You are on page 1of 31

ISSN: 2170-1822, ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬

EISSN: 2600-6189
2022 ‫ عدد خاص سبتمبر‬13 :‫مجلد‬
.62 - 32 ‫ ص‬.‫ص‬ .‫ مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬:‫العنوان‬

‫مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬

‫ إميان شعبان‬.‫د‬

Chabane.imane@yahoo.com

2022/05 /25 :‫؛ تاريخ القبول‬2022 /03 /01 :‫تاريخ اإلرسال‬

Maduros School, scholar's attractor


Abstract: Madaure or Madauros (currently known as
Mdaourouch) is one of the historical cities that has attracted
many outstanding people, who in turn contributed to the
writing of history, such as Apuleius, the author of the first
novel in history “The Golden Ass”, became the first novelist,
Saint Augustine also also proposed the first biography in the
West, as well as Madour’s grammarist Maxime of Madure
and Archmartyr Nymphamun of Madaure, the first martyr in
Africa who were tortured and killed for Christianity. What
pulled in me most with regards to this city is the school from
which every one of these personalities and others was
graduated, which some accept is like the oldest university in
Africa and the second university after Rome. It filled in as a
focal point of civilizational radiation in North Africa, which
made individuals of the city and the encompassing regions to
send their children to study and get an undeniable degree of
instruction in writing, language, sentence structure, and so
forth. Thus, our review centers around concentrating on the

‫ د إميان شعبان‬:‫املؤلف املراسل‬ Al Naciriya


Chabane.imane@yahoo.fr Vol. 13 N° spéciale sept 2022
32
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪main characters who moved on from this historical school,‬‬


‫‪and clarifying the role and achievements of each one of them.‬‬
‫; ‪Keywords: Madauros ; Apuleius ; Saint Augustine‬‬
‫‪Maxime of Madure ; Namphamon of Madaure.‬‬

‫امللخص‪:‬‬

‫تعد مادور ‪ Madaure‬أو مادوروس ‪( Madauros‬حاليا يطلق‬


‫عليها مداوروش ‪ ،)Mdaourouch‬من املدن التارخيية اليت كان هلا الفضل‬
‫يف إجناب واستقطاب العديد من الشخصيات البارزة‪ ،‬الذين ساهموا‬
‫بدورهم يف كتابة التاريخ‪ ،‬مثل أبوليس مؤلف أول رواية يف التاريخ‬
‫"احلمار الذهيب" وبالتالي يكون أول روائي‪ ،‬والقديس أغسطني الذي‬
‫قدم أيضا أول سرية ذاتية يف الغرب‪ ،‬إىل جانب النحوي ماكسيم‬
‫املادوري واألرمشارتري نامفامون املادوي أول شهيد يف أفريقيا يُعذب‬
‫ويُقتل من أجل املسيحية‪ .‬أكثر ما شدني يف هذه املدينة هي تلك املدرسة‬
‫اليت خترج منها مجيع هؤالء وغريهم‪ ،‬واليت يعتقد البعض أنها أقدم‬
‫جامعة يف أفريقيا وثاني جامعة بعد روما‪ .‬كانت مبثابة مركز إشعاع‬
‫حضاري يف مشال أفريقيا‪ ،‬مما جعل سكان املدينة واملناطق احمليطة‬
‫إلرسال أطفاهلم للدراسة وتلقي تعليم عالي املستوى يف األدب واللغة‬
‫والقواعد وما إىل ذلك‪ .‬ومن هنا تأتي دراستنا بالرتكيز ودراسة أهم‬
‫الشخصيات اليت خترجت من هذه املدرسة التارخيية‪ ،‬وتوضيح دور‬
‫وإجنازات كل واحد منها‪.‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬مادوروس؛ أبوليوس؛ القديس أوغسطني؛‬


‫ماكسيم املادوري؛ نامفامون املادوري‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تقع مدينة مادوروس الرومانية يف اجلزائر على بعد ‪ 7‬كلم شرق‬


‫مدينة مداوورس‪ ،‬وبنحو ‪40‬كلم جنوب والية سوق أهراس حتدها من‬
‫الشمال مدينة الدريعة – أد موالس‪ -‬يف الفرتة الرومانية‪ ،‬اليت تبعد عنها‬
‫بنحو ‪ 4،5‬كلم‪ ،‬ومن الناحية الشرقية حتدها مدينة تاورة – تاقورة ‪ -‬يف‬
‫الفرتة الرومانية – واليت تبعد عنها بنحو ‪ 16‬كلم‪ ،‬وفيما حيدها من‬
‫اجلنوب سلسلة جبلية متتد من الشرق إىل الغرب (محاد‪،2015 ،‬‬
‫ص‪.)13.‬‬

‫ذكرت مادور ‪ Madaure‬أو مداوروس ‪ Madauros‬يف كتاب‬


‫أرسطو ‪ Peri Hermeneias‬واملعروف باسم ‪ ،De Interpretatione‬وقد‬
‫كتب عنها العديد من اجلغرافيني مثل بومبونيوس ميال ‪Pomponius‬‬
‫‪ ،Mela‬وجوليوس هونوريوس ‪ Julius Honorius‬الذي أطلق عليها‬
‫باسم "مادوريس" ‪ ،Madauris‬وكذلك جاءت على لسان اجلغرايف‬
‫‪Claudius‬‬ ‫ايثيكوس ايسرت ‪ Aethicus Ister‬وكلوديوس بطليموس‬
‫‪ Ptolemy‬يف كتابه "اجلغرافيا" حني ذكر العديد من املدن الداخلية‬
‫الواقعة بني نهر أمبساغاس ‪( Ampsagas‬نهر الرمال حاليا‪ ،‬يقع يف‬
‫مشال شرق اجلزائر) ومدينة تابراكام ‪( Thabracam‬مدينة طربقة يف‬
‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬
‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫مشال غرب تونس حاليا‪ ،‬وهي قريبة من اجلزائر) ‪ ،‬فأطلق عليها‬


‫مستعمرة مدوروس" ‪Madurus Clonia (Ptolemy,1991, pp.97-‬‬
‫)‪.89‬‬

‫مت انشاء مادوروس كمستعمرة رومانية يف فرتة فالفيان ‪،Flavian‬‬


‫وعندما استقرت القوات املخضرمة هناك اختلط الرومان والسكان‬
‫األصليون وارتبطوا ارتباطا وثيقا‪ ،‬وكان بعض املسؤولني األوائل يف‬
‫مداوروس أفارقة‪ )Lee, 2014, p.55( .‬وفقا لإلحصائيات جاء ما يقرب‬
‫من ثالث أرباع (‪ )% 70‬من القضاة املدنيني املعتمدين يف مداوروس من‬
‫عائالت من أصل افريقي‪ ،‬وكانت اللغة البونية لغة مسموعة يف‬
‫مداوروس بقدرها أو أكثر من اللغة الالتينية‪)Bradley, 2012, p.145( .‬‬

‫اهتم سكان مادور بزراعة أشجار الزيتون‪ ،‬ووجدت بها مطاحن‬


‫الزيوت‪ ،‬وميكننا بالطبع أن نفرتض أنها ترتأس أيضا يف جتارة الزيتون‪.‬‬
‫(‪ )Cadotte, 2007, p.129‬ان أزهى عهود مادور هي اليت عرب عنها ابنها‬
‫أبوليوس أثناء النصف من القرن الثاني وبداية القرن الثالث‪ ،‬حيث منت‬
‫ثروة أعيان املدينة وكثر عمرانها وتبارى أثرياؤها يف االنفاق على‬
‫املنشآت املعمارية وتزيني املدينة وإقامة املعامل التذكارية والفنية بها‪.‬‬
‫(الشنييت‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.)419.‬‬

‫أطلق على مادور يف فرتة فالفيان كمستعمرة رومانية كما هو‬


‫موضح يف النقش رقم ‪ ILAlg-01,02152‬الذي وجد يف مدينة‬
‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬
‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫مداوروش بسوق أهراس حاليا‪ .‬كتب على النقش ما يلي (بالطبع احلجر‬
‫مكسور جزئيا لكن بإمكاننا قراءة التسمية كاملة)‪:‬‬

