You are on page 1of 8

‫مشكالت أبنية رياض األطفال من وجهة نظر المديرات ‪-‬رياض األطفال‬

‫التابعة لتربية بغداد الكرخ الثانية انموذجا‬


‫م‪.‬د انصاف كامل منصور‬
‫المديرية العامة لتربية بغداد الكرخ الثانية‬

‫مشكلة الورقة البحثية ‪:‬‬


‫ُيعد موضوع تهيئة البيئة المثالية والمالئمة لنمو الطفل في مرحلة رياض‬
‫األطفال من المواضيع المهمة‪ ،‬وُت عد البيئة المادية ومكونات البناء المعماري من أحد‬
‫العوامل المؤثرة في تشكيل تلك البيئة المثالية‪ ،‬اذ تشير األدبيات والدراسات كدراسة‬
‫علي (‪ )2017‬و دراسة عمر (‪ )2016‬و دراسة حسن (‪ )2015‬ودراسة عبدهللا (‬
‫‪ )2014‬إلى أهمية توفير بيئة مادية مثالية صحية وآمنة وجاذبة تساعد على نمو‬
‫مهارات الطفل وقدراته بشكل متكامل‪..‬‬
‫ومن خالل عمل الباحثة كمديرة في رياض االطفال الحظت وجود فجوة كبيرة‬
‫بين المعايير النظرية لتصميم البيئة المادية المثالية لرياض األطفال‪ ،‬وبين الواقع‬
‫العملي لما هو متوفر في أبنية رياض األطفال‪ .‬اذ تعاني أبنية رياض األطفال من‬
‫العديد من المشكالت مثل عدم مطابقة المباني للمعايير القياسية وضيق المساحات‪،‬‬
‫وقلة اإلضاءة وسوء التهوية وارتفاع مخاطر السالمة ومخاطر عالية تتعلق‬
‫بالكهرباء والحرائق ‪ ،‬إلى جانب نقص المرافق والتجهيزات الالزمة ألنشطة‬
‫األطفال‪ .‬وعدم مالءمة تصميم الصفوف ودورات المياه‪،‬و نقص الصيانة وقدم‬
‫التجهيزات‪.‬‬
‫وترى الباحثة انه من األهمية دراسة هذه الفجوة من وجهة نظر مديرات رياض‬
‫األطفال‪ ،‬كونهن األقرب لمعايشة واقع تلك البيئة المادية والتحديات التي تواجه تهيئة‬
‫بيئة مالئمة للطفل داخل أبنية الرياض‪ .‬لذا ستحاول الورقة البحثية استقصاء آراء‬
‫المديرات في المناطق التابعة لمديرية تربية بغداد الكرخ الثانية ببغداد حول واقع‬
‫البيئة المادية لرياض األطفال‪ ،‬ومدى اقترابها أو ابتعادها عن المعايير المثالية‪،‬‬
‫بهدف الخروج بتوصيات عملية لسد تلك الفجوة‪.‬‬
‫وتكمن مشكلة ورقتنا البحثية في اإلجابة عن السؤال الرئيسي التالي‪:‬‬
‫ما هي مشكالت األبنية المدرسية في رياض األطفال التابعة للمديرية العامة لتربية‬
‫بغداد الكرخ الثانية من وجهة نظر مديرات رياض االطفال؟‬
‫ويتفرع من هذا السؤال الرئيسي األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي أبرز مشكالت األبنية المدرسية التي تواجه المديرات في رياض‬
‫األطفال؟‬
‫ما اإلجراءات التي اتخذتها المديرات لحل مشكالت األبنية المدرسية في‬ ‫‪‬‬

‫رياض األطفال‪.‬‬
‫ما مقترحات المديرات لقسم االبنية لحل مشكالت األبنية المدرسية في رياض‬ ‫‪‬‬

