You are on page 1of 15

‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫ماستر التعدد اللغوي والتالقح‬


‫الثقافي في المغرب‬
‫فوج ‪2020-2019‬‬

‫مادة‪ :‬البيبليوغرافيا والعمل المكتبي‬

‫عـــــــرض حــــــول‪:‬‬

‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬


‫عبد الكريم أحمجيق‬
‫أحمد العالوي‬
‫محمد الطيبي‬
‫تحت إشراف‪:‬‬
‫د‪.‬سميرة غموري‬

‫‪1‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫الفهرس‪2 .....................................................................................................................................................:‬‬
‫مقدمة‪3 ....................................................................................................................................................... :‬‬
‫نبذة تاريخية عن البيبليوغرافيا في الغرب‪3 .......................................................................................................... :‬‬
‫البيبليوغرافيا خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر‪4 ........................................................................................:‬‬
‫البيبليوغرافيا في الغرب حديثا‪7 ......................................................................................................................... :‬‬
‫البيبليوغرافيا الغربية المحوسبة‪9 ...................................................................................................................... :‬‬
‫خاتمة‪13 ..................................................................................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع‪15 ........................................................................................................................................... :‬‬

‫‪2‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تاريخ البيبليوغرافيا لم يدون‪ ،‬فالبيبليوغرافيون األوائل اشتغلوا فطريا وبشكل متناثر ولم يعرفوا أنهم يقومون‬
‫بأعمال البيبليوغرافيا ولم تعرف دوافعهم‪.‬‬
‫ظهر أول مقال يتكون من ‪ 84‬عمودا في الموسوعة الكبرى ‪ La Grande Encyclopédie‬بتاريخ ‪1885‬‬
‫يقدم رصيدا بيبليوغرافيا مبتورا من أسماء المؤلفين والتاريخ وال يحدد األفكار الموجهة والنظريات‬
‫البيبليوغرافية التي تحدث عنها بعد عشر سنوات النغلوا عندما كتب كتابه عن البيبليوغرافيا التاريخية‬
‫‪ Manuel de bibliographie historique‬قي ‪ 1896‬وبعد ذلك رسم بيسترمان بشكل عام معالم هذه‬
‫األفكار ورسم نظريات البيبليوغرافيا في القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر في كتيب أسماه‬
‫‪ Les débuts de la bibliographie méthodiques‬بدايات البيبليوغرافيا المنهجية سنة ‪ 1950‬وهو‬
‫غني بالمالحظات الجيدة‪.‬‬
‫في نهاية نفس العقد مؤلفان قاما بتلخيص تاريخ البيبليوغرافيات العامة الوطنية ليندر سنة ‪ 1959‬وبلوم في‬
‫نفس السنة ولم يكن هناك أي قائمة لآلداب أو العلوم تتناول أعماال بيبليوغرافية خصوصا في القرنين السابع‬
‫عشر والثامن عشر بشكل نقدي‪.‬‬
‫البيبليوغرافيا من منظورها التاريخي لم يتطرقوا إليها حتى يومنا هذا سوى في المنشورات الخاصة بتاريخ‬
‫الكتاب أو النشر (‪ )Histoire de l’édition française 1982 – 1986‬مع أنه من المعروف ومنذ القدم‬
‫هناك عالقة وطيدة بين البيبليوغرافي والمكتبي والموسوعي ومحب الكتب‪.‬‬
‫يجب تفسير وتأويل التاريخ المتراكم في هذا المجال بناء على مناهج التاريخ الحديث وتحديد العالقة بين‬
‫أعمال البيبليوغرافيين في مختلف الحقب التاريخية وهناك حاجة إلى البحث الفكري وتحديد العالقة بين‬
‫العوامل التاريخية واإلقتصادية وعوامل أخرى وإنتاج هذه الدالئل البيبليوغرافية وأخيرا معرفة التيارات‬
‫النافذة من دولة ألخرى وتحديد خصائص وشخصيات البيبليوغرافيين لكل قرن‪ .‬بهذا يمكن أن تظهر‬
‫البيبليوغرافيا بشكل أقل جمودا عما ألفناه‪.1‬‬

‫نبذة تاريخية عن البيبليوغرافيا في الغرب‪:‬‬


‫في مجال االستخدام العلمي يمكن تتبع مصطلح "الببليوجرافيا" حتى النصف األول من القرن السابع عشر‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن أصول المصطلح معروفة فإن االشارات المتعلقة به رغم ذلك ليست قاطعة بما فيه‬
‫الكفاية‪ .‬وطالما أن المصطلح يتألف من جذعي كلمتين يونانيتين معروفتين جيدة فإن المرء يميل إلى البحث‬
‫عنه في كتابات المؤلفين في العصر القديم‪ .‬وفي حقيقة األمر استخدمت الكلمة بواسطة المؤلفين اإلغريق‬
‫في القرون الثالثة األولى من تلك الحقبة‪ .‬فالكلمة في ذلك الوقت كانت تعني نسخ الكتب باليد‪ .‬ولم يكن قبل‬
‫القرن الثامن عشر الميالدي حين استخدمت الكلمة للداللة على عملية تأليف الكتب کنشاط فکری‪ .‬ومن حين‬
‫آلخر يجد المرء الكلمة اليونانية ببليوجرافي للداللة على كاتب أو ناسخ للكتب‪.‬‬
‫ولم يقبل الرومان هذه المصطلحات المركبة ولذلك نادرا ما نجدها مستخدمة في الغرب حتى القرن السابع‬
‫عشر ‪ .‬وبعض الباحثين في القرن السادس عشر والسابع عشر الذين أطلقوا على الكاتب أو حتى على الطابع‬
‫كلمة ببليوجرافي أو سموا نسخ الكتب ببليوجرافيا؛ إنما فعلوا ذلك من قبيل التباهي أو التفاخر بثقافتهم‬
‫االنسية القديمة‪ .‬وهذا األمر ال يعنينا هنا‪ .‬لقد ظهر استخدام جديد للمصطلح ببليوجرافيا في القرن السابع‬
‫عشر‪ .‬والباحثون الذين استخدموه للمرة األولى بالمعنى الجديد ‪ ،‬ليس كتابة الكتب‪ ،‬ولكن وصف الكتب‪ .‬لقد‬
‫رصد المصطلح نشاط أو على األصح نتيجة وصف الكتب‪ .‬ومن هنا أطلقوا على العمل الذي يصف الكتب‬

‫‪1‬‬
‫‪Louise - Noelle Malclès, La Bibliographie, Paris, Presses Universitaires de France, 5 ème Edition 1989.‬‬

‫‪3‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫«ببليوجرافية» بصرف النظر عما إذا كان هذا العمل على شكل مقالة أو قائمة‪ .‬وفي مطلع القرن الثامن‬
‫عشر كان مصطلح ببليوجرافيا يستخدم على غرار مصطلح جغرافيا والمصطلحات الشبيهة‪ ،‬كما كان‬
‫يستخدم للداللة على معرفة الكتب ‪ .‬ولكننا هنا أيضا نستبق األحداث‪ .‬إن النقطة الحالية هي تفحص الفروق‬
‫بين البليوجرافيا في العالم االغريقي والببليوجرافيا في القرن السابع عشر والثامن عشر‪ .‬فالجذع االغريقي‬
‫"جراف" يعنی جزئيا الفعل يكتب وجزئيا الفعل يصف حسب التركيب کما يعنی من جهة أخرى الفعل‬
‫يقارن‪ .‬بينما يمكن تركيب جذوع أخرى مع هذا الجذع «جراف» للداللة على فعل واحد وإذا ركبنا الجذع‬
‫ببليو مع جراف فإن معنى النسخ والوصف يتحققان معا‪ .‬ومع هذا فإن االغريق لم يستفيدوا من المعنى‬
‫الثاني (الوصف) حتى ال يحدث سوء فهم ويختلط المعنيان ‪ .‬ومن هنا فإنهم لم يستخدموا كلمة بليوجرافيا‬
‫بمعنی وصف الكتب أو معرفة الكتب‪ .‬لقد كانوا على وعي بمفهوم معرفة الكتب» ولكنهم لم يستخدموا كلمة‬
‫ببليوجرافيا للداللة عليها ومن هنا فليس صحيحا تماما أن ندعي بأن مصطلح ببليوجرافيا هو مصطلح‬
‫اغريقي واألصح القول بأن المصطلح يتألف من جذعي كلمتين يونانيتين‪ ،‬ولم يقم االغريق أبدأ بمزج هذين‬
‫الجذعين للداللة على ما استخدما له في القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد الميالد‪.‬‬