‫"‪"Colonia Flavia Augusta Veteranorum Madaurensium‬‬

‫(‪)Fleury,2006‬‬

‫ظلت الثقافة واللغة البونيقية قوية يف منطقة مادوروس كما هو‬


‫احلال يف أجزاء أخرى من مناطق افريقيا الرومانية‪ .‬على الرغم من أن‬
‫اللغة البونية قد تكون اللغة العامية املعتادة يف مستعمرات مشال افريقيا‬
‫اال أن الالتينية كانت لغة اخلطاب األدبي والقانوني الرمسي‪.‬‬
‫(‪)Harrison, 2000, p.2‬‬

‫كشفت النقوش اإلهدائية يف مادوروس عن عدد كبري من اآلهلة‬


‫اليت يعبدها سكانها من آهلة اغريقية ورومانية‪ .‬من بني هذه األثار‬
‫واألحجار املتبقية نذكر على سبيل املثال‪:‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪ -‬كتب على نقش الذي يأخذ رقم ‪ILAlg, I, 4007: Mercurio et‬‬
‫‪ …Vestae Sacrum‬والنقش عبارة عن اهداء لآلهلة مارس وفستا‬
‫(واليت يطلق عليها أيضا باسم هستيا آهلة النار املقدسة)‪.‬‬

‫‪Dea‬‬ ‫‪ -‬نقش رقم ‪ ILAlg, I, 2032‬يشري فيه إىل اآلهلة األبدية‬


‫‪.Aeterna‬‬

‫‪ -‬نقش رقم ‪ ILAlg, I, 2053 - CIL,VII, 4673‬مقدم لإلله ليليوس‬


‫أغوست‪)Cadotte, 2007, pp.603-604( .‬‬

‫من أهم معامل مادور جند الفوروم (الساحة العامة)‪ ،‬املسرح‬


‫الروماني جبوار الساحة واحلمامات‪ ،‬واشتهرت هذه احلاضرة بكونها‬
‫منبتا خصبا لرجال العلم واملعرفة بفضل مدارسها اليت كان يقوم عليها‬
‫معلمون بارعون فاقوا غريهم حتصيال‪ .‬فكانت العائالت الثرية باملدن‬
‫اجملاورة ملادور حريصة على ارسال أطفاهلا إىل هذه احلاضرة ملزاولة‬
‫تعليمهم يف فنون تعليمية معينة كاللغة الالتينية‪ ،‬حيث برز أحد شيوخ‬
‫هذا التخصص اهلام مبادور‪ ،‬وهو ماكسيم امللقب بالنحوي ملا كان له من‬
‫اسهام يف تعليم اللغة الالتينية وقواعدها‪( .‬الشنييت‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ )436-423‬استقطبت هذه املدرسة العديد من العلماء والباحثني الذين‬
‫خلّد التاريخ أمساءهم‪ ،‬وكان أبرزهم‪:‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪ .1‬لوكيوس أبوليوس املادوري ‪Lucius Apuleius Madaurensis‬‬


‫(‪170-120‬م)‪:‬‬

‫يعد أبوليوس أحد أكثر الشخصيات فضوال يف األدب الروماني‪،‬‬


‫حنن نعرف القليل من حياته من خالل كتابه "‪ ،"Apologia‬ومن‬
‫احملتمل متاما أنه يف بداية ونهاية روايته "التحوالت" قد حتتوي على‬
‫وصف لوكيوس‪ ،‬بطل القصة على بعض تفاصيل السرية الذاتية‬
‫ألبوليوس نفسه (‪ )Apuleius,1915, p.3‬وكذلك من التعليقات‬
‫املوجودة يف كتابه "فلوريدا" ‪ Florida‬أو "يف السحر" ‪،De Magia‬‬
‫حيث يدافع عن نفسه ضد تهمة ممارسة السحر‪ .‬ولد أبوليوس يف مشال‬
‫إفريقيا يف مادوروس (مداوروش احلديثة بسوق أهراس‪ ،‬اجلزائر) يف‬
‫منتصف ‪120‬م‪)Gaisser, 2008, p.1( .‬‬

‫يف بداية أول كتاب من رواية "التحوالت" ‪Metamorphoses‬‬


‫الذي كتبه أبوليوس (واملعروف أيضا باسم احلمار الذهيب ‪Asinus‬‬
‫‪ )Aureus‬يدعي الراوي أنه من أتيكا ‪ Attica‬وثيساليا ‪ ،Thessalía‬ومن‬
‫ثم أصبح افريقي األصل من نادور ‪ ،Nadaure‬أظهر هذا التناقض بشكل‬
‫كاف أن أبوليوس خلط العديد من تفاصيل هذه الرواية من حقائق من‬
‫حياته اخلاصة‪ )Pétrone, 1851, p.420( .‬يف مكان آخر مل يشر أبوليوس‬
‫إىل اسم مسقط رأسه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك إشارة إىل مكان والدته سواء من‬
‫خالل شهادة أوغسطني البارزة بشكل خاص‪ ،‬منذ أن درس األدب‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫واخلطاب يف مادوروس‪ ،‬أو من خالل قاعدة متثال تالفة وجدت يف‬


‫مادوروس مكرسة للفيلسوف األفالطوني من قبل مواطنيها جاء فيها ما‬
‫يلي‪Philosopho Platonico Mdaurenses Cives / ornamento [ :‬‬
‫‪ ]suo decreto decurionum pecunia publica‬مبعنى [لالحتفال‬
‫بالفيلسوف األفالطوني من مواطين مادور‪ .]...‬والفيلسوف األفالطوني‬
‫هنا هو أبوليوس الذي كان دائما يستخدم التعبري التالي لتعريف نفسه‪:‬‬
‫أي أبوليوس‬ ‫‪Apulieus Madaurensis Philosophus Platonicus‬‬
‫مادور الفيلسوف األفالطوني (‪.)Lee, 2005, p.4‬‬

‫ميكن ختمني األصول السابقة لعائلة أبوليوس‪ ،‬فقد استمدت العديد‬


‫من العائالت يف مادوروس أمسائها من أمساء أعضاء جملس الشيوخ‬
‫الروماني‪ :‬ومن احملتمل أن عائلته كانت من السكان األصليني واكتسبت‬
‫امسها وجنسيتها من جني أبوليا ‪ Gens Appuleia‬الذي كان ملحوظا يف‬
‫أوائل العصر الروماني‪ ،‬ورمبا جاءت إىل مداوروس كمستوطنني من‬
‫روما أو من أي مكان آخر عندما مت انشاء مستعمرة فالفيان كجنود‬
‫سابقني يف محالت‪ )Harrison, 2000, p.4( .‬وكما ذكرنا سابقا فقد ورد‬
‫اسم أبوليوس يف أربعة نقوش منفصلة وجدت يف مداوروس؛ على‬
‫الرغم من أنه ال ميكن تأريخ أي من هذه العناصر بشكل قاطع باستثناء‬
‫الفرتة اإلمرباطورية الرومانية بشكل عام‪ ،‬إال أن هذا التوزيع يشري إىل أن‬
‫العائلة كانت راسخة هناك‪)Apuleius, 2001, p.02( .‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫يقول أبوليوس يف كتابه أنه يتمتع يف وطنه بقدر من الشرف‬


