You are on page 1of 35

‫المملكة العربٌة السعودٌة‬

‫وزارة التعلٌم‬

‫جامعة الطائف‬

‫كلٌة الشرٌعة واالنظمة‬

‫قسم االنظمة‬

‫موضوع البحث‪:‬‬

‫(االختصاص فً القرار االداري فً المملكة العربٌة السعودٌة)‬

‫إعداد الطالب‪ :‬رٌم سعد العتٌبً‬


‫الرقم االكادٌمً‪44001655:‬‬
‫الشعبة ‪834:‬‬
‫أشراف الدكتور ‪:‬ماهر تمام‬
‫الفصل الدراسً الثانً‪1434/‬ه ‪2022/‬‬

‫‪0‬‬
1
‫شكر وتقدٌر‪:‬‬
‫الشكر اوال هلل عز وجل واصلً على الهادي البشٌر ثم الشكر موصول ألعضاء‬
‫هٌئه الدرٌس الدكاترة االعزاء فً جهودهم الحثٌثة فً سبٌل اٌصال العلم لنا‬

‫فجزاهم هللا خٌرا‬

‫‪2‬‬
‫االهداء‬

‫اهدي العمل الى والدي‬

‫ودكاترتي االعزاء‬

‫والى اخوتي‬

‫واصدق ائي االعزاء‬

‫‪3‬‬
‫جذول انمحتىيات‬
‫(الفصل االول) ‪5 .................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫ممدمة الدراسة ‪5 ................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫أسباب ودوافع اختٌار الموضوع‪8 ............................... ................................ ................................ :‬‬
‫ٌمكن حصر أهداؾ البحث‪9 ..................................... ................................ ................................ :‬‬
‫مشكلة الدراسة‪01 ................ ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫منهج الدراسة ‪01 .................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫(الفصل الثانً) ‪03 ................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫المبحث األول مفهوم المرار اإلداري ‪03 ......................... ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثانً ‪01 ................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫أركان المرار اإلداري ‪01 ......................................... ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪11 ................. ................................ ................................ ................................‬‬
‫شروط المرار اإلداري ‪11 ........................................ ................................ ................................‬‬
‫الخاتمة‪21 ........................ ................................ ................................ ................................ :‬‬
‫المراجع ‪22 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل االول‬
‫‪-‬ممدمة البحث‬
‫‪-‬اسباب ودوافع اختٌار الموضوع‬
‫‪-‬اهداؾ البحث‬
‫‪-‬مشكلة البحث‬
‫‪-‬منهج البحث‬

‫‪5‬‬
‫(انفصم االول)‬

‫مقذمة انذراسة‬

‫إن الحمد نحمده ونستعٌنه ونستؽفره ونتوب إلٌه ونعوذ بن من شرور أنفسنا‬
‫وسٌبات أعمالنا من ٌهده ا فال مضل له ومن ٌضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال‬
‫اوحده ال شرٌن له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‪.‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫فإن الشرٌعة اإلسالمٌة هً اإلطار العام الذي تدور فً فلكه كافة النظم الوضعٌة‬
‫فً المملكة العربٌة السعودٌة‪ .‬ومما ال اختالؾ علٌه أن العاللات والمنازعات التً‬
‫توجد لها حلول شرعٌة صرٌحة فً مصادر الشرٌعة االساسٌة وهً المرآن الكرٌم‬
‫والسنة النبوٌة» فإنها تخضع وجوبا لهذه الحلول‪ .‬أما بالنسبة للمسابل التً لم ٌرد لها‬
‫نص صرٌح فً مصادر الشرٌعة األساسٌة» فإن المملكة وضعت لمعالجتها (أنظمة )‬
‫مستندة إلى المصادر االجتهادٌة للشرٌعة اإلسالمٌة» من إجماع ولٌاس ومصالح‬
‫مرسلة‪"0‬‬

‫‪.‬والمحافظة على سالمة اإلدارة وصحتها مطلب شرعً ٌؤكد على أن تكون‬
‫المرارات اإلدارٌة سلٌمة كاملة العناصر؛ ومن هذه العناصر األساسٌة االختصاص ‪.‬‬
‫وترتبط فكرة االختصاص بمبدأ الفصل بٌن السلطات ومبدأ المشروعٌة «فإذا كان‬
‫مبدأ الفصل بٌن السلطات ٌموم على أساس توزٌع االختصاصات بٌن السلطات‬
‫الثالث وعدم جواز افتبات أي منها على األخرى احتراما لتوزٌع االختصاص فٌما‬
‫بٌنها « فإن هذا المبدأ ٌعنً أٌضا توزٌع اختصاصات السلطات اإلدارٌة بعضها بٌن‬
‫بعض وداخل كل منها أٌضا « مراعاة العتبارات معٌنة حددها الدستور أو المانون »‬
‫تمتضٌها المبادئ المانونٌة العامة أحٌانا‬

‫‪0‬‬
‫خلٌل؛ عادل عبد الرحمن‪ :‬الدانون اإلداري السعودي مكتبة مصباح جدة طالء ‪014‬اؾ ص‪3‬‬

‫‪6‬‬
‫‪.‬وٌمصد باالختصاص هنا صالحٌة الموظؾ التخاذ لرار إداري «وهذه الصالحٌة‬
‫تمنح للموظؾ على أساس مراعاة اعتبارات معٌنة ٌراعى فٌها درجت‬

‫الوظٌفٌة والمٌادٌة «وال ٌتمتع بهذه الصالحٌة إال بعض الموظفٌن فمط دون ؼٌرهم‬
‫«وٌجب احترام المواعد المتعلمة بتوزٌع االختصاص بٌن الموظفٌن أو المٌادٌٌن‬
‫وبعضهم ببعض سواء كان أساس توزٌع هذا االختصاص موضوعٌا أو مكانٌا ‪".‬‬
‫وللحدٌث عن االختصاص فً المرار اإلداري ٌنبؽً علٌنا أوال أن نحدد ماهٌة‬
‫المرار اإلداري من حٌث مفهومه وأركانه وشروطه وهذا ما سنتناوله فً الفصل‬
‫الثانً من هذه الدراسة ثم بعد ذلن نتناول االختصاص فً المرار اإلداري ومفهومه‬
‫‪1‬‬
‫ومصادره فً الفصل الثالث‬

‫‪.‬ثم نوضح فً الفصل الرابع أثر تخلؾ عنصر االختصاص على صحة المرار‬
‫اإلداري من خالل الرلابة المضابٌة على هذا المرار؛ الذي هو وسٌلة اإلدارة للتعبٌر‬
‫عن إراداتها المنفردة والملزمة إذ هً بما تملكه من سلطة عامة لد تلجأ فً‬
‫تصرفاتها إلى وسابل السلطة العامة وامتٌازات المانون العام بما تتضمنه من إعالء‬
‫إلرادة اإلدارة ‪ -‬كممثلة للصالح العام للمجتمع ‪ -‬على إرادة أفراد هذا المجتمع‪ .‬وهذا‬
‫النوع من التصرفات هو الذي ٌتصؾ بالصفة اإلدارٌة وتعتبر المنازعات المتعلمة به‬
‫منازعات إدارٌة تخضع ألحكام المانون اإلداري وٌختص بالرلابة علٌها المضاء‬
‫اإلداري‪ .‬لذلن كان من األهمٌة بمكان ترسٌخ وأٌضا حدور السلطة المضابٌة فً‬
‫‪2‬‬
‫الرلابة على ما تصدره اإلدارة من لرارات إدارٌة‬

‫‪1‬‬
‫السنوسً «صبري دمحم «ركن االختصاص فً المرار اإلداري الكوٌتً؛ الكوٌت» مجلة الحموق» جامعة الكوٌت‪ 3118 :‬اهه السنة‬
‫الحادٌة والثمانون العدد «‪ 43‬ص‪.201‬‬
‫‪2‬‬
‫عطٌة «عادل عبد المنعم» الرلابة المضابٌة على أركان المرار اإلداري وعٌوبه «الماهرة؛ مجلة السمٌة اإلدارٌة «‪ 301‬السنة‬
‫الخامسة عشر العدد ‪ 4‬ص‪.23‬‬