‫البيبليوغرافيا خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر‪:‬‬


‫يؤكد مؤرخو الببليوجرافيا على حقيقة أنه كانت هناك في العصور القديمة بالفعل قوائم بالكتب شبيهة‬
‫بالبليوجرافيات الحالية)‪ .‬واالنتاج الفكري القديم يضم مسوحا مختلفة تتعلق بفئات المؤلفين وأعمالهم الفكرية‪.‬‬
‫وهناك إشارات متفرقة إلى قوائم مستقلة باألعمال الفكرية في مجال محدد ‪ ،‬ثم تجميعها‪ .‬ولكن مما يؤسف‬
‫له أن تلك القوائم قد فقدت بالكامل‪ .‬ولعل أهم إنجاز ببليوجرافی تم في العصور القديمة هو تلك القائمة التي‬
‫حصرت المؤلفين اإلغريق وأعمالهم المسماة باأللواح الخشبية ‪ Penakes‬والتي أعدها كاليماخوس في‬
‫منتصف القرن الثالث قبل الميالد‪ ،‬وذلك من واقع مقتنيات مكتبة المتحف باالسكندرية‪ .‬وكل ما نعرفه عن‬
‫هذه القائمة هو إطارها العام فقط‪ .‬ولقد توفرت معلومات أكثر عن ببليوجرافيات متواضعة من العصور‬
‫الوسطى الباحثين احتذوا الببليوجرافيات التي أنتجت في العصور القديمة‪ .‬والتاريخ الحقيقي للببليوجرافيات‬
‫يبدأ فقط بعد نصف من اختراع الطباعة على يد يوحنا جوتنبرج‪ .‬ذلك أنه عندما انتشرت الطباعة ‪ ،‬وأنتج‬
‫المزيد والمزيد من الكتب‪ ،‬أصبح الباحثون في حاجة إلى أدوات تعلمهم عن المؤلفين ومطبوعاتهم‪ .‬وهكذا‬
‫فإنه في ختام القرن الخامس عشر بدأ ظهور وصدور الببليوجرافيا‪ .‬وبواكير هذه الببليوجرافيات كانت‬
‫عبارة عن معاجم عالمية بالمؤلفين الذين نشروا في جميع فروع المعرفة البشرية وقد رتب هؤالء المؤلفون‬
‫إما زمنيا وإما هجائيا مع تسجيل تواريخ الميالد والوفاة وعناوين أعمالهم‪ .‬وإلى جانب تلك البليوجرافيات‬
‫الحيوية ظهرت هناك ببليوجرافيات متخصصة رتبت مفرداتها ترتيبا منهجيا‪ .‬وقبيل منتصف القرن السادس‬
‫عشر قام كونراد جزنر ‪ -‬وهو فيزيائي من زيورخ وباحث في العلوم الطبيعية ‪ -‬بنشر ببليوجرافية عامة‬
‫مستفيضة‪ .‬وتألفت هذه الببليوجرافية من جزأين‪ .‬تضمن الجزء األول منها أسماء المؤلفين ‪ :‬اليونان ‪ -‬الالتين‬
‫‪ -‬العبرانيين في سياق هجائی واحد مع تاريخ الميالد والوفاة وعناوين أعمالهم ومقتطفات منها وتعليقات‬
‫عليها‪ ،‬والجزء الثاني أعاد فيه ترتيب نفس األعمال مع إضافات قليلة ترتيبا مصنفا‪ .‬وقد نالت هذه‬
‫الببليوجرافية اإلعجاب واعتبرت نموذجا لقائمة بالكتاب وأعمالهم‪ .‬وقد عنونت البليوجرافية في جزئها األول‬
‫بعنوان الببليوجرافية العالمية ‪ .‬وفي جزئها الثاني بعنوان ملحق الببليوجرافية العالمية‪:‬‬
‫)‪- Bibliotheca Universalis Sive Catalogus Omniun Scriptorum (Zürich 1545‬‬
‫)‪- Pandectae Sive portitiones Universales (Zürich 1545‬‬
‫ومن حسن الحظ أنه قد وصلنا من الجزء األول أربع طبعات قصيرة وهي لسوء الحظ طبعات غير رسمية‬
‫بعنوان‪ -Epitome Bibliathecae Universalis‬وقد جرى تحيينها في سنوات ‪ 1551‬و ‪ 1555‬و‬

‫‪4‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫‪ .1583‬هذه الطبعات المختصرة سهلت انتشار العمل ورغم ذلك فإن كثيرا من الببليوجرافيين لم يحذ حذو‬
‫جزنر في منهجيته ‪ .‬فلم يقم خلفاؤه بوصف الطبعات المختلفة من األعمال التي يدرجونها بل اقتصروا على‬
‫المؤلفين والعناوين فقط‪ .‬وقدموا معلومات تجيب على سؤالين فقط هما‪ :‬ماذا كتب مؤلف معين؟ وماذا كتب‬
‫عن موضوع بالذات؟ بيد أن جزنر ألسباب عملية وصفها بالتفصيل في مقدمة عمله وأعطى تفصيالت عن‬
‫كل عمل أدرجه ‪ :‬اين‪ ،‬متی‪ ،‬من نشر كل كتاب‪ ،‬التوريق بالكامل (عدد األوراق ‪ +‬الحجم)‪ ،‬تلك البيانات‬
‫التي تعتبر اآلن من األساسيات‪ .‬ولم يرتبها في نظام واحد تحت كل عمل‪ ،‬ولكنه رتبها حسبما ورد على‬
‫صفحة العنوان‪ ،‬کی تعكسها عکسا دقيقا‪.‬‬
‫وفي نفس السنة التي نشر فيها جزنر الجزء الثاني (‪ )1548‬قام جون بيل‪Bale John‬بنشر ببليوجرافية‬
‫خاصة بالمؤلفين البريطانيين وأعمالهم بعنوان‪:‬‬
‫‪Illustrium majoris Britanniae scriptorum summarium. Ipswich, 1548.‬‬
‫وكانت هذه البليوجرافية بداية سلسلة ال نهاية لها من البليوجرافيات الوطنية ‪ ،‬واالقليمية والمحلية التي‬
‫تحصر المؤلفين وأعمالهم في تلك األنطقة ‪ .‬وعلى سبيل المثال فقد قام أنطون فرانسسکو دونی بعد سنتين‬
‫بنشر ببليوجرافية خاصة بالمطبوعات المنشورة باللغة الوطنية فقط (اإليطالية)‬
‫‪Anton Francesco Doni : Libreria. Venice, 1550.‬‬
‫وبعد أن نشر أنطونيوس سينيس الببليوجرافية الراجعة الشهيرة‪:‬‬
‫‪Antonius Senensis = Bibliotheca Ordinis Fratrum Praedicatorum. Par, 1585.‬‬
‫وذلك كملحق لعمله الشهير الخاص بالكتاب الدينيين‪Fratrum ordinis Chronicom‬‬
‫‪ ،praedicatorum‬بعد هذا بدأ نشر ببليوجرافيات راجعة من كل األنواع ‪ :‬عامة‪ ،‬موضوعية‪ ،‬وطنية‪،‬‬
‫دولية‪.‬‬
‫وعرفت المانيا الببليوجرافيات الدورية في النصف الثاني من القرن السادس عشر فقد تطورت الكتالوجات‬
‫النصف سنوية المصنفة (‪ )Messekataloge‬من مجرد قوائم كتب في معارض فرانكفورت وليبزج‬
‫موسمية إلى قوائم ببليوجرافية دائمة مستقلة تحصر كل الكتب الجديدة في جميع موضوعات المعرفة من‬
‫كل الدول‪ .‬ف كان الفرق بين هذه القوائم التجارية والقوائم العلمية التي يعدها الدارسون يكمن في وصف كل‬
‫الطبعات المدرجة ‪ .‬ومنذ ذلك التاريخ فإن مايسمى بالبيانات الببليوجرافية‪ ،‬قد أصبح جزءا أساسيا من‬
‫خصائص أية ببليوجرافية‪ .‬ولكن مضى وقت طويل بعد ببليوجرافية جزنر حتى أدرك الناس أن بيانات‬
‫النشر المكان ‪ ،‬الناشر‪ ،‬تاريخ النشر وبيانات التوريق‪ ،‬كانت بيانات أساسية الغنى عنها في البليوجرافيات‬
‫العلمية ‪.‬‬
‫لقد جاء التغيير الهام في وصف األعمال المدرجة بالببليوجرافيات العلمية من الببليوجرافيات التي قام بها‬
‫جاكوب زاناخ ‪-Jakob Zannach. Bibliotheca theo .1541 , logica . Miblhausen‬حين استخدم‬
‫كال من ببليوجرافية جزنر والكتالوج النصف السنوى ونقل البيانات كما وردت في مصادره إضافة إلى‬
‫بيانات النشر كاملة وبيانات التوريق‪ .‬ومن ثم أصبحت هذه الطريقة في وصف مفردات الببليوجرافيات‬
‫مقبولة في القرن السابع عشر‪.‬‬
‫لقد استخدمت في القرن السادس عشر عدة تعبيرات كعناوين لقوائم کتب المؤلفين ومؤلفاتهم بصرف النظر‬
‫عن شكلها ونوعها من بينها‪ Catalogus - elenchus - Index -:‬وكثيرا ما استخدم ‪nomenclator :‬‬
‫كما أن االسم الذي أطلقه جزنر على عمله وهو‪ - Bibliotheca-‬كثيرا ما استخدم بعده من ‪ 1550‬فصاعدا‬

