You are on page 1of 18

‫شبَ ْن ِد ي‬

‫ي‬ َ ‫ف النَّ ْق‬


‫ار الصو ي‬
ُ َّ‫التَّ ي‬
Mystical Naqshbandi Movement
*** ***

Feriduddin AYDIN
ORCID ID: 0000-0002-6440-6734
ISBN:
feriduddin@gmail.com

‫دار العِ ََب للطباعة والنشر‬


Al-Ibar Publishing
İstanbul-2018
‫شبَ ْن ِد ي‬
‫ي‬ ‫ف النَّ ْق َ‬
‫ار الصو ي‬
‫التَّ يَّ ُ‬
‫يم بوذيٍَّة‪ ،‬وعقائِ َد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫سلوك ِ‬
‫جتمع بني أذكا ٍر إسالميَّة َ‬
‫وم َفاه َ‬ ‫يم ُ‬
‫صوفٌّ‪ ،‬له تَ َعال ُ‬ ‫ٌ‬ ‫الطريقةُ النقشبنديَّةُ‬
‫ت‬‫تسربَ ْ‬
‫خاصةً‪ ،‬مثَّ َّ‬
‫اك َّ‬ ‫انتشرت بني األتر ِ‬
‫ْ‬ ‫طقوس غريبةٌ يت يم إجرا ُؤها ف ٍ‬
‫خفاء‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫اديٍَّة‪ ،‬وهلذهِ الطر ِ‬
‫يقة‬ ‫إ ْْل ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫جبهود‬ ‫ألَّنا نشأت‬‫س وغ ِريهم‪َّ ...‬‬ ‫ْم ِهم كاألكر ِاد والشر ِ‬
‫اكسة والبُنطُ ِ‬ ‫جمتمعات كانت حتت حك ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إىل‬
‫ُ‬
‫بالد ماوراء النهر قبل قرون‪ ،‬وهي وطنهم األصلِ يي‪.‬‬ ‫قوم ِهم ف ِ‬ ‫زاندقة من ِ‬
‫ٍ‬

‫ات التارخييَّ ِة َّ‬


‫أن‬ ‫اإلسالم‪ .‬يبدو من الْم ْعطَي ِ‬
‫ِ‬ ‫أايم تَ َع يرفِ ِه ْم على‬
‫ف منذ ِ‬ ‫التصو ِ‬
‫ي‬ ‫إن األتراك قد نشؤوا على‬ ‫َّ‬
‫ُ َ‬
‫وتدل على َّأَّنُ ْم مل‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ي‬
‫ِ‬ ‫أسباب تَ ْربِطُ ُه ْم مباضيهم قبل‬ ‫ٍ‬ ‫الصوف ِ‬ ‫زوعهم إىل ِ‬
‫انش ٌئ من‬ ‫ِِي‬ ‫الف ْك ِر‬ ‫نُ َ ُ ْ‬
‫رسوابت الوثنيَّ ِة اهلنديَِّة اليت كانوا يعتنِقو ََّنَا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫صوا من‬ ‫يَتَ َخلَّ ْوا عن كث ٍري من عقائده ْم القدمية ومل يَتَ َخلَّ ُ‬
‫صلة مع ُس َّك ِاَّنَا‪ .‬هذا وليس خافِيًا على‬ ‫املنطقة اهلنديَِّة وعلى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ألَّنُ ْم كانوا على َم ْق ُربٍَة من‬ ‫ِجبَ ِر ا ْْلِوا ِر‪َّ ،‬‬
‫ي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح َّذ ِ‬
‫اه َااي َان ‪)Mahayana‬‬ ‫أن ُم ْعظَ َم ُس َّكان ال ُْم ُدن من األتراك كانوا على مذهب َ‬
‫(م َ‬ ‫اق الباحثني َّ‬ ‫ُ‬
‫املناسك واألموِر اليت تتماشى مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم ما أ ْع َجبَ ُه ْم من‬ ‫البوذيَِّة‪ .‬ول ََّما الْتَ َقطُوا من‬‫املتفر ِع من ِ‬ ‫يِ‬
‫والتضحية وما أشبه‪ ،‬أخذوا من هذا‬ ‫ِ‬ ‫سلَّ ِح‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طبيعتهم العسكرية‪ ،‬كصالة اْلماعة‪ ،‬وأعمال اْلهاد ال ُْم َ‬
‫ت من هذا الرتكيب الغر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أمورا كالذك ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب دينًا‬ ‫فتكونَ ْ‬
‫والدعاء ومزجوها بتعاليم البوذية َّ‬ ‫ال يدي ِن اْلديد ً‬
‫ث غالفًا‬ ‫جدي ًدا ََسَّو َها (الْمسلُمانِيَّةَ ‪ ،)Müslümanlık‬مث جعلوا من هذا ال يِدي ِن الز ِ‬
‫ائف الْمستَ ْح َد ِ‬
‫ُْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ْ‬
‫أسسوها على مدى اترخيهم‪ .‬فكان من ِ‬
‫انتشارا‬
‫ً‬ ‫ات وأكث ِرها‬‫آخ ِر هذه التيار ِ‬ ‫ات صوفِيَّ ٍة َّ ُ َ‬ ‫لعديد من تيار ٍ‬‫ٍ‬
‫ِ‬
‫النقشبنديَّةَ‪.‬‬ ‫هي الطريقةَ‬

‫العثمان حىت بِ ِ‬
‫داية القرن الثامن عشر امليالدي‪ .‬مثَّ ظهر‬ ‫ِِي‬ ‫كانت الطريقةُ النقشبنديَّةُ جمهولةً ف اجملتمع‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مدينة السليمانِيَّ ِة العراقِيَّ ِة اَسه خال ٌد البغداد ي‬
‫األصل ف ِ‬ ‫رجل ِ‬
‫ب ِرحلة َ‬
‫قام‬ ‫ي‪ ،‬بدأ بنَ ْش ِرَها َعق َ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫كرد ي‬ ‫ٌ‬
‫هتافتت عليه مجاعةٌ‬ ‫ْ‬ ‫والقيل؛ مع ذلك‬‫ُ‬ ‫القال‬
‫عاد منها بعد عام‪َ .‬كثُ َر فيه ُ‬ ‫هبا إىل اهلند سنة ‪1810‬م‪َ .‬و َ‬
‫تعظيم ِه وتبجيلِ ِه إىل ح يِد التأليه ول ََّقبُوهُ‬
‫ِ‬ ‫وابلَغُو ف‬ ‫ِ‬
‫العرب ف العراق‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ش ْع ِو ِذي‬ ‫ِ‬
‫من َمالَِِل األكراد ُ‬
‫وم َ‬
‫ِ‬ ‫لكن َّاهتَ َمهُ َع َد ٌد ِم َن‬
‫الناس من أابطيلِ ِه‪ ،‬وحاولوا تَ ْفنِي َدهُ‬‫وح َّذ ُرو َ‬
‫العلماء َّ ِ‬
‫ابلزنْ َدقَة َ‬ ‫بِ(ذي اْلناحني)‪َ ،‬و ْ‬
‫أمد قصري أبش يِد ما‬
‫معارض ِيه ف ٍ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بكتاابت ورسائِ َل‪ ،‬إالَّ أن املتواطئيني معه استطاعوا أن يَتَ غَلَّبُوا على‬
‫ميكن من املقابلة ابملثل‪.‬‬

‫وقعت‬
‫ْ‬ ‫ريةٍ كانت الدولةُ قد‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أتكدت ق َّمةُ الدولة العثمانيَّة من التعاون معه ف معا َْلَة َأزَمات َخط َ‬
‫ْ ِ‬ ‫فلما‬
‫ِ‬
‫"السادات‬ ‫ِ‬
‫واإلتصال ب‬ ‫السلطة املعنويَِّة‬
‫ِ‬ ‫لنفس ِه من‬ ‫َّعي الرجل ِ‬ ‫ف ِحب ِاهلا‪ ،‬أقَ َّرتْه على ُك ِل ما يد ِ‬
‫ُ‬ ‫ي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫بعث هبا‬
‫اهلرطقة من خالد البغدادي رسالةٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫النقشبندية" املقبورين منذ قرون! تُ ََْبِه ُن على صدور هذه‬
‫رجل اَسُهُ عبد الوهاب‬ ‫ام ِل مع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫إىل وزي ِر‬
‫َّع ُ‬
‫التعليم يومئذ (ممد أسعد أفندي)‪ُُ ،‬يَ يذ ُرهُ من الت َ‬
‫احتكر‬
‫َ‬ ‫السوسي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عاصمة الدولة‪ .‬إالَّ أن‬ ‫أسطنبول لِ ِي‬
‫بث َد ْع َوتِِه ف‬ ‫َ‬ ‫السوسي‪ ،‬كان البغدادي أرسله إىل‬
‫يم ِه واستِ ْخ َد ِام َها ف مصاْلِِِه‪.‬‬
‫البغدادي وخانَهُ بتشويِ ِه تَ َعالِ ِ‬
‫ِي‬ ‫نيابَتَهُ عن‬

‫البدع‪ ،‬فكان َش يرهُ‬ ‫أشكال من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫واختالق‬ ‫الزنْ َدقَ ِة‬ ‫ي زندي ًقا جريئًا‪ ،‬مرتفًا ف ِ‬
‫فنون َّ‬ ‫كان خال ٌد البغداد ي‬
‫آن واحد! ومل‬ ‫اك به ف ٍ‬ ‫الرجل وهو يدعو الناس إىل عبادةِ ِ‬
‫هللا واإلشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يتأملْ ضمريُ هذا‬ ‫مستطريا‪ .‬مل َّ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫بتعاليم‬ ‫مفاهيم خطريةٍ أ َخ َذ َها من البوذيَِّة َوَم َز َج َها‬
‫َ‬ ‫وهدم أركانِِه ِ‬
‫مبزج‬ ‫ابالسالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع عن اإلضرا ِر‬ ‫يَتَ َوَّر ْ‬
‫مشعوذ اَسه عبد هللا الدهلوي‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شخص‬ ‫مبادئ البوذيَِّة ف الداي ِر اهلنديَِّة من‬ ‫َ‬ ‫يف‪ .‬تَ لَ َّقى‬ ‫ال يِدي ِن ا ْْلَنِ ِ‬
‫سن َِّة النبويَِّة‪ ،‬واختلَ َق هلذا‬ ‫والدعاء واألذكا ِر املأخوذةِ من ال ي‬ ‫ِ‬ ‫اآلايت القرآنيَّ ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫صيَ غًا من‬ ‫وأضاف إليها ِ‬ ‫َ‬
‫اق مجاعةً من ِ‬
‫املالِل‬ ‫هيئة دي ٍن متَ َك ِام ٍل‪ .‬مث جنَّ َد ف العر ِ‬ ‫ومناسك فَطََّورَها على ِ‬ ‫َ‬ ‫طقوسا‬ ‫الرت ِ‬
‫كيب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫العلم مثل ممود شهاب الدين اآللوسي‪ ،‬وابن‬ ‫أهل ِ‬ ‫لِيَ بُ ثيوها ما ْأم َكنَ ُه ْم‪ ،‬واغرتَّ به عد ٌد كبري من ِ‬
‫جنح ف تطبي ِع عالقاتِِه مع ال ُْوالَةِ واألمر ِاء ال َْم َحلِييِيني‬ ‫ظ بعد أن َ‬ ‫عابدين الدمشقي الفقيه‪ .‬فحالفه اْل ي‬
‫بفعل ذلك من نش ِر معتقداتِِه على كافَّ ِة‬ ‫الثمان السلطان ممود الثان‪َّ ،‬‬
‫فتمك َن ِ‬ ‫العاهل ِِي‬ ‫ِ‬ ‫ب ثقةَ‬ ‫سَ‬ ‫وَك َ‬
‫أانضول‪،‬‬
‫َ‬ ‫والعرب وغريهم ف‬ ‫ِ‬ ‫اك واألكر ِاد‬‫مجاعات من األتر ِ‬ ‫ٌ‬ ‫اململكة العثمانيَّ ِة‪ ،‬فا ْعتَ نَ َق ْت َها‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أرجاء‬
‫البالد األوروبيَّ ِة بفعل األتر ِ‬
‫اك‬ ‫ِ‬ ‫بعض‬‫انتشرت طريقتُهُ ف ِ‬ ‫ْ‬ ‫وش ْب ِه جزيرةِ بَ ْل َقا َن‪ ،‬كما‬ ‫وبالد قوقاز‪ِ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ين واملهاجرين إىل تلك البقاع ف السنني األخرية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوافد َ‬

‫ِ‬
‫ص‪،‬‬ ‫ص بَ ْي َ‬
‫الناس ف دينهم‪ ،‬إذ كانت الدولةُ العثمانيَّةُ ف َح ْي َ‬ ‫ماليني ٍ‬ ‫َ‬ ‫ي أ ْن يَ ْفِ َ‬
‫ِت‬ ‫البغداد ي‬ ‫استطاعَ‬
‫هللا ِ‬ ‫توحيد ِ‬
‫ِ‬ ‫ب َد ْع ِم ِه َّ‬‫س ْلطَةُ له العنا َن لِ َك ْس ِ‬ ‫فَأَر َخ ِ‬
‫ونبذ‬ ‫ضد السلفيِي َ‬
‫ني الذين كانوا يَ ْد ُعو َن األ َُّمةَ إىل‬ ‫ت ال ي‬ ‫ْ‬
‫فسنحت‬
‫ْ‬ ‫ألولياء األموِر ف معصي ِة ِ‬
‫هللا‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الطاعة‬ ‫ِ‬
‫وعدم‬ ‫األواثن‪ ،‬والتَّ َخلِيي عن اْلياةِ اْلاهليَّ ِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ْب‬ ‫ماليني ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للبغداد ِي وطار ِ‬
‫األعظم‪َ ،‬والْ ُقط ُ‬
‫ُ‬ ‫الغوث‬
‫ُ‬ ‫الناس "أنه‬ ‫ُ‬ ‫اآلفاق‪ ،‬فاعتق َد فيه‬ ‫صيتُهُ ف‬ ‫ي َ‬ ‫الفرصةُ‬
‫حيث يشاءُ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫جناحان يطريُ هبما ُ‬ ‫ِ‬
‫واإلرض‪ ،‬له‬ ‫ِ‬
‫السماوات‬ ‫تدبري‬ ‫األفخم‪ ،‬الذي فَ َّوض ِ‬
‫ب َ‬ ‫الر ي‬
‫إليه َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف ِف ملْكِ ِه‪ "...‬إىل غري ذلك من موبَِق ِ‬
‫ات اإلميان‪.‬‬ ‫ويتصر ُ ُ‬
‫َّ‬ ‫وينوب عن هللا‬
‫ُ‬

