‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................

‬‬

‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة‬

‫(قانون حمورابي) أنموذجًا‬

‫م ‪ .‬مساعد ‪ .‬مصطفى فاضل كريم الخفاجي‬

‫جامعة بابل ‪ /‬مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية‬
‫أهمية البحث ‪-:‬‬
‫يش كل الموض وع من الناحي ة األولى ه اجس ل دى الب احثين في ش ؤون الحض ارة القديم ة‬
‫ومرد هذا إلى أهمية هذا الموضوع التي تنبع من س بقه الغيرة من الحض ارات مما يعكس ريادي ة‬
‫الحضارة العراقية القديمة فتغدو دراستها دراسة لتطور الفكر البشري ‪.‬‬
‫ومن الناحية الثانية التي أوالها كثير من الباحثين أهمية كبيرة فهي تشابه والتداخل النصي‬
‫بين شريعة حمورابي وشريعة التوراة مما يجعل دراسة الشريعة ضرورة من اجل دراسة الفكر‬
‫التوحيدي وتبيان تطوره ‪.‬‬
‫إم ا من الناحي ة الثالث ة فهي متأتي ة من األث ر الكب ير ال ذي تركت ه ه ذه الش ريعة في الفك ر‬
‫الت أملي اليون اني كم ا ظه ر في ش رائع حكم اء اليون ان مث ل (ص ولون) وغ يره من هن ا نس تطيع إن‬
‫نحدد أهمية هذا الموضوع في بحثنا هذا انه يعبر عن تطور الحضارة العراقية ورياديتها وأثرها‬
‫اللذان يلزماننا بإعادة القراءة دائمًا من اجل التنقيب عن هذا الفكر وأثره ‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪-:‬‬
‫إننا حاولنا هنا التركيز على تطور الفكر التشريعي في العراق مبينين خواص هذا الفكر‬
‫وطبيع ة الظ رف ال ذي اث ر على الفك ر الع راقي عموم ًا فدراس تنا تق وم على دراس ة البيئ ة القانوني ة‬
‫العراقي ة ونموه ا بش كل بعي د عن الت أثيرات الخارجي ة إلى إنن ا نري د إن نؤك د على خصوص ية ه ذه‬
‫الشريعة وأصالتها ‪.‬‬
‫حدود البحث ‪-:‬‬
‫البحث ه و محاول ة أولي ة في إع ادة النظ ر كم ا قلن ا في خصوص ية الحض ارة العراقي ة‬
‫واستقاللها عن غيرها لهذا أردنا إن نقوم بدراسة ‪.‬‬
‫‪ .1‬البيئة الطبيعية في العراق القديم وما إثارته من تحديات لدى اإلنسان العراقي ‪.‬‬
‫‪ .2‬النم و ال ذاتي ال ذي س بق غ يره واس تقل عن ه في خصوص ية الحض ارة العراقي ة وال ذي‬
‫يظه ر ان ه في حال ة من النم و والت درج ال ذي طب ع بطبيع ة الحض ارة العراقي ة على ه ذا‬
‫األساس حاولنا إن نقسم هذا البحث على ثالث مباحث ‪.‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪281‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫أوًال ‪ -:‬مبحث عن طبيع ة البيئ ة في الع راق الق ديم وم ا فيه ا من تغ يرات وص راعات س واء ك انت‬
‫اجتماعية من خالل التهديد الذي كان يتعرض له العراق القديم من الغزوات الخارجية أو التهديد‬
‫الطبيعي الذي كان بفيضان دجلة والفرات ويلحقها طبيعة المناخ العراقي ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ -:‬وجاء المبحث الثاني تطور الفكر التشريعي في العراق القديم مبين ًا فيه النمو الطبيعي لهذه‬
‫الشرائع التي اتسمت أنها وليدة البيئة العراقية وليست مكتسبة من الخارج كما هو مبين في قانون‬
‫أور نمو ‪ ،‬ولبت عشتار ‪ ،‬واشنونا ‪.‬‬
‫ثالث ًا ‪ -:‬ثم جاء مبحثنا الثالث هو باكورة لهذا الفكر التشريعي العراقي األصيل جامع ًا بين جدلية‬
‫الطبيعة والحضارة في تشريع حمورابي ‪.‬‬
‫أهداف البحث ‪-:‬‬
‫‪ .1‬تبيان أصالة الحضارة العراقية التي تظهر أنها مطبوعة بطبيعة البيئة العراقية ‪.‬‬
‫‪ .2‬تبي ان طبيع ة الذهني ة العراقي ة القديم ة مشخص ة من خالل دراس ة نم و ه ذه الحض ارة‬
‫وترابطها ‪.‬‬
‫نم و‬ ‫‪ .3‬تبي ان النم و ال ذاتي داخ ل الش رائع ك ل منه ا يكم ل بعض ها البعض األخ ر وهن اك‬
‫ذاتي داخل هذه الشرائع ‪.‬‬
‫‪ .4‬تبي ان م ا وص لت ل ه ه ذه الش رائع من انج از حض اري بش كل س بق غ يره من الحض ارات‬
‫القديمة من خالل ما أنتجته من شريعة‪.‬‬
‫منهج البحث ‪-:‬‬
‫منهج البحث هو منهج تحليلي ومنهج تاريخي ‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫الق انون ظ اهرة اجتماعي ة ‪ ،‬متص لة الحلق ات بالماض ي ‪ ،‬وه و في حاض ره اليمكن أن يفهم‬
‫فهم ًا ص حيحًا ‪ ،‬إال بالكش ف عن الماض ي ‪ ،‬ألن ه امت داد ل ه ‪ ،‬وق د أثبتت البح وث التاريخي ة ‪ ،‬إن‬
‫الشرائع والنظم القانونية وحتى تلك التي لها صفة الثورية ‪ ،‬ما هي إال مرحلة من مراحل التطور‬
‫القانوني ‪ ،‬بنيت على ماسبقها وتكون أساس ًا لما سيعقبها من مراحل ‪ ،‬فالقوانين الوضعية ستصبح‬
‫بدورها قوانين تاريخية النسبة لقوانين المستقبل ‪.‬‬
‫ونظرًا لهذه األهمية التي تحتلها دراسة تاريخ القانون فقد دأب الباحثون على دراسة النظم‬
‫القانونية ‪ ،‬وقد تركزت دراسة الباحثين حتى عهد قريب على دراسة القانون الروماني ‪ ،‬واستحوذ‬
‫على اهتمام األوربيين ‪ ،‬فألفت فيه بحوث عديدة ‪ ،‬وساد االعتقاد خطأ لدى الكثير من الفقهاء ‪ ،‬بان‬
‫الق انون الروم اني ه و الحلق ة األولى ال تي عرفت ه البش رية وال تي تمث ل قم ة م ا وص لت إلي ه الذهني ة‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪282‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫البش رية في ت اريخ نش أة التنظيم الق انوني ‪ ،‬وان األص ل ال ذي ترج ع إلي ه معظم القواع د القانوني ة‬
‫المعاصرة ‪.‬‬
‫غ ير إن المكتش فات األثري ة الحديث ة في الع راق ق د أزاحت الس تار عن معين الينض ب من‬
‫القوانين والوثائق التي تنطوي على تصرفات قانونية ‪ ،‬وألقت الضوء على التنظيم القانوني الذي‬
‫ساد العراق في عصور سبقت القانون الروماني بأكثر من إلفي سنة‬
‫وك ان طبيعي ًا إن تلفت ه ذه المفاج آت التاريخي ة أنظ ار الب احثين في ت اريخ الق انون ‪ ،‬وان‬
‫تح ول ج زءًا غ ير قلي ل من الجه ود ال تي ك انت وقف ًا على الق انون الروم اني ‪ ،‬إلى دراس ة النظم‬
‫القانونية في وادي الرافدين فقد أثبتت البحوث التاريخية ‪ ،‬إن بالد مابين النهرين كانت مهدًا ألقدم‬
‫الحض ارات والش رائع ‪ ،‬ومنه ا انتش رت اإلحك ام والمب ادئ القانوني ة في الع الم ‪ ،‬أي ا ن أول نش اط‬
‫أنساني منظم وناض ج مؤطرًا بسياقات معلومة ومفهومة ‪ ،‬قد ظهر في العراق ومنه بدأ اإلش عاع‬
‫الحضاري ألول تجربة إنسانية متقدمة ‪.‬‬
‫ويرى علماء التاريخ إن أكثر الشرائع القديمة تتشابه فيما بينها ‪ ،‬سواء من ناحية مبادئها‬
‫ونظمها ‪ ،‬أو من ناحية األدوار التي مرت بها والعوامل التي أدت إلى تطورها ‪.‬‬
‫ومن الواضح انه اليمكن وضع أسس ثابته وواضحة حول الحقيقة التي نشا فيها القانون‬
‫عن د الش عوب القديم ة ‪ ،‬ول ذا ذهبت اآلراء م ذاهب ش تى في تط وير كيفي ة نش أة القواع د القانوني ة‬
‫الملزمة لإلفراد في المجتمع ‪.‬‬
‫وقد صدرت في الشرق مدونات قانونية في بابل ‪ ،‬وأشور ‪ ،‬ومصر ويرجع تاريخها إلى‬
‫ما قبل عام ‪2000‬ق ‪.‬م كما صدرت بعض المدونات عند اليهود وعند الهنود وفي الصين ترجع‬
‫إلى حوالي ‪ 1000‬ق ‪.‬م وسنقتصر على دراسة أهم المدونات وهي شريعة حمو رابي‬
‫وش ريعة حم ورابي على ال رغم من أنه ا لم تكن أول اث ر ق انوني وص لنا من حض ارة وادي‬
‫الرافدين ‪ ،‬فقد سبقها تشريعات مختلفة ‪ :‬شريعة أور نمو و لبت عشتار و اشنونا ‪ ،‬إال أنها تعد بحق‬
‫نموذجًا رائعًا ليس للقوانين في وادي الرافدين فحسب ‪ ،‬وإ نما في التاريخ القانوني للعالم القديم‪.‬‬
‫المبحث األول‬
‫الظروف الطبيعية واألجتماعية لنشأة الحضارة العراقية‬
‫الريب إن إعط اء فك رة م وجزة عن الظ روف الطبيعي ة واألجتماعي ة والتاريخي ة للدول ة‬
‫البابلية ‪ ،‬سيفيدنا من فهم المدونات والشرائع التي ظهرت فيها ‪ ،‬الن دراستها ستمكننا من الوقوف‬
‫على طبيع ة مس رح الوق ائع ‪ ،‬فنس تطيع متابع ة المراح ل والتط ورات ال تي تعرض ت له ا النظم‬