‫‪5‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫‪ .‬كذلك هناك تسمية الببليوجرافية باسم ‪ Libreria‬تلك التي استخدمها أنطون فرانسيسکو دونی ‪ 1550‬كما‬
‫أن فرانسوا ديالكروا دی مين (باريس ‪ )1584‬وأنطوان دی فرديی (ليون ‪ )1584‬سميا الببليوجرافيتين‬
‫اللتين أعداهما للمؤلفين الفرنسيين باسم المكتبة الفرنسية ‪ Bibliotheque Francoise‬كما قام فرديی بنشر‬
‫ملحق لببليوجرافية جزنر وملحق آخر لبليوجرافية سيننسيس‪ .‬كما أن هناك ببليوجرافيات موضوعية أطلق‬
‫عليها هي األخرى تسمية ‪Bibliotheca‬من بينها ‪: -Bibliotheca Medica-‬التي أعدها ‪Paschalis‬‬
‫‪Gallus‬ونشرت في بازل ‪ 1590‬وتلك التي ذكرناها من قبل ‪Bibliotheca the olegica -‬التي نشرها‬
‫‪Jakob Zannach .‬وكذلك الببليوجرافية المتخصصة في الفلسفة والمعنونة‪:‬‬
‫‪Bibliotheca philosophicorum Classicorum authorum Chronologica‬‬
‫والتي أعدها جوهان جاکوب فرايز ‪Johann Jakob Fries . Zirich 1592‬كذلك فإن كلمته ببلوتيكا‬
‫‪Bibliotheca‬قد استخدمت لألدلة والمجموعات ومن الظواهر الملفتة للنظر خالل القرن السابع عشر‬
‫إطالق كلمة ببلوتيكا على جميع أنواع قوائم اإلنتاج الفكرى‪ .‬واقتصر استخدام كلمة ‪ Catalogus‬على‬
‫فهارس المكتبات وتجارة الكتب فقط مع وجود استثناءات قليلة‪ .‬وكانت كلمة ‪ Bibliotheca‬هي التسمية‬
‫التي تطلق على القائمة الواحدة بينما‪ Bibliothecae‬تطلق على الفئة وذلك في منتصف القرن السابع عشر‪.‬‬
‫وعندما قام األب ‪Philippe Labbe‬بتجميع الببليوجرافيات ألول مرة ورتبها هجائيا بأسماء المؤلفين أطلق‬
‫عليها اس ‪ - Bibliotheca Bibliothecarum -‬وقد نشرت في باريس ‪ 1954‬كملحق لكتابه ‪Nova‬‬
‫‪Bibliotheca mss Librorum‬ونشرت مستقلة بعد ذلك في باريس ‪ .1964‬وقد أطلق على‬
‫البيبليوجرافيين الذين جمعوا الببليوجرافيات من هذا المنطلق اسم ‪ -Bibliothecarii-‬ولقد قام خليفة‬
‫‪ Labbe Dudick ،lodocus‬بتجميع قائمة بأسماء الببليوجرافيين كان من المفروض أن ينشرها ‪Jod‬‬
‫‪ ocus Kalkoven‬في كولونيا تحت عنوان ‪ Bibliothecariographia‬ولكنه حتی اآلن لم تنشر‪ .‬ولقد‬
‫حاول الفقيه ‪( Johann Heinrich Hottinger‬زيورخ) ألول مرة أن يصنف البليوجرافيات‬
‫‪ Bibliothecae‬سنة ‪ .1964‬هذه التسمية واستخدامها ‪ -Bibliotheca-‬ترجع إلى جزنر واستخدم للداللة‬
‫على فئة‪.‬‬
‫لم يكتف جزنر بتسجيل أسماء المؤلفين وأسماء أعمالهم ولكنه قدم معلومات عن حياتهم ومقتطفات من‬
‫أعمالهم وتعليقات نقدية عليها‪ .‬وقد رأى بعض خبراء القرن الثامن عشر أن الببليوجرافيات التي تشتمل‬
‫على عناوين المفردات فقط ال ينبغي أن يطلق عليها اسم ‪ .Bibliothecae -‬ولكن فهارس ‪ Catalogi‬أو‬
‫‪ nomenclatores‬أي قوائم أسماء‪ ،‬ولكن هذه الدعوة لم تستمر طويال ذلك أنه حتى في القرن العشرين‬
‫كان يطلق على الببليوجرافيات التي تضم األسماء والعناوين فقط اسم ‪ Bibliotheca‬وعلى سبيل المثال ‪:‬‬
‫‪Philologica classica Bibliotheca‬ومع هذا فقد خفت بريق هذا االسم ولم تعد له جاذبية بعد ‪.‬‬
‫ومن المحتمل أن يكون جزنر قد أخذ هذه التسمية ‪ Bibliotheca‬من اسم القائمة التي أعدها بطريرك‬
‫القسطنطينية (فوتيوس ‪ ) Photius‬سنة ‪ 855‬وضمنها ‪ 279‬كتابا كان قد قرأها وذلك قبل قيامه برحلة‬
‫دبلوماسية طويلة وقد شرح محتوياتها وأثبت مقتطفات منها وأعطي معلومات بيوجرافية عن المؤلفين‬
‫وتعليقات نقدية عليها‪ .‬وقد أعد البطريرك هذه القائمة ألخيه تعزية له عن فراقه وحثا له على القراءة‪ .‬ولقد‬
‫كانت لهذه القائمة أهمية خاصة عند الدارسين ألن كثيرا من الكتب التي ضمت فيها ضاعت‪ .‬وقد وصل هذا‬
‫العمل إلى جزئر وكان ينوي نشره‪ .‬ورغم أن فوتيوس لم يضع العنوان الذي اشتهر به العمل (قائمة وحصر‬
‫بالكتب التي قرأناها) فقد غلب عليه العنوان األصلي وهو ‪ Bibliotheca‬الذي استخدمه جزئر فيما بعد ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫البيبليوغرافيا في الغرب حديثا‪:‬‬