‫ومن أمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اضها السرطا ُن‬ ‫وسادت ف عموم أرجاء الوط ِن اإلسالم ييِ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫عادت‪،‬‬
‫ْ‬ ‫لقد كانت اْلاهليةُ‬
‫وانتفاء املسئولِيَّ ِة‪ .‬اندلعت ف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِي‬
‫الو ْع ِي‬
‫انعدام َ‬ ‫بشكل ذري ٍع ف ِي‬
‫ظل‬ ‫ٍ‬ ‫منتشرا‬
‫ً‬ ‫املرحلة‬ ‫الصوف كان ف تلك‬
‫ت أفكار ِ‬
‫إْلاديَّةٌ‬ ‫تسربَ ْ‬
‫الدولة‪ ،‬كما َّ‬ ‫ِ‬ ‫ظهر‬ ‫املرحلة حروب ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫قصمت َ‬ ‫ْ‬ ‫واخلارج‬
‫ِ‬ ‫صياانت ف الداخل‬ ‫ٌ‬ ‫وع‬ ‫ُ ٌ‬ ‫هذه‬
‫احملافل املاسونِيَّةُ‪ ،‬ومل يكن َمثَّ من يدعو‬ ‫ُ‬ ‫خباص ٍة) تبثيها‬ ‫الغرب (من فرنسا ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫العثماني من‬ ‫إىل اجملتم ِع‬
‫نفسه اب ْْلُْرأةِ على‬ ‫ِ‬ ‫ولكن أح ًدا منهم مل يَ ْشعُ ْر ف‬ ‫َّ‬ ‫هللا إالَّ القليل من العل ِ‬
‫ماء‪،‬‬ ‫توحيد ِ‬‫ِ‬ ‫الناس إىل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وتصعيد َسُْ َعتِ ِه‬
‫ِ‬ ‫دادي‬ ‫ِ ِ‬
‫لتفخيم شأن البغ ِي‬ ‫ٍي‬
‫خاص‬ ‫الظروف بِ ُكلِييَتِ َها ُمواتيةً على حن ٍو‬ ‫ُ‬ ‫املارقني‪ ،‬وكانت‬
‫والشيوخ‬
‫ِ‬ ‫فانَبت طائ َفةٌ من َوَزا ِوَزةِ ال َْمالَِِل‬ ‫ْ‬ ‫(النقشبنديَِّة)‪...‬‬
‫ِ‬ ‫وتوسي ِع ُش ْه َرتِِه‪ ،‬ونشر طريقتِه‬
‫ض َأاب ِطيلَهُ‪ .‬لذا من تصدَّى للرِيد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْم َ ِ‬
‫يتشدقُو َن إبط َْرائِه ويدافعون عنه‪َ ،‬ويَ ُرديو َن على َم ْن يُ ْدح ُ‬ ‫ين َّ‬ ‫ش ْع ِوذ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الَبزِْجن ِي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوهاب‬ ‫وعبد‬ ‫للس ْح ِق كما حدث ذلك للشيخ معروف َ ي‬ ‫ي تَ َع َّرض َّ‬ ‫على خالد البغداد ِي‬
‫ذهب الشخ عثمان‬ ‫َ‬ ‫ي‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬
‫أمثال البغداد ِي‬ ‫ني مشع ِوذَين من ِ‬ ‫ضا كاان صوفِيَّ ِ‬ ‫ِ‬
‫السوس ِيي مع َّأَّنُما أي ً‬
‫َت أفندي‪ ،‬فكان من أبرِز‬ ‫البغدادي‪ .‬أما َحال ْ‬ ‫ِي‬ ‫ضتِ ِهما ِخلالِ ِد‬‫ار َ‬
‫ضا ضحيةَ ُم َع َ‬ ‫َت أفَ ْن ِدي أي ً‬ ‫وحال ْ‬
‫اْلليلي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اجملال‬
‫س َح بعد ذلك ُ‬ ‫ْم اإلعدام أبم ٍر من السلطان ممود الثان‪ .‬فَ َف ُ‬ ‫رجال البالط‪ ،‬نُف َذ فيه ُحك ُ‬
‫اج َهتِ ِه‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫للر ُج ِل و َخلَ ْ‬
‫مجيع خصومه وانصرفوا خمافَةَ ُم َو َ‬ ‫ت له الساحةُ وانْ َد َح َر ُ‬ ‫َّ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عام ‪1811‬م‪ .‬ابلتحديد‪،‬‬ ‫ي َ‬ ‫قفزت النقشينديَّةُ من بالد اهلند إىل العراق على يد خالد البغداد ِي‬ ‫ْ‬
‫ت قبوالً من‬ ‫لبثت حىت ل َِقيَ ْ‬ ‫األمة النتشا ِرها السري ِع‪ ،‬فما ْ‬ ‫فكانت طامةً ُك َْبى على ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صتُها طويلةٌ‪،‬‬ ‫وقِ َّ‬
‫قمعت بقاايهُ‬
‫ْ‬ ‫ي مثَّ‬ ‫اْليش اإلنكشا ِر َّ‬ ‫ت قد حلَّ ْ‬
‫ت‬ ‫الدولة‪ .‬ذلك أن اْلكومةَ العثمانيَّةَ كان ْ‬ ‫ِ‬ ‫قِبَ ِل ُس ْلطَ ِة‬
‫َ‬
‫ار ِ‬
‫صوفٌّ‬ ‫ضا تيَّ ٌ‬‫البكتاشيَّ ِة‪ ،‬وهي أي ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للعقائد‬ ‫اْليش ُم ْعتَنِ ًقا‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫النظام‪ ،‬وكان هذا‬ ‫اط ِرهِ على‬ ‫املتمرِدين لِم َخ ِ‬
‫َ‬ ‫يِ‬
‫ِ‬
‫ت اْلكومةُ‬ ‫أحلَّ ْ‬
‫يها يوم ‪ 15‬حزيران‪/‬يونيو ‪1826‬م‪َ ،.‬‬ ‫ت فُلُوُهلُ ْم عن بكرة أبِ َ‬ ‫فلما أُبِي َد ْ‬
‫خطريٌ‪َّ .‬‬
‫ب النقشينديِيني‬ ‫ني‪ُ .‬ك يل ذلك لِ َك ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫تكااي الْبَكْتَاشيِي َ‬
‫مجيع َ‬ ‫ت هلم َ‬ ‫ص ْ‬‫وخص َ‬
‫َّ‬ ‫ني ف ثَ َكنَاهتِِ ْم‪،‬‬ ‫النقشبنديِي َ‬
‫العثماني‪.‬‬ ‫أمام انتشا ِر عقيدةِ التوحيد ف اجملتمع‬ ‫حرب "الوهابية"‪ِ ،‬ي ِ ِ‬ ‫يدي ِه ْم ف ِ‬ ‫وجتنِ ِ‬
‫ِ‬ ‫واّتاذه ْم َسدًّا َ‬

‫ِ‬
‫اهلنود اليوغيني‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أبساليب‬ ‫وأشكال من العبادةِ شبيهةٌ‬
‫ٌ‬ ‫ومناسك‬
‫ُ‬ ‫طقوس غريبةٌ‬
‫ٌ‬ ‫للطريقة النقشبندية‬
‫اص ٍة وال يسمحون ملشار ِ‬ ‫طقوس ُه ْم ف َأماكِ َن َخ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كة َم ْن ليس منهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يه ِم عن أنفس ْم يُ ُ‬
‫قيمون‬ ‫َول َدفْ ِع الت َ‬
‫مع ذلك ُيضرون املساج َد ويصليون ويصومو َن وُي يجو َن على غرار املسلمني‪ .‬إالَّ َّأَّنم ما داموا ال‬
‫ضالَّ ِة الكافرةِ‬ ‫العبادةِ‪ ،‬فال مالةَ ي َعديو َن فرقَةً من ِ‬
‫الفرق ال َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫جموس ِ‬
‫اهلند ف‬ ‫ِ‬ ‫يتحا َش ْو َن ِم ْن ُم َ‬
‫ش َاهبَِة‬
‫‪1‬‬ ‫يص ِْرييَِّة‪ ،‬واإلَساعيليَّ ِة‪ ،‬والدروِز‪ ،‬والقاداينيَّ ِة‪ ،‬والبهائيَّ ِة وال َّ‬
‫شك‪...‬‬ ‫كالن َ‬

‫***‬
‫بالد ماور ِاء‬
‫امليالدي (على وجه التقريب) ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫القرن السادس عشر‬ ‫النقشبنديَّةُ ف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظهرت الطريقةُ‬
‫يب من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جبهود ٍ‬ ‫ِ‬
‫واملشعوذين كانوا قد انتحلوا صفات روحيَّةً؛ ابتدعوا أسال َ‬ ‫َ‬ ‫الزاندقة‬ ‫عدد من‬ ‫النهر‪،‬‬
‫انتهاج حياةٍ ُ‬
‫يسودها‬ ‫ِ‬ ‫معني أبع َد ٍاد كبريةٍ مع‬
‫لفظ َّ ٍ‬ ‫العميق‪ ،‬وتكرا ِر ٍ‬‫ِ‬ ‫أساس الرتكِي ِز والتأ يم ِل‬
‫ِ‬ ‫التعبي ِد على‬
‫ممارس ِة‬
‫الناس إىل َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫النفس برايضات شاقية‪ ...‬لكنهم كانوا يَ ْدعُو َن َ‬ ‫ِ‬ ‫وإمهال التدب ِري‪ ،‬وجماهدةُ‬ ‫ُ‬ ‫ف‬
‫ش ُ‬‫التق ي‬
‫ِ‬
‫للنفس‪ ،‬وأنفعُها‬ ‫ِ‬
‫التهذيب‬ ‫أفضل يسبُ ِل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويدَّعو َن أَّنا‬ ‫األشكال من التعبي ِد ابسم‬ ‫ِ‬ ‫هذه‬
‫األذكار‬
‫ُ‬ ‫القبول هذه‬
‫َ‬ ‫القرب من هللا تعاىل! فنالت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكسب‬ ‫ص من خماطر الشهوات‪ ،‬وأمثلُها‬ ‫للتخلي ِ‬
‫ِ‬ ‫ني‪ْ ،‬لهلِهم مببدإ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪ .‬والطامةُ‬ ‫التوقيفيَّةَ ف‬ ‫العاميِي َ‬
‫الناس ي‬ ‫والعبادات الدخيلةُ عن َد كث ٍري من‬ ‫ُ‬
‫أمثال ابن حجر اهليتمي‪ ،‬وممود شهاب‬ ‫العلم من ِ‬ ‫بسمة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫الشخصيَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫الكَبى َّ‬
‫ات املعروف َ‬ ‫بعض‬
‫أن َ‬
‫هؤالء الزاندقة‪ ،‬فاغرتيُوا هبم وشهدو‬ ‫حبال ِ‬ ‫الدين اآللوسي‪ ،‬واب ِن عابدين الدمشقي الفقيه‪ ،‬وقعوا ف ِ‬
‫ابلصالح ْلهلهم بِعِدَّةِ أموٍر‪.‬‬‫ِ‬ ‫هلم‬

‫املعرفة ليد ِركوا كيفيةَ ِ‬


‫اخللط‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واملذاهب فلم يكن هلم رصي ٌد من‬ ‫ِ‬
‫األداين‬ ‫منها‪ :‬أَّنم مل يدرسوا اتريخ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مناسك ِ‬
‫أهل‬ ‫ط أمناطًا من‬
‫نديق حني يلتق ُ‬
‫لق الز ُ‬ ‫كيف يتحز ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم؛ َ‬ ‫ِ‬
‫مصطلحات املشركني وتعاليم‬ ‫بني‬
‫ب إىل هللا‪ ،‬وهي مأثورةٌ من‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‪ ،‬مثَّ يزعم "أَّنا وسائل التق ير ِ‬ ‫ِ‬
‫والدعاء ف‬ ‫ِ‬
‫الشرك فيمزجها ابألذكا ِر‬
‫علم ويقني ٍي‬ ‫نديق على ٍ‬ ‫وسلم" افرتاءً على هللا ورسولِه‪َّ .‬‬
‫اتم أبنه لو َد َعى‬ ‫ألن الز َ‬ ‫النب صلى هللا عليه َ‬ ‫ِ ِي‬
‫احة) إىل ذكر ِ‬ ‫اإلسالم (بصر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ضا يذكرون‬ ‫ار أي ً‬‫(ألن الْ ُك َّف َ‬
‫هللا على طريقة أهل الكف ِر َّ‬ ‫الناس من ِ‬
‫أهل‬ ‫َ‬
‫ويتنسكوا بتلك األساليب‪ ،‬ملا‬ ‫يب انتهجها هلم ُرْهبَا َُّنُ ْم)‪ ،‬لو دعى املسلمني ليذكروا هللا‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫هللا أبسال َ‬
‫ابْلهل وا ْْلَ َماقَ ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫هم أح ٌد إالَّ من أ ْع َمى هللاُ قَ لْبَهُ‬
‫أطاع ٌ‬
‫َ‬

‫ِ‬
‫الدعاء والصالةِ‬ ‫أن الزندقةَ ال تكو ُن إالَّ من ِ‬
‫جنس‬ ‫رجال الدين‪َّ :‬‬
‫عامةُ ُ‬ ‫ومن هذه األموِر اليت جيهلها َّ‬
‫يف‬
‫ض ُ‬‫أهل الكف ِر‪ ،‬و ُد َعائِ ِهم‪ ،‬وصلَواهتِِم‪ ،‬مثَّ ي ِ‬ ‫ٍ‬
‫بضروب من أذكا ِر ِ‬ ‫واألذكا ِر واملناسك‪ .‬إذ أييت الز ُ‬
‫نديق‬
‫ُ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬
‫يها من وسائل‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويَعُد َ‬ ‫السنة‪ ،‬ويَ ْن ِسبُ َها إىل‬
‫ِ‬ ‫القرآن الكر ِمي‪ ،‬وأذكا ٍر مأثورةٍ من‬
‫ِ‬ ‫إليها ٍ‬
‫آايت من‬
‫لِمز ٍ‬
‫ِِي‬
‫الصوف‪ ،‬راجع‪ :‬فريد صالح اهلامشي‪ ،‬الطريقة النقشبندية بني ماضيها وحاض ِرها‪( ،‬والكتاب متوفر على املواقع ف الشبكة‬ ‫يد من املعرفة حول هذا التيار‬ ‫‪1‬‬

‫العنكبوتية)‬
‫الغامض بني ما هو مأخوذٌ من تعاليم الدين‬ ‫ِ‬ ‫اْلاهل ميَُيِي ُز ف هذا الرت ِ‬
‫كيب‬ ‫ُ‬ ‫يكاد‬
‫القرابت‪ ...‬فال ُ‬
‫ابطة) و (اخلتمة اخلواجكانية) وترداد‬ ‫مستنقعات الكف ِر‪ .‬ك (صالةِ الر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلنيف وبني ما هو مأخوذٌ من‬
‫ِ‬
‫واآللوس َّي وابْ َن عابدين ما اب ُهلُ ْم مل يَتَ نَ بَّ ُهوا إىل‬ ‫لكن ِ‬
‫اهليتم َّي‬ ‫آالف مرةٍ كل ٍ‬
‫يوم‪َّ ...‬‬ ‫لفظ اْلاللة مخسة ِ‬
‫َّ‬
‫قول من يد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّعي ذلك؟!‬ ‫هذه احملاوالت املاكرة (وهم من أهل العلم!) على ح يد ِ َ ْ‬

