Professional Documents
Culture Documents
Ostour 18 Ahmed Bouhsane 1
Ostour 18 Ahmed Bouhsane 1
31430/GDNE9967 :
177
ددعلالا ددعلالا
رياربف /طابشطابش
رياربف /طابشطابش
تخصص المؤرخ عكاشة برحاب((( في البحث في تاريخ المغرب الشرقي ،شماله وجنوبه ،مرك ًزا بالخصوص على القرن التاسع عشر
والعقود األولى من القرن العشرين ،وهي فترة حرجة ومعقدة في تاريخ المغرب المعاصر الذي تعاقبت عليه القوى االستعمارية (فرنسا
خصوصا) .وإذا كانت أبحاث برحاب التاريخية تركز ،في أغلب األحيان ،على الدراسة التحليلية والنقدية لألحداث التاريخية
ً وإسبانيا
ضمها في كتاب بعنوان من ذاكرة واحة فجيج:
بمناهج وأدوات المؤرخ الخبير بموضوعه ،فإنه يقدم لنا مجموعة من الوثائق التي ّ
مجموعة وثائقية ( ،)1912-1882استغل بعضها في دراساته السابقة لفجيج ،ونشرها في بعض كتبه ،مثل فجيج باب المغرب(((،
ومن الذاكرة المحلية((( ،والبعض اآلخر يراه مادة أساسية في دراسات تاريخية أخرى .ويعزز هذا الكتابً ،
أواًل ،ما يقوم به المؤرخ
ثانيا ،المؤرخون المغاربة واألجانب المتخصصون في تاريخ
عكاشة من أبحاث جادة حول جنوب المغرب الشرقي وشماله ،وما يقوم بهً ،
كتابا بعنوان واحات التخوم وحدود
جنوب المغرب الشرقي ،وما قام به ،ثال ًثا" ،المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب" ،حينما نشر ً
المغرب الشرقية ( :)1903-1800وثائق وخرائط مختارة((( ،جمع فيه كذلك مجموعة من الوثائق الخاصة بالمغرب الشرقي ،إضافة
إلى "مؤسسة أرشيف المغرب" التي تشتمل على مجموعة مهمة من الوثائق عن واحة فجيج وجنوب المغرب الشرقي.
والجدير بالذكر أن االهتمام بفجيج وتاريخها لم يكن وليد اليوم ،بل اهتمت به الكتابات التاريخية المغربية القديمة ،مثلما اهتمت به
الكتابات التاريخية المغربية المعاصرة ،سواء كان ذلك من المغاربة أو األجانب ،وخاصةً الفرنسيين ،منذ القرن التاسع عشر بعد احتاللهم
مبكرا بتاريخ فجيج المعاصر ،األستاذ أحمد مزيان ،من خالل مؤلفاته المرجعية
الجزائر .ومن المؤرخين المغاربة المعاصرين الذين اهتموا ً
مثاًل :فجيج (فكيك) :مساهمة في دراسة
األساسية الكثيرة التي اهتمت بفجيج في القرن التاسع عشر والقرن العشرين .نذكر منها ً
المجتمع الواحي المغربي خالل القرن التاسع عشر ( ،)1903-1845والمجتمع والسلطة المخزنية في الجنوب الشرقي المغربي
خالل القرن التاسع عشر ( ،)1912-1845وكذلك مؤلفات األستاذ محمد بوزيان بنعلي الكثيرة حول تاريخ فجيج ،الوسيط والمعاصر،
مثاًل :فجيج في عهد السعديين :السياسة والثقافة والمجتمع ،وبيوتات العلم واألدب بفجيج .وله مع المهندس المؤرخ
ونذكر منها ً
العربي هاللي مؤلفات كثيرة حول تاريخ فجيج كذلك ،منها :فجيج والمخزن في عهد الحسن األول ،وفجيج تحت الحماية الفرنسية
.1927-1912وتوجد كتابات كثيرة باللغات األجنبية عن تاريخ فجيج المعاصر ،نشير إلى نموذجين منها فحسب ،هما :كتاب المؤرخ
األميركي روس دان باإلنكليزية الذي ُترجم إلى العربية بعنوان المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي :المواجهة المغربية
لألمبريالية الفرنسية ( ،)1912-1881وكتاب الباحث محمد حجي بالفرنسية بعنوان حماية القانون الدولي لألفراد على أراضيهم
التقليدية :استمرارية الحقوق العريقة ألهل فجيج .وتوجد كتابات تاريخية كثيرة عن تاريخ فجيج المعاصر للعديد من الباحثين
عما أنجزه
اآلخرين الذين ال يسمح هذا السياق بذكرهم وذكر أعمالهم .ولكن من المؤكد أنها كتابات وأبحاث تاريخية ال تقل أهمية ّ
المؤرخ برحاب ،وأنها تغني البحث في تاريخ فجيج بتنوعها واختالف مجاالت بحثها ومناهجها.