‫تعتبر ‪ : Bibliographia Parisina‬التي أعدها األب ‪-Louis Jacob de Saint Charles‬ونشرت في‬
‫باريس سنة ‪ 1945‬هي أقدم ببليوجرافية يطلق عليها اسم ببليوجرافيا‪ ،‬رغم أن تيودور بسترمان ‪ -‬الذي‬
‫يدين له تاريخ البليوجرافيا األوربية حتى نهاية القرن السابع عشر ‪ -‬أشار إلى كتاب كتبه جابرييل نوديه‬
‫نشر سنة ‪ 1933‬في فينسيا باسم ‪ Bibliographia Politica‬وقد ألمح إلى أن وصف الكتب السياسية في‬
‫تلك الببليوجرافية اليمثل االتجاه الببليوجرافي الحديث‪ .‬ونتفق معظم المصادر مع بسترمان في أن مصطلح‬
‫الببليوجرافيا الذي استخدمه جابرييل نوديه لوصف الكتب لم يكن مستخدما قبل ‪ Jacob‬ليعني قائمة باالنتاج‬
‫الفكري‪.‬‬
‫ومهما يكن من أمر فليس هناك في أي عمل يحمل في عنوانه كلمة ببليوجرافيا ‪ Bibliographia‬قبل سنة‬
‫‪ .1933‬والسؤال اآلن ما الذي دفع نوديه لكي يستخدم هذا المصطلح وما الذي دفع جاکوب للمثل؟ ولإلجابة‬
‫على هذا السؤال البد من دراسة عمل نوديه عن قرب‪ .‬لقد طلب جاکوبو جافاريللي ‪D . Gacopo‬‬
‫‪ Gaffarelli‬إلى صديقه جابرييل نوديه تحديد الكتب الضرورية لدراسة النظرية السياسية فاستجابة لطلبه‬
‫أعد كتابه المعروف ‪( Avis pour dresser une Bibliotheque‬باريس ‪ .)1927‬وكتابه ‪Addition‬‬
‫‪(al histoire de Louysxi‬باريس ‪ )19‬وغيرهما‪ .‬وكان قد اشتغل بعد ذلك أمينا لمكتبة الكاردينال‬
‫مازاران ‪ Mazarin‬وقد فهم النظرية السياسية على أنها كل ما يتعلق بالعلوم السياسية والحكومة والخدمة‬
‫المدنية والعمل بالمحاكم والبالطات وعالقة السلطة بالدين ولذلك جاء العنوان الكامل لكتابة هكذا وصف‬
‫الكتب السياسية‪ ،‬حيث معظم مؤلفي السياسة سجلوا ونقدوا‪ ،‬والعنوان بالالتينية واالنجليزية‪:‬‬
‫‪Bibliographia politica, in qua plerique omnes ad civilem prudentiam scriptores‬‬
‫‪que racensentur, qua diiudicantur (description of political books where most of‬‬
‫)‪the authors on statecraft are listed and evaluated‬‬
‫ولم يقدم نوديه في هذا العمل قائمة ببليوجرافية بأسماء الكتب بل قدم نصا متصال (أي دراسة) فقد وضع‬
‫في البداية قائمة بالموضوعات التي ينبغي على طالب النظرية السياسية أن يدرسها وحدد المؤلفين الذين‬
‫تعتبر كتاباتهم ذات أهمية في هذا الصدد‪ .‬وكلما كان ذلك ممكنا رتب مادته العلمية تاريخيا‪ .‬أي أنه قدم‬
‫المؤلفين في سياقهم التاريخي وكان دائما يقدم معلومات عن المؤلفين وكان سخيا في نقدهم مما وضعه في‬
‫مكانة مرموقة بين نقاد اإلنتاج الفكرى‪ .‬ولم يكن نوديه يشير إلى الكتب نفسها إال إذا كان للمؤلف عدة كتب‬
‫ولم يكن القارئ على يقين أيها يقصد‪ .‬ولم يشر نوديه إلى أية معلومات ببليوجرافية أبدا بالمعنى الحديث مثل‬
‫بيانات النشر أو التوريق‪ .‬ويبدو أنه اعتمد على ذاكرته فقط في إعداد هذا العمل‪ .‬ويمكن اعتبار هذا العمل‬
‫استعراضا أو مسحا ألدب الموضوع عرض على شكل مقال ببليوجرافي أو دليل لالنتاج الفكري في‬
‫الموضوع أكثر منه قائمة ببليوجرافية ‪ ،‬لقد نشرت هذه الدراسة أو الدليل عدة مرات ألهميتها العلمية أكثر‬
‫من أهميتها البليوجرافية‪ ،‬فقد نشرت أربع مرات في دارسان ألمانيا وحدها قبل ‪ .1715‬من بين هذه الطبعات‬
‫اثنتان توفر على نشرهما دارسان عظيمان هما ‪ Hermann conring August Buchner, :‬كما ضمنها‬
‫‪ Lodewijk Elzevier‬سنة ‪ 1645‬في مجموعته الشهيرة« ‪ De studiis instituendis‬الدراسات‬
‫التربوية‪ ،‬ظهرت ترجمة فرنسية لها في سنة ‪. 1642‬‬
‫لقد كان وقت نوديه هو وقت الرغبة في الكتابات السياسية‪ .‬والبحث النظري والتحقيق العملي للنظريات‬
‫وكانت هناك حاجة فعلية إلى الرجال المثقفين‪ .‬وكان أبناء الطبقة األرستقراطية والراقية يعدون أنفسهم في‬
‫الجامعات لشغل المناصب السياسية ومناصب البالط ومع انتشار الجامعات ومع اتساع رقعة التعليم العالي‪،‬‬
‫كان هناك المزيد من الكتابات السياسية وبالتالي ظهرت أدلة هذا اإلنتاج الفكري لطلبة الكليات فقد نشر‬
‫نوديه نفسه مثل هذه األدلة ‪ Syntagma de studio Liberali‬ونشر في أوربينو سنة ‪ .1642‬ومن ثم‬

‫‪7‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫يكون نوديه قد تأثر بالنمط الذي كان سائدا آنذاك أال وهو أدلة االنتاج الفكري‪ .‬ولقد وصف عمله في المقدمة‬
‫بأنه «قائمة أسماء ‪ nomenclature‬ترتب الكتب التي رأيت أنها تفيد في تعلم ومعالجة الموضوعات‬
‫السياسية رتبت بطرقة منهجية»‪ .‬وفي القسم األول المتعلق بمؤلفي الكتب في مجال «األخالق» يصف نفسه‬
‫بأنه مرشد أو دليل األرواح واألنفس‪ .‬والترجمة الفرنسية لهذا العمل تحمل عنوان ‪:‬‬
‫‪La Bibliographie politique contenant les livres et la méthode nécessaire a éstudier‬‬
‫‪la politique.‬‬
‫أيد ببليوجرافيا العلوم السياسية ‪ :‬تضم الكتب واألسلوب الالزم لدراسة السياسة»‪ .‬ومن هذا المنطلق وضعها‬
‫السفير في مجموعته (رسائل في التربية)‪ .‬كذلك فإن ‪ Burkhard Gotthelf Struve‬الذي نشر أول‬
‫ببليوجرافية عن األدلة سنة ‪ 1704‬اعتبر عمل نوديه من بين األدلة الدراسية‪ ،‬ولكنه فرق بينها وبين األدلة‬
‫القديمة من حيث أنها «ال تكتفي بتقديم الخطوط العريضة للدراسة ولكنها كذلك تقدم معلومات هامة عن‬
‫المؤلفين الراسخين في كل موضوع»‪ ،‬ولم يحرص مؤلفو تلك األدلة على تقديم قائمة بالقراءات المقترحة‬
‫في أدلتهم حتى نهاية القرن السادس عشر ولم تبدأ تلك الظاهرة إال مع مطلع القرن السابع عشر وعلى‬
‫سبيل المثال قام كريستوف كولر األستاذ في جامعة التدورف ‪ Altdorf‬بإضافة قائمة مقترحة بقراءات في‬
‫كل المجاالت إلى كتابه‪ ordinando studio politico ( 1602 – Hanau Epistola de‬ولم يظهر‬
‫دليل دراسي يستعرض اإلنتاج الفكري في كل المجاالت قبل سنة ‪ 1632‬ولذلك فإن العمل الذي قام به نوديه‬
‫قدم شيئا جديدة ومع ذلك لم يستطع تسميتها‪ de studio politico-‬أو ‪ . Bibliotheca politica‬وكان‬
‫عليه أن يكون عنوان العمل من واقع المحتويات نفسها ولم يكن األمر باختياره كما لم يقصد إلى ابتداع كلمة‬
‫جديدة ‪ .‬ومن هنا كان استخدامه لكلمة ‪ Bibliographia‬ألول مرة في عمل علمي‪ .‬ولم يقصد الى استخدامها‬
‫كمصطلح وانما استخدمها ككلمة لغوية يعني بها وصف الكتب ألن هذه الكلمة كمصطلح له عند االغريق‬
‫داللة مختلفة ولم يخطر لهم الداللة الجديدة (وصف الكتب على البال ‪ .‬وكان كل دارس يفهم الكلمة الجديدة‬
‫بمعناها اللغوي الذي قصد إليه نوديه‪ .‬ومع بداية القرن السادس عشر بدأ المقطع جرافيا ‪description‬‬
‫‪ graphia‬وصف يتحد مع كلمات أخرى ليدل على مصطلح جديد (مثل ‪ ) ology‬وأصبح يستخدم في‬
‫عناوين الكتب وهاك بعض أمثلة قليلة على ذلك قبل سنة ‪ 1632‬وقليل منها بصيغة الجمع في المقطع األول‬
‫كما هو الحال في‬
‫‪Bibliographia‬‬
‫‪Prosopographia - Angelopgraphia‬‬
‫‪Aenigmatographia - Eclipsiographia -‬‬
‫‪Stratage matographia - Haligraphia -‬‬
‫وهي جميعا عناوين کتب كما هو الحال في كتاب نوديه‪ .‬وبعد عدة سنوات استخدم نوديه كلمة ببليوجرافيا‬
‫‪ Bibliographia‬مرة ثانية في عمل مشابه لل ‪ Bibliographia politica‬وهو ال ‪Bibliographia‬‬
‫‪Militaris‬والتي أدرجها في كتابه ‪,Syntagma de studio Militari ( Rome1637( :‬‬
‫هذا الدليل بالمطبوعات العسكرية القي ترحيبا شديدا في ألمانيا ولذلك نشر هناك مستقال في جينا ‪.16832‬‬

