You are on page 1of 30

‫مقدمـــــــــــــــــــــــــــ ‪:‬‬

‫ا يغا ي ا واحد با قول على أن ا جريمة موضوع سوسيو وجي ان وا يزال ذاك‬
‫ا موضوع ا ذي دفع بمجموعة من ا باحثين ‪ ،‬واسيما في حقل ا سوسيو وجيا في عصر‬
‫قريحتهم إ تاج معرفة سوسيو وجية علمية متعا ية وضاربة في تلك ا تحديدات وا تمثات‬
‫ا عفوية هذا ا موضوع ا قابعة في ا حس ا مشترك‪ .‬جاعلين بـ وفي مقاربتهم لجريمة ترجمة‬
‫ما يمليه ا براديغم ا معرفي ا ذي طبع ويطبع مختلف م احي ا حياة–ا معرفية ‪،‬ا ثقافية‪،‬‬
‫ااقتصادية ‪،‬ا ف رية وا سياسية ‪ – ...‬ا تي عايشوها أو يعايشوها ‪ ،‬فبا رجوع إ ى ا ذخيرة‬
‫ا معرفية ا علمية ا م تجة حول موضوع ا جريمة وجد ا بداية ‪ ،‬أن هذا ا موضوع عو ج مع‬
‫ا رواد اأوائل لسوسيو وجيا بم طق حتمية ا سبب في تفسير ا ظاهرة اإجرامية ‪ ،‬و ا في ذ ك‬
‫مثال ‪ ،‬بقو ه وبإضمار بحتمية ا وعي ا جمعي في إ تاج ا جريمة –ظاهرة‬ ‫دور ايم‬
‫اا تحار‪ -‬تجسيدا ومترجما بذ ك لبراد يغم ا وضعي ا معبر ع ه با مرحلة ا وضعية مع‬
‫أستاذ أوغست و ت ‪.‬‬

‫وسي ار مع ا سيرورة ا تاريخية ا خطية هذ ا ذخيرة ا علمية وا معرفية ا سوسو وجية‬


‫ثاثي يات ا قرن ا عشرين وحتى حدود‬ ‫س جد مع‬ ‫ا م تجة حول موضوع ا جريمة ‪،‬‬
‫موضوع‬ ‫ت او ت‬ ‫ا خمسي ات م ه ‪ ،‬أن جل ا مقاربات وا تحليات ا سوسيو وجية ا تي‬
‫برديغم‬
‫ا جريمة ا تخرج عن و ها طيعة في تحليلها ودراستها هذا ا موضوع ما يمليه عليها ا‬
‫و ه ا براديغم ا ثقافوي ‪.‬و ا ه ا شاهد على ا تحليل ا طيع‬ ‫ا مرحلة ا ذي ا يغدو‬
‫مسلمات وبديهية هذا ا براديغم‪ ،‬ذاك ا متن ا ظري ا ذي أ تجه‬ ‫لمقاربا ت ا سوسيو وجية‬
‫ا رعيل اأول مدرسة شي اغو حول ا موضوع من قبيل ا ا حصر ظرية ا ثقافات ا فرعية ـ‬
‫‪ ،‬صراع ا ثقافات مع سيلين ‪ .‬فهذ‬ ‫ـ أدوين سيدرا د‬ ‫وهن ‪ ،‬ااختاط ا تفاضلي‬
‫ا ظريات وغيرها أرجعت في تفسيرها لجريمة واا حراف إ ى اعتبارهما تيجة ب ية ا ثقافات‬

‫‪2‬‬
‫ا وافدة ‪ .‬وا تي ظر إ يها من قبل هذ ا ظريات وغيرهم ‪ -‬مثلي ا براديغم ا ثقافوي ‪ -‬بمثابة‬
‫مصر لجريمة واا حراف‪.‬‬ ‫ثقافات م حرفة حاضرة ع دهم‬

‫ووصوا إ ى بداية ا ستي يات من ا قرن ا عشرين وتش ل براديغم ا فعل وا قول بعودة‬
‫ا فاعل ‪ ،‬فقد تم ا تطليق مع تلك اأطاريح ا ظرية وا مفاهيم ا تي ا ت أساسات تحليل‬
‫ا ظاهرة ااجتماعية بما فيها ا ظاهرة اإجرامية و ذا ا سلو ات واأفعال ا جا حة وا م حرفة‬
‫بم طق ا ب ية ا ملزم لمقاربة ا سوسيو وجية با تحليل ا هو يستي موضوعها ا بحثي ‪ .‬سواء‬
‫مع ا براديغم ا وضعي أو ا ثقافوي ‪ .‬تجسد براديغم ا فعل هذا في ذاك ا متن ا ظري مجموعة‬
‫من ا ظريات ا تي قا ت بمفهوم ا فعل وا فاعل ‪ . Acte et Acteur‬من قبيل تلك‬
‫ا ظريات و يس على سبيل ا حد ا ظرية ا تفاعلية مع غوفمان وهوارد بي ر وهربرت ميد‬
‫‪ ،...‬ظرية ااختيار ا عقا ي مع جورج هوما ز وبيتر باو‪ ،‬ظرية ا سبق ا وضعياتي مع‬
‫مجموعة بحث من إ جلت ار ا عظمى ‪ ،‬ظرية ا تحليل اإستراتيجي هذ اأخيرة وبفعل ما أبا ته‬
‫من دي امية وعلمية في تحليلها ومقاربتها مواضيعها ا بحثية خاصة في حقل سوسيو وجيا‬
‫ا ت ظيمات مع ميشيل روزيه ‪ ،‬فقد قيت زخما في ا ت اول في مجموعة من ا ميادين ا علمية‬
‫م ي ن علم اإجرام بم أى عن توظيفها قي مقاربة موضوعه ‪ .‬وما ا مقال هذا ا قيد ا درس‬
‫وا مع ون ب "‪"- "Le crime du point de vue de l'analyse stratégique‬ا جريمة من‬
‫م ظور ا تحليل اإستراتيجي "‪ -‬ا ذي يرجع إ ى صاحبيه ا يبي يان عا م اإجرام موريس‬
‫يسون و ا باحث في اأعمال واأ شطة ا شرطية غلبرت وردو ‪ .‬ه عربون على هذا‬
‫ا زخم في ا ت اول هذ ا ظرية يس وفقط في علم اإجرام ا مو ريا ي با يبك‪ ،‬ف و ها قائمة‬
‫على فهم ا فعل اإجرامي وا ج حي واإ حرافي من م طلق أن اا حراف وا ج وح وا جريمة‬
‫هي في هايتها اختيار حياة بعقا ية واستراتيجية جعلها أ ثر ا ظريات توظيفا من دن‬
‫ا باحثين وا مف رين في مقارباتهم مواضعهم ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ا ظرية اإستراتيجية لفعل اإجرامي‬
‫إن ما يم ن تسجيله عن اإطار ا ظري ا ذي ت اول موضوع ا جريمة قي حقل اإجرام‪ ،‬أ ه‬
‫ظل و فترة طويلة من ا زمن في حا ة من ا ر ود م يعرف معها تطو ار و موا إا مع أواخر‬
‫ا سبعي ات من ا قرن ا عشرين‪ .‬ان ا سبب في هذا ا ر ود بقاء تلك ا ظريات ا تي أ تجت معرفتها‬
‫حول ا جريمة واإجرام حبيسة تلك ا مقاربات ا اسي ية وا شمو ية ا ليا ية‪ ،‬هذ اأخيرة ا تي ا ت‬
‫ت ظر إ ى ا جريمة في موضوعها وصورتها ا في فاعلها وحادثها ( ا جا ي _ا مجرم _ ا جا ح ) إا‬
‫إذا استث ي ا ا فقيه اإيطا ي سيزار بي اريا ا ذي ذهب في قو ه بأن ا فرد ا محدث لسلوك اإجرامي‬
‫هو تيجة اختيار ا ذي وازن فيه بين ا م فعة ا تي يجلبها ذاته وا ضرر ا ذي قد يلحقه بغير ‪ .‬إا‬
‫ا ه قارب فعل ا فرد يس من زاوية ا محك ا سوسيو وجي و ا محايثة ااجتماعية ‪ ،‬قائا بذ ك من‬
‫زاوية ا مسؤو ية ا ج ائية وا عقابية ‪.‬‬
‫إذن و ما أسلف ا ذ ر فإن هذا ا ر ود سيتم تجاوز مع أواخر ا سبعي ات من ا قرن ا عشرين‬
‫تلك ا مقاربات‬ ‫حيث سيتم ا ظر إ ى ا فعل اإجرامي وا فعل ا جا ح بعين أخرى مغايرة ومقلوبة‬
‫ا اسي ية ا قائلة با ب ية وا حتمية بدءا با حتمية اأ ثروبو وجية مع ومبروزو‪ ،‬و حتمية ا ليبيدو مع‬
‫سيغمو د فرويد ‪ ،‬ومرو ار بحتمية ا وعي ا جمعي مع دور ايم و حتمية ا طبقة مع مار س ‪ ،‬وا تهاء‬
‫بحتمية ا ثقافة ا فرعية وا جا حة مع ا رواد اأوائل مدرسة شي ا وا‪ ،‬حيث أضحى ي ظر إ ى‬
‫ا جريمة في فاعلها وحادثها وأن ا جريمة مع هذا اأخير هي تيجة اختيارات أقرب ما ت ون عقا ية‬
‫‪« mais a partir de la fin des années 1970 ; les criminologues se sont‬‬
‫‪avisés qu’il est fécond de concevoir le crime comme le résultat de choix peu‬‬
‫‪coutes et‬‬ ‫‪près rationnels ; découlant d’une analyse sommaire des‬‬
‫‪ . bénéfices »1‬ااختيارات ا عقا ية هذ مرتبطة و صيقة بتحليل جملة ا لفة وا م افع‬
‫ا متوقعة م ها ‪ ،‬جد هذ ا ظرة ا مقارباتية موضوع ا جريمة في مجموعة من اأعمال يس على‬
‫سبيل ا حصر‪les études écologiques dont le meilleur bilan reste Brantingham et" :‬‬
‫‪Brantingham (1984) ; les études sur des crimes précis, notamment le‬‬
‫; ‪cambriolage (Reppetto, 1974 ; Waller et Okihiro, 1978 ; Walsh, 1980‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Maurice Cusson et al Gilbert CORDEAU., “Le crime du point de vue de l'analyse stratégique. ” (1994) ; p 7‬‬

