Professional Documents
Culture Documents
عـــــــرض حــــــول:
1
البيبليوغرافيا عند الغرب
الفهرس:
الفهرس2 .....................................................................................................................................................:
مقدمة3 ....................................................................................................................................................... :
نبذة تاريخية عن البيبليوغرافيا في الغرب3 .......................................................................................................... :
البيبليوغرافيا خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر4 ........................................................................................:
البيبليوغرافيا في الغرب حديثا7 ......................................................................................................................... :
البيبليوغرافيا الغربية المحوسبة9 ...................................................................................................................... :
خاتمة13 ..................................................................................................................................................... :
الئحة المراجع15 ........................................................................................................................................... :
2
البيبليوغرافيا عند الغرب
مقدمة:
تاريخ البيبليوغرافيا لم يدون ،فالبيبليوغرافيون األوائل اشتغلوا فطريا وبشكل متناثر ولم يعرفوا أنهم يقومون
بأعمال البيبليوغرافيا ولم تعرف دوافعهم.
ظهر أول مقال يتكون من 84عمودا في الموسوعة الكبرى La Grande Encyclopédieبتاريخ 1885
يقدم رصيدا بيبليوغرافيا مبتورا من أسماء المؤلفين والتاريخ وال يحدد األفكار الموجهة والنظريات
البيبليوغرافية التي تحدث عنها بعد عشر سنوات النغلوا عندما كتب كتابه عن البيبليوغرافيا التاريخية
Manuel de bibliographie historiqueقي 1896وبعد ذلك رسم بيسترمان بشكل عام معالم هذه
األفكار ورسم نظريات البيبليوغرافيا في القرن الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر في كتيب أسماه
Les débuts de la bibliographie méthodiquesبدايات البيبليوغرافيا المنهجية سنة 1950وهو
غني بالمالحظات الجيدة.
في نهاية نفس العقد مؤلفان قاما بتلخيص تاريخ البيبليوغرافيات العامة الوطنية ليندر سنة 1959وبلوم في
نفس السنة ولم يكن هناك أي قائمة لآلداب أو العلوم تتناول أعماال بيبليوغرافية خصوصا في القرنين السابع
عشر والثامن عشر بشكل نقدي.
البيبليوغرافيا من منظورها التاريخي لم يتطرقوا إليها حتى يومنا هذا سوى في المنشورات الخاصة بتاريخ
الكتاب أو النشر ( )Histoire de l’édition française 1982 – 1986مع أنه من المعروف ومنذ القدم
هناك عالقة وطيدة بين البيبليوغرافي والمكتبي والموسوعي ومحب الكتب.
يجب تفسير وتأويل التاريخ المتراكم في هذا المجال بناء على مناهج التاريخ الحديث وتحديد العالقة بين
أعمال البيبليوغرافيين في مختلف الحقب التاريخية وهناك حاجة إلى البحث الفكري وتحديد العالقة بين
العوامل التاريخية واإلقتصادية وعوامل أخرى وإنتاج هذه الدالئل البيبليوغرافية وأخيرا معرفة التيارات
النافذة من دولة ألخرى وتحديد خصائص وشخصيات البيبليوغرافيين لكل قرن .بهذا يمكن أن تظهر
البيبليوغرافيا بشكل أقل جمودا عما ألفناه.1
1
Louise - Noelle Malclès, La Bibliographie, Paris, Presses Universitaires de France, 5 ème Edition 1989.
3
البيبليوغرافيا عند الغرب
«ببليوجرافية» بصرف النظر عما إذا كان هذا العمل على شكل مقالة أو قائمة .وفي مطلع القرن الثامن
عشر كان مصطلح ببليوجرافيا يستخدم على غرار مصطلح جغرافيا والمصطلحات الشبيهة ،كما كان
يستخدم للداللة على معرفة الكتب .ولكننا هنا أيضا نستبق األحداث .إن النقطة الحالية هي تفحص الفروق
بين البليوجرافيا في العالم االغريقي والببليوجرافيا في القرن السابع عشر والثامن عشر .فالجذع االغريقي
"جراف" يعنی جزئيا الفعل يكتب وجزئيا الفعل يصف حسب التركيب کما يعنی من جهة أخرى الفعل
يقارن .بينما يمكن تركيب جذوع أخرى مع هذا الجذع «جراف» للداللة على فعل واحد وإذا ركبنا الجذع
ببليو مع جراف فإن معنى النسخ والوصف يتحققان معا .ومع هذا فإن االغريق لم يستفيدوا من المعنى
الثاني (الوصف) حتى ال يحدث سوء فهم ويختلط المعنيان .ومن هنا فإنهم لم يستخدموا كلمة بليوجرافيا
بمعنی وصف الكتب أو معرفة الكتب .لقد كانوا على وعي بمفهوم معرفة الكتب» ولكنهم لم يستخدموا كلمة
ببليوجرافيا للداللة عليها ومن هنا فليس صحيحا تماما أن ندعي بأن مصطلح ببليوجرافيا هو مصطلح
اغريقي واألصح القول بأن المصطلح يتألف من جذعي كلمتين يونانيتين ،ولم يقم االغريق أبدأ بمزج هذين
الجذعين للداللة على ما استخدما له في القرنين السابع عشر والثامن عشر بعد الميالد.