قدم كتاب برحاب األستاذ جامع بيضا ،مدير "مؤسسة أرشيف المغرب" ،أبرز فيه أهمية أبحاث برحاب التاريخية ،واألهمية
ّ
مهما يساعد القارئ على قراءة تلك المجموعة من الوثائق .وجمع ً
مطواًل ًّ تمهيدا
ً التاريخية لهذه المجموعة من الوثائق .وقد كتب له
1تخصص عكاشة برحاب في دراسة تاريخ شرق المغرب ،شماله وجنوبه ،في القرن التاسع عشر والقرن العشرين ،واشتغل أستاذًا في تاريخ المغرب الشرقي في جامعة
الحسن الثاني عين الشق بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية في المحمدية .وله مؤلفات عديدة في التاريخ المغربي المعاصر.
عكاشة برحاب ،فكيك باب المغرب :مراسالت مختارة مغربية وفرنسية Figuig: Porte du Maroc, choix de correspondances marocaines et françaises 2
(الرباط :دار أبي رقراق للطباعة والنشر.)2003 ،
عكاشة برحاب ،من الذاكرة المحلية ،ج ( 2الرباط :مطبعة دار القلم.)2017 ، 3
4واحات التخوم وحدود المغرب الشرقية :1903-1800وثائق وخرائط مختارة ،إعداد وتقديم خالد بن الصغير ،مراجعة وتنقيح لحسن حافظي العلوي ،تصدير
محمد القبلي (الرباط :منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب.)2013 ،
178
بـتك تاـعجارم
( ةيقئاثو ةعومجم :جيجف ةحاو ةركاذ نم باتك ةعجارمجارممجارمم
خاما مهمة ،من شأنها أن تفيد المؤرخ ،في دراسته وتحليله لمرحلة معينة من مراحل تاريخ المغرب
في هذه المجموعة مادة وثائقية ً
المعاصر ،في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ،1912-1882 :وهي تشمل منطقة محددة متمثلة في واحة فجيج في
جنوب المغرب الشرقي.
يضم هذا الكتاب مجموعة من الوثائق الخاصة بواحة فجيج ونواحيها في عالقتها بالسلطان ومخزنه من جهة ،وبالقوى
االستعمارية ،من جهة أخرى ،وال سيما فرنسا التي كانت تزحف على األراضي المغربية وتحاول ضمها إلى الجزائر الفرنسية آنذاك،
وبخاصة أراضي فجيج ،أو بالد فجيج ،عندما قررت فرنسا توسيع مجال سلطتها في الجنوب الوهراني مع نهايات القرن التاسع عشر،
ومحاولة مدها لخط السكك الحديدية إلى مدينة بشار ،جنوب غرب فجيج.