‫‪4‬‬
Maguire, 1982 ; Bennett et Wright, 1984 ; Shover, 1991) ; le vol à main armée
(Lejeune, 1977) ; le vol d'automobile (Gould, 1969 ; Mansfield et al., 1974) ;
les découvertes réalisées grâce aux sondages de victimisation (Hindelang et
al., 1978) ; la routine activities approach (Cohen et Felson, 1979) ; la science
économique (Ehrlich, 1979 ; Cook, 1980, 1986) et la prévention
« situationnelle » (Clarke, 1983). La criminologie de langue française
n'échappe pas au mouvement. les précis de criminologie de Gassin (1990) et
de Killias (1991) contiennent de substantiels développements sur ce courant
que Szabo (1986) intitule le « paradigme de l'acte criminel » et que L. Négrier-
‫ أي أ ه بمع ى من ا معا ي‬." Dormont (1990) appelle « la criminologie de l'acte ».
‫فا دي امية وا حر ية ا تي عرفتها ا مقربات ا علمية موضوع ا جريمة و اعتمادها في تحلياتها هذ‬
‫ فقد‬. ‫فاعل يختار فعله بإستراتيجية وعقا ية موجه بقصديه مب ية‬ ‫ ا جا ح‬/ ‫ ا مجرم‬، ‫ا ظاهرة‬
"‫ اأول في ما عرف ب‬. ‫عرفها ل من علم اإجرام اأ جلوس سو ي و ذا علم اإجرام ا ف ار فو ي‬
‫ وا ثا ي في ما عرف في‬. Cornish et clarke en 1986 ‫مقاربة ااختيار ا عقا ي " مع‬
L. Négrier- Dormont ‫حقل علم اإجرام ب "براديغم ا فعل اإجرامي " وا ذي سيعرف مع‬
‫ وم ه فإذا ان هذا قد عرفه ل من علم اإجرام‬. "‫ ب "علم اإجرام ا فعل‬0991 ‫س ة‬
‫اأ جلوسا سو ي و ذا ا ف ار فو ي فإن مدي ة مو تل ترجمت هذ ا دي امية في ما سمي مع عا م‬
‫ "ب " ا تحليل اإستراتيجي " إذ أن هذا اأخير سيعتمد في‬Mauress Cusson" ‫اإجرام‬
‫ هي في وقت واحد صراع ووسيلة وأداة في ا حياة قصد‬،‫مقاربته على تعريف ا جريمة باعتبارها‬
A Montréal, nous parlons plus souvent d'analyse stratégique pour . ‫تحقيق غاية ما‬
souligner le fait que le crime est
simultanément un conflit et un moyen en vue d'une fin (Cusson,1981, 1983,
1
1986,1990)

1
Maurice Cusson et Gilbert CORDEAU., “Le crime du point de vue de l'analyse stratégique. ” (1994) ; p 7

5
‫ا تف ير اإستراتيجي‬
‫ذهب ا باحثان موريس يسون وغيلبرت وردو ‪ ،‬إ ى ا قول على أن عتهم مقاربتهم ب‬
‫اإستراتيجية مرد أوا ‪ ،‬أن ا جريمة تجعل فاعلها في صراع مع أفراد عديدين وثا يا‪ ،‬أن هذا ا فرد‬
‫ا محدث هذ ا جريمة يبقى معرضا لمعاقبة يس فقط من قبل ا سلطات ا عمومية بل من طرف‬
‫ا جميع بدأ م ن ا ضحايا ووصوا إ ى مختلف ا فاعلين ا متحر ين بمجال تواجد هذا ا فاعل ا محدث‬
‫هذا ا فعل اإجرامي أو اإ حرافي وا ذين ي ظرون إ يه يس بم طق اازدراء فحسب بل بم طق‬
‫إ زامية إ حاق ا عقاب واإيام من جراء ما اقترفه من فعل‪.‬‬
‫ذ ك فهذان اأخيرين يعمان جاهدين با قبض على ا مجرمين أث اء فشلهم في تحقيق فعلهم‬
‫اإجرامي‪ .‬مرت زين في ذ ك على مجموعة من ا وسائل وا معايير ا حمائية ا تي ترفع من مخاطر‬
‫وصعوبات اا حراف ‪ .‬ما أن ا زوع إ ى اا تقام وأخذ ا حق با يد يذ ي من داخل ا مجتمع‬
‫ا جريمة وبش ل خاص تلك ا جرائم ا تي يغلب عليها طابع ا ع ف وا عراك و ذ ك اأفعال اأ ثر‬
‫خطورة ‪ ،‬هذا من جهة أما من جهة ثا ية فإن ما يحيط ا فرد ا جا ي قد يجعل ويعرض حياته لبؤس‬
‫ا دي موريس يسون وا باحث في ا عمل ا شرطي‬ ‫وفي هذا سيسوق ا باحثان عا م اإجرام‬
‫غيلبرت وردو مثاا على أ ه يم ن لمحيط أن ي ون هو ا سبب في ا فعل ا ج حي واإجرامي‬
‫عبر سلسلة من اأفعال ا متعايشة وا مستبط ة في ذاتية ا فاعل ا تي تشربها من مختلف تلك‬
‫ا مؤسسات ااجتماعية ا تي تسهر على فعل ا تربية وا ت شئة و ا مه ية ‪ " .‬طفل يقوم بسرقة صغيرة‬
‫‪ ،‬يتعرض لتبليغ ع ه عامل من قبل رئيسه في ا عمل ارت ابه فعا إجراميا خطي ار طرد من‬
‫ا عمل ‪ ،‬فخلص بذ ك ا باحثان بمثا هم هذا ا ذي استحضرو إ ى أن ا مجتمع في أفراد هم ا ذين‬
‫سيساعدون اأفراد ا فاعلين وا مقدمين على اإجرام بوعي أو بدون وعي في جعل ا واحد جا ي‬
‫وم حرفا ‪ ،‬وهو فس اأمر يم ن إيجاد مع تلك اأمثال واأش ال اإجرامية ا تي تضم ها ا شق‬
‫ا ميدا ي في تلك اأبحاث اإمبيريقية ا مردفة في هذ ا مقا ة ا تي هي مجال اشتغا ا ‪ .‬هذ‬
‫اأبحاث من قبيل و يس على سبيل ا حصر " تصفية ا حسابات " ‪" ،‬ا سطو" ‪" ،‬سرقة ا سيارات " و‬
‫"جريمة ا ع ف بين اأزواج "‬
‫من ه ا يظهر بأن ا مجرمين مفهوم معبر ع هم بأفراد خطيرين يت رر هذا ا عت سواء‬
‫ع د أصدقاء ورفقاء هؤاء اأفراد و ذا ع د ا متورطين وا متواطئين في تلك اأفعال ا مرت بة ‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫فحسب ا باحثان يسون وغيلبرت في مقا تهم هذ " ‪le crime du point de vue de‬‬
‫أن ما سبته ‪ 01%‬من مجموع ا مجرمين في مو تل قد قاموا‬ ‫‪" l’analyse stratégique‬‬
‫بارت اب فعلهم اإجرامي بمعية أحد اأصدقاء ي ظر إ يهم أ هم متورطين ‪ .‬إذا في اأخير فا تيجة‬
‫تقتضي من ذاك ا م حرف أو ا مجرم بعود ا مت رر لقيام بأفعال م حرفة وج حية يعرضه مخاطر‬
‫صادرة من ظرائه أ فسهم واأصدقاء ا متورطين معه في اأول ‪ .‬ذ ك فا مجرم يتموقع ويوجد ذاته‬
‫وبش ل دائم في معارضة م مو ة ومستبط ة ع د ل من ا ضحايا وا قوات اآمرة " جهاز ا شرطة "‬
‫ومع ل من ي ظر بعين ا عقاب على فعله ا جرمي ا ذي أحدثه " ‪" condamnent son acte‬‬
‫‪ .‬اأمر ا ذي يجعل من ا مجرم م قادا أث اء ا تف ير في إقدامه على ا فعل ا ج حي يعتمد على ا قيام‬
‫بهذا ا فعل وب وع من اإستراتيجية ‪ " .‬يأخذ في اعتبار وع ا مفاجأة ا تي قد تصادفه أث اء ا تف ير‬
‫وا قيام بت فيذ فعله يتأ د من توازن ا قوى هل هي مصلحته أم ا ع س ؟ يهيئ فسه دائما في‬
‫استعداد تام ما يترتب ويصدر من قبل ا ضحية ‪ ،‬من قبل رجال ا شرطة ا لذان هما بدورهما‬
‫يعمان وفق إستراتيجية " ‪.‬‬
‫إذن مع ا تحليل اإستراتيجي‪ ،‬فا قول بأن ا جريمة هي صراع ي ب ي على م طق ا مواجهات‬
‫فهذا ا تحليل ا يهمه في مثال قتل ا لص ضحيته ا تي أظهرت ا مقاومة ‪،‬بل ا مهم ع د هو توجيه‬
‫تحليله ومقاربته ذاك ا تفاعل ا دي امي ا ائن بين ا جا ي ‪ /‬ا جا ح مع أو ئك ا مضادين ه ‪ .‬اأمر‬
‫ا ذي معه يم ن ا قول بأن هذا ا تفاعل ا متبادل بين ا طرفين يو د وي تج ع ه رد فعل اجتماعي‬
‫اتجا ا جريمة واتجا فاعلها ‪.‬‬
‫عاوة على هذا جد مع ا باحثان موريس يسون وغيلبرت وردو بأن ا تحليل اإستراتيجي‬
‫ذ ك من ذاك ا تحديد ا ذي أعطي مفهوم اإستراتيجية من قبل‬ ‫ا ذي عرفته مو تل يستمد تحديد‬
‫‪ Larrouss‬وا متمثل في أن اإستراتيجية " هي فن يربط بين اأ شطة وا م اورات تحقيق هدف‬
‫ما " ‪La stratégie, c'est aussi, nous dit Larousse, « art de coordonner des‬‬
‫‪ actions et de manœuvrer pour atteindre un but »1.‬بهذا ا مع ى فا جريمة في‬
‫ا دراسات ا تي تأخذ بمقاربة ا تحليل اإستراتيجي ‪ ،‬توجد على أ ها وسيلة وأداة غايتها وا م تظر‬
‫م ها هو تحقيق هدف وغاية ما ‪ .‬وبا تا ي م تعد ا جريمة ما وجدت من داخل ا مقاربات ا حتمية‬
‫ا تي ترجعها إ ى مجموعة من ا عوامل ا مرتبطة وا متفاعلة بي ها ‪ ،‬إذ أن ا فرد ا م حرف أو ا جا ح‬
‫‪1‬‬
‫‪Maurice Cusson et al Gilbert CORDEAU., “Le crime du point de vue de l'analyse stratégique. ” (1994) ; p8‬‬