4
البيبليوغرافيا عند الغرب
.1583هذه الطبعات المختصرة سهلت انتشار العمل ورغم ذلك فإن كثيرا من الببليوجرافيين لم يحذ حذو
جزنر في منهجيته .فلم يقم خلفاؤه بوصف الطبعات المختلفة من األعمال التي يدرجونها بل اقتصروا على
المؤلفين والعناوين فقط .وقدموا معلومات تجيب على سؤالين فقط هما :ماذا كتب مؤلف معين؟ وماذا كتب
عن موضوع بالذات؟ بيد أن جزنر ألسباب عملية وصفها بالتفصيل في مقدمة عمله وأعطى تفصيالت عن
كل عمل أدرجه :اين ،متی ،من نشر كل كتاب ،التوريق بالكامل (عدد األوراق +الحجم) ،تلك البيانات
التي تعتبر اآلن من األساسيات .ولم يرتبها في نظام واحد تحت كل عمل ،ولكنه رتبها حسبما ورد على
صفحة العنوان ،کی تعكسها عکسا دقيقا.
وفي نفس السنة التي نشر فيها جزنر الجزء الثاني ( )1548قام جون بيلBale Johnبنشر ببليوجرافية
خاصة بالمؤلفين البريطانيين وأعمالهم بعنوان:
Illustrium majoris Britanniae scriptorum summarium. Ipswich, 1548.
وكانت هذه البليوجرافية بداية سلسلة ال نهاية لها من البليوجرافيات الوطنية ،واالقليمية والمحلية التي
تحصر المؤلفين وأعمالهم في تلك األنطقة .وعلى سبيل المثال فقد قام أنطون فرانسسکو دونی بعد سنتين
بنشر ببليوجرافية خاصة بالمطبوعات المنشورة باللغة الوطنية فقط (اإليطالية)
Anton Francesco Doni : Libreria. Venice, 1550.
وبعد أن نشر أنطونيوس سينيس الببليوجرافية الراجعة الشهيرة:
Antonius Senensis = Bibliotheca Ordinis Fratrum Praedicatorum. Par, 1585.
وذلك كملحق لعمله الشهير الخاص بالكتاب الدينيينFratrum ordinis Chronicom
،praedicatorumبعد هذا بدأ نشر ببليوجرافيات راجعة من كل األنواع :عامة ،موضوعية ،وطنية،
دولية.
وعرفت المانيا الببليوجرافيات الدورية في النصف الثاني من القرن السادس عشر فقد تطورت الكتالوجات
النصف سنوية المصنفة ( )Messekatalogeمن مجرد قوائم كتب في معارض فرانكفورت وليبزج
موسمية إلى قوائم ببليوجرافية دائمة مستقلة تحصر كل الكتب الجديدة في جميع موضوعات المعرفة من
كل الدول .ف كان الفرق بين هذه القوائم التجارية والقوائم العلمية التي يعدها الدارسون يكمن في وصف كل
الطبعات المدرجة .ومنذ ذلك التاريخ فإن مايسمى بالبيانات الببليوجرافية ،قد أصبح جزءا أساسيا من
خصائص أية ببليوجرافية .ولكن مضى وقت طويل بعد ببليوجرافية جزنر حتى أدرك الناس أن بيانات
النشر المكان ،الناشر ،تاريخ النشر وبيانات التوريق ،كانت بيانات أساسية الغنى عنها في البليوجرافيات
العلمية .
لقد جاء التغيير الهام في وصف األعمال المدرجة بالببليوجرافيات العلمية من الببليوجرافيات التي قام بها
جاكوب زاناخ -Jakob Zannach. Bibliotheca theo .1541 , logica . Miblhausenحين استخدم
كال من ببليوجرافية جزنر والكتالوج النصف السنوى ونقل البيانات كما وردت في مصادره إضافة إلى
بيانات النشر كاملة وبيانات التوريق .ومن ثم أصبحت هذه الطريقة في وصف مفردات الببليوجرافيات
مقبولة في القرن السابع عشر.
لقد استخدمت في القرن السادس عشر عدة تعبيرات كعناوين لقوائم کتب المؤلفين ومؤلفاتهم بصرف النظر
عن شكلها ونوعها من بينها Catalogus - elenchus - Index -:وكثيرا ما استخدم nomenclator :
كما أن االسم الذي أطلقه جزنر على عمله وهو - Bibliotheca-كثيرا ما استخدم بعده من 1550فصاعدا
5
البيبليوغرافيا عند الغرب
.كذلك هناك تسمية الببليوجرافية باسم Libreriaتلك التي استخدمها أنطون فرانسيسکو دونی 1550كما
أن فرانسوا ديالكروا دی مين (باريس )1584وأنطوان دی فرديی (ليون )1584سميا الببليوجرافيتين
اللتين أعداهما للمؤلفين الفرنسيين باسم المكتبة الفرنسية Bibliotheque Francoiseكما قام فرديی بنشر
ملحق لببليوجرافية جزنر وملحق آخر لبليوجرافية سيننسيس .كما أن هناك ببليوجرافيات موضوعية أطلق
عليها هي األخرى تسمية Bibliothecaمن بينها : -Bibliotheca Medica-التي أعدها Paschalis
Gallusونشرت في بازل 1590وتلك التي ذكرناها من قبل Bibliotheca the olegica -التي نشرها
Jakob Zannach .وكذلك الببليوجرافية المتخصصة في الفلسفة والمعنونة:
Bibliotheca philosophicorum Classicorum authorum Chronologica
والتي أعدها جوهان جاکوب فرايز Johann Jakob Fries . Zirich 1592كذلك فإن كلمته ببلوتيكا
Bibliothecaقد استخدمت لألدلة والمجموعات ومن الظواهر الملفتة للنظر خالل القرن السابع عشر
إطالق كلمة ببلوتيكا على جميع أنواع قوائم اإلنتاج الفكرى .واقتصر استخدام كلمة Catalogusعلى
فهارس المكتبات وتجارة الكتب فقط مع وجود استثناءات قليلة .وكانت كلمة Bibliothecaهي التسمية
التي تطلق على القائمة الواحدة بينما Bibliothecaeتطلق على الفئة وذلك في منتصف القرن السابع عشر.