‫االجتماعية والقانونية التي تضمنتها تلك النظم والشرائع ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬اإلطار الجغرافي والطبيعي لحضارة العراق القديم‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪283‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫لقد كانت بالد الرافدين من أفضل المناطق التي عرفها العالم القديم فقد أكدت الدراسات‬
‫الحديثة التي تعتمد على اآلثار المادية بأنها جنة عدن ومهبط ادم وحواء ‪ .‬وكانت للخصوبة غير‬
‫العادي ة لتربته ا الغني ة ب الطمى ‪ ،‬مش روعات ال ري الض خمة ‪ ،‬أثره ا في تمكين أه ل البل د من إن‬
‫يعيش وا حي اة مس تقرة وهانئ ة فه و يق ع في الج زء الجن وبي الغ ربي من ق ارة أس يا ‪ ،‬ويتمت ع بموق ع‬
‫اس تراتيجي وتج اري ذي أهمي ة قص وى ‪ ،‬وك ان ت أثير العوام ل الجغرافي ة والمناخي ة واض حا على‬
‫إفراد سكانه ‪ ،‬حيث الشمس محرقة واإلمطار في الشتاء لفترة قصيرة ‪ ،‬فإفراده يعتمدون بالنسبة‬
‫للم اء وخص وبة األرض على النه رين الكب يرين دجل ة والف رات وك امن فيض انات األنه ار تتس م‬
‫بالتقلب والقسوة وتستلم جهادا جماعيا إلقامة السدود والخزانات لدرء إخطار الفيضانات (‪. )1‬‬
‫وقد تشير الدالئل األثرية والجغرافية بان مناخ العراق القديم لم تطرأ عليه تبدالت أساسية‬
‫منذ إن استوطن اإلنسان السهل الرسوبي في جنوب العراق منذ حوالي ‪ 7000‬سنة مضت وحتى‬
‫اآلن أي إن األح وال المناخي ة ق د اس تقرت بش كل أساس ي من ذ ذل ك الت اريخ أم ا قب ل ذل ك الس يما في‬
‫العص ور الحجري ة القديم ة وقب ل م ا يزي د عن ملي ون س نة ك انت أح وال المن اخ وطبيع ة األرض‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫والنبات الطبيعي تختلف اختالفًا أساسيا مما هو عليه اآلن‬
‫حيث إن تل ك العص ور الحجري ة ش هدت تق دم الجلي د أرب ع م رات في المن اطق الش مالية من‬
‫قارة أوربا ‪ ،‬وأمريكا الشمالية حتى خط عرض ‪ 45‬درجة شماًال قبل نحو نصف مليون سنة والذي‬
‫حدثت فيه العصور الجليدية (‪. )3‬‬
‫أم ا األج زاء الجنوبي ة من الك رة األرض ية ومنه ا الع راق وأقط ار الش رق األدنى فك انت‬
‫تحدث فيها إبان العصور الجليدية األوربية عصور من اإلمطار الغزيرة ‪ ،‬والفترات الجليدية في‬
‫النص ف الش مالي من الك رة األرض ية ك ان يقابله ا في إنح اء الش رق األدنى الق ديم عص ور ممط رة‬
‫ورطبة ساعدت على نمو مختلف النباتات وعاش فيها أنواع عديدة من الحيوانات ‪ .‬كما استطاع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫إنسان العصر الحجري القديم أن يعيش فيها وترك فيها أدواته وآالته الحجرية‬
‫لقد كان العراق إثناء العصور الجليدية أكثر رطوبة مما هو عليه أالن ‪ ،‬واإلمطار كانت‬
‫أغ زر وتس قط ص يفًا وش تاءًا ‪ ،‬حيث تف اوت المن اخ من منطق ة إلى أخ رى ويمكن وص فه بأن ه من اخ‬
‫ق اري ش به م داري تش ابه إمط اره في نظامه ا من اخ البح ر المتوس ط حيث الش تاء الب ارد ‪ ،‬والثل وج‬
‫الكثيرة ‪ ،‬والصيف المعتدل ‪ ،‬واإلمطار الغزيرة إما منطقة السهوب فتتمتع بمناخ انتقالي بين مناخ‬
‫البحر المتوسط والمناخ الصحراوي الحار وتقل فيه اإلمطار قياس ًا بالمنطقة الجبلية ‪ ،‬إما المنطقة‬
‫الص حراوية والس هل الرس وبي فتتمت ع بح رارة ش ديدة وتق ل فيه ا اإلمط ار وتك ثر فيه ا الرطوب ة‬
‫النسبية(‪. )5‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪284‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫لق د اعتم دت منطق ة الس هل الرس وبي ومن ذ أق دم األزم ان على ال ري حيث ك انت كمي ات‬
‫اإلمطار غير كافية ولوقت قصير ولذلك بذل اإلنسان جهده من اجل تجهيز الماء للبالد عن طريق‬
‫جه وده الخالق ة ‪ ،‬بعكس المنطق ة الش مالية ال تي اعتم دت على اإلمط ار ‪ .‬إم ا الري اح فتعم الع راق‬
‫رياح شمالية وشمالية شرقية في معظم أيام السنة وهي رياح باردة وممطرة وهناك رياح جنوبية‬
‫ش رقية دافئ ة وممط رة تهب من ناحي ة الخليج الع ربي ومنطق ة األه وار وتص احبها اإلمط ار أحيان ا‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫ولقد كانت لظاهرة العصور الممطرة والفترات الجافة اثر مهم في نشوء الحضارة األولى‬
‫في الس هل الرس وبي من الع راق ودف ع الهج رات البش رية إلي ه وبداي ة االس تيطان في ه كم ا خلقت‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫ظواهر جغرافية ما يمكن مشاهدته اآلن في العراق‬
‫لذلك ظهرت الحاجة إلى وجود تنظيم سياسي قوي ‪ ،‬فكان ذلك سببا من األسباب الرئيسة‬
‫ال تي دفعت على قي ام أولى اإلدارات المركزي ة ‪ .‬ونظ رًا لع دم وج ود ح دود ظ اهرة متم يزة في‬
‫العراق القديم ‪ ،‬فقد ارتبط إفراده بالشعوب المتج اورة بروابط متعددة الس يما في مجال التجارة ‪،‬‬
‫ومن هنا نشأ ميل سكانه إلى إقامة إمبراطورية شاسعة اإلطراف (‪. )8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ -:‬اإلطار التاريخي لحضارة العراق القديم‬
‫لق د ك انت بالد الراف دين مه دا ألق دم الحض ارات والش رائع وس اهمت في ص نعه س الالت‬
‫بشرية مختلفة ‪ ،‬ويعد السومريون من أقدم الشعوب العريقة التي استطاعت وضع لبنات الحضارة‬
‫األولى في القس م الجن وبي في الع راق الق ديم قب ل ح والي ‪ 3500‬ق‪ .‬م ‪ ،‬فهي حض ارة عراقي ة ‪،‬‬
‫وعلى ي د الس ومريين نش أت أولى دويالت الم دن الس ومرية وال تي تح ولت فيم ا بع د إلى دول ة‬
‫مركزية(‪ )9‬ونزحت من الجزيرة العربية واستقرت بالد الرافدين في المنطقة ال تي أطل ق عليه ا اس م‬
‫(أكد) ثم استطاع احد ملوك السومريين المعروف (أور نمو) أن يظهر الحكم السومري من جديد‬
‫ويؤس س "الدول ة الس ومرية الثاني ة أو س اللة أور الثالث ة" ومنه ا وص لنا أق دم ق انون مكت وب عرفت ه‬
‫اإلنسانية وفي خالل الفترة التاريخية التي تميزت بالزحف العيالمي على الدولة القائمة في القسم‬
‫الجنوبي في وادي الرافدين وانهيار الدولة السومرية من ساللة أور الثالثة ‪ ،‬انقسمت بالد الرافدين‬
‫الى دويالت يحكم كل منها ملك أو أمير ‪ ،‬ورجعت البالد في هذا العهد إلى نظام دول المدن الذي‬
‫ك ان أول نظ ام سياس ي ظه ر في حض ارة وادي الراف دين ‪ ،‬ول ذلك يص ح إن نطل ق على ه ذا العه د‬
‫الجديد اسم "عصر دول المدن الثاني" (‪. )10‬‬
‫وقد أدى انقسام دويالت المدن إلى إعاقة حركة تقدمها ‪ ،‬وكان ذلك من األسباب األساسية‬
‫التي أدت إلى وقوع حروب متعددة بين هذه الدويالت حتى استطاع الملك حمو رابي في حدود سنة‬
‫‪1775‬ق‪.‬م بالقض اء على ال دول ال تي ك انت قائم ة في القس م الجن وبي والمنطق ة الوس طى في وادي‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪285‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫الرافدين والمعروفة باسم " ايسن الرسا ‪،‬أشنونا" وأقام الدولة البابلية األولى والتي ظهر فيها أهم‬
‫حدث قانوني في وادي الرافدين ‪ ،‬كان له إبعاده على العالم القديم ‪ ،‬وهو صدور شريعة حمورابي‬
‫التي أصدرت على اثر ازدهار الحضارة البابلية في جميع المجاالت التجارية واالقتصادية والدينية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫والسياسية‬
‫والمالحظ إن اثر موقع العراق في تركيب سكانه التاريخي ظاهرة مهمة تلك هي عملية‬
‫االنص هار الحض اري ال تي م يزت ت اريخ ه ذا البل د في ص هر األق وام المختلف ة في بودق ة حض ارة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫وادي الرافدين وجعلت له كيانًا تاريخيًا وحضاريًا متميزًا منذ أقدم العهود‬
‫المبحث الثاني‬
‫نشأة وتطور الحضارة العراقية القديمة في مجال الشرائع والمدونات القانونية (قانون أور نمو ‪،‬‬
‫وقانون لبت عشتار ‪ ،‬وقانون أشنونا) ‪.‬‬
‫إن أق دم الق وانين المكتوب ة ال تي توص ل إليه ا علم اء اآلث ار هي الق وانين العراقي ة القديم ة ‪.‬‬
‫ول ذلك اعت بر المجتم ع الع راقي الق ديم أول مجتم ع أنس اني ع اش في ظ ل الق انون وت رك لن ا بعض‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫معالم ذلك القانون‬