‫رجال ال يِدي ِن التبس عليهم الفر ُق بني الفضائِ ِل اليت جاءَ هبا‬ ‫أن معظَم ِ‬
‫َ‬ ‫ضا‪َّ :‬‬ ‫ومن هذه األموِر أي ً‬
‫ولني‬ ‫ٍِ‬ ‫الدايانت الكف ِريَِّة من سلوكيَّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ات أخالقيَّة‪ .‬فالصَبُ‪ ،‬والقناعةُ‪ُ ،‬‬ ‫شبَّهُ هبا ف‬ ‫اإلسالم وبني ما قد يُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ابلدعاء‪،‬‬ ‫الغيظ‪ ،‬والعفو والتسامح‪ ،‬والزه ُد‪ ،‬واخلشوعُ ف العبادةِ‪ ،‬والتض يرعُ إىل ِ‬
‫هللا‬ ‫ب‪ ،‬وكظم ِ‬ ‫اْلانِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلسالم‪ .‬وال‬
‫ُ‬ ‫سن َِّة‪ .‬وهي من مجلة الفضائِ ِل اليت جاءَ هبا‬ ‫ِ‬
‫الكتاب وال ي‬ ‫كليها قد جاءت ِ‬
‫الوصيَّةُ هبا ف‬
‫لكن نظرةَ‬ ‫ِ‬
‫اخلصال؛ َّ‬ ‫س ٍة هبذه‬ ‫ٍ‬
‫ضا أبشكال ُملْتَ بَ َ‬ ‫والبوذيَّةَ مثالً‪ ،‬هتت يم كلٌّ منهما أي ً‬ ‫ِ‬ ‫أن املسي ِحيَّةَ‬‫خيفى َّ‬
‫منعت ضوابِ ُ‬
‫ط‬ ‫ْ‬ ‫الدايانت الكف ِريَِّة إىل هذه الفضائِ ِل‪ .‬وقد‬ ‫ِ‬ ‫اإلختالف عن نظرةِ‬ ‫ِ‬ ‫كل‬
‫ّتتلف َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬
‫حكم قطعِ ٌّي صا ِرم‪ .‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال يِدي ِن‬
‫ابات بقانون (التوقيفيَّة)‪ ،‬وف ذلك ٌ‬ ‫منعا ًّ‬ ‫اْلنيف التشبيهَ ابلكفا ِر ً‬
‫اب‪ 2".‬كما حكم‬ ‫ول فَ ُخ ُذوهُ َوَما ََّنَا ُك ْم َعْنهُ فَانْ تَ ُهوا َواتَّ ُقوا هللاَ إِ َّن هللاَ َش ِدي ُد الْعِ َق ِ‬
‫الر ُس ُ‬ ‫آات ُك ُم َّ‬
‫" َوَما َ‬
‫اإلسالم من عنتقه ال مالة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أبهل ال ُكف ِر أنَّهُ كافِر ٌّ‬
‫حال ربقةَ‬ ‫اإلسالم على َم ْن تشبَّهَ ِ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬

‫جيوز ٍ‬
‫ألحد‬ ‫الكتاب والسن َِّة‪ .‬إذًا ال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حدود‬ ‫اإلسالم كليها مضبوطَةٌ ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألدعيَةُ ف‬ ‫األذكار‬ ‫كذلك‬
‫ُ‬
‫ض‬ ‫حبج ِة َّ‬ ‫والدعاء والتعبي ِد من ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أشكال الذك ِر‬ ‫ِ‬
‫الغر َ‬
‫أن َ‬ ‫أي داينة ي‬ ‫ي‬ ‫س شكالً من‬ ‫(كائنًا َمن كا َن) أ ْن يقتَب َ‬
‫أن صالةَ الرابطَ ِة ف الطر ِ‬ ‫خباص ٍة على َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقة‬ ‫فيتعني هنا التنبيهُ َّ‬
‫ب إىل هللا‪ُ َّ .‬‬ ‫ليس إالَّ التق ير َ‬
‫من أدائها َ‬
‫أن صنادي َد هذه الطر ِ‬
‫يقة‬ ‫ت ابلَباهني َّ‬ ‫جموس ِ‬
‫اهلند‪ ،‬وقد ثَبَ َ‬ ‫طقوس ِ‬ ‫ِ‬ ‫النقشبنديَِّة‪ ،‬ال تعدو عن ٍ‬
‫شكل من‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اْلقيقة مأخوذةٌ‬ ‫ِ‬
‫للتعمية‪ ،‬وهي ف‬ ‫يقة ماكرةٍ‬ ‫التعديل بطر ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشيء من‬ ‫بعض‬
‫وأج َرْوا عليها َ‬ ‫قد اقتبسوها ْ‬
‫اهلند‪ ،‬ميت يد أصلُها إىل تعاليم الراهب بيتنجل ‪.Patanjali‬‬ ‫طقوس كفا ِر ِ‬‫ِ‬ ‫شكل من‬‫من (الْيُوغَا)‪ ،‬وهو ٌ‬

‫ِ‬
‫الزاندقة‬ ‫ِ‬
‫أساليب‬ ‫عموما جيهلون خفااي‬ ‫ِ‬
‫العلماء) جيهلون هذه اْلقيقةَ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ال ال يِدين‬‫إن ِر َج َ‬
‫َّ‬
‫ألَّنم ً‬ ‫(خبالف‬
‫دع‬ ‫ِ‬
‫اختالق البِ ِ‬ ‫مكنوانت ِحيَلِهم ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقول‪ ،‬جيهلون‬ ‫ِ‬
‫األدمغة‪ ،‬وتسح ِري‬ ‫ِ‬
‫وغسل‬ ‫ِ‬
‫التضليل‪،‬‬ ‫ف‬
‫فحسب‪ ،‬بل‬
‫ُ‬ ‫وأمناط دجلِيَّاهتم‬
‫ِ‬ ‫أكاذيب الصوفِيَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫افات واألساطري‪ .‬لذا ال يكفي االنتباه إىل‬ ‫واخلر ِ‬
‫مقتبس‬ ‫مصطلح‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫جيب التفطن ‪ -‬ف الوقت ذاته ‪ -‬إىل الفرق بني العامل و"رجل الدين"‪ .‬فهذا األخريُ‬

‫اْلشر‪7/‬‬ ‫‪2‬‬
‫ِ‬
‫اإلعتداد ِ‬
‫برجال الدين واعتبا ِرهم من طبقة‬ ‫ضا من قِيَ ِم ال ٌك َّفا ِر‪ ،‬ينبغي التمييز بينهما والتحذير من‬
‫أي ً‬
‫العلماء‪.‬‬

‫***‬

‫صيَّ ُدو َن هبا اْلهلةَ‬ ‫ِ‬


‫ابلباطل؛ يَتَ َ‬ ‫وإلباس اْل ِيق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التضليل‬ ‫أالعيب خطريةٌ ف صناعة‬
‫ُ‬ ‫ني هلم‬
‫إن النقشبنديي َ‬‫َّ‬
‫فيتحو ُل إىل ٍ‬ ‫ب وراءهم والواق ِع ف ِ‬ ‫اإلنسان الْمْن ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َويُ َر ِيس ُخو َن عقائ َدهم ف‬
‫آلة ف‬ ‫َّ‬ ‫حباهلم‪،‬‬ ‫سح ِ َ ُ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫أعماق‬
‫اض من هذا ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫يعصي‬
‫َ‬ ‫اْلاه ِل أن‬ ‫أي اعرت ٍ‬ ‫يلعب به ويستخدمه ف حتقيق أغراضه دو َن ِي‬ ‫يد شيخ اْلماعة ُ‬
‫اب ِ‬
‫جناية‬ ‫ابرتِ َك ِ‬
‫ب اخلم ِر وحىت ْ‬ ‫بني ا ْْلُْرَم ِة‪ .‬كما لو أمره ِ‬
‫بفعل الزان أو ُش ْر ِ‬ ‫أمرا‪ ،‬ولو كا َن حر ًاما ِي َ‬
‫له ً‬
‫َّد ف االستجابة له أب ًدا إالَّ من رحم ي‬
‫رّب!‬ ‫ِ‬
‫القتل‪ ،‬ال يرتد ُ‬

‫ت‬‫كتب وجمالَّ ٍ‬
‫خاصةً ف إصدا ِر ٍ‬ ‫جهودا ابلغًةً وعنايةً َّ‬
‫ً‬ ‫بذل النقشبنديو َن األتراك ف السنني األخريةِ‬
‫والدفاع عنها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ث َع َقائِ ِد ِه ْم‬ ‫ات يستخدموَّنا ف بَ ِي‬‫ات وفضائيَّ ٍ‬‫ومجعيات وإذاع ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأوقاف‬ ‫وإنشا ِء شر ٍ‬
‫كات‬
‫خاصةً ف هجماهتم‬
‫خصومهم‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لضرب‬ ‫قت ذاته ‪ -‬أسلحةٌ فتياكةٌ ف أيديهم يستعملوَّنا‬‫وهي‪ -‬ف الو ِ‬
‫وعنف؛ ال أيلو َن جه ًدا ف تشني ِع "السلفييني" وسبِيهم‪ ،‬ورميهم ابلزندقة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫التوحيد بضراوةٍ‬
‫ِ‬ ‫على ِ‬
‫أهل‬
‫وابخليانة العظمى ومعاداة الدولة الرتكِيَّ ِة‪ .‬يصفوَّنم ابإلرهابية‪ ،‬والداعشية‪ ،‬والوهابية‪...‬‬

‫تلخيصها‬ ‫حصر هلا ف اْلقيقة؛ يأما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬


‫ُ‬ ‫َّامةَ ال َ‬
‫وتالعبَهم ابلدين‪ ،‬ونشاطاهتم اهلد َ‬
‫كفرايت النقشبندييني‪ُ ،‬‬ ‫إن‬
‫نقاط رئيسة (مع ذك ِر نبذةٍ من أسباهبا وجذورها‬
‫أربعة ٍ‬
‫واإلمالل)‪ ،‬فيمكن ف ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لإلسهاب‬ ‫ِ‬
‫(تفاد ًاي‬
‫التارخيية)‪:‬‬

‫ِ‬
‫األلوهيَّ ِة‪ ،‬فيتش يدقون‬ ‫ٍ‬
‫مناسبة‪ ،‬ليصرفوا اإلنتباهَ عن توحيد‬ ‫َّأوهلُا‪ :‬أَّنم يتنطعون إبصرا ٍر ابل ٍغ وبدون ِي‬
‫أي‬
‫ِ‬
‫اع ِظ ِهم و َجمَالِ ِس ِهم إب ْكثَا ِر ما ي‬
‫يدل على ربوبيَّتِ ِه تعاىل‪ :‬أنه‬
‫اخلالق‪ ،‬وأنه الراز ُق‪ ،‬وأنه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫وم َو ْ َ‬ ‫ف ُخطَبِ ِه ْم َ‬
‫ِ‬
‫اليهود والنصارى‬ ‫وامليميت‪ ...‬إىل غري ذلك ِممَّا ال َْجي َح ُدهُ ُمجُوعُ ِ‬
‫أهل الكف ِر من‬ ‫ُ‬ ‫املدبِيُر‪ ،‬وأنه احمل ِي‬
‫ِ‬
‫أعماق‬ ‫هللا ف ظاهرهم مع أَّنم يستيقنوَّنا ف‬ ‫واجملوس‪ ،‬وحىت امللحدون الذين ينكرون ربوبيَّةَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ضمائِرهم‪.‬‬
‫شفة ف توحيد األُل ِ‬
‫ُوهيَّ ِة‬ ‫يكاد أح ٌد من شيوخ النقشبنديَِّة وخواجواهتِِم وماللِي ِهم ينبس ببنت ٍ‬ ‫وال ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫خاصةً)‪ ،‬مل يَ ِر ْد أنَّهُ‬ ‫النقشبنديَِّة (املعاصرين منهم َّ‬ ‫ِ‬ ‫أن شي ًخا من شيوخ‬ ‫هللا تعاىل ابلعبادةِ‪ .‬مل يَ ِر ْد َّ‬ ‫إبفر ِاد ِ‬
‫الفرد الصم ُد الذي ال يُ ْعبَ ُد‬ ‫أن هللا تعاىل هو اإللهُ الواح ُد األح ُد ُ‬ ‫نطق ف جملِ ِس ِه‪ ،‬أو نَبَّهَ مريديه على َّ‬ ‫َ‬
‫تص َّد ُق إالَّ له سبحانه‬ ‫صليى‪ ،‬وال يُ ْد َعى‪ ،‬وال يُذبَ ُح‪ ،‬وال يُن َذ ُر‪ ،‬وال ُُيَ يج‪ ،‬وال يُعتَ َم ُر‪ ،‬وال يُ َ‬ ‫إالَّ َإايهُ؛ ال يُ َ‬
‫اإلسالم من ُعنُِق ِه؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املقاصد ُِي ْل ربقةَ‬ ‫شيء من هذه‬ ‫ابتغاء وج ِه ِه تعاىل‪ .‬وأنيه من يتوج ْه إىل غريهِ أبدىن ٍ‬
‫ي‬ ‫َْ‬
‫ص قولِ ِه تعاىل‪:‬‬ ‫جنس بِنَ ِي‬ ‫ِ‬
‫ال تُؤَك ُل ذبيحتُهُ‪ ،‬وال جتوز مناكحتُهُ‪ ،‬والَ يُ ْؤذَ ُن له ابلدخول إىل املسجد ألنه ٌ‬
‫ث‬ ‫س فَالَ يَ ْق َربُوا ال َْم ْس ِج َد ا ْْلََر َام بَ ْع َد َع ِام ِه ْم َه َذا‪ ،3".‬وال يَ ِر ُ‬ ‫ين َ ِ َّ‬
‫آمنُوا إمنَا ال ُْم ْش ِرُكو َن َجنَ ٌ‬
‫َّ ِ‬
‫" َايأَيي َها الذ َ‬
‫صلَّى عليه إذا َ‬ ‫ِ‬
‫مات‪ ،‬وال‬ ‫ط ح يقهُ ف اْلضانة‪ ،‬وال يُ َ‬ ‫ط واليتُهُ‪ ،‬ويسق ُ‬ ‫املسلم‪ ،‬وتسق ُ‬ ‫ُ‬ ‫املسل َم وال يرثُهُ‬
‫أن ُكلَّ َها‬ ‫يديَِّة مع َّ‬ ‫النقشبنديَِّة اإلقرار هبذه اْلقائِ ِق ِ‬
‫التوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫خ‬
‫َّب شيو ُ‬ ‫يُدفَ ُن ف مقاب ِر املسلمني‪ .‬نعم‪ ،‬يتجن ُ‬
‫ْمهُ فيه بقولِ ِه‬ ‫بني ُحك َ‬ ‫فإن هللا تعاىل قد َّ َ‬ ‫اآلخرةٍ‪َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫يق به ف‬ ‫وأما فيما يتعل ُ‬ ‫أحكام املش ِرك ف الدنيا‪ ،‬ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫رتى إِ ْْثًا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك لِ َم ْن يَ َ‬‫تعاىل ‪" :‬إِ َّن هللاَ الَ يَغْ ِف ُر أَ ْن يُ ْش َر َك بِ ِه َويَغْ ِف ُر َما ُدو َن ذَلِ َ‬
‫شاءُ َوَم ْن يُ ْش ِر ْك ِابلل فَ َقد افْ ََ‬
‫عامةً‬‫لكن الصوفِيَّةَ َّ‬ ‫اإلسالم ييِ‪َّ .‬‬‫ِ‬ ‫املعلومات ُكليها مشروحةٌ ف مصادر الفقه‬ ‫يما‪ 4".‬وهذه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َعظ ً‬
‫أحد ِه ْم أنه تلى هذه اآليةَ‬ ‫يكاد يسمع من ِ‬
‫ويتعمدو َن َك ْت َم َها وال ُ ُ َ ُ‬ ‫خاصةً يتجاهلوَّنا ي‬ ‫ني َّ‬ ‫والنقشبنديِي َ‬
‫ِ‬ ‫جهرا‪ .‬بل يكرهون قرائَتَ َها وتِالَ َ‬
‫ب منهم‬ ‫جهرا‪ ،‬وإذا نَبَّ َه ُهم أح ٌد على كف ِرهم هذا‪ ،‬وطلَ َ‬ ‫وهتَا ً‬ ‫الك ِرَمةَ ً‬
‫وه ِ ٌّ‬
‫اّب‬ ‫ندقة‪ ،‬ووصفوه أنه ي‬ ‫جملس ِهم‪ ،‬ومشتوا به‪ ،‬ورموه ابلز ِ‬ ‫عليه وطردوه من ِ‬ ‫يتأملوا ف معناها‪ ،‬اثروا ِ‬ ‫أن َّ‬
‫عدو ألولِيَ ِاء هللا‪ ،‬بل آذوهُ ابلعنف إن قدروا عليه‪...‬‬ ‫ال ٌّ‬ ‫ض ٌّ‬