‫واالحرتام مثل والده‪ ،‬سافر إىل أثينا وبعد عودته يف اخلامسة والعشرين‬
‫من عمره‪ ،‬مكث أبوليوس يف مسقط رأسه ملدة أربع سنوات يف مادور‬
‫اليت كانت مستعمرة رومانية كما يذكر‪Apuleius Lucius, 1878, ( .‬‬
‫‪ )vol.2, p.93‬كان أبوليوس يتمتع بامتيازات كافية يف حياته املبكرة‬
‫للسفر إىل قرطاج وأثينا وروما من أجل احلصول على التعليم األدبي‬
‫والفلسفي الذي نفعه يف النهاية إىل التميز‪)Bradley, 2012, p.257( .‬‬
‫وكانت جماالت املعرفة اليت خاض فيها متنوعة‪ ،‬وإذا أغضضنا الطرف‬
‫عن جانب املبالغة الوارد يف احدى النقوش الالتينية املخصصة‬
‫ألبوليوس يف مادور‪ ،‬فإن الرجل كان ضليعا يف الطب والتاريخ والطبيعة‬
‫والفلك والرياضيات والزراعة واألدب‪ ،‬ونظم الشعر بأنواعه وامليادين‬
‫الفلسفية وكان خطيبا بارعا‪( .‬الشنييت‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪)435 .‬‬

‫كان أبوليوس جييد اللغة الالتينية وبال شك أن البونيقية كانت لغته‬


‫األم‪ ،‬يقول يف روايته الشهرية "احلمار الذهيب"‪:‬‬

‫‪ ...‬هناك عندما كنت صغريا ذهبت إىل املدرسة أوال وتعلمت اخلطاب‬
‫االغريقي‪ ،‬بعد فرتة وجيزة‪ ...‬وصلت اىل الكمال الكامل للغة‬
‫الالتينية‪ ...‬وبدون تعليمات من أي مدرس‪Apuleius Lucius, ( ."...‬‬
‫‪)1878, vol.2, p.49‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫كما درس فن اخلطابة يف قرطاج اليت كانت مسرحا من انتصارات‬


‫أبوليوس اخلطابية بني عامي ‪412‬م و‪415‬م‪ )Lee, 2014, p.58( .‬وبعد‬
‫تعليمه املبكر يف قرطاج‪ ،‬أمضى عدة سنوات يف الدراسة يف أثينا يشرب‬
‫بعمق كما يقول من فناجني اإلهلام‪:‬‬

‫"فنجان الشعر املصنوع من احلرفة‪ ،‬فنجان اهلندسة الصايف‪ ،‬فنجان‬


‫املوسيقى احللو‪ ...‬كأس الرحيق لكل الفلسفة" ثم عاد إىل روما ومن ثم‬
‫إىل مشال افريقيا‪ ،‬ووفقا لكتاب "‪ "Apology‬جاء حوالي ‪155‬م أو‬
‫‪156‬م إىل بلدة أويا ‪( Oea‬طرابلس) وتزوج من أرملة غنية تدعى امييليا‬
‫بودنتيال ‪ Aemilia Pudentilla‬والدة صديقه سيسينيوس بونتيانوس‬
‫‪ Sicinius Pontianus‬وهو صديق قديم من أيام دراسته يف أثينا‪.‬‬
‫(‪)Gaisser, 2008, pp.1-2‬‬

‫وفقا ألبوليوس‪ ،‬قد ورث ثروتها وأدى ذلك إىل رفع دعوى‬
‫قضائية ضده من قبل أهل زوجها الذين اتهموه بأنه كسب عواطفها عن‬
‫طريق السحر‪ )Finkelpearl, 2012, p. XII( .‬ويف أواخر ‪158‬م أو‬
‫أوائل ‪159‬م‪ ،‬مت تقدميه إىل احملكمة‪ ،‬كانت التهمة خطرية ألن الشعوذة‬
‫كانت جرمية يعاقب عليها باإلعدام‪ ،‬دافع أبوليوس عن نفسه وبنجاح‬
‫واضح‪ .)Gaisser, 2008, p.3( .‬كتب أبوليوس يف هذا الصدد يف كتابه‬
‫"‪ "Apology‬يتحدث عن املناقشة اليت دارت يف احملكمة‪ ،‬على سبيل‬
‫املثال يقول ‪:‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪ ...‬يف احلقيقة‪ ،‬كانت افرتاءات خصمي تبدو للوهلة األوىل مظهرا‬


‫للجاذبية‪ ...‬اتهموني بالتعاويذ السحرية‪ ...‬بعد أن أدركت أن هدفهم مل‬
‫يكن الذهاب إال للتسبب يف الفضيحة‪ ...‬أخذت زمام املبادرة وأخطرتهم‬
‫من خالل االستدعاءات املتكررة‪ ،‬لبدء اإلجراءات فجأة‪Apulée, ( ....‬‬
‫‪)1960, p.1‬‬

‫استقر بعد ذلك يف قرطاج‪ ،‬حيث سافر عرب مدن افريقية خمتلفة‬
‫إللقاء احملاضرات الفلسفية وباللغة الالتينية بدال من اليونانية‪ .‬كانت‬
‫اهتمامات أبوليوس قبل كل شيء تتمحور حول الدين والفلسفة‬
‫والسحر‪ .)Apuleius,1915, p.V( .‬وكان أبوليوس مهما بدرجة كافية‬
‫كفيلسوف لربح متثاال واحدا على األقل تكرميا له‪ ،‬حيث أعلن أنه‬
‫"فيلسوف أفالطوني" كان جزءا من احلركة الفلسفية املعروفة باسم‬
‫"األفالطونية الوسطى" واليت استمرت يف تطوير أفكار أفالطون من‬
‫القرن األول قبل امليالد إىل القرن الثالث امليالدي‪ ،‬واليت يشرحها‬
‫أبوليوس يف ‪ De Deo Socratis‬شرح فيه الكتابني‪ De Mundo :‬و ‪Pen‬‬
‫‪)Finkelpearl , loc.cit.( .Hermeneias‬‬

‫أبوليوس هو قبل كل شيء راوي قصص‪ ،‬يعرب عن نفسه يف‬


‫السرد والصور‪ ،‬من بني امللذات اليت يقدمها تعزيز القيم األخالقية‬
‫والفلسفية والدينية اليت يشرك فيها املؤلف ومجهوره‪ .‬يف بداي رواية‬
‫"التحوالت" خيرب الراوي لوسيوس القارئ أنه سيجمع قصصا خمتلفة‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫معا‪ ،‬وال يقدم أي اقرتاح مبخطط واحد أو شامل‪ ،‬يشرع يف سرد جتاربه‬
‫على مدار عامني وسعيه وراء السحر وحتوله إىل محار‪ ،‬فيضع سلسلة من‬
‫املغامرات واليت يف آخرها يستعيد حالته الطبيعية‪ .‬يوفر هذا السرد اطارا‬
‫يتم فيه وضع العديد من احلكايات التابعة واليت يتم سردها من قبل أو‬
‫عن أشخاص خمتلفني يواجههم بطل الرواية‪David A-Graff, ( .‬‬
‫‪)loc.cit‬‬

‫تعد قصة ‪ Cupid and Psyche‬من أشهر القصص اليت كتبها‬


‫أبوليوس يف رواية "التغريات"‪ ،‬واليت استوحيت منها العديد من‬
‫القصص احلديثة كاألمرية والوحش‪ ،‬سندريال‪ ،‬عروسة البحر والقصة‬
‫األملانية رامبيل ستيلتسكني ‪ ،Rumpelstiltskin‬وأرى أن بياض الثلج‬
‫أيضا أخذت جزءا من قصة أبوليوس‪.‬‬

‫من احملتمل أن هذه التشابهات ترجع إىل جامعي احلكايات الشعبية‬


‫‪Brothers‬‬ ‫مثل شارل برولت ‪ Charles Perrault‬واألخوين غريم‬
‫‪ Grimm‬الذين قرأوا قصة ‪ .Cupid and Psyche‬كان استقبال قصة‬
‫أبوليوس يف األدب واملوسيقى والفن واسع النطاق‪ ،‬واشتهرت كيوبيد‬
‫عند إعادة اكتشافها يف عصر النهضة اإليطالية‪Gagarin, 2010, ( .‬‬
‫‪ )p.339‬وروجت من قبل جان دو الفونتني ‪ Jean de La Fontaine‬يف‬
‫عام ‪1669‬م‪ ،‬وكان الدراميون الفرنسيون املعاصرون مثل موليري يف‬
‫‪1671‬م وكورنيل يف ‪1678‬م قد أقاموا بالفعل بتكييف أسطورة كوبيد‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫على املسرح‪ )Accardo, 2002, p.70( .‬ظهرت العديد من اإلصدارات‬