‫‪7‬‬
‫أو حتى ا مجرم من داخل ا تحليل اإستراتيجي سيحضر فاعل يختار و يس مدفوع ومحتم عليه ‪،‬‬
‫ما أ ه ذ ك فاعل يقرر ويتصرف عن وعي وقصدية أن فعله إ ى جا ب و ه فيه إستراتيجية‬
‫فهذا ا فعل ذ ك فيه شيء من ا عقا ية‪ .‬اأمر ا ذي يلزم اإفصاح عن سؤال ومفهوم ا عقا ية‬
‫في ا تحليل اإستراتيجي في مقاربته لفعل اإجرامي مع ل من موريس يسون وغلبرت وردو‪. .‬‬
‫ا عقا ية‬
‫بداية إن مسأ ة ا عقا ية غا با ما يساء فهمها بش ل ع سي ما أعطي ها من قبل ‪le‬‬
‫‪ Blan et Fréchette‬س ة ‪ . 0990‬و ذ ك فإ ه مع يسون و وردو ا يقو ون بأن " ا فعل‬
‫اإجرامي هو بش ل تام هو عقا ي" بل هم ببساطة يذهبون إ ى ا قول على ا عقا ية هي أداة‬
‫لتسليم على أن ا ق اررات اإجرامية تحتوي على عقا ية يجب إ تشافها وا قبض عليها ‪ .‬وبذ ك‬
‫ي ون ا باحثان قد سط ار بقاعدة م هجية يرت ز عليها ا باحث في مقاربته لفعل اإجرامي من وجهة‬
‫ا تحليل اإستراتيجي وا تي هي ا عقا ية أداة م هجية أو ية في ا تحليل ‪ .‬أي بمع ى أخر أن بهذ‬
‫ا قاعدة ا م هجية يتم ن ا باحث من ا بحث عن مع ى اأفعال ا جا حة و ذا فس ا شيء حتى‬
‫با سبة تلك اأفعال ا تي ي ظر إ يها على أ ها أ ثر حمقا ‪ .‬هذا ا موقف ا ف ري سيثمر ويتضح‬
‫يس فقط في علم ااقتصاد فحسب بل حتى في علم ااجتماع ‪.‬‬
‫إن ا مع ى ا دقيق با قول على أن ا سلوك اإ حرافي هو سلوك عقا ي يقتضي ويستلزم أن‬
‫ي ون متضمن فيه ومش ل من أسباب موضوعية تحدد وتؤسسه ‪ .‬وفي هذا خط ا باحثان مثاا‬
‫عن ا سلوك ا عقا ي تمثل هذا ا مثال في ذاك ا شاب ا ذي أ قي عليه ا قبض في عملية ا سطو "‬
‫حيث ان في حديثه أث اء ااستجواب على أن فعله مب ي على قصدية و واضعا في اعتبار ما ان‬
‫سي تظر في حا ة فشله‪ ،‬حيث أ ه في حا ة ا قبض عليه فا عقوبة ا تي يم ن أن تتخذ في حقه ا‬
‫تغدو أن ت ون عقوبة غير مشددة علمه ا مسبق بأن ا عقوبة ا تي تتضم ه ا ظرفية وا متخذة في‬
‫حق أفعال من ج س فعله هي عقوبات خفيفة ‪ " .‬وم ه فإن فعله يس من ورائه دافع حتمي ‪ ،‬بل‬
‫هو اختيار م ه بوعي وعقا ية ( حتى وان قبض علي فإ ي سأستفيد من عقوبة يست بعقوبة‬
‫شديدة‪).‬‬
‫أخي ار و يس أخ ار ‪ ،‬إن ا قول ب ل هذا مع ا باحثان موريس يسون وغلبرت وردو يس‬
‫هدفه ا قول على أن ا مجرمين هم أ ثر عقا ية من غير ا مجرمين ‪ .‬إذ أن ا واقع يتضمن مؤشرات‬

‫‪8‬‬
‫تؤ د على أن متعادي ا جريمة واا حراف هم أقل عقا ية من غير ا مجرمين‪ ،‬أ هم يعيشون في‬
‫أفعا هم اإجرامية في ا لحظة ا راه ية أفعا هم تجعلهم يتصرفون ب وع من ا تسرع وا غضب وا غرور‬
‫با ذات‪ .‬هذا فإن ا قصد ه ا هو أن ا م حرف أو ا جا ح هو فاعل عقا ي يس ا مراد م ه إعطاء‬
‫مع ى ين ورخو مفهوم ا عقا ية‪ .‬وم ه أ د ا باحثان في هذ ا مقا ة با عقا ية ا ذاتية أو‬
‫‪ ،‬ما حددت مع سيمون س ة ‪ 0901‬وريمون بودون س ة ‪Il " 0991‬‬ ‫‪1‬‬
‫ا عقا ية ا محدودة‬
‫‪n'est donc pas question de prétendre que le délinquant serait‬‬
‫‪objectivement rationnel. Il ne l'est que si on se donne une définition‬‬
‫‪souple de la rationalité. C'est pourquoi nous parlons de rationalité‬‬
‫‪ .‬أي بمع ى أن ا جا ح غير من‬ ‫‪2‬‬
‫)‪"subjective (Simon, 1982 ; Boudon, 1992‬‬
‫ا فاعلين‪ ،‬فاعل واعي و شط وبش ل طبيعي يمتلك معرفة ما يبتغيه من وراء فعله ا جا ح ذاك‪.‬‬
‫ما يتصرف وفق اأوضاع ا تي يتواجد بها ويتخذ فيها رؤية وم حى تصرفاته ورها اته‪.‬‬
‫باختصار إن ا عقا ية ا ذاتية ‪ -‬ا محدودة ‪ -‬مفهوم ضمن ا تحليل اإستراتيجي مع ل من‬
‫يسون و وردو تحضر مسلمة أو ية يبقى مفهوم يتعذر إثباته وتعريفه وتحديد تحديدا دقيقا ‪ .‬ذ ك‬
‫فهو مع ا باحثان يبقى د يا وطريقا ل شف عن مع ى سلو ات وأفعال ا جا ح ا ذي يقدم عليها أن‬
‫هذا اأخير بعقا يته ا ذاتية تجعله فاعا واعيا شطا عارفا بوضعيته و ذا أوضاع ضحايا‬
‫وسياقاتهم ‪ ،‬و بمعرفته هذ فإن تصرفه يبقى تابعا ومرهو ا بما أدر ه عن هذا ا سياق‪ .‬م يفا بذ ك‬
‫أفعا ه مع ما يبتغيه تبعا ما يراعي فيه مصلحته و فعيته بخطى متزة قائمة على تف ير عقا ي‬
‫إستراتيجي قصدي ‪ ،‬وم ه فا عقا ية هذ تبقى مرتبطة باأساس بتلك ا وضعية ا قبل اإجرامية ا تي‬
‫عاشها و يعيشها ا جا ح هذا اأخير ا ذي يسعى إ ى ت ييف عقا يته مع ا وضعية ا تي تم حه‬
‫فوائد وم افع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪La rationalité limitée est un concept utilisé en sociologie et en micro-économie. Il porte sur l'étude du comportement‬‬
‫‪d'un individu (ici appelé acteur) face à un choix (l'achat d'un produit,...). Il suppose que l'acteur économique a un‬‬
‫‪comportement rationnel, mais que sa rationalité est limitée en termes de capacité cognitive et d'information disponible.‬‬
‫‪Dès lors, l'acteur va généralement s'arrêter au premier choix qu'il jugera satisfaisant. Cette définition Extrait sur site‬‬
‫‪wikipédia .org‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Maurice Cusson et Gilbert CORDEAU., “Le crime du point de vue de l'analyse stratégique. ” (1994) ; p 10‬‬

‫‪9‬‬
‫تحليل اأ ماط اإجرامية‬
‫إن ا ذي يهم ا تحليل ااستراتيجي يس ا فعل اإجرامي ااستث ائي أو ا متفرد وا ما ا فعل‬
‫اإجرامي ا ذي يت رر و ذا طريقة ااشتغال ا تي يشترك فيها مجموعة من ا م حرفين ‪ ،‬وبهذا ا قول‬
‫فاأمر ا يغدو و ه حديث عن ا مط اإجرامي ‪ .‬بعبارة أخرى فا تحليل ااستراتيجي سيرت ز‬
‫اهتمامه على ا جرائم ا مت ررة ا تي تقدم مجموعة من ا خصائص ا متشابهة من فترة إ ى أخرى‪.‬‬
‫فضا عن هذا فا حديث عن ا مط اإجرامي ا يتأتى إا ع دما تتم ماحظة مجموعة من‬
‫اأفعال اإجرامية و ا جرمية وا تي تظهر بطريقة مت ررة في وضعيات متشابهة‪ .‬فع دما تقدم‬
‫ا جريمة وفق مط متميز وا ذي يت اثر في سياق معين في مثل هذ ا وضعية أو ا حا ة ي ون زاما‬
‫ومطلوبا ا قيام بتحليل ا وضعيات ا قبل اإجرامية ‪ ،‬وا هدف من ا تحليل هذا هو لمحاو ة ا شف‬
‫ا تر يبة ا خاصة با رها ات و ا مجهودات و اإ راهات و ا مخاطر ا تي تم حها لم حرف‬
‫ااحتياطي ‪ ، le délinquant potentiel‬إذ ا غرض اأساس من هذا ا تحليل هو تفسير ت اثر‬
‫هذ ا ممارسة و هذا ا شاط اإجرامي‪.‬‬

‫الوضعية قبل اإجرامية‬


‫تبعا لتعريف ا ذي أعطا عا م اإجرام ا فرسي غاسان ‪ Gussin‬لوضعية قبل اإجرامية‬
‫وا تي حددها في " تلك ا جملة من ا ظروف ا تي توجد خارج شخصية ا م حرف أو ا فرد ا مهيأ‬
‫ا حراف وا تي تسبق ا فعل ا ج حي "‬

‫بعد ا وقوف على هذ ا ظروف بتهيئة هذ ا وضعيات بتحليلها وهي مدر ة ومعاشة من‬
‫طرف ا ذات وفي هذا ميز غاسان بين بعدين أساسين لوضعية قبل اإجرامية ‪.‬‬

‫‪ -0‬ا حدث اأصلي أو سلسلة اأحداث اأصلية ‪ :‬ا ظروف ا تي تؤدي إ ى وادة ا مشروع‬
‫اإجرامي في ذهن م حرف ا مستقبل ومثل يسون في هذ ا ظروف أي ا بؤس ا ذي أدى بجون‬
‫فا جان في رواية ا بؤساء ا ى سرقة قطعة ا خبز ‪.‬‬

‫‪ -2‬ا ظروف ا مرتبطة با ت فيذ ‪ :‬يقصد بها تلك ا ظروف ا تي تحيط بإعداد وت فيذ ا مشروع‬
‫وا مخطط اإجرامي وهي ذ ك ا ظروف ا تي تسمح بتحقيق واخراج ذاك ا مشروع وا مخطط‬

‫‪10‬‬
‫اإجرامي إ ى حيز ا وجود وفي فس اآن تملي أش ال ت فيذ هذا ا مشروع " وجود ساح معين ‪،‬‬
‫ا تواجد وحيدا مع ا ضحية " ‪.‬‬

‫إن ما يحث عليه غاسان هو أن ا تعريف ا ذاتي لوضعية مهم ب فس قدر ا حقيقة‬
‫ا موضوعية ‪ ،‬أن حسبه ا تجارب ا تي مضت أو طبع ا لحظة ي ون إدراك ا حقيقة ‪.‬‬

‫حسب ا مؤ فان ا وضعية قبل اإجرامية هي مجموع ا ظروف ا خارجية ا تي تسبق وتحيط‬
‫وتهيأ ا فعل ا ج حي‪ /‬ا فعل اإ حرافي ‪ /‬ا فعل اإجرامي‪ ،‬ما أ ها هي ا سبب في ا تأثير على‬
‫اختيارات ا م حرفين‪.‬‬

‫إذن يف تؤثر هذ ا وضعية قبل اإجرامية في اختيارات هؤاء ا م حرفين وا جا حين ؟‬

‫من أجل اإجابة على هذا ا سؤال اقترحا ‪ Cournish et Clarck‬ا ف رة ا تي‬
‫مفادها وجود خاصيات ومميزات تب ين اختيارات ا م حرفين‪ .‬إذ أ هما احظا بأ ه تبعا وع ا ج حة‬
‫وا ربح ا مبتغى من ورائها أي ا رها ات ا م تظرة من ا فعل ا ج حي وا مدى ا ذي سيقطعه هذا ا فعل‬
‫بدأ من ا تف ير فيه واستحضار اإ راهات وا مخاطر ا تي تصاحبه و ذا ا رها ات ا تي يبتغى توقعها‬
‫مرو ار بتهيئة ا جو وسير ت فيذ ا فعل ا ج حي " زمان م ان ا ت فيذ وسائل و آ يات ا ت فيذ وصوا إ ى‬
‫تحقيق أو عدم تحقيق ا غاية‪ ،‬ا قبض على ا رها ات أو ااحتمال با قبض وا قبول با عقاب "‪.‬فا سرقة‬
‫تم ح صاحبها ذة سريعة وخاطفة‪ ،‬وبا قدر فسه تتغير اأخطار حسب طبيعة ا ج حة ا مرتبة‪،‬‬
‫وم ه فإن ا م حرفين دائما يأخذون بعين ااعتبار ل هذ اأشياء ع دما يختارون ارت اب ج حة ما‬
‫دون أخرى ‪.‬‬