‫األطفال؟‬

‫األهمية ‪:‬‬
‫تعد البيئة المدرسية اآلمنة والصحية ذات أهمية كبيرة في العملية التعليمية‪،‬‬
‫خاصًة في مرحلة رياض األطفال التي تعتبر األساس في بناء شخصية الطفل‪.‬‬
‫وتواجه الكثير من رياض األطفال عدة مشكالت في األبنية المدرسية‪ ،‬مما يؤثر سلبًا‬
‫على العملية التعليمية ‪.‬وتأتي أهمية الدراسة في الوقوف على احتياجات األبنية‬
‫المدرسية في رياض األطفال لتطويرها وتحسينها‪ ،‬من خالل آراء المديرات الالتي‬
‫يعانين من هذه المشكالت بشكل مباشر‪ ،‬مما يسهم في تحسين البيئة التعليمية لرياض‬
‫األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬إلقاء الضوء على المشكالت التي تواجه البيئة المدرسية في رياض األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬الوقوف على احتياجات المديرات فيما يتعلق بالبيئة الصفية‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم توصيات وحلول من شأنها تطوير بيئة رياض األطفال‪.‬‬
‫‪ ‬إفادة القائمين على العملية التعليمية في اتخاذ القرارات المناسبة‪.‬‬

‫وسنحاول في هذه الورقة البحثية التعرف على وجهات نظر المديرات في رياض‬
‫األطفال الحكومية التابعة للمديرية العامة لتربية بغداد الكرخ الثانية حول المشكالت‬
‫التي تواجهها األبنية المدرسية في رياض األطفال‪ ،‬وتحديد أهم هذه المشكالت‬
‫والحلول المقدمة من قبلهن لحلها واقتراحاتهن لحل هذه المشكالت بصورة دائمية‬