‫الشعرية‪ ،‬واألوبرا واللوحات اجلدارية اليت تروي القصة اليت أنتجتها‬
‫رفائيل لفيال فارنيسينا يف روما وجوليو رومانو من أجل قصر ‪Palazzo‬‬
‫‪ del Te‬يف مانتوا ‪ .Mantua‬كما استخدمت القصة قي أدب القرن ‪19‬‬
‫يف قصيدة جون كيتس ‪ ،John Keat’s‬ويف قصائد ويليام موريس‬
‫وروبرت بريدجز‪ ،‬ويف الفن بدءا من النحت الكالسيكي أنطونيو كانوفا‬
‫وبريتل توروالدسن‪ ،‬ويف الرسم السري ادوارد كولي برين جونز وجون‬
‫ويليام ووتر هاوس‪)Gagarin, loc.cit( .‬‬

‫فقدت العديد من أعمال أبوليوس مثل رواية "‪"Hermagoras‬‬


‫تعمل على األمثال‪ ،‬وخطاب كامل عن األمساك "‪،"De Piscibus‬‬
‫وأطروحات عن الزراعة‪ ،‬وعلم الفلك‪ ،‬واملوسيقى اليت تظهر بشكل‬
‫متكرر يف أعماله‪ ،‬وعلم النباتات‪ ،‬والشعر‪ ،‬واحلساب وعمل يسمى‬
‫"‪ ،"Eroticus‬بعبارة أخرى كان أبوليوس متعدد املواهب‪ ،‬ومفكرا ذا‬
‫تنوع كبري‪)Finkelpearl, loc.cit( .‬‬

‫‪ .2‬القديس أوغسطني ‪430-354( Saint Augustine‬م)‪:‬‬

‫ولد أوغسطني يف عام ‪345‬م مبدينة طاجاست ‪( Tagasta‬سوق‬


‫أهراس‪ ،‬اجلزائر) يف نوميديا‪ ،‬وتويف يف سنة ‪430‬م‪Burton, 1831, ( .‬‬
‫‪ )p.184‬دخل مدرسة مادوروس (مسقط رأس أبوليوس) يف ‪369‬م‪ ،‬ويف‬
‫‪373‬م درس يف طاغاست‪ ،‬وسافر أيضا للتعلم يف عام ‪376‬م بقرطاج‬
‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬
‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫زمن ثم سافر إىل روما وعني يف عام ‪348‬م مبيالنو أستاذا للبالغة‪.‬‬
‫(‪)Whitworth, 2017, p.384‬‬

‫وفقا ألوغسطني‪ ،‬كان والده وثنيا افريقيا‪ ،‬ولكن مت تعميده‬


‫على فراش املوت عندما كان أوغسطني يف السابعة عشر من عمره‪،‬‬
‫وكانت والدته مونيكا مسيحية متحمسة‪ .‬كان ألوغسطني أخ يدعى‬
‫نافيغيوس ‪ Navigius‬وأخت بربتوا ‪ Perpetua‬واليت أصبحت فيما بعد‬
‫رئيسة دير النساء يف هيبون‪ ،‬ورمبا امتلك أشقاء آخرين‪Green, 2010, ( .‬‬
‫‪)p.236‬‬

‫تعلم من والديه أصول الكالم والقواعد والقراءة والكتابة مت يف‬


‫مرحلة ما‪ ،‬رمبا يف سن السادسة أو السابعة تقريبا‪ ،‬بدأ يف االلتحاق‬
‫مبدرسة ابتدائية حملية يف طاغاست‪ ،‬حيث بدأ يف استيعاب املؤلفني‬
‫الكالسيكيني بشكل جدي‪ )Worth, 2013, p.89( .‬يقول أوغسطني أنه‬
‫تعلم التحدث بنفسه يف صغره وذلك من خالل السمع‪:‬‬

‫"أتذكر هذه احلالة‪ ...‬الحظت كيف تعلمت احلديث‪ ،‬وأنه مل يعلمين‬


‫كبار السن بأي طريقة أو بأي درس‪ ،‬كما فعلوا لي بعد فرتة وجيزة‬
‫ليعلموني القراءة‪ ،‬ولكن بقوة الذكاء الطبيعي الذي وضعته يف‪ ،‬يا‬
‫إهلي‪ ...‬بدأت أفهم وأالحظ أنه نظرا ألننا نتحرك حنو أشياء معينة عند‬
‫مساع صوت كلمات معينة‪ ،‬كان من الضروري أن هذه الكلمات هي‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫األمساء اليت مت التعبري بها عن هذه األشياء‪ ...‬فهمت ما تعنيه‬


‫كلماتهم‪)Saint Augustin, 1838, p.18( ."...‬‬

‫يف املدرسة‪ ،‬كان أوغسطني طالبا المعا تقدم بسرعة إىل أعلى‬
‫مستويات النجاح األكادميي‪ ،‬على الرغم من ذكرياته عن طفولته املبكرة‬
‫اليت كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالذاكرة املؤملة لتعليمه‪:‬‬

‫"لقد تعرضت للضرب‪[ ...‬و]اضطررت إىل اتباع الدورات‬


‫الشاقة بزيادة والكدح واحلزن"‪) Kim,2012 ,p.13( .‬‬

‫ويف عامه احلادي عشر استثمر والده باتريسيوس ‪ Patricius‬ووالدته‬


‫مونيكا يف تعليمه‪ ،‬وأرساله بعيدا إىل مدرسة مداوروس‪ ،‬ومجعوا له‬
‫األموال لتعليمه العالي‪ ،‬كانوا يأملون أن يؤدي هذا إىل مهنة يف اخلدمة‬
‫املدنية اإلمرباطورية‪ ،‬واليت ستستفيد منها األسرة بأكملها‪Clark, ( .‬‬
‫‪)2015, p.11‬‬

‫يف مادوروس‪ ،‬كان تركيز تعليم أوغسطني على قواعد اللغة‬


‫وبنية احلجة املقنعة‪ ،‬كانت الطريقة تهدف إىل تطوير فهم كامل ودقيق‬
‫ملعاني الكلمات واستخدامها من خالل دراسة أعمال الكتاب الالتينيني‬
‫الكالسيكيني‪ ،‬فتعلم على ظهر قلب مقتطفات من اخلطيب الروماني‬
‫شيشرون ‪ ،Cicero‬كما تعلم مبادئ اخلطابة واملناظرة‪ ،‬هنا مت وضع‬
‫األسس ألوغسطينوس يف التحدث والكتابة والوعظ‪Knowles, ( .‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪ )2004, pp.36-37‬يف صغره كان يكره تعلم اللغات األجنبية والتاريخ‬


‫اليوناني‪ ،‬فيقول يف ذلك‪:‬‬

‫" كما أرغمت على درس هومريوس‪ ،‬ان الصعوبة يف درس لغة‬
‫أجنبية والتعمق فيها يدسان مرارتهما يف ظرافة اخلرافات اليونانية‪ .‬مل أكن‬
‫أعرف كلمة يونانية واحدة لكنهم دفعوني قسرا إىل دراستها‪ ...‬لقد كنت‬
‫أجهل صغريا الكثري من األلفاظ الالتينية؛ لكنين تعلمتها‪ ...‬عن شفاه‬
‫املربيات ومن أحاديث الذين يداعبونين يف جو من املرح واللهو"‬
‫(أوغسطينوس‪1991،‬م‪ ،‬ص‪)22.‬‬