جمع المؤلف في هذا الكتاب مئة وثال ًثا وتسعين وثيقة ،سبق أن نشر منها ثال ًثا وعشرين وثيقة في كتابه فجيج باب المغرب،
ونشر منها إحدى عشرة وثيقة في كتابه اآلخر من الذاكرة المحلية .وقد عرض هذه الوثائق في صورتها األصلية؛ أي في شكلها
تصحيحا،
ً وصيغتها المخطوطة ،ثم عرضها في صيغتها العربية المعيارية المقروءة ،بعد أن قام بتصحيح بعض ما رآه يتطلب بالضرورة
حرصا منه على سالمة العبارة ،ورغبة منه كذلك في االستفادة من المخطوط .ومعظم هذه الوثائق من نوع المراسالت التي
أحيانًاً ،
كانت تجري بين أهل واحة فجيج وأهل بعض المناطق المحيطة بها ،وبين السلطان ورجاالت المخزن ،وكذلك مراسالت السلطات
ملخصا مر ّك ًزا لموضوع كل وثيقة قبل عرضها في صورتها المخطوطة،
ً قدم
الفرنسية في الجزائر مع السلطان ورجاالت المخزن .وقد ّ
ومنتهيا
ً مشيرا إلى تاريخ كتابتها .واحترم التسلسل الزمني في عرض تلك الوثائق ،مبتد ًئا بوثيقة مؤرخة في [ 20حزيران ]/يوليو ،1882
ً
بوثيقة مؤرخة في [ 14أيار ]/مايو .1912
والوثائق التي نشرها المؤلف في هذا الكتاب هي التي اطلع عليها خالل سنة 1992في مركز األرشيف الدبلوماسي بمدينة نانت
بفرنسا ،وهو مركز ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية ،ثم مديرية الوثائق الملكية بالرباط التي اشتغل فيها خالل الفترة ،1992-1982
والتي تضمنت كذلك بعض الوثائق عن فجيج ،مصورة عن أصلها في مكتبة تطوان ،إضافةً إلى وثيقة وحيدة في حوزة بعض الخواص
عينة صغيرة من أرشيف فجيج
(ص .)44والحق أن هذه المجموعة من الوثائق التي تم ّكن المؤلف من االطالع عليها ال تم ّثل إال ّ
الكبير ،سواء ذلك المسموح باالطالع عليه ،أو ذلك الذي لم يسمح بعد باالطالع عليه في مراكز األرشيف في المغرب وفي الخارج،
عينة دالة تكاد
أو ذلك الذي ال يزال في حوزة الخواص .ولكن هذه المجموعة من الوثائق التي نشرها برحاب في هذا الكتاب تم ّثل ّ
تعطي صورة عامة عن القضايا السياسية واالجتماعية األساسية المختلفة التي عرفتها واحة فجيج في نهايات القرن التاسع عشر
وبدايات القرن العشرين.
وإذا كان األرشيف ،بحسب التعريف الذي وضعه "المجلس الدولي لألرشيف" ،هو "مجموعة من الوثائق مهما كان تاريخها
وشكلها وحاملها المادي ،منتجة أو تم التوصل بها من طرف أي شخص طبيعي أو معنوي ،أو من أي هيئة عامة أو خاصة خالل
مزاولة أنشطتها"((( ،فإن هذه الوثائق المكتوبة التي أُنتجت في وقتها ،والمحفوظة في بعض مراكز حفظ األرشيف التي ذكرناها ،تعيد
إلينا بعض مجريات األحداث التي تحدثنا عنها ،وتعرض علينا أهم القضايا واألحداث التي عرفتها المنطقة ،والتي تسببت فيها فرنسا
بتوسعها في أراضي بالد فجيج .وسنتناول الحقًا أهم القضايا التي عرضتها مجموعة الوثائق.