‫إن مفهوم ا خاصيات وا مميزات ا تي تب ين ااختيار تم ن من معرفة ا جواب سؤال ماذا‬


‫و ماذا ه اك تغيرات في ا ج ح واعتبارات عدة يستبط ها ا م حرف؟ وفي هذا اإطار تمت دراسة‬
‫سرقة ا سيارات من طرف ا باحثان ‪ Clarck‬جاعلين في دراستهم هذ فرضية اا طاق » إن‬
‫اختيارات ا لصوص لسيارات ت ون مب ية على ثاث خاصيات‬

‫‪ - 0‬ا و وجية‪ " :‬عدد ا سيارات ‪ ،‬ا م ان ا ذي يتم توقيف ا سيارات فيه "‬
‫‪ - 1‬ا حماية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ا جذب ‪ " :‬ا قيمة‪ ،‬ثمن ا قطع‪" ...‬‬

‫‪11‬‬
‫تبعا ما سبق فإن ل وضعية قبل إجرامية تقدم لمجرم ااحتياطي تش يلة من ا خاصيات‬
‫وا مميزات ا تي تجعل ا ج حة أ ثر أو أقل أهمية ‪ ،‬أ ثر أو أقل ربحية ‪...‬‬

‫ب لمة معبرة إن دراسة ا وضعيات قبل إجرامية ترت ز على ا تشاف اأبعاد ا تي تؤثر على‬
‫اختيارات ا م حرفين وا جا حين و ذ ك يفهمون ويستوعبون تحر ات ضحاياهم ورجال ا شرطة ‪.1‬‬

‫مفهوم ا ت تيك اإجرامي‬


‫يعتبر ا ت تيك اإجرامي بمثابة تلك ا حزمة وا سلسلة من ااختيارات واأفعال ا حاضرة ع د‬
‫ا مجرم طيلة ا واقعة " واقعة ا جريمة «‪ .‬إذ إ ها هي ا طريقة ا تي يرتب بها ا وسائل ا متوفرة ديه‬
‫من أجل تحقيق ا غايات ا تي يبتغيها من فعله‪ ،‬ل هذا يتم إ جاز با ت يف مع ا ظروف‪.‬‬

‫إن هذا ا مفهوم يبتغي من ورائه ا شف عن ا طريقة ا تي يت يف بها ا مجرم أو ا جا ح مع‬


‫ا وضعيات ا محتملة ا تي تصادف سير ت فيذ فعله ا جرمي أو فعله ا ج حي ‪ ،‬و ذا ا طريقة ا تي‬
‫يجيب بها على حر ات وردود فعل ا ضحايا ورجال ا شرطة ‪ ،‬فمثا جاح سرقة تفترض أن يحل‬
‫ا مقدم على ارت اب فعل ا سرقة هذ ثاث مشا ل‪.‬‬

‫‪ -1‬إبطال إجراءات ا حماية ا تي تحمي هدفه‬


‫‪ -2‬ااستياء على ا غ يمة وا شيء ا مسروق‬
‫‪ -3‬اا فات من ا عقاب‬
‫أخي ار إن ا ت تيك هو وع من إجابة ا جا ح على ا وضعية قبل إجرامية‪ .‬وبهذا ففعله يبقى في‬
‫اآن فسه محددا بهذ ا وضعية و ذا بقدرته على ابت ار ا حلول أو ااقتداء بحلول وجدت مع‬
‫آخرين ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪la manière dont il combine les moyens disponibles pour réaliser ses fins tout en s'adaptant aux circonstances.‬‬
‫‪Le concept est descriptif et interactif, car il vise à rendre compte de la manière dont le délinquant s'adapte aux‬‬
‫‪situations et répond aux mouvements des victimes et des policiers‬‬

‫‪12‬‬
‫قد تضم ت هذ ا مقا ة مجموعة من اأبحاث ا ميدا ية حول ا جريمة ب ا يبك‬
‫وا تي ما ميزها هو حضور ذاك ا تحليل اإستراتيجي تلك اأفعال اإجرامية ا معبرة ع ها في هذ‬
‫اأبحاث وا تي س عمل على توضيحها تباعا وفق ا تسلسل ا تا ي ‪:‬‬
‫‪- 0‬ا سرقة تحت ا تهديد با ساح‪ – 1 ،‬تصفية ا حسابات ‪ – 3 ،‬ا سطو ‪ -4 ،‬سرقة ا سيارات‬
‫‪ -5‬ا ع ف ا زوجي‬

‫ا سرقة تحت ا تهديد با ساح‪:‬‬


‫قد قي موضوع ا سرقة تحت ا تهديد با ساح أهمية واسعة جعل على إثرها موضوع بحث‬
‫ا عديد من ا مؤ فات‪ ،‬ومن أهم ا باحثين في هذا ا مجال جد ‪ Al et Gabor‬يقول ا باحث بأن أ بر‬
‫قيمة لسرقة تحت ا تهديد با ساح تتحدد ب سبة ‪ %40‬ع د تواجد شخص واحد‪ ،‬أو اث ين ب سبة‬
‫‪ .%44‬ففي ا فرق ا مت و ة من مهاجمين جد على أن اأول يقوم بجمع اأموال‪ ،‬في حين أن‬
‫اأخر ي ون با تظار ع د ا باب مشي ار بساحه حو ا موظفين وا زبائن ا موجودين بهذا‬
‫ا مب ى(ا مؤسسة)‪ ،‬فهذ ا جريمة غا با ما يقوم بها ا شباب‪ ،‬حيث جد من خال هذ ا دراسة أن‬
‫‪%44‬من ا معتدين تتراوح أعمارهم بين ‪ 00‬ـ ‪ 10‬س ة‪ ،‬و‪ % 14‬تتراوح أعمارهم بين ‪ 11‬و‪ 15‬س ة‬
‫من احية أخرى جد أقل سبة هي ‪ %01‬دى ا مراهقين‪.‬‬

‫‪ -1‬اختيار ا هدف‪:‬‬

‫قد اهتم ل من ‪ Gagnon‬و ‪ Le blanc‬ب‪ 0150‬عملية ا سطو ا مسلح‪ ،‬حيث وجد‬


‫وأن ه ا ك ‪4‬ا واع‪ ،‬في ل م هم يستعمل متغيرين أساسيين هما ا هدف( تحديد ) وعدد ا مشتبه بهم‬
‫وتم تقليص هذ اأ واع إ ى ‪ 5‬أ واع‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-1‬سرقة ب ك من طرف عصابة (مجموعة من اأفراد ‪ :)%01‬غا با ما ترت ب هذ ا جريمة‬
‫بساح اري‪ ،‬وق اع‪ ،‬ووجود سيارة لفرار بعد ارت اب هذ ا عملية‪ ،‬ويصل متوسط خسائر ا ب وك إ ى‬
‫‪ 1351‬دوار‪.‬‬

‫‪ -2‬سرقة ب ك بش ل م فرد (‪ : )%1‬في هذا ا وع من ا سرقة يستعمل أيضا ا ساح ا اري‪،‬‬


‫أما با سبة استعمال ا ق اع فا ه جد ¼ ممن يستعملو ه‪ ،‬و ‪ 4/0‬أشخاص من يهربون إ ى سيارة‪،‬‬
‫ويصل متوسط ا خسائر إ ى ‪ 0451‬دوار‪.‬‬

‫‪ -3‬سرقة متجر (‪ : )%10‬ترت ب ا سرقة تحت ا تهديد با ساح بشخص واحد‪ ،‬و‪%05‬‬
‫يرت بها شخصين أو أ ثر‪ ،‬وفي هذ ا حا ة يستحضر ا ساح ا اري ب سبة ‪ ،%01‬أما ا ق اع‬
‫فيستعمل ¼‪ ،‬و‪ 3/0‬ممن يهربون حو ا سيارة‪.‬‬

‫‪ -4‬سرقة مخزن ا متجر أو ا مرآب ( تصل سبته س ويا ‪ :)%10‬في هذا ا وع من ا سرقة‬
‫ا يستعمل ا ساح‪ ،‬بي ما ا ق اع يستعمل ب‪ ،5/0‬أما ا هروب حو ا سيارة تصل سبتها ‪ ،%34‬أما‬
‫ا خسائر فت خفض إ ى ‪ 041‬دوار‪.‬‬

‫‪ -5‬ا هجوم ا فردي سبته ‪ :%01‬أغلب ضحايا هذا ا وع من ا سرقة هم سائقي سيارة‬
‫اأجرة‪ ،‬أ و ا متواجدون بموقف ا سيارات‪ ،‬ففي أغلب ا حاات ا يستخدم ا ساح ا اري‪ ،‬فغا با ما‬
‫يستعملون س ي ا‪ ،‬وي ون ضحاياهم أ ثر مقاومة‪ ،‬وتصل سبة ا مسروقات إ ى ‪ 031‬دوار‪.‬‬

‫يسمح هذا ا تحليل بتص يف ‪ 4‬حاات‪:‬‬

‫لما ان ا هدف ضعيف‪ ،‬إا و ان استخدام ا ساح ا اري أقل(أي لما ان تم اختيار‬
‫ا هدف بش ل جيد" ا ب ك" حاول ا سارق استعمال ا ساح)‪ .‬فمثا في ا ب ك يسمح با ساح ا واحد‬
‫با سيطرة على ا موجودين(موظفين وزبائن)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫سجل تقرير ع سي بين ضعف ا هدف من جهة‪ ،‬وأهمية ا مبا غ ا مسروقة من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فا سارق يرضى بمبا غ هزيلة ع دما ي ون ا هدف ضعيف‪.‬‬

‫يخلص هذا ا تقرير أيضا إ ى حساب ا ضحايا ا محتملين‪ ،‬إضافة إ ى أهم ا مبا غ ا ما ية‬
‫ا معرضة لسرقة‪ ،‬إذ غا ب ا ت ون ا ضحية تاجر أو شخص يحمل معه أمواا‪ ،‬موظف في ب ك‪،‬‬
‫فا مواطن ا عادي ا موجود في ا شارع قليا ما يقومون بمهاجمته‪.‬فا جا حون يبحثون عن ا مال أي ما‬
‫وجد‪ ،‬إا أ ه ما سبق ذ ر يت اقض مع وضعية أمري ا‪ ،‬حيث تتم ا سرقة في أما ن معي ة‪ ،‬قد ي ون‬
‫ا سبب هو ا م اخ؛ ففي فصل ا شتاء يراقب ا معتدي ما يحصل في بعض ا مجاات ا تي تبدو أ ثر‬
‫رخاء‪ ،‬أما با سبة فصل ا صيف فت من حدود هذ ا فرضية ع د ‪ Montréal‬ا ذي ا يظن بأن‬
‫عملية ا سطو في أفضل ا فصول ت ون مرتفعة بش ل مهم‪ ،‬حيث أن هذ ا عملية هي جد خطيرة في‬
‫دا ‪ :‬فغا با ما يحمل ا مواط ين ساحا وقليا ما يلتزمون(باأخاق)‬ ‫ا وايات ا متحدة اأمري ية‬
‫با ضمير عد إطاقهم ل ار على ا لصوص‪ ،‬فحسب تقدير )‪ : kleck(1988‬اأمري يون يستعملون‬
‫ا ساح ا اري لدفاع عن أ فسهم حوا ي مليون مرة في ا س ة‪ .‬أما )‪ Wilbanks(1984‬يبين إن‬
‫ا عديد من ا لصوص يقتلون من طرف ا تجار؛ ف‪ %03‬من جرائم ا قتل تص ف ضمن ا دفاع عن‬
‫ا فس(رد فعل سريع)‪( .‬با سبة لصوص ا ديين‪،‬يحاو ون ا حصول على مسدسات "صغيرة" وغا با‬
‫ما ا يستطيعون ا حصول عليها‪ ،‬وبا تا ي يلجئون ب دقية ا صيد)‪.‬‬