‫ملا بلغ عامه السادس عشر توقفت دراسته يف مداوروس ليتوجه‬


‫إىل قرطاج لتعلم األدب واخلطابة‪ ،‬أنفق والده أمواال تتجاوز موارد‬
‫تركته عندما كان ذلك ضروريا لتمويل تعليم يستلزم رحلة طويلة‪ ،‬كثريا‬
‫من املواطنني ذوي الثراء الفاحش مل يفعلوا شيئا من هذا القبيل ألطفاهلم‬
‫كما يذكر أوغسطني‪ )Whitworth, 2017, p.26( .‬تويف بعدها والد‬
‫أغسطينوس‪ ،‬ومت متويل دراسته يف قرطاج من قبل والدته مونيكا اليت‬
‫دفعت الرسوم‪ ،‬لكن مل تكن كل مملكات العائلة كافية للتمويل فدفعت‬
‫مونيكا من ممتلكاتها وساعده أيضا جاره رومانيوس ‪ ،Romanius‬الذي‬
‫كان أكثر شراء‪ ).Clark, 2015, p.36( .‬يقول عنه أغسطني يف كتابه‬
‫"االعرتافات"‪:‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫"‪ ...‬كان البعض بيننا من األثرياء للغاية‪ ،‬وخاصة رزمانيوس من‬


‫بلدتنا األصلية‪ ،‬والذي اضطر يف هذا الوقت للقدوم إىل احملكمة بسبب‬
‫مشاكل خطرية تتعلق مبمتلكاته‪ ،‬منذ سنواتي األوىل كان أكثر األصدقاء‬
‫محيمة‪ ،‬فقد قدم دعما مهما‪ ،‬وكان له تأثري كبري يف االقناع ألن موارده‬
‫املالية كانت أكرب بكثري من موارد أي شخص آخر" ( ‪Saint‬‬
‫‪)Augustine, p.108‬‬

‫كان أوغسطني متشبعا باألدب الالتيين‪ ،‬ومتعلقا بالدنيا ومتاعها‪،‬‬


‫دفعه طموحه صوب روما‪ ،‬فأنشأ فيها مدرسة للبيان‪ ،‬وفيما هو يف ذلك‬
‫غرض ملسابقة منصب أستاذ للبيان يف ميالنو‪ ،‬ففاز به وأخذ يذهب إىل‬
‫الكنيسة الكاثوليكية ويسمع إىل عظات أسقف املدينة والقديس أمربوز‪.‬‬
‫(عويضة‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪ )29.‬واليت كانت تدور على شرح الكتاب‬
‫املقدس والرد على املانويني‪ ،‬فوجد أوغسطني أن الكاثوليك أحسن‬
‫عرضا للكتاب ودفاعا عنه‪ ،‬فرتاخت عالقته باملانوية واستعان بالفلسفة‬
‫األفالطونية يف حل مشكالت عقلية كانت حتوم بينه وبني املسيحية (كرم‪،‬‬
‫‪2012‬م‪ ،‬ص‪.)24-23.‬‬

‫ملا بلغ أوغسطني من العمر ثالث وثالثون سنة‪ ،‬كرس نفسه يف‬
‫خدمة املسيح واملسيحية وشرع يف تفهم املسيحية على ضوء ما اهتدى‬
‫اليه من فلسفة‪ ،‬من مؤلفاته‪" :‬أخالق الكنيسة الكاثوليكية واخالق‬
‫املانويني"‪" ،‬سفر التكوين ردا على املانويني"‪ ،‬وكتاب يف احلرية‪،‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫"كتاب التثليث"‪" ،‬مدينة اهلل" للرد على الرومان الذين فقدوا الثقة يف‬
‫املسيحية‪ ،‬وكان أهم هذه الكتب كتاب "االعرتافات" لتكفري عن‬
‫ذنوبه‪( .‬عويضة‪1993 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،33.‬خفتاوي‪2018 ،‬م‪ ،‬ص‪)213.‬‬
‫يتكون هذا العمل من ثالثة عشر كتابا‪ ،‬كتبت بني عامي ‪397‬م و‪400‬م‪،‬‬
‫تلخص اعرتافات شباب أوغسطني اخلاطئ وحتوله إىل املسيحية‪ .‬ينظر‬
‫اليه على نطاق واسع على أنه أول سرية ذاتية غربية وكان منوذجا مؤشرا‬
‫للكتاب املسيحيني يف العصور الوسطى‪Augustine of Hippo, 2016, ( .‬‬
‫‪)p.216‬‬

‫عاد القديس أوغسطني إىل طاجاست مع بعض أصدقائه‪ ،‬وعاش‬


‫واياهم عيشة الرهبنة ثالث سنني‪ ،‬ثم طلب أهل ايبونا (من مناطق‬
‫نوميديا) سيامته كاهنا يرعاهم‪( .‬كرم‪2012 ،‬م‪ ،‬ص‪ .)25 .‬كان‬
‫أوغسطني من أعظم رجال الكنيسة‪ ،‬والذي استعان بالفلسفة األفالطونية‬
‫لفهم املسيحية وبالتالي طور الفكر الالهوتي الغربي‪.‬‬

‫شخصية أخرى ال تقل أهمية عن سابقاتها أال وهي مارتيانوس‬


‫كابيال ‪ ،Martianus Capella‬هذه الشخصية اليت بالكاد جند هلا ظهور يف‬
‫املؤلفات العربية عامة واجلزائرية خاصة‪ ،‬وإذا ظهرت جندها يف بعض‬
‫األحيان تنسب إىل قرطاج عوضا عن مادور (سوق أهراس‪ ،‬اجلزائر)‪،‬‬
‫وذلك لعدم اهتمام الباحثني اجلزائريني بها على وجه اخلصوص رغم‬
‫دورها الفعال يف العصور الوسطى‪.‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫‪ .3‬مارتيانوس كابيال ‪428-360( Martianus Capella‬م)‪:‬‬

‫امسه الكامل مارتيانوس مينوس فيليكس كابيال ‪Martianus‬‬


‫‪ Minneurus Flex Capella‬واملعروف باسم فيليكس كابيال يف حياته‪،‬‬
‫أما بعد وفاته فعرف مبارتيانوس كابيال‪)Zetzel, 2008, p.303( .‬‬
‫وفقا للمؤرخ كاسيودوروس ‪585-490( Cassidorus‬م) ولد كابيال يف‬
‫مادورا ‪ - Madaura‬اليت كانت املدينة األصلية ألبوليوس‪ -‬يف مقاطعة‬
‫افريقيا الرومانية (مدينة مادور‪ ،‬حاليا يطلق عليها مداورش بسوق‬
‫أهراس‪ ،‬اجلزائر)‪ ،‬مؤلف كتاب ‪De nuptiis Philologiae et Mercurii‬‬
‫وهي قصة‬ ‫(‪)Stahl, 1965, pp.102-115, Freund, 1874, p.159‬‬
‫مفصلة يف تسعة كتب‪ ،‬حيكم على أعماله أنها رفيعة املستوى‪ ،‬وأصبحت‬
‫واحدة من أكثر الكتب انتشارا يف العصور الوسطى‪Adkins, 2004, ( .‬‬
‫‪)p.248‬‬

‫تلقى مارتيانوس تعليمه يف مشال افريقيا‪ ،‬وكان مسؤوال يف‬


‫اإلدارة اإلقليمية الرومانية‪ ،‬ال شيء آخر معروف عن حياته‪ .‬ترتكز‬
‫مسعته عن "زواج فقه اللغة وعطارد" أحد أكثر األعمال التعليمية‬
‫تأثريا يف العصور الوسطى‪ ،‬كتب بأسلوب التيين صعب ومزهر‪ ،‬والعمل‬
‫ككل يرمز إىل احتاد البالغة والتعلم‪ )Traver, 2002, p.433( .‬يف هذه‬
‫القصة قدم كابيال قضية الفنون السبعة‪ :‬القواعد‪ ،‬البالغة‪ ،‬احلساب‪،‬‬
‫اهلندسة‪ ،‬علم الفلك‪ ،‬املوسيقى‪ ،‬اخلطابة‪)McCarthy, 1976, p.85( .‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫أصبحت هذه القصة اليت كتبها مارتيانوس البنه لتعريفه بالفنون‪ ،‬كتابا‬
‫مدرسيا يف العصور الوسطى‪ ،‬ومت شرحه جبدية من قبل علماء مثل جون‬
‫سكوت ‪ ،John the Scot‬دونشاد ‪ ،Dunchad‬ورمييجيوس من‬
‫أوكسري‪ ،Remigius of Auxerre‬وترمجها راهب يدعى نوتكر لبيو‬
‫‪1022-950(Notker Labeo‬م) إىل األملانية‪)Lindsay, 1960, p.26( .‬‬