‫‪7‬‬
‫أسباب ودوافع اختيار انمىضىع‪:‬‬

‫تهدؾ الشرٌعة اإلسالمٌة إلى حماٌة حٌاة اإلنسان لٌعٌش كرٌ ًما من خالل عدة أمور‬
‫منها إدارة هذه الحٌاة بشكل سلٌم وتعتبر المرارات اإلدارٌة من أهم وسابل الوظٌفة‬
‫ومظهرا من أخطر مظاهر السلطات واالمتٌازات المانونٌة التً تتمتع بها‬
‫ً‬ ‫اإلدارٌة‬
‫ضا تتعرض‬
‫اإلدارة والتً ترجح كفتها على كفة األفراد("» والمرارات اإلدارٌة أٌ ً‬
‫للصحة والبطالن ولد تتعرض لالنعدام بفمد ركن من أركانها كركن االختصاص‬
‫محل الدراسة الذي ٌعتبر من أهم ركابز المرارات اإلدارٌة بل والعمل اإلداري‪1‬‬
‫ألن المرارات اإلدارٌة تسند إلى من لدٌه تأهٌل خاص وٌمتلن مهارات وخبرات‬
‫محددة« بل إن المنظم ٌنص فً بعض الحاالت على صدور المرار من الربٌس‬
‫األعلى للوزارة أو الجهة الحكومٌة لخطورة ما ٌترتب على بعض المرارات »ومن‬
‫هذا المنطلك تتضح أهمٌة ركن االختصاص السٌما أنه أول األركان التً بسط علٌها‬
‫المضاء اإلداري رلابته ‪ 1‬لهذا كانت دراسته تتسم بأهمٌة كبٌرة والرلابة المضابٌة‬
‫علٌها تعتبر من أهمال وسابال لتتحمك األمن المانونً وتزٌد من ارتٌاح الناس إلى‬
‫سالمة أعمال اإلدارة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫يمكه حصر أهذاف انبحث‪:‬‬
‫‪ .0‬بٌان مفهوم المرار اإلداري‬
‫‪ .1‬تحدٌد أركان المرار اإلداري ‪.‬‬
‫‪ .2‬ذكر شروط المرار اإلداري ‪.‬‬
‫‪ .3‬توضٌح مفهوم االختصاص اإلداري‪.‬‬
‫‪ .4‬ذكر مصادر االختصاص اإلداري‪.‬‬
‫‪ .5‬إٌضاح حدود االختصاص اإلداري‪.‬‬
‫‪ .1‬ذكر الجهة المختصة بالرلابة المضابٌة على االختصاص فً المرار‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ .8‬تحدٌد الطعن فً المرار اإلداري بعدم االختصاص‬

‫‪9‬‬
‫مشكهة انذراسة‪:‬‬
‫هنان عناصر جوهرٌة الزمة ‪ -‬من وجهة نظر الفمه اإلداري ‪ -‬لوجود المرار‬
‫اإلداري وهذه العناصر هً‬

‫‪ .0‬االختصاص ‪ -‬من ٌتخذ المرار؟‬


‫‪ .1‬الشكل ‪ -‬كٌؾ ٌتخذ المرار أو (الصورة التً ٌصدر بها المرار)؟‬
‫‪ .2‬السبب ‪ -‬لماذا ٌتخذ المرار؟‬
‫‪ .3‬اإلجراءات ‪ -‬الخطوات التً ٌجب أن ٌمر بها المرار لبل اتخاذه؟‬
‫‪ .4‬المحل ‪ -‬من ٌتأثر بالمرار؟‬
‫‪3‬‬
‫‪ .5‬الؽاٌة لماذا ٌتخذ المرار؟‬

‫وٌؤدي عدم توافر عنصر من العناصر السابمة إلى إمكانٌة إلؽاء المرار أمام المضاء‬
‫وتكمن مشكلة الدراسة فً معرفة العنصر األول (االختصاص)ومفهومه والرلابة‬
‫المضابٌة علٌه وتأثٌر عدم إلمام مصدر المرار اإلداري بالمملكة العربٌة بنطاق‬
‫اختصاصه مما ٌؤدي أحٌانًا لإلخالل بواجبات الحفاظ على البٌبة اإلدارٌة واختالل‬
‫المعٌشة «ولد ٌؤدي إلى اختالل األمن» فالبد من الجواب على السؤال الربٌس‬

‫وهو‪ :‬ما الممصود باالختصاص فً المرار اإلداري وما دور الرلابة المضابٌة علٌه‬
‫فً المملكة العربٌة السعودٌة؟‬

‫‪3‬‬
‫كنعان »نواؾ‪ :‬اتخاذ المرارات اإلدارٌة بٌن النظرٌة والتطبٌك« مكتبة الجامعة األردنٌة« عمان ط ‪15‬؛‬

‫‪10‬‬
‫تساؤالت الدراسة ‪:‬‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عن األسبلة الفرعٌة االتٌة‪:‬‬

‫‪ .0‬ما مفهوم المرار اإلداري؟‬


‫‪ .1‬ما أركان المرار اإلداري؟‬
‫‪ .2‬ما شروط المرار اإلداري؟‬
‫‪ .3‬ما مفهوم االختصاص اإلداري؟‬
‫‪ .4‬ما مصادر االختصاص اإلداري؟‬
‫‪ .5‬ما حدود االختصاص اإلداري؟‬
‫‪ .1‬ما الجهة المختصة بالرلابة المضابٌة على االختصاص فً المرار اإلداري؟‬

‫‪11‬‬
‫مىهج انذراسة ‪:‬‬

‫المنهج هو المنهج الوصفً ء اسلوب تحلٌل المحتوى) أو المضمون ‪ (:‬والطرٌمة‬


‫التً أتبعها الباحث الطرٌمة االستمرابٌة التحلٌلٌة‪ .‬استمراء اآلراء واأللوال الواردة‬
‫فً هذا الموضوع وتحلٌلها للخروج بالنتابج المرجوة بإذن هللا تعالى‪01‬‬

‫المبحث االول‪ :‬ماهٌة المرار االداري‬

‫المبحث الثانً‪ :‬أركان المرار االداري‬

‫المبحث الثالث‪ :‬شروط المرار االداري‬

‫‪12‬‬
‫الفصل الثانً‬

‫‪-‬المبحث االول ‪ :‬ماهٌه المرار االداري‬

‫‪-‬المبحث الثانً‪ :‬اركان المرار االداري‬

‫‪-‬المبحث الثالث‪ :‬شروط المرار االداري‬

‫‪13‬‬
‫(انفصم انثاوي)‬

‫انمبحث األول مفهىو انقرار اإلداري‬


‫إن المرار اإلداري هو أبرز مظهر ٌتجسد فٌه سلطان اإلدارة‪ :‬فهً تستطٌع عن‬
‫طرٌمه وبإرادتها المنفردة أن تصدر أوامر ملزمة لإلفراد بعمل شًء أو باالمتناع‬
‫عن عمل شًء فٌلتزمون بالخضوع لهذه األوامر طواعٌة أو كرها ‪.‬ولذا فإن المرار‬
‫‪4‬‬
‫اإلداري هو أهم مظهر التصال اإلدارة باألفراد‬

‫"ولم ٌتعرض النظام المصري والنظام السعودي لتحدٌد الممصود بالمرار اإلداري؛‬
‫األمر الذي دعا رجال الفمه والمضاء إلى االضطالع بهذه المهمة وذلن بمحاولة‬
‫وضع تعرٌؾ للمرار اإلداري إال أنهم لم ٌتفموا على تعرٌؾ واحد إذ تعددت‬
‫التعارٌؾ وأفرؼت فً عبارات مختلفة تبعا الختالؾ الزاوٌة التً ٌنظر منها كل‬
‫‪5‬‬
‫منهم إلى المرار اإلداري"‬

‫‪.‬ولد استمر المضاء اإلداري المصري ‪ -‬أخذًا بالمعٌار الشكلً ‪ -‬على تعرٌؾ المرار‬
‫اإلداري بأنه‪ :‬إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بمصد إحداث أثر لانونً ٌكون‬
‫‪1‬‬
‫ً‬
‫جابزا وممكنًا لانونًا وبباعث المصلحة العامة"‬

‫‪ ,‬وللنا أن المانون اإلداري المصري أخذ باالعتبار المعٌار الشكلً وذلن بأنه استند‬
‫فً تحدٌد نوع العمل والوظٌفة إلى صفة الهٌبة التً تباشراها بٌنما المعٌار‬
‫‪8‬‬
‫الموضوعً أو المادي هو الذي ٌبنً التمٌٌز على طبٌعة العمل أو الوظٌفة ذاتها‪,‬‬