‫تصل سبة سرقة ا متاجر وا مخازن إ ى ‪ %44‬س ويا‪ ،‬ويرجع ا سبب ون أن ا مؤسسات‬
‫ا عامة يسهل ا وصول إ يها في ساعة اافتتاح مثا‪(.‬فهذ ا دراسة ل ‪ Morrissette‬و ‪Baril‬‬
‫إضافة إ ى ذ ك جد على أ ه ديها قاط ضعفها عدم توفرها على زجاج مضاد لرصاص‪ ،‬امي ار‬
‫وحارس)‪.‬‬

‫يقول ل من ‪ Gabor‬و ‪ Al‬أ هم توصلوا إ ى أن ‪ %40‬من ا سرقة تحت ا تهديد با ساح‬


‫تحدث حي ما ي ون ا ضحية وحدهم‪ ،‬و‪ %14‬من ا حاات تتواجد ضحية أو اث ين مع وجود شاهد‬

‫‪15‬‬
‫عيان‪ ،‬وا غا بية ا عظمى من ا لصوص(قطاع ا طرق) يتج بون وضعية تواجد أ ثر من ضحيتين أو‬
‫شاهد عيان‪ ،‬فهم يختارون ا م اتب ا تي تحتوي على موظف واحد وي تظرون حتى يصبح ا محل‬
‫بير من‬ ‫فارغا(يتخذ ا تخطيط ا عقا ي)؛ ان تعرضه لخطر ي ون أ بر ع د تواجد عدد‬
‫اأشخاص‪ ،‬وبا تا ي سي ون عدد بير من شهود ا عيان‪ ،‬أي أن ا تقرير سي ون أ ثر دقة‪.‬‬

‫‪ -2‬ا هجوم ا مخطط أهداف بيرة‪:‬‬

‫يتضح مما سبق أن معظم ا لصوص ا مسلحين يختارون أهدافا ا تعرضهم لخطر وا تي ا‬
‫تجلب هم سوء ا ربح‪ .‬ففي هذ ا مجموعة ا تي قام ا باحثان بدراستها‪ ،‬توصلوا إ ى أن ‪2/1‬‬
‫يستعمرون جوارب ا ايلون ـ ظارات شمسية ـ م ديل)‪.‬‬

‫أما با سبة فئة ا سج اء ا ذين قاموا بعملية ا سرقة تحت ا تهديد با ساح‪ ،‬فإ ه تم ا توصل‬
‫إ ى ‪ 04‬م هم على أ هم "محترفون"(هذ ا دراسة تمت س ة ‪ 0904‬ل‪ .)Belle‬فهذ ا فئة تقوم‬
‫بتدريب فئة أخرى أو شر ائهم‪ ،‬مع طرح مجموعة من اأسئلة مثا ما يلي‪ :‬أين يتواجد ا حارس؟‬
‫ا ص اديق؟‪....‬وي تبهون بشدة ممر ا هروب‪.‬‬

‫‪ -3‬ا ضحايا وا لصوص في خضم ا فعل‪:‬‬

‫جد في دراسة ‪Gabor‬و ‪ Al‬أ ه ع د مواجهة فرد مسلح خطر ما‪ ،‬فإن أغلب ا ضحايا‬
‫يستسلمون في ا بداية (‪ ،)%59‬و‪ %15‬ا تحرك سا ا‪ ،‬و‪ %1‬فقط من يرفضون اا صياع على‬
‫ا فور‪ .‬في ا لحظة ا تي يفاجئ فيها ا فرد‪ ،‬يتضح ا خوف على ش ل ا فعال يسيطر على ا حدث‪،‬‬
‫وهذا ما توصل إ يه ل من ‪ Morrissette‬و ‪ ،Bril‬حيث وجد ‪ %15‬من ا ضحايا يقاومون‬
‫با صراخ‪ ،‬رافضين إعطاء ا مال‪ ،‬أو محاو ين ماحقة ا لص(خصوصا ا تجار ا ذين سبق هم أن‬
‫تعرضوا فس ا شيء‪ ،‬فع د ا قيام بعملية ا مسح لشر ات أو ا م اتب ا تجارية؛ وجد على أن ‪%10‬‬
‫تعرضت على اأقل مرة واحدة عملية ا سطو من طرف ا لصوص‪ ،‬و‪ %13‬تعرضت ذ ك مرتين‪،‬‬

‫‪16‬‬
‫و‪ %04‬ثاث مرات‪4 %9 ،‬مرات‪ ،‬و‪%4‬خمس مرات وأخي ار ‪%00‬تعرضت أ ثر من ‪4‬مرات‬
‫لسرقة س ويا‪.‬‬

‫جد في دراسة ل من ‪ Gabor‬و ‪ Al‬أ ه ع دما يقاوم ا ضحية‪ ،‬يحاول ا لص ا هروب‬


‫وهو خاو ا وفاض (‪ %14‬حا ة)‪ ،‬مقابل ‪ %4‬فقط من حاات ا سرقة تحت ا تهديد با ساح ا تي‬
‫يخفق فيها رغم عدم مقاومة ا ضحية‪ ،‬ومع ذ ك فإن ا مقاومة تزيد أو ترفع من خطر إصابة‬
‫ا ضحية‪.‬‬

‫‪-4‬ا مفاجأة وا خوف‪:‬‬

‫يتوقف جاح عملية ا سرقة تحت ا تهديد با ساح على أثر ا مفاجأة واستغال عامل‬
‫ا خوف‪ .‬فا مجرم ا ذي يفاجئ ضحيته حين ا ت ون حذرة‪،‬يحاول إخضاعها بش ل فوري بواسطة‬
‫ا ساح(فهدفه من ا مفاجأة هو إخافة ا ضحية)‪.‬‬

‫ا مدة‪ :‬تأخذ إ جاز ا جريمة مدة ا تتجاوز دقيقة‪ ،‬ويمتد متوسط ا مدة ا زم ية ا فاصلة بين‬

‫فرار ا لص واستدعاء ا شرطة ‪5‬دقائق‪ ،‬و‪3‬دقائق لوصول إ ى ساحة ا جريمة( ‪ ،)Alet Gabon‬وان‬
‫طا ت ا مدة فذ ك يرجع تأخر ا ضحايا في طلب ا شرطة‪.‬‬

‫ا هروب‪%41 :‬من ا لصوص يهربون جريا‪ ،‬وهذا يوضح على أن ا سرقة تحت ا تهديد‬

‫با ساح تقترف بوسائل متواضعة؛ وهذ ا طريقة تجعل ا لص يختفي بوجود حشد من ا مارة(عدد‬
‫بير من ا مارة)‪.‬‬

‫تائج ااعتداء‪( :‬ا تحصيل ا مختصر)‪ :‬ا سبب اأ ثر شيوعا ا ذي قدمه ا لصوص‬

‫ا مستجوبين بخصوص اأسباب ا قائمة وراء أفعا هم؛ي من فيما يلي‪":‬اخترت ا قيام بسرقات مسلحة‬
‫من أحل ا حصول على ا مال (‪.)Belle et Al 1984‬‬

‫‪17‬‬
‫إذن هذا ا وع من ا سرقة يعتبر وسيلة لحصول على سيو ة ما ية في مدة زم ية وجيزة( جد‬
‫أن ‪% 91‬من حاات ا سرقة ا مسلحة اجحة) ل ‪ )Gabor et Al 1987‬با تا ي ومن خال ما‬
‫ذ را ‪ ،‬احظ ا أن متوسط ا ميات ا مسروقة يتغير ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1452 -‬دوار ع د ا سرقات ا م فردة أب اك‪.‬‬


‫دوار با سبة لمخازن وا مرائب‪.‬‬ ‫‪141 -‬‬
‫‪ 131 -‬دوار في حا ة تجريد اأفراد‪.‬‬
‫إ ى ه ا ومن خال معا توصلت إ يه هذ ا دراسات‪ ،‬جد أن حا تين من ثاث حاات تقوم‬
‫بسرقة مسلحة(أو تحت ا تهديد با ساح) مدروسة تثمر على اأ ثر ‪ 511‬دوار‪ ،‬و حين ي ون من‬
‫ا ضروري اقتسام ا مبلغ ا محصل عليه على شخصين أو أ ثر ت ون ا مبا غ ا محصل عليها أقل‬
‫وبش ل واضح حيث تصل سبة هذ ا حا ة ل‪.%59‬‬
‫ووجد على أن هذ ا قود تستعمل تغطية ا فقات ا يومية؛ شراء ا مخدرات وأغراض‬
‫ا تسلية(توصل هذا ل من ‪،)Gabor et Al‬أيضا تستعمل شراء ا مابس ـ ا لعب ـ ا خروج مع‬
‫ا فتيات ودفع فقات ما استهل ه ا جميع‪ ،‬وي ون سبب إ فاقهم مبا غ ما ية بيرة خوفا من ا تعرض‬
‫اعتداء وا سرقة( ان هذا اعترافا أحد ا لصوص) دراسة ‪.Belle et Al 1984‬‬

‫في فس ا سياق جد أن ا لصوص هم أيضا يعا ون من خسائر‪ :‬اإصابات‪ ،‬ا خوف‪،‬‬


‫ااعتقاات‪ ،‬وا عقوبات ا ج ائية ففي أقل من ‪ %0‬من ا سرقات ا مسلحة يتلقى مرت بيها إصابات‬
‫تحتاج إ ى رعاية طبية(‪.)0901 Gabor et Al‬‬

‫‪18‬‬
‫تصفية ا حسابات‬
‫يعد فعل تصفية ا حسابات مع وردوا هو بمثابة ذاك ا فعل ا تي تترجمه تلك ا جرائم ا بشعة‬
‫ا تي تتحدد وت تج بوجود صراع مرتبط بأ شطة إجرامية ‪ ،‬وتحديد هذا ا باحث هذا ا وع من ا جرائم‬
‫" تصفية ا حسابات " فقد عد بمثابة ا بحث اأول في هذا ا وع من ا جرائم ا تي ا ت مهملة في‬
‫ا مقاربات اإجرامية ‪ -‬سبة إ ى مقاربة علم اإجرام ‪ .-‬ويرجع اهتمام وردو بهذا ا وع من ا جرائم‬
‫ظر ما عرفته ا يبيك من حدة في حدوث ا جرائم و ذا عدد ا ضحايا ا مترتبة عن هذا ا ش ل‬
‫اإجرامي با مدي ة‪ .‬مابين ‪0911‬و‪ ، 0904‬إذ أن سبة ‪ 01 %‬من مجموع ا ضحايا ا تي ا ت‬
‫من جراء جريمة تصفية ا حسابات في ا يبيك من مجموع ا معدل ا عام لجرائم خال هذ ا فترة ‪.‬‬
‫ما أ د وردو من خال هذ ا مقا ة أن تصفية ا حسابات تترتب عن ثاث أ واع من ا صراع‬
‫سيعمل على تحديدها تبعا ‪.‬‬