‫الواضحة على ُك ْف ِرِه ْم‬


‫ِ‬ ‫لشيوخهم وكَبائِ ِهم‪ ،‬ومن الَباهني‬ ‫ِ‬ ‫انش ٌئ من َأتْلِي ِه ِه ْم‬
‫إن موقِ َفهم هذا إمنا هو ِ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ابلوالية‪،‬‬ ‫حىت وصفوه‬ ‫قدرا من الشهرة ي‬ ‫وم ْن َهم ُكو َن ف ذك ِر َم ْن َان َل من بينهم ً‬ ‫هذا‪َّ :‬أَّنم َم ْشغُولُو َن ُ‬
‫توحيد ِ‬
‫هللا‬ ‫لقضاء حاجاهتم ليس ذلك إالَّ لِع َدِم ا ْعتِ َد ِاد ِهم بِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َّر ُعو إليه‬‫مات بَنَ ْوا عليه قُبَّةً‪َ ،‬وتَ َ‬
‫وإذا َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قلوهبم (بصفة‬ ‫نعمة‪ ،‬إىل هذا املشهوِر املعظَِّم ف ِ‬ ‫كل ما ينالون من سع ٍة و ٍ‬ ‫ف ِ‬
‫أولوهيَّتِ ِه‪ .‬إ يمنا ينسبو َن َّ‬
‫ََ َ‬
‫يب لَهُ إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ِهم َّأَّنا ِمن بركاتِِه‪" .‬ومن أَ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض يل ممَّ ْن يَ ْد ُعو م ْن ُدون هللا َم ْن الَ يَ ْستَج ُ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫الوِل ال ُفالَِِني) ال ْعت َق ْ‬
‫ِِي‬
‫ألن ذلك‬ ‫اك ابلل‪َّ ،‬‬ ‫كفر صريح وإشر ٌ‬ ‫شك ف أن ذلك ٌ‬ ‫يَ ْوِم ال ِْقيَ َام ِة َو ُه ْم َع ْن ُد َعائِ ِه ْم غَافِلُو َن‪ ".‬ال َّ‬
‫وها‬ ‫ان جبميله تعاىل‪ ،‬وغفلةٌ وجتاهل لقولِ ِه سبحانه‪" :‬وإِ ْن تَعديوا نِعم َ ِ‬ ‫روب النكر ِ‬
‫ض ِ‬
‫ص َ‬ ‫ت هللا الَ ُحتْ ُ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫ٌ‬ ‫أبشع ُ‬‫ُ‬

‫التوبة‪28/‬‬ ‫‪3‬‬

‫النساء‪48/‬‬ ‫‪4‬‬
‫ِ‬
‫َّس ِة‪ ":‬قُ ْل أ ََرأَيْ تُ ْم إِ ْن أ ْ‬
‫َصبَ َح َما ُؤُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار‪ ".‬وهللاُ تعاىل يُ َك يذ ُهبُم هبذه الكلمات املقد َ‬‫وم َك َّف ٌ‬ ‫إ َّن اإلنْ َ‬
‫ِ‬
‫‪5‬‬
‫سا َن لَظَلُ ٌ‬
‫ِ ٍ ِ ٍ ‪6‬‬
‫غَ ْوًرا فَ َم ْن َأيْتِي ُك ْم مبَاء َمعني‪".‬‬

‫توحيد هللا ابلعبادةِ‪ ،‬جتدهم‬ ‫ِ‬ ‫جملس هلم من ِ‬


‫القول ف‬ ‫أكثر أح ٌد ف ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ومن أكَب عالمات ُك ْف ِره ْم إذا َ‬
‫الواعظ وف عنجهيَّ ِة‬ ‫ِ‬ ‫اض على هذا‬ ‫ضهم ابالعرت ِ‬ ‫يتجرأُ بع ُ‬
‫صدورُهم‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ويضيق‬
‫ُ‬ ‫يتحرجو َن من ذلك‬ ‫َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األولياء وَك َر َاماهتِِ ْم َوبَ َرَكاهتِِ ْم‬ ‫ش يح بذك ِر‬‫ك تَ ُ‬ ‫لكن َما لَ َ‬ ‫بقوله‪" :‬اي شيخ‪ :‬حنن ال جنهل َّ‬
‫أن هللاَ واح ٌد‪ْ ،‬‬
‫ات الكفر (وإن تَ َراءَ ْوا ف‬ ‫وصف ِ‬
‫هوالء الْغَرقَى ف مستَ ْن َقع ِ‬ ‫اعتِ ِه ْم لنا!"‪ .‬إن هللا تعاىل قد‬ ‫ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اه ْم َو َش َف َ‬
‫وِحَ ُ‬
‫اعاهتِِ ْم‪ )..‬قد وصفهم هللا تعاىل بقوله‪" :‬أَِم َّاّتَ ُذوا‬ ‫ِ‬
‫ومجُ َعاهتِِ ْم َو َمجَ َ‬
‫وصيامهم ُ‬ ‫ِ‬
‫بصلواهتم‬ ‫مظاهر املسلمني‬
‫ْك‬‫مج ًيعا لَهُ ُمل ُ‬ ‫اعةُ َِ‬ ‫لل َّ‬
‫الش َف َ‬ ‫هللا ُش َفعاء قُل أَولَو َكانُوا الَ ميَْلِ ُكو َن َشي ئًا والَ ي ع ِقلُو َن * قُل ِ‬
‫ْ َ َْ‬
‫ون ِ‬ ‫ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ْ َْ‬ ‫ْ‬
‫َّت قُ لُوب الَّ ِذين الَ ي ْؤِمنُو َن ِابآل ِخرةِ‬ ‫ض ُمثَّ إِل َْي ِه تُ ْر َجعُو َن * َوإِذَا ذُكِ َر هللاُ َو ْح َدهُ ْ‬
‫امشَأَز ْ‬ ‫ات َواألَ ْر ِ‬ ‫السماو ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬
‫‪7‬‬
‫ين ِم ْن ُدونِِه إِذَا ُه ْم يَ ْستَ ْب ِش ُرو َن‪".‬‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫َوإِذَا ذُك َر الذ َ‬

‫ت‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لإلنسان ال َْميِي َ‬ ‫ف ال يِذ ْك ِر) ُم ْن بَ ثَ ٌق أصالً من أتلِ ِيه النقشبنديِيني‬ ‫أن هذا الْ ُك ْف َر (آنِ َ‬ ‫النقطةُ الثانيةُ‪ :‬هي َّ‬
‫توحيد هللا ف العبادةِ‪ .‬ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ص يِد الوجوهِ عن‬ ‫انتهجت هذا الْمعت َق َد َّ ِ‬
‫خاصةً ل َ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫النقشبنديَّةَ‬ ‫إن الطريقةَ‬ ‫َّ‬
‫اتريخ األتراك‪ .‬ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫البحوث والواثئق‬ ‫ُ‬ ‫تدل‬ ‫اإلسالم من ِ‬ ‫أصل ممتَ ٌّد إىل ُح ْقبَة ما َ‬
‫قبل‬ ‫االعتقاد له ٌ‬ ‫َ‬ ‫أن هذا‬
‫أن هلم هيمنةً على حياةِ ال ُْم ْجتَ َم ِع‬ ‫أرواح َم ْوَات ُه ْم‪ ،‬ويعتقدو َن َّ‬ ‫ِ‬
‫القوم كانوا وال يزالون يُ َق يد ُسو َن َ‬ ‫أن هذا َ‬ ‫َّ‬
‫ضا‬‫ابلدعاء والتض ير ِع‪ ،‬وخيافو َن ل َْعنَ تَ ُه ْم‪ ..‬كما كانوا يُ َق يِد ُسون أي ً‬ ‫ِ‬ ‫يتوجهو َن إليهم‬ ‫َّراتِِه‪ ،‬فكانو َّ‬ ‫َوُم َقد َ‬
‫وثنية ف ال يرقْيَ ِة ملن يطلب منهم الشفاءَ‪َّ .‬إمنا‬ ‫كاستخدام رموٍز ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وم ْن أيتيهم بشعوذةٍ؛‬ ‫ني َ‬
‫ال ُكهنَةَ َّ ِ‬
‫والعراف َ‬ ‫َ‬
‫اإلسالم واختزلوا‬ ‫ِ‬ ‫تعرفوا على‬ ‫فلما َّ‬
‫اإلسالم‪َّ .‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ف عصور ما قبل‬ ‫رجال الدي ِن عند األتر ِ‬ ‫هؤالء كانوا َ‬ ‫ِ‬
‫العرب‪،‬‬‫ِ‬ ‫منه (ال ُْم ْسلُ َمانِيَّةَ ‪َ )Müslümanlık‬ك ِد َاينٍَة بَ ِديلَ ٍة عن ال يِدي ِن اْلنيف لِيَ ْستَ ِقليوا هبا عن‬
‫والقوميَّ ِة‪ ،‬تشبيثوا ابلصوفِيَّ ِة الذين وجدوهم‬ ‫ِ‬ ‫وخصوصيَّاهتِِ ْم احمللِييَّ ِة‬
‫ِ‬ ‫َويَتَ َمايَ ُزوا عنهم بِطَابِعِ ِه ِم القد ِمي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم َ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اإلسالم استغربوهم‪ ،‬فلم‬ ‫بعلماء‬ ‫الوثن‪ ،‬وإذا الْتَ َق ْوا‬ ‫ش ْع ِوذيه ْم ف العهد ِي‬ ‫أقرب سلوًكا ل ُك َهنَت ِه ْم ُ‬‫َ‬
‫البدع‬
‫وأفعاهلم من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني والصوفِيَّ ِة‬ ‫َّان َّ ِ‬
‫والعراف َ‬ ‫ش يِد ُدون النكري على ال ُكه ِ‬
‫َ‬ ‫يطمئنيوا إليهم‪ ،‬لِ َما وجدوهم يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫راي ِ‬ ‫واخلر ِ‬
‫ي‪ ،‬بدأ‬ ‫َّت سواع ُد ُهم من ُذ ظهوِر خالد البغداد ِي‬ ‫استقوْوا واشتد ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ...‬فلما‬ ‫افات والكف َّ‬

‫إبراهيم‪34/‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 6‬امللك‪30/‬‬

‫الزمر‪45 – 43/‬‬ ‫‪7‬‬


‫ضيِيقو َن عليهم اخلنا َق‪ ،‬إىل أ ْن َجتََّرءُوا عليهم‬ ‫اإلسالم وي ز ِ‬ ‫ِ‬
‫اِحُو ََّنُ ْم ويُ َ‬ ‫ِ َ َُ‬ ‫سو َن عُلَماءَ‬
‫شيو ُخ ُهم يُنَاف ُ‬
‫كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِتَ ْقبِيحاهتِِم وتَ َ ِ ِِ‬
‫فرصة‪.‬‬ ‫أعراض ِه ْم والتشهري هبم لدى ِي‬ ‫شنيعاهت ْم والديخول ف َ‬ ‫َ ْ‬

‫نديق من‬‫كتاب لز ٍ‬ ‫ت والقبوِر إىل ح يٍد إذا عثروا على ٍ‬ ‫ِ‬


‫اإلنسان امليِي ِ‬ ‫ِ‬
‫تقديس‬ ‫االَّنماك ف‬
‫ُ‬ ‫بلغ هبم‬
‫ت له‪ ،‬وابدروا بطبعِ ِه ونش ِرهِ حىت ولو كان َّ‬
‫مدوًان‬ ‫ني على شاكلتِهم‪ ،‬أاثروا عاصفةً من الدعااي ِ‬ ‫القبوِريي َ‬
‫ِ ِ‬
‫الناس إىل العربِيَّ ِة)‪ ،‬وتسابقوا وابلغوا ف إطراء مؤليِفهُ أبنيهُ‬ ‫ابللغة العربِيَّةُ (مع أ ين األتراك هم أبعد ِ‬ ‫ِ‬
‫أشتات ِ‬ ‫ِ‬ ‫أح َد يُ َدانِ ِيه مهما تَبَ َّح َر ف‬ ‫َعالَّمةٌ فهَّامةٌ أل َْمعِ ٌّي عبق ِر ٌّ‬
‫العلوم!‬ ‫ي منقطع النظ ِري ف علمه‪ ،‬الَ َ‬

‫دعى (ِحد هللا‬ ‫ِ‬


‫الباكستانية يُ َ‬ ‫ي من ُم ْش ِركي الداير‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬ظهر زندي ٌق ُخ َر ِافٌّ قبوِر ٌّ‬
‫كتاب َسياه (البصائر ملنكري التو يس ِل ابملقابر) وقد حشد فيه من أابطيل‬ ‫الداجوي)‪ ،‬صدر له ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كتاب ألََّفهُ العاملُ‬
‫بسلطان هللا‪ .‬كتبه ردًّا على ٍ‬ ‫يتعجب منه ويتأ يملُ ُك يل مؤم ٍن‬ ‫القبوِريَّة وأتليه ال َْم ْوتَى ما َّ‬
‫بعض املتش يِددين‬ ‫فلما كان ُ‬ ‫ي ف َم ْقطَ ٍع ِم ْن كِتَابِ ِه‪َّ " :‬‬ ‫ي‪ .‬قال هذا القبوِر ي‬ ‫ِ‬
‫طاهر الْ َف ْن َجف ِري ي‬
‫السلف يي الشيخ ُ‬
‫ِ‬
‫األدب‬ ‫يئ‬ ‫ِ‬ ‫وَساع املوتَى وغ ِريمها من املسائِ ِل اليت َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ب فيها َويُس ُ‬ ‫يتعص ُ‬ ‫الفاضلة ِ‬ ‫ابلذوات‬ ‫نكر التو يس َل‬
‫يُ ُ‬
‫تشنيعا بليغًا حيث‬ ‫ني و َشنَّ َع عليهم‬ ‫ِِ‬ ‫طف ِ‬ ‫الرَّابنيِيني‪ ،‬وأفر َ‬ ‫ِ‬ ‫صلَ َح ِاء‬ ‫ف ِ‬
‫ً‬ ‫شأن الْ ُمتَ َو يسل َ‬ ‫والعلماء َّ‬ ‫شأن ال ي‬
‫ب عنهم غريةً ف دين‬ ‫فأردت َّ‬
‫الذ َّ‬ ‫ُ‬ ‫العلماء الصاْلني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َسَّاهم مشركني وغري ذلك من اخلرافات ف ِ‬
‫شأن‬ ‫َ‬
‫‪8‬‬
‫هللا"‬