‫" وللتوضٌح أكثر فإن سبب تردد الفمه الحدٌث بٌن معٌاري الشكل والموضوع هو‬
‫الحاجة إلى البحث عن معٌار نمٌز به فً أعمال الدولة بٌن المرارات أو األوامر‬
‫اإلدارٌة وبٌن سابر أعمال الدولة من تشرٌعٌة ولضابٌة ‪.‬فالمعٌار الشكلً ٌرجع‬
‫فتحدٌد العمل إلى مركز المابم به والسلطة التً أصدرته ‪.‬والمعٌار الموضوعً‬
‫‪4‬‬
‫الطماوي سلٌمان دمحم‪ :‬الوجٌز فً المانون اإلداري دار الفكر العربً الماهرة‪ 0915‬؛م‪ 0‬ص‬
‫‪5‬‬
‫لسناريء المرارات اإلدارٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة» مرجع سابك» ص‪41‬‬
‫‪1‬‬
‫حلمً محمود‪ :‬المرار اإلداري دار الكتب الماهرة‪ :‬طاء ‪01040‬م؛ ص‪ 00‬؛ والخولً؛ عمر ‪:‬تعرٌؾ المرار اإلداري» ملدعى لضاء‬
‫المظالم والتحكٌم؛ معهد اإلدارة العامة» الرٌاض» دط دات »ص‪.1‬‬
‫‪8‬‬
‫حافظ المرار اإلداري مرجع سابك» ص‪2‬‬

‫‪14‬‬
‫ٌرجع فً تحدٌد العمل إلى طبٌعته وجوهره وأنه ٌجب الولوؾ على طبٌعة العمل أن‬
‫‪9‬‬
‫نتناوله فً ذاته وأن نفحص فحواه‪.‬‬

‫وٌتبٌن من التعرٌؾ السابك للمرار اإلداري‪ :‬بأنه إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة‬
‫بمصد إحداث أثر لانونً ٌكون جابز أو ممكنا لانونًا وبباعث المصلحة العامة ‪.‬إن‬
‫المرار اإلداري ٌجب أن ٌصدر بإرادة سلطة إدارٌة بالدولة وبالتالً ال ٌعد العمل‬
‫الصادر من سلطة عامة أخرى كالسلطة المضابٌة عمال إدارًٌا وكذلن األعمال‬
‫‪01‬‬
‫المانونٌة التً تصدر عن األفراد أو الجمعٌات ذات النفع العام‬

‫وهذه النمطة بالذات مما ٌؤخذ على هذا التعرٌؾ‪ .‬فهو أخرج الجمعٌات ذات النفع‬
‫العام مع أن األنظمة منحتها سلطة البت والتمرٌر ‪.‬كما ٌتبٌن من التعرٌؾ المشار إلٌه‬
‫باإلضافة إلى صدوره بإرادة سلطة إدارٌة بالدولة صدوره من مختص بإصدار‬
‫المرارات فال ٌعتبر لرارا إدارًٌا المرار الصادر من أحد موظفً اإلدارة الذٌن لٌس‬
‫لهم سلطة إصدار المرارات أو المرار الصادر من شخص لٌس موظفا على اإلطالق‬
‫ألن لراره فً هذه الحال ٌكون معدوما‪.‬‬

‫ضا مما ٌؤخذ على التعرٌؾ المشار إلٌه حٌث أن من شروط التعرٌؾ أن‬
‫وهذا أٌ ً‬
‫ٌكون مانعًا‪ .‬وصدور المرار من مختص بإصدار المرارات اإلدارٌة شرط لصحة‬
‫المرار ولٌس دا ًخال فً ماهٌة المرار نفسه وأركانه ‪.‬كما أنه ٌؤخذ على هذا التعرٌؾ‬
‫بأنه ؼٌر جامع على أساس أنه ٌتحدث عن إفصاح اإلدارة فً حٌن أن المرار السلبً‬
‫لرارا‬
‫ً‬ ‫كعدم رد اإلدارة على طلب االستمالة من موظؾ عام خالل فترة معٌنة ٌعتبر‬
‫بمبول االستمالة» فمثل هذه المرارات تستخلص فً معظم األحٌان من سكوت اإلدارة‬
‫وامتناعها عن إعالن رأٌها صراحة فً ظروؾ معٌنة ومثل هذا المرار ال ٌمكن‬
‫وصفه بأنها فصاح عن اإلرادة " ‪,‬وهذا التعرٌؾ على ما ٌشوبهن انتمادات فإنه الذي‬
‫تبناه "لرار دٌوان المظالم فً المضٌة رلم ‪ 10‬ق لعام ‪ , 493‬بٌنما نجد المضاء‬

‫‪9‬‬
‫انظر‪ :‬الطماوي« الوجٌز فً العانون اإلداريء مرجع سابكء ‪40‬‬
‫‪01‬‬
‫انظر‪ :‬رسالن‪ :‬أنور أحمد المانون اإلداري السعودي سظٌم اإلدارة العامة ونشاطها معهد اإلدارة«‬
‫المرارات اإلدارٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة؛ مرجع سابك »ص‪43‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلداري السعودي لد عرؾ المرار اإلداري بأنه ما ٌصدر من سلطة إدارٌة أٌا كان‬
‫مضمونه أو محتواه سواء كان منشبا لمراكز شخصٌة أو ذاتٌة‬

‫أقسام القرار اإلداري ‪:‬‬


‫هنان معاٌٌر متعددة ٌمسم المرار اإلداري طبما لها ومنها تكوٌن المرارات »ومداها‬
‫وعمومتٌها وشكلها ورلابة المضاء علٌها‬

‫‪.‬المرارات اإلدارٌة من حٌث التكوٌن تنمسم إلى لرارات بسٌطة ولرارات مندمجة‬
‫فهنان لرارات مستملة لوحدها كمرار تعٌٌن موظؾ أو منح ترخٌص وهنان لرارات‬
‫عدة مندمجة فً عملٌة واحدة نظامٌة تتم على مراحل كالمرارات المندمجة فً‬
‫عملٌات المسابمات الوظٌفٌة مثل أن ٌصدر لرار بعدم السماح ألحد األفراد‬
‫باالشتران فً مسابمة على إحدى الوظابؾ "‪.‬المرارات اإلدارٌة من حٌث مداها‬
‫صا‬
‫وعمومتٌها تنمسم إلى لرارات تنظٌمٌة (لوابح) ولرارات فردٌة تخاطب أشخا ً‬
‫بعٌنهم وال تضع لواعد عامة ‪.‬أما المرارات التنظٌمٌة فهً فً حمٌمتها تشرٌع ثانوي‬
‫بالنسبة للسلطة التنظٌمٌة حٌث أنه ٌصدر من اإلدارة بحسب ما ٌمتضٌه من سٌر‬
‫عادي لإلدارة كاللوابح التنفٌذٌة أو ما تتطلبه ظروؾ استثنابٌة كلوابح الضرورة ‪.‬‬
‫المرارات اإلدارٌة من حٌث شكلها تنمسم إلى لرارات صرٌحة ولرارات ضمنٌة‬

‫‪16‬‬
‫انمبحث انثاوي‬

‫أركان انقرار اإلداري‬

‫ٌحاول بعض الكتاب فً مجال األنظمة تحدٌد أركان المرار اإلداري فً ضوء تحدٌد‬
‫أركان التصرفات المانونٌة فٌحصرون هذه األركان فً اإلرادة والمحل والسبب‬

‫‪.‬وٌعارض البعض اآلخر فً ذلن وٌرون أن ركن االنعماد الوحٌد فً المرارات‬


‫اإلدارٌة ٌكمن فً التعبٌر أي إفصاح جهة اإلدارة عن إرادتها الملزمة أما ما عدا‬
‫ذلن مما ٌجري به تعرٌؾ المرار اإلداري فإنه ال ٌتصل بؽٌر شروط صحة هذه‬
‫المرارات ‪.‬ومعظم المتمدمٌن من شراح األنظمة ٌرون أن أركان المرار اإلداري‬
‫خمسة ‪:‬‬

‫الركن األول‪ :‬االختصاص ‪.‬‬

‫الركن الثانً‪ :‬الشكل ‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬المحل ‪.‬‬