‫‪ 2‬رودلف بلوم‪ ،‬الببليوغرافيا بحث في تعريفها ودالالتها‪ ،‬ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة‪ ،‬الدار المصرية‬

‫‪8‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫البيبليوغرافيا الغربية المحوسبة‪:‬‬


‫تتواجد أعداد كبيرة من المراصد وبنوك المعلومات البيبليوغرافية منتشرة في جميع أنحاء العالم‪ .‬وغرضها‬
‫األساسي جمع البيانات والمعلومات البيبليوغرافية عن مختلف األوعية الفكرية من کتب‪ ،‬ودوريات‪ ،‬وتقارير‬
‫فنية‪ ،‬وبراءات اختراع‪ ،‬ورسائل جامعية ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ثم تخزينها واسترجاعها في الوقت المناسب‪ ،‬وتقديمها للمستفيدين وتبادل المعلومات مع بعضها البعض‪.‬‬
‫ويمكن تقسيم مراصد المعلومات الى ثالث مجموعات رئيسية ‪:‬‬
‫‪ -1‬مراصد المعلومات العامة‪ .‬وهي قسمان‪:‬‬
‫‪ -‬مراصد المعلومات العامة الخاصة باألوعية المستقلة يتمثل هذا النوع من المراصد في بطاقات األوعية‬
‫الفكرية المستقلة كالكتب والدوريات ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ويؤدي وظيفة المؤلف‪ ،‬أو العنوان أو بهما معا‪ .‬كما يمكن أن يؤدي وظيفة طباعة البطاقات وتوزيعها على‬
‫من يطلبها‪ .‬ولعل أشهر مرصد من هذا النوع مرکز مكتبات كليات أوهايو (مايو)‪.‬‬
‫)‪- THE OHIO COLLEGE LIBRARY CENTER (OCLC‬‬
‫وهي أول شبكة للمعلومات في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وقامت في البداية عام ‪ 1966‬کشبكة خاصة‬
‫بالمكتبات بوالية أوهايو األمريكية‪ .‬ولذلك فان االستهالل الخاص بها هو مركز مکتبات کليات أوهايو‪.‬‬
‫وكانت بدايتها تغطية الكتب فقط‪ .‬ويعود السبب في ذلك إلى قلة الحاسبات المستعملة من جهة‪ .‬وبسبب‬
‫االختزان واالسترجاع غير المباشر من جهة أخرى‪ .‬اذ أن عدد البطاقات التي كانت تقدمها للمستفيدين‬
‫التتجاوز الخمسة آالف بطاقة‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1972‬نتيجة للتقدم الكبير الذي حققتها صناعة الحواسب اآللية‪ ،‬ونظم االتصال تحولت الشبكة من‬
‫النظام غير المباشر الى النظام المباشر‪ .‬وفي نهاية السبعينات بلغ عدد المداخل المختزنة ثمانية ماليين بطاقة‬
‫وتحولت من شبكة محلية لوالية أوهايو الى شبكة قومية للواليات المتحدة ‪ .‬وقامت بتخزين المعلومات‬
‫البيبليوغرافية لألوعية الفكرية غير الكتب‪ .‬كالدوريات‪ ،‬واألفالم والموسيقى ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ويتحصل المرصد على البيانات عن طريق ثالثة روافد رئيسية هي‪:‬‬
‫‪-1‬أشرطة مارك التي تعدها مكتبة الكونغرس بمقتنياتها‪.‬‬
‫‪-2‬ما أدخلته المكتبات التي كانت تكون الشبكة في المرصد من واقع فهارسها‪.‬‬
‫‪-3‬مايقوم المرصد نفسه بادخاله بيانات من كتب ودوريات‪ ..‬الخ‪ - .‬المرصد البيبليوغرافي المكتبة الكونغرس‬
‫في أواخر الستينات بدأت مكتبة الكونغرس األمريكية بانشاء مرصد بيبليوغرافي تحت عنوان «أشرطة‬
‫مارك» اختصار‪.‬‬
‫‪MACHINE RESTABLE CATALOGING.‬‬
‫وترجمتها الى العربية «الفهرسة المقروءة آليا» وتعود والدة مارك إلى تقرير عن األتمتة في مكتبة‬
‫الكونغرس‪ .‬ويتضمن متن النظام البيبليوغرافي في المكتبة المذكورة خال عشر سنوات‪ .‬وفي عام ‪1969‬‬
‫كانت القيود البيبليوغرافية على ممغنط توزع على ‪ 18‬مكتبة أسبوعية مشاركة ومتنوعة كالمكتبات الوطنية‪،‬‬
‫والمكتبات العامة والمتخصصة‪ ..‬الخ ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫وأطلق عليها قيود مارك ‪ .1‬التي كانت قريبة جدا من ترکيب بطاقات مكتبة الكونغرس ‪ :‬وفي نفس الفترة‬
‫كان مكتب المعلومات العلمية والفنية في بريطانيا يقوم بتمويل دراسات في سبيل الوصول الى قيد‬
‫بيبليوغرافي مقروء آليا‪ .‬وحصل تعاون وثيق بين البيبليوغرافيا البريطانية ومكتبة الكونغرس لتصميم بنية‬
‫جديدة للقيود تعرف مارك ‪ .2‬وال تي يشار اليها اآلن ببساطة مارك‪ .‬وكان الغرض من ذلك ايصال‬
‫البيبليوغرافيا الى شريط ممغنط قابل العادة قرائته ألي غرض‪ .‬وكانت األشرطة الممغنطة التجريبية مارك‬
‫متوفرة في بريطانيا خالل الفترة ‪ .1974-1968‬اذ كانت عشرون مكتبة تتسلمها‪ .‬وكانت البيبليوغرافيا‬
‫الوطنية البريطانية تستخدمها ألغراض مختلفة‪ .‬وفي عام ‪ 1969‬كانت البيبليوغرافيا الوطنية البريطانية‬
‫تصدر أسبوعيا بواسطته ‪ ،‬وكان ذلك بتم بارسال قيود مارك على األشرطة الممغنطة إلى مكتب لصب‬
‫الحروف بواسطة الحاسب اآللي ونفس العملية بالنسبة لمكتبة الكونغرس ‪ .‬وفي عام ‪ 1969‬تم أيضأ دمج‬
‫أشرطة مارك األمريكية والبريطانية‪ .‬واستخدمت القيود فيها باللغة االنكليزية‪ .‬ومن ثم تم انتاج هذه على‬
‫ميکروفيلم يخرج بالحاسب اآللي‪ .‬ثم أعيد تصغيره باستخدام طريقة التصوير الضوئي االلكتروني المصغر‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الوقت وهي تصدر منشور جار تحت عنوان «الكتب في االنكليزية‪BOOKS IN ENGLISH.‬‬
‫التي تعتبر أضخم بيبليوغرافيا جارية للكتب في اللغة االنكليزية ‪ .‬كما أن انتاج هذه البيبليوغرافيا مؤتمن‬
‫تماما‪ .‬وتغطي أشرطة مارك أربعة أنواع من األوعية المستقلة‪ .‬من مقتنيات مكتبة الكونغرس الكتب المكتوبة‬
‫بالهجائية الرومانية‪ ،‬والدوريات بأية لغة مع الرومانية‪ ،‬والخرائط والموسيقى‪ .‬وتضاف اليه بقية األوعية‬
‫تباعة‪ .‬وتسجيالته متاحة للبحث بواسطة أي عنصر في البطاقة‪ .‬سواء عناصر الفهرسة الوصفية‪ ،‬أو‬
‫الموضوعية‪ ،‬أو التصنيف وتعدها المكتبة طبقا لقوائمها وجداولها ‪ .‬وذلك من خالل منافذ داخل مكتبة‬
‫الكونغرس‪ .‬وتخرج االضافات الجديدة أسبوعيا على أشرطة ممغنطة ‪.‬‬
‫‪-‬خدمات ديورنت للتوثيق‪.‬‬
‫التي تصدرها مطبوعات ديورنت في لندن‪ .‬ويهتم الرصد بوعاء فكري واحد هو براءات االختراع‬
‫بموضوعاتها المتنوعة‪ .‬ويقدم تسجيالت الكترونية خاصة‪ ،‬وكشاف براءة االختراع العالمية ‪ .‬الذي يغطي‬
‫على المستوى العالمي ‪ 24‬دولة منذ عام ‪ .1963‬ويمكن البحث بالكشاف بعناصر استرجاعية كثيرة منها‬
‫اسم صاحب براءة االختراع‪ ،‬والتصنيف العالمي براءة االختراع ورقم صاحب براءة االختراع‪ ،‬وعنوان‬
‫القسم الخاص بالكشاف‪ ،‬وتاريخ البراءة‪.‬‬
‫ويقدم المرصد أيضأ تسجيالت الكترونية أخرى في مجال براءات االختراع المركزي خاصة بمستخلصات‬
‫براءات االختراع المتخصصة في الكيمياء‪ .‬وتقسم المواد فيه الى ‪ 13‬قسما مثل البالستيك‪ ،‬والعلوم‪،‬‬
‫والصيدلة‪ ،‬والعلوم الزراعية‪ ،‬و الكيميائيات‪ ،‬والكيميائيات العضوية ‪ ..‬الخ‪ .‬ويمكن البحث فيه بعناصر‬
‫االسترجاع في الكشاف السابق‪.‬‬
‫‪-‬االتاحة المباشرة للمعلومات المصدرية‪.‬‬
‫يهتم هذا المرصد بوعاء فكري هو رسائل الدكتوراه الممنوحة بصفة رئيسية من جامعات أمريكا في مختلف‬
‫المواضيع والعلوم واالنسانيات‪ .‬اضافة إلى الرسائل الممنوحة من جامعات أوروبا وكندا‪ .‬ويصدر المرصد‬
‫تسجيالت الكترونية بيبليوغرافية ومن العناصر االسترجاعية المؤلف‪ ،‬والمعهد أو الجامعة التي منحت‬
‫الدرجة العالية‪ ،‬والكلمات المفتاحية الخاصة بعنوان الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل معلومات العلوم بمعهد سميثونيان من انتاج معهد سميثيونيان بواشنطن يقتصر القطاع التوثيقي‬
‫بالمعهد على المطبوعات غير المنشورة في البحوث‪ .‬سواء قبل نشر نتائجها أو في مرحلة اعداد النتائج‪.‬‬
‫وتقدم المعلومات الى معهد سميثونيان بطريقة تطوعية من ‪ 1300‬هيئة بالواليات المتحدة األمريكية‪ .‬والهدف‬
‫الرئيسي من هذا المرصد هو اضافة معلومات بيبلوغرافية عن كل بحث تتمثل في االجابة على األسئلة‬
‫‪10‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫التالية من الذي يعمل في بحوث ما؟ وفي أي مكان؟ وبمعونة من؟ تغطي تسجيالت المعهد مختلف فروع‬
‫العلوم‪ .‬أما عناصر االسترجاع فهي العنوان‪ ،‬والباحث الرئيسي‪ ،‬والباحثون االضافيون أو المساعدون‪،‬‬
‫والمؤسسة التي يجري الباحث بها البحث‪ ،‬ومصطلحات تكشيف موضوعية‪ ،‬وخطة البحث‪ ،‬واسم المؤسسة‬
‫التي تساعد الباحث مالية‪ ،‬وميزانية البحث‪ ..‬الخ‪ .‬يقدم المرصد خدماته بطريق االتصال المباشر لشركة‬
‫تنمية النظم‪ .‬ويقدم أيضا خدمات (بام) الجماعي‪.‬‬
‫‪-1‬مراصد المعلومات العامة الخاصة باألوعية غير المستقلة‪:‬‬
‫هي مراصد األخبار والمقاالت في الدوريات العامة‪ .‬ومن أشهر المراصد في هذا المجال بنك المعلومات‬
‫‪The information Banie‬والذي كان يسمى قبل عام ‪ 1976‬بنك نيويورك تايمز للمعلومات‪.‬‬
‫‪NEW YORK TIMES INFORMATION BANK.‬‬
‫ويقوم المرصد المذكور بتكشيف واستخالص األخبار والمقاالت في جريدة نيويورك تايمز وأربع دوريات‬
‫أخرى قبل مرور ‪ 48‬ساعة على نشرها في دوريتها األصلية ‪ .‬أما بقية الدوريات فتستغرق مابين أربعة‬
‫وخمسة أيام حتى يتم تكشيفها واستخالصها الكترونيا‪.‬‬
‫وتشمل التغطية األحداث الجارية‪ ،‬واألخبار‪ ،‬والمقاالت العامة التي تتعلق بالسياسة‪ ،‬واالقتصاد‪،‬‬
‫والدبلوماسية‪ ،‬والشؤون الثقافية واالجتماعية‪ ،‬واالعالنات التي تحتوي على قيمة اخبارية أو تمثل بحوثا‬
‫جديدة‪ .‬ومن بين عناصر االسترجاع في بنك المعلومات العناصر الموضوعية کالواصفات المستمرة من‬
‫مکنز خاص بنيويورك تايمز‪ ،‬وأسماء األشخاص‪،‬‬
‫ورقم المصغرات البطاقية‪ ،‬وسنة معينة أو شهر معين‪ ،‬أو يوم معين‪ ،‬أو عمود معين في جريدة نيويورك‬