‫ا صراعات ا تي تخلف تصفية ا حسابات‬


‫إذن مع وردو وقو ه بأن تصفية ا حسابات هي جريمة مرتبطة بذاك ا صراع‬
‫واأ شطة اإجرامية قد اقتضى م ه تحديد تلك اأ واع من ا صراعات ا تي تحدث هذا ا وع من‬
‫ا جرائم ‪.‬واستد ار ا في ا قول إ ه في مسأ ة تصفية ا حسابات فا معطى اأساسي حول ا وضعية قبل‬
‫اإجرامية هي ا محددة ذاك ا صراع ا ائن بين ا شر اء في ا جريمة –ا جا ي وا ضحية _ ‪ .‬أمام‬
‫هذا ذهب وردو إ ى ا قول بتص يف يدل على مجموع تلك ا صراعات ا تي تحدث تلك اأ شطة‬
‫اإجرامية وا قابلة أن ت تج في وسط ا جا حين وا مجرمين ‪ ،‬تتمثل هذ ا تص يفات في ثاث أ واع‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪les conflits de délation‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ا صراعات ا اتجة عن ا وشاية‬
‫ا صراعات ا اتجة عن ا معامات ‪les conflits de transactionnels :‬‬
‫‪les conflits compétitifs‬‬ ‫‪:‬‬ ‫صرعات ا اتجة عن ا ت افسية‬
‫ا ا‬

‫إن مفهوم ا ص ارع م يعرف تماما ا وضعية قبل اإجرامية ‪ .‬إذ أن ا ل في اعتقاد أن‬
‫أي زاع ما يحضر بأش ال مختلفة وهذا ا زاع قد يجعل ا مجرمين في ت اقضات بي هم إا أ هم‬

‫‪19‬‬
‫ن يس وحد‬ ‫يعدون ترتيب وت ظيم أ فسهم في فعل ا قتل ‪ .‬إذن فا صراع يبقى شرط ضروري‬
‫افي أحداث جريمة من وع تصفية ا حسابات‪ .‬هذا ا صراع يحضر مع وردو ب و ه يس وحد‬
‫إحداث جريمة تصفية ا حسابات ظ ار و ه مرتبط باأتي ‪:‬‬

‫أوا ‪ :‬ا مخاطر واإ راهات ‪.‬‬


‫ثا يا ‪ :‬ا تحديات وا رها ات‬
‫أي بمع ى أخر أن ا صراع يبقى مرتبط بتلك ا شروط ا تي تؤدي با جا ح أسلوب تصفية‬
‫ا حسابات أجل ضبط ا صراع ا ذي يشارك فيه ‪.‬‬
‫من ا مخاطر واإ راهات ا مرتبطة بهذا ا شاط تبقى بش ل دقيق مرتفعة‪ .‬أما فبخصوص‬
‫ا تحديات وا رها ات ا تي تأتي بم اسب لقائم بتصفية ا حسابات فهي ت من في اإفات من ا عقاب‬
‫‪ .‬إا أن ا تحليل ا ذي يتعلق بهذ ا رها ات ا خاصة بتصفية ا حسابات فهي تختلف حسب وع‬
‫ا صراعات و ذا حسب اأهمية‪ .‬أن هذ اأش ال من ا صراعات تلعب دو ار أساسيا في تحديد‬
‫واتخاذ قرار ارت اب فعل تصفية ا حسابات‪.‬‬
‫حاات ا صراعات ا متعلقة ا وشاية ‪:‬‬
‫إن اأمر ه ا يتعلق بحا ة وجود واقدام مرت بي هذا ا وع من ا جرائم بتصفية ا حسابات أي‬
‫فعل ا تصفية في حق أو ئك اأفراد ا ذين أعطوا أو أد و ا بمعطيات لشرطة حول جا ي أو سارق‬
‫بواسطة ا ساح‪ ،‬إذ أ ه قد بلغ خال ا فترة ‪ 0911‬و ‪ 0904‬ما سبته ‪ 40.3%‬في ا يبك من‬
‫مجموع ا حاات ا مرت بة بجريمة تصفية ا حسابات‪.‬‬
‫حاات ا صراعات ا متعلقة با معامات ‪:‬‬
‫ويقصد بها تلك ا صراعات ا مرتبطة بتلك ا حاات ا تي يقدم فيها ا سارق عن طريق‬
‫ااحتيال على صاحب ا شيء ا مسروق ـ وهو اأمر ا ذي يؤدي إ ى ا قيام بتصفية ا حسابات ‪.‬‬
‫حاات ا صراعات ا مرتبطة با صراعات ا ت افسية‪:‬‬
‫بخصوص هذا ا وع من ا تصفيات حسب ما تضم ته ا مقا ة ‪« le crime du point de‬‬
‫» ‪ vue d’analyse stratégique‬فغا با ما يحدث في مجال وأسواق ا مخدرات في حين تبقى‬
‫غائبة في اأسواق اإجرامية ‪ ،‬فوجودها في أسواق ا مخدرات مرد هو أن ا مقدم على فعل تصفية‬
‫ع د ا ضحية م افس هذا يلتجئ تحييد وت حيته من ساحته م افس‬ ‫ا حسابات يحضر‬

‫‪20‬‬
‫ومضارب ‪ .‬إذ ا ه بتصفيته ه ي سب ا ربح ا ذي بعدم تصفيته ه قد ي ون متعذر عليه هذا ا ربح‬
‫باإضافة إ ى هذا إن هذا ا وع من تصفية ا حسابات ا يحضر في اأسواق ا مشروعة " بيع قطع‬
‫ا غيار سيارات مسروقة " أو ا تي تتخذ في ش لها ش ل مقاو ة ‪ ،‬إذ أن اأسواق في ش ل مقاو ة‬
‫تبقى أسواق غير مائمة تصفية ا حسابات ما دام أن قتل صاحب مقاو ة أو شر ة تعمل في‬
‫إطار من ا مشروعية وتعمل وفق ا قا ون‪ ،‬يبقى قتل ما ها ا ي تج ع ه ااستحواذ على ا زب اء و ذا‬
‫ا تجارة ا تي تخصه ‪ ،‬ن حتى وان ان تص فية ا حسابات ا يتم في هذ اأسواق ا مشروعة أو‬
‫ا تي هي على ش ل مقاو ة فهي تبقى حاضرة في أسواق أخرى أسواق ا عمل ا ج سي و ذا‬
‫ا مخدرات وأيضا في أسواق ا قروض ذات ا فوائد ا فاحشة‪.‬‬

‫تسلسل اأحداث‬

‫إن ا م حرف ا عادي بش ل عام ي ون اختيار بين مجموعة من ااختيارات ا م تقاة‪ ،‬واختيار‬
‫هذا ي ون م صبا على مواجهة ومهاجمة تلك اأهداف ا متصفة با ضعف و يست ا متسمة باأقل‬
‫ضعف أن هذ اأخيرة قد تث ي ا جا ح على إتيان مشروعه وت فيذ مخططه اإجرامي‪ .‬إذن ففي‬
‫موضوع تصفية ا حسابات فا قاتل يس ديه سوى هدف مختار – ا ضحية – هذا ا هدف هو‬
‫متحرك‪ .‬ومن ثم يبقى شاط ا قتل غير م تما إا باستحضار إختيار ا هدف اأ ثر ضعفا واختيار‬
‫ا زمان وا م ان إذ أن ا قاتل باختيار هدفه يحرص بش ل شديد أن ي ون أ ثر حماية وقربا من‬
‫ا وصول إ ى ا تيجة ا تي ي شدها ويبتغيها من فعله ‪ .‬إذن وبعد اختيار ا هدف تأتي مرحلة اختيار‬
‫ا ت تي ات وا تق يات ا فيلة بتحقيق ا تيجة وا تي هي تصفية ا حساب وبهذا فهذ ا تق يات سميت‬
‫با ت تيك اإجرامي ا متضمن فيه اأدوات واأسلحة ا تي توافق ا هدف ا مختار في زمان وم ان‬
‫ا تصفية ‪.‬‬
‫ا ت تي ات ا مستعملة‪:‬‬
‫ه اك وعان من اا ت تي ات ا مستعملة من طرف ا قتلة في هذا ا وع من ا جرائم تتمثل هذ‬
‫ا ت تي ات في ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫أ‪ -‬ا مين ‪ : le guet-apens‬وفق هذا ا ت تيك جد أن ا قاتل أو ا متواطئ يدفع بش ل من‬
‫اأش ال ا ضحية إ ى ا و وج ب فسه إ ى اأما ن ا خاصة با قتل في ا وقت ا مقصود وا محدد ‪ ،‬هذا‬
‫ا وع من ا ت تيك يستخدم في جرائم تصفية ا حساب ب سبة مأوية هامة با مقارة مع ا ت تيك ا ثا ي‬
‫ا ذي هو ت تيك ا مواجهة‬
‫ب‪ -‬ا مهاجمة ‪ :l'attaque‬هذا ا ت تيك ي ون واضحا حيث أن ا قتلة في هذا ا ت تيك يجبرون‬
‫ا ضحية بش ل مسبق إ ى و وج م ان محدد ومعين يبقى هو اأخر يحضر ت تيك في جرائم‬
‫تصفية ا حساب ب سبة مأوية هامة ‪.‬‬

‫اختيار ا ت تيك‬
‫يرتبط اختيار ا ت تيك بضعف ا هدف إذ أ ه من ا سهل وبش ل بير وضع فخ صديق‬
‫يظهر ب وع من ااطمئ ان من قبل ا عدو‪ ،‬ذ ك فإن ا قتلة يستخدمون ت تيك ا مين في جريمة‬
‫تصفية ا حساب ا مرتبط في حق ا مخبرين أو أو ئك ا ذين أقدموا على ا وشاية‪ .‬هذا لت تيك ذ ك‬
‫يتخذ ذ ك في حق ا متواطئين‪ .‬وه ا يقدم صاحبا ا مقا ة يسون و وردو تو يدا على حدة استعمال‬
‫هذا ا مين في هذ ا حاات مرتين من حضور ت تيك ا مواجهة خاصة في ا صراعات ا خاصة‬
‫با معامات‪ .‬في حين أن ت تيك ا مواجهة يحضر ب سبة ‪ 45.0 %‬في حا ة تصفية ا حسابات‬
‫ا خاصة با صراعات ا متعلقة با ت افس‪.‬‬
‫وم ه إن اختيار ا ت تيك يبقى تابعا ومرته ا ب وع ا عاقة ا قائمة بين ا قاتل و ا ضحية‪ ،‬فإذا‬
‫ا ت ا عاقة ا عدائية ظاهرة ومفضوحة‪ ،‬فا ت تيك ا غا ب ا متخذ في هذ ا وضعية هو ت تيك‬
‫ا مواجهة‪ .‬ف ي حين أن ت تيك ا مين يبقى هو ا غا ب في ااعتماد في ا حا ة ا تي ت ون فيها‬
‫ا عاقة ا عدائية مضمرة ‪.‬‬
‫اختيار موقع ا ت فيذ‪:‬‬
‫إن موقع ا ت فيذ يتخذ ويعتمد وفق ذ ك ا هدف ا متحرك من طرف ا مقدم على فعل ا تصفية‪.‬‬
‫ا ذي هو ا ضحية ا ذي تعرض هذا ا فعل‪ ،‬إا أ ه تبقى اأما ن اأ ثر حضو ار فيها تصفية‬
‫ا حساب هي اأما ن ا عامة ب سبة ‪ 53%‬متبوعة باأما ن ا معزو ة‪ ،10.0 %‬فضا عن ا حا ات‬
‫و ا مقاهي مواقع يرت ب فيها فعل تصفية ا حساب‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اختيار اأسلحة‪:‬‬
‫بلغت في ا يبك فيما يخص وع اأسلحة ا تي اعتمدت في جرائم تصفية ا حساب في ما‬
‫بين ‪ 0911‬و‪ 0904‬اأسلحة ا ارية ب سبة ‪ %01.0‬با مقارة مع إستعما ها في جرائم من وع أخر‬
‫‪ .‬إا أ ه ما ي بغي تسجيله ه ا بخصوص إختيار اأسلحة فهو أن إختيار وع ا ساح في جريمة‬
‫تصفية ا حساب يبقى تابعا وموازيا وع ا ت تيك ا مختار أهو ت تيك ا مين أم ت تيك ا مهاجمة ‪.‬‬