‫‪ -‬المعايير العالمية التي يجب ان تتوفر في ابنية رياض األطفال‪:‬‬


‫يمكن النظر إلى البيئة المادية لرياض األطفال من منظورين رئيسيين ‪ ،‬اذ تؤكد‬
‫المعايير العالمية على ضرورة مراعاة الجوانب النفسية والتربوية عند تصميم البيئة‬
‫المادية لرياض األطفال‪ ،‬فيجب أن توفر بيئة آمنة وجاذبة تعزز ثقة الطفل بالنفس‬
‫واستقالليته‪ ،‬وتوفر فرصًا غنية للتعلم النشط من خالل اللعب واالستكشاف والتفاعل‬
‫االجتماعي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬المنظور التربوي‪:‬‬
‫نظرا ألهمية مرحلة رياض األطفال في بناء شخصية الطفل‪ ،‬تركز النظريات‬
‫التربوية على البيئة المادية باعتبارها عنصرًا فاعًال في العملية التعليمية‪ ،‬فالبيئة‬
‫المادية يمكن أن تدعم أهداف برامج رياض األطفال إذا تم تصميمها بشكل مناسب‪،‬‬
‫كما يمكن أن تعيق تحقيق تلك األهداف إذا كانت غير مالئمة‪ .‬وتؤكد نظريات مثل‬
‫نظرية بياجيه على أهمية البيئة في تشكيل خبرات التعلم النشطة التي تسهم في نمو‬
‫الطفل المعرفي والمهاري‪ .‬وتشير نظريات بيئة التعلم إلى أهمية تصميم البيئة‬
‫المادية بما يدعم أهداف العملية التعليمية ويحفز التفاعل اإليجابي‪ .‬كما تؤكد نظريات‬
‫بيئة التعلم الفعالة على أهمية تصميم البيئة المادية وتنظيم المساحات بما يدعم أهداف‬
‫العملية التعليمية ويسهل تفاعل االطفال واندماجهم في األنشطة‪ ،‬باإلضافة إلى توفير‬
‫بيئة آمنة ومريحة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬المنظور النفسي‪:‬‬
‫من الناحية النفسية تنظر النظريات النفسية كنظرية الحاجات في التدرج الهرمي‬
‫لماسلو إلى البيئة المادية باعتبارها وسيلة إلشباع حاجات األمن واالنتماء لدى‬
‫األطفال‪ ،‬كما أن لها تأثيرات مباشرة على نمو شخصية الطفل‪ .‬فالبيئة الداعمة تسهم‬
‫في بناء الثقة وتقدير الذات‪ .‬تؤكد نظريات علم النفس البيئي على تأثير البيئة المادية‬
‫في سلوك األطفال ونموهم المعرفي واالجتماعي واالنفعالي‪ .‬اذ يشير علماء النفس‬
‫البيئي مثل روجر باركر وجيمس جيبسون إلى أن البيئة المادية تلعب دورًا محوريًا‬
‫في التأثير على النمو السلوكي والمعرفي واالنفعالي لدى األطفال‪ ،‬كما أن لها‬
‫تأثيرات إيجابية وسلبية مباشرة على سلوك الطفل داخل الصف‪.‬‬
‫وفي سياق رياض األطفال‪ ،‬تؤكد المعايير والدراسات التربوية على أهمية مراعاة‬
‫خصائص نمو الطفل واحتياجاته عند تصميم البيئة المادية‪ ،‬فينبغي توفير مساحات‬
‫واسعة وإضاءة جيدة‪ ،‬واستخدام مواد بناء غير ضارة‪ ،‬وتأمين مخارج طوارئ‪،‬‬
‫وتجنب الزوايا الحادة‪ ،‬وغير ذلك من معايير السالمة‪ .‬كما يجب تنويع المرافق‬
‫التعليمية وأماكن اللعب بما يتيح فرصًا متعددة لتنمية مهارات الطفل المختلفة‪.‬‬
‫كما تشدد المبادئ التربوية على أهمية تنوع المرافق التعليمية والترفيهية داخل البيئة‬
‫المادية لرياض األطفال‪ ،‬اذ تشير المعايير العالمية إلى أهمية مراعاة خصائص نمو‬
‫الطفل عند تصميم البيئة المادية لرياض األطفال‪ .‬كما تؤكد الدراسات على ضرورة‬
‫توفير مساحات واسعة وإضاءة وتهوية مناسبة داخل أبنية رياض األطفال‪ .‬وتوصي‬
‫باستخدام مواد بناء آمنة والتقيد بمعايير السالمة في التصميم الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫اما اهم المعايير الرئيسية التي يجب توفرها في بناية روضة األطفال‪:‬‬
‫‪ -‬موقع مناسب بعيد عن الضوضاء ومصادر التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬مساحة كافية للفصول الدراسية وأماكن اللعب الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬إضاءة طبيعية جيدة ونوافذ كبيرة للتهوية‪.‬‬
‫‪ -‬أرضيات وجدران سهلة التنظيف ومصنوعة من مواد آمنة‪.‬‬
‫‪ -‬درجات حرارة مناسبة ونظام تكييف وتدفئة فعال‪.‬‬
‫‪ -‬دورات مياه ومرافق صحية مالئمة لألطفال‪.‬‬
‫‪ -‬مخارج طوارئ وأنظمة إنذار حريق وإخالء‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األلوان الهادئة والمشجعة لإلبداع‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيزات آمنة ومالئمة لألنشطة التعليمية والترفيهية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مناطق خضراء وألعاب خارجية مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة احتياجات ذوي اإلعاقة من ممرات ومرافق‪.‬‬
‫‪ -‬نظام أمن وحماية للمبنى‪.‬‬

