You are on page 1of 3

‫المحاضرة الثانية‪ :‬التشخيص و تقييم المؤسسات‬

‫لكي يتمكن الميندس المالي من اتخاذ أي قرار ال بد من معرفة مواطن القوة و الضعف لممؤسسة‬
‫عمى المستوى الداخمي‪ ،‬كما عميو أيضا أن يتعرف عمى المنافسة و التيديدات التي تواجييا المؤسسة‬
‫و كذلك عمى الفرص المتاحة ليا‪ .‬كما يأخذ بعين االعتبار مستقبل المؤسسة و ىو بصدد رسم و تنفيذ‬
‫الترتيبات المالية التي تخص أعمى الحصيمة‪ ،‬مثل إعادة ىيكمة ديونيا‪ ،‬التخمي عن أحد أو بعض‬
‫أنشطتيا‪ ،‬اقتناء أو اندماج مع مؤسسة أخرى‪...‬‬
‫‪ .1‬تعريف التشخيص‪:‬‬
‫يمكن تعريف التشخيص أنو أداة ميمة في اتصال المؤسسة مع محيطيا ماليا صناعيا وتجاريا‪ ،‬فيي‬
‫تيدف إلى تشخيص و فحص الوضعية المالية لممؤسسة لخدمة و دعم التقدير المستقبمي‪.‬‬
‫يكمن اليدف من التشخيص في تحديد و قياس المتغيرات الضرورية لتقييم المؤسسة‪ ،‬خاصة صافي‬
‫الخصوم‪ ،‬معدل العائد المنتظر و غيرىما‪ ،‬كما يسمح التقييم بتحديد قيمة المؤسسة و قيميا المنقولة أي‬
‫األسيم و السندات ‪ ،‬فعمى مدى جدية و دقة التشخيص و التقييم يتوقف نجاح باقي الق اررات ‪ ،‬كذلك يرٌكز‬
‫التشخيص في المؤسسة االقتصادية عمى بعض جوانبيا اليامة و ذلك حسب اليدف منو‪.‬‬
‫‪ ‬أنواع التشخيص‪:‬‬
‫ىناك الكثير من األنواع نحاول أن نذكر البعض منيا‪:‬‬
‫أ ‪ /‬التشخيص االستراتيجي‪ :‬ييتم ىذا النوع ب‪:‬‬
‫‪ ‬طبيعة و تاريخ األنشطة االقتصادية لممؤسسة؛‬
‫‪ ‬بنية االدارة و بنية المساىمين؛‬
‫‪ ‬مختمف منتوجات المؤسسة و مدى قدرتيا التنافسية في السوق؛‬
‫‪ ‬آفاق النمو و السياسة االستثمارية؛‬
‫‪ ‬االستراتيجية الصناعية التجارية و المالية المقترحة؛‬
‫‪ ‬المحيط االقتصادي لممؤسسة‪ ،‬المنافسة الموردون و الزبائن؛‬
‫‪ ‬الموارد البشرية‪ :‬تعدادىا‪ ،‬فئاتيا‪ ،‬أجورىا‪.....‬‬
‫ب ‪ /‬التشخيص البشري‪ :‬تزداد أىميتو في حالة االستيالء عمى المؤسسة أو التخمي عنيا‪ ،‬و ييتم ب‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف عمى الخبرة و الكفاءة و المعرفة التكنولوجية لمموظفين؛‬
‫‪ ‬التعرف عمى أجورىم و من ثم تطور كتمة األجور مستقبال؛‬
‫‪ ‬التعرف عمى انشغاالت و نوايا الموظفين في حالة ما إذا انتقمت ممكية المؤسسة إلى شخص آخر‬
‫(استقالة أم ال)‬