‫عدد ا قتلة ‪:‬‬


‫يبقى عدد ا قتلة محدد ب وع ا ضحية وحضور في عين ا جا ي هدف أضعف و ذا على‬
‫وع ا ت تيك ا مستخدم‪ ،‬موقع ا ت فيذ و ذا وع اأسلحة ا معتمدة في ا قيام بفعل تصفية ا حساب‪.‬‬
‫ا مخاطر ا تي تؤدي إ ى ا قتل عبر تصفية ا حسابات ‪:‬‬
‫ترتبط ا مخاطر بش ل عام باأ شطة اإجرامية‪ .‬هذ ا مخاطر يست محددة با عقوبة‬
‫وا جزاء ا ج ائي فحسب بل هي تشمل ا مخاطر ا تي تجعل ا جا حين ضحايا من قبل زمائهم ‪.‬‬
‫وفي هذا ا صدد ومن خال ا دراسات ا تي أجريت في ا يبك مابين ‪ 0911‬و ‪ 0904‬فقد قال‬
‫وردو بثاث تقديرات لمخاطر ا مم ن من خا ها يترجم فعل تصفية ا حساب في وسط ا جا حين‬
‫على زمائهم‪ .‬تتمثل هذ ا تقديرات في اأتي‪:‬‬
‫ا تقدير اأول‪ :‬هو بتقدير متحفظ متضمن في تقديرات ومؤشرات ‪ FBI‬وهذا ا تقدير يشير‬
‫إ ى مخاطر ا قتل ا مرتبطة باأفراد أصحاب ا سوابق ا ج ائية في ا جرائم ا خطيرة ‪.‬‬
‫ا تقدير ا ثا ي ‪ :‬يتعلق با مخاطر ا مرتبطة با عصابات اإجرامية‬
‫ا تقدير ا ثا ث ‪ :‬ا مخاطر ا متعلقة بخطر ا تعرض لقتل ‪.‬‬

‫في اأخير إن تصفية ا حسابات يبقى فعل إجرامي مرتبط بذاك ا خوف ا ذي يخلق ويذ ي‬
‫ا وسط اإجرامي ‪ ،‬إذ أن تخوف ا فرد من أن ي ون ضحية يز ي فيه ا زوع و ااستعداد ا قبلي‬
‫ارت اب ا جريمة أي بمع ى أخر بتخوفه من ا تعرض لقتل ت ار يحبذ أن ي ون قاتا ا مقتوا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ظاهرة ا سطو‬
‫تعتبر ظاهرة ا سطو من م ظور ا تحليل اإستراتيجي‪ ،‬هي اأخرى بمثابة تلك ا ظاهرة ا تي‬
‫تتحدد ذ ك عبر ا فعل ا ذي يبقى مرتبطا بإقدام ا سارق أو بأاحرى مجموعة اأفراد ا قائمين بفعل‬
‫ا سطو بتلك اأهداف ا م تقاة‪ ،‬وحضور درجة ضعف هذ اأهداف‪ ،‬وهذا ا فعل اإجرامي وا جا ح‬
‫فهو يبقى مرتبط باختيار ا فرد غا با هذا ااختيار هو اختيار عقا ي واستراتيجي ‪ .‬يظهر بش ل‬
‫وع من ا عقا ية‬ ‫جلي في ون أن مرت بي وا مقدمين على فعل ا سطو يبقى اختيارهم هذا فيه‬
‫وا تخطيط اإستراتيجي إذ أ ه تم ا تطليق وا تخلي على ا صورة وا عرف ا اسي ي في ا قيام‬
‫با سطو ا ذي ان محصو ار وفقط في فترة ا ليل إذ ا يوم مع ا جا ح باعتبار فاعل عقا ي فإقدامه‬
‫على ا سطو يبقى مخطط ه بإستراتيجية عقا ية معتمد فيها على وع ا هدف مجال يبقى محدد‬
‫با فترة ا زم ية أي بمع ى أخر هل ا سطو على م زل ما يوافقه ا توقيت "أ" أو "ب" ما وع‬
‫ا م تسبات أو ا خيرات ا تي ي بغي أخذها مستحض ار في هذا ا لفة ا تي يم ن أن تصاحب هذا‬
‫ا تي تم ا سطو عليه وفق ما مدى مائمة ثقل وثمن ا مسروق مع ا مسافة واإفات من ا قبض‬
‫وا عقاب من جهة أخرى ‪ ,‬اهيك على تلك ا ت تي ات وا تق يات ا تي ت م عن عقا ية واستراتيجية هذا‬
‫ا فعل من قبيل تلك ا حيل ا تي بها يتم ن ا مقدم على فعل ا سطو معرفة هل مجال هدفه بيت‬
‫مرأب ب ك متجر ‪ ,,,‬مأهول أم غير مأهول في حراسة أم بدون حراسة ‪ ,,,‬أن يرن ا جرس ‪ .‬أن‬
‫يقدم أظرفة أ ه ساعي بريد ‪,,,‬‬

‫سرق السيارا ‪:‬‬


‫قد اتجه ‪ Tremblay‬و ‪ All‬س ة ‪ 0990‬صوب تحديد وعين من سرقة ا سيارات‪،‬‬
‫حيث ه اك ا سرقة من أجل ااستعمال وا هدف هو تحقيق م فعة‪ ،‬وا سرقة من أجل ا بيع وا هدف‬
‫هو ا حصول على ا مال وبا تا ي فا جريمة واحدة ن ا هدف مختلف مما يؤدي إ ى وجود تمايزات‬
‫بين ا وعين تظهر من بعد‪ ،‬فا سرقة من أجل ااستعمال من فبل مجموعة من ا مراهقين ا شباب‬
‫ي ون ا قصد هو ا حصول على سعادة مت اغمة حيث يسهل اا تقال من م ان إ ى آخر‪ .‬في حين‬

‫‪24‬‬
‫أن ا سرقة من أجل ا بيع جدها دى ا شباب ا راشد‪ .‬وما يريد ا باحث قو ه من هذا ا تحليل هو أن‬
‫فس ا جريمة ( ا سرقة ) ن ا م طق من ا فعل يختلف من جا حين إ ى آخرين‪.‬‬

‫في إحدى ا د ارسات ا تي أجريت في ‪ Québec‬مابين س ة ‪0943‬و ‪ 0900‬توصل‬


‫ا باحثون إ ى تائج مهمة في هذا ا صدد‪ ،‬فخال س ة ‪ 0943‬ا ت ا سيارات ا مسروقة يتم إيجادها‬
‫ن هذا ا عدد سوف ي خفض خال س ة‬ ‫بعد مدة حيث أن ‪ 91‬سيارة من ‪ 01111‬يتم إيجادها‪،‬‬
‫‪ 0900‬يصل إ ى ‪ 41‬سيارة من أصل ‪ ،01111‬أما ا سيارات ا مسروقة غرض ا بيع فقد ا تقل‬
‫ا عدد من ‪ 05‬خال س ة ‪ 0941‬إ ى ‪ 31‬خال س ة ‪ ،0901‬با تا ي يقول ا باحث على أن تفسير‬
‫هذا اأمر معقد جدا هذا ا تفى بتقديم بعض ا خاصات‪.‬‬

‫فيما يخص وع ا سرقة اأول ( ا سرقة غرض ااستعمال ) فإن ا مراهق ع دما ا‬
‫ت ون ه سيارة وا يستطيع استعمال سيارة وا ديه أو أن ا وا دين ا يمتل ان سيارة‪ ،‬فإ ه يلجأ ا ى‬
‫ا سرقة ‪ ،‬ن هذا ا فعل يحتاج إ ى جماعة وبا تا ي ه اك أربعة شروط أساسية لقيام بهذا ا فعل‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ وجود مراهق يرغب في ا ت قل وا لعب با سيارة وا بحث عن ا زهة‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ عدم إم ا ية ا حصول على ا سيارة بطرق مشروعة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وجود سيارة جذابة تثير إعجابه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ا شعور ع د هذا ا مراهق بأن سرقة هذ ا سيارة أمر بسيط يس فيه خطر‬
‫عليه‪.‬‬
‫إن هذ ا عوامل اأربعة جدها ع د ا مراهقين ا ذين يرغبون في ا قيام ب زهة بواسطة ا سيارة‬
‫وهذ ا فئة يتراوح عمرها مابين ‪ 05‬س ة و ‪ 09‬س ة وهم من ا ج س أ ذ وري‪ ،‬فا صعوبة ا تي يجدها‬
‫هؤاء ت من في عدم ا تم ن من ا حصول على سيارة بطرق شرعية‪ ،‬حيث أن آباءهم ا يتوفرون‬
‫على سيارات وبا تا ي يبقى ا حل هو ا لجوء إ ى ا سرقة‪ ،‬وهذا ما يفسر ا تطوير ا ذي حصل في‬
‫ظام ا حماية لسيارات خال ا ثما ي يات من ا قرن ا ماضي ( ‪)Tremblay 1970 – 1988‬‬

‫‪25‬‬
‫ن ع د إيقاف هؤاء ا مراهقين ا تتم معاقبتهم على هذا ا وع من ا سرقات‪ ،‬بح م ا فئة ا عمرية‬
‫ا تي تحدث ع ها ه ا وهي فئة اأحداث‪.‬‬
‫العنف الز جي ‪La brutalité conjugale :‬‬

‫قد تم في هذا ا صدد ا قيام با عديد من اأبحاث خاصة حول ا ع ف ا ممارس ضد‬
‫ا ساء‪ ،‬وه ا يقدم ا باحث خاصة اأبحاث ا م جزة وا تي خصها في مجموعة من اأسباب‪.‬‬

‫ـ أسباب ااعتداء ‪Les raisons de l’agresseur‬‬

‫يس من ا بداهة وا من ا سهل معرفة اأسباب ا حقيقية وراء ا ع ف ا ممارس على‬


‫ا ساء‪ ،‬ن سوف قدم ه ا بعض ا محفزات ا تي تدفع حو ا ع ف وقد خصها ا باحث في أربعة‬
‫عوامل‪:‬‬