‫تايز ‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫‪-2‬مراصد المعلومات المتخصصة‪:‬‬
‫هي التي تختص بعلم أو موضوع معين مثل الكيمياء‪ ،‬والبترول‪ ،‬والتربية‪ ،‬والجيولوجيا‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫بعكس المراصد العامة التي تشمل علوم متنوعة‪ .‬وسأتطرق الى مرصدين اثنين فقط في مجال مراصد‬
‫المعلومات المتخصصة المنتشرة عبر أنحاء العالم هما‪:‬‬
‫أ‪-‬خدمات توثيق الفضاء‪:‬‬
‫هو مرصد مختص بمنظمة بحوث الفضاء األوروبية‪ ،‬يقوم باعمال التوثيق واالعالم العلمي والتكنولوجي‬
‫بعلوم الفضاء‪ .‬بدأت المنظمة المذكورة منذ عام ‪ 1983‬باالشتراك مع منظمة تنمية مركبات اطالق‬
‫صواريخ الفضاء األوروبية في تشكيل ادارة تكون مسؤولة عن المعلومات الخاصة بعلوم الفضاء‪،‬‬
‫ومايتعلق بها من موضوعات فكانت خدمة توثيق الفضاء‪ .‬واتخذت مقرا لها بالقرب من روما العاصمة‬
‫االيطالية‪. .‬‬
‫ومن المهام الرئيسية للمرصد جمع التقارير التي تصدرها الدول األعضاء في منظمة بحوث الفضاء‬
‫األوروبية‪ .‬واعدادها األعداد الفني الالزم من حيث تكثيفها واستخالصها‪ .‬ثم اصدارها على هيئة مصغرات‬
‫فيلمية‪ ،‬وعلى هيئة محسبة متمثلة في تسجيالت الكترونية ‪ .‬كي تكون ضمن مدخالت مرصد خاص (ادارة‬
‫علوم الطيران والفضاء القومية األمريكية)‪.‬‬
‫ويقدم المرصد خدمات تتمثل في التسجيالت االلكترونية التي تغطي االنتاج الفكري الذي يتعلق بتقارير‬
‫الدول األعضاء في منظمة بحوث الفضاء األوروبية‪ .‬وتقدم الخدمات عن طريق بام الفردي والجماعي‪،‬‬
‫‪11‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫وباالتصال المباشر خالل شبكات اتصال تليفونية بالقمر الصناعي تربط حوالي عشرة منافذ‪ .‬معظمها في‬
‫العواصم األوروبية الغربية مع المركز الرئيسي بالقرب من روما‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظام المعلومات النووي العالمي‪:‬‬
‫أسس من قبل وكالة الطاقة الذرية العالمية في النمسا‪ ،‬وهو عبارة عن نظام تعاون عالمي يجمع المعلومات‬
‫التي تتعلق بالعلوم النووية وتكنولوجيتها‪ .‬وتتم المحالت الى المرصد بطريقة المركزية‪ .‬عن طريق استخدام‬
‫تسهيالت الحواسب اآللية‪ ،‬التي يستطيع المشترك من خالل المنافذ الموجودة لديه من ادخال واسترجاع‬
‫وتغيير المعلومات ‪ ،‬حيث تتعاون عدة دول ومؤسسات الطاقة الذرية في أرجاء العالم في هذا المجال‪ .‬ويتم‬
‫جمع المعلومات واعادة توزيعها باستخدام األساليب الفنية الخاصة بالحواسب اآللية‪ .‬كما يتم تكثيف‬
‫واستخالص المعلومات المجمعة مركزية باللغات الرسمية المستخدمة بها وهي االنكليزية‪ ،‬والفرنسية‪،‬‬
‫والروسية‪ ،‬واالسبانية ‪ .‬أما مايتعلق بالتغطية فتشمل االستخدامات السلمية للذرة‪ ،‬والفلك‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬وعلم‬
‫المواد‪ ،‬وعلوم األرض‪ ،‬وعلوم الحياة‪ ،‬ومقتنيات النظائر المشعة‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والتكنولوجيا بصفة عامة ‪..‬‬
‫الخ‪ .‬كل ذلك متمثال في أوعية الفكر التي حددتها الوكالة في الدوريات والكتب‪ ،‬وتقارير البحوث‪ ،‬وأعمال‬
‫المؤتمرات‪ ،‬وبراءات االختراع‪ ،‬والرسائل الجامعية‪ .‬يبلغ عدد التسجيالت السنوية حوالي ‪ 80‬ألف تسجيلة‬
‫ويمكن البحث أثناء االسترجاع في المؤلف‪ ،‬والهيئة المسؤولة‪ ،‬والمؤلفين االضافيين‪ ،‬والعنوان في لغته‬
‫األصلية وباللغة االنكليزية‪ ،‬عنوان الدورية ورقم الجرد الخاص بالدورية‪ ،‬ورقم العدد الخاص بالدورية‪،‬‬
‫ورقم الصفحة الخاص بالدورية‪ ،‬وسنة النشر‪ ،‬وعنوان المؤتمرات وتاريخه‪ ،‬واللغة األصلية‪ ،‬ومصطلحات‬
‫التكشيف‪ ..‬الخ‪.‬‬
‫ويستفيد من خدمات المرصد الدول والمؤسسات التي تساهم في مدخالته ‪ .‬وينتج كشافة على أشرطة ممغنطة‬
‫يسمى «الكشاف الذري لنظام المعلومات العالمي» وهو متاح للدول والمؤسسات التي تساهم في مختزناته‬
‫فقط‪.‬‬
‫‪- 3‬مؤسسات المعلومات الحسبة‪:‬‬
‫تختلف مؤسسات المعلومات المحسبة فيما بينها في الهدف وانشاء مراصد المعلومات فهناك مؤسسات‬
‫تجارية هدفها الربح بالدرجة األولى من وراء اقتناء مراصد المعلومات واتاحتها للمستفيدين ‪ .‬كما أنها ال‬
‫تنشيء أي مراصد للمعلومات‪.‬‬
‫لذلك فانها تعتبر مصدرا خالصا‪ .‬بعکس النوع الثاني من المؤسسات التي تنشيء مراصد بجانب عملها‬
‫لمصدره هذا من ناحية‪ .‬ومن ناحية ثانية فان هدفها غير تجاري بحيث ال تبغي الربح من تقديم المعلومات‬
‫للمستفيدين ‪ .‬ومن بين األمثلة على النوع األول من مؤسسات المعلومات المحسبة‪:‬‬
‫‪ -‬شركة تنمية النظم هي شركة معلومات قائمة بذاتها‪ .‬تقع في سانتامونيکا بكاليفورنيا‪ .‬وهي شركة تجارية‬
‫لخدمة المعلومات‪ .‬لذلك فان اهتمامها بتركز على اقتناء مراصد لمعلومات تتميز باالقبال الكبير على‬
‫استخدامها من قبل المستفيدين‪ .‬والمراصد المقتناة من قبل الشركة يبلغ عددها ‪ 17‬مرصدا‪ .‬تغطي االنتاج‬
‫الفكري في العلوم والتكنولوجيا‪ ،‬وعلوم البيئة‪ ،‬والعلوم االجتماعية‪ ،‬والسلوكية‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والكيمياء‪،‬‬
‫وعلوم األرض‪ ،‬واالحصاء واالدارة‪ ،‬والهندسة والتعليم‪.‬‬
‫وتقدم خدمات بام مستخدمة مراصد المعلومات التي تقتنيها داخل الواليات المتحدة فقط‪ .‬أما بقية الخدمات‬
‫فتقدمها داخل الواليات المتحدة وخارجها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫ويمكن الحصول على المعلومات بطريق مباشر وغير مباشر‪ .‬تصدر الشركة مطبوعين‪ :‬األول‪ :‬مرشد‬
‫االسترجاع وهو خاص بأساليب االسترجاع واالتصال بجميع مراصد البيبليوغرافيا ‪ .‬والثاني يتعلق بخدمات‬
‫االسترجاع في الشركة‪ .‬أما بالنسبة للنوع الثاني من مؤسسات المعلومات الحسبة‪:‬‬
‫‪-‬المعهد الكندي للمعلومات العلمية والتكنولوجية‪:‬‬
‫يعد المعهد الكندي مصدرا ومنتجا للمراصد البيبليوغرافية ‪ .‬اذ يتولى انتاج ثالثة مراصد أو بنوك‬
‫للمعلومات‪ .‬منها القائمة الموحدة للدوريات العلمية في المكتبات الكندية ‪ ،‬وقائمة البحوث التي تتلقى‬
‫مساعدات من الحكومة االتحادية في الجامعات الكندية‪.‬‬
‫كما يعتبر المعهد مصدرا أيضا‪ .‬اذ يقتني خمسة عشر مرصدأ بيبلوغرافية من منشئين آخرين ويقدم خدماته‬
‫عن طريقها‪ .‬تنقسم الخدمات التي يقدمها المعهد الی خدمات بام و خدمات االسترجاع الخلفي باالتصال‬
‫المباشر اضافة إلى الخدمات المقدمة من جانب المراصد التي ينشئها‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بخدمات االتصال المباشر فيمثلها نظام االسترجاع الكندي المباشر‪ .‬وهو استرجاع مباشر في‬
‫معظم قطاعات العلوم والتكنولوجيا‪ .‬كما أنه متاح بواسطة شبكات مزودة بمنافذ في خمس وعشرين مركزة‬
‫موجودة في جميع أنحاء كندا‪ .‬تستعمل اللغتان االنكليزية‪ ،‬والفرنسية في خمسة مراكز منها‪ .‬أما في مجال‬
‫بام فيمثلها نظام البث االنتقائي للمعلومات الكندي‪ .‬وهو نظام خاص بكندا ‪ .‬يقوم به المعهد باالشتراك مع‬
‫المكتبة القومية الكندية ‪ ،‬ومجلس البحوث القومي الكندي‪ ،‬ومكتبة قسم الجيولوجيا بكندا‪ ،‬والمكتبة الزراعية‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ومرکز کندا للتكنولوجيا الطاقة والمناجم ‪ ...‬الخ‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫المصادر تشير إلى أن البيبليوغرافبا عرفت حتى قبل ميالد عيسى عليه السالم ‪ ،‬ويذكرون الفهرس الذي‬
‫تحتفظ به مكتبة اإلسكندرية ‪ ،‬والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميالد ‪ ،‬بل إن األمر أقدم من ذلك‬
‫ويعود إلى اآلشوريين والبابليين‪ .‬والتعبير األول لفكرة الفهرسة التي تحيل إلى "قائمة نتاج أدبي" يرجع‬
‫فضله لطبيب يوناني خالل القرن الثاني الميالدي‪ ،‬ثم تطورت الفكرة عند القديس ) ‪( Saint Jéome‬في‬
‫القرن الخامس الميالدي ‪ ،‬والشيء نفسه نجده عند المؤرخ والراهب ) ‪ ( Bède‬في القرن الثامن الميالدي‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن الكلمة لم ترج إال مع بداية القرن الثامن عشر‪ ،‬رغم أن مدلولها بقي متراوحا بين " نسخ‬
‫الكتب" و فهارس بعض مكتبات الكنائس و العلم بالنصوص القديم ) ‪(La science du paléographe‬‬
‫كما كان األمر في فرنسا إلى أواسط القرن الثامن عشر‪ .‬استعملت الكلمة ألول مرة في فرنسا من لدن‬
‫جابرييل نودي ) ‪ (Gabriel Naudé‬أمين مكتبة الكاردينال مازاغان ) ‪ ، (Mazarin‬ثم ظهرت بعد ذلك‬
‫الفهرسة الوطنية العامة في كل من ألمانيا وبريطانيا واألراضي المنخفضة ثم بعد ذلك في فرنسا ‪ .‬في سنة‬
‫‪ 1762‬أقر المجمع اللغوي الفرنسي في طبعته الرابعة من قاموسه بالكلمة‪ ،‬على أنها "علم البيبليوغرافي"‬
‫‪،‬وعرف هذا األخير على أنه الشخص الذي يقرأ المخطوطات القديمة ويعرف الكتب المخطوطة والمطبوعة‬
‫‪ ،‬وأضيف إليه في قاموس ) ‪ (Trevaux‬سنة ‪ 1771‬القيام بجداول المكتبات المختلفة‪ .‬وأول من عبر عن‬
‫فكرة علم البيبليوغرافيا‪،‬المؤرخ ) ‪ ، ( Jean Francoi Née de La Rochelle‬وجعله يحيل إلى فن‬
‫الطباعة من جهة وتارخ الكتب وجداولهما من جهة ثانية ‪ ،‬وبعد الثورة ‪ ،‬أسس بباريس " المكتب المركزي‬
‫للبيبليوغرافيا " ‪ ،‬ومع بداية القرن التاسع عشر وبالضبط سنة ‪ 1812‬قسم األديب جابرييل بينيو ‪( Gabriel‬‬
‫) ‪Peignot‬البيبليوغرافيا إلى ‪ :‬البيبليوغرافيا العامة والبيبليوغرافيا المتخصصة ‪ ،‬وقد جمع في كتابه‬
‫"الجدول العالمي للبيبليوغرافيا " ثالثة آالف عنوان‪.‬‬