‫‪ - 1‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس ‪ :‬شريعة حمو رابي ‪ :‬دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬ط‪2010 ، 2‬م ‪ ،‬ص‪. 25-24‬‬

‫‪ -‬باقر ‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬بغداد ‪1955 ،‬م ‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد القادر ‪ ،‬الشيخلي ‪ :‬تاريخ العراق القديم ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 45‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬باقر ‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 17-16‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬عبد القادر ‪ ،‬الشيخلي ‪ :‬تاريخ العراق القديم ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 46‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -‬الغزالي ‪ ،‬علي كسار غدير ‪ :‬تاريخ وحضارة بالد وادي الرافدين من اقدم العصور حتى نهاية اإلمبراطوري ة‬ ‫‪6‬‬

‫األكدية ‪ ،‬دار الضياء للطباعة والنشر ‪ ،‬النجف االشرف ‪2009 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪ -‬باقر ‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪17‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ -‬انظر ‪ ،‬صادق ‪ ،‬د ‪ .‬هشام علي ‪ :‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ،‬بيروت ‪1982 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 325‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬باقر ‪ ،‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بغداد ‪1973 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 93‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس ‪ :‬شريعة حمورابي ‪ :‬دراسة مقارنة مع التش ريعات القديم ة والحديث ة ‪ ،‬مص در س ابق ‪،‬‬ ‫‪10‬‬

‫ص‪. 26‬‬
‫‪ -‬الغازي ‪ ،‬د ‪ .‬إبراهيم ‪ :‬تاريخ القانون في وادي الرافدين والدولة الرومانية ‪ ،‬بغداد ‪1973 ،‬م ‪ ،‬ص‪75‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ -‬الغزالي ‪ ،‬علي كسار غدير ‪ :‬تاريخ وحضارة بالد وادي الرافدين من أقدم العصور حتى نهاية اإلمبراطورية‬ ‫‪12‬‬

‫االكدي ة ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‪ ، 13‬وانظ ر ايض ًا ‪ ،‬دل و ‪ ،‬بره ان ال دين ‪ :‬حض ارات مص ر والع راق ‪ ،‬الت اريخ‬
‫االقتصادي – االجتماعي – الثقافي – والسياسي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفارابي ‪ ،‬بيروت ‪1989 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 188‬‬
‫‪ -‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬دار الحرية للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1980 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 41‬‬ ‫‪13‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪286‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫ولهذا يراد بالقانون في وادي الراف دين هو مجموعة القواعد والنظم القانوني ة التي سادت‬
‫في وادي الرافدين منذ فجر التاريخ حتى الفتح اإلسالمي للعراق وتستمد معلوماتنا عن القانون في‬
‫وادي الراف دين من األل واح ال تي كتبت بالخ ط المس ماري ثم ب الحروف األبجدي ة بع د أن تم اخ تراع‬
‫الفينيق يين له ا وهي ال ت زال مس تعملة ح تى أالن كم ا نستخلص ها من النق وش الموج ودة على اآلث ار‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫العراقية‬
‫وعلى الرغم من إن المدونات القانونية في وادي الرافدين كانت قد قطعت شوطًا بعيدًا في‬
‫بناء الحضارة اإلنسانية والتنظيم االجتماعي فان النصوص المسمارية ظلت تحتل المرتبة األولى‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫بين تلك المصادر وما زالت تعد األساس في أي دراسة تاريخية قانونية‬
‫ومع هذه الكثرة في عدد الوثائق التي وصلتنا عن القانون في وادي الرافدين فان معلوماتنا‬
‫ال ت زال ناقص ة ‪ .‬ولع ل س بب ذل ك ه و عدم قي ام علم اء اآلث ار بنش ر ك ل م ا عثروا علي ه وترجمت ه‬
‫ليكون في متناول الدراسات العلمية فض ًال عن وجود محررات لم يتم الكشف عنها لحد هذا اليوم‬
‫كما إن هذه الوثائق كانت خالية من الدراسات النظرية والقانونية التي تبين المبادئ العامة للقانون‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬

‫أهم المدونات في بالد وادي الرافدين ‪-:‬‬

‫نهضت المدونات القانونية بدور مهم في حيات العراقيين القدماء فقد دلت على ما وصلوا‬
‫إلي ه من تق دم في مض مار الحض ارة الفكري ة والقانوني ة ‪ .‬ذل ك إن ظه ور الق وانين واألنظم ة‬
‫األجتماعية في الحضارة يعد من أوثق المعايير والمقاييس للحكم على مدى تقدم تلك الحضارة في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫سلم التطور الحضاري والتقدم العمراني‬
‫فالتاريخ ال ينسى فضل ملوك العراقيين القدماء على الثقافة القانونية الذي تجلى بتدوين‬
‫الق وانين ‪ .‬فك ان المل وك ال يص درون الق وانين ال تي تس تهدف إلى وض ع المل وك للمس ائل القانوني ة‬
‫المختلف ة ال تي تتمخض عنه ا التط ورات السياس ية ‪ ،‬واالقتص ادية ‪ ،‬واالجتماعي ة وك انت س لطة‬
‫إص دار الق وانين مقص ورة على المل وك وح دهم ف أوامرهم ك انت هي الق انون غ ير إن تل ك الس لطة‬
‫كانت مقيدة بقواعد دينية وعرفية تلزمهم بإتباع ما تأمرهم به العدالة وكانت هناك حكمة تشير إلى‬
‫إن الملك إذا لم ينشر العدالة فان رعيته ستثور عليه ‪ .‬ومملكته ستتهاوى ومصيره سينقلب والبلية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫تالحقه‬

‫‪ -‬العب ودي ‪ ،‬عب اس ‪ :‬ت اريخ الق انون ‪ ،‬نش ر ‪ ،‬وطب ع ‪ ،‬وتوزي ع مديري ة دار الكتب ‪ ،‬الموص ل ‪1988 ،‬م ‪ ،‬ص‬ ‫‪14‬‬

‫‪. 85‬‬
‫‪ -‬سليمان ‪ ،‬د ‪ .‬عامر ‪ :‬القانون في العراق القديم ‪ ،‬ط‪ ،1987 ، 2‬ص‪. 12‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ -‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 91‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬عباس ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 86‬‬ ‫‪17‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪287‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫ولذلك فقد ورد في كثير من المدونات القانونية ما يفيد تقيد الملوك بالعدالة فمثًال تضمنت‬
‫مقدم ة وخاتم ة ش ريعة حم ورابي إش ارة ص ريحة على ال تزام المل ك حم ورابي بالعدال ة س واء في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫المجال االقتصادي أو االجتماعي‬
‫وق د أك د بعض المختص ين إن القوانين في وادي الراف دين لم تكن إال مج رد ق رارات معظم‬
‫ه ذه الق وانين ‪ .‬وتج در اإلش ارة إلى إن الح ديث عن الق وانين وس يلة من وس ائل تحقي ق العدال ة‬
‫يصرف ذهن السامع عادة إلى شريعة حمورابي ‪ .‬غير إن هذه الشريعة ليست بأقدم قانون عرفه‬
‫المجتمع العراقي القديم ‪ .‬فقد وصلت ألينا قوانين أقدم عهدا منها فشريعة حمو رابي وان تضمنت‬
‫قواعد قانونية عديدة فإنها تمثل مرحلة متقدمة من مراحل التطور القانوني التي بنيت على ما سبقها‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)20‬‬
‫من مراحل‬
‫وفيما يأتي عرض ألهم المدونات والقوانين التي أصدرها الملوك في وادي الرافدين طبق ًا‬
‫لتاريخ صدورها التبعًا لتاريخ العثور عليها أو الكشف عنها ‪.‬‬
‫أوًال ‪ -:‬قانون أور نمو ‪-:‬‬
‫يعد قانون (أور نمو) أقدم قانون مكتشف حتى أالن ليس في العراق فحسب بل في تاريخ‬
‫العالم أيضا ‪ ،‬وقد سبق هذا القانون شريعة حمورابي بثالثة قرون وينسب القانون كما تشير إلى‬
‫‪ .‬ويتصف قانون أور نمو بأهميته الخاصة بالنس بة لدراس ة‬ ‫(‪)21‬‬
‫ذلك مقدمته ‪ ،‬إلى الملك (أور نمو)‬
‫تاريخ القانون ال لكونه أقدم القوانين المكتشفة حتى أالن ‪ ،‬بل ألنه يمثل القوانين السومرية القانونية‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫المختلفة أيضًا‬
‫ويتض من هذا القانون على مقدمة ‪ ،‬وعدة مواد تتكون من (‪ )31‬مادة قسم منها مفقود ال‬
‫يعطي أي ة فك رة قانوني ة عنه ا والقس م األخ ر اس تطاع علم اء المس ماريات قراءته ا وترجمته ا من‬
‫نصوص القانون األصلي ‪ .‬ونورد فيما يأتي أهم ما جاء في القانون (‪. )23‬‬
‫لقد احتوت المقدمة على نظرية التفويض اإللهي للسلطة حيث يرى (أور نمو) مشرع هذا‬
‫الق انون في مقدمت ه إن اإلله ة هي ال تي فوض ت إلي ه الس لطات‪ .‬وإ م ا الم واد القانوني ة المتعلق ة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫بالعقوبات فقد استندت إلى مبدأ التعويض دون مبدأ القصاص‬