‫‪4‬‬
‫ج ‪/‬التشخيص القانوني و الجبائي‪ :‬عمى الميندس المالي أن يأخذ في الحسبان القضايا المتعمقة بالجانب‬
‫الضريبي و القانوني ( الوضعية إزاء مصالح الضرائب‪ ،‬المستجدات في القوانين الضريبية خاصة عمى‬
‫مستوى قانون المالية الجاري‪ ،‬المنازعات ‪ )...‬و وضعية المؤسسة إزاء مفتشية العمل‪.‬‬
‫د ‪ /‬التشخيص المالي‪:‬‬
‫عمى الميندس المالي االطالع عمى المعطيات المحاسبية من أجل تسييل تقييم المؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫تسعى المؤسسة لمحفاظ عمى ىيكميا المالي متوازنا خاصة عمى مستوى تواريخ استحقاق األصول‬
‫و الخصوم ( ال ينبغي تمويل استثماراتيا بواسطة د ق أ)‪.‬‬
‫يتم التشخيص المالي لممؤسسة أساسا من خالل القيام بتحميل مالي لييكميا المالي و ىو ما يتم من خالل‬
‫حساب مختمف النسب التي سنتناول أىميا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬المردودية تمثل رىان بقاء المؤسسة ‪،‬ونميز‪:‬‬
‫‪ ‬المردودية االقتصادية‪ :‬تشير إلى كفاءة استخدام االصول الثابتة في المؤسسة بمقارنة النتائج‬
‫المحققة باألموال المستثمرة و يمكن حسابيا‪:‬‬
‫المردودية االقتصادية = النتيجة الصافية‪/‬مجموع األصول‬
‫‪ ‬المردودية المالية‪ :‬وتعني مقارنة رؤوس األموال الموظفة من طرف المؤسسة بالنتائج التي تحققيا‬
‫ويمكن حسابيا‪:‬‬
‫المردودية المالية= النتيجة الصافية ‪ /‬األموال الخاصة‬
‫‪ ‬القدرة عمى الوفاء‪ :‬وىي قدرة المؤسسة عمى تسديد ديونيا في أقرب وقت و عادة ما تقيم بعدة‬
‫رأس المال العامل الصافي= األموال الدائمة ‪ -‬االصول الثابتة‬ ‫مؤشرات مثل‪:‬‬
‫و الذي يعطي أكثر ىيكمية لمقدرة عمى الوفاء و يسمح باألخذ بعين االعتبار الخصائص المرتبطة بعممية‬
‫النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬االستدانة‪ :‬يسمح بتقييم االستقاللية المالية و ذلك من خالل‪:‬‬
‫االستقاللية المالية= مجموع الديون‪ /‬األموال الخاصة‬
‫‪ ‬المرونة‪ :‬تعتمد المؤسسة في مواجيتيا لمتيديدات و األخطار الغير محتممة و اغتنام الفرص عمى‬
‫قدرتيا في تحرير و تعبئة الموارد المالية‪ ،‬و بالتالي فيي بحاجة لتقييم مرونتيا ‪ .‬إن كل ىذه‬
‫المؤشرات مرتبطة ببعضيا البعض فالمردودية مرتبطة باالستدانة و زيادة االستدانة تؤثر أو‬
‫تنقص من المرونة المالية و ىكذا‪ ،‬لكن من الواجب بعد كل عممية تشخيص أن تقوم المؤسسة‬
‫بعممية التقييم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ .2‬تقييم المؤسسة‪ :‬تأتي عممية التقييم بعد عممية التشخيص مباشرة وان اتخاذ أي قرار عمى‬
‫مستوى أعمى الحصيمة يتطمب من الميندس المالي دراية كاممة بالمؤسسة فكل عممية إصدار‬
‫أسيم تتطمب تقييما لممؤسسة االقتصادية‪ .‬كما أن عممية اإلدراج في البورصة تتطمب تقييم‪ .‬وكل‬
‫عممية رفع األموال أو االندماج أو البيع أو االقتناء تتطمب تقييما لممؤسسة‪.‬‬
‫تعريف التقييم‪ :‬ىو محاولة قياس قيمة تتكون من عناصر مادية و أخرى معنوية‪ .‬و ىي حالة المؤسسة‬
‫االقتصادية‪ ،‬أي تحديد سعر لممؤسسة و التعرف عمى قدرتيا عمى النمو‪ ،‬مشاكميا و البحث عن حمول‬
‫ليا‪ ،‬و ذلك قبل الوصول إلى مرحمة التفاوض عمى شرائيا و تحديد سعرىا‪.‬‬
‫مقاربات التقييم في المؤسسة ‪:‬‬
‫تختمف وجيات نظر األكادميين و الخبراء حول طرق تقييم المؤسسة ‪ ،‬سنتطرق ألىميا‪:‬‬
‫أ ‪ /‬مقاربة بالذمة المالية‪:‬‬
‫تعتمد في تحديد قيمة المؤسسة ودراسة حصيمة المؤسسة من أصوليا‪ .‬إال أن البنايات و التجييزات‬
‫المعمرة تثير إشكاال ‪ .‬و ىو ضرورة تصحيح أسعارىا أي تحيينيا ما يستدعي تدخل محترفين حسب كل‬‫ٌ‬
‫نوع من األصول حتى يتسنى تحديد قيمة المؤسسة تحديدا دقيقا‪ .‬إال أن ما يعيب ىذه الطريقة تجاىميا‬
‫لألصول الغير مادية أي ال تعطييا األىمية الالزمة‪.‬‬
‫ب ‪ /‬مقاربة بالتدفقات‪:‬‬
‫تعتمد ىذه المقاربة في تحديد قيمة المؤسسة عمى حساب القيمة الحالية لمعائد الذي تحققو أصوليا أي‬
‫القيمة الحالية لمتدفقات المالية المستقبمية ألصول المؤسسة ‪ .‬ىي طريقة سيمة تسمح باالستغناء عن‬
‫الخبراء من خارج المؤسسة ‪ ،‬غير أنيا تصطدم بمشكمة تحديد قيمة التدفقات المالية المستقبمية لألصل ‪.‬‬
‫كما تطرح إشكاال آخر يتمثل في صعوبة تحديد معدل التحويل إلى القيمة الحالية‪.‬‬
‫إن العائد المنتظر ىو المحدد لحجم االستثمار فإذا كان العائد ضعيفا مقارنة بمؤسسات أخرى مماثمة فإن‬
‫المستثمرين لن يقدموا عمى االستثمار في ىذه المؤسسة و العكس صحيح‪.‬‬
‫ج ‪/‬المقاربة بالمقارنة أو المركبة‪:‬‬
‫تقوم عمى أن قيمة األصل تكون متساوية مع قيمة أصول مماثمة أو مشابية ليا و في نفس القطاع‪ .‬ىذا‬
‫المبدأ تكون لو مصداقية بقدر ما تكون السوق المالية تتصف بالكفاءة‪ .‬يتم العمل بيا وفق الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬اختيار عينة من المؤسسات االقتصادية التي تنتمي إلى نفس القطاع ‪ ،‬ليا نفس الحجم‪ ،‬نفس‬
‫مستوى التطور‪ ،‬نفس الخصائص من حيث درجة المخاطرة‪ ،‬مستوى المردودية و معدل النمو؛‬
‫‪ ‬تحديد المؤشرات التي تتمتع بالنجاعة و تقوم عمى أساسيا بحساب مضاعف‪ ،‬نحدد انطالقا منو‬
‫قيمة المؤسسة موضوع التقييم‪.‬‬
‫يستخدم ىذا النوع عادة لتقييم المؤسسات غير المسعرة استنادا إلى العينة المسعرة بأخذىا كمرجع تقييمي‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like