‫الركن الرابع‪ :‬السبب ‪.‬‬

‫الركن الخامس‪ :‬الؽاٌة‬

‫وبعضهم ٌضٌؾ اإلجراءات وهً الخطوات التً ٌجب أن ٌمر بها المرار اإلداري‬
‫لبل اتخاذ وبعضهم ٌخالؾ فً هذا الركن األخٌر (ركن اإلجراءات )وٌضع بدالً منه‬
‫ركن اإلفصاح عن إرادة اإلدارة ومنهم من عد "ركن اإلرادة هو الوحٌد وما عداه‬
‫فشروط ‪").‬والباحث ٌرى أن الركن هو الذي إذا انهار أو تخلؾ اختل البنٌان وتهدم‬
‫والمرار اإلداري هو العمل النظامً الصادر من اإلدارة بإرادتها المنفردة ‪.‬‬

‫فتكون أركان المرار اإلداري هً ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الركن األول‪ :‬الجهة اإلدارية مصدره القرار ‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬العمل النظامي القانىني‪.‬‬

‫الركن الثالث‪:‬‬
‫اإلرادة المنفردة ‪.‬ولعل ما ٌرجح هذا الرأي عدة أسباب منها أن ما عده أصحاب‬
‫األلوال األخرى من أن الشكل واالختصاص والؽاٌة والسبب والمحل أركان للمرار‬
‫اإلداري ٌرد علٌه أنها شروط ال تزٌد على أنه ٌلزم من عدمها العدم وال ٌلزم من‬
‫وجودها وجود وال عدم لذاتها ولد أشار لذلن الدكتور سلٌمان الطماوي مثلما سٌأتٌنا‬
‫عند حدٌثه عن السبب كركن للمرار اإلداري ‪.‬فالشكل هو المظهر الخارجً أو‬
‫اإلجراءات للمرار ولٌست المرار نفسه وال ٌكون هذا المظهر أو اإلجراءات واجبة‬
‫إال بإٌجاب المنظم لهما ‪.‬كما أن االختصاص ٌموم به المنظم مراعًٌا المسؤولٌات‬
‫والتشعبات الوظٌفٌة فالمنظم ٌموم باشتراطه نظرا التساع األجهزة اإلدارٌة فمط ‪.‬كما‬
‫أن الؽاٌة هً فً األصل جواب للسؤال‪ :‬لماذا ٌتخذ المرار اإلداري أي بعد ظهور‬
‫ضال عن أنتكون ركنا له ‪.‬أما السبب‬
‫المرار تحمك الؽاٌة منه ولٌست هً داخلة فٌه ف ً‬
‫فهو مبرر إصدار المرار اإلداري وهو مثل الؽاٌة فً عدم صالحٌته الن ٌكون ركنا‬
‫فً المرار اإلداري ‪.‬إال أن الؽاٌة الحمة للمرار اإلداري والسبب سابك علٌه فمثًال‬
‫سبب المرار الصادر بإحالة أحد الموظفٌن إلى التماعد بناًء على طلبه هو تمدٌم‬
‫الموظؾ لطلب اإلحالة إلى التماعد‪ ،‬ولد عد الدكتور سلٌمان دمحم الطماوي السبب‬
‫ركنا للمرار اإلداري لكنه عند الحدٌث عن هذا الركن أشار إلى ما ٌوحً بخالؾ‬
‫ذلن بموله‪ :‬فعمل السبب ٌمكن تشبٌهه بإشارة المرور ال ٌمكن السٌر دون مراعاتها‬
‫ولكن وجودها ال ٌستلزم الممرورة ‪".‬وللتوضٌح أكثر فإن المرار اإلداري الصادر‬
‫بتولٌع عموبة على موظؾ هو بسبب مخالفة ارتكبها والؽاٌة منه ردعه عن معاودة‬
‫ارتكاب السبب ‪.‬أما محل المرار اإلداري فهو موضوع المرار وما ٌترتب علٌه من‬
‫آثار ولٌس ماهٌته هو فال أثر ال ٌمكن أن ٌكون ركن ال لمؤثر فالمرار اإلداري الذي‬
‫ٌصدر ٌفصل موظؾ محله هو لطع العاللة بٌن اإلدارة والموظؾ وال أحد ٌمول بأن‬

‫‪18‬‬
‫لطع العاللة تلن ركن من أركان المرار اإلداري إذ هً أثر من اثاره ‪.‬علٌه ٌتضح‬
‫لنا أن أركان المرار اإلداري التً ٌلزم من وجودها وجود المرار‪.09‬‬

‫اإلداري وٌلزم من عدمها انعدام المرار اإلداري بناء على تعرٌفه ‪:‬‬

‫الركن األول‪ :‬الجهة اإلدارٌة مصدرة المرار ‪.‬‬

‫الركن الثانً‪ :‬العمل النظامً المانونً ‪.‬‬

‫الر كن الثالث‪ :‬اإلرادة المنفردة‪.‬‬

‫الركن األول‪ :‬الجهة اإلدارٌة مصدرة المرار ‪:‬‬

‫للنا أن المرار اإلداري هو العمل النظامً الصادر من اإلدارة بإرادتها المنفردة ‪.‬‬
‫فالماعدة أن المرار اإلداري من امتٌازات اإلدارة وتعبر به عن إرادتها المنفردة‬
‫سلطة إدارٌة بصفتها شخصٌا معنوٌا عا ًما إللٌمًٌا أو مرفمٌأ وٌتعلك بمسألة أو رابطة‬
‫عامة أو بحك عام‪.‬‬

‫فإذا لم ٌكن كذلن ودار المرار حول رابطة من الروابط التً تنشأ عن عاللات‬
‫األفراد أو الهٌنات الخاصة خرج بهذا الوصؾ عن عداد المرارات اإلدارٌة‬
‫وانحسرت عنه صفه المرارات االدارٌة‬

‫كالنزاع الذي حدث بٌن شركة تأمٌن وأحد عمالبها وعند االحتكام إلى الوزارة التً‬
‫تعتمد أنها صاحبة والٌة أصدرت لرارا بعدم االختصاص وعند الطعن باإللؽاء على‬
‫ذلن المرار جاء فً حكم دٌوان المظالم ما نصه‪ "... :‬إنه من األمور المسلم بها أن‬
‫مجرد صدور المرار أو اإلجراء من جهة إدارٌة ال ٌخلع علٌه فً كل األحوال »‬
‫وبحكم اللزوم وصؾ المرار اإلداري الذي ٌجوز الطعن فٌه أمام دٌوان المظالم‬
‫وٌتضمن الدٌوان نظره والفصل فً الخصومة الناشبة عنه وإنما ٌلزم حتى ٌتحمك‬
‫إسباغ صفة المرار اإلداري علده أن ٌكون إدارٌا بحسب موضوعه وفحواه كأن‬

‫‪19‬‬
‫ٌتعلك بمسألة أو رابطة عامة أو بحك عام» فإذا لم ٌكن كذلن ودار المرار حول‬
‫رابطة من الروابط التً تنشأ عن عاللات األفراد أو الهٌبات الخاصة ببعضهم‬
‫البعض خرج بهذا الوصؾ عن عداد المرارات اإلدارٌة أٌا كان مصدره وانحسرت‬
‫عنه صفة المرار اإلداري وبالتالً تنحسر عن المنازعة الناشبة بشأنه والٌة المضاء‬
‫اإلداري‪."20‬‬

‫وفى حكم اخر أشر نزاع مشابه بٌن شركة للتراكتورات والمعدات الثمٌلة وإحدى‬
‫الوزارات وتتلخص المضٌة فً أن أحد األفراد اشترى من تلن الشركة باألرجل‬
‫ولكنه لم ٌحترم التزاماته وإزاء الطعن على لرار الوزارة لعدم اختصاصها صدر‬
‫حكم مماثل للحكم سالؾ الذكر مستخد ًما ذات العبارات‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الركن الثانً‪ :‬العمل النظامً المانونً‪:‬‬

