدره.
-و إلبرام هذه االتفاقٌات و العقود بٌن جنوة و بالد المغرب
ٌستدعى وجود تجار من بالد المغرب بجنوة ،و مغاربة ٌزاولون
مهمة الترجمة كعبد الرحمان الذي زاول هذه المهمة مدة ثالث
سنوات () 1274-1271
و إلى جانب التجار المسلمٌن بجنوة ،كان هناك ٌهود مغاربة
ساهموا فً التجارة المغربٌة الجنوبٌة ،ففً بداٌة القرن 13م وجد
ٌهودٌان من سبتة بجنوة أحدهما مترجم .و قد تعاطى ٌهود إفرٌقٌة
الوسٌط بٌن البالد المغرب و جنوة فً تجارة الذهب بحكم هٌمنتهم
على تجارة القوافل.
وهذه النماذج التً قدمناها لدلٌل على الوجود التجاري للمغاربة
بجنوة إال كثافة الحضور األوروبً بالمراسً المغربٌة و ضعف
هذه األخٌرة بأوروبا دفع مجموعة من الدراسٌن إلى تقدٌم
تفسٌرات مختلفة عن أسباب هذه المفارقة و ٌمكن أن نجعلها ضمن
ثالثة آراء:
-علل برنشفٌك عزوف المغاربة عن التوجٌه إلى أوروبا بضعف
القدرات البحرٌة لبالد المغرب ٌفعل ركودها االقتصادي و تقنٌتها
المختلفة .و الظاهر أن رأٌه لم ٌراعً فترات القوة فً األسطول
المغربً الذي كان قادرا على مجاراة األسطول األوروبً
خصوصا فً عهد أبً الحسن ،و عصر الموحدٌن لما كانت
بحرٌتهم تمثل أحد أقوى األساطٌل بالحوض الغربً للمتوسط .
22
-تحدث دٌفورك عن وجود حصار روحً جعل المغاربة
ٌستنكفون عن ركوب البحر باتجاه أوروبا و قد غذى هذا الموقف
ٌكرٌه بعض الفقهاء التجارة مع المسحٌٌن .
-و ٌرى محمد القبلً أن دولة المغربٌة فً العصر الوسٌط أهملت
األسطول التجاري و حصرت اهتماماتها فً األسطول العسكري،
و اكتفت بتحصٌل الموارد الجمركٌة ،تاركة بذالك المجال للتجار
األوروبٌٌن الحتكار التجارة الخارجٌة المغربٌة ،ما أنه من
الصعب الحدٌث عن وجود حدود فاصلة وواضحة بٌن ما نسمٌه
حالٌا باألسطول التجاري ،و األسطول العسكري ،لذا كانت كل
رحلة تجارٌة و عسكرٌة فً آن واحد لذالك كانت المعاهدات
المبرمة بٌن الضفتٌن معاهدات هدنة بالدارجة األولى .و هذا ما
ٌدفعنا لتساؤل عن األسباب التً أفرزت فبة تجارٌة أوروبٌة
متوثبة تغزوا األسواق المغربٌة و اإلسالمٌة ،مقابل فبة تجارٌة
أوروبٌة خجولة التحرك ،و ٌبدو لنا أن ثمة بعض العوامل
األخرى التً عرقلت توجه التجار المغاربة إلى جنوة أو غٌرها
من الدول المسٌحٌة و ٌمكن أن نرصدها ضمن ماٌلً:
-غٌاب إطار دٌنً و سٌاسً ٌقنن الحضور المغربً بأوروبا و
ٌحمٌه.
-المواد التً شكلت و ارادت بالد المغرب من أوروبا ،لم تحمس
المغاربة على اإلنتقال إلى أوروبا بهدف التجارة ،فمعظمها كانت
تنتج محلٌا .كما أن التجارة القافلٌة أتاحت لهم أرباحا كبٌرة ،ما
جعلهم ٌستغنون عن ركوب البحر و أهواله.
23
-مزاحمة السلطة للتجار المغاربة و هٌمنتها على التجارة
المتوسطٌة من خالل وكالبها.
-قللت بعض المعطٌات الطبٌعٌة البنٌوٌة من إمكانٌة ركوب
المغربً للبحر :لشكل السواحل و نقص الخشب لصناعة السفن
الشًء الذي لربما قلص بدوره من فرص انتقال المغاربة إلى
أوروبا كل هذه العوامل وغٌرها ،مما ٌجب أن ٌبحث فٌه ٌبقى بعٌد
كل البعد عن القراءة القطعٌة.
24
أسرة "مالفنت" " ،فٌفالدي" " ،غتلوزٌو" " ،شبو" " ،دي ماري" ،
"دي نٌغرو" " ،فٌٌشً" " ،دي جنتٌلً" " ،دي كرٌمالدي" ،
"لركٌرو" " ،لومللنً" و "دي سبٌنوال".
ب -تعاطي كل الشرائح االجتماعية الجنوية للتجارة مع بالد
المغرب:
إن التجارة مع بالد المغرب لم تكن منحصرة فً فبة معٌنة من
المجتمع الجنوي ،بل كانت مفتوحة فً وجه كل الشرابح .و ٌبدو
ذلك من خالل 131عقدا احرره الموثق " باتفلٌو" بتونس سنة
1289أن الجنوٌٌن الذٌن تاجروا مع بالد المغرب ،كانوا فً
الغالب أناسا عادٌٌن منهم الحرفٌٌن ،ألن التجارة مع المغرب ،لم
تكن تتطلب أموال كبٌرة لقصر المسافة بٌن جنوة و بالد المغرب،
هذا ما شجع على تعاطً التجارة .أما مع الشرق فقد مارسها تجار
جنوٌون محنكون و منتمون لعابالت عرفت بثروتها فً المجتمع
الجنوي .و على الرغم من ذالك فقد استفادة المدن اإلٌطالٌة من
التجارة مع بالد المغرب ،لذلك حرمت بعض العناصر الجنوٌة
الثرٌة على استثمار رؤوس أموالها فً التجارة مع بالد المغرب.