‫‪-‬األبنية المدرسية وأهميتها في العملية التعليمية‬


‫ُيقصد باألبنية المدرسية المرافق والمنشآت المادية التي تحتوي على الفصول‬
‫الدراسية والمرافق التعليمية واإلدارية والخدمية الالزمة إلدارة العملية التعليمية في‬
‫المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫وتكمن أهمية األبنية المدرسية في العملية التعليمية في ‪:‬‬
‫‪ -‬توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية للطلبة والعاملين في المدرسة‪.‬‬
‫‪ -‬تهيئة المساحات والتجهيزات الالزمة لتنفيذ األنشطة التعليمية والالصفية‪.‬‬
‫‪ -‬التأثير على دافعية الطلبة نحو التعلم من خالل توفير بيئة جاذبة ومحفزة‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير عملية اإلشراف واإلدارة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تحقيق األهداف التربوية من خالل توفير الظروف المالئمة للتعليم‬
‫والتعلم‪.‬لذا ينبغي مراعاة المعايير التصميمية والتجهيزات المناسبة عند إنشاء األبنية‬
‫المدرسية وصيانتها لتحقيق األغراض التربوية المنشودة‪.‬‬

‫‪ -‬خصائص البيئة التعليمية المالئمة لطفل الروضة‪:‬‬


‫أهم خصائص البيئة التعليمية المالئمة لطفل الروضة‪:‬‬
‫‪ -‬بيئة آمنة خالية من المخاطر الجسدية لحماية الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة صحية نظيفة تتوافر فيها التهوية واإلضاءة المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة جمالية جذابة بألوانها ورسوماتها وحديقتها الخضراء‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة محفزة غنية بوسائل النشاط والتعلم المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة اجتماعية تسمح بالتفاعل مع األقران والمعلمين‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة تتيح حرية الحركة واللعب واستخدام الحواس المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة تعزز االستقاللية وتنمية مهارات الطفل العملية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة غنية بفرص التعلم العفوية من أنشطة ومواد متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة تراعي الفروق الفردية وقدرات كل طفل‪.‬‬
‫‪ -‬معايير تصميم األبنية المدرسية المالئمة لرياض األطفال‬
‫من اهم المعايير لتصميم األبنية المدرسية المالئمة لرياض األطفال هي ‪:‬‬
‫‪ -‬مراعاة الجوانب النمائية والسلوكية والنفسية لطفل الروضة عند التصميم مثل‬
‫سهولة الحركة والتنقل واللعب‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مساحات كافية للفصول الدراسية بما يتناسب مع أعداد األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز الفصول باألثاث والتجهيزات المالئمة لنمو الطفل كالطاوالت والكراسي‬
‫متناهية الصغر‪.‬‬
‫‪ -‬توفير تهوية وإضاءة جيدة ومناسبة داخل الفصول والمرافق‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص مساحات للنشاطات الحركية والفنية والموسيقية والمسرح‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز ساحات ومالعب خارجية آمنة أللعاب وحركة األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة متطلبات السالمة واألمن كالدرج والشبابيك والمخارج‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مرافق صحية مالئمة لألطفال كالمراحيض وأماكن غسل األيدي‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األلوان والرسومات الجذابة المحفزة لخيال الطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص مساحة للمكتبة المزودة بالكتب والقصص المصورة المناسبة ألطفال‬
‫الروضة‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز غرفة مصادر التعلم بالوسائل التعليمية الحديثة من أجهزة عرض ووسائط‬
‫تفاعلية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير مقصف مدرسي يقدم وجبات غذائية صحية ومتوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء حديقة نباتية صغيرة لزراعة األطفال بعض النباتات واألزهار‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص غرفة للراحة واالسترخاء عند الضرورة‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز غرفة ألعاب داخلية لأليام الممطرة أو الباردة‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة احتياجات ذوي اإلعاقة من ممرات ومرافق‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام مواد البناء اآلمنة وسهلة التنظيف‪.‬‬
‫‪ -‬توفر شبكة إنترنت عالية السرعة في جميع أنحاء المبنى‪.‬‬
‫‪ -‬البنية التحتية والمرافق الالزم توافرها في أبنية رياض األطفال‬