‫كان هلذا العمل تأثري كبري على الفكر والفن يف العصور الوسطى‪.‬‬
‫هذه األطروحة االستعارية اليت مت نسخها بشكل متكرر والتعليق عليها‪،‬‬
‫خاصة يف القرنني التاسع والعاشر‪ ،‬تصف جماالت التعليم الكالسيكي‬
‫والفنون الليبريالية السبعة يف العصور الوسطى‪)Ross, 1996, p.43( .‬‬

‫يف الفصلني األولني‪ ،‬يروي كابيال قصة رواها رجل عجوز‬


‫البنه عن كيفية اختيار االله مريكوري ‪ Mercury‬فقه اللغة (أو احلكمة‬
‫‪ ،)Philogia‬وهي شابة مثقفة‪ ،‬لتكون عروسه‪ .‬يف مأدبة الزفاف يف‬
‫السماء يقدم مريكوري (عطارد) عروسه مع سبع خادمات متعلمات‬
‫جيسدن الفنون الليبريالية السبعة‪ ،‬يف كل فصل من الفصول السبعة‬
‫األخرية‪ ،‬يتم تقديم واحدة من النساء السبع املتعلمات ووصف فنها‪.‬‬
‫(‪)Kimball, 2010, p.55‬‬

‫يعود العمل إىل الرمزية والتجسيد‪ ،‬حتيا فيه الفنون الليبريالية‪ ،‬يف‬
‫كتابه الثالث يقدم القواعد نفسها‪ ،‬مت فحص حروف األجبدية واملقاطع‬
‫‪ ،De Syllabis‬وأجزاء الكالم ‪ ،De Partibus orationis‬كذلك تصريف‬
‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬
‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪51‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫األمساء واألفعال ‪ ،De Verborum Conivgatione‬وأخريا بعض‬


‫‪(Stammerjohann, 2009,‬‬ ‫األمثلة عن الشذوذ ‪.Da Anomalia‬‬
‫)‪p.970.‬‬

‫أشار جيفري شوسر ‪ ،Geoffrey Chaucer‬عاش يف القرن‬


‫‪( 14‬ما بني ‪1400-1343‬م) والذي يعد من أبرز شعراء االجنليز يف‬
‫العصور الوسطى‪ ،‬إىل كابيال وقصته يف قصيدته‪:‬‬

‫"همنيوس ‪ ،Hymeneus‬هو إله الزواج‬

‫مل يرى مثل هذا الرجل املتزوج السعيد يف حياته‬

‫أصمت لك يا شاعر ‪( Marcien‬يقصد هنا كابيال)‬

‫الذي يصف لنا الزواج السعيد بني فقه اللغة وعطارد واألغاني اليت‬
‫غنتها اآلهلة‬

‫إن قلمك ولسانك أصغر من أن يصف هذا الزواج‪Chaucer, ( "...‬‬


‫‪)1908, p.387‬‬

‫كذلك يشري املؤلف األملاني هاينريش كورنيليوس أجريبا‬


‫‪1535-1486( Heinrich Cornelius Agrippa‬م) يف كتابه إىل كابيال‪:‬‬

‫"قرأت كثريا يف كتب السحرة وأعماهلم وجتاربهم املعينة الرائعة‪...‬‬


‫الطقوس اليت يذكرها ماتريانوس أيضا يف حسابه‪ ،3‬بقوله لقد حتركت‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫أصابع العذراء بكل الطرق واليت بعد أن دخلت قامت بالتعبري عن‬
‫سبعمائة عشر رقما بأصبعها املنحنية على كوكب املشرتي‪"...‬‬
‫(‪)Nettesheim, 2004, p.816‬‬

‫أقام مارتيانوس كابيال بروما وصنف بها حوالي ‪ 430‬موسوعة‬


‫يف تسع مقاالت‪ ،‬هي أول كتاب أحصى "الفنون احلرة السبعة" وعاجل‬
‫كل منها يف مقالة‪ ،‬واملراد بالفنون احلرة تلك اليت تنشأ من تنظيم أفعال‬
‫العقل‪ ،‬تقابلها الفنون العملية‪( .‬كرم‪2020 ،‬م‪ ،‬ص‪ )79.‬كما كانت‬
‫أطروحته "‪ "Styrricon‬موسوعة كاملة للثقافة الليبريالية يف ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬وكانت ذائعة الصيت خالل العصور الوسطى‪ .‬حيتوي الكتاب‬
‫على بيان واضح جدا لنظام مركزية الشمس يف علم الفلك‪ ،‬ومن‬
‫املفرتض أن العامل الرياضي والفلكي نيكوالس كوبرنيكوس ‪Nicolous‬‬
‫‪ Copernicus‬قد اقتبس من كابيال‪Ben-Menahem, 2009, vol.1, ( .‬‬
‫‪)p.441‬‬

‫‪Trivium‬‬ ‫ترفيوم‬ ‫لنظام‬ ‫كمؤسس‬ ‫مارتيانوس‬ ‫يعرف‬


‫وكوادريفيوم‪ Quadrivium 1‬يف تعليم العصور الوسطى‪ ،‬يعترب شخصية‬
‫رئيسية يف تاريخ التعليم والبالغة والعلوم‪ ،‬وأهميته يف احلفاظ على‬
‫عقيدة حركات مركزية الشمس لعطارد والزهرة‪ ،‬مل يرتجم الكتاب حبد‬
‫ذاته مطلقا ومل تتم قراءته بالكامل تقريبا يف العصر احلديث اال من قبل‬
‫احملررين‪)Stahl,1965, p.102( .2‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪53‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫كان لدى كابيال جاذبية ثابتة إىل حد ما ملعلمي املدارس الالتينية‬


‫خالل العصور الوسطى‪ ،‬لكون كتابه "زواج فقه اللغة وعطارد" كان‬
‫من أكثر الكتيبات إرضاء الحتضان مجيع الفنون احلرة يف شكل موجز يف‬
‫فرتات معينة‪ ،‬كان ينظر اليه باعتباره مرجعا رائدا يف علم الكونيات وبلغ‬
‫ذروة متيزه يف هذا اجملال بني العلماء يف القرن الثاني عشر‪Stahl, ( .‬‬
‫‪).loc.cit‬‬

‫‪ .4‬ماكسيم املادوري ومنفامون املادوري‪:‬‬

‫ولد ماكسيم املادوري ‪ Maxile of Madaure‬افريقي ولد يف‬


‫مدينة مادور‪ ،‬وهي بلدة ذات شهرة كبرية يف التجارة‪ ،‬أكثر أهمية من‬
‫حيث أدبائها فلقد شهدت والدة أبوليوس وماكسيموس وأغسطني‬
‫املعاصر ملكسيم‪ )Voltaire, 1829, p.171( .‬كان ماكسيم معلم الشاب‬
‫أوغسطني يف مدارس تاغاست‪ ،‬سوق أهراس احلالية يف اجلزائر‪ ،‬وقام‬
‫بالتدريس يف وقت الحق يف مسقط رأسه مبادور‪Lancel, 2019, ( .‬‬
‫‪)p.198‬‬