‫وهو "إفصاح اإلدارة ابتداًء عن إرادتها المنفردة أو المتاللٌة مع إرادة أخرى‬


‫باألسالٌب التً نظمها المانون بمصد ترتٌب اثار لانونٌة معٌنة "(‪ 1‬وبهذا ٌخرج من‬
‫نطاق المرار اإلداري األعمال المادٌة واألعمال التً ال ٌترتب علٌها أي أثر مثل‬
‫األعمال التحضٌرٌة أو التمهٌدٌة أو تشكٌل لجنة لدراسة موضوع م ‪(".‬فاألعمال‬
‫المادٌة تتمٌز بولوعها أو ولوع إجراء مثبت لها دون أن ٌمصد به تحمٌك آثار‬
‫لانونٌة بخالؾ المرار اإلداري‪.‬‬

‫ومن أمثلة األعمال المادٌة األعمال الفنٌة التً ٌموم بها رجال اإلدارة من تصمٌمات‬
‫ورسوم وكذلن حوادث مركبات اإلدارة فالمنطك ٌملً بأن هذه األعمال لٌست‬
‫لرارات إدارٌة‬

‫الركن الثالث‪ :‬اإلرادة المنفردة‪:‬‬

‫للنا إن الركن األول للمرار اإلداري أن ٌصدر عن جهة إدارٌة وأن ٌكون ما صدر‬
‫عمل نظامً لانونً وهو ما ٌمثل الركن الثانً من أركان المرار اإلداري وبمً‬
‫الركن الثالث وهو اإلرادة المنفردة» وللنا باإلرادة المنفردة إلخراج العمود التً‬
‫تكون بناًء على اتفاق بٌن جهة اإلدارة وأحد األفراد أو إحدى الشركات أو جهة‬
‫إدارٌة أخرى‪(1‬؛ فإن ما ٌمٌز المرار اإلداري فً طابعه االنفرادي هو إجراء العمل‬
‫النظامً من هٌبة إدارٌة تتواله إرادة واحدة لهذه الهٌبة‬

‫‪21‬‬
‫انمبحث انثانث‬

‫شروط انقرار اإلداري‬

‫مسبك ان أشرنا إلى أن أركان المرار اإلداري هً‪ :‬الجهة اإلدارٌة واإلرادة‬
‫المتفردة لهذه الجهة والعمل النظامً وإذا انعدم أحد هذه األركان انهدم بنٌان المرار‬
‫اإلداري؛ وذكرنا بأن األركان هً ما ٌلزم من وجودها الوجود ومن عدمها العدم‬
‫لذاته» وأن الشرطة وما ٌلزم من عدمه العدم وال ٌلزم من وجوده وجود وال عدم‬
‫لذاته‬

‫لد ذكر هذا المعنى الدكتور سلٌمان الطماوي عن الشرط فً معرض حدٌثه ‪ -‬كما‬
‫مر سابما‪ -‬عن السبب كركن من أركان المرار اإلداري مشبها السبب بإشارة المرور‬
‫ال ٌمكن السٌر دون مراعاتها ولكن وجودها ال ٌستلزم ضرورة المرور فهذا عٌنه‬
‫هو الشرط‪ ،‬وعلٌه فإن عدم تفرٌك شراح األنظمة بٌن الركن والشرط هو ما سبب‬
‫اإلشكال فً تحدٌد ما هو ركن للمرار اإلداري وما هو شرط لصحته فإن الشرط إذا‬
‫انتفى فالمرار موجود لكنه معٌب ثم إن شروط صحة المرار اإلداري ؼٌر تلن‬
‫الشروط الواجبة لنفاذة «وبهذا التفرٌك والتمسٌم تتضح لنا معالم المرار اإلداري‬
‫(أركانه »شروط صحته؛ شروط نفاذة) فٌصهل تصور المرار اإلداري الذي ٌؤدي‬
‫إلً فهمه ‪.‬وسنتناول بالدراسة شروط صحة المرار اإلداري وشروط نفاذة فً‬
‫مطلٌٌن هما‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط صحة المرار اإلداري‬

‫المطلب الثانً‪ :‬شروط نفاذ المرار اإلداري‬

‫‪22‬‬
‫المطلب األول‬
‫شروط صحة القرار اإلداري‬
‫ٌمكن حصر شروط صحة المرار اإلداري فً خمسة شروط هً‪ :‬االختصاص‬
‫والشكل واإلجراءات» والسبب» والمحل والؽاٌة ‪.‬وسنتناول هذه الشروط بالبٌان‬
‫واإلٌضاح فٌما ٌأتً ‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬االختصاص ‪:‬‬

‫شرط االختصاص هو الشرط الوحٌد الذي ٌتعلك بالنظام العام والماعدة أن تحدٌد‬
‫الجهة المختصة باتخاذ المرار ٌتوالها المنظم وذلن بتوزٌع االختصاصات‪ .‬وهذا‬
‫الشرط لمصلحة اإلدارة ولمصلحة األفراد فهو لمصلحة اإلدارة حتى ٌستطٌع رجل‬
‫اإلدارة أن ٌتفرغ إلجادة نوع من األعمال التً تدخل ضمن اختصاصه ومع مرور‬
‫الزمن تسهل علٌه وتستطٌع اإلدارة إنجاز أعمالها بسهولة وسالسة وهو لمصلحة‬
‫األفراد المنتفعٌن بسهولة توجٌههم فً ألسام اإلدارة المتعددة التً تتعمد كل ٌوم »‬
‫ضا ٌفٌد شرط االختصاص فً تحدٌد المسبول‬
‫وأٌ ً‬

‫فالحاصل أن االختصاص شرط استلزمه اتساع النشاط اإلداري فأدى إلى تمسٌمه‬
‫لرارا‬
‫ً‬ ‫واعتبار أن المرار الصادر من جهة مما ٌدخل فً والٌة جهة أخرى ٌعتبر‬
‫إدارًٌا لكنه معٌب بعد امل اختصاص؛ وسٌأتً تفصٌل ذلن‬

‫الشرط الثانً‪ :‬الشكل واإلجراءات ‪:‬‬

‫إن المرار اإلداري ٌجب أن ٌتجسد فً مظهر خارجً واألصل أن جهة اإلدارة ؼٌر‬
‫معٌدة بشكل معٌن لهذا المظهر ما لم ٌأمرها المنظم باتباع شكل معٌن فً إصدار‬
‫لراراتها وفً هذه الحال تلتزم اإلدارة باتباع هذا الشكل ‪ (".‬والممصود بالشكل‬
‫التً ٌتخذ فٌها المرار سواء كانت هذه الصورة كتابٌة أو شفوٌة» صرٌحة‬
‫ُ‬ ‫الصورة‬
‫أو ضمنٌة‪".‬‬

‫‪23‬‬
‫وال ٌترتب بطالن المرار اإلداري إال إذا كان الشكل أو اإلجراء الذي أخلت به‬
‫اإلدارة جوهرًٌا أما إذا لم ٌكن جوهرًٌا فإنه لٌس من السابػ الحكم ببطالن المرار فً‬
‫تلن الحالة؛ ألن ذلن ٌؤدي إلى اإلخالل بالمصلحة العامة التً لام علٌها شرط الشكل‬
‫أو اإلجراء وذلن فً حال تمسن اإلدارة بها بدرجة كبٌرة كً تتفادى إلؽاء لراراتها‬
‫وهذا من شأنه أن ٌؤدي إلى زٌادة بطء العمل اإلداري (" ومعٌار التمٌٌز بٌن أن‬
‫ٌكون الشكل أو اإلجراء جوهرًٌا أو أن ٌكون الشكل أو اإلجراء ثانوًٌا هو أنه "إذا‬
‫نص النظام على وجود شكل أو إجراء معٌن ولرر البطالن عند مخالفته فإن هذا‬
‫الشكل أو هذا اإلجراء ٌكون جوهرٌا‪.‬‬

‫أما إذا لم ٌنص النظام فمد ا ُختلؾ على ثالثة ألوال ‪:‬المول األول‪ :‬إن كان اإلجراء أو‬
‫ممررا لصالح جهة اإلدارة فهو‬
‫ً‬ ‫ممررا لصالح اإلفراد فهو جوهر دٌوان كان‬
‫ً‬ ‫الشكل‬
‫ثانوي‪.‬‬

‫المول الثانً‪ :‬إن كان اإلؼفال واإلسماط للشكل أو اإلجراء كلًٌا كان عٌبا جوهرًٌا‬
‫وإن كان اإلؼفال واإلسماط للشكل أو اإلجراء جزبٌا أو كان خطأ فً تطبٌمهما كان‬
‫عٌبا ثانوٌا‪.‬‬