وعندما قام األب Philippe Labbeبتجميع الببليوجرافيات ألول مرة ورتبها هجائيا بأسماء المؤلفين أطلق
عليها اس - Bibliotheca Bibliothecarum -وقد نشرت في باريس 1954كملحق لكتابه Nova
Bibliotheca mss Librorumونشرت مستقلة بعد ذلك في باريس .1964وقد أطلق على
البيبليوجرافيين الذين جمعوا الببليوجرافيات من هذا المنطلق اسم -Bibliothecarii-ولقد قام خليفة
Labbe Dudick ،lodocusبتجميع قائمة بأسماء الببليوجرافيين كان من المفروض أن ينشرها Jod
ocus Kalkovenفي كولونيا تحت عنوان Bibliothecariographiaولكنه حتی اآلن لم تنشر .ولقد
حاول الفقيه ( Johann Heinrich Hottingerزيورخ) ألول مرة أن يصنف البليوجرافيات
Bibliothecaeسنة .1964هذه التسمية واستخدامها -Bibliotheca-ترجع إلى جزنر واستخدم للداللة
على فئة.
لم يكتف جزنر بتسجيل أسماء المؤلفين وأسماء أعمالهم ولكنه قدم معلومات عن حياتهم ومقتطفات من
أعمالهم وتعليقات نقدية عليها .وقد رأى بعض خبراء القرن الثامن عشر أن الببليوجرافيات التي تشتمل
على عناوين المفردات فقط ال ينبغي أن يطلق عليها اسم .Bibliothecae -ولكن فهارس Catalogiأو
nomenclatoresأي قوائم أسماء ،ولكن هذه الدعوة لم تستمر طويال ذلك أنه حتى في القرن العشرين
كان يطلق على الببليوجرافيات التي تضم األسماء والعناوين فقط اسم Bibliothecaوعلى سبيل المثال :
Philologica classica Bibliothecaومع هذا فقد خفت بريق هذا االسم ولم تعد له جاذبية بعد .
ومن المحتمل أن يكون جزنر قد أخذ هذه التسمية Bibliothecaمن اسم القائمة التي أعدها بطريرك
القسطنطينية (فوتيوس ) Photiusسنة 855وضمنها 279كتابا كان قد قرأها وذلك قبل قيامه برحلة
دبلوماسية طويلة وقد شرح محتوياتها وأثبت مقتطفات منها وأعطي معلومات بيوجرافية عن المؤلفين
وتعليقات نقدية عليها .وقد أعد البطريرك هذه القائمة ألخيه تعزية له عن فراقه وحثا له على القراءة .ولقد
كانت لهذه القائمة أهمية خاصة عند الدارسين ألن كثيرا من الكتب التي ضمت فيها ضاعت .وقد وصل هذا
العمل إلى جزئر وكان ينوي نشره .ورغم أن فوتيوس لم يضع العنوان الذي اشتهر به العمل (قائمة وحصر
بالكتب التي قرأناها) فقد غلب عليه العنوان األصلي وهو Bibliothecaالذي استخدمه جزئر فيما بعد .
6
البيبليوغرافيا عند الغرب
7
البيبليوغرافيا عند الغرب
يكون نوديه قد تأثر بالنمط الذي كان سائدا آنذاك أال وهو أدلة االنتاج الفكري .ولقد وصف عمله في المقدمة
بأنه «قائمة أسماء nomenclatureترتب الكتب التي رأيت أنها تفيد في تعلم ومعالجة الموضوعات
السياسية رتبت بطرقة منهجية» .وفي القسم األول المتعلق بمؤلفي الكتب في مجال «األخالق» يصف نفسه
بأنه مرشد أو دليل األرواح واألنفس .والترجمة الفرنسية لهذا العمل تحمل عنوان :
La Bibliographie politique contenant les livres et la méthode nécessaire a éstudier
la politique.