‫‪ -‬مسكوني ‪ ،‬د ‪ .‬صبيح ‪ :‬تاريخ القانون العراقي القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغداد ‪1971 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 93‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ -‬الطحان ‪ ،‬د ‪ .‬عبد الرضا ‪ :‬الفكر السياسي في العراق القديم ‪ ،‬بيروت ‪1981 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 542‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ -‬العب ودي ‪ ،‬عب اس ‪ :‬ت اريخ الق انون ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‪ ، 94‬وانظ ر ايض ًا ‪ ،‬الحاف ظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاش م ‪ :‬ت اريخ‬ ‫‪20‬‬

‫القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 41‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 96‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ -‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 41‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬عباس ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬ ‫‪23‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪288‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫فيذكر أور نمو ((عندما خلق العالم ‪ ،‬وبعد إن تقرر مصير بالد (سومر) ومصير مدينة‬
‫(أور) عين اإللهان (آن) و (انليل) اله القمر (ننار) ملكًا على مدينة أور ‪ ،‬ثم اختار هذا اإلله بدوره‬
‫األرض))(‪. )25‬‬ ‫(أور نمو) ليحكم بالد سومر ومدينة (أور) بصفته نائبًا عنه يمثله في‬
‫فالغرض من إصدار هذا القانون هو ضمان العدل في البالد والعمل على إصالح أحوال‬
‫رعاياه ‪ .‬ومن مطالعة النصوص القليلة التي أمكن التعرف عليها لهذا القانون يتضح لنا أنها تعالج‬
‫مسائل قانونية متفرقة ‪ ،‬منها ما يتصل بالزواج والطالق ومنها ما يتعلق بشهادة الشهود وزراعة‬
‫األراضي وكذلك بينت بعضها ما يتعلق باالعتداءات البدنية فجاء في المادة (‪ )15‬من قانون (أور‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)26‬‬
‫نمو) بأنه ((إذا قطع رجل أخر ‪ ،‬عليه إن يدفع غرامة عشرة ثقيالت من الفضة))‬
‫ثانيًا ‪ -:‬قانون لبت عشتار ‪-:‬‬
‫ش ريعة حم ورابي ب أكثر من مائ ة وخمس ين عام ًا ‪ .‬وه ذا‬ ‫‪‬‬
‫لقد س بق ق انون (لبت عش تار)‬
‫القانون مدون على أربعة ألواح طينية ومكتوب بأسلوب مختلط تشوبه بعض األخطاء اإلمالئية‪.‬‬
‫ولهذا يعتقد إن النسخة التي نقلت ألينا مواد هذا القانون ومقدمته ليست النسخة األصلية لهذا القانون‬
‫بل أنها نسخة مدرسية من عمل احد الطلبة حيث كانت مكتوب ٍة باللغة السومرية مع إن واضع هذا‬
‫القانون من الجزيرة العربية وال يمت إلى السومريين بصلة ‪ .‬وهذا في الواقع إشارة إلى إن اللغة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)27‬‬
‫السومرية كانت ال تزال تمثل اللغة الرسمية في البالد‬
‫ويتك ون ه ذا الق انون من مقدم ة ‪ ،‬وخاتم ة ‪ ،‬وع دد من النص وص القانوني ة ال تي يتج اوز‬
‫عددها إلى أربعين نصًا ‪.‬‬
‫وتبدأ المقدم ة بمقال ة عن الملك لبت عشتار من اجل تحقيق الخير للس ومريين واألكديين‪.‬‬
‫وع الجت م واد ق انون لبت عش تار المس ائل اآلتي ة ‪ :‬الملكي ة العقاري ة ‪ ،‬والعبي د ‪ ،‬والتخل ف عن دف ع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫الضريبة ‪ ،‬والميراث ‪ ،‬والزواج ‪ ،‬وإ يجار الثيران‬

‫‪ -‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 41‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬عباس ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 97‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ - ‬يعود هذا القانون الى الملك ((لبت عشتار)) هو خامس ملوك أسرة (ايسن) ‪ . Isin‬وقد تولى الحكم فيما بين‬
‫‪1875-1885‬ق‪.‬م ووضع مجموعة من القوانين السومرية عرفت باسمه ‪ .‬انظر ‪ ،‬باقر ‪ ،‬األستاذ طه ‪ :‬قانون لبت‬
‫عشتار ‪ ،‬قانون مملكة اشنونا ‪ ،‬وزارة الثقافة واإلعالم ‪ ،‬بغداد ‪1987 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 7‬‬
‫‪ -‬انظر ‪ ،‬العبودي ‪ ،‬عب اس ‪ :‬ت اريخ الق انون ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‪ ، 98‬وانظ ر ايض ًا ‪ ،‬الحاف ظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاش م ‪:‬‬ ‫‪27‬‬

‫تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 42‬‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 98‬‬ ‫‪28‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪289‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫وفي الخاتمة يكرر لبت عشتار القول بأنه اقر العدل في البالد وجلب الخير ألهلها ويستنزل البركة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫على من يحترم القانون ‪ ،‬واللعنة على من يتعرضون له باال تالف‬
‫ثالثًا ‪ -:‬قانون أشنونا ‪-:‬‬
‫في نح و ع ام ‪1930‬ق‪.‬م ‪ .‬فه و متق دم على ق انون حم ورابي‬ ‫‪‬‬
‫لقد صدر (قانون أش نونا)‬
‫بما يقرب من القرنين من الزمن ‪ .‬ولم يكتشف علماء اآلثار أكثر من إحدى وستين مادة من مواد‬
‫هذا القانون ‪ .‬ويظهر من دراسة هذه المواد إن مشرعها كان قد اهتم ببعض المسائل االجتماعية ‪.‬‬
‫من ذلك وضع حد أدنى ألجور العمال ‪ ،‬وتسعير بعض السلع ‪ ،‬وتقسيم المجتمع إلى طبقات ‪ .‬فقد‬
‫وردت في ه ذا الق انون أول إش ارة إلى تقس يم المجتم ع الع راقي الق ديم إلى طبق ات ثالث ة هي طبق ة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫األحرار ‪ ،‬وطبقة شكينوم ‪ ،‬وطبقة العبيد‬
‫إال إن هذا األستاذ (كوشة) أعاد النظر في ترجمته األولى واجري بعض التعديالت عليها‬
‫ونش رت الترجم ة الجدي دة ع ام ‪1956‬م ‪ .‬وظه ر قب ل ع دة س نوات كت اب جدي د يض يف بعض‬
‫التص حيحات على الق انون نفس ه ودون ه ذا الق انون باللغ ة البابلي ة ‪ .‬وه ذا يؤك د إن اللغ ة البابلي ة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)31‬‬
‫أصبحت تستخدم في المجاالت الرسمية أكثر من استخدام اللغة السومرية‬
‫ويالحظ إن بعض نصوص هذا القانون لها مثيل في القوانين السومرية مثل قانون أورنمو‬
‫‪ ،‬وقانون لبت عشتار ‪ .‬وان شريعة حمورابي قد اقتبست بعض هذه النصوص وهذا ما دعا بعض‬
‫الفقهاء إلى القول بان قانون أشنونا يعد همزة الوصل بين القوانين السومرية والقوانين الجزيرية‬
‫وخاصة البابلية (‪. )32‬‬
‫ويحتوي هذا القانون على مقدمه قصيرة كتبت بالسومرية وهذه المقدمة ناقص ة وتختلف‬
‫عن مق دمات الق وانين األخ رى بأنه ا لم تقتبس منه ا ش يئًا ي ذكر ون الت األحك ام الجزائي ة النص يب‬
‫األك بر من ه ذه الم واد ش أنها في ذل ك ش ان س ائر الق وانين في وادي الراف دين ‪ .‬كم ا ع الج الق انون‬
‫مس ائل قانوني ة متفرق ة أهمه ا تحدي د أس عار بعض الس لع ‪ ،‬واإليج ار ‪ ،‬والق رض ‪ ،‬والوديع ة ‪،‬‬
‫والزواج ‪ ،‬والطالق ‪ ،‬والتبني ‪ ،‬واالعتداء على أموال الغير ‪ ،‬واألضرار المتسببة عن الحيوانات‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)33‬‬
‫واألشياء‬