‫‪-‬عناصر البنية التحتية والمرافق التي يجب توافرها في أبنية رياض األطفال‪:‬‬
‫‪ -‬الكهرباء‪ :‬إمدادات كهربائية كافية وآمنة لتشغيل األجهزة واإلنارة‪.‬‬
‫‪ -‬المياه‪ :‬شبكة إمداد مياه نظيفة وصالحة للشرب‪ ،‬وتصريف مياه الصرف الصحي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنارة والتهوية‪ :‬إضاءة طبيعية وصناعية جيدة‪ ،‬ونوافذ للتهوية‪.‬‬
‫‪ -‬المرافق الصحية‪ :‬دورات مياه نظيفة ومناسبة لألطفال‪ ،‬وأماكن لغسل األيدي‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل األمن والسالمة‪ :‬أنظمة إنذار وإطفاء حريق‪ ،‬ومخارج طوارئ‪.‬‬
‫‪ -‬وسائل االتصال‪ :‬شبكة انترنت عالية السرعة‪ ،‬وأجهزة حاسب وتلفزيون‪.‬‬
‫‪ -‬المواصالت‪ :‬مواقف للسيارات‪ ،‬ومداخل مناسبة للحافالت‪.‬‬
‫‪ -‬الصيانة والنظافة‪ :‬فريق للصيانة‪ ،‬ومستلزمات النظافة‪.‬‬

‫مشكالت األبنية المدرسية في رياض األطفال ‪:‬‬


‫تعرف مشكالت األبنية المدرسية في رياض األطفال هي مجموعة الصعوبات‬
‫والقصور والمخاطر التي تتعلق بالبيئة المادية والمعمارية داخل مباني ومرافق‬
‫رياض األطفال‪ ،‬والتي تهدد صحة األطفال وسالمتهم وراحتهم‪ ،‬وتعيق تحقيق‬
‫األهداف التربوية‪ .‬وعّر فت الشمري (‪ )2018‬مشكالت األبنية المدرسية في رياض‬
‫األطفال بأنها‪" :‬مجموعة القصور والنواقص ونقاط الضعف التي تعاني منها البنية‬
‫التحتية والمرافق الخاصة برياض األطفال‪ ،‬والتي تحد من قدرة هذه األبنية على‬
‫توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية وجاذبة لألطفال"‪( .‬الشمري‪.)45 :2018،‬‬
‫ويمكن تشخيص هذه المشكالت والوقوف عليها من خالل االخذ بآراء ووجهات‬
‫نظر القائمين على العملية التعليمية كمديرات ومشرفات ومعلمات رياض االطفال ‪.‬‬
‫وُت عد المشكالت المتعلقة بالبنية التحتية من أبرز المشكالت التي تواجه العملية‬
‫التعليمية في رياض األطفال وتحد من فاعليتها باإلضافة الى المشكالت االتية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر ساحات ومالعب خارجية آمنة وُمجّهزة ‪،‬او ضيق المساحات وعدم‬
‫كفايتها ألعداد األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬قلة اإلضاءة والتهوية داخل الفصول وغرف النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مخاطر السالمة كالحرائق أو الصدمات الكهربائية‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام مواد بناء ودهانات غير آمنة صحيًا‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الحشرات والرطوبة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مالءمة المرافق الصحية من دورات مياه ومغاسل‪.‬‬
‫‪ -‬غياب الديكورات الجذابة والمحفزة لألطفال كاأللوان والرسومات‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الصيانة وعدم مالءمة المرافق الصحية الطفال الروضة ‪ ،‬باإلضافة الى‬
‫قصور التصميم المعماري ومحدودية المساحات الداخلية والخارجية‪ ،‬مما ينعكس‬
‫سلبًا على تعلم األطفال ونموهم‪( .‬علي ‪)63 :2021،‬‬
‫وترى الباحثة ان المشكالت التي تعاني منها األبنية المدرسية في رياض األطفال‬
‫تشير الى مجموعة من النواقص ونقاط الضعف والقصور التي تعاني منها البنية‬
‫التحتية والمرافق المادية لرياض األطفال‪ ،‬بما في ذلك القاعات الدراسية والساحات‬
‫والمالعب والمرافق الصحية وغرف األنشطة ‪ ،‬والتي تحد من قدرة هذه األبنية‬
‫والمرافق على تهيئة بيئة تعليمية مالئمة وآمنة وجاذبة لطفل الروضة‪ ،‬وتحقيق‬
‫األهداف التربوية والتعليمية لهذه المرحلة العمرية المهمة‪.‬‬
‫وتنعكس مشكالت األبنية المدرسية سلًبا على العملية التعليمية والتربوية في رياض‬
‫األطفال‪ ،‬إذ تحد من قدرة المعلمات على ممارسة األنشطة التعليمية بفاعلية‪ ،‬وتقلل‬
‫من إمكانية تهيئة بيئة جاذبة تحفز األطفال على التعلم واالستكشاف‪ ،‬كما تشكل‬
‫خطورة على سالمتهم‪.‬‬