ينظر: 5
"'Archives', définition dans le dictionnaire Littré," Dictionnaire Littré, accessed on 29/1/2023, at: https://bit.ly/3Y2SzcN
179
ددعلالا ددعلالا
رياربف /طابشطابش
رياربف /طابشطابش
تؤكد هذه الوثائق أن فرنسا استطاعت ،بقوتها المذكورة ،أن تفرض بالقوة سياستها التوسعية في المنطقة ،وأنها كانت تفرض
كذلك بعض رجاالت المخزن الذين كانوا يسايرونها في توسعها ونشر نفوذها ،وترفض أولئك الذين كانوا يواجهون مشاريعها
التوسعية ،بل تطالب السلطان بعزلهم ،مثلما قبل وزير السلطان محمد بن المفضل غريط عزل عامل فجيج عمر السوسي بعد
شكوى الفرنسيين منه ،ألنه كان يقف في وجه أطماعهم ،مع أنه كانت له سمعة جيدة لدى أهل فجيج .يقول في ذلك نائب الوزير
المفوض الفرنسي بطنجة" :وبعد ،قد فرحت غاية الفرح ،حيث سيادته الشريفة أعزها الله قد قبلت شكاية دولتنا على قائد فجيج،
جديدا محله ،ونشكر فضلكم بإسعافكم لنا في هذه القضية" (ص .)37وكان المخزن ينساق ،في الغالب ،على الرغم
ً قائدا
وبعث ً
منه ،لبعض ادعاءات السلطات الفرنسية االستعمارية التي كانت تبرر هجوماتها العسكرية للمحافظة على األمن في بالد المخزن
وتأديب الخارجين عن القانون ،مثلما حصل في حادثة قصف قصر زناﮔـة بفجيج سنة ،1903التي قُتل فيها المدنيون األبرياء،
و ُدمرت فيها الممتلكات ،وفُرضت فيها شروط مجحفة على أهالي فجيج وعلى أهل زناﮔـة بخاصة .وتوجد وثيقة يرى فيها المؤلف
تأديبا ألهل قصر زناﮔـة ،بسبب تعامل قائده ،محمد بن مرزوق،
ً أن السلطان قد اعتبر ،فيما بعد ،أن ذلك الهجوم على فجيج كان
أمرا لقائد قصر زناﮔـة -
مع الجياللي الزرهوني (الروكي) ،الذي كان السلطان يحذر من التعامل معه ،عندما قال" :أصدر الروكي ً
محمد بن مرزوق -من أجل االلتحاق بأنصاره ،وكذا الهجوم على أحد مناصري السلطان عبد العزيز بقبيلة بني يزناسن ،وهذا ما
تأديبا ألهل قصر زناﮔـة .الرسالة مؤرخة
ً دفع السلطان فيما بعد إلى اعتبار الهجوم على فجيج في مستهل [حزيران ]/يونيو 1903
في ثاني [آذار ]/مارس ( ."1903ص .)163ويدخل هذا التحذير في حرص السلطان على عدم التعامل مع الذين يثيرون الفتن
في المملكة ويخرجون عن طاعته ،مثل تحذير السلطان كذلك ألهل فجيج بعدم التعامل مع الشيخ بوعمامة عندما قدم إلى فجيج
كتابا من السلطان ولكنه لم يظهره ألهل فجيج ،فتركوه واتبعوا كلمة السلطان ،مثلما جاء في رسالة القائد محمد
مدعيا أنّ لديه ً
ً
بن مرزوق إلى السلطان المولى الحسن" :فإننا ما وجبناه ال بوجه وال بمال ،وتركناه من بالنا ،واتبعنا كلمتكم الشريفة ،وطلبنا منه
أن يأتينا بكتابكم الشريف ليظهره لنا وننظر فيه ،ولم يواجبنا ألننا سمعنا من جانبكم بالتحذير من جانبه ومن معهّ ،
لئاّل يلحقنا
من الضرر كما لحق به السابقون" (ص .)52ويبدو أن سيرة الشيخ بوعمامة كانت تتردد بين الرضا بسلوكه والحذر منه؛ ففي
الكتاب رسائل تثبت مدى الخدمات التي قدمها الشيخ بوعمامة للسلطان ومخزنه ،مثل قول المؤلف" :أخبر الشيخ بوعمامة النائب
180
بـتك تاـعجارم
( ةيقئاثو ةعومجم :جيجف ةحاو ةركاذ نم باتك ةعجارمجارممجارمم
الطريس بالمواجهات التي وقعت بين أهل عين صالح والقبائل المغربية الداعمة لها والجيش الفرنسي ،كما أخبر بالتحضيرات
العسكرية الفرنسية القتحام واحة إكلي .الرسالة مؤرخة في [ 22نيسان ]/أبريل ( ."1900ص .)92
ونظرا إلى ما عرفته المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين من حدة الصراع حول الحدود بين األراضي
ً
المغربية واألراضي الجزائرية الفرنسية في منطقة فجيج ،لجأت السلطات الفرنسية والسلطات المغربية إلى عقد اتفاقيتين ،سن َتي
1901و ،1902تنظمان تعامل الطرفين مع أهالي الحدود وممتلكاتهم .وقد كانت التأويالت الفرنسية لألحداث ومفهومها للحدود
عموما ،وتضطر السلطات المغربية إلى اإلذعان لها على حساب أراضي أهل الحدود
ً توسعها ومصالحها
دائما إلى ما يخدم ّ
تميل ً
المغربية وممتلكاتهم ومصالحهم ،بسبب التهديدات العسكرية الفرنسية القوية؛ ما م ّكنها من الزحف التدريجي على مناطق واسعة من
ممتلكات أهل فجيج وبعض القبائل المجاورة لها .وقد تعرضت وثائق هذا الكتاب لقضية احتالل القوات الفرنسية توات وعين صالح،
أيضا.