أيد ببليوجرافيا العلوم السياسية :تضم الكتب واألسلوب الالزم لدراسة السياسة» .ومن هذا المنطلق وضعها
السفير في مجموعته (رسائل في التربية) .كذلك فإن Burkhard Gotthelf Struveالذي نشر أول
ببليوجرافية عن األدلة سنة 1704اعتبر عمل نوديه من بين األدلة الدراسية ،ولكنه فرق بينها وبين األدلة
القديمة من حيث أنها «ال تكتفي بتقديم الخطوط العريضة للدراسة ولكنها كذلك تقدم معلومات هامة عن
المؤلفين الراسخين في كل موضوع» ،ولم يحرص مؤلفو تلك األدلة على تقديم قائمة بالقراءات المقترحة
في أدلتهم حتى نهاية القرن السادس عشر ولم تبدأ تلك الظاهرة إال مع مطلع القرن السابع عشر وعلى
سبيل المثال قام كريستوف كولر األستاذ في جامعة التدورف Altdorfبإضافة قائمة مقترحة بقراءات في
كل المجاالت إلى كتابه ordinando studio politico ( 1602 – Hanau Epistola deولم يظهر
دليل دراسي يستعرض اإلنتاج الفكري في كل المجاالت قبل سنة 1632ولذلك فإن العمل الذي قام به نوديه
قدم شيئا جديدة ومع ذلك لم يستطع تسميتها de studio politico-أو . Bibliotheca politicaوكان
عليه أن يكون عنوان العمل من واقع المحتويات نفسها ولم يكن األمر باختياره كما لم يقصد إلى ابتداع كلمة
جديدة .ومن هنا كان استخدامه لكلمة Bibliographiaألول مرة في عمل علمي .ولم يقصد الى استخدامها
كمصطلح وانما استخدمها ككلمة لغوية يعني بها وصف الكتب ألن هذه الكلمة كمصطلح له عند االغريق
داللة مختلفة ولم يخطر لهم الداللة الجديدة (وصف الكتب على البال .وكان كل دارس يفهم الكلمة الجديدة
بمعناها اللغوي الذي قصد إليه نوديه .ومع بداية القرن السادس عشر بدأ المقطع جرافيا description
graphiaوصف يتحد مع كلمات أخرى ليدل على مصطلح جديد (مثل ) ologyوأصبح يستخدم في
عناوين الكتب وهاك بعض أمثلة قليلة على ذلك قبل سنة 1632وقليل منها بصيغة الجمع في المقطع األول
كما هو الحال في
Bibliographia
Prosopographia - Angelopgraphia
Aenigmatographia - Eclipsiographia -
Stratage matographia - Haligraphia -
وهي جميعا عناوين کتب كما هو الحال في كتاب نوديه .وبعد عدة سنوات استخدم نوديه كلمة ببليوجرافيا
Bibliographiaمرة ثانية في عمل مشابه لل Bibliographia politicaوهو ال Bibliographia
Militarisوالتي أدرجها في كتابه ,Syntagma de studio Militari ( Rome1637( :
هذا الدليل بالمطبوعات العسكرية القي ترحيبا شديدا في ألمانيا ولذلك نشر هناك مستقال في جينا .16832
2رودلف بلوم ،الببليوغرافيا بحث في تعريفها ودالالتها ،ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة ،الدار المصرية
8
البيبليوغرافيا عند الغرب
9
البيبليوغرافيا عند الغرب
وأطلق عليها قيود مارك .1التي كانت قريبة جدا من ترکيب بطاقات مكتبة الكونغرس :وفي نفس الفترة
كان مكتب المعلومات العلمية والفنية في بريطانيا يقوم بتمويل دراسات في سبيل الوصول الى قيد
بيبليوغرافي مقروء آليا .وحصل تعاون وثيق بين البيبليوغرافيا البريطانية ومكتبة الكونغرس لتصميم بنية
جديدة للقيود تعرف مارك .2وال تي يشار اليها اآلن ببساطة مارك .وكان الغرض من ذلك ايصال
البيبليوغرافيا الى شريط ممغنط قابل العادة قرائته ألي غرض .وكانت األشرطة الممغنطة التجريبية مارك
متوفرة في بريطانيا خالل الفترة .1974-1968اذ كانت عشرون مكتبة تتسلمها .وكانت البيبليوغرافيا
الوطنية البريطانية تستخدمها ألغراض مختلفة .وفي عام 1969كانت البيبليوغرافيا الوطنية البريطانية
تصدر أسبوعيا بواسطته ،وكان ذلك بتم بارسال قيود مارك على األشرطة الممغنطة إلى مكتب لصب
الحروف بواسطة الحاسب اآللي ونفس العملية بالنسبة لمكتبة الكونغرس .وفي عام 1969تم أيضأ دمج
أشرطة مارك األمريكية والبريطانية .واستخدمت القيود فيها باللغة االنكليزية .ومن ثم تم انتاج هذه على
ميکروفيلم يخرج بالحاسب اآللي .ثم أعيد تصغيره باستخدام طريقة التصوير الضوئي االلكتروني المصغر.
ومنذ ذلك الوقت وهي تصدر منشور جار تحت عنوان «الكتب في االنكليزيةBOOKS IN ENGLISH.
التي تعتبر أضخم بيبليوغرافيا جارية للكتب في اللغة االنكليزية .كما أن انتاج هذه البيبليوغرافيا مؤتمن
تماما .وتغطي أشرطة مارك أربعة أنواع من األوعية المستقلة .من مقتنيات مكتبة الكونغرس الكتب المكتوبة
بالهجائية الرومانية ،والدوريات بأية لغة مع الرومانية ،والخرائط والموسيقى .وتضاف اليه بقية األوعية
تباعة .وتسجيالته متاحة للبحث بواسطة أي عنصر في البطاقة .سواء عناصر الفهرسة الوصفية ،أو
الموضوعية ،أو التصنيف وتعدها المكتبة طبقا لقوائمها وجداولها .وذلك من خالل منافذ داخل مكتبة
الكونغرس .وتخرج االضافات الجديدة أسبوعيا على أشرطة ممغنطة .