‫المول الثالث‪ :‬أن ما ٌعتبر هو جسامة المخالفة للشكل أو اإلجراء فإن كانت المخالفة‬
‫لهما جسٌمة كان عٌبا جوهرٌا وإن كانت المخالفة ؼٌر جسٌمة اعتبر عٌبا ثانوي‪.1‬‬

‫وإذا علمن ا أن الحكمة من اشتراط مثل هذه الشكلٌات واإلجراءات هً تحمٌك حسن‬
‫سٌر المرافك العامة وتحمٌك السالمة فً أعمال اإلدارة وحماٌة حموق األفراد‬
‫وحرٌاتهم؛ فإن هذه االعتبارات ٌجب أٌضا أال تؽرق اإلدارة باإلجراءات والشكلٌات‬
‫فتتضاعؾ العمبات عند اتخاذ لرار إداري نتٌجة لبٌرولراطٌة ناتجة عن سلسلة من‬
‫اإلجراءات والشكلٌات‪.‬‬

‫ٌجب على متخذ المرار اإلداري عدم الخلط بٌن اإلجراء والشكل للمرار اإلداري‬
‫كشرط ٌترتب على عدم االلتزام به عدم صحة المرار وبٌن الخطوات المكتبٌة التً‬
‫ٌمر بها المرار اإلداري» فهذه الخطوات ال عاللة لها بصحة المرار بلهً تنظٌم‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫مكتبً داخلً وتجاوزه ال ٌؤثر فً مشروعٌة المرار وصحته ‪!".‬ولد أدركت الكثٌر‬
‫من الدول الؽربٌة أهمٌة تأثٌر اإلفراط فً مراعاة هذا الشرط (شرط الشكل‬
‫واإلجراءات على ترشٌد البٌرولراطٌة اإلدارٌة فً اتخاذ المرارات اإلدارٌة فعملت‬
‫على وضع أنظمة موحدة ألشكال المرارات اإلدارٌة وإجراءاتها ‪ “.‬بمً أن نشٌر إلى‬
‫أن هنان من ٌفرق بٌن مصطلح الشكل ومصطلح اإلجراء للمرار اإلداري فعٌب‬
‫الشكل ٌتعلك بالشكل الذي ٌجب أن ٌصدر فٌه المرار كتسبٌب المرار اإلداري أما‬
‫عٌب اإلجراء فهو ٌتعلك بالشكلٌات السابمة على اتخاذ المرار كالمواجهة وحموق‬
‫الدفاع وأخذ رأي لجنة ما‬

‫الشرط الثالث‪ :‬السبب ‪:‬‬

‫المرار اإلداري ٌجب أن ٌموم على سبب ٌبرره فالجهة اإلدارٌة ال تملن كمبدأ عام‬
‫حرٌة مطلمة فً إصدار المرارات اإلدارٌة ولكن سلطتها ممٌدة بضرورة وجود سبب‬
‫أو مبرر إلصدار المرار وال ٌكون المرار صحٌ ًحا إال إذا كان له سبب ٌبرر إصدار‬
‫هو ٌتفك مع النظام‪.‬‬

‫وسبب المرار هو الحالة النظامٌة أو الوالعٌة التً توجد لدى متخذ المرار فتحركه أو‬
‫تلزمه باتخاذه‪.‬‬

‫فسبب المرار اإلداري المتضمن معالبة موظؾ تأدٌبًٌا هو ما ٌموم به هذا الموظؾ‬
‫من ولابع نظامٌة كمخالفته أو إخالله بواجبات وظٌفته‪.‬‬

‫فلوال ما لام من ولابع نظامٌة أوحت لمصدر المرار اإلداري بأنه ٌستطٌع أن ٌتدخل‬
‫لرارا ماء لما اتخذ هذا المرار اإلداري ‪".‬فالسبب وإن كان شرطا أساسًٌا‬
‫ً‬ ‫أو ٌتخذ‬
‫لصحة المرار اإلداري إال أنه ال ٌلزم اإلدارة اإلفصاح عنه حال إصدار المرار وذلن‬
‫اعتمادًا على أن لكل لرار إداري سببه المشروع باستثناء ثبوت العكس بأن ٌثبت أنه‬

‫‪25‬‬
‫بدون سبب وباستثناء حالة أخرى وهً أن ٌستلزم النظام صراحة أو ضمنا تسبٌب‬
‫المرار‪ .‬وثبوت العكس المشار إلٌه هو من مسؤولٌة من ٌدعٌه ‪ -‬فً الجملة ‪ -‬فعبء‬
‫إثبات عدم وجود سبب صحٌح هومن مسؤولٌاته‪," .‬والبد فً السبب أن ٌكون‬
‫مستمرا حتى صدور المرار فتمدٌم الموظؾ طلبا إلحالته إلى التماعد المبكر سبب‬
‫ً‬
‫كاؾ إلحالته إلى التماعد لكن لو لام بسحب طلبه هذا لبل صدور المرار اإلداري‬
‫بإحالته للتماعد فإن هذا المرار اإلداري ال ٌكون صحٌ ًحا فٌما لو صدر بإحالة هذا‬
‫الموظؾ للتماعد فالبد أن ٌكون السبب لاب ًما وموجودًا حتى تارٌخ إصدار المرار‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫وال ٌكفً لصحة السبب فً المرار اإلداري أن ٌكون لابما وموجودًا حتى صدوره‪.‬‬
‫عا بم عنى مطابمتها لنظام ‪.‬كما ٌجب إضافة‬
‫بل ٌتعٌن أن ٌكون هذا السبب مشرو ً‬
‫لذلن أن ٌكون السبب محددًا فً ولابع وال ٌكون عا ًما أو مبه ًما بحٌث ٌكون التكٌٌؾ‬
‫النظامً لألسباب مؤدًٌا للنتٌجة التً ٌهدؾ لها المرار اإلداري ‪.‬وإذا كان المرار‬
‫اإلداري لاب ًما على عدة أسباب وتم استبعاد أي سبب فٌه ال ٌبطل المرار اإلداري وال‬
‫ٌجعله ؼٌر لابم على سببه طالما كان السبب اآلخر ٌؤدي إلى النتٌجة ذاتها!‬

‫تأكٌدا على شرط السبب فً المرارات اإلدارٌة فٌه نظر إلى جهة المصلحة العامة‬
‫لألفراد وحرٌاتهم وأن أي لرار إداري له مرجع وسبب مشروع إلصداره مما ٌكفل‬
‫الحرٌة لألفراد الملتزمون هم بدورهم بالنظام العام وحسن اآلداب‬

‫لشرط الرابع‪ :‬المحل ‪:‬‬

‫إن مادة المرار اإلداري أو موضوع المرار اإلداري هو األثر المراد تحمٌمه من‬
‫إصدار المرار اإلداري إذ هو المركز النظامً الذي تتجه إرادة مصدر المرار‬
‫اإلداري إلى إحداثه حاالً ومباشرة وال ٌتصور وجود لرار إداري بدون موضوع‬
‫عا ومتفمًا مع النظام ‪.‬والمرار اإلداري ٌجب أن‬
‫وأن ٌكون هذا الموضوع مشرو ً‬
‫ٌكون مصحوبًا بمصد إحداث أثر نظامً معٌن وبهذا ٌتمٌز المرار اإلداري عن‬

‫‪26‬‬
‫العمل المادي الذي ال ٌنشا أي مركز أو أثر نظامً كتمٌٌد الموالٌد أو الوفٌات فً‬
‫الدفاتر المخصصة لذلن ألن الجهة اإلدارٌة ال تمصد من ورا‬

‫مطلب الثاني ‪:‬‬


‫بعد أن تكلم الباحث عن مفهوم المرار اإلداري وأركانه وشروط صحته الخمسة ‪:‬‬
‫االختصاص والشكل والمحل والسبب والؽاٌة فإنه سٌتطرق فً هذا المطلب لشروط‬
‫نفاذ المرار اإلداري الذي هو النتٌجة الحتمٌة لصدور هذا المرار ‪.‬وٌمكن حصر‬
‫شروط نفاذ المرار اإلداري فً ثالثة شروط هً‪:‬‬