‫كالم هذا‬ ‫الشيطان‪ ،‬إذ ال خيفى من ِ‬ ‫ِ‬ ‫نديق عن صناديد املشركني غريةً ف دين‬ ‫ذب هذا الز َ‬ ‫بل قد َّ‬
‫ين تَ ْد ُعو َن ِم ْن ُدونِِه َما ميَْلِ ُكو َن ِم ْن قِط ِْم ٍري * إِ ْن‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يكفر بقوله تعاىل " َوالذ َ‬ ‫املدع يِو (داجوي) أنيه ُ‬ ‫الضال ُ‬ ‫ِي‬
‫ك‬‫استَ َجابُوا لَ ُك ْم‪َ ،‬ويَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة يَ ْك ُف ُرو َن بِ ِش ْركِ ُك ْم َوالَ يُنَ بِيئُ َ‬
‫وه ْم الَ يَ ْس َمعُوا ُد َعاءَ ُك ْم‪َ ،‬ول َْو ََِسعُوا َما ْ‬
‫تَ ْد ُع ُ‬
‫ِمثْ ُل َخبري‪".‬‬
‫ٍِ ‪9‬‬

‫النص ال ُق ْر ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َّ‬


‫خيتلف عليه‬
‫ُ‬ ‫آني الذي ال‬ ‫وم ْن على شاكلَته من املشركني ال يعبئون هبذا ِي‬
‫اْلقري َ‬
‫َ‬ ‫إن هذا‬
‫ذلك َّ‬
‫أن‬ ‫يدل على َ‬‫أساس ِه‪ .‬ي‬
‫الباط ِل من ِ‬ ‫الن فيه تكذيبهم‪ ،‬وه ْدم دينهم ِ‬
‫َع ْدالَ ِن وال ينتطح فيه َعْنزان‪َّ .‬‬
‫ُ ََ ُ‬

‫تقوم بنش ِرها وتوزيعها ً‬


‫جماان شركةٌ‬ ‫هاما بني الْ ُكتُ ِ‬ ‫كتاب (البصائر ملنكري التوسل ِ‬ ‫مة ِ‬ ‫‪ِ 8‬حد هللا الداجوي‪ ،‬من مق يد ِ‬
‫ب اليت ُ‬ ‫مكاان ًّ‬
‫الكتاب ُيت يل ً‬
‫ُ‬ ‫أبهل املقابر)‪ .‬هذا‬
‫اَسُهُ (حسني حلمي إشيك)‪ ،‬كان ضابطًا‬ ‫رجل ْ‬ ‫مقرها الرئيس ف مدينة إسطنبول‪ ،‬ميلكها أتباعُ ٍ‬
‫اَسُ َها (شركة إخالص)‪ ،‬ي‬ ‫عمالقَةٌ للنقشبندييني األتراك العنصرييني‪ْ ،‬‬
‫أيل جه ًدا ف الرِيد على ا ِ‬
‫لسلفيني‪ ،‬والوهابيني خباصَّة‪ٍ.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‪ ،‬لذلك مل ُ‬ ‫عسك ِرًّاي نَ َذ َر ُك َّل َحيَاتِِه لنش ِر الطريقة النقشبندية واّتاذها آلةً لترتيك‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫فاطر‪14 ،13/‬‬ ‫‪9‬‬
‫ليس من‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الباكستاني الذي َ‬ ‫بكتاب هذا‬ ‫اك قد جتاهلوا هذه اآليةَ الكرميةَ واهت يموا‬ ‫النقشبندييني األتر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أن‬ ‫ورغم جهل ِهم ابلعربِيَّة! وهبذه املناسبَة ُ‬
‫حتس ُن اإلشارةُ إىل َّ‬ ‫عنصرا من عرق ِهم‪َ ،‬‬ ‫ً‬ ‫هم‪ ،‬وال‬
‫سكان بلد ْ‬
‫(اآلايت البَ يِينات‬ ‫ِ‬
‫املوسوم‬ ‫ِ‬
‫الكتاب‬ ‫َساع املوتى أب ًدا‪ ،‬عليه ِمبُ َد َار َس ِة‬
‫بعدم ِ‬ ‫ِ‬
‫املعرفة ِ‬ ‫َم ْن يطلُب املزي َد من‬
‫ُ‬
‫ِ ‪10‬‬ ‫ِ‬
‫اآللوس ِيي البغدادي‪.‬‬ ‫السلف ِيي اْلليل نعمان بن ممود‬ ‫مة ِ‬ ‫األموات) للعالَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫َساع‬
‫عدم ِ‬ ‫ف ِ‬

‫اعا‬ ‫عامةً جيهلون َم ْب َدأَ (التوقِ ِفيَّ ِة)‪ ،‬والنقشبنديون َّ‬


‫خاصةً يتجاهلوَّنا اتيِبَ ً‬ ‫اك َّ‬ ‫النقطةُ الثالِثَةُ‪َّ :‬‬
‫أن األتر َ‬
‫ومناسكِ ِه املأثورةِ صلى هللا عليه وسلَّ َم‪ .‬وإمنا يهت يمو َن‬
‫ودعائِِه ِ‬ ‫لشيوخ ِه ْم الذين ال يعتديو َن أبذكا ِر ِ َّ‬
‫النب ُ‬ ‫ِ‬
‫البوذيَِّة‪ .‬إالَّ َّ‬
‫أن‬ ‫ي من اهلند‪ .‬وهي كليها مأخوذةٌ من ِ‬ ‫ِ‬
‫البغداد ي‬ ‫ِ‬
‫والطقوس اليت جاءَ هبا خال ُد‬ ‫ابألذكا ِر‬
‫آايت قرآنِيَّ ٍة وأذكا ٍر‬
‫اجملوسيَّةَ إبضافَ ِة ٍ‬
‫والرموز والطقوس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫األذكار‬
‫َ‬ ‫زين هذه‬
‫ي كان قد َّ‬ ‫ِ‬
‫البغداد َّ‬ ‫خال ًدا‬
‫العلماء ال يكادو َن‬ ‫ِ‬ ‫يكاد املسلم ِ‬
‫اْلاه ُل وحىت كثريٌ من‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫اكيب غريبَةً ال ُ‬ ‫فاختلق منها تر َ‬‫َ‬ ‫مشروعة إليها‪،‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬فيقعو َن‬‫ِ‬ ‫اهلندوسيَّ ِة وما هو مأخوذٌ من‬
‫ِ‬ ‫يب ما هو مأخوذٌ من‬ ‫ميَُيِيزو َن بني عناص ِر هذه الرتاكِ ِ‬
‫الصواب وهم غافلون عن ُك ِنه هذه األالَ ِ‬
‫عيب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويعدلُون عن جادَّةِ‬
‫حباهلم ِ‬ ‫ف ِ‬

‫(جهارا ومن غري َحتَيف ٍظ) َّ‬


‫أن طريقةَ تَ َعبي ِدهم تعتم ُد‬ ‫ً‬ ‫من هذه الكفرايت (على ِ‬
‫سبيل املثال)‪ :‬اعرتافهم‬
‫ِ ‪11‬‬
‫ات فارسيي ٍة (وهي غريبةٌ ودخيلةٌ ال أثَ َر هلا ف‬
‫صطَلَح ٍ‬ ‫على ِ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الكتاب والسنةي)‪.‬‬ ‫العمل بِعدَّة ُم ْ َ‬

‫ِ‬
‫مصطلحاهتم‬ ‫جموس اهلند‪ ،‬بَ ْع َد تَ ْر َمجَ ِة‬ ‫ومن كف ِرَّايهتِِم أيْ ً‬
‫ضا‪ :‬اختالقُهم طريقةً غريبةً للذكر وفق مباد ِئ ِ‬
‫ِ‬
‫وصف‬ ‫َّع ِميَ ِة‪ .‬يقول عبد اجمليد بن ممد ِ‬
‫اخلان ف‬ ‫إىل العربية واحتكا ِر لفظ (اْلاللة) على ِ‬
‫سبيل الت ْ‬
‫ِ‬
‫ابْلرف الواحد‪:‬‬ ‫يقة هذا الذك ِر‬ ‫طر ِ‬

‫فيذكر‬ ‫والنفس‪..‬‬ ‫والس ير‪ِ ،‬‬


‫واخلف يي‪ ،‬واألخ َفى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫"ذكر لفظ اْلاللة ابللَّطَائِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الروح‪ ،‬ي‬
‫ُ‬ ‫اخلمس‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الس يِر‪ ،‬وهي لطيفةٌ ف‬ ‫حتت ِ‬ ‫ِ‬
‫الثدي األمي ِن‪ُ .‬مثَّ ي‬ ‫الروح ِِي‬
‫اخلياِل‪ ،‬وهي لطيفةٌ َ‬ ‫(املري ُد) هللاَ تعاىل َّأوالً بلسان ِ‬

‫ف التفس ِري الشهري (روح املعان)‪ ،‬وممودُ ا ِ‬ ‫مؤليِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن هذا ِ‬
‫آللوس يي هذا‪ ،‬على رغم ما‬ ‫اآللوس ييِ‪ ،‬ي‬ ‫ابن ممود شهاب الدين‬ ‫الرَّابِنَّ هو ُ‬
‫العاملَ َّ‬ ‫‪ 10‬من عجائب ال َق َد ِر َّ‬
‫ِ‬
‫املذاهب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ابختالف‬ ‫ٍ‬
‫وبالغة؛ عاملاً‬ ‫ٍ‬
‫وصرف‪،‬‬ ‫فقه‪ ،‬وقر ٍ‬
‫اءات‪ ،‬وحن ٍو‪،‬‬ ‫ف‪ :‬أنَّه كان موسوعةً علميَّةً ف كث ٍري من مواضي ٍع ال يِدي ِن والليغَ ِة من ٍ‬ ‫أهل املعا ِر ِ‬
‫مجع من ِ‬ ‫يع ِرت ُ‬
‫ف ٌ‬
‫اد ِي‪ ،‬ي ع يد شامةَ عا ٍر على جبينهِ‬ ‫الوقت ذاتِِه ‪ -‬ان ِزعًا إىل الصوفِيَّ ِة ُِمبًّا هلم‪ .‬وراث ُؤهُ لِ َكبِ ِري َزَان ِدقَ ِة عص ِرهِ‪ِ ،‬‬
‫خالد البغ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫مُطَّلِعًا على الْملَل والني َحل‪ ،‬لكنَّهُ كان – ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي َُ‬
‫ت ِم َن ا ْْلَ يِي‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِج ال َْمييِ َ‬
‫ِج ا ْْلَ َّي م َن ال َْمييِت َوخيُْر ُ‬
‫إىل يوم القيامة! ولعل ف ذلك حكمةٌ كما قوله تعاىل‪" :‬خيُْر ُ‬

‫ين) ص‪/‬‬ ‫ضى ِ‬


‫الد ِ ي‬ ‫ذكرها ف ابب (الفو َ‬
‫مر ُ‬‫قد َّ‬ ‫‪11‬‬
‫النفس ِ‬
‫الناط َق ِة‪،‬‬ ‫وس ِط ِه‪ُ .‬مثَّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫يسا ِر الصد ِر‪ُ .‬مثَّ اخلَف ييِ‪ ،‬وهي لطيفةٌ ف ميينه‪ُ .‬مثَّ األخ َفى‪ ،‬وهي لطيفةٌ ف َ‬
‫س ِد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النفس ن َقلَهُ إىل لطيفة اْلَ َ‬ ‫الذكر ف لطيفة‬ ‫الدماغ على هذا الرتتيب‪ .‬فإذا رس َخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وهي لطيفةٌ ف‬
‫‪12‬‬
‫للذات العلِيَّ ِة ف نظ ِر قلبِ ِه‪"...‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مستحض ًرا‬ ‫وهي‪ :‬أن يذكر هللا تعاىل جبمي ِع جس ِدهِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬

‫تبعث اْلريةَ ف ِ‬
‫قلب‬ ‫والغموض ف ٍ‬
‫صيغة ُ‬ ‫ِ‬ ‫املنوال من الغر ِ‬
‫ابة‬ ‫ِ‬ ‫وصف عبد اجمليد ِِ‬
‫اخلاني على هذا‬ ‫ُ‬ ‫ميت يد‬
‫كل من له علم بكتاب هللا تعاىل وسنية رسوله صلی هللا عليه وسلم‪ ،‬ويفزع من خطورهتا ومن جرأة‬ ‫ي‬
‫وزورا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ابإلسالم افرتاءً ً‬ ‫ص َق َها‬
‫من استقاها من مستنقعات الشرك وأَلْ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلثبات‪.‬‬ ‫أساليب ال يذ ْك ِر على الطريقة اهلندوسيَّة‪ُ :‬‬
‫ذكر النف ِي‬ ‫اختالق‬ ‫ني ف‬‫ومن كفرايت النقشبنديِي َ‬
‫ضا‪:‬‬ ‫يقول عبد اجمليد بن ممد ِِ‬
‫اخلاني أي ً‬

‫املبارك يعلِيمهُ ِ‬
‫املرش ُد للمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد بعد‬ ‫ُ ُ‬ ‫اد ابلنف ِي واإلثبات‪ :‬كلمةُ التوحيد (ال إله إالَّ هللا)‪ .‬وهذا ُ‬
‫الذكر‬ ‫"املر ُ‬
‫غري أنَّهُ‬ ‫آداب الذكر ي ِ‬ ‫ِ‬
‫سلطان الذك ِر‪ ،‬وآدابُهُ‪ :‬هي‬ ‫ف والتم يك ِن من‬ ‫ِ‬
‫الذات ابللَّطائِ ِ‬ ‫ذك ِر اسم‬
‫األول‪َ ،‬‬ ‫ُ‬
‫حتت ُس َّرتِِه ويتخيَّ ُل منها (ال) ممُْتَ َّدةً‬‫س َ‬ ‫س الن َف َ‬
‫لص َق اللِيسا َن واألسنا َن والشفةَ َّ ِ ِ‬
‫كاألول‪ُ ،‬يب ُ‬ ‫َ‬
‫بع َد أن ي ِ‬
‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫نقش (إله) ممُْتَ َّدةً إىل َكتفه األمي ِن‪ ،‬ويتخيَّ ُل من َكتفه األمي ِن َ‬
‫نقش‬ ‫إىل ُمنتهى دماغه‪ ،‬ويتخيَّ ُل من دماغه َ‬
‫بقوةٍ يتأثَّ ُر‬
‫القلب منف ًذا إىل قع ِرهِ َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْلاللة على‬ ‫اخلمس ضا ِراب ِ‬
‫بلفظ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫مارا هبا على اللَّطائِ ِ‬
‫ف‬ ‫(إالَّ هللا) ًّ‬
‫هللا تعاىل‪ ،‬وينفي‬ ‫ذات ِ‬‫مقصود إالَّ ُ‬ ‫َ‬ ‫اْلملة‪ :‬وهو أنه ال‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مالحظة معىن هذه‬ ‫حبرارِهتَا مجيع ِ‬
‫البدن مع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ويقول ف آخرها بِلِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫مجيع احملداثت اإلهلِيَ ِة‪ ،‬وينظرها بنظر‬
‫القلب‪( :‬ممد‬ ‫ان‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الفناء‪،‬‬ ‫بش ِيق النف ِي َ‬
‫سهُ من فَ ِم ِه على الوت ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫رسول هللا) ِ‬
‫ويقص ُد هبا أنه ُمتَّبِ ٌع له يِ‬
‫ويكرُرها على قدر قوة نَ َفسه‪ ،‬ويُطل ُق نَ َف َ‬
‫ِ‬ ‫ُ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫س (إهلي‬ ‫كل نَ َف ٍ‬
‫قبل إطالق ِي‬ ‫ويقول بقلبه َ‬ ‫ي)‪،‬‬‫املسمى عند ساداتنا ب (الوقوف العدد ِي‬ ‫العدد‪ ،‬وهو َّ‬
‫ورضاك مطلوّب)"‬ ‫َ‬ ‫أنت مقصودي‬