‫‪ - 1‬ا غيرة ‪ :‬إن اإ سان مريض بحب ا تملك‪ ،‬حيث قد يذهب إ ى حد سجن ا زوجة‬
‫بصورة غير شرعية‪ ،‬فه اك من يحاول تطويع ا مرأة با قوة ا عقابية‪ ،‬ن اأبحاث أثبتت أن ا ع س‬
‫هو ا حاصل حيث أن ا تقرب من ا زوجة ا يتم إا عن طريق مغازتها أي أن ي ون ا فرد زير ساء‬
‫وأن يعت ي باأب اء‪ ،‬ن هذ ا خصائص قد تجذب مشا ل من قبيل ا ضبط مع ساء أخريات‪.‬‬

‫‪ -2‬في بحث أ جز س ة ‪ 0901‬صرحت ا ساء فيما يخص ا عاقات قبل ا زواج أن ا زوج‬
‫او ا حبيب غا با يرغب في ت وين عاقة ج سية سواء ان ذ ك بمحض اإرادة أو با قوة ‪.‬‬

‫‪ -3‬إن سق تبرير ا ع ف ضد ا ساء يم ن أن ي طلق من معتقد أساسي وهو ا رغبة في‬


‫ا هيم ة وا تي تؤدي غا با ا ى ا ع ف‪ ،‬حيث أن ا رجال غا با يسعون ا ى فرض ا سلطة وا ضبط ‪،‬‬
‫حيث يمتل ون سلطة ا عقاب‪ ،‬وبا تا ي ه اك تطاول على استقا ية ا مرأة‪ ،‬ففي استطاع رأي شمل‬
‫حوا ي ‪ 1041‬أسرة أمري ة جاءت تائجه ما يلي‪ ،‬بأن ‪ %43‬من ا رجال ا ذين يع فون ساءهم‬
‫يتم ذ ك عن طريق جمع ا ف‪ ،‬با رجل‪ ،‬أو شيء معين أو با ساح‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -4‬بعض ا ضحايا من ا ساء ا مع فات يح ون سي اريوهات صعبة مع أزواجهن حيث‬
‫أحيا ا ي ون ا ع ف ساديا حيث يتلذذ بتعذيب جسد ا مرأة فل ي ا يتدخل ا جيران يقوم بإغاق‬
‫اأبواب وا وافذ ويدخل ا مرأة في حجرة م فية حتى ا يسمع صراخها وهذ ا طريقة من ا تعذيب‬
‫يمارسها اأزواج ا ذين يعتدون على سائهم باستمرار حيث تت ون ع د خصائص ا سادية وا سبب‬
‫هو ا غيرة وا حقد ا شديد ا ذي يسعى إ ى إفراغه با هيم ة وجعل ا مرأة تعا ي‪.‬‬

‫لماذا تظل المرأة المعنف مع ز ج ا رغ أنه يمارس ع ي ا العنف؟‬

‫إ ه من ا ادر جدا أن جد امرأة ترد ا ضربات زوجها أو أن تثور عليه‪ ،‬فهي تخاف‬
‫من ردة فعل زوجها وأن يزيد ا ع ف في حا ة ردت عليه فهي تتحمل وتت بد ذ ك ا ع ف بدون رد‬
‫فعل‪ ،‬و هذا فإن مجموعة من ا باحثين درجوا ا ى ا بحث عن اأسباب ا تي تترك ا زوجة تستمر مع‬
‫زوجها رغم ا ع ف ا ممارس عليها ‪ .‬و جد في هذا ا صدد أبحاث) ‪Chee,1980 , Prairie et‬‬
‫( فا ساء اد ار ما يذهب ا تتبع صيرورة ا قضاء وبا تا ي فإن‬ ‫‪langelier , Biron 1985‬‬
‫اأسباب ا ام ة أو ا مفسرة هذا ا سلوك عديدة ن ا باحث قدم ا ثاثة أسباب أساسية‪.‬‬

‫‪ -1‬ا تبعية ا ما ية لزوج ‪ :‬إن ا ساء ا اتي يتمتعن باستقا ية ما ية اد ار ما يظل ا مع‬
‫اأزواج في حا ة ممارسة ا ع ف عليهن فهن يلجأن إ ى ا قضاء قصد ا طاق‪ ،‬ع س ا ساء ا اتي‬
‫يس ديهن مدخول مستقل فهي تستمر رغم ا معا اة ظ ار عدم وجود من سيحميها إن هي تر ت‬
‫زوجها‪.‬‬

‫‪ -2‬ا خوف‪ :‬ه اك بعض ا رجال ا ذين يهددون بقتل ساءهن إن هي غادرن ا بيت‪ ،‬ففي‬
‫دا ما بين ‪ 0914‬و ‪ 0903‬فإن ‪ 009‬امرأة من ا لواتي غادرا ا بيت ا زوجية ‪ 41‬م هن قتلن من‬
‫طرف أزواجهن و ‪ 35‬ا تحرن‪ ،‬وبا تا ي فإن ا خوف من اا تقام ي ون أحيا ا هاجسا أمام عدم‬
‫ا مطا بة با طاق‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ ففي إحدى استطاعات ا رأي ا تي قام‬،‫ ه اك ساء يفضلن ا رجل ا خشن‬:‫ اارتباط‬-3
‫ فقد جاء رد ا ساء " أ ها‬Louis LANGELIER . Biron ‫ و‬Johanne PRAIRIE ‫بها‬
.‫رغم ا صراع بي ا‬." ‫عاقة فوق رائعة " " عاقت ا ا ج سية أ ا راضية ع ها‬

: ‫استراتيجيا القطيع‬

، ‫ا مرأة ا مع فة تتخذ مجموعة من ااستراتيجيات من أجل توقيف ا زوج ع د حدود‬


‫ ثا ثا ا خروج‬،‫ ثا يا تطلب تدخل ا شرطة اعتقا ه‬،‫فهي أوا تشت ي تصرفاته إ ى أسرتها وأصدقائها‬
‫ ن اإش ال ما جاء على سان ا باحث هو‬.‫من ا م زل وا دخول في صيرورة ا بحث عن ا طاق‬
‫ فقد يحدث صراع بين ا زوجين ويطلب‬، ‫أن ا شرطة ا تتدخل إا إذا طلب أحد ا زوجين ذ ك‬
‫ ن إم ا ية ا تدخل ه ا غير مم ة ظ ار مجموعة من ا عوامل من‬،‫ا جيران من ا شرطة ا حضور‬
‫ ثم إن تدخل ا شرطة قد‬،‫قبيل ا حفاظ على ا خصوصيات ا عاطفية ا ا زوجين و ذ ك حرمة ا بيت‬
‫ فإن‬،‫ ختاما‬.‫ وبا تا ي فإ ه إذا م ت ن ه اك إصابة جسدية فإن ا شرطة ا تتدخل‬،‫يرعب اأطفال‬
.1 ‫صمت ا ضحايا وتردد ا شرطة في ا تدخل يؤمن أيادي ا متوحشة أن تزيد من ع فها‬

1
La femme battue qui décide de prendre les grands moyens pour faire cesser les sévices peut : 1) divulguer les
agissements de son conjoint à ses parents et amis ; 2) dénoncer son conjoint à la police et, le cas échéant,
insister pour qu'il soit poursuivi ; 3) quitter la maison et entreprendre des procédures de séparation ou de
divorce. À en juger par les témoignages de femmes battues, elles n'envisagent une stratégie de rupture que
lorsqu'elles se rendent à l'évidence que leur passivité fait croître l'intensité et la fréquence des sévices. En effet,
le meilleur prédicteur du départ du domicile est la gravité et la fréquence des mauvais traitements subis par la
2
femme. Maurice Cusson et Gilbert CORDEAU., “Le crime du point de vue de l'analyse stratégique. ”
(1994) ;p36.

28
‫خاتــــــــــــــــــــم ‪:‬‬
‫إن ا تحليل ااستراتيجي هو وسيلة اقتراب من فهم مشا ل ا مجرمين‪ ،‬فهو يس‬
‫ظرية بمع اها ا حقيقي‪ ،‬إذ يسعى هذا ا تحليل إ ى فهم عقا ية ا فاعلين و ذ ك ا ظاهرة اإجرامية‪.‬‬
‫فسرقة ا حساب وا سطو وسرقة ا سيارات وا ع ف ا زوجي ظواهر فردية تتمر ز حول ا فرد وهي‬
‫تيجة قصديه شخصية‪ ،‬وبا تا ي فمن أجل تفسير مع ى ا فعل اإجرامي من ا ضروري فحص‬
‫ا وضعية ا تي أ تجت ا فعل أو ا تي أ تج ا فعل في إطارها‪ ،‬أن ا جريمة إجابة عن وضعية معي ة‬
‫وهذ اإجابة ها دا ة مقبو ة‪ ،‬أن ا جا ح يحلل اأوضاع من خال ا تف ير في درجة ا ربح‬
‫وا خسارة‪.‬‬

‫ففي حا ة ا ج ح ا سطو وا سرقة بواسطة ا ساح فإن ا وضعية قبل ا جريمة يجب أن‬
‫ت ون مائمة من أجل ا مرور إ ى ا فعل‪ ،‬حيث يجب أن ي ون ه اك جا ح محتمل‪ ،‬أرباح مهمة‪،‬‬
‫درة ا خطر‪ ،‬وجود صعوبات مقبو ة أي قابلة لحل‪ ،‬إذن ه اك تخطيط مسبق‪ .‬أما اأفعال سرقة‬
‫ا حساب وا ع ف ا ممارس على ا ساء فإن ا وضعية قبل ا مرور إ ى ا فعل اإجرامي تحلل ا طاقا‬
‫من مفهوم ا صراع‪ ،‬حيث من ا ضروري معرفة ا عاقة بين ا زوجين من احية ومعرفة قط ااتحاد‬
‫و قط ا تعارض بي هما من احية أخرى وبعدها ا تشاف ا رهان من وراء ا صراع‪.‬‬

‫وبا تا ي فإن قوة وأهمية م هج ا تحليل ااستراتيجي ت من في مساعدة عا م اإجرام‬


‫على فهم أ ثر لجريمة ا معاصرة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ا فهرسة‬
‫مقــــــــــــــــدمة ‪2................................................................. .‬‬
‫النظرية اإستراتيجية للفعل اإجرامي ‪4...............................‬‬
‫ا تف ير اإستراتيجي‪6 ....................................................‬‬
‫ا عقا ية ‪8................................................................‬‬
‫تحليل اأ ماط اإجرامية ‪10..............................................‬‬
‫ا وضعية قبل اإجرامية‪10................................................‬‬
‫مفهوم ا ت تيك اإجرامي ‪12...............................................‬‬

‫البحث اإمبريقي حول الجريمة في الكيبك‪:‬‬

‫ا سرقة تحت ا تهديد با ساح ‪13........................................‬‬


‫تصفية ا حسابات ‪19......................................................‬‬
‫ا صراعات ا تي تخلف تصفية ا حسابات ‪19.............................‬‬
‫تسلسل اأحداث ‪21........................................................‬‬
‫المخاطر التي تؤد إل القتل عبر تصفي الحسابا ‪23...............‬‬
‫ظاهرة ا سطو ‪24............................................................‬‬
‫سرق السيارا ‪24.........................................................‬‬
‫العنف الز جـــــي ‪26.............................................................‬‬
‫استراتيجيا القطيع ‪28..............................................................‬‬

‫خاتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة‪30.............................................................. :‬‬

‫‪30‬‬

You might also like