وتعرضت الحتجاج السلطان على ذلك ً
نشير إلى أن المؤلف سها عن ذكر كلمة "زناﮔـة" ،التي جاءت مذكورة في المخطوط ،ص ،136لما نقل المخطوط إلى الصيغة العربية المقروءة ،ص .131 6
181
ددعلالا ددعلالا
رياربف /طابشطابش
رياربف /طابشطابش
182
بـتك تاـعجارم
( ةيقئاثو ةعومجم :جيجف ةحاو ةركاذ نم باتك ةعجارمجارممجارمم
ثم تعرضت بعض وثائق هذا الكتاب لقضية الجبايات التي فرضها المخزن مع بدايات القرن العشرين ،والتماس بعض قبائل
نظرا إلى ضعف حالهم ،وإنشاء بعض المراكز الستخالص الرسوم من القوافل (الجبايات) في مناطق
المنطقة من السلطان إعفاءهم منها ً
حدودية بين المغرب والجزائر الفرنسية من بينها العرجة والملياس ،إضافةً إلى قضايا اجتماعية تهم بعض األفراد أو بعض القبائل.
خاتمة
تقدم إلى أن الوثائق التي ضمها كتاب عكاشة برحاب المست أهم القضايا السياسية والعسكرية
يمكن أن نخلص مما ّ
واالجتماعية واالقتصادية العامة التي عرفتها واحة فجيج ونواحيها في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين فقد أبرزت
جراء االستفزازات الفرنسية ألهالي المنطقة واغتصابها
الوضع السياسي الحرج والصعب الذي كانت تعرفه المنطقة في ذلك الوقت من ّ
وضمها إلى األراضي الجزائرية الفرنسية بالقوة العسكرية والمناورات السياسية والدبلوماسية والقوة االقتصادية
ّ ألراضيهم وممتلكاتهم
من ناحية ،وفرض شروطها المجحفة على السلطان ومخزنه ،وعلى أهالي فجيج ونواحيها ،من ناحية أخرى .وقد نتج من ذلك شعور
بالخيبة وإحساس بالظلم؛ بسبب فقدان ممتلكاتهم ،وعجز السلطان ومخزنه عن صد األطماع الفرنسية ،رغم جهده المتواضع أمام القوة
الفرنسية الكبيرة .ومع ذلك ،تشير وثائق إلى العالقة الوطيدة التي كانت تجمع بين أهل فجيج ونواحيها بالسلطان وعرشه ،واعتزازهم
باهتمام السلطان بمنطقتهم من خالل تخصيص عمال يقومون بشؤونهم ،واعتزازهم بكل ما يصل إليهم من رسائل من السلطان.
183
ددعلالا ددعلالا
رياربف /طابشطابش
رياربف /طابشطابش
References المراجع
برحاب ،عكاشة .فكيك باب المغرب :مراسالت مختارة مغربية وفرنسية .الرباط :دار أبي رقراق للطباعة والنشر.2003 ،
واحات التخوم وحدود المغرب الشرقية :1903-1800وثائق وخرائط مختارة .إعداد وتقديم خالد بن الصغير .مراجعة
وتنقيح لحسن حافظي العلوي .تصدير محمد القبلي .الرباط :منشورات المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب.2013 ،
184