‫‪ -‬باقر ‪ ،‬األستاذ طه ‪ :‬قانون لبت عشتار ‪ ،‬قانون مملكة اشنونا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 17‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ - ‬يرجع هذا القانون إلى احد ملوك مملكة اشنونا واسمه ((بالالما)) وقد قام الباحث المسماري األستاذ ((البرشت‬
‫كويشة)) ‪ Albrecht Goetze‬باستنساخ هذا القانون ‪ .‬انظر ‪ ،‬انظر ‪ ،‬باقر ‪ ،‬األستاذ طه ‪ :‬قانون لبت عشتار ‪،‬‬
‫قانون مملكة اشنونا ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 31‬‬
‫‪ -‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 42-41‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ -‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬دار الرشيد للنشر ‪1979 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 83‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ -‬انظر ‪ ،‬مسكوني ‪ ،‬د ‪ .‬صبيح ‪ :‬تاريخ القانون العراقي القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 97‬‬ ‫‪32‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪290‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫المبحث ثالث‬
‫قانون حمورابي وطبيعته القانونية‬
‫المطلب األول ‪ -:‬قانون حمورابي ‪ -‬أسباب وضعه وتقسيمه الطبقات‬
‫أهم وثيق ة قانوني ة تم العث ور عليه ا ح تى أالن على ال رغم من‬ ‫‪‬‬
‫يع د ق انون (حم ورابي)‬
‫اكتشاف قوانين أخرى وضعت قبلها بمئات السنين ‪ .‬وال تزال شريعة حمورابي المحور األساسي‬
‫ألي ة دراس ة تاريخي ة قانوني ة في وادي الراف دين باعتباره ا الق انون الوحي د ال ذي وص لنا بص يغته‬
‫األصلية (‪. )34‬‬
‫ويعد هذا القانون من أروع ما بدعته عبقرية اإلنسان القديم ‪ .‬وقد كان الكتشافه في مطلع‬
‫ه ذا الق رن ص دى م دو ل دى رج ال الق انون بص ورة عام ة وعلم اء ت اريخ الق انون على وج ه‬
‫التخصيص ‪ .‬وقد أدت دراسة هذا القانون إلى االعتراف للعراقيين القدماء بفضل السبق في الكثير‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫من نواحي المعرفة القانونية‬
‫فالهدف من وضعه فكان توحيد البالد التي كان يحكمها الملك حمورابي عن طريق توحيد‬
‫قوانينه ا ‪ ،‬ل ذلك فق د تض من ق انون حم ورابي بعض التقالي د العرفي ة الس ابقة ال تي رأى حم و رابي‬
‫ض رورة تطبيقه ا في ك ل البالد كم ا ع دل بعض ه ذه األع راف الس ائدة وف ق ماأملت ه التط ورات‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫االجتماعية ‪ ،‬واالقتصادية خالل هذه الفترة‬
‫قسم حمورابي الطبقات في المجتمع على النحو األتي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬طبقة األحرار ‪ :‬ولها حق التملك وممارسة التجارة والدخول في مجلس الشيوخ ‪،‬‬
‫كم ا ف رض عليه ا في المقاب ل بعض االلتزام ات ك دفع الض رائب ‪ ،‬والقي ام بإعم ال‬
‫السخرة ‪.‬‬
‫‪ .2‬طبق ة الكه ان ‪ :‬وك انت تتمت ع بحق وق وامتي ازات طبق ة األم راء إلى ج انب قيامه ا‬
‫بحراسة المعابد ‪ ،‬وإ عطاء االستشارات للملك ‪.‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬عباس ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 99‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ -‬وضع قانون حمورابي الملك حمورابي سنة (‪ )1686-1728‬ق‪.‬م وهو أشهر ملوك مملك ة باب ل ال تي نش أة‬ ‫‪‬‬

‫على ضفاف نهر الفرات في العراق وتعني كلمة حمو رابي رب العائلة العظيم أو السيد الكبير ‪ .‬وقد اكتشف قانون‬
‫حم و رابي س نة ‪ 1902‬في مدين ة ‪ ، suze‬في بالد إي ران ‪ ،‬وق د نقش على حج ر يبل غ ارتفاع ه ‪25 ،2‬م وط ول‬
‫قاعدته ‪1،90‬م ‪ ،‬وموجود في متحف اللوفر في باريس ‪ .‬انظر ‪ ،‬الكيالي ‪ ،‬د ‪ .‬عبد الرحمن ‪ :‬شريعة حمو رابي ‪،‬‬
‫أقدم الشرائع العالمية ‪ ،‬مطبعة الضاد ‪ ،‬حلب ‪1958 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪34‬‬
‫‪-Driver and Miles : The Babylonian Laws , OX Ford 1952 , T.I., P.41‬‬
‫‪ - 35‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 42‬‬
‫‪ -‬جعفر ‪ ،‬د ‪ .‬علي محمد ‪ :‬نشأة القوانين وتطورها ‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬ ‫‪36‬‬

‫ط‪2002 ، 1‬م ‪ ،‬ص‪. 25-24‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪291‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫‪ .3‬طبقة اإلتباع ‪ :‬وتضم العمال والصناع والمعتقين من األرقاء ‪.‬‬

‫‪ .4‬طبقة العبيد ‪ :‬وتضم أسرى الحرب واألرقاء أو الذين استرقوا بس بب عج زهم عن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫وفاء ديونهم‬
‫وقد تضمن قانون حمورابي رغم نصوصه القليلة معظم فروع القانون المختلفة فقد تض من‬
‫تنظيم حق وق العائل ة واوجب العق د في ال زواج وجع ل ل ه بعض المراس يم الديني ة ولم يس مح بتع دد‬
‫الزوجات ‪ ،‬كما خفف من اثأر السلطة األبوية ‪ ،‬ونظم الحقوق اإلرثية ‪ ،‬وأجاز التبني واوجب على‬
‫المتبني إن يرعى من تبناه ويعلمه صنعة معينة ‪ ،‬كما عني القانون بتنظيم العقود من بيع وإ يجار‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)38‬‬
‫ومداينات وتسليف ‪ ،‬كما نظم عقد الشراكة والعارية والوديعة‬
‫إم ا من ناحي ة العقوب ات فق د اوج د بعض العقوب ات تطبيق ًا لمب دأ الج زاء بالمث ل ‪ ،‬ورتبه ا‬
‫بحسب انتماء الفرد الطبقي ‪ ،‬وحدد بعض العقوبات بجرائم السرقة ‪ ،‬وإ خفاء األشياء المسروقة ‪،‬‬
‫وقطع الطريق ‪ ،‬والضرب ‪ ،‬والجرح ‪ ،‬والقتل ‪ ،‬وإ لحاق الضرر بالمزروعات ‪ .‬كما أورد القانون‬
‫مسؤولية الطبيب تجاه مريضه ومسؤولية البناء تجاه مالك البناء ‪ ،‬وحدد أجورهم كما منح العامل‬
‫إجازة ثالثة أيام إذا كان عامًال بالشهر ‪ ،‬وعشرة أيام إذا كان عامًال بالسنة (‪. )39‬‬
‫ولهذا يعد قانون حمورابي أشهر قانون مكتشف حتى اآلن فض ًال عن كونه أكمل القوانين‬
‫وأنض جها ‪ ،‬وعلى ال رغم من إن ق انون (أورنم و ‪ ،‬ولبت عش تار ‪ ،‬واش نونا) اس بق من ق انون‬
‫حمورابي فان قانون حمو رابي يضل المحور األساسي ألية دراسة تاريخية قانونية عن القانون في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫العصور القديمة ‪ .‬بوصفها أكمل القوانين وأكثرها مواد‬
‫فأهم اختالف بين قانون حمورابي والقوانين التي سبقته هو إن قانون حمورابي يعد أكثر‬
‫‪ .‬ويفض ل إطالق‬ ‫(‪)41‬‬
‫تنظيم ًا وتنس يقًا من تل ك الق وانين فه و أح ق من غ يره ب ان يوص ف بالق انون‬
‫(‪ . )42‬فق انون حم ورابي يق وم بتنقيح وتجمي د‬ ‫‪‬‬
‫تسمية قانون حمورابي بدًال من (شريعة حمورابي)‬
‫لم واد الق وانين الس ابقة ل ه بع د ح ذف تل ك الم واد ال تي لم تع د منس جمة ومص لحة الدول ة والسياس ة‬
‫التش ريعية فيه ا ‪ .‬كم ا أض اف إلى قانون ه م واد غ ير موج ودة في الق وانين الس ابقة لض رورات‬

‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 26-25‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪ -‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 11‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪39‬‬
‫‪- Driver and Miles : The Babylonian Laws , ,op . cit , P.42‬‬
‫‪ -‬باقر‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ ،‬علي ‪ ،‬د ‪ .‬فاضل عبد الواحد ‪ ،‬سليمان ‪ ،‬د ‪.‬عامر ‪ :‬تاريخ الع راق الق ديم ‪ ،‬ج‪( ، 2‬بغ داد ‪،‬‬ ‫‪40‬‬

‫جامعة بغداد ) ‪1980 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 98-97‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪292‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫المص لحة العام ة آن ذاك وهن اك من ي رى في ق انون حم ورابي م أثرة تاريخي ة وإ نس انية خال دة في‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)43‬‬
‫حضارة العالم‬
‫المطلب الثاني ‪ -:‬أقسام شريعة حمورابي‬
‫احت وى ق انون حم ورابي على ‪ 282‬م ادة بأس لوب ش بيه ب القوانين الحديث ة وبعي دة عن‬
‫األس لوب الش عري ال ذي اتص فت ب ه الق وانين القديم ة ك ذلك فق د ج اءت إحكام ه خالي ة من اإلحك ام‬
‫الديني ة إال فيم ا اختص ببعض االمتي ازات الممنوح ة لبعض طبق ات الكهن ة حيث ك انت ق وانين‬
‫(‪.)44‬‬
‫مجموعة حمو رابي تتكون من ثالث أجزاء ‪ .‬المقدمة ‪ ،‬والمجموعة القانونية ‪ ،‬والخاتمة‬
‫فقد قسم الباحثون شريعة حمورابي إلى مواد قانونية حسب التقسيم الحديث وذلك لسهولة‬
‫التعرف على هذه المواد وتتضمن ثالثة أقسام رئيسية وهي ‪-:‬‬
‫أوال ‪ -:‬المقدمة‬
‫وفيها نص حمورابي على األسباب التي دفعته إلى إصدار شريعته وقد صيغت بأسلوب‬
‫شعري وبطباع ديني بعبارة (بسم اإلله العظيم) وهي مشابهة لالفتتاح لدى المسلمين وهذا قياس مع‬
‫الفارق في الرمز والتصوير وقد كان إبراهيم عليه السالم يعاصر ساللة بابل األولى وقد ذكر‬
‫(أمرافل) في التوراة ويراد به حمورابي ‪ ،‬وكذلك ورد في اإلنجيل ‪ ،‬ويختم حمورابي مقدمته بأنه‬
‫جاء لينشر العدل وانه وضع القوانين لتحقيق الخير لشعب بالده (‪.)45‬‬