‫أن هذه‬ ‫ِ‬


‫الثعلبانية َّ‬ ‫خالل هذه التعر ِ‬
‫يفات‬ ‫ضا‪ .‬ويَظ َْهر من ِ‬ ‫ِ‬
‫النمط أي ً‬ ‫اخلَ ِِ‬
‫اني على هذا‬ ‫ات ْ‬ ‫َّ‬
‫متتد عبار ُ‬
‫ُ‬
‫كيبات وعبار ٍ‬
‫ات‬ ‫إلختالق تر ٍ‬
‫ِ‬ ‫أشكال من املك ِر واخلديع ِة‬
‫ٍ‬ ‫نسجت خيوطَ َها ف‬
‫ْ‬ ‫الطائفةَ اخلطريةَ قد‬
‫ِ‬
‫قطعان‬ ‫ِ‬
‫إلرابك‬ ‫البوذيَِّة‪ ،‬وذلك‬
‫وأصول من الداينة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يبة جتمع بني ٍ‬
‫ألفاظ من أذكار املسلمني‬ ‫كان غر ٍ‬
‫وأر ٍ‬

‫‪ 12‬عبد اجمليد بن ممد اخلان‪ ،‬السعادةُ ِ‬


‫األبديَة فيما جاء به النقشبندية‪ ،‬املصدر‪Hakikat Kitabevi, Daruşşafaka Cad. 57/A :‬‬
‫‪İstanbul-1992‬‬
‫ِ‬ ‫وحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم من أعناقهم دو َن أ ْن يشعروا ويتنبيهو إىل ما يقعو َن‬ ‫ربقة‬ ‫اْلهلة ف اجملتمع اإلسالم ِيي ِي‬
‫فيه من ِ‬
‫سوء العاقبة والعياذُ ابلل!‬

‫***‬
‫وقصص خرافِيَّةٌ موضوعةٌ ال‬
‫ٌ‬ ‫ومفرتايت على هللا ورسوله‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وأابطيل وأساطريُ‬
‫ُ‬ ‫أكاذيب‬
‫ُ‬ ‫للنقشبنديِي َ‬
‫ني‬
‫ِ ِ ‪13‬‬ ‫الصحة وقد حشدوها ف ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫لتشويش‬ ‫كام من ُكتُبِهم اليت َّ‬
‫دونوها ابللغة الركيَّة‬ ‫بطون ر ٍ‬ ‫أساس هلا من‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫واستغالل الضمائ ِر‪ ،‬ينسبوَّنا إىل شيوخهم بدعوى اخلوارق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القلوب الغافلة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقول واستمالة‬
‫ط‬ ‫وإلقاء هيبتِهم على ِ‬
‫الناس‪ .‬وهذه احملاولة منهم من ٌ‬ ‫ِ‬ ‫والكرامات لتفخيم شأَّنم وتوسي ِع ِ‬
‫نطاق شهرهتم‬
‫ِ‬
‫وحثالة‬ ‫ِ‬
‫السفهاء‬ ‫أمناط املك ِر والتضليل واالحتيال‪ ،‬يقرتفوَّنا لِيخدعو هبذهِ الطريقة قُطعا َن من‬
‫من ِ‬
‫س ِيخروهم ف حتقيق أغر ٍ‬
‫اض خمصوصة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البشر‪ ،‬وليُ َ‬

‫شخص يُدعى (موالان ذاده نظام‬ ‫ٍ‬ ‫األكاذيب (على سبيل املثال)‪ :‬حكايةٌ ينقلوَّنا عن‬ ‫ِ‬ ‫من هذه‬
‫نسافر‬ ‫حبة الشيخ ِ‬
‫عبيد هللا األحرار‪،‬‬ ‫كنت أان بِص ِ‬ ‫ِ‬ ‫يوما من أقصر ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أايم الشتاء‪ُ ،‬‬ ‫الدين)‪ .‬يقول‪" :‬كان ً‬
‫بت ِم ْن‬ ‫الشمس ف اإلسفرا ِر واقرت ْ‬ ‫من قر ٍية إىل أخرى‪ .‬أدَّينا صالةَ العص ِر ف ِ‬
‫أثناء س َف ِران‪ ،‬مثَّ ِ‬
‫بدأت‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مؤخَّرةٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫َخ ِي‬
‫قبل ساعات َ َ‬ ‫كانت نقطةُ الوصول بعيدةً ف الغاية‪ ،‬ومل يكن من ال ُْمتَ َوق ِع أ ْن نص َل َ‬ ‫األفق و ْ‬
‫أأتم ُل ٍ‬
‫بقلق‪:‬‬ ‫من اللَّي ِل‪ ،‬كما مل يكن بِ ُقربِنَا مكا ٌن أنوي إليه وحنن ف مفازة مرتامية األطر ِ‬
‫أخذت ي‬
‫ُ‬ ‫اف‪.‬‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫وليس َمثَّ مكا ٌن نلجأُ إليه‪ ،‬فما إذًا حيلتُنا! ومع هذا‬ ‫املقص َد بعي ٌد‪ ،‬واللَّيل م ْقبِل‪ ،‬والطر َ ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫َّ‬
‫ب‪َ ،‬‬ ‫يق ُم ْرع ٌ‬ ‫َُ ٌ‬
‫ات فإذا‬ ‫أثر من القلق‪ .‬بينما كان ينتابن هذه اخلطر ُ‬ ‫ٍ‬
‫جوادهُ بسرعة ومل يب ُد عليه ٌ‬ ‫كان الشيخ يسو ُق َ‬
‫وع ِيج ْل‪ ،‬ل ََعلَّنا‬ ‫فسكت‪ُ ،‬مثَّ قال ِل‪" :‬أطْلِ ِق العنا َن ِ‬
‫ْلواد َك َ‬ ‫ي‬ ‫خائف؟‬
‫ٌ‬ ‫إِل وقال ِل‪" :‬أأنت‬ ‫التفت ََّ‬
‫َ‬ ‫ابلشيخ‬
‫فجمعت مهيي وإذا‬ ‫الشمس‪ ".‬وعليه زدان ف اإلسر ِاع وقطعنا مسافةً طويلةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫غروب‬ ‫قبل‬
‫ُ‬ ‫نصل َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫الشمس‬
‫ُ‬ ‫مكاَّنا‪ .‬وما إ ْن دخلنا القريَةَ غابت‬‫تَبح َ‬ ‫س َّم َرةٌ ال ُ‬ ‫ابلشمس فكأَّنا واقفةٌ على أألُفُ ِق ُم َ‬ ‫ِ‬
‫بسرعة َوغَ ِشيَ نَا َحلَ ُ‬
‫ٍ‬
‫‪14‬‬
‫ظالم!"‬
‫ك ال ُ‬

‫َّهتَا شركةٌ ِع ْمالقةٌ للنقشبنديِيني ف إسطنبول‪ .‬واملوسوعةُ عنواَّنا‪İslam Alimleri ( :‬‬


‫أعد ْ‬ ‫اإلسالم وتعالِ ِ‬
‫يمه‪ :‬موسوعةٌ َ‬ ‫ِ‬ ‫خطرا على‬
‫ب ً‬ ‫‪ 13‬من أش يِد هذه الْ ُكتُ ِ‬
‫ط ف سلك‬ ‫كتاب ضخم بعنوان (‪ )Tam İlmihal-Saadet-i Ebediyye‬ألََّفهُ متشي ٌ‬
‫خ منهم‪ ،‬كان رجالً عسك ِرًّاي‪ ،‬اخنر َ‬ ‫ومثَّ ٌ‬
‫‪َ .)Ansiklopedisi‬‬
‫ببث تعاليم النقشبندية‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعمل مستميتًا لتشويه صورة اإلسالم وتَ ِْرتيكه ي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫طوال نصف قرن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫العميقة ودخل ف مغامرة َ‬ ‫ِ‬ ‫الدولة‬
‫َ‬

‫‪ 14‬املصدر‪İslam Alimleri Ansklopedisi 13/118. İhlas Matbaacılık Gazetecilik ve Sağlık Hizmetleri A.Ş. :‬‬
‫حاج ٍة إىل ُمرتجم (املؤليف)‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫غة ي ِ ِ‬ ‫ص ال ِْقص ِ‬
‫َّة ابللي ِ‬
‫الرتكيَّة وقد يع َّربتُ َها بِنَ ْفسي من غ ِري َ‬
‫ْ‬ ‫‪ .İstanbul.‬وهذا نَ ي‬

‫‪«Mevlânâ-zâde Nizâmeddîn anlatır: "Kış zamanıydı. Günlerin en kısa olduğu bir mevsimde‬‬
‫‪Ubeydullah-ı Ahrâr hazretleriyle bir köyden bir köye gidiyorduk. İkindi namazını yolda kıldık. Güneş‬‬
‫‪solmaya başlamış ve ufuk çizgisine yaklaşmıştı. Menzilimiz gâyet uzaktı ve bu vaziyette oraya gecenin‬‬
‫وقفت على ِ‬
‫األفق‬ ‫ْ‬ ‫الشمس‬ ‫أن‬ ‫القصةَ اخليالِيَّةَ لِي ِ‬
‫وه َم هبا َّ‬ ‫اختلق من النقشبندييني هذه َّ‬ ‫َ‬ ‫اختلق َمن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتبعث عليه ِ‬
‫الليل!‬ ‫هو القريَةَ ف ضوء النها ِر وال يُزع َجهُ ُ‬
‫ظالم ِ‬ ‫حىت يد ُخ َل َ‬ ‫أشعَّتَ َها َّ‬ ‫ُ‬ ‫تنتظر هذا الشي َخ‬
‫ُ‬
‫فيع يدو َن هذه القصةَ اخلُرافِيَّةَ من مجلة كراماتِِه‪.‬‬

‫ي الذي يُ َع ِظي ُمونه بعنوان‬ ‫ِ‬


‫السرهند َّ‬ ‫قصص قد صاغوها ف إطر ِاء أِح َد الفاروقِ َّي‬ ‫ٌ‬ ‫ضا‬
‫للنقشبندييني أي ً‬
‫ٍ‬
‫موسوعة هلم ابللغة‬ ‫يستعني بغ ِريه‪ .‬حشدوها ف‬ ‫ابحث دو َن أن‬ ‫الرابِِني!)‪ ،‬يستحيل أ ْن َْجي َم َعها‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫(اإلمام ي‬
‫نقل ٍ‬ ‫ِ‬
‫جزء منها‪.‬‬ ‫ألحصاء َع َد ِد َها‪ ،‬فضالً عن ِ‬ ‫املقام‬
‫يضيق ُ‬ ‫الرتكِيَّ ِة ما ُ‬
‫‪15‬‬

‫الرابِِن) وهو ف ٍ‬
‫بلد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫املوسوعة ِ‬
‫آنفة الذك ِر‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫ب (اإلمام َّ ي‬ ‫أن رجالً ََس َع مناق َ‬ ‫من هذه اهلذايانت‪َ :‬وَر َد ف‬
‫بيت ٍ‬
‫أحد‬ ‫فنزل ضي ًفا ف ِ‬ ‫بعيد من َم َق يِره‪ .‬فسافر إىل مدينة سرهند ليزورهُ‪ ،‬لكنيه اتفق أ ْن وصل ليالً َ‬ ‫ٍ‬
‫س عليه‪ ،‬وأنه‬ ‫اإلمام ِِ‬‫وقص عليه أمرهُ‪ :‬أنه َّإمنا جاءَ ليستفي َد من ِ‬
‫الرابني‪ ،‬وأ ْن يَ ْد ُر َ‬ ‫َ‬ ‫من أهل املدينة‪َّ .‬‬
‫اإلمام‪ ،‬فأخ َذ يتطاول‬ ‫يبغض‬ ‫الد ِر كان‬
‫ب َّ‬ ‫أن ِ‬
‫صاح َّ‬ ‫مغمور ف السعادة‪ .‬إالَّ َّ‬ ‫ش يِو ٌق للقائِِه وهلذا أنَّه‬‫ُمتَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫نفس ِه‬
‫الرابِِن ف قلبِ ِه و َخاطَبهُ ف ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ع إىل اإلمام َّ ي‬ ‫فتضر َ‬
‫الضيف‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫عليه ابلتقبيح والتشنيع‪ ،‬فتضايق منه‬
‫الرجل يري ُد أن ُُيَ يِرَم ِن من هذه‬ ‫لكن هذا‬‫أقوم خبدمتِك‪َّ ،‬‬ ‫ك ِ‬ ‫قائالً‪َّ :‬إمنا قصدتُ َ‬
‫َ‬ ‫ونويت أن َ‬ ‫ُ‬ ‫لوجه هللا‬
‫سيف مسلول‪،‬‬ ‫ابإلمام وبيده ٌ‬ ‫ِ‬ ‫حىت فوجئ أهل ِ‬
‫البيت‬ ‫ساتِِه بع ُد َّ‬ ‫السعادةِ‪ .‬فلم ِ‬
‫َ ُ‬ ‫الضيف من َمهَ َ‬
‫ُ‬ ‫ينته‬
‫ِ‬
‫اد أن يُ َعِيَ‬
‫َب‬ ‫الضيف ودخل على اإلمام‪ ،‬وأر َ‬ ‫ُ‬ ‫إراب‪ .‬فلما أصبح‬ ‫إراب ً‬ ‫فانقض على صاحب البيت فقطعه ً‬ ‫َّ‬
‫تذكر شيئًا ف النهار من أخبار الليل!‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫حدث معه ف اللَّ ِ‬
‫اإلمام بقوله‪ :‬ال ْ‬ ‫ُ‬ ‫البارحة‪َ ،‬اب َد َرهَ‬ ‫يلة‬ ‫َ‬ ‫عما‬
‫َّ‬
‫‪16‬‬
‫ليكتم َك َر َامتَه‪.‬‬
‫وذلك َ‬