-خدمات ديورنت للتوثيق.
التي تصدرها مطبوعات ديورنت في لندن .ويهتم الرصد بوعاء فكري واحد هو براءات االختراع
بموضوعاتها المتنوعة .ويقدم تسجيالت الكترونية خاصة ،وكشاف براءة االختراع العالمية .الذي يغطي
على المستوى العالمي 24دولة منذ عام .1963ويمكن البحث بالكشاف بعناصر استرجاعية كثيرة منها
اسم صاحب براءة االختراع ،والتصنيف العالمي براءة االختراع ورقم صاحب براءة االختراع ،وعنوان
القسم الخاص بالكشاف ،وتاريخ البراءة.
ويقدم المرصد أيضأ تسجيالت الكترونية أخرى في مجال براءات االختراع المركزي خاصة بمستخلصات
براءات االختراع المتخصصة في الكيمياء .وتقسم المواد فيه الى 13قسما مثل البالستيك ،والعلوم،
والصيدلة ،والعلوم الزراعية ،و الكيميائيات ،والكيميائيات العضوية ..الخ .ويمكن البحث فيه بعناصر
االسترجاع في الكشاف السابق.
-االتاحة المباشرة للمعلومات المصدرية.
يهتم هذا المرصد بوعاء فكري هو رسائل الدكتوراه الممنوحة بصفة رئيسية من جامعات أمريكا في مختلف
المواضيع والعلوم واالنسانيات .اضافة إلى الرسائل الممنوحة من جامعات أوروبا وكندا .ويصدر المرصد
تسجيالت الكترونية بيبليوغرافية ومن العناصر االسترجاعية المؤلف ،والمعهد أو الجامعة التي منحت
الدرجة العالية ،والكلمات المفتاحية الخاصة بعنوان الرسالة.
-تبادل معلومات العلوم بمعهد سميثونيان من انتاج معهد سميثيونيان بواشنطن يقتصر القطاع التوثيقي
بالمعهد على المطبوعات غير المنشورة في البحوث .سواء قبل نشر نتائجها أو في مرحلة اعداد النتائج.
وتقدم المعلومات الى معهد سميثونيان بطريقة تطوعية من 1300هيئة بالواليات المتحدة األمريكية .والهدف
الرئيسي من هذا المرصد هو اضافة معلومات بيبلوغرافية عن كل بحث تتمثل في االجابة على األسئلة
10
البيبليوغرافيا عند الغرب
التالية من الذي يعمل في بحوث ما؟ وفي أي مكان؟ وبمعونة من؟ تغطي تسجيالت المعهد مختلف فروع
العلوم .أما عناصر االسترجاع فهي العنوان ،والباحث الرئيسي ،والباحثون االضافيون أو المساعدون،
والمؤسسة التي يجري الباحث بها البحث ،ومصطلحات تكشيف موضوعية ،وخطة البحث ،واسم المؤسسة
التي تساعد الباحث مالية ،وميزانية البحث ..الخ .يقدم المرصد خدماته بطريق االتصال المباشر لشركة
تنمية النظم .ويقدم أيضا خدمات (بام) الجماعي.
-1مراصد المعلومات العامة الخاصة باألوعية غير المستقلة:
هي مراصد األخبار والمقاالت في الدوريات العامة .ومن أشهر المراصد في هذا المجال بنك المعلومات
The information Banieوالذي كان يسمى قبل عام 1976بنك نيويورك تايمز للمعلومات.
NEW YORK TIMES INFORMATION BANK.
ويقوم المرصد المذكور بتكشيف واستخالص األخبار والمقاالت في جريدة نيويورك تايمز وأربع دوريات
أخرى قبل مرور 48ساعة على نشرها في دوريتها األصلية .أما بقية الدوريات فتستغرق مابين أربعة
وخمسة أيام حتى يتم تكشيفها واستخالصها الكترونيا.
وتشمل التغطية األحداث الجارية ،واألخبار ،والمقاالت العامة التي تتعلق بالسياسة ،واالقتصاد،
والدبلوماسية ،والشؤون الثقافية واالجتماعية ،واالعالنات التي تحتوي على قيمة اخبارية أو تمثل بحوثا
جديدة .ومن بين عناصر االسترجاع في بنك المعلومات العناصر الموضوعية کالواصفات المستمرة من
مکنز خاص بنيويورك تايمز ،وأسماء األشخاص،
ورقم المصغرات البطاقية ،وسنة معينة أو شهر معين ،أو يوم معين ،أو عمود معين في جريدة نيويورك
تايز ..الخ.
-2مراصد المعلومات المتخصصة:
هي التي تختص بعلم أو موضوع معين مثل الكيمياء ،والبترول ،والتربية ،والجيولوجيا ..الخ.
بعكس المراصد العامة التي تشمل علوم متنوعة .وسأتطرق الى مرصدين اثنين فقط في مجال مراصد
المعلومات المتخصصة المنتشرة عبر أنحاء العالم هما:
أ-خدمات توثيق الفضاء:
هو مرصد مختص بمنظمة بحوث الفضاء األوروبية ،يقوم باعمال التوثيق واالعالم العلمي والتكنولوجي
بعلوم الفضاء .بدأت المنظمة المذكورة منذ عام 1983باالشتراك مع منظمة تنمية مركبات اطالق
صواريخ الفضاء األوروبية في تشكيل ادارة تكون مسؤولة عن المعلومات الخاصة بعلوم الفضاء،
ومايتعلق بها من موضوعات فكانت خدمة توثيق الفضاء .واتخذت مقرا لها بالقرب من روما العاصمة
االيطالية. .