‫شهر المرار اإلداري اإلعالن العلم الٌمٌنً ‪.‬‬

‫وسٌتناول الباحث هذه الشروط بالبٌان واإلٌضاح فٌما ٌأتً‪:‬‬

‫الشرط األول‪:‬‬

‫شهر المرار اإلداري ‪ :‬شهر المرار اإلداري هو آخر مرحلة ٌمر بها المرار اإلداري‬
‫كمرحلة مادٌة محسوسة وهو متجه للتنفٌذ ذلن أن الهدؾ منه إعالن المخاطبٌن بهذا‬
‫المرار وأحكامه؛ ألن المرارات اإلدارٌة تنفذ فً حك اإلدارة بمجرد صدورها ولكنها‬
‫ال تنفذ فً مواجهة االفراد إال إذا علموا بها بإحدى الطرق الممرنرةظا ًما“"‪« 1‬وذلن‬
‫لكً ٌكونوا على بٌنة منها حتى ٌستطٌعوا الطعن فٌها باإللؽاء إذا كانت تلن‬
‫المرارات معٌبة وجابرة فً حمهما ‪".‬واألصل فً الشهر هو اإلعالن بالنسبة‬
‫للمرارات اإلدارٌة الموجهة لألفراد أما النشر فهو للمرارات التنظٌمٌة ‪".‬وهما وسٌلتا‬
‫شهر المرار اإلداري ٌضاؾ لهما وسٌلة ثالثة وهً العلم الٌمٌنً نتطرق لها‬
‫بالتفصٌل االتً‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬النشر ‪:‬‬

‫وهو الوسٌلة األساسٌة للعلم بالنسبة للمرارات التنظٌمٌة وٌمصد به إتباع اإلدارة‬
‫لشكلٌات معٌنة تضمن علم الجمهور بهذه المرارات وهو ٌعتبر إعالنًا للناس‬

‫‪27‬‬
‫بمحتوٌات المرار اإلداري حتى ٌكونوا على بٌنة منه ‪.‬ومن أمثلة ذلن نص المادة‬
‫(‪ )05‬من نظام الجنسٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة‪.‬‬

‫الذي ألزم بنشر المراسٌم والمرارات الخاصة ٌمنح الجنسٌة أو سحبها أو إسماطها أو‬
‫استردادها حٌث ال تنفذ تلن المراسٌم والمرارات إال بنشرها فً الجرٌدة الرسمٌة ‪".‬‬
‫وإذنا لنظام بطرٌمة معٌنة للنشر ٌجب األخذ بها أما إذا ٌحدد النظام طرٌمة معٌنة‬
‫للنشر فٌجب أن ٌكون النشر فً جرٌدة أو نشرة معدة لإلعالن ومن شخص أو جهة‬
‫تختص بذلن‪".‬‬

‫وٌشترط فً النشر لكً ٌكون مؤدًٌا لدوره فً نمل العلم بالمرار اإلداري أن ٌكشؾ‬
‫عن مضمون المرار وفحواه بشكل واضح وبدون إجمال فٌكون العلم بمضمون‬
‫المرار عل ًما نافًٌا للجهالة وهذا ما ٌؤخذ به فً النظام المصري والنظام السعودي‬
‫أٌضا كونه تطبٌمًا للمواعد العامة فً النشر(‬

‫والنشر بحد ذاته وباكتمال شروطه ٌعتبر لرنٌة على علم المخاطبٌن لكن ٌرد على‬
‫ذلن حال كون المخاطب به ولت الشهر بالنشر خارج الدولة» ومن هذا المبٌل ما‬
‫ورد فً أحد لرارات دٌوان المظالم من (إن المتعالد المذكور طالب بصرؾ‬
‫استحمالاته لبل عودته إلى العراق فً عام ‪0910‬م؛ وإن هذه االستحمالات لم تتم‬
‫تسوٌتها بسبب مرضه وعودته إلى العراق ثم وفاته بعد ذلن» ولد صدر لرار‬
‫مجلس الوزراء رلم ‪ 958‬بسموط المطالبة بالحك اتجاه الخزانة العامة ونشر فً‬
‫الجرٌدة الرسمٌة فً ‪0291/01/11‬ه بعد عودته إلى العراق ووفاته» ومن حٌث أن‬
‫األنظمة والمرارات الوزارٌة تنشر داخل المملكة العربٌة السعودٌة وٌتم النشر فً‬
‫الجرٌدة الرسمٌة لٌتحمك علم الكافة بها وهذا ال ٌتسنى لمن هو خارج المملكة فً‬
‫دولة أخرى حٌث ٌتعذر علٌه االطالع واإللمام بالنظم والمرارات الصادرة داخل‬
‫المملكة؛ ومن حٌث أن المتعالد المتوفى لد ؼادر المملكة عام ‪0290‬ه لبل صدور‬
‫لرار مجلس الوزراء وبالتالً فإن تواجد ورثته خارج المملكة ٌعتبر بمثابة عذر‬
‫ممبول ٌسوغ عدم علمهم بهذا المرار وٌبرر تأخرهم فً المطالبة بحموق مورثهم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ثانٌا‪ :‬اإلعالن‪:‬‬

‫إذا كان نشر المرار اإلداري التنظٌمً هو وسٌلة العلم به التً تؤدي إلى سرٌانه‬
‫مواجهة االفراد‪ .‬فإن اعالن المرار اإلداري الفردي إلى ذوي الشأن ٌموم بنفس الدور‬
‫فهو الطرٌمة التً تنمل بها اإلدارة مضمون المرار اإلداري إلى علم فرد أو افراد‬
‫معٌنٌن من المخاطبٌن( !وهو ال ٌتطلب ش ًكال معٌنا (“‪ -‬كالنشر مثًال ‪ -‬ألن الهدؾ‬
‫النهابً من اإلعالن توصٌل مضمون المرار إلى عالم مخاطب به ولد ٌكو ذلن عن‬
‫طرٌك مراسل أو عن طرٌك موظؾ مختص آخر أو تسلٌم المخاطب أساس المرار‬
‫اإلداري او صورة منه أو تدوٌن محضر بعلمه وٌمع عبء إثبات اإلعالن على‬
‫اإلدارة‪. ( 1‬‬

‫ومن األمثلة فً النظام السعودي لتنظٌم أسلوب اإلعالن نص المادة الثالثة من نظام‬
‫الطرق والمبانً التً تنص على أن تبلٌػ اإلنذارات واإلعالنات إلى صاحب الملن‬
‫أو من ٌموم ممامه وٌحوز أن ٌكون بواسطة مراسل الدابرة أو عن طرٌك البرٌد‬
‫المسجل بعنوانه المعروؾ أخٌرا إن وجده وإال فعلى البلدٌة أنتموم بإلصاق الصورة‬
‫بشكل ظاهر فً المكان المملون للمنذر أوفً األمكنة الظاهرة من البلدة وٌعلن عن‬
‫ذلن فً الصحؾ المحلٌة؟‬

‫سرٌان مدة الطعن ‪.‬‬

‫ولد وردت هذه الشروط فً الكثٌر من أحكام مجلس الدولة المصري أما فً المملكة‬
‫العربٌة السعودٌة فإن األصل طبك المادة لثالثة من لرار مجلس الوزراء رلم ‪091‬‬
‫وتارٌخ ‪0319/00/05‬ه والخاص بمواعد المرافعات واإلجراءات أمام دٌوان‬
‫المظالم أن ٌتحمك العلم بالمرار اإلداري بإبالغ صاحب الشأن به أو بنشره فً‬
‫الجرٌدة الرسمٌة إذا تعذر اإلبالغ‪ .‬فمد نص علً وسٌلة النشر واإلعالن لكن لد أخذ‬
‫دٌوان المظالم بالعلم الٌمٌنً كوسٌلة من وسابل إشهار المرار اإلداري فً بعض‬
‫أحكامه ومنها حكمه الذي جاء فٌه ما نصه‪( :‬وبالتالً فإن مدة‪ ..‬تحسب من تارٌخ‬
‫علمه الٌمٌنً‪ .‬وٌتخدد هذا العلم بأي وسٌلة تفٌد ذلن( ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الشرط الثانً‪:‬‬