‫‪3‬محمد علي سلمان‪ ،‬الببليوغرافيا في الماضي والحاضر‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة سوريا‪1995 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫وقد حافظ تعريف البيبليوغرفيا على نعت "علم الكتاب" إلى غاية ‪ 1879‬حين قام المؤلف الفرنسي‬
‫) ‪ (Charles Mortet‬بإعطاء الكلمة مفهوم "دراسة الجداول التي تقوم بوصف وترتيب الكتب من أجل‬
‫التعريف واإلخبار‪ ،‬وفي سنة ‪ 1932‬أعاد المجمع اللغوي الفرنسي النظر في التعريف الذي كان سائدا في‬
‫الطبعة الثامنة من قاموسه وجعله " معرفة موضوع الكتب المنشورة وطباعتها وقيمتها" ‪ .‬وقد نظم "مركز‬
‫التأليف التاريخي " سنة ‪ 1934‬مباحثات حول الكلمة وحددت على أنها " البحث عن الكتب وتصنيفها حسب‬
‫مناهج محددة ‪ ،‬من أجل استعمال تجاري أو علمي" ‪ ،‬وقد صادقت منظمة اليونسكو على هذا التعريف سنة‬
‫‪.1950‬‬
‫أما في إنجلترا فقد كان ظهور المصطلح حوالي عام ‪ 1472‬كفهرس موحد لمكتبات ستين ومائة دير (‪)160‬‬
‫‪ ،‬وكان التعريف السائد إلى حدود النصف الثاني من القرن الثامن عشر يحيل على "كتابة الكتب "‬
‫و"البيبليوغرافي" هو الشخص الذي ينسخ هذه الكتب ‪ ،‬كما هو مذكور في قاموس أكسفورد ‪ ،‬ولم تستخدم‬
‫بمعنى الوصف المنهجي للكتب وتأريخها وطباعتها إال في النصف األول من القرن التاسع عشر ‪ .‬وفي‬
‫الموسوعة البريطانية ‪،‬نجد تطور استعمال المصطلح الذي انتقل من الداللة على " نسخ الكتب" إلى "الكتابة‬
‫عن الكتب" حدث في فرنسا في القرن الثامن عشر‪.‬‬
‫أما أضخم عمل ظهر في الغرب في البيبليوغرافيا فهوفهرس مكتبة الكونجرس األمريكي ‪ ،‬الذي صدر سنة‬
‫‪ . 1910‬وال يعني هذا أن هناك تطورا خطيا لمصطلح البيبليوغرافيا يمكن تتبعه بيسر ‪ ،‬إذ يتخلل هذا التطور‬
‫كثير من الحلقات المفقودة ‪ ،‬ولعل من أسباب ذلك ‪ ،‬عدم اعتراف وإقرارالكلمة من قبل المجمعات اللغوية‬
‫والقواميس إال بعد أن تصبح متداولة ‪ ،‬ففي الوقت الذي كنا نجد فيه ‪ ،‬أن المعنى الذي كان دارجا في فرنسا‬
‫هو " تصنيف ال كتب " إال أن ما كان معترفا به رسميا في القواميس هو أن "البيبليوغرافي هو المشتغل‬
‫بالمخطوطات القديمة" ‪ ،‬ولم يعترف بهذا المعنى إال في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في قاموس‬
‫) ‪( Treveaux‬الذي أضاف عبارة "القيام بجداول المكتبات " ‪ ،‬في حين كانت الفهرسة الوطنية العامة قد‬
‫ظهرت في عدة دول أوربية أخرى كألمانيا وبريطانيا‪.‬‬
‫أما بعد النصف الثاني من القرن العشرين ‪ ،‬فقد عرفت البيبليوغرافيا تطورا مذهال ‪ ،‬خاصة بعد إدخال‬
‫الحاسوب وشبكة األنترنت في الميدان‪ ،‬فأصبحت المكتبات ال تستعمل البطاقات التقليدية إال في دول العالم‬
‫الثا لث ‪ ،‬كما أن معظم البيبليوغرافيات العالمية والوطنية للعديد من الدول أصبحت تتوفر على مواقع لها ‪،‬‬
‫وتحت تصرف إي باحث في أي مكان من العالم ‪ ،‬وتشعبت البيبليوغرافيا إلى درجة أصبح معه الحديث‬
‫عن حصرأنواعها من باب المستحيل ‪ .‬ومع هذا يظل الكثير من نبهائنا وممثلي نخبنا‪ ،‬يلهثون خلف أحقية‬
‫هذا المصطلح أو ذاك‪ ،‬في التعبير عما تم تجاوزه بالسرعة الضوئية ‪ .‬وهذا ليس تبخيسا بمجهوداتهم ‪ ،‬بل‬
‫رحمة بهم وبمن يتحملون مسؤولية تمثيلهم‪ ،‬وحرصا على هذا الزمن الذي يهدرونه ‪،‬وليس ازدراء لتراث‬
‫فرض نفسه وال يزال ‪ ،‬بل حبا فيه ورغبة في رؤيته مرفوع الشأن من قبل أهله وذويه قبل غيرهم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫البيبليوغرافيا عند الغرب‬

‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫‪- Louise - Noelle Malclès, La Bibliographie, Paris, Presses Universitaires de‬‬
‫‪France, 5ème Edition 1989.‬‬
‫‪ -‬أبوبكر محمد الهوش‪ ،‬المدخل إلى علم البيبليوغرافيا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬رودلف بلوم‪ ،‬الببليوغرافيا بحث في تعريفها ودالالتها‪ ،‬ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫الدار المصرية‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬شعبان عبد العزيز خليفة‪ ،‬البيبليوجرافيا أوعلم الكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪.1997‬‬
‫‪ -‬لروي هارولد ليندر‪ ،‬البيبليوجرافيا نشأة البيبليوجرافيا القومية الشاملة الجارية‪ ،‬ترجمة عبد المنعم‬
‫مخمد موسى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.1984 ،‬‬
‫‪ -‬ليلى عبد الواجد الفرحان‪ ،‬البيبليوغرافيا تطورها أنواعها وأساليب إعدادها‪،‬بغداد‪ ،‬دار الحكمة‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ -‬محمد علي سلمان‪ ،‬الببليوغرافيا في الماضي والحاضر‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة سوريا‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬محمد مكاوي عودة‪ ،‬البيبليوغرافيا علم وتطبيق‪ ،‬القاهرة وبيروت‪ ،‬جار الكتاب المصري ودار‬
‫الكتاب اللبناني‪.2000 ،‬‬

‫‪15‬‬

You might also like