ومن المهام الرئيسية للمرصد جمع التقارير التي تصدرها الدول األعضاء في منظمة بحوث الفضاء
األوروبية .واعدادها األعداد الفني الالزم من حيث تكثيفها واستخالصها .ثم اصدارها على هيئة مصغرات
فيلمية ،وعلى هيئة محسبة متمثلة في تسجيالت الكترونية .كي تكون ضمن مدخالت مرصد خاص (ادارة
علوم الطيران والفضاء القومية األمريكية).
ويقدم المرصد خدمات تتمثل في التسجيالت االلكترونية التي تغطي االنتاج الفكري الذي يتعلق بتقارير
الدول األعضاء في منظمة بحوث الفضاء األوروبية .وتقدم الخدمات عن طريق بام الفردي والجماعي،
11
البيبليوغرافيا عند الغرب
وباالتصال المباشر خالل شبكات اتصال تليفونية بالقمر الصناعي تربط حوالي عشرة منافذ .معظمها في
العواصم األوروبية الغربية مع المركز الرئيسي بالقرب من روما.
ب -نظام المعلومات النووي العالمي:
أسس من قبل وكالة الطاقة الذرية العالمية في النمسا ،وهو عبارة عن نظام تعاون عالمي يجمع المعلومات
التي تتعلق بالعلوم النووية وتكنولوجيتها .وتتم المحالت الى المرصد بطريقة المركزية .عن طريق استخدام
تسهيالت الحواسب اآللية ،التي يستطيع المشترك من خالل المنافذ الموجودة لديه من ادخال واسترجاع
وتغيير المعلومات ،حيث تتعاون عدة دول ومؤسسات الطاقة الذرية في أرجاء العالم في هذا المجال .ويتم
جمع المعلومات واعادة توزيعها باستخدام األساليب الفنية الخاصة بالحواسب اآللية .كما يتم تكثيف
واستخالص المعلومات المجمعة مركزية باللغات الرسمية المستخدمة بها وهي االنكليزية ،والفرنسية،
والروسية ،واالسبانية .أما مايتعلق بالتغطية فتشمل االستخدامات السلمية للذرة ،والفلك ،والكيمياء ،وعلم
المواد ،وعلوم األرض ،وعلوم الحياة ،ومقتنيات النظائر المشعة ،والهندسة ،والتكنولوجيا بصفة عامة ..
الخ .كل ذلك متمثال في أوعية الفكر التي حددتها الوكالة في الدوريات والكتب ،وتقارير البحوث ،وأعمال
المؤتمرات ،وبراءات االختراع ،والرسائل الجامعية .يبلغ عدد التسجيالت السنوية حوالي 80ألف تسجيلة
ويمكن البحث أثناء االسترجاع في المؤلف ،والهيئة المسؤولة ،والمؤلفين االضافيين ،والعنوان في لغته
األصلية وباللغة االنكليزية ،عنوان الدورية ورقم الجرد الخاص بالدورية ،ورقم العدد الخاص بالدورية،
ورقم الصفحة الخاص بالدورية ،وسنة النشر ،وعنوان المؤتمرات وتاريخه ،واللغة األصلية ،ومصطلحات
التكشيف ..الخ.
ويستفيد من خدمات المرصد الدول والمؤسسات التي تساهم في مدخالته .وينتج كشافة على أشرطة ممغنطة
يسمى «الكشاف الذري لنظام المعلومات العالمي» وهو متاح للدول والمؤسسات التي تساهم في مختزناته
فقط.
- 3مؤسسات المعلومات الحسبة:
تختلف مؤسسات المعلومات المحسبة فيما بينها في الهدف وانشاء مراصد المعلومات فهناك مؤسسات
تجارية هدفها الربح بالدرجة األولى من وراء اقتناء مراصد المعلومات واتاحتها للمستفيدين .كما أنها ال
تنشيء أي مراصد للمعلومات.
لذلك فانها تعتبر مصدرا خالصا .بعکس النوع الثاني من المؤسسات التي تنشيء مراصد بجانب عملها
لمصدره هذا من ناحية .ومن ناحية ثانية فان هدفها غير تجاري بحيث ال تبغي الربح من تقديم المعلومات
للمستفيدين .ومن بين األمثلة على النوع األول من مؤسسات المعلومات المحسبة:
-شركة تنمية النظم هي شركة معلومات قائمة بذاتها .تقع في سانتامونيکا بكاليفورنيا .وهي شركة تجارية
لخدمة المعلومات .لذلك فان اهتمامها بتركز على اقتناء مراصد لمعلومات تتميز باالقبال الكبير على
استخدامها من قبل المستفيدين .والمراصد المقتناة من قبل الشركة يبلغ عددها 17مرصدا .تغطي االنتاج
الفكري في العلوم والتكنولوجيا ،وعلوم البيئة ،والعلوم االجتماعية ،والسلوكية ،والزراعة ،والكيمياء،
وعلوم األرض ،واالحصاء واالدارة ،والهندسة والتعليم.
وتقدم خدمات بام مستخدمة مراصد المعلومات التي تقتنيها داخل الواليات المتحدة فقط .أما بقية الخدمات
فتقدمها داخل الواليات المتحدة وخارجها.