‫‪ -‬ساكز ‪ ،‬هاري ‪ :‬عظمة بابل ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬د ‪ .‬ع امر س ليمان ‪ ،‬جامع ة الموص ل ‪ ،‬كلي ة اآلداب ‪1979 ،‬م ‪ ،‬ص‬ ‫‪41‬‬

‫‪. 231‬‬
‫‪ -‬يؤكد جانب معين من قانون حمورابي بتسميته بالشريعة وخصوصًا ما يتعل ق ب األحوال الشخص ية ‪ ،‬إذ يج دها‬ ‫‪‬‬

‫متطابقة في اغلب األحيان من القران الكريم ‪ :‬مثل (الزواج ‪ ،‬والطالق ‪ ،‬والتبني ‪ ،‬واإلرث ‪ ،‬والرضاعة) ‪ .‬إذ نجد‬
‫فيها رائحة الرب ‪( ،‬اإلله الواحد األحد) وهناك بعض الباحثين المختصين بتاريخ حمو رابي ومنهم (أ ‪ .‬د‪ .‬محمد‬
‫طه محمد األعظمي) إذ يرى إن بعض النصوص الواردة في قانون حمو رابي تعود إلى نبي اهلل (إبراهيم الخليل ‪/‬‬
‫ع) وخصوصًا إذا عرفنا بان المدة الزمنية لكليهما متقاربة ‪ ،‬فالملك حمورابي (‪1750-1792‬ق‪.‬م) وتاريخ نبي‬
‫اهلل إب راهيم الخلي ل الموج ود في الع راق بين أور ‪ ،‬وب رس نم رود (ب ور س يبا) بح دود (‪1850‬ق‪.‬م) لوج دنا األم ر‬
‫مقبوًال ‪ .‬للمزيد من االطالع عن هذا الموضوع ينظر ‪ ،‬االعظمي ‪ ،‬د‪ .‬محمد طه محمد ‪ ،‬حميد ‪ ،‬د‪ .‬احمد مجيد ‪:‬‬
‫قانون حمو رابي ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬مجلة النجف األشرف ‪ ،‬العدد األول ‪2003 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 10-7‬‬
‫‪ -‬أألعظمي ‪ ،‬د ‪ .‬محمد طه محمد ‪ :‬حمورابي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دائرة اآلثار والتراث ‪1990 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 136‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪ -‬الحمداني ‪ ،‬شهيب احمد ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬بيت الحكمة ‪ )1988-1987 ،‬ص‪ ، 13‬وانظر‬ ‫‪43‬‬

‫أيضا ‪ ،‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬دار الرشيد للنشر ‪1979 ،‬م ‪ ،‬ص‪107‬‬
‫‪ ،‬وانظر ايضًا ‪ ،‬رو ‪ ،‬جورج ‪ :‬العراق القديم ‪ ،‬ترجمة وتعليق ‪ :‬حسين عليوي حسين ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬وزارة‬
‫الثقافة واإلعالم ‪1984 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 275‬‬
‫‪ -‬جعفر ‪ ،‬د ‪ .‬علي محمد ‪ :‬نشأة القوانين وتطورها ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 26‬‬ ‫‪44‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪293‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫في المقدمة أشارة للملك حمورابي من قبل اإللهة ‪ ،‬لوضع هذا القانون ليجعل العدل يشرق‬
‫(‪)46‬‬
‫على البالد ‪ ،‬إلى تكليفه وليهلك الفاسد والشرير حتى اليطغى القوي على الضعيف‬
‫فأن دولة متطورة وواسعة وقوية‪ ،‬ومجتمع متماسك‪ ،‬وبلد موحد بما كان له من قوة‬
‫عسكرية هائلة‪ ،‬وجهاز حكومي وأداري وقضائي ناجح ونهضة اقتصادية تقوم على الزراعة‬
‫والري والتجارة كل ذلك تطلب من الرجل الذي بيده زمام األمور في الدولة إلى إن يهتم بالقانون‬
‫‪ .‬فقد سن قانونه العادل في السنة األربعون من‬ ‫(‪)47‬‬
‫ألنه األداة الفاعلة لفرض النظام وهيبته‬
‫حكمه(‪ . )48‬وقد ورد في النصوص المسمارية من هذه السنة التي اصدر فيها هذا القانون أنها‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫السنة التي ثبت فيها حمورابي العدالة في البالد‬
‫ثانيًا ‪ -:‬المتن (المواد القانونية)‬
‫وال تي بل غ ع ددها (‪282‬م ادة) ‪ ،‬والم واد من (‪ )100-67‬تالف ة وغ ير موج ودة في‬
‫النصوص ‪ ،‬وقد وجدت (‪16‬مادة) مكملة وضعت األحرف (أ‪-‬ع) تسلسًال لها ‪.‬‬
‫وق د عرض ت م واد ق انون حم ورابي في ثالث ة عش ر قس مًا وهي ‪( :‬م ا يتعل ق بالقض اء‬
‫والشهود ‪ /‬م ‪ )5-1‬و(مايتعلق بالسرقة والنهب ‪ /‬م ‪ )25-6‬و(مايتعلق بشؤون الجيش ‪ /‬م ‪-26‬‬
‫‪ )41‬و(م ايتعلق بش ؤون الحق ول والبس اتين وال بيوت ‪ /‬م ‪ -42‬ز) و(م ايتعلق ب القروض ونس بة‬
‫الفائدة والتعامل مع صغار التجار وكبارهم ‪ /‬م ‪ /‬ح – ‪ )107‬و(مايتعلق بساقية الخمر ‪ /‬م ‪-108‬‬
‫‪ )111‬و(م ايتعلق باالئتم ان وال ديون ‪ /‬م ‪ )126-112‬و(م ايتعلق بالش ؤون العائلي ة ‪ /‬م ‪-127‬‬
‫‪ )194‬و(مايتعلق بعقوبة القصاص والغرامات المفروضة على األضرار التي يحدثها بعضهم ضد‬
‫بعض عن د الش جار ‪ /‬م ‪ )214-195‬و(م ايتعلق ب الطب والط بيب ال بيطري ‪)227-215/‬‬
‫و(م ايتعلق باألس عار وتع يين أج ور بن اء ال بيوت والق وارب والص ناع والتج ار ‪ /‬م ‪)240-228‬‬
‫و(م ايتعلق ب أجور الحيوان ات واإلج راء ‪ /‬م‪ )277-241‬وأخ يرا(م ايتعلق بش راء العبي د وعالقتهم‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫بأسيادهم ‪ /‬م ‪)282-278‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس ‪ :‬شريعة حمورابي ‪ :‬دراسة مقارنة مع التش ريعات القديم ة والحديث ة ‪ ،‬مص در س ابق ‪،‬‬ ‫‪45‬‬

‫ص‪. 32‬‬
‫‪ -‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مطبعة عين شمس ‪ ،‬القاهرة ‪1971 ،‬م ‪ ،‬ص‪.43‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪ -‬تقي عبد سالم‪ ،‬وصالح نعمان‪ ،‬التجارة الخارجية في العهد البابلي‪ ،‬مجلة المؤرخ العربي‪ ،‬ع (‪( ، )35‬بغداد‬ ‫‪47‬‬

‫‪ :‬اتحاد المؤرخين العرب ‪1988 ،‬م)‪ ،‬ص‪.245‬‬

‫‪ -‬عامر ‪ ،‬سليمان ‪ :‬القانون في العراق القديم ‪ ( ،‬الموصل ‪ :‬جامعة الموصل ‪1977 ،‬م)‪ ،‬ج‪ ، 2‬ص ‪222‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ -‬كانت قوانين حمو رابي بمواده ا (‪ )282‬تع د انض ج الق وانين البش رية ومرجع ًا للكث ير من التش ريعات في‬ ‫‪49‬‬