‫‪geç saatlerinden evvel varmak ihtimâli yoktu. Etrafta ise barınılacak hiç bir yer yoktu. Her taraf bozkır.‬‬
‫‪Kendi kendime düşünmeye başladım: "Menzil ırak, vakit akşam, yol korkunç, hava soğuk, sığınılacak‬‬
‫‪yer yok ; hâlimiz ne olacak?" Ubeydullah-ı Ahrâr hazretleri atını hızla sürüp gidiyor ve hiç bir telâş‬‬
‫‪eseri göstermiyordu. İçimden bu düşünceler geçince başlarını bana döndürdüler ve, "Yoksa korkuyor‬‬
‫‪musun ?" diye sordular. Sükût ettim. "Atını sıkı sürüp yol almaya bak ! Belki güneş batmadan‬‬
‫‪menzilimize ulaşırız." buyurdu. Böylece atlarımızı sıkı sürerek yol almaya başladık. Bir hayli yol‬‬
‫‪aldıktan sonra, dikkat ettim ki, güneş sanki yerinde duruyordu. Ufka yakın bir noktada ve göğe‬‬
‫‪çivilenmiş gibiydi. Köye girer girmez, sanki güneş söndürülmüş gibi, birden bire zifirî karanlıklar‬‬
‫» ‪içinde kaldık.‬‬

‫املصدر السابق‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 16‬املصدر‪İslam Alimleri Ansklopedisi 15/347. İhlas Matbaacılık Gazetecilik ve Sağlık Hizmetleri A.Ş. :‬‬
‫حاج ٍة إىل ُمرتجم (املؤليف)‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫غة ي ِ ِ‬ ‫ص ال ِْقص ِ‬
‫َّة ابللي ِ‬
‫الرتكيَّة وقد يع َّربتُ َها بِنَ ْفسي من غ ِري َ‬
‫ْ‬ ‫‪ .İstanbul.‬وهذا نَ ي‬
‫‪«Çok uzak memlekette bulunan bir azîz, İmâm-ı Rabbânî hazretlerinin medhini duyup, Serhend şehrine‬‬
‫‪geldi ve birinin evinde misâfir kaldı. İmâm-ı Rabbânî'den istifâde etmek için geldiğini, ona talebe‬‬
‫‪olmak şerefine kavuşmak istediğini, bunun için çok neşeli olduğunu söyleyince, ev sâhibi İmâm-ı‬‬
‫‪Rabbânî'yi kötülemeye başladı. Misâfir çok üzüldü.Mahcûb oldu. İmâm-ı Rabbânî'ye sığınıp‬‬
‫كثريا من التييارات الصوفِيَّ ِة‪ ،‬والطريقةَ‬ ‫آالف ِ‬
‫أمثاهلا تُ ِلف ُ‬
‫ت اإلنتباهَ إىل َّ‬ ‫وآالف ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫أن ً‬ ‫َ‬ ‫اخلزعبالت‬ ‫إن هذه‬
‫اب ٍ‬
‫ثالث‪:‬‬ ‫وفشت ف ُجمتَ َمعاهتِِم ألسبَ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ظهرت ف األتر ِ‬
‫اك‬ ‫ْ‬ ‫اخلصوص‪َّ ،‬إمنا‬
‫ِ‬ ‫النقشبنديَّةَ على ِ‬
‫وجه‬ ‫ِ‬

‫أهل الدعوةِ قاموا َّأو َل َم َّرةٍ بتبلي ِغ‬


‫شخص أو فِئَ ٍة من ِ‬
‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫ٍ‬
‫يشه ُد ِأبدىن إشارة إىل ِي‬ ‫يأوهلُا‪َّ :‬‬
‫أن التاري َخ ال َ‬
‫ِ‬
‫اْلديد جاءَ عف ِوًّاي وا ْعتِبَاطًا ومن غ ِري‬ ‫اإلسالم إليهم‪ .‬وهذا َيؤيكِ ُد على َّ‬
‫أن تع يرفَهم على الدين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رسالة‬
‫الكتاب والسني ِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعتناق تعاليمه بوع ٍي وفق‬ ‫مرش ٍد يد يهلُم على‬
‫ِ‬

‫(وحىت رؤسا َؤهم وملوَكهم!)‪ ،‬إ ْذ كانُو‬


‫ي‬ ‫ب الثان هو‪ :‬أَّنم كانوا جيهلو َن الكتابةَ والقراءَةَ‬‫والسبَ ُ‬
‫ٍ‬ ‫استيعاهبا من غ ِري در ٍ‬ ‫أن اإلسالم دين له ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وممارسة‬ ‫اسة‬ ‫ُ‬ ‫يستحيل‬
‫ُ‬ ‫ئ رصينةٌ‬‫مباد ُ‬ ‫َ ٌ‬ ‫بعُ ُموم ِه ْم ً‬
‫بدوا‪ ،‬مع َّ‬
‫ضروا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫خاصةً على قوم مل يتح ي‬
‫وتعليم‪َّ ،‬‬

‫قص ٍري جدًّا‪ ،‬لعليهم اتبعوا‬ ‫اإلسالم عن بكرةِ أبيهم وف ٍ‬


‫أمد‬ ‫ِ‬ ‫ث هو‪ :‬هتافُتُهم على‬ ‫ب الثالِ ُ‬
‫والسبَ ُ‬
‫ِ‬
‫ابالضافة إىل هذه‬ ‫فيهم‪.‬‬ ‫رؤساء ُهم وملُوَكهم ف ذلك ا ْغتباطًا وتَ ْقلي ًدا َهلُم‪ ،‬وذلك طابع ر ِ‬
‫اس ٌخ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُ ُ ْ‬
‫اك وال يعرتفو َن هبا‪ ،‬وحىت علما ُؤهم ال‬ ‫(التوقيفيَّ ِة) ظلَّ ْ‬
‫ت جمهولَةً ال يع ِرفُهُ األتر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األسباب‪َّ :‬‬
‫فإن مبدأ‬
‫العلميَّ ِة أب ًدا‪ .‬ورمبا يتجاهلون مشولِيَّةَ‬
‫ومؤسساهتِِم ِ‬‫يعبئو َن هبذا املصطلَ ِح‪ ،‬وال يتداولونه ف نواديهم َّ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم يي بكلِيتِ ِه اْلامع ِة‪ .‬نعم‪ ،‬حىت علما ُؤهم‬ ‫أساسيَّ ٍة يرتكز عليها الدين‬ ‫هذا املبدأِ كقاعدةٍ ِ‬
‫العظيم‪ ،‬ملاذا؟!‬
‫َ‬ ‫يتجاهلون هذا املبدأ‬

‫ألف ٍ‬
‫سنة‬ ‫مض ِي ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ابألمل ف استجابة ِ‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الناس للدعوة إىل توحيد هللا بعد ي‬ ‫ألَّنم ال يكادو َن يشعرون‬
‫ِ‬
‫حبسب‬ ‫"إن الفرصةَ قد فاتت"‬ ‫عليهم وقد رسخت ال ُْم ْسلُ َمانِيَّةُ )‪ (Müslümanlık‬ف أعماقهم‪َّ .‬‬
‫ائعهم اليت يتشبيثون هبا‪ ،‬ك يل ذلك ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اعتقادهم‪َّ .‬‬
‫تدل‬ ‫ص ْمتَ ُه ْم ف كث ٍري من األحيان‪ ،‬وأتويالهتم‪ ،‬وذر َ‬
‫إن َ‬
‫يستطيع أح ٌد‬
‫ُ‬ ‫بلسان حاهلِِ ْم‪" :‬هل‬
‫ِ‬ ‫كأَّنم يقولون‬ ‫ِ‬
‫املسألة و َّ‬ ‫ِ‬
‫مناقشة هذه‬ ‫على أَّنم ال يرجون فائدةً من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ي وإىل‬‫ي‪ ،‬إىل خالد البغداد ِي‬ ‫س ِو ِي‬
‫أن يُ َز ْعزِعَ إميا َن األتراك آبالف من أولياءهم (بدءًا من أِحد الْيَ َ‬

‫‪kalbinden; "Ben yalnızAllah rızâsı için, size hizmet niyeti ile gelmiştim. Şu şahıs, beni bu saâdetten‬‬
‫‪mahrum etmek istiyor." dedi. Bu sırada İmâm-ı Rabbânî birdenbire yalın kılıç gözüküverdi. Hâllerini‬‬
‫‪inkâr eden, o şahsa gereken cezayı verdi ve evden çıktı. O azîz sabahleyin mübârek huzûruna‬‬
‫‪kavuşunca, geceki hâdiseyi arz etmek istedi. Fakat İmâm-ı Rabbânî hazretleri; "Gece olanı, gündüz‬‬
‫»‪anlatma!" buyurup, kerâmetini gizledi.‬‬
‫شخص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واحد‬ ‫ٍ‬ ‫ري حىت عقيدةَ‬ ‫املعاصرين من شيوخهم الذين هم على َّنج أسالفهم؟!) أين له أ ْن يُغَِيَ‬
‫من النقشبنديِني ف ِ‬
‫َّع خال ُد‬ ‫كانت لعنتُهُ تساوي لعنةَ هللا ف اعتقادهم؟!"‪ .‬أمل يَد ِ‬ ‫البغدادي الذي ْ‬ ‫ِي‬ ‫خالد‬ ‫ي‬
‫السوس ِيي من ِدينِ ِه وقد أخ َذ ف ذلك موافقةَ مجيع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوهاب‬ ‫طرد عب َد‬ ‫ٍ‬
‫رسالة له أنَّهُ َ‬ ‫يف‬ ‫ِ‬
‫البغداد ي‬
‫الفارسي‪ ،‬وقاسم بن ممد‪ ،‬وجعفر الصادق‪ ،‬وأّب يزيد‬ ‫ِ‬ ‫ساداتِِه‪( :‬أي من أّب بكر الصديق‪ ،‬وسلمان‬ ‫َ‬
‫الفارمدي‪ ،‬وأّب يعقوب اهلمداني‪ ،‬وعبد اخلالق الْغُ ْج ُد َو ِاني‪،‬‬ ‫البسطام ييِ‪ ،‬وأّب اْلسن اخلرقاني‪ ،‬وأّب علي‬ ‫ِ‬
‫ي‬
‫اإلجنريفَ غْن ِو ِي‪ ،‬وعلِ ِي َّ ِ‬
‫ممد‬‫اسي‪ ،‬وأمري ُكالَ ْل‪ ،‬و ي‬ ‫السم ِي‬
‫ممد َاب َاب َّ‬ ‫ن‪ ،‬و ي‬ ‫الرامتَ ِي‬ ‫ي‬ ‫ي‪ ،‬وممود ِْ ْ َ ي‬ ‫الر َيوگَ ِر ِي‬
‫وعارف يِ‬
‫ِ‬
‫ممد زاهد‬ ‫ممد عالء الدين العطيا ِر‪ ،‬ويعقوب الﭽرخي‪ ،‬وعبيد هللا األحرار‪ ،‬و ي‬ ‫اري‪ ،‬و ي‬
‫هباء الدين البُ َخ ي‬
‫الفاروقي‬ ‫لي‪ ،‬وأِحد‬ ‫اخلُو ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ممد ابقي الكابُ ي‬ ‫اجﮕي‪ ،‬و ي‬ ‫ممد ْ َ َ‬ ‫السمرقندي‪ ،‬و ي‬
‫ي‬ ‫ممد‬
‫الْبَ َد ْخشي‪ ،‬ودرويش ي‬
‫ممد الْبَ َد َو ِانَ‪ ،‬ومشس الدين‬ ‫الفاروقي‪ ،‬و ي‬‫ي‬ ‫ممد سيف الدين‬ ‫ممد معصوم الفاروقي‪ ،‬و ي‬ ‫السرهندي‪ ،‬و ي‬ ‫ي‬
‫ِ‬
‫عاش بني أعوام‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ي (الذي‬ ‫البغداد ي‬ ‫ي‪ .)...‬نعم يدَّعي خال ُد‬ ‫َّهلَ ِو ِي‬
‫َمظ َْهر‪ ،‬وعبد هللا الد ْ‬
‫(وعددهم ْثانيةٌ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‪،‬‬ ‫صرُية َّ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أبلفاظ‬ ‫‪1778‬م‪1192/.‬ه ‪1826-‬م‪1242/.‬ه ‪ ).‬يد ِ‬
‫َّعي‬
‫ُ‬
‫‪17‬‬
‫النقشبنديَِّة!‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السوس ِيي من الطريقة‬ ‫ِ‬
‫الوهاب‬ ‫وعشرون شخصا) قد وافقوه ف قرا ِرهِ ِ‬
‫بطرد عبد‬ ‫ً‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ش‬
‫ب الفاح ُ‬ ‫دام هذا الكذ ُ‬
‫ي ف تُ ْركيَا‪ ،‬ما َ‬‫من ذا الذي يستط ْع أن يُ َو يجهَ أدىن انتقاد إىل خالد البغ َداد ِي‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫إنسان أن‬ ‫يُع يد كرامةً عظيمةً من كراماته ف اعتقاد النقشبنديِيني؟! لذلك من اخلطر الشديد على ِي‬
‫أي‬
‫اإلعتقاد‬ ‫يك له‪َّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫اإلميان ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫يتجرأَ فَ ِ‬
‫َ‬ ‫ابلل وح َده الشر َ‬ ‫الناس إىل‬
‫يدعو َ‬ ‫رييك َز على مفهوم (التوقيفيَّة) أبن َ‬ ‫ي َُ‬
‫شرك ُخيْ ِر ُجهُ من امللَّ ِة‪.‬‬ ‫بتص ير ِ‬
‫ف ال َْم ْوتَى ف َخل ِْق ِه َوُملْكِ ِه ٌ‬

‫املسماةِ ابإلهلِيَّات) َّ‬


‫خباص ٍة‪" ،‬أن الرتكِ َيز‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يظهر من مواقف األكادمييني اإلهليَّاتيِيني (أي أساتذة الكلييَّات ي‬
‫ألن األتراك أصالً يُِق يرو َن أبَّنم منتسبون‬ ‫ث‪َّ ،‬‬‫التوقيفيَّ ِة) َعبَ ٌ‬ ‫ِ‬
‫مفهوم ( ِ‬ ‫ِ‬
‫التوحيد‪ ،‬وعلى‬ ‫على مسائِ ِل‬