‫ليس لدينا معلومات حول املعلم ماكسيم املادوري‪ ،‬إذ ال نعرف‬


‫متى ولد وال كيف عاش كما جنهل تاريخ وفاته‪ ،‬وال نعرف عنه سوى‬
‫تبادله الرسائل األدبية مع أسقف هيبون أوغسطني‪ ،‬وكان أحد أبرز‬
‫شيوخ تعليم اللغة الالتينية وقواعدها مبادور‪ ،‬لقب بالنحوي ملا كان له‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫من اسهام يف التفقه يف اللغة الالتينية وقواعدها‪( .‬الشنييت‪2008 ،‬م‪،‬‬


‫ص‪)436.‬‬

‫مل يكن ماكسيم مسيحي‪ ،‬لكنه وثين‪ ،‬وذلك يفسر سبب توبيخه‬
‫للقديس أوغسطني لتحوله إىل املسيحي يف عام ‪390‬م‪ ،‬فسمح لنفسه‬
‫بكتابة خطابا يهامجه فيه‪ .‬وحنن مدينون له حبفظه لنا أمساء رفقاء القديس‬
‫نامفامون املادوري‪ :‬ميجني وسانا ولوتياس‪ ،‬الذين ماتوا من أجل اميانهم‬
‫باملسيحية رمبا حوالي ‪180‬م‪)Huard, 1984, p.89( .‬‬

‫برزت كذلك شخصية أخرى يف مدينة مادور "نامفامون‬


‫املدوري" ‪ Namphamon of Madaure‬امللقب باألرشيمارتري‬
‫‪ Archimartyr‬مبعنى "الشهيد املهم" (وهو االسم األبرز أو القائد بني‬
‫اجملموعة من الشهداء يف فرتة أو دولة معينة)‪ .‬قدم هذا اللقب لنامفاكون‬
‫املادوري وسيلة لتمييزه عن الشهداء األفارقة اآلخرين الذين حيملون‬
‫نفس االسم‪ .‬ميكن أن يكون هذا أيضا مؤشرا عن االحرتام الكبري الذي‬
‫مت االعرتاف به له‪)Cavedoni, 1862, p.256( .‬‬

‫جاء على لسان ماكسيم املادوري يف رسالته إىل أوغسطني ذكر‬


‫لنامفامون بقوله‪ ..." :‬واألرشيمارتري نامفامون جلميع اآلهلة اخلالدة‪ :‬من‬
‫بني هذه الشخصيات اجلديدة والغريبة‪Augustinus, 1864, ( ."...‬‬
‫‪)vol.1, p.534‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫بناء على الشهادة الوحيدة ملاكسيم (ألنه ال يوجد آخرون يف هذه‬


‫النقطة)‪ ،‬كان يعتقد لقرون أن الشهداء قتلوا يف مادور‪ ،‬مت تسجيل‬
‫أمساءهم أيضا من قبل بارونيس ‪1607-1538( Baronius‬م) يف كتابه‬
‫‪ Martyrologium‬عام ‪1586‬م‪ ،‬وبني املؤرخني مت التوصل إىل اإلمجاع‬
‫حول تاريخ احلدث حوالي عام ‪180‬م‪ ،‬ويشري إىل نامفامون كأول‬
‫مسيحي يف افريقيا يتعرض للتعذيب وميوت من أجلها‪Goulet, 1989, ( .‬‬
‫‪)p.597‬‬

‫نستخلص من هذه الدراسة‪ ،‬أن مدينة مادور واليت يطلق عليها‬


‫حاليا "مداوروش" بوالية سوق أهراس باجلزائر‪ ،‬مدينة ذات طابع‬
‫تارخيي ساهمت يف كتابة صفحات تارخيية بفضل مدرستها اليت خترج‬
‫منها العديد من العلماء واألدباء كما رأينا سابقا‪ ،‬والذين بدورهم أثروا‬
‫بأعماهلم وأفعاهلم خاصة يف فرتة العصور الوسطى‪ ،‬ومتكنوا من تسجيل‬
‫أمساءهم كشخصيات تارخيية مهيمنة يف ذلك الوقت‪ ،‬لألسف الشديد‬
‫القلة من الباحثني العرب من يهتمون بهذه الشخصيات كالقديس‬
‫أغسطني وأبوليوس وغريهما رغم أهميتها التارخيية‪ ،‬فحاولت جاهدة يف‬
‫هذه الدراسة إعادة احياء ذكرى هؤالء مع هذه املدينة الرائعة واليت ال‬
‫تزال حلد اآلن مل تكتشف بأكملها‪ ،‬وأمتنى مستقبال أن تدرس كل‬
‫ح َدةٍ دراسة معمقة وينفض عليها الغبار الذي طال عليها‪.‬‬
‫شخصية على ِ‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪56‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫خنتم دراستنا مبقولة الكاتب والفيلسوف فولتري (‪1778-1649‬م)‬


‫متحسرا على عدم شهرة مدينة ومدرسة مادور يف كتابه ‪Dialogues et‬‬
‫‪:entretiens philosophiques‬‬

‫"إنها مالحظة حمزنة للغاية‪ ،‬واليت ال شك فيها يف كثري من األحيان‪،‬‬


‫أن هذا اجلزء من إفريقيا الذي أنتج يف يوم من األيام الكثري من الرجال‬
‫العظماء‪ ،‬والذي رمبا كان منذ أطلس أول مدرسة للفلسفة‪ ،‬ليس معروفا‬
‫اليوم فقط من قبل قرصانها‪).Voltaire,1829, p.172( ."...‬‬
‫‪1‬‬
‫تريفيا‪( :‬مجع تريفيوم) معناها "ثالثة طرق" وهي النحو‪ ،‬البالغة‪،‬‬
‫املنطق‪ .‬أما كودريقيا‪ :‬مبعنى "التعاليم األربعة" وهي احلساب‪ ،‬اهلندسة‬
‫الرياضية‪ ،‬املوسيقى‪ ،‬علم الفلك‪ .‬كلها جممعة "ثالثة طرق" مع‬
‫"التعاليم األربعة" يطلق عليها الفنون املتحررة أو احلرة‪ ،‬وهي بذلك‬
‫تكون الفنون السبعة واليت عرفها مارتيانوس انها تشمل‪ :‬النحو‪ ،‬اخلطابة‪،‬‬
‫اهلندسة‪ ،‬احلساب‪ ،‬الفلك واملوسيقى‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أعد ‪( Notker Labeo‬ت‪1022.‬م) ترمجة جمانية وشرحا للكتابني‬
‫األول والثاني باللغة األملانية القدمية‪ ،‬وترمجة أجزاء االنضباط من‬
‫الكتابني اخلامس والتاسع كأطروحات ماجستري يف جامعة كورنيل من‬
‫(‪1937‬م)‪.‬‬ ‫قبل ‪1928( L. W. Canlmin‬م) و ‪P.H. Copp‬‬
‫(‪)William, op.cit, p.102‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪57‬‬
‫‪ISSN: 2170-1822,‬‬ ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
‫‪EISSN: 2600-6189‬‬
‫مجلد‪ 13 :‬عدد خاص سبتمبر ‪2022‬‬
‫ص‪ .‬ص ‪.62 - 32‬‬ ‫العنوان‪ :‬مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‪.‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‪:‬‬

‫أوغسطينوس‪1991( .‬م)‪ .‬اعرتافات القديس أوغسطينوس‪( .‬ترمجة‬


‫اخلوري يوحنا اجللو) ط‪ ،4.‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار املشرق‪.‬‬

‫محاد‪2015-2014( .‬م)‪ .‬حماولة إعادة تشكيل مسرح مادوروس (سوق‬


‫اهراس‪ -‬الشرق اجلزائري)‪ .‬مذكرة خترج لتيل شهادة املاجيستري يف علم‬
‫األثار ختصص صيانة وترميم‪ .‬جامعة اجلزائر ‪ - 2‬معهد األثار‪.-‬‬

‫علي خفتاوي‪2018( .‬م)‪ .‬الرتمجة النقدية التأويلية ترمجة الكتب‬


‫املقدسة‪ .‬دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫كامل حممد عويضة‪1993( .‬م)‪ .‬أوغسطني فيلسوف العصور الوسطى‪.‬‬


‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الكتب العلمية‬

‫حممد بشري الشنييت‪2002( .‬م)‪ .‬حتريات أثارية يف مشال نوميديا‪ -‬شبكة‬


‫العمران مادور منوذجا‪ .-‬الندوة العلمية اخلامسة الحتاد اآلثاريني العرب‪.‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬اجمللس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي‪.‬‬

‫يوسف كرم‪2016( .‬م)‪ .‬تاريخ الفلسفة األوروبية‪ .‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار‬


‫القلم للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪Accardo, P. J. (2002). The Metamorphosis of Apuleius: Cupid and‬‬
‫‪Psyche, Beauty and the Beast, King Kong. USA.: Fairleigh Dickinson‬‬
‫‪Univ. Press.‬‬

‫املؤلف املراسل‪ :‬د إميان شعبان‬ ‫‪Al Naciriya‬‬


‫‪Chabane.imane@yahoo.fr‬‬ ‫‪Vol. 13 N° spéciale sept 2022‬‬
‫‪58‬‬
ISSN: 2170-1822, ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
EISSN: 2600-6189
2022 ‫ عدد خاص سبتمبر‬13 :‫مجلد‬
.62 - 32 ‫ ص‬.‫ص‬ .‫ مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬:‫العنوان‬

Adkins, L. (2004). Adkins, Handbook to life in Ancient Rome. New


York, USA.: Factson File.

Augustinus, A. (1864). Œuvres Complètes de Saint Augustin (Vol. 1).


France: BAR-Le- Duc.

Apulée, Apologie- Florides (éd. 2nd). (1960). (P. Vallette, Trad.) Paris,
France : Les Belle Letters.

Apuleius. (1915). The Golden Ass: Being the Metamorphoses of


Lucieus Apuleius. (W. Adlington, Trad.) London, UK.: Heinemann.

Apuleius. (2001). Apuleius Rhetorical Works. (S. Harrison, Trad.) New


York, USA.: Oxford Univ. Press.

Augustin, S. (1838). Les confessions de Saint Augustin (Vol. 1). Bailly


Fils Ainé.

Augustine, S. (2009). The Confession. (H. Chadwick, Trad.) USA.:


Oxford Univ. Press.

Ben-Menahem, A. (2009). Historical Encyclopedia of National and


Mathematical Science (Vol. 1). Springer.

Burton, E. (1831). A Description of the Antiquities and Other


Curiosities of Rome. L. Molimi.

Cadotte, A. (2007). La Romanisation des dieux. Leyde, Pays-Bas: Brill.

Cavedoni, C. (1862). Souvenirs de l'ancienne Eglise d'Afrique. Ruffet,


France: Libraire Catholique de perisse-freres.

Chaucer, G. (1908). Les Contes de Canterbury. (T. Bahans, Trad.) Paris,


France : Félix Alcan.

Clark, G. (2015). Monica, An ordinary Saint. USA.: Oxford Univ.


Press.

‫ د إميان شعبان‬:‫املؤلف املراسل‬ Al Naciriya


Chabane.imane@yahoo.fr Vol. 13 N° spéciale sept 2022
59
ISSN: 2170-1822, ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
EISSN: 2600-6189
2022 ‫ عدد خاص سبتمبر‬13 :‫مجلد‬
.62 - 32 ‫ ص‬.‫ص‬ .‫ مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬:‫العنوان‬

Finkelpearl, E. D. (2012). An Apuleius Reader: Selections from the


Metamorphoses. USA: Bolchazy- Carducci.

Fleury, P. (24-25-26 mars 2016). Madaure : sur les traces d’Apulée et


de Saint-Augustin. Festival Européen Latin Grec. 10ème édition. Lyon,:
France conférence.

Freund, W. (1874). Triennium Philologicum. Germany: Verlag Von


Wilhlem Violet.

Gagarin, M. (2010). The Oxford Encyclopedia of Ancient Greece and


Rome (Vol. 1). USA.: Oxford Univ. Press.

Gaisser, J. H. (2008). The Fortunes of Apuleius and The Golden Ass.


UK.: Princeton Univ. Press.

Goulet, R. (1989). Dictionnaire des philosophes antiques. CNRS.

Green, B. G. (2010). Shapers of Christian orthodoxy. USA.:


InterVarsity Press.

Harrison, S. (2000). Apuleius: A Latin sophist. USA.: Oxford


University Press.

Huard, A. V. (1984). Le Berbère lumière de l'occident. Paris, France:


Nouvelle Editions Latines.

Kim, D. Y. (2012). Understanding Religious Conversion : The Case of


St. Augustine. USA.: Wipf and Stock.

Kimball, B. A. (2010). The Liberal Art Tradition. USA.: niversity Press


of America.

Knowles, A. (2004). Augustine and his world. London, UK.: A Lion


Book.

‫ د إميان شعبان‬:‫املؤلف املراسل‬ Al Naciriya


Chabane.imane@yahoo.fr Vol. 13 N° spéciale sept 2022
60
ISSN: 2170-1822, ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
EISSN: 2600-6189
2022 ‫ عدد خاص سبتمبر‬13 :‫مجلد‬
.62 - 32 ‫ ص‬.‫ص‬ .‫ مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬:‫العنوان‬

Lancel, S. (2009). Saint Augustin, la Numidie et la société de son


temps. Ausonius.

Lee, B. T. (2005). Apuleius Florida. Berlin, Germany: Walter de


Gruyter.

Lindsay, J. (1960). The Golden Ass. USA.: Indiana Univ. Press.

Madaurensis, L. A. (1878). Œuvre Complètes d’Apulée (Vol. 2). (V.


Bétolourd, Trad.) Paris, France: Garnier Frères.

McCarthy, o. (1976). Humanistic Emphasis in the Educational Thought


of Vincent of Beauvais. Leiden, Holland: Brill.

Nettesheim, H. C. (2004). Three Books of Occult Philosophy. (J.


Freake, Trad.) USA.: Liewellyn.

Pétrone, A. A.-G. (1851). Oeuvres Completes, de Titus Petronius


Arbiter, Apuleius, Aulus Gellius. Paris, France: Doubochet.

Ptolemy, C. (1991). The Geography. (E. L. Stevenson, Trad.) New


York, USA.: Dover Publication, INC.

Ross, L. (1996). Medieval Art. London, UK.: Greenwood Press.

Stahl, W. H. (1965). To a Better Understanding of Martianus Capella.


USA.: University of Chicago Press.

Stammerjohann, H. (2009). Lexicon Grammaticorum. Tubingen: Max


Niemeyer Verlag.

Traver, A. G. (2002). From Polis to Empire, the Ancient World.


London, UK.: Greenwood Press.

Voltaire. (1829). Dialogues et entretiens philosophiques. Paris, France :


Armand-Aubree.

‫ د إميان شعبان‬:‫املؤلف املراسل‬ Al Naciriya


Chabane.imane@yahoo.fr Vol. 13 N° spéciale sept 2022
61
ISSN: 2170-1822, ‫مجلة الناصرية للدراسات االجتماعية والتاريخية‬
EISSN: 2600-6189
2022 ‫ عدد خاص سبتمبر‬13 :‫مجلد‬
.62 - 32 ‫ ص‬.‫ص‬ .‫ مدرسة مادوروس قاطبة العلماء‬:‫العنوان‬

Whitworth, P. (2017). Constantinople to Chalcedon. Durham, UK. :


Sacristy Press.

Worth, M. H. (2013). Saint Augustine of Hippo. USA.: Oxford Univ.


Press.

Zetzel, J. E. (2018). Compilers, and Commentators. USA.: Oxford Univ.


Press.

‫ د إميان شعبان‬:‫املؤلف املراسل‬ Al Naciriya


Chabane.imane@yahoo.fr Vol. 13 N° spéciale sept 2022
62

You might also like