‫وترجع أسباب مشكالت أبنية رياض األطفال إلى عدة عوامل منها‪:‬‬
‫‪ -‬قدم أبنية رياض األطفال وعدم صيانتها بانتظام‪.‬‬
‫‪ -‬نقص المخصصات والميزانيات الالزمة للتطوير والصيانة‪.‬‬
‫‪ -‬التصاميم غير المناسبة لخصائص نمو واحتياجات األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬اإلهمال ونقص الميزانيات الكافية للصيانة والتطوير‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع أعداد األطفال بشكل كبير مع نقص التجهيزات التعليمية ووسائل النشاط‬
‫المناسبة لألطفال مع صغر حجم الفصول الدراسية مقارنة بأعداد األطفال‬
‫‪ -‬عدم وجود معايير وشروط بناء ملزمة ألبنية رياض األطفال‪.‬‬
‫لذا ينبغي إيالء مشكالت أبنية رياض األطفال اهتمامًا كبيرًا نظرًا لتأثيرها المباشر‬
‫على األطفال وتعلمهم وسلوكهم ونموهم‪.‬‬

‫‪ -‬أثر مشكالت األبنية المدرسية على العملية التعليمية في رياض األطفال‬

‫يمكن تلخيص أبرز آثار مشكالت األبنية المدرسية على العملية التعليمية في رياض‬
‫األطفال في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحد من قدرة المعلمات على ممارسة األنشطة التعليمية المختلفة بفاعلية واستخدام‬
‫طرق ووسائل متنوعة‪.‬‬
‫‪ -‬تقلل من فرص اللعب والحركة واستخدام الحواس المتاحة لألطفال داخل‬
‫الروضة‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي إلى عدم استغالل البيئة المدرسية كمصدر للتعلم واالكتشاف‪.‬‬
‫‪ -‬تقلل من تفاعل األطفال مع بعضهم البعض وتكوين عالقات اجتماعية إيجابية‪.‬‬
‫‪ -‬تؤثر سلبًا على دافعية التعلم لدى األطفال واتجاهاتهم نحو الروضة‪.‬‬
‫‪ -‬تشكل خطورة على سالمة األطفال ورفاهيتهم النفسية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحد من إمكانية دمج التقنيات الحديثة والوسائط المتعددة في التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدي إلى ظهور بعض المشكالت السلوكية لدى األطفال كالعنف والعدوانية‪.‬‬
‫‪ -‬تقلل من فرص إشراك أولياء األمور والمجتمع المحلي في أنشطة الروضة‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬
‫علي‪ ،‬فاطمة‪" :2021 ،‬تقييم البيئة المادية لرياض األطفال"‪ ،‬مجلة الطفولة‬
‫والمجتمع‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪2‬‬

You might also like