ج -توزع التجارة بأهم مراسي بالد المغرب:
تكشف بعض العقود على أن التجار الجنوبٌٌن بحثوا عن األرباح
ببالد المغرب بأهم المراسً التً سمحت لهم السلطة المغربٌة
بالتجارة معها ،و نفصر بالذكر سبتة ،بجاٌة و تونس التً احتكرت
التجارة المغربٌة الجنوبٌة ،و نورد بعض النماذج عن ذالك من
خالل التاجر جٌوفانً الذي تاجر فً آن واحد مع سبتة و تونس ،و
25
بنكرٌوس الذي تعامل مع تونس و بجابة و سبتة و كفرونكو الذي
تعامل مع المراسً نفسها.
د -تعاطي النساء الجنويات للتجارة مع بالد المغرب:
منذ القرن 12م 6 /هـ تعاملت الجنوٌتان أدٌال زوجة سبٌنوال و
زوجة جنوي آخر ٌدعى ولٌام مع سبتة و خالل الفترة المدروسة
تزاٌد عدد المتعامالت مع بالد المغرب .و تطلعنا الوثابق عن
بعض األسماء منهن " روكسٌا " و ألدا و أننا و المالحظ أن كلهن
ساهمن فً عملٌات قراض باعتبارهن صاحبات رؤوس أموال .و
لم ٌقتصر حضورهن على تموٌل العملٌات التجارٌة انطالقا من
جنوة فحسب ابل انتقلت لتجارة مع بالد المغرب و تكشف عقود
الموتق " باتفلٌو" عن حضورهن بتونس بالرغم من أنه لم ٌكن
منتظما.
هـ -هل غاب يهود جنوة عن التجارة مع بالد المغرب؟
غٌاب تعاطً ٌهود جنوة للتجارة للتجارة مع بالد المغرب فً
الفترة المدروسة بحكم سٌطرة المسحٌن علٌها .و ٌعلل " أشتور"
ضعف الحضور الٌهودي بجنوة بسبب سٌاستها فً الحد من
استقرارهم بها لمدة طوٌلة .ذلك بأنها لم تسمح لهم باإلقامة بها
ألكتر من ثالثة أٌام .إال أن ٌهود أراغون تعاملوا مع بالد المغرب.
و لعل نشاط ٌهود جنوة قل تركز أكثر على أعمال الصٌرفة و
العملٌات الربوٌة التً حرمتها الكنٌسة .و تجدر اإلشارة إلى أن "
باٌرن " تتبع أنشطة الجنوي " بالنكردو " الذي استمر أمواله فً
26
التجارة مع المشرق و بالد المغرب فً القرن 12م 6 /هـ و
رجح أصله الٌهودي.
3التفاعل الحضاري بٌن جنوة و بالد المغرب بمختلف صٌغه
السلمٌة بفعل الدبلوماسٌة و التجارة ،أم باإلصطدامات العسكرٌة،
بتبلور تمظهرات حضارٌة تأثر من خاللها كل طرف بالطرف
اآلخر .إذ أن األثر الجنوي بالمعطٌات المغربٌة ٌبدو واضحا أكثر
من تأثر بالد المغرب بالمعطٌات الحضارٌة الجنوٌة .و فً هذا
التأكٌد على أن مبادرة الفعل فً العالقات بٌن جنوة و بالد
المغرب .كانت تأتً أساسا من الجنوٌٌن .و ٌبرز فً هذا الصدد
اسم " بلغرٌنً " الذي خصص مجموعة من الدراسات لمراقبة
التأثٌرات الحضارٌة العربٌة فً منطقة لٌغورٌا التً تنتمً إلٌها
جنوة ،إذ ٌصعب تحدٌد المصدر العربً الذي انطلقت منه
التأثٌرات العربٌة إلى لٌغورٌا ألن اإلشعاع التجاري للجنوبٌٌن فً
الحروب غطى معظم مناطق الحوض المتوسطً كما هو الحال "
جبٌل " التً كانت شبه مستعمرة جنوبٌة ،باإلضافة إلى مساهمة
الجنوبٌٌن فً الحروب الصلٌبٌة ،التً لم تكن مجرد مواجهات
عسكرٌة ،بل إنها سمحت لهم بنهل بعض مظاهر الحضارة
اإلسالمٌة عامة و المغربٌة خاصة و ٌتجلى تسرب بعض
المؤثرات الحضارٌة المغربٌة إلى جنوة فً:
27
األسماء العائلية:
ٌرى " بلغرٌنً " أن عشرٌن إسما عابلٌا من أصول ــ على األقل
-ـ وجد بجنوة أواخر العصر الوسٌط ،و كان بعض منها متداوال
ببالد المغرب آنداك و منها " :مرزوق " " معرف أو معروف "
و " أبو فارس " و كذا انتشار بعض األسماء العربٌة ذات
المرجعٌة Alcheruisالخٌر و ALFALCHINUSالفقٌه و
Calefusخلٌفة
-الكلمات الحضارٌة :مثل Fullanoفالن و عجٌب Agilboو
كذبة Cazibba ...و غٌرها.
نهيلة الدليمي
أسماء فضالي
حفصة الظافر
بشرى القرش ي
29