‫أال ٌكون المرار بأثر رجعً ‪: -‬الماعدة العامة المطبمة بالنسبة لكافة المرارات‬
‫اإلدارٌة هو سرٌانها بأثر مباشر بحٌث ال ٌرد نفادها للماضً حٌث ال ٌجوز‬
‫المساس بالحموق المكتسبة التً ثبتت لألفراد لبل صدور المرار والتً من شان رد‬
‫تنفٌذه إلى الماضً إهدارها ذلن أن هذه الحموق ال ٌجوز المساس بها إال بمانون‬
‫ٌتضمن األثر الرجعً ‪!".‬كما أن رجعٌة المرارات اإلدارٌة إضافة لما فٌه من مساس‬
‫ضا تهدٌد استمرار المعامالت ‪.‬وترتٌبًا على ذلن‬
‫بمراكز لانونٌة مستمرة من شأنه أٌ ً‬
‫إذا نص لرار إداري على انسحاب أثاره للماضً فإنه ٌعد بمثابة لرار باطل متعٌن‬
‫اإللؽاء ‪.‬ولكً تكون هنان رجعٌة ٌجب أن ٌتوافر شرطان‪:" 1‬األول‪ :‬أن ٌكون ثمة‬
‫مركز لانونً ذاتً (أو شخصً) لد تكاملت عناصره؛ فً ظل وضع لانونً معٌن‬
‫وبالتالً ٌجب عدم المساس به إذا ما تؽٌرت األوضاع المانونٌة بعد ذلن‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪:‬‬

‫أال ٌكون المرار اإلداري مولوفا ‪:‬فإذا كان المرار اإلداري مولوفًا لزم الجهة اإلدارٌة‬
‫ولؾ تنفٌذه وإذا استمرت اإلدارة فً تنفٌذ المرار اإلداري كان ذلن ملزما لها‬
‫بالتعوٌض عالوة على كونه أفتٌات على من أولؾ المرار اإلداري موجب للمعالبة‬
‫‪(".‬وٌترتب على صدور حكم بولؾ تنفٌذ لرار إداري معٌن ولؾ تنفٌذ هذا المرار‬
‫مؤلتا لحٌن الفصل فً موضوع دعوي اإللؽاء فإذا فصل فً الموضوع بإلؽاء‬
‫المرار اإلداري موضوع الطعم أصبح لرار ولفا لتنفٌذ كأن لم ٌكن ‪.‬أما إذا فصل فً‬
‫الموضوع بعدم إلؽاء المرار اإلداري موضوع الطعن فإنه ٌجوز لإلدارة فً هذه‬
‫الحال تنفٌذ لراراها ‪.‬‬

‫ولمد أوضحت المادة السابعة من لرار مجلس الوزراء بالمملكة العربٌة السعودٌة‬
‫رلم ‪ 091‬وتارٌخ ‪0319/00/05‬ه والخاص بمواعد المرافعات واإلجراءات أمام‬
‫دٌوان المظالم أن الحكم بولؾ التنفٌذ حكم ولتً وجوده معلك على الحكم فً‬
‫موضوع الدعوى حٌث نصت على أنه ‪ٌ "...‬جوز للدابرة المختصة أن تأمر بولؾ‬

‫‪30‬‬
‫تنفٌذ المرار أو أن تأمر بإجراء تحفظً أو ولتً بصفة عاجلة عند االلتضاء خالل‬
‫أربع وعشرٌن ساعة من تمدٌم الطلب العاجل أو إحالته إلٌها إذا لدرت ترتب آثار‬
‫ٌتعذر تداركها وذلن حتى تفصل فً أصل الدعوى‪".‬‬

‫كذلن لضى دٌوان المظالم فً المملكة العربٌة السعودٌة بأن الحكم بولؾ تنفٌذ‬
‫المرار اإلداري حكم مؤلت وذلن فً العدٌد من أحكامه حٌث لضى بأنه "لد استمر‬
‫المضاء اإلداري على أن سلطة ولؾ تنفٌذ المرار مشتمة من سلطة إبطاله وبذلن‬
‫وجب على المضاء أال ٌولؾ لرارا إدارًٌا إال إذا تبٌن له بحسب الظاهر من األوراق‬
‫أن طلب ولؾ التنفٌذ ٌموم على ركنٌن األول لٌام االستعجال بأن ٌترتب على تنفٌذ‬
‫المرار نتابج ٌتعذر تداركها أو حٌث ٌكون منطوٌا على تجن واضح من اإلدارة‬
‫وافتات ٌستلزم حماٌة المطالب مؤلتا حتى ٌمضى بإبطال المرار‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫انخاتمة‪:‬‬
‫تناول هذا البحث موضوع المرار اإلداري فً المملكة العربٌة السعودٌة ممارنة‬
‫بالنظم األخرى‪ ،‬وذلن ألهمٌة الموضوع فً مجال علم اإلدارة والمانون‪ ،‬خاصة وأن‬
‫المملكة العربٌة السعودٌة ل متخط مكتباتها بالكتابات الكافٌة فً هذا الموضوع على‬
‫الرؼم من لدٌها لضاء إداري مستمل وهو ما ٌعرؾ بدٌوان المظالم‪.‬‬
‫لذلن تناولت هذا البحث فً موضوع المرار اإلداري والذي تطرلت من خالله‬
‫للخلفٌة التارٌخٌة للمرار اإلداري فً النظم المدٌمة والحدٌثة‪ ،‬وتناولت فٌه ماهٌة‬
‫المرار اإلداري والمعاٌٌر التً تمٌزه عن ؼٌر‪ ،‬وكذلن تناولت أركان المرار اإلداري‬
‫المتمثلة فً أعمال السٌادة‪ ،‬وأنواع المرارات اإلدارٌة‪ ،‬وكٌفٌة نفاذ المرارات اإلدارٌة‬
‫أٌضا تناول البحث موضوع مشروعٌة المرار اإلداري فً الفمه الممارن وفً‬
‫المملكة العربٌة السعودٌة كما تعرضت من خالل هذا البحث إلى كٌفٌة زوال المرار‬
‫واإللؽاء الجزبً للمرار اإلداري‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫انمراجع‬
‫(‪ )0‬خلٌل؛ عادل عبد الرحمن‪ :‬الدانون اإلداري السعودي مكتبة مصباح جدة طالء ‪014‬اؾ‬
‫ص‪3‬‬

‫(‪ )1‬السنوسً «صبري دمحم «ركن االختصاص فً المرار اإلداري الكوٌتً؛ الكوٌت»‬
‫مجلة الحموق» جامعة الكوٌت‪ 3118 :‬اهه السنة الحادٌة والثمانون العدد «‪43‬‬
‫ص‪.201‬‬

‫(‪ )2‬عطٌة «عادل عبدالمنعم» الرلابة المضابٌة على أركان المرار اإلداري وعٌوبه «‬
‫الماهرة؛ مجلة السمٌة اإلدارٌة« ‪3010‬هء السنة الخامسة عشر العدد ‪ 4‬ص‪.23‬‬

‫(‪ )3‬كنعان» نواؾ‪ :‬اتخاذ المرارات اإلدارٌة بٌن النظرٌة والتطبٌك «مكتبة الجامعة‬
‫األردنٌة « عمان ط ‪15‬؛‬

‫(‪ )4‬الطماوي سلٌمان دمحم‪ :‬الوجٌز فً المانون اإلداري دار الفكر العربً الماهرة‪ 0915‬؛م‪0‬‬
‫ص‪.‬‬

‫(‪ )5‬السناري المرارات اإلدارٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة» مرجع سابك» ص‪.41‬‬

‫(‪ )1‬حلمً محمود‪ :‬المرار اإلداري دار الكتب الماهرة‪ :‬طاء ‪01040‬م؛ ص‪ 00‬؛ والخولً؛‬
‫عمر ‪:‬تعرٌؾ المرار اإلداري» مدعى لضاء المظالم والتحكٌم؛ معهد اإلدارة العامة»‬
‫الرٌاض( ص)‪.1‬‬

‫(‪ )8‬حافظ المرار اإلداري مرجع سابك» ص‪.2‬‬

‫(‪ )9‬انظر‪ :‬الطماوي «الوجٌز فً العانون اإلداري مرجع سابك ‪.40‬‬

‫‪33‬‬
‫انظر‪ :‬رسالن‪ :‬أنور أحمد المانون اإلداري السعودي سظٌم اإلدارة العامة‬ ‫(‪)01‬‬
‫ونشاطها معهد اإلدارة «المرارات اإلدارٌة فً المملكة العربٌة السعودٌة؛ مرجع سابك (‬
‫ص‪)43.‬‬

‫‪34‬‬

You might also like