‫الحضارات القديمة‪ .‬انظر ‪ :‬الكيالي ‪ ،‬عبد الرحمن ‪ :‬شريعة حمو رابي‪ ،‬أقدم الشرائع العالمية‪ ،‬حلب‪ :‬مطبع ة‬
‫الضاد‪1958،‬م)‪ ،‬ص‪ ، 50‬مصدر سابق ‪ ،‬وانظر ايضًا ‪ ،‬بهيجة خليل‪ ،‬مسلة حمورابي‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الحرية‪،‬‬
‫‪1980‬م)‪ ،‬ص‪.)6‬‬
‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪294‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫(‪)51‬‬
‫فق د ص اغ المل ك حم ورابي قانون ه ص ياغة فني ة قريب ة من ص ياغة الق وانين الحديث ة‬
‫والشدة التي جاءت في بعض مواده – مثل انحياز القاضي – تعد في قمة العدل ‪ ،‬ويتضح ذلك من‬
‫نص المادة (‪ )5‬من قانون حمورابي التي نصت على ‪:‬‬
‫((أذا نظ ر قاض ي قض ية قانوني ة واص در بخصوص ها حكم ًا ‪ ،‬وثبت (الحكم) على رقيم‬
‫مختوم ‪ ،‬وبعد ذلك غير قراره ‪ ،‬فإذا ثبت إن القاضي قد غير (حكمه) في القضية التي نظر فيها‪،‬‬
‫فعليه أن يتحمل عقوبة تلك الدعوى ويدفع اثني عشر مثلها ‪ .‬وزيادة على ذلك عليهم أن يطردوه‬
‫بال رحمة من مجلس القضاة ومن على كرسيه وال يحق له إن يجلس مع القضاة للنظر في دعوى‬
‫)) (‪. )52‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن هناك تشريعات حديثة لم تصل في تجسيد العدالة بمجازاة القاضي‬
‫‪ .‬إلى انه قريبًا من ذلك نظم المش رع الع راقي أحك ام (الج رائم المخل ة‬ ‫(‪)53‬‬
‫الذي يخرق مبدأ حياديته‬
‫بس ير العدال ة ‪ /‬المس اس بس ير القض اء) الم واد (‪ ، )242-233‬حيث نص ت الم ادة (‪ )234‬من‬
‫قانون العقوبات العراقي على انه ‪:‬‬
‫((يعاقب ب الحبس أو بالغرام ة أو بإح دى ه اتين العقوب تين ك ل ح اكم أو ق اض اص در حكم ًا ثبت ان ه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫غير حق وكان ذلك نتيجة التوسط لديه))‬
‫وتل ك الص ياغة هي أول م اتلفت النظ ر في ق انون حم ورابي ‪ ،‬حيث يالح ظ أنه ا تب دأ ب أداة‬
‫الش رط (إذا) ثم اف تراض واقع ة معين ة ثم النط ق ب الحكم على تل ك الواقع ة ‪ ،‬وه و أس لوب اتبعت ه‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫القوانين العراقية القديمة‬
‫ثالثًا ‪ -:‬الخاتمة‬
‫إما الجزء الثالث من قانون حمورابي فهو الخاتمة فقد انهي مواده القانونية بخاتمة طلب‬
‫فيها تنفيذ قوانينه وان يحافظ عليها كتبت باألسلوب نفسه الذي كتبت بها المقدمة وذكر فيها جميع‬

‫‪ -‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقي ة القديم ة ‪ ،‬مص در س ابق ‪ ،‬ص‪ .109-108‬وانظ ر ايض ًا ‪ ،‬الهاش مي ‪،‬‬ ‫‪50‬‬

‫رضا جواد ‪ :‬نظام العائلة في العهد البابلي القديم ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬منشورات مكتبة األندلس ‪1970 ،‬م ‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -‬ذيبان ‪ ،‬د ‪ .‬جمال مولود ‪ :‬تطور فكرة العدل في القوانين العراقية القديمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية العامة‬ ‫‪51‬‬

‫‪ ، )2001 ،‬ص‪.120‬‬
‫‪ -‬الياسين ‪ ،‬د ‪ .‬جعفر عبد األمير ‪ ،‬وس الم ‪ ،‬د ‪ .‬محم د علي ‪ ،‬و حمي د ‪ ،‬د ‪ .‬احم د مجي د ‪ :‬العقوب ات البدني ة في‬ ‫‪52‬‬

‫قوانين العراق القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الضياء للطباعة والتصميم ‪ ،‬النجف األشرف ‪2009 ،‬م ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -‬ذيبان ‪ ،‬د ‪ .‬جمال مولود ‪ :‬تطور فكرة العدل في القوانين العراقية القديمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.129‬‬ ‫‪53‬‬

‫‪ -‬الياسين ‪ ،‬د ‪ .‬جعفر عبد األمير ‪ ،‬وس الم ‪ ،‬د ‪ .‬محم د علي ‪ ،‬و حمي د ‪ ،‬د ‪ .‬احم د مجي د ‪ :‬العقوب ات البدني ة في‬ ‫‪54‬‬

‫قوانين العراق القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪ -‬األحمد ‪ ،‬د ‪ .‬سامي سعيد ‪ :‬المدخل في تاريخ العالم القديم ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬العراق القديم ‪ ،‬ج‪ ، 2‬بغداد ‪ ،‬كلي ة‬ ‫‪55‬‬

‫اآلداب ‪1983 ،‬م ‪ ،‬ص‪. 247‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪295‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫ماقام به من اإلعمال ‪ ،‬وكان يطلب فيها جميع إلهة البالد إفناء كل من اليعمل بهذه القوانين ومن‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫يحاول طمسها ويخربها أو إضافة اسمه عليها‬
‫وفيه يعود الملك حمورابي لإلرشاد بفضائله ويدعو خلفائه من بعده إن اليبدلوا القانون‬
‫الذي وضعه ‪ ،‬ويدعو اإللهة أن تنزل لعنتها بمن يشوه هذه النصوص أو يبدلها فتحيق به المصائب‬
‫والكوارث (‪. )57‬‬
‫وبهذا الصدد يشير (ول ديورانت) ‪(( :‬ان ه من النادر إن يجد اإلنسان في تاريخ الشرائع‬
‫‪ .‬ورغم رقي نص وص‬ ‫(‪)58‬‬
‫كلها ألفاظًا ارق وأجمل من األلفاظ التي يختتم بها حمورابي شريعته))‬
‫‪ ،‬و(التحكيم‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬واخذ بحكم (النفس ب النفس)‬ ‫‪‬‬
‫قانون حمورابي فقد تضمن قانونه (عقوبات قاسية)‬
‫‪‬‬
‫اإللهي)‬
‫نتائج البحث ‪-:‬‬
‫بعد هذا العرض العام ألبعاد (تاريخ القانون في الحضارات الشرقية القديمة) وعرض أهم‬
‫اإلبع اد ال تي حملته ا التش ريعات القانوني ة ال تي س بقت ق انون حم ورابي‪ ،‬والنق اط واألس س ال تي‬
‫تمرك زت ح ول تل ك الق وانين والتش ريعات ‪ ،‬الب د من تس جيل ع دة أم ور تك ون بمثاب ة خاتم ة ‪،‬‬
‫واستنتاجات توصل إليها الباحث ‪ ،‬وهي على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تاريخ الفكر القانوني هو سلسلة متصلة الحلقات يؤثر فيه السابق على األحق ‪ ،‬ويأخذ‬
‫الالحق ثمرة ما أنتجه السابق ليضيف إليه أو يعدل فيه حسب مقتضيات الزمان والمكان‪.‬‬
‫له ذا يالح ظ إنن ا حينم ا نتكلم عن الق انون الع راقي ف ان ذهن الس امع ينص رف ع ادة إلى‬
‫قانون حمورابي ‪ .‬غير إن هذا القانون ليس أول قانون مكتوب وصلنا من العراق الق ديم ‪،‬‬
‫فق د وص لتنا ق وانين أق دم عه دا من ه ‪ .‬وق انون حم ورابي يمث ل مرحل ة متقدم ة من مراح ل‬
‫التطور القانوني في العراق القديم ‪ ،‬بنيت على ما سبقها من مراحل ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن القانون ال يستطيع أن يستغني عن تاريخ القانون؛ ألنها تؤطر اإلخفاق والنجاح‬
‫القانونيين اللذين يشير إليهما تاريخ القانون بمنهج رصين معاصر‪ ,‬يقوم على وجهات‬
‫نظر معاصرة للفيلسوف الذي يتبناه‪ ,‬وان تاريخ القانون‬
‫‪-‬في الوقت نفسه‪ -‬يمنحها تعزيزًا وتأييدًا في وجهات نظرها‪ ,‬من خالل احتفاظه بذلك‬
‫اإلخفاق والنجاح‪ .‬وهذا ما يؤّيده جمٌع من فالسفة القانون ‪.‬‬

‫‪ -‬باقر‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ ،‬علي ‪ ،‬د ‪ .‬فاضل عبد الواحد ‪ ،‬س ليمان ‪ ،‬د ‪.‬ع امر ‪ :‬ت اريخ الع راق الق ديم ‪ ،‬ج‪ ، 2‬مص در‬ ‫‪56‬‬

‫سابق ‪ ،‬ص‪ ، 293‬وانظر أيضا ‪ ،‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.108-107‬‬
‫‪ -‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪. 43‬‬ ‫‪57‬‬

‫‪ -‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس ‪ :‬شريعة حمورابي ‪ :‬دراسة مقارنة مع التش ريعات القديم ة والحديث ة ‪ ،‬مص در س ابق ‪،‬‬ ‫‪58‬‬

‫ص‪. 33‬‬
‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪296‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫‪ .3‬تتح د وظيف ة التش ريعات القانوني ة في المجتم ع ببي ان الغاي ات ال تي ي رمى إلى تحقيقه ا‬
‫والوسيلة التي تتخذ لبلوغ هذه الغايات ورغم تعدد وتنوع الغايات أو األهداف التي تسعى‬
‫الظ اهرة القانوني ة إلى بلوغه ا وإ مك ان تباينه ا من مجتم ع ألخ ر ‪ ،‬فهن اك غاي ات مش تركة‬
‫ينش دها الق انون في ك ل مجتم ع هي األمن ‪ ،‬والع دل ‪ ،‬واالس تقرار ‪ ،‬بم ا يكف ل حري ات‬
‫اإلفراد وتحقيق مصالحهم ويحفظ للمجتمع كيانه ويضمن تقدمه ورقيه ‪.‬‬
‫‪ .4‬إن التشريعات القانونية في الحضارات الشرقية القديمة قد تعرضت لمبادئ قانونية بلغت‬
‫درجة كبيرة من التقدم ونجد صدى هذه المبادئ ال يزال موجودا في التشريعات الحديثة‬
‫وبه ذا يع د ق انون حم ورابي ه و أول ق انون اس تخدم األس لوب العلمي في ص ياغة م واد‬
‫إحكامه ‪.‬‬