12
البيبليوغرافيا عند الغرب
ويمكن الحصول على المعلومات بطريق مباشر وغير مباشر .تصدر الشركة مطبوعين :األول :مرشد
االسترجاع وهو خاص بأساليب االسترجاع واالتصال بجميع مراصد البيبليوغرافيا .والثاني يتعلق بخدمات
االسترجاع في الشركة .أما بالنسبة للنوع الثاني من مؤسسات المعلومات الحسبة:
-المعهد الكندي للمعلومات العلمية والتكنولوجية:
يعد المعهد الكندي مصدرا ومنتجا للمراصد البيبليوغرافية .اذ يتولى انتاج ثالثة مراصد أو بنوك
للمعلومات .منها القائمة الموحدة للدوريات العلمية في المكتبات الكندية ،وقائمة البحوث التي تتلقى
مساعدات من الحكومة االتحادية في الجامعات الكندية.
كما يعتبر المعهد مصدرا أيضا .اذ يقتني خمسة عشر مرصدأ بيبلوغرافية من منشئين آخرين ويقدم خدماته
عن طريقها .تنقسم الخدمات التي يقدمها المعهد الی خدمات بام و خدمات االسترجاع الخلفي باالتصال
المباشر اضافة إلى الخدمات المقدمة من جانب المراصد التي ينشئها.
أما فيما يتعلق بخدمات االتصال المباشر فيمثلها نظام االسترجاع الكندي المباشر .وهو استرجاع مباشر في
معظم قطاعات العلوم والتكنولوجيا .كما أنه متاح بواسطة شبكات مزودة بمنافذ في خمس وعشرين مركزة
موجودة في جميع أنحاء كندا .تستعمل اللغتان االنكليزية ،والفرنسية في خمسة مراكز منها .أما في مجال
بام فيمثلها نظام البث االنتقائي للمعلومات الكندي .وهو نظام خاص بكندا .يقوم به المعهد باالشتراك مع
المكتبة القومية الكندية ،ومجلس البحوث القومي الكندي ،ومكتبة قسم الجيولوجيا بكندا ،والمكتبة الزراعية،
3
ومرکز کندا للتكنولوجيا الطاقة والمناجم ...الخ
خاتمة:
المصادر تشير إلى أن البيبليوغرافبا عرفت حتى قبل ميالد عيسى عليه السالم ،ويذكرون الفهرس الذي
تحتفظ به مكتبة اإلسكندرية ،والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميالد ،بل إن األمر أقدم من ذلك
ويعود إلى اآلشوريين والبابليين .والتعبير األول لفكرة الفهرسة التي تحيل إلى "قائمة نتاج أدبي" يرجع
فضله لطبيب يوناني خالل القرن الثاني الميالدي ،ثم تطورت الفكرة عند القديس ) ( Saint Jéomeفي
القرن الخامس الميالدي ،والشيء نفسه نجده عند المؤرخ والراهب ) ( Bèdeفي القرن الثامن الميالدي.
ومع ذلك فإن الكلمة لم ترج إال مع بداية القرن الثامن عشر ،رغم أن مدلولها بقي متراوحا بين " نسخ
الكتب" و فهارس بعض مكتبات الكنائس و العلم بالنصوص القديم ) (La science du paléographe
كما كان األمر في فرنسا إلى أواسط القرن الثامن عشر .استعملت الكلمة ألول مرة في فرنسا من لدن
جابرييل نودي ) (Gabriel Naudéأمين مكتبة الكاردينال مازاغان ) ، (Mazarinثم ظهرت بعد ذلك
الفهرسة الوطنية العامة في كل من ألمانيا وبريطانيا واألراضي المنخفضة ثم بعد ذلك في فرنسا .في سنة
1762أقر المجمع اللغوي الفرنسي في طبعته الرابعة من قاموسه بالكلمة ،على أنها "علم البيبليوغرافي"
،وعرف هذا األخير على أنه الشخص الذي يقرأ المخطوطات القديمة ويعرف الكتب المخطوطة والمطبوعة
،وأضيف إليه في قاموس ) (Trevauxسنة 1771القيام بجداول المكتبات المختلفة .وأول من عبر عن
فكرة علم البيبليوغرافيا،المؤرخ ) ، ( Jean Francoi Née de La Rochelleوجعله يحيل إلى فن
الطباعة من جهة وتارخ الكتب وجداولهما من جهة ثانية ،وبعد الثورة ،أسس بباريس " المكتب المركزي
للبيبليوغرافيا " ،ومع بداية القرن التاسع عشر وبالضبط سنة 1812قسم األديب جابرييل بينيو ( Gabriel
) Peignotالبيبليوغرافيا إلى :البيبليوغرافيا العامة والبيبليوغرافيا المتخصصة ،وقد جمع في كتابه
"الجدول العالمي للبيبليوغرافيا " ثالثة آالف عنوان.