‫أحد م ِر ِ‬
‫يد ِيه ف إسطنبول‪:‬‬ ‫بعث هبا إىل ِ‬ ‫ِ‬
‫الفاحش‪َ ،‬‬ ‫ص ِرسال ٍَة له تشه ُد على هذا اإل ِيد ِ‬
‫عاء اخلط ِري والكذب‬ ‫وهذا ن ي َ‬
‫‪17‬‬
‫ُ‬
‫الوهاب ملا ظهر منه من األمور املخالفة للطريقة والشريعة‪ ،‬وأنه صار سببًا لل يدسائس الييت اختلقها‬ ‫أت من عبد ي‬ ‫" بعد السالم‪ ،‬من العام األول‪ ،‬الفقري تَبي ُ‬
‫وأردت أن أكتب هذا إىل اآلستانة العليية ‪ -‬صينت عن البليية ‪ -‬ليعلم الناس أنيه‬
‫ُ‬ ‫أمورا ال تليق أبراذل العو يام‪،‬‬
‫توهم كثري من الناس ف ح يقنا ً‬ ‫حىت ي‬
‫املتشييخون ي‬
‫شفيعا أن ال أكتُب‬
‫فتوسل ّب وجعل روحانية مشائخ السلسلة ً‬ ‫مظهرا ْلالل سادات الطريقة البهيية البهائيية‪ .‬ي‬‫مطرود عن الطريق‪ ،‬فال يلتفت إليه أح ٌد لئالي يصري ً‬
‫ِ‬
‫هذا‪ .‬وحلف األميان املؤيكدة أنيه يكتب هذا املضمون خبطيه‪ .‬مث ظهر أنيه بليغ تقر ًيرا مع بعض املرسلني من طرفه وحتر ًيرا إىل بعض املخلصني‪ :‬أنيه كان بعض إخوانه‬
‫حىت أ ين بعضكم ترك طلب الدعاء واملكاتبة إىل بعض أهل الطريقة رعاية‬ ‫األول وأكثر‪ ،‬ي‬ ‫لدي‪ ،‬وأنيه صار مثل ي‬ ‫ف الطريقة افرتوا عليه عندي‪ ،‬مث ظهر افرتاؤهم َّ‬
‫ْلانبه‪ .‬واملرء يُع َذ ُر ْلهله‪.‬‬

‫ادقَتَهُ َوُم َكاتَبَ تَهُ‪ ،‬وإالي‬


‫صَ‬ ‫فليرتك ُم َ‬
‫ْ‬ ‫الوهاب‪ .‬فهو مطرود عن الطريقة‪ .‬فك يل َم ْن تصادق معه ألجل الطريقة‬
‫أبن ومجيع رجال السلسلة تَبيأان من عبد ي‬ ‫فاآلن أخَبكم ي‬
‫ئ من إمداد هذا الفقري وإمداد السادات الكرام‪ .‬وال أرضى أن يكاتبن؛ وال أن يستم يد مهييت بعد وصول هذا املكتوب إليه‪ .‬وأنت مأمور إبيصاله إىل ِي‬
‫كل‬ ‫فهو بر ٌ‬
‫ممد‬ ‫ِ‬
‫لص‪ .‬فمن كان مري َد الطريقة فليُظ ِه ِر ال ََْبَاءَةَ منه‪ ،‬ومن كان مري َد نفسه فال َّ‬
‫ُخم ٍ‬
‫ممد بن ي‬ ‫نفسه إذا هلك مع اهلالكني«‪ .‬املصدر‪ :‬عبد اجمليد بن ي‬ ‫يلومن إالي َ‬
‫اخلاني‪ ،‬اْلدائق الورديية ف حقائق أجالء النقشبنديية‪ ،‬ص‪ 232/‬؛ ممد أسعد صاحب‪ ،‬بغية الواجد‪ ،‬النسخة القدمية املطبوعة ف دمشق‪ ،‬ص‪.130/‬‬
‫متباينة أخرى من الصوفِيَّ ِة‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مجاعات‬ ‫ِ‬
‫نقشبندييني أو منخرطني ف‬ ‫ض ُهم‬
‫أبس أن يكون بع ُ‬
‫لإلسالم‪ ،‬وال َ‬
‫ِ‬
‫ابإلسالم ومعت يزون به‪ ،‬وهذا فيه كفايةٌ إلبر ِاء ِ‬
‫ساحة اجملتمع الرتكِ ِيي مبا‬ ‫ِ‬ ‫وغري الصوفِيَّ ِة‪ ،‬فكليهم معرتفون‬
‫لباب ِ‬
‫الفتنة‪".‬‬ ‫ِ‬
‫الفسقة وامللحدين سدًّا ِ‬ ‫فيه من‬

‫(التوقيفيَّ ِة)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احملافظ املتديِين ف تُ ْركِيَا‪َّ :‬‬
‫أن إاثرةَ مفهوم‬ ‫القطاع‬
‫ِ‬ ‫أي ال ُْم ْج َم ُع عليه عند ُع َقالَِء‬
‫يَبهن هذا الر ُ‬
‫اك لل يِد َاينَِة (ال ُْمسلُمانِيية ‪)Müslümanlık‬‬ ‫اعتناق األتر ِ‬
‫ِ‬ ‫سنة من‬ ‫ألف ٍ‬ ‫يد بعد ِ‬ ‫ومناقشةَ مسائِ ِل ِ‬
‫التوح ِ‬
‫اخلاص ِة وصبغتِها احمللِييَّ ِة (كرم ٍز‬
‫َّ‬ ‫ومناسكِها‬
‫بطقوسها ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن املسلمانِيَّةَ‬ ‫طائل َحتْتَ َها‪ .‬ذلك َّ‬
‫ماولةٌ ايئسةٌ ال َ‬
‫الصوف على مدى ِ ٍ‬ ‫أصبحت بِناءً عمالقًا َّ‬ ‫ِ‬
‫للقوميَّ ِة الرتكِيَّ ِة)‪،‬‬
‫اليوم‬
‫ألف سنة‪ ،‬وتعتم ُد َ‬ ‫ِِي‬ ‫تغذت من الفك ِر‬ ‫ْ‬
‫اليوم‬ ‫فإن املسلمانِيَّةَ َّ‬ ‫ِ‬
‫النقشبنديَّةُ‪ ،‬وابألحرى؛ َّ‬ ‫عدد من التيَّارات الصوفِيَّ ِة وآخرها الطريقةُ‬ ‫على ٍ‬
‫تتجس ُد َ‬
‫اإلسالم الذي يَ ْرقُ ُد بني َدفَّ َِيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يستحيل أن يتخليى عنها األتراك‪ ،‬ويعتنقوا‬ ‫ُ‬ ‫ي الذي‬ ‫ف ال يدي ِن النقشبند ِي‬
‫بطون أمهات كتب السنة‪.‬‬ ‫القرآن وف ِ‬ ‫ِ‬

‫النقشبنديَِّة ِ‬
‫وم ْن أخط ِر َد َسائِ ِس َها‬ ‫ِ‬ ‫أهداف الطريقة‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالَِم‪ ،‬وهي من أهم‬ ‫الرابِ َعةُ‪ :‬هي تَ ِْرت ُ‬
‫يك ْ‬ ‫النقطةُ َّ‬
‫سلُ َمانِيَّةُ ‪Müslümanlık‬‬ ‫ٍ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْ ُك ْف ِريَِّة‪َّ .‬‬
‫ألن هذه احملاولةَ فيها جتزئةٌ لأل َُّمة إىل جبهة تركية ُمتَثيلُ َها الداينة (ال ُْم ْ‬
‫ض ُد َها الطريقةُ النقشبنديَّةُ من ابطنها؛ وإىل ٍ‬
‫جبهة‬ ‫(اْلنفاني ‪ )Hanafism‬ف ظاهرها‪َ ،‬وتُ َع ِي‬ ‫ِ‬ ‫واملذهب‬ ‫)‬
‫ُ‬
‫سنَّةُ‪.‬‬‫(اإلسالم) الذي ُي يِد ُدهُ القرآن وال ي‬
‫ُ‬ ‫عربِيَّ ٍة متثِيلُها‬

‫وم ْب َىن‬ ‫ِ‬ ‫أهل ال ي ِ‬


‫ادهتِِ ْم هو معتق ُد ِ‬ ‫ني مهما حتزلقوا ف دفاعهم‪َّ :‬‬ ‫َّ‬
‫سنَّة واْلماعة‪َ ،‬‬ ‫"أن ُم ْعتَ َق َد َس َ‬ ‫إن النقشبنديي َ‬
‫عبد ِ‬
‫هللا ِِ‬
‫اخلاني‪ 18،‬لكنهم‬ ‫يعة املطهَّرةِ‪ "...‬كما يزعمه مم ُد بن ِ‬ ‫أحكام الشر ِ‬
‫ِ‬ ‫طر ِيقهم على ِ‬
‫حفظ‬
‫ُْ‬ ‫َ‬
‫اد عليها معاصروهم‬ ‫س واهلنود‪ ،‬وقد ز َ‬
‫‪19‬‬ ‫أابطيل الْ ُف ْر ِ‬
‫ِ‬ ‫يك يِذبو َن أنفس ُهم مبا حشدوا ف ِ‬
‫بطون ُكتُبِ ِه ْم من‬ ‫َ ْ‬
‫األكاذيب والتحر ِ‬
‫يف‬ ‫ِ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬حبيث يستحيل حصرهُ من ِ‬
‫أمناط‬ ‫ِ‬ ‫ما يَبهن على ماولتهم لترتيك‬
‫َ ُْ‬
‫ممد بن عبد هللا اخلان‪ ،‬البهجة السنية ف آداب الطريقة النقشبندية‪ ،‬ص‪ .3/‬املطبعة امليمنية‪ ،‬مصر‪ ،‬بال اتريخ‪.‬‬ ‫‪18‬‬

‫جهودهم ف طبعِها ونش ِرها علنًا‪ ،‬ويويِزعون بعضها جمي ً‬


‫اان للدعاية‪:‬‬ ‫هذه مجلةٌ من كتبهم اليت تشهد عليهم‪ ،‬يبذلون‬ ‫‪19‬‬
‫َ‬
‫السعادة األبدية مبا جاء به النقشبندية (عرّب العبارة)‪ ،‬من أتليف‪ :‬عبد اجمليد بن ممد اخلان‪Hakikat Kitabevi, İstanbul-1992 ،‬‬ ‫•‬
‫‪( Saadet-i Ebediyye‬تركي العبارة)‪ ،‬من أتليف‪ :‬حسني حلمي إيشك‪Hakikat Kitabevi, İstanbul-1999 ،‬‬ ‫•‬
‫بُغْيَةُ الواجد‪( ،‬عرّب العبارة)‪ ،‬من أتليف‪ :‬ممد أسعد صاحب‪ ،‬مطبعة الرتقِيي‪ ،‬دمشق‪1334 -‬ه ‪.‬‬ ‫•‬
‫علماء املسلمني والوهابية‪ ،‬جمموعة ُكتُب (عرّب العبارة)‪ ،‬مجعها‪ :‬حسني حلمي إيشك‪ ،‬مكتبة إيشيق‪ ،‬إسطنبول‪1392-‬ه ‪.‬‬ ‫•‬
‫البهجة السنية ف آداب الطريقة النقشبندية‪( ،‬عرّب العبارة)‪ ،‬من أتليف‪ :‬ممد بن عبد هللا اخلان‪ ،‬املطبعة امليمنية‪ ،‬مصر‪ ،‬بال اتريخ‪.‬‬ ‫•‬
‫روح الفرقان‪ ،‬تفسري إشاري ْلماعة تشرشنبه‪( ،‬تركي العبارة)‪ ،‬مكتبة ِسراج‪ ،‬إسطنبول‪1991-‬م‪.‬‬ ‫•‬
‫‪( ،Rabıta ve Tevessül‬تركي العبارة)‪ ،‬من أتليف مجاعة من النقشبنديني‪Umran Yayınları, İstanbul-1994 ،‬‬ ‫•‬
‫والتخريف والتأويل‪ ...‬أقليها تَر يِحُهم على ِ‬
‫أحد قدمائِهم ف عهدهم الوثن اَسه‪( :‬أوغوز خان‬
‫‪Oğuz‬‬ ‫َ ُْ‬
‫‪.)Han‬‬

‫كتاب للنقشبندييني العنص ِرييني من أتليف شيخهم حسني حلمي إيشيك (‪-1911‬‬ ‫ورد ذلك ف ٍ‬
‫‪2001‬م‪( ،).‬عنوانه‪ :‬السعادة األبدية‪ 20،‬ف طبعته السابعة والسبعني) وهو يشرح ترمجةَ أوغوز‬
‫اك قدميًا كانو منقسمني إىل‬ ‫إن األتر َ‬‫هللا تعاىل عليه‪َّ :‬‬‫خان‪ ،‬يقول ابْلرف الواحد‪ " :‬أُوغُوْز َخان رِحةُ ِ‬
‫س َع ْش َرةَ قَبِيلَةً‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الشرق وتُر ِك الغرب‪ ،‬فَ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تُ ْر ِك‬
‫قبائل‪ ،‬والْغَ ْربيون كانوا َمخْ َ‬‫س َ‬ ‫الش ْرقيو َن منهم كانوا َمخْ َ‬ ‫ْ‬
‫املنطقة الشرقيَّ ِة‪َّ ،‬أما قبيلةُ أ ُُوغُوْز َوالْكِ ْرِجيز‪ ،‬فَِإ ََّّنُ َما كانَتَا ِم ْن ِ‬
‫قبائل‬ ‫ِ‬ ‫كانت قبيلةُ أُوي غُور ِمن أتر ِ‬
‫اك‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫سنة قبل اهلجرة‬ ‫آالف ٍ‬ ‫مخسة ِ‬ ‫ِ‬ ‫اهلند وإيران والعر ِ‬
‫اق منذ‬ ‫أحناء ِ‬ ‫املنطقة الْغَربِيَّ ِة‪ .‬كانوا قد انتشروا ف ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫أقل دليل على ذلك‪ .‬وإمنا تَ َف َّوهَ‬ ‫الصحة‪ ،‬وال ميلك أح ٌد َّ‬ ‫ِ‬ ‫أساس له من‬ ‫مض ال‬
‫النبوية‪ ".‬وهذا كذب ٌ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫شك لعبةٌ‬ ‫اإلسالم! وهذا ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫قرون من ظهوِر‬ ‫اك كانوا مسلمني قبل ٍ‬ ‫الباط ِل لِيُ َم يِوهَ َّ‬
‫أن األتر َ‬ ‫هبذا ِ‬
‫اك كانوا وال يزالون ف‬ ‫أن األتر َ‬ ‫ض ِم ُر ف مطاويها َّ‬ ‫ِ‬
‫اْلقيقة تُ ْ‬ ‫َّها ف‬ ‫يكاد أح ٌد ي ِ‬‫صبيانِيَّةٌ ال ُ‬
‫ص يدقُها‪ ،‬لكن َ‬ ‫َُ‬
‫وإرهاصات هت يِد ُد هبا‬
‫ٍ‬ ‫خفيَّ ٍة‬
‫فتنة ِ‬ ‫مهسات شيطانية تدعو إىل ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫العرب ودينهم‪ ،‬وف ذلك‬ ‫ِ‬ ‫ِغىن عن‬
‫احملم ِديَِّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الطريقةُ النقشبنديةُ كيا َن األمة ي‬

‫الرتكِيَّة‪:‬‬ ‫‪ 20‬وهذا ن ي ِ ِ‬
‫ص َكالَمه ابلليغَة يْ‬
‫‪«Oguz Han rahmetullahi Teala aleyh: Eski Turkler, sark ve garb turkleri diye ikiye ayrilmisdi. Sark‬‬
‫‪turkleri bes, garb turkleri onbes kabile idi. Uygurlar sark, Oguz ve Kirgizlar da garb turklerinden idi.‬‬
‫‪Hicretden besbin sene önce Hind Iran ve Iraka yayilmislardi.» Huseyin Hilmi Isik, Tam Ilmihal,‬‬
‫‪Hakikat Kitabevi, 79. Publishing, page: 1157. Istanbul/1999.‬‬

You might also like