‫‪ -‬جرائم كثيرة عاقب عليها قانون حمورابي بالموت منها هتك العرض ‪ ،‬خطف األطفال ‪ ،‬قطع الطرق ‪ ،‬الس طو‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬قتل المرأة لزوجها ‪ ،‬عدم إطاعة األهل وغيرهما ‪ .‬انظر ‪ ،‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬ق انون حم ورابي ‪ ،‬مصدر‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -‬قانون النفس ب النفس ج اء مفص ًال في الت وراة وأش ارت إلي ه الش ريعة اإلس المية ((وكتبن ا عليهم فيه ا إن النفس‬ ‫‪‬‬

‫بالنفس)) ‪ .‬انظر ‪ ،‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ -‬التحكيم اإللهي من العادات الش ائعة عن د بعض األمم ‪ ،‬وه و إثب ات الجريم ة على المتهم بإلقائ ه بالن ار أو الم اء‬ ‫‪‬‬

‫فيتعين إن ينجو منها إذا كان بريئ ًا وإ ال كان مذنبًا ‪ .‬انظر ‪ ،‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مصدر‬
‫سابق ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫‪ .1‬األحمد ‪ ،‬د ‪ .‬سامي سعيد ‪ :‬المدخل في تاريخ العالم القديم ‪ ،‬القسم األول ‪ ،‬العراق القديم ‪ ،‬ج‪ ، 2‬بغداد ‪،‬‬
‫كلية اآلداب ‪1983 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬أألعظمي ‪ ،‬د ‪ .‬محمد طه محمد ‪ :‬حمو رابي ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دائرة اآلثار والتراث ‪1990 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .3‬باقر ‪ ،‬األستاذ طه ‪ :‬قانون لبت عشتار ‪ ،‬قانون مملكة اشنونا ‪ ،‬وزارة الثقافة واإلعالم ‪ ،‬بغداد ‪1987 ،‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ .4‬باقر ‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ج‪ ، 1‬بغداد ‪1955 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .5‬باقر ‪ ،‬طه ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ ،‬ط‪ ، 2‬بغداد ‪1973 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .6‬باقر‪ ،‬د ‪ .‬طه ‪ ،‬علي ‪ ،‬د ‪ .‬فاضل عبد الواحد ‪ ،‬سليمان ‪ ،‬د ‪.‬عامر ‪ :‬تاريخ العراق القديم ‪ ،‬ج‪( ، 2‬بغداد‬
‫‪ ،‬جامعة بغداد ) ‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .7‬بهيجة خليل‪ ،‬مسلة حم ورابي‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الحرية‪1980 ،‬م) ‪.‬‬
‫‪ .8‬جعف ر ‪ ،‬د ‪ .‬علي محم د ‪ :‬نش أة الق وانين وتطوره ا ‪ ،‬المؤسس ة الجامعي ة للدراس ات والنش ر والتوزي ع ‪،‬‬
‫بيروت ‪ ،‬ط‪2002 ، 1‬م ‪.‬‬
‫‪ .9‬الحافظ ‪ ،‬د ‪ .‬هاشم ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬دار الحرية للطباعة ‪ ،‬بغداد ‪1980 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .10‬الحمداني ‪ ،‬شهيب احمد ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬بيت الحكمة ‪198-1987 ،‬س‪. 8‬‬
‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪297‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫‪ .5‬يع د ق انون حم ورابي أش هر ق انون مكتش ف ح تى اآلن فض ًال عن كون ه أكم ل الق وانين‬
‫وأنض جها ‪ ،‬وعلى ال رغم من إن ق انون (أورنم و ‪ ،‬ولبت عش تار ‪ ،‬واش نونا) اس بق من‬
‫قانون حمورابي فان قانون حمورابي يظل المحور األساسي ألية دراسة تاريخية قانونية‬
‫عن الق انون في العص ور القديم ة ‪ .‬بوص فها أكم ل الق وانين وأكثره ا م واد فه و ب رغم‬
‫نصوصه القليلة ولكنه تضمن معظم فروع القانون المختلفة ‪.‬‬

‫‪ .11‬دلو ‪ ،‬برهان الدين ‪ :‬حضارات مصر والعراق ‪ ،‬التاريخ االقتصادي – االجتماعي – الثقافي – والسياسي‬
‫‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الفارابي ‪ ،‬بيروت ‪1989 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .12‬ذيبان ‪ ،‬د ‪ .‬جمال مولود ‪ :‬تطور فكرة العدل في القوانين العراقية القديمة ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة ‪. )2001 ،‬‬
‫‪ .13‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬دار الرشيد للنشر ‪1979 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .14‬رشيد ‪ ،‬د‪ .‬فوزي ‪ :‬الشرائع العراقية القديمة ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬دار الرشيد للنشر ‪1979 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .15‬رو ‪ ،‬جورج ‪ :‬العراق القديم ‪ ،‬ترجمة وتعليق ‪ :‬حسين عليوي حسين ‪ ،‬جمهورية العراق ‪ ،‬وزارة الثقافة‬
‫واإلعالم ‪1984 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .16‬زناتي ‪ ،‬د ‪ .‬محمود سالم ‪ :‬قانون حمورابي ‪ ،‬مطبعة عين شمس ‪ ،‬القاهرة ‪1971 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .17‬ساكز ‪ ،‬هاري ‪ :‬عظمة بابل ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬د ‪ .‬عامر سليمان ‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬كلية اآلداب ‪1979 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .18‬سليمان ‪ ،‬د ‪ .‬عامر ‪ :‬القانون في العراق القديم ‪ ،‬ط‪. 1987 ، 2‬‬
‫‪ .19‬صادق ‪ ،‬د ‪ .‬هشام علي ‪ :‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪ ،‬بيروت ‪1982 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .20‬الطحان ‪ ،‬د ‪ .‬عبد الرضا ‪ :‬الفكر السياسي في العراق القديم ‪ ،‬بيروت ‪1981 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .21‬عامر ‪ ،‬سليمان ‪ :‬القانون في العراق القديم ‪ ،‬ج‪ ( 2‬الموصل ‪ :‬جامعة الموصل ‪1977 ،‬م)‪.‬‬
‫‪ .22‬عبد القادر ‪ ،‬الشيخلي ‪ :‬تاريخ العراق القديم ‪ ،‬بغداد ‪1995 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .23‬العبودي ‪ ،‬د ‪ .‬عباس ‪ :‬شريعة حمورابي ‪ :‬دراسة مقارنة مع التشريعات القديمة والحديثة ‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط‪2010 ، 2‬م ‪.‬‬
‫‪ .24‬العبودي ‪ ،‬عباس ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ،‬نشر ‪ ،‬وطبع ‪ ،‬وتوزيع مديرية دار الكتب ‪ ،‬الموصل ‪1988 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .25‬الغازي ‪ ،‬د ‪ .‬إبراهيم ‪ :‬تاريخ القانون في وادي الرافدين والدولة الرومانية ‪ ،‬بغداد ‪1973 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .26‬الغ زالي ‪ ،‬علي كس ار غ دير ‪ :‬ت اريخ وحض ارة بالد وادي الراف دين من أق دم العص ور ح تى نهاي ة‬
‫اإلمبراطورية األكدية ‪ ،‬دار الضياء للطباعة والنشر ‪ ،‬النجف األشرف ‪2009 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .27‬الكيالي ‪ ،‬د ‪ .‬عبد الرحمن ‪ :‬شريعة حمورابي ‪ ،‬أقدم الشرائع العالمية ‪ ،‬مطبعة الضاد ‪ ،‬حلب ‪1958 ،‬م‬
‫‪.‬‬
‫‪ .28‬مسكوني ‪ ،‬د ‪ .‬صبيح ‪ :‬تاريخ القانون العراقي القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغداد ‪1971 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .29‬الهاشمي ‪ ،‬رضا جواد ‪ :‬نظام العائلة في العهد البابلي القديم ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬منشورات مكتبة األندلس ‪1970 ،‬م‬
‫‪.‬‬
‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪298‬‬
‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬
 ‫تاريخ القانون في المجتمعات القديمة (قانون حمورابي) أنموذجًا‪.................................................................‬‬

‫‪ .6‬إن أقدم القوانين المكتوبة التي توصل إليها علماء اآلثار هي القوانين العراقية القديمة‬
‫ولذلك اعتبر المجتمع العراقي القديم أول مجتمع إنساني عاش في ظل القانون وترك‬
‫لنا بعض معالم ذلك القانون ‪.‬‬
‫التعليقات الختامية ‪-:‬‬

‫‪ .30‬الياسين ‪ ،‬د ‪ .‬جعفر عبد األمير ‪ ،‬وسالم ‪ ،‬د ‪ .‬محمد علي ‪ ،‬و حميد ‪ ،‬د ‪ .‬احمد مجيد ‪ :‬العقوبات البدنية في‬
‫قوانين العراق القديم ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الضياء للطباعة والتصميم ‪ ،‬النجف األشرف ‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫المصادر األجنبية‬

‫‪-Driver and Miles : The Babylonian Laws , OX Ford 1952 . 1‬‬

‫المجالت‬

‫‪ .1‬األعظمي ‪ ،‬د‪ .‬محم د ط ه محم د ‪ ،‬حمي د ‪ ،‬د‪ .‬احم د مجي د ‪ :‬ق انون حم و رابي ‪ ،‬دراس ة مقارن ة ‪ ،‬مجل ة‬
‫النجف األشرف ‪ ،‬العدد األول ‪2003 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ .2‬تقي عبد سالم‪ ،‬وصالح نعمان‪ ،‬التجارة الخارجية في العهد البابلي‪ ،‬مجلة المؤرخ العربي‪ ،‬ع (‪، )35‬‬
‫(بغداد ‪ :‬اتحاد المؤرخين العرب ‪1988 ،‬م) ‪.‬‬

‫] للدرا سات اإلنســــــانية‬ ‫‪299‬‬

‫مجلــــة مركز بابل [‬ ‫المجلد‪3/‬‬
‫العدد ‪2/‬‬