3محمد علي سلمان ،الببليوغرافيا في الماضي والحاضر ،منشورات وزارة الثقافة سوريا1995 ،
13
البيبليوغرافيا عند الغرب
وقد حافظ تعريف البيبليوغرفيا على نعت "علم الكتاب" إلى غاية 1879حين قام المؤلف الفرنسي
) (Charles Mortetبإعطاء الكلمة مفهوم "دراسة الجداول التي تقوم بوصف وترتيب الكتب من أجل
التعريف واإلخبار ،وفي سنة 1932أعاد المجمع اللغوي الفرنسي النظر في التعريف الذي كان سائدا في
الطبعة الثامنة من قاموسه وجعله " معرفة موضوع الكتب المنشورة وطباعتها وقيمتها" .وقد نظم "مركز
التأليف التاريخي " سنة 1934مباحثات حول الكلمة وحددت على أنها " البحث عن الكتب وتصنيفها حسب
مناهج محددة ،من أجل استعمال تجاري أو علمي" ،وقد صادقت منظمة اليونسكو على هذا التعريف سنة
.1950
أما في إنجلترا فقد كان ظهور المصطلح حوالي عام 1472كفهرس موحد لمكتبات ستين ومائة دير ()160
،وكان التعريف السائد إلى حدود النصف الثاني من القرن الثامن عشر يحيل على "كتابة الكتب "
و"البيبليوغرافي" هو الشخص الذي ينسخ هذه الكتب ،كما هو مذكور في قاموس أكسفورد ،ولم تستخدم
بمعنى الوصف المنهجي للكتب وتأريخها وطباعتها إال في النصف األول من القرن التاسع عشر .وفي
الموسوعة البريطانية ،نجد تطور استعمال المصطلح الذي انتقل من الداللة على " نسخ الكتب" إلى "الكتابة
عن الكتب" حدث في فرنسا في القرن الثامن عشر.
أما أضخم عمل ظهر في الغرب في البيبليوغرافيا فهوفهرس مكتبة الكونجرس األمريكي ،الذي صدر سنة
. 1910وال يعني هذا أن هناك تطورا خطيا لمصطلح البيبليوغرافيا يمكن تتبعه بيسر ،إذ يتخلل هذا التطور
كثير من الحلقات المفقودة ،ولعل من أسباب ذلك ،عدم اعتراف وإقرارالكلمة من قبل المجمعات اللغوية
والقواميس إال بعد أن تصبح متداولة ،ففي الوقت الذي كنا نجد فيه ،أن المعنى الذي كان دارجا في فرنسا
هو " تصنيف ال كتب " إال أن ما كان معترفا به رسميا في القواميس هو أن "البيبليوغرافي هو المشتغل
بالمخطوطات القديمة" ،ولم يعترف بهذا المعنى إال في النصف الثاني من القرن الثامن عشر في قاموس
) ( Treveauxالذي أضاف عبارة "القيام بجداول المكتبات " ،في حين كانت الفهرسة الوطنية العامة قد
ظهرت في عدة دول أوربية أخرى كألمانيا وبريطانيا.
أما بعد النصف الثاني من القرن العشرين ،فقد عرفت البيبليوغرافيا تطورا مذهال ،خاصة بعد إدخال
الحاسوب وشبكة األنترنت في الميدان ،فأصبحت المكتبات ال تستعمل البطاقات التقليدية إال في دول العالم
الثا لث ،كما أن معظم البيبليوغرافيات العالمية والوطنية للعديد من الدول أصبحت تتوفر على مواقع لها ،
وتحت تصرف إي باحث في أي مكان من العالم ،وتشعبت البيبليوغرافيا إلى درجة أصبح معه الحديث
عن حصرأنواعها من باب المستحيل .ومع هذا يظل الكثير من نبهائنا وممثلي نخبنا ،يلهثون خلف أحقية
هذا المصطلح أو ذاك ،في التعبير عما تم تجاوزه بالسرعة الضوئية .وهذا ليس تبخيسا بمجهوداتهم ،بل
رحمة بهم وبمن يتحملون مسؤولية تمثيلهم ،وحرصا على هذا الزمن الذي يهدرونه ،وليس ازدراء لتراث
فرض نفسه وال يزال ،بل حبا فيه ورغبة في رؤيته مرفوع الشأن من قبل أهله وذويه قبل غيرهم.
14
البيبليوغرافيا عند الغرب
الئحة المراجع:
- Louise - Noelle Malclès, La Bibliographie, Paris, Presses Universitaires de
France, 5ème Edition 1989.
-أبوبكر محمد الهوش ،المدخل إلى علم البيبليوغرافيا ،القاهرة ،المكتبة األكاديمية ،الطبعة األولى
.2001
-رودلف بلوم ،الببليوغرافيا بحث في تعريفها ودالالتها ،ترجمة شعبان عبد العزيز خليفة ،القاهرة،
الدار المصرية.1996 ،
-شعبان عبد العزيز خليفة ،البيبليوجرافيا أوعلم الكتاب ،القاهرة ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة
األولى .1997
-لروي هارولد ليندر ،البيبليوجرافيا نشأة البيبليوجرافيا القومية الشاملة الجارية ،ترجمة عبد المنعم
مخمد موسى ،القاهرة ،الهيئة المصرية العامة للكتاب.1984 ،
-ليلى عبد الواجد الفرحان ،البيبليوغرافيا تطورها أنواعها وأساليب إعدادها،بغداد ،دار الحكمة
.1992
-محمد علي سلمان ،الببليوغرافيا في الماضي والحاضر ،منشورات وزارة الثقافة سوريا.1995 ،
-محمد مكاوي عودة ،البيبليوغرافيا علم وتطبيق ،القاهرة وبيروت ،جار الكتاب المصري ودار
الكتاب اللبناني.2000 ،
15